1
ما حصلت مصالحة :الحالة الغريبة لل ُمصالحاتي وهوسه العجيب بالمصالحة األمر الذي ارتد في آخر المطاف على بنية المصالحة نفسها فأخل بنظامها وأفسد كيانها. بقلم :فريد أبو سرايا عندما يبتعد عن األضواء ،ويختفي عن األنظار ،ينتاب الجميع شعور بأنه ال بد أن يكون منخرطا في إجراء مصالحة من نوع ما .في الواقع ،لم يكن ذلك مجرد شعور بل كان ادراكا فعليا ،فقد علموا باإلستقراء من طول معاشرتهم له ،بأنه ال يهدأ له بال وال يقر له قرار حتى يشرع بإجراء مصالحة ما .كانت المصالحة تجري في جسمه مجرى الدم ،وقد اعتبر أن إجراء مصالحة هو أولوية قصوى بالنسبة له ،بل هو أولى أولوياته. أستحوذ عليه هاجس المصالحة إلى درجة أنه فكر في اختراع آلة زمن ليسافر بها إلى الماضي لكي يصالح بين المسلمين والمشركين في مكة إبان عصر الدعوة ،ويوفق بين المسيح من جهة واليهود والرومان من جهة أخرى ،ويستغل الظرف الزمني ليصالح بين يوحنا المعمدان كطرف أول ،وهيروديا وابنتها سالومي كطرف ثان ،وال ضير عنده البتة أن يكون أحد طرفي النزاع هذه المرة بدون رأس .وأن يطير إلى البحرين لمقابلة أبا طاهر الجنابي ليجري مصالحة بينه وبين الحجر األسود ،ألنه اعتبر أن ما قام به الجنابي يقع ضمن دائرة االجتهاد ،وأنه ،أي الجنابي قد اجتهد فاخطأ .ثم يعرج على الشاعر الفرزدق ويصالح بينه وبين زوجه نوار ،فقد أحزنه كثيراً فراق الفرزدق لها ،وكان كثيرا ما يردد بشيء من الحسرة بيت الفرزدق القائل :
ندمت ندامة الكسعي ....لما باتت مطلقة مني نوار من جهود المصالحاتي الجديرة بالتذكر ،سعيه الحثيث للتقريب بين الشرق والغرب وجعلهما يلتقيان، فكثيراً ما عبر عن انزعاجه مما جاء في قصيدة للشاعر البريطاني روديارد كبلينغ Rudyard Kipling بعنوان الشرق والغرب ،وخاصة البيت القائل:
أوه ،الشرق شرق ،والغرب غرب ،ولن يلتقي التوأمان أبداً. Oh, East is East, and West is West, and never the twain shall meet , أجتهد المصالحاتي في أن يضم األرض من أطرافها ،ولكنه لم يوفق في مسعاه ذاك ،ومع ذلك فقد سجل له التاريخ نيله قصب السبق وشرف المحاولة بدافع من حسن نية وسالمة طوية. من ضمن األسباب الوجيهة التي دعته إلى التفكير في اختراع آلة زمن ،هو السفر إلى الماضي والهبوط على سواحل أفريقيا الشمالية لكي يجري مصالحة بين أهل تلك الربوع وفرسان القديس يوحنا يحتفظ بموجبها كل طرف بمعتقداته ،وال يقوم أي طرف بتحويل الطرف اآلخر عن دينه. ارتكزت سياسة المصالحاتي على عدة مفاهيم من ضمنها إيمانه بأن العداوات والخصومات هي أم ٌر ظرفي ،أي أنها تزول بتغير الظروف واألسباب الموجبة لها ،وأن ال شيء يبقى إلى األبد. 2
تفاقمت حالة المصالحة عند ال ُمصالحاتي إلى درجة أنه خطط إلجراء مصالحة بين الداروينيين وخصومهم في قضية النشوء واإلرتقاء .بحيث يصل الطرفين إلى حل وسط بين الرأي القائل أن اإلنسان يتحدر من "لوسي" التي اكتشف علماء األنثروبولوجيا عظامها في أثيوبيا ،ورأي خصومهم القائل بخالف ذلك. بعد طور التفاقم جاء دور االستفحال ،فاستفحلت حالة ال ُمصالحاتي حتى قيل أنه قام بإجراء مصالحة بين الذئاب والحمالن تحتفظ الحمالن بموجب بنودها بصوفها ،وتحتفظ الذئاب ببراثنها وأنيابها .ولكن لألسف لم تلتزم الحمالن بما تعهدت به فقد تم جز صوف بعضها مما دعى الذئاب إلى الرد على هذا الخرق الفاضح، وهكذا انهارت المصالحة. بلغت المصالحة مداها ووصلت إلى منتهاها عندما حاول ال ُمصالحاتي أن يجري مصالحة بين البكتيريا والفيروسات والفطريات من جهة ،وبين األجسام المضادة وكريات الدم البيضاء ،والخاليا البائية والخاليا التائية من جهة أخرى ،بيد أنه لم يوفق في تلك المحاولة نظراً لتعنت البكتيريا والفيروسات في مواقفهما. في آخر المطاف ،بعد أن خلت جعبته من مشاريع المصالحة ،وبعد أن لم يبق ثمة ما يمكن أن يجرى مصالحة بينهما ،إذ بات العالم في تلك اآلونة يعيش في سالم ووئام ،تأمل ال ُمصالحاتي كلمة "مصالحة"، فوجدها تتكون من ستة حروف ،ثالثة منها قمرية ،وثالثة منها شمسية ،فأقض مضجعه عدم االنسجام والتقارب في لب المصالحة نفسها ،فأخذ على عاتقه مهمة عظيمة تتمثل في إجراء نوع من التقارب بين الحروف القمرية المكونة لكلمة مصالحة مع بعضها البعض ،وكذلك الحروف الشمسية؛ إذ أن حروف كلمة "مصالحة" هي على التوالي :قمري ،شمسي ،قمري ،شمسي ،قمري ،شمسي.
3
لم تالق فكرة ال ُمصالحاتي الجديدة أي تأييد أو استحسان من مجامع اللغة العربية ،إذ كانت تدعو إلى جعل ثالثة حروف قمرية من كلمة "مصالحة" وهي :الميم ،واأللف ،والحاء متالصقة ،ثم تعقبها الحروف الشمسية ،وهي :الصاد ،والالم ،والتاء ،األمر الذي نتج عنه كلمة هجينة جديدة وهي؛ "ما حصلت" ،أي لم تحدث. لحسن حظ اللغة العربية ،والتراث اإلنساني بصفة عامة "ما حصلت" مصالحة هذه المرة. أخيراً ،هناك سؤا ٌل بديهي يطرح نفسه بكل عفوية ،وعبارته تقول :ما الذي سيفعله ال ُمصالحاتي إذا لم يكن هناك طرفين متخاصمين؟ وهل بسبب من نزعة قاهرة ،وديدن غالب سيضطر لخلق أزمة ما لينتج عنها طرفين متخاصمين كي يتسنى له القيام بعدها بممارسة هوايته المفضلة ويصالح بينهما؟ في الواقع ،لم تكن المصالحة بالنسبة للمصالحاتي وسيلة ،بل كانت غاية في حد ذاتها .فإذا لم تكن هناك أرضية أو أسبابا ً تدعو إلجراء مصالحة ،وجب أن تخلق األسباب وتنشأ األرضية إلجراء أي مصالحة من أي نوع كانت ،وبين أي طرفين كانا.
4
الصياد القمري وسمكة شمس المحيط (موال موال) بقلم :فريد أبو سرايا عندما نهاجر إلى القمر فسنكون أول مهاجرين يهاجرون هربا من ال شيء إلى ال شيء. نجيب محفوظ ،ثرثرة فوق النيل لم يكن بوسعه الجلوس على سطح البدر وصيد السمك في آن واحد خشية اإلنزالق والسقوط في الفضاء ،لذا فقد انتظر حتى ينتقل القمر إلى طور الهالل ،ليجلس في حجره فيكون البحر مكشوفا تحته لناظريه. أخذ عدة الصيد وجلس على الطرف السفلي للهالل
مدليا
إحدى رجليه
باسترخاء ،ثم رمى بالطعم ألسفل وأمسك بالقصبة بإحكام منتظرا ً نصيبه من السمك. بعد مضي برهة من الزمن ،أحس الصياد بشيء ما يناوش الطعم ،ثم ما لبثت القصبة أن طفقت باإلهتزاز .ولما كان القمر والشعر متالزمان فقد ذكره إهتزاز القصبة بمظفر النواب ،فانفرجت شفتاه عن ابتسامة وهو يتذكر بيتا للنواب يقول:
تتحرك دكة غسل الموتى ....أما أنتم ال تهتز لكم قصبة فقال في نفسه :أما أنا فلي قصبةٌ تهتز! اهتزت القصبة فاستبشر الصياد بصيد كبير ،بيد أن هذا االستبشار لم يدم طويالً فقد تعاظم االهتزاز حتى شعر الصياد بأن القمر نفسه قد بدأ يهتز معه .لقد كان جليا ً أن الصيد أكبر مما ينبغي صيده ،أو كما يقال أن اللقمة كانت أكبر من أن تمتضغ ناهيك عن أن تبتلع .تشبث الصياد بالقصبة بكل ما أوتي من قوة ،ولكن قوة الجذب كانت عاتية طاغية ،فاختل توازنه وسقط وهو ممسك بالقصبة وهوى إلى البحر .لكن على الرغم من
5
محنته ظل متشبثا ً بالقصبة منساقا ً ورائها في البحر ،وعندما غمرته مياه البحر أدرك أن غريمه هو سمكة من النوع المسمى سمكة شمس المحيط (.)Mola Mola كقمري ،أدرك الصياد أن ال قبل له بشيء شمسي ،فأرخى قبضته عن القصبة فانسابت من يديه وجرتها سمكة شمس المحيط ورائها وغاصت بها إلى األعماق السحيقة. تبقى لدى الصياد القمري مشكلة واحدة وهي كيف يعود إلى القمر مجدداً .لم يكن القمر في طور جاذبيته القصوى لألرض ،فاضطر إلى االنتظار حتى يكون المد عاليا ،فيركب أمواج البحر ،ويمد يده إلى القمر ويمسك به ،ثم يصعد إليه. لكن برزت للصياد مشكلة أخرى؛ وهي أنه ال يكون القمر في طور جاذبيته القصوى إال حينما يكون مكتمالً ،أي يكون بدراً .وعندما أعتلى الصياد أمواج البحر وأراد أن يتسلق القمر أنزلق وسقط في الماء. كرر الصياد محاولته تلك عدة مرات ،ولكن في كل مرة كان السقوط في البحر هو مآله. باتت حالة تسلق الصياد للبدر المنير تشبه كثيراً الحالة التي وجد المخادع سيزيف نفسه فيها وهو يحمل صخرةً إلى أعلى تل ،وكلما وضعها على قمة التل تدحرجت إلى الوادي .حمل سيزيف صخرة مدورة، وأراد الصياد أن يتسلق جرما ً مدوراً ،فكان التدوير هو القاسم المشترك بين حملهما ،وكان االنحدار هو القاسم المشترك بينهما. على الرغم من أن ما كان يقوم به لم يكن عبثاً ،إال أن الصياد القمري رفض أن يكون مصيره كمصير سيزيف؛ بأن يكون رمزاً للعذاب األبدي ،فتثاقل إلى البحر األرضي ورضي به موطنا ً بديالً عن بحر السكون. منذ تلك الحادثة الشهيرة أضحى البحر يحتوي على شيئين مميزين؛ أحدهما شمسي ،واآلخر قمري.
6
موسم الهجرة إلى الماء :موس ٌم تتعرى فيه األشجار وتورق أخيلتها بقلم :فريد أبو سرايا وقفت الشجرة قرب حافة البركة ،وهذا ال يعني أن اتصال الشجرة بالبركة كان عن بعد ،بل كان اتصاالً ووصاالً حقيقياً ،فقد المست جذورها قاع البركة وارتشفت من رضابها العذب .اطلت الشجرة بجذعها وأغصانها وأوراقها على سطح البركة متأملة صورتها المنعكسة على سطح الماء ،فكانت بذلك تكرر ما قام به ذلك الفتى األسطوري المسمى نرجس ،الذي هام وتاه بجمال صورته المنعكسة على صفحة مياه غدير. عندما يسكن الهواء أو يكاد ،وتسطع الشمس سطوعا ً مناس ًبا ،يكون الظرف مالئ ًما والحالة مؤاتية لتنعكس صور األشياء على سطح الماء. وهذا بالضبط ما حصل ،فقد سكن سطح البركة، وسكبت الشمس ضوءها على الشجرة ،فانعكس الضوء إلى البركة ناقالً إليها رسالة من الشجرة. رسم الضوء صورة الشجرة على سطح البركة. وهكذا كان للشجرة جذور في التراب ،وجذع وأغصان في الهواء ،ثم صار لها خيال على الماء .وكان هذا الخيال بالنسبة للشجرة بمثابة القرين المصاحب لها ما شاء له الضوء ذلك من صحبة. ارتبطت الشجرة بثالثة عناصر؛ التراب ،والماء ،والهواء ،ولم يبق إال النار ليكتمل مربع العناصر، ولكن من المعلوم أن ارتباط األشجار بالنار هو ارتباط مؤجل فقط إلى حين ،وبصفة عامة ال بد لكل كائن حي أن يرتبط بهذه العناصر األربعة عاجالً أو آجالً. حل الخريف فحلت بركته على البركة ،وانقطع تأمل الشجرة لخيالها المرتسم على الماء .فقد نفضت بعض األشجار األوراق عن أغصانها ،وكانت شجرتنا من بين تلك االشجار التي ذرفت أوراقها حزنا ً على فراق الصيف ،فباتت عارية تماما من اآلوراق. 7
ارتمت األوراق على الماء؛ فصارت أوراق الشجرة أوراقا ً لخيالها المرتسم على سطح البركة. لقد تعرت الشجرة وأورق خيالها. بالطبع إن إيراق الخيال ال يفيد الشجرة البتة إذا كانت عارية ،فلو أن أوراق الدنيا كلها سقطت على الخيال لما زاد ذلك في أغصان الشجرة ورقة واحدة. في هذا الصدد ،هناك نظرية أخرى تقول أن األوراق أ ُخذت بصورة الخيال المرتسم على سطح البركة، ومن شدة تيهها بما رأته ،أرادت أن تكون مع ما هوته ،فهوت إلى البركة. في الواقع ،ما حدث هو أن االوراق قد هاجرت من أغصان الشجرة ولجأت إلى خيالها المنعكس على صفحة الماء. لقد انتهى موسم الصيف ،وكان هذا بالفعل ،هو موسم الهجرة إلى الماء.
8
حكاية ملك نمزوالند وحكمه االستثنائي ،الفريد من نوعه بقلم :فريد أبو سرايا في مواجهة الكش المزدوج ،حتى أكثر الملوك كسالً يلوذ بالفرار وال يلوي على شيء . آرون نمزوفيتش ( 1886ــ ) 1935
خاض ملك نمزوالند حروبا طاحنة ضد القبائل المتوحشة وعانى من تلك الحروب األمرين ،ولكنه عض على نواجذه ،وصبر على قتالها صبرا شديدا .بعد معركة أخيرة ضارية ،قاتل فيها قتال األبطال ،تكلل صبره وثباته بالنصر ،ووقع ملك األعداء أسيرا بين يديه .نظرا لما قام به ملك المتوحشين من خطط ومؤامرات ،وما نصبه من كمائن وفخاخ لإليقاع بجنود مملكة نمزوالند ،وغاراته على قالعها ،وإضراره بخيلها وأفيالها ،وبعد مداوالت مع أهل الحل والعقد في مملكته ،خلص ملك نمزوالند إلى قرار فريد من نوعه ،فقد حكم بالموت على الملك األسير .ولكن إمعانا في القتل ،قرر أن يتلقى الملك المنكوب ضربة واحدة يكون لها تأثيرين مختلفين من إتجاهين مختلفين في وقت واحد. إن أسلوب اإلعدام بتقطيع الجسد إلى أربعة أرباع ،Quarteringبشد المحكوم عليه باإلعدام من يديه ورجليه بواسطة أربعة أفراس وتمزيقه بينها ،ال يتضمن عنصر مفاجأة وبالتالي ال تتحقق بواسطته حالة الذهول، فالمفاجأة تحقق نصف النصر في الحروب ألنها تشل التفكير وتُذهل العقل ،وفي حالة التقطيع إلى أرباع ،يدرك الشخص المعني بذلك جيدا مآله الذي سيؤول إليه ،ولذا سيواجه الموت برعب شديد ،ولكنه على األقل رعب مفهوم ،بيد أن ملك نمزوالند حكم على عدوه حكما إستثنائيا ،فقد جاء في منطوق الحكم أن الملك المحكوم عليه 9
باإلعدام يجب أن يموت بضربة قاصمة يكون لها تأثيرين مذهلين يطيش منهما لبه قبل أن تطير منهما نفسه شعاعا. شيدت منصة ،ونصب عليها أعواد مشنقة تدلى منها حبل في نهايته أنشوطة .أقتيد الملك األسير إلى المشنقة ،ووضعت األنشوطة حول رقبته وكان للحبل طول مرخى .أُزيح مربع صغير يقف عليه الملك ال ُمدان جانبا ،فسقط الملك في الفتحة الناتجة بأرضية المنصة ،وتدلت رجليه أسفل أرضية المنصة حيث كان بانتظارهما كلب متوحش ،أنقض عليهما فورا ،وأعمل فيهما أنيابه نهشا وتمزيقا. تقريبا ،في نفس الوقت الذي ضاقت فيه حلقة األنشوطة على عنق الملك المنكوب ،أنشب الكلب المتوحش أنيابه في رجليه ،وبدال من أن يكون آخر عهده بالدنيا هم واحد ،بات له همين؛ أحدهما معلوم ،واآلخر غير مفهوم. طغى غير المفهوم على المعلوم فكانت المحصلة الكلية للوضعية ،هي أنها غير مفهومة بالمرة. أطار الذهول بلب الملك المنكوب قبل أن يفعل حبل المشنقة وأنياب الكلب فعلهما في رقبته وقدميه ،أو كما يقال خر صريعا قبل أن يفيق من هول الضربة. تجلت حكمة قرار ملك نمزوالند في أن حركة واحدة انتجت تأثيرين مختلفين ،فإذا أراد الملك المنكوب أن يركل الكلب برجله ،كان عاقبة هذه الحركة أن تشتد وطأة الحبل على عنقه .فلم يكن بوسعه أن يتعامل مع الحبل واألنياب في نفس الوقت. تكفلت األنشوطة بعنقه ،والكلب برجليه ،والذهول بعقله ،فقتل مخنوقا من أعاله وممزقا من أسفله .أما عقله فقد طاش قبل أن يموت. مثل هذه الوضعية لن تحدث في أي مكان من الدنيا إال في مملكة نمزوالند .حيث يتعامل هناك مالعبو الكرات ،Jugglersمع كرى بأيديهم ،وكرة أخرى بأقدامهم في نفس الوقت .وفي نفس الوقت أيضا يكتب الكتبة بأيديهم اليسرى واليمنى بلغتين مختلفتين؛ إحداهما تكتب من اليمين إلى اليسار واألخرى من اليسار إلى اليمين... ال بد أن قرار ملك نمزوالند قد آتى بوحي من بيئته.
وما توفيقي إالّ باهلل فريد أبو سرايا االثنين 11 ،نوفمبر 2019 10