قصيدة أتانا الربيع

Page 1

1


‫أتانا الربيع متهلالً متبسما ً ‪ .....‬عقب شتاء سخط قارس البرد‬ ‫أتانا الربيع زاهيا ً بأزهاره ‪ .....‬فزهت النفوس فوقما تزهو وتسعد‬ ‫أتانا الربيع مترنما ً بأطياره ‪ .....‬فشنف آذاننا بتغريد الطيور الغرد‬ ‫أتانا الربيع يفوح بأريجه‪ .....‬فاستروحت أنوفنا رائحة الرند‬ ‫وحام الطنان حول زهوره ‪ .....‬ووقف وقفة تغني عن السرد‬ ‫وأستخلص منها رحيقا ً شافيا ً ‪ .....‬مكافأة له عن الكدح والكد‬

‫‪2‬‬


‫وتظاهر النحل الداؤوب بطنينه ‪ .....‬ولم يشغله ال قرب وال بعد‬ ‫ليعود بعدها إلى قفيره ‪ .....‬ويصنع فيه ما طاب من الشهد‬

‫وألف الجعل الروث ومكانه ‪ .....‬ويموت إذا شم رائحة الورد‬ ‫بذر الشهيد األرض وأتم حرثها ‪ .....‬وأخرج الماء بجد من الجد‬ ‫وزرع الشهيد فأستغلظ زرعه ‪ .....‬فطوبى له بما زرع وما حصد‬ ‫وأعجب الزراع بخضرة الزرع ‪ .....‬فغاضوا بذلك كل قن وعبد‬ ‫أمتشق الشهيد هنديا ً صارما ً ‪ .....‬ليفصل ما بين اللعب والجد‬

‫للهزل أوقات وللجد مثلها ‪ .....‬والجد في الهزل كالهزل في الجد‬ ‫أنتفض الشهيد في وجه الطاغية ‪ .....‬ثم وثب عليه كما يثب الفهد‬ ‫أومض الشهيد كالبرق في حياته ‪ .....‬وعند الوفاة قهقه كالرعد‬ ‫فرحا ً مستبشراً بما سيصيبه ‪ .....‬في كنف الماجد الواحد الصمد‬ ‫قال الشهيد في يوم موته ‪ .....‬لقد لقحناها والبد أن تلد‬ ‫تساقطت نفس الشهيد أنفسا ‪ .....‬فأحرز مراتب الشهادة والسؤدد‬ ‫تساقطت نفس الشهيد أنفسا ً ‪ .....‬فنال قومه الفخار والعز والمجد‬ ‫تساقطت نفس الشهيد أنفسا ً ‪ .....‬فتشرف أهله بالظهر والنهد‬ ‫يا رب يا رحيم أرحم شهداءنا ‪ .....‬فقد كانوا لنا الدعم والسند‬ ‫وهم الضوء الذي نستضئ به ‪ .....‬ونور يهدينا إلى العز والرشد‬ ‫يا رب يا رحيم أرحم شهداءنا‪ .....‬برحمتك التي ال تعد وال تحد‬ ‫يا رب يا رحيم أرحم شهداءنا ‪ .....‬وشفعهم فينا يوم يقوم الند للند‬ ‫يتقبل األحرار عطايا شهداءهم ‪ .....‬بما هو أهله من الشكر والحمد‬ ‫‪3‬‬


‫ويستغفرون هللا لهم دائما ً ‪ .....‬ويدعون لهم بطوبى وجنة الخلد‬ ‫يتشدق األدعياء بحب أوطانهم ‪ .....‬والوطنية براء من الشدق والخد‬ ‫وأضحت الوطنية كما قال العالم ‪ .....‬آخر ملجأ لكل قُعدد وغد‬ ‫يعرف األحرار الوطنية بأنها ‪ .....‬هي النزاهة وبذل العرق والجهد‬ ‫يرفض األحرارالظلم والقهر ‪ .....‬في مختلف األنحاء وكافة الصعد‬ ‫وغاية العبد أن يأمن على نفسه ‪ .....‬ولو تسلط الطغيان على البلد‬

‫ويتناسى العبد السعيد نير رقه ‪ .....‬ويشده حنين إلى الغل والصفد‬ ‫والعبد يرضى بالخنوع والذل‪ .....‬وال يبالي بالقذى في عينه والرمد‬ ‫ويصف المتلمس الذليل بأنه ‪ .....‬كالوتد يشج وال يرثى له أحد‬ ‫تتشابه األلوان في نظره كلها ‪ .....‬فال فرق عنده بين النحس والسعد‬

‫يتضرر العبيد من الحرية ومناخها ‪ .....‬كما تضر بالجعالن رائحة الورد‬ ‫وإذا مات طاغية حنوا إلى طغيانه ‪ .....‬وأستبدلوه بمن هو أسوأ من القرد‬ ‫حقا ً تقع القرود على أشكالها‪ .....‬فالقرد يشتاق ويحن إلى القرد‬ ‫ثبات الحر على مبداءه عجيب ‪ .....‬والعبد خوان وليس له عهد‬ ‫فالعبد عبد وإن علت مراتبه ‪ .....‬والعبودية قدره من المهد إلى اللحد‬ ‫والعبد عبد وإن علت مراتبه ‪ .....‬وسيحن دوما ً إلى السوط والجلد‬

‫يمد هللا للظالم في ظلمه ‪ .....‬وهللا ال يلهو وال يلعب النرد‬ ‫وإذا حانت له من الدهر ساعة ‪ .....‬سلط هللا عليه الحزن والسهد‬ ‫وقلبت له الدنيا ظهر مجنها ‪ .....‬وبات لوحده يترقب الفصد‬ ‫وشرب من الكأس التي سقاها لـ ‪ .....‬غيره هو وأهله وفلذة الكبد‬ ‫‪4‬‬


‫ولم يضم رفاته رمس وال قبر ‪ .....‬وهي حكمة بالفعل أضحت اللحد‬ ‫فقد تعجب اللحد مما أحتواه ‪ .....‬وضحك من تزاحم الند والضد‬ ‫وكما قال النابغة ذات مرة ‪ .....‬وأخنى عليه الذي أخنى على لبد‬

‫ومهما تطاولت صولة الظلم ‪ .....‬البد للظالم مما ليس له بد‬

‫وما توفيقي إال باهلل‬ ‫فريد أبوسرايا‬ ‫االثنين ‪ 9 ،‬مارس ‪ 2015‬م الموافق ‪ 18‬جمادى األول ‪ 1436‬هـ‬ ‫‪5‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.