1
الطيب ال يقبل إالّ الطيب فريد
:
أبوسرايا .
إن مسمى الجماهيرية الذي أخترعه القذافي وأطلقه على ليبيا في الثاني من مارس من عام 7711بمدينة سبها هو باطل ،وكل ما بني عليه فهو باطل ،وكل من شارك في ذلك البنيان فهو مشارك في الباطل ،وكل مشارك في الباطل هو في حد ذاته صورة من صور الباطل . كتاب ،ومثابات وراهبات ،وكان له كان للنظام الجماهيري في ليبيا الذي جاء من لدن العقيد معمر القذافي ٌ أتباع من األممين وحواريين من قومه ،وصار الليبيون يفتتحون كلماتهم بالقول :بسم هللا وبسم الفاتح العظيم تماما ً مثلما هتفوا هتافهم الشهير فيما بعد :هللا ومعمر وليبيا وبس ،مع فرق بسيط وهو أنهم في النهاية ساووا بين هللا والقذافي ولم يعد القذافي مخصوصا ً بالعظمة من دون هللا . في بداية تأسيسه واجه ( النظام الجماهيري ) عقبة كأداء أمامه تجسدت في القرآن والسنة واإلسالم عموما . حاول القذافي أن يزيح اإلسالم جانبا ً ليفرض ديانته الجديدة على الليبيين ،فبدأ بإنتقاد نصوص القرآن وهاجم السنة النبوية ودعا إلى رفضها ولكن ثلة من المجاهدين ومن بينهم الشيخ محمد البشتي رحمه هللا تصدوا لمحاوالت القذافي لصد الناس عن دين هللا ،و جاهدوا في هللا حق جهاده حتى أتاهم اليقين .إزاء هذا الموقف غير القذافي من تكتيكاته ولكنه لم يغير إستراتيجيته فبدال من تحريف القرآن أراد إحتوائه فجعله شعاراً فضفاضا ً بأن يكون صوريا ً شريعة للمجتمع ،وعلى أرض الواقع يعمل بنقيضه ،فالقرآن قد أحل البيع وحرم الربا ،بينما ألغى القذافي التجارة وأباح الربا..
في حقيقة األمر ،لم يأت القذافي بنظاما ً سياسيا ً جديداً بل آتى بدين جديد ، والمفاجأة الكبرى هي أن كثير من الليبيين أعتنقوه وعبدوا القذافي حق عبادته تساءلت مؤخراً سيدة تدعى فريال الدالي عن ما الذي كان سيحدث للشيخ أبو بكر ساسي المغربي ،الذي كتب 2
مصحف الجماهيرية لو كان على قيد الحياة ،فهل سيُحسب على النظام السابق ألنه كتب مصحفًا باسم مصحف الجماهيرية ؟ والجواب ببساطة شديدة ،لو كان الشيخ يعلم قبل أن يكتبه أن المصحف سيسمى مصحف الجماهيرية ،فهو بالتأكيد سيكون محسوبا ً على النظام السابق ،ولكن لو إن المصحف سمي باسم المصحف الشريف ،أو ذلك الكتاب ،أو التنزيل الحكيم أو ما شابه ذلك من أسماء لكان ذلك أدعى للقبول بالعمل والسعي إلخراجه على الرغم من أن من أمر بذلك سلطان جائر . عندما أمر القذافي بكتابة مصحف الجماهيرية ،فهو لم يك يريد سوى إعالء اسم الجماهيرية ،وليس إعال ًء للقرآن الكريم ،تماما ً كما قام جند جيش معاوية وعمرو بن العاص برفع المصاحف على أسنة الرماح في موقعة صفين عندما ضيق جيش اإلمام علي بن أبي طالب كرم هللا وجهه عليهم الخناق .كان رفع المصاحف على اسنة الرماح وسيلة وليست غاية ،كان ذلك حيلة للنجاة من هزيمة محققة . ليس هناك في التاريخ الحديث أشهر من ( مصحف الدم ) الذي أمر صدام حسين بكتابته بعد نجاة أبنه عدي من محاولة إغتيال عام ، 7771فقد قام الخطاط العراقي عباس شاكر جودي بكتابة ذلك المصحف وأستغرق هذا العمل زهاء العامين ،وفي يوم االثنين 52 ،سبتمبر 5222أستلم صدام نسخة من القرآن كتبت بدمه .سبع وعشرين لتر من الدم أخذت من عروق صدام كانت هي المادة التي كتب بها مصحف الدم . إن هللا طيب ال يقبل إالّ الطيب ،فكيف يُكتب المصحف بمادة نجسة ،وهي الدم ويعتبر ذلك العمل تقربا ً إلى هللا ؟
3
قالوا حكومتنـا شـورى فقلت لهم .....أنعم وأكـرم فهـذا القصد واألرب في البرلمان رجـال ليس ينقصهم .....عـن البهائــم إال السـرج والذنب فللمساكيــن مـا جـــادوا بخردلــة .....إال وكانت من الشئ الذي نهبـوا هل يقبل الشرع بالخنزير تضحية .....يا ليت ما نهبـوا منـا وال سلبـوا كيف يقبل أن يقال فيمن حاول تحريف القرآن بأنه يريد إعالء كلمة هللا بنشر مصحف منسوب إلى زندقته وهرطقته ؟ من أقتنع بالجماهيرية فال ضير من أن يقبل كل ما نسب وأنتسب إليها ،فمادام أصل اإلقتناع فاسداً كانت فروعه فاسدة كذلك. أصل فاسد ال ينتج إال فروعا ً فاسدة.
فريد أبوسرايا األحد 1ديسمبر 5272
4
5