1
عادت حليمة إلى ذكرياتها القديمة : فريد أبوسرايا . في مساء يوم األربعاء 11 ،ديسمبر 3112عرضت قناة دبي الفضائية الحلقة الخامسة من برنامج ( الخزنة ) الذي يقدمه الممثل المصري أمير كرارة ،وكانت المذيعة الكويتية حليمة بولند ضيفة الحلقة . أمتد الحوار بين كرارة وضيفته عبر عدة مراحل تسمى خزائن ،وكانت الخزنة األولى هي خزنة المال ،ثم أنتقل بعدها إلى خزنة الحب ،فخزنة المرأة ،وبعد ذلك جاء دور خزنة األرقام ،وأخيراً وصل مقدم البرنامج بضيفته إلى المرحلة األخيرة وهي الخزنة التي تعرف بالصندوق األسود ،وقال لها أن هناك شئ موجود في تلك الخزنة ويجب عليك إخباري بالحقيقة حول الشائعات التي تدور حوله .بعد هذه المقدمة دخل كرارة وبولند إلى الخزنة التي توسطتها منضدة دائرية عليها صورة شهيرة لحليمة بولند بفستانها األحمر وهي جالسة عن شمال القذافي الذي كان هو اآلخر يرفل في ثيابه األفريقية الخضراء ،رابضا ً على أعلى مكان من األريكة ، وليس ذلك بمستغرب عن الصقور فهي تحب العلو واإلرتفاع ولو كان فوق أجساد العاهرات .لقد تعلمنا من برامج ديفيد أتنبرا David Attenboroughأن الصقور تحب الطفو بإسترخاء فوق تيارات الهواء الساخنة ولكن صقرنا نحن كان يحوم فوق تيار ساخن من الهوى .
2
أرتدت حليمة في ذلك اليوم الذي ألتقطت فيه الصورة فستانا ً أحمرا ،وكان ذلك في نهاية عام . 3112لقد كان لون فستانها متناسقا ً مع اللون الذي أصطبغت به سجون ليبيا وشوارع مدنها وقعر أوديتها .وهكذا وضع العهر يده في يد القتل ولم يعمد هذا الحدث بالنار بل جرى تعميده بالدماء والدليل على ذلك فستان حليمة األحمر القاني . وسأل كرارة ضيفته " :عاوز أعرف أيه موضوع الصورة دي ؟ " فردت بولند قائلة : " تم تكريمي من الرئيس الراحل معمر القذافي في ليبيا وهو تكريم من كل الليبيين وليس فقط من معمر ،ألنه كان وقتها يمثل الشعب كرئيس دولة .فلما تم دعوتي ،تم دعوتي لتكريمي كأفضل إعالمية عربية في وزارة اإلعالم الليبية عند وزير اإلعالم السيد أحمد المنصور باإلضافة إلى ذهابي لكلية اإلعالم في ليبيا وتقديمي محاضرة في الجامعة لطلبة اإلعالم وإستضافتي على محطات ليبية كثيرة ،إذاعات وتلفزيونات ليبية ،وأيضا ً قابلني وكرمني كأفضل إعالمية " . وفي الختام قال كرارة لضيفته أن هناك أقاويل تروج بأن القذافي أهداك عقد من األلماس بقيمة مليون دوالر ، وأن المعجبين بك سيرتاح بالهم لو علموا حقيقة هذا األمر وفرغوا منه . فقالت بولند :حتى لو كنت أخذت حيرتاحوا . فقال كرارة :آه ،كده حيبطلوا كالم .أنا شايف يعني . وردت بولند بغنج ودالل :طب أخذت . وال يملك المرء أن يمنع نفسه من أن يقول لبولند ومثيالتها وأمثالها: ربنا يأخذك أخذ عزيز مقتدر كما أخذ صاحبك من قبل . لماذا أهدى الشهيد الصائم حليمة بولند طقم ألماس بقيمة مليون دوالر ؟ ولماذا بقت بولند في ليبيا أسبوعا ً كامالً خالل زيارتها تلك ؟ وهل عب دالسالم الخبيزي المصنف كزوج لبولند هو ديوث بالفعل أم ديوث بالقوة ؟ إنها أسئلة محيرة حقا ً ! قد ال ينال البعض من صيامهم (هذا إذا وقع الصيام فعالً ) إال الجوع والعطش ،ومن ضمن هؤالء شهيدنا الصائم ،وهناك من العاهرات الفاجرات من ال تنال من عريها وتبذلها إالّ اإلعجاب والتكريم والتقدير ! 3
عندما شاهدت هذا البرنامج ،وكانت هذه هي المرة األولى التي أشاهد فيها شريط مصور لحليمة بولند ،إذا ما أغفلنا الصورتان اللتان تظهر فيهما بفستان أحمر مرة وهي واقفة عن يمين مضيفها العقيد معمر القذافي ، ومرة أخرى وهي جالسة بجواره وإن كان يعلوها بعض الشئ ،فقد رسخ في ذهني وأدركت حقيقة مرة ،وهي ،إذا كانت حليمة بولند يجب أن تدين بنجاحها وثروتها الهائلة لشئ بغض النظر عن التفاهة واإلنحطاط اللتان وصلهم ا العرب ،فيجب أن تكون مدينة لمؤخرتها ،ولمؤخرتها فقط ال غير .ال شئ بإستثناء المؤخرة يمكن أن يعجبك في هذه المرأة ،فهي امرأة كلها مؤخرة ليس لها مقدمة وال جوانب .وبكلمات أدق هي عبارة عن مؤخرة ناطقة ال أكثر وال أقل . إنها قسمة ضيزى ،أن تضطهد القمم في بالدنا وتحترم المؤخرة وأخواتها .
4