بواب ABWAB Issue 35 - November 2018

Page 1

‫‪ABWAB‬‬

‫‪Grenzüberschreitende Reflektionen‬‬ ‫‪über ältere und neue Literaturen‬‬ ‫‪der Flucht und des Exils Teil II‬‬ ‫المساهمون‪:‬‬ ‫ابراهيم حسو‪ ،‬أمين المغربي‪ ،‬بطرس المعري‪ ،‬جالل محمد أمين‪ ،‬جهاد الرنتيسي‪ ،‬راتب شعبو‪ ،‬رشا الخضراء‪ ،‬ريما القاق‪ ،‬شتيفان ميليش ‪Stephan‬‬

‫‪،‬‬

‫‪،‬‬

‫‪ Milich‬طارق عزيزة‪ ،‬علي جازو‪ ،‬غمكين مراد‪ ،‬غيثاء الشعار‪ ،‬النا إدريس ‪ Lanna Idriss‬محمد صديق عثمان‪ ،‬محمد عبيدو‪ ،‬ميساء سالمة فولف‪،‬‬ ‫صبر درويش‪ ،‬وداد نبي‪ ،‬مجموعة مهارة للترجمة ‪ ،Mahara-Kollektiv‬منظمة ‪ ،Make it German‬ميركو فوغل ‪Mirko Vogel‬‬

‫محرر مواد المرأة‪ :‬خولة دنيا‪ ،‬محرر مواد العمل والتعليم‪ :‬د‪ .‬هاني حرب‪ ،‬محرر باب ألمانيا‪ :‬أحمد الرفاعي‪،‬‬

‫أول صحيفة عربية في ألمانيا‬

‫‪www.abwab.eu | info@abwab.de | facebook.com/abwab.de‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 35‬تشرين الثاني ‪2018‬‬

‫‪Jahrgang III - 35 - November 2018‬‬

‫سياسية ‪ -‬ثقافية ‪ -‬مجتمعية ‪ -‬شهرية ‪ -‬مستقلة ‪ -‬توزع مجانًا‬

‫‪Die erste bundesweite Zeitung in arabischer Sprache - kostenlos‬‬

‫محرر باب العالم‪ :‬تمام النبواني‪.‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪ :‬أسامة اسماعيل اإلخراج الفني‪ :‬طارق شيخ سليمان الكاريكاتير‪ :‬سارة قائد‬ ‫األعمال الفنية‪ :‬عبد الكريم مجدل البيك التدقيق اللغوي‪ :‬جان داوود رئيسة التحرير بالنيابة‪ :‬روزا ياسين حسن‬

‫بقلم‪ :‬راتب شعبو‬

‫البلد العابر للسياسة‬ ‫يهرب الناس من بلدانهم حني تغدو حياتهم فيها مهددة‪،‬‬ ‫بفعل الحروب أو املجاعات أو االستبداد‪ ،‬هذه جميعاً‬ ‫من رشور التخلف‪ ،‬من أمراض املجتمعات التي تعرثت‬ ‫(ألسباب مختلفة) يف السيطرة عىل تاريخها‪ ،‬وراح‬ ‫التعرث ينتج املزيد من التعرث يف تتال يح ّرض اليأس‪.‬‬ ‫يحمل الالجئ يف نفسه عبء األسباب التي دفعته إىل‬ ‫اللجوء‪ ،‬مهام كان موقعه من هذه األسباب‪ .‬يغدو تخلف‬ ‫البلد‪ ،‬التخلف العام‪ ،‬عبئاً شخصياً‪ .‬كل الجئ يحمل‬ ‫تخلّف بلده يف رسيرته‪ ،‬كمن يحمل وزر تهمة ال ت ُرد‪.‬‬ ‫اللجوء بحد ذاته إقرار بهزمية‪ .‬اللجوء إىل بلد اآلخرين‬ ‫ينطوي عىل إقرار بتفوق بلد اآلخرين‪.‬‬ ‫عىل هذا‪ ،‬التفوق الذي ميكن أن يحققه الالجئ ال‬ ‫يولّد فيه الشعور بتفوقه كفرد فقط‪ ،‬وال يرفعه من‬ ‫مستنقع القصور الذايت املتأصل والذي تحاول نظرات‬ ‫عنرصية متكاثرة تأكيده فقط‪ ،‬بل يولد فيه أيضاً شعورا ً‬ ‫بالتعويض عن قصور بلده‪ ،‬وأقصد البلد املستقل عن‬ ‫السطح السيايس الذي يغيل بالرصاعات العنيفة‪ ،‬البلد‬ ‫املستقل عن األسباب التي دفعت الالجئ إىل اللجوء‪،‬‬ ‫البلد الذي ميثله الالجئ ولو كان هارباً منه‪ ،‬البلد‬ ‫كمعنى‪ ،‬كهوية أو كانتامء أول‪.‬‬ ‫يف بالد اللجوء‪ ،‬الفشل السوري العام يتكئ عىل نجاح‬ ‫السوري الفرد‪ .‬وباملقابل‪ ،‬فإن جرمية الفرد‪ ،‬إذا حصلت‪،‬‬ ‫تلقي بظلها عىل السوري العام‪ .‬يف بالد اللجوء‪،‬‬ ‫الفردي يرفع العام أو يُزري به‪ .‬أمام كل نجاح لسوري‬ ‫سيلتفتون إليك‪ ،‬وأمام كل فشل أو فعل شائن أو جرمية‬ ‫لسوري سيلتفتون إليك‪ ،‬تختلف النظرات‪ ،‬ولكن الثابت‬ ‫أنك مسؤول عن انتامئك إىل بلدك يف الرساء والرضاء‪،‬‬ ‫ليس فقط يف عيون اآلخرين‪ ،‬بل ويف عني ضمريك‬ ‫أيضاً‪.‬‬

‫"لم أولد مستشارة‪"...‬‬

‫كلمات أقوى امرأة في العالم أثناء إعالن تنحيها‪ ..‬ص ‪3‬‬ ‫‪RadekProcyk©123RF‬‬

‫‪04‬‬

‫هذا ما يفرس قيام الالجئني السوريني‪ ،‬كغريهم من‬ ‫الالجئني‪ ،‬بتحويل أسامء املتفوقني من مواطنيهم إىل‬ ‫نجوم يف سامء غربتهم‪ .‬وهذا أيضاً ما يفرس خشية‬ ‫السوريني أن تكون جنسية من يقوم بالطعن أو بالدهس‬ ‫أو بالتفجري سورية!‬ ‫التشتت الجغرايف لالجئني يرافقه تأكيد زائد عىل وحدة‬ ‫االنتامء‪ ،‬عكس ما يتوقع الالجئون وعكس ما يريده‬ ‫بعضهم رمبا‪ .‬هذا هو معنى البلد العابر للسياسة‪،‬‬ ‫املعنى األبقى واألعمق‪ ،‬املعنى الذي يالمس حبل االنتامء‪،‬‬ ‫ويجعل للسوري عىل السوري حق‪ .‬فهو الحبل الذي‬ ‫ترتدد عربه مفاعيل أعامل السوريني األفراد يف حياة‬ ‫السوريني األفراد اآلخرين‪.‬‬

‫‪04‬‬

‫معضلة أخرى يواجهها المهاجرون‬

‫الثقافة الجنسية في المدارس األلمانية‪..‬‬ ‫قلق األهل الصامت‬

‫‪18‬‬

‫تبني بدون زواج ودورات موسيقية للمؤذنين‪..‬‬

‫هل تكمل تونس مسيرتها الحضارية؟‬

‫‪12‬‬

‫في ملف العدد‪ :‬الرضوض النفسية ‪ /‬التراوما في أدب‬ ‫المنافي واللجوء للمستشرق األلماني شتيفان ميليش‬

‫‪16‬‬

‫في رحيل سالمة كيلة‪..‬‬

‫الكتابة بمخيلة الرسام‪..‬‬ ‫حوار مع الشاعر السوري محمد سليمان زادة‬ ‫صفحة ‪10‬‬

‫مراحل وإجراءات الطالق وفق القانون األلماني‬


‫‪02‬‬

‫باب العالم‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 35‬تشرين الثاني ‪2018‬‬

‫طهران تنتصر وواشنطن تنسحب‬ ‫انسحبت الواليات املتحدة‪ ،‬بداية شهر‬ ‫ترشين األول‪ /‬أكتوبر‪ ،‬من اتفاقيتني‬ ‫دوليتني بعد شكاوى تقدم بها اإليرانيون‬ ‫والفلسطينيون يف محكمة العدل الدولية‬ ‫ضد اإلدارة األمريكية‪.‬‬ ‫وكانت املحكمة قد ألزمت واشنطن بضامن أال‬ ‫تؤثر العقوبات األمريكية املقرر تشديدها يف‬ ‫شهر ترشين الثاين‪ /‬نوفمرب عىل املساعدات‬ ‫اإلنسانية أو سالمة الطريان املدين بإيران‪ ،‬وهو‬ ‫ما وصفه محللون بالنرص القضايئ الكبري‬ ‫لطهران‪.‬‬ ‫ليأيت الرد األمرييك باالنسحاب من معاهدة‬ ‫الصداقة املوقعة عام ‪ ،1955‬بعد اتهام إيران‬ ‫لواشنطن أمام محكمة العدل بانتهاك بنود‬ ‫االتفاقية عرب العقوبات التي تفرضها إدارة‬ ‫ترامب منذ آيار‪ /‬مايو الفائت‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬ندد مستشار األمن القومي األمرييك‬ ‫"جون بولتون" باملحكمة‪ ،‬واصفاً إياها‬ ‫بأنها "مسيسة وغري فعالة"‪ ،‬وأعلن أن بالده‬ ‫ستنسحب أيضاً من الربوتوكول االختياري بشأن‬

‫حل النزاعات امللحق مبعاهدة فيينا للعالقات‬ ‫الدبلوماسية لعام ‪ ،1961‬مؤكدا ً يف الوقت ذاته‬ ‫أن واشنطن سرتاجع كافة االتفاقيات الدولية‬ ‫التي قد تعرضها لقرارات قضائية ملزمة‪.‬‬ ‫ويأيت قرار االنسحاب من الربوتوكول االختياري‬ ‫بعد شكوى قدمها الفلسطينيون يف أيلول‪/‬‬ ‫سبتمرب املايض‪ ،‬إثر قرار الواليات املتحدة نقل‬ ‫سفارتها من تل أبيب إىل القدس‪ ،‬وهو ما يعترب‬ ‫انتهاكاً للمعاهدة الدولية‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر‪ ،‬أنه منذ تويل منصبه قبل‬ ‫ما يقرب من عامني‪ ،‬انسحب الرئيس األمرييك‬ ‫"دونالد ترامب" من االتفاق النووي املربم‬ ‫بني ست قوى عاملية وإيران‪ ،‬ومن اتفاق عاملي‬ ‫للمناخ‪ ،‬ومن منظمة األمم املتحدة للرتبية‬ ‫والعلم والثقافة (يونسكو)‪ ،‬كام هدد الحلفاء‬ ‫العسكريني يف حلف شامل األطليس‪ ،‬بأن‬ ‫الواليات املتحدة "ستميض مبفردها" إذا مل‬ ‫يُنفقوا أكرث عىل الدفاع‪.‬‬

‫حملة صارمة ضد المنتجات الحالل في الصين‬ ‫أطلقت السلطات الصينية يف مدينة‬ ‫"أورومتيش"‪ ،‬عاصمة إقليم "شينجيانغ"‬ ‫الذي تسكنه أقلية اإليغور املسلمة‪ ،‬حملة‬ ‫ضد املنتجات الحالل‪ ،‬وذلك "ملنع اإلسالم من‬ ‫التسلل إىل الحياة العلامنية‪ ،‬ووقف تغذية‬ ‫التطرف"‪ ،‬بحسب وصف املسؤولني عن هذا‬ ‫اإلجراء‪.‬‬ ‫ووفقاً ملذكرة نُرشت عىل الحساب الرسمي‬ ‫للمدينة عىل موقع "وي شات"‪ ،‬أشهر مواقع‬ ‫التواصل االجتامعي يف الصني‪ ،‬أقسم قادة‬ ‫الحزب الشيوعي يف العاصمة "أورومتيش"‬ ‫عىل "خوض معركة حاسمة" ضد املنتجات‬ ‫الحالل‪ ،‬وذكروا أنهم سيطلبون من املوظفني‬ ‫الحكوميني وأعضاء الحزب إظهار اإلميان‬ ‫الشديد باألفكار املاركسية واللينينية‪ ،‬وليس‬ ‫الدين‪ ،‬باإلضافة إىل التحدث باللغة الصينية يف‬ ‫األماكن العامة‪.‬‬ ‫وتنتهج الحكومة الصينية سياسة تضييق‬ ‫صارمة ضد أقلية اإليغور املسلمة يف البالد‪،‬‬ ‫إذ أجربتهم عىل تركيب كامريات مراقبة يف‬ ‫الشوارع واملتاجر‪ ،‬ترسل بثاً مبارشا ً إىل الرشطة‪،‬‬ ‫كام منعت إطالق اللحى‪ ،‬وأصدرت يف آذار‪/‬‬

‫مارس املايض قرارا ً مبنع النساء املحجبات من‬ ‫ركوب القطارات ودخول املطارات‪ .‬ويف رمضان‬ ‫عام ‪ ،2016‬حظرت السلطات صوم املوظفني‬ ‫الحكوميني واملد ّرسني والتالميذ‪ ،‬ومنعتهم أيضاً‬ ‫من املشاركة يف أي نشاط ديني أو إغالق محالت‬ ‫الطعام والرشاب خالل هذا الشهر‪.‬‬ ‫يذكر أن الصني تواجه انتقادات شديدة من‬ ‫جامعات حقوقية وحكومات أجنبية‪ ،‬وسط‬ ‫تقارير صادرة عن لجنة معنية بحقوق اإلنسان‬ ‫يف األمم املتحدة‪ ،‬تتحدث عن احتجاز نحو‬ ‫مليون شخص من املسلمني الصينيني‪ ،‬بحجة‬ ‫محاربة النزعات االنفصالية والتطرف اإلسالمي‪،‬‬

‫يف ما وصفته لجنة تنفيذية يف الكونغرس‬ ‫األمرييك بأنه "أكرب سجن جامعي ألقلية يف‬ ‫العامل اليوم"‪.‬‬ ‫يف حني تصف بكني معسكرات االعتقال بأنها‬ ‫مدارس‪ ،‬كام شبهتها أيضاً باملستشفيات‪ ،‬وذلك‬ ‫يف تسجيل صويت رسمي للحزب الشيوعي‬ ‫تم نرشه عرب تطبيق "وي شات"‪ ،‬جاء فيه‪:‬‬ ‫"لقد أصيب املواطنون الذين تم اختيارهم‬ ‫إلعادة تعليمهم مبرض إيديولوجي‪ ،‬لقد أصيبوا‬ ‫بالتطرف الديني واإليديولوجيا اإلرهابية العنيفة‪،‬‬ ‫وبالتايل يجب عليهم الحصول عىل العالج يف‬ ‫املستشفى كمرىض داخليني"‪.‬‬

‫اليمين اإليطالي يسير بالبالد نحو اليونان‬ ‫رفضت املفوضية األوروبية مرشوع‬ ‫امليزانية العامة للحكومة اإليطالية للعام‬ ‫‪ ،2019‬وطالبت برضورة تعديله وتقديم‬ ‫مقرتح مايل جديد يلتزم مبعايري التكتل‪ ،‬يف‬ ‫خطوة غري مسبوقة من بروكسل‪.‬‬ ‫وقال نائب رئيس املفوضية "فالديس‬ ‫دومربوفسكيس" يف مؤمتر صحفي‪" :‬ألول مرة‬ ‫يف تاريخ االتحاد األورويب‪ ،‬تطلب املفوضية من‬ ‫دولة عضو يف منطقة اليورو أن تراجع مرشوع‬ ‫موازنتها"‪ .‬وتابع أن "أوروبا مبنية عىل أساس‬ ‫التعاون‪ ...‬إذا تآكلت الثقة سيطال الرضر كل‬ ‫الدول األعضاء"‪.‬‬ ‫يف املقابل‪ ،‬حافظ "ماتيو سالفيني" زعيم حزب‬ ‫الرابطة اليميني املتطرف اإليطايل والرجل القوي‬ ‫يف االئتالف الحاكم‪ ،‬عىل خطابه التصعيدي‬ ‫محذّرا أ ّن بروكسل تغضب اإليطاليني أكرث‬ ‫وتقلص الثقة بالتكتل‪ .‬وقال يف ترصيحات‬

‫إذاعية‪" :‬إن قرار املفوضية هجوم عىل االقتصاد‬ ‫اإليطايل‪ ،‬ونحن لن نغري أي يشء يف امليزانية"‪.‬‬ ‫وتنص املوازنة التي أعدتها الحكومة الشعبوية‬ ‫ّ‬ ‫اإليطالية‪ ،‬عىل عجز بنسبة ‪ 2,4%‬من دخلها‬

‫االقتصادي السنوي للعام املقبل‪ ،‬وهي نسبة‬ ‫تزيد بثالثة أضعاف عن ميزانية حكومة‬ ‫اليسار السابقة‪ ،‬عىل أن يرتاجع العجز إىل‬ ‫‪ 2,1%‬يف ‪ ،2020‬ثم ‪ 1,8%‬عام ‪.2021‬‬ ‫سيفاقم هذا العجز ديون إيطاليا املرتاكمة والتي‬ ‫تبلغ نحو ‪ 130%‬من إجاميل الناتج املحيل‪،‬‬ ‫وهو ما يزيد كثريا ً عن سقف االتحاد األورويب‬ ‫البالغ ‪ ،60%‬ويشكل ثاين أكرب عجز يف أوروبا‬ ‫بعد اليونان‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إىل أن االقتصاد اإليطايل يعاين‬ ‫هشاشة بسبب أزمة الديون‪ ،‬وسط مخاوف‬ ‫بأن تواجه روما إجراءات عقابية من رشكائها‬ ‫األوروبيني‪ ،‬يف حال عجزت عن االلتزام بطلب‬ ‫املفوضية‪ ،‬وهو ما قد يؤدي لفرض غرامات تبلغ‬ ‫‪ 0,2‬باملئة من إجاميل الناتج املحيل لديها‪ ،‬أي‬ ‫ما يصل إىل ‪ 3,3‬مليارات دوالر‪ ،‬استنادا ً إىل‬ ‫أرقام ‪.2017‬‬

‫صحفي ياباني ينجو للمرة الثانية من‬ ‫لعنات الشرق األوسط‬ ‫أعلن وزير الخارجية الياباين‪ ،‬يوم‬ ‫األربعاء ‪ 24‬ترشين األول‪ /‬أكتوبر‪ ،‬أنه تم‬ ‫إطالق رساح الصحفي الياباين املستقل‬ ‫"جومبي ياسودا" بعد ثالث سنوات من‬ ‫احتجازه يف سوريا‪.‬‬ ‫ويف أول ترصيح له‪ ،‬قال الصحفي املحرر‬ ‫من مركز للهجرة يف مدينة أنطاكيا الرتكية‪:‬‬ ‫"اسمي جومبي ياسودا‪ ،‬وأنا صحفي ياباين‪،‬‬ ‫احتجزت يف سوريا ملدة ‪ 40‬شهرا ً‪ ،‬واآلن أنا‬ ‫يف تركيا يف حالة آمنة‪ ،‬شكرا ً جزيالً"‪.‬‬ ‫وذكرت وسائل إعالم يابانية‪ ،‬أن جامعة تابعة‬ ‫لتنظيم القاعدة يف محافظة إدلب‪ ،‬اختطفت‬ ‫الصحفي البالغ من العمر ‪ 44‬عاماً‪ ،‬بعد‬ ‫دخوله سوريا قادماً من تركيا عام ‪.2015‬‬ ‫ومنذ ذلك الوقت‪ ،‬ظهر الرهينة الياباين أكرث‬ ‫من مرة يف بعض الفيديوهات التي صورتها‬ ‫الجامعة التي كانت تحتجزه وبثتها عىل شبكة‬ ‫اإلنرتنت‪.‬‬

‫ومل تتضح ظروف إطالق رساح "ياسودا"‬ ‫شح املعلومات وتضاربها‪ ،‬حيث نفت‬ ‫وسط ّ‬ ‫طوكيو دفع أية فدية‪ ،‬يف حني رجح املرصد‬ ‫السوري لحقوق اإلنسان املعارض‪ ،‬ومقره‬ ‫لندن‪ ،‬أن تكون قد دفعت فدية لإلفراج عن‬ ‫الصحفي مبوجب اتفاق تريك‪ -‬قطري‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬تقدم رئيس الوزراء الياباين "شينزو‬ ‫آيب" بالشكر لكل من الرئيس الرتيك "رجب‬ ‫طيب أردوغان"‪ ،‬واألمري القطري الشيخ "متيم‬ ‫بن حمد آل ثاين"‪ ،‬لجهودهام يف القضية‪.‬‬ ‫ويذكر بأنها ليست املرة األوىل التي يتعرض‬ ‫فيها "ياسودا" لالحتجاز يف الرشق األوسط‪،‬‬ ‫فقد اختطف يف بغداد عام ‪ ،2004‬أثناء‬ ‫تغطيته الحرب هناك‪ ،‬لكن أطلق رساحه بعد‬ ‫أسبوعني من احتجازه‪ .‬وكان قد عمل مقاتلون‬ ‫من تنظيم داعش يف سوريا العام ‪ 2015‬عىل‬ ‫قطع رأس كل من املراسل الحريب الياباين‬ ‫"كينجي غوتو" وصديقه "هارونا يوكاوا"‪.‬‬

‫قطار يعلن نهاية احتفال هندوسي على‬ ‫السكك الحديدية‬ ‫قىض ‪ 59‬شخصاً عىل األقل وأصيب ‪200‬‬ ‫آخرون‪ ،‬الجمعة ‪ 19‬ترشين األول‪ /‬أكتوبر‪،‬‬ ‫بعدما دهس قطار يسري برسعة عالية‬ ‫حشداً من الناس يف مدينة أمريتسار‬ ‫بوالية البنجاب‪ ،‬شاميل الهند‪.‬‬ ‫وكان عدد كبري من األشخاص متجمعني عىل‬ ‫السكك الحديدية‪ ،‬ملشاهدة أحد العروض يف‬ ‫إطار مهرجان سنوي للهندوس‪ ،‬حني اقتحم‬ ‫القطار الجموع يف جنح الليل‪ ،‬دون أن يتمكنوا‬ ‫من سامعه صوته وهو يقرتب‪ ،‬وسط ضجيج‬ ‫االحتفاالت واأللعاب النارية‪.‬‬ ‫واندلعت احتجاجات متفرقة حول موقع‬ ‫الحادث‪ ،‬حيث طالب املتظاهرون باتخاذ‬ ‫إجراءات عقابية ضد موظفي رشكة السكك‬ ‫الحديدية وسائق القطار‪ .‬مطالب رفضها‬ ‫"مانوج سينها"‪ ،‬الوزير املسؤول عن إدارة‬ ‫رابع أكرب منظومة قطارات يف العامل‪ ،‬وقال‬ ‫للصحفيني وهو يتفقد موقع الحادث‪" :‬ال ميكن‬

‫محاسبة مؤسسة السكك الحديدية عىل تجمع‬ ‫الناس عىل القضبان‪ .‬مل يبلغها أحد باالحتفال‪.‬‬ ‫ملاذا تم تنظيمه هناك؟!"‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬أمر كبري وزراء البنجاب "أماريندر‬ ‫سينغ" بفتح تحقيق لتحديد سبب الحادث‪،‬‬ ‫متعهدا ً بدفع ‪ 500‬ألف روبية (نحو ستة آالف‬ ‫يورو) تعويضاً لكل ضحية‪.‬‬ ‫ومتلك السكك الحديدية الهندية‪ ،‬التي بني‬ ‫أغلبها يف فرتة الحكم االستعامري الربيطاين‬ ‫للبالد‪ ،‬سجالً مروعاً فيام يتعلق بالسالمة‪،‬‬ ‫بعد عقود من ضعف االستثامر يف بنيتها‬ ‫التحتية‪ ،‬مع استمرار األولوية إلبقاء األسعار‬ ‫منخفضة بالنسبة لنحو ‪ 23‬مليون راكب‬ ‫يستخدمون الشبكة يومياً‪ .‬وقد أظهرت بيانات‬ ‫للربملان يف متوز‪ /‬يوليو املايض‪ ،‬أن ‪49790‬‬ ‫شخصاً لقوا حتفهم بني عامي ‪ 2015‬و‪2017‬‬ ‫بسبب اصطدام قطارات بهم وهم عىل السكك‬ ‫الحديدية‬


‫باب ألمانيا‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 35‬تشرين الثاني ‪2018‬‬

‫‪03‬‬

‫أعد الصفحة ‪ -‬أحمد الرفاعي‬ ‫قبل قليل يف الباص دعوت امرأة كبرية يف السن للجلوس‬ ‫مكاين‪ ،‬فقالت يل‪" :‬لقد أبليتَ جيدا ً يف تعلم اللغة خالل الوقت‬ ‫املنرصم‪ ،‬منذ أن أتيتم كلكم إىل هنا‪ ،‬متى سيمكنك العودة إىل‬ ‫بلدك؟"‪.‬‬ ‫أنا‪ :‬عمري ‪ 40‬عاماً ومولود هنا‪ ،‬يف مدينة إيسن‪.‬‬ ‫‪#‬أيضاً_أنا_أملاين‬ ‫‪#‬عنرصية_من_الحياة_اليومية‬

‫ال أعتقد بأن أحدا ً منا سيلتفت إىل الوراء حني يبلغ الثامنني‬ ‫من عمره ويقول‪" :‬يا ليتني عملت أكرث‪ ،‬وأعرت إنتباهاً أكرب ملا‬ ‫ينتظره الناس مني"‪.‬‬

‫‪Pottkind‬‬

‫‪Ophelia‬‬

‫‪@Ruhrpottblach‬‬

‫‪@ Ophelia_BDSM‬‬

‫"لم أولد مستشارة‪"...‬‬ ‫كلمات أقوى امرأة في العالم أثناء إعالن تنحيها‬ ‫عقب الهزمية الكبرية التي مني بها‬ ‫حزبها يف انتخابات الربملان املحيل بوالية‬ ‫"هيسن"‪ ،‬أعلنت املستشارة األملانية‬ ‫"أنجيال‪ ‬مريكل"‪ ‬عزمها عدم الرتشح مجدداً‬ ‫لرئاسة حزبها املسيحي الدميقراطي‬ ‫(‪ )CDU‬واالنسحاب من الحياة السياسية‬ ‫بالكامل بحلول ‪ 2021‬أي بانتهاء الفرتة‬ ‫الترشيعية الحالية‪.‬‬

‫لألحزاب الشعبية (الحزب املسيحي الدميقراطي‬ ‫والحزب املسيحي االجتامعي البافاري والحزب‬ ‫االشرتايك الدميقراطي) "لتوضيح ما يخدم‬ ‫تضافر البلد‪ ،‬وما ال يخدمه"‪.‬‬

‫وقالت‪ ‬مريكل‪ ،‬عقب اجتامعات للجان حزبها‬ ‫يف برلني‪ ،‬إنها أعلنت عن هذه الخطوة اآلن قبل‬ ‫موعد اإلعالن املخطط بأسبوع‪ ،‬بسبب الخسائر‬ ‫التي مني بها التحالف املسيحي يف انتخابات‬ ‫الربملان املحيل بواليتي بافاريا وهيسن‪.‬‬ ‫وذكرت‪ ‬مريكل‪ ‬أنها مل تُطلع األمينة العامة‬ ‫لحزبها "أنجريت كرامب‪-‬كارنباور" عىل هذا‬ ‫القرار قبالً‪ ،‬مضيفة أن هناك بعض القرارات "ال‬ ‫يفيد فيها إخبار الكثري من الناس‪ ،‬وهذا القرار‬ ‫ينتمي إىل هذه الفئة"‪.‬‬ ‫وأوضحت بأنها أخربت رئييس الحزبني‬ ‫الرشيكني يف االئتالف الحاكم "أندريا ناليس"‬ ‫(الحزب االشرتايك الدميقراطي) و"هورست‬

‫زيهوفر" (الحزب املسيحي االجتامعي البافاري)‬ ‫بهذه الخطوة قبيل اإلعالن عنها‪ ،‬وأنها ال تعتزم‬ ‫الرتشح مجددا ً ملنصب املستشارية أو النتخابات‬ ‫الربملان االتحادي األملاين (بوندستاج)‪ ،‬وال‬ ‫تسعى لشغل أي منصب سيايس آخر‪.‬‬

‫ووجهت‪ ‬مريكل‪ ‬انتقادات حادة للحكومة الحالية‬ ‫قائلة‪" :‬الصورة التي تقدمها الحكومة غري‬ ‫مقبولة"‪ ،‬فهي مل تف بالتزاماتها بـ"جودة‬ ‫العمل" خالل بعض األمور التي حدثت يف‬ ‫األشهر املاضية‪ .‬وذكرت أن الوقت قد حان‬

‫ومن املتوقع اختيار خليفة ملريكل خالل املؤمتر‬ ‫العام للحزب املقرر عقده مطلع كانون أول‪/‬‬ ‫ديسمرب املقبل يف مدينة هامبورج‪ .‬فيام تتعاىل‬ ‫األصوات يف الحزب املسيحي الدميقراطي‬ ‫التخاذ إجراءات حيال قيادات الحزب عىل‬ ‫خلفية هزامئه األخرية‪ .‬فبحسب النتائج الرسمية‬ ‫النتخابات والية هيسن‪ ،‬خرس الحزب املسيحي‬ ‫الدميقراطي بقيادة رئيس حكومة الوالية‬ ‫فولكر بوفري ‪ 11.3‬نقطة مئوية من أصوات‬ ‫الناخبني مقارنة بانتخابات ‪ ،2013‬ليحصل‬ ‫الحزب عىل ‪ 27%‬من األصوات‪ .‬وحصل‬ ‫الحزب االشرتايك الدميقراطي عىل نسبة ‪19.8‬‬ ‫‪ %‬برتاجع قدره ‪ 10.9‬نقطة مئوية مقارنة‬ ‫بـ‪.2013‬‬ ‫وكان الفائز الكبري يف هذه االنتخابات حزب‬ ‫الخرض‪ ،‬حيث حصل عىل ‪ 8% .19‬من أصوات‬ ‫الناخبني بزيادة قدرها ‪ 8.7‬نقطة مئوية مقارنة‬ ‫باالنتخابات السابقة‪.‬‬

‫نصف مليار دوالر‬ ‫قيمة مبيعات ألمانيا من األسلحة للسعودية‬

‫تجسيد "الخوف األلماني"‬ ‫في متحف "بيت التاريخ" في بون‬

‫وافقت الحكومة األملانية عىل بيع أسلحة للسعودية بقيمة تقارب نصف مليار دوالر‪ ،‬أي ‪416.4‬‬ ‫مليون يورو‪ ،‬بني األول من كانون الثاين‪/‬يناير وحتى ‪ 30‬أيلول‪/‬سبتمرب من العام الجاري‪،‬‬ ‫مام يجعل اململكة ثاين أكرب مستورد لألسلحة األملانية بعد الجزائر‪ ،‬وفقاً لوثيقة أصدرتها وزارة‬ ‫االقتصاد االملانية‪ ،‬وأشارت أن السعودية تقود تحالفاً عربياً لدعم الحكومة الرشعية يف اليمن!‬ ‫وبلغت قيمة مبيعات األسلحة األملانية للجزائر يف الفرتة نفسها ‪ 741.3‬مليون يورو‪.‬‬ ‫وتشكل مبيعات األسلحة للسعودية خرقاً التفاق وقّعه طرفا االئتالف الحاكم يف بداية الوالية‬ ‫رص نائب الحزب اإلشرتايك الدميقراطي‪،‬‬ ‫الرابعة للمستشارة األملانية "أنغيال مريكل"‪ .‬حيث ي ّ‬ ‫الرشيك يف االئتالف الحاكم‪ ،‬أن االتفاق ال يسمح للحكومة األملانية بتصدير أسلحة ألية دولة تشارك‬ ‫"بشكل مبارش" يف حرب اليمن‪ .‬ولكن مثة استثناء يف االتفاقية‪ ،‬خاص بالصفقات التي أبرمتها‬ ‫أملانيا قبل بداية الوالية الرابعة للمستشارة‪.‬‬

‫هل الخوف شعور أملاين منطي؟‬ ‫هذا السؤال هو محور معرض مقام حالياً يف‬ ‫متحف "بيت التاريخ" مبدينة بون األملانية‪.‬‬ ‫ويعيد املعرض لألذهان األحداث التي أثارت‬ ‫خوف وقلق األملان قبل وبعد الوحدة‪ ،‬وكيفية‬ ‫انحسار هذه املخاوف مع مرور الوقت‪ .‬وقال‬ ‫رئيس املتحف "هانز فالرت هوتر"‪" :‬الهجامت‬ ‫اإلرهابية وأزمة الالجئني ودولة الرقابة الرقمية‬ ‫تثري قلق الكثري من األفراد يف أملانيا اليوم"‪.‬‬

‫إشتراك أبواب للشركات والمنظمات والمدارس‬ ‫إشتراك أبواب لألفراد أبواب تصل إلى بيتك‬ ‫إن كنت ترغب باالشتراك في أبواب‪ ،‬يرجى إرسال بريد‬ ‫إلكتروني إلى‪:‬‬

‫‪info@Abwab.de‬‬ ‫أو قم بتعبئة الطلب على موقعنا اإللكتروني من خالل‬ ‫هذا الرابط‪:‬‬

‫‪www.abwab.eu/subscribe-to-abwab/‬‬

‫‪ONLINE EDITOR‬‬ ‫‪Ousama Ismael‬‬ ‫‪ousama@abwab.de‬‬ ‫‪HERAUSGEBER‬‬ ‫‪New German Media Ltd, Unit 7 Cavendish House, 369-391‬‬ ‫‪Burnt Oak Broadway, HA8 5AW Edgware Middlesex, UK‬‬ ‫‪Email: info@newgermanmedia.com‬‬

‫رسقة مياه البحر‪ ..‬ذكرت الرشطة اإليطالية‬ ‫يف مدينة ترييستي بشامل رشق إيطاليا أن‬ ‫رجالً أملانياً (‪ 48‬عاماً) رسق آالف اللرتات من‬ ‫مياه البحر بإيطاليا من أجل ملء أحواض سمك‬ ‫يف أملانيا‪ .‬حيث توجه األسبوع املايض بشاحنة‬ ‫تحتوي عىل ‪ 24‬صهريجاً استوعبت ‪ 24‬ألف لرت‬ ‫من مياه البحر‪ .‬وناشدت الرشطة الرجل إعادة‬ ‫املياه للبحر‪ ،‬وتم تغرميه بإجاميل ‪ 1549‬يورو!‬

‫إجهاد عصبي‪ ..‬أظهرت دراسة "صحة الطالب‬ ‫يف أملانيا" أن واحدا ً من أربعة طالب يشعر‬ ‫باإلجهاد العصبي الشديد‪ .‬وربع الطالب يعانون‬ ‫اإلرهاق‪ .‬الطالبات أكرث معاناة نفسياً فواحدة من‬ ‫خمس طالبات تعاين أعراض اضطراب القلق‬ ‫جح معدو الدراسة أن أسباب االكتئاب‬ ‫العام‪ .‬ور ّ‬ ‫فقدان البوصلة‪ ،‬اإلجهاد املفرط‪ ،‬والضغوط‬ ‫النفسية جراء االمتحانات واملستقبل‪ .‬شملت‬ ‫الدراسة ‪ 6200‬طالباً استطلعت آراؤهم عرب‬ ‫اإلنرتنت صيف ‪.2017‬‬

‫‪ABWAB‬‬ ‫‪www.abwab.eu‬‬ ‫‪WERBUNG & DISTRIBUTION‬‬ ‫‪marketing@nhd-consulting.com‬‬ ‫‪+49 69 904 7541 20‬‬ ‫‪nhd consulting GmbH,‬‬ ‫‪Ernst-Griesheimer-Platz 6, 63071‬‬ ‫‪Offenbach, Germany‬‬

‫‪LAYOUT/GESTALTUNG‬‬ ‫‪Tarek Sulaiman‬‬ ‫‪tarek.sulaiman78@gmail.com‬‬

‫‪REDAKTION‬‬ ‫‪info@abwab.de‬‬

‫‪DRUCKZENTRUM‬‬ ‫‪Frankenpost Verlag GmbH‬‬

‫‪CHEFREDAKTEUR‬‬ ‫‪Souad Abbas‬‬ ‫‪editor@abwab.de‬‬

‫مثريو الشغب األملان‪ ..‬سيتم تكريم رجل‬ ‫رشطة فرنيس أصيب بإعاقة دامئة نتيجة‬ ‫االعتداء عليه من مثريي شغب أملان خالل إحدى‬ ‫مباريات كأس العامل يف فرنسا عام ‪،1998‬‬ ‫مبنحه وسام االستحقاق‪ .‬وسيتسلّم دانييل‬ ‫نيفيل‪ 63/‬عاماً‪ /‬وسام االستحقاق‪ ،‬وهي‬ ‫الجائزة الوحيدة عىل مستوى أملانيا االتحادية‪،‬‬ ‫قبل انطالق مباراة فرنسا وأملانيا التي ستقام يف‬ ‫باريس ضمن بطولة دوري األمم األوروبية‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫باب مفتوح‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 35‬تشرين الثاني ‪2018‬‬

‫مراحل وإجراءات الطالق وفق القانون األلماني‬ ‫معضلة أخرى يواجهها المهاجرون‬ ‫اإلجراءات‬ ‫بعد وصول طلب الطالق إىل املحكمة وتسديد الرسوم‪ ،‬تقوم‬ ‫املحكمة بإرسال استبيان من أجل تسوية املعاش التقاعدي‬ ‫بني الطرفني‪ ،‬حيث يستفيد األطراف من املعاش التقاعدي بعد‬ ‫الطالق‪ ،‬إال إذا كان الزواج قد انتهى قبل ميض ثالث سنوات‪،‬‬ ‫ففي هذه الحالة ال تقوم املحكمة بهذا االجراء إال بنا ًء عىل‬ ‫طلب أحد األطراف‪ .‬وهناك بعض الحاالت التي يتفق فيها‬ ‫الزوجان عىل التنازل عن هذه الحقوق‪.‬‬ ‫هذه من أكرث األسباب التي تح ّد من ظاهرة الزواج يف املجتمع‬ ‫األملاين‪ ،‬والتي استبدلت باملساكنة‪.‬‬ ‫عندما يصدر قرار الطالق يكون مشتمالً الكثري من الحقوق‬ ‫املشرتكة كحضانة األطفال واملشاركة بالراتب التقاعدي‬ ‫واألشياء املنزلية‪.‬‬

‫جالل محمد أمين‬ ‫محامي ومستشار قانوني سوري مقيم في ألمانيا‬

‫ال زال القانون األملاين تحت تأثري اإلجراءات الكنسية‬ ‫املتزمتة من ناحية التأين والرتوي يف إجراءات‬ ‫الطالق‪ ،‬فالطالق ال يتم من جهة واحدة‪ ،‬بل يحتاج‬ ‫إىل قرار قضايئ من محكمة العائلة‪.‬‬ ‫متى يستطيع الشخص أن يتقدم بدعوى الطالق؟‬ ‫قبل أن تبدأ املحكمة بإجراءات الطالق ال بد من مرور عام‬ ‫كامل عىل االنفصال الفعيل بني الزوجني‪ ،‬وهي فرتة يقوم‬ ‫الزوجان خاللها مبراجعة الذات ومحاولة اإلصالح فيام‬ ‫بينهام‪ .‬حيث أن القانون األملاين يشرتط استحالة الحياة‬ ‫الزوجية‪ ،‬فإن هذه السنة هي املعيار األسايس إما لعودة‬ ‫الحياة الزوجية أو ملتابعة إجراءات الطالق‪.‬‬ ‫ولكن كيف يتم إثبات أن االنفصال تم خالل مدة السنة؟‬ ‫إذا كان الطرفان يتقاضيان املساعدة االجتامعية فال بد من‬ ‫الفصل املايل بينهام‪ ،‬ويستطيع الطرفان البقاء يف نفس منزل‬ ‫الزوجية طيلة ذلك العام‪ ،‬برشط الفصل يف النوم والطعام‬ ‫واللباس‪ ،‬وقد تقوم الدائرة االجتامعية بالكشف عىل املسكن‪.‬‬ ‫لذلك يجب أن يكون النوم منفصالً وألبسة كل من الزوجني‬ ‫يف جزء خاص‪ ،‬كام يجب أن يوضع طعام كل منهام يف‬ ‫الثالجة بشكل منفصل‪ ،‬فال يجوز أن يتناوال الطعام سوية!‬

‫إن ابراز وثيقة الفصل املايل ٍ‬ ‫كاف إذا اتفق الطرفان عىل أن‬ ‫السنة قد مضت‪ ،‬أما إذا أق ّر أحدهام بأن الصلح قد ت ّم خالل‬ ‫هذه املدة‪ ،‬أو ت ّم نوم الزوجني يف الرسير نفسه‪ ،‬فإن مدة‬ ‫السنة تكون قد انقطعت‪.‬‬ ‫اما إذا مل يكن الزوجان من الحاصلني عىل املساعدات فإن‬ ‫الطلب يقدم إىل املحكمة‪ ،‬فتقوم املحكمة بإعطائهم مهلة السنة‬ ‫أو ينتقل أحدهام إىل مسكن آخر‪ ،‬فتاريخ تسجيل السكن الجديد‬ ‫هو تاريخ بداية سنة الفصل‪.‬‬ ‫ولكن مثة استثناء لهذا القانون‪ ،‬ميكن عىل أساسه للقايض‬ ‫تقليص هذه املدة‪ ،‬وذلك إذا كان هناك إيذاء جسدي من الرجل‬ ‫عىل املرأة‪.‬‬ ‫بعد انتهاء السنة يجب أن يق ّر الطرفان باستحالة الحياة الزوجية‬ ‫بينهام‪ ،‬أما إذا أبدى أحدهام االستعداد ملتابعة الحياة الزوجية‪،‬‬ ‫ورفض الطرف اآلخر االستمرار يف الزواج‪ ،‬فعىل الطرف‬ ‫الرافض إقناع القايض باألسباب التي أدت إىل هذه االستحالة‪.‬‬ ‫وهذه الرشوط تسقط مبجرد انقضاء ثالث سنوات عىل‬

‫االنفصال‪ ،‬ففي هذه الحالة تعترب الحياة الزوجية منتهية‪.‬‬ ‫االختصاص املكاين‬ ‫بالنسبة للزوجني دون أطفال فاملحكمة املسؤولة يف منطقة‬ ‫آخر مسكن مشرتك بينهام‪ ،‬إذا كانا ال يزاالن يعيشان يف‬ ‫املسكن‪ .‬أما إذا كانا يعيشان يف مدن مختلفة فإن االختصاص‬ ‫يكون للمحكمة التابعة ملنطقة سكن املدعى عليه‪.‬‬ ‫أما يف حالة وجود أطفال فاملكان الذي يقيم فيه األطفال هو‬ ‫مكان املحكمة املختصة‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر أنه ال ميكن تقديم طلب الطالق دون محامي‪،‬‬ ‫والدولة هي التي متنح املساعدة القضائية لألشخاص الذين‬ ‫يتلقون مساعدات اجتامعية‪ ،‬وتدفع عنهم أتعاب املحامني‪.‬‬ ‫ال تبدأ إجراءات املحاكمة إال بعد أن يتقدم محامي االدعاء‬ ‫بطلب الطالق‪ ،‬وأن يسدّد املدعي رسوم الدعوى‪ .‬أما الوثائق‬ ‫املطلوبة للتقدّم بطلب الطالق فهي وثيقة الزواج‪ ،‬وبيان‬ ‫الدخل لكال الطرفني‪.‬‬

‫الطالق بني الالجئني‬ ‫إن الوضع القانوين للطالق بني الالجئني يتشابه كثريا ً يف‬ ‫االختصاص مع وضع األملان‪ ،‬فإذا تواجد الشخصان يف أملانيا‬ ‫وتختص املحكمة األملانية‬ ‫فهام يخضعان للقانون األملاين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بالنظر يف الدعوى‪.‬‬ ‫فإذا كان للطرفني أوالد‪ ،‬فاالختصاص يعود ملكان وجود‬ ‫األطفال‪ .‬أما يف حال عدم وجود أطفال فإن االختصاص يعود‬ ‫ملحكمة مكان إقامة املدعى عليه‪ .‬إذا كان املدّعى عليه مقيامً‬ ‫خارج أملانيا فإن الدعوى تقام عليه يف دولته‪ .‬أما إذا كان‬ ‫ُص‬ ‫املدعى عليه مقيامً خارج أملانيا ومل يكن هناك أطفال ق ّ‬ ‫ال إذا كان املدعى‬ ‫فإن االختصاص يعود ملكان املدعى عليه (مث ً‬ ‫عليه يف سوريا فإن الدعوى تقام يف سوريا إذا مل يكن هناك‬ ‫أطفال)‪.‬‬ ‫يف حال كان الطرفان موجودان يف أملانيا ورغب كالهام‬ ‫يف إجراء الطالق يف سوريا‪ ،‬فيستطيعان توكيل محامٍ عن‬ ‫الطرفني وإجراء املخالعة الرضائية‪ ،‬أو الطالق يف سوريا‬ ‫وإبراز وثيقة الطالق هنا يف أملانيا ملنح الطالق صيغة النفاذ‬ ‫وللتمكن من تنفيذه‪ ،‬ويتم ذلك يف برلني مثالً يف �‪Senatver‬‬ ‫‪.waltun für Justiz‬‬

‫الثقافة الجنسية في المدارس األلمانية وقلق األهل الصامت‬

‫ماجستير في إدارة النزاعات بين الثقافات المختلفة‬ ‫يوماً بعد يوم‪ ،‬تظهر إشكاليات جديدة تثري النقاش‬ ‫والجدل بني الالجئني يف أملانيا‪ ،‬ابتدا ًء من املشاكل‬ ‫األساسية كاإلقامة ومل الشمل وإيجاد البيت إىل تعلم‬ ‫اللغة وإيجاد عمل‪ ،‬وليس انتها ًء مبواضيع الزواج‬ ‫وتربية األطفال‪.‬‬

‫األمثلة والقصص حول هذين املوضوعني؛ فقد عربت والدة‬ ‫سورية عن حريتها حول كيفية التعامل مع ابنها ذي العرش‬ ‫سنوات‪ ،‬فهي ال تحبذ أن يكون منفتحاً عىل العالقات مع‬ ‫صديقاته مثلام يحدث يف املجتمع األملاين‪ ،‬بل أن يلتزم بقيم‬ ‫املجتمع الذي قدموا منه‪.‬‬ ‫والد سوري آخر مل يتوان عن نقل ابنته من املدرسة عند إرصار‬ ‫اإلدارة عىل أخذها إىل مخيم لعدة أيام وعدم الرضوخ لرغبته‬ ‫مبنعها‪ ،‬بل إنه اضطر لتسجيلها يف مدرسة خاصة لتاليف مثل‬ ‫هذه الضغوطات‪ .‬درس السباحة ولباس السباحة موضوع آخر‬ ‫يثري امتعاض بعض العائالت املحافظة‪.‬‬ ‫ال يقترص هذا االرتباك عىل األهل‪ ،‬بل عىل الكوادر التدريسية‬ ‫واإلدارية التي تحاول تفهم الثقافة األخرى من جهة‪ ،‬لكنها‬ ‫رص عىل قيم مجتمعها ووجوب سوادها من جهة أخرى‪ .‬كام‬ ‫ت ّ‬ ‫تحاول الدفاع عن حقوق األطفال بالتمتع بطفولة كاملة دون‬ ‫تعقيدات‪ ،‬وخصوصاً الحفاظ عىل مبدأ املساواة الذي يضمنه‬ ‫القانون األملاين لألطفال جميعاً‪.‬‬

‫منذ بداية قدوم الالجئني‪ ،‬بدأ حديث األهايل عن الخوف‬ ‫عىل أوالدهم من الثقافة الغربية املنفتحة‪ ،‬لكن بالرس‬ ‫نوعاً ما‪ .‬فكثريا ً ما عربت األرس السورية عن خوفها عىل‬ ‫أبنائها وبناتها من مواضيع عدة‪ ،‬ولكن عادة ال تخرج‬ ‫هذه النقاشات إىل السطح‪ ،‬وذلك لخوفهم من أن يتم أخذ‬ ‫األطفال منهم من قبل مكتب رعاية الناشئني (اليوغند أمت)‪.‬‬ ‫من أبرز مخاوف األرس املسلمة انتقال أبنائهم وبناتهم‬ ‫للديانة املسيحية والتحرر الجنيس يف سن مبكرة‪ .‬تكرث‬

‫الثقافة الجنسية يف املدارس‬ ‫من أبرز املواضيع التي أثري الجدل حولها وال يزال‪ ،‬موضوع‬ ‫دروس الثقافة الجنسية يف املدارس األملانية‪ .‬فقد اعتربه‬ ‫البعض خرقاً سافرا ً لثقافتنا العربية‪ ،‬كأنه الدافع كام يقال‬ ‫”لفتح عيون أطفالنا عىل هذه األشياء منذ الصغر“‪ ،‬ويبالغ‬ ‫ويضخم أخرون املوضوع ليعدونه دعوة رصيحة لألطفال‬ ‫ملامرسة الجنس باكرا ً‪ .‬وأكرث الشكاوي كانت بسبب الصور‬ ‫والتعرض ملوضوع املثلية الجنسية‪.‬‬

‫ريما القاق‬

‫يبدو هذا الرشخ غري مفاجئ ألناس أتوا من مجتمع يعترب‬ ‫الحديث فيه عن أي موضوع متعلق بالجنس‪ ،‬األعضاء‬ ‫التناسلية‪ ،‬الدورة الشهرية أو أي موضوع ذي صلة أمرا ً بالغ‬ ‫الحساسية ومسبباً لإلحراج‪.‬‬ ‫بادئ ذي بدء‪ ،‬إن تجاهل الحديث بهذه األمور ووعيها أمر‬ ‫يحمل الكثري من األذى النفيس والجسدي‪ .‬كام ال يعني تلقي‬ ‫هذا النوع من الثقافة إقدام األطفال عىل مامرسة الجنس بسن‬ ‫مبكرة بالشكل الذي يتصوره األهل‪ ،‬بل إن معرفة املخاطر‬ ‫املحتملة املرافقة للجنس وكيفية الحذر منها يدفع الكثريين إىل‬ ‫تجنبه يف هذا السن‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل أن هذه الحصص تحتوي عىل معلومات علمية‬ ‫قيمة تساعد األطفال عىل فهم التغيري الجسدي والنفيس الذي‬ ‫سيمرون به أثناء فرتة البلوغ‪ ،‬كام أنها تحصنهم من األفكار‬ ‫املغلوطة وتحميهم من التوجهات غري الصحية التي ميكن‬ ‫أن يلجأوا إليها مثل املجالت أو املواقع اإلباحية‪ .‬فكم كرثت‬ ‫القصص عن الصدمات النفسية والترصفات الخاطئة الناتجة‬ ‫عن الجهل يف مجتمعنا العريب‪ ،‬وكم أدى الخجل من السؤال‬ ‫واالستفسار إىل مشاكل نفسية مثل الكبت الجنيس‪ ،‬التحرش‬ ‫وغريها من االنحرافات الجنسية إضافة إىل عدم فهم األمراض‬ ‫أو املشاكل الجنسية‪ ،‬واستخدام عالجات أو تأويالت غري طبية‬ ‫قد تفاقم املشاكل بدل حلها!‬ ‫لعل خري من وثق هذه الحاالت وآثارها الدكتورة نوال‬ ‫السعدواي‪ ،‬فكام ورد يف كتبها‪ ،‬قد يؤدي الجهل الجنيس يف‬ ‫بعض الحاالت إىل جرائم قتل أو أذية جسدية ال يستهان بها‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬ال ميكن قمع فضول األطفال بكافة املراحل‬

‫وخصوصاً عند دخولهم سن البلوغ‪ ،‬فوجود مثل هذه‬ ‫الحصص املدرسية هو أمر مفيد وداعم لألهل‪ ،‬فقديكون‬ ‫الخجل والحساسية عائقاً أمام انفتاح األهل للتحدث مع‬ ‫أطفالهم‪ ،‬وهنا تقوم املدرسة والكادر التعليمي املؤهل‬ ‫بالقيام بهذا الواجب الذي ال بد منه‪ .‬وحتى بوجود انفتاح‬ ‫ووعي وقابلية من األهل للتحدث بهكذا مواضيع‪ ،‬يبقى من‬ ‫األفضل تويل أصحاب االختصاص والخربة هذا األمر‪ ،‬فلكل‬ ‫مرحلة عمرية من الطفولة مفرداتها ومواضيعها التي يجب‬ ‫مراعاتها‪.‬‬ ‫الثقافة الجنسية والتحرش‬ ‫أخريا ً‪ ،‬قد تحمي التوعية الجنسية األطفال من التحرش‬ ‫الجنيس بعد وعيهم بجسدهم وبالجنس والفرق بينه وبني‬ ‫التحرش‪ .‬وقد يكون هذا حقيق ًة أهم دور تلعبه الثقافة‬ ‫الجنسية‪ ،‬فكثري من قصص التحرش الجنيس باألطفال تتم‬ ‫عن طريق فرد أو صديق من العائلة دون وعيهم باألمر أو‬ ‫بكيفية الترصف إزاءه إىل أن يفوت األوان‪.‬‬ ‫ميكن لألهل الذين يجدون صعوبة يف تقبل املوضوع أن‬ ‫يتحدثوا مع املرشد أو املرشدة يف املدرسة ألخذ معلومات‬ ‫وافية عن هذه الدروس‪ ،‬محتواها‪ ،‬وتبعاتها‪ ،‬ومناقشة‬ ‫مخاوفهم واالختالفات الثقافية من وجهة نظرهم‪ ،‬والنظر‬ ‫إىل املوضوع من منظور علمي بحت‪ .‬واألهم يجب عدم‬ ‫اإلصغاء إىل الدعوات املبالغ بها وغري املبنية عىل أي أساس‬ ‫علمي حقيقي‪ ،‬والتي تنذر بالخطر من هذه الدروس‪،‬‬ ‫فالخطر الحقيقي يف أي أمر هو الجهل به!‬


‫باب مفتوح‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 35‬تشرين الثاني ‪2018‬‬

‫‪05‬‬

‫التكنولوجيا الحيوية ‪Biotechnologie‬‬ ‫املدة الزمنية لفرتة البكالوريوس بني ‪ 7 - 6‬فصول دراسية‪.‬‬ ‫أحد الفصول يُخصص للتدريب العميل ‪.Praktikum‬‬ ‫وترتاوح املدة الزمنية للامسرت بني ‪ 3‬إىل ‪ 4‬فصول دراسية‪.‬‬

‫مقال من مجموعة ‪Make it German‬‬ ‫ماهو تخصص الهندسة الحيوي؟‬ ‫التكنولوجيا الحيوية‬ ‫هو علم تطبيقي مهم يرتكز عىل دراسة الكائن الحي‪ ،‬ويشمل‬ ‫مجموعة هائلة من العلوم الحيوية مثل‪ :‬الهندسة الوراثية‪،‬‬ ‫الكيمياء الحيوية‪ ،‬ميكروبيولوجيا‪ ،‬البيولوجيا الجزيئية‬ ‫وعلم املناعة (باإلضافة ملجموعة أخرى من فروع الهندسة‬ ‫واملعلوماتية مثل الربمجة)‪.‬‬ ‫جميع هذه األفرع تندرج تحت مسمى التكنولوجيا‬ ‫الحيوية ‪Biotechnologie‬‬ ‫التكنولوجيا الحيوية أو التقانة الحيوية أو مايعرف أيضاً‬ ‫بالهندسة الوراثية تع َّرف بأنها كل التطبيقات التكنولوجية‬ ‫التي تستخدم الكائنات الحية أو منتجاتها إلنتاج أو تعديل‬ ‫مختلف املواد لخدمة اإلنسان‪ ،‬وهي تكنولوجيا قامئة‬ ‫باألساس عىل علم األحياء‪.‬‬ ‫ما هي التطبيقات املتعددة لهذا التخصص؟‬ ‫تم تقسيم التكنولوجيا الحيوية حديثاً إىل أربعة فروع ارتبطت‬ ‫جميعها بألوان معينة للداللة عليها وهي‪:‬‬ ‫ •التكنولوجيا الحيوية الحمراء‪:‬‬ ‫هي التكنولوجيا الحيوية ذات االرتباط باملجال الطبي‪،‬‬ ‫التي تشمل مثالً إنتاج املضادات الحيوية من الكائنات‬ ‫الحية‪ ،‬واالرتباط ببعض املجاالت الهندسة الوراثية ملعالجة‬ ‫األمراض‪ ،‬وإمكانية إنتاج أدوية خاصة باملحتوى الجينى‬

‫لفرد ما باإلضافة إىل عالج األمراض املستعصية مثل‬ ‫الرسطان وغريها‪.‬‬ ‫ •التكنولوجيا الحيوية الخرضاء‪:‬‬ ‫هي التكنولوجيا الحيوية يف املجال الزراعى‪ ،‬من تطبيقاتها‬ ‫إنتاج النباتات املعدّلة وراثياً‪ ،‬وزراعة االنسجة وتصنيع‬ ‫املبيدات الحرشية غري الكيميائية واألسمدة الحيوية‪،‬‬ ‫وغريها من التطبيقات التى ترتكز عىل الزراعة وبالتايل‬ ‫تؤثر بشكل هائل عىل أساليب تطور صناعة الغذاء‪.‬‬ ‫ •التكنولوجيا الحيوية البيضاء‪:‬‬ ‫وهي من أكرث التطبيقات انتشارا ً‪ ،‬حيث أنها مرتبطة‬ ‫باملجال الصناعي‪ .‬وتشمل استخدام الكائنات الحية إلنتاج‬ ‫مواد كيميائية مطلوبة لالستخدام التجاري‪ ،‬بدالً من‬ ‫إنتاجها صناعياً‪ .‬وتشمل أيضاً التصنيع الدوايئ واملعالجات‬ ‫الخاصة لألنسجة والجلود وإنتاج البالستيك واألحامض‬ ‫األمينية والكحول وغريها من املواد امل ُصن ّعة‪.‬‬ ‫ •التكنولوجيا الحيوية الزرقاء‪:‬‬ ‫هذا النوع يتعامل مع عامل البحار والكائنات البحرية‪،‬‬ ‫ويرتكز عىل االستخدامات التقنية يف عمليات البيولوجيا‬

‫والعضويات البحرية‪ .‬وأهم تفصيل يف هذا املجال هو‬ ‫دراسة العضويات البحرية يف أعايل املحيطات‪.‬‬ ‫ماذا يدرس الطالب يف هذا التخصص‬ ‫هذا التخصص يعد مجاالً تقنياً وعلمياً كذلك‪ ،‬ويعتمد هذا عىل‬ ‫مزيج من األحياء والتكنولوجيا‪.‬‬ ‫املجاالت املتاحة للخريجني يف هذا التخصص‬ ‫يضمن هذا التخصص للخريج مجموعة واسعة من فرص‬ ‫العمل الجيدة للغاية يف عدة مجاالت‪ .‬فيمكن للطالب الحاصل‬ ‫عىل درجة البكالوريوس يف هذا املجال العمل يف رشكات‬ ‫األدوية‪ ،‬املخابر التحليلية‪ ،‬رشكات البحث العلمي‪ ،‬الرشكات‬ ‫املسؤولة عن تطوير الزراعة وتنقية املياه‪ ،‬الرشكات الصناعية‬ ‫املنتجة للمواد الكيميائية والربوتينات والفيتامينات باإلضافة‬ ‫إلمكانية التفرغ للحياة األكادميية ومراكز األبحاث ذات الصلة‬ ‫بجميع التخصصات العلمية بال استثناء‪.‬‬ ‫املدة الزمنية لهذا التخصص يف أملانيا‬ ‫ميكن للطالب أن يبدأ دراسته يف هذا التخصص يف الفصلني‬ ‫الشتوي والصيفي‪ ،‬ولكن عاد ًة ما تفتح الجامعات أبواب‬ ‫التسجيل لهذا التخصص فقط يف الفصل الشتوي‪ .‬وترتاوح‬

‫ما الفرق بني الجامعات وجامعات العلوم التطبيقية يف‬ ‫فرعنا‬ ‫بصفة عامة‪ ،‬فإن الدراسة يف جامعات العلوم التطبيقية هي‬ ‫أكرث توجهاً نحو املامرسة والتطبيق وعاد ًة ما تكون أكرث‬ ‫تحديدا ً لوظيفة معينة‪ .‬يف كثري من األحيان هناك تعاون وثيق‬ ‫مع الرشكات التي تقدم للطالب فصول دراسية عملية أو عقود‬ ‫عمل طالبية‪ .‬فعىل عىل سبيل املثال يوجد تعاون بني جامعة‬ ‫‪ FH Weihrnstephan‬ورشكة ‪ Roche Diagnostics‬الرائدة‬ ‫يف مجال التكنولوجيا الحيوية‪ ،‬كام يوجد تعاون بني جامعة‬ ‫‪ FH Biberach‬ورشكة ‪.Boehringer Ingelheim‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬تعترب الدراسة يف الجامعة إعدادا ً أفضل إذا كنت‬ ‫ترغب يف الحفاظ عىل جميع الفرص املتاحة للتقدم يف مجال‬ ‫التكنولوجيا الحيوية‪ ،‬والتي تعد الدكتوراه رشطًا أساسياً‬ ‫لها‪ .‬يف الجامعة يكون توجه الدراسة نظرياً عادة أكرث من‬ ‫كونه عملياً‪ ،‬ولكن بطبيعة الحال يشرتط يف الجامعات أيضاً‬ ‫وجود فصل درايس مخصص للتدريب‪ ،‬والذي يجب إجراؤه‬ ‫أثناء الدراسة‪ .‬يُنصح بإكامل الدراسات العليا يف التخصص‬ ‫(ماجستري ودكتوراه) يف حال أتيحت لك الفرصة‪.‬‬ ‫أين ميكنني القيام بالتدريب؟‬ ‫من حيث املبدأ‪ ،‬فإن التدريب ممكن يف جميع الرشكات‬ ‫التي تعمل يف مجال التكنولوجيا الحيوية‪ .‬ومع ذلك تكون‬ ‫الفرص أكرب يف الرشكات املختصة يف الصناعة الصيدالنية‬ ‫أو الكيميائية‪.‬‬ ‫أجور العمل لهذا التخصص‬ ‫ •ترتاوح أجور طالب البكالوريوس بني ‪ 2000‬و‪2500‬‬ ‫يورو‬ ‫ •ترتاوح أجور طالب املاسرت شهرياً بني ‪ 2500‬و‪3500‬‬ ‫يورو‬ ‫ •ويف حال تواجدت الخربة الكافية ودرجة الدكتوراة ترتاوح‬ ‫األجور شهرياً بني ‪ 5000‬و‪ 6000‬يورو‬

‫المصطلحات العنصرية‪ ..‬في اإلعالم وعلى ألسنة بعض األلمان‬

‫ميكنكم مشاهدة فيديو االستطالع عىل الرابط التايل‪:‬‬ ‫‪https://youtu.be/ZDxxah87PXQ‬‬

‫تقرير‪ :‬رشا الخضراء‬ ‫إعالمية سورية مقيمة في ألمانيا‬

‫تصبح املجتمعات املستهدفة بالهجرات‬ ‫مبرور الوقت أكرث تلوناً وتبايناً‪،‬‬ ‫ويغدو التحدي األكرب هو إمكانية خلق‬ ‫تجانس نسبي لالستفادة من تعدّ د‬ ‫الثقافات‪.‬‬

‫تحتل أملانيا املرتبة الثانية يف العامل بعد‬ ‫الواليات املتحدة كدولة مستقطبة للمهاجرين‪،‬‬ ‫وأوردت اإلحصائية األخرية ملكتب اإلحصاء‬ ‫االتحادي أن ‪ % 23‬من سكان أملانيا‪ ،‬البالغ‬ ‫عددهم ‪ 82‬مليوناً‪ ،‬ينحدرون من خلفيات‬ ‫مهاجرة‪.‬‬ ‫كام ذكرت وسائل إعالم أملانية نقالً عن مكتب‬ ‫اإلحصاء‪ ،‬أن عدد السوريني غري الحاملني‬

‫للجنسية األملانية بلغ عام ‪ 2017‬حوايل ‪699‬‬ ‫ألف شخص‪ ،‬ليصبحوا بذلك ثالث أكرب جالية‬ ‫أجنبية يف البالد بعد األتراك والبولنديني‪.‬‬ ‫ضمن هذا التنوع من الرضوري معرفة كيف‬ ‫نشري إىل انتامء شخص ما ملجموعة معينة‬ ‫دون اإلرضار بتجانس املجتمع‪ ،‬ومتى يكون‬ ‫هذا التقسيم أو اإلشارة رضورياً؟‬ ‫تدخل التسميات التي تطلق عىل األفراد‬ ‫واملجموعات إىل الالوعي يف العقول‬ ‫الجمعية‪ ،‬عندما يتم تداولها مرارا ً وتكرارا ً يف‬ ‫اإلعالم ومن قبل الساسة‪ ،‬لينتقل بعدها إىل‬ ‫االستخدام الفردي والتأصل يف العقول ومن‬ ‫ثم املعامالت‪ .‬وهذا ما تكرسه وسائل اإلعالم‬ ‫يف كل أصقاع األرض!‬ ‫هنا يف أملانيا تستخدم عدة مصطلحات للداللة‬ ‫عىل انتامءات األشخاص‪ ،‬أعراقهم‪ ،‬أوضاعهم‬ ‫االجتامعية أو القانونية‪ ،‬أثناء التحدث عن‬ ‫إجراءات االندماج أو رضورة التن ّوع الثقايف‬ ‫ضمن املجتمع األملاين‪.‬‬ ‫بعض هذه املصطلحات‪ ،‬تحمل مدلوالت‬ ‫سلبية وبعضها اآلخر يتبدل مدلوله حسب‬ ‫السياق أو مناسبة الخطاب‪ .‬ومن الطبيعي‬ ‫أن تقوم األحزاب اليمينية املتطرفة باستخدام‬

‫هذه املصطلحات عىل الدوام لتثبيت النظرة‬ ‫التي يحملها الشخص اليميني املتطرف ضد‬ ‫املختلف عنه أياً كان!‬ ‫باملقابل تقوم العديد من املؤسسات‬ ‫والجمعيات واملبادرات األملانية‪ ،‬املناهضة‬ ‫للتمييز والعنرصية‪ ،‬بحمالت وورشات‬ ‫للتعريف بهذه األمور ورشح الطريقة األفضل‬ ‫لتحرير التقارير الصحفية‪ ،‬وكذلك الخطاب‬ ‫العام بطريقة تخلو من الكلامت ذات املدلوالت‬ ‫السلبية ض ّد أي مكون من مكونات املجتمع‬ ‫األملاين‪ .‬مام يتطلب أحياناً خرباء يف اللغة‬ ‫والتاريخ‪ ،‬حيث تنطوي بعض املصطلحات‬ ‫عىل تهديد بعيد املدى لكل محاوالت االندماج‬ ‫والتجانس يف املجتمع الجديد‪.‬‬ ‫قمت باستطالع رأي مع بعض املواطنني‬ ‫األملان‪ ،‬سألتهم عن فهمهم لبعض‬ ‫املصطلحات املستخدمة يف اإلعالم أو يف‬ ‫الشارع وكيفية تقييمهم لها‪:‬‬ ‫فسألتهم عن كلمة ‪ Farbige‬أي "ملون"‬ ‫ويعادلها يف اإلنجليزية مصطلح ‪People‬‬

‫‪ of Color‬وكال الكلمتني تشريان غالباً إىل‬ ‫من ال ينتمون للعرق األبيض‪ .‬ومصطلح‬ ‫‪ leitKultur‬مبعنى "الثقافة الرائدة" والذي‬ ‫قدمه عام ‪ 1996‬العامل السيايس بسام‬ ‫طيبي‪ ،‬وهو أملاين من أصل سوري‪ ،‬يف‬ ‫نقاش العلوم السياسية حول العالقة بني‬ ‫األملان واملهاجرين‪ ،‬ومن حينها يستخدم‬ ‫املصطلح كنقيض للتعددية الثقافية‪.‬‬ ‫وكذلك مصطلح ‪ Asylanten‬يف اإلشارة إىل‬ ‫طالبي اللجوء وهو مستخدم بكرثة من قبل‬ ‫األحزاب اليمينية‪ ،‬حيث تشري األحرف ‪ten‬‬ ‫يف نهاية الكلمة إىل التصغري‪.‬‬ ‫أيضاً كلمة ‪Ausländerkriminalität‬‬ ‫يف اإلشارة إىل الجرمية املرتكبة من‬ ‫قبل األجانب تحديدا ً‪ .‬وأخريا ً ‪Illegale‬‬ ‫‪ Menschen‬أي األشخاص غري الرشعيني‪،‬‬ ‫وتطلق عىل من ال يحمل إقامة نظامية‬ ‫يف أملانيا بعد‪ .‬وقد ظهر حديثاً كرد عليه‬ ‫شعار‪ kein Mensch ist Illegal :‬مبعنى‬ ‫أنه ال يوجد إنسان غري رشعي وإمنا هناك‬ ‫أشخاص إقامتهم غري نظامية بعد‪.‬‬


26055_Abwab-Tür_AR_231,5x325_RZ_RU_251018.pdf

C

M

Y

CM

MY

CY

CMY

K

1

25.10.18

09:36


‫باب مفتوح‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 35‬تشرين الثاني ‪2018‬‬

‫‪07‬‬

‫دراسة الحقوق في ألمانيا‪ :‬معادلة الشهادات والعمل‬ ‫أمر صعب‪ ،‬وننصح دامئاً مبراسلة الجهات املعنية‬ ‫مبعادلة شهادات الحقوق يف الواليات‪ ،‬وهي وزارات‬ ‫العدل املختصة يف كل والية‪ ،‬فهي تستطيع تقديم الخدمة‬ ‫األنسب وإرشاد الطالب والحقوقي إىل الخيار األنسب‬ ‫للمعادلة‪.‬‬

‫د‪ .‬هاين حرب‬ ‫تعترب علوم الحقوق من أهم فروع الجامعات يف‬ ‫أملانيا‪ ،‬وتد ّرس يف أكرث من ‪ ٥٠‬جامعة مختلفة يف‬ ‫أنحاء أملانيا‪ .‬دراسة الحقوق يف أملانيا تستمر لخمس‬ ‫سنوات دراسية‪ ،‬تنتهي بتقديم امتحان عام وطني‪،‬‬ ‫يخ ّول الناجح فيه مامرسة العمل الحقوقي يف أملانيا‪.‬‬ ‫إضافة إىل ذلك ميكن ألي خ ّريج حقوق من الجامعات‬ ‫األملانية متابعة الدراسة عرب التقديم لربامج الدكتوراة‬ ‫التخصصات الحقوقية من جنائية‪،‬‬ ‫املختلفة مبختلف‬ ‫ّ‬ ‫تجارية‪ ،‬دولية وغريها‪.‬‬ ‫متتد مدة دراسة الحقوق لخمس سنوات دراسية‪،‬‬ ‫تقسم عىل الشكل التايل‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫السنوات الثالث األوىل (وهي السنوات النظرية) تنتهي‬ ‫بتقديم امتحان الحقوق الوطني األول‪ ،‬والذي باجتيازه‬ ‫يحق للطالب البدء بعامي التدريب (السنتني األخريتني)‪،‬‬ ‫يحق له تقديم امتحان الحقوق الوطني الثاين‪.‬‬ ‫وبنهايتهام ّ‬ ‫عند النجاح يف االمتحانني األول والثاين ميكن للمحامي‬ ‫التسجيل يف نقابة املحاميني والعمل باملحاماة أو التسجيل‬ ‫مبارشة إلكامل الدكتوراة‪.‬‬

‫يمكن لحامل شهادة الحقوق البدء بالعمل‬ ‫بعدها في مهنة المحاماة في ألمانيا‪.‬‬

‫القانونية املختلفة حولها‪ .‬عند إمتام هذه الدراسة يكون‬ ‫بتخصص معني يريده وأصبح‬ ‫تخصص‬ ‫الطالب األجنبي قد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قادرا ً عىل العمل كمحامي متخصص يف أملانيا أو إكامل‬ ‫دراسة الدكتوراة يف الحقوق يف أملانيا‪.‬‬ ‫لغة دراسة الحقوق يف أملانيا حرصا ً األملانية‪ ،‬فعىل الطالب‬ ‫أن يكون حاصالً عىل شهادة اللغة األملانية ‪ DSH2‬ليتمكن‬ ‫من البدء بربنامج البناء العلمي (ماجستري ليغوم)‪.‬‬

‫ماجستري الحقوق‪:‬‬ ‫ال يوجد برامج ماجستري واضحة املعامل للحقوق يف أملانيا‪،‬‬ ‫وتكون ماجستريات الحقوق مرتبطة مع تخصصات أخرى‬ ‫مثل‪ :‬إدارة األعامل‪ ،‬التجارة‪ ،‬املحاسبة‪ ،‬التدقيق‪ ،‬حامية‬ ‫امللكية الفكرية والتجارية‪ ،‬القانون األملاين واألورويب‪،‬‬ ‫وحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫يشرتط للتقدم عىل برامج ماجستري ليغوم وجود شهادة‬ ‫اللغة األملانية ‪ B2‬عىل األقل ليحصل الطالب عىل قبول مبديئ‬ ‫إلكامل دراسة اللغة يف أملانيا والحصول عىل شهادة‪، DSH2‬‬ ‫وبعدها يستطيع الطالب البدء بدراسة ماجستري ليغوم‪.‬‬

‫باملقابل‪ ،‬هنالك عدد كبري من الجامعات التي تقدم فرصة‬ ‫البناء العلمي لحاميل شهادة الحقوق من خارج أملانيا وهي‬ ‫ماجسرت ليغوم ‪ .Magister Legum‬هدف هذا املاجستري‬ ‫هو تعريف الطالب األجانب بالقوانني األملانية األساسية‬ ‫للدخول بأحد تخصصات الحقوق األملانية أو األوروبية أو‬ ‫الدولية‪ ،‬ويف نهايته عىل الطالب كتابة رسالة ماجستري‬ ‫للتعريف مبشكلة قانونية ما وحلها ووجهات النظر‬

‫من أهم الجامعات التي تدرس ماجستريات الحقوق‬ ‫لألجانب (ليغوم)‪:‬‬ ‫ •جامعة أوغسبورغ‪.‬‬ ‫ •جامعة برلني الحرة‪.‬‬ ‫ •جامعة فولغانغ غوتة فرانكفورت‪.‬‬ ‫ •جامعة ماربورغ‪.‬‬ ‫ •جامعة غوتنغن‪.‬‬

‫مفهوم الحفر التاريخي في مواجهة الطمر‪:‬‬

‫والمهمشين‬ ‫إعادة االعتبار للنساء‬ ‫ّ‬ ‫خاص أبواب‬ ‫يبدو مفهوم الحفر التاريخي‪ ،‬كمفهوم نقيض للطمر‬ ‫التاريخي‪ ،‬أحد أهم املفاهيم التي بذلت الحركات‬ ‫النسوية الحديثة الكثري من الجهد إلحيائها‪ ،‬وذلك‬ ‫بهدى العديد من العلوم اإلنسانية‪ .‬الطمر التاريخي‬ ‫الذي مارسته الثقافة الذكورية عىل م ّر الزمان فيام‬ ‫يخص عمل النساء ووجودهن الفاعل وحضوره ّن‬ ‫يف مجتمعاتهن‪ ،‬مبعنى محاوالت إخفاء ذلك وتغييبه‬ ‫ويف الكثري من األحيان تشويهه‪.‬‬ ‫فقد حاولت الحركات النسوية كشف الغنب الذي وقع‬ ‫عىل الهامش (سواء أكان الهامش الجنساين أم العرقي أم‬ ‫اإلنثي أم الطائفي) ومنه النساء‪ ،‬إلعادة االعتبار للمهمشني‪،‬‬ ‫وإماطة اللثام عن الحقائق التي م ّرت عليها قرون طويلة‬ ‫وهي مستورة بحجب السيطرة البطريركية بكافة أشكالها‏‪.‬‬ ‫من خالل تلك الجهود تم اكتشاف الكثري من عمليات الطمر‬ ‫الثقايف التي ُوئِدت النساء تحتها آلالف السنني‪ ،‬كانت تلك‬

‫الجهود متنوعة من اكتشافات أنرثوبولوجية إىل أريكولوجية‬ ‫إىل سيسيوثقافية‪ ،‬إن صح التعبري‪ ،‬إىل لسانية‪ /‬لغوية‪ ،‬وغري‬ ‫ذلك من امليادين‪ .‬بعض تلك املحاوالت اكتفت‪ ،‬عىل أهمية ذلك‪،‬‬ ‫بالحفر يف الوقائع التاريخية الرصفة‪ ،‬وإعادة إحيائها من جديد‬ ‫برؤية جديدة‪.‬‬ ‫عىل سبيل املثال‪ ،‬مل ميض زمن طويل مذ أعاد التاريخ‬ ‫الحديث تسليط الضوء عىل ما اقرتفته محاكم التفتيش‬ ‫األوروبية يف القرن السادس عرش‪ ،‬حيث تركّز كل ثقل‬ ‫العداء املنظم للكنيسة املسيحية ضد النساء‪.‬‏ وذلك بعد وثيقة‬ ‫املاليفيكاروم أو (مطرقة السحرة)‪ ،‬وهي وثيقة كتبها البابا‬ ‫"إنوسنت الثامن" يف مرسوم بابوي أول ضد الساحرات‬ ‫يف العام ‪ ،1484‬وهي وثيقة رسمية ملحكمة التفتيش أعيد‬ ‫السحر‬ ‫طبعها ‪ 14‬مرة قبل حلول ‪ 1520‬حني تقول‪ّ :‬‬ ‫"كل ّ‬ ‫يأيت من املتعة الجسدية‪ ،‬املوجودة يف شهوانية املرأة‪ ."..‬إثر‬ ‫هذه الوثيقة أعدمت ماليني النساء يف القرون الوسطى بتهمة‬ ‫السحر! وكان من املمكن أن تتهم أية طبيبة أو عاملة أو كاتبة‬ ‫أو اية امرأة مغايرة قليالً بالسحر!‬

‫مدة ماجستير ليغوم تتراوح بين فصلين إلى‬ ‫ثالثة فصول (متضمنة رسالة الماجستر) يحصل‬ ‫بعدها المحامي على شهادة الماجستير‬ ‫تخوله التسجيل في نقابة المحاميين األلمان‬ ‫أو دراسة الدكتوراة‪.‬‬ ‫هنالك العديد من املشاكل التي يجب إيضاحها‬ ‫بخصوص معادلة شهادة الحقوق‪:‬‬ ‫ال تقبل جميع الجامعات جميع الشهادات بخصوص‬ ‫ماجستري ليغوم‪ ،‬فهذا الربنامج موجود يف عدد حرصي‬ ‫جدا ً من الجامعات‪ .‬أما يف املناطق األخرى فيتم عاد ًة معادلة‬ ‫‪ ٣‬فصول دراسية من الدراسة الجامعية الحقوقية التي متت‬ ‫خارج أملانيا ليتابع بعدها الشخص دراسته الحقوقية كأي‬ ‫طالب جامعي أملانيا‪.‬‬ ‫من جهة أخرى تقبل بعض الجهات معادلة ‪ ٣‬أعوام‬ ‫من الدراسة ويجب عىل الطالب عندها تقديم االمتحان‬ ‫الحقوقي األول والنجاح به ليستطيع استكامل التدريب‬ ‫ملدة عامني لتقديم االمتحان الثاين بعدها‪ .‬وهذه الطريقة‬ ‫(تقديم االمتحان الوطني الحقوقي األول مبارشة) أمر‬ ‫نظري جدا ً‪ ،‬والدخول يف معركة املعادلة بهذه الطريقة‬ ‫ويف خطوة سباقة تم إلقاء الضوء عىل حكاية العاملة‬ ‫النمساوية "ليزا ميتنز" التي اكتشفت مع رشيكها العامل‬ ‫األملاين "هايهن" نظرية انشطار اليورانيوم الشهرية‪( :‬الطاقة=‬ ‫الكتلة× مربع رسعة الضوء)‪ .‬وبعد سنوات من ذلك ويف العام‬ ‫‪ 1944‬ستفاجأ "ليزا ميتنز"‪ ،‬وهي يف منفاها الذي مل تعد‬ ‫منه أبدا ً‪ ،‬بحصول رشيكها وحده عىل جائزة نوبل للكيمياء‬ ‫عن اكتشافهام املشرتك‪ ،‬ودون ذكر اسمها باملطلق! ومازالت‬ ‫الجائزة حتى اليوم مسجلة باسمه فقط‪.‬‬ ‫تلك الجهود املبذولة من قبل النسويني والنسويات ساهمت‬ ‫كذلك مساهامت فعالة يف فضح الخلفيات والدالالت‬ ‫البطريركية لألمثال والقصص والحكايات الشعبية التي‬ ‫بنيت عليهام الخلفية الثقافية واالجتامعية للشعوب‪ ،‬وتلك‬ ‫الذائقة األدبية التي ت ّولدها تتغلغل يف الوعي األطفال الذين‬ ‫سيصبحون رجاالً ونساء يف املستقبل‪ .‬فبدأت يف العقدين‬ ‫األخريين من القرن العرشين مثالً حركة كبرية إلعادة كتابة‬ ‫تغي من‬ ‫القصص والحكايات الشعبية برؤية نسوية جديدة‪ّ ،‬‬ ‫صورة املرأة السلبية واملك ّرسة قبالً يف تلك الحكايات‪.‬‬ ‫كام ساهمت الحركات النسوية يف إماطة اللثام عن الكثري من‬ ‫اآلليات اللغوية والدالالت الذكورية املك ّرسة يف اللغة‪ ،‬وعن‬ ‫الكثري من أسامء املبدعات املغمورات يف أنحاء العامل‪ ،‬اللوايت‬ ‫عملت الحركات البطريركية عىل تجريدهن من حقهن يف‬ ‫اإلبداع وعدم االعرتاف بهن وبإنجازاتهن‪.‬‬

‫هل ميكن للحقوقي من خارج أملانيا العمل يف‬ ‫الحقوق مبارشة؟‬ ‫الجواب يف هذه الحالة هو نعم! تقدم العديد من وزارات‬ ‫العدل يف مختلفة الواليات الفرصة للحقوقيني خارج‬ ‫أملانيا للعمل كـ"مقدم للخدمات الحقوقية" يف مجال‬ ‫تخصصه‪ .‬ميكن للحقوقيني حملة شهادات الحقوق‬ ‫من خارج أملانيا التقديم للتسجيل ضمن مكتب مختص‬ ‫مبقدمي الخدمات الحقوقية للتسجيل كمختص باألمور‬ ‫والقوانني الحقوقية لبلده األم التي يحمل شهادتها‪ .‬يف‬ ‫هذه الحالة‪ ،‬ميكن للحقوقي أن يعمل كمستشار مثالً‬ ‫إليضاح كل املعلومات الحقوقية املختصة ببلده األم أو‬ ‫البلد التي يحمل شهادتها الحقوقية‪ .‬هذا التسجيل مينح‬ ‫حامله برشوط معينة أن يعمل ويقدم خدماته الحقوقية‬ ‫ضمن االتحاد األورويب أيضاً أو منظمة العمل األورويب‬ ‫املتحدة تحت القانون ((§ ‪Abs. 1 Satz 1 Nr. 3 10‬‬ ‫‪ .RDG‬ميكن للراغبني مبعرفة املزيد الدخول للرابط‬ ‫التايل‪:‬‬ ‫‪www.rechtsdienstleistungsregister.de‬‬ ‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬ووفقاً للامدة ‪ ،BRAO 206‬هناك‬ ‫إمكانية إلنشاء موقف قانوين يف مجاالت قانون بلد املنشأ‬ ‫والقانون الدويل تحت اسم بلد املنشأ‪.‬‬ ‫وميكن للحقوقي مامرسة عمله القانوين يف البنوك‪،‬‬ ‫رشكات التأمني‪ ،‬أو أية رشكة تجارية أو صناعية تعمل‬ ‫بشكل دقيق مع بلد املنشأ لشهادة الحقوق دون الحاجة‬ ‫ألي تعديل أو الحصول عىل معادلة أو شهادات إضافية‪.‬‬ ‫يف النهاية ننصح جميع الحقوقيني بالتواصل مع نقابة‬ ‫املحاميني يف مدنهم ووالياتهم وكذلك التواصل أكرث مع‬ ‫وزارة العدل يف والياتهم للحصول عىل معلومات أكرث عن‬ ‫طرائق العمل واملعادلة الخاصة بكل والية حيث أن لكل‬ ‫والية خصوصيات معينة يجب االنتباه إليها‪.‬‬ ‫إثر تلك الجهود صعد يف إنكلرتا‪ ،‬عىل سبيل املثال‪،‬‬ ‫مصطلح الرواية النسائية (حني اكتشف بني عام ‪1830‬‬ ‫و‪ 1940‬أكرث من ‪ 400‬رواية لـ‪ 300‬كاتبة إنكليزية)‪.‬‬ ‫فيام تركز عمل النسويات والنسويني األنرثوبولوجيني‪،‬‬ ‫من أمثال "جريدا لرينر" و"بربارة ووكر" وغريهن‪ ،‬عىل‬ ‫نبش األساطري واملدونات القدمية إلعادة النظر يف كثري من‬ ‫املسلامت التاريخية التي لعبت بها السلطات البطريركية‬ ‫املتعاقبة يف التاريخن مثل ما حدث مع إعادة إحياء‬ ‫أسطورة ليليت وكيفية تشويه صورتها وكذلك أسطورة‬ ‫بوبو ودالالت كل منهام‪.‬‬ ‫أما اإلريكولوجيات واألريكولوجيني النسويني‪ ،‬من أمثال‬ ‫"مارغريت موراي" و"وينيفريد ميليوس لوبل" و"ماريا‬ ‫غيمبوتاس"‪ ،‬فقد عملن من خالل الصور والنقوش والرسوم‬ ‫والتامثيل عىل كشف اآلليات املتشابهة يف قمع طاقات املرأة‬ ‫وتحييدها عن املركز والفاعلية‪.‬‬ ‫اليوم نستطيع أن نالحظ اهتامماً كبريا ً بهذا النوع من‬ ‫امليثولوجيات املقارنة‪ ،‬ألن املكتشفات يف العقود األخرية‬ ‫تضخمت وتعززت دقتها مثل عمل "ماريا غيمبوتاس" يف‬ ‫املساحة التي أسمتها أوروبا القدمية‪ ،‬وعمل "جيمس ميلقار"‬ ‫يف شاتال هيوك يف األناضول‪ ،‬واملكتشفات يف ليبنسيك‬ ‫فري يف سيبرييا‪ ،‬والعمل املستمر يف كريت‪ ،‬والكثري الكثري‬ ‫غري ذلك‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫باب أرابيسك‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 35‬تشرين الثاني ‪2018‬‬

‫شخصية العدد‬

‫المخرجة مي المصري‪ ..‬الجرح الفلسطيني سينمائياً‬ ‫محمد عبيدو‬

‫مسرح العبث‪..‬‬

‫صموئيل بيكيت‬

‫يف العام ‪ 1952‬خرجت واحدة من أهم مرسحيات‬ ‫القرن العرشين وهي مرسحية‪" :‬يف انتظار غودو"‬ ‫التي جعلت من كاتبها "صموئيل بيكيت" واحدا ً من‬ ‫أهم كتاب مرسح العبث‪ .‬شخصيتا املرسحية هام‬ ‫مه ّرجان تربطهام عالقة عمل‪ .‬يكاد ال يكون مثة‬ ‫حركة عىل املرسح‪ ،‬الديكور ال ينتمي لبيئة معينة بل‬ ‫مبشاهد خلفية عارية ويابسة‪ ،‬والحوار متكرر بلغة‬ ‫متناقضة عاجز عن املعنى ككل يشء آخر يف عامل‬ ‫بيكيت العبثي‪.‬‬ ‫فكرة املرسحية األساسية هي االنتظار‪ ،‬دون أن يكون‬ ‫هناك يشء محدد تنتظره الشخصيات التي تبدو‬ ‫مرتددة بشأن ما تنتظره‪ .‬قدّم النقاد تفسريات كثرية‬ ‫لدالالت املرسحية الرمزية‪ ،‬ولكن "بيكيت" تردّد يف‬ ‫تقديم أي تفسري واضح للمرسحية بل اكتفى بالقول‪:‬‬ ‫"غودو هي الحياة‪ ،‬ال هدف لها بدون أي بصيص‬ ‫أمل"‪.‬‬ ‫"صموئيل بيكيت" هو روايئ وشاعر وكاتب مرسحي‬ ‫وناقد إيرلندي‪ ،‬ولد يف دبلن العام ‪ 1906‬وتعلم يف‬ ‫كلية الثالوث األقدس‪ .‬يف العام ‪ 1928‬ذهب كمحارض‬ ‫إىل املدرسة العليا العامة يف باريس التي عشقها‪،‬‬ ‫وهناك التقى بـ"جيمس جويس" ليصبحا صديقان‪.‬‬ ‫ومنذ العام ‪ 1938‬استقر نهائياً يف باريس حتى‬ ‫وفاته فيها عام ‪.1989‬‬ ‫تنوعت أعامل بيكيت األوىل باإلنكليزية‪ ،‬كقصائد‬ ‫ومقاالت وقصص وروايتني هام‪ :‬موريف ‪،1938‬‬ ‫ووات ‪ .1953‬يف هاتني الروايتني كام يف جميع‬ ‫رواياته يبحث األبطال عن حقيقة خارجية زائفة‪ ،‬يف‬ ‫محاوالت عبثية لحياة عبثية تدور بهم وحولهم بدون‬ ‫معنى يذكر‪ .‬يتدفق يف أعامله تيار الوعي من الحوار‬ ‫الذايت‪ ،‬حني يبحث اإلنسان عن هويته وسط العزلة‬ ‫والفساد واملوت‪.‬‬ ‫كتب بالفرنسية أهم أعامله الروائية مثل‪ :‬مويل‬ ‫‪ ،1971‬مالون ميوت ‪ 1952‬الذي ال يسمى ‪،1953‬‬ ‫وكذلك أعامله املرسحية التي كان لها الشهرة األكرب‪.‬‬ ‫يف مرسحية اندماج ‪ 1957‬تهدر الشخصيات يف‬ ‫مكان مغلق الوقت يف اللعب ورسد القصص‪ ،‬إنها‬ ‫دوامة البحث عن املعنى ذاتها دون العثور عىل‬ ‫املعنى‪.‬‬ ‫آخر رشيط لكراب ‪ 1958‬تتألف من حوار بني البطل‬ ‫وصوته املس ّجل مسبقاً‪ ،‬واأليام السعيدة ‪1961‬‬ ‫تحيك عن زوجني عجوزين‪ ،‬الزوجة مدفونة يف‬ ‫الرمل وتحيك عىل الدوام مع زوجها الصامت‪.‬‬ ‫بداية النهاية ‪ 1970‬هي مجموعة ألعامله مطبوعة‬ ‫كمرسحية شخصياتها رجل واحد‪ .‬وليس أنا ‪1972‬‬ ‫هي رصخة امرأة غاضبة يف رصاعها مع نفسها ومع‬ ‫ماضيها‪.‬‬ ‫حاول "صموئيل بيكيت" أن يرشح من خالل أعامله‬ ‫وباء اإلنسان املعارص‪ ،‬ذاك الذي يتحرك بدون هدف‬ ‫محدّد أو مقعد مشلول عن الفعل يصغي إىل صوته‬ ‫فقط‪ ،‬وقد حاول عىل الدوام تخفيف هذه الجرعة‬ ‫العالية من الرتاجيديا يف أعامله بقليل من الدعابة‬ ‫أقرب إىل "الكوميديا السوداء"‪.‬‬ ‫يف العام ‪ 1969‬نال "صموئيل بيكيت" جائزة نوبل‬ ‫لآلداب عن مجمل أعامله‪..‬‬

‫هكذا يبدأ فيلم "أطفال من جبل النار" يف ج ٍو عام تسوده براءة‬ ‫الصغار‪ .‬وتحل الكامريا هنا مكان عيون األطفال! لكن رسعان‬ ‫ما تنقلب الرباءة إىل جحيم‪ ،‬إثر مقتل أحد الصغار برصاصة‬ ‫ارسائيلية‪ ،‬فتحل الكراهية مكان السذاجة‪ ،‬وتصبح اللعبة رشسة‪.‬‬ ‫ويتسع إدراك الصغري لفهم املأساة التي يعيشها شعب بأكمله‪.‬‬

‫ولدت املخرجة السينامئية الفلسطينية "مي املرصي"‬ ‫ألب ثري من نابلس وأم أمريكية‪ .‬وقضت معظم سنوات‬ ‫حياتها يف بريوت‪ .‬تخرجت من جامعة سان فرانسيسكو‬ ‫عام ‪ ،1981‬ولكنها ما لبثت أن عادت إىل بريوت لتبدأ‬ ‫بإخراج األفالم السينامئية‪ ،‬وهناك التقت باملخرج اللبناين‬ ‫"جان شمعون" عام ‪ ،1982‬وأنجزا معاً عدة أفالم قبل أن‬ ‫يتزوجا عام ‪.1986‬‬

‫يف فيلمها "أطفال شاتيال" دخلت املرصي عامل أطفال املخيم‬ ‫وهواجسهم ودرجة وعيهم‪ .‬واألطفال أيضاً كانوا أبطال‬ ‫"أحالم املنفى" الذي جمع أطفال املخيمني "شاتيال" يف لبنان‬ ‫و"الدهيشة" يف فلسطني عرب اإلنرتنت‪ .‬وكان اللقاء الواقعي‬ ‫عىل الحدود اللبنانية الفلسطينية برغم األسالك الشائكة الفاصلة‪.‬‬

‫كونت مي املرصي مع زوجها ثنائياً سينامئياً ناجحاً ومتميزا ً‪،‬‬ ‫وعىل مدار حوايل ربع قرن من العمل املشرتك يف السينام‬ ‫التسجيلية املقاومة‪ ،‬ساهام يف بلورة منط سيناميئ عريب متميز‪.‬‬ ‫يف أيلول ‪ 1989‬دخلت "املرصي" إىل مسقط رأسها نابلس‬ ‫يف األرايض الفلسطينية املحتلة بجواز سفر أجنبي‪ .‬عادت إليها‬ ‫بعد غيبة طويلة صحبة فريق عمل مؤلف من ثالثة أشخاص‬ ‫من التلفزيون الربيطاين‪ ،‬لتصوير رشيط سيناميئ عن مدينة‬ ‫أودعتها ذكريات الطفولة‪ ،‬وباتت معزولة بالحصار وحظر‬ ‫التجول والقمع العسكري‪.‬‬ ‫يف فيلم "أطفال من جبل النار" و"حنان عرشاوي‪ ،‬امرأة يف‬ ‫زمن التحدي" قدمت "مي املرصي" مشهديات من الداخل‬ ‫الفلسطيني‪ .‬تبدأ الحكاية يف "أطفال من جبل النار" بلعبة‬ ‫بني أطفال املدينة وجنود االحتالل اإلرسائييل‪ .‬يتّضح ذلك من‬ ‫كالم فادي البالغ من العمر خمس سنوات والذي يفتخر بكونه‬ ‫يراقب الحي الذي يسكن فيه‪ ،‬ويبلّغ أصدقاءه فور اقرتاب الجنود‬ ‫الصهاينة يك يستعدّوا لرشقهم بالحجارة لدى وصولهم اىل‬ ‫نقطة معينة! فام الذي يدركه صبي يف الخامسة غري اللعب مع‬ ‫غريه من االطفال؟ ومبا أن اللعبة الوحيدة التي يشهدها حوله‬ ‫هي رمي الحجارة‪ ،‬فهو يرمي ويفرح إذا أصاب هدفه‪.‬‬

‫مانسيل في متاهة المشرقة‬ ‫قراءة في كتاب "ثالث مدن مشرقية"‬ ‫جهاد الرنتيسي‬ ‫كاتب وباحث أردني‬

‫يعود املؤرخ الربيطاين "فيليب مانسيل" يف كتابه "ثالث‬ ‫مدن مرشقية" إىل مناخات شواطئ البحر األبيض‬ ‫املتوسط بني القرنني السادس عرش والعرشين بحثاً عن‬ ‫أرضيات مالمئة ملدّ الجسور بني "املرشقية" والعوملة‪.‬‬ ‫ويحاول عرب رصده ألمناط الحياة والتحوالت يف املدن‬ ‫البحرية الثالث‪" :‬سمرينا‪/‬أزمري"‪ ،‬و"اإلسكندرية"‬ ‫و"بريوت"‪ ،‬أثناء الحكم العثامين وما بعده‪ ،‬الرتكيز عىل‬ ‫التعايش بني األعراق واألديان‪.‬‬ ‫يف هذه املحاولة يرسم خطاً بيانياً للرصاعات الدولية والنزعات‬ ‫العرقية والدينية التي ساهمت بتأرجح حياة سكان هذه املدن‬ ‫وإمكانيات تعايشهم‪ ،‬وتقويض احتامالت استمرار التجربة‬ ‫وفرضية انبعاثها‪ .‬كام يحرص عىل التعريف بأمناط التفكري‬ ‫والعالقات االجتامعية التي تك ّونت بفعل الرتكيبة السكانية‬ ‫وأمناط الحياة االقتصادية وإفرازاتها الطبقية‪.‬‬

‫"في كل أفالمي أعتمد على معايشة‬ ‫دقيقة للواقع‪ ،‬بغية الوصول إلى رؤية‬ ‫إنسانية أعمق‪ .‬أبني عالقة وثيقة جد ًا مع‬ ‫شخصيات الفيلـم‪ ،‬لكسر الحواجز وتجاوز‬ ‫هاجس الكاميرا‪ .‬أعيش مع شخصيات‬ ‫الفيلـم‪ ،‬وأتعرف إلى عالـمها الداخلي‬ ‫وأستوحي لغتي السينمائية من الشعر‬ ‫الـموجود في تفاصيل حياتها اليومية‪ .‬هذه‬ ‫الكتابة الـمستمدة من تناقضات الواقع‬ ‫وسحر الـمكان أساسية في صوغ أسلوب‬ ‫الفيلـم وشكله الفني"‬

‫فيلم "‪ 3000‬ليلة"‪ ،‬يُعد التجربة الروائية األوىل للمخرجة "مي‬ ‫املرصي"‪ ،‬وهو إنتاج فلسطيني فرنيس أردين لبناين مشرتك‪،‬‬ ‫ويشارك يف بطولته "ميساء عبد الهادي"‪" ،‬نادرة عمران" ‪،‬‬ ‫"رائدة أدون"‪" ،‬عبري حداد"‪" ،‬هنا شمعون"‪" ،‬يوسف أبو وردة"‪،‬‬ ‫"حسني نخلة" و"جورج خليفي"‪ .‬دراما معتقالت مستمدة من‬ ‫حكايا حقيقيّة ألسريات فلسطينيات‪ .‬ويروي قصة معلمة فلسطينية‬ ‫شابة يتم اعتقالها بعد تلفيق تهمة لها‪ ،‬ويف السجن تضع مولودها‪،‬‬ ‫لرتبيه وسط سجينات فلسطينيات سياسيات‪ ،‬وإرسائيليات‬ ‫جنائيات‪ .‬يضغط عليها مدير السجن حتى تتجسس عىل زميالتها‬ ‫الفلسطينيات‪ ،‬لكنها رسعان ما تجد نفسها مضطرة إىل اتخاذ‬ ‫قرار سيغري حياتها إىل األبد عندما تق ّرر السجينات الفلسطينيات‬ ‫اإلرضاب احتجاجاً عىل تدهور األوضاع يف السجن‪ .‬حيث تحارب‬ ‫من أجل حامية ابنها‪ ،‬ومن أجل النجاة والحفاظ عىل األمل‪.‬‬ ‫عند اختيار الفيلم للمشاركة يف مهرجان لندن السيناميئ تم‬ ‫تقدميه بهذه الكلامت‪" :‬أول األعامل الروائية لـمي املرصي عن‬ ‫أم فلسطينية تحت االحتجاز‪ ،‬هو حكاية رمزية شاعرية بسيطة‬ ‫وجاذبة لالنتباه بقوة‪ ،‬عن الحرية تحت االحتالل"‪.‬‬ ‫"مصطفى كامل أتاتورك"‪ ،‬ويف مرص تراجعت مكانة‬ ‫اإلسكندرية ومرشقيتها مبجيء ثورة يوليو ‪ ،1952‬وانحرست‬ ‫مرشقة بريوت إىل أضيق الحدود بفعل قوة التدمري الذايت‬ ‫التي وفّرها الفرز والحروب الطائفية وتدخالت األطراف‬ ‫الدولية واإلقليمية الحليفة للطوائف اللبنانية‪.‬‬

‫محاوالت التجسري يف كتاب "مانسيل" الصادر يف جزئني‬ ‫عن سلسلة "عامل املعرفة" اصطدمت بأجزاء من الصورة‬ ‫التي رغب يف أن تكون وافية‪ .‬فإحدى الحقائق التي خدشت‬ ‫فكرة التجسري متثلت يف معطيات نشوء املدن "املرشقية"‪،‬‬ ‫والتي كان أبرزها التقارب السيايس واملصلحي بني الدولة‬ ‫العثامنية وفرنسا‪ ،‬مام يقلّل من أهمية البعد "التعاييش" يف‬ ‫دوافع تطور هذه املدن ومرشقتها‪ ،‬مبعنى آخر جاء التعايش‬ ‫جه سيايس أملته املصلحة‪ ،‬ومل يقم عىل‬ ‫الصوري نتيجة لتو ّ‬ ‫التفاعل بني أعراق وقوميات مختلفة اختارت أن تبني عاملاً‬ ‫تعددياً وتعيش فيه‪.‬‬

‫فمن خالل تسليطه بعض الضوء عىل مظاهر النزعات‬ ‫العنرصية يف عالقة أرسة "محمد عيل" مع املرصيني مثالً‪،‬‬ ‫يعيد الكتاب طرح األسئلة املصاحبة ألسطورة البناء التي خلّفها‬ ‫حكم تلك األرسة ومعاناة أجيال من أهل البالد األصليني‪.‬‬

‫قد تكون الرصاعات الدموية التي اندلعت بني املكونات‬ ‫العرقية والدينية خالل تلك العقود‪ ،‬التضاد الهويايت الذي‬ ‫صاحب التجربة‪ ،‬واملآالت التي انتهت إليها مظهرا ً ونتيجة‬ ‫للهوة الفاصلة بني معطيات النشوء والظواهر الناجمة عنه‪.‬‬ ‫عىل هذا ترتك شمولية الصورة التي سعى إليها املؤلف دافعاً‬ ‫للقيام مبراجعات لصور منطية حول زمن ما بني القرنني‬ ‫السادس عرش والعرشين‪ ،‬وهامشاً للخروج باستنتاجات‬ ‫جح وجهات نظر يف قضايا خالفية‪.‬‬ ‫تر ّ‬

‫تحايك مظاهر النوستالجيا الناجمة عن التبادل السكاين‬ ‫بني تركيا واليونان‪ ،‬والرحيل الذي أعقب تحول "سمرينا"‬ ‫واالسكندرية وبريوت إىل بيئات طاردة الحتامالت التعددية‪،‬‬ ‫تفاصيل اللجوء الذي شهدته املنطقة خالل العقدين‬ ‫املاضيني‪ ،‬حيث يحتفظ املهاجرون بعادات املناطق التي‬ ‫قدموا منها‪ ،‬ويحاولون عيش أمناط الحياة ذاتها‪ ،‬يشعرون‬ ‫بغربة بني ابناء جلدتهم ويحملون أسامء املعامل القدمية وال‬ ‫يتوانون يف إطالقها عىل معامل مواطنهم الجديدة‪.‬‬

‫من بني هذه االستنتاجات أن املدن "املرشقية" تبدو األكرث‬ ‫قبوالً لآلخر واألقدم يف حال مقارنتها بالغرب‪ ،‬فقد تجاورت‬ ‫املساجد والكنائس رغم التوترات التي كانت تحدث بني‬ ‫الحني واالخر‪ ،‬حيث افتتح أول مسجد يف باريس عام ‪1926‬‬ ‫تكرمياً للمسلمني الذين قتلوا من أجل فرنسا خالل الحرب‬ ‫العاملية األوىل‪ .‬هناك استنتاج آخر يستحق التوقف عنده‪،‬‬ ‫وهو أن االنتصارات التي حقّقتها الدولة العثامنية مل تقض‬ ‫عىل هويات األمم املغلوبة يف رصاعات تلك األزمنة‪ ،‬مام‬ ‫يعني غياب القدرة عىل الدمج واالستيعاب الهويايت‪.‬‬

‫ينطوي رهان انبعاث التجربة املرشقية يف عواصم الغرب‪،‬‬ ‫والذي ظهر يف خامتة الكتاب‪ ،‬عىل مغامرة‪ ،‬فلم يزل‬ ‫االسترشاق حارضا ً بشكل أو بآخر يف التفكري الغريب‪،‬‬ ‫ويرتافق ظهور الكتاب بالعربية مع موجات العنرصية‬ ‫املتزايدة يف املدن الغربية بفعل تدفق مهاجرين من مناطق‬ ‫توتر ذات كثافة عرقية ودينية وثقافية مختلفة عن دول‬ ‫اللجوء‪ .‬لكن فشل التجربة التي ظهرت يف الرشق عىل أرضية‬ ‫سياسية يقلّص من احتامالت قدرتها عىل إعادة التبلور يف‬ ‫الغرب‪ ،‬وتبدو فرص الدولة املدينية الجامعة لكل األعراق‬ ‫واألديان التي وردت يف أكرث من موضع ضعيفة‪ ،‬وذلك مع‬ ‫تسارع حالة االصطفاف والفرز الديني والعرقي‪.‬‬

‫لكن مثلام ظهرت املدن املرشقية نتيجة توافق سيايس بني‬ ‫الدولة العثامنية وفرنسا‪ ،‬انتهت التجربة بفعل ظروف سياسية‪،‬‬ ‫ففي تركيا تالشت كوزموبوليتانية "سمرينا" مع انتصارات‬

‫ميكنك قراءة هذا النص كامالً عىل املوقع اإللكرتوين‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 35‬تشرين الثاني ‪2018‬‬

‫‪09‬‬

‫الجديد من شركة ‪ :Ortel Mobile‬راوتر ‪ LTE‬ببطاقة سيم ُمسبقة الدفع‬

‫تعاقدي‬ ‫اإلنترنت لالستخدام المنزلي دون التزام‬ ‫ّ‬

‫دوسيلدورف‪ ،‬يوليو ‪2018‬‬

‫المهاجرة يودون البقاء على اتصال دائم عبر اإلنترنت مع عائلتهم وأصدقائهم في وطنهم‪ .‬وعلى ذلك‪ ،‬ال يمتلك الجميع وصلة‬ ‫األشخاص من ذوي الخلفية ُ‬ ‫إنترنت مزلية‪ ،‬حيث أن هناك التزامات تعاقدية ُمعقدة للقيام بذلك‪ .‬تقدم شركة ‪ Ortel Mobile‬الحل الفوري المناسب‪ :‬كبديل لوصلة اإلنترنت ‪ DSL‬يحصل‬ ‫مستقبل على رواتر ‪ LTE‬يعمل ببطاقة سيم مدفوعة مقد ًما‪.‬‬ ‫العمالء‬ ‫ً‬ ‫تعاقدي تصفح اإلنترنت في المنزل بمنتهى الراحة ‪ -‬يسري ذلك باستخدام رواتر ‪ LTE‬الجديد‪ .‬في حزمة البدء* ستحصل على بطاقة سيم ورواتر‬ ‫دون أي التزام‬ ‫ّ‬ ‫‪ LTE‬ثابت‪ .‬مع خيار «اإلنترنت المنزلي» يحصل العمالء مقابل ‪ 29,99‬يورو* على باقة بيانات بحجم ‪ 40‬جيجابايت‪ُ ،‬يمكنهم بها تصفح اإلنترنت بسرعة ‪ .LTE‬هذا‬ ‫االختيار ُيجدد نفسه تلقائياً بعد ‪ 28‬يو ًما عند شحن البطاقة بمبلغ ‪ 29,99‬يورو على األقل‪ .‬ومقابل ‪ 14,99‬يورو ُيمكن في أي وقت طلب ‪ 10‬جيجابايت إضافية‪.‬‬

‫وفقا‬ ‫حلول ُمبتكرة ً‬ ‫لطلبات العمالء‬ ‫وعن طريق طلبات العمالء في بوابة ‪ ،Ortel Connect‬فقد‬ ‫ألقت البوابة اإللكترونية الخاصة الضوء على مشكلة األشخاص‬ ‫من ذوي الخلفية المهاجرة من عمالء الشركة‪ .‬حيث أعرب‬ ‫الكثير من المشاركين عن رغبتهم في الحصول على ُمدخل‬ ‫سريع لإلنترنت دون التزام تعاقدي‪ ،‬ودون استخدام طرق‬ ‫تثبيت ُمعقدة للراوتر‪ ،‬ودون عقد مزدوج للهاتف‪ ،‬والتلفاز‪،‬‬ ‫واإلنترنت‪ .‬وتلبية لهذه الرغبات أعدت شركة ‪Ortel Mobile‬‬ ‫الحل المناسب والمبتكر لذلك‪.‬‬

‫لمحة عامة عن‬ ‫كافة المزايا‬ ‫بفضل بطاقة السيم ُمسبقة الدفع ال ُيطلب من العمالء‬ ‫إبرام عقد‪ ،‬وفحص المالئمة المالية‪ ،‬وتقديم تفاصيل‬ ‫البنكي‪.‬‬ ‫الحساب‬ ‫ّ‬ ‫ومن النقاط اإليجابية األخرى هي مرونة الرواتر‪ُ :‬يمكن‬ ‫اصطحابه بسهولة عند االنتقال‪.‬‬ ‫تقدم شركة ‪ Ortel Mobile‬لعمالئها دليل استعمال‬ ‫خطوة بخطوة وكذلك فيديو توجيهي لضمان التركيب‬ ‫السهل للراوتر وكذلك شحن البطاقة بطريقة سلسة‪.‬‬ ‫التعاقدي‬ ‫ال ُيمكن الحصول على المنتج سوى من الشريك‬ ‫ّ‬ ‫المختار من شركة ‪ Ortel Mobile‬وذلك لكي تكون‬ ‫ُ‬ ‫الشركة قادرة على تقديم الرعاية المثلى للعمالء‬ ‫النهائيين‪.‬‬

‫الضبط عن طريق تطبيق‬ ‫شركة ‪Ortel Mobile‬‬ ‫مع تطبيق شركة ‪ Ortel Mobile‬يمكن االطالع في أي‬ ‫وقت على رصيد االستهالك والرصيد‪ ،‬وكذلك إجراء الشحن‬ ‫الفوري عن طريق الرمز‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫باب أرابيسك‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 35‬تشرين الثاني ‪2018‬‬

‫الكتابة بمخيلة الرسام‬

‫حوار مع الشاعر السوري محمد سليمان زادة‬ ‫أتم الشاعر "محمد زادة" ‪ 1970‬يف مجموعته األخرية (تفاصيل امللل) عصارة أمله وغربته وحنينه‪ ،‬محاوالً مللمة ما‬ ‫ّ‬ ‫تبقى من أنقاض الروح عرب مجموعاته الثالث (أمراء الوهلة االوىل)‪( ،‬متاثيل الظل) و(التدوين الخامس للعمر)‪ ،‬وبهذا‬ ‫أنهى محاوالته األخرية يف اخرتاق قصيدة النرث من بوابتها األمامية‪ ،‬مستخرجاً قصيدة قامئة عىل اللون والتشكيل‬ ‫البرصيني‪ .‬هذه الكتابة العميقة والسهلة معاً تعتمد عىل الصورة كامنح ملصداقية هذا الشكل التعبريي من الكتابة‬ ‫الحديثة‪ ،‬أو ما ميكن تسميته‪" :‬قصيدة البهرجة الشفوية" التي تقود التفاصيل الصغرية وتتحكم يف مساراتها‬ ‫ومبتغاها‪ ،‬ضارباً البالغة يف عرض حالها‪ ،‬تاركاً الشعر يسيل يف كل هذا البياض املتاح‪ ،‬غري آب ٍه مبا تفيض به القصيدة‬ ‫حينام يتأرجح النص بني الغرابة والبساطة وبني الحياة ونقيضها‪.‬‬

‫السيناميئ يحتاج لقدرة مخرج ومواهب املمثلني واملؤثرات‬ ‫ليقدم لك مشهدا ً مؤثرا ً‪ .‬بينام تستطيع القصيدة خلق كل هذا‬ ‫يف صورة شعرية قصرية‪.‬‬ ‫• أنت من الشعراء الذين يؤمنون بالحياة وبقوة الكائن‬ ‫حاربت وخضّ َت حروباً ضدّ ما يناقض الحياة سواء‬ ‫َ‬ ‫الحر‪،‬‬ ‫زلت تدافع عام تبقى‬ ‫دافعت وما َ‬ ‫َ‬ ‫يف سوريا أو خارجها‪،‬‬ ‫من اإلنسان السوري‪ ،‬إىل أي درجة وظفت قصيدتك‬ ‫وطع ّمتها يف الدفاع عن هذا اإلنسان الذي فيك؟‬ ‫يجب عىل القصيدة أن تدافع عن اإلنسان وتحارب أعداء‬ ‫اإلنسان‪ .‬القصيدة التزام ووثيقة تثبت حق اإلنسان يف البقاء‪،‬‬ ‫والقصيدة أداة قلق للذين ال يريدون لهذا اإلنسان أن يستمر‪.‬‬ ‫أحاول تجريد البرشية من عباءة األديان والقوميات‪ ،‬والوصول‬ ‫إىل جوهر الحياة أقصد فكرة اإلنسان‪ ،‬اإلنسان الذي أدافع‬ ‫عنه هو الذي أعيشه‪ ،‬اإلنسان الحر‪ ،‬ضد كل الشعارات ضد كل‬ ‫القادة وال ينظر يف هوية الضحية‪.‬‬

‫حاوره ابراهيم حسو‬ ‫عامل "محمد زادة" بسيط وهادئ وشاسع‪ ،‬يقاتل يك ميثّل‬ ‫نصه‪ ،‬ونصه ميثله‪ ،‬ال يهتم بسطوة االنتامء لألسامء الشعرية‬ ‫الكبرية‪ ،‬وال يعري أهمية لتجربة شعرية فريدة ومميزة بعينها‪،‬‬ ‫فالذي يكتب من تجربته ال تعنيه تجارب االخرين‪ ،‬حتى إن‬ ‫بدا صوته كأصوات الكثريين ممن يحاولون التنقيب يف تلة‬ ‫لغوية واحدة‪.‬‬ ‫قصائد "محمد زادة" خزان الصور ومنبع للتشكيل‪ ،‬كل‬ ‫قصيدة لديها صورة أو سلسلة برصية مشهدية تعيد لألشياء‬ ‫وحشيتها وبالغتها األوىل وصفاءها األخري‪ .‬ما يهم من قراءة‬ ‫زادة هو االشتغال عىل الفكرة والحدث الشعريني‪ ،‬الفكرة‬ ‫التي تنقلب إىل قصة والحدث الذي يحمل مساحة تخييلية‬ ‫تش ّوش علينا ذكرياتنا‪ ،‬وتعزز قدرتنا عىل فهم أنفسنا بكل‬ ‫قبحنا وانفالتنا‪ .‬يف هذا الحوار نقرتب من حيوية وحياة‬ ‫محمد زادة ونقرأ العتمة والوضوح والتقاسيم اإلنسانية‬ ‫(الوطن والحبيبة والثورة) وإن كانت هذه املتالزمات الثالث‬ ‫تالزم مخيلة أغلب التجارب الشعرية املغرتبة منذ الحرب‬ ‫السورية السورية‪:‬‬ ‫• تحاول يف كل ما تكتبه أن تقبض عىل الحياة من‬ ‫حنجرتها‪ ،‬تفتش عن النبض الحي الباقي فيها‪ ،‬تعرث‬ ‫بحنكتك عىل ذلك الدم الذي ال يتوقف يف الكلامت إال‬ ‫بزوال اللغة واختفائها‪ ،‬تكتب كمن يريث نفسه بالعامل‪،‬‬ ‫أو يريث العامل به‪ ،‬إىل أي ح ٍد ميكن أن تتحملك الحياة‬ ‫وتحملك القصيدة؟‬ ‫إن مل ننجح فلنحتفل بالفشل‪ ،‬بهذه الحكمة أتعامل مع‬ ‫الحياة‪ ،‬فهي مجربة أن تتحملني ألنها ببساطة ال تريد لنا‬ ‫ما نريد‪ ،‬فهي حياتنا نحن ولكن بطريقتها هي يف إدارة‬ ‫هزامئنا‪ .‬فتأيت القصيدة لتحملني للجهة األخرى ألعيش لربهة‬ ‫يف رشفات النوافذ العالية‪ .‬أعيش املعنى الحقيقي للتحدي‬

‫والتمرد واالحتفال بالفشل‪ ،‬االعرتاف به واالعتزاز‪ .‬القصيدة‬ ‫تحملني إىل كل ما أريد وتعطيني السكاكني والعناوين‬ ‫وشجاعة االنتقام‪.‬‬ ‫أنت دائم الحضور يف قصائدك‪ ،‬وجودك يف كل مقطع‪،‬‬ ‫• َ‬ ‫أنفاسك موزعة عىل البياض الذي ترتكه بني كل قصيدة‬ ‫وأختها‪ ،‬هل يوجد شاعر غري محمد زادة يتوىل قيادة‬ ‫القصيدة‪ ،‬امرأة ما تتوىل عنك الكتابة لتبقى متفرجاً ال‬ ‫حول لك وال قوة؟‬ ‫هناك امرأة بحثت عنها أربعني عاماً أي عندنا كنت يف‬ ‫الخامسة من عمري‪ ،‬وكانت مشقة البحث عنها تدفعني‬ ‫للكتابة‪ ،‬وكلام كنت أعرث عىل امرأة كانت تساعدين يف البحث‬ ‫عن التي أريد‪ ،‬وحني عرثت عليها يف بالد بعيدة شعرت أنني‬ ‫وصلت فأعطيتها القلم واسرتحت يف حلمي‪ .‬تلك املرأة (داليا)‬ ‫هي التي صارت تكتبني وتكتب عني وعن طفولتي وعن‬ ‫رحلة البحث عنها وعن مشقة املثول أمامها وعن املوت الذي‬ ‫سيخلفه غيابها‪.‬‬

‫ترتك فينا أثر السنني‪ .‬هكذا ببساطة متيض السنني‪ ،‬ببساطة‬ ‫نخرس الحياة ونخرس األحبة‪ ،‬ببساطة نتحول إىل آلة! فلامذا‬ ‫ال أكتب عنها بتلك البساطة؟ ال أريد إبهار القارىء مبهارة‬ ‫اللغويني‪ ،‬أريد أن أفتح له بعض النوافذ الصغرية بكل هدوء‬ ‫لريى منها الحياة‪ .‬أشتغل عىل االنسيابية والعفوية واملباغتة‬ ‫وأحاول الرتكيز عىل التصويري لتشاركني مخيلة املتلقي‬ ‫يف الرسم‪.‬‬

‫• يف كل مقطع من نصوصك الطويلة هناك متجيد‬ ‫للحظة‪ ،‬ترميم اآلين وإشباعه‪ ،‬تأسيس حالة شعورية‬ ‫متح ّولة ومتنقلة‪ ،‬مبنية عىل مخيلة هادئة وراسخة‪.‬‬ ‫مثة انسيابية مريحة تبعث عىل طأمنينة دفينة تظهر‬ ‫وتختفي‪ ،‬دون الحاجة إىل آليات لغوية ثقيلة لحمل‬ ‫املعنى معانٍ أخرى‪ ،‬ما رأيك بهذا القول؟‬ ‫الزمن تبدل وهو يف حالة تبدل يومي‪ .‬كل يشء صار مييض‬ ‫برسعة أكرب‪ .‬مل يعد مبقدور الناس الجلوس لخمس ساعات‬ ‫يف مرسح واالستامع ألغنية ما لكوكب الرشق أو العندليب‪.‬‬ ‫نحن يف زمن األغاين القصرية وأفالم الخيال وقراءة الروايات‬ ‫العاملية يف القطارات‪ .‬هي حالة اكتشاف اللحظات القصرية‬ ‫فلم يعد هناك متسع من الوقت‪ ،‬وتلك اللحظات رغم قرصها‬

‫• أنت من الشعراء الذين ال يح ّملون القصيدة فوق‬ ‫طاقتها‪ ،‬ترتكها تسيل بكل حيويتها كدمعة ماء إلحياء‬ ‫صحراء كاملة‪ ،‬ال تعول عىل الفكرة بقدر الحدث الشعري‪،‬‬ ‫وترتك للعني السينامئية أن تحفر يف النص كام تنبغي‪،‬‬ ‫إىل أي مدى ميكن أن تثق بالصورة السينامئية أو‬ ‫القصيدة املشهدية يك تقود النص؟‬ ‫ ال أحمل القصيدة فوق طاقتها‪ ،‬أكتفي بأقل الكالم معتمدآ‬‫عىل قوانني الفيزياء يف كثافة الكتلة‪ .‬أخلق الحدث الشعري‬ ‫وأجعلك تتوقع حدوثه‪ ،‬ولكن مل تتصور أنه سيحدث بهذه‬ ‫الطريقة التي كنت تنتظرها‪ .‬أعتمد التصويري الدقيق لنكز‬ ‫مخيلة القارئ وتحويلها اىل شاشة أعرض عليها قصيديت‬ ‫بكل شخوصها وأمكنتها‪ ،‬كفيلم قصري أنتجته الكلمة‪ .‬فالنص‬

‫• يف نصوصك النرثية أحداث وأفكار وحوادث ومقاطع‬ ‫رسدية حكائية تصل إىل درجة القص الروايئ‪ ،‬هناك‬ ‫االشتغال عىل اليومي املبارش‪ ،‬الذي ال يفسح الطريق‬ ‫للمخيلة ملامرسة دورها‪ ،‬وتأخذ اللغة البالغية قسطاً من‬ ‫بهرجتها ودهشتها‪ ،‬هل أنت منسجم مع هذا التامزج‬ ‫بني الرسد والشعر‪ ،‬ومتى ميكننا أن نفهم أن ما يكتبه‬ ‫زادة مجرد استنفار لغوي لحدث عظيم سيجري عاجالً‬ ‫أم آجالً؟‬ ‫ال يشء يبقى عىل حاله‪ ،‬فاملرسح تعدّدت مدارسه منذ الخلق‪،‬‬ ‫والشعر م ّر مبراحل كثرية حتى وصلنا قصيدة النرث والنص‬ ‫املفتوح‪ ،‬وعلينا ألّ نتوقف‪ .‬أحاول خلق التوازن يف القصيدة‬ ‫بطريقة إشباع النص رسدآ وشعرآ وقصآ‪ ،‬وترك فراغات يفهمها‬ ‫القارئ‪ .‬أحاول الهروب من األوزان فهي ال تهمني وال القوانني‪،‬‬ ‫أفكر بالجديد والقوانني لن تجعلني أكتشف ماهو جديد‪.‬‬ ‫• هل استطاع نصك مواجهة الخراب الذي كرب فينا؟‬ ‫ أعتقد أن النص الذي أكتبه استطاع تقييم الخراب الذي حل‬‫بنا واستطاع تفسري الخراب واإلمساك به يف مالمح الناس‬ ‫وتحت جلودهم‪.‬‬ ‫• أخرياً ما الذي ميكن أن يخربنا به محمد عن أيامه‬ ‫املقبلة‪ ،‬شخصياً وشعرياً وروحياً؟‬ ‫هناك أنشطة ثقافية يتم التجهيز لها‪ ،‬وكتابان قيد الظهور‪،‬‬ ‫وإقناع دالية بأن الحياة ستتوقف يف غيابها‪.‬‬

‫حديث سوري‬

‫هل أنت عنصري؟‬ ‫بطرس المعري‬ ‫صحفي وكاتب سوري مقيم في ألمانيا‬

‫نقول فيام بيننا عن فالن من الناس إنه‬ ‫تعصب"‪ ،‬فهو ُييّز بني معارفه تبعاً‬ ‫" ُم ِّ‬ ‫وتحل كلمة‬ ‫ّ‬ ‫ألصولهم أو عقيدتهم أو لبلدهم‪.‬‬ ‫صب"‬ ‫"عنرصية" ‪ ،racisme‬محل كلمة "تَ َع ُّ‬ ‫حني يخرج املرء من بلده‪ ،‬طلباً للعلم أو العمل‬ ‫أو هرباً من املوت كأغلب املهاجرين الجدد الذين‬ ‫قدموا إىل أوروبا‪.‬‬ ‫كلمة "عنرصي" هي من أوائل الكلامت التي‬ ‫يتعلّمها األجنبي يف بالد الغرب‪ ،‬وغالباً من يكون‬ ‫وراء تعليمه إياها أحد أبناء جلدته ممن لهم‬ ‫"باع" طويل يف التغرب‪ ،‬ويريد بها الح َّط من‬ ‫أخالق سكان الغرب أو تحميلهم فشله يف العمل‬

‫أو الدراسة‪ ،‬أو يف أحسن األحوال ملجرد التربم‬ ‫و"النق"‪ .‬فمدير الرشكة أو الورشة عنرصي‪،‬‬ ‫وأستاذ املادة الفالنية ُعنرصي‪ ،‬وسكرترية‬ ‫الربوفسور الفالين عنرصية‪ ،‬كذلك بائعة الخبز‬ ‫تشمئز من لكنتهم! وأخريا ً‪ ،‬فالغرب بأرسه‬ ‫عنرصي ألنه ال يراعي يف كثري من األحيان‬ ‫عادات وتقاليد الفوىض والكسل وعدم احرتام‬ ‫الدور واملواعيد!‬ ‫ال يخلو األمر بالطبع من الصحة ولكن هل‬ ‫نحن غري عنرصيني؟ أال منيّز بني الناس تبعاً‬ ‫ألصولهم؟ وهل السخرية من اآلخرين‪ ،‬التي‬ ‫نتقنها بامتياز ونبدع فيها‪ ،‬تخلو من العنرصية؟‬ ‫أليس من املألوف لدينا حني نريد أن نصف أحدا ً‬ ‫برشته سمراء داكنة أن نقول عنه‪" :‬عبد أسود"؟‬ ‫وكذلك أن ننعت أحدهم إن مل يحسن الترصف‬ ‫بلياقة مدنية بأنه‪" :‬شاوي" أو "بدوي" أو‬ ‫"فالح"؟! فنعترب أن هذه الكلامت الثالثة األخرية‬ ‫هي صفات ذميمة!‬

‫أما بالنسبة للعنرصية الدينية فحدّث وال حرج!‬ ‫فعىل الرغم من الشعارات التي يرفعها الكثري‬ ‫م ّنا حول التآخي بني األديان واملذاهب‪ ،‬لكنه‬ ‫خ موجود ما ُوجدت املصالح بني األطراف‬ ‫تآ ٍ‬ ‫وما ُوج َد الرخاء والعصا! ولنسأل أنفسنا‪،‬‬ ‫نحنا من نقيم يف أوروبا يف ظل صعود ميني‬ ‫كل‬ ‫متطرف‪ ،‬هل نحن أقل عنرصية منه؟ لينتبه ٌ‬ ‫منا إىل أصحابه الذين اختارهم هنا ليعارشهم‪،‬‬ ‫من هم‪ ،‬وأين التقى بهم‪ ،‬ومن أي طائفة أو‬ ‫دين يتحدّرون؟ هل ينظر السوري عىل سبيل‬ ‫املثال إىل أخيه السوري من مبدأ أنه سوري‬ ‫أوالً وأخريا ً؟ أال ينظر كثري من السوريون‬ ‫إىل األملاين عىل أنه مسيحي‪ ،‬وإىل الرتيك‬ ‫عىل أنه مسلم سني‪ ،‬وإىل اإليراين عىل أنه‬ ‫شيعي؟ أسئلة فجة يجب أن نجيب عليها نحن‬ ‫أنفسنا أوالً قبل أن نحاكم الغري‪ ،‬هذا الذي ك ّنا‬ ‫نشاركه العيش يف البلد أو ذاك الذي نشاركه‬ ‫حالياً بالده‪.‬‬


‫*‪Max 21,6 Mbit/S‬‬

‫ب‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫زام‬ ‫تعاقدي‬

‫‪INTERNET‬‬ ‫‪FÜR‬‬

‫‪ZUHAUSE‬‬ ‫‪ ü‬قم بتوصيل‬ ‫الجهاز بالكهرباء‬ ‫‪ ü‬ابدأ التصفح‬

‫‪40 GB ü‬‬

‫‪99 €4/‬‬ ‫*‬

‫أسابيع‬

‫‪29‬‬

‫ال يشمل السعر مصروفات األجهزة‪.‬‬ ‫التعريفة صالحة فقط مع األجهزة‪.‬‬

‫قم بتوصيل الجهاز‬ ‫بالكهرباء و ابدء التصفح‬

‫سهل االستعمال و بدون التزامات تعاقدية‬ ‫يمكن استخدام خدمة االتصاالت الصوتية عبر اإلنترنت (‪.)Voice over IP‬‬

‫الشحن‬

‫نحن نتكلم لغتك‬

‫‪Ortel.‬‬

‫*‪ Datentarif: Ortel Mobile GmbH, E-Plus-Straße 1, 40472 Düsseldorf: 49‬سنت‪/‬ميجابايت‪ .‬يتم ذلك في خطوات حجم كل منها ‪ 100‬كيلوبايت‪ .‬خطة بيانات شركة ‪ Ortel Mobile‬يُمكن استخدامها فقط في ألمانيا (خدمات التجوال واالتصاالت الهاتفية غير ممكنة من الناحية التقنية)‪ .‬يشترط لالستخدام‪ :‬الحصول على اإلنترنت لالستخدام المنزلي‪،‬‬ ‫حزمة البدء (سعر التجزئة الموصى به غير الملزم قانو ًنا ‪ 69.99‬يورو)‪ .‬حزمة البدء تحتوي على بطاقة ‪ SIM‬وجهاز راوتر ثابت ‪ .LTE‬الستخدام الجهاز‪ ،‬يجب توصيله بالتيار الكهربائي‪ Internet für Zuhause )29,99 .‬يورو كل ‪ 28‬يومًا مدة تشغيل اختيارية) يُمكن حجزها من ‪ :Ortel Mobile Datentarif‬وذلك في جميع أنحاء ألمانيا بحجم بيانات يصل إلى‬ ‫‪ 40‬جيجا بايت وبسرعات تصل إلى ‪ 21.6‬ميجابت‪/‬ثانية (للتنزيل) و ‪ 8.6‬ميجابت‪/‬ثانية (للرفع)‪ ،‬ثم حتى ‪ 56‬كيلو بت‪/‬الثانية للرفع والتنزيل‪ .‬السرعات المحددة هي أقصى سرعة ممكنة فنيًا‪ .‬وقد يحيد متوسط السرعة الذي يتم الوصول إليه في الواقع عن ذلك‪ .‬يتم ذلك في خطوات حجم كل منها ‪ 100‬كيلوبايت‪ .‬يُمكن حجز خيار االستخدام في جهاز الراوتر الثابت ‪ .LTE‬إذا لم‬ ‫تلغ الباقة في نهاية المدة المعنية‪ ،‬فسيتم التجديد تلقائيًا إذا كان لديك رصيد كاف‪ .‬قد ال يكون هذا الخيار تجاريًا على سبيل المثال‪ ،‬ال يُمكن إعادة بيعها أو عرضها تجاريًا‪ .‬يقتصر االستخدام على االستخدام المتجول أو الثابت‪ ،‬ويتم استبعاد االستخدام الجوال‪WEEE- Nr. DE 10160685 .‬‬

‫‪22.10.18 12:26‬‬

‫‪2018_10_08--Abwab_Spot-Router_255x350.indd 1‬‬


‫‪12‬‬

‫ملف العدد‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 35‬تشرين الثاني ‪2018‬‬

‫الرضوض النفسية (التراوما) في آداب المنافي واللجوء‪:‬‬ ‫تأمالت حول قديم وجديد آداب المنافي ج‪2‬‬

‫بقلم المستشرق األلماني‪ :‬شتيفان ميليش‬ ‫ترجمة‪ :‬روزا ياسين حسن‬

‫يتعلق بالهجرة يف العرص الحديث‪ ،‬والتي تطرح‬ ‫أسئلة ليس من السهل رفضها‪:‬‬ ‫رص ألن املرء إذا مل يفهم بداية ماذا يعني‬ ‫ •"أنا أ ّ‬ ‫الوطن باألساس‪ ،‬لن يدرك أبدا ً املعنى الكامل‬ ‫لالغرتاب‪.‬‬ ‫ •االغرتاب ليس مجرد ظرف طارئ‪ ،‬إنه ليس أن‬ ‫تغادر وطنك تعرب البحر وتعيش بني الغرباء‬ ‫فحسب‪ ،‬ولكنه يعني أيضاً أن ترى تفكك معنى‬ ‫العامل‪ ،‬ويف الحاالت القصوى تح ّوله إىل عامل غري‬ ‫واقعي‪ ،‬وهذا استسالم لالمعنى والعبث"‪.‬‬ ‫ •ماذا يعني فقدان الشعور بـالعامل أو انتفاء‬ ‫معناه؟! هل اإلنسان قبل كل يشء غريب يف هذا‬ ‫العامل إذا مل يعد ميلك معنى للعامل أو للحياة؟ ماذا‬ ‫يعني للهاربني أالّ يصلوا بعد؟!‬

‫لكن هناك بالتأكيد الكثري من الوظائف واملهام‬ ‫األخرى لألدب العريب‪ :‬فهو يستطيع نقل‬ ‫عبث وبشاعة تجربة الواقع لغوياً‪ ،‬ويعيد‬ ‫إحياء الحقيقة بابتذالها وشذوذها يف اللغة‪.‬‬ ‫كام يستطيع استخدام تجربة الظلم الخاصة‬ ‫بالكاتب كفرصة ليعكس تجارب الظلم األخرى‬ ‫التي عاشها اآلخرون‪ .‬وميكن أن يكون الشعر‬ ‫كمنولوجات داخلية أو كحوار‪ ،‬أي يدور حول‬ ‫الذات أو يحتفل بالحوار وتعدّ د األصوات‪ .‬أفكر‬ ‫كيف كان كل من "بول سيالن" و"كامل سبتي"‬ ‫مثالً منشغالً بتعاسته ومأساته الخاصة‪،‬‬ ‫يف حني كان مثة شعراء آخرون كـ"محمود‬ ‫درويش" و"إنجبورغ باخامن"‪ ،‬فكّروا باآلخرين‬ ‫وبالضحايا الغرباء‪ ،‬رمبا ألنهم كانوا مميزين‬ ‫بطريقة ما‪ ،‬وبالتايل متكّنوا من اخرتاق‬ ‫املونولوجات أكرث من غريهم‪ ،‬أو عىل األقل‬ ‫بطريقة خاصة بهم‪ ،‬باتجاه الحوار وتعدّ د‬ ‫األصوات‪.‬‬ ‫يف نهاية األمر‪ ،‬يعيش األدب أيضاً بعد الهرب عرب‬ ‫التخييل وقدرة اجرتاحه والرغبات واألمنيات‪ ،‬بغية‬ ‫الفرار من قيود الواقع الضاغطة الصادمة واملليئة‬ ‫بالخسارة‪ ،‬ليواجهه وليضع نقاط عالم جديدة لعامل‬ ‫آت أفضل‪ .‬رمبا كان التخييل هو الكنز األكرث حيوية‬ ‫وقيمة‪ ،‬حينام ال يتح ّول عىل املدى البعيد إىل هروب‬ ‫ثانٍ ‪ ،‬وحني ال يقود املرء للخروج من الواقع متاماً‪.‬‬ ‫لذلك من غري املسموح لألدب أن يتخىل عن الخيال‪،‬‬ ‫سواء ألدب السوريني اليوم‪ ،‬اليمنيني‪ ،‬األفغان‪،‬‬ ‫والكونغوليني وغريهم‪ .‬ولكن هل يوجد بالعموم أدب‬ ‫للكبار يرقى إىل مستوى هذا االدعاء؟ حيث يجب‬ ‫عليه باإلضافة إىل رسد الفظاعات أن ميتلك قدرة‬ ‫التخييل وموهبة الحاملني مبستقبل أفضل‪ ،‬والتي‬ ‫تصبح واضحة يف ظروف الحياة الجديدة والجيدة‪.‬‬ ‫وإال لن يبقى إال أدب األطفال‪ ،‬الذي نستطيع فيه‪،‬‬ ‫نحن الكبار‪ ،‬أن ندنو من املستحيالت (كام يطلق‬ ‫عليها أبرز شعراء الحداثة العرب)‪ :‬الوطن‪ ،‬البيت‪،‬‬ ‫الجامل‪ ،‬الحب‪ ،‬والصداقة‪ ،‬بطريقة فورية وبسيطة‬ ‫ورمبا ساذجة‪ .‬وفيام يستمر العامل بسقوطه يف‬ ‫الدمار والرماد‪ ،‬ويف تبديد مصادر الحياة‪ ،‬تتم‬ ‫تنحية الواقع الحقيقي من خالل االفرتاضية والثقافة‬ ‫املزيفة‪.‬‬ ‫ميكننا أن نجد الكثري من أوصاف املنفى يف األدب‬ ‫العريب بعد العودة من املنفى إىل الوطن األم‪ ،‬وليس‬ ‫فقط يف املنفى‪ .‬بعض الكتاب العراقيني عادوا إىل‬ ‫الوطن بعد العام ‪ ،2004 ، 2003‬ولكنهم ما لبثوا أن‬ ‫عادوا ثانية إىل منفاهم‪ .‬فليس "صدام حسني" من‬ ‫د ّمر البالد فحسب‪ ،‬وإمنا األمريكيون كذلك وبعض‬ ‫األطراف االجتامعية الفاعلة‪ .‬فال ميكن ألحد أن‬ ‫يختار العيش مبلء إرادته يف ظل االعتداءات اليومية‬ ‫وعمليات االختطاف‪ .‬بعض الكتّاب الفلسطينيني‬ ‫وصفوا العودة من منافيهم إىل املناطق املحتلة‬ ‫بعد اتفاق أوسلو يف منتصف التسعينيات بأنها‬ ‫مستحيلة‪ ،‬وتح ّدثوا عن استمرار املنفى‪ ،‬أو عن‬ ‫العودة (غري الكاملة) إىل الوطن‪ .‬هل ميكن للمنفيني‬ ‫اليوم االستفادة من الرصاع الذي عاشه الفلسطينيون‬ ‫والعراقيون مع تجربة املنايف يك ال يك ّونوا توقعات‬ ‫مستقبلية خاطئة! أو رمبا من األفضل أن نستمر يف‬ ‫الحلم ونرعاه لفرتة قبل أن يتح ّول الحقاً إىل أوهام‪،‬‬ ‫يك ال نخرس طاقة الحياة‪.‬‬

‫العمل الفني عبدالكريم مجدل البيك‬

‫يف قصيدة بعنوان‪ :‬عودة ‪ ،1999‬يرت ّب الشاعر‬ ‫الفلسطيني "غسان زقطان" صور ومشاهد رحلة‬ ‫العودة مع بعضها البعض‪ ،‬ليكشف يف النهاية‬ ‫باقتضاب‪ :‬مل نصل بعد‪ .‬عودتـ"نا" مل تتحقق بعد!‬ ‫ذلك أن عىل األسالف بوجود األحياء أن يعودوا إىل‬ ‫الصفوف الخلفية‪ ،‬ليس ليجدوا السالم فحسب‪ ،‬بل‬ ‫ليتحقق وصول العائدين وتنتهي الغربة‪ .‬ولكن ال‬ ‫توجد قبور ملوىت أو قتىل أو أماكن ذكرى النكبة!‬ ‫بل يجب عىل الشعر تعقّب األسالف واملوىت بطريقة‬ ‫إحيائية ورهيبة‪ ،‬إلعادة إيقاظ الحياة وخلق نصب‬ ‫تذكارية من الكلامت‪ ،‬يجد فيها املوىت سالمهم‪.‬‬ ‫السؤال الذي يطرح نفسه‪ :‬كم هو مهم ألناس اليوم‬ ‫رشد‬ ‫بقاء األسالف؟ وهل ال يزال مثة وطن يف ت ّ‬ ‫الحداثة متصل بشكل ما مع األسالف واملوىت؟ أم‬ ‫ينتمي معنى األسالف ملرة واحدة وإىل األبد ملايض‬ ‫املجتمعات التقليدية؟ رمبا كان ذلك أيضاً نتيجة‬ ‫الحروب الحديثة والعنف السيايس العام‪ :‬تد ّمرت‬ ‫العائالت الكبرية كام األوطان‪ ،‬ومل يعد لهم دور‬ ‫حقيقي يف حياة األجيال الشابة‪ .‬كام هي مجازية‬ ‫أو حقيقية أشباح أسالف "توين موريسون" يف‬ ‫روايتها الكالسيكية ما بعد الكولونيالية‪" :‬محبوبة"‪.‬‬ ‫هل هو استعارة ملايض العبودية واالقتالع‪ ،‬أم ما‬ ‫يزال يلعب األسالف واملوىت واألرواح دورا ً حقيقياً‬ ‫يف حياتنا اليوم؟‬

‫يف مقطع طويل حول فهم املنفى‪ ،‬يتحدّ ث‬ ‫الشاعر العراقي "سعدي يوسف" الذي يعيش‬ ‫يف املنفى اإلنكليزي حول األسالف ونقطة‬ ‫التقاطع التي يشكلها الخط العمودي واألفقي‬ ‫والتي كان الوطن يقع فيها يوماً‪:‬‬ ‫"يتضمن املنفى فكرة االلغاء‪ :‬إلغاء عالقة الفرد‬ ‫بالسامء واألرض واملجتمع‪ ،‬مثة خط رأيس يصل بني‬ ‫السامء حيث املعبود‪ ،‬واألرض حيث األسالف‪ ،‬يف‬ ‫هدأة املوت الطويلة‪ ،‬ومثة خط أفقي ينتظم القرية أو‬ ‫البلدة‪ ،‬حيث املنازل والذكرى ومالعب الطفولة‪ ،‬ويف‬ ‫نقطة تقاطع الخطني يقف الفرد‪ ،‬هول املنفى هو يف‬ ‫اقتالع الفرد من نقطة التقاطع هذه‪ ،‬وزرعه يف بقعة‬ ‫أخرى لن تكون نقطة التقاطع فيها"‪.‬‬ ‫ع ّرف جون بريغر ‪" John Berger‬مفرتق‬ ‫طرق" الوطن‪ ،"le foyer" ،‬عام ‪ 1986‬بعبارات‬ ‫مشابهة قد يكون يوسف قد عرفه‪:‬‬ ‫"الوطن هو مركز العامل‪ ،‬حيث يتقاطع العمودي مع‬ ‫األفقي‪ .‬الخط العمودي يصعد إىل السامء وينحدر‬ ‫باتجاه باطن األرض إىل عامل املوىت‪ .‬الخط األفقي‬ ‫ميثل الدورة األرضية‪ ،‬جميع الشوارع والطرق التي‬ ‫تؤدي إىل أماكن أخرى‪ ،‬وتربط األماكن ببعضها‪ .‬لذلك‬ ‫فاملرء سيكون قريباً من اآللهة واألسالف يف الوطن"‪.‬‬ ‫األهم من ذلك‪ ،‬تبدو النتيجة النهائية لبريغر فيام‬

‫"يبقي المرء غريباً بعد وصوله‪ ،‬فوصوله اليني حاضر ًا‪ .‬لن يكون‬ ‫وكأنه في وطنه‪ ،‬على األقل طالما يشعر بأنه غريب! وسيكون الحقاً‬ ‫المرء الذي وصل‪ ،‬لكنه ال زال عالقا في الطريق"‪.‬‬ ‫الفيلسوف الفرنسي "جان لوك نانسي‬

‫الفيلسوف الفرنيس "جان لوك نانيس ‪Jean-‬‬ ‫‪ "Luc Nancy‬يعترب (غري الواصل) غريباً‪،‬‬ ‫فالغربة تتأىت من (عدم الوصول)‪ ،‬وفقط حني‬ ‫ويعب عن ذلك‬ ‫يتحقّق الوصول تنتفي الغربة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بقوله‪:‬‬ ‫"يبقي املرء غريباً بعد وصوله‪ ،‬فوصوله اليني‬ ‫حارضا ً‪ .‬لن يكون وكأنه يف وطنه‪ ،‬عىل األقل طاملا‬ ‫يشعر بأنه غريب! وسيكون الحقاً املرء الذي وصل‪،‬‬ ‫لكنه ال زال عالقا يف الطريق"‪.‬‬ ‫باستخدام تعبري "‪ "im Kommen‬أي يف الطريق‪،‬‬ ‫يُذكِّر "جان لوك نانيس" بالظاهرة‪ ،‬التي سبق ورآها‬ ‫"جاك دريدا" أيضاً‪ ،‬التي تتم يف املستقبل‪ :‬األطياف‬ ‫والعدالة والدميقراطية‪ .‬األدب لن يتوقف عن الحديث‬ ‫عن هذه األشياء القادمة‪ ،‬التي مينع عدم وصولها‬ ‫وصولنا للعامل‪.‬‬ ‫(القادم) يلعب دورا ً أيضاً عند "غسان زقطان"‪،‬‬ ‫ألن العودة تح ّولت لديه سلفاً يف خضم محاولة‬ ‫(الوصول) إىل يوتوبيا‪ ،‬أو عىل األقل إىل مكان‬ ‫موعود مل ينوجد بعد‪ ،‬ولن يأيت إال مع تحقيق‬ ‫العدالة! البد من خلق ذلك املكان األكرث عدالة‪ ،‬رغم‬ ‫غيابه الذي نشعر به يف كل مكان‪ .‬و(الوصول) هو‬ ‫ليس فقط إيجاد معنى‪ ،‬لكنه مرتبط بإحقاق العدالة‬ ‫واالعرتاف بالظلم من قبل الجاين‪ ،‬أو عىل األقل من‬ ‫قبل طرف ثالث‪.‬‬ ‫إذا مل يكن هناك فهم عادل للتعامل مع املايض‪،‬‬ ‫فسيكون (الوصول) بعد العودة إىل البالد أش ّد‬ ‫صعوبة‪ .‬وإذا مل يتحقق (الوصول) بسبب رفضه‪،‬‬ ‫فسيأخذ معنى القبول اإليجايب للمكان الجديد الذي‬ ‫يحتله املرء اآلن يف العامل‪ .‬هذا القبول سيمنع املرء من‬ ‫البقاء سجيناً يف حالة الضحية وانتظار النجاة‪.‬‬ ‫يضيف "نانيس" بعدا ً آخر لفكرة "الغريب القادم"‬ ‫فيقول‪" :‬وصوله مابرح يتسلّل إىل كل عالقة من‬ ‫عالقاته‪ ،‬فال يعول عليه يف حق أو ألفة أو اعتياد"‪.‬‬ ‫يجلب العائد معه كغريب لحظة مقلقة إىل وطنه الذي‬ ‫مل يره منذ مدة طويلة‪ ،‬تع ّززها طرق الحياة والعادات‬ ‫الجديدة املتّخذة يف الغربة‪ .‬يف قصائد "زقطان" ال‬ ‫يكون القلق أو االضطراب عند أولئك املستقبلني ولكن‬ ‫عند الواصلني كمجتاحني من الخارج‪.‬‬ ‫يواجه الفرد العائد إىل أماكن حياته القدمية أناه‬ ‫القدمية‪ ،‬يشعر بعمق أنه أصبح شخصاً آخر! وبكل‬ ‫األحوال سيبقى العائد لوقت طويل مسجوناً يف‬ ‫قضية (الوصول) املقلقة‪ :‬فالميكن الحديث بعد عن‬ ‫وصول مكتمل ومنجز‪.‬‬


‫ملف العدد‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 35‬تشرين الثاني ‪2018‬‬

‫رس يف الحوض‪ ،‬أقعدين يف‬ ‫خرجتُ حينها من املشفى بك ٍ‬ ‫الرسير ثالثة أشهر‪ .‬ضحكة الطبيب وكلامته يف أذين‪" :‬هذه‬ ‫أول حالة تأتيني منذ عامني بحادث سري‪ ،‬هناك جرحى بسبب‬ ‫قذيفة‪ ،‬صاروخ‪ ،‬قصف‪ ،‬رصاصة قناص‪ ،‬جرة غاز‪ ،‬أما أن‬ ‫يأتيني أحد بسبب حادث سري فهو عجب العجاب يف حلب"‪،‬‬ ‫وأطلق ضحكة طويلة‪.‬‬ ‫كدت أخربه بأنه ليس حادث سري‪ ،‬إمنا محاولة انتحار للخالص‬ ‫من بؤس الحياة يف هذه املدينة‪ ،‬لكنني ق ّررت الصمت‪ ،‬وعدت‬ ‫لقصيدة باخامن‪" :‬لكل شخص يسقط جناحان"‪ ،‬وأنا اآلن بال‬ ‫أجنحة أسقط يف هاوية اليأس واألمل‪.‬‬ ‫يف الرسير ممددة عىل ظهري عدت لقراءة "أنغبورغ‬ ‫باخامن"‪ :‬كنت أريد أن أنجو ِ‬ ‫بالشعر‪ ،‬تعاطفت مع عالقتها‬ ‫الغرامية بباول تسيالن‪ ،‬وماكس فريش ورسائلها إليهام‪ ،‬أملها‬ ‫املمتد عىل سنوات عمرها‪ ،‬حتى السيجارة األخرية التي أحرقت‬ ‫حياتها بها‪.‬‬ ‫العمل الفني عبدالكريم مجدل البيك‬

‫أخير ًا‪ ،‬أصبح لي جناحان‬

‫بين أنغبورغ باخمان ومجموعة ‪74‬‬

‫وداد نبي‬ ‫نرش هذا النص باألملانية عىل موقع ‪Zeit on Line‬‬ ‫بعنوان‪:‬‬ ‫‪Ich habe Flügel, endlich‬‬ ‫يتدحرج ككرة قدم عىل أحد‬ ‫يف شباط ‪ 2014‬كان رأيس‬ ‫ُ‬ ‫شوارع حلب‪ ،‬فيام عيناي تنغلقان بقو ٍة‪ .‬أردت املوت بشدة‪ ،‬كان‬ ‫الدم يسيل من أنفي فيام كلامت "أنغبورغ باخامن" تقف ُز يف‬ ‫رأيس املدمى عىل األسفلت‪" :‬كل شخص يسقط لديه أجنحة‪".‬‬ ‫كنتُ أسقط يف مويت الذي اخرتته‪ ،‬منتظرة الجناحني اللذين‬ ‫سيطريان يب لعامل آخر أكرث عدالة وإنسانية‪ ،‬عامل ال وجود‬ ‫لقسوة الحب فيه‪ .‬كنتُ أريد إنهاء حيايت تحت عجالت السيارة‬ ‫العسكرية التي مل أنتبه لهويتها إال بعد أن رميت بنفيس أمامها‪،‬‬

‫إنهاء حيايت التي رسقتها مني الحرب‪ ،‬الحب غري املحقق‪،‬‬ ‫الحواجز العسكرية‪ ،‬الخوف من االعتقال‪ ،‬القصف اليومي‪،‬‬ ‫اليأس‪ ،‬انقطاع الكهرباء واملاء يومياً لساعات طويلة‪ ،‬هجرة‬ ‫معظم األصدقاء والعائلة‪ ،‬وكل التفاصيل الصغرية غري املتوفرة‬ ‫يف مدينة تعيش تحت قبضة الحرب الهائلة‪.‬‬ ‫أردت أن أضع حدا ً لحيايت القاسية لذا ذهبت لالنتحار‪ ،‬لكن‬ ‫املوت رفضني‪ ،‬قذفني خارج أرضه‪ ،‬أهانني وأذلني حني وضعني‬ ‫بني يدي الجندي الذي كنت أهرب منه‪ ،‬وأرفع صويت عالياً يف‬ ‫املظاهرات ضده‪ ،‬ذلك الجندي من دهسني بالسيارة العسكرية‬ ‫حينام ق ّررت املوت! كانت إحدى سخريات القدر‪ ،‬إذ حملني بني‬ ‫ذراعيه من الشارع فيام كعب بندقيته يالمس جبيني‪ .‬فتحت‬ ‫عيني للحظات‪ ،‬ملحت كعب البندقية‪ ،‬أغلقتهام وعدت مرة ثانية‬ ‫ّ‬ ‫لـ"أنغبورغ باخامن"‪ ،‬أسألها‪ :‬ملاذا األمل ٍ‬ ‫قاس يا باخامن‪ ،‬ملاذا؟‬ ‫كيف نجا قلبك باالحرتاق؟ وملاذا ال أنجح مثلك؟‬

‫الفن‪ ،‬المنفى‪ ،‬اللعب‬ ‫علي جازو‬ ‫شاعر وكاتب سوري مقيم حالياً في برلين‬

‫اسمحوا يل أن أبدأ كالمي بلعبة كالمية‪ ،‬وأرجو أال‬ ‫تكون مملة‪ .‬لدينا كلمتان‪ :‬الفن واملنفى‪ ،‬هام عنرصا‬ ‫اللعبة البسيطة املعقدة يف آن واحد‪ ،‬بعد إضافة اللعب‬ ‫إليهام‪ .‬سأستعري األلف األخرية من (منفى) وأعيدها‬ ‫إىل الياء التي هي أصلها‪ ،‬ثم ألصق الياء هذه بـ (فن)‪.‬‬ ‫ما هي احتامالت القراءة هنا؟ أول االحتامالت أن‬ ‫(فني) صفةً‪ ،‬أو يتحول إىل ( َف ِن َي)‬ ‫يصري (فن) إىل‬ ‫ّ‬ ‫فعالً ماضياً‪ ،‬والثالث هو (يفن)‪ ،‬أما الرابع فهو‬ ‫(نَف ٌْي)‪ ،‬واحتامالت لغوية أخرى عبثية! نحن أمام‬ ‫أفعال وصفات ومصادر‪.‬‬ ‫كلمة (منفى) متنحنا بدورها خيارات‪ ،‬منها ( َم َف ُّن) أي املكان‬ ‫الذي ميارس فيه الفنان عمله‪ ،‬وكذلك أدوات النفي‪ :‬ال‪ ،‬مل‪،‬‬ ‫ما‪ ،‬لن (تحيل إىل الحارض واملايض واملستقبل)‪ .‬ميكننا‬ ‫وضع الفاء محل النون ( ُمفْنٍ) فنجد القاتل‪ ،‬لكن ( ُمفنٍ)‬ ‫تعني أيضاً تخصيص شخص حياته كلها لشأن ما‪( :‬أفنى‬ ‫حياته يف كذا)‪ ،‬أي خصصها وأفردها لشأن بعينه‪.‬‬ ‫يف الحقيقة مل أكن أقصد اللعب فقط‪ ،‬فام أردت قوله من‬

‫كانت "باخامن" يف تلك املرحلة الصعبة والطويلة يف حلب‬ ‫جناحي األول الذي عرثت عليه‪ ،‬وساعدين عىل امليش مجددا ً‪.‬‬ ‫أعرج بسبب الكرس يف الحوض‪ ،‬لكن قصائدها خفّفت‬ ‫كنتُ‬ ‫ُ‬ ‫األمل والعرج‪ ،‬وهي ترافقني وأنا أحاول التم ّرن عىل امليش‬ ‫مجددا ً يف مشتل الورد بالحي الذي أقيم فيه‪ ،‬ولرمبا ال تزال‬ ‫القصائد هناك تنمو يف أصص الزهور يف مشتل الورد بعد أن‬ ‫توقفت الحرب يف حلب‪.‬‬ ‫م ّر عام عىل تلك الحادثة‪ ،‬نجوت من املوت بجنا ٍح واحد‪ ،‬كان‬ ‫من صنع "باخامن"‪ ،‬فقد كانت سبباً مهامً لهذه النجاة‪.‬‬ ‫وصلتُ برلني وأنا أحمل إرثاً ثقيالً من تجربتي الشخصية يف‬ ‫الحرب والحب والرصاع ألجل البقاء‪ .‬اكتشفت إنني الزلتُ أعرج‪،‬‬ ‫الزلت بكرس غري مريئ لكن هذه املرة ليس يف الحوض إمنا‬ ‫يف القلب‪ ،‬كرس مل أستطع معرفة كنهه إال أثناء حديث يل مع‬ ‫صديق عن "أنغبورغ باخامن" وعالقتها مع "ماكس فريش"‪،‬‬ ‫ذلك الحديث دفعني مرة أخرى للبحث عنها‪ ،‬هذه املرة باألملانية‬ ‫القليلة التي أجيدها‪ .‬كنت أريدها أن تنقذين من الوحدة‪ ،‬من‬ ‫مشاكل الهوية التي بدأت أعاين منها يف البلد الجديد كام يف‬ ‫بلدي‪ ،‬هويات عديدة تتشكّل داخيل دون أن أستطيع االنحياز‬ ‫إلحداها‪ ،‬إحساس بعدم وجود عدالة عىل األرض‪ ،‬أردتُ‬ ‫لـ"أنغبورغ" أن متنحني الطاقة واألمل للبدء من جديد يف‬ ‫الكتابة والحياة‪.‬‬ ‫اجتامعية‪ ،‬ذلك أن تحويل الفن إىل غاية بعينها ليس سوى بداية‬ ‫لنفي الفن بالفن نفسه‪ ،‬ومن هنا ميكن إيجاد رابط بسيط بني‬ ‫(الفن) و(املنفى) و(اللعب)‪ ،‬من دون تقديس أي منها عىل‬ ‫نحو مطلق‪.‬‬

‫خالل اللعب أن املنفى متضمن داخل الفن كجوهر وليس كيشء‬ ‫طارئ أو دخيل‪ ،‬كام أن اللعب يحول املنفي من مشفق عليه إىل‬ ‫فاعل ال ٍه يزيل عن الشفقة طعمها املر‪ ،‬يك يعيدها إىل الفطرة‪،‬‬ ‫إىل الحس اإلنساين املشرتك‪.‬‬

‫مينح الفن نفسه بسهولة‪ ،‬فهو بال حاجز لغوي‪ ،‬أو هو قادم‬ ‫من حيز يسبق اللغة التي تتحول إىل حاجز وهمي وإىل محل‬ ‫لتنازع هويات أجوف وخطري‪.‬‬

‫مل يكن السوريون‪ ،‬الفنانون خاصة‪ ،‬يف نعيم قبل ربيع ‪.2011‬‬ ‫وال داعي لتأكيد ما بات واضحاً للجميع عن حال البلد‪ /‬املسلخ‬ ‫البرشي‪ .‬معظم الذين التقيت بهم هنا يف برلني ومدن أملانية‬ ‫أخرى‪ ،‬عربوا عن شعور باالغرتاب والعزلة قبل اضطرارهم‬ ‫العيش خارج سوريا‪ .‬تأيت عزلة الفن عن حاجة خاصة‪ ،‬لكن‬ ‫عزلة قرسية أحاطت بعامل الفنون يف سوريا‪ ،‬شيئاً أشبه بحبس‬ ‫الهواء نفسه‪ ،‬وهذا ما يجعل الخارج أو الداخل مجرد ظرفني‬ ‫حياديني إزاء شعور عميق وصامت أحياناً بعزلة مل ِ‬ ‫تأت عن‬ ‫طريق اختيار تلقايئ‪.‬‬

‫لكن مجتمعاتنا مل تعد طبيعية‪ ،‬فأوهامها تأكلها مثلام تلتهم‬ ‫الحرب املدن والبلدات والبرش يف سوريا‪ ،‬أو أن طبيعتها‬ ‫تتعرض لصنوف شتى من ضغوط تقلب توجهاتها عىل نحو‬ ‫رسيع وغري مفهوم أحياناً‪ .‬العفوي والطبيعي يلتقي مع الفني‬ ‫واللعبي‪ ،‬والفرد– الفنان هنا هو املكان الذي يُخترب فيه جدوى‬ ‫اللعب وجدوى الفن معاً‪ .‬لكن التلقائية ليست متاحة‪ ،‬وال هي‬ ‫يسرية كام نحسب عادة‪ .‬التلقائية تقتيض الحرية‪ ،‬انعدام‬ ‫الخوف‪ ،‬الحامسة‪ ،‬الشغف‪ ،‬وكلها أمور بعيدة بعد األحالم التي‬ ‫تظل ملتصقة بهواجسنا ورغباتنا‪.‬‬

‫مخصص للعمل ومكان غري‬ ‫يبقى الفن وسيطاً‪ ،‬بني مكان‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫مختار للفناء‪ .‬يف الحالتني هو قائم عىل محلٍ‬ ‫خليط‪ ،‬كام أنه‬ ‫عىل العكس من اللعبة‪ ،‬التي هي محض تكرار وتبديل ألماكن‬ ‫الحروف‪ ،‬ليس شأناً مجردا ً عن محيطه رغم كونه تجربة حسية‬ ‫فردية لإلدراك‪ ،‬وليس حقيقة ميكننا إفحام الخصم بها‪ .‬لكن‬ ‫التجربة الفردية هي الحقيقة التي ميكننا نقلها لآلخرين‪ .‬معيار‬ ‫الحقيقة هذا ليس بياناً سياسياً وال حجة أخالقية وال ذريعة‬

‫يهب الفن والعمل الفني الفرد كفرد الحياة والنمو‪ ،‬لكن مضامر‬ ‫هذا النمو ليس املدرسة‪ ،‬وال الشارع‪ ،‬وال صاالت املعارض‬ ‫فقط‪ .‬إن أمكنة اللقاء والتأثري تتجاوز النامذج املطروحة عادة‪،‬‬ ‫فاملدريس والشارعي‪ ،‬املتناقضان ظاهرياً رمبا‪ ،‬يعيقان انتشار‬ ‫الفن من حيث يحسبان أنهام يخدمانه‪.‬‬ ‫ال شك أن للفن مجتمعاً‪ ،‬محيطاً وذاكرة‪ ،‬وكلها مجاالت تأثريات‬

‫‪13‬‬

‫وكانت املفاجأة اكتشايف عالقتها مع مجموعة ‪ ،47‬حني‬ ‫قرأت ألول مرة عن هذه املجموعة‪ ،‬عن األدب الحديث الذي‬ ‫كتبوه‪ ،‬عن رؤيتهم الجديدة للحياة والكتابة والنقد يف زمن‬ ‫كان صعباً جدا ً بالنسبة لهم‪ ،‬كيف هدموا القديم وتخلصوا‬ ‫من أنقاض املايض‪ ،‬ذلك الدفاع الرشس عن الحرية‬ ‫والدميقراطية والقضايا العادلة يف كل مكان عىل األرض‪،‬‬ ‫كل ذلك فتح نافذة ضوء صغرية يف عتمة املنفى الربليني‬ ‫الجميل‪ ،‬فهنا يف هذه البالد وقبل أكرث من ‪ ٥٠‬عاماً ُوجدت‬ ‫مجموعة كتاب وشعراء عانوا ما أعانيه اآلن!‬ ‫هؤالء من كنت أرغب أن أولد معهم‪ ،‬أن أعيد معهم‬ ‫أغي الذهنية التي أفكر‬ ‫اكتشاف لغتي ومفردايت‪ ،‬أن ّ‬ ‫وأكتب بها‪ ،‬أن أعود إلمياين القديم بأننا من خالل األدب‬ ‫نغي شيئاً من بشاعة هذا العامل‪ ،‬مجموعة ‪47‬‬ ‫ميكن أن ّ‬ ‫كانت جناحي الثاين الذي أفتقدته طوال الفرتة املاضية‬ ‫بعد نجايت من محاولة االنتحار‪ ،‬هذه املجموعة التي‬ ‫تذكرتها حني كنت أقف بيأس أمام حافة نهر شربيه‪ ،‬أبيك‬ ‫هشاشتي وعدم قدريت عىل مواجهة املسؤوليات الجديدة‬ ‫التي ينبغي أن أقوم بها وحدي يف هذه املدينة التي بالكاد‬ ‫أعرف لغتها‪ ،‬رغبتي املتواصلة باملوت كحل وخالص‪ ،‬عدم‬ ‫قدريت عىل امليش بقدمني حديديتني عىل هذه األرض‬ ‫تبي يل أنها أقىس مام كنت أتوقعهُ‪ ،‬أنقاض املايض‬ ‫التي ّ‬ ‫وأشباحه‪ ،‬صعوبات الحارض والبدء من جديد وحيدة‬ ‫بال عائلة‪ ،‬بال أصدقاء‪ ،‬بال موطن‪ ،‬من أنا ألقاوم كل هذا‬ ‫الدمار واألمل والقسوة!‬ ‫كان السؤال يدور يف ذهني حني بدأ أعضاء مجموعة ‪47‬‬ ‫يظهرون يل الواحد بعد اآلخر‪ ،‬جلسوا حويل عىل ضفة النهر‪،‬‬ ‫من "أنغبورغ باخامن" إىل "هايرنيش بول" فـ"غونرت غراس"‬ ‫و"هانس ماغنوس" و"ماكس فريش" وآخرون ال أعرفهم‪ .‬كان‬ ‫صوتهم واحدا ً وقوياً‪" :‬الكتابة ستشفيك‪ ،‬ستساعدك عىل امليض‬ ‫قدماً‪ ،‬عىل تعلم امليش واالبتسامة من جديد"‪.‬‬ ‫"صدقتهم"‪ ،‬أمل يكتبوا األدب األملاين الحديث من الصفر؟ أمل‬ ‫يشطبوا كل ما سبقهم؟ أمل يصنعوا عاملهم الخاص رغم من‬ ‫كل الصعاب؟‬ ‫منذ أيام يف مكتبة بربلني شاهدت كتاباً لـ"أنغبورغ"‪ ،‬عىل‬ ‫الغالف كانت صورتها‪ ،‬نظرت لعينيها املنكرستني تحت تأثري‬ ‫الفقدان‪ ،‬ولكن القويتان بنفس اللحظة‪ ،‬همستُ لها برقة‪ :‬أخريا ً‬ ‫أصبح لدي جناحان‪.‬‬ ‫متبادلة ومتحولة‪ ،‬لكننا غالباً ما ال نلتفت للفن نفسه‬ ‫كمجتمع‪ .‬أقصد الدائرة التي تعطي للفن والعمل الفني‬ ‫قيمة‪ :‬القيمون الفنيون‪ ،‬املقتنون‪ ،‬النقاد والصحافة الثقافية‪،‬‬ ‫صاالت العرض‪ ،‬والكتب الفنية املرافقة‪ .‬كلها عوامل تح ّول‬ ‫الفن والفني‪ ،‬رمبا تكبحه‪ ،‬أو تحبطه‪ ،‬أو تقدم له فرص‬ ‫انتشار واسعة‪.‬‬ ‫فنانون سوريون وأملان يتشاركون العمل واألفكار‪،‬‬ ‫مع تجاوز حيز املنفى مبعناه السلبي الدارج‪ ،‬لتبادل‬ ‫الخربة ولنشوء صداقات فنية وشخصية يف آن واحد‪.‬‬ ‫رمبا من املبكر الحكم عىل هذه التجربة الجديدة‪ ،‬لكن‬ ‫من املؤكد أن جديدا ً يولد‪ .‬تقدّم برلني مثالً فرصاً عديدة‬ ‫للتالقي والتفاعل‪ ،‬ويتجاوز األمر مجرد صيغ فنية‪،‬‬ ‫أو أعامل ذات صبغة مجردة وبأطر ضيقة ومؤقتة‪.‬‬ ‫يساهم اإلعالم النشط ومواقع التواصل يف رفد هذه‬ ‫الحركة بالحيوية واملتابعة والنقاش‪ ،‬حتى إن كان‬ ‫بأسطر قليلة أو من خالل تعليق بسيط‪ .‬املهم أن طريقاً‬ ‫مفتوحة قد أتيحت للفن السوري يك يساهم يف إثبات‬ ‫حضوره الحايل واملستقبيل يف تحصني النفس املمزقة‬ ‫واإلعالء من قيمة الجاميل والفني‪ ،‬ودورهام الخاص‬ ‫يف تقوية الحس الجامعي وإلغاء تصورات منطية‬ ‫سلبية عن املهاجرين واملنفيني‪.‬‬ ‫حي؟ أليست‬ ‫لنعد إىل اللعبة‪ .‬أليست تكرارا ً‪ ،‬أم هي تح ّول ّ‬ ‫العودة حنيناً إىل أصل حسبناه الحياة‪ ،‬البيت‪ ،‬والطريق‬ ‫إىل البيت‪.‬‬


Grenzenlos: MoneyGram fördert Integration Integration.Mitmachen. wird international

Nach dem großen Erfolg von Integration. Mitmachen. in Deutschland ist die von MoneyGram unterstützte Initiative seit kurzem auch in Großbritannien aktiv. Unter dem Namen „PARTICIPATE. iNTEGRATION.“ unterstützt der weltweit zweitgrößter Anbieter für internationale Geldtransfers unterschiedlichste Projekte zu Förderung der Integration von Migranten. Ähnlich wie in Deutschland, können Organisationen, Institutionen oder auch Privatpersonen ihr Integrationsprojekt auf einer Webseite vorstellen und somit eine Förderung ihres Projektes beantragen. Unter www.participateintegration.eu werden die Kampagne sowie neue, geförderte Projekte dargestellt und Projekt- bzw. Förderanfragen entgegengenommen.

das Projekt „Feel at Home“, ein Videoprojekt, welches Migranten aus Glasgow, den Midlands und London, ganzjährig begleitet. Darüberhinaus stehen drei weitere Integrationsprojekte bereits kurz vor der Umsetzung. Details dazu können unter participate-integration.eu nachgelesen werden

likum präsentieren. Vor allem die Zusammenarbeit mit Kinderbuchautor Ahmet Özdemir, dessen Kinderbuch Ali & Anton von MoneyGram unterstützt wird, stieß auf großes Interesse in der Öffentlichkeit. Aber es stehen noch viele weitere, spannende Projekte in den Startlöchern,

Menschen am sozialen Leben teilhaben lassen

Migrant Voice – neuer strategischer Partner in Großbritannien Die Migrantenorganisation Migrant Voice war der erste, einflussreiche Partner, den MoneyGram für die Zusammenarbeit in Großbritannien begeistern konnte. Migrant Voice gilt als eine der führenden Organisationen, wenn es um die Belange von Migranten geht, denn sie verfügt über einen exzellenten Ruf und ein breites Netzwerk. Beides Faktoren, die eine wichtige Rollebei der Verbreitung von PARTICIPATE. iNTEGRATION. In Großbritannein spielen. Im Rahmen der Kooperation mit Migrant Voice unterstützt

le Medienbranche zu einem Workshop zusammen und diskutiert den Status von Integration in den Medien und der Gesellschaft. Zum Abschluss wird bei einer Preisverleihung der MEDIA & MIGRATION AWARD von Integration. Mitmachen. für eine herausragende Dokumentation vergeben.

Jahresendspurt auch in Deutschland Neben dem Start in Großbritannien ist Integration. Mitmachen. auch in Deutschland dabei, neue, spannende Projekte umzusetzen. Im Rahmen der Frankfurter Buchmesse konnte sich Integration. Mitmachen. einem breiten Pub-

wie zum Beispiel „Medien & Migration NRW“, ein Medienprojekt für migrantische Medienmacher, welches im Dezember seinen Höhepunkt in der Veranstaltung „MEDIA & MIGRATION DAY“ findet. Unter der Schirmherrschaft eines Prominenten mit Migrationshintergrund kommt die landesweite und nationa-

Mit dem Frankfurter Verein „Kultur für Alle“ unterstützt Integration. Mitmachen. einen Verein, der sich insbesondere um die Belange sozial benachteiligter Menschen kümmert. Im Rahmen des Kulturpass-Projektes erhalten sozial benachteiligte Menschen die Chance mittels extra angefertigter Kulturpässe am kulturellen Leben teilzuhaben, ohne größere finanzielle Ausgaben tätigen zu müssen. Somit ist sichergestellt, dass der Zugang zu kulturellen Veranstaltungen - wie etwa Besuche von Theatern oder Museen - auch für Menschen mit sozialen und finanziellen Problemen möglich ist.

Über Integration.Mitmachen.

Auf Augenhöhe – der Dialog zwischen Geflüchteten und Deutschen Neben der Abwab in seiner bekannten Form, wird Integration. Mitachen. nun auch das Hamburger Onlinemagazin „Flüchtling – Magazin für multikulturellen Austausch“ unterstützen. Das Flüchtlings-Magazin steht für multikulturellen Austausch und Verständigung und führt einen Dialog zwischen Geflüchteten und Deutschen auf Augenhöhe. Menschen aus unterschiedlichen Ländern schreiben über ihre Kultur, ihre Gedanken, über Integration und ihre Erfahrungen in Deutschland. Viele der veröffentlichten Texte werden von Flüchtlingen verfasst. Auch Deutsche kommen zu Wort, diskutieren oder kommentieren. Außerdem berichtet das Magazin über Projekte von Flüchtlingen und für Flüchtlinge. Menschen, die sich ehrenamtlich engagieren, werden durch das Magazin sichtbar.

Auf Initiative von MoneyGram ruft Integration.Mitmachen. dazu auf, Integration aktiv mitzugestalten. MoneyGram selbst geht mit gutem Beispiel voran und unterstützt bzw. initiiert zahlreiche Integrationsprojekte aus den Bereichen Sport, Bildung und Kultur. Gleichzeitig ist MoneyGram daran interessiert, im Rahmen von Integration. Mitmachen. neue Integrationsprojekte zu fördern und freut sich auf den regen Austausch mit Vereinen, Vertretern ausländischer Gemeinden und allen, denen das Thema genauso am Herzen liegt.

Über MoneyGram

MoneyGram ist weltweit der zweitgrößte Anbieter für internationale Geldtransfers und Zahlungsdienstleistungen. Egal ob Geld von einer Filiale oder online als Barauszahlung, auf ein Bankkonto oder Mobile Wallet gesendet wird – wir bringen Freunde und Angehörige mit unserem breiten Serviceangebot auf die für sie bequemste Art näher, auch wenn sie viele tausende Kilometer voneinander entfernt leben. In ausgewählten Märkten bieten wir unter anderem auch Zahlungsanweisungen und Rechnungszahlungsmöglichkeiten an. Weitere Informationen unter www.moneygram.de. Im Rahmen des Gemeinschaftsprojektes Integration.Mitmachen. wird MoneyGram unterstützt von Kalic Media e. K. und IT hilft gGmbH.



‫‪16‬‬

‫باب القلب‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 35‬تشرين الثاني ‪2018‬‬

‫على حرير ِ‬ ‫قلبك‬ ‫غمكين مراد‬ ‫شاعر من القامشلي سوريا‬

‫حب‬ ‫ِّ‬ ‫كحوذي ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫هواك‪.‬‬ ‫ش َّد قلبي ِحبال ال ّروح يف‬ ‫كأعمى تاهت ب ِه الطُرق‬ ‫كان السري بِساطاً طائرا ً يف د ِ‬ ‫ُنياك‬ ‫ٍ‬ ‫راقص‬ ‫كبندو ٍل‬ ‫دا َر دورة الوقت يف لحظ ٍة انتقتك‪.‬‬ ‫أُ َ‬ ‫حبك‪ ،‬سمعتها من غائر ٍة عىل زبد املجهول‬ ‫َ‬ ‫منت بها مراهق ٌة مل تكرب حلمتاها‬ ‫أحبك‪ ،‬ت َّر ْ‬ ‫بعد‬ ‫َ‬ ‫أحبك‪ ،‬قرأتها من رسال ٍة كتبتها غائبة خائفة‬ ‫َ‬ ‫أحبك‪ ،‬مل تقوليها‬ ‫بثتْها أشع ُة عيون ُِك‬ ‫تُ َحد ُِّّق طويالً طويالً وطويالً جدا ً‬ ‫وتصمت أُذنيك كأنّها ص ّم عن‬ ‫صت‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تَ ْن ُ‬ ‫الحب املقذوفة من بركان قلبي‬ ‫كلامت‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫روحك تخي ُط أحبُّ َك‬ ‫كانت‬ ‫قش عىل حرير ِ‬ ‫ك َن ٍ‬ ‫قلبك املرت ِعش‬ ‫أحبُّ َك‪ِ ،‬‬ ‫منك مل انتظرها‬ ‫ِعشْ تُها‪ ،‬مل أردها‪:‬‬ ‫مسموعةً‪ ،‬منغمةً‪ ،‬مرتنّ ةً‪ ،‬أو حتى مقروءة‬ ‫يل الرعش ُة الطويل ُة من‬ ‫أحبُّ َك‪ ،‬قَذَفتها إ َّ‬ ‫ِ‬ ‫شفاهك‬ ‫الحب خوفاً‬ ‫املجبول ِة بلُغة‬ ‫ِّ‬ ‫يف‬ ‫أحبُّ َك‪ ،‬كان ظل ُِّك املتواري َّ‬ ‫ظل يف الصيف هو‬ ‫كأي يشء يل ٌّ‬ ‫وأنا ِّ‬ ‫ِ‬ ‫اسمك‬ ‫يل نجم ٌة يف الليل هي ِ‬ ‫أنت‬ ‫ِ‬ ‫هقتك‬ ‫يل يف يومٍ ماط ٍر بَل ٌَل هو بخا ُر شَ‬ ‫أحبُّ َك‪ ،‬تدحرجت طويالً عىل ألسن ٍة‬ ‫أسكتتني وأهانت صمتي‬ ‫أنفاس كثرية‪:‬‬ ‫أحبُّ َك‪َ ،‬د َونتها‬ ‫ٌ‬ ‫اشتهيت ريقها‪ ،‬شبقها‬ ‫ُ‬ ‫صدى اللحن فيها‬ ‫رقصتها‪ ،‬سكرت َها‬ ‫ُه َّن أخريات لس َن ِ‬ ‫أنت‬ ‫أحبُّ َك‪ِ ،‬‬ ‫منك لعلها كانت‬ ‫الحب‬ ‫ستكون بوق القيام ِة يف‬ ‫ِّ‬ ‫قالتها ك ِ‬ ‫ٍ‬ ‫صوت‬ ‫ُلك‪ ،‬دون‬ ‫أرعشني تلكؤها‬ ‫الحب أُدف ُن‬ ‫أخذتني إىل حيث يف‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫غريك‬ ‫"أحبك" من‬ ‫وتركت‬ ‫ُ‬ ‫ِخت َم لجو ٍء لهمسة‬ ‫أحبُّ َك‪ ،‬التي بقيت عىل حاجز الغص ِة من‬ ‫ح ِ‬ ‫لقك دون هوية‬ ‫َ‬ ‫خرجت‬ ‫مل تكن ريش َة كلم ٍة يف هوا ٍء إن‬ ‫ْ‬ ‫كانت ستكون كرة ٍ‬ ‫أرض عىل قرين القلب‬ ‫أحبّ َك‪ِ ،‬‬ ‫منك مل تَلد‬ ‫كانت هسيس النار عىل لسانِ أُخريات‬ ‫ني هو ِ‬ ‫أنت‬ ‫رغم أن قلبي َرح ٌم لجن ٍ‬ ‫أحبك‪ِ ،‬‬ ‫َ‬ ‫الحب‬ ‫حبىل برعشة‬ ‫منك كانت ُ‬ ‫ِّ‬ ‫بقشعريرة النشوة‬ ‫كانت فورة بركانٍ خم َد طويالً‬ ‫كانت أحبُّ َك ِ‬ ‫منك‬ ‫إن كانت إحيا َء الحيا ِة من رما ِد خطيئتها‬ ‫أحبُّ َك‪ِ ،‬‬ ‫منك مل يحملها الهواء‬ ‫لكن صداها‬ ‫كانت ستكون عىل لسانِ األُخريات‬ ‫كانت ستكون رصاصة الرحم ِة يل‬ ‫ِ‬ ‫الحب‪.‬‬ ‫يف يف قرب‬ ‫يف دَفني‬ ‫ِّ‬ ‫ودفنك ّ‬

‫العودةج‪2‬‬ ‫كتب النص باإلنكليزية‪ :‬ترجمه من األلمانية‪:‬‬

‫أمين المغربي ‬

‫أحمد الرفاعي‬

‫نُرش هذا النص باألملانية يف ‪ 24‬آب‪ /‬أغسطس ‪ 2018‬يف جريدة دي تسايت ‪ Die Zeit‬األملانية وعىل موقعها‬ ‫اإللكرتوين بعنوان‪ ،Die Rückkehr :‬وسننرش النص كامالً بالعربية وعىل ثالثة أجزاء‪.‬‬ ‫رائحة غريبة للحم عفن تذكرين بأنني لست يف الهند‬ ‫الصينية! يرتاكم حشد كثيف من الذباب عىل جانب‬ ‫الطريق‪ ،‬يبدو أن لديهم وليمة هناك‪ .‬هذه رائحة األموات‬ ‫املنسيني تحت األنقاض‪.‬‬ ‫الشارع عريض‪ ،‬لكن بالكاد يستطيع املرء املرور‪ .‬أطالل ما كان‬ ‫يوماً منازالً‪ ،‬أصبحت اليوم جزءا ً من الشارع؛ يف بعض األماكن‬ ‫تستويل األنقاض عىل الشوارع بالكامل‪ .‬البيوت إ ّما منهارة كلياً‬ ‫أو متأل الحفر واجهاتها‪ .‬أ ّما تلك البيوت املطلّة عىل الشارع فال‬ ‫ينقصها إالّ جدار خارجي أو جداران‪ .‬كأنني أميش يف شارع‬ ‫متلؤه بيوت الدمى "دول هاوس"‪ ،‬بيوت بال جدران خارجية‪.‬‬ ‫بعض الجدران ما زالت صامدة‪ ،‬والغرافيتي املرسومة عليها ميكن‬ ‫أن تُقرأ بعد‪ .‬أستطيع تذكر كل الجدران وكل الغرافيتي‪ ،‬لكنني ال‬ ‫أستطيع إيجادها يف أي مكان‪ .‬أبحث عن "إجاك الدور يا دكتور"‪،‬‬ ‫وال أجدها! أبحث عن "لن ننىس تل الزعرت"‪ ،‬فأجد نفيس يف بلد‬ ‫آخر‪ ،‬يف عقد آخر من الزمن‪ ،‬يف مخيم "تل الزعرت" آخر‪ ،‬والفاعل‬ ‫أسد آخر! أبحث عن أبسط شعار للحرية‪ ،‬وال أجد شيئاً سوى‬ ‫جدران طُبعت عليها إحدى عبارتني‪" :‬رجال األسد م ّروا من هنا"‬ ‫أو "رجال الله م ّروا من هنا"! والعبارتان مكتوبتان من قبل الجنود‬

‫أنفسهم‪ ،‬يف بعض األحيان عىل ظالل الشهداء أيضاً‪ .‬لو كنت جدارا ً‬ ‫لفضّ لت السقوط!‬ ‫أحاول أالّ أفكر يف حقيقة أين أميش عىل البيوت‪ .‬فكرة أن أحدا ً‬ ‫ميكنه امليش عىل منزيل تجعلني أشعر بالضيق‪ .‬ت ّجمع الناس‬ ‫هنا يف حشود هائلة‪ ،‬يتقدمون متعرثين بني الركام كام يف‬ ‫أفالم نهاية العامل‪ .‬يف األسبوع الفائت هيّج القصف عنان السامء‬ ‫يف مشهد مر ّوع‪ ،‬مل تكن السامء املتوهجة يوماً ما طالعاً جيدا ً‬ ‫للفلسطينيني‪ .‬جلب الروس الجحيم إىل األرض‪ ،‬وأعلنوا يوم‬ ‫قيامة مبكر‪ .‬بخالف يوم الحساب اإللهي يحكم الطغيان يف‬ ‫يوم الحساب الرويس‪ ،‬فهو ميلء باستهداف املشايف واملدنيني‪.‬‬ ‫من ُولد ثم قتل خالل الخمس سنني األخرية مل يعش إالّ ظلم‬ ‫الروس واألسديني‪ .‬من عنده الجرأة أن يقول لطفل إن الليل خلق‬ ‫للنوم‪ ،‬بينام يكون الليل مضا ًء أكرث من النهار؟! كيف تستطيع‬ ‫أن توضح لطفل أن الحديقة واملقربة مكانان مختلفان‪ ،‬بينام‬ ‫األموات يغزون الحدائق بال هوادة ليدفنوا فيها؟! كيف ميكن أن‬ ‫تقنع األطفال بأنهم لن ميوتوا جوعاً أو عطشاً‪ ،‬وأنت تخىش هذا‬ ‫اليشء بالتحديد؟ كيف تستطيع أن تعد الناس بالجنة والحصار‬ ‫يبرتك عن العامل؟‬

‫رش رماد ّي‪ ،‬كالحطام متاماً!‬ ‫ال ّ‬ ‫أصل إحدى الساحات‪ .‬أعامل التوسعة التي نُفذت يف السنوات‬ ‫القليلة املاضية سبقتني‪ .‬سيارات محرتقة‪ ،‬إطارات محرتقة‪ ،‬أرصفة‬ ‫محرتقة‪ ،‬أشجار محرتقة‪ ،‬أحالم محرتقة‪ ،‬وذكريات محرتقة! أبحث‬ ‫عن الدكان القدمية التي كنت أشرتي منها البوظة يف أيام غري هذه‬ ‫األيام‪ .‬ال أستطيع إيجادها! امليش عىل الرماد أصعب من امليش عىل‬ ‫فحم مشتعل‪ .‬كل البيوت متشابهة‪ ،‬كل الرماد متشابه‪ .‬أفكر يف‬ ‫الذهاب لرؤية مدرستي القدمية‪ ،‬هناك بعد تلك الزاوية‪ ،‬ولكن ملاذا؟‬ ‫كل الرماد متشابه‪ ،‬يروي الرماد نفس القصة دامئاً‪ .‬أجد الطريق عند‬ ‫وأغي رأيي‪ ،‬مقررا ً عدم الذهاب‬ ‫تلك الزاوية مقطوعاً بأكوام الركام‪ّ ،‬‬ ‫لرؤية املدرسة‪ .‬مل أعد أرغب يف رؤية أنصاف جدران‪ ،‬خاصة مع‬ ‫أحد الشعارات‪ ،‬تلك التي تتكلم عن حقي يف العودة! مل تعد العودة‬ ‫مثرية‪ ،‬فقدت كل جاذبيتها‪.‬‬ ‫أكتشف‪ ،‬أو أعتقد ذلك عىل األقل‪ ،‬بقايا متجر للكتب‪ .‬مل يكن له يوماً‬ ‫يافطة‪ .‬عندما كان يغلق أبوابه‪ ،‬بالتأكيد قبل أن يتالىش إىل العدم‬ ‫كحاله اليوم‪ ،‬كان من الصعب معرفة أنه متجر للكتب! صاحبه كان‬ ‫قليل الكالم‪ ،‬لذلك اعتدت عىل وصف متجره بـ"مكتبة األخرس"‪.‬‬ ‫الجميع فعل ذلك يف الحقيقة أيضاً‪ .‬أتذكر كيف كان املتجر فارغاً‬ ‫دامئاً‪ .‬كان الرجل الصامت يبيع الحلويات ليبقي متجره عىل قيد‬ ‫الحياة‪ .‬هذا عىل ك ٍل كان سبب احتكايك به يف الكثري من األحيان‪.‬‬ ‫كنت أخاف منه عندما كنت صغريا ً‪ .‬أحاول جاهدا ً أن أتذكر اسمه‪ ،‬لكن‬ ‫كل محاواليت باءت بالفش! ما زلت أستطيع تذكر وجهه‪ ،‬أستطيع‬ ‫تذكر قصته أيضاً‪ .‬بقي هنا‪ ،‬ومات خالل فرتة الحصار‪ ،‬مات من‬ ‫الجوع‪ ،‬مثلام مات أكرث من مئة آخرين‪ .‬وجدوا جثته بعد أسبوعني‬ ‫من موته‪ .‬لكن يف ذلك الوقت قامت الجرذان بأكل أصابعه‪ .‬من‬ ‫الصعب معرفة متى بدأت الجرذان بذلك‪ .‬هل يا ترى بدأت وليمتها‬ ‫وهو عىل قيد الحياة بعد أن أنهك الجوع قواه؟ أم انتظرته حتى مات‬ ‫ثم بدأت بأكله! عىل كل حال‪ ،‬مل يسمعه أحد يرصخ!‬

‫يتبع‪..‬‬


‫باب شرقي‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 35‬تشرين الثاني ‪2018‬‬

‫‪17‬‬

‫في رحيل سالمة كيلة‬

‫الوفاء لماركسية الفكر والثقافة والوعي‪ ..‬سالمة كيلة الثوري المتفائل‬ ‫طارق عزيزة‬

‫بالرغم من مرضه وسوء حالته الص ّحية تع ّرض الراحل‬ ‫للتعذيب‪ ،‬لكن االعتقال مل يطل هذه امل ّرة (وكان سبق أن‬ ‫اعتُقل لثامنية أعوام من ‪ 1992‬حتى ‪ 2000‬عىل خلفية‬ ‫عالقته بحزب العمل الشيوعي)‪ ،‬ذلك أ ّن النظام ق ّرر ترحيله‬ ‫من سوريا إىل األردن‪ ،‬فهو فلسطيني ال ميكنه العودة‬ ‫إىل فلسطني ويحمل وثائق سفر أردنية‪ ،‬فكان إبعاده عن‬ ‫رصح "به‬ ‫دمشق أش ّد وطأ ًة من االعتقال نفسه‪ ،‬وفق ما ّ‬ ‫سالمة" يف أكرث من مناسبة‪.‬‬

‫كاتب سوري من أسرة أبواب‬

‫يبدو أنّ موسم الحزن السوري بال نهاية‪ ،‬فقامئة‬ ‫الراحلني يف املنايف القرسية إىل ازدياد‪ ،‬ومنهم‬ ‫الكاتب "سالمة كيلة"‪ ،‬املاركيس الفلسطيني العرويب‬ ‫والسوري أيضاً‪ ،‬وهي أوصاف تُخربنا بها عرشات‬ ‫الكتب التي ألّفها‪ ،‬وتتوزّع مواضيعها عىل املاركسية‬ ‫وفلسطني واألحوال العربية والثورة السورية‪ ،‬فضال‬ ‫ًعن تقدميه لنفسه بها‪.‬‬

‫مام متيّز به موقف "سالمة كيلة" الثوري‪ ،‬أنه خالفاً‬ ‫للكثري من "اليساريني" و"العلامنيني" الذين ارمتوا يف‬ ‫أحضان اإلسالميني أو تحالفوا معهم أو ب ّرروا ارتكاباتهم‪،‬‬ ‫بزعم أنهم "جزء من الثورة" أو حتى لغايات سياسوية‬ ‫متمسكاً مبوقفه الجذري‬ ‫أو حزبية ضيّقة‪ ،‬بقي "سالمة"‬ ‫ّ‬ ‫من "اإلسالم السيايس"‪ ،‬فهو يرى يف هذه الجامعات‬ ‫ومشاريعها امتدادا ً لألنظمة التي ينبغي تغيريها‪ ،‬وليست‬ ‫بديالً لها يف أي حال‪.‬‬

‫مل تكن تجمعني مع الراحل عالقة أو معرفة مبارشة لألسف‪،‬‬ ‫مع ذلك تعود معرفتي بـ"سالمة كيلة" إىل نحو خمسة عرش‬ ‫عاماً مضت حني قرأته أول مرة‪ .‬فهي إذن معرفة فكرية‪ ،‬إن‬ ‫جاز التعبري‪ ،‬بدأتْ مع كتابه "مشكالت املاركسية يف الوطن‬ ‫العريب"‪( ،‬صدر يف دمشق ‪ ،2003‬عن دار التكوين)‪ ،‬وفيه‬ ‫تحدّث عن أزمة "املاركسية العربية"‪ ،‬مبيّناً اإلشكاليات ومواطن‬ ‫الفشل والخلل التي تعتورها‪.‬‬ ‫غري أنّه مل يفعل ذلك ليصفّي حسابه مع املاركسية‪ ،‬ويهجرها‬ ‫رضب من "ليربالية" شوهاء‪ ،‬عىل نحو ما فعل آنذاك‬ ‫إىل‬ ‫ٍ‬ ‫ظل‬ ‫متمركسون كرث‪ ،‬أفرادا ً وأحزاباً‪ .‬عىل العكس من ذلك ّ‬ ‫متمسكاً باملاركسية عىل‬ ‫النقدي ذاك‬ ‫"سالمة كيلة" من موقعه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫طول الخط‪ ،‬كمنهج يف التفكري وأداة تحليل وبحث‪ ،‬مؤكّدا ً أ ّن‬ ‫مهمتها ال تزال تفسري الواقع وتغيريه معاً‪ ،‬داعياً إىل "االنتقال‬ ‫من "املاركسية األكادميية" التي تهرب من الرصاع االجتامعي‬ ‫وتتحول إىل "مراكز استشارة"‪ ،‬ومن ماركسية مناضلة تصبح‬ ‫جزءا ً من الرصاع الطبقي ومن "املاركسية العامية" التي تحارب‬ ‫الفكر والثقافة والعلم والوعي‪ ،‬وتقلّص املاركسية إىل بضعة‬ ‫مبسطة مبْتَرسة‪ ،‬إىل املاركسية "مبا هي علم وبالتايل‬ ‫أفكار ّ‬ ‫فكر وثقافة ووعي"‪ ،‬وفق تعبريه‪.‬‬

‫عىل هذا النحو كان املاركيس العنيد منسجامً مع أطروحاته‬ ‫النظرية عندما اندلعت الثورة السورية أواسط آذار‪/‬‬ ‫مارس ‪ ،2011‬إذ انخرط يف ثورة الشعب يف الحال‪،‬‬ ‫سواء عىل صعيد الكتابة والنشاط اإلعالمي‪ ،‬أو النشاط‬ ‫املبارش عىل األرض من خالل العمل مع مجموعات من‬ ‫شبّان التنسيقيات‪ ،‬وتأسيس تنظيم باسم "ائتالف اليسار‬ ‫السوري"‪ ،‬ثم إصدار نرشة باسم "اليساري" يف الذكرى‬ ‫السنوية األوىل للثورة‪.‬‬

‫كانت "اليساري" السبب يف اعتقاله عىل يد مخابرات نظام‬ ‫األسد بعد حوايل شهر من بدء صدورها‪ ،‬وذلك إثر اعتقال أحد‬ ‫الشبّان الذين لهم صلة باملوضوع‪ ،‬وذكر خالل التحقيق اسم‬ ‫"سالمة كيلة" ودوره يف إصدار النرشة‪ ،‬التي أثار محتواها‬ ‫السيايس الثوري حفيظة جالوزة النظام‪ ،‬فهل من شعار‬ ‫يفضح زيف "املقاومة" املزعومة واملتاجرة األسدية بقضية‬ ‫فلسطني أكرث من القول‪" :‬من أجل تحرير فلسطني نريد‬ ‫إسقاط النظام"‪.‬‬

‫عىل العموم‪ ،‬سواء اتفق املرء أم اختلف مع آراء "سالمة‬ ‫كيلة" وأفكاره وتوجهاته‪ ،‬سيبقى من الرضوري اإلفادة‬ ‫من الجهد الكبري الذي بذله الراحل‪ ،‬وض ّمن نتائجه يف‬ ‫عرشات املؤلفات التي خلّفها لنا‪ .‬فهو إىل جانب ما ُعرف‬ ‫عنه من اجتهاد يف العمل وغزارة يف اإلنتاج‪ ،‬كان من‬ ‫موقعه كمثقّف وسيايس ومناضل حريصاً عىل الخوض‬ ‫يف شتى املجاالت التي يرى أنها ترتبط مبيدان نضاله‬ ‫السيايس والفكري‪ ،‬لذلك ستجد يف مؤلفاته اله ّم الطبقي‬ ‫والفلسطيني والسوري وسواها‪.‬‬ ‫لكن مهام اختلفت املوضوعات التي تناولها وناقشها يف‬ ‫نفس‬ ‫كتاباته وحواراته‪ ،‬فإ ّن مثة ما يخيّم عليها جميعاً‪ :‬إنه ٌ‬ ‫عم كانت عليه روح صاحبه بكفاحيّته‬ ‫يعب ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثوري متفائل‪ّ ،‬‬ ‫التمسك بهذا النفس أفضل إحيا ٍء لذكراه‪.‬‬ ‫التي ال تلني‪.‬‬ ‫ّ‬

‫الثورة السورية لم تُهزم‪ ،‬الثورة السورية ُسحقت‪ ..‬عن أحالم سالمة كيلة‬ ‫صبر درويش‬ ‫كاتب سوري مقيم في فرنسا‬

‫سوريا ويف أي أرض حلّت عليها هذه النظم‪ ،‬وأعلن انحيازه‬ ‫للدميوقراطية والحرية‪.‬‬

‫يف منفاه األخري مل يكن يبعد "سالمة كيلة" عن‬ ‫مسقط قلبه دمشق سوى رمية حجر‪ ،‬كان يرنو‬ ‫حاملاً إىل عودة قريبة‪ ،‬بيد أن بؤس اللحظة الراهنة‬ ‫مل يسعف قلبه املهشّ م لعودة طال انتظارها‪ .‬كان من‬ ‫الصعب معرفة إن كان كيلة ابن دمشق‪ ،‬أم أنه كان‬ ‫ضيفاً عليها‪ ،‬وكان من الصعب معرفة أيهام سكن‬ ‫اآلخر!‬

‫عىل صعيد املامرسة‪ ،‬كان "سالمة كيلة" حارضا ً يف كل‬ ‫محطة سياسية يف سوريا ما بعد األسد‪ ،‬فانخرط مبكرا ً‬ ‫يف صفوف املعارضة‪ ،‬دفع الرضيبة كباقي أقرانه من‬ ‫املعارضني السوريني‪ ،‬ودخل املعتقالت السورية يف أكرث‬ ‫من مناسبة‪ ،‬وبعد مثان سنوات من االعتقال أفرج عنه‬ ‫مطلع العام ‪ ،2000‬حيث كان بشار األسد قد استوىل عىل‬ ‫السلطة خلفاً ألبيه‪.‬‬

‫أجرب االحتالل االرسائييل "سالمة كيلة" عىل مغادرة‬ ‫مسقط رأسه "بري زيت" يف فلسطني املحتلة‪ ،‬وكان يف‬ ‫مقتبل الخطوات‪ ،‬اخترب املنفى األول يف سن مبكرة ورحل‬ ‫رشب تجربة‬ ‫إىل بغداد‪ ،‬حيث درس العلوم السياسية وت ّ‬ ‫اليسار العراقي العريق‪ ،‬ومنها غادر إىل دمشق ليبقى فيها‬ ‫حتى ضاق املكان فنفي مجددا ً‪ ،‬ولكن هذه املرة عىل يد‬ ‫نظام األسد يسء الصيت‪.‬‬

‫يف "ربيع دمشق"‪ ،‬الذي انطلق مطلع األلفني وكان‬ ‫إطارا ً جامعاً لقوى املعارضة السورية‪ ،‬كان كيلة أحد أبرز‬ ‫الناشطني السياسيني وأحد رموز هذه املرحلة‪ ،‬حارضا ً يف‬ ‫املنتديات ومع الشبان يف حوارات ال تلني‪ .‬يف ذلك الوقت‬ ‫الذي عصفت فيه التغريات العاملية واملحلية وطرأت عىل‬ ‫ضوئها تحوالت جذرية عىل معتقدات املعارضني واملثقفني‪،‬‬ ‫حني تحول عدد كبري من اليساريني إىل ليرباليني‪ ،‬كان‬ ‫"سالمة كيلة" مشغوالً بتقديم قراءته النقدية لنسخة من‬ ‫املاركسية التي دعاها "باملاركسية الرائجة"‪ ،‬وهي ذات‬ ‫النسخة املاركسية التي انتقدها "سمري أمني" بال هوادة‬ ‫واصفاً إياها بـ"املاركسية املبتذلة"‪.‬‬

‫وجد "كيلة" يف النظرية املاركسية ضالته‪ ،‬فأصبح‬ ‫ماركسياً‪ ،‬وكان من القلّة الذين اقرتن لديهم القول بالفعل‪،‬‬ ‫فانحاز بكليته إىل املسحوقني‪ ،‬ودافع عام اعتقده حق‬ ‫البسطاء يف العيش الكريم‪ .‬عىل هذه األرضية كان موقفه‬ ‫السيايس كمعارض جذري ألنظمة القمع واالستبداد‪ ،‬يف‬

‫عىل صعيد النظرية‪ ،‬نستطيع االختالف بالتأكيد مع‬

‫"سالمة كيلة" حول عرشات القضايا املتعلقة بالفكر‬ ‫والنظرية ذاتها‪ ،‬ولكن عىل صعيد املامرسة كيف لنا أن‬ ‫نختلف مع الذي ناضل وآمن بالحرية والدميوقراطية‪،‬‬ ‫وحق البؤساء بأن يعيشوا يف عامل ال ميوتون فيه من القهر‬ ‫والجوع؟!‬

‫"بحسه الطبقي" لدعم هذه االنتفاضات وموجات التغيري‬ ‫التي ع ّمت قسامً من البلدان العربية‪ ،‬وعندما انطلقت أوىل‬ ‫مظاهرات سوريا ضد نظام األسد‪ ،‬مل يتوقف "سالمة كيلة"‬ ‫ليبحث إن كان ما يحدث يف شوارع سوريا ثورة أم مؤامرة‪،‬‬ ‫اندفع وانخرط بكليته يف هذا الحراك الثوري‪ ،‬الذي كان‬ ‫جزءا ً أصيالً منه‪.‬‬

‫تصدت لها املاركسية ما تزال‬ ‫اعتقد كيلة بأن املشكالت التي ّ‬ ‫تحتفظ مبرشوعيتها‪ ،‬فام زال الفقر ينمو حتى التخمة‪،‬‬ ‫بينام تنمو الرثوة يف القطب النقيض‪ ،‬ومازال املسحوقون‬ ‫يزدادون عددا ً‪ ،‬ومازال األغنياء يزدادون تكديساً للرثوات؛‬ ‫كان كيلة يعتقد‪ ،‬أن النظام الرأساميل غري قادر‪ ،‬بل عاجز‪،‬‬ ‫حل أزمات هو من خلقها‪ ،‬آليات اشتغاله ذاتها هي من‬ ‫عن ّ‬ ‫تولدها‪ ،‬وبالضد ممن اعتقد بإمكانية "إصالح النظام"‪،‬‬ ‫أي بالضد من أيديولوجيا الليربالية "الرائجة"‪ ،‬دافع كيلة‬ ‫عن مرشوعه التاريخي‪ ،‬أي رضورة هدم النظام الرأساميل‬ ‫وبناء نظام آخر أكرث عدالة وأقل قهرا ً لإلنسان‪ ،‬مل يكن له‬ ‫اسم آخر سوى االشرتاكية‪.‬‬

‫كان لكيلة منزل لطيف يقع يف حي برزة الدمشقي‪ ،‬تطل‬ ‫غرفته عىل حديقة صغرية‪ ،‬غرفة ال يكاد يتسع فيها املكان‬ ‫لكتاب آخر‪ ،‬بيد أنها اتسعت لعرشات اللقاءات وعرشات‬ ‫األصدقاء‪ .‬يف هذا املتسع‪ ،‬أسس مع باقي رفاقه عدة‬ ‫مشاريع سياسية منها ائتالف اليسار السوري‪ ،‬صدرت‬ ‫جريدته أوائل العام ‪ ،2012‬وخالل بضعة أشهر ألقت‬ ‫قوات املخابرات السورية القبض عىل كيلة وأوسعته رضباً‬ ‫وإذالالً‪ ،‬كان املطلوب تحطيمه بالكامل‪ ،‬ومل يكتف نظام‬ ‫"املقاومة" بذلك بل فرض عىل كيلة مغادرة البالد نحو‬ ‫األردن‪.‬‬

‫عم اعتقده صواباً‪ ،‬ومل‬ ‫دافع كيلة حتى النفس األخري ّ‬ ‫يتبدل ويغري من انحيازه‪ ،‬وعندما أُغلقت إمكانية العمل‬ ‫السيايس بعد تحطيم "ربيع دمشق"‪ ،‬انكب عىل مراجعاته‬ ‫وقراءاته النقدية‪ ،‬وأنتج فكره عىل ضوء تجربة العقود التي‬ ‫سبقت؛ وكان حارضا ً يف كل الفعاليات السياسية‪ ،‬مؤمناً‬ ‫بالتغيري وبإمكانيته‪ ،‬وعندما انطلق الربيع العريب اندفع‬

‫غادر كيلة دمشق وقلبه بقي فيها‪ ،‬ومن صنعاء إىل بريوت‬ ‫إىل القاهرة‪ ،‬استمر كيلة كام كان‪ ،‬وكام بقي حتى النفس‬ ‫األخري‪ ،‬ظل منحازا ً لفكره املاركيس ولحامله الطبقي‪،‬‬ ‫عب كيلة‬ ‫وعندما قال الكثريون بهزمية الثورة السورية‪ّ ،‬‬ ‫بكل حذاقة‪ ،‬وختم مسرية حياته بالقول‪" :‬الثورة السورية‬ ‫مل تهزم‪ ،‬الثورة السورية سحقت"‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫باب شرقي‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 35‬تشرين الثاني ‪2018‬‬

‫أيام الموسيقى العربية في برلين‬ ‫انتهت فعاليات الدروة الثانية من مهرجان "أيام‬ ‫املوسيقى العربية"‪ ،‬التي شهدها مرسح "بيري بولتز‬ ‫سال" يف برلني يوم ‪ 23‬أيلول املايض‪ ،‬وكان الختام‬ ‫مسكاً بحفلة جمعت الفنان العراقي العاملي "نصري‬ ‫ش ّمه" برفقة الرباعي‪ :‬اإلسبانيان كارلوس بنيانا‬ ‫(غيتار)‪ ،‬وميغيل إنخل (إيقاع)‪ ،‬والباكستانيان‬ ‫أرشف رشيف خان (سيتار)‪ ،‬وشهباز حسني‬ ‫(إيقاع)؛ فكانت حفلة استثنائية بكل معنى الكلمة‪،‬‬ ‫أجربت الجمهور عىل الوقوف مصفقاً ومبهوراً‬ ‫لزمن طويل‪.‬‬

‫باإلضافة إىل الحفالت املوسيقية والتشكيل كان هناك عرض‬ ‫سيناميئ عىل مرحلتني‪ ،‬األول عروض من أفالم املهرجان‬ ‫العراقي‪ 3" :‬دقائق يف ‪ 3‬أيام"‪ ،‬الذي يحتفي بأفالم قصرية‬ ‫من صناعة شباب‪ ،‬مدة كل منها ثالث دقائق‪ ،‬تُعرض خالل‬ ‫ثالثة أيام‪ ،‬وتتنافس عىل ثالث جوائز‪ .‬الرقم ثالثة ال يريد‬ ‫فتعب عن‬ ‫سوى أن يكون إطارا ً لهذا املرشوع‪ ،‬أما األفالم‬ ‫ّ‬ ‫بكل تفاصيله‪ ،‬وتغرف من بحر الحكايات‬ ‫الواقع العراقي ّ‬ ‫اإلنسانية العراقية يف ظروف الحرب واإلرهاب الالإنسانية‪.‬‬ ‫أما العرض الثاين فكان لفيلم "لندن غدا ً" للمخرج "منر‬ ‫راشد"‪ ،‬وقد جاء هذا العرض يف الوقت املناسب‪ ،‬حني بدأت‬ ‫وسائل اإلعالم يف الغرب تنكر إنسانية الالجئ‪ ،‬فيعرض‬ ‫الفيلم لنا صورة من نجاة طفل سوري يعيش يف غابات‬ ‫كاليه الفرنسية‪ ،‬بانتظار فرصة العبور إىل بريطانيا‪ .‬الفيلم‬ ‫تجريبي متقشف يف الحوار وجاء بصورة أقرب ما تكون إىل‬ ‫القصيدة الشعرية املكتوبة بالصورة؛ ميلء بقوة الحياة لدى‬ ‫أناس يرصون عىل انتزاع حصتهم منها‪.‬‬

‫وهذه التجربة الفنية املشرتكة بني هؤالء الفنانني الخمسة‬ ‫كادت تقرب الخمسة عرش عاماً‪ ،‬تجولوا خاللها يف الكثري‬ ‫من مدن العامل‪ ،‬وميكن للمستمع أن يلتقط إيقاعها من خالل‬ ‫الحوار بني أرواح آالتهم املختلفة‪ ،‬كام ميكن أن يلمس ما‬ ‫يؤكده "نصري ش ّمه" دوماً‪ :‬بأنه ال توجد هناك موسيقى‬ ‫رشقية أو غربية‪ ،‬بل هناك موسيقى فحسب!‬ ‫افتتحت أيام املوسيقى مبعرض تشكييل فردي للفنان‬ ‫السوري "نارص حسني" بعنوان "حياة ممكنة"‪ .‬وقد جاء‬ ‫"تجسد اللوحات‬ ‫يف كتاب الفعاليات حول هذا املعرض‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫وتظل تل ّمح إىل يشء ناقص‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫قسوة النقصان يف حياتنا‪،‬‬ ‫النعرف ما هو بالضبط لكنه قد يكون صديقاً‪ ،‬حبيباً‪،‬‬ ‫مكاناً‪ ...‬إلخ‪ .‬نلمس ذلك يف إيحاء األعامل كلّها باالنتظار‬ ‫والرتقّب‪ .‬الكل ينتظرون‪ .‬مثة يشء سيحدث‪ ،‬أو أح ٌد سيأيت‪.‬‬ ‫شخصية تستند إىل جدار يف انتظار يشء ما‪ ،‬لكننا لو دقّقنا‬ ‫قليل فلن نجد أ ّن هناك جد ًرا‪ ،‬إمنا مجرد خلفية جامدة كأنها‬ ‫ً‬ ‫الحقيقة الوحيدة يف هذا العامل"‪.‬‬

‫كام شهدت األيام حفلة موسيقية أحياها الفنان الفلسطيني‬ ‫"منعم عدوان" بصحبة مجموعة من العازفني‪ ،‬قدم فيها‬ ‫مجموعة واسعة من أعامله‪ ،‬أبرزها قصائد قام بتلحينها لكل‬ ‫من "جالل الدين الرومي" و"محمود درويش"‪.‬‬ ‫أما حفلة القانون التي ض ّمت كل من "بسام عبد الستار"‪،‬‬ ‫أستاذ القانون يف مدرسة "بيت العود– أبو ظبي"‪ ،‬إىل‬ ‫جوار تالميذه‪ :‬هناء بوخويص (تونس)‪ ،‬مريم وليىل عبد‬

‫تبني بدون زواج ودورات موسيقية للمؤذنين‪..‬‬

‫فهل تكمل تونس مسيرتها الحضارية؟‬ ‫غيثاء الش ّعار‪ .‬موسيقية وتربوية سورية‬ ‫مقيمة في ألمانيا‬ ‫بعني الغبطة‪ ،‬ورمبا الحسد‪ ،‬أنظر كسورية إىل نتائج‬ ‫الثورة التونسية‪ ،‬وإىل القوانني التي يتم اقرتاحها وس ّنها‬ ‫بني الحني واآلخر‪ ،‬حيث تستمر تونس بإقرار القوانني‬ ‫والترشيعات األوىل من نوعها يف العامل العريب‪ ،‬يف‬ ‫الوقت الذي ال يتوقف فيه أنني الثورة السورية!‬ ‫أخضعت الحكومة التونسية مؤخرا ً مؤذين الجوامع إىل‬ ‫مختصني‪ ،‬وقضت محكمة‬ ‫دورات موسيقية بإرشاف أساتذة‬ ‫ّ‬ ‫تونسية المرأة عزباء باملوافقة عىل تبني طفلة تعاين من‬ ‫إعاقة‪ ،‬رغم عدم توفر أحد رشوط التبني وهو الزواج‪ .‬ويف‬ ‫آب من العام املايض فاجأت تونس العامل العريب واإلسالمي‬ ‫بس ّن قوانني املساواة يف املرياث بني املرأة والرجل‪ ،‬وأجازت‬ ‫زواج املسلامت من ديانات أخرى‪ ،‬باإلضافة إىل س ّن تدابري‬ ‫لوقاية املرأة من العنف‪ ،‬بتجريم العنف اللفظي والجسدي‬ ‫ضدها‪ ،‬كام تجريم استضعافها يف حال القصور الذهني‬ ‫أو صغر السن‪ ،‬أو الحمل أو املرض‪ ،‬وأعطتها الحق مبنح‬ ‫جنسيتها ألبنائها وتسجيلهم عىل لقبها يف حال رغبت بذلك‪.‬‬ ‫تم الرتخيص للمحطة اإلذاعية (شمس راد) وهي األوىل‪ ،‬إن‬ ‫مل تكن الوحيدة‪ ،‬يف العامل العريب التي تتحدث باسم مثليي‬ ‫ومزدوجي ومتحويل الجنس‪ ،‬وأقيم يف كانون الثاين املايض‬ ‫مهرجان لألفالم املثلية الجنسية يف العاصمة التونسية‪.‬‬ ‫لكن خطوات التطوير هذه تصطدم براديكالية املتشددين‬ ‫واإلسالميني الذين يحاولون الوقوف يف وجه أي مرشوع‬ ‫وإجهاضه بشتى الوسائل بحجة مخالفته للرشع اإلسالمي‬ ‫أو للعادات والتقاليد‪.‬‬

‫ما يحدث يف تونس منذ ثورة ‪ 2011‬هو استكامل‪ ،‬ورمبا‬ ‫استئناف‪ ،‬ملا بدأ بعد استقاللها العام ‪ ،1956‬وما تبعه من‬ ‫محاولة لبناء دولة عرصية خالل حكم بورقيبة املتأثر بالثقافة‬ ‫الغربية‪ ،‬من خالل محاوالت للقضاء عىل الجهل والفقر‬ ‫وتحرير املرأة‪ ،‬فأق ّر يف عهده ثلث ميزانية الدولة لبناء املدارس‪،‬‬ ‫حتى يف الجبال والقرى النائية‪ ،‬وإلزامية التعليم للجميع ذكورا ً‬ ‫وإناثاً‪ .‬وعمل عىل توسيع الطبقة املتوسطة‪ ،‬وألغى قانون تعدد‬ ‫بحق تأويل القرآن‪.‬‬ ‫الزوجات‪ ،‬كام ألغى األوقاف وتحدث ّ‬ ‫حاول بورقيبة تقريب تونس من العامل الغريب‪ ،‬وساهم‬ ‫يف نقل وتقبّل الشعب التونيس لألفكار التحررية‪ .‬ورغم‬ ‫القمع والديكتاتورية نشأت الكثري من الحركات االجتامعية‬ ‫والسياسية التي كانت فاعلة الحقاً يف ثورة ‪ 2011‬التي‬ ‫ف ّجرها البوعزيزي‪.‬‬ ‫رمبا كان البتعاد تونس عن مصالح إيران وروسيا والرصاعات‬ ‫يف الرشق األوسط‪ ،‬كالرصاع العريب اإلرسائييل والرصاع‬ ‫(السني الشيعي)‪ ،‬دور يف نجاح هذه الثورة نظرا ً النتامء ‪95‬‬ ‫‪ %‬من التونسيني إىل طائفة واحدة! لكن كنقيض لهذا تجاوز‬ ‫عداد الشباب التونيس يف صفوف داعش الستة آالف مقاتل‬ ‫كإحصائية أولية‪ ،‬منهم من كان يعيش يف املناطق امله ّمشة‬ ‫البعيدة عن التعليم والتي تعاين أوضاعاً اقتصادية صعبة‪ ،‬أو‬ ‫من ينتمي إىل تيارات متشدّدة تح ّرض عىل القتال‪ ،‬وبعضهم‬ ‫عاطل عن العمل تم إغراؤه باملال‪ ،‬وبعضهم عاد إىل تونس من‬ ‫الجهاد مع طالبان بعد العفو الذي صدر العام ‪ ،2011‬ولكن‬ ‫أيضاً هناك فئة حاصلة عىل تعليم عايل ومن بيئات معتدلة‪،‬‬ ‫ومنهم بالطبع من كان يف سجون بن عيل وخرج جاهزا ً‬ ‫لالنتساب إىل التيارات التكفريية‪.‬‬ ‫ميكنك قراءة هذا النص كامالً عىل املوقع اإللكرتوين‬

‫الباقي (سوريا)‪ ،‬ياسمينة منصور (فلسطني)‪ ،‬أحمد الشيخ‬ ‫(سوريا)‪ ،‬فقد أذهلت الجمهور األملاين والعريب باملعزوفات‬ ‫الفردية والجامعية التي قدموها‪ ،‬وكانت نوعاً من االكتشاف‬ ‫إلمكانيات آلة القانون السحرية املألى باألصوات‪ ،‬والقادرة‬ ‫رصح رئيس الفرقة‬ ‫عىل اختصار الكثري من اآلالت‪ ،‬كام ّ‬ ‫"بسام عبد الستار"‪ .‬فالجمهور كان يستمع إىل آالت‬ ‫القانون‪ ،‬لكن أصواتاً كثرية لكثري من اآلالت األخرى حرضت‬ ‫ومن خالل القوانني الستة التي توسطت املرسح‪.‬‬

‫شهدت األيام كذلك قراءات شعرية‪ ،‬بعضها جرى خالل‬ ‫الحفالت‪ ،‬وبعضها بشكل مستقل‪ .‬فالتقى شعراء األيام‪:‬‬ ‫رشا عمران (سوريا)‪ ،‬وغسان زقطان (فلسطني)‪ ،‬ويارس‬ ‫الزيات (مرص)‪ ،‬وعادل خزام (اإلمارات)‪ ،‬ليك يقدّموا قصيدة‬ ‫الحياة‪ ،‬أي تلك اللحظة التي يصبح فيها الشعر إنساناً هشاً‪،‬‬ ‫متخفّياً‪ ،‬يقول وجهة نظره‪ ،‬ليس بالحياة برمتها بل بأشيائها‬ ‫املرتوكة واملهملة واملنسية‪ .‬مع أ ّن التجارب تنتمي إىل بلدان‬ ‫وأجيال ومدارس مختلفة‪ ،‬إال أنها يف الوقت نفسه عملت عىل‬ ‫تحقيق معادلة الشعر الدقيقة والصارمة من حيث إنه لغة‬ ‫خاصة‪ ،‬ومن حيث كونه لغة الناس أيضاً‪.‬‬

‫لتعزيز قدرات التبادل الثقافي بما يتعلق‬ ‫بالقيم المرتبطة بمسألة االندماج في برلين‪/‬براندنبرغ‬

‫دورة تدريبية حول الوساطة الثقافية وإدارة الحوار‬ ‫الجدد‪ .‬بهذه الطريقة ميكنكم دعمهم يف إدراك ومامرسة‬ ‫دورهم يف املجتمع الجديد‪.‬‬ ‫ستحصلون يف نهاية سلسلة الورشات عىل شهادة‬ ‫مشاركة موقعة من القامئني عىل املرشوع‪ ،‬باإلضافة إىل‬ ‫إمكانية الحصول عىل تعويض مادي بسيط عن ورشات‬ ‫العمل التي ستقومون بتنفيذها الحقاً‪.‬‬

‫هل أنت فضولي؟‬ ‫هل أنت فضولية؟‬ ‫هل لديكم الجرأة؟‬ ‫إذن فنحن نبحث عنكم!‬ ‫تتحدثون العربية وبعض األملانية؟ وتعيشون يف أملانيا‬ ‫منذ مثانية عرش شهرا ً عىل األقل؟ لديكم الرغبة باكتساب‬ ‫مهارات تساعدكم عىل التواصل بشكل أفضل مع اآلخرين‬ ‫وتجعلكم أقدر عىل حل النزاعات؟ لديكم اهتامم مبناقشة‬ ‫ما تعنيه لكم قيم املجتمع متعدد الثقافات وأي قيم مهمة‬ ‫لكم شخصياً لحياتكم يف أملانيا؟ وهل تشعرون باالرتياح‬ ‫وعدم الخوف ملناقشة مواضيع كاملساواة بني الجنسني‪،‬‬ ‫حرية التعبري أو التطرف؟‬ ‫إذن شاركوا معنا يف تدريب لتعزيز قدرات التبادل‬ ‫الثقايف وإدارة الحوار حول مسألة االندماج يف برلني‪/‬‬ ‫براندنربغ‪،‬‬ ‫من خالل سلسلة من ورشات العمل واألنشطة التعليمية‬ ‫الخارجية نود أن نناقش معكم آراءكم حول القيم‬ ‫املجتمعية وسبل نقاشها الحقاً مع مجموعات من الوافدين‬

‫ستبدأ ورشات العمل بتاريخ ‪ 2018.11.25‬وستنتهي‬ ‫تقريبا يف منتصف شهر شباط ‪ ،2019‬كل يوم أحد‬ ‫من الساعة‪ 00:11‬صباحاً حتى الساعة ‪ 00:18‬مساء‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل نشاط خارجي مسايئ ‪ 3‬ساعات تقريباً‬ ‫خالل أحد أيام األسبوع‪ ،‬هناك أيضاً رحلتان وإقامة ملدة‬ ‫يومني خارج برلني سيتم تحديدها الحقاً‪.‬‬ ‫سيتم تغطية التكاليف املرتبطة باملواصالت للمقيمني يف‬ ‫برلني وبراندنربغ‪ ،‬والطعام‪ ،‬واإلقامة خالل الرحلة‪.‬‬ ‫لرؤية بعض االنطباعات عن مجريات تدريبنا األخري‬ ‫ندعوك لزيارة صفحتنا عىل الفيس بوك‪:‬‬ ‫‪facebook.com/BIGSAugenhoehe‬‬ ‫إذا كنتم ترغبون باملشاركة‪ ،‬الرجاء أرسلوا مبوعد أقصاه‬ ‫‪ 2018.11.11‬بريدا ً إلكرتونياً باللغة العربية أو األملانية‬ ‫ترفقون فيه سريتكم الذاتية ودافعكم للمشاركة إىل‪:‬‬ ‫‪org.potsdam-bigs@korn.alexandra‬‬ ‫نتطلع للسامع منكم‪ ،‬كام نشجع بشكل خاص طلبات‬ ‫املشاركة من قبل النساء‪.‬‬


‫باب شرقي‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 35‬تشرين الثاني ‪2018‬‬

‫مهرجان "أدب ضد االستبداد"‬ ‫خاص أبواب‬ ‫قامت رابطة "التبادل الثقايف السوري‬ ‫األملاين‪Verein der Förderer deutscher‬‬ ‫‪ "und syrischer Kultur e.V‬بالتعاون مع‬ ‫‪ WDR Cosmo‬مهرجاناً أدبياً بعنوان "األدب‬ ‫ضد االستبداد‪،“Literatur gegen Willkür‬‬ ‫عىل مدى يومني ‪ 16‬و‪ 17‬من شهر أكتوبر‪،‬‬ ‫دعي إليه كل من الكتاب السوريني‪ :‬ياسني‬ ‫الحاج صالح‪ ،‬حامد عبود‪ ،‬عمر قدّور‬ ‫وغياث املدهون‪.‬‬ ‫افتتح السيد "جبار عبد الله" مدير الرابطة‬ ‫املهرجان برشح دور األدب يف محاربة االستبداد‪،‬‬ ‫ومدى تفاعل األدباء والكتاب السوريون يف‬ ‫املهجر مع ما يحدث يف وطنهم عن طريق‬ ‫عم يحدث يف سوريا‬ ‫الكتابة‪ ،‬وأهمية الكتابة ّ‬ ‫داخل األوساط األدبية والشعرية يف دول اللجوء‪.‬‬ ‫توالت القراءات باللغة العربية عىل لسان‬ ‫الكتاب‪ ،‬مع قراءة مرافقة للرتجمة األملانية‪.‬‬ ‫كان إقبال الجمهور األملاين لسامع قراءات‬ ‫األدب العريب ملفتاً‪ ،‬كام فضولهم ملعرفة املزيد‬ ‫عن الواقع السوري وحالة الرصاع الدائر مع‬ ‫الديكتاتورية من خالل رؤية هؤالء الكتاب‪.‬‬ ‫بعد قراءته آلخر قصيدة كتبها‪" :‬أريد أن أقود‬ ‫دبابة" قال الكاتب "حامد عبود"‪ ،‬أنه توقف عن‬ ‫كتابة الشعر وهو يف الداخل السوري‪ ،‬وتحول‬ ‫رصح ألبواب أن‬ ‫إىل كتابة نصوص رسدية‪ .‬وقد ّ‬ ‫توقفه عن كتابة الشعر كان قرسياً بسبب الحالة‬ ‫السورية التي فرضت نفسها عليه وعىل كثري‬

‫‪19‬‬

‫مهاجرون في ألمانيا‬

‫القصف بالسالح الكياموي لتذكري البرشية‬ ‫مبا حدث وأخذ موقف منه‪ .‬يعيش الشاعر يف‬ ‫فرنسا منذ العام ‪.2014‬‬

‫من السوريني‪ ،‬رغم أن تلك القصيدة خرجت‬ ‫كحالة هوس لتحليل الوضع الراهن‪ ،‬عىل‬ ‫حد تعبريه‪ ،‬ولو كانت موجهة إىل حبيبة من‬ ‫قبل جندي يف تخيل ملا يدور يف رأسه! كام‬ ‫ذكر "عبود" أن كتابه‪" :‬املوت يصنع كعكة‬ ‫عيد امليالد" الذي يبدأ بتلك القصيدة األخرية‪،‬‬ ‫ويرسد يف نصوصه مراحل رحلة الهروب‬ ‫ومن ثم الوصول إىل بلد اللجوء ومحاولة‬ ‫البدء من جديد‪ ،‬كان هدفه محاولة إنشاء أمل‬ ‫بسيط لالجئ الذي م ّر بنفس املراحل لتخطي‬ ‫الصعوبات‪ ،‬وإعطاءه الشعور باملشاركة‬ ‫وتفهم ما مر به‪ .‬والكاتب "حامد عبود" وصل‬ ‫النمسا نهاية العام ‪.2012‬‬ ‫طرح الكاتب واملعارض السيايس املعروف‬ ‫"ياسني الحاج صالح" يف نصه‪" :‬معضلة‬ ‫الحب والكره"‪ ،‬متازجهام وتوازيهام يف كل‬ ‫حاالت الحياة‪ ،‬ويف داخل قلب وعقل اإلنسان‪،‬‬ ‫وما لذلك من تأثري عىل دعم أو قمع أي فكر‬ ‫أو حتى طاغية‪" .‬ياسني الحاج صالح" اعتقل‬ ‫لسنوات طويلة وغادر سوريا أواخر ‪.2013‬‬

‫وقد تم اختطاف زوجته الناشطة واملعتقلة‬ ‫السابقة "سمرية خليل"‪ ،‬وكتب لها رسائل‬ ‫جميلة وعميقة نُرشت وترجمت‪ ،‬لكنه مل يشأ‬ ‫أن يتحدث عنها يف تلك األمسية‪.‬‬ ‫يف اليوم الثاين رسد الكاتب والشاعر والروايئ‬ ‫السوري "عمر قدور" ‪ ،1966‬عىل شكل‬ ‫قصيدة بعض ما مر به‪ ،‬وخاصة بعدما بحث‬ ‫مرة عن اسمه عىل االنرتنت فوجد جنازتني‬ ‫يف مدينتني سوريتني مختلفتني لشخصني‬ ‫يحمالن نفس اسمه عىل اليوتيوب! والناس‬ ‫تدعو فيهام لتشييع الشهيد "عمر قدور"! فنظم‬ ‫قصيدة من وحي هذه الواقعة‪ ،‬بطريقة سلسلة‬ ‫مؤثرة المست الكثري من الحضور‪ .‬وذكر‬ ‫"قدّور" أن الكتابة هذه هي نوع من الذاكرة‬ ‫التي يعترب نفسه ابناً لها‪ ،‬ويرى يف األجيال‬ ‫القادمة أبنا ًء ملا يكتب اليوم‪ ،‬وبهذا املعنى يكون‬ ‫األدب سالحاً للبرشية‪ ،‬وتعميقاً لنظرتنا يف‬ ‫كثري من القضايا‪ .‬وقد ذكر ألبواب أن ما يكتبه‬ ‫من روايات مبني عىل أحداث حقيقية ومعاناة‬ ‫عايش بعضاً منها‪ ،‬كام أنه روى عن مأساة‬

‫الكاتب السوري "غياث املدهون" تو ّرط يف‬ ‫عب‪،‬‬ ‫عامل الشعر دون أن يتقصد ذلك‪ ،‬كام ّ‬ ‫لكن حالة الحب دفعته إىل هذا املكان قبل‬ ‫بدء الثورة السورية‪ .‬يقول أنه ال ميكن فصل‬ ‫السياسة عن أي أمر آخر يف الحياة‪ ،‬لذلك كان‬ ‫من الطبيعي أن ينعكس الوضع السوري عىل‬ ‫كتاباته‪ ،‬حال كل شاعر يف كل مكان‪ ،‬حيث‬ ‫ينعكس واقع بلده السيايس عىل ما يكتبه‪.‬‬ ‫و"غياث املدهون" شاعر فلسطيني يعيش منذ‬ ‫العام ‪ 2008‬يف ستوكهومل‪.‬‬ ‫من امللفت ما ذكرته مرتجمة األدب العريب‬ ‫والناشطة "الريسا بندر" ألبواب أن هناك‬ ‫اهتامماً كبريا ً باألدب العريب يف أملانيا بسبب‬ ‫أعداد الالجئني الذين قدموا من كتاب وفنانني‪،‬‬ ‫كام بدأ العديد من الالجئني يبدون اهتامماً‬ ‫عم م ّر بهم‪ ،‬ورغب ًة‬ ‫بالكتابة كنوع من التعبري ّ‬ ‫منهم يف الحفاظ عىل الذاكرة وعدم النسيان‬ ‫عم‬ ‫أو كنوع من العالج النفيس والتنفيس ّ‬ ‫يجول يف صدورهم‪ .‬الجدير بالذكر أن السيدة‬ ‫"الريسا بندر" ُرشّ حت مع الكاتب السوري‬ ‫"حامد عبود" يف القامئة القصرية للجائزة‬ ‫الدولية لألدب للعام ‪ 2017‬كمرتجمة لكتابه‪:‬‬ ‫"املوت يصنع كعكة عيد امليالد"‪ ،‬كام ًمنحت‬ ‫وسام الدولة من الدرجة الرفيعة من قبل‬ ‫الرئيس األملاين من بني ‪ 29‬شخصية ثقافية‬ ‫تقديرا ً لها وملساهامتها يف الرتجمة ويف بناء‬ ‫جسور ثقافية بني العامل العريب وأملانيا‪.‬‬

‫فنان العدد‬

‫عبدالكريم مجدل البيك‬ ‫اللوحة كساحة صراع جيولوجي متراكم الطبقات‬ ‫يختزل الفنان التشكييل السوري "عبد الكريم مجدل البيك" العامل واللوحة إىل جدار أعجف‪ ،‬أنهكت تضاريسه رصوف الزمن‪ ،‬عىل‬ ‫حدّ تعبري الناقد التشكييل "أسعد عرايب"‪ ،‬فيقود املشاهد إىل خصوبة الجدار وإىل مسرية ذاكرته املتح ّولة‪ ،‬بحيث تعيش مادة اللوحة‬ ‫صريورة الجدار وتفاعالته املخربية والعاطفية املتقلبة‪ ،‬متج ّنباً التعرث يف الوصف الواقعي لحاالته السكونية‪ .‬وهكذا تنتقل اللوحة‬ ‫من صورة عىل الجدار إىل جدار اللوحة!‬ ‫"عبد الكريم مجدل البيك" من مواليد مدينة‬ ‫الحسكة ‪ ،1973‬خريج كلية الفنون الجميلة‬ ‫قسم التصوير الزيتي بدمشق‪ ،‬وحائز عىل‬ ‫امتياز رشف دبلوم دراسات عليا يف التصوير‬ ‫الزيتي (العميل) من كلية الفنون الجميلة‬ ‫بدمشق العام ‪.2001‬‬ ‫له العديد من املعارض الفردية وقد شارك منذ‬ ‫العام ‪ 2001‬يف العديد من املعارض املشرتكة‬ ‫أيضاً يف كل من سوريا‪ ،‬العراق‪ ،‬لبنان‪،‬‬ ‫األردن‪ ،‬األمارات‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬أملانيا‪ ،‬وفرنسا‪،‬‬ ‫وآخرها كان معرض‪von Damaskus mach‬‬ ‫‪ Berlin‬يف ‪ Berlin AC‬يف برلني العام‬ ‫الحايل ‪ ،2018‬وكذلك معارض (كرفان)‬ ‫القافلة الثقافية السورية يف باريس ‪.2018‬‬ ‫ويقيم حالياً يف العاصمة األملانية برلني‪.‬‬ ‫ينتسب مخرب الفنان إىل ما يعرف نقدياً‬ ‫باملوادية ‪LA MATIERISME‬برأي "أسعد‬

‫عرايب"‪ ،‬وهي نزعة بدأت بعد الحرب العاملية‬ ‫الثانية ترفع الحدود بني السطوح التصويرية‪،‬‬ ‫سواء أكانت ورقة أو كرتون أو قامشة أو‬ ‫سطوح خشبية‪ ،‬أو ضمن منهج النحت الغائر‬ ‫أو امللصقات النافرة‪ ،‬وذلك عن طريق العجائن‬ ‫الكثيفة من مشتقات اللدائن كاإلكريليك أو‬ ‫برادة الرخام والحجر‪ .‬من فنانيها اإلسباين‬ ‫"أنطوين تابييس" واإليطايل "ألبريتو‬ ‫بوري" والعراقي "شاكر حسن آل سعيد"‪،‬‬ ‫الذي استعار التقنية بصيغة صوفية‪ .‬أما فرادة‬ ‫"عبد الكريم مجدل البيك" فبسبب أصالة‬ ‫خصائصه عىل مستوى الحساسية "الغنائية‬ ‫‪ ،"LE LYRISME‬وبني التجريد "املوادي"‬ ‫و"الغنايئ" فرق ال يستهان به‪ ،‬فتجربته تقع‬ ‫متوسطة بني الحدين‪ ،‬ناهيك عن استحواذه‬ ‫عىل أبجدية غرافيكية من إشارات وسواها‬ ‫مرتبطة أصالً بالسلوك االنفعايل الخاص‬ ‫لألدوات من فرشاة وسكني وتخطيط رهيف‬ ‫يستثمر غالباً براءة رسوم األطفال‪.‬‬

‫شارك "عبد الكريم مجدل البيك"‬ ‫خالل مسريته الفنية يف عدة مزادات‬ ‫فنية وحصل عىل عدة جوائز‪ ،‬منها‬ ‫جائزة وشهادة الخريج املتفوق االول‪،‬‬ ‫قسم التصوير الزيتي يف كلية الفنون‬ ‫الجميلة بدمشق العام ‪ ،1999‬والجائزة‬ ‫األوىل يف معرض (مرآة التعاون‬ ‫السوري الربيطاين) يف املركز الثقايف‬ ‫الربيطاين بدمشق العام ‪،2000‬‬ ‫والجائزة األوىل يف التصوير الزيتي يف‬ ‫معرض الشباب السوري الثاين بدمشق‬ ‫العام ‪ ،2001‬والجائزة الثانية يف‬ ‫مسابقة كالريي أيام للفنانني الشباب‬ ‫‪ .2007‬وأعامله مقتناة يف الرشق‬ ‫االوسط وأوروبا‪.‬‬ ‫تتبدى فضاءاته يف ثالثة عنارص وهي‪:‬‬ ‫األثر املحفور تجريدياً يف عمق املادة‬ ‫النحتية من أثالم وأخاديد وتبصيامت‪،‬‬ ‫واإلشارات الغرافيكية العدمية مبا‬ ‫فيها إشارات السهم والرضب والقلب‬ ‫واألعداد‪ ،‬ثم الشخربات التي يقرتفها‬ ‫الجانحون وزعران وصبيان الحي عىل‬ ‫جدران املدينة‪.‬‬ ‫تبدو اللوحة لدى الفنان "عبد الكريم مجدل‬ ‫بيك" كأنها ساحة رصاع جيولوجي مرتاكم‬ ‫الطبقات‪ ،‬متصدّع التشققات‪ ،‬يغلب يف‬ ‫أدائه املحي والعدم عىل الوجود‪.‬‬

‫إعداد ميساء سالمة فولف‬ ‫يف هذه الزاوية نع ّرفُ القراء بشخصيات من املهاجرين‬ ‫ٍ‬ ‫سنوات طويلة‪ ،‬ومتكنوا‬ ‫الذين وصلوا إىل أملانيا منذ‬ ‫من إعادة بناء حياتهم ومستقبلهم بعيداً عن أشكال‬ ‫وحدود االنتامء التقليدي‪ ،‬وحققوا نجاحات يف‬ ‫ٍ‬ ‫مجاالت عديدة‪ ،‬فاحتضنتهم هذه البالد وصارت لهم‬ ‫وطناً‪.‬‬

‫المصور والمخرج السينمائي‬ ‫الفلسطيني‬

‫محمد مواسي‬

‫مل يكن املصور واملخرج السيناميئ الفلسطيني "محمد‬ ‫موايس" قد تجاوز التاسعة عرشة من العمر عندما‬ ‫حصل عىل جائزة التصوير السيناميئ يف مهرجان‬ ‫األفالم الوثائقية يف بغداد العام ‪ 78‬عن أحد أفالمه التي‬ ‫أنتجها يف تلك الفرتة‪.‬‬ ‫فمنذ عمر الخامسة عرشة بدأ يتلمس اليافع الفلسطيني‪،‬‬ ‫الذي ولد وعاش يف لبنان‪ ،‬عشقه للسينام‪ ،‬وتبع هذا‬ ‫العشق الكبري حتى أوصله للحصول عىل منحة للدراسة‬ ‫يف أملانيا‪ .‬لكن الحرب األهلية آنذاك مل تسمح له بالخروج‬ ‫من لبنان بشكل طبيعي‪ ،‬فاضطر الشاب العرشيني أن‬ ‫يسلك طريق املوت عند عبوره النهر الكبري الجنويب‬ ‫الذي يفصل لبنان عن سوريا مشياً عىل األقدام‪ ،‬متحدياً‬ ‫خطر إطالق النار عليه من حرس حدود البلدين‪ ،‬حتى‬ ‫وصل دمشق ومنها سافر اىل أملانيا يف العام ‪1979‬‬ ‫ليلتحق مبنحته الدراسية يف املعهد العايل للسينام‬ ‫والتلفزيون يف مدينة "بوتسدام ‪ "Potsdam‬األملانية‪،‬‬ ‫وهو من أهم معاهد السينام والتلفزيون يف العامل‪.‬‬ ‫بعد إنهائه سنوات الدراسة الخمس وحصوله عىل‬ ‫شهادة التخرج‪ ،‬مل يعد "محمد املوايس" إىل لبنان مكان‬ ‫والدته‪ ،‬واضطر للبقاء يف أملانيا ألسباب عائلية‪ .‬ونتيجة‬ ‫لقوانني العمل يف تلفزيون النظام االشرتايك السابق‪،‬‬ ‫فضّ ل أن يلتحق بالعمل يف مرسح الدولة يف مدينة‬ ‫"كوتبوس ‪ ،"Cottbus‬حيث كانت تقيم زوجته األملانية‬ ‫وولداه "حسن" و"راوية"‪ ،‬وعمل هناك لسنوات عدة‪.‬‬ ‫لكن حب "موايس" وشغفه بالسينام دفعه للعودة‬ ‫إىل العمل السيناميئ‪ ،‬فعاد اىل دمشق يف أواسط‬ ‫الثامنينيات من القرن املنرصم لينجز فيلامً وثائقياً‬ ‫مسلم"‪،‬‬ ‫عن الفنان الفلسطيني التشكييل "عبد الحي ّ‬ ‫من إخراجه وتصوير زميل دراسته "موىس مراغة"‬ ‫وبعنوان‪" :‬نشارة الذهب"‪ ،‬وبعد انتهائه من الفيلم عاد‬ ‫أدراجه اىل أملانيا ليصبح موظفاً حكومياً يف وزارة‬ ‫الصحة يف والية براندبورغ‪ ،‬ويرشف هناك عىل إنتاج‬ ‫العديد من األفالم التثقيفية‪ ،‬باإلضافة إىل مشاركته يف‬ ‫تأسيس املحطة التلفزيونية (‪ ،)LTV‬حيث عمل فيها‬ ‫لثالث سنوات‪ ،‬واملحطة مازالت حتى يومنا هذا ومقرها‬ ‫مدينة "كوتبوس ‪."Cottbus‬‬ ‫حد األملانيتني متكن "محمد‬ ‫بعد سقوط جدار برلني وتو ّ‬ ‫موايس" من العمل كمصور يف التلفزيون األملاين ‪RBB‬‬ ‫حيث ُعرض عليه العمل‪ ،‬ليكون واحدا ً من مؤسيس‬ ‫القسم العريب يف تلفزيون الدويتشة فيللة ‪ DW‬يف‬ ‫برلني‪ ،‬حيث ما زال يعمل حتى اآلن‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫‪Kinder‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 35‬تشرين الثاني ‪2018‬‬


‫باب شرقي‬

‫‪Kinder‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 35‬تشرين الثاني ‪2018‬‬

‫‪21‬‬


Auf Deutsch 2018 ‫ تشرين الثاني‬- 35 ‫ العدد‬- ‫السنة الثالثة‬

22

Beschreibungen der Erfahrung, nicht nur im Exil, sondern auch nach dem Exil in der ehemaligen Heimat nicht ankommen zu können, finden sich reichlich in der arabischen Exilliteratur. Einige irakische Exilautoren sind 2003 oder 2004 zurückgekehrt, nur um kurz darauf wieder ins Exil aufzubrechen, weil nicht nur Saddam Hussein das Land zerstört hatte, sondern auch die Amerikaner und bestimmte gesellschaftliche Akteure, und ein Leben bei alltäglichen Anschlägen und Entführungen niemand freiwillig wählt. Palästinensische Autorinnen und Autoren wiederum haben nach Oslo ab Mitte der 90er Jahre die unmögliche Rückkehr in die Besetzten Gebiete beschrieben, von einer Fortsetzung des Exils oder einer unvollständigen Rückkehr gesprochen. Kann die Auseinandersetzung mit der palästinensischen und irakischen Exilerfahrung heutigen (arabischen) Exilierten von Nutzen sein, indem dadurch verhindert werden kann, dass falsche Zukunftserwartungen entstehen? Oder ist es vielleicht besser, manche Vorstellungen, die sich später als Illusionen entpuppen, eine Weile zu hegen, um die Hoffnung und daraus entstehende Lebenskraft nicht einzubüßen?

‫العمل الفني عبدالكريم مجدل البيك‬

Grenzüberschreitende Reflektionen über ältere und neue Literaturen der Flucht und des Exils Teil II

Aber es gibt natürlich noch mehr Funktionen, noch mehr, was arabischsprachige Literatur kann: Sie kann die Absurdität, das Groteske und Vulgäre der erfahrenen Realität sprachlich umsetzen und damit in der Sprache die Wirklichkeit in ihrer Hässlichkeit, Vulgarität und Perversion auferstehen lassen (z. B. Hamed Abboud). Sie kann das eigene erlebte Unrecht zum Anlass nehmen, um über andere Formen des Unrechts bzw. das von Anderen erfahrene Unrecht zu reflektieren, was ebenfalls in den oben zitierten Gedanken Widad Nabis zum Ausdruck kommt. Lyrik kann hier monologisch oder dialogisch sein, sich primär um das eigene Ich drehen oder den Dialog und die Vielstimmigkeit zelebrieren: Ich denke zum Beispiel daran, wie Paul Celan oder Kamal Sabti mit ihrem eigenen Unglück, ihrer eigenen Tragödie bzw. derjenigen ihrer ‚Gemeinschaft‘ ganz und gar beschäftigt waren, während ExildichterInnen wie Mahmud Darwisch oder Ingeborg Bachmann, vielleicht weil sie auf eine gewisse Art privilegiert waren, viel an den Anderen, an die anderen, fremden Opfer dachten, und somit aus dem Monologischen mehr oder zumindest auf eine inklusivere Art und Weise ins Dialogische und Polyphone vordringen konnten. Stephan Milich Schließlich lebt Literatur auch nach der Flucht von der Phantasie, der Vorstellungskraft, den Wünschen und Träumen, um aus den einengenden, verlustreichen und traumatischen Zwängen der wirklichen Welt zu entrinnen, ihr etwas entgegenzusetzen und Orientierungspunkte zu markieren für eine bessere Welt in der Zukunft. Vielleicht ist die Phantasie der vitalste und wertvollste Schatz, wenn er nicht

auf Dauer zu einer zweiten Flucht wird und einen dazu verleitet, ganz der Realität zu entkommen. Deshalb darf keine Literatur, auch die heutige syrische, jemenitische, afghanische, kongolesische, usw. usw. die Phantasie aufgeben. Aber gibt es überhaupt noch Erwachsenenliteratur, die diesem Anspruch gerecht wird? Sie muss sich neben dem grauenvoll Fantastischen die Fähigkeit der träumenden, auf eine bessere Zukunft gerichteten Vorstellungskraft erhalten, in der neue, gute Lebensbedingungen

ersichtlich werden. Oder bleibt nur noch die Kinderliteratur, in der wir auch als Erwachsene dem Unmöglichen („al-mustaḥīl“, wie es die prominentesten arabischen Dichter der Moderne nannten), also dem ZuhauseSein, der Heimat, dem Schönen, der Liebe und Freundschaft auf eine unmittelbare, einfache und vielleicht naive Art uns nähern können, während die Welt weiter in Schutt und Asche zerfällt, Ressourcen zum Leben verschwinden und die Realität durch Virtualität und FakeKultur verdrängt wird.

In einem Gedicht mit dem Titel Rückkehr I aus dem Jahr 1999 reiht der palästinensische Lyriker Ghassan Zaqtan Bilder und Szenen einer Reise, wohl der Rückkehr, aneinander, um am Ende lakonisch festzustellen: „Wir sind noch nicht angekommen! (Lam naṣil baʿd!)“. Die Rückkehr des „Wir“ hat sich noch nicht erfüllt. Denn die Ahnen müssen sich erst in Anwesenheit der Lebenden zur letzten Ruhe legen, damit nicht nur sie Friede finden, sondern auch das Ankommen der Rückkehrer sich erfüllt und das Fremdsein endet. Gibt es aber keine Gräber der einst Getöteten oder Verstorbenen oder Orte für die Erinnerung an die Nakba, muss die Dichtung in animistischer, unheimlicher Weise die Ahnen und die Toten aufspüren, zum „Leben erwecken“ und Gedenkstätten aus Worten schaffen, in denen die Toten vielleicht ihre Ruhe finden. Die Frage, die sich für mich stellt, ist, wie wichtig für heutige Menschen die Ahnen noch sind. Ist Heimat in der Obdachlosigkeit der Moderne noch in irgendeiner Form an die Vorfahren und Toten geknüpft, oder gehört die Bedeutung der Ahnen ein für alle Mal der Vergangenheit traditioneller Gesellschaften an? Vielleicht ist das auch ein Ergebnis der modernen Kriege und insgesamt politischer Gewalt: Dass die Großfamilie zersprengt wird, und die Ahnen wie die Heimat im Leben der jüngeren Generationen keine Rolle mehr spielen. Wie metaphorisch oder wie real ist Tony Morrisons Ahnenspuk in ihrem postkolonialen Klassiker Beloved gemeint – ist dies nur eine Metapher für die traumatische Vergangenheit der Sklaverei und Entwurzelung oder besitzen die Ahnen, Toten und Geister immer noch eine gewisse reale Präsenz und Funktion in unserem heutigen Leben? Sie können den ganzen Artikel auf der Website der Zeitung “Abwab“ lesen www.abwab.eu


23

Auf Deutsch 2018 ‫ تشرين الثاني‬- 35 ‫ العدد‬- ‫السنة الثالثة‬

Von: Rateb Shaabo Syrischer Schriftsteller, lebt in Frankreich

Das Land jenseits der Politik Menschen fliehen aus ihren Ländern, wenn ihr Leben durch Kriege, Hungersnöte oder Tyrannei bedroht ist. Unter diesen Plagen der Unterentwicklung leiden Staaten, die aus verschiedenen Gründen im Laufe ihrer Geschichte ins Stolpern gerieten, und seitdem in einem Teufelskreis zunehmenden Stolperns gefangen sind.

Ein Geflüchteter trägt die Last all der Gründe, die ihn zur Flucht zwangen, auf seinen Schultern. Dass er diese Gründe nicht zu verantworten hat, macht die Last nicht leichter. So wird die allgemeine Rückständigkeit eines Landes zu einer persönlichen Bürde: Der Geflüchtete ist angeklagt und darf nicht auf Freispruch hoffen, denn seine Flucht an sich ist bereits ein Kapitulationserklärung. Wer in das Land der Anderen flieht, erkennt ihre Überlegenheit an. Gelingt es nun einem Geflüchteten, sich eine herausgehobene Position zu erarbeiten, so erfüllt ihn dies nicht nur mit einem Gefühl individueller Überlegenheit; er zieht nicht nur sich allein aus dem Sumpf der tief verwurzelten Minderwertigkeitskomplexe, welche der omnipräsente Rassismus zu bestätigen versucht. Diese Leistung gibt dem Geflüchteten auch das Gefühl, einen Teil der Minderwertigkeit seines Landes wettgemacht zu haben. Mit seinem Land meine ich hier nicht

die politischen Oberfläche, nicht die gewalttätigen Auseinandersetzungen, die ihn zur Flucht zwangen, sondern das Land, das er repräsentiert, selbst wenn er aus ihm flieht. Das Land als Bedeutung, als Identität und als erste Zugehörigkeit. Im Exil lastet das Versagen der Syrer als Kollektiv auf dem Erfolg des syrischen Individuums. Umgekehrt wirft jedes individuelle Verbrechen seinen Schatten auf alle Syrer. So sind der Ruf des Individuums und der des Kollektivs im Exil eng miteinander verbunden. Bei jedem Erfolg, der einem Syrer gelingt, schauen sie dich an. Und jedes Mal, wenn ein Syrer scheitert, oder gar ein Verbrechen begeht, schauen sie dich an. Die Blicke unterscheiden sich natürlich, aber in beiden Fällen bist du verantwortlich für dein Land - im Guten wie im Schlechten. Nicht nur in den Augen der Anderen, sondern auch in deinen Augen. Darum behandelt die syrische Community besonders erfolgreiche Syrerinnen und Syrer wie Stars, die den Himmel ihres

Deutschland kämpft nach wie vor mit der Erkenntnis, ob es ein Einwanderungsland sein will. Denn sieht man sich die Statistiken der Bundesagentur für Arbeit in Bezug auf den Ausländeranteil bei IT-Fachkräften an, stellt man fest: Nur 9% weisen eine ausländische Staatsangehörigkeit auf und von diesen stammt die Hälfte aus einem anderen EU Land. Verschwindend geringe 3000 Personen davon kommen aus sogenannten Asylzugangsländer, wie z.B. Syrien und Afghanistan. Über die Hälfte der 1500 IT- Arbeitskräfte sind erst kürzlich nach Deutschland gekommen, was im Umkehrschluss heißt: Talente aus dem Nahen und Mittleren Osten werden nicht aktiv angeworben, bzw. gesteuerte und koordinierte IT-Fachkraftmigration findet nicht statt. Obwohl der Dachverband der deutschen IT Branche bereits seit Jahren von der Politik fordert die qualifizierte Zuwanderung zum deutschen Arbeitsmarkt zu erleichtern, gerät diese notwendige Maßnahme immer wieder aus dem Blickfeld.

‫العمل الفني عبدالكريم مجدل البيك‬

Mangel an IT Spezialist*innen in Deutschland

wächst kontinuierlich Lanna Idriss

Die deutsche Wirtschaft klagt, IT Fachleute fehlen, offene Stellen bleiben überdurchschnittlich lange unbesetzt und das Qualifizierungsniveau wird allgemein als mittelmäßig eingestuft. Besonders der sonst so starke deutsche Mittelstand ist für den Wettbewerb im Zeitalter der Digitalisierung nicht gerüstet. Die offenen IT Stellenanzeigen erreichten im Juli 2018 absolutes Rekordniveau: Über 55.000 vermeldet BITKOM. Das ist ein 8% Anstieg gegenüber 2017.

Nun könnte man annehmen, das der ein oder andere Geschäftsführer auf den Gedanken kommt, selbständig im Ausland zu rekrutieren. Leise Versuche finden tatsächlich statt. Aber die Hürden die ein Unternehmen zu bewältigen hat, um direkt in einem Land mit Visumspflicht für Deutschland IT-Fachkräfte anzuwerben, sind gewaltig. Denn schon der Migrationscheck für internationale Fachkräfte der Bundesagentur für Arbeit im Internet dürfte für so manchen Personalchef bürokratisch verzweifeln lassen. Die darauffolgende Vorrangprüfung, die Bürger aus EU Staaten bevorzugt, stellt die nächste Herausforderung dar und da hilft auch der zur Unterstützung eingerichtete

Exils erleuchten – ein Phänomen, das sich auch bei anderen migrantischen Communities beobachten lässt. Aus dem gleichen Grund hat die syrische Community bei jedem Anschlag Angst, dass der Messerstecher, LKW-Mörder oder Messerstecher ein Syrer ist. Die geographische Zerstreuung der Syrer wird von einer übermäßigen Betonung der einenden Zugehörigkeit begleitet, was die meisten Geflüchteten nicht erwartet hätten, und einige von ihnen ablehnen. Aber hierin besteht die Bedeutung des Wortes "Land" jenseits von Politik, seine beständigste und tiefste Bedeutung: Ein Band, das die Syrerinnen und Syrer zu einer Verantwortungsgemeinschaft verbindet; ein Band, das durch jedes individuelle Handeln in Schwingungen versetzt wird, und diese Schwingungen in das Leben aller anderen Syrerinnen und Syrer trägt

Übersetzung: Mirko Vogel, Mahara-Kollektiv

Arbeitgeberservice nicht viel weiter. Das geforderte Mindesteinkommen für einen Aufenthaltstitel von ca. 37.000 EUR bzw. 48.000 EUR schmerzt kleinere Unternehmen, so dass sie viele davon absehen, diesen Weg zu beschreiten und somit erheblich in ihrer digitalen Wettbewerbsfähigkeit Federn lassen. Die gute Nachricht: Immer mehr Student*innen entscheiden sich für das Fach Informatik. 2017 waren es 6% mehr als im Vorjahr. Und der Frauenanteil? Liegt erschreckend gering bei 21%. Da sieht der Anteil der weiblichen Studierenden im Iran zum Beispiel ganz anders aus: Hier sind knapp 70% der Studierenden des Fachs Informatik Frauen. Quad erat demonstrandum: Das Informatikstudium an einer deutschen Universität kann Newcomer*innen, Migrant*innen und Geflohenen ausdrücklich nahe gelegt werden. Nach Abschluss erhält jeder Absolvent unabhängig vom Herkunftsland das 18 monatige Jobsearching VISA, das bei einem Mangelberuf ausreichend ist, um eine adäquate Arbeitsstelle zu finden. Und sollte der Anteil der weiblichen Informatikstudierenden durch die Migrantinnen steigen, dann führt das konsequenterweise auch zu einer prozentualen Gleichstellungsverbesserung von Frauen mit deutscher Staatsbürgerschaft. Eine Vision, die sich wohl so manchem CIO in Deutschland bisher noch nicht unmittelbar angeboten hat, aber notgedrungen sich bald materialisieren wird: „Aus der Not eine Tugend machen“ ist ein deutsches Sprichwort, das einem hier in den Sinn kommt.


pmp_MG_18-04255_Germany_Umbrella_Print_advs_A_ABWAB_255x350mm_v02.pdf

1

17/04/2018

14:39

C

M

Y

CM

MY

CY

CMY

K

Vielfalt verbindet.

Sei dabei.

Mach mit: integration-mitmachen.de Entdecke

Auf moneygram.de/myway stellen wir die Vielfalt des Geldversands vor.

Bargeld • Bankkonto • Mobile Wallet • Online

© 2018 MoneyGram. MoneyGram, „bringing you closer“ und der "Globe" sind eingetragene Marken von MoneyGram. MoneyGram International Limited ist ein autorisiertes Zahlungsinstitut für den Europäischen Wirtschaftsraum (EWR), welches von der Financial Conduct Authority in Großbritannien reguliert ist. 18-04255


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.