بواب ABWAB Issue 31 - July 2018

Page 1

‫‪DNU ETETHCÜLFEG‬‬ ‫‪NI NEHCERBREVLAUXES‬‬ ‫‪DNALHCSTUED‬‬

‫‪ABWAB‬‬

‫‪DNU NEHCASRU‬‬ ‫‪NEIGETARTSSGNUSÖL‬‬

‫‪Seite 23‬‬

‫المساهمون‪:‬‬ ‫الخضر شودار‪ ،‬أحمد الرفاعي‪ ،‬إرهارد برون ‪ ،Erhard Brunn‬إيهاب بدوي‪ ،‬تمام النبواني‪ ،‬جالل محمد أمين‪ ،‬خولة دنيا‪ ،‬داني حمود‪ ،‬رشا‬ ‫الخضراء‪ ،‬سرى الدين ‪ ،Serra Al-Deen‬سمر الساري‪ ،‬علي جازو‪ ،‬علياء أحمد‪ ،‬عمار أسد‪ ،‬غيثاء الشعار‪ ،‬مازن أكثم سليمان‪ ،‬محمد بوقيوع‬ ‫‪ ،Mohamed Boukayeo‬ميساء سالمة فولف‪ ،‬ميركو فوغل ‪ ،Mirko Vogel‬نجاة عبد الصمد‪ ،‬هاني حرب‪ ،‬مجموعة مهارة للترجمة‬ ‫‪ ،Mahara-Kollektiv‬منظمة ‪Make it German‬‬

‫أول صحيفة عربية في ألمانيا‬

‫‪www.abwab.eu | info@abwab.de | facebook.com/abwab.de‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪- 31‬تموز ‪2018‬‬

‫‪Jahrgang III - 31 - Juli 2018‬‬

‫سياسية ‪ -‬ثقافية ‪ -‬مجتمعية ‪ -‬شهرية ‪ -‬مستقلة ‪ -‬توزع مجانًا‬

‫‪Die erste bundesweite Zeitung in arabischer Sprache - kostenlos‬‬

‫محرر مواد المرأة‪ :‬خولة دنيا‪ ،‬محرر باب أرابيسك‪ :‬روزا ياسين حسن‪ ،‬محرر مواد العمل والتعليم‪ :‬د‪ .‬هاني حرب‬ ‫الموقع اإللكتروني‪ :‬أسامة اسماعيل اإلخراج الفني‪ :‬طارق شيخ سليمان الكاريكاتير‪ :‬سارة قائد‬ ‫األعمال الفنية‪ :‬عمران يونس التدقيق اللغوي‪ :‬جان داوود رئيسة التحرير‪ :‬سعاد عباس‬

‫سعاد عباس‬

‫رئيسة التحرير‬

‫يم"‪..‬‬ ‫ْها َف ِإنّ َ‬ ‫َك َر ِج ٌ‬ ‫ج ِمن َ‬ ‫"فَا ْخ ُر ْ‬ ‫الجئ في دائرة الشبهات‬

‫من البديهي القول إنه ال يخلو مجتمع برش ّي من املخالفات‬ ‫والجرائم‪ ،‬تتفاوت نسبها تبعاً للعوامل االجتامعية‬ ‫واالقتصادية والثقافية‪ ،‬وهناك آالف الدراسات يف القانون‬ ‫واالجتامع والسياسة واإلنسانيات والطب يف هذا املجال‪.‬‬ ‫ولكن مييل البرش إىل االستسهال يف التصنيف وإجراء‬ ‫املحاكامت والتقييامت بنا ًء عىل األفكار املسبقة أو التجارب‬ ‫الشخصية واملخاوف‪ ،‬وبنا ًء عليها تتوجه االتهامات سواء‬ ‫فردياً أو جامعياً‪ ،‬وهذا ما يحصل يف أملانيا حالياً بعد‬ ‫أن حول اإلعالميون والسياسيون الجرمية إىل ظاهرة‪،‬‬ ‫واملجرم‪/‬الالجئ إىل وسيلة لتحقيق املكاسب السياسية‬ ‫وتطبيق العقوبات الجامعية عىل الفئة التي ينتمي إليها‪.‬‬ ‫لعل اتهامات التحرش الجامعي ليلة رأس سنة ‪2016‬‬ ‫قلبت معايري النظر إىل الالجئني‪ ،‬وأسقطتهم من مصاف‬ ‫املالئكة إىل درك الشياطني األسفل‪ ،‬فمنذ ذلك الحني‬ ‫اتسعت دائرة التجريم لتحارص املته َم كمجموعة وليس‬ ‫كفرد منفصل‪ ،‬يف تجاه ٍل لحقيقة أن أول من ينبذه ويتربأ‬ ‫من جرمه هو الجامعة البرشية التي ينتمي إليها وهي هنا‬ ‫"مجتمع الالجئني" إذا صح التوصيف‪.‬‬ ‫ال شك أن البعض ينساق إىل اتهام "الغريب" غريزياً‬ ‫بحكم الجهل باآلخر‪ ،‬ولكن حني يحصل هذا االتهام عىل‬ ‫مستوى سيايس وإعالمي وشعبي ومن منطلق قرا ٍر مسبق‬ ‫بتجريم اآلخر‪ ،‬فهنا يكمن الخطر السيام يف مجتمع يدعي‬ ‫االنفتاح‪ .‬ولهذا رمبا تجدر اإلشارة مر ًة أخرى إىل ما مير‬ ‫به "مجتمع الالجئني" هذا يف إثر كل جرمي ٍة واتهام‬ ‫جديد يطالهم؛ من شعو ٍر بالغنب تحت وطأة العنرصية‬ ‫املبارشة التي تتمثل يف الربط العضوي ما بني املجرم‬ ‫وصفة اللجوء وما ييل ذلك من تبعات سياسية وقانونية‬ ‫عىل الالجئني‪ .‬أو االستسالم أمام العنرصية املتوارية‬ ‫خلف التسامح وتقبل اآلخر‪ ،‬والتي بدورها تضع هذا‬ ‫اآلخر كمجموعة برشية يف دائرة االتهام سلفاً لكنها تجد‬ ‫له املربرات من منطلق تأثره بالعنف يف وطنٍ متزقه‬ ‫الحروب‪ ،‬أو خضوعه للتقاليد أو االختالفات الثقافية‪ .‬مام‬ ‫يعزز جلد الذات لدى بعض الالجئني أمام الغريب املتفوق‬ ‫بحضارته وإنجازاته‪ ،‬واإلحساس بالذنب لعدم مطابقة‬ ‫مواصفاته املثىل‪.‬‬ ‫إن وصم الالجئني بالجرم هو بحد ذاته جرمية ضد‬ ‫ٍ‬ ‫مسميات أخرى‬ ‫اإلنسانية وعنرصية ال ميكن التواري خلف‬ ‫لها‪ ،‬وال حل سوى يف االلتزام بالقانون الذي يحاسب‬ ‫املجرم كفر ٍد ميثل ذاته فقط‪ ،‬دون تحميل املجموعة‬ ‫البرشية التي ينتمي إليها إثم جرمه‪.‬‬

‫خطة زيهوفر للحد من الهجرة "غير الشرعية"‬

‫هل يمكن لشرطة الحدود األلمانية أن ترفض دخول طالبي اللجوء؟‬

‫هل تذكرون صور "القيصر"‬ ‫كي ال ننسى‪ ،‬وسعياً إلى العدالة أنتم مدعوون لحضور‬ ‫المعرض مع أصداء صرخات الضحايا‬ ‫"يوماً بعد آخر أسمع صرخات الضحايا الحزينة تعبير ًا عما حصل لهم‬ ‫في أقبية سجون المخابرات السورية‪ ،‬لم يكن هناك أحد لإلدالء‬ ‫بشهادته‪ .‬لقد طلب مني هؤالء الموتى أن أكون شاهد ًا على ما‬ ‫تعرضوا له من تعذيب‪18 ".‬‬

‫‪04‬‬

‫اإلقامة بعد الطالق‪..‬‬

‫‪06‬‬

‫الطبخ متعة‪ ،‬ثقافة‪ ،‬وأحياناً فكاهة‪..‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪16‬‬

‫ماذا يحصل إلقامة الشخص القادم إلى ألمانيا عن طريق لم الشمل؟‬

‫أسماء غريبة لمأكوالت شهية‬

‫ألماني للغاية‪..‬‬

‫"توبيش دويتش" بماذا توحي لكم هذه العبارة"؟‬

‫الرواق‪..‬‬

‫ملتقى للسوريين في الغربة‪ ،‬من اإلمارات إلى هولندا‬


‫‪02‬‬

‫باب ألمانيا‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 31‬تموز ‪2018‬‬

‫أعد الصفحة ‪ -‬أحمد الرفاعي‬

‫يلعب الحزب املسيحي الباڤاري ‪ CSU‬باملخاوف ليرصف‬ ‫النظر عن مشاكله الداخلية‪ .‬فقط أوربا تستطيع مواجه‬ ‫تحديات زمننا الراهن‪ .‬وعندما نوزع الالجئني بشكل عادل عىل‬ ‫الدول األوربية‪ ،‬فستكون حصة دولة كاملجر ‪ 1290‬الجئاً‪ .‬وهذا‬ ‫ليس حمالً زائدا ً‪.‬‬

‫أغىل دول أوروبا وأرخصها‪ ..‬ارتفعت‬ ‫مستويات أسعار املستهلكني يف أملانيا بنسبة‬ ‫‪ 5%‬خالل عام ‪ ،2017‬مقارن ًة مبتوسط‬ ‫األسعار السائدة يف دول االتحاد األورويب‬ ‫التي يبلغ عددها ‪ 28‬دولة‪ .‬وأشارت البيانات‬ ‫التي أصدرتها وكالة اإلحصاء االتحادية‬ ‫بأملانيا إىل أن الدمنارك هي أغىل دولة داخل‬ ‫االتحاد األورويب‪ .‬بينام شهدت كل من بولندا‬ ‫وجمهورية التشيك أقل مستوى يف األسعار‪.‬‬

‫قريباَ‪ ..‬التكيس الطائر‪ ..‬تعتزم الحكومة‬ ‫األملانية تجريب سيارات األجرة املعروفة باسم‬ ‫(التاكيس الطائر) يف مدينة إنغولشتاتش‪ .‬يذكر‬ ‫أن رشكات عىل مستوى العامل‪ ،‬من بينها رشكات‬ ‫أملانية‪ ،‬تعمل جاهدة عىل تصنيع التاكيس‬ ‫الطائر‪ .‬حيث يتيح إمكانيات جديدة بالكامل‪،‬‬ ‫منها عىل سبيل املثال نقل املرىض يف املدن‬ ‫والتجمعات السكنية‪.‬‬

‫ترفع الرشكات الكبرية استثامر إيجارات املنازل بشكل جنوين‪.‬‬ ‫الصحيح جدا ً‪ ،‬هو أن يتظاهر املستأجرون ضد هذا الغالء بطرق‬ ‫متنوعة‪# .‬احتالل ‪#‬إيجارات_معقولة_للجميع‬

‫‪Martin Schulz‬‏‬

‫‪Bernd Riexinger‬‬

‫‪@MartinSchulz‬‬

‫‪@ b_riexinger‬‬

‫خطة زيهوفر للحد من الهجرة "غير الشرعية"‬ ‫أمهل الحزب املسيحي االجتامعي البافاري‪،‬‬ ‫الذي يتزعمه وزير الداخلية األملاين‬ ‫"هورست زيهوفر"‪ ،‬املستشارة األملانية‬ ‫"أنغيال مريكل" حتى نهاية شهر حزيران‪/‬‬ ‫يونيو حتى تتوصل إىل اتفاق مع دول‬ ‫أوروبية أخرى عىل إعادة املهاجرين إليها‪.‬‬ ‫ويف حال إخفاق مريكل يف التوصل‬ ‫التفاق‪ ،‬يخطط وزير الداخلية لتطبيق‬ ‫إجراءات جديدة للحد من الهجرة غري‬ ‫الرشعية‪ .‬فيام ييل أسئلة وإجابات مهمة‬ ‫حول تفاصيل الخالف واإلجراءات املتوقع‬ ‫تطبيقها مستقبالً‪:‬‬ ‫ •هل ميكن حاليا أن يدخل أي شخص‬ ‫إىل أملانيا؟‬ ‫كل من يصل تقريباً إىل الحدود األملانية مؤهل‬ ‫لتقديم طلبات اللجوء‪ ،‬حتى أولئك الذين‬ ‫تم من قبل رفض طلبات لجوئهم‪ ،‬وبالتايل‬ ‫يخضعون لحظر دخول‪ ،‬حيث تنص قواعد‬ ‫الهيئة االتحادية لشؤون الالجئني عىل أنه‬ ‫بإمكان طالبي اللجوء املرفوضني التقدم مرة‬ ‫أخرى ما دام لديهم أسباب جديدة للحصول‬ ‫عىل اللجوء‪.‬‬ ‫ •ما الذي يعتزم زيهوفر تغيريه؟‬ ‫يسعى زيهوفر إىل رد املهاجرين الصادرة‬ ‫بحقهم قرارات بحظر الدخول من الحدود‬ ‫األملانية‪ .‬وإذا مل تف مريكل بوعودها بشأن‬ ‫إيجاد وسيلة لوقف تدفق املهاجرين عىل‬

‫مستوى االتحاد األورويب‪ ،‬فسيبدأ زيهوفر‬ ‫_حسب ترصيحه_ عىل الفور يف إعادة‬ ‫املهاجرين املسجلني يف دول أخرى يف االتحاد‬ ‫إىل الحدود األملانية‪ ،‬وفقاً لقواعد دبلن‪.‬‬ ‫هل ميكن لرشطة الحدود األملانية أن‬ ‫ترفض دخول طالبي اللجوء؟‬ ‫نعم‪ ،‬يف حاالت فردية‪ .‬يقول نائب رئيس‬ ‫نقابة الرشطة يورج راديك إن املهاجرين‬ ‫الصادرة بحقهم قرارات بحظر الدخول‬ ‫يجب عليهم ملء استبيان لدى وصولهم‪،‬‬ ‫وإذا مل تجد الرشطة االتحادية أسباباً جديدة‬ ‫للحصول عىل اللجوء‪ ،‬بإمكانها رفض‬ ‫دخولهم‪.‬‬

‫ما رأي األلمان في استضافة روسيا لكأس العالم؟‬ ‫إرصار مشجع أملاين‪ ..‬وصل مشجع أملاين‬ ‫إىل ملعب "لوجنييك "يف مدينة موسكو قبل‬ ‫ساعتني من مباراة املنتخب األملاين االفتتاحية‬ ‫ببطولة كأس العامل لكرة القدم أمام املكسيك‪،‬‬ ‫عىل جرار بعد أن قاده ‪ 30‬يوماً قاطعاً مسافة‬ ‫‪ 2400‬كيلومرتا‪ .‬وكانت املركبة مزينة بعلمي‬ ‫أملانيا وروسيا‪ ،‬حيث قام بالرحلة من مسقط‬ ‫رأسه "نويهاوزن" يف جنوب أملانيا مبتوسط‬ ‫رسعة ‪ 20‬كيلومرتا ً يف الساعة‪.‬‬

‫كشف استطالع حديث أن نحو نصف األملان يعتربون‬ ‫أنه من الخطأ أن يتم إقامة بطولة كأس العامل لكرة‬ ‫القدم يف روسيا يف ظل وضع حقوق اإلنسان هناك‬ ‫واإلجراءات السياسية لها‪ .‬وتبنى ‪ 43‬باملئة من األملان‬ ‫هذا الرأي يف استطالع أجراه معهد "يوغوف" لقياس‬ ‫مؤرشات الرأي‪ ،‬فيام رأى ‪ 31‬باملئة فقط أن منح بطولة‬ ‫كأس العامل لكرة القدم لروسيا أمر صائب‪ ،‬وأحجم ‪27‬‬ ‫باملئة عن اإلدالء بآرائهم‪ .‬تم إجراء االستطالع يف الفرتة‬ ‫بني ‪ 4‬و‪ 6‬حزيران‪/‬يونيو وشمل ‪ 2055‬شخصاً‪.‬‬

‫إشتراك أبواب للشركات والمنظمات والمدارس‬ ‫إشتراك أبواب لألفراد أبواب تصل إلى بيتك‬ ‫إن كنت ترغب باالشتراك في أبواب‪ ،‬يرجى إرسال بريد إلكتروني إلى‪:‬‬ ‫‪info@Abwab.de‬‬

‫أو قم بتعبئة الطلب على موقعنا اإللكتروني من خالل هذا الرابط‪:‬‬ ‫‪http://www.abwab.eu/subscribe-to-abwab/‬‬

‫ما هي بالتحديد قواعد دبلن‪ ،‬وملاذا ال يتم‬ ‫فرضها؟‬ ‫مبوجب اتفاقية دبلن‪ ،‬يكون البلد الذي سجل‬ ‫فيه الالجئ أول طلب لجوء داخل االتحاد‬ ‫األورويب هو املسؤول عن إجراءات اللجوء‬ ‫الخاصة به‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن العدد الهائل من‬ ‫الوافدين خالل أزمة الالجئني يف بلد واحد‬ ‫أو بلدين فقط أربك هذا النظام‪ ،‬حيث مل يتم‬ ‫تصميمه عىل نحو يضع يف االعتبار مثل هذه‬ ‫األعداد الكبرية من الوافدين‪ ،‬وهو ما جعل من‬ ‫الصعب تطبيقه وفقا للوضع الحايل‪.‬‬ ‫هل تخلو قواعد دبلن من تعقيدات؟‬ ‫من املمكن عدم التقيد بتطبيق قواعد دبلن‪،‬‬

‫عندما يكون عىل سبيل املثال لدى أحد‬ ‫الالجئني أقارب يف بلد آخر يف االتحاد‬ ‫األورويب‪ .‬ومبوجب أحد قواعد دبلن يتعني‬ ‫عىل أملانيا أن تتوىل تطبيق إجراءات اللجوء‬ ‫لديها إذا مل تتمكن من إعادة الالجئني يف‬ ‫غضون ستة أشهر‪.‬‬ ‫إىل أين سيؤدي هذا؟‬ ‫يأمل زيهوفر أن يؤدي رد مهاجرين عند‬ ‫الحدود إىل تقليل طلبات اللجوء‪ .‬ويخىش‬ ‫املدير التنفيذي ملنظمة "برو أزول" املعنية‬ ‫بالالجئني من أن يكون هناك رد فعل متسلسل‬ ‫من الرفض يف كافة أنحاء أوروبا‪ ،‬إذا تم‬ ‫تطبيق النموذج األملاين‪.‬‬

‫قواعد جديدة الستقدام عائالت الالجئين‬

‫أقر الربملان األملاين قواعد جديدة الستقدام عائالت الالجئني‪ .‬ينص‬ ‫القانون الجديد عىل السامح لالجئني الحاصلني عىل وضع حامية مؤقت‬ ‫باستقدام عائالتهم اعتبارا ً من أول آب‪/‬أغسطس املقبل‪ .‬ويسمح هذا‬ ‫القانون باستقدام ألف فرد شهرياً من أرس الالجئني من كافة أنحاء أملانيا‪.‬‬ ‫سيتم السامح لألزواج واألطفال القرص لالجئني بالقدوم إىل أملانيا‪ ،‬وكذلك‬ ‫آباء الالجئني القرص الذين قدموا مبفردهم إىل أملانيا‪ ،‬ذلك إىل جانب‬ ‫الحاالت االستثنائية‪ ،‬والتي كان يسمح بها لعدد قليل للغاية من الالجئني‬ ‫يف املايض‪.‬‬

‫‪VERLAG‬‬ ‫‪New German Media Ltd, Unit 7 Cavendish House, 369-391‬‬ ‫‪Burnt Oak Broadway, HA8 5AW Edgware Middlesex, UK.‬‬ ‫‪Email: info@newgermanmedia.com‬‬ ‫‪WERBUNG‬‬ ‫‪Community sales: sales@abwab.de‬‬ ‫‪Corporate sales: nhd consulting GmbH‬‬ ‫‪marketing@nhd-consulting.com |+49 69 904 7541 20‬‬ ‫‪LAYOUT/GESTALTUNG‬‬ ‫‪Tarek Sulaiman‬‬ ‫‪tarek.sulaiman78@gmail.com‬‬ ‫‪DRUCKZENTRUM‬‬ ‫‪Frankenpost Verlag GmbH‬‬

‫‪ABWAB‬‬ ‫‪www.abwab.eu‬‬ ‫‪REDAKTION‬‬ ‫‪info@abwab.de‬‬ ‫‪c/o nhd consulting GmbH,‬‬ ‫‪Ernst-Griesheimer-Platz 6,‬‬ ‫‪63071 Offenbach, Germany‬‬ ‫‪CHEFREDAKTEUR‬‬ ‫‪Souad Abbas‬‬ ‫‪editor@abwab.de‬‬ ‫‪ONLINE EDITOR‬‬ ‫‪Ousama Ismael‬‬ ‫‪ousama@abwab.de‬‬


‫باب العالم‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 31‬تموز ‪2018‬‬

‫سيارات المرسيدس في أميركا تزعج ترامب‪..‬‬ ‫ترامب غرد مرة أخرى متسبباً بخسائر لشركات السيارات األوروبية‬ ‫لكن الرد األوروبي جاء سريعاً‬ ‫أعلن االتحاد األورويب عن بدء تطبيق‬ ‫رسوم جمركية إضافية عىل عرشات‬ ‫املنتجات األمريكية مثل الويسيك والجينز‬ ‫والدراجات النارية‪ ،‬رداً منه عىل فرض‬ ‫الرئيس االمرييك دونالد ترامب رسوماً‬ ‫جمركية تبلغ نسبتها ‪ 25%‬عىل الفوالذ‬ ‫و‪ 10%‬عىل األملنيوم عىل واردات الواليات‬ ‫املتحدة من معظم دول العامل مبا يف ذلك‬ ‫حلفائها األوروبيني‪.‬‬ ‫وجاء رد ترامب كام جرت العادة عرب حسابه‬ ‫عىل تويرت مغردا ً‪" :‬إذا مل ترفع الرسوم‬ ‫الجمركية املفروضة منذ فرتة طويلة عىل‬ ‫الواليات املتحدة ورشكاتها وعاملها من قبل‬ ‫االتحاد األورويب رسيعاً فإننا سنفرض رسوماً‬ ‫بنسبة ‪ 20%‬عىل كل السيارات املستوردة يف‬ ‫الواليات املتحدة"‪ ،‬مضيفاً "قوموا بتصنيعها‬ ‫هنا!"‪.‬‬ ‫وتسبب تهديد ترامب برتاجع أسهم‬ ‫الرشكات األوروبية املصنعة للسيارات‬ ‫حيث خرست "فيات كرايسلر" أكرث من‬ ‫‪ 3%‬يف مؤرش بورصة ميالنو‪ .‬ويف أملانيا‪،‬‬

‫تراجعت أسهم "يب إم دبليو" بنسبة ‪2%‬‬ ‫و"داميلر" و"فولكسفاغن" بأكرث من‬ ‫‪ .1%‬وكثريا ً ما ينتقد الرئيس الجمهوري‬ ‫كرثة السيارات من طراز "مرسيدس" يف‬ ‫شوارع نيويورك وقلة السيارات األمريكية‬ ‫يف أوروبا‪.‬‬ ‫من جانبها قالت املفوضة األوروبية للتجارة‬ ‫سيسيليا ماملسرتوم أن "القرار األحادي وغري‬ ‫املربر للواليات املتحدة" بفرض رسوم جمركية‬

‫"مل يرتك لنا أي خيار آخر"‪ .‬وأضافت أنه "ال‬ ‫ميكن انتهاك قواعد التجارة العاملية من دون‬ ‫رد فعل من جانبنا"‪ ،‬موضح ًة أنه "إذا ألغت‬ ‫الواليات املتحدة رسومها الجمركية فسيتم أيضاً‬ ‫إلغاء اإلجراءات األوروبية"‪.‬‬ ‫وقبل االتحاد األورويب‪ ،‬فرضت املكسيك‬ ‫التي شملتها اإلجراءات األمريكية أيضاً‪ ،‬رسوماً‬ ‫ردا ً عىل واشنطن بينام تنوي كندا أن تحذو‬ ‫حذوها يف بداية متوز‪/‬يوليو‪.‬‬

‫‪03‬‬

‫الفاتيكان والتحرش باألطفال‪..‬‬ ‫أصدرت محكمة جنائية يف الفاتيكان حكامً‬ ‫بالسجن ملدة خمس سنوات إضاف ًة لغرامة‬ ‫قدرها ‪ 5000‬يورو‪ ،‬بحق الدبلومايس السابق‬ ‫بالفاتيكان كارلو ألربتو كابيال بعد إدانته‬ ‫بتهم تتعلق بصور إباحية ألطفال‪ .‬واعرتف‬ ‫الكاهن "بالسلوك غري الالئق" بعد محاكمة‬ ‫استمرت ليومني فقط‪.‬‬ ‫وتم اتهام كابيال‪ ،‬الذي عمل يف سفارة الواليات‬ ‫املتحدة األمريكية يف الفاتيكان حتى العام‬ ‫املايض‪ ،‬بحيازة املواد اإلباحية لألطفال وتوزيعها‬ ‫"بكميات كبرية"‪ .‬وبصدور الحكم بحقه‪ ،‬يكون‬ ‫كابيال هو أول شخص يدينه الفاتيكان جنائياً‬ ‫باالعتداء الجنيس عىل األطفال‪.‬‬ ‫يذكر أن الكنيسة الكاثوليكية كثريا ً ما واجهت مزاعم باالعتداء عىل األطفال منذ عقود‪.‬‬ ‫وغالباً ما يدعي املنتقدون أن الكنيسة ال تفعل ما يكفي يف مواجهة التحرش باألطفال بني‬ ‫القساوسة وأنه يتم التسرت عىل املشكلة‪.‬‬ ‫وكان من املقرر أن تنظر محاكم الفاتيكان يف قضية أخرى خاصة بالتحرش باألطفال يف‬ ‫عام ‪ 2015‬ولكن جوزيف فيسولوفسيك من بولندا الذي كان متهامً بدفع أموال ملراهقني ذكور‬ ‫ملامرسة الجنس بينام كان سفري الفاتيكان يف جمهورية الدومينيكان‪ ،‬تويف قبل بدء محاكمته‪.‬‬ ‫وتعهد بابا الفاتيكان فرنسيس األول مبواصلة سياسة "عدم التهاون" ضد مشتهي األطفال‬ ‫داخل الكنيسة‪ .‬إال أنه أغضب ضحايا االعتداء الجنيس يف تشييل خالل زيارته يف كانون‬ ‫الثاين‪/‬يناير املنرصم‪ ،‬باإلرصار عىل أنه ليس لديهم "دليل" ضد أسقف ترددت مزاعم أنه شهد‬ ‫عىل االعتداء ومل يبلغ عنه‪.‬‬ ‫وعقب حالة الغضب‪ ،‬اعتذر الحرب األعظم عن ترصيحاته وبعدما أيد املبعوثون الذين‬ ‫أرسلهم إىل تشييل مزاعم الضحايا‪ ،‬عرضت قيادة الكنيسة الكاثوليكية التشيلية بأكملها أن‬ ‫تستقيل‪.‬‬

‫حرية اليونان من الديون‪ ..‬وربطة عنق رئيس الوزراء‬ ‫أعلنت اليونان الجمعة ‪ 23‬حزيران‪/‬يونيو‬ ‫انتهاء مثاين سنوات من أزمة الديون‪،‬‬ ‫مبوجب االتفاق الذي أبرمه وزراء مالية‬ ‫منطقة اليورو إثر اجتامعهم ألكرث من‬ ‫ست ساعات يف لوكسمبورغ‪ ،‬والقايض‬ ‫بخروج اليونان من وصاية دائنيها؛ منطقة‬ ‫اليورو وصندوق النقد الدويل يف ‪ 20‬آب‪/‬‬ ‫أغسطس القادم‪.‬‬ ‫ورحب رئيس الوزراء اليوناين ألكسيس‬ ‫تسيرباس بالحدث "التاريخي"‪ ،‬مع تأكيده‬ ‫االتجاه نحو املزيد من العدالة االجتامعية‬ ‫واالستمرار يف النهج الجدي لإلصالح قائالً‬ ‫"يجب أال نعود اىل يونان األمس حيث كان‬ ‫الفساد معمامً والنفقات بال حدود"‪.‬‬ ‫وظهر تسيرباس اليساري املتشدد الذي كان‬ ‫يرفض ارتداء ربطة عنق طاملا بقيت بالده تحت‬ ‫رحمة دائنيها‪ ،‬للمرة األوىل بربطة عنق أمام‬ ‫نواب ائتالفه أثناء خطاب بدا فيه متأثرا ً جدا ً‬

‫يف وسط أثينا‪ .‬لكنه عاد ونزعها عند انتهاء‬ ‫الخطاب مؤكدا ً أن الشعب اليوناين "كسب‬ ‫معركة ومل يكسب الحرب" وأنه لن يرتدي‬ ‫ربطة عنق إال عند إحراز نرص جديد‪.‬‬ ‫من جهته قال املفوض االورويب للشؤون‬

‫االقتصادية بيار موسكوفييس إن "أزمة اليونان‬ ‫تنتهي هنا‪ ،‬هذه الليلة‪ .‬وصلنا اخريا ً إىل نهاية‬ ‫النفق الذي كان طويالً جدا ً وصعباً‪ .‬إنها لحظة‬ ‫تاريخية"‪ .‬كام أشاد الرئيس الفرنيس اميانويل‬ ‫ماكرون ب "انطالقة جديدة لهذا البلد الصديق‬ ‫الذي تدعمه فرنسا كثريا ً" ورأى يف االتفاق دليالً‬ ‫عىل أنه "رغم الصعوبات أوروبا تتقدم"‪.‬‬ ‫ووافق األوروبيون الجمعة عىل متديد‬ ‫استحقاق تسديد قسم كبري من ديون اليونان‬ ‫ملدة عرش سنوات إضافية‪ ،‬رغم أن مستواه‬ ‫يبقى األعىل يف االتحاد األورويب (‪ 180%‬من‬ ‫إجاميل الناتج الداخيل) ما سيتيح لليونانيني‬ ‫عدم البدء بتسديد قسم من الديون سوى‬ ‫اعتبارا ً من ‪ 2032‬بدالً من ‪ 2022‬كام كان قامئا‬ ‫حتى اآلن‪.‬‬ ‫كام اتفق الوزراء عىل دفع آخر رشيحة من‬ ‫املساعدة وتبلغ ‪ 15‬مليار يورو مقابل ‪ 88‬من‬ ‫اإلصالحات التي أنجزتها اليونان يف األسابيع‬ ‫املاضية‪.‬‬

‫‪ 5‬ماليين دوالر مقابل رأس أحد زعماء طالبان الباكستانية‪..‬‬ ‫أكدت حركة طالبان الباكستانية‪ ،‬السبت‬ ‫‪ 23‬حزيران‪/‬يونيو‪ ،‬مقتل زعيمها‬ ‫السابق املال فضل الله بهجوم لطائرة‬ ‫أمريكية بدون طيار‪ .‬وقال املتحدث‬ ‫باسم الحركة محمد خرساين يف بيان‬ ‫إن املفتي نور وايل محسود‪ ،‬رئيس‬ ‫الفصيل األكرث نفوذاً داخل طالبان‪،‬‬ ‫سريأس اآلن الحركة‪.‬‬ ‫واستهدفت الطائرة األمريكية فضل الله‬ ‫بتاريخ ‪ 14‬حزيران‪/‬يونيو يف والية كونار‬ ‫رشقي أفغانستان قرب الحدود مع باكستان‪.‬‬ ‫ومل يؤكد املسؤولون األمريكيون وقتها نجاح‬ ‫الرضبة يف تحقيق هدفها‪ ،‬لكن الرئيس‬

‫االفغاين أرشف غني أكد الحقاً مقتل فضل الله‪.‬‬ ‫وكان فضل الله‪ ،‬وهو قائد اشتهر بقسوته‬ ‫أمر بتنفيذ عملية االغتيال الفاشلة التي‬ ‫استهدفت "مالال يوسف زاي" عام ‪2012‬‬ ‫التي تحولت إىل رمز عاملي للكفاح من أجل‬ ‫حق الفتيات يف التعليم وفازت الحقاً بجائزة‬ ‫نوبل للسالم‪.‬‬ ‫ووصف الجيش الباكستاين مقتل فضل الله‬ ‫الذي اختفى يف أفغانستان منذ العام ‪2009‬‬ ‫بأنه "تطور إيجايب"‪ .‬وقال يف بيان له‪" :‬مقتل‬ ‫فضل الله يبعث عىل االرتياح لدى عرشات‬ ‫العائالت الباكستانية التي وقعت ضحية إرهاب‬ ‫حركة طالبان الباكستانية مبا يشمل املجزرة‬ ‫يف املدرسة"‪ .‬حيث تقف طالبان خلف مقتل‬

‫أكرث من ‪ 150‬شخصاً بينهم قرابة مئة طالب‬ ‫مبدرسة يف بيشاور يف كانون األول‪/‬ديسمرب‬ ‫‪.2014‬‬ ‫يشار إىل أن وزارة الخارجية األمريكية‬ ‫أعلنت يف آذار‪/‬مارس املايض‪ ،‬مكافأة مالية‬ ‫قيمتها ‪ 5‬ماليني دوالر للمساعدة يف تحديد‬ ‫مكان قائد طالبان باكستان املرتبط أيضاً‬ ‫مبحاولة تفجري سيارة مفخخة يف تاميز‬ ‫سكوير عام ‪ 2010‬يف نيويورك‪.‬‬ ‫ويذكر أن محسود الذي سيخلف فضل الله‬ ‫يف قيادة الحركة‪ ،‬يبلغ من العمر ‪ 40‬عاماً‪،‬‬ ‫كان مساعدا ً ملؤسس حركة طالبان باكستان‬ ‫بيت الله محسود الذي قتل برضبة أمريكية‬ ‫من طائرة بدون طيار يف العام ‪.2009‬‬

‫وفاة مئات المرضى في مشفى بريطاني‪،‬‬ ‫والسبب المسكنات‬ ‫ووزير الصحة يعتذر ألسر الضحايا‬ ‫كشف تقرير مستقل أن أكرث من ‪450‬‬ ‫مريضاً توفوا يف إحدى املستشفيات‬ ‫الربيطانية بسبب إعطائهم مسكنات قوية‬ ‫دون مربر طبي وهو ما اعتربه التقرير‬ ‫"استخفافاً بأرواح البرش"‪.‬‬ ‫وسارع االدعاء الربيطاين للتدخل بعد نرش‬ ‫التقرير الصادم‪ ،‬معلناً أنه سيدرس إمكانية‬ ‫توجيه اتهامات جنائية فيام يتعلق بالوفيات‬ ‫التي وقعت مبستشفى (جوسبورت ميموريال)‬ ‫يف جنوب انكلرتا‪.‬‬ ‫وأوضحت اللجنة مستقلة التي أعدت‬ ‫التقرير‪ ،‬أنه يف الفرتة بني عامي ‪1989‬‬ ‫و‪ 2000‬أصبح وصف جرعات خطرية من مواد‬ ‫أفيونية وإعطاؤها للمرىض نظاماً سارياً يف‬ ‫املستشفى وهو ما مل يكن رضورياً من الناحية‬ ‫الطبية‪.‬‬ ‫وجاء يف التقرير الذي صدر يوم‬ ‫األربعاء ‪ 20‬حزيران‪/‬يونيو "كان هناك‬ ‫تجاهل لتحذيرات فريق التمريض‪ ،‬وتقاعس‬

‫من الرشطة وهيئات اإلرشاف الطبي عن‬ ‫حامية املرىض"‪ .‬وأضاف التقرير "من حق‬ ‫العائالت بل األمة كلها أن تسأل كيف حدث‬ ‫هذا"‪.‬‬ ‫وخلص التقرير املؤلف من ‪ 387‬ورقة‬ ‫إىل أن ‪ 456‬مريضاً عولجوا باملواد األفيونية‬ ‫املسكنة دون مربر وأن "‪ 200‬مريض آخر عىل‬ ‫األقل يرجح أنهم القوا املصري ذاته‪ ،‬غري أنه مل‬ ‫يتم العثور عىل سجالتهم الطبية"‪.‬‬ ‫من جهتها قالت رئيسة الوزراء الربيطانية‬ ‫ترييزا ماي أمام الربملان "أحداث مستشفى‬ ‫جوسبورت ميموريال مأساوية ومزعجة للغاية‪،‬‬ ‫وسببت حزناً ال يوصف لعائالت الضحايا"‪،‬‬ ‫مضيف ًة أن "نتائج التقرير مفجعة"‪.‬‬ ‫كام اعتذر وزير الصحة جريميي هانت‬ ‫ألرس الضحايا أمام الربملان وقال إن الرشطة‬ ‫ستتعاون مع املدعني بشأن احتامل توجيه‬ ‫اتهامات يف الواقعة‪ .‬وقال‪" :‬لو أصغت‬ ‫املؤسسات عندما أثارت العائالت األمر‪ ...‬كثري‬ ‫من هذه الوفيات مل يكن ليحدث"‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫باب مفتوح‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 31‬تموز ‪2018‬‬

‫اإلقامة بعد االنفصال أو الطالق ‪..‬‬

‫ماذا يحصل لإلقامة التي حصل عليها الشخص تبعاً لقدومه إلى ألمانيا عن طريق لم الشمل‬ ‫ال يشرتط لسحب اإلقامة أن تنتهي العالقة‬ ‫الزوجية بالطالق فاالنفصال ٍ‬ ‫كاف إللغاء‬ ‫اإلقامة ويكون بالسكن املنفصل أو بفصل‬ ‫ملف الجوب سنرت حتى لو بقي الطرفان يف‬ ‫نفس املنزل‪.‬‬

‫أملانيا فال ميكن متديد اإلقامة إال برشوط خاصة‬ ‫كوجود األطفال والتسجيل يف دورات االندماج‬ ‫أو العمل‪.‬‬ ‫إذا تم االنفصال بني الزوجني قبل انتهاء‬ ‫السنوات الثالث وبقي يف اإلقامة املمنوحة‬ ‫للشخص اآلخر مدة طويلة فيتم تقصريها وفق‬ ‫تقدير دائرة األجانب‪ ،‬وهذا التقصري للمدة‬ ‫يعترب أحد خطوات إنهاء اإلقامة‪.‬‬

‫جالل محمد أمين‬ ‫محامي ومستشار قانوني سوري مقيم‬ ‫في ألمانيا‬

‫يحصل القادم عن طريق مل الشمل عىل‬ ‫اإلقامة ألنه متزوج من شخص مقيم يف‬ ‫أملانيا سابقاً‪ ،‬ولذلك تعترب اإلقامة املستمدة‬ ‫من قانون مل الشمل يف خطر مبجرد‬ ‫حصول الطالق أو االنفصال‪.‬‬ ‫وهناك فرق فيام إذا كانت العالقة الزوجية‬ ‫مستمرة ملدة ثالث سنوات وعندها يتم متديد‬ ‫اإلقامة ملدة سنة‪ ،‬أو إذا كانت العالقة الزوجية‬ ‫أقل من ثالث سنوات فإن اإلقامة يف هذه‬ ‫الحالة مهددة باإللغاء فإما أن يتم رفض‬ ‫التمديد أو أن يتم سحب اإلقامة‪.‬‬ ‫ما التغيري الذي يطرأ عىل اإلقامة بعد‬ ‫االنفصال أو الطالق‬ ‫إذا استمرت الحياة الزوجية يف أملانيا ملدة ثالث‬ ‫سنوات فإن اإلقامة متدد رغم االنفصال‪ .‬أما‬ ‫إذا تم االنفصال قبل ميض السنوات الثالث يف‬

‫يف حالة صدور قرار تقصري مدة اإلقامة من‬ ‫قبل دائرة األجانب‪ ،‬يبقى هذا القرار قابالً‬ ‫لالعرتاض إذا ما كان الشخص املعني ميلك‬ ‫دخالً يعادل عىل األقل ‪ 800‬يورو شهرياً‬ ‫وتبقى اإلقامة سارية املفعول إىل حني انتهاء‬ ‫إجراءات االعرتاض‪.‬‬ ‫حاالت االحتفاظ باإلقامة إذا تم االنفصال‬ ‫قبل ميض ثالث سنوات‪:‬‬ ‫يستطيع الشخص االحتفاظ باإلقامة التي‬ ‫حصل عليها حتى لو تم االنفصال قبل ميض‬ ‫ثالث سنوات يف الحاالت التالية‪:‬‬ ‫ •وجود أطفال مشرتكني للزوجني‪ ،‬أو‬ ‫االنخراط يف سوق العمل‪ ،‬أو التسجيل‬ ‫يف التدريب املهني أو الدراسة‪ ،‬أو الحاالت‬ ‫الطارئة‪.‬‬ ‫ •وجود أطفال مشرتكني‪ ،‬أي أن األطفال‬ ‫هم من كال األبوين وليسوا من زوج أو‬ ‫زوجة سابقة‪ ،‬كام يشرتط أال يكون الطرف‬ ‫املعني محروماً من حق الحضانة أو اإلراءة‪،‬‬ ‫واملقصود بذلك إذا كان الرجل قد حكم عليه‬ ‫بإسقاط الحضانة أو املنع من التواصل مع‬

‫الطفل بسبب سلوك معني فانه يفقد اإلقامة‬ ‫ويتم سحبها منه‪.‬‬ ‫ •الحاالت الطارئة‪ ،‬إذا كانت استمرارية‬ ‫الحياة الزوجية مستحيلة بني الطرفني‬ ‫بسبب الطرف الذي لديه إقامة ثابتة‪ ،‬مثالً‪:‬‬ ‫رجل أحرض زوجته إىل أملانيا عن طريق‬ ‫مل الشمل‪ ،‬وبعد أن وصلت بدأ برضبها‬ ‫وإهانتها بشكل مستمر فهي تستطيع‬ ‫االنفصال دون أن يتم سحب اإلقامة منها‪،‬‬ ‫وطبعاً يشرتط يف هذه الحالة وجود‬ ‫شكوى لدى الرشطة أو لجوء املرأة إىل‬ ‫مركز حامية األرسة من العنف‪.‬‬ ‫ •الحصول عىل إقامة عمل‪ ،‬يشرتط يف‬ ‫هذه الحالة أن يعمل الشخص يف مهنة‬ ‫حرفية معرتف بها يف أملانيا وبالتايل ال‬ ‫يستفيد الشخص من أي مهنة غري حرفية‬ ‫(املقصود املهن التي تحتاج إىل دراسة‬ ‫_‪ _Ausbildung‬يف أملانيا)‬

‫ •اإلقامة بسبب الحصول عىل تدريب‬ ‫مهني‪ ،‬مبجرد بدء الشخص بالتدريب‬ ‫املهني يستطيع الحصول عىل اإلقامة‪،‬‬ ‫السيام أن أملانيا لديها نقص كبري يف سوق‬ ‫العمل للمهنيني‪ ،‬مثل رعاية املسنني‪.‬‬ ‫ •اإلقامة بسبب الدراسة‪ ،‬طبعاً الحصول‬ ‫عىل اإلقامة بعد االنفصال بسبب الدراسة‬ ‫وارد‪ ،‬ولكن برشوط صعبة من ناحية اللغة‬ ‫فقد تحتاج الدراسة إىل مستوى عايل‬ ‫(‪ ،)C1‬ومن ناحية الرشوط العامة املتعلقة‬ ‫بالدراسة‪.‬‬ ‫ •اإلقامة بسبب طول التأصل (أي البقاء‬ ‫ملدة طويلة يف أملانيا)‪ ،‬من بقي يف‬ ‫أملانيا ملدة طويلة ومن ثم تعرضت إقامته‬ ‫للتهديد بالسحب‪ ،‬فيستطيع متديد اإلقامة‬ ‫األصلية إذا كان لديه عمل ثابت ويتقن‬ ‫األملانية بشكل جيد وغري محكوم بأي‬ ‫جرم جزايئ‪.‬‬

‫طبعاً هذه الرشوط تطبق لألشخاص القادمني‬ ‫من دول آمنة وليست فيها حروب‪ ،‬أو مواطني‬ ‫دول ليست لديهم حظوظ يف الحصول عىل‬ ‫اللجوء‪ .‬أما بالنسبة للمهاجرين من الدول التي‬ ‫تعيش حالة حرب كسوريا والعراق‪ ،‬فإن الحل‬ ‫البسيط أن يقوم الشخص املهدد بسحب اإلقامة‬ ‫بسبب االنفصال‪ ،‬بتقديم طلب لجوء وبالتايل‬ ‫يحصل عىل إقامة مستقلة عن إقامة رشيكه يف‬ ‫الحياة الزوجية‪.‬‬ ‫لذلك يفضل ملن قدموا عن طريق مل الشمل ان‬ ‫يقدموا طلبات لجوء خالل ‪ 14‬يوماً من تاريخ‬ ‫وصولهم إىل أملانيا‪ ،‬ليحصلوا عىل ذات نوع‬ ‫اإلقامة التي حصل عليها الرشيك‪ .‬أما إذا تقدم‬ ‫بطلب اللجوء بعد هذه املدة فإن نوعية اإلقامة‬ ‫غري مضمونة وقد يحصل عىل اللجوء أو‬ ‫الحامية الفرعية وهذا مرتبط باالستجواب من‬ ‫قبل دائرة اللجوء‪.‬‬ ‫أما مواطنو الدول األخرى اآلمنة فإن تقديم‬ ‫طلب اللجوء بعد االنفصال ال يجدي نفعاً إال‬ ‫إذا كانت حياة هذا الشخص مهددة أو كان‬ ‫مالحقاً فعالً (ويجب إثبات ذلك)‪ ،‬عىل سبيل‬ ‫املثال النساء السعوديات واإليرانيات لديهن أمل‬ ‫يف الحصول عىل اللجوء أكرث من مواطنات‬ ‫دول أخرى‪.‬‬

‫مكتئب بعد الهجرة؟‬

‫استطالع آلراء بعض الالجئين حول مشاعر الكآبة التي تعتريهم‪ ..‬وحلول خجولة‬

‫رشا الخضراء‬

‫وطأة الشعور بالحنني‪.‬‬

‫إعالمية سورية مقيمة في ألمانيا‬

‫يضاف ملا سبق البريوقراطية وطول مدة االنتظار‬ ‫واملراحل البطيئة يف العمل وهي من األمور املرهقة والتي‬ ‫يضيق بها األملان ذرعاً‪ ،‬فام بالك بالسوريني حديثي العهد‬ ‫بهذه األمور‪.‬‬

‫بعد معاناة طويلة عاشها الالجئ ليصل إىل بلد‬ ‫اللجوء معتقداً أنه سيبدأ حياته الجديدة ويلقي‬ ‫خلف ظهره تلك التجربة القاسية فوجئ ببداية‬ ‫معاناة من نوع آخر‪.‬‬ ‫باتت كلمة "أنا مكتئب" شائعة بني القادمني الجدد‬ ‫يف دول املهجر‪ ،‬يتبادلون الحديث عنها رسا ً أو عالنية‪،‬‬ ‫أسبابهم مختلفة ولكنها تتقاطع يف نقاط عدة‪ .‬ولرمبا‬ ‫كان ما مير به هؤالء األشخاص ليس الكآبة املرضية‬ ‫وإمنا هو حالة إحباط أو حزن‪ .‬وسأستعرض فيام ييل‬ ‫العديد من األسباب التي ساهمت يف هذه الكآبة من‬ ‫خالل مشاهدايت واستطالع آراء بعض السوريني من‬ ‫حويل‪.‬‬ ‫لعل الصدمة الثقافية إحدى أهم األسباب مع االضطرار‬ ‫ملواجهة متغريات كثرية يف مجاالت متعددة ويف وقت‬ ‫َ‬ ‫يتعاف فيه الشخص بعد من‬ ‫واحد‪ ،‬يف الوقت الذي مل‬ ‫الرض النفيس بسبب ما حدث ويحدث يف سوريا ويف‬ ‫رحلة اللجوء‪ .‬وأوىل هذه املتغريات االضطرار للعيش‬ ‫ضمن تجمعات تضم عائالت وأفراد من مختلف الجنسيات‬ ‫والخلفيات وانعدام الخصوصية‪ ،‬مام يؤدي الندالع‬ ‫شجارات عىل أتفه األسباب‪.‬‬

‫وال ميكن تجاهل تأثري طول فرتة مل الشمل وتخلخل األرس‬ ‫وتفرقها بغض النظر عن األسباب والقلق عىل أفراد األرسة‬ ‫الذين بقوا يف البالد‪ .‬ويتفاقم القلق الذي يعرتي السوريني‬ ‫مع تزايد الدعوات لعودتهم من قبل املتطرفني اليمينيني‬ ‫مام يزيد ضبابية املستقبل‪ .‬وال شك أن بعض املامرسات‬ ‫العنرصية ساهمت يف زيادة الشعور بالكآبة مام أوصل‬ ‫املتعرضني لإلساءة إىل الندم عىل القدوم‪.‬‬ ‫الشعور بالضياع حيث يتساءل الفرد؛ من أين أبدأ وكيف‬ ‫أتخطى صعوبات اللغة والعجز عن إعطائها االهتامم الكايف‪،‬‬ ‫فأدى عدم إتقانها بدوره إىل اإلحباط ألنه يحدد قدرة الفرد‬ ‫عىل التواصل واالنخراط يف املجتمع املضيف‪.‬‬ ‫عدا عن حقيقة أن عىل الجميع البدء من تحت الصفر لبناء‬ ‫حياة جديدة مهام كان قد تعب أو بنى طوال حياته ومهام‬ ‫حصلها يف بلده‪ ،‬وهذا أمر‬ ‫كانت النجاحات والشهادات التي ً‬ ‫يصعب تقبله من الجميع دون املرور بحالة من الحزن‪.‬‬

‫شعور الوحدة النابع من افتقاد بيئة حاضنة شبيهة ببيئته‬ ‫السابقة هو أحد األسباب املهمة أيضاً‪ ،‬وعدم القدرة عىل‬ ‫االنتامء ألي مجموعة أو مجتمع صغري يعوض الفرد عن‬ ‫العائلة‪ ،‬خاصة ملن جاء مبفرده تاركاً عائلته وراءه‪ .‬لذلك‬ ‫سعى الكثري من السوريني إىل تكوين دائرة من املعارف‬ ‫العرب والسوريني من بيئات تشبه بيئتهم القدمية أو البيئة‬ ‫التي يفضلون التعامل معها بعد تغري رؤيتهم للحياة‪،‬‬ ‫وأصبحوا يحرصون عىل التجمع دورياً وحضور الحفالت‬ ‫واملنتديات‪ ،‬األمر الذي ساعد العديد منهم عىل تخطي‬

‫يجدر بالذكر أن التغريات التي يتوجب عىل األفراد‬ ‫مواجهتها إضاف ًة إىل هول الرض النفيس املحمول معهم‬ ‫من بلدهم األم‪ ،‬هو حمل كبري يحتاج الفرد للحديث عنه‬ ‫ضمن جامعات متخصصة يف معالجة التعرثات النفسية‬ ‫بالتعاون مع مدريب الحياة (اليف كوتش) واألخصائيني‬ ‫النفسيني‪ ،‬ولألسف يصعب هذا األمر يف أملانيا بسبب قلة‬ ‫االخصائيني النفسيني الذين يتحدثون العربية وصعوبة‬ ‫الحصول عىل موعد لديهم‪ .‬لهذا قامت بعض الجمعيات‬ ‫مبجهودات فردية ملساعدة ودعم االفراد نفسياً ولكن ظلت‬ ‫الحاجة أكرب من العرض‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 27‬آذار ‪2018‬‬

‫أهم المعلومات ألجلك‬ ‫تم إبالغك‬ ‫من بلدك‬

‫سابقة‬

‫م‬

‫أخبار الموسيقى الخاصة بك‬ ‫األحداث الخاصة بك‬ ‫النوادي الخاصة بك‬ ‫و اكثر بكثير‬ ‫‪ortelmobile.de/connect‬‬

‫‪110‬‬ ‫‪GB‬‬ ‫‪LA‬‬ ‫‪N Ho‬‬

‫‪tspo‬‬

‫‪t‬‬

‫‪05‬‬

‫‪+W‬‬

‫نضما‬

‫م إلى‬

‫اال‬

‫ب اآلن‬

‫السح‬

‫‪ORTEL.‬‬

‫نحن نتحدث بلغتك‬ ‫‪22.03.18 08:35‬‬

‫‪2018_03_20-Abwab_Connect_255x350.indd 1‬‬


‫‪06‬‬

‫باب مفتوح‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 31‬تموز ‪2018‬‬

‫الطبخ متعة‪ ،‬ثقافة‪ ،‬وأحياناً فكاهة‪..‬‬ ‫أسماء غريبة لمأكوالت شهية‬ ‫عمار أسد‬

‫والكزبرة الخرضاء أو اليابسة والفلفل األسود‪ ،‬مع بعض‬ ‫فصوص الثوم املقلية‪ ،‬وتطبخ عىل نار هادئة حتى تنضج‬ ‫بشكل جيد‪.‬‬ ‫ثم بعد ذلك يقىل الخبز املقطع إىل مربعات أو مستطيالت‬ ‫بالزيت النبايت أو بالسمن البلدي‪ ،‬ثم يوضع كطبقة أوىل‬ ‫يف أسفل الطبق وتوضع فوقها البامية املطهية مع مرق‬ ‫البندورة واللحم املسلوق‪ ،‬ثم طبقة ثانية من قطع الخبز‬ ‫املقلية‪ ،‬وتزين بالصنوبر واملكرسات املختارة‪.‬‬

‫املطبخ السوري مطبخ عريق متنوع يستمد تنوعه من‬ ‫الطبيعة السورية‪ ،‬وهذا مايجعله غني جداً بأطباقه‬ ‫العديدة‪ ،‬كام يتميز باألكالت الرتاثية القدمية املتجددة‬ ‫واألصيلة‪ ،‬وتقاليده تعود إىل مزيج من ثقافات األمم‬ ‫التي استوطنت األرض السورية‪.‬‬ ‫وكل مدينة سورية تتفرد بأكالتها املميزة‪ ،‬حيث‬ ‫أن كل واحدة منها تشتهر مبطبخها ذو النكهة‬ ‫الخاصة‪.‬‬

‫طرطوس (إنترادوس) عروس الساحل‪:‬‬ ‫تقع عىل ساحل البحر املتوسط‪ ،‬تسمى إنرتادوس ألنه تقع‬ ‫مقابلها جزيرة أرواد‪ ،‬وهي مدينة سياحية وأثرية‪.‬‬ ‫من األكالت التي تتميز بها طرطوس‪:‬‬

‫وسنذكر هنا األكالت املشهورة يف بعض مطابخ املدن‬ ‫السورية منها‪:‬‬ ‫الحسكة (الجزيرة السورية)‬ ‫يتصف املطبخ الحسكاوي بالبساطة والتنوع يف األكالت‬ ‫الريفية‪ ،‬نستحرض البعض منها‪:‬‬

‫القمحية (الحنطية)‪:‬‬ ‫وهي عبارة عن الحنطة (القمح) وخصوصاً يف موسم‬ ‫حصاده‪ ،‬والحمص الحب واللحم الضان والبصل والزيت‬ ‫البلدي‪ .‬تغسل الحنطة وتنقع باملاء البارد مع حبوب الحمص‬ ‫ملدة ‪٦‬ساعات‪ ،‬ثم ت ُطهى مع اللحم والبهارات املخصصة‬ ‫للسلق كالهال والفلفل األسود والقرفة وورق الغار‪.‬‬ ‫وبعد أن تنضج يُقىل البصل يف الزيت البلدي ويضاف اىل‬ ‫الحساء‪.‬‬

‫الجقّات (القشة)‪:‬‬ ‫وتسمى يف حامه وحمص السختورة‪ .‬وهي عبارة عن‬ ‫أمعاء الخروف الدقيقة‪ ،‬تنظف بشكل جيد وتُحىش باللحم‬ ‫املفروم والبصل واألرز والتوابل‪ ،‬وقد يفضلها البعض مع‬ ‫الربغل‪.‬‬ ‫ثم توضع بالطنجرة ويضاف إليها املاء وبعض املنكهات‬ ‫(ورق غار‪ ،‬فلفل حب‪ ،‬فليفلة حارة‪ ،‬قرفة) وترتك عىل النار‬ ‫حتى تنضج‪.‬‬ ‫والننىس الطواية والحمية واألكالت النباتية (الخبيزة‪،‬‬ ‫العكوب‪ ،‬الحارة‪ ،‬الخرنوب والكثري من األصناف)‪.‬‬

‫السويداء (جبل العرب)‬ ‫ترتبع املدينة فوق قمم جبلية بركانية خامدة‪ ،‬تتميز بجامل‬ ‫الطبيعة واملناخ املعتدل‪،‬‬ ‫وتشتهر املدينة بعدة مأكوالت شعبية منها‪:‬‬

‫حلويات الجبل (اللزاقيات)‪:‬‬ ‫تتكون من السكر والطحني‪ ،‬بهارات الورص واليانسون‬ ‫والخمرية والحليب وميكن استبداله باملاء والحالوة‪.‬‬ ‫يخلط الطحني والسكر والبهارات والحليب بشكل جيد‬ ‫حتى يصبح لدينا مادة لزجة متجانسة ومتامسكة‪ ،‬توضع‬ ‫يف وعاء ميكن استخدامه كمصب لسكب العجينة يف وعاء‬ ‫الخبز عىل شكل رقائق دائرية وتخبز رقائق اللزاقيات عىل‬ ‫الصاج‪.‬‬ ‫يغىل الحليب والحالوة بشكل جيد حتى يصبح املزيج‬ ‫متامسكاً‪ ،‬نضع الرقائق بشكل طبقات ونضيف عىل كل‬ ‫طبقة السمن والسكر ومزيج الحليب والحالوة‪ ،‬وترتك‬ ‫الرقائق لترشب املزيج ثم تزين بالجوز واللوز والفستق‬ ‫الحلبي‪.‬‬

‫املنسف واملالحية‬ ‫وهو أكلة تراثية عرف بها جبل العرب‪ .‬تحتاج هذه األكلة‬ ‫بشكل رئييس إىل الكثى (الجميد) واللحم الضان والربغل‬ ‫واللنب‪ .‬يهرس الكثى ويرتك لليوم التايل‪ .‬ينقع الكثى باملاء‬

‫الساخن‪ ،‬والكثى هو لنب غنم مصفى ومجفف عىل شكل‬ ‫قوالب‪ .‬نسلق اللحم مع البصل والبهارات املخصصة للسلق‪،‬‬ ‫ويف هذه األثناء نخفق اللنب مع ملعقة من النشاء مذابة يف‬ ‫كأس من املاء البارد‪ ،‬ونضع اللنب عىل النار مع التحريك‬ ‫املستمر‪ .‬نضيف الكركم والزعفران وقليل من املاء اىل اللنب‪،‬‬ ‫ونواصل التحريك‪ ،‬ثم نضيف الكثى املصفاة وننتظر حتى‬ ‫يكثف املزيج‪ ،‬ويضاف القليل من مرق اللحم‪ ،‬ويضاف‬ ‫املردقوش ثم توضع أقراص الكبة واللحم عىل املزيج‪.‬‬ ‫يحرضالربغل عىل النار مع امللح ومرق اللحم‪ ،‬وعندما ينضج‬ ‫الربغل نضيف السمن عليه ونقوم بدقه مع إضافة القليل من‬ ‫مزيج اللنب‪ .‬يقدم الربغل بعد صف الكبة واللحم فوقه وإىل‬ ‫جانبه صلصة اللنب‬ ‫دير الزور‬ ‫تقع املدينة عىل الضفة الرشقية لنهر الفرات‪ ،‬وتتصف الدير‬ ‫بأنها سهل خصب محفوف بالصحاري‪ ،‬تحتضن املدينة‬ ‫الكثري من املعامل التاريخية (الجرس املعلق)‬ ‫من املأكوالت التي تشتهر بها الدير هي‪:‬‬

‫أكلة الرثيد‪:‬‬ ‫فالرثيد أو الرثود يتكون بشكل أسايس من البامية والتي‬ ‫يجب أن تكون من النوع كبري الحجم‪ ،‬ويطلق عليها الباعة‬ ‫يف أسواق الخضار اسم (البامية الديرية)‪ ،‬بحيث يصل طول‬ ‫قرنها الواحد ألكرث من ‪ 7‬سم‪ ،‬ويحتاج الرثود إىل كمية‬ ‫كبرية من لحم الضأن البلدي (لحم خروف العواس) والذي‬ ‫تشتهر به البادية وريف دير الزور‪.‬‬ ‫وأيضاً نحتاج إلعداده لقطع الخبز (املقمر) الذي يحرض‬ ‫بطريقة مميزة‪ ،‬حيث يتم تحميصه عىل النار قليالً قبل‬ ‫استخدامه مع الطبق‪.‬‬ ‫تغسل البامية باملاء بعد إزالة أقامعها‪ ،‬ثم تقىل بالسمن‬ ‫البلدي ملدة عرش دقائق‪.‬‬ ‫تسلق قطع اللحم الكبرية جيدا ً حتى النضج‪ ،‬بعد ذلك نضع‬ ‫البامية مع قطع البندورة الناعمة الطازجة أو مع مرق عصري‬ ‫البندورة وتضاف لها البهارات املتنوعة مثل جوزة الطيب‬

‫الخسكار (كبيبات)‬ ‫وهي أكلة شعبية سهلة التحضري‪ ،‬واسمها مأخوذ من الكلمة‬ ‫الرتكية خسكار وتعني املزاح‪ .‬نحتاج فيها إىل الربغل الناعم‬ ‫وبعض البهارات مثل (فليفلة حمراء‪ ،‬كمون‪ ،‬نعنع وكزبرة‬ ‫يابسة‪ ،‬ثوم)‪.‬‬ ‫ينقع الربغل الناعم باملاء لعدة ساعات ويدق يف الجرن‬ ‫مع القليل من البهارات‪ ،‬ويفرك املزيج جيدا ً حتى يصبح‬ ‫متامسكاً‪ ،‬كام ميكن االستعانة باملاكينة الكهربائية‪،‬‬ ‫ومن ثم ترق العجينة وتقطع إىل دوائر صغرية نضعها يف‬ ‫صينية مدهونة بالزيت‬ ‫وتوضع بالفرن عىل حرارة متوسطة ملدة عرش دقائق‪ ،‬وبعد‬ ‫االستواء تُدهن بالزيت والثوم املدقوق والكزبرة‪ ،‬كام ميكن‬ ‫أيضاً خبزها بالتنور‪.‬‬ ‫وتنترش يف املدينة أكشاك التنور التي تتميز بطعمها اللذيذ‬ ‫كالفطائر بالسلق‪ ،‬السبانخ‪ ،‬الكشك‪ ،‬املحمرة‪ ،‬الزعرت‪.‬‬

‫(التالج)‬ ‫من أهم أصناف الحلويات يف طرطوس ويعجن السميد مع‬ ‫قليل من امللح لتصبح العجينة متامسكة‪ ،‬ثم تفرد العجينة‬ ‫ومتد عىل طبق نحايس فوق نار خفيفة ملدة دقيقتني‪ ،‬بعدها‬ ‫تنزع عن الطبق وتصف الرقائق بعضها فوق بعض يف‬ ‫طبق مدهون بالسمن العريب‪ ،‬وترتك مدة ساعة ثم توضع‬ ‫يف الفرن‪ ،‬بعد أن تربد يضاف لها القطر‪( .‬ماء مغيل مع‬ ‫السكر) وتقطع إىل قطع صغرية حسب الرغبة‪.‬‬


‫اﻟﺑواﺑﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻌرب ﻓﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ‬

‫‪ Ortel Connect‬ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﻠﻐﺗك ‪ -‬ﻣن ﻋﺎﻟﻣك‪:‬‬

‫ﺑدأت شرﻛﺔ ‪ Ortel Mobile‬واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣزود خدﻣﺔ أﻟمﺎﻧﻲ راﺋد ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﺗﺻﺎﻻت‬ ‫ﻷﺟل اﻷﻓراد ذوي اﻟخﻠفﯾﺎت اﻟﻣﮭﺎﺟرة‪ ،‬ﺑتفﻌيل ﻣﻧﺻﺔ ﻣﺣﺗوﯾﺎت ﺟدﯾدة ﺗُﻌرف ﺑﺎﺳم‬ ‫‪ .Ortel Connect‬وﺑذﻟك ﺗتيح اﻟشرﻛﺔ ﻟﻠفئﺔ اﻟﻣﺳﺗﮭدﻓﺔ ﻣن اﻟنﺎطقين ﺑﺎﻟﻌرﺑيﺔ خدﻣﺔ‬ ‫ﻏﯾر اﻋﺗﯾﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺣيث ﺳﺗﺣﺻل ﻓﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗفﺻﯾﻠﯾﺔ ﺣول وطﻧك وﺛقﺎﻓﺗك‪.‬‬ ‫ﯾُﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣﺗﺣوﯾﺎت ﺑﺳﮭوﻟﺔ وﻓقًﺎ ﻟﻠمدﯾنﺔ‪ .‬ﯾﺣﺻل اﻟﻣﺳﺗخدﻣون ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﺣدﺛﺔ ﻋن ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻣخﺗﻠفﺔ‪ ،‬ﻣﺛل اﻟﺛقﺎﻓﺔ واﻟرﯾﺎﺿﺔ واﻟفﻌﺎﻟﯾﺎت اﻟمختﻠفﺔ‪ ،‬وﻛذﻟك‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟخﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪arabisch‬‬

‫‪ORTEL‬‬ ‫‪CT‬‬ ‫‪CONNE‬‬

‫ﺗرﯾد شركة ‪ Ortel Mobile‬ﺗوفير اﻟمعﻠوﻣﺎت اﻟمالئمة ﻟألشخﺎص ذوي األﺻول اﻟﻣهﺎﺟرة ﻣﻣن ﯾودون اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﺗﺻﺎل وﺛﯾق ﻣﻊ وطنهم األم‪.‬‬ ‫ﺗثبت شركة أورﺗيل ﻣن ﺧالل ﻣيزة ‪ Ortel Connect‬ﻣجددا ً أنهﺎ ﺗتكﻠم ﻟغة ﻋمالئهﺎ‪ ،‬وﺗﻔهم اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗهم‪ ،‬بمﺎ ﯾمكنهﺎ ﻣن ﺧدﻣﺗهم‪.‬‬

‫ونظرا ً ﻟخﺎﺻية ‪ Ortel Connect‬اﻟمالءﻣة ﻟالﺳتخدام اﻟمتنقل‪ ،‬أﺻبحت اﻟبوابة اإلﻟكترونية ﻣنﺎﺳبة ﻟﺳﻠوك اﻻﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺗبﻊ فﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﻟﻲ‪.‬‬ ‫وذﻟك ألن اﻟﻣعﻠوﻣﺎت ﯾﻣكن اﺳﺗﺣضﺎرهﺎ بﺳهوﻟة وﯾﺳر فﻲ أي ﻣكﺎن بﺎﺳﺗﺧدام اﻟهﺎﺗف اﻟذكﻲ وأن ﯾﺗم ﻣشﺎركﺗهﺎ ﻣبﺎشرة ﻣﻊ األﺻدﻗﺎء‪.‬‬

‫ﻟﻐتك‬ ‫ﯾﺗم ﺗقدﯾم كﺎفة اﻟﻣعﻠوﻣﺎت اﻟﻣعنﯾة بﺎﻟﻠغة اﻟعربﯾة‪ .‬وبﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾُﻣكن‬ ‫ﻟﻠﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن ﻗراءة وفهم اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت بﻠغﺗهم األم‪.‬‬

‫‪HAMBURG‬‬

‫ﻣدﯾنتك‬

‫‪BERLIN‬‬ ‫‪RUHRGEBIET‬‬ ‫‪KÖLN/‬‬ ‫‪DÜSSELDORF‬‬ ‫‪FRANKFURT‬‬

‫‪MÜNCHEN‬‬

‫‪ Ortel Connect‬ﺗقدم ﻟﻠعرب اﻟﻣعﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗعﻠقة بهم بشكل‬ ‫ﻣرﺗبط بﺎﻟﻣدﯾنة اﻟﺗﻲ ﯾعﯾشون فﯾهﺎ فﻲ أﻟﻣﺎنﯾﺎ‪ .‬وﻣن شﺄن ذﻟك‬ ‫أن ﯾﺳﺎﻋدهم ﻋﻠﻰ ﺗدبر أﻣورهم بشكل أفﺿل فﻲ أﻟﻣﺎنﯾﺎ فﻲ‬ ‫اﻟﻣدﯾنة اﻟﺗﻲ ﯾعﯾشون بهﺎ‪ :‬أﯾن ﯾﻣكنك أن ﺗﺟد ﺳوبر ﻣﺎركت‬ ‫ﻋربﻲ فﻲ دورﺗﻣوند؟ أو ﻣﺗﻰ ﺗُعقد فﻲ كوﻟونﯾﺎ إﺣدى اﻟﻔعﺎﻟﯾﺎت‬ ‫اﻟعربﯾة؟ ﯾﺗم ﺗغطﯾة ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣدن اﻟكبرى فﻲ أﻟﻣﺎنﯾﺎ فﺈﻟﻰ ﺟﺎنب‬ ‫برﻟﯾن‪ ،‬ﯾﺗم ﺗغطﯾة هﺎﻣبورغ‪ ،‬وكوﻟونﯾﺎ ‪ /‬دوﺳﻠدورف‪ ،‬وﻣﯾونﯾﺦ‪،‬‬ ‫وفرانكﻔورت وﻣنطقة اﻟرور‪.‬‬

‫ﻣجﺎﻻت اﻟمواﺿيع‬ ‫ﺳﺗﺟد فﻲ كل فئة ﻣﺟﻣوﻋةً شﺎﻣﻠة ﻣن اﻟجمعيﺎت ذات اﻟجنسيﺎت اﻟمختﻠﻔة‪ ،‬وﻣﺣالت اﻟبقﺎﻟة‪ ،‬واﻟﻔعﺎﻟﯾﺎت‪،‬‬ ‫وأﻣﺎكن اﻟعبﺎدة فﻲ اﻟﻣنﺎطق األﻟﻣﺎنﯾة اﻟﻣعنﯾة‪ .‬كﻣﺎ ﯾوﺟد أﯾﺿﺎ أﺧبﺎر رﯾﺎﺿﯾة وﻣوﺳﯾقﻰ ﻋربﯾة ذات ﺻﻠة بﺎﻟفئة‬ ‫اﻟﻣﺳﺗهدفة‪ .‬وبﺎإلﺿﺎفة إﻟﻰ ذﻟك‪ ،‬ﯾﺟد اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣون نﺻﺎئﺢ ﻟالﺳتقرار فﻲ أﻟﻣﺎنﯾﺎ‪ ،‬ﻣﺛل نﺻﺎئﺢ ﻟﺗعﻠم اﻟﻠغة األﻟﻣﺎنﯾة‬ ‫ﻋبر ﺗطبﯾقﺎت اﻟهﺎﺗف اﻟﺟوال‪ ،‬وﯾوفر اﻟﻣوﻗﻊ أﯾﺿﺎ ً ﻣعﻠوﻣﺎت ﻋﺎﻣة ﻋن ﻋنﺎوﯾن اﻟهﯾئﺎت اﻟﺣكوﻣﯾة‪ ،‬أو ﻣراكز‬ ‫ﺗقدﯾم اﻟﻣشورة‪ ،‬أو نظﺎم اﻟرﻋﺎﯾة اﻟﺻﺣﯾة فﻲ أﻟﻣﺎنﯾﺎ‪.‬‬

‫ﺳتجد اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟراﺑط‪www.ortelmobile.de/connect :‬‬

‫اﻟﻌرﺑيﺔ‬


‫‪08‬‬

‫باب مفتوح‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 31‬تموز ‪2018‬‬

‫‪ ..Jugendamt‬دائرة رعاية األطفال والقاصرين‬ ‫متى يتم سحب األطفال من األهل؟‬ ‫هذه الفقرة بالضبط تم الحديث عنها بشكل‬ ‫غري صحيح وتم نرش شائعات كثرية غري‬ ‫مبنية عىل أي مصادر‪ .‬يتم سحب األطفال‬ ‫من األهل يف حالة واحدة فقط وهي تهديد‬ ‫حياة األطفال يف منزل أهلهم سوا ًء بالرضب‬ ‫أو بالحرمان العاطفي واملادي‪ ،‬أو عدم كفاءة‬ ‫األهل يف تربية األبناء كام يف حال إصابتهم‬ ‫بأمراض نفسية أو باإلدمان‪.‬‬

‫سمر الساري‬ ‫انترشت يف اآلونة األخرية الكثري من املقاالت‬ ‫واالستفسارات والفيديوهات حول دائرة‬ ‫رعاية األطفال والقارصين بشكل جعل‬ ‫الكثريين ينظرون إليها عىل أنها الهيئة التي‬ ‫تريد أن تخطف منا أطفالنا‪.‬‬

‫كيل أمل أال يرتدّد األهل يف طلب العون من‬ ‫املنظمة ال سيام يف الحاالت الحساسة حيث‬ ‫يكون للمنظمة دور كبري يف مساندة األهل مثل‪:‬‬ ‫ •حالة وجود طفل من ذوي االحتياجات‬ ‫الخاصة يف األرسة‪.‬‬ ‫ •طفل أو مراهق مترضر نفسياً من‬ ‫الحرب وطريق اللجوء الشاق‪.‬‬ ‫ •طفل يعاين من صعوبات التعلّم‬ ‫واالندماج يف املجتمع الجديد‪.‬‬ ‫ •أطفال تحت السن القانوين هاجروا‬ ‫دون والديهم ويجدون صعوبة يف‬ ‫تقبل الوضع الجديد بعيدا ً عن أهلهم‪.‬‬ ‫ •األمهات القارصات اللوايت يعانني‬ ‫يف تربية مواليدهم يف مجتمع جديد‬ ‫غريب‪.‬‬

‫سأحاول هنا توضيح مهام وأهداف دائرة‬ ‫رعاية األطفال والقارصين‪ .‬سأقترص يف‬ ‫الحديث عىل أملانيا‪ ،‬ألين عىل اطالع عىل‬ ‫طبيعة عملها وماهيتها خفاياها وكيف يفكر‬ ‫العاملون فيها‪ .‬أن ّوه هنا إىل أن املعلومات‬ ‫التي سأطرحها هي معلومات من واقع العمل‬ ‫اليومي‪.‬‬ ‫الهدف الرئييس لهذه املنظمة هو‪:‬‬ ‫الحفاظ عىل وحدة العائلة وحامية األرسة‬ ‫وتوفري الظروف املناسبة لها لحياة كرمية‬ ‫وسليمة‪.‬‬ ‫أحد أهم بنودها‪:‬‬ ‫الحفاظ عىل سالمة األطفال وحاميتهم مبا‬ ‫يتناسب مع حقوق الطفل التي ينص عليها‬ ‫الدستور األملاين‪.‬‬ ‫ملنظمة رعاية الشباب فروع كثرية‬ ‫ومهامت عديدة منها‪:‬‬ ‫ •تقديم املشورة لألرسة‪.‬‬ ‫ •مساعدة األبوين يف الرتبية‪.‬‬ ‫ •التدخّل من أجل حل مشاكل الوالدين‬ ‫ومساعدة العائلة يف مرحلة انتقالية‬ ‫مثل حاالت الطالق‪.‬‬ ‫ •التدخل اإلسعايف والرسيع يف حاالت‬ ‫الجرائم العائلية أو الخصومات أو‬ ‫حتى الحوادث‪.‬‬ ‫ •تقديم مساعدة تعليمية لألطفال‬ ‫وللشباب‪.‬‬ ‫ •رعاية القارصين الالجئني إىل أملانيا‬ ‫من دول أخرى‪ ،‬حيث تراقب املنظمة‬ ‫صحتهم ووضعهم النفيس واملعييش‬ ‫يف دور اإليواء‪.‬‬ ‫ •مساعدة املراهقني يف اختيار املهنة‬ ‫والتخصص‪.‬‬ ‫ •مساعدة العائالت التي ترغب يف‬ ‫حامية أو تبني طفل للحصول عىل‬ ‫طفل مناسب لظروفهم‪.‬‬ ‫ •مساعدة األطفال الذين فقدوا والديهم‬ ‫يف الحصول عىل أرسة ترعاهم وتوفر‬ ‫لهم جو أرسي سليم‪.‬‬ ‫ •قسم الروضات واملدارس واملساعدة‬ ‫يف التعليم‪.‬‬ ‫ •مساعدة الوالدين يف الرتبية‬ ‫نستفيض هنا يف الحديث عن مساعدة‬ ‫الوالدين يف الرتبية‪ ،‬حيث الحظت تخوفاً‬ ‫كبريا ً لدى األهايل من منظمة رعاية الشباب‬ ‫ورغم محاولة التوعية وتوضيح دورها‪ ،‬إال أن‬

‫ما شاع عن هذه املنظمة يف مواقع التواصل‬ ‫االجتامعي من معلومات مغلوطة جعلها‬ ‫مرعبة وتسبب الخوف لدى املهاجرين الجدد‪.‬‬ ‫بينام هي تقدم لهم الكثري من الخدمات‪.‬‬ ‫فاملهاجرون الجدد يحتاجون ملساعدة هذه‬ ‫املنظمة يف كثري من املواقف من أجل شؤون‬ ‫أطفالهم وهي مستعدة لتقديم املشورة مع‬ ‫مرتجمني محرتفني خاصني بعملها‪ .‬ومن‬ ‫املحزن أال يستفيد منها من يحتاجها فقط‬ ‫بسبب مخاوف ال مربر لها‪.‬‬ ‫هناك حاالت كثرية يحتاج فيها األبوان إىل‬ ‫مشورة مختصني ومساعدتهم يف تربية‬ ‫األبناء بطريقة سليمة سوية‪ .‬وغالباً ما تنتج‬ ‫مشاكل الرتبية عن ظرف خاص أو خطأ‬ ‫تربوي منذ الطفولة املبكرة وتتفاقم حتى‬ ‫يصل الوالدان إىل طريق مسدود حاوال معه‬ ‫بشتى الوسائل‪ ،‬ولكن لألسف بقيا عاجزين‬ ‫عن الحل‪ .‬هنا يحق للوالدين استشارة املنظمة‬ ‫وطلب العون منهم‪ ،‬حيث يتم االتفاق برضا‬ ‫الوالدين عىل حل يساعدهم‪.‬‬ ‫الحالة األخرى وهي أكرث شيوعاً تعرض‬ ‫الطفل يف رياض األطفال أو املدرسة ملواقف‬ ‫تثبت للمربني بأنه يعاين مشكلة ما‪ ،‬ويحتاج‬ ‫ملساعدة وتدخل مختصني من منظمة رعاية‬ ‫الطفولة والشباب‪ ،‬فيتم تبليغ املنظمة بتقرير‬ ‫مفصل مع ذكر كل املواقف بتفاصيلها من‬ ‫ّ‬ ‫أجل متابعة املوضوع والتواصل مع الوالدين‬ ‫لتقديم املشورة‪.‬‬ ‫هنالك حاالت ال تكون املساعدة فيها‬ ‫اختيارية وإمنا إجبارية وفقاً للقوانني‬ ‫األملانية‪ ،‬حيث تنص عىل حامية األطفال‬ ‫جميعاً يف الهيئات التعليمية‪ .‬من هذه‬ ‫الحاالت عىل سبيل املثال العدوانية املفرطة‬

‫لدى الطفل أو املراهق بحيث يشعر املربون‬ ‫بأنه خطر عىل أصدقائه أو نفسه‪ .‬وهنا يتم‬ ‫التدخّل بشكل إسعايف ومبارش‪ .‬الحاالت‬ ‫اإلسعافية األخرى التي يكون تدخل املنظمة‬ ‫فيها أكرث حزماً ورسعة هي حاالت تعنيف‬ ‫األطفال وحاالت ترك األطفال يف أماكن عامة‬ ‫أو أماكن غري مناسبة يف أعامر ال يجوز‬ ‫أصالً تركهم دون الوالدين‪.‬‬ ‫ماهي االجراءات التي يتخذها موظفو‬ ‫المنظمة في حاالت اإلسعاف والطوارئ‬ ‫وفي الحاالت العادية؟‬

‫أوالً‪ :‬يف حاالت الطوارئ‬ ‫يتم التح ّرك بشكل رسيع وفوري مبرافقة‬ ‫الرشطة ومختص تربوي ونفيس يف حاالت‬ ‫الجرائم والرضب املربح أو الحوادث وما‬ ‫فيافق املختص الطفل املصاب إىل‬ ‫شابه‪ُ ،‬‬ ‫مشفى األطفال للقيام بفحوص طبية للتأكد‬ ‫وتوثيق حاالت التعنيف واألذى‪ ،‬وإجراء‬ ‫فحوصات نفسية مع مختصني نفسيني‬ ‫مختصني بعالج األطفال واملراهقني‪ ،‬ليتم‬ ‫تشخيص الحالة‪ .‬وخالل األيام الثالثة األوىل‬ ‫مينع األهل من رؤية األطفال ومعرفة عنوانهم‬ ‫حتى ال يتم التأثري عليهم أو تهديدهم أو‬ ‫التشاجر معهم تحديدا ً يف حاالت املراهقني‪.‬‬ ‫بعد االنتهاء من التشخيص املشرتك يتم إقامة‬ ‫جلسة علنية مشرتكة بني املختصني وموظف‬ ‫املنظمة املسؤول عن الحالة‪ ،‬ويتم فيها‬ ‫تبادل املعلومات وإصدار قرار‪ .‬فإما يعترب‬ ‫الطفل سليامً وال يعاين من أي تعنيف ويتم‬ ‫إعادته إىل منزل أهله ومتابعة حالته حسب‬ ‫ما يتطلب األمر‪ ،‬أو من خالل التواصل مع‬ ‫املربني أو من خالل إرشاف مختصة تربوية‬ ‫تساعد األهل يف تخطي هذه األزمة‪ .‬أو يعترب‬

‫الطفل فعالً مهددا ً وقد تع ّرض لتعنيف‬ ‫رصح به وعرب عن رغبته باالنفصال عن‬ ‫و ّ‬ ‫األهل بسبب خوفه منهم‪ ،‬وهنا يتم تحويله‬ ‫ألحد دور رعاية األطفال أو الشباب وفقاً ملا‬ ‫يناسب عمره ووضعه‪.‬‬ ‫الحظت فروقاً واضحة بني حاالت‬ ‫وقد‬ ‫ُ‬ ‫األطفال واملراهقني ‪ ،‬فالتعامل مع املراهقني‬ ‫وتشخيص حالتهم يتم بحذر وتأ ّن أكرث‬ ‫بسبب تدخل وعيهم حيناً وخيالهم حيناً‬ ‫آخر يف إخفاء جزء من الحقيقة‪ ،‬وهنا‬ ‫يراعي املختصون حاالت الخيال والكذب‬ ‫ويتم تطبيق اختبارات أكرث دقة لكشفها فال‬ ‫دا ٍع لخوف األهل من حاالت املراهقني‪ ،‬فإن‬ ‫مل يعنفوا فعالً أو مل يُح َرموا من حقوقهم‬ ‫األساسية يف الحياة تتم إعادتهم إىل منزل‬ ‫ذويهم‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬يف الحاالت العادية‬ ‫وهي حاالت يأيت فيها بالغ للمنظمة من قبل‬ ‫شخص ما يف محيط الطفل‪ ،‬أو من املربني أو‬ ‫حتى األهل قد يلجؤون إىل املنظمة ويطلبون‬ ‫منها العون‪ .‬هنا تتم االجراءات بهدوء وبطء‬ ‫ويُد َعى األهل مع الطفل وكذلك مختص‬ ‫ومرتجم إن لزم األمر ويتم التشاور بخطة‬ ‫عمل منظمة يوضّ ح فيها أهداف هذه املساعدة‬ ‫القريبة والبعيدة املدى‪ ،‬وهنا يتم اللقاء كل‬ ‫ستة أشهر بعد فرز مساعدة أو مساعد من‬ ‫قبل املنظمة يزور العائلة عددا ً معيناً من‬ ‫الساعات‪ .‬وقد يصطحب املساعد األطفال‬ ‫واملراهقني إىل نشاطات تناسب أعامرهم‬ ‫وتساعدهم يف تنمية مواهبهم واكتشافها‬ ‫وأيضاً مساعدتهم يف التعلّم‪ .‬يتك ّرر اللقاء‬ ‫هذا كل ستة أشهر مع تقديم تقرير مفصل‬ ‫عن تط ّور الحالة‪.‬‬

‫األمثلة كثرية يصعب حرصها ولكن‬ ‫الهدف والرسالة متشابه‪ ،‬وعىل من يجد‬ ‫نفسه بحاجة إىل مساعدة املنظمة أال‬ ‫يرتدد ويقيد نفسه بشائعات مفادها‬ ‫أن املنظمة مج ّرد أن تدخل منزالً تأخذ‬ ‫األطفال منه‪ .‬ناقشت يف إحدى املرات يف‬ ‫ورشة عمل مع بعض موظفات املنظمة‬ ‫يف فرع فرانكفورت مخاوف املهاجرين‬ ‫العرب عموماً والسورين خصوصاً من‬ ‫املنظمة‪.‬‬ ‫أتاين رد من مسؤولتهم بالحرف الواحد‪:‬‬ ‫معظمنا آباء ونعلم متاماً من خالل‬ ‫تجربتنا أن أفضل مكان لعيش األطفال‬ ‫هو منزل الوالدين‪ ،‬لذلك قيدنا قانون‬ ‫سحب الطفل من األرسة وجعلناه‬ ‫مير مبراحل كثرية معقدة‪ ،‬حيث يتم‬ ‫بعد ثالث محاكم نوجه بها ثالث‬ ‫تنبيهات من قبل القايض عىل أمل أن‬ ‫نردع الوالدين من الترصفات العنيفة‬ ‫والخاطئة مع األطفال‪.‬‬ ‫تكون مهمة القايض نطق الجملة‬ ‫اآلتية‪ :‬نحن هنا لنخربكم بأن هذا هو‬ ‫التنبيه األول وعليكم تحسني سلوككم‬ ‫مع الطفل وإال سنضطر آسفني اىل‬ ‫أخذه ومنحه فرصة حياة سليمة‬ ‫ومريحة له كطفل يستحق الحياة‪.‬‬ ‫ويكرر القايض ذلك يف املحاكمة‬ ‫الثانية والثالثة‪ .‬ولكن إن مل يرتدع‬ ‫األهل ال يبقى حل سوى الحفاظ عىل‬ ‫سالمة وحياة األطفال‪.‬‬ ‫نتمنى لجميع األطفال الحياة بسالم‬ ‫وأمان وراحة ورضا‪ .‬وواجبنا كأهل‬ ‫تحقيق هذه الظروف لهم بغض النظر‬ ‫عن أي قوانني أو منظامت خارجية‬ ‫فهذه فطرتنا وواجبنا‪.‬‬


‫باب مفتوح‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 31‬تموز ‪2018‬‬

‫‪09‬‬

‫وهكذا يبدأ بعض األطفال بالتمرد واالستخفاف بأهلهم‬ ‫خاصة األطفال يف سن املراهقة‪ ،‬مام يدفع األهل لسلوكيات‬ ‫انفعالية تصل إىل أشكال مختلفة من العنف أحياناً‪ ،‬فتخلق‬ ‫فجوة كبرية بني األطفال وعائالتهم التي بدأت تغرتب عنهم‬ ‫وتصبح "آخر" مختلف وغريب عنهم‪ ،‬ينتمي إىل عامل ال‬ ‫يشبه عوامل الطفل يف الروضة أو املدرسة أو مع األصدقاء‪.‬‬ ‫عامل األهل هذا‪ ،‬وبالرغم من اغرتابه‪ ،‬إال أنه جز ٌء مهم‬ ‫وأسايس من الذاكرة‪ ،‬يكرب أو يصغر حجامً وتأثريا ً تبعاً‬ ‫لعمر الطفل وخرباته السابقة يف بلده األصيل‪ ،‬مام يجعله‬ ‫يعيش تناقضات يف املشاعر واالنفعاالت‪ ،‬ويجعله أسري‬ ‫حالة رصاع بني الهوية السابقة والذكريات املرتبطة بها‬ ‫والتي يعززها األهل دوماً‪ ،‬وبني الهوية الجديدة التي‬ ‫يصنعها مسار حياته الواقعي‪.‬‬

‫األطفال الالجئون‪..‬‬ ‫التحدي الكبير أمام الترف الظاهري‬ ‫علياء أحمد‬ ‫باحثة سورية في قضايا المرأة والطفل‬ ‫مقيمة في ألمانيا‬

‫يف خضم الصعوبات الكثرية التي تواجه الالجئني‬ ‫واملجتمع املضيف‪ ،‬يبدو أن الالجئني الصغار يحظون‬ ‫باهتامم أقل من املطلوب‪ ،‬نتيجة أسباب متعددة تبدأ‬ ‫مع صعوبات حصول األهل عىل اإلقامة أو مل الشمل‬ ‫وتأمني سكن الئق‪ ،‬وال تنتهي باملراسالت البريوقراطية‬ ‫ملكتب العمل ودورات اللغة وغريها‪.‬‬ ‫الرتف (الظاهري) واالهتامم املمنوح لألطفال يف الروضات‬ ‫واملدارس وأماكن اللعب الكثرية واإلمكانيات املتاحة لتوفري‬ ‫راحة الطفل وسعادته‪ ،‬يدفع لالعتقاد بأن ال وجود ملشكالت‬

‫جدية عند األطفال الالجئني‪ ،‬وإن وجدت فهي عىل سبيل‬ ‫الصدفة‪ ،‬أو نتيجة ظروف خاصة‪ .‬لكن من خالل أحاديث‬ ‫األهل من القادمني الجدد‪ ،‬وعند االستامع لوجهات نظر‬ ‫املعلمني واملربني يف املدارس والروضات‪ ،‬وكذلك عند التمعن‬ ‫يف املشاهدات اليومية يف الشوارع أو املواصالت واألماكن‬ ‫العامة‪ ،‬يتبني أن األمر يستحق الوقوف طويالً عنده‪ ،‬ويحتاج‬ ‫مزيدا ً من االهتامم والجرأة يف التعامل مع التحديات الكربى‬ ‫التي تواجه جميع األطراف (األهل‪ ،‬املجتمع املضيف‪ ،‬األطفال‬ ‫أنفسهم)‪.‬‬ ‫بالنسبة لألطفال‪ ،‬ال يعترب موضوع اللغة التحدي األكرب‪،‬‬ ‫فاألطفال يتعلمون اللغة برسعة تذهل الجميع‪ ،‬لكنهم رسعان‬ ‫ما يدفعون مثن هذه السمة اإليجابية‪ ،‬إذ يتحولون إىل‬ ‫مرتجمني ألرسهم يف الدوائر الرسمية وعند األطباء وحتى‬

‫يف السوبر ماركت أو أية حالة تتطلب تواصالً لغوياً ال ميكن‬ ‫لألهل القيام به‪ .‬كثريا ً ما يفخر األهل بطفلهم‪ /‬طفلتهم‬ ‫األذكياء‪ ،‬وال ينتبهون إىل أن استخدام الطفل كمرتجم‬ ‫فيه يشء من االنتهاك لطفولته‪ ،‬حتى وإن كانت الدوافع‬ ‫والغايات بريئة واألمر يتم بصورة عفوية‪ ،‬إال أنه شكل من‬ ‫أشكال عاملة األطفال‪ ،‬وإقحام للطفل يف مجاالت ومهام‬ ‫ليست له‪ ،‬بل إنها غالباً ما تعود عليه بالرضر النفيس أو‬ ‫املعنوي‪ ،‬كاألطفال الذين يرافقون ذويهم إىل األطباء مثال‪،‬‬ ‫فرتاهم يخوضون يف مسائل تفوق قدرتهم عىل الفهم‬ ‫واالستيعاب‪.‬‬ ‫ال يقف األمر عند كون الطفل مرتجامً ألهله‪ ،‬بل يتعدى هذا‬ ‫ليصبح معلمهم‪ ،‬وأحيانا يجعله ذلك متعالياً عليهم‪ ،‬فهو‬ ‫يعرف اآلن ماال يعرفونه‪ ،‬ويفهم ويلحظ ما ال يلحظونه‪.‬‬

‫يف املقابل‪ ،‬يجهل املجتمع املضيف (األملاين) الكثري حول‬ ‫الخلفية التي قدم منها الالجئون وأطفالهم‪ ،‬بل ويتجاهلها‬ ‫تبي أن العديد من العاملني‬ ‫أحياناً‪ .‬يف كثري من الحاالت ّ‬ ‫مع الالجئني يعتربون أن البحث يف الخلفية التي قدم منها‬ ‫الطفل الالجئ وفهمها ليست من مهامهم‪ ،‬وأن نظام صف‬ ‫اللغة األملانية كلغة ثانية (داتز) كفيل بأن يعدل التاميز‬ ‫بني األطفال الالجئني وأقرانهم األملان من خالل اللغة‪،‬‬ ‫لينخرطوا سوياً فيام بعد يف صف واحد‪ .‬لكن الطفل‬ ‫القادم من تجربة قاسية عاش فيها ظروفاً غري إنسانية‬ ‫سواء يف بلده املشتعل بالحرب‪ ،‬أو عىل طريق املوت يف‬ ‫سبيل الوصول للجنة املوعودة‪ ،‬يختزن كثريا ً من الصور‬ ‫العنيفة التي تظهر هنا وهناك‪ ،‬سواء بالعنف املوجه‬ ‫لألقران يف املدارس‪ ،‬أو املشكالت مع األهل‪ ،‬وحتى يف‬ ‫تخريب املمتلكات العامة‪.‬‬ ‫خربات أكرث عاشها الطفل الالجئ مقارن ًة باألطفال اآلخرين‬ ‫يف محيطه‪ ،‬ليست يف معظمها خربات إيجابية‪ ،‬ويتحمل‬ ‫مع محيطه نتائجها الصعبة التي ترتاكم يوماً بعد يوم‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يستدعي املزيد من االنتباه لواقع األطفال الالجئني‪.‬‬ ‫"تسألني املعلمة أسئلة غبية"‪ .‬هذا ما قاله مجد (‪ 8‬سنوات)‬ ‫الذي يعيش يف أملانيا منذ سنتني‪ .‬وحني استوضحت أمه‬ ‫منه أجاب‪" :‬بعد أن غنينا لصديقي يف عيد ميالده وزعت‬ ‫أمه الكاتو علينا‪ ،‬فجاءت املعلمة وسألتني هل تعرف الكاتو؟‬ ‫هل يوجد كاتو يف سوريا؟!" وأضاف مجد ساخطاً" "هي‬ ‫تظن أننا نعيش يف الخيام‪ .‬ال تعرف أنه كان عندنا بيت لكنه‬ ‫قُصف و ُد ّمر"!‬

‫البيروقراطية مرض عضال‬ ‫إيهاب بدوي‬ ‫رئيس تجمع الشباب السوري‬

‫ها أنا هنا أميض عامي الثاين يف أملانيا‪ ،‬البلد الذي‬ ‫تغزو التكنولوجيا املتطورة مفاصل الحياة فيه‪،‬‬ ‫والذي يعد من أوىل دول العامل من حيث براءات‬ ‫االخرتاع يف املجاالت املختلفة سعياً نحو تسهيل‬ ‫حياة اإلنسان ومساعدته عىل تحدي صعوبات‬ ‫العرص‪ ،‬البلد الذي يبهرك كل يوم بيشء جديد مل‬ ‫تعرفه أو تسمع عنه من قبل‪ ،‬ومع كل النجاح‬ ‫والتكنولوجيا املبهرة يف هذا البلد تصدمني يومياً‬ ‫البريوقراطية التي تهيمن عليه إىل الغرق حتى‬ ‫أذنيه‪.‬‬ ‫فلم أتوقع هنا أن يستغرق البت وإصدار القرار يف‬ ‫قضية ما شهورا ً أو رمبا سنوات‪ ،‬أو أن تفقد أوراق‬ ‫قضيتك وتضيع ضمن مؤسسة حكومية‪ ،‬أو أن يرتكب‬ ‫أحد املوظفني أخطاء قادرة عىل إيصالك إىل اإلفالس‬ ‫وتجريدك من ممتلكاتك‪ ،‬كام يحدث يف بلدان "العامل‬ ‫الثالث"‪ ،‬أو أسوأ أحياناً‪ ،‬أو كأننا نعيش يف عرص ما قبل‬

‫التكنولوجيا‪ ،‬مل أتوقع أن مواطناً أملانياً يحتاج إىل شهر أو‬ ‫أكرث؛ ليستطيع الحصول عىل موعد مع دائرة حكومية‪ ،‬أو‬ ‫ينتظر أكرث من شهر؛ ليحصل عىل موعد مع الطبيب‪.‬‬ ‫يتذمر بعض املواطنني األملان باستمرار من البريوقراطية‬ ‫التي هيمنت عىل حياتهم‪ ،‬لكن املؤسف يف األمر أنهم‬ ‫عندما يتحدثون عن ذلك‪ ،‬يبدون مستسلمني لها وكأنها‬ ‫قَدَر ال ميكن التخلص منه‪ ،‬ويعجزون عن إيجاد حل ميكن‬ ‫أن يوقفها‪.‬‬ ‫سمعت بوجود محاوالت وأفكار عديدة ومستمرة للتخفيف‬ ‫منها عىل األقل يف مؤسسات الدولة‪ ،‬ولكن ال تستطيع أن‬ ‫تغي‪ ،‬ومع أن املواطنني األملان ميضون‬ ‫تالحظ أن شيئاً ّ‬ ‫الكثري من الوقت يف حياتهم اليومية يف التنقل بني‬ ‫الدوائر واملؤسسات الحكومية وانتظار املواعيد إلنجاز‬ ‫معامالتهم‪ ،‬ودامئاً ما يواجهون إجراءات ومصطلحات‬ ‫وتعقيدات إدارية ال يفهمونها‪ ،‬فيضطرون إىل اللجوء‬ ‫إىل محامني وخرباء لرشحها لهم ومساعدتهم‪ ،‬فكيف هو‬ ‫الحال إذا ً بالنسبة إىل الالجئني الذين ال يتقنون اللغة أو‬ ‫فن التعامل مع املوظف الحكومي‪.‬‬

‫كثريا ً من األحيان أجلس منتظرا ً ساعي الربيد بدراجته‬ ‫الهوائية الصفراء‪ ،‬هو ينتظر توقيعي عىل قامئته وأنا‬ ‫أنتظر ظرفاً مهامً كنت أترقبه منذ أسابيع‪ ،‬وصول ظرف‬ ‫توصف‪.‬‬ ‫أصبح مصدر سعادة ال‬ ‫َ‬ ‫عشت هذه البريوقراطية فقط هنا‪ ،‬مل أ ِعشها يف سوريا‬ ‫أقمت به مثل ساحل العاج أو تركيا‪ ،‬ومل‬ ‫أو أي بلد آخر‬ ‫ُ‬ ‫أشاهد من قبل هذا العدد من صناديق الربيد عىل أبواب‬ ‫املنازل‪ ،‬ومل أتوقع أن ألتقي بساعي بريد من قبل مع تطور‬ ‫الحكومات اإللكرتونية‪ .‬كنت أعتقد أن من عاش عرص‬ ‫الرسائل الورقية هم أجدادنا أو كبار السن الذين ميلؤهم‬ ‫الحنني إىل الربيد بعد كل مرة ينسون فيها كلمة الرس‬ ‫الخاصة بربيدهم اإللكرتوين الجديد‪.‬‬ ‫ككثريين غريي‪ ،‬أوىل تجاريب مع التعقيدات اإلدارية يف‬ ‫أملانيا كانت مع معاملة اإلقامة التي بدأت بها يف شهر‬ ‫ترشين األول عام ‪ 2015‬و مل أحصل عىل رد حتى شهر‬ ‫نيسان عام ‪ ،2017‬فيام كنت أتصور أنه ميكن البت يف‬ ‫أمرها خالل جلسة واحدة يف ساعة واحدة‪ .‬من التجارب‬ ‫األخرى صعبة التصديق عدم وجود شبكة مشرتكة‬

‫للمعلومات بني الدوائر الرسمية مام يضطرك كل مرة‬ ‫ألن تقوم بإصدار أوراق جديدة‪ ،‬ولن تدرك ما يعني‬ ‫هذا إال إذا قمت به بنفسك‪ ،‬وكأنك يف أول يوم لك يف‬ ‫أملانيا‪ ،‬وتزور أول مؤسسة حكومية‪ .‬ويجب أن تعيد‬ ‫الرحلة الطويلة بني املوظفني وانتظار مواعيد ال تنتهي‬ ‫مع املوظف الذي يف كل مرة يخربك عن ورقة جديدة‪،‬‬ ‫وكأنه من الصعب عليه أن يطلب جميع األوراق مرة‬ ‫واحدة‪.‬‬ ‫يل االحتفاظ بكل الوثائق والرسائل‬ ‫فاجأين أيضاً أنه ع ّ‬ ‫ضمن مصنفات تعج مكتبتي بها‪ ،‬وكأنني أعمل يف‬ ‫دائرة النفوس يف سوريا‪ ،‬فرحتي سوف تكتمل عند‬ ‫انقضاء ست سنوات عىل تاريخ الوثائق الصادرة‪،‬‬ ‫حيث سيكون مبقدوري حينها فقط التخلص منها‬ ‫إىل األبد‪.‬‬ ‫ولكن املصيبة أنني يف كل يوم سأستقبل الكثري من‬ ‫الوثائق الجديدة التي ستحل مكان القدمية يف نفس‬ ‫املصنفات ويف نفس املكتبة‪ ،‬يف انتظار السنوات الست‬ ‫القادمة‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫باب القلب‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 31‬تموز ‪2018‬‬

‫بورتريه‬

‫أن توبيش دويتش تعني يل للوهلة األوىل‬ ‫شيئاً يشبه املياه املعدنية‪ ،‬نعم‪ ،‬يف أملانيا‬ ‫عرفت ألول مرة أن هناك يشء اسمه مياه‬ ‫غازية ميكن أن يرشبها اإلنسان‪ ،‬يف بلدي‬ ‫الذي أريد نسيانه مل أسمع بوجود ماء‬ ‫يل‬ ‫ّ‬ ‫غازي‪ ،‬ماء له طعم‪ ،‬ما يزال يصعب ع ّ‬ ‫التسليم أن للامء طعم"!‬ ‫زاغت نظرات روزا‪ ،‬وقبل أن تستق ّر عىل‬ ‫ين‪" :‬النمط األملاين‬ ‫يل األفغا ّ‬ ‫حال‪ ،‬قال ع ّ‬ ‫يف ذهني هو هؤالء الذين أراهم كل‬ ‫مساء يُن ّزهون كالبهم‪ ،‬يعيشون مع كلب‪،‬‬ ‫يصادقون الكلب‪ ،‬يصاحبون الكلب بدالً عن‬ ‫صحبة أخوتهم البرش‪ .‬يا إلهي كيف ميكن أن‬ ‫يعيش اإلنسان يف غرفة واحدة مع كلب؟!"‪.‬‬

‫مهاجرون في ألمانيا‬

‫المصور الفلسطيني محمد‬ ‫بدارنة‬ ‫إعداد ميساء سالمة فولف‬ ‫يف هذه الزاوية نع ّرفُ القراء بشخصيات من‬ ‫ٍ‬ ‫سنوات‬ ‫املهاجرين الذين وصلوا إىل أملانيا منذ‬ ‫طويلة‪ ،‬ومتكنوا من إعادة بناء حياتهم ومستقبلهم‬ ‫بعيداً عن أشكال وحدود االنتامء التقليدي‪ ،‬وحققوا‬ ‫ٍ‬ ‫مجاالت عديدة‪ ،‬فاحتضنتهم هذه البالد‬ ‫نجاحات يف‬ ‫وصارت لهم وطناً‪.‬‬

‫محمد بدارنة هو مصور فلسطيني يعمل يف مشاريع‬ ‫فلسطينية عربية ودولية‪ ،‬ولد يف قرية عرابة ‪....‬‬

‫ألماني للغاية‪" ..‬توبيش دويتش"‬

‫ولد يف قرية "عرابة" يف الجليل‪ .‬نشط حقوقياً يف‬ ‫النارصة من خالل املؤسسة العربية لحقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫وأسس "حركة حق" الشبابية التي كانت تهتم بقضايا‬ ‫الهوية والحركات الشبابية الجامهريية‪ .‬عاش يف حيفا‬ ‫ودرس يف جامعتها الفلسفة والتاريخ‪ .‬عمل يف سلك‬ ‫التعليم وبدأ بدراسة التصوير الفوتوغرايف أكادميياً يف‬ ‫معهد الفنون يف مدينة حيفا املحتلة‪.‬‬ ‫ينتمي بدارنة إىل عائلة تهتم بالثقافة والسياسة‪،‬‬ ‫انخرطت يف العمل الوطني ويسهم أبناؤها وبناتها يف‬ ‫تطوير الحراك الفني يف فلسطني‪.‬‬ ‫مل يدخل عامل التصوير منذ زمن بعيد‪ ،‬فمن خالل‬ ‫نشاطه يف القضايا االجتامعية وحقوق اإلنسان وعمله‬ ‫التطوعي مع األطفال املرىض الغزيني يف املستشفيات‪،‬‬ ‫مارس هواية التصوير‪ ،‬ورسعان ما اكتشف شغفه‬ ‫بالعمل الفوتوغرايف الذي حفزه عىل تكثيف معرفته‬ ‫ومداركه يف عامل التصوير‪.‬‬ ‫خالل أنشتطه ودراسته األكادميية بدأ بصقل عامله‬ ‫الفكري نحو الكامريا وبدأت تتكون أوىل أعامله‬ ‫ومشاريعه التي تحمل هموم الجسد واإلنسان واألرض‬ ‫والوطن‪.‬‬ ‫يهدف من خالل أعامله الفنية إىل مواجهة الصور‬ ‫النمطية وتحرير الصورة من هيمنة آلة االعالم والهيمنة‬ ‫التجارية التي تخدم منظومة السيطرة عىل اآلخر كام‬ ‫فعلت السينام األمريكية‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬حني صاغت‬ ‫اإلنسان العريب وقدمته عىل الشكل والصورة التي‬ ‫تريدها‪.‬‬ ‫يف كل ما يتعلق بالتصوير وامتزاجه بالفنون البرصية‪،‬‬ ‫يعتمد بدارنة عىل الخروج من الكامريا وتقنياتها‬ ‫كيشء مركزي‪ ،‬والرتكيز عىل بناء األفكار واملشاريع‬ ‫التي تخدم رؤية الفنان‪ .‬فكل لقطة عنده تتحول إىل‬ ‫حكاية مؤثرة وفعالة عن أي مشهد نعيشه‪.‬‬ ‫جذبت أعامله مؤسسات ومنظامت كثرية‪ ،‬مثل دارة‬ ‫الفنون يف عامن ومنظمة العمل الدولية واألمم املتحدة‪.‬‬ ‫وعرضت يف جنيف واملغرب وبروكسل ونيويورك‬ ‫ومدن أخرى‪.‬‬ ‫هوايته األساسية هي السفر‪ ،‬وقد تجاوز عدد البالد التي‬ ‫زارها ‪ 43‬دولة‪ ،‬س ّجل عنها حكايات أسفاره‪ .‬باإلضافة‬ ‫إىل ذلك ميارس هوايتي الخط العريب والكتابة‪.‬‬ ‫يعمل بدارنة يف مجال التدريب والورشات املتعلقة‬ ‫بالتصوير وحقوق اإلنسان‪ ،‬وخصوصاً ما يُطلق عليه‬ ‫التصوير ألجل التغيري‪ .‬تم اختياره ضمن برنامج‬ ‫املفوضية السامية لحقوق اإلنسان املنعقد يف جنيف‬ ‫واملتعلق باألقليات األصالنية‪ ،‬ويعيش متنقالً بني‬ ‫مدينتي برلني وحيفا الفلسطينية‪.‬‬

‫د‪ .‬نجاة عبد الصمد‬ ‫طبيبة سورية مقيمة في ألمانيا‬

‫يهمي الصباح هادئاً بغيمه القليل عىل‬ ‫قاعة الدرس‪ ،‬تدخل "روزا"‪ ،‬املعلمة‬ ‫األملانية الشابة‪ ،‬تكتب لتالميذها بخطٍّ‬ ‫جميلٍ‬ ‫وتعليمي حتى يف شكل ارتسامه‬ ‫ٍّ‬ ‫عىل السبورة‪" :‬توبيش دويتش"‪ ،‬ثم‬ ‫تلتفت إىل تالميذها‪" :‬مباذا توحي لكم‬ ‫هذه العبارة"؟‬ ‫قد تكون روزا العملية والحازمة مثاالً حيّا‬ ‫عىل "توبيش دويتش" (النمط أو العقلية‬ ‫األملانية)‪ ،‬فهي التي تفتح لتالميذها أقفال‬ ‫اللغة من مفرداتها إىل قواعدها إىل بنيانها‪،‬‬ ‫بينام تالميذها هؤالء كبار السن وحاملون‬ ‫كل عىل طريقته وظرفه‪ ،‬جميعهم هاجروا‬ ‫ّ‬ ‫إىل بلدها من بال ٍد كثري ٍة تغرق يف حروبها‪،‬‬ ‫وعليهم أن يتعلّموا لغة البلد املضيف إن مل‬ ‫يكن برغبتهم فألن عليهم أن يفعلوا‪ ،‬وأن‬ ‫يجيبوا اآلن عىل السؤال املكتوب أمامهم عىل‬ ‫السبورة واضحاً متاماً وسهالً وممتنعاً يف آن‬ ‫معاً‪ .‬مباذا سيجيبون؟ وكيف لهم أن يصيغوا‬ ‫أجوبتهم بهذه اللغة الجديدة والعنيدة‪،‬‬ ‫بينام بعضهم مل يربأ بعد من خشيته من أن‬ ‫ترميه هذه األرض الجديدة خارجها إن هو‬ ‫نطق حقاً مبا يفكر ومل يكن جوابه مطابقاً‬ ‫ألهوائها؟‬ ‫أجابت كيتي (من الصني)‪" :‬تعني يل ثقة‬ ‫اإلنسان بصناعة بالده"‪ .‬وقالت رندة (من‬ ‫سوريا)‪" :‬هي نظافة الشوارع والحدائق‬ ‫والغابات والبحريات واألبنية واألسواق‪ ،‬هي‬ ‫ثقتي بنظافة األكل يف املطاعم"‪ ،‬وأجاب‬

‫ين‬ ‫خلدون (من سوريا) بدوره‪" :‬النمط األملا ّ‬ ‫يف ذهني يشبهك يا روزا‪ :‬أنت شابة وحلوة‪،‬‬ ‫ال تضعني أي ماكياج وثيابك عادية جدا ً‬ ‫وتلبسني يف رجليك شحاطة قدمية‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬ ‫أقل جامالً من أختي التي كانت تجلس‬ ‫أراك ّ‬ ‫ساعتني أمام املرآة قبل أن تذهب إىل عملها‬ ‫ممرضة يف املشفى"‪.‬‬

‫مروانة‪ ،‬الصبية السمراء من أفغانستان‪،‬‬ ‫جت قاعة الصف‬ ‫ركنت إىل حلمها وم ّو ْ‬ ‫ْ‬ ‫كلها بالصدى الطالع من رأسها‪" :‬لألسف‬ ‫يا روزا‪ :‬أملانيا تعني يل عدم كفايتي من‬ ‫الضوء‪ .‬سامء أملانيا غامئة وكئيبة‪ .‬حني‬ ‫يأيت من السامء ضوء أشعر أنني عدت إىل‬ ‫أفغانستان"‪.‬‬

‫سارعت رغد إىل الجواب بانفعا ٍل كام لو أنها‬ ‫تلقي قصيدة حامسية‪" :‬توبيش دويتش‬ ‫تعني يل التكنولوجيا‪ ،‬التطور‪ ،‬الحرية"‪.‬‬ ‫رغد من سوريا‪ ،‬كانت هناك يف املرحلة‬ ‫اإلعدادية منذ خمس سنوات‪ ،‬ثم تنقّلت بني‬ ‫مخيامت عديدة بال مدارس قبل أن تصل إىل‬ ‫أملانيا منذ عامني‪ .‬عمرها اآلن عرشون عاماً‪،‬‬ ‫السبعة األخرية منها بال مدارس‪ ،‬بال قراءات‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫الفكري وال فرص‬ ‫إضافات إىل قاموسها‬ ‫بال‬ ‫ّ‬ ‫متاحة لها للغوص يف دالالت املفردات‬ ‫الفخمة مثل (تكنولوجيا‪ ،‬تطور‪ ،‬حرية) أو‬ ‫إلدراجها يف ترتيبها املنطقي حيث الحرية‬ ‫إحدى أهم رشوط التطور التكنولوجي أو‬ ‫واستطاعت أن‬ ‫سواه! لك ّن رغد نطقت بها‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ترسم عىل وجه املعلمة ابتسام ًة فخورة‪.‬‬

‫وقالت آلينا (من كوبا)‪" :‬أملانيا يف ذهني‬ ‫هي شبكة طرق (أوتوبان) ال حرص لها‪،‬‬ ‫طرق رسيعة ومتشابكة كام رشايني الجسد‬ ‫البرشي"‪.‬‬

‫قال جور (من الهند)‪" :‬أظنها تعني‪ :‬الشعب‬ ‫الودود!"‪ ،‬واعرتضت أمل رسيعاً‪ :‬ال أظنهم‬ ‫ودودين‪ ،‬تسأل أحدا ً يف الشارع هل تسمح‬ ‫وتدلّني عىل هذا العنوان؟ يالحظ أنك يف أزمة‬ ‫طلبت من عرشة مارين يف‬ ‫وال يكرتث‪ ،‬ولو‬ ‫َ‬ ‫الطريق أن يساعدوك‪ ،‬هذا إذا ملكت لغتهم‬ ‫لتخاطبهم بها‪ ،‬سيجيبك واحد من هؤالء‬ ‫العرشة بينام سيهز اآلخرون أكتافهم متذمرين‬ ‫ألنك عطّلت سريهم الرسيع‪ ،‬ويجيبونك بعبارة‬ ‫ال أثر فيها للتعاطف أو حتى للتفهم‪" :‬ليس‬ ‫لدي أدىن فكرة ع ّم تسأل"!‬ ‫تابعت أمل (سوريا)‪" :‬لكن أملانيا تعني يل‬ ‫أشياء أخرى‪ ،‬هي انضباط اإلنسان‪ ،‬شغفه‬ ‫بالعمل‪ ،‬إميانه بنفسه وببلده‪ ،‬الشعب‬ ‫يل البعيد عن الرومانسية"‪ .‬تدخلت‬ ‫العم ّ‬ ‫املعلمة‪" :‬وهل تعتقدين أ ّن الشعب األملاين‬ ‫كله شغوف بعمله"! ردتْ أمل‪" :‬مبجرد ما‬ ‫يصبح إتقان العمل عاد ًة راسخة فهذا يكفي‬ ‫ٌ‬ ‫شغوف حتى وإن مل‬ ‫ألعترب أ ّن هذا الصانع‬ ‫يكن"!‬

‫كانت روزا ع ّودتهم قرسا ً عىل أال يتكلم‬ ‫(التلميذ) إال يف دوره‪ ،‬والدور اآلن ملحمد‪،‬‬ ‫سيايس فلسطيني مخرضم‪،‬‬ ‫‪66‬عاماً‪،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫لغتُه وأفكاره ونقاشه ونطقُه اآلرس جعلوه‬ ‫أجمل الناطقني باللغة العربية‪ .‬كان هذا‬ ‫َ‬ ‫ح قديمٍ من‬ ‫يف حياته التي نضجت بني نزو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وحديث‬ ‫فلسطني إىل سوريا عام ‪،1967‬‬ ‫إىل املانيا منذ ‪ 3‬سنني‪ .‬حاول محمد الكالم‪،‬‬ ‫تأتأ‪ ،‬وكالعادة مل يستطع أن يبني جملة‬ ‫واحدة‪ .‬ثالث سنني وهو يفشل يف تعلم‬ ‫اللغة‪ ،‬منحته الحكومة األملانية ضعف عدد‬ ‫الساعات املخصصة للمهاجرين الجتياز‬ ‫املرحلة اإللزامية من اللغة وبدوره مل يوفر‬ ‫جهدا ً يف حضور الدروس أو اإلصغاء‬ ‫والكتابة واإلعادة ومحاولة النطق‪ .‬كل ما‬ ‫يب ملوضوع الحديث‬ ‫أنجزه هو فه ٌم ضبا ّ‬ ‫الذي يسمعه باألملانية‪.‬‬ ‫وألن محمد لن يرتاح إال بعد أن يقول ما‬ ‫أخذ يتزاحم يف رأسه باللغة العربية؛ طلب‬ ‫من منر‪ ،‬جاره يف املقعد أن يرتجم له‪:‬‬ ‫"أملانيا تعني يل بلد الضامن االجتامعي‬ ‫املكني‪ ،‬البلد الذي حسم أمره بأال يرتك بني‬ ‫مواطنٍ وآخر سبباً للتقاتل وأحالهم جميعاً‬ ‫إىل مرجعية القانون‪ ،‬أنا أحرتم هذا البلد‬ ‫الذي يحرتم املسنني واملعوقني‪ ،‬ولن يخذل‬ ‫كرامتي الشخصية يف الجزء األرذل من‬ ‫عمري"‪ .‬بلغته البسيطة أوصل منر الفكرة‬ ‫إىل روزا‪ ،‬إال أ ّن ترجمته ظل ّْت بعيدة عن‬ ‫دفق الجزالة يف عربية محمد‪ .‬توقف منر‬ ‫بعدها عن الكالم لثوانٍ ثم خفض صوته‬ ‫وتابع‪ " :‬أما أنا‪ ،‬منر‪ ،‬فسأخربك عن نفيس‬

‫يل سعيدا ً بأن‬ ‫اغ ّ‬ ‫رب وجه روزا بينام بدا ع ّ‬ ‫يقول رأيه يف شأنٍ ما‪ ،‬أي شأن! كان يتكلم‬ ‫منساباً وعفوياً ومنفعالً‪ ،‬وهو الرجل‬ ‫الثالثيني الذي وصل إىل أملانيا أميّاً وأباً‬ ‫ٍ‬ ‫درايس يف‬ ‫مقعد‬ ‫لثالثة أطفال‪ ،‬وانتظم عىل‬ ‫ّ‬ ‫مدرس ٍة ألول مرة يف حياته مع أجانب من كل‬ ‫أصقاع األرض بينام أوالده يتعلمون األملانية‬ ‫مع األطفال األملان يف الحضانة‪.‬‬ ‫عال صوت رفائيل من املكسيك‪ ،‬وأعاد إىل‬ ‫روزا ضحكتها الطفلة‪" :‬وملاذا التعقيد؟!‬ ‫أملانيا تعني يل‪ :‬برية‪ ،‬بطاطا‪ ،‬لحم الخنزير‬ ‫الشهي الحارض يف كل وجبة‪ .‬وأيضاً؛ أملانيا‬ ‫ّ‬ ‫يف ذهني هي صناعة كرة القدم‪ ،‬هندستها‬ ‫كمعادلة رياضية‪ ،‬حني أشاهد الفريق األملاين‬ ‫أنش ّد إليه‪ ،‬يتعب عقيل وأتعب يف الرتكيز‬ ‫وال أستمتع‪ ،‬ويفوز الفريق األملاين وأفخر به‬ ‫لكنني ال أفرح‪ ،‬النمط األملاين ليس ممتعاً‪.‬‬ ‫نحن يف املكسيك نستمتع بلعبة الفوتبول كام‬ ‫نتنفس أو نرقص أو نأكل فاهيتا"‪.‬‬ ‫قالت ديبورا من نيجرييا‪" :‬أملانيا هي البلد‬ ‫الذي يرى لون برشيت ومينعه القانون من‬ ‫أن يعاملني بسببها بعنرصية أو بتمييز"‪.‬‬ ‫اعرتضت ليسيل‪" :‬ولكنني من كوبا‪ ،‬وأنا‬ ‫سمراء ال سوداء‪ ،‬وكنت حتى أمس أظن‬ ‫أملانيا كذلك لكنني أمس بالذات كنت يف‬ ‫القهوة وطلبت من النادلة شيئا فأحالتني‬ ‫دون أن أفهم ملاذا إىل زميلتها‪ ،‬كان يشء ما‬ ‫يف صوتها وتعابري وجهها يقول من غري‬ ‫أن تنطق‪ :‬لن أطيق خدمتك ألنك أجنبية‪ ،‬أو‬ ‫بالتحديد‪ :‬ألنك لست أملانية!"‬ ‫تدخل حاتم يف غري دوره‪" :‬نعم‪ ،‬ليسيل عىل‬ ‫حق‪ .‬كنت أظن أن بلدي إيران معقد جدا ً‪،‬‬ ‫لكن أملانيا معقدة أيضاً‪ ،‬خذي مثال قضية‬ ‫فرز الزبالة إىل زجاج وورق وبيو ومختلط‬ ‫وال أدري ماذا بعد‪ ..‬دزينة من حاويات‬ ‫خرضاء‪ ،‬بنية‪ ،‬صفراء وسوداء لن تكفيني‬ ‫سنة كاملة لحفظ ألوانها"‬ ‫وقالت ليزا من أوكرانيا‪" :‬أوووه‪ ،‬أوراق‬ ‫كثرية‪ ،‬بريوقراطية‪ .‬سأشيخ هنا قبل أن أكمل‬ ‫أوراقي القانونية"!‬ ‫ستتواىل الدروس يف القاعة وينتهي هذا‬ ‫الكورس ويأيت سواه‪ ،‬ويُجاب عىل السؤال‬ ‫نفسه بألف جواب‪ ،‬ويف لحظة ما ستخرج‬ ‫املعلمة نفسها عن غري قصد‪ ،‬من الـ"توبيش‬ ‫دويتش" الراسخ وال تعرف كيف تعود إليها؛‬ ‫أو رمبا يعيد "توبيش دويتش" تعريف‬ ‫نفسه‪ ،‬فالتأثري يف املحصلة متبادل‪ ،‬عىل‬ ‫اختالف درجاته‪.‬‬


‫باب القلب‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 31‬تموز ‪2018‬‬

‫"الميتال"‬

‫تخضع للتكهنات‪ ،‬واإلحساس بالخطر‬ ‫واملؤامرة‪ ،‬وال تكف هذه القضية من الظهور‬ ‫إىل العلن بني الحني واألخر‪ ،‬أثناء الرتويج‬ ‫أو الرتخيص للحفالت‪ ،‬تحت مسميات‬ ‫مختلفة كعبادة الشيطان‪ ،‬الهلوسة أو تعاطي‬ ‫املخدرات‪ ،‬ورغم أنها مجرد موسيقا‪ ،‬ليست‬ ‫ديناً أو عقيدة أو اتجاه سيايس‪ ،‬لكن كأي‬ ‫ظاهرة خارجة عن املألوف‪ ،‬يكفي ربطها‬ ‫بالكفر والصهيونية لتتم مقاطعتها والتشهري‬ ‫مبن يعمل بها‪.‬‬

‫في أحضان الديكتاتوريات‬

‫بدأت تجربة امليتال يف سوريا أواخر‬ ‫الثامنينيات‪ ،‬والقت جمهورا ً واسعاً خاصة بني‬ ‫فئة الشباب‪ ،‬لكن غرابة هذه اللون املوسيقي‬ ‫وشكل وأزياء املوسيقيني وشعرهم الطويل‬ ‫ورقصهم ورصاخهم عىل املرسح‪ ،‬شكل صدم ًة‬ ‫للمجتمع والفروع األمنية‪.‬‬

‫غيثاء الشعار‬ ‫دبلوم في علم النفس التربوي‬

‫(امليتال السوري حرب) هو عنوان فيلم‬ ‫وثائقي أنجزه مبعدات ومواد بسيطة جداً‪،‬‬ ‫موسيقيو ميتال سوريون‪ ،‬كانت الظروف‬ ‫الراهنة أكرب الحوافز لصناعته‪ ،‬عىل حد‬ ‫زعم أحد املشاركني فيه‪ ،‬باإلضافة اىل‬ ‫رغبتهم بتسليط الضوء عىل الحرب ضدهم‬ ‫كأشخاص‪ ،‬وضد النوع املوسيقي الذي‬ ‫يقدمونه‪.‬‬

‫فهم كانوا وما زالوا محاربني أمنياً واجتامعياً‪،‬‬ ‫وتتم مراقبتهم وتشويه سمعتهم واعتقالهم‬ ‫لسبب إال ألن اإلنسان عد ُّو‬ ‫من وقت آلخر‪ ،‬ال‬ ‫ٍ‬ ‫ما يجهل‪ ،‬وألن املجتمع مل يستطع تقبل هذه‬ ‫التجربة ألنها ال تشبه املوسيقا التقليدية التي‬ ‫اعتادها‪ ،‬فخروجها عن املألوف شكل شعورا ً‬ ‫بالخطر‪ ،‬ألزم بالرضورة محاربتها‪.‬‬

‫الكنسية‪ ،‬ولها ما يقارب ‪ 42‬نوع‪ ،‬تندرج‬ ‫جميعها تحت اسم امليتال‪ ،‬منها (هيفي‪،‬‬ ‫تراش‪ ،‬سبيد‪ )..‬تعتمد عىل الدرامز والغيتار‬ ‫الباص واإللكرتوين‪ ،‬إضاف ًة إىل الصوت‬ ‫البرشي ويتم إدخال الكيبورد أحياناً‪ ،‬كام‬ ‫أنها صارت تدرس كنوع موسيقي يف بعض‬ ‫األكادمييات‪ ،‬كهولندا وأمريكا‪.‬‬

‫كان مثريا ً للسخرية ما يقوم به األمن من إرسال‬ ‫عنارص مكشوفني ببدالتهم الرسمية السوداء‬ ‫إىل الحفالت بحجة حضورها‪ ،‬فيندسون بني‬ ‫الجمهور ويتظاهرون باالندماج مع املوسيقا‪،‬‬ ‫ويقومون بتصوير املوسيقيني والحارضين‬ ‫بهواتفهم املحمولة‪ ،‬ثم اعتقال من يتكمنون منه‬ ‫بعد الحفالت‪ .‬ومل تكلف نفسها هذه املنظومة‬ ‫األمنية يوماً مبحاولة البحث عام يقدمه هؤالء‬ ‫الشباب وسؤال مختصني‪ ،‬بدالً من ارهاق‬ ‫نفسها مبالحقتهم والتضييق عليهم‪ .‬وتساندهم‬ ‫وسائل إعالم رسمية‪ ،‬مهمتها الرتويج غري‬ ‫املوضوعي ملعلومات دون التثبت من صحتها‪،‬‬ ‫مام زاد اللغط حول هذه الفرق‪ ،‬فكم مرة‬ ‫سمعنا وقرأنا مقاالت يف الصحف عن اعتقال‬ ‫شبّان بتهم غري منطقية‪ ،‬بل وسخيفة‪ ،‬كعبادة‬ ‫الشيطان‪ ،‬أو ذبح القطط ورشب دمائها‪ ،‬ومنذ‬ ‫متى كان ذبح القطط جرمية يعاقب عليها‬ ‫القانون السوري؟ يف بلد ليس لإلنسان فيه‬ ‫حق‪ ،‬فام بالك الحيوان! عىل الرغم من أن هذه‬ ‫التهمة غري صحيحة‪ ،‬وال ميكن إلنسان سوي‬ ‫تصديقها‪.‬‬

‫ظهرت موسيقا امليتال يف بريطانيا أواخر‬ ‫ستينيات القرن املايض كتطور عن موسيقا‬ ‫الهارد روك‪ ،‬لكن مقاماتها املوسيقية مختلفة‬ ‫عنه‪ ،‬حيث تستخدم ما يسمى باملقامات‬

‫ورغم أنها أصبحت موضة قدمية يف العامل‬ ‫الغريب‪ ،‬حيث أن التكنو والهيب هوب‬ ‫واإليندي بوب‪ ،‬هي املوجات الرائجة االن‬ ‫هناك‪ ،‬إال أنها مازالت يف العامل العريب‬

‫يؤخذ عىل امليتال سوداوية املواضيع‪ ،‬التي‬ ‫تتحدث عن الجحيم واملوت والحرب والحزن‪،‬‬ ‫وحدث أحياناً أن كان للجمهور رد فعل‪ ،‬كام يف‬ ‫الرنوج عىل سبيل املثال‪ ،‬حيث متت مهاجمة‬

‫‪11‬‬

‫كنيسة وإحراقها بعد إحدى الحفالت‪ ،‬وهناك‬ ‫من عازيف امليتال من لهم توجهات دينية‬ ‫وسياسية قد ال تروق للبعض‪ ،‬لكن أعتقد أن‬ ‫هذه املآخذ تنطبق عىل جميع األنواع املوسيقية‬ ‫والفنية والحياتية األخرى وليست محصورة‬ ‫بامليتال‪ ،‬كام أن هذه األغاين مأخوذة من الحياة‬ ‫نفسها‪ ،‬فاليُعقل أن تتحدث جميع األغاين عن‬ ‫الحب والهجر والسالم‪.‬‬

‫" كم مرة سمعنا وقرأنا عن‬ ‫اعتقال شبّان بتهم غير منطقية‪،‬‬ ‫بل وسخيفة‪ ،‬كعبادة الشيطان‪ ،‬أو‬ ‫ذبح القطط وشرب دمائها "‬ ‫يبدو أن العيش يف ظل الديكتاتوريات‬ ‫السياسية والدينية أحكم إغالق العقل ضد أي‬ ‫جديد‪ ،‬وصارت العادات والتقاليد والفتاوى‬ ‫ٍ‬ ‫جديد نعجز عن فهمه‬ ‫أساس الحكم‪ ،‬فكل‬ ‫يخلق حالة مخيفة من عدم االستقرار‬ ‫ويستدعي معاداته بالرضورة‪ ،‬وبدالً من‬ ‫اعتبار امليتال مسألة ذوق فني‪ ،‬تعجبنا‬ ‫هذه املوسيقا فنستمع إليها أو ال تعجبنا‬ ‫فنتجاهلها‪ ،‬زادت حالة الغموض والحرية‬ ‫حولها‪ ،‬كام أن استخدام اللغة اإلنكليزية يف‬ ‫الغناء‪ ،‬وجهل الكثريين بها لعب دورا ً يف‬ ‫تضخيم املشكلة‪.‬‬ ‫هناك كبت اجتامعي وجنيس واكتئاب وإحباط‬ ‫لدى الشباب‪ ،‬والبد من التعبري عنه ولو‬ ‫بطريقة خارجة عن املألوف يحركهم السخط‬ ‫والغضب‪ ،‬وهذا رد فعل سليم ومتوقع‪ ،‬ويجب‬ ‫أن يُنظر إليهم بعني الحب واالحتواء‪ ،‬فليس‬ ‫صحيحاً أن املؤامرة تغلف كل األشياء التي ال‬ ‫نفهمها‪ ،‬ولطاملا ترسع الناس يف أخذ مواقف‬ ‫سلبية من أشياء واخرتاعات‪ ،‬ومع تطور‬ ‫الحياة اكتشفوا ان أحكامهم كانت مخطئة‪،‬‬ ‫وهذا يتكرر مع الفن واملوضة والكثري من‬ ‫االكتشافات العلمية أيضاً‪ ،‬سيام أن الفن‬ ‫بكل أشكاله متمرد عىل العبودية والسيطرة‬ ‫والقواعد االجتامعية‪ ،‬وجوهره هو الحرية‪.‬‬ ‫ومهام لحق هذه املوسيقا من شبهات‪ ،‬ستبقى‬ ‫شكال تعبرييا تخاف منه السلطات هشة البناء‪،‬‬ ‫قوية الذراع‪ ،‬التي يرعبها كل مختلف‪.‬‬

‫العيد في سوريا‪ ..‬ما قبل الثورة وما بعدها‬ ‫داني حمود‬

‫رشح أيب باقتضاب أن الديانات هي إسالم مسيحية‬ ‫وأن الباقي كالم فارغ‪ ،‬لكن مدرستي مليئة بهذا الكالم‬ ‫الفارغ يف الباحة ويف الطريق إىل البيت ويف الصف‬ ‫عند الحديث عن املعلامت‪" ..‬اآلنسة ريتا لئيمة كتري ال‬ ‫تحبنا ألنها مسيحية ومتيز األوالد املسيحيني عنا"‪.‬‬ ‫كال ٌم فارغ ‪ ..‬مل أستطع الحقاً أن أتأكد من ذلك‪.‬‬

‫مهندس سوري مقيم في ألمانيا‬

‫عشت يف سوريا طوال عمري‪ ،‬نحتفل رسمياً باألعياد‬ ‫الوطنية وبعض اإلسالمية عىل خجل‪ ،‬الحركة‬ ‫التصحيحية ثورة الثامن من آذار حرب ترشين‬ ‫وميالد الحزب وعيد الشهداء والعامل واألم‪ ..‬كلها‬ ‫أسامء ألعياد ولكن مل ترتافق يوماً مبفهوم حقيقي‬ ‫لالحتفال‪.‬‬ ‫شعبياً بالنسبة لعائلتي كانت األعياد هي الفطر‬ ‫واألضحى ورأس السنة‪ ،‬حني انتقلت العائلة إىل بيت‬ ‫حي مختلط دينياً يف إحدى ضواحي دمشق‬ ‫جديد يف ٍ‬ ‫كنت يف الحادية عرشة من عمري‪ ،‬وعرفت حينها أن‬ ‫هناك أعياد أخرى‪ ،‬أحىل أكرث مرحاً وغنية بالهدايا‪ ..‬عيد‬ ‫امليالد أهمها‪ ،‬تعرفت حينها عىل بابا نويل‪ ،‬بزيه األحمر‬ ‫وحسدت باقي أطفال الحي ومل أعرف ما الذي مييزهم‬ ‫عني ويحصلوا هم عىل الهدايا دوين حتى يطرق هذا‬ ‫العظيم الكريم أبوابهم دون بايب‪.‬‬

‫عرفت الحقاً أن هؤالء املحظوظني مسيحيون ومل أعرف‬ ‫ما أنا‪ ،‬مل يكن والدي متدينني وال ملحدين كان األمر لهام‬ ‫سيان ولكن كانا حريصني للغاية عىل عدم الحديث عن‬ ‫الدين بأي شكلٍ من األشكال‪ ،‬أتذكر مر ًة أين جئت من‬

‫املدرسة وسألت‪" :‬بابا شو يعني سني؟ شو يعني‪ "..‬قبل‬ ‫أن أكمل السؤال الثاين أجابني بأن الحديث يف هذه األمور‬ ‫يسء‪ ،‬اعتقدت أنها كلمة بذيئة‪ ،‬سني أو علوي‪" ،‬يعني‬ ‫هاي مسبة؟" بقي الجواب ملتبساً طوال طفولتي‪.‬‬

‫من بني كل العطل الرسمية يف سوريا‪ ،‬ال أعرف ملَ‬ ‫ملْ يحظ املسيحيون بأيام عطلٍ دينية لهم مثلنا؟‬ ‫ٍ‬ ‫سنوات طويلة حني كربت صار لهم عطلة‬ ‫ولكن بعد‬ ‫وعيد‪ .‬وفجأة بعد الثورة صار مهامً أن يتم الحديث‬ ‫عن أعيادهم وليس فقط عن بابا نويل لكنه بعدها‬ ‫صار يظهر أكرث يف التلفزيون السوري الرسمي‪،‬‬ ‫واحتفاالت األحياء املسيحية صارت أكرث أهمية فقط‬ ‫بعد الثورة بالرتافق مع كلامت كاملندسني والفورة‬ ‫واإلرهاب واإلسالميني‪ .‬وفقط حينها صار عندنا‬ ‫مذيعات محجبات‪ ،‬ومذيعون يتفاخرون بلهجة الريف‬ ‫والساحل‪ ،‬وصار الكالم الفارغ يُقال عىل التلفاز أيضاً‬ ‫وليس فقط يف الخفاء‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 31‬تموز ‪2018‬‬

‫‪Moneygram‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 31‬تموز ‪2018‬‬

‫‪Moneygram‬‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫باب شرقي‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 31‬تموز ‪2018‬‬

‫هل تذكرون صور "القيصر"؟‬ ‫كي ال ننسى‪ ،‬وسعياً إلى العدالة أنتم مدعوون‬ ‫لحضور المعرض مع أصداء صرخات الضحايا‬

‫شخصية العدد‬

‫روزا لوكسمبورغ‬ ‫‪Rosa Luxemburg‬‬ ‫النضال واإلرصار متجسداً يف امرأة‬

‫"يوماً بعد آخر أسمع رصخات الضحايا الحزينة تعبرياً عام حصل لهم يف أقبية سجون املخابرات السورية‪ ،‬مل يكن هناك أحد لإلدالء بشهادته‪.‬‬ ‫لقد طلب مني هؤالء املوىت أن أكون شاهداً عىل ما تعرضوا له من تعذيب‪".‬‬ ‫ه ّرب املصور العسكري السوري الذي يحمل االسم املستعار "سيزر – القيرص" آالف الصور لضحايا التعذيب اىل خارج سوريا‪ .‬تشهد صور‬ ‫القيرص تلك عىل أكرث انتهاكات حقوق اإلنسان قسو ًة يف سجون املخابرات السورية‪ .‬وقد قرر النائب االتحادي العام يف كارلرسوه أن يأخذ بهذه‬ ‫الصور كدليل ضد املسؤولني عن ارتكابها يف سوريا‪.‬‬ ‫نقاش عام حول املساءلة والعدالة يف سوريا‪ .‬يقام املعرض برعاية ‪Theresa Schopper‬‬ ‫ٍ‬ ‫ويهدف معرض صور قيرص والربنامج املصاحب لبدء‬ ‫وزيرة الدولة يف حكومة بادن فورمتبريغ‪.‬‬

‫مل تكن روزا لوكسمبورغ قد بلغت‬ ‫السادسة عرش حني انتسبت للحزب‬ ‫الثوري البولوين "الربوليتاريا"‪ ،‬فقد‬ ‫سحرها حني راح ينظّم ويقود آالف‬ ‫العامل يف اإلرضابات العامة‪ ،‬وهي‬ ‫الطريقة الثورية التي تب ّنتها حتى نهاية‬ ‫حياتها‪ .‬فلم يأت العام ‪ 1889‬حتى راحت‬ ‫الحكومة تالحقها‪ .‬مام أجربها عىل مغادرة بولونيا‪ ،‬وذلك بعد إلحاح رفاقها يف‬ ‫الحزب والذين رأوا بأنها ستخدم القضية أكرث من الخارج‪ ،‬األمر الذي جعل ابنة‬ ‫الثامنة عرشة تهرب من وطنها إىل مدينة زيوريخ يف سويرسا‪.‬‬ ‫ال ميكن اختصار روزا لوكسمبورغ يف كلامت قليلة‪ ،‬فهي مناضلة اشرتاكية ثورية‬ ‫وهي فيلسوفة ومنظّرة ماركسية من جهة أخرى‪ ،‬جمعت التنظري واملامرسة وتركّز‬ ‫نضالها يف النقد الالذع للرأساملية كمندوبة مثالية للفكر واملامرسة االشرتاكية‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬مضادة للحروب والتطرف‪ ،‬ويعترب كتابها "تراكم رأس املال" من أهم‬ ‫املساهامت الفكرية املاركسية‪ ،‬حيث تبدّى ربطها الدائم بني الحريّة السياس ّية والعدالة‬ ‫االجتامعية‪.‬‬ ‫يف زوريخ انضمت روزا إىل الثوريني الروس املنفيني بزعامة بليخانوف‪ ،‬ثم‬ ‫نالت شهادة الدكتوراه يف العلوم‪ ،‬ومع الزمن أصبحت الصبية العرشينية منظّرة‬ ‫لحزبها‪ ،‬كام أصبحت املحررة الرئيسية لصحيفة الحزب‪" ،‬سربافا رابوتنتسا"‪ .‬وحتى‬ ‫نهاية حياتها تابعت عملها كمنظرة للحزب الذي أضحى اسمه‪ :‬الحزب االشرتايك‬ ‫الدميقراطي ململكة بولونيا وليتوانيا‪.‬‬ ‫وبتأثري من حلمها يف املشاركة والعمل يف صفوف أكرب األحزاب الدميقراطية‬ ‫االشرتاكية ‪ SPD‬هاجرت روزا إىل أملانيا‪ ،‬حيث نضجت فكرياً لتصبح الحركة العاملية‬ ‫األملانية جزءا ً ال يتجزأ من كيانها‪ ،‬فلعبت دورا ً فعاالً يف كل املهامت التي دعتها الحركة‬ ‫إلنجازها‪ .‬حتى حينام اعتقلت أكرث من مرة بني العامني ‪.1906 -1904‬‬ ‫عندما اندلعت الثورة الروسية ‪ 1905‬عادت إىل وارسو ليك تشارك فيها‪ ،‬فقد أيّدتها‬ ‫حق األقليات‬ ‫بكل جوارحها عىل الرغم من معارضتها لنظرية لينني بخصوص ّ‬ ‫يف تقرير مصريها‪ ،‬واعتبار الحزب الشيوعي أداة الربوليتاريا املطلقة لتحقيق‬ ‫ديكتاتوريتها‪ ،‬فهذا برأيها يفسد الدميقراطية الوسيلة الوحيدة لتحقيق حكم‬ ‫الربوليتاريا‪ ،‬فاعتقلت ملدة عام‪.‬‬ ‫اعتربت روزا إىل جانب رفيقها "كارل ليبكنشت" من أهم املناوئني للحرب العاملية‬ ‫األوىل‪ ،‬حيث ق ّررت املجموعة الربملانية للحزب االشرتايك الدميقراطي األملاين‬ ‫التصويت بتأييد قرار الحرب‪ .‬فأُصدر قرار بحبسها ‪ 1914‬بسبب خطاباتها امل ُندّدة‬ ‫بالحرب‪ .‬لتنرش يف العام ‪ 1915‬باسم مستعار “يونيوس" منشورا ً ض ّد الحرب‬ ‫العاملية التي كانت قد نشبت العام ‪ .1914‬اشتهر هذا املنشور الحقاً باسم “كراسة‬ ‫يونيوس”‪ .‬ثم انضمت عام ‪ 1915‬اىل كارل ليبكنشت وآخرين من مناهيض الحرب‬ ‫من االشرتاكيني الدميقراطيني فشكّلوا مجموعة “األمميّة”‪ ،‬التي انبثق عنها الحقاً‬ ‫مجموعة "سبارتاكوس"‪.‬‬ ‫بني األعوام ‪ 1918-1916‬اعتقلت روزا لوكسمبورغ ثالث م ّرات‪ ،‬وعربت يف عام‬ ‫‪ 1917‬عرب مقاالت كتبتها يف السجن عن انبهارها بثوريتّ شباط وترشين أ ّول‬ ‫حبت بالتغيريات ولكنها حذّرت من دكتاتوريّة البالشفة‪ .‬وبعد إطالق‬ ‫يف روسيا فر ّ‬ ‫رساحها ‪ 1918‬أصدرت برشاكة مع كارل ليبكنشت‪ ،‬مجلة “العلم األحمر” التي حفّزت‬ ‫عىل إنجاز تغيري اجتامعي شامل‪ ،‬كام قامت مع آخرين بتأسيس الحزب الشيوعي‬ ‫األملاين (‪ )KPD‬نهاية عام ‪.1918‬‬ ‫يف مطلع سنة ‪ 1919‬تم اغتيال روزا لوكسمبورغ مع رفيقها كارل ليبكنشت من قبل‬ ‫جامعة ميينية عسكرية متطرفة‪ ،‬وبذلك قيض عىل ثورتهام يف املهد‪.‬‬

‫األمن‪ ،‬جامعة كولن‪ ،‬الربوفيسورة‬ ‫‪ Daniela Demko‬معهد القانون‬ ‫الجنايئ الدويل‪ ،‬اليبزيغ‪.‬‬

‫زمان العرض‪ :‬ما بني ‪ 27‬حزيران يونيو إىل ‪ 11‬متوز يوليو ‪2018‬‬ ‫ما بني الساعة ‪ 11‬صباحاً والسادسة مسا ًء‪ ،‬وخالل الفعاليات يبقى‬ ‫املعرض مفتوحاً حتى الساعة العارشة ليالً‪.‬‬ ‫مكان العرض‪Kunstgebäude, Schloßplatz 2, Stuttgart :‬‬ ‫وسيتم االفتتاح يف ‪ 26‬حزيران ‪ ،2018‬الساعة الرابعة والنصف مسا ًء‬

‫برنامج العرض‪:‬‬ ‫ •االفتتاح‪ :‬يبدأ العرض بكلمة‬

‫ترحيبية من السيدة ‪Heike Schiller‬‬

‫رئيسة مؤسسة هايرنيش بول يف‬ ‫والية بادن فورمتبريغ‪ .‬والسيدة‬ ‫‪ ،Theresa Schopper‬وزيرة الدولة‬ ‫يف حكومة بادن فورمتبريغ‬

‫ •املقدمة‪ :‬ابراهيم القاسم‪ ،‬برلني‪،‬‬ ‫املتحدث باسم "مجموعة ملفات‬ ‫القيرص"‬

‫الساعة ‪ 19:00‬عرض فيلم "شهود ضد‬ ‫األسد" بحضور املشاركني بالعمل‬ ‫خالد رواس وعبري فرهود‪.‬‬ ‫املكان‪Kino Metropol 3, :‬‬

‫‪Bolzstraße 10‬‬

‫جميع الفعاليات التالية تبدأ الساعة‬ ‫‪ 19:000‬وستكون يف �‪Kunst‬‬

‫‪gebäude‬‬

‫ •محارضة‪Garance Le Caisne:‬‬

‫ •الخميس ‪ 28‬حزيران‪:‬‬ ‫الثورة يف سوريا مع عبري فرهود‪،‬‬ ‫فنانة تشكيلية من دمشق‪ ،‬وخالد‬ ‫رواس‪ ،‬عضو مجلس قيادة الثورة‬ ‫يف دمشق‬

‫ •إدارة الجلسة‪Tina Fuchs, SWR :‬‬

‫ •الجمعة ‪ 29‬حزيران‬

‫‪،‬باريس‪ ،‬مؤلفة كتاب "االسم‬ ‫املستعار قيرص"‬

‫الفعاليات املرافقة للمعرض‪:‬‬ ‫ •األربعاء ‪ 27‬حزيران‪:‬‬ ‫مهرجان األفالم الوثائقية لـ‬ ‫الساعة ‪ 16:30‬حوار ‪DokuLounge‬‬ ‫"شهود ضد األسد"‬ ‫املكان‪Haus der Katholischen :‬‬ ‫‪SWR‬‬

‫‪Kirche, Königstraße 7‬‬

‫االختفاء القرسي مع روزا ياسني‬ ‫حسن و ‪ Larissa Bender‬أدب‬ ‫السجون يف سوريا‬ ‫ •السبت ‪ 30‬حزيران‪:‬‬ ‫الساعة ‪ 14:00‬الكفاح الدويل ضد‬ ‫اإلفالت من العقاب للجرائم ضد‬ ‫اإلنسانية وأهميته يف سوريا محارضة‬

‫ •األربعاء ‪ 11‬متوز‬ ‫الحديث عن الثورة‪ ،‬منظامت املجتمع‬ ‫املدين كرؤية دميقراطية يف سوريا‬ ‫بالتعاون مع منظمة "تبنى ثورة"‬ ‫لالطالع عىل التفاصيل‬

‫‪www.boell-bw.de‬‬

‫للربوفيسور الدكتور ‪Wolfgang‬‬

‫‪ ،Seibel‬كونستانس‬ ‫الساعة ‪ 19:00‬معتقل ‪ -‬أنور البني‬ ‫وأكرم البني يف حديث مع ‪Larissa‬‬ ‫‪ Bender‬عائلة معارضة من سوريا‬ ‫ •السبت ‪ 7‬متوز‪:‬‬

‫ثورة‪ ،‬حرب أهلية‪ ،‬حرب بالوكالة‪:‬‬ ‫محارضة للدكتور حسام الدين‬ ‫درويش‪ ،‬معهد الدراسات الرشقية‪،‬‬ ‫جامعة كولن‬ ‫ •األحد ‪ 8‬متوز‬ ‫بدءا ً من الساعة ‪ 13:00‬ورشة عمل‬ ‫عن القانون الدويل مع الربوفيسورة‬ ‫‪ ،Herta Däubler-Gmelin‬والدكتورة‬ ‫‪ Alexandra Lily Kather‬املركز‬ ‫األورويب للحقوق الدستورية وحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬الدكتورة عنان الشيخ‬ ‫حيدراملعهد الدويل للسالم وقانون‬

‫املنشورات املطبوعة‬ ‫الفيسبوك "‪"Die Caesar Photos‬‬

‫املعرض غري مناسب لألطفال‪ ،‬وإذا‬ ‫كنتم تنوون القدوم إىل املعرض‬ ‫مع يافعني يرجى التواصل عىل‪:‬‬

‫‪diecaesarphotos@gmx.de‬‬

‫هذا املرشوع برعاية‪:‬‬ ‫مؤسسة هايرنيش بول يف بادن‬ ‫فورمتبريغ بالتعاون مع هايرنيش‬ ‫بول برلني ومجموعة ملفات القيرص‪.‬‬ ‫وبدعم من‪ :‬وزارة العلوم واألبحاث‬ ‫والفنون يف والية بادن فورمتبريغ‪،‬‬ ‫مؤسسة هايرنيش بول برلني‪ ،‬مؤسسة‬ ‫روربرت بوش‪ ،‬مؤسسة أنطونيو‬ ‫أماديو‪ ،‬املعهد الفرنيس شتوتغارت‪،‬‬ ‫مهرجان األفالم الوثائقية لـ ‪،SWR‬‬ ‫دار شتوتغارت للكتاب‪ ،‬صندوق‬ ‫كنيسة روتنبورغ شتوتغارت ملساعدة‬ ‫الالجئني‪ ،‬جمعية فورمتبريغ للفنون‪.‬‬

‫دعوة للمشاركة في ورشة عمل مع‬

‫مؤسسة روزا لوكسمبورغ في برلين‬ ‫ترحب مدونة ‪( Young Migrants‬املهاجرين الشباب) باستقبال مشاركات تدوينية أو قصص أو شعر أو مقاطع فيديو أو أغاين أو رسوم إيضاحية‬ ‫باللغة العربية‪.‬‬ ‫املد ّونة هي مرشوع مؤسسة روزا لوكسمبورغ الذي ينرش التجارب اليومية واالنطباعات الشخصية لألشخاص من خلفيات مهاجرة عن حياتهم يف‬ ‫املانيا‪.‬‬ ‫وصلت مؤخرا ً‪ ،‬وجهة نظرك عن هذا املجتمع مهمة ألنها غالباً ما تكون مفقودة يف التصور العام‪.‬‬ ‫سواء كنت تعيش هنا لفرتة طويلة أو‬ ‫َ‬ ‫كام نقدم أيضاً ورشة مجانية عن وسائل اإلعالم االجتامعية والتدوين مع ميديا ريزيدنتس ‪. Media Residents‬‬ ‫ومن املتوقع أن تعقد ورشة العمل يف يونيو ‪ /‬حزيران‪ ،‬للراغبني يف التسجيل اآلن ميكن املراسلة عىل الربيد اإللكرتوين ‪ymb@rosalux.org‬‬

‫– ‪We are the future in the present‬‬ ‫‪antisch,‬‬ ‫‪aus dem Norden, Süden, Osten, Westen; migr‬‬ ‫‪und,‬‬ ‫‪deutsch, mit und ohne Integrationshintergr‬‬ ‫‪neugierig‬‬ ‫‪isch,‬‬ ‫‪polit‬‬ ‫‪ch,‬‬ ‫‪tleris‬‬ ‫‪antirassistisch, jung, küns‬‬ ‫‪und selbstbewusst.‬‬

‫‪YOUNG MIGRANTS BLOG‬‬ ‫‪PERSPEKTIVEN FÜR EINE GESELLSCHAFT DER VIELEN‬‬

‫‪re Sicht‬‬ ‫‪Wir schreiben über unser Leben, unse‬‬ ‫‪solidarisch,‬‬ ‫‪auf die Dinge, kritisch, wütend, amüsiert,‬‬ ‫‪quer und queer.‬‬

‫‪TS.BLOG‬‬

‫‪SEI DABEI UND BLOGGE MIT! WWW.YOUNGMIGRAN‬‬ ‫‪Schreib uns: ymb@rosalux.org | Facebook www.facebook.com/YMB.RLS | Twitter twitter.com/ymigrants | Instagram www.instagram.com/jungemigranten‬‬

‫‪youngmigrants.blog‬‬


‫باب شرقي‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 31‬تموز ‪2018‬‬

‫‪15‬‬

‫هذا ما اجتمعت عليه الالجئات السوريات في هولندا‪..‬‬

‫"حلقات الكالم" في حضرة رحاب شاكر‬ ‫خولة دنيا‬

‫"برأيي من الصعب استرياد حلقات الكالم النسوي بشكل‬ ‫حريف إىل الوضع العريب‪ ،‬بسبب درجة املحرمات الكبرية‬ ‫التي نعاين منها‪ ،‬وحالة التفكك التي سببتها الحرب‪ ،‬ولكن‬ ‫من املمكن عن طريق حلقات الكتاب أن نتكلم‪ ،‬نحن النساء‪،‬‬ ‫بشكل ب ّناء ولكن غري مبارش عن ذواتنا ونتعرف عليها"‪.‬‬

‫كاتبة سورية مقيمة بين ألمانيا وتركيا‬

‫"هديف من نادي القراءة‪ ،‬هو سد الفجوة الثقافية‬ ‫والفكرية‪ ،‬التي مير بها املهاجر يف (بداية) حياته يف‬ ‫بلده الجديد‪ ،‬بسبب عدم إتقانه للغة البلد‪ ،‬وعدم توفر‬ ‫الكتب والنشاطات الثقافية باللغة العربية‪ ،‬وألن معظم‬ ‫النشاطات الثقافية يف البلد ال تالمس هموم املهاجر‬ ‫مبارشة‪ ،‬وغالباً ال تجذبه حتى ولو تعلم اللغة‪.‬‬

‫هو مشوار طويل‬ ‫كانت فكرة الدمج بني الذائقة الفكرية وذائقة الطعام‪،‬‬ ‫محببة جدا ً‪ ،‬خاصة أنها تجتذب املزيد من السيدات بهدف‬ ‫التشاركية والفضفضة‪ ،‬وبنفس الوقت النقاش والقراءة‪،‬‬ ‫فهل استطاعت رحاب جذب املزيد من السيدات إىل هذا‬ ‫املطبخ الفكري املمتع؟‬

‫أنا كمهاجرة عانيت يف السنوات العرش األوىل من الفراغ‬ ‫الثقايف القاتل‪ ،‬الذي يعيشه كل مهاجر‪ .‬كل يشء جديد وال‬ ‫منلك مفاتيح العامل الجديد‪ ،‬وليس عندنا من يوج ّهنا‪ ،‬ولغتنا‬ ‫األم التي نتطور من خاللها غري صالحة لالستخدام‪ ،‬أو‬ ‫مبعنى آخر أفلست‪.‬‬ ‫هاجرنا إىل هولندا قبل عرص اإلنرتنت والفضائيات العربية‪.‬‬ ‫هذا كان ليجعل كل مهاجر يعيش حالة من النكوص‬ ‫والكسل الثقايف والفكري واالنعزال االجتامعي‪ ،‬قلَّام يتمكن‬ ‫من تعويضها متاماً يف وقت الحق‪ .‬وهو ينطبق عىل‬ ‫الجميع‪ ،‬الصغار والكبار‪ .‬قليلون هم املؤهلون لتعلم اللغة‬ ‫الجديدة إىل درجة تنفتح لهم ثقافة البلد من غري عراقيل‪.‬‬ ‫وإذا كانوا مؤهلني للتعلم‪ ،‬فاألمر يحتاج دامئاً إىل سنوات‬ ‫طويلة‪ ،‬قبل أن يتمكنوا من قراءة كتاب كامل بارتياح"‪ .‬هذا‬ ‫ما تقوله رحاب شاكر حول نادي القراءة للسوريات الذي‬ ‫بدأت به منذ سنة‪.‬‬ ‫رحاب أم لطفل واحد‪ ،‬تسكن يف هولندا التي هاجرت إليها‬ ‫مع عائلتها وهي يف سن الخامسة عرشة‪ .‬حصلت عام‬ ‫‪ 2009‬عىل ماجستري يف دراسات اللغات والحضارات‬ ‫السامية‪ /‬قسم عريب‪ ،‬من جامعة أمسرتدام‪ .‬تعاونت ملدة‬ ‫ثالث سنوات مع لجنة دعم الثورة من هولندا‪ .‬كام أنها‬ ‫عضوة يف شبكة املرأة السورية‪.‬‬ ‫تهتم رحاب باللغة واألدب والنسوية وحقوق اإلنسان يف‬

‫سوريا وهولندا‪ .‬سبق وقدمت لنا ترجمة "نزق املرأة" التحفة‬ ‫التي صدرت منذ نصف قرن يف هولندا‪ ،‬والتي كانت الطلقة‬ ‫األوىل يف املوجة النسوية الثانية‪ ،‬التي ع ّمت يف ستينيات‬ ‫وسبعينيات القرن املايض‪ .‬وماتزال ترتجم وتنرش مقاالت‬ ‫تتناول مجاالت اهتاممها وخاصة النسوية‪.‬‬ ‫تواصل رحاب قائلة‪" :‬طبعاً الوضع أفضل اآلن بسبب‬ ‫انتشار الفضائيات واإلنرتنت‪ ،‬ولكن لو نظرنا بالعمق‪،‬‬ ‫نرى أن الفراغ الثقايف موجود أيضاً عند املهاجرين الجدد‪،‬‬ ‫اإلنرتنت يحل فقط جزءا ً صغريا ً من املشكلة‪ ،‬واألغلب‬ ‫يخفيها تحت البساط‪.‬‬ ‫فكرت أن أستفيد من خربيت كمهاجرة قدمية لسد هذه‬ ‫الفجوة للمحيطني يب من الالجئني السوريني وخلق جو‬ ‫ثقايف صغري ولكن عميق باللغة العربية‪ .‬ومن هنا نشأت‬ ‫فكرة حلقة القراءة باللغة العربية للنساء"‪.‬‬ ‫"حلقات الكالم"‬ ‫خالل شهر شباط املايض كان اللقاء الخامس لنادي القراءة‪.‬‬

‫تخربنا رحاب أن تقييم النساء للنشاط حتى اآلن إيجايب‪.‬‬ ‫وأن معظم النساء أصبحن ال يرتددن عند دعوتهن لحلقة‬ ‫جديدة‪" .‬من الردود التي وصلتني من السيدات أذكر ماييل‪:‬‬ ‫" حسيت حايل إين عايشة‪ ،‬هموم البيت واألطفال أبعدوين‬ ‫متاماً عن هيك أجواء‪ ،‬حلقة القراءة رجعتيل حايل اليل‬ ‫كنتها من زمان"‪ .‬وعندما كنا نناقش كتاب "اللغز األنثوي"‬ ‫للكاتبة األمريكية بيتي فريدان‪ ،‬قالت سيدة أخرى أنها كانت‬ ‫تظن أن عندها مشكلة نفسية‪ ،‬ولكنها اكتشفت اآلن أن نساء‬ ‫غريها عندهن نفس املشكلة‪ ،‬وأن الذي تشعر به هو طبيعي‬ ‫نتيجة ظرفها‪.‬‬ ‫تعيد رحاب إحياء "حلقات الكالم" التي تقول إنها كانت‬ ‫شائعة يف هولندا يف ستينات القرن املايض‪ .‬فبعد مرور‬ ‫عدة لقاءات فَ َك َرت أن "هذه الحلقة من املمكن أن تكون أكرث‬ ‫من حالة سد للفراغ الثقايف‪ ،‬من املمكن أن تكون طريقة‬ ‫ملساعدة النساء عىل فهم أنفسهن"‪ .‬فقد كانت حلقات الكالم‬ ‫الهولندية فرصة ليك تجتمع النساء ويحكني مع بعضهن‬ ‫بطريقة منظّمة‪ ،‬وكانت أداة من األدوات التي استخدمتها‬ ‫النسويات بكرثة لوعي ذاتهن ونسويتهن‪.‬‬

‫تقول رحاب‪" :‬قمت منذ فرتة طويلة بنشاطات ثقافية مع‬ ‫لجنة دعم الثورة من هولندا‪ ،‬وواجهت صعوبات بتشجيع‬ ‫الناس عىل الحضور‪ ،‬وكان البعض يلغي املوعد يف آخر‬ ‫لحظة‪ .‬لذلك عندما بدأت بحلقة القراءة كنت صارمة منذ‬ ‫البداية‪ .‬غالباً أنا التي تنظم كل يشء‪ ،‬والبنات متجاوبات إىل‬ ‫حد معقول‪ .‬فقط األمهات يالقني صعوبة برتك األطفال يف‬ ‫البيت والحضور‪ .‬خطتي أن نقرأ كل الكتب التي جلبتها من‬ ‫لبنان‪ .‬ومبا أنه عندي ست نسخ فقط من كل كتاب قررت‬ ‫أن أنظم حلقتني لكل كتاب‪ .‬أي أن تتم قراءة الكتاب من قبل‬ ‫‪ 12‬سيدة‪ .‬بالرغم من أن التنظيم بطيء (نحتاج إىل شهرين‬ ‫لقراءة الكتاب) إال أين مستمرة وليست لدي نية للتوقف‪.‬‬ ‫وأعتقد أن مبادرة الصبايا مع الوقت ستتحسن وهي تتحسن‬ ‫بالفعل"‪.‬‬ ‫يف النهاية‪ ،‬وكام تقول رحاب‪ " :‬الكتاب كان دامئاً عامل‬ ‫ترميم يل"‪ ،‬نأمل أن ينطبق هذا عىل امرأة الجئة تشارك‬ ‫عل بؤر القراءة تنترش بني الالجئات‪ ،‬وال‬ ‫يف حلقة القراءة‪َّ ،‬‬ ‫يكون هدفها التثقيف فقط‪ ،‬بل مالمسة ذات املرأة املثقلة‬ ‫والتعرف عليها‪.‬‬ ‫"هو مشوار طويل‪ ،‬ولكن يحصل فجأة أن تعيش واحدتنا‬ ‫قفزة يف تطورها‪ .‬واللقاء مع الكتاب يساعد بكل تأكيد"‪.‬‬

‫نساء من أجل مساحات مشتركة‪..‬‬ ‫دعوة مفتوحة للتعرف على المبادرة والفعاليات المشاركة‬ ‫خاص أبواب‬ ‫تطلق الصحفية السورية والناشطة يف مجال‬ ‫حقوق النساء ياسمني مرعي مبادرتها التي‬ ‫أسستها صيف ‪ ،٢٠١٦‬بفعالية يوم األحد األول من‬ ‫متوز ‪.٢٠١٨‬‬ ‫جاء يف اإلعالن عن الفعالية‪:‬‬ ‫للمرة األوىل منذ انطالقتها‪ ،‬تدعو مبادرة "نساء من‬ ‫أجل مساحات مشرتكة" يف برلني إىل حضور فعاليتها‬ ‫األوىل يف "‪ ."Radialsystem‬وذلك مبشاركة فنانني‬ ‫سوريني‪ ،‬وبحضور النساء املشاركات يف املرشوع‪،‬‬ ‫وممثيل املؤسسات الرشيكة فيه‪ .‬تأيت الفعالية يف سياق‬ ‫التعريف باملبادرة وباملشاركات فيها‪ ،‬ومبا أنتجنه من‬ ‫نصوص مكتوبة عن تجاربهن يف املنفى تحت عنوان‬ ‫"أصوات نسائية يف املنفى"‪.‬‬

‫تشارك يف الفعالية الفنانة شادية أبو حمدان (غناء)‬ ‫واملوسيقي نبيل أربعني وآخرون‪.‬‬ ‫كمبادرة غري هادفة للربح‪ ،‬تهدف "نساء من أجل مساحات‬ ‫مشرتكة" إىل بناء شبكة من النساء الناطقات باللغة العربية‬ ‫يف املنفى‪ ،‬ممن ميلكن املعرفة والثقة الكافية للتعاطي‬ ‫مع املجتمعات املضيفة وقضية االندماج‪ .‬وحتى اليوم‪،‬‬ ‫عملت املبادرة يف مناطق مختلفة من برلني‪ ،‬مركز ًة عملها‬ ‫ضمن مراكز اإليواء يف مناطق كرويتسربغ‪ ،‬شارلوتنبورغ‬ ‫وليشترناده‪ ،‬مع النساء األكرث عزلة عن املجتمع األملاين‬ ‫نتيجة ظروف السكن يف مراكز اإليواء‪.‬‬ ‫ويتم العمل عىل شكل ورشات عمل تشارك فيها النساء‬ ‫تجاربهن‪ ،‬ويقدمنها عىل صيغة نصوص مكتوبة‪ ،‬ترتجم‬ ‫إىل األملانية وتنرش باللغتني يف سلسلة كتيبات تحت عنوان‬ ‫(أصوات نسائية يف املنفى)‪.‬‬

‫النصوص تتناول بشفافية وشجاعة قضايا االغرتاب‪،‬‬ ‫الهوية‪ ،‬التقاليد‪ ،‬فرص النساء يف املساواة ضمن‬ ‫املجتمع األملاين‪ ،‬العنرصية‪ ،‬الحب‪ ،‬االستقالل‬ ‫االقتصادي‪ ،‬مل الشمل وقضايا أخرى‪ .‬ويشار إىل أنه‬ ‫ال توجد رشوط عىل املنضامت للمرشوع من ناحية‬ ‫الدراسة أو تحصيل الشهادات العلمية‪ ،‬فقد ضم‬ ‫املرشوع سيدات أميات‪ ،‬استطعن من خالل الورشات‬ ‫وعرب فريق العمل مشاركة قصصهن‪.‬‬ ‫كل ذلك يأيت ضمن رؤية املبادرة حول فرص‬ ‫التغيري املتاحة أمام النساء الالجئات عىل مستوى‬ ‫أنفسهن وعىل مستوى املجتمعات املضيفة‪ ،‬يتضمن‬ ‫ذلك السلبي واإليجايب مام تقدمه هذه املجتمعات‪،‬‬ ‫ويفتح املجال أمام التفكري يف حضور النساء‬ ‫الفعال يف هذه املجتمعات‪ ،‬اجتامعيا ً‪ ،‬اقتصاديا ً‬ ‫وسياسيا ً كذلك‪.‬‬

‫الزمان‪:‬‬ ‫األول من تموز ‪ /‬يوليو ‪2018‬‬ ‫ما بين الرابعة والسابعة مساء‬

‫المكان‪:‬‬ ‫‪Radialsystem‬‬ ‫‪Holzmarktstraße 33, 10243 Berlin‬‬


‫‪16‬‬

‫باب شرقي‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 31‬تموز ‪2018‬‬

‫من اإلمارات إلى هولندا‬

‫الرواق‪ ..‬ملتقى السوريين في الغربة‬ ‫خاص أبواب‬ ‫يعرفه الجمهور السوري والعريب عموماً يف مجال‬ ‫الدراما التلفزيونية واملرسح أيضاً‪ ،‬الشاعر السوري‬ ‫عدنان العودة‪ ،‬ولكن مؤخراً صار له حضور مختلف‬ ‫لدى السوريني يف الشتات‪ ،‬من خالل تجربة الرواق‪.‬‬ ‫كان ألبواب هذا اللقاء معه ليحدثنا عن مرشوع الرواق‬ ‫بداياته وأين أصبح اآلن‪.‬‬ ‫حدثنا قليالً عن تجربة الرواق‪ ،‬كيف نشأت الفكرة‪،‬‬ ‫ومن أين بدأت؟‬ ‫الحظت أثناء تواجدي يف اإلمارات العربية منذ ‪،2013‬‬ ‫ولعامني أنه ليس هناك نا ٍد اجتامعي أو مركز ثقايف أو‬ ‫جمعية تعنى بشؤون السوريني يف بلدان االغرتاب‪ ،‬أو منرب‬ ‫يعبون فيه عن آرائهم بعيدا ً عن االصطفاف السيايس‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والشقاق الكبري نتيجة الكارثة السورية‪ ،‬وألنني كاتب‬ ‫ومعني بالشأن العام‪ ،‬قمت مع مجموعة من‬ ‫بطبيعة الحال‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫األصدقاء‪ ،‬باختيار مكان يف ديب‪ ،‬وهو ناد ومطعم قديم‬ ‫اسمه نادي جبل عيل‪ ،‬وأسميناه "الرواق"‪ ،‬حيث كنا نعقده‬ ‫كل يوم جمعة من الساعة الثامنة حتى الثانية عرش ليالً‪.‬‬ ‫يتضمن برنامج الرواق يف كل مرة‪ ،‬عرضاً سينامئياً‬ ‫قاصاً‪ ،‬ويقدم أيضاً مغنياً أو عازفاً‪،‬‬ ‫ويستضيف شاعرا ً أو ّ‬ ‫إضافة إىل أعامل فنانني تشكيليني سوريني‪ ،‬وعرض بعض‬ ‫الفيديوهات لشعراء وموسيقيني يعيشون خارج اإلمارات‪،‬‬ ‫عدا عن تقديم بعض القراءات املرسحية بني الفينة واألخرى‬ ‫لكتاب سوريني وعامليني‪ ،‬ومرة تلو األخرى القى الرواق‬ ‫نجاحاً كبريا ً‪ ،‬وتحول إىل ملتقى للمغرتبني السوريني‬ ‫والعرب أيضاً يف اإلمارات‪.‬‬

‫ما مينحني السعادة‪ ،‬رسور هؤالء الضيوف باملشاركة‪،‬‬ ‫وقدومهم بشكل طوعي‪ ،‬ففي الرواق ليس هناك جدار‬ ‫يفصل الفنان أو الشاعر عن الجمهور‪ ،‬فهو يشبه سهرة‬ ‫ٍ‬ ‫صداقات نشأت ما بني السوريني‬ ‫عائلة كبرية‪ ،‬فكم من‬ ‫أنفسهم وبينهم وبني الهولنديني خالل تواجدهم يف‬ ‫الرواق‪.‬‬

‫وبعد أن حصلت عىل منحة إقامة كاتب يف هولندا‪،‬‬ ‫استكملت تجربة الرواق يف روتردام بالتعاون مع بيت‬ ‫القصص‪ ،‬وبدأت بعقده مر ًة كل شهر‪ ،‬ليكون أيضاً‬ ‫ملتقى‬ ‫ً‬ ‫للسوريني والعرب‪ ،‬ومنربا ً ليقدموا ثقافتهم وفنونهم‬ ‫للجمهور الهولندي من جهة‪ ،‬ومن جه ٍة أخرى ليتعرفوا أيضاً‬ ‫من خالله عىل الثقافة والفن يف هولندا‪ ،‬مام يساعد عىل‬ ‫عملية االندماج ضمن مجتمعهم الجديد يف هولندا‪.‬‬

‫مقارنة برواق ديب‪ ،‬كيف تقيم رواق روتردام بعد مرور‬ ‫عام عىل البدء به؟‬ ‫رواق ديب‪ ،‬مرشوع طوعي وبسيط‪ ،‬وخاص بالسوريني‬ ‫والعرب‪ ،‬أما الرواق روتردام‪ ،‬فهو مرشوع مدعوم من الدولة‪،‬‬ ‫ومشرتك ما بني السوريني والهولنديني وباقي الجنسيات‪،‬‬ ‫حيث يقدم نتاجه بثالث لغات‪ ،‬هي العربية والهولندية‬ ‫واإلنكليزية‪.‬‬

‫هل تعترب الرواق مرشوعاً فردياً أم أنه نتاج عمل‬ ‫جامعي‪ ،‬ومن هم املساهمون معك يف هذا العمل؟‬ ‫الرواق مرشوع جامعي‪ ،‬وأتوىل فيه جانب اإلدارة‪ ،‬ولو‬ ‫مل يكن كذلك ملا استمر عىل مدى ثالث سنوات يف ديب‬ ‫وروتردام‪ ،‬أما عن املساهمني يف العمل معي‪ ،‬فهم كنان‬ ‫عزوز يف ديب‪ ،‬وبادرعتم ونصرية تختوخ وإيلس دوميت‬ ‫يف روتردام‪.‬‬ ‫هل كانت هناك جهات داعمة للمرشوع؟ وكيف متكن‬ ‫الرواق من تغطية نفقاته؟‬ ‫يف تجربة الرواق ديب‪ ،‬ليس هنالك من داعم لألسف‪ ،‬فكنا‬ ‫نقوم كنان وأنا بتنظيمه بشكل طوعي‪ ،‬أما رواق روتردام‪،‬‬ ‫فيحصل عىل دعمٍ من بيت القصص‪ ،‬وبلدية روتردام‪،‬‬ ‫ومن خالل هذا الدعم البسيط‪ ،‬نستطيع أن نغطي نفقات‬ ‫الضيوف يف السفر واإلقامة يف كل مرة‪.‬‬ ‫ماهي الرشيحة التي توجهت إليها بفكرة الرواق؟ وهل‬ ‫حققت يف الرواق جزءاً مام تصبو له؟‬ ‫ما ه ّمني حقيقة يف رواق روتردام منذ البداية‪ ،‬هو أن‬ ‫أجمع السوريني يف مكان متعارف عليه‪ ،‬وبشكل دوري‬ ‫ألسباب اجتامعية‪ ،‬فالكثري من الالجئني يعانون مشاكل‬ ‫تتعلّق بالعزلة وصعوبة االندماج‪ ،‬علّهم يتمكنوا من تجاوز‬ ‫هذه الصعوبات بشكل تدريجي‪ ،‬ويتفاعلوا مع املجتمع‬

‫الهولندي‪ ،‬وقد استطاع الرواق عىل مدى ثالث سنوات ومن‬ ‫خالل ضيوفه والنتاج الذي يقدمونه‪ ،‬أن يتوجه إىل العائلة‬ ‫السورية والعربية بشكل عام أن يستقطب املئات لحضوره‪،‬‬ ‫عدا عن أنه ساهم بشكل كبري ويف روتردام خاصةً‪ ،‬بتعريف‬ ‫الهولنديني بالثقافة والفن واملطبخ السوري‪.‬‬ ‫كام أسعى من خالله إىل التخفيف من حدة تط ّرف اليمني‬ ‫املعادي لتواجد الالجئني عىل األرايض الهولندية‪ ،‬من خالل‬ ‫تقديم الفن والثقافة السورية العريقة‪.‬‬ ‫يف لقاءاتك الدورية مع جمهور الرواق‪ ،‬ما هي أكرث‬ ‫االنطباعات التي متنحك السعادة‪ ،‬وتشعرك بالعموم‬ ‫بنجاح املرشوع؟‬ ‫مع استمرار الرواق للسنة الثانية يف روتردام‪ ،‬وتقدميه‬ ‫للكثري من األسامء املهمة يف الفن والثقافة السورية‪ ،‬أكرث‬

‫بعد أن حصل رواق روتردام عىل ترخيص كمؤسسة‬ ‫ثقافية هولندية‪ ،‬ماهي اآلفاق والخطط املستقبلية‬ ‫للميض يف هذا املرشوع؟‬ ‫يف الفرتة الحالية أحاول الحصول عىل إقامة عمل يف‬ ‫هولندا‪ ،‬وعىل أساس حصويل عليها‪ ،‬سأستمر يف إقامة‬ ‫الرواق بالتأكيد‪ ،‬وسأسعى للحصول عىل دعم أكرب له‪،‬‬ ‫ليكون أيضاً معرضاً للفن التشكييل‪ ،‬ومتجرا ً للكتب‪.‬‬ ‫وهناك خطط للتوسع يف الرواق إىل دول أوروبية أخرى‪،‬‬ ‫ففي الفرتة املقبلة‪ ،‬سيقام الرواق يف بروكسل وفيينا أيضاً‪،‬‬ ‫مرة كل شهر‪ ،‬وذلك بالتعاون مع أول مكتبة عربية يف‬ ‫بروكسل‪ ،‬ومنظمة املرأة العربية النمساوية يف فيينا‪.‬‬ ‫كيف يتم اختيار ضيوف برامج الرواق الشهرية‪ ،‬هل‬ ‫يتم بنا ًء عىل حالة نخبوية‪ ،‬أم أن هناك عوامل أخرى؟‬ ‫وملاذا مل يتم تسليط الضوء عىل التجارب الشابة‬ ‫املوجودة بكرثة يف أوروبا؟‬ ‫العامل األول يف اختيار ضيوف الرواق‪ ،‬هو الرغبة لدى‬ ‫الضيف باملشاركة‪ ،‬ذلك أن الضيوف ال يتقاضون أجورا ً‬

‫شف الرواق باملشاركة‬ ‫لقاء تقديم نتاجهم يف الرواق‪ ،‬وقد ُ ِّ‬ ‫الطوعية ألسامء مثل دمية أورشو ورشا رزق ولبانة القنطار‬ ‫ولينا شامميان وابراهيم كيفو وبسمة جرب وعيل أسعد‬ ‫وماجد رساي الدين ونوري الجراح‪ ،‬وأسامء أخرى كبرية‬ ‫ومهمة دومنا مقابل مادي‪.‬‬ ‫وبخصوص التجارب الشابة‪ ،‬فإن الرواق قدم خالل سنواته‬ ‫الثالث‪ ،‬الكثري من األسامء‪ ،‬كمجد عبد الدين وعالء أبو‬ ‫حسون‪ ،‬ومارين كبابة ويوسف لقطينة وأسامء أخرى‬ ‫كثرية أيضاً‪.‬‬ ‫هل تحاول ترسيخ شكل فني متميز بعيد عام تروجه‬ ‫امليديا عموماً‪ ،‬واستقطاب جمهور خاص أيضاً؟‬ ‫الرواق‪ ،‬يحاول من خالل ضيوفه أن يقدم فناً وثقافة‬ ‫جادة وهادفة‪ ،‬ضمن معايري ال تخضع للتسيس ورشوط‬ ‫السوق‪ ،‬ولذا استطاع االستمرار عىل مدى سنوات‪ ،‬واستطاع‬ ‫استقطاب املئات للتواجد واملشاركة فيه بشكل دوري ودائم‪.‬‬ ‫هل تعتقد أن تجربة مثل الرواق كان ميكن أن تنشأ‬ ‫وتنجح يف سوريا قبل الثورة‪ ،‬أم أنه كمشاريع أخرى‬ ‫كثرية كان سيخضع لضغوطات سياسية؟‬ ‫بالتأكيد الرواق خارج سوريا يتمتع بفضاء غري محدود‬ ‫من الحرية‪ ،‬وليس هنالك من رقيب عليه‪ ،‬وهذا جانب مه ٌم‬ ‫جدا ً‪ ،‬فام معنى الفن والثقافة دومنا حرية‪ ،‬غري أنه ال بد من‬ ‫التذكري أنه هنالك بيت القصيد يف دمشق وهو ملتقى ثقايف‬ ‫أسبوعي يف سوريا ما قبل الثورة‪ ،‬وقد استمر املرشوع‬ ‫أيضاً بإدارة الشاعر لقامن ديريك لعدة سنوات وشكل حالة‬ ‫ثقافية مهمة أيضاً‪ ،‬وقد كان يتمتع بهامش ال بأس به من‬ ‫الحرية‪.‬‬ ‫هل هناك فكرة مرشوع آخر غري الرواق يف هولندا‬ ‫مستقبالً؟‬ ‫بالتأكيد لدي الكثري من األفكار‪ ،‬وعىل رأسها إطالق صحيفة‬ ‫سورية هولندية باسم الرواق أيضاً‪.‬‬


‫باب شرقي‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 31‬تموز ‪2018‬‬

‫‪17‬‬

‫أسباب وحلول‬ ‫الالجئون والجرائم الجنسية في ألمانيا‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫د‪ .‬هاني حرب‬

‫يف مجال "االندماج" ولكن من مفهوم ضيق ال يتعدى إدخال‬ ‫املهاجرين إىل سوق العمل‪ .‬كام أن التغيريات السياسية يف‬ ‫الحكومة الحالية وتوجهات العديد من منابر اإلعالم األملاين يف‬ ‫الرتكيز عىل وقائع جرمية بعينها تضيق الخناق عىل املهاجرين‬ ‫وتضعهم جميعاً يف بؤرة االتهام‪ ،‬مام قد يزيد فرص بناء‬ ‫تجمعات منعزلة للمهاجرين متاماً كام حصل يف ستينيات‬ ‫وتسعينيات القرن املايض‪.‬‬

‫باحث في جامعة هارفارد ‪ ،US -‬باحث سابق في‬ ‫جامعة فيليبس ماربورغ ‪ -‬ألمانيا‬

‫خالل األسابيع القليلة املاضية صدمتنا أخبار عدة‬ ‫جرائم جنسية قام بها الجئون من جنسيات مختلفة؛‬ ‫عراقيون وسوريون وأفغان‪ .‬بالطبع قامت وسائل‬ ‫اإلعالم األملانية وبطريقة "استفزازية" بالرتكيز‬ ‫الرهيب عىل هذه الجرائم وكأنها الصورة التي متثل‬ ‫القادمني الجدد أو املهاجرين إىل أملانيا‪.‬‬ ‫ليس جديدا ً تركيز اإلعالم األملاين وتسليطه الضوء بشكلٍ‬ ‫مكثف عىل الجرائم عموماً –وعىل الجرائم الجنسية بشكلٍ‬ ‫خاص‪ -‬يف أوساط املهاجرين‪ ،‬فهذه ظاهرة اجتامعية عرب‬ ‫العامل وليس فقط يف أملانيا‪ .‬ويركز اإلعالم السيام اليميني‬ ‫عىل ارتفاع عدد الجرائم الجنسية بالتناسب مع زيادة أعداد‬ ‫الالجئني واملهاجرين الواصلني إىل أملانيا‪.‬‬ ‫خالل عام ‪ ٢٠١٦‬ارتفع عدد الجرائم الجنسية يف أملانيا التي‬ ‫قام بها أجانب من ‪ ٪٤.٦‬إىل ‪ ،٪٩.١‬هذه الزيادة الهائلة والتي‬ ‫متثلت ب ‪ ٪١٠٠‬كان مردها األسايس زيادة أعداد الالجئني‬ ‫واملهاجرين الواصلني إىل أملانيا خالل عامي ‪ ٢٠١٤‬و‪،٢٠١٥‬‬ ‫والذي قُدِّر بحوايل مليون مهاجر خالل هذين العامني‪ .‬وبشكل‬ ‫عام شكلت هذه الجرائم حوايل ‪ ٪١٠‬من الجرائم الجنسية‬ ‫الكلية التي ارتُ ِكبت يف أملانيا‪ ،‬وحسب اإلحصائيات فإن عدد‬ ‫األجانب أيضاً يف أملانيا مل يتجاوز ‪ .٪١٠‬ولكن البد من اإلشارة‬ ‫إىل أن هذه النسبة يف الجرائم تساوي نسبة اإلجرام املوجودة‬ ‫يف املجتمع املحيل األملاين أيضاً‪.‬‬ ‫ميكن تناول األمر هنا من وجهتني أساسيتني‪:‬‬

‫األوىل تتمثل يف الخلفيات الثقافية‪/‬االجتامعية التي حملتها‬ ‫فئة من املهاجرين إىل أملانيا بخصوص املرأة‪ ،‬كاعتبار جسد‬ ‫املرأة عورة‪ ،‬أو أنها سلعة تباع وتشرتى وما نراه حالياً من‬ ‫ارتفاع املهور بني املهاجرين الجدد يف أملانيا ملا يتجاوز ‪ 30‬ألف‬ ‫يورو دليل عىل هذا األمر‪ ،‬أو إيجاد املربرات ملا يسمى جرائم‬ ‫الرشف أو التعاطف مع مرتكبي العنف ضد النساء‪.‬‬

‫أما النقطة الثانية فتتمثل يف طريقة التعامل مع املهاجرين‬ ‫الجدد الذين مل ينخرطوا بعد يف املجتمع األملاين‪ ،‬سواء بسبب‬ ‫بقائهم لفرتة قد متتد لسنوات ضمن مخيامت اللجوء أو حتى‬ ‫يف منازل خاصة ولكنهم مقيدون مبناطق معينة لإلقامة ال‬ ‫توفر لهم إمكانيات العمل واالحتكاك االجتامعي باآلخرين‪ ،‬مام‬ ‫يخلق نوعاً من العزلة يعزز الشعور بالرفض والدونية‪.‬‬

‫إن هذه الخلفيات ال ميكن محوها بني ليلة وضحاها ولن تتمكن‬ ‫دورات االندماج أو محارضات التوعية من تغيريها ببساطة‪،‬‬ ‫مادامت تستخدم نفس األسلوب األملاين يف الطرح وطريقة‬ ‫إيصال املعلومة والتعاطي دون تفهم عميق آلليات تفكري هؤالء‬ ‫املهاجرين مع االبتعاد عن التعميم‪ .‬ويف املقابل نقرأ يومياً‬ ‫عرشات املنشورات ضمن املجموعات الخاصة باملهاجرين‪ ،‬التي‬ ‫تدعو إلرساء قواعد الدين اإلسالمي يف أملانيا‪ ،‬أو الحث عىل‬ ‫عزل األبناء عن املجتمع الغريب الذي يعيشون فيه وكأنه مجتمع‬ ‫يتفىش فيه االنحراف وتتشوه فيه األخالق‪.‬‬

‫رمبا ميكن تشبيه هذا الوضع باملثال الفرنيس املتبع لسنوات‬ ‫طويلة مع املهاجرين والذي أدى لنشوء جيل كامل من‬ ‫املهاجرين الكارهني ملا يدعى "القيم الفرنسية" ألنها مل تجلب‬ ‫لهم التطوير والتعليم بل عززت االستبعاد والعزل‪ ،‬وهذا بدوره‬ ‫سمح بتفيش العديد من الظواهر السلبية كاإلتجار باملخدرات‬ ‫وزيادة معدالت الجرائم الجنسية وغريها بني املهاجرين وضد‬ ‫أقرانهم وجريانهم‪.‬‬

‫"‪"We translate it‬‬ ‫شركة ترجمة تهتم بك أينما كنت في ألمانيا‬ ‫آالف األوراق واملعامالت تواجهك يف كل تفصيل يف حياتك‬ ‫اليومية‪ ،‬ولها دور كبري يف القرارات والخيارات املصريية‪،‬‬ ‫فال مجال للخطأ والتأخري ليس خيارا ً‪ .‬ولهذا تقدم رشكة "‬ ‫‪ "We translate it‬خدمات ترجمة احرتافية مرنة وغاي ًة يف‬ ‫الرسعة وتصلك يف كافة أنحاء أملانيا‪.‬‬ ‫ومع اقرتاب املوعد النهايئ للتقديم للفصل الشتوي يف‬ ‫الجامعات األملانية يف ‪ 15.7.2018‬ال شك أن الخطوة‬ ‫األوىل الرئيسية لك هي ترجمة شهاداتك‪ .‬وكذلك إن كنت‬ ‫تريد بدء الدراسة أو التدريب املهني فستحتاج أيضاً إىل‬ ‫ترجمة مستنداتك ترجمة محلفة وهذا ما تقدمه لك رشكة‬ ‫" ‪ "We translate it‬بالرسعة القصوى‪ ،‬فام عليك سوى‬ ‫التواصل وإرسال أوراقك وشهاداتك‪.‬‬ ‫وإن كنت تريد أن ترتجم مستنداتك ترجمة محلفة لتسجيل‬ ‫الزواج أو للم الشمل أو أنت بحاجة لتصديق أوراقك من‬ ‫السفارة االملانية يف بريوت؟ كل ما عليك فعله هو إرسال‬ ‫صور عن املستندات التي ترغب يف ترجمتها مع االسم‬ ‫والعنوان‪ ،‬وخالل يومني ستحصل عىل الرتجمة املحلفة‬ ‫بالربيد‪ ،‬مع فاتورة بالتكاليف والدفع فقط بعد االستالم‪.‬‬ ‫وبنفس الطريقة ميكنك التأهب لدخول سوق العمل يف‬ ‫أملانيا‪ ،‬من خالل ترجمة شهاداتك الجامعية أو املدرسية أو‬ ‫شهادات الخربة وغريها ترجمة محلفة‪.‬‬ ‫وحتى للراغبني يف الحصول عىل شهادة قيادة أملانية‪ ،‬كل‬ ‫ما عليهم فعله هو إرسال الشهادة واالسم والعنوان لتصل‬ ‫الرتجمة املحلفة خالل يومني بالربيد مع فاتورة والدفع بعد‬ ‫االستالم‪.‬‬

‫وبالطبع ميكن أيضاً ألي شخص أن يحصل عىل عرض‬ ‫سعر للرتجمة من أجل تقدميه للجوب سنرت‪ ،‬من خالل‬ ‫التواصل معنا بسهولة وباللغة العربية‪.‬‬ ‫تعمل رشكة " ‪ "We translate it‬يف جميع أنحاء أملانيا‪،‬‬ ‫ومرتجموها معتمدون من قبل " ‪"Oberlandesgericht‬‬ ‫وميكن التواصل واالستفسار من اإلثنني إىل الجمعة ما بني‬ ‫الثانية عرش ظهرا ً وحتى الخامسة مسا ًء‪.‬‬ ‫تلفون‪022881569974 :‬‬ ‫واتساب‪01726146718 :‬‬ ‫إمييل‪info@we-translate.it :‬‬ ‫فيسبوك‪facebook.com/wetranslateit.ar.de :‬‬

‫ال شك أن السياسة الحالية للحكومة األملانية تبذل جهودا ً كبرية‬

‫وبالعودة إىل الجرائم املرتكبة من قبل الالجئني‪ ،‬علينا أن‬ ‫نعرتف أن هذا األمر سيصبح مع الوقت مشكلة أساسية‬ ‫ستتحدد مبوجبها الكثري من السياسات الحكومية تجاه‬ ‫املهاجرين يف السنوات القادمة‪ ،‬وال بد لذلك من إيجاد حلول‬ ‫ولعل‬ ‫ّ‬ ‫لتجنب اآلثار السلبية عىل املهاجرين واملجتمع املحيل‪،‬‬ ‫أوىل هذه الحلول التواصل مع املهاجرين بشكل أكرث فعالية‬ ‫من خالل جمعيات مدنية تشبههم نسبياً يف اللغة وطريقة‬ ‫التفكري‪ ،‬ميكنها إيصال األفكار الجديدة ورشح االختالفات‬ ‫الحضارية واقرتاح الحلول باستخدام لغتهم األم‪ ،‬ومن الجدير‬ ‫بالذكر أن هناك العديد من الجمعيات واملنظامت األهلية التي‬ ‫أسسها مهاجرون قدماء وجدد يف أملانيا وتعمل يف هذا املجال‪،‬‬ ‫والتي يجب تعزيز دورها من خالل العمل املشرتك مع جهات‬ ‫أملانية رسمية أو غري رسمية‪ .‬كام أن هناك تجارب غنية جدا ً‬ ‫لدى الجاليات القدمية والتي ميكن االستفادة منها واعتبارها‬ ‫صلة وصل ما بني الواصلني الجدد واملجتمع املضيف وبوصلة‬ ‫للوصول للشكل األمثل من املواطنة‪.‬‬ ‫أخريا ً‪ ،‬كأي مشكلة اجتامعية‪ ،‬يحتاج الحل دوماً إىل تعاون‬ ‫الطرفني والتحرك نحو نقطة لقاء‪ .‬وهذا يحتاج للفهم املتبادل‬ ‫أوالً‪ ،‬وبناء منظامت تساعد املهاجرين بشكل أكرب عىل إيصال‬ ‫أصواتهم وعىل االنخراط الفعال يف املجتمع األملاين‪ ،‬ومن ثم‬ ‫إحداث تغيريات إيجابية يف سياسات "االندماج" والعمل‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫باب أرابيسك‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 31‬تموز ‪2018‬‬

‫صاالت ُمر َجأة‬ ‫إ ّت‬ ‫ٌ‬ ‫د‪ .‬مازن أكثم سليمان‬

‫ُص يش ٌء يف لهج ِة األماين البَحريَّ ِة يا‬ ‫‪/‬لن ينق َ‬ ‫جدَّيت‪ ،‬فالوجدا ُن امل ُج َّن ُح يُعي ُد بثَّ احتفاالتِ ِه يف‬ ‫ي ُمتباعديْنِ يف مدين ٍة‪ ،‬أو‬ ‫ني حيَّ ْ ِ‬ ‫ك ُّل عناقٍ جديد ب َ‬ ‫مدينتي‬ ‫ِْ‬ ‫ني‬ ‫ُحتض‪ ،‬أو ب َ‬ ‫ب َ‬ ‫ني قري ٍة خجول ٍة ومدين ٍة ت َ ُ‬

‫سوري‬ ‫شاعر وناقد‬ ‫ّ‬

‫ِ‬ ‫الهاتف كوخ ِز‬ ‫س‬ ‫كان ياما كان أ ْن ير َّن ج َر ُ‬ ‫ح العنيدة لوج ِه تائِ ٍه يرتن َُّح ُسكرا ً يف‬ ‫ال ّري ِ‬ ‫زُقاق‪..‬‬

‫تتبادالنِ الشَّ تائِم عل ًنا‪/‬‬

‫‪ ...‬حانَ اآلنَ مو ِع ُد دغد ِ‬ ‫َغات العشقِ ألوكا ِر‬

‫ٍ‬ ‫كعرش آيِلٍ‬ ‫مت‬ ‫الص ُ‬ ‫كان ياما كان أ ْن يهت َّز َّ‬ ‫الهاتف‪،‬‬ ‫للسقوط مع ك ُِّل ات ّصا ٍل يَج َه ُر ب ِه‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ربد عىل نافذ ٍة تُط َُّل عىل حكايا‬ ‫كنقرات حبّات ال َ‬ ‫ال ّناس الطَّيِّبني يف دهاليز ال ِّنسيان األزرق‪.‬‬

‫الطُّأمنينة‪...‬‬

‫سأت ِ‬ ‫َّص ُل فو ًرا بغيمتي امل َسحورة‪ ،‬وأفاج ِئها‬ ‫ٍ‬ ‫وسيقف ال ُح ُّب‬ ‫بكلامت من صياغ ِة الغراب ِة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫كبابا نويل يف ساح ِة الحارة‪ ،‬أو كجارِنا الذي‬ ‫العيد ِ‬ ‫ِ‬ ‫بيد ِه األوىل‪ ،‬ويُل ِّو ُح‬ ‫كا َن يه ُّز أرجوحة‬ ‫ِ‬ ‫جي‪" :‬يا ْوال ْد‬ ‫باليد الثّانية ألهازي ِ‬ ‫ج امل َدى الشَّ ِّ‬ ‫ْمحار ِْب‪ ..‬يُويُو‪."..‬‬

‫كان ياما كان أ ْن ِ‬ ‫ننتظ َر مثل أطفا ٍل يقفو َن يف‬ ‫طابو ِر يف مدينة املالهي‪ ،‬وأن نتوقَّ َع امل ُفاجآت‬ ‫هواتف كعل َِب الهدايا امللفوفة بعناي ِة الغيب‬ ‫يف‬ ‫َ‬ ‫حنطي‬ ‫وه َو يتزل َُّج عىل قوس قزح بعد مط ٍر‬ ‫ّ‬ ‫قديم‪.‬‬ ‫تلك الرباءاتُ اليانعة‪َ ..‬‬ ‫زالت تُدهشني َ‬ ‫تلك‬ ‫ما ْ‬ ‫الحدائِ ُق الحنون ُة امل ُل َّون ُة يف الذّاكرة كدفرت‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كقطط‬ ‫اندس ْت فيه‬ ‫رسمٍ امتأل نص ُف ُه‬ ‫برسومات َّ‬ ‫صفحات بيضا َء ِ‬ ‫ٍ‬ ‫تنتظ ُر‬ ‫تتدفَّأ‪ ،‬وبقيَ ْت بض ُع‬ ‫ال ُقبَ َل القادمة‪..‬‬ ‫كاشف يُس ِّو ُر شوار َع‬ ‫هاتِ ُف أيّام زمان؛ حيثُ ال‬ ‫َ‬ ‫حاص امل َجا َز‬ ‫امل ُخيِّلة بأرقام املُتَّصل َ‬ ‫ني‪ ،‬وال يُ ِ ُ‬ ‫ُم َسبَّقاً بأحاديثَ شبه ُمعاد ٍة كأنَّها ورق ٌة رسميّة‬ ‫يف دائِرة حكوميّة‪..‬‬ ‫ِّ‬ ‫حواف االرمتاء‪،‬‬ ‫هو الجها ُز املنذو ُر للتَّس ُّكعِ عىل‬ ‫ح ًّرا يف ُه َّو ِة رحل ٍة بال مواعيدَ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ني الدَّهش ِة‬ ‫لألصوات الغريبة‪ ..‬للمل ِ‬ ‫هو حن ُ‬ ‫قلوب‬ ‫امل ُتقل ِ​ِّب عىل مائد ِة امللل‪ ،‬ولل ّنا ِر يف‬ ‫ِ‬ ‫ني يف َوحدتهِم العذراء‪.‬‬ ‫الهامئ َ‬ ‫يل لألقاحي إىل كينون ِتها‬ ‫‪/‬ال َّزم ُن ٌ‬ ‫زحف رسيا ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫الشّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫لحظات التَّوتُّر‬ ‫انبساطها يف‬ ‫اسعة‪ ،‬إىل‬ ‫يئ روحاً‬ ‫وجسدا ً‪ ،‬ث ُ َّم استسال ِمها لل َّرحيل‬ ‫َ‬ ‫الغنا ّ‬ ‫بك ُِّل كربيا ٍء وصالبة‪/‬‬

‫أجابَ ْت غيمتي‪ _ :‬آلووو‪َ ،‬م ْن امل ُتكلِّ ُم‪..‬؟!!‬ ‫اج‬ ‫(هل ه َو ر ُ‬ ‫ج ُل النُّجومِ البنفسجيِّ ِة‪ ،‬وهل أصاب ُع ُه أبر ُ‬ ‫الشُّ ك ِر لل َّن ِ‬ ‫يشتعل‬ ‫ُ‬ ‫الشايني وه َو‬ ‫بض امل ُتبخرتِ يف َّ‬ ‫نشوةً‪ ،‬وهل عيونُ ُه سوداء أم ب ّنيّة أم خرضاء‪ ،‬وهل‬ ‫ه َو قاد ٌم عىل حصانٍ من نسيمٍ أم من ند ًى‪..‬؟!!)‪.‬‬ ‫الوجودي يف احتامالتِ ِه‬ ‫الحجاب‬ ‫هائِ ٌل ه َو‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ي أ َر ُق امل َعرفة التي تفق ُد‬ ‫العسليّة‪ ،‬وال ُع ْر ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫تعريف‪ ،‬فأ ْن ال‬ ‫جاذبيتَها األرضيّة يف ك ُِّل‬ ‫نعي يعني ّأل نُؤطَّ َر يف تقنيّ ِة الضَّ ِ‬ ‫بط‪ ،‬أو‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ري من ُذ‬ ‫نُس َج َن يف‬ ‫قفص غاد َرت ْ ُه قَبْلَنا العصاف ُ‬ ‫سنوات‪.‬‬ ‫أروي لكُم اآل َن عن فتا ٍة يف أواخ ِر القرنِ‬ ‫بالسأمِ ‪ ،‬فطلَبَ ْت رقامً ال‬ ‫العرشين ْ‬ ‫كانت تشع ُر َّ‬ ‫ِ‬ ‫طي‬ ‫تخش‬ ‫َ‬ ‫عىل التَّعيني‪ ،‬ومل‬ ‫الكاش َف ُّ‬ ‫‪/‬الش َّ‬ ‫ني الذي مل ي ُك ْن قد ُولِ َد بعدُ‪ ،‬وكا َن عىل‬ ‫اللَّع َ‬ ‫الس ّمع ِة ُمرا ِه ٌق باتَ علي ِه أ ْن‬ ‫ِ‬ ‫الجانب اآل َ‬ ‫خ ِر من َّ‬ ‫الصوتي َة ال َّرقيقة التي ق َذفَها للتَّ ّو‬ ‫ي ُح َّل األحجي َة َّ‬ ‫َ‬ ‫خي البسيط‪...‬‬ ‫ذاك امل َر ُح ال َّر ُّ‬ ‫أروي لكُم عن ال ِّربح والخسارة يف ميزان‬ ‫التَّط ُّور‪ ،‬وعن عدالة التَّح ُّو ِ‬ ‫وهي‬ ‫الت الشَّ مطاء َ‬

‫ِ‬ ‫ني‬ ‫تُصا ِد ُر ُممتلكات األزهار األُوىل‬ ‫كالجامرك ب َ‬ ‫حدو ِد األنهار وامل ُروج‪.‬‬ ‫ُ‬

‫جلجامش‬ ‫ُ‬ ‫فهذا يا‬ ‫ني ال َّرحمِ‬ ‫نصيب البرش ب َ‬ ‫ُ‬ ‫والق ِ‬ ‫رب واألسئلة‪...‬‬

‫فس ُه بعدُ‪ ،‬فتعايل‬ ‫الس الذي مل أُ ِّ ْ‬ ‫يا غيمتي أنا ِّ ُّ‬‫الغريب للغريب ِة‪..‬‬ ‫حبًّا ورشاق ًة كنداء‬ ‫ِ‬ ‫إىل حضني ُ‬

‫ُريس ُ‬ ‫يقول‬ ‫غرفتي اآل َن تتن َّه ُد بحن ٍ‬ ‫ني ماكِر‪ :‬الك ُّ‬ ‫كتاب أهدتني‬ ‫ري إىل ٍ‬ ‫يل‪ :‬أتذكُ ُر؟!‪ ،‬واملكتب ُة تُش ُ‬ ‫ٍ‬ ‫إيّاه َ‬ ‫هاتف‬ ‫تلك الفتا ُة البعيدة‪ ،‬بع َد ُمحادَثة عىل‬ ‫بال كاشف‪!!..‬‬

‫تعيش َ‬ ‫تلك الذواتُ الشَّ غوف ُة بأقايص‬ ‫ُ‬ ‫لك ْن‪ :‬أي َن‬ ‫امل ُستحيل‪...‬؟!!‬

‫صدِّقيني ال أعرف ُِك بع ُد ألعر َِف نفيس‪ ،‬واألر َو ُع‬ ‫السامويّ ُة‬ ‫أ َّن هاتف َِك‬ ‫العجائبي أيَّتُها اإلسفنج ُة َّ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫كاشف‪ :‬حتامً هذا ه َو األ َم ُل‪!!..‬‬ ‫امل َسحور ُة بال‬

‫َ‬ ‫وسال‬ ‫العاطفي‪،‬‬ ‫الهاتف‬ ‫رب معنا‬ ‫ُ‬ ‫ربنا‪ ،‬وك َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ُّ‬ ‫من قلوبنا إل ٌه من ال َّرحيقِ امل ُتم ِّر ِ‬ ‫س بامل ُباغتات‪،‬‬ ‫وكدنا ننىس ما فقدنا ُه ونح ُن نحتفي باألضوا ِء‬ ‫ح ظ ّناً م ّنا أنَّها حلوى‬ ‫امل ُغا ِي َر ِة يف ك ُِّل صبا ٍ‬ ‫ال ّرقص ِة امل ُشتها ِة من ُذ األزل‪.‬‬ ‫ينبغي أ ْن ننصا َع للتَّغيري‪ ،‬وأن يرتاكَ َم فينا‬ ‫ٍ‬ ‫كسوط م َن االمتال ِء األليمِ بالتَّص ُّحر‪ ،‬فقد‬ ‫الفرا ُغ‬ ‫تعطي‪،‬‬ ‫أعط َِت التَّجار ُِب أُكُلَها‪ ،‬و ُر َّبا مل ولن‬ ‫َ‬

‫ٍ‬ ‫ماض تداعى‪،‬‬ ‫َطوي يف‬ ‫ش امل‬ ‫خُذوين إىل ال ُع ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ح عىل حارضٍ ما َ‬ ‫زال يتك َّر ُر‬ ‫ِّ‬ ‫إىل‬ ‫العش امل َفتو ِ‬ ‫ِ‬ ‫مكنات‬ ‫وبعض ُم‬ ‫ج ُر‬ ‫ُ‬ ‫ثاؤب والضَّ َ‬ ‫في ِه امل َسا ُء والتَّ ُ‬ ‫امل َجهول‪..‬‬ ‫كهاتف تعط َ​َّل ِ‬ ‫قد ِ‬ ‫ٍ‬ ‫كاش ُفهُ‪،‬‬ ‫يص ُل إلينا امل ُستقبَ ُل‬ ‫حيق قد خانَ عزل َة البُستانِ‬ ‫فرن ِّددُ‪ :‬ها ه َو ذا ال َّر ُ‬ ‫العتيق أما َم البُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫حيث األرائِ ُك‬ ‫يوت الحجريّة‪،‬‬ ‫تشق دربًا عشبيّ ًة يف‬ ‫رتقال‪ ،‬والوسائِ ُد‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫تثلِ ُج بُ‬ ‫ِ‬ ‫َنامات‪ ،‬ونحنُ نتشظّى يف الحبك ِة التي ال‬ ‫امل‬ ‫ت ُروى؛ بل ت ُعاش‪..‬‬

‫تعريف ال َّزمن بلُغة األرقامِ العسرية‬ ‫لن أُعي َد‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫بأسالك‬ ‫يف دفرت (التَّلفونات) امل ُهرتئ؛ بل‬ ‫كهربا ِء الشَّ وار ِع امل َعقودة كربط ِة ع ُنق الغبار‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بذبذبات َّ‬ ‫هامش األيّامِ الكالِحة‬ ‫الثثاري َن عىل‬ ‫أو‬ ‫وهي‬ ‫بال جدوى‪ ،‬أو بشهق ِة امل َشا ِع ِر امل ُتأرجِحة َ‬ ‫فوق َم ِ‬ ‫جرأ ِة دُمو ِعها َ‬ ‫صاط ِب ال َّرحيل‪.‬‬ ‫تته َّر ُب من ُ‬ ‫غربال من الحرار ِة الطّائِشة‪ ،‬وال َج ُ‬ ‫ٌ‬ ‫امل‬ ‫الحيا ُة‬ ‫فقاع ٌة من خ ٍ‬ ‫ُؤس‬ ‫ُرافات‬ ‫تنتش وتختلِ ُف‪ ،‬وال ت َ ُ‬ ‫ُِ‬ ‫يف َمناح ٍة ُمحكَمة‪.‬‬

‫الهويات القاتلة وتشريع المجازر‬ ‫خاص أبواب‬ ‫يتحدّث أمني معلوف يف كتابه املميّز‪ :‬الهويات‬ ‫القاتلة‪ ،‬عن ذلك املفهوم الضيق للهوية‪،‬‬ ‫الذي يخترصها يف انتامء واحد‪ ،‬سواء أكان‬ ‫طائفياً أو دينياً أو عشائرياً أو إثنياً قومياً‪،‬‬ ‫فيحرص املنتمني لهذه الهوية يف موقف‬ ‫متعصب ومتشدّد‪ ،‬وغالباً ما يح ّولهم‬ ‫متحيّز‬ ‫ّ‬ ‫إىل قتلة وأتباع قتلة‪ ،‬خصوصاً حني يتع ّرض‬ ‫ذلك االنتامء إىل خطر (خارجي) ما‪ ،‬فتتش ّوه‬ ‫رؤيتهم إىل العامل وتنحرف‪.‬‬ ‫فيتص ّنف الناس الذين ينتمون إىل‬ ‫(جامعتنا) ليصبحوا (م ّنا)‪ ،‬ويجمعنا‬ ‫مصري مشرتك ونهاية مشرتكة يف غالب‬ ‫األحيان‪ .‬أما غري املنتمني إىل (جامعتنا) فهم‬ ‫املتواجدون يف الطرف اآلخر‪ :‬األعداء‪ ،‬أولئك‬ ‫الذين ال نسمع شكواهم وعذاباتهم وال نرى‬

‫املدافعون عن الهوية أو االنتامء‪ ،‬فمامرسة‬ ‫اإلرهاب ضدهم ونعتهم بالخونة واملرتدين‬ ‫هو أقل ما ميكن أن ميارس بحقهم‪.‬‬

‫الظلم الذي يلحق بهم‪ ،‬رغم أنه قد يكون‬ ‫عىل مرمى نظرنا‪.‬‬ ‫فام يه ّم هو موقف (الجامعة) الذي يكون‬ ‫يف غالب األحيان موقف أكرث أعضائها تع ّنتاً‬ ‫وغوغائية ورشاسة! وهنا تكمن خطورة هذه‬ ‫االنتامءات الضيقة‪ ،‬فحني يشعر أصحابها‬ ‫بأن "اآلخرين" يشكّلون خطرا ً عىل أثنيتهم‬ ‫أو ديانتهم أو قوميتهم أو عشريتهم‪ ،‬عىل‬ ‫انتامئهم باختصار أياً كان هذا االنتامء‪،‬‬ ‫فكل ما بإمكانهم فعله لتبديد هذا الخطر‬ ‫سيرتاءى لهم مرشوعاً‪ ،‬حتى لو اقرتفوا‬ ‫أبشع املجازر‪ ،‬فهم عىل يقني بأنهم يفعلون‬ ‫ما هو رضوري لحامية أهلهم‪ .‬ومبا أن كل‬ ‫من يدورون يف فلكهم من املنتمني لذات‬ ‫(الجامعة) ويبادلونهم ذات األحاسيس‪،‬‬ ‫فال يشعر القتلة يف معظم األحيان بتأنيب‬ ‫الضمري‪ ،‬بل العكس فهم أبطال يسعون إىل‬

‫الشعور الذي يتوالد داخل الشخص الذي‬ ‫يتحرك من أجل جامعته املغلقة‪ ،‬حيث تصاحبه‬ ‫الدعوات والصلوات‪ ،‬هو شعور الدفاع املرشوع‬ ‫عن النفس‪ ،‬وهي السمة املشرتكة لكل الذين‬ ‫ارتكبوا أبشع الجرائم يف كل أرجاء العامل‪ ،‬من‬ ‫رواندا إىل يوغوسالفيا السابقة مرورا ً بالكثري‬ ‫من الجرائم العرقية والدينية الطائفية وغريها‪.‬‬

‫حامية أهلهم وأطفالهم وهويتهم‪ .‬أما حني‬ ‫يخرج من ضمن (الجامعة) أناس "فاترون"‬ ‫أو "مشكّكون" بصحة ما يفعله أولئك‬

‫إذا ً فمفهوم الهوية الضيّق‪ ،‬بحسب معلوف‪،‬‬ ‫مفهوم مضلّل‪ ،‬يوحي بادئ األمر بحق مرشوع‪،‬‬ ‫ثم يصبح مع الزمن أداة قتل‪ .‬هذا االنزالق من حالة‬ ‫إىل أخرى يبدو خفياً وطبيعياً وننخدع به أحياناً‪،‬‬ ‫وإذ بالضحية تتح ّول فجأة أمامنا إىل جالد‪ ،‬وإذا‬ ‫بانتامءاتنا تتح ّول فجأة إىل رصاع وجود وحروب‪.‬‬

‫السؤال الرئييس فيام طرحه معلوف‪ :‬إىل أي‬ ‫ح ّد يستطيع الفرد التحكم يف تكوين هويته؟!‬ ‫هل بإمكاننا الخروج من أرس انتامءاتنا‬ ‫الضيقة وهوياتنا القاتلة‪ ،‬باتجاه انتامءات‬ ‫متعددة منفتحة وملونة تشبه انتامءنا للعامل‬ ‫الواسع‪ ،‬تقبل اآلخر وال تؤطّرنا يف جامعات‬ ‫مغلقة مل يكن لنا الخيار يف التواجد أساساً‬ ‫فيها؟‬ ‫يف بداية هذا الكتاب الصادر عن دار الفارايب‬ ‫العام ‪ 1998‬يتحدث كاتبه عن سؤال لطاملا‬ ‫يسأله الناس له‪ ،‬هو اللبناين األصل الذي هاجر‬ ‫إىل فرنسا بعد نشوب الحرب األهلية يف بلده‪.‬‬ ‫السؤال هو‪ :‬هل تشعر بأنك فرنيس أم لبناين؟‬ ‫السؤال الذي يواجهه كل قادم إىل أرض‬ ‫جديدة‪ .‬كان معلوف يجيب‪ :‬هذا وذاك‪ .‬جواب‬ ‫يخترص الكثري من الفكرة الرئيسية التي أراد‬ ‫الكتاب القيّم قولها‪.‬‬


‫باب أرابيسك‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 31‬تموز ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫حوار مع د‪.‬خالد زيادة‬

‫من الفقيه إلى المثقف‪ ..‬الوظيفة والدور‬

‫حاوره علي جازو‬

‫خالد زيادة‬

‫قليالً ما نجد بحثاً يتصف بالحيادية‬ ‫والعمق في رصد أطوار الكتّاب في‬ ‫المنطقة العربية‪ .‬هذا الحوار في جزئه‬ ‫المختصر هنا‪ ،‬مع الدكتور خالد زيادة‪،‬‬ ‫يتتبّع أسئلة أولى‪ ،‬محاوالً اإلجابة عن‬ ‫ٍ‬ ‫"دور أصيل"‬ ‫لمثقف كان فقيهاً وكاتباً‬ ‫في آن‪.‬‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫ ما الذي دفعك إىل تغيري عنوان كتابك‬‫من "كاتب السلطان‪ -‬حرفة الفقهاء‬ ‫واملثقفني"‪ ،‬الصادر عام ‪ ،1991‬إىل‬ ‫"الكاتب والسلطان‪ -‬من الفقيه إىل‬ ‫املثقف"‪ ،‬يف طبعة ‪2017‬؟‬ ‫عند صدور الكتاب يف طبعته األوىل‬ ‫استصعبت اختيار العنوان‪ ،‬إذ أردته شامالً‬ ‫ُ‬ ‫ملوضوعاته؛ أي الكاتب والفقيه واملثقف‪ ،‬ويف‬ ‫الواقع مل أج ِر تعديالً عىل اشتامل العنوان‬ ‫ملوضوعات الكتاب بل تعديالً يتعلق مبنح‬ ‫الكاتب استقاللية أكرب‪ ،‬ففي العنوان األول‬ ‫يبدو كأنه تاب ٌع للسلطان‪.‬‬ ‫مهمت الكاتب وذكرت‬ ‫أرشت إىل تنوع‬ ‫َ‬ ‫‬‫ّ‬ ‫مثالني من مرص‪ :‬عثامن نور الدين‬ ‫والطهطاوي‪ .‬لكن هذه املهامت يف املجمل‬ ‫ال توحي بدور مستقل للكاتب؟‬ ‫من املفيد أن نبدأ الحديث عن عثامن نور الدين؛‬ ‫فقد كان أول من أوفده الباشا محمد عيل إىل‬ ‫ايطاليا ليكتسب خربة يف العلوم العسكرية‬ ‫عام ‪ .1809‬إنه مثال لرجال دولة محمد عيل‪،‬‬ ‫شارك يف تأسيس الجيش النظامي‪ ،‬وساهم يف‬ ‫تأسيس أول مطبعة عام ‪ ،1821‬وأول مدرسة‪،‬‬ ‫وأسس مكتبة متعددة اللغات‪.‬‬ ‫أما الطهطاوي فكان أزهرياً‪ ،‬ومل يوفد يف‬ ‫البعثة ليكتسب خربة عسكرية فكانت مهمته‬ ‫إماماً للبعثة التي أوفدت إىل باريس عام‬ ‫‪ .1826‬شهرة الطهطاوي ترتبط أوالً بكتابه‬ ‫"تخليص اإلبريز يف تلخيص باريز"‪ ،‬الذي‬ ‫تضمن إشارات للمدينة األوروبية والدستور‬ ‫وتقييد صالحيات امللك بعد ثورة ‪،1830‬‬ ‫والوظيفة التي شغلها الطهطاوي بعد عودته‬ ‫ملرص كانت تربوية‪ ،‬إضاف ًة إىل الرتجمة‬ ‫وتأسيس مدرسة األلسن‪.‬‬ ‫هؤالء التنويريون هم آباء املثقف‪ .‬ومنط املثقف‬ ‫الذي عرفته مرص‪ ،‬مختلف عن التنويري الذي‬ ‫ظهر يف لبنان‪ .‬فعىل سبيل املثال ناصيف‬ ‫اليازجي (‪ )1800-1871‬كان سليل عائلة‬ ‫من الكتّاب الذين يعملون يف خدمة األمراء‬ ‫والحكام املحليني (كلمة يازجي يف الرتكية‬ ‫تعني كاتب)‪ ،‬خدم األمري بشري الشهايب حتى‬ ‫عام ‪ 1840‬بصفة كاتب يف إدارته‪ ،‬وبعد نفي‬ ‫األمري أصبح بال عمل‪ ،‬فاتصل باملرسلني وعمل‬ ‫يف ترجمة الكتاب املقدس‪ ،‬ثم دعاه بطرس‬ ‫البستاين إىل التدريس يف املدرسة الوطنية ثم‬ ‫د ّرس العربية يف الجامعة األمريكية‪ .‬إن ارث‬ ‫اليازجي هو لغوي وأديب‪ ،‬وهو مثال للكاتب‬ ‫الذي فقد وظيفته وتحول إىل حرفة اللغة‬ ‫واألدب والتدريس‪.‬‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫أما مثال النهضوي يف لبنان فهو بطرس‬ ‫البستاين (‪ ،)1883-1819‬الذي عمل مع‬ ‫ناصيف اليازجي يف ترجمة الكتاب املقدس‪ .‬مل‬ ‫يخدم البستاين يف إدارة ومل يكن كاتباً ألمري‪،‬‬ ‫ولكنه ك ّرس حياته للتعليم وإنشاء الصحف‬ ‫وتأسيس املدارس والرتجمة وتأليف املعاجم‪.‬‬ ‫يف مرص التقى النمطان من املتعلمني‬ ‫(املثقفني)‪ ،‬النمط اللبناين الذي ال يرتبط‬ ‫باإلدارة‪ ،‬والنمط املرصي الذي كان فيه‬ ‫املتعلمون يتخرجون من مدارس الدولة‬ ‫ليخدموها فيام بعد‪ .‬يف تلك الفرتة من العقدين‬ ‫السابع والثامن من القرن التاسع عرش‪ُ ،‬ولد‬ ‫"املثقف"‪.‬‬

‫ يف ضوء البحث املقارن‪ ،‬ما هي نقاط‬‫االختالف والتالقي بني املثقف يف أوروبا‬ ‫(فرنسا وأملانيا كمثالني) ودوره يف البلدان‬ ‫العربية أواخر القرن التاسع عرش حتى‬ ‫يومنا الحارض؟‬ ‫مثة أدب وإنشاء شائعان يف ثقافتنا يتحدثان‬ ‫عن اضطهاد السلطة للمثقف‪ ،‬وهو جزء من‬ ‫أدب إنساين‪ .‬لكن هذا امليل لالعتقاد بأن السلطة‬ ‫واملثقف نقيضان ال يؤيد منطق تطور املجتمعات‬ ‫والدول‪ ،‬وأظن أن إشكالية املثقف والسلطة‪ ،‬مل‬ ‫تظهر يف أوروبا إال مع العرص الحديث‪.‬‬ ‫نالحظ أيضاً أن موقف التنويريني واملفكرين‬ ‫الفرنسيني كان دامئاً يف تناقض مع السلطة‬

‫•أستاذ جامعي‪ ،‬حاصل عىل شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون الثالثة‪-‬‬ ‫باريس عام ‪ ،1980‬باحث يف التاريخ الثقايف واالجتامعي‪.‬‬ ‫•شغل الدكتور خالد زيادة منصب سفري لبنان لدى جمهورية مرص العربية‪،‬‬ ‫واملندوب الدائم يف جامعة الدول العربية بني عامي (‪ ،)2007-2016‬وهو حالياً‬ ‫مدير املركز العريب لألبحاث ودراسة السياسات فرع بريوت‪.‬‬ ‫•له العديد من املؤلفات‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫"املسلمون والحداثة األوروبية"‪" ،‬سجالت املحكمة الرشعية (املنهج‬ ‫واملصطلح)"‪" ،‬الكاتب والسلطان من الفقيه إىل املثقف"‪" ،‬الخسيس والنفيس‪،‬‬ ‫الرقابة والفساد يف املدينة اإلسالمية"‪ ،‬و"العلامء والفرنسيس‪ -‬قراءة يف‬ ‫تاريخ الجربيت"‪.‬‬ ‫كام صدرت له ثالثية بعنوان‪" :‬مدينة عىل املتوسط"‪ ،‬إضافة إىل رواية تاريخية‬ ‫بعنوان "حكاية فيصل"‪.‬‬ ‫•نرش العديد من الكتب ترجم ًة وتحقيقاً‪ ،‬مثل "سفارة نامة فرانسة (جنة النساء‬ ‫والكافرين)"‪ ،‬و"عربة وذكرى أو الدولة العثامنية قبل الدستور وبعده" لسليامن‬ ‫البستاين‪ ،‬ورسالة "الكلم الثامن" للشيخ حسني املرصفي‪.‬‬ ‫•له عرشات الدراسات واملقاالت يف مجالت محكمة‪ ،‬منها مقالة وافية عن‬ ‫التاريخ والتص ّوف‪ ،‬كام شارك يف العديد من الندوات واملؤمترات وورش العمل‬ ‫العلمية‪.‬‬

‫امللكية‪ ،‬من ڤـولتري إىل روسو مرورا ً‬ ‫باإلنسكلوبيديني (املوسوعيني)‪ .‬والتقليد‬ ‫الثقايف الفرنيس منذ القرن الثامن عرش‬ ‫كان مناهضاً للسلطة‪ ،‬من إميل زوال ومقالته‬ ‫الشهرية‪" :‬إين أتهم ‪ "1898‬قبل وفاته املشبوهة‬ ‫عام ‪ ،1902‬وصوالً إىل جان بول سارتر‪.‬‬ ‫لكن التقليد الثقايف األملاين مختلف‪.‬‬ ‫كانت أملانيا مجزأة وقد لعب الفالسفة من‬ ‫هريدر(‪ )1803‬إىل فيشته (‪ )1814‬دورا ً يف‬ ‫التأكيد عىل أهمية اللغة يف الوحدة القومية‪،‬‬ ‫وصوالً إىل هيغل (‪ )1831‬ونظريته عن‬ ‫الدولة‪ ،‬من هنا األهمية القصوى للفالسفة يف‬ ‫الوحدة األملانية‪.‬‬

‫الوضع لدينا مختلف‪ .‬وباالستعانة بالتعاقب‬ ‫الزمني‪ ،‬نجد املثقف العريب قد تأثر بالدرجة‬ ‫األوىل بالفكر الفرنيس لعرص األنوار‪،‬‬ ‫ويف نهاية القرن التاسع عرش كان يف‬ ‫موقع املعارضة وخصوصاً من طالب بتبني‬ ‫الدستور وتقييد الحاكم‪ .‬لكن خالل فرتة‬ ‫قصرية (‪ ،)1930-1880‬كان عىل النخب‬ ‫املثقفة أن تجيب عن مسائل الدستور‪ :‬نزع‬ ‫االستعامر وبناء الدولة الوطنية‪ ،‬وبهذا انتقل‬ ‫املثقف إىل موقع املنخرط ببناء الدولة‪ .‬يف‬ ‫مرحلة الحقة (‪ )1960-1930‬سيطرت‬ ‫االتجاهات اإليديولوجية (شيوعية‪ -‬قومية‪)..‬‬ ‫ودخل املثقفون يف رصاعات سياسية‬ ‫وحزبية‪.‬‬ ‫ تتأرجح مكانة املثقف العريب بني دور‬‫مرغوب من املجتمع‪ ،‬ووظيفة تحتكرها‬ ‫السلطة‪ .‬هل من متييز دقيق بني الدور‬ ‫والوظيفة؟‬ ‫لنبدأ بالتعريف االنرثوبولوجي للوظيفة‬ ‫والدور‪ ،‬الوظيفة هي ما يشغله املرء يف الجسم‬ ‫االجتامعي تبعاً لخربته أو ألسباب أخرى عديدة‬ ‫(الوراثة مثالً)‪ :‬رجل السلطة‪ ،‬رجل الدين‪،‬‬ ‫التاجر‪ ،‬الحريف‪ ،‬املزارع‪ ..‬أما الدور فهو أمر‬ ‫آخر‪ ،‬إذ يتطلب االنخراط يف القضايا العامة‬ ‫للمجتمع‪ ،‬من هنا رأينا أن رجال القانون‬ ‫(املحامني) كانوا قادة الرأي والحركات الوطنية‬ ‫املناهضة لالستعامر‪ ،‬ويف مراحل الحقة‬ ‫أصبح رجال األدب والصحافة هم املعربين عن‬ ‫القضايا العامة‪.‬‬

‫"ترحال" كاريكاتري لسارة قائد @‪saraqaed‬‬

‫لكن حني نطلب دورا ً من املثقف‪ ،‬فينبغي‬ ‫أن يكون حرا ً يف أداء وظيفته‪ .‬وقد حدث‬ ‫خالل خمسني سنة أو أكرث‪ ،‬أن السلطات‬ ‫الحاكمة قبضت عىل الوظائف‪ ،‬وحولت‬ ‫أساتذة الجامعات والصحافيني والكتّاب إىل‬ ‫جراء بحيث تتحكم بالوظائف وتلغي أدوار‬ ‫أُ َ‬ ‫أصحابها‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫‪Kinder‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 31‬تموز ‪2018‬‬


‫باب شرقي‬

‫‪Kinder‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 31‬تموز ‪2018‬‬

‫‪21‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ﻣﺠﻤﻮﻉ ْ‬ ‫ﻣﻘﻠﻮﺏ‬ ‫ﻭﻋﻤ ُﺮ ﺃﺯﺍﺩَ ﻫﻮ‬ ‫ﻋﻤ ِﺮ ﺁﺯﺍﺩَ ﻭﺃﺑﻴﻪ ‪ ٦٦‬ﻋﺎﻣﴼ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ﱟ‬ ‫ِ‬ ‫ﻋﻤﺮ ﺃﺑﻴﻪ‪ ،‬ﻓﻜﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻤﺮ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ؟‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫ْ‬ ‫ﺍﻟﻤﺨﺼ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﺺ‬ ‫ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ‬ ‫ﺗﺴﺘﻨﺘﺠ ُﻪ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﺍﻛﺘﺐ‬ ‫ﱠ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ‬ ‫ﻣﻮﻗﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻟﻪ ﻓﻲ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ﱡ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﺳﺘﺸﺎﺭﻙ ﻳﺎ‬ ‫ﺍﻟﺤﻞ ﺻﺤﻴﺤﴼ‬ ‫ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺣﺎﻝ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟﺠﺎﺋﺰﺓ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻋﻠﻰ‬ ‫َ‬ ‫ﺳﺤﺐ ﻓﻲ ﱟ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺑﺚ ﻣﺒﺎﺷ ٍﺮ‬ ‫ﺧﻼﻝ‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﻣﻦ‬ ‫ﻳﺘﻢ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ‬ ‫ﱡ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴّ ِﺔ‬ ‫ﻣﻮﻗﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻋﺒ َﺮ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻓﻲ‬ ‫ﺑﻌﺾ‬ ‫ﺳﺘﺠﺪﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﻳﺎ ﺃﺻﺪﻗﺎ ِﺋﻲ‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺮﺅﻭﻥ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ‪،‬‬ ‫ﺣﺮﻭﻑ‬ ‫ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺣﻤ ِﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻟﻮ ِﻧﻬـﺎ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ‬ ‫ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ﺍﻟـﺤﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﱢ‬ ‫ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤـﺠ ّﻠ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﺮﺗﻴﺐ‬ ‫ﻭﺿﻌﻮﻫـﺎ‬ ‫ﺍﺟﻤﻌﻮﻫـﺎ‬ ‫ـﺔ‪،‬‬ ‫ﻛﻞ‬ ‫ﺗـﺘﻮﺯ ُﻉ ﺗﻠـﻚ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫)ﺃﻭﻝ ﺣﺮﻑ ﺗﻀﻌـﻮﻧ ُﻪ ﻓﻲ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ﺃﻭ ِﻝ ﻣـﺮﺑّ ٍﻊ‪ ،‬ﻭﻫﻜﺬﺍ‪ ...‬ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﺍﻟﻤﺮﺑّ ﻌﺎﺕ(‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟـﻌﺪﺩ‪.‬ﻋﻨﺪَ‬ ‫ﻟـﺤﻜﻤﺔ‬ ‫ﺍﻛﺘﺸـﺎﻓ ُﻜﻢ‬ ‫ﺣﻜﻤﺔ‬ ‫ﻭﺗﻜﺘﺸﻔﻮﻥ‬ ‫ﺗﻀـﻌ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ﺍﻟﻤﺨﺼ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﻣﻮﻗﻌﻨـﺎ‪.‬‬ ‫ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻓﻲ‬ ‫ـﺺ‬ ‫ﺍﻟﻤـﻜﺎﻥ‬ ‫ﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺪﺩ‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ْ‬ ‫َ‬ ‫ﺻﻮﺭﺓ ﻋﺒّ ٍ‬ ‫ﻮﺩ‬ ‫ﺗﻜﻤﻠﻮﺍ‬ ‫ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ‪،‬‬ ‫ﺃﺻﺪﻗﺎ ِﺋﻲ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﺗﺮﺳﻤﻮﻥ‬ ‫ﺣﻴﺚ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﺑﻠﺔ‪،‬‬ ‫ﻟﻠﻤﺮﺑﻌﺎﺕ‬ ‫ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ‬ ‫ﺧﻼﻝ‬ ‫ﻣﻦ‬ ‫ﻓﻲ ﱢ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺟﺰﺀﴽ ﻣﻨﺎﻇﺮﴽ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ﻟﻪ‪،‬‬ ‫ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻓﻲ‬ ‫ﺟﺰﺀ‬ ‫ﻛﻞ‬ ‫ﻌﺎﺕ ﻓﻲ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ‪.‬‬ ‫ﺩﻗ ِﺔ‬ ‫ﻭﺳﺘﺴﺎﻋﺪﻛﻢ ﺍﻟﻤﺮﺑّ‬

‫ﺳ ُ‬ ‫ﺠﺎﺋﺮ ﺍﻟﺘﺪ ِ‬ ‫ﺧﻴﻦ‬ ‫ﺗﺤﺘﻮﻱ ‪ ٢٠٠‬ﻣﺎﺩّ ٍﺓ‬ ‫ّ‬ ‫ﺳﺎﻣ ٍﺔ‪ ،‬ﻣﻨﻬﺎ ‪٤٠‬‬ ‫ﻣﺎﺩّ ٍﺓ‬ ‫ﺳﺎﻣﺔٍ‬ ‫ّ‬ ‫ﺗﺴﺒّ ُﺐ ﺍﻟﺴﺮ َ‬ ‫ﻃﺎﻥ‪.‬‬

‫ﺼﻨ ُ‬ ‫ﻒ ﺍﻟﻌﻠ ُ‬ ‫ﻤﺎﺀ‬ ‫ﻳ ّ‬ ‫ﻭﺭﺓ َ‬ ‫ﺍﻟﺒﻨﺪ َ‬ ‫ﻣﻦ‬ ‫ﻛﻪ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻮ َﺯ‬ ‫ﺍﻟﻔﻮﺍ ِ‬ ‫ﺎﺏ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺸ ِ‬

‫ﻨﻖ‬ ‫ﺍﺕ ﻋ ِ‬ ‫ﺪﺩ ﻓﻘﺮ ِ‬ ‫ﻋ ُ‬ ‫ﺎﻥ ﻫﻮ ﻧﻔ ُ‬ ‫ﺲ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴ ِ‬ ‫ﻨﻖ‬ ‫ﺍﺕ ﻋ ِ‬ ‫ﺪﺩ ﻓﻘﺮ ِ‬ ‫ﻋ ِ‬ ‫ﺍﻟﺰﺭﺍ ِ‬ ‫ﻓﺔ‪.‬‬

‫ﺑﻌ ُ‬ ‫ﺎﺕ ﺗ ُ‬ ‫ﺾ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗ ِ‬ ‫ﻔﺮﺯ‬ ‫ً‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻮﺍﺩﴽ‬ ‫ّ‬ ‫ﺳﺎﻣﺔ ﺗﻘﻀﻲ‬ ‫ﻓﻴ‬ ‫ﻬﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗ ِ‬ ‫ﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺎ ِ‬ ‫ﻭﺭﺓ ﻟﺘﺤ َ‬ ‫ﺼﻞ‬ ‫ﺣﺼ ِﺘﻬﺎ َ‬ ‫ﻋﻠﻰ ّ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ‪ِ.‬‬

‫ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺃﺑﻮﺍﺏ‬

‫ﺟﺰﺀ ﻳﺼﺪﺭ‬ ‫ﻳﺴﻌﺪﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﺪﻡ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺇﺻﺪﺍﺭﻧﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ "ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻊ ﻋﺮﺑﻲ" ﻭﻫﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ً‬ ‫ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻟﻠﺤﺮﻭﻑ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻭﺍﻷﻟﻮﺍﻥ‪ ،‬ﻣﺘﻮﻓﺮ ﺍﻵﻥ ﻛﺘﺎﺏ "ﺍﻷﻟﻒ ﻭﺍﻟﺒﺎﺀ" ﻟﻠﺮﺍﻏﺒﻴﻦ ﺑﺎﻗﺘﻨﺎﺋﻪ‪.‬‬ ‫ﻳﻤﻜﻨﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﺃﻭ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ‪ ،‬ﺃﻭﻝ ﻣﺠﻠﺔ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ‪.‬‬ ‫ﻟﻠﺘ‬ ‫ﻮﺍﺻﻞ ‪٢٨‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫‪٠٥‬‬ ‫ﺍﺷﺘﺮﻙ ﺍﻵﻥ ﻭﺍﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻢ ‪ ٪٢٥‬ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ‪ ،‬ﻭﻧﺴﺨﺔ ﻣﺠﺎﻳﻨﺔ‬ ‫‪+٤٩ ١٦‬‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ‪ ،‬ﻭﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻊ ﻋﺮﺑﻲ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻋﺪﺩ ﻫﺪﻳﺔ ﻣﺠﺎﻧﴼ‪.‬‬ ‫ﺍﺷﺘﺮﻙ ﻋﺒﺮ ﻣﻮﻗﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ‪www.mariammagazine.de‬‬

‫ﻣﺘﻌﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ‬ ‫ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬


Auf Deutsch 2018 ‫ تموز‬- 31 ‫ العدد‬- ‫السنة الثالثة‬

22

erschienen sein mag, haben doch Deutschland, seine Behörden und viele seiner Bürger seit 2015 enorm viel geleistet, um Menschen in Not aus anderen Teilen der Welt zu helfen. Besonders die Lehrer standen dabei oft vor großen Herausforderungen. Von der Schule in die Ausbildung Als ein großes Missverständnis empfinden viele deutsche Akteure die Vorstellungen einiger Menschen mit Migrationshintergrund oder Fluchterfahrung über die Herausforderungen einer beruflichen Ausbildung, also der Lehre.

SCHULE ALS ORT DER INTEGRATION TEIL 2 Von Erhard Brunn* Historiker und Berater für Interkulturelle Kooperationen

Für viele junge Menschen könnte sich das Thema Integration in der Schule entscheiden. Die Erfahrungen mit deutschen Schulen sind für Menschen, die selber oder deren Familien erst in den letzten Jahren nach Deutschland kamen, natürlich sehr unterschiedlich. Erhard Brunn berichtet in seinem dreiteiligen Beitrag in ABWAB über seine Erfahrungen. Im zweiten Teil geht es um die Bedeutung der Eltern für den Erfolg ihrer schulpflichtigen Kinder, das Verhältnis zwischen Eltern und Lehrern und den Übergang von der Schule in die Ausbildung. Hilfestellung der Eltern Ich habe in den letzten Jahren viele Akademiker (Ärzte oder Anwälte) getroffen, die sagten, ihre Eltern seien Analphabeten gewesen und seien es bis heute. Sie hätten als Putzkräfte auf Frankfurts Straßen oder in Berliner Krankenhäusern gearbeitet, aber immer eine positive Haltung dazu gehabt, dass ihre Kinder schulisch das Bestmöglichste aus sich machten und sie dabei unterstützt. Diese Menschen, deren Eltern aus der Türkei oder Marokko kamen, sind ihnen bis heute dafür dankbar. Der Kontakt zwischen Lehrern und Eltern kann sehr wichtig sein, nicht nur zur Zeit der Zeugnisvergabe. Die Erfahrung zeigt aber, dass viele Eltern mit Migrationshintergrund, auch wenn sie schon seit langer Zeit in Deutschland leben, diesen Kontakt scheuen. Vielleicht, weil sie sich nicht so gut auf Deutsch ausdrücken können und sich dementsprechend unwohl und den Lehrern unterlegen fühlen. Oder, weil viele von ihnen weder das deutsche Schulsystem

noch die sich anschließenden Ausbildungs- oder Studienbedingungen gut verstehen. Das heißt aber noch lange nicht, dass sie nicht gerne mehr darüber wüssten, wie ihre Kinder in der Schule zurechtkommen und ihnen vielleicht auch dabei helfen würden, die Hausaufgaben zu machen. Die Lehrer, so der Wunsch vieler dieser Eltern, müssten mehr Initiative übernehmen, werden aber mit Recht sagen können, dass ihnen ohnehin schon Jahr für Jahr immer mehr Pflichten aufgebürdet werden. Ich habe jedoch auch von vielen erfolgreichen Menschen mit Migrationshintergrund gehört, dass es bei ihnen gar keine große deutsche Institution war, die sie heute als wichtig dafür ansehen, dass sie sich menschlich in Deutschland wohlfühlen und beruflich erfolgreich sind. Oft war es nur eine einzelne ältere Nachbarin oder ein Ehepaar aus der Nachbarschaft, die den Kindern Spaß am Lesen vermittelten, eine ständige Bücherzufuhr sicherstellten und Zuspruch gaben. Damit stärkten sie auch das Selbstvertrauen und das Vertrauen in

Deutschland. Oder es war ein bestimmter Lehrer oder ein Praxisanleiter beim Berufseinstieg, der den Jugendlichen in der Pubertät den Rücken freihielt, selbst wenn diese ihn gerne einmal provozierten. Natürlich ist es gut, wenn die Angebote der Schulen und anderer Behörden funktionieren. Aber viele Migranten haben es geschafft, obwohl das System oder die Mehrheit derer, mit denen sie zu tun hatten, sie nicht unterstützt haben, aber eine Person schon und die richtig! Rektoren und Lehrer Viele Lehrer waren und sind nicht darauf vorbereitet, sich mit Schülern und Eltern aus anderen Kulturen einfühlsam auseinanderzusetzen. Diese Herausforderung besteht jedoch schon seit sehr langer Zeit. In Großstädten wie Frankfurt gibt es zahlreiche Schulen, die seit langem auf den Umgang mit Schülern aus Migrantenfamilien eingestellt sind. Sie haben schon vor Jahren sogenannte „Intensivklassen“ eingerichtet, so dass die zunehmende Zahl geflüchteter Kinder und Jugendlichen in den letzten Jahren kein großes Problem für sie dargestellt hat. Sie haben dann eben vier statt zwei Intensivklassen eingerichtet. Hingegen gingen in vielen anderen Teilen Deutschlands, in Kleinstädten oder dörflichen Regionen, bis zum Jahre 2015 nur wenige Kinder aus anderen Kulturkreisen zur Schule. Auch wenn die Unterstützung den Menschen mit Fluchterfahrung dort vielleicht zu gering

In Deutschland ist man stolz auf dieses "Duale Ausbildungssystem". Der Lehrling verbringt einen Teil der Woche im Ausbildungsbetrieb, den anderen in der Berufsschule. Dies hat den Vorteil, dass durch die Bildung im Betrieb eine große Praxisnähe geschaffen wird. Die Auszubildenden werden mit den neuesten technischen Entwicklungen vertraut gemacht und können sich darüber hinaus in den Betrieben einen Ruf erarbeiten, der eine Übernahme nach der Ausbildung wahrscheinlicher macht. Durch den Besuch der Berufsschule wird eine Grundlagenbildung sichergestellt und der theoretische Hintergrund zu den Tätigkeiten des Betriebes gelegt. Berufliche Ausbildung findet in Deutschland also auf einem sehr hohen Niveau statt. In manchen Schulen gibt es schon in der 8. oder 9. Klasse das Angebot, während der Schulzeit mehrere Tage in der Woche in einem Ausbildungsbetrieb der eigenen Wahl mitzuarbeiten. Dies ermöglicht den Schülern festzustellen, ob diese Arbeit ihnen überhaupt liegt und die potentiellen Arbeitgeber haben die Gelegenheit, die jungen Menschen kennen zu lernen. Berufsberater wundern sich oft über die unrealistischen Berufswünsche von Flüchtlingen oder jungen Menschen mit Migrationshintergrund. So bedurfte es viel Überzeugungskraft eines mir bekannten Schulsozialarbeiters, einem Schüler klarzumachen, dass es in Deutschland mit einer Mathematiknote von 5,0 unmöglich ist, den Beruf zu erlernen, der bis vor einigen Jahren noch „Kraftfahrzeugmechaniker“ hieß. Weil heute kaum mehr geschraubt wird, sondern Hightech die Hauptrolle spielt, heißt der Beruf heute „KFZMechatroniker“. Mit viel Überzeugungsarbeit und Nachhilfe konnte der junge Mann bewegt werden, sich in diesem Fach so anzustrengen, dass er eine bessere Mathematiknote bekam. An unterschiedlichen Orten stehen verschiedene Fördermöglichkeiten zur Verfügung. In einigen Schulen übernehmen ältere Schüler die Rolle eines Mentors und fördern jüngere Schüler (z.B. solche mit Fluchterfahrung). Andere Schulen haben Vertrauenslehrer, viele daneben auch noch Schulsozialarbeiter. Es gibt vielerorts mehr Fördermöglichkeiten, als die meisten Eltern denken. Im dritten Teil geht es in der nächsten Ausgabe um die Bedeutung der deutschen Sprache für die erfolgreiche Integration in die Gesellschaft und die persönliche Weiterentwicklung.


23

Auf Deutsch 2018 ‫ تموز‬- 31 ‫ العدد‬- ‫السنة الثالثة‬

Ansatz, was letztendlich zu den gleichen Ergebnissen führen wird, unter Anderem zu mehr Kriminalität unter Migranten, welche sich auch in Verbrechen gegenüber Angehörigen der Mehrheitsgesellschaft äußern wird.

Souad Abbas

Geflüchtete und der Kreisel des Generalverdachts In jeder Gesellschaft werden Verbrechen begangen. Das Ausmaß der Verbrechen unterscheidet sich in Abhängigkeit von sozialen, wirtschaftlichen und kulturellen Faktoren: Tausende Studien im Bereich des Rechts, der Kultur- und Politikwissenschaft und in der Medizin wurden dazu durchgeführt. Trotzdem bleibt da die menschliche Neigung sich gedanklich in Kategorien zu begeben und Urteile auf Basis von Vorurteilen, individuellen Erfahrungen und Ängsten zu fällen. Dementsprechend werden Menschen beschuldigt, sowohl auf persönlicher, als auch auf kollektiver Ebene. So erleben wir es gerade in Deutschland: Medien und Politik haben Kriminalität zu einem Phänomen gemacht und instrumentalisieren Straftäter/ Geflüchtete um politische Ziele zu erreichen. Dabei werden kollektive Strafen erwirkt, die sich auf die gesamte Gruppe beziehen, denen der Straftäter/Geflüchtete angehört. Es scheint als haben die Ereignisse der Kölner Silvesternacht 2016 dazu geführt, dass die Stimmung kippte und Geflüchtete nicht länger verherrlicht und stattdessen dämonisiert wurden. Seit den zahlreichen sexuellen Übergriffen in dieser Nacht, begann der Kreisel des Generalverdachts sich zu drehen und eine gesamte Gruppe von Menschen wurde zu Tätern. Dabei wird ausgeblendet, dass es dieselbe gesellschaftliche Gruppe, die sogenannte "Gesellschaft der Geflüchteten" war, die sich zuallererst von den begangenen Verbrechen distanzierte. Aus Unwissenheit und Xenophobie lässt sich so manch einer dazu hinreißen den Anderen, oder das Fremde als "triebgesteuert" abzustempeln. Gefährlich wird es aber dann, wenn diese Anschuldigung in Politik, Medien und in der Bevölkerung salonfähig wird, wenn voreilige Kriminalisierung sich etabliert und das in einer Gesellschaft, die sich als offen präsentiert. Aus diesem Grund ist es wichtig auf das hinzuweisen, was die "Gesellschaft der Geflüchteten" durchlebt, wann immer eine Straftat begangen wird. Es ist ein Gefühl der Machtlosigkeit, unter dem Druck des direkten Rassismus zu stehen, der entsteht, wenn eine organische Verbindung zwischen Kriminalität und Asyl gezogen wird. Entsprechende Konsequenzen müssen Geflüchtete auf politischer und gesetzlicher Ebene tragen. Dasselbe gilt für den Rassismus, der sich hinter vorgetäuschter Toleranz und Offenheit verbirgt. Hierbei werden Geflüchteten dieselben Anschuldigungen gemacht, jedoch werden Versuche unternommen, Straftaten zu legitimieren, mit dem Argument Geflüchtete seien aus kriegszerrütteten Ländern gekommen, sie würden andere Traditionen hochhalten und einer anderen Kultur entstammen. Dies bestärkt den Hang mancher Geflüchteter zur Selbstgeißelung. Sie fühlen sich der westlichen Überlegenheit in Zivilisation und Errungenschaften entgegengesetzt, was ein Gefühl der Schuld aufkommen lässt, entsprechende Faktoren selbst nicht aufweisen zu können. Geflüchtete als kriminell abzustempeln ist ein Verbrechen gegen die Menschlichkeit und schlicht und einfach rassistisch. Letztlich geht es nicht anders; Kriminelle müssen als Einzelpersonen dem Gesetz entsprechend bestraft werden, jeder Einzelne von ihnen als Mensch, der für sich selbst steht und dabei dürfen der Gruppe, der er angehört, die Konsequenzen seiner Taten nicht angelastet werden. Übersetzung: Serra Al-Deen, Mahara-Kollektiv, aldeen@mahara-kollektiv.de

DNU ETETHCÜLFEG NI NEHCERBREVLAUXES DNALHCSTUED

DNU NEHCASRU NEIGETARTSSGNUSÖL

Dr. Hani Harb. Wissenschaftler an der Harvard University, USA. Ehemaliger Wissenschaftler an der Philipps-Universität Marburg, Deutschland. In den letzten Wochen erreichten uns schockierende Nachrichten über Asylbewerber aus unterschiedlichen Ländern, die beschuldigt werden, Verbrechen begangen zu haben. Darunter sind Iraker, Syrer und Afghanen. Natürlich gossen die deutschen Medien Öl ins Feuer und berichteten über diese Verbrechen in einer Ausführlichkeit, die nahelegt, dass diese ein repräsentatives Bild der Geflüchteten und Migranten in Deutschland zeichnen. Diese Fokussierung der Medien auf Verbrechen, insbesondere Sexualverbrechen, die von Geflüchteten begangen werden, ist nicht neu. Hierbei handelt es sich um ein weltweit zu verzeichnendes gesellschaftliches Phänomen. Insbesondere rechte Medien verweisen stets auf den Zusammenhang zwischen der Zunahme von Sexualverbrechen und der erhöhten Anzahl an Geflüchteten und Migranten, die sich in Deutschland befinden. Diese Angelegenheit lässt sich aus zwei Perspektiven betrachten. Ein Frauenbild von vorgestern Einerseits ist da das Frauenbild, das Migranten mit nach Deutschland gebracht haben. Für einen gewissen Anteil von ihnen ist der weibliche Körper ein Tabu und schambehaftet, er muss also verdeckt werden, oder er wird als Ware betrachtet, die man kauft und verkauft. Ein Anzeichen dafür ist der Anstieg des Brautpreises, der in Extremfällen mehr als dreißigtausend Euro betragen haben soll. Von heute auf morgen kann dieser kulturelle Hintergrund nicht ausgelöscht werden. Weder mit Integrationskursen europäischer Prägung

noch mit Sensibilisierungsvorträgen kann man diesen Teil der Geflüchteten erreichen. Vielmehr ist es notwendig, die in Deutschland gängigen pädagogischen Methoden an die Denkstrukturen der Zielgruppe anzupassen, ohne sie alle über einen Kamm zu scheren. Diese Form der gezielten Ansprache ist nötig, denn täglich wird in Facebook-Gruppen, in denen Geflüchtete sich treffen, dutzendfach dazu aufgerufen, die Regeln des Islams in Deutschland zu verankern, oder die eigenen Kinder von einer als verdorben empfundenen westlichen Gesellschaft abzuschotten. Die Rolle der Politik Die andere Seite der Medaille ist die Flüchtlingspolitik der Bundesregierung: Viele Geflüchtete hatten noch keine Gelegenheit, mit der deutschen Gesellschaft in Kontakt zu kommen, weil sie lange, teilweise jahrelang, in Flüchtlingslagern wohnen mussten. Aber auch wer aus dem Lager in eine eigene Wohnung zog, musste teilweise aufgrund der Wohnsitzauflage an Orten leben, an denen es keine Arbeitsmöglichkeiten oder auch nur Gelegenheiten zu sozialer Interaktion gab. Diese Isolierung bestärkte dann das Gefühl, von der Mehrheitsgesellschaft abgelehnt und gering geschätzt zu werden. Hier lassen sich Parallelen zum französischen Ansatz im Umgang mit Migration erkennen. Dieser über einen langen Zeitraum verfolgte Ansatz führte bekanntermaßen dazu, dass eine ganze Generation von Migranten das zu hassen lernte, was unter dem Stichwort "französische Werte" verhandelt wurde. Denn diese "französischen Werte" bedeuteten für sie weder Entwicklung noch Bildung, sondern Ausgrenzung und Isolation. So entstanden in den Banlieus günstige Bedingungen für Drogenhandel und Sexualverbrechen. Der deutsche Staat verfolgt gerade den gleichen

Es besteht kein Zweifel daran, dass die Bundesregierung große Anstrengungen im Bereich der Integration unternimmt, jedoch wird unter "Integration" nicht mehr verstanden, als Einwanderern in den Arbeitsmarkt einzugliedern. Die veränderte Ausrichtung der Regierungspolitik und die Tendenz vieler deutscher Medien, einzelne Verbrechen in den Mittelpunkt ihrer Berichterstattung zu stellen, leisten einem Generalverdacht Vorschub, der sich wie eine Schlinge um den Hals der Migranten legt. Diese Bedingungen befördern das Entstehen von isolierten migrantischen Communities, eine Entwicklung, die so bereits in den Sechzigern und Neunzigern zu beobachten war. Lösungsstrategien Da davon auszugehen ist, dass die von Geflüchteten ausgehende Kriminalität einen maßgeblichen Einfluss auf das Regierungshandeln in den kommenden Jahren haben wird, braucht es dringend Lösungsstrategien, sowohl um der Geflüchteten als auch um der Mehrheitsgesellschaft Willen. Ein erster Schritt könnte in der Zusammenarbeit mit zivilgesellschaftlichen Organisationen bestehen, welche die Sprache der Geflüchteten sprechen und ihre Weltsicht zu einem gewissen Grad teilen. Diese könnten vermittelnd zwischen Mehrheitsgesellschaft und Zugewanderten agieren, ihnen gesellschaftliche Unterschiede erklären und neue Ideen nahebringen. Und bei Problemen stünde der Suche nach Lösungen keine Sprachbarriere im Weg. Es gibt viele von alteingesessenen und neuen Migranten gegründete Organisationen, die genau das tun – allerdings gilt es ihre Rolle durch Kooperation mit staatlichen und nicht-staatlichen Akteuren zu stärken. Zudem sollte der reiche Erfahrungsschatz früherer Generationen von Migrantinnen und Migranten für die Verständigung zwischen Geflüchteten und der Mehrheitsgesellschaft genutzt werden. Er kann uns als Kompass bei der Suche nach guten Formen des Zusammenlebens dienen. Aber diese Suche kann, wie jede Suche nach der Lösung eines gesellschaftlichen Problems, nur dann erfolgreich sein, wenn die beteiligten Parteien zusammenarbeiten und zu Kompromissen bereit sind. Ohne gegenseitiges Verständnis ist dies nicht möglich. Darüber hinaus müssen wir Strukturen schaffen, die Migranten eine Stimme geben und ihnen gesellschaftliche Teilhabe ermöglichen. Außerdem sind Veränderungen in der Beschäftigung- und Integrationspolitik von Nöten. Übersetzung: Mirko Vogel, MaharaKollektiv, vogel@mahara-kollektiv.de


pmp_MG_18-04255_Germany_Umbrella_Print_advs_A_ABWAB_255x350mm_v02.pdf

1

17/04/2018

14:39

C

M

Y

CM

MY

CY

CMY

K

Vielfalt verbindet.

Sei dabei.

Mach mit: integration-mitmachen.de Entdecke

Auf moneygram.de/myway stellen wir die Vielfalt des Geldversands vor.

Bargeld • Bankkonto • Mobile Wallet • Online

© 2018 MoneyGram. MoneyGram, „bringing you closer“ und der "Globe" sind eingetragene Marken von MoneyGram. MoneyGram International Limited ist ein autorisiertes Zahlungsinstitut für den Europäischen Wirtschaftsraum (EWR), welches von der Financial Conduct Authority in Großbritannien reguliert ist. 18-04255


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.