بواب ABWAB Issue 32 - August 2018

‫‪TYPISCH‬‬ ‫!‪DEUTSCH‬‬

‫‪ABWAB‬‬

‫‪Seite 23‬‬

‫المساهمون‪:‬‬ ‫الخضر شودار‪ ،‬إرهارد برون ‪ ،Erhard Brunn‬إيهاب بدوي‪ ،‬جالل محمد أمين‪ ،‬رشا الخضراء‪ ،‬رشا الصالح‪ ،‬رضوان سخيطة‪ ،‬ريما القاق‪،‬‬ ‫سيف الدين القنطار‪ ،‬طارق عزيزة‪ ،‬عبدالكريم األحمد‪ ،‬عماد الدين موسى‪ ،‬كفاح علي ديب‪ ،‬لينا وفائي‪ ،‬ماجدة صباغ‪ ،‬محمد بوقيوع‬ ‫‪ ،Mohamed Boukayeo‬ميساء سالمة فولف‪ ،‬نجاة عبد الصمد‪ ،‬نهى الجعفري‪ ،‬هاني حرب‪ ،‬وائل زكي زيدان‪ ،‬وسيم‪ .‬ب‪،‬‬ ‫مجموعة مهارة للترجمة ‪ ،Mahara-Kollektiv‬منظمة ‪Make it German‬‬

‫أول صحيفة عربية في ألمانيا‬

‫‪www.abwab.eu | info@abwab.de | facebook.com/abwab.de‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 32‬آب ‪2018‬‬

‫‪Jahrgang III - 32 - August 2018‬‬

‫سياسية ‪ -‬ثقافية ‪ -‬مجتمعية ‪ -‬شهرية ‪ -‬مستقلة ‪ -‬توزع مجانًا‬

‫‪Die erste bundesweite Zeitung in arabischer Sprache - kostenlos‬‬

‫محرر مواد المرأة‪ :‬خولة دنيا‪ ،‬محرر مواد العمل والتعليم‪ :‬د‪ .‬هاني حرب‪ ،‬محرر باب ألمانيا‪ :‬أحمد الرفاعي‪ ،‬محرر باب العالم‪:‬‬ ‫تمام النبواني‪ .‬الموقع اإللكتروني‪ :‬أسامة اسماعيل اإلخراج الفني‪ :‬طارق شيخ سليمان الكاريكاتير‪ :‬سارة قائد‬ ‫األعمال الفنية‪ :‬محمد عمران‪ ،‬التدقيق اللغوي‪ :‬جان داوود رئيسة التحرير بالنيابة‪ :‬روزا ياسين حسن‬

‫طارق عزيزة‬

‫كاتب سوري من أسرة "أبواب"‬

‫ملف اللجوء‪..‬‬ ‫ملجأً الحكومات!‪..‬‬ ‫ال نهاية تؤمل لوقف الجدل حول ما يبدو أنها أصبحت "قضية‬ ‫خاص؛ أي "اللجوء‬ ‫العرص" يف أوروبا عموماً وأملانيا عىل نحو‬ ‫ّ‬ ‫والهجرة"‪.‬‬ ‫لو مل تكن كذلك‪ ،‬فام معنى أن يكون االئتالف الحاكم يف أملانيا‬ ‫مهدّدا ً باالنهيار بسببها‪ ،‬هو الذي تطلّب تشكيله مفاوضات شاقّة‬ ‫خاضتها املستشارة مريكل وحزبها مع بقية األحزاب‪ .‬وبالتايل‬ ‫ٍ‬ ‫للتوصل إىل تسوية للخالف‬ ‫مفاوضات أخرى‬ ‫احتاج صموده إىل‬ ‫ّ‬ ‫بشأن القضية نفسها بني السيدة املستشارة والسيد هورست‬ ‫زيهوفر وزير الداخلية‪ ،‬ليخرج "الدخان األبيض" أخريا ً عىل‬ ‫هيئة "اتفاق" ال يبدو أطرافه متفقني متاماً يف تفسريه أو آليات‬ ‫تطبيقه‪ ،‬لضبط أعداد الالجئني واملهاجرين الذين يقصدون أملانيا‪.‬‬ ‫أمام هذا "املرض بالالجئني" يجدر التساؤل‪ :‬هل انتهت‬ ‫بخاصة‪ ،‬من معالجة كافّة‬ ‫الحكومات األوروبية‪ ،‬واألملانية‬ ‫ّ‬ ‫مشكالتها العالقة‪ ،‬ومل يعد أمامها من االستحقاقات السياسية‬ ‫يستحق القدر ذاته من االهتامم‪،‬‬ ‫واالقتصادية واالجتامعية ما‬ ‫ّ‬ ‫حتى تتصدّر مسألة اللجوء والهجرة سلّم األولويات طيلة هذه‬ ‫السنوات؟!‬ ‫ماذا عن مشكلة السكن مثالً‪ ،‬يف ظل تراجع أعداد املساكن‬ ‫وتدن مواصفات الحديث منها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫االجتامعية يف املدن الرئيسية‬ ‫مبا يؤكّد قصور الخطط الحكومية يف هذا املجال‪ ،‬فاملشكلة‬ ‫تتفاقم باستمرار إىل درجة أن بعض األملان شبّهوا الحصول‬ ‫عىل شقة متواضعة يف برلني‪ ،‬بعد عامني من االنتظار‪ ،‬بربح‬ ‫ورقة يانصيب! لندع السكن جانباً‪ ،‬ما الذي تنوي الحكومة‬ ‫عمله إلنهاء معاناة آالف العائالت يف إيجاد أماكن ألطفالهم يف‬ ‫رياض األطفال‪ ،‬مع النقص الحاد يف أعدادها‪ ،‬علامً أ ّن أملانيا‬ ‫تتبع سياسات تش ّجع عىل الزواج واإلنجاب‪ .‬وماذا عن اختالل‬ ‫معايري العدالة االجتامعية واتّساع اله ّوة بشك ٍل مضطّرد بني‬ ‫الفئات األكرث غنى وتلك األكرث فقرا ً‪ .‬أضف ملا سبق ترهّل النظام‬ ‫البريوقراطي‪ ،‬بسلبياته الهائلة ال عىل الحياة اليومية لألفراد‬ ‫فحسب‪ ،‬وإمنا يف عرقلة أداء الحكومة نفسها عند التعامل مع‬ ‫املشكالت املستجدة‪.‬‬ ‫إن مشهدا ً سياسياً كهذا ينطوي عىل مفارقة ال تخلو من الطرافة‪،‬‬ ‫فالحكومات تبدو اآلن يف وضعية "اللجوء"‪ ،‬ألنها "تلجأ"‬ ‫إىل الالجئني أنفسهم هرباً من املسؤوليات والتحدّيات األهم‬ ‫واألكرث تأثريا ً عىل الرشائح األوسع من الشعب التي ينبغي عليها‬ ‫مواجهتها‪ .‬ولتربير هروبها هذا تبالغ يف الرتكيز عىل مشكلة‬ ‫ثانوية طارئة كاللجوء والهجرة‪ ،‬للتعمية عىل املشكالت القدمية‬ ‫املتجددة التي ال عالقة لها بـ"أزمة الالجئني"‪.‬‬ ‫يبقى أن نأمل يف زوال اللجوء وأسبابه لدى الالجئني‪...‬‬ ‫والحكومات أيضاً‪.‬‬

‫االتفاق الذي أنقذ االئتالف الحاكم في ألمانيا من االنهيار‪:‬‬

‫مراكز عبور أشبه بمراكز اعتقال!‬ ‫ملف العدد صفحة ‪13 - 12‬‬ ‫نبش في الذاكرة‪..‬‬ ‫مع مغنية األوبرا السورية نعمى عمران‪:‬‬

‫"صوتي هو فرحي وحبي‬ ‫واستقاللي وحريتي" ‪17‬‬

‫‪02‬‬

‫انخفاض شعبية زيهوفر "مثير االضطرابات" في ألمانيا‪..‬‬ ‫فهل يستقيل؟‬

‫‪04‬‬

‫عقوبة التنقل دون تذاكر في ألمانيا‪:‬‬ ‫الغرامة المالية‪ ،‬وقد تصل إلى السجن أيضاً‬

‫‪06‬‬

‫القواعد الذهبية في إيجاد فرص العمل في ألمانيا‬

‫‪15‬‬

‫ما يعيشه السوريون اليوم‪ ..‬هل هو مفترق طرق؟‬

‫‪02‬‬

‫باب ألمانيا‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 32‬آب ‪2018‬‬

‫أعد الصفحة ‪ -‬أحمد الرفاعي‬

‫يبلغ متوسط أعامر البرش يف نيجرييا ‪ 53‬عاماً‪ ،‬بينام يف‬ ‫فرنسا ‪ 82‬عاماً‪ .‬من يهرب من نيجرييا يسعى بشكل حريف‬ ‫للحفاظ عىل حياته‪.‬‬

‫يبيعون وثائق لجوئهم ويغادرون‪ ..‬كشف‬ ‫تقرير صحفي أن الرشطة االتحادية األملانية‬ ‫رصدت بعضاً من الالجئني يحاولون الدخول‬ ‫إىل األرايض األملانية بشكل غري رشعي‬ ‫باستخدام بطاقات هوية لالجئني سابقني‪،‬‬ ‫قاموا ببيع وثائق لجوئهم األملانية‪ .‬وكانت‬ ‫مجلة "دير شبيغل" األملانية قد كشفت بالفعل‬ ‫عن تزايد عدد الالجئني السوريني والعراقيني‬ ‫املحبطني والذين يغادرون أوروبا وأملانيا‪،‬‬ ‫ويبيعون بعد ذلك وثائق لجوئهم األملانية‪.‬‬

‫حب واختطاف‪ ..‬كشفت الرشطة األملانية‬ ‫عن محاولة رجل اختطاف صديقته خوفاً‬ ‫من انفصالها عنه‪ .‬وقد توجه الرجل إىل‬ ‫رشيكته يف مقر عملها يف متجر مبدينة‬ ‫"بفورتسهايم" ‪ Pforzheim‬وسحبها إىل‬ ‫الخارج ودفعها عنوة إىل داخل سيارته‪ ،‬بينام‬ ‫كانت تدافع عن نفسها بقوة وترصخ طالبة‬ ‫للمساعدة‪ .‬بعد ذلك بوقت قصري استطاعت‬ ‫الرشطة توقيف الرجل عىل الطريق الرسيع‪،‬‬ ‫وتم نقل صديقته التي كانت مصابة بكدمات‬ ‫إىل املستشفى‪.‬‬

‫جرمية رشف يف هامبورغ‪ ..‬ألقت الرشطة‬ ‫يف مدينة هامبورغ األملانية ‪Hamburg‬‬ ‫القبض عىل رجل مرصي ‪ 44/‬عاماً‪ /‬يشتبه‬ ‫بأنه حاول قتل ابنته البالغة من العمر ‪ 14‬عاماً‪.‬‬ ‫وبحسب أوىل التحقيقات فقد علم األب أن‬ ‫ابنته لديها صديق‪ ،‬وفور عودتها إىل املنزل قام‬ ‫برضبها وحاول خنقها‪ ،‬ولكن الفتاة نجحت‬ ‫بالفرار من الشقة وإخبار أصدقائها الذين‬ ‫قاموا باستدعاء الرشطة‪ .‬تم العثور عىل الفتاة‬ ‫تعاين من إصابات خطرية يف محطة حافالت‬ ‫وتم نقلها إىل املستشفى‪.‬‬

‫يريد ترامب اسرتداد النفقات العسكرية م ّنا (املقصود أوروبا)؟ إذا ً‬ ‫يجب علينا مطالبته باملليارات التي ندفعها عىل الجئي الرشق األوسط‬ ‫بسبب حرب العراق املخالفة للقانون الدويل والتي قررتها حكومة‬ ‫الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫‪Jakob Augstein‬‬

‫‪Sigmar Gabriel‬‬

‫‪@Augstein‬‬

‫‪@ sigmargabriel‬‬

‫انخفاض شعبية زيهوفر "مثير االضطرابات" في ألمانيا‬ ‫كشف استطالع حديث للرأي أن ‪% 62‬‬ ‫من املواطنني األملان يرون وزير الداخلية‬ ‫االتحادي الحايل "هورست زيهوفر"‬ ‫"مثرياً لالضطرابات" السياسية‪ ،‬ومل يعد‬ ‫ميكن تحمله مستقبالً كوزير للداخلية‪.‬‬ ‫وأوضح االستطالع‪ ،‬الذي أجراه مؤخراً‬ ‫معهد "فورزا" ‪ forsa‬لقياس مؤرشات‬ ‫الرأي‪ ،‬أن أكرث من ‪ % 52‬من أتباع الحزب‬ ‫املسيحي االجتامعي‪ ،‬الذي يرأسه‬ ‫"زيهوفر" يف والية بافاريا‪ ،‬يؤيدون‬ ‫استقالته‪ .‬كام أظهر االستطالع أن ‪% 46‬‬ ‫من صفوف الحزب يرونه أيضاً "مثرياً‬ ‫لالضطرابات"‪ ،‬ولكن هذا مل مينع الكثريين‬ ‫من وصفه بأنه‪" :‬سيايس مستقيم"‪.‬‬

‫كام كشف االستطالع نفسه أن مؤيدي حزب‬ ‫البديل ألملانيا هم فقط من يقدّرون "زيهوفر"‬ ‫بحق‪ ،‬حيث اعتربه ‪ % 84‬منهم "سياسياً‬ ‫مستقيامً"‪ ،‬وميكن له بحسب ‪ % 90‬منهم أن‬ ‫يستمر يف عمله كوزير للداخلية‪.‬‬ ‫أما يف التصنيف الحديث للسياسيني‪،‬‬ ‫الذي أجراه أيضاً معهد "فورزا" ‪،forsa‬‬ ‫فقد فقد "زيهوفر"‪ ،‬وكذلك رئيس حكومة‬ ‫والية بافاريا "ماركوس زودر"‪ ،‬كثريا ً من‬

‫الثقة القدمية‪ ،‬حيث تراجعت شعبيتهام‬ ‫إىل حدود دنيا مقارنة مبا سبق‪ ،‬ومل يأت‬ ‫بعدهام يف التصنيف لشهر متوز‪/‬يوليو‬ ‫الجاري سوى رئيسا الكتلة الربملانية‬ ‫لحزب البديل األملاين "أليس فايدل"‬ ‫و"ألكسندر غاوالند"‪ .‬وأتت املستشارة‬ ‫األملانية "أنغيال مريكل" يف هذا التصنيف‬ ‫كواحدة من األكرث تفضيالً بالنسبة‬ ‫للمواطنني األملان‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة هنا إىل أن انحدار شعبية‬ ‫"ماركوس زودر" و"هورست زيهوفر"‬ ‫يف التصنيف مل يكن عىل املستوى‬ ‫االتحادي فقط‪ ،‬ولكن أيضاً عىل مستوى‬ ‫والية بافاريا‪ .‬ويأيت ذلك قبل ثالثة أشهر‬ ‫فقط من إجراء االنتخابات املحلية بوالية‬ ‫بافاريا‪.‬‬ ‫وبلغ تأييد األملان لالتحاد املسيحي بزعامة‬ ‫"أنغيال مريكل" املكون من حزبها املسيحي‬

‫الدميقراطي والحزب املسيحي البافاري‬ ‫‪ ،% 31‬كام بلغ تأييدهم للحزب االشرتايك‬ ‫الدميقراطي ‪ .% 17‬ومن املعروف أن االتحاد‬ ‫املسيحي والحزب االشرتايك الدميقراطي‬ ‫يشكالن االئتالف الحاكم اليوم يف أملانيا‪.‬‬ ‫وبلغ تأييد املواطنني لحزب البديل ألملانيا‬ ‫‪ ،% 16‬ولحزب الخرض ‪ % 13‬وللحزب‬ ‫الدميقراطي الحر وحزب اليسار ‪.% 9‬‬ ‫وقد شمل هذا االستطالع‪ ،‬الذى أجري عىل‬ ‫مدار يومي ‪ 10‬و ‪ 11‬متوز‪/‬يوليو الجاري‪ ،‬ما‬ ‫يقارب ‪ 1011‬شخصاً‪ .‬وهنا تجدر اإلشارة إىل‬ ‫أن "زيهوفر" قد أثار جدالً واسعاً واستيا ًء‬ ‫كبريا ً عىل املستويني األملاين واألورويب بعد‬ ‫طرح "الخطة الشاملة للهجرة" املكونة من‬ ‫‪ 63‬نقطة‪ ،‬والتي تنص عىل تشكيل "نظام‬ ‫حدودي جديد" عىل الحدود األملانية‪-‬‬ ‫النمساوية ملنع دخول طالبي اللجوء‪،‬‬ ‫الذين سجلوا طلبات لجوء يف دول أخرى‬ ‫يف االتحاد األورويب‪ .‬مع العلم أن بعض‬ ‫إجراءات "زيهوفر" التي تتضمنها الخطة ال‬ ‫ميكن تنفيذها إال باالتفاق مع دول أخرى‪،‬‬ ‫فعىل سبيل املثال ترفض إيطاليا حتى اآلن‬ ‫استعادة طالبي لجوء من الحدود األملانية‪-‬‬ ‫النمساوية‪.‬‬

‫انخفاض معدل‬ ‫مخاطر إصابة العمل‬ ‫في ألمانيا‬

‫مكافحة الفقر في‬ ‫الكبر يهم األلمان أكثر‬ ‫من الحد من الهجرة‬

‫وصل معدل مخاطر اإلصابة أثناء العمل يف‬ ‫أملانيا العام املايض إىل أدىن مستوى له منذ‬ ‫توحيد شطري البالد يف أوائل التسعينيات‬ ‫من القرن الفائت‪ .‬فبلغ العدد‪ 21.89 :‬حالة‬ ‫لكل ‪ 1000‬عامل‪ ،‬بينام كان املعدل يف عام‬ ‫‪ 1992‬يقرتب من ‪ 53.17‬حالة لكل ‪1000‬‬ ‫عامل‪ ،‬ومنذ ذلك الحني أخذ املعدل يف‬ ‫االنخفاض تدريجياً‪ .‬يرجع السبب يف ذلك‬ ‫إىل التغري يف بيئة العمل يف البالد‪ ،‬مع زيادة‬ ‫يف معدالت العمل املكتبي عىل حساب العمل‬ ‫تحسن طرق الوقاية‬ ‫اإلنتاجي‪ ،‬باإلضافة إىل‬ ‫ّ‬ ‫يف املصانع‪.‬‬

‫كشف استطالع أملاين حديث للرأي أن‬ ‫مكافحة الفقر يف الكرب وتوفري فرص‬ ‫تعليم متكافئة لألطفال يع ّدان من أهم‬ ‫املوضوعات السياسية التي تؤثر عىل قرار‬ ‫التصويت بالنسبة للمواطنني األملان‪ .‬كام‬ ‫جاءت زيادة نفقات الدفاع يف املركز األخري‬ ‫بقامئة ضمت ‪ 20‬موضوعاً اختار املواطنون‬ ‫فيام بينها من حيث األكرث أهمية بالنسبة‬ ‫لهم يف إطار االستطالع‪ .‬تجدر اإلشارة إىل‬ ‫أنه تم إجراء االستطالع عىل مدار يومي‬ ‫‪ 9‬و‪ 10‬متوز‪/‬يوليو الجاري وشمل ‪1009‬‬ ‫شخص‪.‬‬

‫معرض عن حال األوبرا خالل حكم النظام النازي‬ ‫كيف كان حال املرسح املوسيقى خالل حكم النظام النازي يف أملانيا هو موضوع معرض بعنوان‪:‬‬ ‫"هتلر‪ .‬السلطة‪ .‬األوبرا" (‪ .)Hitler.Macht.Oper‬يركز املعرض عىل دار أوبرا "نورنربغ"‬ ‫‪ Nürnberg‬وكيف أث ّرت كل من األوبرا والدعاية النازية عىل األخرى يف هذه الفرتة‪.‬‬ ‫يشار إىل أن املعرض املقام يف قاعة مساحتها ‪ 530‬مرتا ً مربعاً يف املركز هو نسخة طبق‬ ‫األصل لجزء من البناء الداخيل لدار األوبرا‪ .‬ويستمر املعرض حتى الثالث من شباط‪ /‬فرباير‬ ‫‪ 2019‬والدخول مجاين‪.‬‬

‫إشتراك أبواب للشركات والمنظمات والمدارس‬ ‫إشتراك أبواب لألفراد أبواب تصل إلى بيتك‬ ‫إن كنت ترغب باالشتراك في أبواب‪ ،‬يرجى إرسال بريد‬ ‫إلكتروني إلى‪:‬‬

‫‪info@Abwab.de‬‬ ‫أو قم بتعبئة الطلب على موقعنا اإللكتروني من خالل‬ ‫هذا الرابط‪:‬‬

‫‪www.abwab.eu/subscribe-to-abwab/‬‬

‫‪VERLAG‬‬ ‫‪New German Media Ltd, Unit 7 Cavendish House, 369-391‬‬ ‫‪Burnt Oak Broadway, HA8 5AW Edgware Middlesex, UK.‬‬ ‫‪Email: info@newgermanmedia.com‬‬ ‫‪WERBUNG‬‬ ‫‪Community sales: sales@abwab.de‬‬ ‫‪Corporate sales: nhd consulting GmbH‬‬ ‫‪marketing@nhd-consulting.com |+49 69 904 7541 20‬‬ ‫‪LAYOUT/GESTALTUNG‬‬ ‫‪Tarek Sulaiman‬‬ ‫‪tarek.sulaiman78@gmail.com‬‬ ‫‪DRUCKZENTRUM‬‬ ‫‪Frankenpost Verlag GmbH‬‬

‫‪ABWAB‬‬ ‫‪www.abwab.eu‬‬ ‫‪REDAKTION‬‬ ‫‪info@abwab.de‬‬ ‫‪c/o nhd consulting GmbH,‬‬ ‫‪Ernst-Griesheimer-Platz 6,‬‬ ‫‪63071 Offenbach, Germany‬‬ ‫‪CHEFREDAKTEUR‬‬ ‫‪Souad Abbas‬‬ ‫‪editor@abwab.de‬‬ ‫‪ONLINE EDITOR‬‬ ‫‪Ousama Ismael‬‬ ‫‪ousama@abwab.de‬‬

‫باب العالم‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 32‬آب ‪2018‬‬

‫‪03‬‬

‫كأس العالم في روسيا‬ ‫تحولت كرة القدم من رياضة إلى لعبة تحكمها التكنولوجيا‬ ‫كيف ّ‬ ‫مل تكن تقنية حكم الفيديو وحيد ًة يف‬

‫مونديال روسيا‪ ،‬بل شهد مونديال ‪2018‬‬

‫اجتياحاً تكنولوجياً ألكرث رياضة شعبية‬ ‫يف العامل‪،‬‏وأضحت هذه التظاهرة العاملية‬ ‫مرسحاً ليك تربهن بعض الرشكات‬ ‫املختصة أنها قادرة عىل ابتكار معدات‬ ‫رياضية تخدم مستقبل‏هذه اللعبة‬ ‫ومواكبة للتطور‪.‬‏‬ ‫تقنية حكم الفيديو الـ ‏‪VAR‬‬ ‫التقنية األكرث جدلية يف مونديال روسيا‪ ،‬ألنها‬ ‫كانت األكرث ظهورا ً للمتابعني‪ ،‬وتعد النسخة‬ ‫الواحدة والعرشون من البطولة هي األوىل من‬ ‫نوعها‏يف استخدام تقنية الفيديو كأداة إضافية‬ ‫داعمة للحكام‪ ،‬ومع ذلك تستخدم لتصحيح‬ ‫األخطاء الواضحة والحوادث التي تظهر فيها‬ ‫‏الحاجة للتدخل يف اتخاذ القرار فقط‪ ،‬وميكن‬ ‫للحكام االعتامد عىل املعلومات الشفهية من‬ ‫حكم الفيديو املساعد أو مراجعة اللقطات‬ ‫‏الخاصة بحادثة معينة بأنفسهم عرب شاشة‬ ‫مراقبة عىل جانب امللعب‪‎.‎‬‬

‫أنظمة التتبع وقياس األداء اإللكرتونية‬

‫‏(‪EPTS: Electronic Performance and‬‬ ‫‪)Tracking Systems‬‏‬

‫تعد هذه التقنية األكرث إثار ًة لإلعجاب من بني‬ ‫التقنيات التي قدمتها الفيفا‪ ،‬إذ أنها تُ كن‬ ‫جميع الفرق املشاركة من الوصول إىل هذه‬ ‫‏األنظمة لتتبع وتحسني أداء الالعبني والفرق‪.‬‏‬ ‫تتتبع أنظمة "‏‪"EPTS‬‏‪ ،‬املج ّهزة بآالت التصوير‬ ‫والتقنيات القابلة لالرتداء‪ ،‬مواقع الالعبني‬ ‫والكرة عرب حواسيب لوحية‪ ،‬وتوفر‏إحصائيات‬ ‫ومقاطع فيديو للالعبني يستفيد منها املدربون‪،‬‬ ‫حيث يستقبل كل فريق هذه البيانات عرب‬ ‫ثالثة حواسيب لوحية‪ ،‬أحدها للمحلّل عىل دكة‬ ‫‏البدالء واآلخر للفريق الطبي والثالث للمحلل‬ ‫الجالس يف املدرجات‪ ،‬كام ت ُجمع املعلومات‬

‫كفريا والفوعة‪..‬‬ ‫لعبة األرواح الروسية التركية‬ ‫بواسطة كامريتني ضوئيتني مثبتتني عىل‬ ‫‏املنصة الرئيسة‪.‬‏‬ ‫تتيح املعلومات الفنية املستمدة وروابط االتصال‬ ‫املقدمة من هذه التقنية التفاعل املستمر يف‬ ‫الوقت الحقيقي‪ ،‬األمر الذي يؤمن الدعم ملدريب‬ ‫‏الفرق التخاذ قراراتهم أثناء املباراة‪.‬‬ ‫كرة أديداس املتطورة (‏‪Telstar 18‎‬‏)‏‬ ‫الكرة الرسمية لكأس العامل‪2018‎‬‏ صنعتها‬ ‫الرشكة العاملية الشهرية‏‪ ،Adidas‬ويعترب‬ ‫استخدامها لرشيحة اتصاالت مدمجة‏‏(‏‪NFC‬‏)‬ ‫املِيزة األكرث إثار ًة فيها‪ .‬توفر هذه الرشيحة‬ ‫تقنية التواصل قريب املدى من خالل جهازين‬ ‫أحدهام لإلرسال واآلخر لالستقبال‪ ،‬لتمكن‬ ‫مستخدميها من التفاعل مع الكرة‪ ،‬باستخدام‬ ‫هاتف ذيك بنظام‏‪Android‬‏ أو‏‪IOS‬‏ فعند بدء‬ ‫التفاعل تقوم كل كرة بتوليد معرف خاص بها‪،‬‬ ‫يوفر بيانات ومعلومات حرصية للمستخدم‪.‬‬ ‫ساعات الحكام الذكية (‏‪Big Bang‬‏)‏‬ ‫صممت هذه الساعات الذكية خصيصاً لهذا‬ ‫الحدث من قبل رشكة‏‪ ،Hublot‬وتعمل هذه‬ ‫الساعة الذكية ذات اإلصدار املحدود وفق‏نظام‬ ‫التشغيل‏‪Wear‬‏ من‏‪Google‬‏‪ ،‬وتتيح للحكام‬

‫التواصل مع تقنية الفيديو املساعدة عىل أرض‬ ‫امللعب‪ ،‬كام وصلت الساعة بتقنية خط املرمى‬ ‫وهو نظام مساعد إلكرتوين‏يتتبع اتجاه الكرة‬ ‫بدقة كبرية ليكتشف تجاوز الكرة لخط املرمى‬ ‫من عدمه‪.‬‏‬ ‫تقنية خط املرمى‬

‫(‏‪)Goal-Line Technology‬‬

‫تم اعتامدها بشكل رسمي يف بطولة كأس‬ ‫العامل ‪ 2014‬يف الربازيل‪ ،‬وساعدت هذه‬ ‫التقنية الحكام يف ثالثة مناسبات يف النسخة‬ ‫‏السابقة‪ ،‬واستمر اعتامد الحكام عليها خالل‬ ‫مونديال روسيا‪ ،‬إذ جهزت املالعب املشاركة‬ ‫بهذه التقنية ملعالجة املعلومات‏عرب ‪ 14‬كامريا‬ ‫عالية الرسعة ترسل اإلشارات خالل ثانية‬ ‫واحدة إىل ساعة الحكم مشري ًة إىل عبور الكرة‬ ‫لخط املرمى‪.‬‏‬ ‫يبقى أن نقول أن متيز املونديال الرويس‬ ‫مل يكن من ناحية املالعب الفخمة أو اإلقامة‬ ‫املريحة للمنتخبات املشاركة‪ ،‬إمنا من حيث‬ ‫املشاركة الواسعة‏للتكنولوجيا يف رياضة كرة‬ ‫القدم والتي من املرجح أن تحولها إىل لعبة‬ ‫إلكرتونية يف املستقبل‪.‬‏‬

‫وقال مدير املرصد السوري لحقوق اإلنسان "رامي عبد الرحمن" لوكالة فرانس برس‪:‬‬ ‫"توصلت روسيا وتركيا اىل اتفاق ينص عىل إجالء كامل سكان بلديت الفوعة وكفريا‬ ‫املحارصتني من فصائل مقاتلة وهيئة تحرير الشام مقابل اإلفراج عن مئات املعتقلني واألرسى‬ ‫من سجون النظام"‪ .‬ومن املفرتض أن ينقل سكان البلدتني إىل مناطق سيطرة النظام يف‬ ‫محافظة حلب‪.‬‬ ‫وأوضح مصدر يف هيئة تحرير الشام لوكالة فرانس برس أنه "سيتم إدخال ‪ 121‬حافلة إلخالء‬ ‫‪ 6900‬شخص بني مقاتل ومدين من الفوعة وكفريا مقابل اإلفراج عن ‪ 1500‬معتقل من‬ ‫سجون النظام‪ ،‬فضالً عن ‪ 40‬أسريا ً من كافة الفصائل"‪.‬‬ ‫وقد سيطرت الفصائل املعارضة واإلسالمية يف العام ‪ 2015‬عىل كامل محافظة إدلب باستثناء‬ ‫بلديت الفوعة وكفريا‪ ،‬وشكّلت البلدتان طوال السنوات املاضية ورقة ضغط للفصائل املعارضة‬ ‫لطرح رشوطها خالل مفاوضات مع النظام‪.‬‬ ‫ومنذ بداية العام ‪ ،2017‬برز تقارب واسع بني موسكو حليفة دمشق وأنقرة الداعمة للمعارضة‬ ‫حول امللف السوري انطالقاً من محادثات تجري عىل مراحل منذ عام ونصف يف أستانا‬ ‫وتشارك فيها ايران‪.‬‬ ‫ويربز االتفاق األخري متانة التنسيق الرتيك الرويس يف سوريا‪ ،‬وينص عىل أن تتسلم‬ ‫القوات الرتكية الجزء الذي يعرب محافظة إدلب من الطريق الدويل (حلب‪ -‬دمشق) وتضمن‬ ‫أمنه إىل جانب دوريات روسية‪ .‬كام تضمن روسيا عدم شن قوات النظام عملية عسكرية‬ ‫عىل إدلب‪.‬‬

‫فريق أطفال الكهف "التايالندي"‬ ‫يحرز انتصاره األعظم‬

‫قيود ترامب تحرر تجارة االتحاد األوروبي واليابان‬ ‫وقّع االتحاد األورويب واليابان يوم‬ ‫الثالثاء ‪ 17‬متوز‪ /‬يوليو اتفاقاً للتبادل‬ ‫الحر يخلق أكرب منطقة اقتصادية‬ ‫مفتوحة يف العامل‪ ،‬كام يوجه رسالة‬ ‫قوية إىل الحامئية التجارية التي‬ ‫ينتهجها الرئيس األمرييك "دونالد‬ ‫ترامب"‪.‬‬ ‫وينص االتفاق‪ ،‬الذي تم توقيعه يف طوكيو‬ ‫من قبل كبار مسؤويل االتحاد األورويب‬ ‫ورئيس الوزراء الياباين "شينزو آيب"‪ ،‬عىل‬ ‫إقامة منطقة تجارة حرة تضم حوايل ‪600‬‬ ‫مليون نسمة ومتثل حوايل ثلث إجاميل‬ ‫حجم التجارة العاملية‪.‬‬ ‫ويُلغي االتفاق رسوماً جمركية تفرضها‬ ‫اليابان نسبتها نحو ‪ % 30‬أو أكرث عىل‬ ‫معظم األجبان التي ينتجها االتحاد‬ ‫األورويب‪ ،‬ورسوماً بنسبة ‪ % 15‬عىل النبيذ‪،‬‬ ‫ما يجعل قطاع الصناعات الغذائية األورويب‬ ‫الرابح األكرب من املفاوضات‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لليابانيني‪ ،‬فسيحصلون مبوجب‬ ‫االتفاق عىل إمكانية وصول السيارات التي‬ ‫ينتجونها بحرية إىل السوق األوروبية‪ ،‬بعد‬

‫توصلت روسيا وتركيا يوم الثالثاء ‪ 17‬متوز‪/‬يوليو إىل اتفاق ينص عىل إجالء سكان‬ ‫بلديت "الفوعة" و"كفريا"‪ ،‬املواليتني للنظام السوري يف محافظة إدلب‪ ،‬ويتزامن ذلك‬ ‫مع عملية عسكرية وحشية تخوضها قوات النظام بدعم رويس بهدف استعادة كامل‬ ‫جنوب البالد‪ ،‬بحيث ال يبقى خارج سيطرة األسد بشكل أسايس سوى مناطق واسعة‬ ‫يف الشامل السوري‪.‬‬

‫أعلنت وحدة تابعة للقوات الخاصة‬ ‫بالبحرية التايالندية يوم الثالثاء ‪ 10‬متوز‪/‬‬ ‫يوليو‪ ،‬عن نجاح فرق اإلنقاذ يف إخراج‬ ‫جميع الفتية البالغ عددهم ‪ 12‬ومدربهم‬ ‫لكرة القدم من كهف غمرته املياه بشامل‬ ‫البالد‪ ،‬بعد مهمة محفوفة باملخاطر‬ ‫حظيت باهتامم عاملي عىل مدار أكرث من‬ ‫أسبوعني‪.‬‬

‫إلغاء رسوم جمركية يفرضها االتحاد األورويب‬ ‫بنسبة ‪ % 10‬عىل السيارات اليابانية وأخرى بنسبة‬ ‫‪ % 3‬يفرضها عىل معظم قطع غيار السيارات‪.‬‬ ‫وقال املتحدث باسم املفوضية األوروبية‬ ‫"مارغاريتيس سكيناس" إن االتفاق مع اليابان‬ ‫الذي يأيت توقيعه بعد محادثات بدأت يف‬ ‫العام ‪ ،2013‬هو اتفاق "تاريخي" و"أهم اتفاق‬ ‫فاوض عليه االتحاد األورويب حتى اآلن"‪.‬‬ ‫من جهته أعلن رئيس الوزراء الياباين "شينزو‬ ‫آيب" أن االتفاق "يظهر للعامل اإلرادة السياسية‬

‫الثابتة لليابان واالتحاد األورويب لقيادة العامل‬ ‫كرائدين للتبادل الحر يف زمن تنترش فيه‬ ‫الحامئية"‪.‬‬ ‫يذكر أن الواليات املتحدة التي ينتهج رئيسها‬ ‫سياسة "أمريكا أوالً"‪ ،‬فرضت مطلع شهر‬ ‫متوز‪ /‬يوليو رسوما ً جمركية نسبتها ‪% 25‬‬ ‫عىل سلع صينية بقيمة ‪ 34‬مليار دوالر‬ ‫لخفض العجز التجاري األمرييك مع الصني‪،‬‬ ‫ورسعان ما ردت الصني بفرض رسوم مامثلة‬ ‫عىل سلع أمريكية‪.‬‬

‫لكن االحتفال بخروجهم شابه بعض الحزن‬ ‫لوفاة غواص سابق تابع للبحرية التايالندية‬ ‫يوم الجمعة أثناء مهمة لتزويد املحارصين‬ ‫بإمدادات داخل الكهف‪.‬‬ ‫وقد حورص أعضاء فريق "وايلد بورز" لكرة‬ ‫القدم الذين ترتاوح أعامرهم بني ‪ 11‬و‪ 16‬عاماً‬ ‫مع مدربهم البالغ من العمر ‪ 23‬عاماً أثناء‬ ‫استكشافهم مجمع كهوف يف إقليم تشيانج‬ ‫راي يوم ‪ 23‬حزيران‪ /‬يونيو بعد التدريب‪،‬‬ ‫حيث غمرت األنفاق مياه أمطار موسمية‬ ‫غزيرة‪.‬‬ ‫وعرث غواصان بريطانيان عىل الفتية ومدربهم‬ ‫جائعني وجالسني يف الظالم عىل ضفة‬

‫موحلة يف غرفة مغمورة جزئياً عىل بعد عدة‬ ‫كيلومرتات داخل الكهف بعد تسعة أيام من‬ ‫فقدهم‪.‬‬ ‫وقال رئيس عملية اإلنقاذ للصحفيني يف نهاية‬ ‫املهمة التي استغرقت ‪ 17‬يوماً‪" :‬مل يعتقد أحد‬ ‫أن بوسعنا القيام بذلك‪ ،‬هذه مهمة ممكنة‬ ‫وليست مستحيلة بالنسبة لفرقنا‪ .‬هذه املنطقة‬ ‫ستتحول إىل متحف حي لعرض تطور عملية‬ ‫اإلنقاذ"‪.‬‬ ‫كام ذكر مسؤولون تايالنديون أن مصري‬ ‫الصبية وقوة إنقاذهم متعددة الجنسيات‬ ‫وضعت منطقة الكهوف عىل الخريطة‪ ،‬ومثة‬ ‫خطط تم وضعها لتطوير هذه املنطقة لتغدو‬ ‫منطقة سياحية‪.‬‬ ‫من جهته قال وزير الصحة التايالندي إن‬ ‫الحالة الصحية للفتية واملدرب تحسنت‪ ،‬وإن‬ ‫بعضهم كان يعاين التهاباً رئوياً لدى إنقاذهم‪،‬‬ ‫لكنهم يتامثلون للشفاء اآلن‪ .‬وأشار الوزير إىل‬ ‫أن بعضهم فقد من وزنه ما يصل إىل خمسة‬ ‫كيلوجرامات‪ ،‬لكنهم استعادوا بعضاً من هذه‬ ‫الكيلوجرامات وتحسنت شهيتهم أيضاً‪.‬‬

‫‪04‬‬

‫باب مفتوح‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 32‬آب ‪2018‬‬

‫ماهي عقوبة التنقل دون تذاكر في ألمانيا؟‬

‫جالل محمد أمين‬ ‫محامي ومستشار قانوني سوري مقيم في ألمانيا‬

‫أصبح الجميع يعلم أن مبقدور املقيم يف أملانيا أن‬ ‫يستقل حافالت النقل العامة دون إبراز التذكرة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فيام عدا الباصات‪ ،‬وبالتايل ال ميكن ملؤسسة‬ ‫النقل التأكد من دفع الركاب مثن التذاكر إال يف‬ ‫حالة صعود مراقبني مختصني‪ ،‬وهؤالء يظهرون‬ ‫بني الفينة واألخرى للتأكد من قيام الركاب برشاء‬ ‫التذاكر‪.‬‬ ‫وفق اإلحصائيات تفقد أملانيا حوايل ربع مليار يورو‬ ‫سنوياً بسبب التهرب من دفع مثن التذاكر‪ ،‬حيث أن‬ ‫‪ % 3,5‬من الركاب ال يدفعون مثن التذاكر‪ .‬لذلك تضطر‬ ‫املؤسسات املرشفة عىل النقل إىل زيادة عدد موظفي‬ ‫املراقبة للتعويض عن الخسائر‪ ،‬وذلك عن طريق الغرامات‬ ‫املالية‪ .‬حيث تنص املادة ‪ 265‬من قانون العقوبات عىل‬ ‫أن عقوبة الشخص الذي يستخدم وسائل النقل العام دون‬ ‫االلتزام بالدفع هي السجن ملدة تصل إىل سنة أو الغرامة‬ ‫املالية‪ .‬من هنا يتّضح أن القانون األملاين يستطيع الحكم‬ ‫بالسجن بدل الغرامة‪ ،‬إال أنه يرتك األمر للطرف املترضر‬ ‫وهي مؤسسات النقل العامة‪.‬‬

‫عقوبة املخالفة السجن أو الغرامة املالية‪:‬‬ ‫املستند القانوين لهذه العقوبة يتلخّص بأن الراكب‬ ‫ومبجرد ركوبه يف حافالت النقل العام يعترب أنه وافق‬ ‫عىل إجراء عقد بينه وبني املؤسسة املسؤولة عن النقل‪،‬‬ ‫وهذا العقد الذي ال يحتاج إىل توقيع يتضمن توصيله‬ ‫إىل املكان املحدد مقابل مبلغ محدد‪ ،‬وتبعاً لذلك فإن‬ ‫عدم دفع مبلغ التذكرة ال يعترب فقط مخالفة للعقد‪،‬‬ ‫الغش واالحتيال‪ ،‬لذلك يعاقب عليه‬ ‫ّ‬ ‫بل يعترب من قبيل‬ ‫جزائياً‪ .‬لكن القصد أو النية هي العنرص األسايس يف‬ ‫هذا الفعل املعاقب عليه قانوناً‪ ،‬وهذا يعني أن نسيان‬ ‫الراكب التذكرة يف املنزل‪ ،‬أو نسيان متديد بطاقة‬ ‫التخفيض الخاص بالعاطلني عن العمل‪ّ ،‬‬ ‫تدل عىل حسن‬ ‫النية وال توجد أية خسارة مادية للمؤسسة‪ ،‬وبالتايل‬ ‫تكون الغرامة املالية مخفّضة إذا متت مراجعة مركز‬ ‫الدفع خالل املدة املحددة يف ورقة املخالفة‪ ،‬وهي من‬ ‫سبعة إىل أربعة عرش يوماً‪.‬‬ ‫هناك أمور أخرى يجب أخذها بعني االعتبار لدى رشاء‬ ‫التذكرة‪ ،‬فمثالً رشاء تذكرة خاصة مبنطقة جغرافية معينة‬ ‫من املدينة واستخدامها يف منطقة أخرى يعترب متاماً‬ ‫كالصعود بدون تذكرة‪ ،‬ويف كل الحاالت فإن العقوبة‬ ‫املتعارف عليها هي الغرامة‪ ،‬ولكن الغري معروف أنها قد‬ ‫تؤدي اىل السجن! فمجرد طلب املراقبني التأكد من حيازة‬ ‫الراكب للتذكرة توجبه إظهارها لهم‪ .‬فإن مل تكن التذكرة‬ ‫بحوزته فهو ملزم بإعطائهم الوثائق الشخصية تحت‬ ‫طائلة إبالغ الرشطة‪.‬‬ ‫الغرامة املقررة يف حال عدم االلتزام‪:‬‬ ‫الغرامة املحدّدة للشخص املخالف هي ‪ 60‬يورو‪ .‬أما إذا‬

‫كان الشخص ميلك بطاقة شهرية وقد نسيها يف املنزل‪،‬‬ ‫أو نيس وثيقة التخفيض الخاصة بالعاطلني عن العمل‪،‬‬ ‫فإن املخالفة تخفّض‪ ،‬ويختلف مبلغ التخفيض بحسب‬ ‫كل والية‪ ،‬برشط مراجعة مركز جباية املخالفات‪ .‬وعند‬ ‫التأخري يف دفع الغرامة األساسية ‪ 60‬يورو فإنها تزداد‪،‬‬ ‫وبكل األحوال ميكن للشخص أن يدفع الغرامة بالتقسيط‬ ‫الشهري‪ .‬كام يعترب إبراز بطاقة منتهية املدة أو مز ّورة إىل‬ ‫موظف الرقابة نوعاً من االحتيال والتزوير‪ ،‬مام يؤدي إىل‬ ‫تشديد العقوبة بحيث تتحول من مخالفة عدم الدفع إىل‬ ‫االحتيال والتزوير والتالعب باألوراق الرسمية‪ .‬والنيابة‬ ‫بحق املخالف دون وجود‬ ‫العامة ال تح ّرك الدعوى العامة ّ‬ ‫ادعاء من املؤسسة نفسها‪ ،‬لذلك نالحظ أنه ال يتم تحويل‬ ‫كل حاالت الركوب من دون تذاكر إىل النيابة‪ ،‬بل يف كثري‬ ‫من األحيان تكتفي املؤسسة بالغرامة‪.‬‬ ‫متى يتم تقديم ادعاء للنيابة العامة؟‬ ‫إن غاية مؤسسات النقل هي تعويض الخسارة الناتجة عن‬ ‫عدم رشاء التذاكر‪ ،‬وبالتايل فهي تفضل مضاعفة املخالفة‬ ‫عىل تقديم االدعاء أمام النيابة‪ ،‬وال سيام يف املرة األوىل‬ ‫والثانية‪ ،‬أما يف املرة الثالثة أو إذا كانت املخالفة للمرة‬ ‫الثانية يف األسبوع نفسه‪ ،‬فهي عىل األغلب تتقدم بادعاء‬ ‫للنيابة العامة‪ .‬وهناك بعض املؤسسات التي ال تتسامح‬ ‫يف هذا األمر‪ ،‬وتتقدّم مبارشة بادعاء إضافة إىل طلب دفع‬ ‫املخالفة‪ ،‬وهي تستند إىل املادة ‪ 12‬من الئحة تنظيم السكك‬ ‫الحديدية‪ ،‬واملادة ‪ 9‬من تعليامت ولوائح وسائل النقل‬ ‫العامة‪ .‬وكام يوضّ ح القانون فإن مضاعفة هذه املخالفة‬ ‫تعترب إجراء مدنياً‪ ،‬وال مينع من سلوك املؤسسة الطريق‬ ‫فيحق للمؤسسة متابعة‬ ‫الجزايئ حتى لو تم دفع املبلغ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الدعوى الجزائية‪ ،‬خاصة إذا ت ّم مضاعفة املبلغ نتيجة عدم‬

‫الدفع ضمن املدة املحددة‪ .‬إذا ً فاملؤسسة هي التي تحدّد‬ ‫طريقة التعامل مع املخالفني‪.‬‬ ‫ماذا عن القارصين؟‬ ‫األشخاص الذين تقل أعامرهم عن ‪ 18‬عاماً ال ميكن إلزامهم‬ ‫بدفع مبلغ املخالفة‪ ،‬لعدم القدرة عىل الدفع ألنهم غري‬ ‫قادرين عىل العمل‪ .‬هذا يعني أن األطفال من سن ‪ 7‬حتى‬ ‫‪ 18‬هم يف حضانة األهل‪ ،‬واألهل مسؤولون عن تأمني‬ ‫التذاكر‪ ،‬وذلك من خالل البطاقات املخفضة عن طريق‬ ‫بيانات املدرسة‪.‬‬ ‫ماذا لو مل يعمل جهاز رشاء التذاكر؟‬ ‫يف هذه الحالة عليك تسجيل رقم الجهاز ومكانه‬ ‫والساعة‪ ،‬أو تصوير الجهاز بالهاتف وإظهاره لدى‬ ‫حضور املراقبني‪ .‬وطبعاً البد من رشاء البطاقة من املحطة‬ ‫القادمة‪ .‬أما البطاقات املخفّضة الخاصة بالعاطلني عن‬ ‫العمل فهي بطاقات شخصية ال ميكن استخدامها من قبل‬ ‫الغري‪ ،‬وبالتايل يطلب موظفو الرقابة الوثيقة الخاصة‬ ‫بالتخفيض لدى إبراز التذكرة‪ ،‬فإن مل يكن حامل التذكرة‬ ‫هو صاحب هوية التخفيض فإنه يُخالف‪ .‬كذلك البطاقات‬ ‫السنوية (بطاقات االشرتاك) فهي بطاقات اسمية ال ميكن‬ ‫إال لصاحبها استخدامها‪ ،‬وعىل العكس من ذلك ميكن ألي‬ ‫كان أن يستخدم البطاقة الشهرية العادية ألنها بدون اسم‬ ‫أو صورة‪.‬‬ ‫بالنتيجة يبدو أن الركوب يف الحافالت دون دفع مثن‬ ‫التذاكر قد يؤدي إىل عقوبات مقيّدة للحرية‪ ،‬السيام يف‬ ‫حال التكرار‪ ،‬ويف هذه الحالة قد تؤثر العقوبات عىل‬ ‫الكثري من األمور املستقبلية لألفراد املقيمني يف أملانيا‪.‬‬

‫العنف اللغوي والثقافي وتأثيره على الوعي المجتمعات‬ ‫ألنها تعكس الثقافة الشعبية من جهة‪ ،‬وتلعب دورا ً يف‬ ‫تشكيل ما ميكن تصنيفه عام ًة بالـ”مقبول“‪” ،‬طبيعي“‪،‬‬ ‫”مرفوض“ أو ”عنيف“ من جهة أخرى‪.‬‬

‫ريما القاق‬ ‫ماجستير في إدارة النزاعات بين الثقافات‬ ‫المختلفة‬

‫يشكّل حرص تعريف العنف بالعنف الجسدي‬ ‫خطورة كبرية‪ ،‬تتجىل مبامرسة أنواع العنف‬ ‫األخرى دون وعي بأثرها النفيس واالجتامعي‪،‬‬ ‫والخطورة تكمن يف تقبلنا لهذه األنواع من العنف‬ ‫دون إدراكها وإدراك عواقبها‪ ،‬ما يجعلنا ضحايا‬ ‫لها‪ .‬تتناول سلسلة املقاالت هذه مفهوم العنف‬ ‫وتصنيفاته‪ ،‬فقد تم الحديث يف املقال السابق عن‬ ‫العنف املؤسسايت ويف هذا املقال سأتحدث عن‬ ‫العنف الثقايف والتمييز ضد املرأة‪.‬‬ ‫رشع للعنف املؤسسايت واملبارش‪،‬‬ ‫يلعب العنف الثقايف دور امل ّ‬ ‫حيث عرفه عامل االجتامع الرنويجي غالتونغ‪” :‬نعني بالعنف‬ ‫الثقايف تلك الجوانب الثقافية واملجال الرمزي لوجودنا‬ ‫واملتجلية يف الدين‪ ،‬األيديولوجية‪ ،‬اللغة‪ ،‬الفن‪ ،‬والعلوم التي‬ ‫ميكن استخدامها لتربير أو ترشيع العنف املؤسسايت“‪.‬‬ ‫تتجىل أكرث أشكال العنف الثقايف تأثريا ً يف اللغة‬ ‫املحكية والوسائط الفنية املنترشة بشكل كبري بني العامة‪،‬‬

‫ثقافة دونية املرأة عىل املستوى الشعبي‪:‬‬ ‫تس ّوغ بعض األمثال الشعبية يف املجتمع السوري التمييز‬ ‫السافر ضد النساء‪ ،‬وتعود مرجعية كثري من األمثال‬ ‫للموروث أو النصوص الدينية‪ ،‬وهنا بعض األمثلة وأثرها‬ ‫النفيس املحتمل‪:‬‬ ‫ •أخت رجال‪ :‬لوصف املرأة القوية‪ ،‬وتشبهها بالرجال يف‬ ‫حال كانت عىل قدر املسؤولية‪ ،‬مام يرسخ صورة الرجل‬ ‫كمثال أعىل وجنسه كجنس متفوق‪.‬‬ ‫ •ال تكون متل النسوان‪ /‬شو انت مرة؟‪ /‬ال تبيك متل‬ ‫البنات‪ :‬عىل العكس متاماً يتم وصف الرجال بالنساء‬ ‫كمذمة فهي كالشتيمة بالنسبة للرجل‪ ،‬أي افرتاض النساء‬ ‫كجنس دوين‪ ،‬بل قد تتعدى ذلك لتكون إهانة‪.‬‬ ‫ •النسوان بنص عقل‪ :‬تعميم افرتاض عدم كفاءة املرأة‬ ‫مام يسوغ عدم سيادة العدالة االجتامعية يف مجاالت‬ ‫مختلفة‪.‬‬ ‫ •املرأة ضلع قارص‪ :‬ترسيخ افرتاض ضعف النساء وعدم‬ ‫قدرتهن عىل االستقاللية‪.‬‬ ‫هم البنات للمامت‪ :‬النساء مخلوقات ضعيفة تحتاج‬ ‫ • ّ‬ ‫إىل االهتامم واملساعدة دوماً ومسببة للمشاكل‪.‬‬ ‫عىل الرغم من انتشار الوعي بقضية املساواة الجندرية إىل حد‬ ‫ما‪ ،‬إال أن مثل هذه األمثال أو معانيها تتك ّرر يف وسائط منترشة‬ ‫بكرثة‪ ،‬مثل األحاديث املتداولة يومياً أو املسلسالت الدرامية‪.‬‬ ‫تسوغ وتكرس هذه الثقافة الشعبية مفهوم الذكورية‪ ،‬وتنرش‬ ‫فرضية تفوق جنس عىل آخر بشكل تلقايئ دون اعرتاض‬ ‫يذكر‪ ،‬والتي رمبا تتحول لقناعة عند كال الجنسني‪.‬‬

‫تكرث أيضاً النكات واملواد الكوميدية التي تتحدث عن ”عدم‬ ‫كفاءة النساء يف الرياضة أو قيادة السيارات مثالً“ أو‬ ‫”غبائها“ أو ”كرثة حكيها“ أو ”قلة عقلها“ أو ”كيدها“ وما‬ ‫إىل ذلك من صفات سلبية يتم تعمميها بشكل جاهل عىل‬ ‫النساء حرصا ً وانتشارها لتصبح أمرا ً اعتيادياً غري مرفوض‬ ‫أو مستهجن‪.‬‬ ‫تؤثر هذه الصورة املغلوطة عىل ثقة الفتيات بأنفسهن‬ ‫وإدراكهن لقدراتهن‪ ،‬مام يح ّد طموح الكثريات ليكون‬ ‫محصورا ً بالزواج واإلنجاب‪ .‬كام تغذّي هذه الصور التفوق‬ ‫يف الوعي الفتيان‪ ،‬وتعطيهم الحق والرشعية يف قمع النساء‬ ‫مستقبالً‪.‬‬

‫حرصا ً من زاوية جنسية أو حسب الصورة النمطية يف‬ ‫التصور الجمعي أو الثقافة الشعبية‪.‬‬ ‫يؤرش عدم وجود مصطلح موازي يف اللغة العربية‬ ‫ملصطلح ‪ Sexualism‬أو حتى شبه انعدام استخدامه‬ ‫عىل املستوى الشعبي إىل غياب شبه تام لثقافة مناهضة‬ ‫التمييز الجنيس ضد النساء أو الوقوف يف وجه ثقافة‬ ‫االغتصاب يف الثقافة والذهنية الشعبية العربية‪ .‬عىل‬ ‫العكس متاماً‪ ،‬يوجد مقاومة واضحة لكل ما ميت بصلة‬ ‫للحركة النسوية أو ما يوصف بالـ”نسوي“ عن طريق‬ ‫التنمر والتندر وتسمية النسويات بالـ”مسرتجالت“ أو‬ ‫”كارهات الرجال“ أو ”خرابات البيوت“‪ .‬يف الوقت نفسه‬ ‫تجد ثقافة التمييز الجنيس الطريق ممهدا ً أمامها لتتامدى‬ ‫وتتوسع بشكل يومي من خالل مختلف الوسائط‪.‬‬

‫التمييز الجنيس ضد النساء (‪)Sexualism‬‬ ‫يقصد بالـ”‪ “Sexualism‬السلوك االجتامعي املنضوي عىل‬ ‫معاملة النساء عىل أساس دورهن الجنيس وإنتاجهن يف‬ ‫التكاثر فقط‪ .‬تنترش هذه الظاهرة اليوم يف العامل أجمع‪،‬‬ ‫ففي الكثري من األوساط السينامئية‪ ،‬التلفزيونية واألدبية‪،‬‬ ‫يتم تصوير املرأة عىل أنها سلعة أو مستهلَك جنيس بشكل‬ ‫حرصي مع إهامل إلنسانيتها أو إبداعها‪ .‬كام ينترش ما‬ ‫يسمى ”ثقافة االغتصاب“ والتي تن ّمط التحرش اللفظي‬ ‫باملرأة كفعل اعتيادي‪ ،‬وتجعل من التحرش فعل قد يستهان‬ ‫به من خالل إسكات الضحية بطرق مختلفة مثل‪ :‬السخرية‪،‬‬ ‫عدم التصديق‪ ،‬اللوم‪ ،‬التهديد بالفضيحة وإلحاق العار‪.‬‬

‫مثالً‪ ،‬قد يعترب التغزل بامرأة يف مشهد عام أمرا ً عادياً‬ ‫ومرشوعاً‪ ،‬بل يوجد تشجيع جمعي عليه وذلك من خالل‬ ‫بعض األغاين عىل سبيل املثال‪ .‬عادة ما يعرض موضوع‬ ‫”التلطيش“ كامدة للنكات أو املزاح أو املسلسالت الكوميدية‪.‬‬ ‫كام يتم التندر عىل من ال يتمتعن بالصفات ”املرغوبة“‬ ‫عاد ًة مثل العمر‪ ،‬اللون‪ ،‬الشكل الخارجي لتكون هدفاً ألبشع‬ ‫التعليقات املسيئة واملتنمرة‪ .‬تشكل هذه الحاالت أمناطاً ثقافية‬ ‫عىل املستوى الشعبي تكرس العنف اللفظي واملعنوي ضد‬ ‫املرأة‪ ،‬وتسوغ العنف الجسدي والتمييز ضدها رشعاً وقانوناً‪.‬‬

‫وقد برزت الكثري من الدعوات والحمالت الداعية لتوقف هذه‬ ‫الظواهر أو توجيه أصابع االتهام لها عىل األقل‪ ،‬مثل الحركة‬ ‫النسوية والحمالت املناهضة للتحرش‪ .‬تطالب هذه الحركات‬ ‫بالعدالة االنسانية للجميع‪ ،‬والتعامل مع املرأة كإنسانة أوالً‬ ‫مع اعتبار ملكانتها الوظيفية أو األدبية‪ ،‬وعدم النظر إليها‬

‫من املمكن البدء باالنتباه ملا هو مؤذي أو مهني يف لغتنا‬ ‫وسلوكنا‪ ،‬مام يساعدنا عىل إدراك أثر الكلمة واألغنية‬ ‫والنص والصورة والتعليق‪ ،‬وبالتايل تحمل املسؤولية‬ ‫الالزمة للوقوف يف وجه هذه االنتهاكات‪ ،‬أو عىل األقل‬ ‫عدم تكرارها يك ال نكون جزءا ً من حلقة العنف‪.‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 27‬آذار ‪2018‬‬

‫أهم المعلومات ألجلك‬ ‫تم إبالغك‬ ‫من بلدك‬

‫سابقة‬

‫م‬

‫أخبار الموسيقى الخاصة بك‬ ‫األحداث الخاصة بك‬ ‫النوادي الخاصة بك‬ ‫و اكثر بكثير‬ ‫‪ortelmobile.de/connect‬‬

‫‪110‬‬ ‫‪GB‬‬ ‫‪LA‬‬ ‫‪N Ho‬‬

‫‪tspo‬‬

‫‪t‬‬

‫‪05‬‬

‫‪+W‬‬

‫نضما‬

‫م إلى‬

‫اال‬

‫ب اآلن‬

‫السح‬

‫‪ORTEL.‬‬

‫نحن نتحدث بلغتك‬ ‫‪22.03.18 08:35‬‬

‫‪2018_03_20-Abwab_Connect_255x350.indd 1‬‬

‫‪06‬‬

‫باب مفتوح‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 32‬آب ‪2018‬‬

‫إنه النوع ال الكم!‬

‫القواعد الذهبية في إيجاد فرص العمل في ألمانيا‬ ‫التطابق مع املؤهالت املوجودة سلفاً والقابلية لتعلم ما‬ ‫هو مطلوب يف االعالن‪ .‬أما العامل األسايس الثاين فهو‬ ‫مكان العمل واملدينة والحساب التخييل التقريبي ملسرية‬ ‫يومك يف حال تم قبولك يف هذا العمل‪ ،‬وهذا أمر مهم‬ ‫جدا ً رغم أنه قد يبدو لك موضوعاً ثانوياً يف البداية‪.‬‬ ‫بعد فلرتة النتائج مع أخذ هذه العوامل بعني االعتبار‬ ‫سيتبقى يف السلة ما يقارب العرشة أو عرشين إعالناً‬ ‫للعمل تتناسب مع مؤهالتك وتخطيطك للمستقبل املهني‪.‬‬ ‫عند هذه النقطة بالذات تستطيع القول أنك وجدت فرصة‬ ‫عمل تتناسب مع طموحك وخرباتك لتبدأ بعدها مبارشة‬ ‫الخطوة الثانية‪.‬‬

‫وسيم‪ .‬ب‬ ‫عدد ال يستهان به من الباحثني عن فرص عمل يف‬ ‫الرشكات واملؤسسات الحكومية‪ ،‬ممن أنهوا دورات‬ ‫اللغة أو التدريب املهني أو حتى دراسة املاجستري‬ ‫يف أملانيا‪ ،‬يقفون عاجزين أمام الكم الهائل‬ ‫من عروض العمل والعدد الضخم من الرشكات‬ ‫واملؤسسات األملانية التي تعرض فرص عمل شاغرة‬ ‫باستمرار‪ ،‬سواء كان ذلك عىل مواقعها االلكرتونية‬ ‫مبارشة أو عن طريق املواقع اإللكرتونية التي تجمع‬ ‫هذه اإلعالنات يف موقع واحد‪.‬‬ ‫واألسئلة البديهية املطروحة يف هكذا مقام هي‪:‬‬ ‫من أين أبدأ؟‬ ‫ •هل جميع هذه الفرص تناسب مؤهاليت وخربايت؟‬ ‫ •ما هي نسبة نجاحي يف الوصول ملرحلة املقابلة‬ ‫األوىل سواء أكانت الشخصية أو التلفونية يف حال‬ ‫تقديم أوراقي؟‬ ‫ •هل أوراقي (املع ّدة مسبقاً) صالحة للتقديم لجميع‬ ‫هذه الفرص؟‬ ‫ •ماهي االسرتاتيجية األكرث جدوى‪ :‬الك ّم أم النوع؟‬

‫ل س‬ ‫نعر اع‬ ‫ف رأ دنا‬ ‫ي‬ ‫ك!‬

‫كيف أبدأ‪:‬‬ ‫البداية دامئاً تكمن يف محركات البحث سواء مبارشة يف‬ ‫‪ Google‬أو محركات البحث املدمجة يف جميع املواقع‬ ‫التي تهتم بعرض وتنسيق فرص العمل حسب التخصص‬ ‫واملدينة واملجال وحتى حسب أسامء الرشكات‪.‬‬

‫عند إيجاد أية فرصة عمل يف إحدى هذه املواقع‪ ،‬ورغم‬ ‫وجود جميع تفاصيل التواصل مع الرشكة صاحبة‬ ‫االعالن من أرقام تلفون وإمييل وعنوان الرشكة‪،‬‬ ‫فاألجدى دامئاً أخذ اسم الرشكة والدخول لصفحة الرشكة‬ ‫الرسمية والبحث عن الفرصة نفسها وإعادة قراءة‬ ‫تفاصيل االعالن‪ ،‬فالكثري من الرشكات تقوم بتعديل‬ ‫إعالناتها وقد تضيف أوتلغي بعض الرشوط املطلوبة‬ ‫للعمل‪.‬‬ ‫الكثري من املواقع املختصة بإعالنات العمل ال تذكر اسم‬ ‫الشخص املسؤول عن تلقي طلبات العمل يف الرشكة‪،‬‬

‫بينام يتم ذكر هذه املعلومة عىل موقع الرشكة الرسمي‪،‬‬ ‫ومن االفضل واألجدى واألكرث لباقة عند مراسلة الرشكة‬ ‫أن تكتب رسالة التحفيز وتوجهها للشخص املسؤول‬ ‫باالسم‪ ،‬وأن ال تكون موجهة بشكل عام‪.‬‬ ‫الفلرتة‪:‬‬ ‫قد يجد املهندس املدين مثالً اآلالف من فرص العمل‬ ‫املعروضة يف مجال تخصصه‪ ،‬لكن من املستحيل التقدم‬ ‫لجميع هذه الفرص دفعة واحدة‪ ،‬لذلك فاالفضل فلرتة‬ ‫هذه االعالنات بناءا ً عىل عاملني أساسيني‪ :‬أولهام‪ ،‬مدى‬

‫‪rch‬‬

‫‪ea‬‬ ‫‪Res‬‬

‫‪ke‬‬ ‫‪t‬‬

‫‪ar‬‬

‫يف الخالصة‪:‬‬ ‫الكم" هو ثاين القواعد الذهبية وأكرثها‬ ‫"النوع ال‬ ‫ّ‬ ‫جدوى يف البحث وإيجاد العمل يف أملانيا‪.‬‬

‫تراجع في معدالت العمالة غير‬ ‫الشرعية والعمل األسود في‬ ‫ألمانيا‪ ..‬والسبب؟‬

‫‪MMR‬‬ ‫‪M‬‬

‫رسالة التحفيز ‪:Beschreibung‬‬ ‫القاعدة الذهبية األوىل املتبعة يف أملانيا‪" :‬لكل فرصة‬ ‫عمل رسالة التحفيز الخاصة بها ونسخة معدلة من‬ ‫السرية الذاتية تتناسب ومتطلبات العمل املعروض"‪.‬‬ ‫بقدر ما تستطيع ضغط وتحرير رسالة التحفيز والسرية‬ ‫الذاتية بشكل احرتايف‪ ،‬وبحيث تثري حامس الشخص‬ ‫املسؤول عن تلقي طلبك لدراسته أو لتحويله إىل القسم‬ ‫املختص‪ ،‬بقدر ما تكون قد اقرتبت من مرحلة املقابلة‪.‬‬ ‫يف املتوسط (وأرجو أن ال يكون الرقم مرعباً) أنت‬ ‫بحاجة لفرتة من يومني إىل ثالثة أيام لتعديل أوراقك‬ ‫وسريتك الذاتية قبل أن ترفقها يف االمييل وتضغط‬ ‫عىل أيقونة "إرسال"‪ ،‬وذلك للتقدم لفرصة عمل واحدة‬ ‫فقط ال غري‪ .‬القصف العشوايئ ال يقدم إفادة تذكر حتى‬ ‫يف الحروب‪ ،‬فقد ترسل أوراقك إىل رشكة لديها فرصة‬ ‫عمل مناسبة لخرباتك أكرث من الفرصة التي وجدتها يف‬ ‫مواقع إعالنات التوظيف‪ ،‬ومبا أنك مل تتمعن يف دراسة‬ ‫كافة الوظائف املعروضة ومل ترسل أوراقك للتقدم إىل‬ ‫الفرصة األكرث قربا من تخصصك وخرباتك‪ ،‬فهذا وحده‬ ‫كفيل برفض طلبك من أول خمسني ثانية‪ ،‬وهي املدة‬ ‫التي يستغرقها املوظف عادة عندما يتلقى أوراقك التي‬ ‫عملت عليها مسبقاً ملدة يومني أو ثالثة أيام‪.‬‬

‫‪t‬‬ ‫‪an‬‬ ‫‪igr‬‬

‫‪M‬‬

‫أبحاث تسويقية متخصصة بالمهاجرين‬ ‫كتقدير لرأيك ومساهمتك نقدم لك ‪ 10‬يورو تُضاف إلى رصيد اشتراك الموبايل‬ ‫عند إكمال االستبيان عبر اإلنترنت‪.‬‬ ‫للحصول على المكافأة الرمزية مقابل االستبيان‬ ‫ماعليك إال إرسال عنوان بريدك اإللكتروني ورقم هاتفك المحمول إلى العنوان البريدي‪:‬‬ ‫‪survey@mmronline.eu‬‬ ‫نحن شركة ناشئة مستقلة ومتخصصة بالتسويق والبحوث االجتماعية على شبكة اإلنترنت فيما يخص المهاجرين في ألمانيا‪.‬‬

‫يتوقع باحثون أملان يف معهد توبينغن ألبحاث االقتصاد التطبيقي (‪ ،)IAW‬أن يحصل‬ ‫انخفاض يف نسبة اقتصاد الظل لالقتصاد الرسمي يف أملانيا‪.‬‬ ‫حيث أفادت وكالة األنباء األملانية أن التقرير السنوي الصادر عن الباحثني يف معهد توبينغن‬ ‫ألبحاث االقتصاد التطبيقي‪ ،‬جاء فيه فيام يخص اقتصاد الظل‪ ،‬توقعات من الباحثني بأن يؤدي‬ ‫الوضع االقتصادي الجيد وتراجع البطالة يف البالد إىل استمرار انخفاض العمل األسود والعاملة‬ ‫غري الرشعية خالل العام الحايل أيضاً‪.‬‬ ‫وقد تم إعداد هذا التقرير بالتعاون مع باحثني من جامعة لينس النمساوية‪ ،‬وتم نرشه أوائل هذا‬ ‫العام يف شتوتغارت‪ ،‬ويتوقع التقرير أن تنخفض نسبة اقتصاد الظل إىل أدىن من ‪ % 10‬مقارن ًة‬ ‫بـ ‪ % 10.1‬يف العام املايض‪.‬‬ ‫وقدر الباحثون حجم أموال العاملة السوداء غري الخاضعة للرضائب بـام يعادل ‪323‬‬ ‫مليار يورو‪ .‬وبذلك فإن أملانيا تحتل مركزا ً أقل من املتوسط مقارنة بغريها من الدول‬ ‫الصناعية‪.‬‬ ‫يف حني تحتل اليونان املركز األول بني الدول ذات النسبة األعىل يف العاملة السوداء‪ ،‬أي التي ال‬ ‫تتبع نظام الرضائب‪ ،‬حيث بلغت نسبة هذه العاملة ‪ % 20.8‬من العاملة الرسمية‪.‬‬ ‫وكالة األنباء األملانية د ب أ‬

‫باب مفتوح‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 32‬آب ‪2018‬‬

‫‪07‬‬

‫العنف ضد المرأة‬

‫إحصاءات مرعبة في القرن الواحد والعشرين‪ ..‬أسباب ونتائج‬ ‫إيهاب بدوي‬ ‫رئيس تجمع الشباب السوري‬

‫ميكن إرجاع العنف االجتامعي أو النفيس أو‬ ‫ّ‬ ‫تدن مستوى‬ ‫االقتصادي إىل أسباب عديدة منها‪:‬‬ ‫التعليم وتفيش الجهل‪ ،‬التخلف الثقايف بني أفراد‬ ‫املجتمع‪ ،‬وبالتايل سهولة التأثُّر باملعتقدات الخاطئة‬ ‫امل ُتعلقة برشف العائلة والعفاف والتي تنترش يف‬ ‫املجتمع والبيئة امل ُحيطة‪ ،‬إىل جانب تب ّني وجهات‬ ‫النظر الداعية إىل فرض القوة الذكورية والتي‬ ‫تظهر عىل شكل العنف الجسدي والجنيس عىل حد‬ ‫سواء‪ ،‬باإلضافة إىل النظرة القيمية الخاطئة التي‬ ‫ال ترى أهلية حقيقية وكاملة للمرأة كإنسانة كاملة‬ ‫ؤسس‬ ‫اإلنسانية يف الحقوق والواجبات‪ ،‬وهذا ما يُ ّ‬ ‫لحياة تقوم عىل تهميش واحتقار املرأة‪.‬‬ ‫طفولة ُمرتكبي العنف‪:‬‬ ‫العوامل النفسية التي شكلّت شخصيات ُمرتكبي العنف‬ ‫ضد املرأة يف ِ‬ ‫الصغَر تؤثر بشكل كبري يف سلوكياتهم‪،‬‬ ‫والتي تظهر عىل شكل سلوك عدايئ يف ال ِك َب‪ .‬من أبرز‬ ‫هذه العوامل النفسية ت َع ُّرض ُمرتكب العنف لإليذاء‬ ‫بأي شكل من األشكال يف طفولته‪ ،‬أو وجوده يف بيئة‬ ‫أُرسية تنترش فيها حاالت تعنيف األبوين‪ ،‬أو اعتداء األب‬ ‫عىل األم بأي شكل من األشكال‪ ،‬إىل جانب اضطرابات‬ ‫الشخصية التي قد ت ُؤدي إىل خلق شخصية ُمعادية‬ ‫للمجتمع‪.‬‬ ‫الضغوطات االقتصادية‪:‬‬ ‫ت ُع ّد العوامل االقتصادية أيضاً من أكرث دوافع العنف‬ ‫ضد املرأة التي تشهدها عدة مجتمعات يف وقتنا الحايل؛‬ ‫والسبب يف ذلك يعود إىل الضغوطات االقتصادية التي‬ ‫ت ُعاين منها رشيحة واسعة من املجتمع‪ ،‬وتدين املستويات‬ ‫وتفش البطالة والفقر والحاجة‪ ،‬حيث ت ُشكل‬ ‫امل َعيشية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫هذه األسباب ُمجت ِم َعة ضغوطات نفسيّة كبرية عىل ُمعييل‬ ‫األُرسة‪ ،‬التي تتصادم يف كثري من األحيان مع النزعة‬ ‫االستهالكية لدى بعض النساء‪ .‬قد يضاف إىل ذلك ضعف‬ ‫املرأة نفسها يف املطالبة بحقوقها اإلنسانية والوطنية‬

‫والعمل لتفعيل وتنامي دورها االجتامعي والسيايس‬ ‫واالقتصادي‪ .‬ويحتل العامل االقتصادي ‪ 45%‬من حاالت‬ ‫العنف ضد املرأة‪.‬‬

‫داخلية‪ ،‬وبعض املشاكل يف الجهاز الهضمي‪ ،‬والتأثري يف‬ ‫الحركة‪ ،‬وتدين مستوى الصحة العامة‪ ،‬وقد تؤدي بعض‬ ‫حاالت العنف إىل حد اإلعاقة الدامئة أو الوفاة‪.‬‬

‫االستبداد دامئاً وأبداً‪:‬‬ ‫الميكننا أن ننىس االستبداد السيايس الذي مينع تطور‬ ‫املجتمع ككل‪ ،‬فيقف حجر عرثة أمام البناء العرصي‬ ‫للدولة والسلطة‪ ،‬وكذا تداعيات الحروب الكارثية وما‬ ‫تخلقه من ثقافة للعنف وشيوع للقتل وتجاوز لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬ومبا تفرزه من نتائج مدمرة عىل االقتصاد‬ ‫واألمن والتامسك والسالم االجتامعي‪ ،‬وتدهور تعليمي‬ ‫يشل منو وتطور املجتمع بكافة‬ ‫تربوي وصحي وبيئي ّ‬ ‫رشائحه‪.‬‬

‫أما املشاكل النفسية فتتمثّل يف االكتئاب الحاد‬ ‫واالضطرابات النفسية‪ ،‬التي قد تقود الضحية إىل‬ ‫محاوالت االنتحار نتيجة للضغط النفيس الكبري الذي‬ ‫تقع تحته‪ ،‬كام ميكن أن ت ُسبب مشاكل مثل إدمان‬ ‫الكحول‪ ،‬التدخني‪ ،‬واملخدرات األمر الذي ينعكس عىل‬ ‫صحة املرأة النفسية يف مراحل ُمتقدمة‪ .‬وألن املرأة عضو‬ ‫فاعل يف املجتمع؛ فإن كل ما مت ّر به ينعكس عىل أُرستها‬ ‫و ُمحيطها املجتمعي بشكل كبري‪.‬‬

‫نتائج ال ُعنف‬ ‫يسبب العنف ضد املرأة آثارا ً خطرية‪ ،‬ال تقترص عىل املرأة‬ ‫فقط بل متتد لتشمل أرستها امل ُحيطة واملجتمع‪ .‬وتكون‬ ‫آثاره امل ُرتتبة نفسية وصحية واجتامعية واقتصادية‪:‬‬ ‫فتتأثر املرأة مبشاكل صحية مثل اإلصابات الخطرية‬ ‫والكدمات والجروح‪ ،‬التي قد ت ُؤدي إىل اضطرابات‬

‫تحت وطأة هذا العنف‪ ،‬مؤسسة الزواج إىل أين؟‬ ‫من املشاكل التي قد يسببها العنف ضد املرأة هي‬ ‫االضطرابات األُرسية‪ ،‬والتي بدورها تنعكس عىل األطفال‬ ‫بشكل كبري‪ ،‬وقد تؤدي إىل إصابتهم بعدم استقرار‬ ‫نفيس وعاطفي‪ ،‬وهو ما يؤثر يف سلوكياتهم املجتمعية‬ ‫يف مراحل متقدمة من العمر‪ .‬كام يُشكل العنف ضد‬ ‫املرأة عائقاً كبريا ً أمام مامرستها دورها الفاعل يف‬

‫املجتمع؛ فعند تعرضها للعنف تنطوي املرأة عىل نفسها‪،‬‬ ‫األمر الذي يح ّد من مشاركتها كعضو فاعل يف املجتمع‪،‬‬ ‫ويحرمها من استثامر قدراتها يف الدفع االقتصادي‬ ‫للمجتمع‪ .‬كام يُكبّد العنف ضد املرأة األُرسة أعبا ًء‬ ‫اقتصادية إضافية نتيجة للعالجات الصحية التي تخضع‬ ‫لها الضحيّة‪.‬‬ ‫األهم من كل ذلك هو ما يسببه العنف من تدمري آدمية‬ ‫املرأة وإنسانيتها‪ ،‬وفقدانها الثقة بالنفس والقدرات‬ ‫الذاتية لها كإنسانة‪ ،‬كام التدهور العام يف الدور‬ ‫والوظيفة اإلجتامعية والوطنية‪ ،‬وعدم الشعور باآلمان‬ ‫الالزم للحياة واإلبداع‪ ،‬وعدم القدرة عىل تربية األطفال‬ ‫وتنشئتهم بشكل تربوي سليم‪ ،‬وبالتايل فشل املؤسسة‬ ‫الزوحية بالطبع من خالل تفيش حاالت الطالق والتفكك‬ ‫األُرسي‪ ،‬وهذا ينعكس سلبياً عىل األطفال فرنى مظاهره‬ ‫يف أشكال كثرية مثل التدهور الصحي للطفل‪ ،‬عدم‬ ‫القدرة عىل النوم وفقدان الرتكيز‪ ،‬الخوف‪ ،‬الغضب‪،‬‬ ‫عدم الثقة بالنفس‪ ،‬القلق‪ ،‬عدم احرتام الذات‪ ،‬االكتئاب‪،‬‬ ‫االحباط‪ ،‬العزلة‪ ،‬فقدان األصدقاء‪ ،‬وضعف االتصال‬ ‫الحميمي باألرسة‪.‬‬

‫سارة قائد @‪saraqaed‬‬

‫الالئحة العامة لحماية البيانات الشخصية ‪ DSGVO‬في دول االتحاد األوروبي‬ ‫المحامي رضوان اسخيطة‬ ‫جامعة يوهانس غوتنبرغ‪ ،‬ماينز‪ ،‬ألمانيا‬

‫"البيانات سلطة" هذا ما يقوله أهل القانون‪،‬‬ ‫ومن خالل التطور التقني الهائل وإمكانية نقل‬ ‫املعلومات الكرتونياً أصبحت معلوماتنا الشخصية‬ ‫يف متناول الكثري من الرشكات والدوائر الحكومية‬ ‫يكّن حائزها من إساءة‬ ‫وغري الحكومية‪ ،‬وهذا قد ُ‬ ‫إستعاملها كام يفيض لضياع مبدأ املساواة يف‬ ‫املجتمع‪ ،‬األمر الذي دفع املرشعني لس ّن قوانني‬ ‫تتعلق بحامية البيانات‪ ،‬ليكون الفرد يف مأمن من‬ ‫تعرض بياناته لسوء اإلستعامل أو ألية ضغوط من‬ ‫خالل ذلك‪.‬‬ ‫كان االتحاد األورويب بهيئاته الترشيعية‪ ،‬متمثل ًة‬ ‫باملفوضية األوروبية والربملان األورويب‪ ،‬من السباقني يف‬ ‫هذا املجال‪ ،‬وبعد سلسلة من املداوالت جاءت الالئحة العامة‬ ‫لحامية البيانات الشخصية‪ ،‬والتي تعرف باألملانية اختصارا ً‬

‫بـ ‪ DSGVO‬لتضع قوانني تطبّق عىل كافة بلدان االتحاد‬ ‫األورويب‪ ،‬وذلك فيام يخص حامية البيانات الشخصية‪ .‬تم‬ ‫البدء بسن بنودها عام ‪ 2015‬وإقرارها يف ‪ 2016‬عىل أن تعترب‬ ‫السنتان التاليتان مدة سامح ليُصار إىل اعتامد ‪ 24‬أيار ‪2018‬‬ ‫كتاريخ نفاذ‪.‬‬ ‫ماذا تشمل الحامية؟‬ ‫تتألف الالئحة من ‪ 99‬مادة مقسمة إىل ‪ 11‬فصالً‪ ،‬ووفقاً‬ ‫لنصوص املواد فإن املعلومات التي تهدف هذه الالئحة‬ ‫لحاميتها هي كل مايتعلق بالشخص من اسم أو عنوان أو‬ ‫رقم هاتف‪ ،‬أو حتى معلومات ميكن من خاللها الوصول‬ ‫ملعرفة الشخص‪ ،‬مثل عنوان األي يب الخاص باملستخدم عىل‬ ‫اإلنرتنت‪ .‬تشمل الحامية كل عمل يتعلق بالبيانات من تخزين أو‬ ‫تعديل أو نقل أو حذف‪.‬‬ ‫هذه الالئحة تطبق عىل كافة البيانات الخاصة بأشخاص ضمن‬ ‫دول االتحاد األورويب‪ .‬املميز هنا أن الالئحة تُطبق أيضاً عىل‬ ‫الرشكات التي ال يقع مقرها ضمن دول االتحاد يف حال كانت‬ ‫متارس نشاطاً تسويقياً‪ ،‬باستخدام معلومات تتعلق بأشخاص‬

‫ضمن دول االتحاد األورويب‪ ،‬أو حتى تقدّم خدمة أو سلعة‬ ‫لزبائن ضمن االتحاد أيضاً‪.‬‬ ‫هل ميكن نقل بياناتك الشخصية إىل خارج االتحاد‬ ‫األورويب؟‬ ‫وفقاً لالئحة الجديدة‪ ،‬ميكن ذلك فقط يف حال حققت هذه‬ ‫الدولة رشوطاً معينة متعلقة بتوفر مستوى مالئم من حريات‬ ‫األشخاص‪ ،‬وتوفر ترشيعات معادلة ملستوى الترشيعات يف‬ ‫االتحاد األورويب يف مجال حامية البيانات الشخصية‪ .‬هذا‬ ‫يضمن لألفراد حقهم يف تأمني الحامية الكافية لبياناتهم يف‬ ‫حال متت معالجتها أو حفظها خارج إطار االتحاد األورويب‪.‬‬ ‫ولكن ال يخلو هذا األمر من استثناءات‪ ،‬حيث تعترب موافقة‬ ‫الشخص الرصيحة عىل النقل مسوغاً قانونياً لنقلها إىل دول‬ ‫ال تتمتع بالرشوط والتصنيف املطلوب‪.‬‬ ‫ما هي حقوقك لحامية بياناتك؟‬ ‫عىل صعيد األشخاص تعترب الالئحة نقلة جديدة يف عامل‬ ‫حامية البيانات‪ ،‬وتوفر درجات أعىل من الحامية للبيانات‬

‫الشخصية‪ ،‬وتعطي الحق لكل فرد بطلب نسخة من بياناته‬ ‫املحفوظة لدى الدوائر الحكومية أو الرشكات الخاصة‬ ‫لالطالع عليها‪ .‬كام تعطيه الحق بطلب تقييد حق العمل‬ ‫عليها أو حتى حذفها‪.‬‬ ‫عىل الجانب اآلخر بدأت الرشكات والدوائر والهيئات‬ ‫الحكومية وغري الحكومية بتغيري سياساتها يف حفظ‬ ‫البيانات‪ ،‬لتتوافق مع قوانني الالئحة األوروبية الجديدة‪ .‬كام‬ ‫أن الالئحة أعطت إرشادات بخصوص تعيني مسؤول ملراقبة‬ ‫تطبيق هذه الالئحة‪ ،‬وكذلك هيئة تراقب تطبيق قوانني‬ ‫الالئحة يف االتحاد وأملانيا هي أحدى األمثلة الرائدة يف‬ ‫حامية البيانات‪ ،‬فلديها اآلن هيئات يف كل مقاطعة تقوم‬ ‫بهذا العمل الرقايب واإلرشادي يف نفس الوقت‪.‬‬ ‫وأخرياً ما هي عقوبات مخالفي هذه الالئحة؟‬ ‫تبدأ بإرسال تحذيرات للمخالفني‪ ،‬وميكن يف حال عدم‬ ‫االمتثال تطبيق عقوبات مالية تصل إىل ‪ 20‬مليون يورو‬ ‫كحد أقىص‪ ،‬أو ‪ % 4‬من إجاميل حجم األعامل السنوي‬ ‫للرشكة املخالفة‪.‬‬

‫‪08‬‬

‫باب مفتوح‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 32‬آب ‪2018‬‬

‫الكورية‪ ،‬وهي عىل عكس محتويات الكرميات واألمصال‬ ‫تحتوي عىل مادة الفيلموجني(‪ )filmógenos‬التي تك ّون‬ ‫طبقة مقاومة للامء‪ ،‬تغطّي ومتتص األحامض التي تعمل‬ ‫مبارشة عىل الجلد‪ ،‬وتنتج تأثريها الفوري‪.‬‬

‫أسرار‬ ‫الشباب‬ ‫اآلسيوي‬ ‫الدائم‪..‬‬

‫ارتداء األلوان الفاتحة‪:‬‬ ‫ارتداء األلوان الفاتحة مينح مظهرا ً أكرث شباباً‪ ،‬األلوان‬ ‫الداكنة تعكس ظالالً عىل البرشة وتحدّد خطوط تعبريات‬ ‫فضل عن‬ ‫ً‬ ‫الوجه‪ ،‬بينام تخفّف األلوان الفاتحة هذه العوامل‪،‬‬ ‫ارتباطها باألطفال الصغار وبالتايل تعطي مظهرا ً أصغر‬ ‫للبالغني‪ .‬ونصحت مجلة ‪ Who What Wear‬للموضة‬ ‫بارتداء اللون األزرق الخزامي ملظهر أكرث شباباً‪ ،‬واللون‬ ‫الوردي الداكن ألنه ييضء البرشة‪.‬‬ ‫التمسك مبواعيد محددة لتناول الطعام والراحة‪:‬‬ ‫االستيقاظ مبكرا ً أمر مهم يقوم به الصينيون‪ ،‬ينامون مبكرا ً‬ ‫ويأخذون قيلولة إجبارية بعد الغداء‪ .‬أوقات تناول اإلفطار‬ ‫والغداء والعشاء ثابتة يف الصني‪ ،‬ووفقاً لدراسة نرشتها‬ ‫مجلة "ساينس"‪ ،‬فااللتزام مبواعيد محدّدة يساعد يف‬ ‫محاربة الشيخوخة‪ ،‬إذ يسمح بتنظيم الساعة البيولوجية‬ ‫ليالً ونهارا ً‪ ،‬مام يسهم يف نيل الراحة بشكل أفضل ويزيد‬ ‫اإلنتاجية‪ .‬هذه العادات تطيل العمر وتحسن نوعية الحياة‪.‬‬

‫يتساءل كثريون عن السبب الذي يجعل اآلسيويني‬ ‫يعيشون أعامراً أطول ويبدون أصغر عمراً! ولكن ال‬ ‫يوجد إىل اليوم إجابات قاطعة عىل هذا التساؤل‪،‬‬ ‫وإمنا افرتاضات قد تساعدنا عىل اإلجابة‪ ،‬أولها‬ ‫الوراثة ويليها منط الغذاء ومن ثم عادات أخرى‬ ‫ميارسونها دون غريهم من شعوب األرض‪.‬‬ ‫ونستعرض فيام ييل بعض العادات الصحية التي‬ ‫اعتاد سكان جنوب رشق آسيا عىل اتباعها‪ ،‬ولرمبا‬ ‫جهت افرتاضاتنا قليالً‪:‬‬ ‫و ّ‬ ‫الهروب من الشمس‪ ،‬وألف "ال" للربونزاج‪:‬‬ ‫عىل عكس شعوب الغرب املغرمني باكتساب اللون‬ ‫الربونزي‪ ،‬يعترب اآلسيويون أن جامل الوجه يرتكز عىل‬ ‫بياض البرشة وخلوها من الشوائب‪ ،‬لذلك يهتمون بالحامية‬ ‫الفائقة من الشمس‪ .‬فهناك كثري من الدراسات الطبية تحذّر‬ ‫من التعرض املفرط ألشعة الشمس‪ ،‬وتشري إىل أنه من‬ ‫أهم مسببات الشيخوخة املبكرة‪ ،‬ألن أشعة الشمس تد ّمر‬ ‫الكوالجني واإليالستني املوجودان يف البرشة‪.‬‬

‫وتستخدم النساء يف الصني الواقي الشميس يومياً‬ ‫مبعامالت حامية عالية‪ ،‬إضاف ًة إىل استخدام مب ّيضات‬ ‫البرشة وكرميات اللؤلؤ يف محاوالت لتنقية البرشة وتجديد‬ ‫خالياها وزيادة مقاومة الجلد للعوامل الخارجية‪ .‬حيث‬ ‫يوضع مسحوق محار اللؤلؤ مخلوطاً بالعسل وصفار‬ ‫البيض عىل الوجه ليساعد عىل تقليل االلتهابات‪ ،‬وتهدئة‬ ‫تهيجات الجلد أيضاً‪.‬‬ ‫السكر يف الحدود الدنيا‪:‬‬ ‫من املعروف أن خفض استهالك السكر يف الغذاء يؤدي إىل‬ ‫تقليل أكسدة الخاليا‪ ،‬والبد من اإلشارة إىل أن نساء الصني‬ ‫مثالً قلّام يتناولن السكر‪ ،‬ويفضلن النكهات املالحة أو‬ ‫الحارة‪ .‬إضاف ًة إىل أن بعض األطعمة الصحية‪ ،‬مثل الزنجبيل‬ ‫والسمسم األسود‪ ،‬والتي يتناولنها كثريا ً يف غذائهن‪،‬‬ ‫تتصدى لعوامل أكسدة خاليا الجسم‪ .‬فالزنجبيل مثالً يؤخّر‬ ‫عالمات تقدّم السن ويحافظ عىل الكوالجني يف البرشة‪،‬‬ ‫كام ينظف البرشة ويخلصها من حب الشباب ويحميها من‬ ‫اإلصابة برسطان الجلد‪.‬‬

‫اآلسيويات يخشني الربد‪:‬‬ ‫يرشب اآلسيويون املاء دافئاً‪ ،‬ويختبئون يف البيوت بعيدا ً عن‬ ‫الربد‪ ،‬وال يأكلون البوظة! وبحسب الطب الصيني الشعبي‬ ‫فإن الربد يؤثر عىل توازن الجسم ويتسبب باألمراض‪،‬‬ ‫وبالتايل يجب رشب املاء بدرجة حرارة الجسم‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى فإن حامية الجسد من القلق والضغوط‬ ‫واإلجهاد والربد يحفظ له مستوى متوازن للهرمونات‪ ،‬وعىل‬ ‫العكس فإذا كنا نتعرض ملواقف تثري القلق والتوتر فإن‬ ‫هرمونات مثل الكورتيزول واألدرينالني تصل إىل مستويات‬ ‫عالية يف أجسامنا‪ .‬يف الحاالت الطبيعية يكون الجسم قادرا ً‬ ‫عىل تنظيمها من خالل الجهاز العصبي الودي‪ ،‬لكن إذا كانت‬ ‫حالة القلق أو الضغوط مستمرة‪ ،‬أو تتكرر مبعدالت كبرية‪،‬‬ ‫فإنها تع ّجل بزحف الشيخوخة‪ ،‬أما ما يتعلق باملرشوبات‬ ‫الدافئة أو الباردة فليس هناك دليل علمي بشأنها حتى اآلن‪.‬‬ ‫األقنعة الكورية‪:‬‬ ‫تنفق الصينيات ما يقارب ‪ 270‬يورو شهرياً عىل منتجات‬ ‫التجميل‪ .‬النجم الالمع يف منتجات التجميل هذه هو األقنعة‬

‫وللحفاظ عىل شباب البرشة تستخدم اآلسيويات‬ ‫بعض األرسار ومنها‪:‬‬ ‫ •الشاي األخرض‪ :‬وهو من أبسط وسائل الحفاظ عىل‬ ‫الشباب‪ ،‬نظرا ً لخواصه املذهلة املضادة للشيخوخة‬ ‫وخسارة الوزن بفعالية‪.‬‬ ‫ •أوراق النعناع‪ :‬وتساعد يف الحصول عىل برشة نرضة‬ ‫مرشقة عىل الفور‪.‬‬ ‫ •التونر الطبيعي‪ :‬تستعمل املرأة اآلسيوية ماء األرز‬ ‫كتونر طبيعي للبرشة لتحسني ملمسها‪ .‬حيث يُنقع‬ ‫األرز يف املاء مع تغطيته جيدا ً‪ ،‬حتى يصري لون املاء‬ ‫أبيض‪ .‬يحفظ املاء يف الثالجة ويستعمل كتونر للبرشة‬ ‫باستخدام قطعة من القطن‪.‬‬ ‫ •ماسك البيض‪ :‬للحفاظ عىل برشة نرضة ومشدودة‪.‬‬ ‫ •التدليك‪ :‬تعتقد املرأة اآلسيوية أن التدليك الجيد للجسم‬ ‫يساعد عىل تحفيز الدورة الدموية‪ ،‬والحصول عىل برشة‬ ‫صحية وجسم صحي‪ .‬وتدليك الوجه شائع جدا ً يف‬ ‫املجتمع اآلسيوي للتخلص من انتفاخات الوجه‪ ،‬وتجديد‬ ‫خاليا البرشة‪.‬‬

‫الدعم النفسي‪ ..‬طوق النجاة لمريضة سرطان الثدي‬ ‫وهو كذلك أكرث الرسطانات انتشارا ً يف العامل‪،‬‬ ‫حيث تصاب سنويا امرأة من بني كل مثان‬ ‫نساء‪ ،‬ويف األعوام األخرية ازدادت نسبة انتشاره‬ ‫بشكل ملحوظ‪ ،‬نتيجة قلة الوعي الناجمة عن‬ ‫الحروب‪ ،‬األهامل‪ ،‬والوضع االقتصادي املتدين‬ ‫بشكل ملحوظ خاصة يف الدول العربية‪ ،‬ولعدم‬ ‫وجود تأمني صحي مجاين يؤمن للمريضة كافة‬ ‫الفحوصات والعالجات الالزمة‪.‬‬

‫د‪ .‬نهى سالم الجعفري‬ ‫طبيبة سورية مقيمة في ألمانيا‬

‫رسطان الثدي هو أكرث أنواع‬ ‫الرسطانات شيوعاً بني النساء‪،‬‬ ‫واإلحصائيات واألرقام لعدد النساء‬ ‫املصابة به صادمة جداً‪ ،‬رغم تطور‬ ‫أساليب العالج وتطوير أجهزة‬ ‫فحص ومراقبة حديثة‪ ،‬ومحاوالت‬ ‫التوعية للوقاية قبل اإلصابة‬ ‫يحتل املرتبة‬ ‫ّ‬ ‫باملرض‪ ،‬ولكنه مازال‬ ‫األوىل باإلصابة‪.‬‬

‫تع ّد اإلصابة برسطان الثدي من أصعب املواقف‬ ‫التي قد تواجه املرأة‪ ،‬وصدمة تشخيص املرض‬ ‫قد تؤدي إىل اضطرابات نفسية شديدة تؤثر‬ ‫عىل الصحة النفسية الجسامنية للمريضة‪ ،‬مام‬ ‫يسبب تفاقم حالتها وقد تصل لدرجة االمتناع‬ ‫الكيل عن تناول الطعام مام يضعف مقاومتها‪،‬‬ ‫أو تصل إىل العزلة التامة وحتى الوقوع يف‬ ‫مستويات عالية من االكتئاب واالبتعاد عن األهل‬ ‫واألصدقاء‪.‬‬ ‫لذلك فإن للعالج النفيس أهمية تعادل أهمية‬ ‫العالج الدوايئ‪ ،‬وهذا لألسف غري متوفر يف‬ ‫معظم املستشفيات يف دولنا العربية‪ .‬وبرأيي‬ ‫ال يكفي توفري املساعدة النفسية للمريضة‬

‫فحسب وإمنا لزوجها وأهلها وأوالدها وأصدقائها‬ ‫املقربني أيضاً‪ ،‬حتى يستطيع الجميع تق ّبل املرض‬ ‫ومساعدة املريضة عىل تخطي ما عليها خوضه‬ ‫من أمل نفيس وعالج مطول‪ ،‬ويعطيها دعامً‬ ‫نفسياً أكرب‪ ،‬فاملرض ال يؤثر عليها فحسب وإمنا‬ ‫تؤثر عىل العائلة ككل‪.‬‬ ‫وقد أثبتت الدراسات أن املريضات اللوايت يتلقني‬ ‫مساعدة نفسية كن األقدر عىل تخطي املرض‪،‬‬ ‫فكلام بدأنا برفع معنويات السيدة املصابة بشكل‬ ‫مبكر كلام كانت أكرث قدرة عىل تقبل املرض‬ ‫وبالتايل تقبل العالج‪ ،‬وما يحتويه هذا العالج من‬ ‫تغريات نفسية وجسدية مصاحبة‪.‬‬ ‫برصاحة أكرث‪ ،‬يجب أن يكون الدعم النفيس لزوج‬ ‫املريضة مساوياً متاماً للذي تحظى به املريضة‬ ‫نفسها‪ ،‬ملا للمرض من تأثري سلبي عىل الزوج‬ ‫وصحته النفسية‪ ،‬وما يعانيه من شعور بالضيق‬ ‫والتوتر وعجزه عن مساعدة زوجته املصابة‪ .‬فإما‬ ‫أن يصبح الزوج سلبياً أو تصل العالقة الزوجية‬ ‫لحد الهجر التام ومعاملة الزوجة بداعي الشفقة‬ ‫فقط‪ .‬ومن خالل مامرستي املهنية وصلت بعض‬ ‫الحاالت لدرجة إنتهاء العالقة الزوجية متاماً‪،‬‬

‫خاصة إذا كانت اإلصابة بالرسطان يف مراحل‬ ‫متقدمة تصل لالستئصال‪ .‬أزواج كثريون مل‬ ‫يتقبلوا الحالة النفسية والجسدية التي وصلت لها‬ ‫زوجاتهم‪ ،‬ويؤدي هذا املوقف السلبي للزوج إىل‬ ‫تدهور الحالة العامة للمريضة‪ ،‬وتأخري شفائها‪.‬‬ ‫ورغم أن استئصال الثدي يعترب بالنسبة للمرأة‬ ‫استئصاالً لجزء من أنوثتها مع ما يتبع ذلك‬ ‫من معاناة‪ ،‬إال أن هجر الزوج رمبا يكون من‬ ‫أكرث الرضوض التي تعاين منها املصابة‪ ،‬عدا‬ ‫عن خوفها الدائم من املوت وفراق عائلتها‪.‬‬ ‫ذكرت إحدى مريضايت يف حديثها عن زوجها‬ ‫وعالقتهام الزوجية أن هجر زوجها لها كان‬ ‫أصعب عليها من اإلصابة بالرسطان نفسه‪.‬‬ ‫لذلك فإن استمرار العالقة الزوجية بشكل‬ ‫طبيعي‪ ،‬أو أقرب إىل الطبيعي‪ ،‬يعترب الحجر‬ ‫األساس يف العالج‪ ،‬فدعم الزوج وما مي ّد‬ ‫زوجته به من حب واهتامم وحنان‪ ،‬يف وقت‬ ‫هي األحوج لها‪ ،‬يساعد الزوجني عىل تخطي‬ ‫هذه املرحلة بنجاح‪.‬‬ ‫لهذا أصبح التدريب املهني للطبيب املعالج‪،‬‬ ‫ومهارته يف التعامل مع املريضة وزوجها‬

‫وعائلتها عن طريق املشورة الخبرية املختصة‬ ‫جز ًءا ال يتجزأ من بروتوكول العالج‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إىل العالج الطبي جنباً إىل جنب‪ ،‬مام يؤدي‬ ‫لتحسن الحالة العامة ومساعدة املريضة‬ ‫عىل تقبّل املرض والتعايش معه‪ ،‬والتأقلم مع‬ ‫التغريات الجسامنية والنفسية املصاحبة له‪،‬‬ ‫ويجعلها أكرث قوة يف مواجهته‪ ،‬وبالتايل‬ ‫تتغلب عىل االكتئاب والخوف من املرض‬ ‫والعالج‪ ،‬ويصبح لديها خربة أكرب يف‬ ‫التعايش مع املرض والرد عىل أسئلة اآلخرين‪،‬‬ ‫دون الشعور باألمل واإلحراج وغريها من‬ ‫املشاعر السلبية‪.‬‬ ‫وبينت دراسات أجريت عىل عدة مريضات‬ ‫برسطان الثدي‪ ،‬أن املصابات باإلحباط‬ ‫والحالة النفسية السيئة هن األقل شفا ًء‪،‬‬ ‫باملقارنة مع اللوايت يحافظن عىل حالة‬ ‫مزاجية جيدة ويفكرن بشكل إيجايب بآلية‬ ‫التعامل مع املرض وحل املشاكل بطريقة‬ ‫ذكية‪ ،‬فهؤالء أسهل يف تقبل العالج واتباع‬ ‫توصيات األطباء والنضال للشفاء‪ .‬لذلك من‬ ‫الرضوري اجتامع الدعم النفيس إىل جانب‬ ‫العالج الدوايئ‪.‬‬

‫اﻟﺑواﺑﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻌرب ﻓﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ‬

‫‪ Ortel Connect‬ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﻠﻐﺗك ‪ -‬ﻣن ﻋﺎﻟﻣك‪:‬‬

‫ﺑدأت شرﻛﺔ ‪ Ortel Mobile‬واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣزود خدﻣﺔ أﻟمﺎﻧﻲ راﺋد ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﺗﺻﺎﻻت‬ ‫ﻷﺟل اﻷﻓراد ذوي اﻟخﻠفﯾﺎت اﻟﻣﮭﺎﺟرة‪ ،‬ﺑتفﻌيل ﻣﻧﺻﺔ ﻣﺣﺗوﯾﺎت ﺟدﯾدة ﺗُﻌرف ﺑﺎﺳم‬ ‫‪ .Ortel Connect‬وﺑذﻟك ﺗتيح اﻟشرﻛﺔ ﻟﻠفئﺔ اﻟﻣﺳﺗﮭدﻓﺔ ﻣن اﻟنﺎطقين ﺑﺎﻟﻌرﺑيﺔ خدﻣﺔ‬ ‫ﻏﯾر اﻋﺗﯾﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺣيث ﺳﺗﺣﺻل ﻓﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗفﺻﯾﻠﯾﺔ ﺣول وطﻧك وﺛقﺎﻓﺗك‪.‬‬ ‫ﯾُﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣﺗﺣوﯾﺎت ﺑﺳﮭوﻟﺔ وﻓقًﺎ ﻟﻠمدﯾنﺔ‪ .‬ﯾﺣﺻل اﻟﻣﺳﺗخدﻣون ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﺣدﺛﺔ ﻋن ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻣخﺗﻠفﺔ‪ ،‬ﻣﺛل اﻟﺛقﺎﻓﺔ واﻟرﯾﺎﺿﺔ واﻟفﻌﺎﻟﯾﺎت اﻟمختﻠفﺔ‪ ،‬وﻛذﻟك‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟخﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪arabisch‬‬

‫‪ORTEL‬‬ ‫‪CT‬‬ ‫‪CONNE‬‬

‫ﺗرﯾد شركة ‪ Ortel Mobile‬ﺗوفير اﻟمعﻠوﻣﺎت اﻟمالئمة ﻟألشخﺎص ذوي األﺻول اﻟﻣهﺎﺟرة ﻣﻣن ﯾودون اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﺗﺻﺎل وﺛﯾق ﻣﻊ وطنهم األم‪.‬‬ ‫ﺗثبت شركة أورﺗيل ﻣن ﺧالل ﻣيزة ‪ Ortel Connect‬ﻣجددا ً أنهﺎ ﺗتكﻠم ﻟغة ﻋمالئهﺎ‪ ،‬وﺗﻔهم اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗهم‪ ،‬بمﺎ ﯾمكنهﺎ ﻣن ﺧدﻣﺗهم‪.‬‬

‫ونظرا ً ﻟخﺎﺻية ‪ Ortel Connect‬اﻟمالءﻣة ﻟالﺳتخدام اﻟمتنقل‪ ،‬أﺻبحت اﻟبوابة اإلﻟكترونية ﻣنﺎﺳبة ﻟﺳﻠوك اﻻﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺗبﻊ فﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﻟﻲ‪.‬‬ ‫وذﻟك ألن اﻟﻣعﻠوﻣﺎت ﯾﻣكن اﺳﺗﺣضﺎرهﺎ بﺳهوﻟة وﯾﺳر فﻲ أي ﻣكﺎن بﺎﺳﺗﺧدام اﻟهﺎﺗف اﻟذكﻲ وأن ﯾﺗم ﻣشﺎركﺗهﺎ ﻣبﺎشرة ﻣﻊ األﺻدﻗﺎء‪.‬‬

‫ﻟﻐتك‬ ‫ﯾﺗم ﺗقدﯾم كﺎفة اﻟﻣعﻠوﻣﺎت اﻟﻣعنﯾة بﺎﻟﻠغة اﻟعربﯾة‪ .‬وبﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾُﻣكن‬ ‫ﻟﻠﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن ﻗراءة وفهم اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت بﻠغﺗهم األم‪.‬‬

‫‪HAMBURG‬‬

‫ﻣدﯾنتك‬

‫‪BERLIN‬‬ ‫‪RUHRGEBIET‬‬ ‫‪KÖLN/‬‬ ‫‪DÜSSELDORF‬‬ ‫‪FRANKFURT‬‬

‫‪MÜNCHEN‬‬

‫‪ Ortel Connect‬ﺗقدم ﻟﻠعرب اﻟﻣعﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗعﻠقة بهم بشكل‬ ‫ﻣرﺗبط بﺎﻟﻣدﯾنة اﻟﺗﻲ ﯾعﯾشون فﯾهﺎ فﻲ أﻟﻣﺎنﯾﺎ‪ .‬وﻣن شﺄن ذﻟك‬ ‫أن ﯾﺳﺎﻋدهم ﻋﻠﻰ ﺗدبر أﻣورهم بشكل أفﺿل فﻲ أﻟﻣﺎنﯾﺎ فﻲ‬ ‫اﻟﻣدﯾنة اﻟﺗﻲ ﯾعﯾشون بهﺎ‪ :‬أﯾن ﯾﻣكنك أن ﺗﺟد ﺳوبر ﻣﺎركت‬ ‫ﻋربﻲ فﻲ دورﺗﻣوند؟ أو ﻣﺗﻰ ﺗُعقد فﻲ كوﻟونﯾﺎ إﺣدى اﻟﻔعﺎﻟﯾﺎت‬ ‫اﻟعربﯾة؟ ﯾﺗم ﺗغطﯾة ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣدن اﻟكبرى فﻲ أﻟﻣﺎنﯾﺎ فﺈﻟﻰ ﺟﺎنب‬ ‫برﻟﯾن‪ ،‬ﯾﺗم ﺗغطﯾة هﺎﻣبورغ‪ ،‬وكوﻟونﯾﺎ ‪ /‬دوﺳﻠدورف‪ ،‬وﻣﯾونﯾﺦ‪،‬‬ ‫وفرانكﻔورت وﻣنطقة اﻟرور‪.‬‬

‫ﻣجﺎﻻت اﻟمواﺿيع‬ ‫ﺳﺗﺟد فﻲ كل فئة ﻣﺟﻣوﻋةً شﺎﻣﻠة ﻣن اﻟجمعيﺎت ذات اﻟجنسيﺎت اﻟمختﻠﻔة‪ ،‬وﻣﺣالت اﻟبقﺎﻟة‪ ،‬واﻟﻔعﺎﻟﯾﺎت‪،‬‬ ‫وأﻣﺎكن اﻟعبﺎدة فﻲ اﻟﻣنﺎطق األﻟﻣﺎنﯾة اﻟﻣعنﯾة‪ .‬كﻣﺎ ﯾوﺟد أﯾﺿﺎ أﺧبﺎر رﯾﺎﺿﯾة وﻣوﺳﯾقﻰ ﻋربﯾة ذات ﺻﻠة بﺎﻟفئة‬ ‫اﻟﻣﺳﺗهدفة‪ .‬وبﺎإلﺿﺎفة إﻟﻰ ذﻟك‪ ،‬ﯾﺟد اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣون نﺻﺎئﺢ ﻟالﺳتقرار فﻲ أﻟﻣﺎنﯾﺎ‪ ،‬ﻣﺛل نﺻﺎئﺢ ﻟﺗعﻠم اﻟﻠغة األﻟﻣﺎنﯾة‬ ‫ﻋبر ﺗطبﯾقﺎت اﻟهﺎﺗف اﻟﺟوال‪ ،‬وﯾوفر اﻟﻣوﻗﻊ أﯾﺿﺎ ً ﻣعﻠوﻣﺎت ﻋﺎﻣة ﻋن ﻋنﺎوﯾن اﻟهﯾئﺎت اﻟﺣكوﻣﯾة‪ ،‬أو ﻣراكز‬ ‫ﺗقدﯾم اﻟﻣشورة‪ ،‬أو نظﺎم اﻟرﻋﺎﯾة اﻟﺻﺣﯾة فﻲ أﻟﻣﺎنﯾﺎ‪.‬‬

‫ﺳتجد اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟراﺑط‪www.ortelmobile.de/connect :‬‬

‫اﻟﻌرﺑيﺔ‬

‫‪10‬‬

‫باب القلب‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 32‬آب ‪2018‬‬

‫بورتريه‬

‫فنان العدد‪ ..‬محمد عمران‬

‫مهاجرون في ألمانيا‬

‫سارية مرزوق‬

‫إعداد ميساء سالمة فولف‬ ‫يف هذه الزاوية نع ّرفُ القراء بشخصيات من املهاجرين الذين‬ ‫ٍ‬ ‫سنوات طويلة‪ ،‬ومتكنوا من إعادة بناء‬ ‫وصلوا إىل أملانيا منذ‬ ‫حياتهم ومستقبلهم بعيداً عن أشكال وحدود االنتامء التقليدي‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫مجاالت عديدة‪ ،‬فاحتضنتهم هذه البالد‬ ‫وحققوا نجاحات يف‬ ‫وصارت لهم وطناً‪.‬‬

‫من مواليد الفرات‪ -‬محافظة دير الزور‪ .‬درست الهندسة الزراعية‬ ‫يف جامعة حلب ثم غادرتها لتنهي دبلومها يف جامعة دمشق‪.‬‬ ‫يف العاصمة دمشق كانت ضمن املهندسني الرواد املؤسسني‬ ‫للعمل املخربي يف الهيئة العامة للتقانة الحيوية‪ ،‬حيث شاركت‬ ‫يف العديد من األبحاث يف مجال البصمة الوراثية‪.‬‬ ‫يف العام ‪ 2007‬حصلت عىل منحة إلمتام املاجستري يف أملانيا‬ ‫يف أحد الربامج العاملية التي تعنى بإدارة املصادر الطبيعية‪،‬‬ ‫وهنا قررت "مرزوق" متابعة البحث يف مجالني أساسيني‪،‬‬ ‫األول‪ :‬أبحاث النوع االجتامعي "دراسات الجندر"‪ ،‬حيث قامت‬ ‫مع مجموعة من زمالء جامعة هومبولد– برلني ببحث عن دور‬ ‫املرأة يف االقتصاد اإلثيويب بالتعاون مع مركز ‪ ILRI‬يف العاصمة‬ ‫اإلثيوبية أديس أبابا‪ ،‬تبع ذلك انضاممها إىل جمعيات نسوية‬ ‫أملانية وسورية‪ ،‬فمثلت "سارية" بلدها سوريا يف مؤمترات‬ ‫"الخبريات العربيات العائدات من أملانيا" يف كل من مرص‬ ‫واألردن‪ ،‬كام ساهمت يف إطار عملها التطوعي مع جمعيات‬ ‫شبابية يف إنجاز ورشات عمل يف كل من أملانيا وإسبانيا‬ ‫للتدريب وتطوير مجال "‪"Non-Formal Education Tools‬‬ ‫وخصوصاً للفئات العمرية املبكرة من الشباب املهاجرين‪.‬‬ ‫أما املجال الثاين ألبحاثها يف أملانيا فهو األبحاث الوراثية يف‬ ‫أصول الخيول العربية‪ ،‬ساهم بذلك عشق "مرزوق" وشغفها‬ ‫بالخيول العربية‪ ،‬األمر الذي حدّد الكثري من مسارات حياتها‪.‬‬ ‫بعد إمتامها املاجستري بنجاح‪ ،‬عادت اىل سوريا لتؤسس مخرب‬ ‫التنميط الورايث األول يف الهيئة العامة للتقانة الحيوية‪ ،‬وساهمت‬ ‫باعتبارها باحثة يف مجال وراثة الخيول العربية يف وضع األسس‬ ‫التفاقية التنميط الورايث للخيول العربية يف كل من سوريا‬ ‫وتركيا‪ ،‬غري أن تجميد العالقات السورية‪ -‬الرتكية عام ‪ 2011‬حال‬ ‫دون إمتام االتفاقية‪.‬‬ ‫غادرت "سارية مرزوق" دمشق للمرة الثانية أواخر عام ‪2013‬‬

‫بعد قصف مكان عملها‪ ،‬مام عطّل إمكانية متابعة البحث‬ ‫عىل عينات الخيول العربية التي جمعتها من كل من الغوطة‪،‬‬ ‫الحسكة‪ ،‬درعا‪ ،‬حمص وحامة‪ .‬بعدها حصلت عىل منحة دراسية‬ ‫لبحث الدكتوراه‪ ،‬ودعم مايل ملدة تتجاوز ثالث سنوات إلمتام‬ ‫البحث املخربي عىل أصول ثالثة من أهم أرسان الخيول العربية‬ ‫يف سوريا يف كلية العلوم الحيوية‪ ،‬جامعة هومبلد‪ -‬برلني‪.‬‬ ‫لها العديد من املقاالت يف كربى الدوريات العلمية العاملية‬ ‫وكذلك املحلية السورية‪ ،‬كام شاركت يف العديد من املؤمترات‬ ‫العلمية يف أملانيا‪ ،‬سويرسا‪ ،‬الربتغال‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬الهند‪ ،‬لبنان‪،‬‬ ‫السعودية‪ ،‬مرص‪ ،‬األردن وسوريا‪.‬‬ ‫بالتوازي مع البحث العلمي‪ ،‬عملت سارية يف مجال التحرير‬ ‫والرتجمة لدور نرش أملانية تعنى بكتب األطفال مثل دار‬ ‫‪ Aphorisim‬حيث عادت ملامرسة الكتابة األدبية بعد انقطاع‬ ‫دام ألكرث من عرش سنوات‪.‬‬

‫اللوحة للفنان محمد عمران ‪@mohamad.omran79‬‬

‫الفنان محمد عمران من مواليد دمشق عام‬ ‫‪ ،1979‬خريج قسم النحت يف كلية الفنون‬ ‫الجميلة‪ ،‬جامعة دمشق عام ‪ ،2000‬خريج‬ ‫دراسات عليا من نفس القسم عام ‪.2002‬‬ ‫حاصل عىل شهادة ماسرت يف تاريخ الفن‬ ‫املعارص من كلية ليون الثانية‪ ،‬فرنسا عام‬ ‫‪ .2009‬وشارك يف العديد من املعارض الفردية‬ ‫والجامعية يف العامل العريب وأوروبا‪.‬‬ ‫أعامله مقتناة من قبل جهات عديدة خاصة‬ ‫وعامة منها‪ :‬وزارة الثقافة يف سوريا‪ ،‬املتحف‬ ‫املليك يف األردن‪ ،‬مؤسسة أتايس يف ديب‬ ‫واملتحف الربيطاين يف لندن‪.‬‬

‫منذ أن بدأ محمد عمران االحرتاف كفنان تشكييل‪ ،‬كان‬ ‫اإلنسان "املعذب" موضوعه املحوري‪ .‬شهد العنرص‬ ‫اإلنساين يف أعامله مراحل مختلفة‪ .‬يف البداية كان كائناً‬ ‫وحيدا ً أغلب األحيان‪ ،‬ثم بدأ يضيف عنارص جامدة من‬ ‫املحيط ويرصد تحوالتها معه مثل الكريس أو الكريس‬ ‫املدولب لينصهر معها الحقاً‪.‬‬ ‫يف مرحلة الحقة تحول اإلنسان اىل مسخ هجني يحوي‬ ‫الكثري من اإلستعارات الحيوانية املتخيلة‪.‬‬ ‫بعد بداية االنتفاضة يف سوريا بدأ بإنتاج مجموعة من‬ ‫الرسوم تحايك ما يحدث من عنف وموت يومي‪ ،‬حيث‬

‫بقيت موضوعته نفسها إال أن حامل املوضوعة أصبح أكرث‬ ‫وضوحاً‪ ،‬فالوحش تحول إىل الدكتاتور والجسد املعذب‬ ‫تحول إىل اإلنسان السوري‪ .‬هذه الرسوم تنوس بني املبارشة‬ ‫والسخرية‪ ،‬بني العنف والخفة‪.‬‬ ‫يف عام ‪ 2015‬بدأ الفنان العمل عىل موضوعة "اإلنتظار"‪:‬‬ ‫أجساد ساكنة تضع النظارات الشمسية كأنها ال ترى‪ ،‬تجلس‬ ‫يف مكانها األبدي وتنظر بإتجاهنا ببالدة‪.‬‬ ‫أما يف هذه املجموعة املنشورة عىل كامل هذا العدد‪:‬‬ ‫"وجوه" فهي امتداد ملجموعة إنتظار‪ .‬حيث الوجه املكرر‬ ‫هو العنرص األسايس يف العمل‪.‬‬

‫ذات ليل‪...‬‬ ‫كفاح علي ديب‬ ‫عطش‪ ،‬عطش‪ ،‬جفاف يشقق الحل َْق‪ ،‬ما من ماء عىل‬ ‫ساقاي مل تعودا تقويان عىل حمل الجسد‬ ‫طول الطريق‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الذي أنهكه العطش‪ .‬تذكّرت أن برئا ً كان يف آخر الشارع‬ ‫حيث اليوم تتك ّوم أبنيتُ ُه ركاماً فوقَهُ‪ .‬رحت أزحف عىل‬ ‫بطني وأئن مثل كلب جرياين الذي أصيب بطلق ناري‬ ‫يف فخذه‪ ،‬ومل ِ‬ ‫أي عالج سوى رصاص ُة ال ّرحمة‪.‬‬ ‫يجد م َع ُه ُّ‬ ‫تابعت الزحف حتى وصلت إىل موقع البرئ‪ .‬يف هذا‬ ‫رصاص رحمة‪.‬‬ ‫يطلق‬ ‫املكان ما من أحد‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫قرب البرئ‪ ،‬كان طفل يراقب املكان بعينه الوحيدة‪ ،‬وغري‬ ‫بعيد عنه كان أطفال آخرون‪ ،‬عرشة ورمبا أكرث ال أطراف‬ ‫ألي منهم‪ .‬مكثت أراقب األطفال للحظات‪ ،‬كانوا‬ ‫كاملة ّ‬ ‫يخوضون يف الطني الذي مأل البرئ‪ ،‬ويصنعون كرات‬ ‫بحجم قبضاتهم الصغرية‪ ،‬يعترصون منها املاء فوق‬ ‫شفاههم املشققة ثم يرمونها خارج البرئ‪.‬‬ ‫شل صويت‪ ،‬انتبه‬ ‫شهقت‪ ،‬وأنا أكتشف أ ّن العطش ّ‬ ‫يل‪ ،‬فتهامسوا ثم غاصوا يف الوحل من جديد‪.‬‬ ‫األطفال إ ّ‬ ‫أخذت قبضة وحل ألعترص ماءه وأسكت عطيش‪ ،‬وما‬ ‫أن هممت برفع الوحل إىل فمي حتى رأيت عيناً يف قعر‬

‫يدي‪ ،‬عيناً ترتبّص يب‪ .‬من هول الخوف فتحت عيني عىل‬ ‫اتساعهام‪ ،‬ألكتشف أين نسيت إطفاء النور يف غرفتي‬ ‫قبل أن أنام‪ ،‬كام نسيت وضع كأس املاء بجانب الرسير‪.‬‬ ‫يا له من كابوس! ذهبت إىل املطبخ قاصدة املاء‪ .‬فتحت‬ ‫الصنبور‪ ،‬صوت صفري الهواء املندفع منه مثل طلقة كاد‬ ‫يص ّمني‪ ،‬فسارعت وأغلقتها وأنا أتلفت حويل وأمتتم‪ :‬أنا‬ ‫يف برلني‪ ،‬أنا يف برلني‪ ،‬واملاء ال ينقطع هنا‪ ،‬مثلام ينقطع‬ ‫هناك يف سوريا‪ ،‬ما الذي يحدث؟! أعدت فتح الصنبور‪،‬‬ ‫لكن مل يخرج منه سوى صفري الهواء مح ّمالً بالصدأ‪.‬‬ ‫تناهى إىل مسمعي أصوات ما يف الخارج‪ ،‬تردّدت قبل أن‬ ‫وأطل إىل الشارع‪ ،‬كان هناك دبابة وجنود‬ ‫ّ‬ ‫أفتح النافذة‬ ‫يرطنون بلغة غريبة‪ ،‬وهم يتلفّتون حولهم بطريقة مثرية‬ ‫ّ‬ ‫للشك‪ ،‬أحدهم رفع رأسه فرآين‪ ،‬خفت فأغلقت النافذة‪ ،‬ثم‬ ‫أخذت أصصاً فارغة ووضعتها خلف الزجاج‪ ،‬وأنا أفكر‬ ‫أنهم حني يرون األصص الفارغة سيعتقدون أنه ما من‬ ‫أحد يف البيت! يا لسذاجة الفكرة!‬ ‫وقع أقدام عىل الدرج‪ ،‬الب ّد أنهم الجنود أنفسهم هم‬ ‫يل أن أفتح النافذة‪ .‬أخذت أدور حول‬ ‫القادمون‪ ،‬ما كان ع ّ‬ ‫نفيس وأنا أمتتم‪ :‬أنا يف برلني‪ ،‬أنا يف برلني‪ ،‬ال حرب‬

‫هنا‪ ،‬يجب أن أتصل بالرشطة‪ ،‬أين هاتفي الج ّوال؟ ال‬ ‫أتذكّر أين وضعته‪.‬‬ ‫ميكنني أن أخرج إىل الرشفة وأرصخ‪ ،‬سيسمعني الجريان‬ ‫ويطلبون يل النجدة‪ .‬إنّها فكرة جيدة‪ُ .‬هرِعت إىل الرشفة‬ ‫وهممت بالرصاخ‪ ،‬لكن العطش كان قد قطع حبايل الصوتيّة‪.‬‬ ‫عدت إىل الداخل‪ ،‬أطفأت األنوار كلّها‪ ،‬واقرتبت من الباب‬ ‫أنصت القرتاب وقع أقدامهم‪ ،‬سمعتهم يتهامسون بلغتهم‬ ‫الغريبة‪.‬‬ ‫دببت عىل أربع وعدت باتجاه الرسير وأنا أفكر‪ :‬إذا‬ ‫كرسوا الباب ودخلوا سأتظاهر أنّني ميتة‪ ،‬حينها‬ ‫سيرتكونني وشأين ويبحثون عن ضحية أخرى‪.‬‬ ‫ارتحت لهذه الفكرة‪ ،‬فتمدّدت عىل الرسير وأغمضت‬ ‫عيني‪ ،‬وحبست أنفايس‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عيني من جديد‪ ،‬كان ضوء‬ ‫ث ّم ساد السكون‪ ،‬فتحت‬ ‫ّ‬ ‫الشمس ميأل الغرفة‪ ،‬والهاتف يرنّ‪ ،‬كأس املاء مليئة‬ ‫بجانب الرسير! كانت الساعة قد تجاوزت العارشة‬ ‫صباحاً‪ .‬يا إلهي! لقد تأخرت عن العمل‪.‬‬

MoneyGram-Initiative Integration. Mitmachen.

Spannende Integrationsprojekte – heute und morgen Integration. Mitmachen. entwickelt sich immer mehr zur Erfolgsstory. Knapp 4 Monate nach Projektstart konnten bereits zahlreiche Projekte umgesetzt werden: von Bildungsprojekten für Kinder bis hin zu Kulturveranstaltungen für Musik- und Kunstinteressierte.

den. Das kann mal durch die Förderung eines Projekts mit Flüchtlingen sein, ein anderes Mal eine Projektunterstützung für die afrikanische Community oder auch eine Aktion, welche das Wohl von Kindern mit Migrationshintergrund im Fokus hat. Der Vielfalt sind keine Grenzen gesetzt.

Integration. Mitmachen. fördert unterschiedlichste Projekte, die eines gemeinsam haben: Die Förderung der Integration von Migranten in Deutschland.

Kultur als verbindendes Element

Migranten im Fokus Integration ist ein Thema, das alle angeht. Daher ist es wichtig, dass Migranten im Allgemeinen angesprochen wer-

Vom 07. bis 22.07.2018 hat Integration. Mitmachen. Beispielsweise das Projekt „Arab Art“ unterstützt. Über mehrere Wochen konnten Besucher in Köln Kunstwerke von arabischen und syrischen Künstlern bewundern. Darunter u.a. auch Werke des syrischen Künstlers Khair Alayubi ( 1917-

2000), die bereits über 40 oder sogar 50 Jahre alt sind.

Mit der Unterstützung von Projekten wie „Arab Art“ leistet MoneyGram als Initiator der Initiative Integration. Mitmachen einen Beitrag, um Menschen durch Kultur als verbindendes Element zusammenzubringen – unabhängig ihrer Herkunft.

Sport als gemeinsames Interesse Ab August/September wird Integration. Mitmachen., das Projekt Champions ohne Grenzen e.V., unterstützen.

Das Berliner Projekt schreibt bereits seit Jahren positive Schlagzeilen und bietet

Migranten und Flüchtlingen die Chance über regelmäßige Fußballtrainings Fuß in einem neuen Umfeld zu fassen. Darüber hinaus fördert das Projekt die Eingliederung von Migranten als Funktionsträger wie etwa Trainer, in Sportvereine.

Weiterentwicklung von www.integrationmitmachen.de Das Online-Portal Integration.

Mitmachen hat sich innerhalb weniger Monate seit seinem Start bei Hilfsorganisationen und Projektverantwortlichen aus verschiedenen Communities bereits als feste Größe etabliert. Nahezu täglich werden neue Anfragen für die Förderung von Projekten

Über Integration.Mitmachen.

auf www.integration-mitmachen. eingereicht. Um künftig noch stärker auf die Bedürfnisse von Migranten eingehen zu können, werden in Kürze neue Themenbereiche der Plattform hinzugefügt.

Aktuell ist www.integrationmitmachen.de in erster Linie eine Projektplattform, um Förderungen zu beantragen und auf der über laufende Projekte informiert wird. In Kürze werden mit der Bereitstellung von Informationsangeboten für Migranten neue, spannende Schwerpunkte gesetzt.

Das ist Integration. Mitmachen. wie es im Buch steht.

Machen Sie sich selbst ein Bild und besuchen Sie www. integration-mitmachen.de

Auf Initiative von MoneyGram ruft Integration.Mitmachen. dazu auf, Integration aktiv mitzugestalten. MoneyGram selbst geht mit gutem Beispiel voran und unterstützt bzw. initiiert zahlreiche Integrationsprojekte aus den Bereichen Sport, Bildung und Kultur. Gleichzeitig ist MoneyGram daran interessiert, im Rahmen von Integration. Mitmachen. neue Integrationsprojekte zu fördern und freut sich auf den regen Austausch mit Vereinen, Vertretern ausländischer Gemeinden und allen, denen das Thema genauso am Herzen liegt.

Über MoneyGram

MoneyGram ist weltweit der zweitgrößte Anbieter für internationale Geldtransfers und Zahlungsdienstleistungen. Egal ob Geld von einer Filiale oder online als Barauszahlung, auf ein Bankkonto oder Mobile Wallet gesendet wird – wir bringen Freunde und Angehörige mit unserem breiten Serviceangebot auf die für sie bequemste Art näher, auch wenn sie viele tausende Kilometer voneinander entfernt leben. In ausgewählten Märkten bieten wir unter anderem auch Zahlungsanweisungen und Rechnungszahlungsmöglichkeiten an. Weitere Informationen unter www.moneygram.de.

Im Rahmen des Gemeinschaftsprojektes Integration.Mitmachen. wird MoneyGram unterstützt von Kalic Media e. K. und IT hilft gGmbH.

‫‪12‬‬

‫ملف العدد‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 32‬آب ‪2018‬‬

‫االتفاق الذي أنقذ االئتالف الحاكم في ألمانيا من االنهيار‪:‬‬

‫مراكز عبور أشبه بمراكز اعتقال!‬ ‫مرصد أبواب‬

‫أنحاء أملانيا‪ .‬وبعد إيداعه "مركز العبور" سيُدرس ملفه ولن‬ ‫يُسمح له أثناء ذلك مبغادرة "مركز العبور"‪ ،‬ومن ثم ستتم‬ ‫إعادته إىل الدولة األوروبية التي أىت منها‪ ،‬وذلك يف إطار‬ ‫اتفاق إداري مع الدولة املعنية‪ .‬ومن املمكن أن تتم إحاطة‬ ‫هذه املراكز بأسوار أو أن تكون عبارة عن معسكرات من‬ ‫الخيام الخاضعة ملراقبة أمنية‪ .‬وستتواجد هذه املعسكرات‬ ‫مبارشة عىل الحدود يف "مناطق خارج الحدود"‪ ،‬مبعنى‬ ‫أنها ستكون عىل الرتاب األملاين ولكنها قانونياً ليست يف‬ ‫أملانيا‪ .‬كام مثة فكرة أخرى مازالت مطروحة وهي اإلبعاد‬ ‫املبارش من عىل الحدود األملانية النمساوية دون اإلقامة يف‬ ‫"مركز العبور" ‪.‬‬

‫"بعد أيام عصيبة ومفاوضات صعبة‪ ،‬أعتقد اليوم‬ ‫توصلنا إىل تفاهم جيد"‪ ،‬بهذه الكلامت أعلنت‬ ‫بأننا‬ ‫ّ‬ ‫املستشارة األملانية "أنغيال مريكل" التوصل إىل اتفاق‬ ‫مع وزير داخليتها "هورست زيهوفر" بعد خالف‬ ‫دام ألسابيع بشأن موضوعة اللجوء‪ ،‬هدّ د خالله‬ ‫"زيهوفر" بتقديم استقالته من الوزارة والحكومة‪،‬‬ ‫األمر الذي هدّ د االئتالف الحاكم باالنهيار‪.‬‬ ‫ينص عىل اتخاذ حزمة من اإلجراءات‬ ‫ضمن هذا االتفاق الذي ّ‬ ‫ملكافحة الهجرة غري الرشعية‪ ،‬كام تشديد اإلجراءات الخاصة‬ ‫بسياسة اللجوء‪ ،‬اجتمع الطرفان عىل إنشاء ما يسمى‪:‬‬ ‫"مراكز عبور ‪ "Transitzentren‬عىل املعابر الحدودية‬ ‫الجنوبية مع النمسا‪ ،‬وقد وصف "زيهوفر" االتفاق بعد‬ ‫اإلعالن عنه بأنه متني جدا ً و"يتفق مع أفكاري‪ ،‬ويتيح يل‬ ‫البقاء عىل رأس وزارة الداخلية الفدرالية"‪ .‬عىل الرغم من‬ ‫أنها ليست فكرة جديدة‪ ،‬فقد سبق للتكتل املسيحي ‪CDU‬‬ ‫و‪ CSU‬أن بحثها يف خريف العام ‪ ،2015‬غري أن الحزب‬ ‫االشرتايك الدميوقراطي ‪ SPD‬رفضها وقتها حني اعترب‬ ‫مراكز العبور تلك أشبه بـ "مراكز اعتقال"‪.‬‬

‫يف رد فعلها عىل هذا االتفاق أوضحت الحكومة اليمينية‬ ‫النمساوية يف بيان لها (وقّعه كل من نائب املستشار "هاينز‬ ‫كريستيان سرتاشه" ووزير الداخلية "هريبرت كيكل")‬ ‫بأنه يف حال إقرار الحكومة األملانية هذا االتفاق "سنكون‬ ‫مضطرين التخاذ إجراءات من أجل تفادي أي رضر للنمسا‬ ‫وشعبها"‪ ،‬فـ "نحن عىل استعداد التخاذ إجراءات لحامية‬ ‫حدودنا‪ ،‬وخصوصاً تلك التي مع إيطاليا وسلوفينيا‪.‬‬ ‫وننتظر اآلن توضيحاً رسيعاً للموقف األملاين عىل املستوى‬ ‫الفدرايل"‪ ،‬ألن "االعتبارات األملانية تسلط الضوء مرة أخرى‬ ‫عىل أهمية حامية أوروبية مشرتكة للحدود الخارجية"‪.‬‬

‫غري أن إرصار "زيهوفر" عىل فتح امللف من جديد يتعلّق‪،‬‬ ‫كام يرى الكثري من املراقبني‪ ،‬باالنتخابات املقبلة يف‬ ‫والية بافاريا‪ ،‬وبانخفاض شعبيته وكذا الحزب املسيحي‬ ‫االجتامعي‪ ،‬وقد اعتقد "زيهوفر" أنه بذلك سيعيد تلك‬ ‫الشعبية إىل االرتفاع‪.‬‬ ‫وقد كشفت لجنة شؤون االئتالف (وهي تضم كبار‬ ‫قادة أحزاب االئتالف الثالثة‪ :‬التحالف املسيحي والحزب‬ ‫االشرتايك الدميقراطي) لوكالة األنباء األملانية (د‪ .‬ب‪ .‬أ)‪،‬‬ ‫يوم الخامس من متوز‪ /‬يوليو ‪ ،2018‬أن أحزاب االئتالف‬ ‫اتفقت عىل ترسيع إجراءات اللجوء‪ ،‬كام توافقت عىل أن‬ ‫تصدر الحكومة األملانية قانوناً جديدا ً للهجرة خالل عام‬

‫من تاريخه‪ ،‬وهو أحد املطالب األساسية للحزب االشرتايك‬ ‫الدميقراطي الرشيك يف الحكومة‪.‬‬ ‫و"مراكز العبور" هذه ستستقبل طالبي اللجوء املسجلني‬ ‫لوقت قصري‪ ،‬بعدها سيتم إبعادهم إىل الدول األوروبية التي‬

‫تم تسجيل أسامئهم فيها ألول مرة يف االتحاد األورويب‪ .‬أي‬ ‫أن كل مهاجر غري رشعي يصل إىل األرايض األملانية‪ ،‬بعد أن‬ ‫يكون قد تس ّجل يف دولة أخرى من دول االتحاد األورويب‪،‬‬ ‫سيتم نقله إىل "مركز عبور" يقام عىل الحدود األملانية‪ ،‬بدالً‬ ‫من أن يُنقل كام كانت العادة إىل مراكز إيواء موزعة يف‬

‫يبقى أن تفعيل الفكرتني بشأن بناء "مراكز العبور" أو‬ ‫"الرتحيل املبارش" سيبقى مرشوطاً باتفاقيات إدارية بني‬ ‫أملانيا وبقية دول االتحاد األورويب‪ ،‬بشكل تتم فيه عملية‬ ‫إبعاد طالبي اللجوء غري الرشعيني من أملانيا بشكل توافقي‬ ‫مع بقية دول االتحاد األورويب‪ .‬ويف هذه الحال ستتم إعادة‬ ‫الالجئني غري الرشعيني إىل البلد الذي سجلوا فيه ألول مرة‬ ‫يف االتحاد األورويب‪ ،‬أي البلد املسؤول‪ ،‬حسب القواعد‬ ‫األوروبية‪ ،‬عن معالجة طلب الالجئ‪.‬‬ ‫أما الالجئون القادمون من بلدان ال تربطها اتفاقيات مع أملانيا‪،‬‬ ‫ففي هذه الحالة سيُبعدون مبارشة من عىل الحدود األملانية‪.‬‬

‫ليندنر‪" :‬الحزب البافاري في منافسة على الخسة مع حزب البديل من أجل ألمانيا"‬

‫ردود األفعال السياسية على أزمة االئتالف الحاكم‬ ‫مرصد أبواب‬ ‫منذ حزيران‪ /‬يونيو املايض يواصل "هورست‬ ‫زيهوفر"‪ ،‬وزير الداخلية األملاين‪ ،‬ضغوطه عىل‬ ‫املستشارة "أنغيال مريكل"‪ ،‬بشأن السياسة الواجب‬ ‫تبنيها حيال الالجئني‪ .‬فكانت فكرته "مراكز العبور‬ ‫‪ ،"Transitzentren‬حيث يسكن طالبو اللجوء‬ ‫مستقبالً إىل أن يتم البت بشأنهم كالجئني أو‬ ‫ترحيلهم‪ .‬هذا الخالف هدّد بانهيار التحالف التاريخي‬ ‫بني الحزب املسيحي الدميقراطي ‪ CDU‬والحزب‬ ‫املسيحي االجتامعي يف بافاريا ‪ CSU‬والذي مىض‬ ‫عىل تشكيله نحو سبعني عاماً‪ ،‬مام عنى احتامل‬ ‫انهيار االئتالف الحكومي الحايل يف برلني‪.‬‬ ‫يف ردود األفعال السياسية‪ ،‬انتقد الرئيس األملاين "فرانك‬ ‫فالرت شتاينامير" النزاع بني الحزبني بشدة‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫" كيف ميكن أن ندعو بنجاح للحكمة والتعقل خالل‬ ‫النقاش السيايس إذا كان هناك خالف بكل هذه القسوة‬ ‫املفرطة عىل أعىل مستوى سيايس‪ ،‬بل يف معسكر‬ ‫الحكومة نفسه بشأن مشاكل قابلة للحل يف الحقيقة"‪.‬‬

‫أما "أندريا ناليس"‪ ،‬زعيمة الحزب االشرتايك الدميقراطي‬ ‫‪ ،SPD‬فقالت إنها ال ترى دورا ً لحزبها يف الوساطة بني‬ ‫املستشارة ووزير داخليتها فـ"املشاكل بني الحزب املسيحي‬ ‫والحزب البافاري ال ميكن لنا حلها‪ ،‬بل يجب عليهم حلها‬ ‫الحل‬ ‫وهذا ما أنتظره أيضاً"‪ ،‬ورأت أنه يجب التوصل إىل ّ‬ ‫بالتوافق مع الحزب االشرتايك‪ ،‬كام وصفت أسلوب املهالت‬ ‫والخطوط الحمراء الذي اتبعه "زيهوفر" باليسء متاماً‪.‬‬

‫آخر قائالً‪" :‬رأينا ذلك وال ميكن أن يكون أبدا ً الحل الذي‬ ‫يُعمل به يف أوروبا"‪ .‬وعرب‪" :‬نذكر كمسيحيني بأنه من‬ ‫الرضوري أن يتوافق الحل أوالً مع املعايري اإلنسانية التي‬ ‫متيّز أوروبا‪ ،‬وثانياً البد أن يكون هذا الحل قابالً للتطبيق"‪،‬‬ ‫وأضاف‪" :‬البد من حامية الحياة البرشية‪ ،‬يجب أال يُقبل‬ ‫املوت يف عرض البحر املتوسط‪ ،‬والبد أن تكون هناك‬ ‫إجراءات قانونية تتوافق مع معايرينا لدولة القانون‪ .‬البد من‬ ‫توفري حياة كرمية يف مكان آخر للناس الذين ال يُسمح لهم‬ ‫بالبقاء يف إحدى الدول األوروبية‪ ،‬والبد أن تكون مواجهة‬ ‫أسباب الهجرة جزءا ً من الرؤية الشاملة يف كل األحوال"‪.‬‬

‫رئيس الربملان األملاين "بوندستاج" سلّط الضوء عىل أهمية‬ ‫الحدود املفتوحة ألجل استقرار أوروبا‪ ،‬فقال‪" :‬الحدود‬ ‫املفتوحة كانت البداية لالندماج األورويب‪ .‬إذا أردنا الحفاظ‬ ‫عىل أوروبا‪ ،‬فيجب أن تكون قارة ذات حدود مفتوحة‪ .‬ذلك‬ ‫إنجازنا األكرب"‪ .‬وأضاف "شويبله"‪" :‬عندما كنا نتنازع‬ ‫حول الحدود‪ ،‬مل يكن هناك استقرار وال سالم يف أوروبا"‪.‬‬ ‫وأكد الرغبة يف مساعدة األشخاص الذين تتعرض حيواتهم‬ ‫للخطر‪ ،‬ولكنه شدّد كذلك عىل رضورة التصدي ألية جرائم‬ ‫منظمة مثل تهريب البرش‪.‬‬

‫وشدّد عىل رضورة أال تقبل أوروبا بحياة الالجئني يف‬ ‫معسكرات عىل غرار املوجودة يف ليبيا‪ ،‬فـ"اتفاقية دبلن‬ ‫لالجئني" غري صالحة بشكلها الحايل‪ ،‬وأكّد عىل رضورة أن‬ ‫تديل الكنيسة بدلوها يف هذه األزمة وأن يتم توزيع الالجئني‬ ‫عىل دول االتحاد األورويب‪ ،‬كام تساءل كيف يتوافق ما تقوم به‬ ‫الدول األوروبية الرافضة لالجئني مع قيمها اإلنسانية األساسية؟‬

‫رئيس مجمع األساقفة الربوتستانت "هايرنيش بيدفورد‬ ‫شرتوم" حذّر من إعادة الالجئني القادمني من بلد أورويب‬

‫وقد اتهم "كريستيان ليندنر"‪ ،‬زعيم الحزب الدميقراطي‬ ‫الحر يف أملانيا‪ ،‬رئيس حكومة بافاريا بأنه "يحتجز‬

‫بلدا ً بأكملها‪ ،‬قارة بأكملها‪ ،‬كرهينة" من أجل معركته‬ ‫االنتخابية‪ .‬كام اتهم الحزب املسيحي االجتامعي يف‬ ‫بافاريا مبخالفة اتفاقية الالجئني التي اعتمدها‪ ،‬وجعل‬ ‫"املستشارة وبلدنا قابلة لالبتزاز يف أوروبا"‪ .‬وتوقع‬ ‫"ليندنر"‪" :‬عواقب وخيمة يف حال انفصال الحزب‬ ‫املسيحي البافاري عن التحالف املسيحي الدميقراطي"‪،‬‬ ‫حيث أن الحزب البافاري سيدخل يف "منافسة عىل‬ ‫يحل‬ ‫الخسة مع حزب البديل من أجل أملانيا"‪ .‬واستبعد أن ّ‬ ‫حزبه محل الحزب البافاري يف حالة تفكك التحالف‬ ‫املسيحي الدميقراطي‪" :‬ال أرى قضايا ميكن أن نتفق‬ ‫عليها داخل االئتالف الذي يضم التحالف املسيحي‬ ‫والحزب االشرتايك الدميقراطي"‪.‬‬ ‫جه حزب الخرض األملاين انتقادات الذعة للحزب‬ ‫كذلك و ّ‬ ‫املسيحي االجتامعي ببافاريا‪ ،‬فقالت رئيسة كتلته‬ ‫الربملانية "كاترين جورينج إكارت" إن األمر ال يتعلق‬ ‫بقضية موضوعية‪ ،‬لكنه يتعلق فقط برحيل املستشارة‬ ‫مريكل‪ .‬وأوضحت‪" :‬ألنهم يريدون دولة أخرى‪ ،‬إنهم‬ ‫يريدون دولة يحكمها االنغالق واألنانية‪ ،‬بدون تعاون‬ ‫وبدون تكاتف"‪.‬‬

‫ملف القلب‬ ‫العدد‬ ‫باب‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 32‬آب ‪2018‬‬

‫‪13‬‬

‫سياسة األطفال التي ينتهجها "زيهوفر"‬ ‫على حساب الالجئين‬ ‫هاني حرب‬ ‫نجحت أملانيا يف اختبار الالجئني ومل تصب بالشلل السيايس‪ .‬نجحت أملانيا‬ ‫واستمرت الحكومة بقيادة املستشارة "أنغيال مريكل" ووزير الداخلية "هورست‬ ‫زيهوفر"‪ .‬الحزبان املسيحيان األملانيان استمرا بأخ ّوتهام عىل حساب مئات‬ ‫اآلالف من الالجئني الباحثني عن فرص العيش الرغيدة يف أملانيا!‬ ‫املضحك املبيك يف هذا الجدال كله‪ ،‬الذي كاد أن يؤدي إىل سقوط الحكومة األملانية‬ ‫ودخول أملانيا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام يف نفق مظلم من عدم االستقرار‬ ‫السيايس‪ ،‬أن أعداد الالجئني يف سنة ‪ 2017‬والذين يتم الحديث عنهم ال يتجاوزون ‪170‬‬ ‫ألف الجئ ضمن أوروبا كلها‪ ،‬أي أقل من ‪ 70‬ألف الجئ يف حال اعتربنا أن أملانيا لها‬ ‫نصيب األسد من هؤالء الالجئني أو املهاجرين الجدد‪.‬‬

‫‪Pegida demonstration on 25 January 2015 - wikipedia‬‬

‫مشاهدات ناشطة سورية في غوسالر الملونة‬

‫حين خسر اليمين المتطرف المعركة‬ ‫بقلم‪ :‬لينا وفائي‬ ‫يتداعى أنصار بيغيدا ‪ PEGIDA‬كل عام إىل مظاهرة مركزية يف مكان‬ ‫ما من أملانيا‪ ،‬يسافرون عرب البالد ليك ّونوا عدداً يؤخذ بعني االعتبار‪،‬‬ ‫وقد كان هذا العام من نصيب مدينة غوسالر‪ ،‬مام دعى الفعاليات‬ ‫الشعبية والرسمية من منظامت مجتمع مدين وهيئات رسمية‬ ‫إىل التحضري لهذا اليوم‪ ،‬فاختار معارضو بيغيدا شعاراً معرباً وهو‪:‬‬ ‫"غوسالر ملونة ضد اليمني املتطرف"‪.‬‬ ‫أما ملاذا اختار بيغيدا ‪ PEGIDA‬غوسالر تحديدا ً لتكون مركزا ً الحتجاجهم‬ ‫عىل الرغم من أنها مقاطعة صغرية عىل أطراف جبال الهارتز‪ ،‬فذلك يعود اىل‬ ‫رصح عمدتها د‪.‬اوليفر يونك‬ )‪ ‪(dr.Oliver Junk‬لصحف‬ ‫العام ‪ 2015‬حني ّ‬ ‫عاملية بأنه يرحب بالالجئني يف مدينته‪ ،‬وكان أن استقبلت هذه املقاطعة‬ ‫الوادعة أكرث من ‪ 3000‬الجئ حتى بدء العام ‪ 2016‬أغلبيتهم من سوريا‪ ،‬بعد‬ ‫أن انتهجت أملانيا سياسية الباب املفتوح‪ ،‬فيام مل يزد عدد سكان مدينة غوسالر‬ ‫ذلك الوقت عن ‪ 50‬ألفاً‪ ،‬وعدد سكان املقاطعة ‪ 80‬ألفاً‪.‬‬ ‫إذا ً شكّل الالجئون نسبة ال يستهان بها من سكان املدينة‪ ،‬ووسموها بطابعهم‪،‬‬ ‫فصار من املمكن أن تسمع اللغة العربية يف الشوارع‪ ،‬وافتتحت محالت البقالة‬ ‫العربية‪ ،‬وصار األملان يتذوقون الطعام العريب ويقبلون عىل رشائه‪.‬‬ ‫حرضت اىل غوسالر بداية العام ‪ 2014‬عند وصويل إىل أملانيا‪ ،‬سكنت وعملت‬ ‫فيها حتى اآلن‪ ،‬بالنسبة يل غوسالر أليفة ودافئة كوطن بديل‪ ،‬يح ّن عيل‬ ‫وميسح دمعة اشتياقي لوطني الذي حرمت منه‪ ،‬كخالة حنون تحتضني بعد أن‬ ‫تيتّمت من أمي سوريا‪ ،‬عند سفري خارجها أشتاق إليها‪ ،‬أحب شوارعها القدمية‬ ‫حني تذكّرين بدمشق القدمية‪ ،‬وبحمص القدمية التي دُمرت وببستان الديوان‪.‬‬ ‫عند وصويل كان الالجئون يعدّون عىل األصابع‪ ،‬رغم وجود جالية قدمية‬ ‫تركية‪ ،‬أىت أغلبهم كعامل ضيوف واستقروا فيها‪ .‬لكن عىل الرغم من الجو‬ ‫حب بالالجئني واألجانب‪ ،‬تأث ّرت غوسالر بهذا النزوح الكبري سلبياً‪،‬‬ ‫العام املر ّ‬ ‫فقد حصل حزب البديل عىل نسبة ‪ % 10.1‬يف االنتخابات االخرية‪ ،‬بينام‪AFD‪‬‬ ‫مل يكن له وجود يف االنتخابات التي قبلها‪ .‬فكام هو الحال يف عموم أملانيا بدأ‬ ‫ظهور اليمني املتطرف املعادي لألجانب هنا‪ ،‬وإن مازال خفرا ً ال ميكن مالحظته‬ ‫يف الشارع‪ ،‬ونادرا ً ما نتعرض كالجئني لعداء عنرصي سافر‬ ‫أقامت الفعاليات االجتامعية والسياسية يف غوسالر وعىل مدى شهر كامل‬ ‫قبل موعد املظاهرة املحدد فعاليات للرتحيب بالالجئني‪ ،‬تن ّوعت بني حفالت‬ ‫وتحضت ملواجهة اليوم‬ ‫لتناول األطعمة إىل محارضات عن الثقافة واالندماج‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املنشود‪ ،‬إذ أعلنت عن مظاهرة مضادّة ملظاهرة بيغيدا يف اليوم ذاته‪.‬‬

‫تم تنظيم املظاهرتني بحيث ال تتواجهان أبدا ً‪ ،‬فاستقرت مظاهرة غوسالر امللونة‬ ‫يف املدينة القدمية‪ ،‬ابتدأت بالتجمع منذ العارشة صباحاً لتجوب الشوارع‬ ‫القدمية قبل أن تستق ّر يف مدخل املدينة القدمية الساعة الثانية عرشة وتستقر‬ ‫فيها حتى املساء‪ .‬ألقيت فيها كلامت التأكيد عىل التنوع‪ ،‬واإلرصار عىل تلون‬ ‫املدينة بسكانها‪ ،‬ورفضها لليمني املتطرف‪ ،‬وأدّت بعض الفرق أغانيها‪.‬‬ ‫بينام تجمع أنصار بيغيدا يف البلدة الجديدة‪ ،‬تفصل بني املظاهرتني محطة‬ ‫القطار‪ ،‬وكان أغلبهم من خارج املدينة‪ ،‬فراحوا يتوافدون إليها عرب محطة‬ ‫القطار‪ ،‬ليقيموا بعد تج ّمعهم عرضاً عسكرياً‪.‬‬ ‫حسب تقرير ‬‪ ‪‬NDR‪‬بلغ عدد املتظاهرين املناهضني لليمني املتطرف ‪3000‬‬

‫شخص‪ ،‬بينام مل يتجاوز أنصار بيغيدا ‪ 260‬شخصاً تجمعوا من عموم أملانيا‪.‬‬

‫كشاهدة عيان عىل مظاهرة غوسالر امللونة‪ ،‬رأيت كيف اتسمت املظاهرة بروح‬ ‫اإللفة واملحبة‪ ،‬اذ رغم وضوح التنظيم فيها لكنه مل يكن تنظيامً جامدا ً‪ ،‬بل أشبه‬ ‫بأرسة تسري معاً إىل هدفها‪ ،‬يتنزه أفرادها ويتبادلون األحاديث‪ ،‬أملاناً والجئني‪،‬‬ ‫بينام مظاهرة بيغيدا‪ ،‬التي مل أستطع رؤيتها جيدا ً بسبب فصل الرشطة بني‬ ‫املظاهرتني لكني تابعتها عرب البث املبارش لجريدة غوسالر‬‪Goslarische‬‬ ‫‬‪ Zeitung‪‬عىل اإلنرتنت‪ ،‬مارشاً عسكرياً كأنهم جنود مشاة ذاهبني إىل‬ ‫الحرب‪ ،‬ولهذا دالالته‪ ،‬فهم يريدون التأكيد عىل تنظيمهم الفايش‪ .‬وقد حاول‬ ‫بعض أنصار بيغيدا الدخول بني الجموع امللونة لتخريب االنسجام‪ ،‬وأطلقوا‬ ‫شعاراتهم العنرصية فام كان من البعض إال االستعانة بالرشطة التي ألقت‬ ‫القبض عليهم واستمر االعتصام والتجمع بكل سالسة وود‪.‬‬ ‫يف اليوم الذي سبق املظاهرة تن ّزهت يف شوارع املدينة‪ ،‬كانت تعج بالحياة‬ ‫أكرث مام اعتادت دامئاً‪ .‬كنت أنظر إىل الوجوه الجديدة وأخ ّمن‪ :‬أين سيكونون‬ ‫غدا ً ويف أي طرف؟ أغلبهم شاهدتهم يف الصباح يسريون معنا يف املدينة‬ ‫القدمية ويتجمعون يف مدخلها‪ ،‬ك ّنا رجاالً ونسا ًء‪ ،‬شباناً وصبايا وأطفاالً‬ ‫صغارا ً‪ ،‬مبتسمني ومرصين عىل التعايش وعىل غد ملون‪.‬‬ ‫إن املحبة التي أعطتنا إياها هذه املدينة تتطلب منا محبة مقابلة‪ ،‬وهذا ال يكون‬ ‫باالشرتاك يف مظاهرتها فحسب‪ ،‬بل باالندماج الفعال يف مختلف أوجه الحياة‬ ‫العملية والثقافية‪ ،‬واحرتام قوانني البلد‪ ،‬وهو مسؤولية كبرية تقع عىل هاكلنا‪،‬‬ ‫يك ال يستطيع اليمني املتطرف استغالل بعض االخطاء للنمو وهو سيفعل ذلك‬ ‫بالتأكيد‪.‬‬ ‫يف نهاية مظاهرة بيغيدا أعلنوا عن مكان مظاهرتهم العام القادم يف‬ ‫كيمنتس ‪ ،Chemnitz‬هل ستبقى كيمنتس ملونة كام استطاعت غوسالر‪،‬‬ ‫هذا ما أرجوه‪.‬‬

‫املشكلة األكرب‪ ،‬والتي تجلّت خالل "املباحثات" التي جرت مؤخرا ً‪ ،‬أن وزير الداخلية‬ ‫"زيهوفر" ق ّرر اتباع سياسة األطفال تلك القامئة عىل االبتعاد أو االنسحاب لتخريب كامل‬ ‫الحكومة‪ ،‬بل تخريب رشاكة بني الحزبني املسيحيني الدميقراطي ‪ CDU‬واالجتامعي‬ ‫‪ CSU‬عمرها أكرث من ‪ 60‬عاماً ملآرب شخصية بحتة‪ ،‬فقد اعتقد "زيهوفر" أن هذه‬ ‫السياسة هي األجدى لكسب الناخبني األملان مجددا ً بعد خسارة تاريخية للحزبني‬ ‫املسيحيني يف االنتخابات األخرية‪.‬‬ ‫قبل عدة أيام‪ ،‬بدأ السيد "زيهوفر" بطرح خطته "الكبرية" الخاصة بالالجئني‪ ،‬والتي‬ ‫افتتحها برتحيل ‪ 69‬الجئاً جلّهم من األفغان‪ ،‬متبجحاً بأن هذا ما ت ّم يف عيد ميالده التاسع‬ ‫والستني أيضاً‪ ،‬ومشريا ً إىل أنه مل يطلب هذا العدد بالتحديد من موظفيه يف الداخلية‬ ‫حل‬ ‫األملانية‪ .‬بعد أخبار الرتحيل تلك وخالل أقل من ‪ 24‬ساعة وصلت أخبار انتحار ُم َر َّ‬ ‫أفغاين يف مركز من مراكز الرتحيل‪ ،‬وهو شاب بعمر الخامسة والعرشين كان مقيامً يف‬ ‫أملانيا منذ أكرث من مثانية أعوام‪.‬‬ ‫سياسة األطفال تلك التي يتّبعها "زيهوفر" وزير داخلية الحكومة األملانية الجديدة‪ ،‬ظناً‬ ‫يل أذرع األحزاب األملانية املختلفة الداخلة يف االئتالف الحكومي‬ ‫منه أنه يستطيع بذلك ّ‬ ‫األملاين‪ ،‬ستؤدي يف نهاية املطاف إىل انهيار الحكومة وإىل انتخابات جديدة‪ ،‬قد يكون‬ ‫حزب البديل يف أملانيا ‪ AFD‬هو املنترص فيها‪ .‬فقد ركز االئتالف الحاكم‪ ،‬وعىل األخص‬ ‫حزب زيهوفر املسيحي االجتامعي عىل الالجئني رغم تقلّص أعدادهم ألقل من ‪ 170‬ألف‬ ‫الجئ يف العام‪ ،‬أي أقل من الحد األدىن املتفق عليه يف دستور الحكومة وهو ‪ 200‬ألف‬ ‫الجئ يف العام‪ ،‬وقد أخطأ السيد "زيهوفر" بالرتكيز عىل سياسات اللجوء متناسياً العديد‬ ‫من األمور األساسية واملهمة التي ته ّم املواطن األملاين والتي تديرها وزارته‪.‬‬ ‫ولألسف فإن املنعكسات التي ستطرأ عىل القادمني الجدد يف أملانيا خالل الفرتة‬ ‫القادمة سلبية للغاية‪ ،‬وتتمثل يف جوانب عديدة‪:‬‬ ‫ •أوالً‪ ،‬الرتكيز الشديد لبعض وسائل اإلعالم األملانية‪ ،‬وخصوصاً اليمينية منها‪ ،‬عىل‬ ‫أخطاء الالجئني صغرية كانت أو كبرية‪ ،‬عامة‪ ،‬أو شخصية أو جنائية إلظهار الوجه‬ ‫اليسء لالجئني‪ ،‬وبهذا سيتم إظهار أحقيّة الخطة التي وضعها وزير الداخلية عرب‬ ‫تربير العديد من املامرسات التي ستتم بحق الالجئني‪.‬‬ ‫ •ثانياً‪ ،‬سيؤدي كل ذلك إىل إبطاء ملّ الشمل بالنسبة للمهاجرين الجدد بشكل أكرب من‬ ‫ذي قبل‪ ،‬رغم أن ملّ الشمل سيت ّم العمل به مجددا ً حسب اتفاق الحكومة يف شهر آب‪/‬‬ ‫أغسطس الحايل‪ .‬لكن مع وجود الخطة الجديدة من املتوقع وضع العراقيل الشديدة‬ ‫حتى ال يتمكن املهاجرون من ملّ شمل أهاليهم‪.‬‬ ‫ •ثالثاً‪ ،‬يف حال استطاع السيد "زيهوفر" االتفاق مع أسبانيا واليونان وتفعيل‬ ‫االتفاقات السابقة مع تركيا‪ ،‬فسيتم ترحيل العديد من الالجئني السوريني والعراقيني‬ ‫دون أدىن مساءلة وألتفه األسباب‪.‬‬ ‫ •رابعاً‪ ،‬ستؤدي هذه السياسات الجديدة إىل حجز العديد من الالجئني بعد انتهاء مدد‬ ‫إقاماتهم (الحامية املؤقتة) يف حال مل يكن لديهم عمل أو تدريب أو دراسة‪ ،‬ضمن‬ ‫معسكرات الرتحيل التي تقوم وزارة الداخلية حالياً بتأسيسها‪ ،‬ليصار إىل ترحيلهم‬ ‫نهائياً يف الوقت املناسب‪ .‬والهدف هنا أن يتم تحجيم حركة املهاجرين الجدد ضمن‬ ‫املدن عرب حجزهم يف هذه املعسكرات‪ ،‬التي تشابه معسكرات االعتقال التي متلكها‬ ‫الحكومة األسرتالية عىل شواطئ اسرتاليا واملخصصة للمهاجرين إليها‪.‬‬ ‫ •خامساً‪ ،‬فسيزداد الضغط عىل املهاجرين الجدد عرب سياسيات "االندماج" الجديدة‪،‬‬ ‫لدفعهم للرحيل الطوعي عرب الضغط بشأن اللغة‪ ،‬التدريب املهني‪ ،‬العمل‪ ،‬ومنع‬ ‫الدراسة الجامعية أو التضييق عليها‪.‬‬ ‫حل لهذه املشاكل بشكل عام إال عرب توحيد جهود املهاجرين الجدد‪ ،‬يف منظامت‬ ‫لألسف ال ّ‬ ‫متثلهم وتستطيع التكلم بصوتهم‪ ،‬ومحاربة هذه اإلجراءات التي ستكون مع الوقت وباالً‬ ‫يف حال مل يتم التصدي لها‪ ،‬وهذه اآلثار السلبية لن تؤثر عىل املهاجرين الجدد فحسب‪،‬‬ ‫بل ستطال جميع املهاجرين وأصحاب األصول األجنبية يف أملانيا مع الوقت‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫باب أرابيسك‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 32‬آب ‪2018‬‬

‫الجزء األول‬

‫هكذا تتن ّحى األحجار لكي تعبر الموسيقى‪..‬‬

‫اله َمجية‬ ‫الجمال في مواجهة َ‬

‫وائل زكي زيدان ‬

‫فالجامل الطبيعي ليس املقصود وإمنا موضوعنا هو‬ ‫الجامل املرتبط بالفن‪ ،‬الذي اعتربه هيجل "أسمى من‬ ‫الجامل الطبيعي ألنه نتاج للروح‪ .‬إن كل ما يأيت من الروح‬ ‫أسمى مام هو موجود يف الطبيعة‪ ،‬وأردأ فكرة تخرتق فكر‬ ‫إنسان أفضل وأرقى من أعظم إنتاج للطبيعة"‪ .‬فام قصدته‬ ‫بالجامل‪ ،‬هو ذلك الذي يشتمل عىل مقدار كبري من الحرية‬ ‫التي تفتقدها ظواهر الطبيعة يف ذاتها‪ ،‬ويتجاوز مبجرد‬ ‫وجوده وصياغته سمة الرتف كام أحب أن أعتقد هنا‪ ،‬وكان‬ ‫منذ البداية يف مواجهة مدهشة وغري مرئية مع مختلف‬ ‫أشكال وشخوص القبح والهمجية عرب التاريخ‪.‬‬

‫يف العام ‪ 1220‬م اقتحمت جحافل املغول مدينة‬ ‫بخارى الواقعة يف "أوزباكستان" الحالية‪،‬‬ ‫ومارسوا فيها شتّى صنوف السلب والنهب‬ ‫والتخريب‪ ،‬قبل أن يبدؤوا بإحراقها كعادتهم عند‬ ‫اجتياح أية مدينة‪ .‬وفيام كان "جنكيز خان"‬ ‫يتج ّول يف الشوارع والساحات دخل بفرسه أحد‬ ‫مساجد املدينة واملعروف باملسجد الجامع‪ ،‬ثم راح‬ ‫يتأمله طويالً كاملأخوذ‪ ،‬ال كمكان خاص بالعبادة‬ ‫وإمنا كتحفة معامرية فريدة‪ ،‬حتى ظ ّنه أول األمر‬ ‫قرص السلطان‪ .‬فام كان من هذا الرجل امللقّب‬ ‫"بقاهر األرض" إالّ أن أ َم َر جنود ُه باالمتناع عن‬ ‫ح ْرق ذاك املسجد بال ّذات إضاف ًة إىل بضعة قصور‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫ما من ٍ‬ ‫أحد كان يقف بجوار ذاك املسجد آنذاك‪ ،‬ليرشح‬ ‫لهذا القادم من قفار منغوليا املوحشة قيمة املبنى من‬ ‫الناحية الف ّنية‪ ،‬أو ليعطيه كخ ّريج من السوربون درساً‬ ‫يف علم الجامل والحساسية‪ .‬لقد استطاع املبنى وحده‬ ‫برثاء زخارف ِه و ُمقَرنَصات ِه وبروعة نقوش ِه وبالط ِه املضلّع‬ ‫أن يدافع عن نفسه بنفسه‪ ،‬وبتعبريٍ آخر نجح ال َج َمل‬ ‫وح َده وبصمت أن يُخمد رغبة "جنكيز خان" بالحرق‬ ‫والتدمري واالنتقام من دون سجال أو فلسفة‪ .‬ومن‬ ‫املؤكد‪ ،‬بالنسبة يل عىل األقل‪ ،‬أنها ليست امل ّرة األوىل‬ ‫التي يس ّجل فيها ال َج َمل مبفرد ِه انتصارا ً نظيفاً وغري‬ ‫منظور عىل الهمجية‪.‬‬ ‫أصبح الجامل ِعلامً مثل بقية العلوم منذ ثالثة قرون‬ ‫فقط‪ ،‬عىل يد الفيلسوف األملاين "الكسندر بومغارتن"‬ ‫‪ 1762 – 1714‬وسيفشل الجميع مذّاك بإيجاد قواعد‬ ‫ناظمة وصارمة لهذا العلم الجديد‪ ،‬تاركني لروح امل ُتلقّي‪،‬‬ ‫قبل ثقافت ِه‪ ،‬هامشاً كبريا ً الختيار املوقف الجاميل‬ ‫اإلنساين من كل ما هو جميل‪ ،‬وليتّسم املوقف ذاته ِ‬ ‫بسمة‬ ‫حرية داخلية يف تكوين‬ ‫الحرية‪ ،‬ألن طرفه األول هو ُ‬ ‫املوضوع الجاميل‪ ،‬وطرفه الثاين هو حرية ممنوحة‬ ‫ملشاعر املتلقّي وخياله‪ .‬لكن من الواجب التذكري هنا‬

‫من الوقائع املعارصة التي تش ّد االنتباه ما حدث مع الطفل‬ ‫اإليراين "سينا بيامرد" البالغ من العمر مثانية عرش عاماً‪،‬‬ ‫وهو موسيقي كان من املقرر يف األصل تنفيذ حكم اإلعدام‬ ‫بحقّه يف سبتمرب‪ /‬أيلول ‪ 2006‬حسبام ذكرت منظمة العفو‬ ‫الدولية‪ ،‬وذلك بسبب جرمية قتل كان قد ارتكبها "بيامرد"‬ ‫حني كان يف سن السادسة عرشة‪ .‬يف اللحظة التي كان فيها‬ ‫عىل وشك أن يُشنق‪ ،‬طلب "سينا" من جالّديه أن يعزف‬ ‫عىل آلة الناي للمرة األخرية‪ ،‬فأثار عزفه الشجي مشاعر‬ ‫عائلة الضحية بحيث منحوه وقفاً لتنفيذ اإلعدام يف اللحظة‬ ‫األخرية‪.‬‬ ‫إن الجامل بوصفه قيمة إيجابية مرتبطة بالغريزة والعاطفة‪،‬‬ ‫يجد لنفسه موقعاً بيننا كخيار داعم لكل ما هو حيوي من‬ ‫خصوبة وصحة وسعادة وطيبة وحب‪ ،‬ويف املجمل لكل ما‬ ‫من شأنه أن يدعم الحياة‪ ،‬فيام البشاعة بانعكاساتها تكون‬ ‫عىل النقيض يف دعمها لألمل واإلفناء‪.‬‬

‫اللوحة للفنان محمد عمران ‪@mohamad.omran79‬‬

‫بأن مختلف صنوف ال ِعلم‪ ،‬مبا فيها الفلسفة‪ ،‬قد كفّت‬ ‫عن إنتاج الدهشة ابتداءا ً من منتصف القرن املايض‪،‬‬ ‫خصوصاً أن "سارتر" كان آخر رجل ميكن أن نطلق عليه‬ ‫وبكل ثقة صفة "فيلسوف"‪ .‬وسأستثني من هذا طبعاً‬ ‫علم الفيزياء الفلكية‪ ،‬التي تقف اآلن مع الجامل الفني‬ ‫من دون منازع فوق الحلبة‪.‬‬ ‫سيكون من غري العدل أن يتم دمج مفهوم الجامل‬ ‫الطبيعي مع ما قصدت ُه سابقاً من ذكر لكلمة (ال َج َمل)‪،‬‬

‫ذلك املفهوم الذي كان سائدا ً يف الثقافة اإلغريقية من‬ ‫أن البرشية يتكثّف فيها الجامل اإللهي الكامل‪ ،‬واإلله هو‬ ‫املثال املتكامل السامي لإلنسان‪ .‬ليس عندي رغبة هنا يف‬ ‫الجدل حول هذا‪ ،‬لكن ال بأس من اإلستشهاد بتلك الشائعة‬ ‫الجميلة التي تلخّص ذلك التص ّور عن خطيب ومحامي‬ ‫منصة اإلتّهام‪ ،‬بالتج ّرد‬ ‫أثيني أَم َر موكّلته‪ ُ،‬وهي عىل‬ ‫ّ‬ ‫من كل مالبسها عىل مرأى من القضاة وهيئة املحلفني‪،‬‬ ‫للربهنة عىل أن ذلك التناسق والجامل الجسامين البديع‬ ‫يستحيل أن يصدر عن صاحبت ِه أيّة ُجنحة أو جرمية!‬

‫لقد أدركت حضارة وادي الرافدين وعىل نحو عجيب أهمية‬ ‫التأثري وردود الفعل التي تنشأ عن الفن الجميل‪ ،‬حني يعزف‬ ‫ورب املاشية والنبات عىل الناي لتتجمع‬ ‫دميوزي إله الرعي ّ‬ ‫الحيوانات األليفة واملفرتسة حوله عىل حد سواء‪ ،‬يف وئام‬ ‫وألفة منقطعة النظري‪ ،‬متأثرة بتلك املوسيقى التي هي‪ ،‬ويف‬ ‫ذات األسطورة‪ ،‬رشط جوهري لحدوث الربيع وعودة الحياة‬ ‫إىل األرض‪.‬‬

‫يتبع‬

‫الجزء األول‬

‫المزهرية والفراغ‪ ..‬من أفكار جورج براك‬

‫ترجمة الخضر شودار‬ ‫ •الطبيعة ال متنحنا طعم الكامل‪ ،‬فال‬ ‫نحن نتخيلها أفضل وال أسوأ‪.‬‬ ‫ •لن نهنأ أبدا بالراحة‪ .‬فالحارض أبدي‪.‬‬ ‫ •الفكر واالستدالل شيئان مختلفان‪.‬‬ ‫ •ال يكفي أن يرى اآلخرون ما نرسم‪،‬‬ ‫ينبغي أن نجعلهم يلمسونه‪.‬‬ ‫ •الفن هو شكل من أشكال العرض‪.‬‬ ‫ •أولئك الذين يأتون من خلف‪ :‬األنقياء‪،‬‬ ‫األصحاء‪ ،‬العميان‪ ،‬الخصيان‪.‬‬ ‫ •ال أصنع كام أحب‪ ،‬وإمنا كام أستطيع‪.‬‬ ‫ •ال ينبغي أن نطالب الفنان بأن يعطي‬ ‫أكرث مام يستطيع‪ ،‬وال من الناقد أكرث‬ ‫مام يرى‪.‬‬ ‫ •لنكتفي بأن نجعل اآلخرين يفكرون‪ ،‬وال‬ ‫نحاول إقناعهم ‪.‬‬

‫ •الفن جاء لريبك‪ ،‬والعلم ليعطي الثقة‪.‬‬ ‫ •الرسام يفكر باألشكال واأللوان‪ ،‬فاملوضوع‬ ‫شعري‪.‬‬ ‫ •ال ينبغي أن نحايك ما نريد أن نخلق‪.‬‬ ‫ •هناك يشء واحد يف الفن له قيمة؛ وهو ما‬ ‫ال نستطيع رشحه‪.‬‬ ‫ •الفنان ليس الذي أيسء فهمه‪ ،‬إنه الفنان‬ ‫املجهول يستغله اآلخرون وال يعرفونه‪.‬‬ ‫ •أحب القاعدة التي تقوم العاطفة‪.‬‬ ‫ •الفن يحلق‪ ،‬والعلم مينحك عكازا ً‪.‬‬ ‫ •ال يستعيد الرسام حكاية‪ ،‬وإمنا يتمثل واقعة‬ ‫تشكيلية‪.‬‬ ‫ •يهمني أن أحل يف الطبيعة أكرث مام‬ ‫استنسخها‪.‬‬ ‫ •الطقس هو أن تصل إىل درجة من الحرارة‬ ‫تجعل األشياء طيعة‪.‬‬ ‫ •كل مرحلة تضع حدا لطموحاتها‪ ،‬ومن ثم‬

‫وبالتواطئ‪ ،‬يولد وهم التقدم‪.‬‬ ‫ •املشرتك صحيح واملتشابه كاذب‪ .‬ترويبري‬ ‫يشبه كورو لكن ال يشء مشرتك بينهام‪.‬‬ ‫ •الكتابة ليست وصفاً‪ ،‬والرسم ليس تصويرا ً‪.‬‬ ‫التشابه خائن األعني‪.‬‬ ‫ •الجهد يف الفن ال يقتيض التوسع وراء‬ ‫الحدود وإمنا يف فهم أفضل لها‪.‬‬ ‫ •لست رساما ثورياً وال أبحث عن اإلثارة‪،‬‬ ‫الحامس يكفيني‪.‬‬ ‫ •أن تعرف شيئاً هو أن تستبدل اليشء‬ ‫بتعريفه‪.‬‬ ‫ •اإللحاح‪ ،‬الهوس والهلوسة‪.‬‬ ‫ •يف نهاية املطاف‪ ،‬أفضل الذين يستغلوين‬ ‫عىل الذين يجاروين‪ ،‬فأولئك لديهم ما‬ ‫يعلموين‪.‬‬ ‫ •كل حال تتكامل دامئاً مع الحال السابقة‬ ‫لها‪.‬‬

‫ •ميكننا أن نغري مجرى النهر ولكن ال ميكن ان‬ ‫نعود به اىل النبع‪.‬‬ ‫ •األفكار كالثياب تبىل وتصبح رثة باإلستعامل‪.‬‬ ‫ •التدخل هو سلسلة أفعال يائسة الستبقاء‬ ‫األمل‪.‬‬ ‫ •يك يحتفظ الناس بالوهم‪ ،‬يرصون عىل‬ ‫كالمهم‪.‬‬ ‫ •البرش مقتنعون اليوم بأنهم يطريون ‪.‬‬ ‫ •التقليد يبدأ باملعنى املحدد‪.‬‬ ‫ •املزهرية تعطي شكال للفراغ‪ ،‬واملوسيقى‬ ‫شكالً للصمت‪.‬‬ ‫ •من الخطأ أن تغلق عىل الالوعي يف إطار‬ ‫وتقف به عند حدود العقل‪.‬‬ ‫ •العربة التي ال تتحرك يعرتيها الصدأ وتفقد‬ ‫معناها املتعارف عليه‪.‬‬ ‫ •البعض ميوت عطشاً بني قنينة ماء وفنجان‬ ‫قهوة‪.‬‬

‫جورج براك‬ ‫‪ 1882‬ـ ‪ 1963‬هو رسام فرنيس‬ ‫يعترب من مؤسيس املدرسة التكعيبية‬ ‫ومن رموز الفن املؤثرين يف القرن‬ ‫العرشين‪.‬‬

‫باب أرابيسك‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 32‬آب ‪2018‬‬

‫‪15‬‬

‫شخصية العدد‬

‫األخوات برونتي‪..‬‬

‫سيرة حياة وموت غامضة!‬

‫تبقى قصة األخوات الثالث "برونتي" قصة غريبة وملهمة‬ ‫للكثري إىل اليوم‪ .‬فقد ك ّن ثالث أخوات مبدعات‪ ،‬كتنب‬ ‫روايات بقيت حتى اللحظة من أعالم األدب اإلنكليزي‬ ‫يف الحقبة الفكتورية‪ ،‬لكنهم عشن يف عزلة وتوفني يف‬ ‫أعامر صغرية نسبياً‪ .‬فقد تربت األخوات يف كنف والدهن‬ ‫"باتريك برونتي" كان راعياً يف الكنيسة اإلنجليزية‬ ‫ومهووساً بالكتابة والثقافة‪ ،‬وقد نشأن بعد وفاة أمهن‬ ‫املبكرة مع خادم عجوز يف قرية بعيدة يف سبخات‬ ‫يوركشاير يف شامل رشق إنكلرتا‪.‬‬

‫ما يعيشه السوريون اليوم‬

‫وعىل الرغم من الرتبية الدينية فإن هذا مل يؤثر عىل‬ ‫كتاباتهن املتحررة من أي ملمح ديني‪ ،‬وكان ألساليب‬ ‫والدهن املختلفة والحرة يف التعليم وتثقيف أوالده دور‬ ‫كبري يف تنمية مواهبهن‪ ،‬األمر الذي جعلهن عاجزات عن‬ ‫االختالط االجتامعي مبجتمع وجدنه مغلقاً وفقريا ً باإلبداع‪،‬‬ ‫واالكتفاء بحياتهن الغنية بالقراءة والكتابة واملوسيقا‬ ‫والفنون يف البيت ويف تفاصيل الطبيعة املحيطة الغنية‪.‬‬

‫هل هو مفترق طرق‬ ‫سيف الدين القنطار‬ ‫جدلياً‪ ،‬للرتاجيديا السورية بداية وذروة ونهاية‪،‬‬ ‫وقناعة السوريني عامة تتعاظم بأن عرص الرصاص‬ ‫مثل الرصاص أعمى يخبط خبط عشواء‪ ،‬فقد ارتوى‬ ‫الرتاب بدماء أبنائه‪ ،‬وأنهك الحصار واللجوء املاليني‪،‬‬ ‫وأضناهم الترشد يف قارات العامل‪ ،‬بعضهم مل ُيتح له‬ ‫الوصول يف قوارب النجاة فامت غرقاً‪ ،‬والبعض مازال‬ ‫يف وطنه املمزق مسكوناً بالخوف‪.‬‬ ‫التدخل الخارجي‪:‬‬ ‫مثة حرب ماضية قدماً ال تبقي وال تذر‪ ،‬تشارك فيها دول‬ ‫أجنبية تستخدم أخطر األسلحة وأحدثها‪ ،‬تبيد مدينة‬ ‫بأكملها بحجة القضاء عىل التكفرييني الظالميني‪ ،‬فيقتل‬ ‫آالف األبرياء وعرشات اإلرهابيني‪ .‬ولنا أن نتخيّل كم‬ ‫سيخلف استمرار انهامر القذائف وتدفق الدماء من كوارث‬ ‫وويالت وجروح إنسانية عميقة تتعلق مبصري السوريني‬ ‫كافة‪ ،‬ومبا يرتسم عىل األرض يف قادم األيام من خرائط‬ ‫وكانتونات ومناطق نفوذ‪ ،‬فام جرى ويجري يفوق‬ ‫الخيال‪ ،‬البعض يقول‪ :‬إن البرشية مل تعرف مثل هذا‬ ‫منذ الحرب العاملية الثانية‪ ،‬ويرجعونه إىل أسباب عديدة‬ ‫شديدة العمق والتعقيد‪ ،‬داخلية وعربية وإقليمية ودولية‪،‬‬ ‫ويرون أساسه يف غياب الحكمة والحصافة السياسية‬ ‫يف مواجهة تلك األسباب‪ ،‬والعجز عن قراءة األحداث‬ ‫التي استغلت منذ البداية‪ .‬ويبقى السبب املبارش ملا جرى‬ ‫ويجري هو التحدي السلمي لسياسات جائرة‪ ،‬فاقمت‬ ‫التفاوت الطبقي بني السوريني‪ ،‬ورمت بخرية شبابهم إىل‬ ‫سوق البطالة‪ ،‬واستخدمت القمع ردا ً عىل مطالب الناس‬ ‫العادلة‪ ،‬وزرعت الخوف يف نفوس أبناء الوطن التواقني‬ ‫للحرية والكرامة‪.‬‬ ‫نداء التغيري البديئ‪:‬‬ ‫ما جرى يف سوريا يعرب يف أهم تجلياته عن االستجابة‬ ‫لنداء التغيري يف بلداننا العربية‪ ،‬ذاك الذي هز أعمدة‬ ‫أنظمة شمولية عاتية تعج بالفساد‪ ،‬بدأ يف تونس وانداح‬ ‫كالطوفان‪ .‬الشباب الذين حملوا راية التغيري اندفعوا إىل‬ ‫الساحات والشوارع يعربون عن ذواتهم وال يسألون عن‬ ‫املآل‪ ،‬فتمر ُد الشباب وتوقهم إىل الجديد أمر طبيعي حسب‬

‫قانون التاريخ‪ .‬وقد جرى االستخفاف بأمانيهم وتطلعاتهم‬ ‫واستسهل أصحاب الشأن وأدها خالل أيام‪ ،‬ومل يأخذوا‬ ‫يتبص ويتهيأ لتغذية الرصاع يك‬ ‫بالحسبان أن مثة من ّ‬ ‫يذبح السوريون بعضهم‪ ،‬لينتهى كل ذلك إىل تحويل وطننا‬ ‫إىل ساحة حرب‪ ،‬شاركت فيها الصواريخ البالستية واألسلحة‬ ‫الثقيلة والخفيفة وراح ضحيتها األبرياء‪ ،‬وقادت إىل‬ ‫استدعاء فصائل ظالمية طائفية‪ ،‬وإىل دخول قوى عسكرية‬ ‫دولية‪ ،‬وجامعات متـآمرة من مشارق األرض ومغاربها‬ ‫يحطّمون من خالل فكر سلفي قروسطي أحالم الشباب‬ ‫بالدميقراطية‪ ،‬ويهدد وجودنا شعباً وثقافة ودولة‪.‬‬ ‫مثن الدعم‪:‬‬ ‫عبت الدول العربية واإلقليمية التي تدخلت بالشأن السوري‬ ‫ّ‬ ‫بشكل رصيح عن مراميها‪ ،‬فمن وقف إىل جانب النظام‬ ‫حرص أن يأخذ مثن ذلك قواعد عسكرية متس السيادة‬ ‫الوطنية‪ ،‬وعقودا ً اقتصادية جائرة لعرشات السنني‪ ،‬ومن‬ ‫سارع لإلعالن عن دعمه لقوى املعارضة‪ ،‬نجح يف حرفها‬ ‫عن مسارها السلمي ومطالبها اإلنسانية والسياسية‬ ‫املرشوعة‪ ،‬وأفلح يف متزيقها بتغذية الرصاعات املسلحة‬ ‫بينها‪ ،‬والتي شتتت قواها وأفقدتها البوصلة الوطنية‬ ‫والحاضنة الشعبية‪ ،‬وحرص عىل اغتيال آمال الشعب‬ ‫باملساواة والعدالة والدميقراطية‪ .‬ومثة طرف يف هذه‬ ‫الحرب يقوم بدور أخطر‪ ،‬ألنه يتطلع إىل بناء كيانه الغاصب‬ ‫"من الفرات إىل النيل"‪ ،‬فرتمي طائراته بصواريخ محكمة‬ ‫عىل مطاراتنا ومواقعنا العسكرية‪.‬‬ ‫كيف نستعيد وطننا‪:‬‬ ‫السؤال الذي يطرح ذاته متى تنضج القناعة بإخراج املسألة‬ ‫السورية من مكائد السياسة الدولية وتناقضات الدول‬ ‫العربية وخصوماتها‪ ،‬والعودة بها إىل يد أصحاب القضية؟‬ ‫فثمة فرق بني حرصنا عىل االستقاللية والسيادة والتعاون‪،‬‬ ‫وبني االرتهان ملشيئة الغري يف تقرير مصائرنا‪ .‬فقد خرج‬ ‫الوطن من يد السوريني وعليهم أن يستعيدوه يف ضوء‬ ‫اعرتاف كل منا بحجمه الطبيعي‪ ،‬وقبوله أن يتعايش مع من‬ ‫لهم الحق مثله يف خريات الوطن‪ ،‬ويهتدي الجميع مبنظومة‬ ‫الحقوق والواجبات التي ال يحق ألحد القفز فوقها‪ .‬فالوطن‬ ‫ليس قطعة من األرض فحسب‪ ،‬بل تلك العالقة بني الناس‬ ‫وحكّامهم القامئة عىل معيار الكفاءة وليس الوالء الزائف‪،‬‬

‫والتي يجب أن يسود فيها إنصاف الناس‪ ،‬ومتتعهم بالحرية‬ ‫واملساواة واإلحساس العميق بالكرامة‪.‬‬ ‫يدا ً بيد قد ينجح السوريون يف تحقيق معجزة استعادة‬ ‫الوطن‪ ،‬مدركني أن الحل السيايس الجذري املنبثق من‬ ‫دروس هذه التجربة املرة هو الخالص‪ ،‬وهو يتطلب خلق‬ ‫فضاء مالئم إلنشاء هيئة اليستحيل تشكيلها‪ ،‬متثل قادة‬ ‫رأي وفكر ورجال سياسة لهم ماض ال غبار عليه من داخل‬ ‫النظام وخارجه‪ ،‬ميتاز أعضاؤها بالكفاءة والقدرة عىل‬ ‫التفاوض مع كل القوى واألطراف املعنية‪ ،‬يضعون خارطة‬ ‫طريق تنطوي عىل التمسك بالدولة السورية املوحدة‬ ‫وذات السيادة‪ ،‬ويحسنون قرع أبواب الحل ويختارون‬ ‫زمانه ومكانه‪ ،‬فقد يتطلب ذلك رعاية األمم املتحدة لضامن‬ ‫موافقة دولية يك ال تعرقل بعض الدول الخروج من دوامة‬ ‫الحرب‪ ،‬وال تضع العيص يف عجالت الحل العادل‪ .‬الخيار‬ ‫اآلخر عقد اللقاء يف دولة عربية متتلك الخربة يف تقريب‬ ‫وجهات النظر‪ ،‬ومن الطبيعي أن تجري اللقاءات بعد ذلك‬ ‫عىل األرض السورية‪ .‬أما أعضاء الهيئة فيتم اختيارهم‬ ‫من املحافظات السورية كافة‪ ،‬ليجسدوا فسيفساء املجتمع‬ ‫وتنوعه‪.‬‬ ‫قرارات الحل‪:‬‬ ‫أول هذه القرارات الخروج من دائرة الحرب وخطابها‬ ‫وإعالمها‪ ،‬خروج القوى األجنبية من سوريا‪ ،‬اإلفراج عن‬ ‫املعتقلني‪ ،‬وضع أسس عودة املهجرين‪ ،‬وإقامة كيان‬ ‫سيايس انتقايل ميهد السبيل لكتابة عقد اجتامعي جديد‪،‬‬ ‫يق ُرر الصيغة السياسية املالمئة لشعبنا من خالل صياغة‬ ‫دستور مالئم يتناول مبادئ إدارة الدولة وركائزها السياسية‬ ‫واالجتامعية واالقتصادية‪ ،‬وقضايا جذرية تتعلق بالسلطات‬ ‫الثالث وصالحية كل منها‪ ،‬وشكل العالقة بني السلطة‬ ‫واملعارضة‪ ،‬ويجسد نزوع الشعب إلقامة نظام تعددي‬ ‫دميقراطي من خالل قانون أحزاب يشيع فضاء دميقراطياً‬ ‫ويضمن حرية النشاط السيايس‪ ،‬وتكريس مبدأ املواطنة‪،‬‬ ‫ومساواة املرأة بالرجل‪ ،‬وحامية حقوق األقليات وبناء دولة‬ ‫مدنية علامنية‪ ،‬وقرص نشاط املؤسسة العسكرية عىل حامية‬ ‫حدود الوطن‪ ،‬ورسم مالمح النهج االقتصادي‪ ،‬واعتامد‬ ‫سياسة خارجية تجسد سيادة الدولة واستقاللها وغري ذلك‬ ‫من األمور املصريية‪.‬‬

‫"شاروت برونتي" هي األخت الكربى بني األخوات‬ ‫الثالث‪ ،‬توفيت عن عمر ‪ 37‬عاماً بعد أعوام قليلة من‬ ‫كتابة روايتها الشهرية‪" :‬جني إير" يف العام ‪1847‬‬ ‫باسم مستعار هو‪" :‬كيور بيل"‪ ،‬فلم يكن معتادا ً عىل‬ ‫النساء يف ذلك الوقت الكتابة بأسامئهن الرصيحة‪.‬‬ ‫ميكن اعتبار الرواية من أوائل الروايات املعارصة فهي‬ ‫تتحدث عن حياة امرأة عادية بسيطة لكنها متمردة‬ ‫متحررة يف التعبري عن مشاعرها ويف عيش تلك‬ ‫املتجسد‬ ‫املشاعر‪ .‬كام تناقش الرواية الظلم االجتامعي‬ ‫ّ‬ ‫يف أحداث حياة جني املأساوية‪ ،‬والتي فيها من تجربة‬ ‫"شارلوت" يف مدرسة الكنيسة الصارمة الكثري‪.‬‬ ‫أما "إميييل برونتي" فقد نرشت رائعتها‪" :‬مرتفعات‬ ‫وذيرينغ" يف العام الذي نرشت أختها فيه روايتها‬ ‫‪ 1847‬وكذلك باسم مستعار هو‪" :‬ايليس بيل"‪.‬‬ ‫وقد صدمت الرواية املشهد الثقايف يف تلك الحقبة‬ ‫الفيكتورية‪ ،‬وتحدث النقاد عنها طويالً‪ ،‬حتى أن‬ ‫أحدهم وصف كاتبها بأنه (ذو مواهب غري عادية‪،‬‬ ‫لكنه وغد ووحيش ومكتئب)‪ ،‬فهي تحيك عن العشق‬ ‫الجارف الذي يصل إىل ح ّد تدمري الحبيبني‪" :‬كاثرين"‬ ‫و"هيثكليف"‪ ،‬كام تدمري املحيطني بهام‪ .‬وقد توفيت‬ ‫"إميييل" بعد سنة من ذلك عن عمر ‪ 30‬عاماً‪.‬‬ ‫الشقيقة األصغر "آن برونتي" والتي توفيت عن عمر‬ ‫‪ 29‬عاماً كتبت روايتني هام‪" :‬أغنيس غراي" و"نزيل‬ ‫قاعة ويلدفني"‪ ،‬والرواية األخرية حققت نجاحاً ساحقاً‬ ‫للكاتبة حني نرشت العام ‪ ،1848‬فقد انتقدت فيها‬ ‫أوضاع النساء داخل األرس يف وقت شكلت فيه تحدياً‬ ‫للمجتمع اإلنكليزي املحافظ‪ .‬وتعد الرواية من أوىل‬ ‫الروايات النسوية‪ ،‬ولكن لألسف بعد أقل من عام‬ ‫توفيت "آن" إثر إصابتها مبرض السل‪.‬‬ ‫استطاعت األخوات برونتي ه ّز املشهد الروايئ‬ ‫اإلنكليزي يف أواسط القرن التاسع عرش بروايات‬ ‫غيت تاريخ الرواية األوروبية‪ ،‬كام‬ ‫شجاعة ومختلفة ّ‬ ‫هززن ركود املجتمع الفكتوري ومحافظته بسرية حياة‬ ‫خارجة عن أرس املألوف آنذاك‪ ،‬وكأنهن يؤكدن أن األدب‬ ‫الجيد مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحرية‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫باب أرابيسك‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 32‬آب ‪2018‬‬

‫قراءة في كتاب‬

‫"ك ْن بريئاً كذئب" تقديس ال ُح ّب في كتاب ريم نجمي‬ ‫ُ‬ ‫عماد الدين موسى‬

‫الخارجي‪ ،‬هو ما‬ ‫األحاسيس الداخليّة يف تعاطيها مع العامل‬ ‫ّ‬ ‫يل نجده‬ ‫جعل من الشتاء ربيعاً مزهرا ً؛ مث ّة انبهار ِشعري ج ّ‬ ‫هنا يف هذه القصيدة‪ ،‬رغم الثلج والربد والحرارة التي تبلغ‬ ‫عرش درجات تحت الصفر‪.‬‬

‫ي ِك ُن َنا اعتبار كتاب الشاعرة املغرب ّية "ريم نجمي"‬ ‫ُ‬ ‫الجديد‪" :‬كُ ْن بريئاً كذئب"‪ ،‬الصادر عن منشورات‬ ‫ح ّب بامتياز‪ ،‬بدءاً‬ ‫املتوسط (ميالنو ‪ ،)2018‬بأنّه‬ ‫كتاب ُ‬ ‫ُ‬ ‫ثم الشذرات املنتقاة‬ ‫من الغالف مروراً باإلهداء ومن ّ‬ ‫مستهل بعض القصائد لِكُتّاب وشعراء آخرين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لتكون يف‬ ‫ولعل ما مي ّيز‬ ‫وصوالً إىل محتوى القصائد وعناوينها‪ّ .‬‬ ‫كتابة "ريم" هو تلك الطريقة امل ُغايرة يف تناول موضوع‬ ‫ُ‬ ‫الحب وحده‬ ‫حيث كل يشء من حولنا ييش به‪،‬‬ ‫ح ّب"‪،‬‬ ‫"ال ُ‬ ‫ّ‬ ‫يتصدر الكتاب شذرة إليفون أودوار‪،‬‬ ‫دونَ غريه‪ ،‬بينام ّ‬ ‫يؤكّد فيها أنّ "هناك الكثري من ال ّرقّة علينا أن نتعلَّ َم ُها‬ ‫من الذئاب"‪.‬‬ ‫يف هذا الكتاب تنحو الشاعرة إىل تدوين كل ما هو حمي ٌم‬ ‫وآين من التفاصيل اليوميّة‪ ،‬تلك امل ُهملة أو العابرة ومن ث ّم‬ ‫روح حقيقيّة‬ ‫روح تحوم داخل قصائدها‪ٌ ،‬‬ ‫تخليدها؛ مث ّة ٌ‬ ‫تتوق إىل الحريّة وذلك بالخروج عىل املألوف وامل ُعتاد‪،‬‬ ‫سواء من جهة امل ُفردة املنتقاة بعناي ٍة فائقة أو من حيثُ‬ ‫خصوصيّة العبارة لديها‪ ،‬عدا عن زاوية االلتقاط املشهديّة‬ ‫لألجواء والعوامل التي يتم تسليط الضوء عليها؛ فتقول‪" :‬يف‬ ‫الخريف باردا ً‪ /.‬رغ َم ذلك كُ ّنا نَ ِق ُف ط َو َال‬ ‫َم ِدين ِتنا‪ /‬يَكُو ُن‬ ‫ُ‬ ‫انب ال َّن ْهر‪ /‬حتّى إن املا ّري َن‪ /‬اعتقدوا‬ ‫الليْل‪ُ /‬متَ َعانِق َْي ِب َج ِ‬ ‫أنّنا شَ َج َرة"‪.‬‬ ‫تكتب "ريم نجمي" كأنّها يف نزه ٍة قصري ٍة لجمع األزاهريِ‬ ‫ُ‬ ‫يف يوم العطلة؛ تؤنسن األشياء واملوجودات من حولها‬ ‫وتستنطقها‪ ،‬ليس هذا فحسب‪ ،‬بل تبثّ فيها الروح أيضاً؛‬ ‫كام يف قصيدة (فصل الربيع)‪ ،‬أحد أبرز وأجمل (فصول‬

‫يخص تعريفها لل ُح ّب تقول الشاعرة‪" :‬ال أستطي ُع أن‬ ‫فيام‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫أشتاق‬ ‫أُع ِّر ُف ال ُح َّب‪ /‬لك ّني أعتق ُد أنه هو تلك الدقائق‪ /‬التي‬ ‫َخرج ِ‬ ‫فيها َ‬ ‫صباح األحد"‪.‬‬ ‫لشا ِء الخُبز‪/‬‬ ‫َ‬ ‫إليك‪ /‬عندما ت ُ‬ ‫ما نجده يف هذا املقطع‪ ،‬أ ّن الشاعرة تربط ال ُح ّب بتلك‬ ‫التفاصيل البسيطة امل ُذهلة‪ ،‬وما االشتياق هنا بوصفه فعالً‬ ‫حي لتلك العالقة‪ ،‬بعيدا ً عن‬ ‫يوميّاً سوى أمنوذج‬ ‫عاطفي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُمل‪ ،‬حيثُ‬ ‫ألي كان بالسطحيّة أو التكرار امل ّ‬ ‫تسمية الشاعرة ّ‬ ‫إتقانها اللعبة ِ‬ ‫الشعريّة أضفى املزيد من اإلدهاش إىل القول‬ ‫"العادي"‪ ،‬ومن ث ّم ت ّم تدويره ِشعرا ً بسهول ٍة ويُرس‪ .‬كام‬ ‫يف قصيدة (ألوان) وفيها تقول‪" :‬كثريا ً ما أتذكّ ُر‪ /‬لو َن أ ّول‬ ‫ص ْوت َِك يف‬ ‫فيلمٍ شاهدنا ُه معاً‪ /‬ولو َن القُبلة األوىل‪ /‬ولو َن َ‬ ‫ِ‬ ‫وأنت تتحدّث‪ /‬عن طفلٍ‬ ‫أصبح فراشة‪ /‬أنا – كُلّام‬ ‫الهاتف َ‬ ‫َ‬ ‫فكّرتُ يف َ‬ ‫لوح يف قلبي‪ /‬قوس قُزح"‪.‬‬ ‫ذلك‪ /‬يَ ُ‬

‫ال ُح ّب األربعة) عىل ح ّد وصفها‪ ،‬وفيها تقول‪" :‬الساع ُة‬ ‫والريح تُ شِّ ط‬ ‫الثلج يُقبِّل النوافذ‪/‬‬ ‫تحت الصفر‪/‬‬ ‫العارش ُة َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الناس يف َع َجلة‪ِ /‬مظلّ ٌة مكسور ٌة تُل ّوح‬ ‫شَ ْع َر الحديقة‪/‬‬ ‫ُ‬ ‫كنت دافئة‪/‬‬ ‫بيديها‪ /‬لل ُمتسكّع األخري يف الشارع‪ /.‬وحدي ُ‬ ‫فقلبي اآل َن يف فصلِ الربيع"‪ .‬الحواريّة ما بني "الظاهر"‬ ‫و"الباطن" بوصفهام عاملني منفصلني ومتقابلني‪ ،‬أو بني‬

‫يذخر كتاب "كُ ْن بريئاً كذئب" مبشاهد رومنسيّة‪ ،‬غاي ًة يف‬ ‫الرباعة‪ ،‬تستفي ُد من ِشعريّة الوصف‪ ،‬التي نجدها يف معظم‬ ‫وتتأسس عىل ركيزتني رئيسيتني‪ ،‬هام‪:‬‬ ‫قصائد ريم نجمي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اللغوي الشديد‪ .‬مث ّة‬ ‫العمق يف التعبري إىل جانب التكثيف‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫إثارة واضحة للحواس جميعها تبدأ من "البرص" لتنهي عند‬ ‫لكل حاسة منها‬ ‫"البصرية"‪ ،‬مرورا ً بباقي الحواس‪ ،‬حيثُ ّ‬ ‫دورها يف اإلثارة املطلوبة‪ ،‬الواحدة تلو األخرى‪ .‬يف قصيدة‬ ‫بعنوان (غروب) تقول الشاعرة‪" :‬يف انتظار الليل‪ /‬ل ْن‬ ‫وصتُ‬ ‫أتو َّد َد للشّ مس‪ /‬حبيبي قَبّلني‪ /‬ا ْ‬ ‫ح َم َّرتْ َوجنتاي‪ْ ِ /‬‬ ‫كل عىل العوامل‬ ‫اآلن‪ُ /‬م َهيَّأ ًة لل ُغ ُروب"‪ .‬هنا مث ّة اعتامد ّ‬

‫الداخليّة‪ ،‬من أحاسيس أو ما شابه (التودّد‪ ،‬القُبلة‪ ،‬احمرار‬ ‫الوجنتني)‪ ،‬دو َن أي تدخل للمؤثرات الخارجيّة (الليل‪،‬‬ ‫الزي‬ ‫الشمس‪ ،‬الغروب)‪ .‬ويف قصيدة (ساعي الربيد ذو ّ‬ ‫الوردي) نجدها تقول‪" :‬هل ُيكن أن نلتقي يف املكانِ الذي‬ ‫ّ‬ ‫الحب و َمل َم ِس‬ ‫يُس ُّمونه البداية؟‪ /‬هناك‪ ،‬ال فرق بني َمل َم ِس‬ ‫ّ‬ ‫الشّ جرة‪ /‬هناك‪ ،‬حيثُ تكون السامء ساذجة مبا يكفي‪/‬‬ ‫كل يشء عىل ما يرام‪ /.‬ساعي الربيد يرتدي زيّاً‬ ‫ليكون ّ‬ ‫ني تبدأ القصيدة‬ ‫ورديّاً‪ /‬ويُوزِّع األحالم ك ُّل صباح"‪ .‬ح َ‬ ‫الزي!‪،‬‬ ‫بصيغة السؤال (هل ميكن؟) وتنتهي بالتع ّجب (لون ّ‬ ‫توزيع األحالم!)‪ ،‬ال بُ ّد من أن تكون "الدهشة" العنوان‬ ‫األوحد لتلك القصيدة‪.‬‬ ‫كتاب "كُ ْن بريئاً كذئب"‪ ،‬والذي جاء يف مئة ومثانية‬ ‫وعرشين صفحة من القطع املتوسط‪ ،‬هو اإلصدار الثالث‬ ‫للشاعرة ريم نجمي امل ُقيمة يف أملانيا‪ ،‬إ ْذ سبق لها أن أصدرتْ‬ ‫كتابني شعريّني آخرين‪ ،‬هام‪" :‬أزرق ساموي" (‪،)2008‬‬ ‫و"كأ ّن قلبي يوم أحد" (‪.)2011‬‬ ‫مم ينبغي‪ ،‬شفّافة‬ ‫يف هذا الكتاب؛ مث ّة لغة رقيقة أكرث ّ‬ ‫وهادئة‪ ،‬جنباً إىل جنب مع العبارة السلسة والعذبة يف‬ ‫عنايتها بتلك الجوانب الحميمة يف حياتنا‪ ،‬حيثُ ال ُح ّب‬ ‫س‬ ‫العنوان األبرز‬ ‫ِ‬ ‫للكتاب‪ ،‬وحيثُ الشاعرة من "عائل ٍة تُق َِد ُ‬ ‫خافت وحنون‪،‬‬ ‫همس‬ ‫صمت بني ثنايا الكتاب‪،‬‬ ‫ال ُح ّب"‪ .‬مث ّة‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ربا أل ّن "املالئكة ال يتكلّمون"‪ ،‬وطاملا "الحنان أخرس"‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عىل ح ّد تعبري الشاعر أنيس الحاج‪.‬‬ ‫ظل‬ ‫"عندما ت ُِح ُّب‪ /‬ال تبحثْ عن سامء صافية‪ /‬وال عن ّ‬ ‫قلبك ج ّن ٌة صغرية‪ /‬ت ِ‬ ‫شجرة‪ /‬يف َ‬ ‫َص ُل إليها ِب ُقبْلة"‪ ..‬تقول‬ ‫ريم!‪.‬‬

‫اللوحة للفنان محمد عمران ‪@mohamad.omran79‬‬

‫ذاكرة تجمع أوراق الحقيقة‬ ‫عبد الكريم األحمد‬ ‫مستلقياً يف الهواء عىل ظهر الرياح‬ ‫أبحث عن وجه للحقيقة بكل تفاصيلها‬ ‫ال أرى حقيقة لهذا الكون‬ ‫خرطوم املاء يرقص يف الهواء عىل‬ ‫كتف النهر‬ ‫ثم يسقط عىل وجهه‬ ‫مثل منجم خرس رهانه يف ليلة عيد‬ ‫امليالد‬ ‫أرساب الطيور غادرت أعشاش الذاكرة‬ ‫البحر يسبح من دون مائه‬ ‫الغيوم حبىل بالذكريات‬

‫لكنها ال تنجب املطر‬ ‫رسائل عقيمة عن اللقاء‬ ‫هربت من حقيبة ساعي الربيد‬ ‫تبحث عن ارواح أسرية بني خيوط‬ ‫االنتظار‬ ‫لتتلو عليها آيات اللقاء‬ ‫الجنود ينتظرون الحرب القادمة‬ ‫ويحفرون لها القصائد‬ ‫األحياء يسجلون أسامءهم‬ ‫يف نعوات شهداء الثورة‬ ‫ال حقيقة هنا إال لطيف‬ ‫فتاة تتجول داخل شوارع ذاكريت‬ ‫كانت تذهب معي إىل السينام‬

‫تركب البحر معي دون أن تخىش الغرق‬ ‫ترسق ابتسامة الصباح من جحيم‬ ‫الحرب‬ ‫شاركتني هتافات الثورة املسلوبة‬ ‫ترقص معي داخل نطاق الحلم‬ ‫عىل إيقاع موسيقى الثورة املهزومة‬ ‫بكل تفاصيلها‬ ‫تصعد معي إىل فوهة البندقية‬ ‫ترافقني اىل املصري املجهول‬ ‫تقف معي تحت مطر أيلول دون مظلة‬ ‫دامئا تسبقني إىل املوت‬ ‫واألهم من كل ذلك‬ ‫مل تقل يل يومآ أريد العودة إىل البيت‬

‫باب شرقي‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 32‬آب ‪2018‬‬

‫‪17‬‬

‫نبش في الذاكرة‪..‬‬ ‫مع مغنية األوبرا السورية نعمى عمران‪:‬‬

‫"صوتي هو فرحي وحبي واستقاللي وحريتي"‬ ‫حاورتها روزا ياسين حسن‬

‫حل َْب"‪ ،‬كان زمناً جاملياً وإنسانياً بال حدود‪.‬‬ ‫عىل مقامات َ‬ ‫عرثت عىل رغبتي فوقفت عىل املرسح مغنية وممثلة‪ .‬وألّفت‬ ‫املوسيقى لـ"جلجاميش" مع "إريان منوشكني" يف مرسح‬ ‫الشمس يف باريس‪ .‬ودعاين املوسيقي الياباين "ستومو‬ ‫وكنت‬ ‫يامشتا" ألغني النوته األوغاريتية يف معبد "كيوتو"‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أول امرأة يف التاريخ تشارك يف طقس الزين املقدس‪.‬‬ ‫هؤالء معلمون‪ ،‬محبّون وباحثون ومتواضعون وعارفون وال‬ ‫يحملون "العصا"‪.‬‬

‫‪Michel Le Bastard‬‬

‫كنت أشبه الكائنات البرية‬ ‫النبش يف ذاكرة مبدعة مثلك ليس أمراً سهالً‪ ،‬ولكن متى‬ ‫بدأ ولعك بالغناء األوبرايل‪ ،‬وهل كان قرار دراسة الغناء‬ ‫خيارك الشخيص منذ البداية؟‬ ‫الحياة األوىل‪ :‬بدأ ولَعي بالغناء يوم اكتشفت مقدريت يف‬ ‫كنت طفلة‪ .‬أج ُد‬ ‫الدفاع عن نفيس والتعبري بكلمة‪( :‬آ)‪ ،‬حني ُ‬ ‫نفيس اآلن بأسمي (آ)‪ .‬كان الصوت (آ) زمناً خاصاً وغريباً‪،‬‬ ‫وكان صورة ولوناً وكا َن أنا‪ .‬وكان اللعب والدفاع عن النفس‪.‬‬ ‫يف الدفاع عن النفس تَلَ َّم ْس ُت نفيس‪ ،‬فبَ َدأَتْ سعاد ٌة ما‪َ ..‬مدَّت‬ ‫اكتشفت متعة امل َ ّد مثل كائن بدايئ‪..‬‬ ‫اآلآآآ وحركتها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ثم بدأت أُليَّ ُل‪.‬‬

‫الثورة واللجوء‪:‬‬ ‫درست يف فرنسا والتشيك‪ ،‬ولكنك عملت أيضاً مع‬ ‫الفرقة السيمفونية السورية‪ ،‬هل للعمل ومعوقاته دور‬ ‫يف خروجك من سوريا‪ ،‬أم للحرب ووضعك السيايس‬ ‫الدور األكرب يف ذلك؟‬ ‫يف التشيك وقفت عىل خشبة املرسح الوطني يف "برنو"‬ ‫كل املستقبل‪.‬‬ ‫وأديتُ "ڤيوليتا" يف أوبرا "التراڤياتا"‪ ،‬وانفتح ّ‬ ‫لكن بطاقة العودة إىل سوريا كانت األقوى‪ .‬كان الخارج‬ ‫هو املؤقت وسوريا هي املستقبل‪ .‬يف العام ‪ 2011‬انقلبت‬ ‫كل الزمن‪ .‬سوريا ‪ 2011‬تشبه أمنية‬ ‫الصورة وصار املنفى ّ‬ ‫كانت تسكنني وأحاولها‪ .‬كانت ثورة‪ .‬وحني قتل املتظاهرون‬ ‫السلميون أبناء سوريا غنيّتُ أسامءهم يف كل مكان‪ .‬إنّها (آه)‬ ‫ال تشبه سواها‪ .‬ووجدنا أنفسنا يف املنفى بال بطاقة عودة‪ .‬ومل‬ ‫نقبل اللجوء السيايس‪ ،‬فـ"تناحتنا" أنا وأسامة محمد زوجي‬ ‫مل تقبل استبدال صفة الفنان بالسيايس‪ ،‬ومل نقبل ومل نتلق‬ ‫(نَگلةً) من أحد أو من جهة أو من دولة‪ .‬كان زمناً قاسياً جدا ً‬ ‫لكن خيارنا هذا أعاد لنا توازننا الروحي‪.‬‬

‫أتذكر أن رنني الـ(آ) كان يطربني‪ .‬فيام بعد تطورت الـ(آ)‬ ‫وصارت استغراباً وتعجباً‪ .‬كنتُ محبوب ًة ورصتُ فرجةً‪ .‬أحب‬ ‫اللعب وال أقبل أن يقودين أح ٌد سواء عنو ًة أو تحبباً‪ .‬كنت أحب‬ ‫املاء وأحب الـ(آ)‪ .‬الـ(آ) كانت املاء‪ ،‬أرى ما أرى فيه وأحبّه‪..‬‬ ‫وما أزال‪ .‬كنت صغرية جدا ً عندما طُرِدتُ من املدرسة أول‬ ‫م ّرة‪ .‬اتصلوا بأمي لتأيت وتأخذين‪ .‬كنت خلعت حذايئ يف‬ ‫باحة املدرسة ووضعت قدمي يف نافورة املاء‪ .‬ر ّن الجرس ومل‬ ‫أذهب إليه‪ ،‬ومل أساوم ومل أتخىل عن هذه املتعة‪ .‬تشبّثت باملاء‬ ‫واحتميت به وبصويت‪.‬‬ ‫تتحسس‬ ‫كنت أُشبه الكائنات الربيّة‪ ،‬وكان مثة غريزة استباقية‬ ‫ّ‬ ‫التدخل واإلمالء وكنت أقاوم برشاسة‪ ،‬أحتمي وأقاوم وأهاجم‬ ‫بالـ(آ) الصوت‪.‬‬

‫أحاول غناء حلم الضحية وتخليد موسيقاها‪:‬‬

‫ثم تطورت الـ(آ) لتصبح (آآي) ثم (أوووو) ومن ثم (آه) يف‬ ‫س ّن املراهقة‪ ،‬ألصنع لنفيس "أسلوباً" خاصاً مجبوالً باألمل‬ ‫والحب‪ .‬اكتشفه صويت وقادين يف دنيا مجهولة‪.‬‬ ‫واللذَّة والكره‬ ‫ّ‬

‫خرجت وأكملت عملك من الخارج وأبدعت فيه‪ ،‬هل لك‬ ‫أن تحدثينا عن عملك اآلن‪ ،‬وما هي الصعوبات بالنسبة‬ ‫لفنانة سورية مثلك يف املهجر؟‬

‫كانوا يرغبون بنفيي ليبدو وكأنهم‬ ‫الظاهرة الطبيعية‬

‫الصعوبة تكمن يف فكرة اإلبداع نفسها‪ ،‬وما زلت أبحث عن‬ ‫معناه الحقيقي‪ ،‬سواء يف املنفى القديم أو الجديد‪.‬‬

‫كيف كانت ردّة فعل وسطك االجتامعي تجاه هذا‬ ‫القرار‪ ،‬هل تذكرين شيئاً من صعوبات البدء؟ كيف كانت‬ ‫مامرسة الغناء يف سوريا قبل مغادرتك لها؟‬ ‫البدء كان سعادة‪ .‬كان يبدو أنّها بال حدود‪.‬مل يستغرب أحد‬ ‫دخويل الكونرسفاتوار ودراسة غناء األوبرا فعائلتي والجريان‬ ‫واألصدقاء كانوا ينتظرون دامئاً الصوت الذي كنت أرسل ُه ليصل‬ ‫آخر الشارع‪ .‬وكنتُ أسميتُه وأنا ما أزال يف الثامنة باألوبرا‪.‬‬ ‫يف املعهد العايل للموسيقى ظننت أنني دخلت الحلم‪ .‬ت ّوهمت‬ ‫أن الكونرسفاتوار منطقة محررة بالجامل واملوسيقى‪ .‬وأن‬ ‫الحياة املشتهاة بدأت اآلن‪ .‬الغناء يف عقيل وروحي‪ ،‬رحم‬ ‫وعي‬ ‫الحريّة ومح ّرض الحقيقة املستقبلية‪ ،‬يؤلف مستوى من ٍ‬ ‫جاميل جديد وح ّر‪ .‬الوعي الجاميل حصانة‪.‬‬ ‫املسؤولون ”الثقافيون“ فصاميون‪ ،‬ينشطرون بني اإلخالص‬ ‫للفن واملهنة وبني الوالء للسلطة‪ .‬يقلّدون السلطة ويصبحون‬ ‫سلطة‪ .‬مراهقون عجزة وعنيفون ويقدمون نفسهم كآلهة‪.‬‬ ‫وحني يقتيض الوالء خيانة أحدهام (الثقافة أو السلطة)‬ ‫يخونون الثقافة‪ .‬املرشوع اإلبداعي الح ّر رهن بالحاجز األمني‬ ‫العلني واملسترت‪ ،‬والب ّد لعبور الحاجز أن تبايع الفساد‪ ،‬بدءا ً‬ ‫من أن تكون بعثياً سواء آمنت أم مل تؤمن بالبعث‪ .‬فاالنتساب‬ ‫املنافق يعطب النقاء ويؤسس النتهازية ال ميحو داءها اإلدّعاء‬ ‫بأنها وسيلة مؤقته لبلوغ ما تريد‪.‬‬

‫نعمى عمران‪ :‬مغنية أوبرا ومؤلفة موسيقية وممثلة خريجة املعهد العايل للموسيقا يف دمشق‪ ،‬قسم الغناء ‪،1997‬‬ ‫درست الغناء يف كونرسفتوار أورليان فرنسا ‪ ،1997-1996‬تابعت دراستها يف أكادميية ياناتشيك للموسيقا يف‬ ‫برنو التشيك ‪ .2000-1999‬مثّلت سوريا يف عديد املهرجانات العربية والدولية‪ ،‬وغنت عىل كربيات املسارح العاملية‪،‬‬ ‫وشاركت يف التأليف املوسيقي لعدد من األفالم واملرسحيات‪ .‬تقيم اليوم يف العاصمة الفرنسية باريس‪.‬‬ ‫حصلتُ عىل ثالث منح تخصصية من أوروبا وفقدتها الواحدة‬ ‫ِ‬ ‫اسمك أعىل الالئحة ثم‬ ‫تلو األخرى‪ .‬تصوري سعادة أن تقرأي‬ ‫يحدث أن يختفي منها‪ .‬تصوري أي خفقان لحظة تقرئني االسم‬ ‫ولحظة تجدينه محذوفاً‪ .‬اختنقت وشعرت بالظلم‪ .‬كنت وحيدة‬ ‫يف مواجه ٍة لغ ٍز جار ٍح وديكتاتوريات قزمة ومؤذية تنهشك‬ ‫لتنال من اعتدادك وحريتك وتدعوك للوالء وللفساد األخالقي‬ ‫والفني‪ .‬ازدا َد حنقي وازداد دفاعي عن نفيس‪ .‬كنت أشعر بعمق‬ ‫ّ‬ ‫تضادي األخالقي معهم وبحصانتي اإلنسانية وكانوا يشعرون‬ ‫بذلك‪ .‬كان ازدرايئ لهم واضحاً وغري ُم َق َّن ْع‪ .‬كانوا يرغبون‬ ‫بنفيي وبانقرايض‪ ،‬ليبدوا وكأنهم الظاهرة الطبيعية‪.‬‬ ‫استطاع النظام خلق بنية تحتية فسادية تدير نفسها بنفسها‪،‬‬ ‫فتتنافس عىل الوالء ويصبح اآلخر سلطة عىل اآلخر‪ ،‬ومينعه من‬ ‫دخول منطقة التنافس الحقيقي اإليجايب‪ .‬ال أعتقد أن الصوت‬ ‫ج َه ُر بروحي ومقاومتي‬ ‫يستطيع أن ينجو من فساد الروح‪ .‬كنتُ أَ ْ‬ ‫عندما أغ ّني‪ .‬كان صويت حزين وحبي واستقاليل وحريتي‪.‬‬ ‫غنيت "ق ّوة القدر" وأغلقت باب الفرقة السمفونية وخرجت إىل‬

‫الحياة الحريّة‪ .‬كنت قد تغريتُ ومل أتغري‪ ،‬ولو أنني أملك سلطة‬ ‫عىل الذاكرة لحذفت منها الغضب‪ .‬غضب مؤمل مؤ ٍذ ال يفتت ُه‬ ‫الزمن‪ ،‬لقد زادتني الرحلة الجاملية يف عامل املوسيقى والغناء‬ ‫احرتاماً النسانيتي‪ .‬كانت الـ(آ) الطفلة التي ترفض العنف‬ ‫واملهانة وتصون كرامتي‪ ،‬قد نضجت وتأصلت يف روحي‪.‬‬ ‫هل تستطيع الروح احتامل هذه املبارزة؟! مبارزة مستمرة حتى‬ ‫املوت‪ ،‬تستبدل روح اللعب باللعب بالروح‪ ،‬وتجعلها صمدية‬ ‫عىل طاولة مسؤولني يفوحون بالفساد‪ .‬فتصبح الـ(آ) (إإإإإ)‬ ‫حادّه عنيفة‪ .‬ويوم متأسست الفرقة السيمفونية‪ ،‬وت ّم تثبيتي‬ ‫فيها كـ”صوليست“ أغلقت الباب وخرجت‪ .‬قررت أن أصون‬ ‫الحب‪ ..‬أن ألجأ إليه‪.‬‬

‫أول امرأة تشارك طقس الزن المقدس‪:‬‬ ‫وعملت‬ ‫تعرفت عىل االستاذ "نوري اسكندر"‬ ‫لجأت إىل حل َْب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫معه عىل الرتاث الغنايئ الرسياين‪ .‬ر ّممت جينايت الرشقية مع‬ ‫األستاذ "مح ّمد قدري دالل" وعدتُ به ومعه إىل دار األوبرا‪،‬‬ ‫"حب وطَ َر ْب‬ ‫فغنيت الدور واملونولوج والقصيدة املرسلة ّ‬

‫قبل الخروج الكبري من سوريا وقفت عىل خشبة "أوبرا مونيه"‬ ‫و"تياتر دوالفيل باريس" و"بوزار بلجيكا" و"األكروبولوس‬ ‫أثينا" وغريها‪ ،‬كان صويت يغني صور سوريا القدمية‬ ‫والقادمة‪.‬‬ ‫أنا اآلن يف املنفى‪ ،‬حني أستيقظ ال أسميه منفى‪ :‬إنها باريس‪.‬‬ ‫أنا ال أتلبس دور الضحية‪ ،‬أنا أحاول غناء حلم الضحية وتخليد‬ ‫موسيقاها‪ .‬عملتُ مؤلف ًة موسيقية ومغنيّة وممثلة‪ :‬يف فيلم‬ ‫"ماء الفضّ ة" ألسامة محمد الذي عرض يف مهرجان كان ونال‬ ‫جوائز عدّة‪ ،‬ويف مسلسل "وجوه وأماكن" لهيثم حقي‪ .‬ألفتُ‬ ‫املوسيقى وأديّتُ ما يشبه امليوزيكال يف املرسح‪ .‬وأسستُ‬ ‫ألوركسرتا صغرية يف الـ ‪ 2011‬وأسميتها "القاشوش"‪.‬‬ ‫ومازالت أعمل عىل مرشوعي الخاص الذي يحفر موسيقاه‬ ‫يف قلبي‪.‬‬ ‫أغ ّني "نوطات سوريا"‪ ،‬وأبدأ كل حفاليت بغناء أسامء‬ ‫املعتقالت واملعتقلني واملخطوفات واملخطوفني‪ :‬رزان زيتونة‪،‬‬ ‫حمدي‪ ،‬عبد العزيز الخري‪،‬‬ ‫سمريه الخليل‪ ،‬وائل حامده‪ ،‬ناظم ّ‬ ‫يحيى الرشبجي‪ ،‬زيك كورديللو‪ ،‬باولو ديالوليو‪.‬‬ ‫“أراهُم‪ ..‬قلبي يراهُم أريد أن أخبأهم يف املستقبل"‪،‬‬ ‫هذه أيضا قطعة ألّفتُها وغنيتها يك ال أبيك دوماً‪ .‬أنا ال أنتقم‪،‬‬ ‫أحب‪ ،‬هذه هي ذاكريت املستقبلية أغنية أزلية تصل األزمنة‬ ‫أنا ّ‬ ‫ببعضها نحو الحرية‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫باب شرقي‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 32‬آب ‪2018‬‬

‫من معرض صور قيصر‬

‫"العدالة هي الطريقة المثلى لتحقيق السالم‪..‬‬ ‫حتى لو احتاج تحقيقها إلى وقت"‬ ‫حل قضية املعتقلني‪ ،‬إمنا تتم محاولة تسيس امللف‬ ‫اللحظة ّ‬ ‫وجعله قابالً للتفاوض!‬

‫خاص أبواب‬

‫هل لديك أمل أن تتوصل هذه الجهود إىل أي نتيجة؟‬ ‫القضاء ليس مجرد أمل للسوريني‪ ،‬فالعدالة هي الخيار األمثل‬ ‫لتحقيق السالم حتى لو احتاج األمر إىل وقت‪ ،‬فهو عمل‬ ‫تراكمي‪ .‬األهم هو وصول الحقوق ألصحابها بتطبيق العدالة‪،‬‬ ‫وأال نصل إىل حل سيايس فقط ثم يتم نقضه كام حدث يف‬ ‫اليمن‪ ،‬وإمنا أن نتوصل إىل حل دائم وعادل‪ ،‬فالسالم الدائم ال‬ ‫ميكن تصوره ما مل تطبق العدالة للضحايا وذويهم ومحاسبة‬ ‫مرتكبي هذه الجرائم‪.‬‬

‫يف مبنى الفنون ‪ Kunstgebäude‬يف مدينة شتوتغارت‬ ‫األملانية بدأ يف ‪ 27‬حزيران الفائت املعرض األول لصور‬ ‫"قيرص" بجهود منظمة "مجموعة ملفات قيرص"‬ ‫والسيدة تينا فوكس وبرعاية من مؤسسة هايرنيش‬ ‫بول وقد استمر املعرض ألسبوعني‪ .‬وقيرص "سيزر" هو‬ ‫االسم املستعار للمصور العسكري الذي ه ّرب آالف الصور‬ ‫لضحايا التعذيب يف سجون املخابرات السورية‪.‬‬ ‫وقد رافق معرض الصور معرض فني تركيبي‬ ‫‪ Installation‬للفنانة السورية "عبري فرهود"‪.‬‬ ‫عىل هامش املعرض التقت "أبواب" املحامي "ابراهيم القاسم"‬ ‫القائم عىل املعرض وأحد مؤسيس "مجموعة ملفات قيرص"‪،‬‬ ‫وهو يقيم يف أملانيا حالياً‪ ،‬ويعمل يف املركز األوريب للحقوق‬ ‫الدستورية وحقوق اإلنسان ‪ ،ECCHR‬يف بناء امللفات‬ ‫القضائية التي تقدم أمام القضاء األملاين أو الدول األوربية‬ ‫األخرى ضد مرتكبي االنتهاكات الجسيمة لحقوق اإلنسان‬ ‫يف سوريا‪ .‬وكان واحدا ً من املحاميني املدافعني عن املعتقلني‬ ‫أمام املحاكم السورية سيام محكمة قضايا اإلرهاب‪ ،‬ولقناعته‬ ‫بإمكانية تطوير اسرتاتيجيات العمل لخدمة قضية املعتقلني‬ ‫أكرث من الخارج وألسباب أخرى غادر سوريا منذ ما يقارب‬ ‫أربع سنوات‪.‬‬

‫زاوية من معرض الصور‬

‫من هناك كان الحوار التايل‪:‬‬ ‫حدّثنا عن "مجموعة ملفات قيرص"؟‬ ‫لقد اخرتنا اسم "قيرص" ألنه مثال للناشطني والناشطات‬ ‫العاملني يف الخفاء‪ ،‬ولدينا أعضاء داخل سوريا وخارجها‪ .‬هي‬ ‫من املنظامت التي تعمل عىل الدعاوى املقدّمة ضد رموز النظام‬ ‫السوري‪ ،‬وغريهم من مرتكبي االنتهاكات الجسيمة لحقوق‬ ‫اإلنسان يف سورية‪.‬‬ ‫ونحن كمنظمة نتعاون مع املركز األورويب للحقوق الدستورية‬ ‫وحقوق اإلنسان يف برلني‪ ،‬والذي يقوم ببناء كل امللفات‬ ‫بجهد كامل وكبري ويقيم الدعاوى يف أملانيا وفرنسا والنمسا‪،‬‬ ‫وتتعاون معه بعض من املنظامت الذين يرفدونه باملعلومات‬

‫"املغيبون" عمل تركيبي للفنانة عبري فرهود‬

‫زاوية من معرض الصور‬

‫واألدلة‪ .‬أما منظمتنا "مجموعة ملفات قيرص" فتستمر يف‬ ‫توثيق االنتهاكات الحاصلة منذ سنوات يف سوريا عرب جمع‬ ‫األدلة والوثائق ودعم امللفات القضائية‪ ،‬كالقضية املقدمة‬ ‫يف إسبانيا مثالً والتي رفعتها سيدة سورية لديها الجنسية‬ ‫اإلسبانية بعد قتل أخيها تحت التعذيب يف أحد األفرع األمنية‬ ‫السورية‪ .‬وأقمنا دعوة خاصة بالوثائق التي لدينا يف أملانيا‪،‬‬ ‫استخدمنا فيها الصور والوثائق‪ ،‬وقد تأكد منها مكتب االدعاء‬ ‫األملاين وصادق عىل صحتها‪.‬‬

‫ما الهدف من املعرض اليوم برأيك؟‬ ‫للمعرض عدة أهداف‪ ،‬أولها فتح بوابة ألهايل الضحايا‬ ‫واملعتقلني للتواصل مع املنظمة‪ ،‬فللسوريني عامة حق يف‬ ‫هذه الوثائق بالتأكيد‪ ،‬ولكنها يف النهاية هي حق ألهايل‬ ‫الضحايا‪ .‬الهدف الثاين هو تسليط الضوء عىل معاناة‬ ‫املعتقلني املستمرة‪ ،‬وتحريض الرأي العام األورويب لجعل‬ ‫قضية املعتقلني مستمرة يف وجدانه‪ ،‬فالصور تغطي بعض‬ ‫األفرع األمنية يف سوريا لفرتة معينة فقط‪ ،‬فيام مل يتم حتى‬

‫سؤايل كان ألننا اعتقدنا أن صور قيرص سته ّز العامل‬ ‫حني خرجت عىل العلن‪ ،‬ولكن لألسف ما من تغيري‬ ‫حقيقي حدث‪.‬‬ ‫لآلسف تخاذل املجتمع الدويل عن القيام بواجباته تجاه‬ ‫إيجاد حل عادل يف سوريا‪ ،‬أرخى بظالله عىل كافة املسارات‪،‬‬ ‫وتاريخياً املحاكم الدولية التي نظرت يف جرائم حرب وجرائم‬ ‫ضد اإلنسانية وجرائم إبادة جامعية تم تشكيلها بقرار دويل‬ ‫صادر عن مجليس األمن‪ ،‬كام أن هناك ارتباط بني املحكمة‬ ‫الجنائية الدولية ومجلس األمن الدويل‪ ،‬وهو يتدخل يف عملها‬ ‫من خالل إحالة قضية لها أو طلب وقف النظر يف قضية لها‬ ‫ملدة سنة قابلة للتجديد‪.‬‬ ‫لكن هذا ال يغري من حقيقة الواقع أن العدالة هي خيارنا‬ ‫األفضل لتمكني الضحايا وذويهم من الوصول لحقوقهم‪ ،‬لذلك‬ ‫كان الحل األمثل حالياً التوجه للمحاكم الوطنية األوروبية التي‬ ‫تعتمد مبدأ االختصاص القضايئ العاملي الشامل‪ .‬باعتقادي‬ ‫نحن نسري يف الطريق الصحيح‪ ،‬بدليل أننا بدأنا نحصد النتائج‬ ‫تحصلنا عىل أول مذكرة توقيف دولية بحق‬ ‫ففي ‪ 8‬حزيران‬ ‫ّ‬ ‫اللواء جميل الحسن‪.‬‬ ‫وماذا عن العمل يف القادم؟‬ ‫مستمرون‪ ،‬فاليوم مثالً أعلنا عن انتهاء زيارة أصدقائنا‬ ‫"قيرص" و"سامي" إىل الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬حيث كانا‬ ‫يف جلسة استامع يف الكونغرس األمرييك‪ ،‬وعرضا للوضع‬ ‫الحايل للسوريني تحت قصف النظام‪ ،‬وخصوصاً ما يحدث‬ ‫يف هذا الوقت يف درعا‪ ،‬كام عرضا وضع املعتقلني‪ ،‬والبد يف‬ ‫النهاية للجهود أن تثمر‪.‬‬

‫ورشة شبكة المرأة السورية‪ ..‬النساء في تحليل النزاعات ومهارات التفاوض‬ ‫تقرير‪ :‬ماجدة صباغ‬

‫بدأت الورشة بالتعريف بالحارضات‬ ‫والحارضين وتوقعاتهم املرجوة من الورشة‪،‬‬ ‫والتعريف باملدرب ومهاراته وأهدافه التي‬ ‫سيصل إليها من خالل املتدربني‪ ،‬تضمنت‬ ‫الورشة الجدال والسجال مالهام وما عليهام‪،‬‬ ‫الحوار البناء ومصادر قوته‪ ،‬تحليل النزاع‪،‬‬ ‫مهارات تسيري الحوار البناء قوالً وفعالً‪،‬‬ ‫كيفية التعامل مع العواطف‪ ،‬تحديات تسيري‬ ‫الحوار البناء وسبل مواجهتها‪ ،‬واملبادئ‬ ‫األخالقية للعمل كميرسين‪ .‬كام قام املتدربون‬ ‫بتدريبات عملية بني بعضهم البعض‪،‬‬ ‫إلسقاط ما تعملوه عىل تجاربهم الخاصة‪.‬‬

‫ال تزال "شبكة املرأة السورية" مستمرة‬ ‫يف خطة عملها يف دعم النساء‬ ‫ومتكينه ّن وتعزيز املشاركة الفاعلة لهن‬ ‫عىل جميع األصعدة ويف كافة املناطق‬ ‫وتكريس ثقافة املساواة بني املرأة‬ ‫والرجل‪ ،‬ويف هذا السياق أقامت الشبكة‬ ‫بالتعاون مع منظمة أولف باملا سنرت و‬ ‫‪ ABF‬ورشة تحليل النزاعات وأدوات‬ ‫وآليات التيسري يف الوساطة والحوار‬ ‫الب ّناء‪.‬‬ ‫أُقيمت الورشة مع املدرب "ثائر كريم‬ ‫إسامعيل" وهو مدرب متخصص يف‬ ‫مركز أوف باملا يف السويد ضمن‬

‫إطار اتفاقية التعاون الدائم بني الشبكة‬ ‫ومنظمة أولف باملا و‪ ABF‬يف مدينة‬ ‫غازي عنتاب الرتكية يف السادس من‬

‫حزيران املايض‪ ،‬وقد استهدف فيها‬ ‫حوايل ‪ 20‬متدرب‪/‬ة من الناشطني‪/‬ات‬ ‫املتواجدين يف تركيا‪.‬‬

‫اختتمت الورشة مع ممثلة شبكة املرأة‬ ‫السورية يف مدينة غازي عنتاب السيدة خولة‬ ‫دنيا‪ ،‬باالستامع آلراء املتدربني عن كيفية‬

‫تكريس معلومات املادة العملية وتطبيقها‬ ‫بشكل جامعي‪ ،‬والتنسيق مع املتدربني‬ ‫لعقد جلسات حوارية يف مكتب الشبكة‬ ‫يف مدينة غازي عنتاب لتطبيق املحاور‬ ‫التي تم الرتكيز عليها يف الورشة‪ ،‬والتي‬ ‫قد يكون تأثريها فاعالً يف الحياة عىل‬ ‫الصعيدين العميل والشخيص‪.‬‬ ‫يذكر أن شبكة املرأة السورية (شمس)‬ ‫تأسست يف فرباير العام ‪ 2013‬وهي‬ ‫تلتزم باملعايري اإلنسانية وتعمل عىل‬ ‫ترسيخ الدميقراطية وحقوق االنسان‬ ‫ومشاركة املرأة يف صنع القرار يف‬ ‫سوريا الجديدة‪ ,‬كام أنّ للشبكة دور‬ ‫فاعل وهام باالرتقاء بأوضاع املرأة‬ ‫السورية‪.‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 32‬آب ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫إنه طوفان التغيير في بالد اللجوء‪ ..‬فما الذي تغير فيك؟‬ ‫رشا الخضراء‬

‫تغيات أعمق‪ ،‬ونسرب تحوالت‬ ‫إذا حاولنا أن نغوص يف ّ‬ ‫داخلية وجذرية كاملعتقدات الدينية مثالً‪ ،‬فقد كان هناك‬ ‫صعوبة يف التعبري عنها‪ ،‬ألننا ما زلنا نخاف املجتمع‬ ‫جس من أحكامه املسبقة علينا! أما خلف الكامريا‬ ‫ونتو ّ‬ ‫فغالباً ما يطول البوح واألحاديث الرصيحة‪.‬‬

‫إعالمية سورية مقيمة في ألمانيا‬

‫ضمن فيديو قمت بتصويره وإعداده مؤخراً‪ ،‬قمت‬ ‫بسؤال القادمني الجدد عن التغيريات التي طرأت‬ ‫عليهم بعد الهجرة‪ ،‬فتعددت االجابات رغم خجل‬ ‫أصحابها عن الحديث بكل جرأة‪ .‬فعندما تفاجأ‬ ‫بسؤال‪ :‬ما الذي تغري فيك؟ وبعد أن م ّرت عليك كل‬ ‫تلك الظروف القاسية من األحداث املرافقة للثورة‬ ‫السورية‪ ،‬وما أىت بعدها من فوىض وحرب وطريق‬ ‫الهجرة‪ ،‬وأخرياً محاوالت البدء بتأسيس حياة‬ ‫جديدة يف بلد جديد بالكلية‪ ،‬هل تستطيع أن تجيب‬ ‫فوراً؟! هل تحرضك اإلجابة مبارشة؟! أم أنك مل‬ ‫تغيت جذرياً؟‬ ‫تواجه نفسك بعد بهذا السؤال؟ هل ّ‬ ‫أم أنك الزلت متمسكاً بقوة بكل تفاصيل الحياة‬ ‫سابقاً رغم تغري الظروف؟‬

‫رغم ذلك ويف بالد الحريات بات األفراد يرصحون عن‬ ‫أشياء أكرث مل يكن لهم أن يفكروا بالحديث عنها قبالً‬ ‫ضمن أفراد مجتمعهم املصغر‪ ،‬كنظرتهم للمختلف عنهم‪،‬‬ ‫وخاصة دينياً‪ ،‬وآرائهم ومواقفهم السياسية‪ ،‬وأخريا ً‬ ‫وليس آخرا ً ميولهم الجنسية‪ .‬أي أننا نالحظ نوعاً ما‬ ‫جرأة أكرب يف مامرسة حرية الكالم والرأي‪ ،‬وهذا يعترب‬ ‫بداية جيدة ملجتمع يطمح لبناء دولة دميوقراطية ذات‬ ‫حريات فردية‪ ،‬ولو كانت هذه الحرية اآلن قيد الوالدة أو‬ ‫يانعة مل تنضج بعد‪.‬‬

‫قد يظن البعض أن سبب تغريهم يف بعض األمور هو‬ ‫تقدمهم يف العمر‪ ،‬وبالتايل نضجهم‪ ،‬وقد يكون هذا‬ ‫عامالً من العوامل ولكنه ليس العامل األسايس‪ .‬فال‬ ‫ننىس أن السفر بشكل عام ومن ث ّم االغرتاب يوسعان‬ ‫أفق األشخاص‪ ،‬والتعرض لخربات جديدة من شأنها أن‬ ‫تضفي حالة من التن ّور الفكري والنظرة املختلفة للحياة‪،‬‬ ‫هذا إن أراد الشخص أن يعتربها شيئاً إيجابياً وليس‬ ‫انحرافات البد أن يقاومها حتى ال يضيع يف املجتمع‬ ‫الجديد! قد يكون التغيري حتمياً يف الحياة ملن أراد‬ ‫التطور‪ ،‬شأننا يف ذلك شأن كل يشء يف هذه الحياة‪.‬‬

‫هذه األشياء هو انعكاس لتغيري أعمق! البعض اآلخر‬ ‫يشعر بتغيري طباع شخصية لديه مثل من يتمتعون مع‬ ‫الزمن بصرب وطولة بال‪ ،‬وقد يعتقدون بأن هذا التغيري‬ ‫فُرض بسبب البريوقراطية األملانية والهدوء والبطء املميّز‬ ‫للشعوب األوروبية حكومة وشعباً!‬

‫بعض الناس تتغري سطحياً أو ظاهرياً‪ ،‬فقط كتغيري‬ ‫املظهر الخارجي أو طريقة الحديث‪ ،‬ولرمبا كان تغيري‬

‫احرتام املواعيد‪ ،‬فكر العمل التطوعي‪ ،‬وعدم التدخل‬ ‫بشؤون اآلخرين‪ ،‬بعض األمور التي نسمع الكثري من‬

‫ونظل نتساءل‪ ،‬هل تغريت رغبتنا يف الحياة أو‬ ‫أولوياتنا؟ هل نتأثر بهذه البيئات الجديدة وال نؤثر؟ إىل‬ ‫أي درجة يكون التغيري مقبوالً ومتى نعتربه إيجابياً؟‬ ‫وهل فعالً منتلك الحق يف تقرير هذه األمور نيابة عن‬ ‫األفراد؟‬

‫ميكن للراغب االطالع عىل الفيديو عىل ‪:youtube‬‬ ‫قناة ‪Rasha and Life‬‬

‫املهاجرين يعدّدونها ويتحدثون عن اكتسابهم لها بعد‬ ‫هجرتهم وتأثرهم بشعوب الدول املضيفة‪ .‬أما أبرز‬ ‫التغيات التي نسمع الجميع نساء ورجاالً يقولونها فهي‬ ‫ّ‬ ‫القدرة عىل تحمل املسؤولية الفردية والعمل بجد أكرب‪،‬‬ ‫أضف إىل مهارة الطبخ التي تسابق إليها الرجال قبل‬ ‫النساء نتيجة العيش مبفردهم‪ ،‬أو كون الزوجة تدرس أو‬ ‫تعمل‪ ،‬وبالتايل تع ّود الرجل الرشقي عىل تقاسم املسؤولية‬ ‫مع زوجته‪ ،‬وهذا يعد واحدا ً من أهم التغريات اإليجابية‪.‬‬

‫هل إن من ي ّدعي أنه مل يتغري أبدا ً‪ ،‬ليقال عنه بأنه أصيل‬ ‫أو صاحب مبدأ‪ ،‬هو حقاً مل يتغري أبدا ً؟! أم أنه يخاف أن‬ ‫يعرتف بأن رياح التغيري طالته‪ ،‬وهو خوف من املجهول‬ ‫أو من اآلخر يجعله يقاوم التغيري أو ال يعرتف به؟‬ ‫لرمبا سيكون من املجدي دراسة هذه التغريات كلها‪،‬‬ ‫ومعرفة عمقها وتأثريها عىل األجيال القادمة‪ ،‬ومدى‬ ‫تأثريها عىل الهوية‪ ،‬ولكن لهذا دراسات وجهود أخرى‪.‬‬

‫الالجئ السوري ذو "اإلعاقة"‬

‫من الحرب إلى آالم اللجوء ووهن التخلي‬

‫رشا الصالح‬ ‫أكّد تقرير األمم املتحدة لعام ‪ 2017‬وجود ‪ 2.8‬مليون‬ ‫سوري يعانون من إعاقة جسدية دامئة بسبب الحرب‪.‬‬ ‫وذكر التقرير كذلك "تع ّرض ‪ 30‬ألف إنسان يف سوريا‬ ‫شهرياً لصدمة نفسية جراء الرصاع"‪.‬‬ ‫وفقاً للتقديرات التابعة ملنظمة الصحة العاملية فإن ‪ 2.3‬إىل‬ ‫‪ 3.3‬مليون شخص من النازحني قرسا ً يف العامل هم من‬ ‫ذوي اإلعاقات‪ ،‬ثلثهم من األطفال‪ .‬هؤالء معرضون لإليذاء‬ ‫الجسدي والجنيس والعاطفي‪ ،‬وغالباً يعاين ذوو اإلعاقة من‬ ‫العزلة االجتامعية ويواجهون خطر التخيل من قبل اآلخرين‬ ‫أثناء عمليات الفرار‪.‬‬ ‫بسبب من الحرب الطاحنة التي تركت أثارا ً كبرية عىل كل‬ ‫رشائح املجتمع السوري من قتل وتهجري وإصابات واعاقات‬ ‫ومايقارب ‪ 470000‬قتيل‪ ،‬مبا يف ذلك ما يزيد عن ‪12000‬‬ ‫من األطفال‪ ،‬وأكرث من ‪ 7,6‬مليون نزحوا داخلياً‪ ،‬تشري‬ ‫تقديرات اليونيسف أن ‪ 8.4‬مليون طفل تأثر بالرصاع سواء‬ ‫داخل سوريا أو خارجها‪ .‬وستة ماليني طفل سوري بحاجة‬ ‫إىل مساعدات إنسانية‪ ،‬أكرث من ‪ 2‬مليون طفل ال يحصلون‬ ‫عىل تلك املساعدات ألنهم يعيشون يف مناطق يصعب‬ ‫الوصول إليها أو تحت الحصار‪ .‬كذلك قدّرت لجنة الالجئني‬ ‫يف األمم املتحدة أن واحدا ً من خمسة الجئني تأثر باعتالل‬ ‫جسدي أو نفيس أو عقيل‪ ،‬ومن بني ‪ % 22‬ممن يعانون‬

‫إعاقة ‪ % 13.4‬هم من األطفال‪ ،‬ولديهم قصور يف التفكري‬ ‫مبا يتضمن حاالت التوحد‪.‬‬ ‫(ياسمني) فتاة يف الثانية عرشة من عمرها كانت تعاين‬ ‫من شلل نفيس وتبول ال إرادي وصعوبة يف النطق وعزلة‬ ‫اجتامعية‪ ،‬حيث قُتل أبواها أمام عينيها يف مدينة إدلب‪.‬‬ ‫استطاعت الهرب مبساعدة أحد السائقني‪ ،‬ويف مركز للرعاية‬ ‫للنفسية يف مدينة شهبا تم اإلرشاف عليها من قبل لجنة‬ ‫الدعم النفيس (بيتي أنا بيتك) عىل مدى ثالث سنوات‪،‬‬ ‫وإعادة تعليمها ودمجها بالصفوف العالجية التعليمة يف‬ ‫املدينة‪ ،‬حيث استطاعت الكالم‪ .‬تقول (ياسمني)‪" :‬أتذكر‬ ‫مشهد أبوي بحزن وفقدان أخي وصعوبة وصويل ملدينة‬ ‫آمنة‪ .‬أحاول النسيان فأنا اآلن أتعلم وأحظى برعاية تعليمية‬ ‫وصحية‪ ،‬استطعت من خاللها الكالم"‪.‬‬ ‫إضافة لألطفال هناك الالجئون املسنون‪ ،‬وهم الرشيحة األكرث‬ ‫ضعفاً بخاصة املعاقني منهم‪ .‬حيث أن ‪ % 66‬من الالجئني‬ ‫السوريني املسنني لديهم إعاقة‪ ،‬بينام ‪ % 33‬منهم لديه إعاقة‬ ‫شديدة و ‪ % 65‬منهم يعانون من اإلجهاد النفيس‪.‬‬ ‫تعاين النساء ذوات اإلعاقة من صعوبات مضاعفة‪ ،‬حيث أن‬ ‫ثلث النساء ذوات اإلعاقة يتعرضن إلساءة نفسية أو جنسية‬ ‫أو بدنية يف حاالت الكوارث الطبيعية والرصاعات‪ ،‬وفقا ملا‬ ‫جاء يف تقرير عام ‪ 2015‬للمنظمة الدولية لألشخاص ذوي‬ ‫اإلعاقة‪ ،‬إىل جانب الصعوبات التعليمية والتثقيفية التي تقل‬

‫فرصة الحصول عليها يف املخيامت ودول اللجوء‪.‬‬ ‫(ابتسام) امرأة كفيفة تبلغ ‪ 42‬عاماً ف ّرت من حلب مع‬ ‫زوجها وأوالدها الثالثة‪ ،‬وشقّوا طريقهم إىل اليونان ومن‬ ‫ثم إىل الرنوج عىل منت قارب مع ‪ 40‬شخصاً رافقوهم تلك‬ ‫الرحلة الخطرة‪ ،‬ومنهم (فيصل) الشاب الجامعي الذي غادر‬ ‫القارب سباحة فالتقطه خفر السواحل اإليطالية‪ ،‬ومن ثم‬ ‫وصل كندا ليحصل عىل اللجوء هناك بعد رحلة استمرت ‪6‬‬ ‫أشهر‪ .‬عاىن (فيصل) كثريا ً ووصل إىل مراحل شديدة من‬ ‫اإلكتئاب نتيجة الخوف والحرب واملخاطر التي شهدها يف‬ ‫سوريا كفقدان منزله وموت أصدقائه‪ ،‬األمر الذي حال دون‬ ‫استمرار تعليمه وعزلته االجتامعية التي تحولت لحالة من‬ ‫الرصع والرهاب التوحدي‪ .‬يقول فيصل‪" :‬قررت الخروج‬ ‫من سوريا باملراكب غري الرشعية هرباً من األمل وملالقاة‬ ‫وعل أستطيع الحصول عىل العالج واكامل‬ ‫أختي يف كندا ّ‬ ‫مسرية حيايت‪ .‬لكني يف حايل هذه أشهد املوت بأم عيني وال‬ ‫أستطيع فعل يشء"!‬ ‫هناك حوايل مليون معاق سوري أو أكرث يف تركيا مل‬ ‫يس ّجل منهم إال ‪ 280‬ألف حالة إعاقة شديدة‪ ،‬وفقاً لعدد من‬ ‫الدراسات االستقصائية التي أجريت بني ‪ 2014-2013‬ويف‬ ‫البلدان املجاورة كاألردن ولبنان يشكل الالجئون نسبة بني‬ ‫‪ 20-30%‬من نسبة السكان األصليني‪ ،‬ومايقارب ‪30%‬‬ ‫منهم إما معاقني أو يعانون حاالت صحية خطرية‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل ما ينقصهم من رعاية صحية ومساعدات إنسانية‪.‬‬

‫(خلدون سنجاب) شاب سوري من ريف دمشق مصاب‬ ‫بحالة شلل رباعي ويعيش عىل جهاز تنفس مربوط‬ ‫بالكهرباء‪ .‬هو مربمج مبدع يعمل بلسانه وشفتيه عىل‬ ‫الربمجة‪ ،‬استطاع بداية العام ‪ 2012‬الخروج من سوريا‬ ‫اىل لبنان مع زوجته يرسى التي تتحدّث قائلة‪" :‬بدأت‬ ‫املعاناة الحقيقة لحظة خروجنا من سوريا‪ ،‬حيث وجدنا‬ ‫صعوبة كبرية يف اللجوء‪ ،‬فاملفوضية السامية لألمم املتحدة‬ ‫املعنية بشؤون الالجئني يف لبنان رفضت مساعدتنا للسفر‬ ‫خارج لبنان الستكامل العالج‪ ،‬وأغلقت امللف‪ .‬كذلك رفضت‬ ‫بريطانيا قبولنا فخلدون اليوافق املعاير الصحية املنصوص‬ ‫عليها‪ .‬وكان بقاؤنا داخل لبنان صعباً بسبب ارتفاع أجور‬ ‫العالج‪ ،‬فاملفوضية ال تغطّي مصاريفه واألجهزة الصحية‬ ‫تتعطل كل فرتة وهذا قد يودي بحياة خلدون‪ ،‬كام أن‬ ‫انقطاع التيار الكهربايئ خطر الرتباط جهاز التنفس‬ ‫بالكهرباء‪ ،‬مام أدى إىل تراجع وضعه وعمله املرتبط‬ ‫باإلنرتنت والذي أث ّر عىل وضعه النفيس أيضاً‪.‬‬ ‫رغم الجهود املبذولة من كثري من املنظامت الدولية لتحسني‬ ‫الرعاية املقدمة لألشخاص األكرث عرضة للخطر‪ ،‬فإن تدابري‬ ‫املساعدة والحامية املص ّممة للغالبية نادرا ً ما تلبي االحتياجات‬ ‫الخاصة لذوي اإلعاقات‪ .‬حسب ما أفادت األمم املتحدة‪ ،‬فنظرا ً‬ ‫النعدام إجراءات التحديد واإلحالة‪ ،‬وضعف تكييف الخدمات‬ ‫وتدين مستوى قدرة الوصول‪ ،‬يحرم مئات آالف األشخاص من‬ ‫ذوي اإلعاقة فعلياً من املساعدات اإلنسانية التي يستحقونها‬ ‫كل عام والذي يشكل خطرا ً يهدد بقاءهم‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫‪Kinder‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 32‬آب ‪2018‬‬

‫باب شرقي‬

‫‪Kinder‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 32‬آب ‪2018‬‬

‫‪21‬‬

Auf Deutsch 2018 ‫ آب‬- 32 ‫ العدد‬- ‫السنة الثالثة‬

22

Nimr aus Syrien: "Bei ‘typisch deutsch’ denke ich im ersten Moment an etwas wie kohlensäurehaltiges Mineralwasser. Ja, in meinem Heimatland wusste ich nicht, dass es so etwas gibt. Ich muss mich immer noch daran gewöhnen, dass dieses Wasser einen Geschmack hat."

Ali aus Afghanistan: "Ich verbinde damit Menschen, die abends mit ihren Hunden spazieren gehen. Sie leben und verbringen ihre Zeit mit einem Hund, statt mit ihren Mitmenschen. Wie kann ein Mensch ein Zimmer mit einem Hund teilen?". Ali machte den Eindruck, als würde er sich freuen, endlich seine Meinung äußern zu dürfen. Der Vater von drei Kindern kam als Analphabet nach Deutschland und besucht hier zum ersten Mal in seinem Leben eine Schule.

@mohamad.omran79

TYPISCH DEUTSCH!

An einem ruhigen, leicht bewölkten Morgen betritt die junge deutsche Lehrerin Rosa den Unterrichtssaal. In einer schönen und didaktischen Schrift schreibt sie an die Tafel: "Typisch deutsch! Was verbindet ihr damit?". sie ihren Schülern einen Zugang zu den Mysterien der deutschen Sprache. Die Schüler sind alt und haben Träume. Sie sind aus unterschiedlichen Ländern nach Deutschland gekommen, manche von ihnen auf der Flucht vor Krieg. Nun müssen sie die Sprache der Aufnahmegesellschaft lernen und diese einfache und gleichzeitig unmögliche Frage an der Tafel beantworten.

Was werden sie antworten? Einige von ihnen können sich immer noch nicht von der Angst freimachen, dass sie aus diesem Land ausgewiesen werden könnten, wenn sie offen ihre Meinung sagen und diese der Mehrheitsgesellschaft nicht passt. Und wie werden sie ihre Antworten in dieser schweren und widerspenstigen Sprache formulieren?

Dr. Najat Abdel Samad Syrische Schriftstellerin und Ärztin, lebt in Deutschland.

Ihr entschlossenes Auftreten während der Arbeit macht Rosa wahrscheinlich zu einem guten Beispiel für die Wendung "typisch deutsch". Schließlich eröffnet

Aufgeregt, als würde sie leidenschaftlich ein Gedicht vortragen, antwortet Raghd: "Typisch deutsch bedeutet für mich Technologie, Fortschritt und Freiheit". Raghd kommt aus Syrien und ist 20 Jahre alt. In Syrien besuchte sie die fünfte Klasse der Mittelschule, bevor sie fliehen musste und schließlich vor zwei Jahren Deutschland erreichte. Die letzten sieben Jahre hat sie keine Schule besucht, um beispielsweise zu lernen, dass

Freiheit zu den wichtigsten Bedingungen für technologischen Fortschritt gehört.

Katy aus China: "Ich verbinde damit das Vertrauen des Menschen, sein Land aufzubauen". Randa aus Syrien: "Die Sauberkeit! Auf der Straße, im Park, im Wald, am See, in Gebäuden und auf Märkten. Ich kann mich darauf verlassen, dass das Essen in den Restaurants sauber ist". Khaldoun aus Syrien: "Du, Rosa, bist für mich typisch deutsch! Du bist jung und schön, trägst kein Makeup, alte Flipflops und ganz normale Kleidung. Dennoch siehst du für mich nicht weniger schön aus als meine Schwester, die früher als Krankenschwester gearbeitet hat.

Sie verbrachte regelmäßig zwei Stunden vor dem Spiegel, bevor sie auf die Arbeit ging."

Die junge, dunkelhäutige Marouana aus Afghanistan: "Was ich mit Deutschland verbinde? Zu wenig Sonne. Der Himmel ist leider immer bewölkt und düster. Wenn mal die Sonne scheint, fühlt es sich für mich an, als wäre ich wieder in Afghanistan."

Alina aus Cuba: "Mit Deutschland verbinde ich das endlose Autobahnnetz. Es ist ein verflochtenes Netz von Schnellstraßen, wie die Arterien des menschlichen Körpers."

Die laute Stimme von Raphael aus Mexiko gibt Rosa ihr kindliches Lachen zurück: "Warum so kompliziert? Deutschland bedeutet für mich Bier, Kartoffeln und leckeres Schweinefleisch. Außerdem verbinde ich mit Deutschland eine besondere Art des Fußballspiels, die dem Aufbau einer mathematischen Formel gleicht. Wenn ich ein Spiel der deutschen Mannschaft schaue, muss ich mich so konzentrieren, dass ich das Spiel nicht genießen kann. Am Ende gewinnt die deutsche Mannschaft und ich bin stolz, allerdings kann ich mich nicht freuen. Die Art und Weise des deutschen Spiels macht keine Freude. In Mexiko dagegen ist die Freude am Fußball wie die Luft zum Atmen, wir genießen das Spiel.

Deborah aus Nigeria: "Deutschland ist das Land, in dem es gesetzlich verboten ist, mich aufgrund meiner Hautfarbe zu diskriminieren". Leslie widerspricht: "Ich komme aus Cuba und bin braun-, nicht schwarzhäutig. Bis gestern dachte ich genauso wie du über Deutschland. Aber gestern kam es zu einem Vorfall, als ich in einem Café saß. Ich habe etwas bestellt, aber die Kellnerin wollte mich nicht bedienen.

Ohne dass sie es aussprechen musste, sagte mir etwas in ihrer Stimme und ihrem Gesichtsausdruck: ich möchte dich nicht bedienen, weil du eine Ausländerin, bzw. weil du keine Deutsche bist!"

Lisa aus der Ukraine: "Bürokratie ohne Ende.

Ich werde wohl hier in Rente gehen, bevor ich meinen Papierkram erledigt habe."

Nach dieser Klasse werden noch viele andere Deutschklassen die Frage erörtern, was typisch deutsch ist. Da der Einfluss der Menschen aufeinander gegenseitig ist, wird sich die Bedeutung der Wendung unweigerlich verschieben und neu gedacht werden.

Übersetzung: Mohamed Boukayeo, Mahara-Kollektiv, boukayeo@mahara-kollektiv.de

23

Auf Deutsch 2018 ‫ آب‬- 32 ‫ العدد‬- ‫السنة الثالثة‬

Tarek Aziza Syrischer Schriftsteller und Mitglied der Abwab-Redaktion.

Asylstreit: Regierung auf der Flucht Ein Ende der Kontroverse über den Themenkomplex "Flucht und Migration" ist leider nicht absehbar. Es scheint das Thema unserer Zeit zu sein, in Europa im Allgemeinen und in Deutschland im Speziellen.

Wie kann man sich sonst erklären, dass die Regierungskoalition in Deutschland beinahe an einem "Asylstreit" zerbrochen wäre? Dabei waren der Unterzeichnung des Koalitionsvertrags doch bereits schwierige Verhandlungen vorausgegangen.

Die Fortführung der Koalition erforderte nun weitere Verhandlungen zwischen Bundeskanzlerin Merkel und Innenminister Seehofer, an deren Ende eine "Einigung" zur Regulierung der Zahl der nach Deutschland kommenden Flüchtlinge und Migranten stand. Allerdings scheinen sich die Beteiligten nicht ganz einig über deren Auslegung und Umsetzung zu sein.

Vor dem Hintergrund dieses wiederkehrenden "Asylstreits" stellen sich die folgenden Fragen: Haben die europäischen Regierungen, und speziell die deutsche Regierung, keine anderen Probleme, die ähnlich viel Aufmerksamkeit verdienen?

Gibt es keine anderen politischen, wirtschaftlichen und sozialen Ziele mehr? Warum stand das Thema "Flucht und Migration" in den letzten Jahren immer ganz oben auf der Prioritätenliste?

Was ist etwa mit dem sozialen Wohnungsbau? Sowohl die Zahl als auch die Qualität der verfügbaren Sozialwohnungen in den Großstädten gehen immer weiter zurück. Das Problem verschärft sich zusehends, weil hier eine politische Strategie fehlt. In Berlin etwa feiern selbst viele Deutsche die Unterzeichnung eines Mietvertrags für eine bescheidene Wohnung nach zwei Jahren Wartezeit wie einen Lottogewinn!

Ein anderes Thema: Was gedenkt die Regierung gegen die fehlenden Kita-Plätze zu unternehmen? Obwohl die deutsche Politik Familien und Kinder fördert, leiden Tausende Familien darunter, dass sie keine Betreuungsplätze für ihre Kinder finden können. Was ist mit der sozialen Schieflage in Deutschland?

Die Schere zwischen Arm und Reich geht immer weiter auseinander. Hinzu kommt ein überbordendes bürokratisches System, das sich nicht nur negativ auf das Leben der Bürger auswirkt, sondern auch die Fähigkeit der Regierung zur effizienten Problemlösung beeinträchtigt.

Die aktuelle politische Situation ist paradox: Die Regierung scheint auf der Flucht zu sein. Sie flüchtet vor wichtigen politischen Herausforderungen, die breite Teile der Bevölkerung betreffen. Auf der Flucht vor dieser Verantwortung flüchtet sie sich zu den Flüchtlingen. Um ihre Flucht zu rechtfertigen, konzentriert sie ihre Aufmerksamkeit in übertriebenem Maße auf ein aktuelles aber sekundäres Thema wie "Flucht und Migration". So kann sie die Augen vor relevanteren Problemen verschließen, die bereits seit langer Zeit bestehen und nichts mit der "Flüchtlingskrise" zu tun haben.

Es bleibt zu hoffen, dass irgendwann niemand mehr flüchten muss. Nicht die Flüchtlinge, und auch nicht die Regierungen! Übersetzung: Mohamed Boukayeo, Mahara-Kollektiv, boukayeo@mahara-kollektiv.de

SCHULE ALS ORT DER INTEGRATION TEIL 3 Von Erhard Brunn Historiker und Berater für Interkulturelle Kooperationen

Für viele junge Menschen könnte sich das Thema Integration in der Schule entscheiden. Die Erfahrungen mit deutschen Schulen sind für Menschen, die selber oder deren Familien erst in den letzten Jahren nach Deutschland kamen, natürlich sehr unterschiedlich. Erhard Brunn berichtet in seinem dreiteiligen Beitrag in ABWAB über seine Erfahrungen.

Im dritten und letzten Teil geht es um die Bedeutung der deutschen Sprache für die erfolgreiche Integration in die Gesellschaft und die persönliche Weiterentwicklung.

Deutsche Sprache – schwere Sprache?

Die deutsche Sprache ist sicher keine leichte Sprache. Sie kann deshalb nicht der allumfassende Maßstab sein – auch nicht im beruflichen Umfeld.

Als solcher wird sie aber vielfach von deutschen Behörden verstanden. Sie gilt als Indikator dafür, ob man sich integrieren möchte. Als ein Beispiel dafür, dass hier keine Kompromisse gemacht werden können, wird oft der Gesundheitsbereich genannt.

Denn es erscheint vielen Menschen nicht akzeptabel, dass es hier zu Fehleinschätzungen kommen kann, weil etwas falsch verstanden wurde.

Und doch sind in Deutschland seit vielen Jahren immer mehr Ärzte und Krankenschwestern aus dem Ausland beschäftigt. Es kommt bekanntlich immer wieder zu Missverständnissen zwischen ausländischen Ärzten und deutschen Patienten. Es muss also irgendwie doch miteinander funktionieren, auch wenn nicht alles von Anfang an ideal zu sein scheint.

Ich kann jedoch gut verstehen, dass einige Berufsberater und Menschen mit Migrationshintergrund die Ansicht vertreten, dass jeder Mensch aus einer Reihe von Qualifikationen bestehe, von denen die deutsche Sprache nur eine sein könne. Zum Beispiel sind Menschen mit Migrationshintergrund oft flexibler als Deutsche, verhalten sich kundenorientierter und sind häufig kommunikativer. Und sicher haben sie bereits in jungen Jahren mehr Lebenserfahrung gesammelt.

Es ist zurzeit ein vieldiskutiertes Thema, wie viele Lehrlinge in Deutschland ihre Ausbildung abbrechen. Der Tagesspiegel berichtete am 5. April 2018 in seinem Artikel „Abbruch der Ausbildung - In Berlin wirft jeder dritte Auszubildende hin“: „Die Süddeutsche Zeitung‘ hat unter Berufung auf einen Entwurf des Berufsbildungsberichts 2018 berichtet, dass in Deutschland mehr als jeder vierte Lehrling seinen Ausbildungsvertrag frühzeitig auflöst.

In Berlin tut das sogar jeder dritte, wobei es je nach Branche erhebliche Unterschiede gibt: Im öffentlichen Dienst gehen acht von hundert vor Ende. In der Industrie und im Handel sind es fast so viele wie im Durchschnitt. Im Handwerk bricht fast die Hälfte ab…“ Jedoch gehe die Arbeitgeberseite von nur 12% echter Abbrüche aus, der Rest seien eher Wechsel der Ausbildungsstelle oder sogar des Lehrberufs. Als Gründe für Abbrüche werden im Artikel schlechte Bezahlung, große Wahlmöglichkeiten an Lehrstellen aber auch unrealistische Vorstellungen der Lehrlinge und cholerische Chefs genannt.

Es gibt also Probleme zwischen Ausbildern und Lehrlingen und es herrscht häufig ein rauer Ton im Ausbildungsbetrieb. Dies war wohl schon immer so. Noch schwieriger wird die Situation jedoch, wenn der Lehrling den Meister nicht richtig versteht, aber auch nicht nachfragen mag oder sehr sensibel ist und sich schnell herabgewürdigt fühlt. Die

Praxis zeigt, dass gerade Menschen, die noch Schwierigkeiten mit der deutschen Sprache haben, am Arbeitsplatz oder in der Lehrstelle besonders oft etwas missverstehen.

Und wo ein junger Deutscher seinen Ärger vielleicht herunterschluckt, fühlen sich andere Menschen in einem Maße herabgesetzt, dass sie, möglicherweise vorschnell, die Lehre abbrechen. Derartige Missverständnisse sind ohne einen professionellen, erfahrenen Vermittler, der dabei helfen kann ein Gespräch nachzuvollziehen und eventuell neu zu bewerten, nur noch schwer aus der Welt zu schaffen. Allerdings gibt es vielerorts Programme, die den Jugendlichen helfen sollen, eine Lehrstelle zu finden und mancherorts auch solche, die sich darum bemühen, den Lehrling im Ausbildungsbetrieb zu halten, auch wenn es zu Problemen kommt.

Generell kann man den jungen Menschen in Schule und Beruf also nur raten: Glaubt an euch! Versucht die Nerven zu behalten und auf dem Weg durch die Schule und ins Berufsleben möglichst viel Hilfe in eurem Umfeld zu aktivieren!

Seit 2015 haben sich sehr viele Deutsche für Flüchtlinge engagiert und ich denke, dass der gute Wille bei weitem noch nicht aufgebraucht ist. Auch die Wirtschaft hat großes Interesse, weil Arbeitskräfte dringend gebraucht werden. Jedoch bedarf es auch viel Geduld, sich gut in einen Beruf einzufinden.

pmp_MG_18-04255_Germany_Umbrella_Print_advs_A_ABWAB_255x350mm_v02.pdf

1

17/04/2018

14:39

C

M

Y

CM

MY

CY

CMY

K

Vielfalt verbindet.

Sei dabei.

Mach mit: integration-mitmachen.de Entdecke

Auf moneygram.de/myway stellen wir die Vielfalt des Geldversands vor.

Bargeld • Bankkonto • Mobile Wallet • Online

© 2018 MoneyGram. MoneyGram, „bringing you closer“ und der "Globe" sind eingetragene Marken von MoneyGram. MoneyGram International Limited ist ein autorisiertes Zahlungsinstitut für den Europäischen Wirtschaftsraum (EWR), welches von der Financial Conduct Authority in Großbritannien reguliert ist.

18-04255