بواب Abwab - Issue 58 - FEBRUARY 2021

‫‪Hiam.. ihre bemerkenswerte‬‬ ‫‪Entwicklung‬‬ ‫‪Seite 18‬‬

‫المساهمون‪:‬‬

‫أول صحيفة عربية في ألمانيا‬ ‫السنة الخامسة ‪ -‬العدد ‪ - 58‬شباط ‪2021‬‬ ‫سياسية ‪ -‬ثقافية ‪ -‬مجتمعية ‪ -‬شهرية ‪ -‬مستقلة ‪ -‬توزع مجانًا‬

‫ألمى حلواني‪ ،‬د‪ .‬بسام عويل‪ ،‬جالل محمد أمين‪ ،‬د جهاد العبد اهلل‪ ،‬رباب حيدر‪ ،‬رضوان اسخيطة‪ ،‬سابينه مارتين‪ ،‬سامر نهري‪ ،‬سوزان علي‪،‬‬ ‫شام السبسبي‪ ،‬عدي معصراني‪ ،‬عروبة صاصيال‪ ،‬كوثر الجهمي‪ ،‬د‪ .‬مازن أكثم سليمان‪ ،‬موسى الزعيم‪ ،‬ميديا داغستاني‪ ،‬ميساء سالمة‬ ‫فولف‪ ،‬د‪ .‬نجاة عبدالصمد‪ ،‬نزار ابراهيم‪ ،‬د‪ .‬نعمت أتاسي‪ ،‬د‪ .‬هاني حرب‪ ،‬د‪ .‬هبة النايف‪.Sabine Martin ،‬‬

‫‪www.abwab.eu | info@abwab.de | facebook.com/abwab.de‬‬ ‫‪Jahrgang V - 58 - Februar 2021‬‬ ‫‪Die erste bundesweite Zeitung in arabischer Sprache - kostenlos‬‬

‫م‬ ‫م‬

‫م اد ال‬ ‫ا العال‬

‫ال ع‬ ‫لة د ا م م اد الع‬ ‫ا النب ا ا ا ال ن ة ما‬

‫الموقع اإللكتروني‪ :‬ا النب ا‬

‫د‬ ‫س‬

‫ا‬

‫م‬

‫ا ل ا ا‬

‫د ال ا‬

‫التدقيق اللغوي‪ :‬ا دا د رئيسة التحرير‪ :‬عاد با‬

‫الالجئون في ألمانيا‬

‫كيف تنزلق األقدام إلى وادي المخدرات العميق؟‬ ‫صفحة ‪12-10‬‬

‫هي خسار ٌة أخرى!‬ ‫نجاة عبد الصمد‬ ‫طبيبة وروائية سور ّية‬

‫لعل املخدرات من أخطر املشكالت املنترشة بني املهاجرين‬ ‫ّ‬ ‫التخص أصحابها وحدهم‪ ،‬بل تشمل‬ ‫والالجئني يف أوروبا‪ ،‬فهي‬ ‫ّ‬ ‫املجتمع واألرسة بقدر ما هي ابتالء العالقني بها من رشيحة‬ ‫الشباب خصوصاً‪ ،‬نبض املجتمع وثروته ورصيد مستقبله‪.‬‬ ‫خلّف السوريون وراءهم بالدا ً تحرتق‪ ،‬وفجائع شخصية وعا ّمة‬ ‫كل منهم‪ .‬ويف بلدان اللجوء‪ ،‬تواجههم‬ ‫تتفاوت شدّة تأثريها عىل ّ‬ ‫تحديات التنتهي؛ الحصول عىل اإلقامة‪ ،‬رحلة البحث عن الهوية‪،‬‬ ‫التحديات داخل األرسة‪ ،‬عدم انفتاح األهل عىل الحوار ومترد‬ ‫الشباب عليهم‪ ،‬ضياع الفرد بني ثقافة املجتمع الجديد واملحرمات‬ ‫التي نشأ عليها‪ ،‬غياب الثقافة الجنسية‪ ،‬رضورة تق ّبل املجتمع‬ ‫الجديد وفهمه والدخول يف منظومته‪.‬‬ ‫لك ّن إمكانات الشباب وقدرتهم عىل التأقلم ليست واحدة‪ ،‬وكذلك‬ ‫حجم التحديات وطبيعة املحيط حول كل فرد‪ .‬بعضهم يفقد‬ ‫بوصلته أو تغيم آفاق مستقبله‪ .‬قد يرفض املجتم َع الجديد‪ ،‬أو‬ ‫يرفضه املجتم ُع‪ ،‬ومن حيث اليدري يبحث عن خالصه يف هالكه‪.‬‬ ‫املخدرات بأنواعها متاح ٌة يف أوروبا‪ ،‬ومن بني املدن األملانية‬ ‫تحتفي برلني بظاهرة "الكيف" وتدخني الحشيش‪ ،‬املنترشة‬ ‫كنمط حيا ٍة يزهو به أصحابه‪ ،‬فضالً عن رواج تعاطي ما هو أش ّد‬ ‫تأثريا ً‪ .‬واليوم يتوفّر ذلك كلّه يف سوريا أيضاً‪ ،‬ويف تجمعات‬ ‫السوريني يف دول الجوار‪ ،‬كأنها إحدى حزم الخراب التي جاءت‬ ‫مع الحرب والفوىض‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫مبكافآت متقطعة‬ ‫ال يحدث اإلدمان بني عشي ٍة وضحاها‪ ،‬فهو يبدأ‬ ‫(ضيافة‪ ،‬رغبة بالتجريب‪ ،‬هروب من أزمة ما‪ ،)..‬وباالستهالك‬ ‫املنتظم يبدأ طريق الدحرجة‪ ،‬نزوالً إىل الهاوية‪ .‬يسري إدمان‬ ‫املخدرات غالباً مع إدمان الكحول واللجوء إىل العنف‪ ،‬أي جملة‬ ‫كوارث شخصية من تضييع العقل والصحة واملال‪ ،‬وفقدان العمل‬ ‫واألصدقاء‪ ،‬إىل التهديد بفقد اإلقامة‪.‬‬ ‫واإلدمان ليس وصم ًة للمبتىل به‪ ،‬لك ّن الشفاء منه يتطلّب الوعي‬ ‫بأنه مرض‪ ،‬وأ ّن هناك مؤسساتٌ مؤهلة ومجانية‪ ،‬وتضمن‬ ‫الرسية‪ ،‬تعتني بخدمات التوعية واملشورة والعالج والدعم‬ ‫واملساعدة الذاتية للمدمنني واملع َّرضني لخطر اإلدمان‪ .‬وال ننىس‬ ‫مسؤولية املحيط‪ ،‬األرسة والنظام التعليمي‪ ،‬يف دعم الشباب‬ ‫املهاجر ومساندته يف هذا العمر الحرج‪ ،‬ليندرج يف منظومة‬ ‫الدراسة أو العمل بدالً من الضياع‪ .‬وتقع عىل الحكومات مسؤولية‬ ‫مالحقة املتاجرين باملخدرات واملر ّوجني لها‪ ،‬ومحاكمتهم وتنفيذ‬ ‫العقوبات املستحقة‪.‬‬ ‫أخريا ً‪ ،‬لنتذكّر أ ّن املدمن قد يعيش حال ًة من النكران‪ ،‬ما يعني أن‬ ‫علينا نحن معرفة دورنا ومسؤولياتنا كأرسة وأصدقاء‪ ،‬وبوصفنا‬ ‫جز ًءا من مجتمعٍ يخرس بعضاً من أفضل أفراده‪.‬‬

‫بعد ‪ 16‬عاماً في الحكم‪ ..‬من سيخلف‬ ‫ميركل في قيادة ألمانيا‪ ..‬صفحة ‪03‬‬

‫‪06‬‬

‫متى تصبح مجرماً؟‬ ‫ا ال خد ا ا ل ا‬

‫‪09‬‬

‫نساء سوريات في ألمانيا‪..‬‬ ‫ا العال ا‬ ‫ا عة‬ ‫م ا نا ا‬

‫‪13‬‬

‫زواج الالجئين واألجانب؟‬ ‫ةا ا ل س‬

‫ال عا‬

‫ما‬

‫ا‬

‫بة‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫‪02‬‬

‫باب ألمانيا‬ ‫السنة الخامسة ‪ -‬العدد ‪ - 58‬شباط ‪2021‬‬

‫ألول مرة منذ ‪..2011‬‬ ‫ال زيادة في عدد سكان ألمانيا‬ ‫ينم عدد السكان في ألمانيا‬ ‫لم ُ‬ ‫العام ‪ ،2020‬ربما ألول مرة‬ ‫منذ عام ‪ .2011‬وأعلن المكتب‬ ‫االتحادي لإلحصاء في فيسبادن‬ ‫عن تقدي ٍر أولي لعدد سكان‬ ‫ألمانيا‪ ،‬مشير ًا إلى أنه ما يزال‬ ‫‪ 83.02‬مليون نسمة‪.‬‬

‫بسبب كورونا‪..‬‬ ‫المكالمات الهاتفية لأللمان أصبحت أطول‬ ‫أدت أزمة كورونا إىل إطالة مدد املكاملات الهاتفية لألملان‬ ‫خالل عام ‪ 2020‬مقارنة مبا كان عليه الحال من قبل‪.‬‬ ‫وذكرت رشكة فودافون لالتصاالت أن متوسط مدة مكاملة‬ ‫املوبايل يف العام املايض بلغ ثالث دقائق و‪ 20‬ثانية بارتفاع‬ ‫مقداره ‪ 35‬ثانية عام كان عليه املتوسط يف عام ‪.2019‬‬ ‫وكان متوسط مدد املكاملات بالهاتف املحمول يف أملانيا قد استمر‬ ‫عىل مستوى ثابت خالل السنوات املاضية‪.‬‬ ‫كام تركت الجائحة أثرا ً عىل اتصاالت الخطوط األرضية‪ ،‬حيث‬ ‫وصل متوسط مدة املكاملة عرب هذه الخطوط يف فودافون يف‬ ‫العام املايض إىل أربع دقائق ونصف الدقيقة بارتفاع مبقدار ‪30‬‬ ‫ثانية مقارنة بذي قبل‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬قال جريهارد ماك املدير التقني يف فودافون إن‬ ‫"الناس عاودوا اإلكثار من املكاملات الهاتفية يف ‪ 2020‬لإلبقاء‬ ‫عىل التواصل باألصدقاء ولتبادل املعلومات مع زمالء العمل"‪.‬‬ ‫وارتفع عدد مكاملات الهواتف النقالة لدى فودافون يف العام‬ ‫املايض مبقدار نحو نصف مليار مكاملة‪ ،‬ليصل إىل ‪ 28‬مليار‬ ‫مكاملة‪ ،‬فيام استمر عدد مكاملات الخطوط األرضية عند مستوى‬ ‫ثابت بنحو ثالثة مليارات مكاملة‪.‬‬ ‫وباإلضافة إىل هذا هناك أيضا االتصاالت عن طريق خدمة‬ ‫الصوت عرب بروتوكول اإلنرتنت (فويس أوفر آي يب) مثل‬ ‫املكاملات عرب سكايب أو واتس آب‪ ،‬وبالرغم من عدم وجود‬ ‫بيانات عن أعداد هذه املكاملات‪ ،‬فإن من الواضح أن االرتفاع يف‬ ‫حجم البيانات املستخدمة عرب اإلنرتنت يرجع بعضه إىل شيوع‬ ‫استخدام هذه املحادثات الصوتية واملرئية عرب خدمات اإلنرتنت‪.‬‬

‫ويعزى عدم االرتفاع إلى‬ ‫عدة عوامل‪ ،‬منها انخفاض‬ ‫صافي الهجرة (أي الفرق بين‬ ‫عدد المهاجرين من ألمانيا‬ ‫والمهاجرين إليها)‪ ،‬وزيادة عدد‬ ‫الوفيات‪ ،‬وتوقع بانخفاض طفيف‬ ‫في عدد المواليد‪.‬‬ ‫ووفقاً للمكتب االتحادي لإلحصاء‪،‬‬ ‫ازداد عدد السكان في ألمانيا كل‬ ‫عام تقريباً منذ إعادة التوحيد‪،‬‬ ‫مع استثناءات قليلة‪ .‬وقال مكتب‬ ‫اإلحصاء إنه من المرجح خصوصاً‬ ‫أن يكون لقيود السفر أثناء وباء‬ ‫كورونا وعواقبه االقتصادية تأثير‬ ‫واضح على الهجرة‪.‬‬

‫حملة واسعة ضد مهربي البشر في عدة واليات ألمانية‬ ‫بدأت الرشطة األملانية تحقيقات واسعة ضد عصابة دولية‬ ‫ملهريب برش يف عدة واليات أملانية‪ ،‬ضمن حملة واسعة‬ ‫النطاق ضد جرائم التهريب الدولية‪.‬‬ ‫وقام حوايل ‪ 400‬ضابط يف الرشطة يف (‪ 19‬يناير‪/‬كانون‬ ‫الثاين) بعمليات تفتيش يف عدة مباين يف واليات برلني‬ ‫وساكسونيا السفىل وشامل الراين ويستفاليا وهيسن‪ .‬وتم اعتقال‬ ‫العديد من املهربني املشتبه بهم‪.‬‬ ‫ووفقاً للمدعي العام يف مدينة كمبنت‪ ،‬فإن ‪ 19‬مشتبهاً به ترتاوح‬ ‫أعامرهم بني ‪ 21‬و‪ 44‬عاماً‪ ،‬يقومون بعمليات التهريب عرب طريق‬ ‫البلقان منذ أبريل‪/‬نيسان ‪ . 2019‬وتتم عمليات التهريب مقابل‬ ‫مبالغ مالية كبرية ‪ .‬ومعظم األشخاص الذين تم تهريبهم والبالغ‬ ‫عددهم ‪ 140‬شخصا هم من سوريا‪.‬‬ ‫وقد تم الكشف عن العصابة بعد أن ألقت الرشطة القبض عىل‬

‫وبالتعاون مع محققني من عدة دول أوروبية‪ ،‬متكن املدعي العام‬ ‫يف كمبنت من تحديد مقر العصابة وإلقاء القبض عىل زعيمها يف‬ ‫النمسا‪ .‬وبحسب املدعي العام‪ ،‬فإن عصابة املهربني كانت مجهزة‬ ‫بشكل متقن‪ ،‬إذ قاموا بإرسال سيارات تسري أمام املهربني‪،‬‬ ‫إلبالغهم عن عمليات املراقبة التي قامت بها الرشطة‪.‬‬ ‫غالباً ما يعرب الالجئون الحدود سريا ً عىل األقدام‪ .‬لكن زعيم‬ ‫املهربني قام بتنسيق كل عمليات التهريب عرب هاتفه الذيك‪.‬‬ ‫وأثناء عملية التفتيش‪ ،‬قام املحققون بإحدى عرشة عملية‬ ‫تفتيش واعتقال خمسة من أصل ‪ 7‬أشخاص مشتبه بهم‪ .‬ومتكن‬ ‫املحققون من الحصول عىل أدلة كثرية من بينها هواتف ذكية‬ ‫استخدمت يف عمليات التهريب ويجري اآلن فحص املعلومات‬ ‫املوجودة عليها‪.‬‬

‫القصر‪ :‬تسجيل اختفاء أكثر من ‪ 1500‬طفل في ألمانيا‬ ‫طالبو اللجوء ّ‬

‫أعلنت السلطات األملانية عن تسجيل ‪ 1579‬حالة اختفاء لقارصين غري مصحوبني بذوييهم‪ .‬وبحسب بيان الرشطة الجنائية‪ ،‬فإن‬ ‫معظم القارصين املفقودين هم من افغانستان واملغرب والجزائر وسوريا والصومال‪ .‬مقارنة باألعوام السابقة‪ ،‬فإن أعدد املفقودين‬ ‫انخفض بشكل كبري‪ .‬إذ بلغ عدد املفقودين يف شهر متوز‪/‬يوليو‪ 2016/‬أكرث من ‪ 8900‬طفل وفتى‪.‬‬ ‫ويرجع السبب يف انخفاض تسجيل حاالت فقدان القارصين إىل سببني؛ األول هو االنخفاض امللحوظ يف أعداد طالبي اللجوء الذين قدموا إىل أملانيا‬ ‫يف السنوات األخرية‪ ،‬فضالً عن أن الكثري من الشباب الذين بلغوا سن الرشد قد تم إلغاء تسجيلهم عىل أنهم قارصون مختفون‪.‬‬ ‫ووفقا ملكتب التحقيقات الفيدرايل‪ ،‬فإن معظم حاالت االختفاء ال تكون مقلقة "يف أغلب الحاالت ال يغادر األطفال مكان إقامتهم بدون تخطيط مسبق‪،‬‬ ‫بل غالبا ما تكون ألسباب تتعلق بزيارة أهلهم وأقاربهم ومعارفهم يف مدن أملانية أخرى أو رمبا يف دول أوروبية أخرى"‪ .‬فضالً عن أنه غالباً ما يتم‬ ‫تسجيل القارصين املختفني عدة مرات يف حال كانوا يسافرون بدون جواز سفر أو كانت أسامؤهم تكتب بطرق مختلفة‪ .‬وأشارمكتب التحقيقات‬ ‫الفيدرايل إىل أن نتائج البحث عن القارصين غالباً ما تكون إيجابية‪ ،‬إذ تبلغ نسبة معرفة أماكن اختفاء األشخاص ‪ 69‬باملئة‪.‬‬

‫خالفات الكمامات‪..‬‬ ‫تكلف الحكومة األلمانية ‪ 30‬مليون يورو‪ ..‬للمحامين فقط!‬

‫لم الشمل أقل بكثيرمن‬ ‫تأشيرات ّ‬ ‫المسموح به‪ ..‬وكورونا ليست السبب‬

‫وكلت وزارة الصحة األملانية عرشات املحامني عىل خلفية مشاكل تتعلق بتوريد كاممات يف‬ ‫الربيع املايض‪ .‬وجاء يف جواب لوزارة الصحة عىل طلب إحاطة من كتلة حزب اليسار يف‬ ‫الربملان األملاين أنه يف وقت ما كان هناك حوايل خمسني محامياً يعملون بتوكيل من الوزارة‪.‬‬

‫حق أسايس" هذا ما قالته أوله‬ ‫"الحق يف الحياة األرسية هو ٌ‬ ‫يلبكه من حزب اليسار‪ ،‬مؤكد ًة عىل رضورة أن يتمكن املترضرون‬ ‫من ملّ شمل عائالتهم‪ .‬ويأيت ذلك بعد ترصيح الحكومة بأن عدد‬ ‫التأشريات التي تم منحها العام املايض أقل بكثري من املسموح به‬ ‫لعائالت من حصلوا عىل حامية ثانوية يف أملانيا‪.‬‬ ‫وكان ‪ 5311‬شخص فقط قد حصلوا عىل تأشرية ملّ شمل للقدوم إىل‬ ‫أملانيا‪ .‬بينام كانت الحكومة الفيدرالية قد وعدت مبنح ‪ 1000‬تأشرية‬ ‫ملّ شمل يف الشهر‪ ،‬وهو ما يعادل ‪ 12000‬تأشرية يف العام‪ .‬لكن عدد‬

‫وبحسب الجواب أنه بتاريخ ‪ 5‬كانون الثاين‪/‬يناير كان هناك ‪ 58‬قضية مرفوعة ضد الوزارة يف املحكمة‬ ‫اإلقليمية لبون وحدها‪ ،‬ويدور النزاع حول مبلغ إجاميل يصل إىل ‪ 142‬مليون يورو‪.‬‬ ‫وقد ذكرت الوزارة يف جوابها أنها دفعت ملكتب محاماة واحدة فقط ما مجموعه ‪ 9‬ماليني يورو يف العام‬ ‫املايض‪ ،‬حسب ما ذكرت "دير شبيغل"‪ .‬ودفعت الوزارة حتى اليوم ما مجموعه ‪ 30‬مليون يورو‪ .‬ورصدت‬ ‫الوزارة لهذا العام لتلك الغاية ‪ 33‬مليون يورو‪.‬‬ ‫وقد اشتعل النزاع القانوين بعد رشاء الوزارة كاممات ملواجهة جائحة كورونا يف آب‪/‬أغسطس املايض‪،‬‬ ‫لبني الفحص املخربي أن ‪ 40‬باملائة من الكاممات املوردة تحوي عيوباً‪ ،‬فيام اشتىك البائعون من أن‬ ‫الوزارة مل تدفع مثن ما اشرتته‪ .‬الوزارة عادت اليوم لتصحح كالمها وتقول إن ‪ %85‬من الكاممات كانت‬ ‫قابلة للتسويق وصالحة لالستخدام يف القطاع الصحي‪.‬‬ ‫وقد اتهمت السياسية املختصة بالشؤون الصحية يف حزب اليسار‪ ،‬سيلفيا غابلامن‪ ،‬الوزير ينس شبان‬ ‫بالفشل‪" :‬طريقة توريد الكاممات كانت غري منظمة وفوضوية وأدت لتبديد اإليرادات الرضيبية"‪.‬‬

‫سائق شاحنة عىل طريق بالقرب من مدينة فوسن عىل الحدود‬ ‫النمساوية يف شهر آب ‪/‬أغسطس ‪.2019‬‬

‫الذين حصلوا عىل تأشرية ملّ شمل كان أقل من نصف العدد املسموح‪.‬‬ ‫وأكدت يلبكه أن اتخفاض عدد التأشريات ال يعود إىل اإلجرءات‬ ‫املتعلقة بكورونا‪ .‬ففي الربع األول من عام‪ 2020‬تم منح ‪1921‬‬ ‫تأشرية من أصل ‪ 3000‬تأشرية متاحة يف الربع األول‪ ،‬مشري ًة‬ ‫إىل أن إجراءات كورونا مل يتم إتخاذها إال يف نهاية هذا الربع‪.‬‬ ‫ومنذ شهر آب ‪ 2018‬وصل عدد تأشريات ملّ الشمل التي تم منحها‬ ‫‪ 19056‬تاشرية ملّ شمل ‪ ،‬واليزال هناك ‪ 11400‬يف انتظار‬ ‫تحديد مواعيد لتقديم طلبات ملّ الشمل‪.‬‬

‫باب ألمانيا‬ ‫السنة الخامسة ‪ -‬العدد ‪ - 58‬شباط ‪2021‬‬

‫‪03‬‬

‫من بين جميع األشخاص‪ ،‬عرض‬ ‫تاجر مخدرات في ألمانيا على‬ ‫رجل شرطة كان في ثياب مدنية‬ ‫في ذلك الحين شراء كوكايين‪.‬‬ ‫وقام الشرطي بمجاراة التاجر‬ ‫وتبعه إلى منزل أحد األصدقاء‪،‬‬ ‫حيث أراد التاجر ‪-‬حسب االتفاق‪-‬‬ ‫جلب كيس من الكوكايين‪.‬‬ ‫وعندما عاد المتهم‪ ،‬كان‬ ‫الشرطي ينتظر المساعدة على‬ ‫عتبة الباب‪.‬‬ ‫وبدأت إجراءات جنائية ضد الرجل‬ ‫بتهمة اإلتجار غير المشروع في‬ ‫الكوكايين‪.‬‬

‫هل يتهرب األلمان من‬ ‫مسؤولياتهم إزاء الحقبة النازية؟‬

‫بعد ‪ 16‬عاماً في الحكم‪ ..‬من سيخلف ميركل في قيادة ألمانيا؟‬ ‫أصبح أرمني الشيت املؤيد لالستمرار يف سياسة أنغيال‬ ‫مريكل رئيساً جديداً للحزب املحافظ األملاين‪ ،‬لكن اسم‬ ‫يضم‬ ‫املستشار املقبل للبالد مل يُحسم بعد‪ ،‬فالسباق قد‬ ‫ّ‬ ‫أيضاً شخصيتني محافظتني بارزتني هام‪ :‬ماركوس سودير‬ ‫وينس شبان‪.‬‬ ‫وللمرة األوىل منذ عام ‪ ،2000‬يرأس االتحاد املسيحي الدميقراطي‬ ‫رجل‪ ،‬هو أرمني الشيت البالغ من العمر ‪ 59‬عاماً‪ ،‬وهو حاكم‬ ‫منطقة رينانيا شامل وستفاليا‪ ،‬األكرب من حيث عدد السكان يف‬ ‫البالد‪ ،‬وهو ذو خط معتدل ويرغب يف قيادة املعسكر املحافظ‬ ‫يف االنتخابات العامة يف ‪ 26‬أيلول‪/‬سبتمرب‪.‬ولكن ال ضامنة بأن‬ ‫الشيت سيقود املحافظني يف االنتخابات حيث يرى ‪ %28‬فقط‬ ‫من األملان أنه سيكون مستشارا ً جيدا ً‪ ،‬وفق إحصا ٍء أجرته الجمعة‬ ‫شبكة "زد دي إف" األملانية العامة‪.‬‬ ‫وسيجري اختيار مرشح اليمني األملاين الذي يحل يف طليعة نوايا‬ ‫التصويت بفارق كبري‪ ،‬يف آذار‪/‬مارس بعد سلسلة انتخابات‬ ‫محلية‪ .‬ينافس الشيت مسؤوالن يحظيان بشعبية ال بأس لها‬ ‫ويحيط الغموض حتى اآلن نواياهام بشأن الرتشح‪.‬‬

‫األول واحد من الشخصيات املفضلة لدى األملان منذ تفيش الوباء‪،‬‬ ‫وهو ماركوس سودير حاكم بافاريا وزعيم االتحاد املسيحي‪-‬‬ ‫االجتامعي‪ ،‬الحزب الشقيق لالتحاد املسيحي‪-‬الدميقراطي‪،‬‬ ‫وأصبح ثاين أكرث الشخصيات شعبية يف أملانيا بعد مريكل‪ ،‬حيث‬ ‫أن حضوره الدائم يف اإلعالم كمدير فعال لألزمة‪" ،‬أعطاه هالة‬ ‫املنقذ"‪ .‬كام أنه يتخذ مواقف تلتقي مع البيئيني‪.‬‬ ‫ولكن ترى أستاذة العلوم السياسية يف ميونيخ أورسوال مونش‬ ‫أنه "ال ميلك أي خربة سياسية عىل املستوى الفدرايل وال شبكة‬ ‫موثوقة يف برلني"‪ .‬ولذلك سيكون "ترشيحه ملنصب املستشارية"‬ ‫أمرا ً "فيه مخاطرة"‪.‬‬ ‫املرشح املحتمل اآلخر هو وزير الصحة الحايل ينس شبان البالغ‬ ‫من العمر ‪ 40‬عاماً وهو أكرث اتجاهاً نحو اليمني من مريكل‪ ،‬كسب‬ ‫شعبية منذ بدء الوباء إذ كان يف الصفوف األوىل ملواجهته‪ ،‬وهو‬ ‫شاب وطموح وذو مهنة سياسية غنية حتى اآلن‪.‬‬ ‫يواجه شبان مهمة التصدي للوباء الذي يرضب أملانيا بشدة منذ‬ ‫أسابيع‪ .‬وبعدما حظي بالثناء إلدارته لألزمة‪ ،‬يجد نفسه اآلن تحت‬ ‫االنتقادات لبطء حملة التلقيح‪.‬‬

‫اكتشفت السلطات مخبأً أرضياً‬ ‫ُيعتقد أنه كان مستودعاً للسالح‬ ‫يخص جماعة الجيش األحمر‬ ‫ّ‬ ‫األلماني‪ ،‬التي ُقضي عليها في‬ ‫أوائل تسعينيات القرن الماضي‪.‬‬ ‫وقالت الشرطة في والية‬ ‫سكسونيا السفلى إن السلطات‬ ‫ضبطت وثائق داخل المخبأ ترجع‬ ‫إلى الثمانينيات بينما لم يعثر‬ ‫على أسلحة‪ .‬مضيف ًة إنه بعد‬ ‫تقييم مبدئي للمواد التي ُعثر‬ ‫ٍ‬ ‫عليها ال ُيستبعد وجود عالقة‬ ‫بينها وبين جماعة إرهابية يمتد‬ ‫نشاطها على مستوى البالد‪.‬‬

‫العشرات من أفراد األمن يتعرضون لصدمات كهربائية في مطار برلين الجديد‬ ‫طالبت نقابة العامل يف أملانيا فريدي‪ ،‬بوقف خدمات‬ ‫الركاب يف املحطة ‪ T1‬يف مطار برلني الجديد‪ ،‬والذي تم‬ ‫افتتاحه قبل شهرين ونصف فقط‪ .‬وأوضحت النقابة أنه‬ ‫غالباً ما يتعرض أفراد أمن املطار لصدمات كهربائية أثناء‬ ‫العمل عىل أجهزة فحص الركاب‪.‬‬

‫يتم اإلبالغ عنها مرتفع‪ .‬وأضاف “يتعرض بعض العامل للصعق‬ ‫بالكهرباء عدة مرات خالل املناوبة الواحدة”‪ .‬وكان ال بد من نقل‬ ‫الجرحى بواسطة سيارات اإلسعاف إىل املستشفيات القريبة عدة‬ ‫مرات‪ .‬وذكر األطباء املعالجون أن بعض املصابني مل يتمكنوا من‬ ‫متابعة العمل بسبب “الصدمات الكهربائية”‪.‬‬

‫وقال “بنجامني رورش” من نقابة فريدي “هذه األنواع من‬ ‫الحوادث تزداد سوءا ً”‪ .‬ففي يوم ‪ 6‬يناير‪ /‬كانون الثاين وحده‪،‬‬ ‫تم توثيق ‪ 11‬حادثاً‪ ،‬ما استدعى عمليات إنقاذ يف أربع حاالت‬ ‫منها‪ .‬ويف املجموع‪ ،‬تم توثيق أكرث من ‪ 60‬حادثاً من هذا القبيل‪،‬‬ ‫منذ افتتاح املطار‪ .‬وأكدت الرشطة الفيدرالية وجود مشاكل يف‬ ‫الشحنات الكهروستاتيكية‪.‬‬ ‫وقال رورش لصحيفة برليرن تسايتونج إن عدد الحاالت التي مل‬

‫وتقع هذه الحوادث أثناء تفتيش الحقائب اليدوية يف املحطة‬ ‫‪ T1‬يف مطار برلني الجديد “‪ .”BER‬وأكد الخرباء أن السبب هو‬ ‫تفريغ الكهرباء الساكنة‪ .‬وأفادت الرشطة أن رأي الخرباء أظهر أن‬ ‫“جميع األنظمة متتثل للمعايري املعمول بها وقواعد التكنولوجيا‬ ‫املعرتف بها”‪ .‬ولكن ميكن أن يكون هناك أسباب مختلفة لهذه‬ ‫لحوادث‪ ،‬مثل ارتداء العامل مالبس تحتوي عىل نسبة عالية من‬ ‫املواد االصطناعية‪.‬‬

‫إشتراك أبواب للشركات والمنظمات‪ ،‬المدارس واألفراد‪ ..‬تصل إلى بيتك‬ ‫د ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا ش ا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م عنا ا ل‬ ‫عب ة ال‬

‫ل ‪info@Abwab.de‬‬ ‫ا ال ا ‪www.abwab.eu/subscribe-to-abwab/‬‬

‫قبل ‪ 75‬عاماً‪ ،‬حرر الجيش األحمر الناجني القالئل من‬ ‫جحيم معسكر أوشفيتس‪ ،‬حيث قتل أكرث من مليون‬ ‫شخص أغلبهم من اليهود‪ .‬ويف عام ‪ ،1996‬ومببادرة‬ ‫من الرئيس األملاين آنذاك‪ ،‬رومان هريتسوغ أصبح يوم‬ ‫‪ 27‬يناير‪/‬كانون الثاين‪ ،‬ذكرى رسمية لتخليد ضحايا‬ ‫النازية يف أملانيا‪ ،‬ويف عام ‪ 2005‬جعلت األمم املتحدة‬ ‫ذلك اليوم يوماً عاملياً لتخليد ذكرى ضحايا املحرقة‪.‬‬ ‫عرفت أملانيا يف السنوات األخرية عودة قوية ملعاداة السامية‪،‬‬ ‫ومن هنا تزداد أهمية ثقافة تذكّر املحرقة والتعريف بها‬ ‫بالنسبة لألملان‪ .‬ولذك كلفت مؤسسة دويتشه فيله معهد‬ ‫"اينفرا تيست دمياب" ألبحاث الرأي القيام باستطالع بهذا‬ ‫الخصوص‪ .‬وجاءت النتائج حسب باحث الرأي روبريتو‬ ‫هايرنيش مطمئنة‪ .‬من حيث أن األملان ال يتهربون من‬ ‫مسؤوليتهم التاريخية‪.‬‬ ‫من األسئلة املطروحة عىل العينة املستجوبة‪" :‬هل يتم‬ ‫التذكري بجرائم النازية أكرث مام ينبغي أم بشكل مناسب أم‬ ‫ضعيف؟"‪ .‬أكرث من نصف املستجوبني أعلنوا أن الوترية‬ ‫املعتمدة يف التذكري مناسبة‪.‬‬ ‫سؤال آخر مفاده‪" :‬قال أحدهم مؤخرا‪ :‬بعد ‪ 75‬عاما عىل‬ ‫مرور الحرب العاملية الثانية‪ ،‬يجب علينا أن ال نشغل بالنا‬ ‫كثريا بالحقبة النازية‪ ،‬بل يجب القطيعة معها‪ .‬برأيك‪ ،‬هل‬ ‫معه حق أم ال؟"‪ 60 .‬يف املائة من املستجوبني غري متفقني‬ ‫مع القطيعة نهائيا‪ ،‬فيام أيد ‪ 37‬يف املائة ذلك‪.‬‬

‫‪ABWAB‬‬

‫‪www.abwab.eu‬‬ ‫‪WERBUNG & DISTRIBUTION‬‬ ‫‪marketing@nhd-consulting.com‬‬ ‫‪+49 69 2073 1117‬‬ ‫‪nhd consulting GmbH,‬‬ ‫‪Ernst-Griesheimer-Platz 6,‬‬ ‫‪63071 Offenbach, Germany‬‬ ‫‪REDAKTION‬‬ ‫‪info@abwab.de‬‬ ‫‪CHEFREDAKTEUR‬‬ ‫‪Souad Abbas‬‬ ‫‪editor@abwab.de‬‬ ‫‪ONLINE EDITOR‬‬ ‫‪Tammam Alnabwani‬‬ ‫‪tammam@abwab.de‬‬ ‫‪HERAUSGEBER‬‬ ‫‪New German Media Ltd, Unit‬‬ ‫‪7 Cavendish House, 369-391‬‬ ‫‪Burnt Oak Broadway, HA8 5AW‬‬ ‫‪Edgware Middlesex, UK‬‬ ‫‪Email: info@newgermanmedia.com‬‬ ‫‪DRUCKZENTRUM‬‬ ‫‪Frankenpost Verlag GmbH‬‬

‫‪04‬‬

‫باب العالم‬ ‫السنة الخامسة ‪ -‬العدد ‪ - 58‬شباط ‪2021‬‬

‫تدهور الوضع األمني في مخيم الهول‪:‬‬ ‫مقتل سوريين وعراقيين في المخيم األكبر لالجئين‬ ‫في سوريا‬ ‫قالت األمم املتحدة يف بيان إنها تلقت تقارير عن مقتل ‪ 12‬سورياً وعراقياً يف النصف األول‬ ‫من كانون الثاين‪ /‬يناير يف مخيم الهول لالجئني‪ ،‬الذي تديره قوات سوريا الدميقراطية‬ ‫(قسد) يف شامل رشق سوريا ويضم نازحني وأرس مقاتلني من تنظيم الدولة اإلسالمية‬ ‫(داعش)‪ .‬وأضاف البيان أن "األحداث املقلقة تدل عىل أن الوضع األمني يشهد تدهوراً‬ ‫متفاقامً يف الهول"‪.‬‬ ‫وقال ينس اليركه املتحدث باسم مكتب األمم املتحدة لتنسيق الشؤون اإلنسانية يف ‪ 22‬كانون الثاين‪/‬‬ ‫يناير ‪" :2021‬نناشد السلطات املسؤولة عن األمن يف هذا املخيم ضامن سالمة السكان وأيضاً موظفي‬ ‫اإلغاثة"‪ .‬وأضاف يف إفادة لألمم املتحدة يف جنيف "كل عمليات توصيل املساعدات تتعرض للخطر‬ ‫عندما يرتفع مستوى انعدام األمن ملا نراه اآلن"‪.‬‬ ‫ويؤوي املخيم األكرب لالجئني يف سوريا نحو ‪ 62‬ألف شخص أكرث من ‪ 80‬باملئة منهم نساء وأطفال‪.‬‬ ‫ويقيم يف الهول سوريون وعراقيون وآالف من جنسيات أخرى مع أطفالهم وأغلبهم من أوروبا وآسيا‪.‬‬ ‫واألجانب أقارب وأفراد أرس جهاديني من تنظيم الدولة اإلسالمية‪ .‬ومل يقم حتى اآلن إال عدد محدود من‬ ‫الدول‪ ،‬أغلبها أوروبية‪ ،‬بإعادة بعض مواطنيها املوجودين يف املخيم‪.‬‬ ‫لك ّن بني السوريني والعراقيني أيضاً نازحون جراء املعارك التي جرت بني قوات سوريا الدميقراطية‬ ‫وتنظيم داعش‪ ،‬وليس لهم مكان آخر يلجؤون إليه‪.‬‬ ‫وشهد املخيم يف األشهر األخرية حوادث أمنية عدة شارك يف بعضها منارصون لتنظيم الدولة اإلسالمية‪،‬‬ ‫بينها محاوالت فرار وهجامت ضد حراس أو موظفني يف منظامت غري حكومية‪ .‬واستخدمت يف بعض‬ ‫الحوادث أسلحة بيضاء وحتى أسلحة نارية يف بعض الحاالت‪.‬‬

‫بدء تحقيقات أوروبية بحق "فرونتكس" على خلفية اتهامات بعمليات‬

‫"إعادة قسرية" لالجئين‬ ‫فتح املكتب األورويب ملكافحة االحتيال (‪ )OLAF‬تحقيقاً بحق‬ ‫الوكالة األوروبية لحرس الحدود والسواحل "فرونتكس"‪ ،‬عىل‬ ‫خلفية اتهامات للوكالة بـ"مضايقات" و"عمليات صد غري‬ ‫قانونية" و"إعادة قرسية" طالت مهاجرين‪ ،‬وفقاً ملسؤولني يف‬ ‫االتحاد األورويب‪.‬‬ ‫ويبحث املحققون‪ ،‬يف مزاعم "املضايقات " و"سوء الترصفات"‬ ‫التي تعرض لها طالبو اللجوء‪ ،‬مام دفع ببعض كبار املسؤولني يف‬ ‫"فرونتكس" إىل مغادرة الوكالة يف األشهر األخرية‪ .‬ويتضمن التحقيق‬ ‫أيضاً مزاعم بقيام أعضاء الوكالة بأعامل "صد" تهدف إىل منع‬ ‫املهاجرين من الوصول إىل شواطئ االتحاد األورويب‪.‬‬ ‫وعمليات الصد التي تُعرف أيضاً بـ "اإلعادة القرسية" تحدث عندما‬

‫يتم إجبار الالجئني أو طالبي اللجوء عىل العودة عند الحدود إىل بلد قد‬ ‫يتعرضون فيه إىل االضطهاد‪.‬‬ ‫ويف ترشين األول‪ /‬أكتوبر‪ ،‬ذكرت وسائل إعالم دولية مبا يف ذلك دير‬ ‫شبيغل األملانية‪ ،‬أن حرس الحدود اليونانيني كانوا يدفعون القوارب‬ ‫املطاطية التي عىل متنها مهاجرون يف بحر إيجه باتجاه تركيا‪ ،‬موضحة‬ ‫أن "مسؤولني كبارا ً يف فرونتكس عىل دراية باملامرسات غري القانونية‬ ‫لحرس الحدود اليونانيني‪ ،‬وأن بعضهم متورط يف عمليات الصد هذه"‪.‬‬ ‫وذكرت دير شبيغل أن أكرث من ‪ 600‬شخص من وكالة الحدود األوروبية‬ ‫مجهزين بالقوارب والطائرات بدون طيار والطائرات قد نرشوا يف‬ ‫اليونان‪ .‬وأضافت أن "فرونتكس" مل تعلق عىل الحاالت الفردية التي‬ ‫كشفها التحقيق‪ ،‬لكنها أشارت إىل مدونة سلوك لحقوق اإلنسان وعدم‬ ‫اإلعادة القرسية من املفرتض أن يلتزم بها العاملون‪.‬‬

‫العفو الدولية‪:‬‬ ‫أزمة الالجئين في البوسنة هي نتيجة‬ ‫سياسة االتحاد األوروبي في تحصين حدوده‬

‫محاكمة وزيرة الهجرة الدنماركية السابقة‬

‫لتفريقها عائالت الجئة جاءت معظمها من سوريا‬ ‫تواجه "إنغر ستويربغ" التي شغلت منصب‬ ‫وزيرة الهجرة الدمناركية من حزيران‪ /‬يونيو‬ ‫‪ 2015‬إىل ‪ 2019‬محاكمة لعزلها من منصبها‬ ‫بتهمة إساءة استخدام صالحياتها الوظيفية‪.‬‬ ‫وذلك يف أول محاكمة سياسية تجريها‬ ‫الدمنارك منذ ثالثة عقود‪ ،‬بعد أن أيدت عدة‬ ‫أحزاب برملانية دمناركية محاكمتها‪.‬‬ ‫وكانت ستويربغ أصدرت يف العام ‪ 2016‬أمرا ً‬ ‫يقيض بفصل األزواج من طالبي اللجوء بحال كان‬ ‫أحدهام قارصا ً‪ .‬وأدى هذا القرار إىل فصل ‪ 23‬زوجاً‬ ‫طفال واحدا ً أو أكرث‪،‬‬ ‫وزوجة‪ ،‬كان لدى البعض منهم ً‬ ‫قبل أن يتم إيقاف القرار يف وقت الحق‪.‬‬ ‫وأيد الحزب االشرتايك الحاكم يف الدمنارك الخميس‬ ‫‪ 14‬كانون الثاين‪ /‬يناير‪ ،‬تصويتاً يقيض مبحاكمة‬ ‫وزيرة الهجرة يف الحكومة السابقة أمام محكمة‬ ‫اإلقالة لتفريقها عائالت الجئة جاءت معظمها من‬ ‫سوريا‪ .‬حيث وجدت السلطات الدمناركية بأن هذا‬ ‫القرار غري قانوين ألنه ال يسمح بتقييم أو استشارة‬ ‫حالة املترضرين بشكل فردي‪.‬‬ ‫وبحسب وكالة "أسوشييتيد برس"‪ ،‬تلقت ستويربغ‬ ‫تحذيرات عدة من إدارتها تؤكد بأن هذه املامرسات‬ ‫غري قانونية إال أنها نفت مرارا ً وتكرارا ً انتهاكها‬ ‫للقوانني عن عمد‪ ،‬مشرية إىل أن سياسة بالدها‬ ‫متنع زواج األطفال‪ .‬وذكرت الوكالة أنه من املقرر‬

‫مع بداية العام الجديد‬

‫غرق عشرات الحالمين في المتوسط‬

‫أن تواجه ستويربغ غرامة أو السجن ملدة عامني‬ ‫كحد أقىص إذا نجح التصويت ومتت إدانتها أثناء‬ ‫املحاكمة‪.‬‬ ‫هذا ويواجه الالجئون السوريون املتواجدون يف‬ ‫الدمنارك مخاطر متزايدة برتحيلهم إىل العاصمة‬ ‫السورية دمشق وغريها من املناطق التي تعتربها‬ ‫السلطات الدمناركية آمنة‪.‬‬

‫أعربت املنظمة الدولية للهجرة واملفوضية العليا لالجئني التابعة‬ ‫لألمم املتحدة‪ ،‬يف بيان مشرتك‪ ،‬عن "حزنها العميق" لحادث الغرق‪،‬‬ ‫الذي وقع الثالثاء ‪ 19‬يناير‪/‬كانون الثاين‪ ،‬وهو "األول عام ‪2021‬‬ ‫يف رشق املتوسط‪ ،‬وأدى إىل مرصع ما ال يقل عن ‪ 43‬شخصاً"‪.‬‬ ‫ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة واللجنة الدولية لإلغاثة رشيكة املفوضية‬ ‫العليا لالجئني عىل األرض‪ ،‬قام خفر سواحل يف ليبيا بإنقاذ ‪ 10‬أشخاص‪.‬‬ ‫وقدمت األمم املتحدة ورشكاؤها مساعدة عاجلة لهؤالء كاملأكل واملرشب‪.‬‬ ‫وكان الزورق أبحر فجر الثالثاء من مدينة الزاوية عىل بعد ‪ 50‬كلم غرب‬ ‫طرابلس‪ .‬وبحسب األمم املتحدة قد يكون محرك الزورق تعطل بعد ساعات‬ ‫عىل اإلبحار وغرق بسبب أحوال الطقس‪ .‬وقال الناجون ‪ -‬وهم أساسا من‬ ‫ساحل العاج ونيجرييا وغانا وغامبيا ‪ -‬إن جميع الضحايا من دول يف‬ ‫غرب إفريقيا‪.‬‬ ‫وقىض أكرث من ‪ 1200‬مهاجر يف املتوسط يف ‪ 2020‬انطلق معظمهم‬ ‫من ليبيا‪ ،‬وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة‪ .‬وتخىش منظمة الهجرة ومفوضية‬ ‫الالجئني من أن يكون عدد األشخاص الذين لقوا مرصعهم العام املايض‬ ‫يف املتوسط أعىل بكثري‪ .‬واملهاجرون القادمون من دول عدة ينطلقون‬ ‫خصوصاً من تونس وليبيا للوصول إىل أوروبا عرب إيطاليا التي تعد‬ ‫سواحلها األقرب‪.‬‬

‫قالت منظمة العفو الدولية‪ ،‬إن أزمة الهجرة الحالية يف البوسنة‬ ‫والهرسك هي نتيجة لقرارات السلطات املحلية‪ ،‬وهي أيضاً نتيجة‬ ‫لسياسة االتحاد األورويب‪ ،‬وحثت املنظم ُة املؤسسات األوروبية‬ ‫عىل التعاون مع السلطات البوسنية لحل هذه األزمة‪.‬‬ ‫وأضافت العفو الدولية‪ ،‬يف بيان أن "مسؤولية االتحاد األورويب واضحة‪،‬‬ ‫فاألزمة اإلنسانية الحالية هي أيضاً نتيجة سياسة االتحاد يف تحصني‬ ‫حدوده‪ ،‬التي تركت آالف األشخاص عالقني عىل أطرافه أو يف الدول‬ ‫املجاورة"‪.‬‬ ‫وأكدت املنظمة وجود "حوايل ‪ 2500‬مهاجر وطالب لجوء يف البوسنة‬ ‫والهرسك عالقني يف الربد القارس‪ ،‬مبن فيهم األطفال"‪ .‬وحذرت املنظمة‬ ‫من احتامل حدوث أزمة أخرى يف الشتاء املقبل‪ ،‬إذا مل تحظ القضية‬ ‫باالهتامم الذي تستحقه منذ اآلن‪.‬‬ ‫وعلق عضو الربملان األورويب "بييرتو بارتولو"‪ ،‬خالل جلسة للربملان‬ ‫عىل صور وصول شاحنات تابعة للصليب األحمر اإليطايل إىل البوسنة‪،‬‬ ‫قائالً "نشاهد الصور التي تصلنا من البوسنة ونحن جالسني يف دفء‬ ‫كراسينا املريحة"‪ ،‬وتساءل أمام الحضور قائالً‪" :‬أال نخجل؟"‪ .‬وأضاف‬ ‫"كيف نجرؤ عىل التربؤ من األمر‪ ،‬ونقتنع أن االتحاد األورويب قام‬ ‫بواجبه ببساطة عن طريق إرسال األموال"‪.‬‬ ‫وتحدث بارتولو‪ ،‬الذي عمل طبيباً لسنوات مع املهاجرين الذين وصلوا إىل‬ ‫جزيرة المبيدوزا اإليطالية‪ ،‬عن "الوضع اإلنساين لالجئني واملهاجرين‬ ‫عىل الحدود الخارجية لالتحاد األورويب"‪.‬‬ ‫وحذر النائب األورويب من أنه " يف مواجهة هذه املأساة‪ ،‬ال ميكن ألوروبا‬ ‫أن تظل غري مبالية‪ ،‬مل يعد بإمكاننا أن نتفرج عىل مثل هذا اإلثم الذي‬ ‫سيسجله التاريخ علينا"‪ ،‬وأضاف أن "طريق البلقان بلغ حد الوحشية"‪.‬‬

‫صحة‬ ‫السنة الخامسة ‪ -‬العدد ‪ - 58‬شباط ‪2021‬‬

‫‪05‬‬

‫سلسلة في الجنس وعن الجنس بدون تابوهات‬

‫الجنس والجنسانية في ضوء االنزعاج الجندري‪( ..‬اضطراب الهوية الجنسية)‬ ‫د‪ .‬بسام عويل‬ ‫اختصاصي علم النفس العيادي والصحة النفسية والجنسية‬

‫تعد الحياة الجنسية لألشخاص الذين يعانون من الديسفوريا الجندرية‪ ،‬أو اضطراب الهوية الجندرية‪ ،‬والمتحولين والعابرين جنسيا‪ ً،‬موضوعاً مثير ًا لالهتمام بالنسبة للكثيرين‪،‬‬ ‫كما تضج صفحات التواصل االجتماعي بالمواضيع التي تتناول هذه الفئة من الناس وغالباً ما تكون المعلومات فيها خاطئة‪.‬‬ ‫سأبدأ برشح موجز يفرق بني الهوية الجنسية والتفضيل‬ ‫والتوجه الجنيس‪ ،‬فالهوية الجنسية للشخص تعكس‬ ‫حاجته الجنسية ورغبته مبامرسة الجنس من عدمها‪،‬‬ ‫أما التوجه الجنيس فهو يحدد مع من يرغب الشخص‬ ‫مبامرسة الجنس وإشباع حاجته الجنسية ومع من‬ ‫ال يرغب‪ .‬وقد توسعت بهذا املوضوع يف مقالٍ سابق‪،‬‬ ‫ولكن من الرضوري اإلشارة إىل أنه لدى املتحولني جنسياً‬ ‫العديد من امليول والتوجهات والتفضيالت الجنسية‬ ‫املختلفة بحسب اختالفهم فيام بينهم‪.‬‬

‫قد يدخل املتحولون جنسياً قبل العبور يف بعض األحيان‬ ‫يف عالقات جنسية متامهية مع جنسهم الجسدي‪ ،‬يحاولون‬ ‫فيها أداء الدور الجنيس املرسوم لهم جسدياً واملحدد عند‬ ‫الوالدة غالباً إلرضاء وتلبية توقعات اآلخرين‪ .‬ولكن الخربات‬ ‫العيادية تؤكد جميعها تقريباً عىل األحاسيس املزعجة تجاه‬ ‫الذات والرشيك واملتعة التي رافقت تلك التجارب‪ ،‬ومعظمها‬ ‫كانت تجارب فاشلة بالرغم من حدوث الحمل يف حاالت‬ ‫كثرية‪ ،‬لكون آلية االنتصاب والقذف وحدوث الحمل يعود‬ ‫إىل سالمة الجهاز التناسيل وظيفياً وهو أمر ال عالقة له‬ ‫باالنزعاج الجندري‪.‬‬

‫هو الحالة االنفعالية والعاطفية املرتبطة بحدوث عدم التوافق‬ ‫وعدم االتساق ما بني الهوية الجنسية للشخص وخصائصه‬ ‫الجسامنية الجنسية التي ولد بها‪ .‬واالنزعاج يأيت بالنسبة‬ ‫لألشخاص املتحولنيجنسياً وغري ثنائيي الجنس من صعوبة‬ ‫التعايش مع الجسد الغريب نفسياً وجنسياً عن هويتهم‬ ‫الجنسية‪ ،‬واألصعب هو يف أداءهم األدوار الجنسية‪.‬‬

‫حتى أثناء مرحلة العبور والعالج الهرموين ميكن أن تحصل‬ ‫اللقاءات الجنسية ويتم األداء الجنيس وفق جنس الوالدة‪ ،‬فهو‬ ‫أمر فردي للغاية ويعود إىل الدافع ملامرسة الجنس‪ ،‬وهو ال‬ ‫يقترص عىل اإلشباع الجنيس واملتعة الجنسية الخالصة بحد‬ ‫ذاتها‪ .‬مع ذلك فمن النادر أن يجعل اللقاء الجنيس مرضياً‬ ‫بشكل ٍ‬ ‫كاف ألحد الطرفني أو لكليهام‪.‬‬

‫وليس من الصعب فهم معاناة هؤالء األشخاص ومشاعر‬ ‫النفور لديهم من أعضائهم التناسلية ومن صفاتجسدهم‪،‬‬ ‫وهو ما مينع معظمهم من مامرسة الجنس‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫بعض املتحولنيجنسياً ميارسون الجنس قبل االنتقال وأثناءه‬ ‫وبعده‪ .‬ويكون الرضا الجنيس ممكناً بحال متكنهم من‬ ‫ترويض بعض املشاعر املرتبطة باالضطراب ونتائجه‪ ،‬وخاص ًة‬ ‫بحال وجود الرشيك املناسب القادر عىل تقبل حدود النشاط‬ ‫الجنيس املمكنة واملتوفرة حالياً‪.‬‬

‫يحتاج األشخاص الذين يعانون من ديسفوريا الجنس‬ ‫واملتحولون والعابرونجنسياً ورشكاؤهم إىل استشارات‬ ‫جنسية وتثقيفية خاصة بهم‪ ،‬تكون متامهية مع خصوصيتهم‬ ‫وتفردهم وحتى طباعهم وخرباتهم وشخصيتهم‪ ،‬كام‬ ‫يحتاجون للتشخيص النفيس والجنيس الصحيح والشامل‬ ‫لحالتهم وتقنني حاجاتهم‪ ،‬نظرا ً لوجود حاالت ليست بالنادرة‬ ‫من األشخاص الذين يعتقدون ورمبا يترصفون كمتحولني‬ ‫وعابرينجنسياً وهم بحقيقة األمر يعانون من اضطرابات‬ ‫نفسية وشخصية تجعلهم يتوهمون ذلك ال أكرث‪.‬‬

‫االنزعاج الجندري‬

‫األبعاد الجسمانية واالجتماعية‬ ‫لالنزعاج الجندري‬ ‫يتسم اضطراب االنزعاج الجندري مبجموعة من املشاعر‬ ‫تشمل عىل سبيل املثال ال الحرص‪ :‬القلق‪ ،‬االشمئزاز‪،‬‬ ‫الغضب والحزن‪ .‬ويعانون من خصائص الجنس الثانوية‬ ‫لديهم (مثل شكل وبنية الجسد‪ ،‬الصوت والطول)‪ ،‬ومن‬

‫الخصائص الجنسية الثالثة (أي الجنس الهرموين واألييض)‪،‬‬ ‫ومن الخصائص الجنسية الرابعة (القانوين واالجتامعي‬ ‫والثقايف والنفيس)‪.‬‬ ‫غالباً ما يشعر املتحولون جنسياً وغري الثنائيني بالنفور من‬ ‫هذه الخصائص الجنسية مجتمع ًة ومتفرقة‪ ،‬بينام يتوقون‬ ‫ويسعون رغم كل املصاعب يف نفس الوقت للحصول عىل‬ ‫ميزات األشخاص من الجنس البديل‪ .‬واملخرج من هذه‬ ‫الديسفوريا هو بالطبع عملية تغيري الجنس‪ .‬ولكن حتى قبل‬ ‫ذلك ميكن لألشخاص التعامل خارجياً مع عقبات الصفات‬ ‫الثانوية باستخدام املكياج واإلكسسوارات املناسبة إلخفاء‬ ‫األثداء أو إظهارها مثالً‪ .‬أما يف البعد االجتامعي‪ ،‬فبالنسبة‬ ‫لألشخاص املتحولني جنسياً وغري ثنائيي الجنس‪ ،‬غالباً ما‬

‫يكون العبور االجتامعي غري املنقوص (التقبل يف التعامل‬ ‫والتواصل االجتامعي)‪.‬‬ ‫وبالتايل‪ ،‬فإن املشاعر املتعلقة بديسفوريا الجنس تؤثر عىل‬ ‫املتحولنيجنسياً وغري الثنائيني عىل عدة مستويات؛ فهم‬ ‫غالباً ما يواجهون صعوبات يف قبول أجسادهم وفهم وإشباع‬ ‫احتياجاتهم الجنسية‪ .‬وبعضهم يسمحون ألنفسهم ببساطة‬ ‫أن يشعروا مبتعة تحفيز األعضاء التناسلية املرفوضة مبساعدة‬ ‫الخياالت الجنسية‪ .‬إذ أنه بالرغم من كل تلك الصعوبات ميكن‬ ‫التغلب عىل بعضها واالستمتاع بالحياة الجنسية مع مستوى‬ ‫مناسب من قبول الذات وبحال وجود الرشيك وتقبله والشعور‬ ‫باألمان‪ .‬يف هذه الحالة ميكن أن يكون الجامع مثريا ً ومرضياً‬ ‫حتى بوجود الصفات الجنسية ومع الخجل الذي يرافق التعري‪.‬‬

‫ومن الرضوري التذكري أخريا ً بأن املواد اإلعالمية واإلباحية‬ ‫ليست املصادر املناسبة للتشخيص والتثقيف‪ ،‬ألنها بطبيعتها‬ ‫ذات أبعاد تجارية واستهالكية وتقوم بتعليب الجميع وتضعهم‬ ‫يف إطارات جاهزة‪ ،‬تؤدي إىل تشويه جنسانيتهم وصورتهم‬ ‫ومكانتهموقيمتهماالجتامعية‪.‬‬

‫كيف أتصرف إذا أصيب طفلي بالحروق؟‬ ‫د‪ .‬هبة النايف‬ ‫طبيبة أطفال سورية مقيمة في ألمانيا‬ ‫ومؤسسة صفحة هبة طبيبة طفلك‬ ‫ِ‬

‫سبق وسألت هذا السؤال عىل صفحتي الطبية عىل‬ ‫الفيسبوك ألخترب معلومات األمهات واآلباء والحمدلله‬ ‫نسبة كبرية من أجوبتهم كانت صحيحة‪ ،‬ولكن باملقابل‬ ‫كانت هناك إجابات خاطئة كثرية‪ ،‬فوجب التوضيح‬ ‫لنعرف كيف نتعامل مع أطفالنا عند التعرض للحروق‪.‬‬

‫درجات الحروق‬ ‫الحروق ثالث درجات ويف حالة األطفال فإن حروق‬ ‫الدرجة األوىل فقط تعالج يف املنزل‪ .‬أما حروق الدرجة‬ ‫الثانية والثالثة فيجب اللجوء للطبيب فورا ً للحصول‬ ‫عىل العالج املناسب لها بسبب درجة خطورتها‬ ‫املرتفعة‪ .‬وفيام ييل معلومات حول الفروق ما بني هذه‬ ‫األنواع‪:‬‬

‫• حروق الدرجة األوىل تكون عبارة عن احمرار يف الجلد‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫• حروق الدرجة الثانية تكون بشكل بثور مائية ورمبا‬ ‫أشد‪ ،‬بحيث يغطي الحرق مساحة أكرب ويسبب التهاب أو‬ ‫تشقق يف الجلد‪.‬‬ ‫• حروق الدرجة الثالثة هي حروق شديدة تغطي مساحة‬ ‫كبرية من الجلد‪ ،‬يصل تأثريها للطبقة الداخلية للجلد‬ ‫ورمبا يصل إىل العضالت والعظام‪.‬‬

‫خطوات التعامل مع الحروق‪:‬‬ ‫• إبعاد اليد أو املكان املصاب عن مصدر اللهب رسيعاً‪ ،‬مع‬ ‫إزالة أي مالبس أو إكسسوارات (إذا كان هناك مالبس‬ ‫عىل مكان الحرق فيجب إزالتها بحذر شديد وإن لزم األمر‬ ‫نقصها باملقص لتجنب االحتكاك مبكان اإلصابة)‬ ‫ّ‬ ‫• وضع املكان املصاب أسفل ماء بارد‪-‬فاتر ملدة ‪ 5‬أو ‪10‬‬ ‫دقائق‪ .‬هذه أهم خطوة ويجب القيام بها فورا ً فهي تخفف‬ ‫من حدّة اإلصابة واألمل بشكل ملحوظ‪.‬‬

‫• خطوة مه ّمة للغاية وهي إعطاء الطفل مسكن أطفال‬ ‫باراسيتامول أو بروفني لتخفيف أمله‪.‬‬ ‫• دهن مكان اإلصابة مبرهم خاص بالحروق ولفه بشاش أو‬ ‫ضامد غري الصق‪ ،‬وليس بالقطن لخطر االلتصاق بالجلد‪.‬‬

‫متى يجب االتصال بالطوارئ أو أخذ الطفل‬ ‫إلى الطبيب؟‬ ‫•‬ ‫•‬

‫• يف حال ظهور بثور مائية ال يجوز فقؤها باليد أو بدبوس‬ ‫(فهذا حرق من الدرجة الثانية ويجب عالجه عند الطبيب)‪.‬‬

‫•‬

‫• ممنوع وضع الثلج عىل الحرق‪ ،‬ألنه يؤدي إىل احتباس‬ ‫الحرارة داخل الجلد ورمبا يتسبب يف إيذاء الطبقات‬ ‫الداخلية‪.‬‬

‫•‬

‫• ممنوع وضع معجون األسنان عىل الحرق فذلك يؤدي‬ ‫يف الغالب لنتيجة عكسية ألنه يحتوي عىل مواد كيامئية‬ ‫تزيد من التهاب الجلد‪ ،‬كذلك املواد الطبيعية كالعسل‪،‬‬ ‫الدقيق‪ ،‬الزيت غري مجدية يف هذه الحاالت أيضاً وال‬ ‫ينصح بها‪.‬‬

‫•‬ ‫•‬

‫إذا بدت املنطقة املصابة بلون أبيض أو أسود‬ ‫ومشقق‪.‬‬ ‫إذا كان الحرق يغطي أكرث من ‪ 10%‬من مساحة‬ ‫جسم الطفل‪.‬‬ ‫يف حال خروج مواد غريبة وإفرازات وسوائل من‬ ‫منطقة الحرق مع تورم واحمرار وأمل يزداد مع‬ ‫الوقت‪.‬‬ ‫إذا كان الحرق يف منطقة الوجه أو املنطقة الحساسة‬ ‫أو املفاصل أو األقدام واليدين‪.‬‬ ‫إذا كان سبب الحرق مادة كيميائية أو صعقة‬ ‫كهربائية‪.‬‬ ‫إذا كان الطفل يعاين من ضيق يف التنفس‪.‬‬

‫دمتم وأطفالكم بخير‬ ‫للتواصل مع الدكتورة على الفيسبوك‪:‬‬

‫‪06‬‬

‫قانون‬ ‫السنة الخامسة ‪ -‬العدد ‪ - 58‬شباط ‪2021‬‬

‫لقاح كوفيد ‪19‬‬ ‫ماهو مضمون المقترح الخاص بأولويات التلقيح‬ ‫ضد كوفيد ‪ 19‬وعلى عاتق من تقع مسؤولية أي‬ ‫ضرر قد ينتج عنه؟‬ ‫المحامي رضوان اسخيطة‬ ‫باحث دكتوراه في أمن البيانات وقوانينها‬

‫قرأ الكثريون عن ترتيبات الحكومة األملانية وبالتحديد وزارة‬ ‫الصحة عن تصنيف السكان الراغبني بتلقي اللقاح ضد فريوس‬ ‫كوفيد ‪ 19‬إىل مجموعات‪ ،‬وذلك حسب أولويات تتعلق بالسن أو‬ ‫الحالة الصحية‪ ،‬هذه الرتتيبات تم تقنينها ضمن اقرتاح من وزارة‬ ‫الصحة األملانية تم إصداره بداية ديسمرب مع تاريخ نفاذ هو ‪15‬‬ ‫ديسمرب من سنة ‪.2020‬‬ ‫وقد جاء يف فحواه أنه نتيجة لعدم كفاية جرعات اللقاح التي من‬ ‫املمكن إصدارها خالل الفرتة القادمة‪ ،‬فإنه قد تم تقسيم السكان‬ ‫لفئات حسب األولويات‪ ،‬هذا التقسيم يراعي يف املقام األول أولوية‬ ‫حامية األشخاص األكرث عرضة للخطر من العدوى بالفريوس‪،‬‬ ‫هذه األولوية سيتم مراعاتها يف إعطاء الجرعة األوىل والثانية‬ ‫من اللقاح‪ ،‬حيث يكون الشخص محصناً ضد الفريوس فقط بعد‬ ‫تلقيه للجرعة الثانية من اللقاح‪.‬‬ ‫سيتم البدء بتلقيح األشخاص يف عمر ما فوق الثامنني‪ ،‬وكذلك‬ ‫العاملني يف املشايف أو مراكز العناية واملعالجة الخاصة باملسنني‬ ‫والذين هم عرضة بشكل كبري لإلصابة بالفريوس كنتيجة لعملهم‪.‬‬ ‫وبعد االنتهاء من هذه الفئة سيتم تلقيح املسنني من أعامر ‪ 70‬فام‬ ‫فوق وتتضمن هذه الفئة أيضاً املرىض املصابني بإعاقات ذهنية‬ ‫واألشخاص الذين تم نقل أعضاء لهم ويتناولون مثبطات مناعية‬ ‫تجعل العدوى أكرث خطرا ً عليهم‪ ،‬واألشخاص الذين عىل احتكاك‬ ‫دائم معهم‪ ،‬كذلك تشمل هذه الفئة العاملني يف مراكز نقل الدم‬ ‫وفحص فريوس كورونا والرشطة مبا فيهم رشطة مكافحة‬ ‫الشغب وهم بحكم طبيعة عملهم معرضون جدا ً لخطر اإلصابة‬ ‫بالفريوس‪ .‬هذه الفئة تتضمن باإلضافة لذلك العاملني يف القطاع‬ ‫الصحي الحكومي ومراكز إيواء الالجئني واملرشدين‪.‬‬ ‫أما الفئة الثالثة فتتضمن من هم فوق الستني عاماً وكذلك‬ ‫املصابني بأمراض مزمنة كأمراض الكىل والربو والرسطان‪،‬‬ ‫كام تضم العاملني يف القطاع الصحي واملخابر غري املعرضني‬ ‫لخطر اإلصابة واملذكورين يف املجموعة األوىل وكذلك العاملني‬ ‫يف الحكومة واإلطفاء والحامية املدنية‪ ،‬أضف لذلك العاملني‬ ‫يف الصيدليات وصناعة األغذية والعاملني يف قطاع النقل‪ .‬أما‬ ‫املعلمني واملربني يف املدارس والحضانات فهم مشمولون يف هذه‬ ‫الفئة أيضاً‪ .‬وبالطبع سيتم تلقيح كل من التنطبق عليه الرشوط‬ ‫السابقة يف املرحلة الالحقة بعد االنتهاء من الفئات املذكورة‪.‬‬ ‫إن توفري اللقاح بشكل مجاين تم إقراره وفقاً لقانون الحامية‬ ‫املدنية رقم ‪ ،3‬وستتحمل صناديق الواليات ورشكات التأمني‬ ‫الصحي نفقات اللقاح مبا فيها تكلفة مراكز التطعيم‪ ،‬بينام‬ ‫تتحمل رشكات التأمني الحقاً التكلفة كاملة عندما سيتم الحقاً نقل‬ ‫مسؤولية إعطاء اللقاح من مراكز التلقيح إىل طبيب األرسة‪.‬‬ ‫من األسئلة املطروحة يف هذا الصدد هو عىل من يقع عبئ تحمل‬ ‫الرضر الذي قد ينتج عن اللقاح خصوصاً أن االختبارات الخاصة‬ ‫بهذا اللقاح تعترب حديثة وقصرية املدى نسبياً؟‬ ‫بالنسبة للتبليغ عن أي آثار جانبية قد تنتج عن تلقي اللقاح فإن‬ ‫معهد ‪ Paul Ehrlich‬تم توظيفه لتلقي الشكاوى والتبليغات‬ ‫بهذا الشأن‪ ،‬حيث ميكن ألي شخص تلقى اللقاح وشعر بآثار‬ ‫جانبية بعد ذلك أن يرسل تبليغاً عرب صفحة املركز عىل االنرتنت‬ ‫أو عرب تطبيق إلكرتوين سيتم وضعه بالخدمة قريباً جدا ً‪ .‬أما عن‬ ‫املسؤولية الناتجة عن الرضر من هذا اللقاح فتأيت الرشكة املصنعة‬ ‫للمنتج هنا يف املقام األول لتتحمل املسؤولية‪ .‬وميكن إقامة االدعاء‬ ‫وفقاً ملسؤولية املنتج وفقا لقانون العقاقري أو قانون املسؤولية عن‬ ‫املنتجات أو لوائح املسؤولية العامة يف القانون املدين األملاين‪.‬‬ ‫عملياً تم تنظيم االدعاء ضد أي رضر ناتج عن اللقاح ضمن قانون‬ ‫الحامية من العدوى وأعطى القانون الحق باالدعاء لكل مترضر‬ ‫من لقاح تم اإليصاء به من قبل جهة حكومية بشكل علني‪.‬‬

‫قانون المخدرات األلماني ما بين التعاطي واإلتجار‬

‫متى تصبح مجرماً؟‬ ‫تعتبر العقوبات المقررة في القانون األلماني بالنسبة لتجارة المخدرات عقوبات متساهلة بالمقارنة مع القوانين التي تنص عليها الدول العربية‬ ‫واإلسالمية‪ ،‬السيما بالنسبة للتجارة الدولية التي تصل إلى اإلعدام في الدول الشرقية على الغالب‪ ،‬وسنتناول هنا عدة أنواع من اإلتجار‪.‬‬ ‫جالل محمد أمين‬

‫متى يعتبر الشخص تاجر مخدرات؟‬

‫محامي ومستشار قانوني سوري مقيم في ألمانيا‬

‫يوصف الشخص بالتاجر إذا كانت التجارة تحقق له مصدرا ً‬ ‫للدخل وبشكل مستمر‪ .‬وهذا ال يعني أنه يجب أن تكون‬ ‫التجارة الدخل األسايس له‪ ،‬بل قد تكون دخالً إضافياً‪ ،‬وال‬ ‫يشرتط أن تستمر لسنوات بل يكفي أن تكون لعدة أسابيع‬ ‫وغايتها الحصول عىل دخل مؤقت من خالل هذه التجارة‪.‬‬ ‫مثال قيام شخص مدمن املخدرات ببيع املخدرات إىل جانب‬ ‫عمله األسايس يجعله تاجرا ً‪.‬‬ ‫وطبعاً تقييم كون الربح عا ٍل أم ال هو من اختصاص‬ ‫املحكمة الجزائية‪.‬‬

‫اإلتجار البسيط بالمخدرات‬ ‫نصت عليه املادة ‪ 29‬من قانون املواد املخدرة‪ ،‬و يشمل‬ ‫البيع والرشاء حتى إن مل ميتهن الشخص التجارة‪ .‬وترتاوح‬ ‫عقوبته بني السجن والغرامة‪ ،‬وتصل مدة السجن إىل خمس‬ ‫سنوات‪.‬‬ ‫وتنص املادة ‪ 29‬عىل ما ييل‪:‬‬ ‫يعاقب بالحبس حتى خمس سنوات من يقوم بزراعة‬ ‫املخدرات أو تصنيعها واإلتجار بها أو استريادها أو بيعها أو‬ ‫طرحها يف السوق أو اقتنائها أو رشائها بأي طريقة كانت‪.‬‬ ‫املقصود بالتجارة البسيطة‪:‬‬ ‫التجارة غري املنظمة عن طريق العصابات‪ ،‬أو باستخدام‬ ‫األسلحة يف الرتويج والتجارة‪.‬‬ ‫وتعتمد العقوبة عىل كمية املادة املخدرة املوجودة بحوزة‬ ‫املتهم‪ ،‬إال أن قلة كمية املواد املتاجر بها ال تعفي من العقوبة‪،‬‬ ‫إال إذا أثبت املدعى عليه أن كمية املواد التي متت مصادرتها‬ ‫هي لالستخدام الشخيص فقط وحينها قد يعفى من‬ ‫العقوبة‪.‬‬ ‫إن بيع كمية من الحشيش حتى لو كانت خمس غرامات إىل‬ ‫صديق‪ ،‬يعترب جرم إتجار بسيط يف املخدرات حتى وإن‬ ‫مل يحقق ربحاً بذلك‪ ،‬وترتاوح عقوبته ما بني الغرامة وبني‬ ‫السجن حتى خمس سنوات‪.‬‬ ‫أما يف حالة اإلتجار بكميات كبرية فإن العقوبة يف الحد‬ ‫األدىن هي سنة وتصل حتى خمس سنوات‪ ،‬أي أنه ال ميكن‬ ‫استبدال العقوبة بالغرامة‪.‬‬

‫تهريب المخدرات عن طريق تشكيل العصابات‬ ‫مبوجب املادة ‪ 30‬من نفس القانون‪ ،‬يعاقب أي شخص‬ ‫يتاجر باملخدرات كعضو يف عصابة بعقوبة ال تقل عن‬ ‫سنتني وقد تصل حتى خمس سنوات‪.‬‬ ‫واعتربت املحكمة الفيدرالية أن العصابة هي مجموعة‬ ‫تتشكل عىل األقل من ثالثة أشخاص‪ ،‬واعتربت الشخص‬ ‫الذي ينفذ مهام بسيطة فقط يف العصابة أيضاً عضوا ً يف‬ ‫هذه العصابة‪.‬‬

‫التهريب والتجارة باستخدام األسلحة‬ ‫إن استخدام األسلحة لتسهيل عملية تهريب وتجارة املواد‬ ‫املخدرة ترفع الحد األدىن من العقوبة ليصل إىل خمس‬ ‫سنوات عىل األقل ٍ‬ ‫كحد أدىن وقد تصل العقوبة يف أقصاها‬ ‫إىل خمس عرشة سنة‪.‬‬

‫الحيازة بقصد االستهالك‬ ‫معظم الواليات الفيدرالية تحدد الحد األقىص لحيازة املواد‬ ‫املخدرة (الحشيش أو القنب) بخمس غرامات‪.‬‬ ‫بعض املواد املخدرة ميكن أن تصل فيها الحيازة إىل عرشة‬ ‫أو خمسة عرش غراماً يف بعض الواليات‪ ،‬إال أنه يف بعض‬ ‫الحاالت قد تكون حيازة املادة املخدرة بأقل من غرامني‪،‬‬

‫ونبني ذلك كام ييل‪:‬‬ ‫• الهريويني غرام ونصف‪.‬‬ ‫• الكوكائني ‪ 5‬غرامات‪.‬‬ ‫• األمفيتامني ‪ 10‬ملغ‪.‬‬ ‫• امليثامفيتامني ‪ 5‬غرام‬ ‫طبعاً إن حيازة كمية كبرية بذريعة االستخدام ألسبوع أو‬ ‫شهر كتموين للشخص غري مقبول وال ميكن التذرع به يف‬ ‫حالة الدفاع‪ ،‬ألنه للشخص أن يحوز الكمية اليومية فقط‬ ‫وال ميكن أن يتذرع بأن رشاء كمية أكرب ستوفر عليه مبلغاً‬ ‫معيناً من املال‪.‬‬ ‫أي إذا كانت الكمية املسموح بها خمسة غرامات فال‬ ‫ميكن للشخص حيازة عرشة غرامات عىل أنها ليومني‬ ‫متتاليني‪.‬‬

‫الخالصة‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•‬

‫•‬

‫تعترب الحيازة بهدف االستهالك فعالً غري معاقب عليه‬ ‫طاملا مل تتجاوز الكمية املحددة وفق القانون‪.‬‬ ‫إن الحيازة حتى ملرة واحدة دون االلتزام بالكمية‬ ‫القانونية تسبب إدانة الشخص بالتجارة املمنوعة‪.‬‬ ‫حتى البيع لألصدقاء ولو دون تحقيق ربح يعترب‬ ‫فعالً يعاقب عليه القانون‪ .‬وتزداد العقوبة مع ازدياد‬ ‫الكمية ومع حاالت التكرار‪ ،‬كام تزداد العقوبة يف حال‬ ‫االنضامم إىل عصابة تعمل يف تهريب املخدرات أو يف‬ ‫حال استخدام السالح‪.‬‬ ‫القاعدة املعتمدة يف السامح باالستهالك دون التجارة‬ ‫هي أنك حر يف إيذاء نفسك بالتعاطي‪ ،‬أما أن تؤذي‬ ‫غريك ال سيام القرص ومن أجل الربح فهذا يخالف‬ ‫القانون‪.‬‬ ‫طبعاً الدفاع عن املتهم يحتاج إىل محام متخصص‬ ‫يف هذه األمور‪ ،‬وال يكتفى باملراكز االستشارية‪ ،‬ألن‬ ‫املوضوع معقد وشائك‪.‬‬

‫باب شرقي‬ ‫السنة الخامسة ‪ -‬العدد ‪ - 58‬شباط ‪2021‬‬

‫‪07‬‬

‫"رفع حظر الترحيل إلى سوريا"‬

‫خ في مستقبل الالجئين في ألمانيا؟‬ ‫هل هو ف ٌ‬

‫مازال الجدل إزاء القرار األلماني بـ "رفع حظر الترحيل إلى سوريا" مستمر ًا في األوساط السياسية والمنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني التي طالبت بتمديد حظر الترحيل‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫انتهاك لحقوق اإلنسان من جهة ولكونه فخاً سياسياً سيعاني منه‬ ‫ومعارض له لما فيه من‬ ‫في حين انقسم الشارع السوري في ألمانيا ما بين مؤيد للقرار القتصاره على "المجرمين الخطرين"‪،‬‬ ‫مستقبال‪.‬‬ ‫الالجئون السوريون في ألمانيا‬ ‫ً‬ ‫عدي معصراني‬

‫غري ممكن‪ ،‬وذلك ألن تنفيذ الرتحيل بحق أي شخص يجب‬ ‫ظل التقارير‬ ‫أن يسبقه موافقة من قبل املحكمة األملانية‪ ،‬ويف ّ‬ ‫الكثرية عن ظروف االعتقال السيئة يف سوريا يستبعد أن تتم‬ ‫خصوصا من‬ ‫املوافقة عىل ترحيل أي شخص إىل سوريا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يسموا بـ"اإلسالميني"‪ ،‬ألن تعرضهم للتعذيب تحت حكم‬ ‫حتمي‪.‬‬ ‫النظام السوري هو أمر‬ ‫ّ‬

‫مدون وطالب إعالم في جامعة فورتسبورغ‬ ‫ّ‬

‫هل تحديد "المجرمين ِ‬ ‫الخطرين" مجرد فخ؟‬ ‫نجح هورست زيهوفر‪ ،‬وزير الداخلية األملاين بتحقيق‬ ‫مسعاه برفع حظر الرتحيل إىل سوريا‪ ،‬وكان وزير داخلية‬ ‫مقاطعة بايرن واملتحدث باسم وزراء داخلية االتحاد‬ ‫املسيحي الدميقراطي‪ ،‬هواخيم هريمان‪ ،‬قد رصح لقناة‬ ‫‪ Tagesschau‬عن استعداده للتعاون مع األجهزة األمنية‬ ‫كل االنتهاكات وجرائم الحرب‬ ‫والنظام يف سوريا رغم ّ‬ ‫املرتكبة من قبلهم‪ ،‬ما يعني أنه مثة نية مبيتة من حزب‬ ‫االتحاد املسيحي الدميقراطي عىل امليض قد ًما بخطته‪.‬‬ ‫تم االتفاق مبدئيًا عىل دراسة ملف كل "مجرم خطري" عىل‬ ‫حدة‪ ،‬ما جعل األمر يبدو للكثريين محقًا ويهدف لحامية‬ ‫األمن األملاين‪ ،‬ولكن هريمان قال للصحيفة "هنالك العديد‬ ‫من مؤيدي النظام السوري الذين أتوا إىل أملانيا هرباً من‬ ‫تنظيم الدولة اإلسالمية‪ ،‬ال أعتقد أن هؤالء إذا تم إرسالهم‬ ‫إىل مناطق النظام‪ ،‬سيتعرضون للتهديد منه‪ ،‬أما املعارضني‬ ‫فيمكن إرسالهم إىل مناطق السيطرة الرتكية أو الكردية"‪.‬‬ ‫هذه الترصيحات تثري تساؤالً عام إذا كان هدف الحكومة‬ ‫األملانية يف املرحلة القادمة سيتوقف عند إرسال "املجرمني‬ ‫الخطرين" إىل سوريا أم أنه سيشمل أيضً ا دراسة إمكانية‬ ‫ترحيل الجئني آخرين إىل مناطق "مستقرة‪ ،‬ال حرب فيها"‪.‬‬

‫إضافة لذلك‪ ،‬من املهم أن متتلك أملانيا عالقات دبلوماسية رسمية‬ ‫مع النظام السوري إلمتام عمليات الرتحيل‪ ،‬لكن هذه العالقات‬ ‫مازالت مقطوعة‪ ،‬عدا عن فرضها عقوبات اقتصادية عليه‪ ،‬مام‬ ‫قد يجعل محاوالت وزارة الداخلية الهادفة لرتحيل البعض إىل‬ ‫سوريامستحيلة‪.‬‬

‫وصمة عار‬ ‫تظاهرات احتجاجية‬ ‫نُظِّ َمت تظاهرات يف عدة مدن أملانية بدعم من منظامت‬ ‫حقوقية مثل "فرايديز فور فيوترش" و"زيربوكيه" و"تب ّنى‬ ‫ثورة" باإلضافة إىل نشاطات حملة "سوريا ليست آمنة"‪،‬‬ ‫يرى الناشطون يف حملة "سوريا ليست آمنة" أن ترحيل‬ ‫حتى مرتكبي الجرائم إىل سوريا هو انتهاك لحقوق‬ ‫اإلنسان‪" ،‬ألنهم سيواجهون اإلذالل والتعذيب رمبا حتى‬ ‫املوت يف املعتقالت"‪ ،‬ولذلك تحديدًا يجب أن يحصل‬ ‫حتى املجرمون عىل "الحق يف محاكمة عادلة تحت حكم‬

‫القانون‪ ،‬حيث يتواجد نظام قضايئ يحكم استنادًا ملبادئ‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬وهذا اليشء غري موجود يف سوريا"‪.‬‬

‫متى ستبدأ عمليات الترحيل؟‬ ‫يتساءل كثريون اآلن عن مصري الالجئني السوريني يف أملانيا‬ ‫يف املستقبل القريب‪ ،‬وإن كانت حقًا ستبدأ عمليات الرتحيل‬ ‫إىل سوريا‪ ،‬يف هذا الخصوص نرشت منظمة "تب ّنى ثورة"‬ ‫مقاالً يتحدث عن التبعات القانونية للقرار‪ ،‬يركّز املقال عىل‬ ‫أن ترحيل أي شخص إىل بلد ميارس فيه االعتقال والتعذيب‬

‫يبقى أمر إعادة العالقات مع النظام السوري يف يد وزارة‬ ‫الخارجية األملانية‪ ،‬والتي أعلنت موقفها يف تقريرها الدوري‬ ‫عن الوضع يف سوريا‪ ،‬مام قد يدفع إىل تجاذبات سياسية يف‬ ‫الفرتة املقبلة بني وزارة الداخلية التي ميثلها زيهوفر من حزب‬ ‫‪ ،CDU‬ووزارة الخارجية التي ميثلها هايكو ماس من ‪.SPD‬‬ ‫ورغم أن القانون األملاين والدويل قد يحبطان جهود ‪ CDU‬يف‬ ‫تطبيق الرتحيل إىل سوريا‪ ،‬إال أن قرا ًرا كهذا سيبقى وصمة‬ ‫عا ٍر يف مسرية الحزب‪ .‬بينام عىل السوريني اليوم التضامن‬ ‫مع بعضهم‪ ،‬واالستفادة من النظم الدميوقراطية‪ ،‬لالحتجاج‬ ‫والضغط عىل السياسيني والرأي العام‪.‬‬

‫بيروت وكورونا‪ ..‬واآلثار الخفية على ملفات لم الشمل‬ ‫شام السبسبي‬ ‫صحفية سورية مقيمة في دمشق‬

‫"عشنا معاً لثمانية أعوام في منزل واحد‪،‬‬ ‫فأعود نفسي على االكتفاء‬ ‫أما اليوم‬ ‫ّ‬ ‫بتلويحات اليد في مكالمات الفيديو‪ ،‬إنه‬ ‫أم ٌر صعب للغاية لكن أملي باهلل ما يزال‬ ‫كبيراً‪ ".‬هكذا انتهت محادثتي مع أصيل‬ ‫زخور الالجئ السوري في ألمانيا‪.‬‬ ‫ما تزال مسألة مل الشمل يف أوروبا من أهم املسائل التي‬ ‫يواجهها الالجئون منذ بدء موجة الهجرة‪ ،‬فهي مسألة‬ ‫قانونية ديناميكية تتأثر باستمرار باألحداث السياسية‬ ‫واالجتامعية سواء يف البلد األم أو يف بلدان اللجوء‪.‬‬ ‫ويف هذا التحقيق نسلط الضوء عىل أبرز املشكالت‬ ‫املستجدة عىل ملفات مل الشمل العالقة يف دوائر الهجرة‬ ‫األملانية‪ ،‬فكيف أثر الفايروس املستجد كوفيد‪ -19‬عىل‬ ‫مل شمل الالجئني السوريني؟ وكيف غدا إمتام املعامالت‬ ‫مرهوناً بالكوارث املتالحقة عىل العاصمة اللبنانية‬ ‫بريوت بعد انفجار املرفأ؟‬

‫األوراق عالقة‪ ..‬والسفارات تغلق أبوابها‬ ‫في وجه الالجئين‬ ‫وصل عامر أبو قاسم إىل أملانيا عام ‪ ،2015‬ويقيم‬

‫اليوم يف والية نورد راين فستفاليا ‪NRW‬؛ وكالعديد من‬ ‫السوريني مل يوفق يف مل شمل زوجته‪ .‬يقول عامر ألبواب‪:‬‬ ‫"أنا هنا منذ خمسة أعوام وحتى اللحظة ما من أسباب‬ ‫واضحة وراء تأخر أوراق زوجتي‪ ،‬علامً أنني وكلت محامياً‬ ‫ملتابعة هذه القضية منذ البداية‪ ،‬ولك ْن مع أزمة كورونا‬ ‫أعتقد أن املسؤولني عن امللف وجدوا حجة جديدة للمامطلة‪،‬‬ ‫خاص ًة وأن السفارات أصبحت تقدم خدماتها إلكرتونياً‬ ‫فقط‪.".‬‬ ‫يعتقد عامر أن مثة مشكالت أخرى يعاين منها طالبو مل‬ ‫الشمل‪ ،‬وتكمن يف دوائر الهجرة األملانية؛ فيقول‪" :‬مشكلة‬ ‫البريوقراطية؛ فاملوظف الذي يستلم امللف هو صاحب‬ ‫القرار األول واألخري؛ فقد يكون املوظَف مثالً تابعاً لحزب‬ ‫مييني متطرف مثل ‪ ،AFD‬أو من األجانب املجنسني‪،‬‬ ‫وبعض هؤالء يُعرفون بعنرصيتهم تجاه السوريني‪ .‬وهناك‬ ‫احتامالت أخرى كأن يكون امللف مفقودا ً من أصله!"‬

‫بيروقراطية مكتبية أم تحايل على القوانين؟‬ ‫األمر مختلف من وجهة نظر رجل القانون السوري (هالل‬ ‫شلبي) املقيم يف أملانيا‪ ،‬فاملشكلة ليست بريوقراطية دوائر‬ ‫الهجرة فحسب‪ ،‬وإمنا يضاف لذلك تعامل بعض الالجئني‬ ‫مع هذه الدوائر والقوانني فيقول‪" :‬هناك موظفون‬ ‫سيئون ال ننكر ذلك‪ ،‬ولكن األمر يتعلق أيضاً ببعض‬ ‫الالجئني وباإلجراءات واألوراق الخاطئة أو الناقصة التي‬ ‫يقدمونها"‪.‬‬

‫ومن تجربته مع ملفات مل الشمل والهجرة يذكر شلبي‬ ‫أوجه هذه األخطاء أو الحيل التي يرتكبها بعض الالجئني‬ ‫ويقوم هو برصدها وتصحيحها‪ ،‬فيقول‪" :‬تصادفني‬ ‫تحايالت مخجلة يف أوراق طالبي مل الشمل‪ :‬تالعب‬ ‫باألسامء‪ ،‬وغياب الصور الفوتوغرافية الرضورية إلثبات‬ ‫الزواج‪ ،‬وهناك أيضاً من يقدمون األوراق بصكوك‬ ‫زواج مؤرخة بتاريخ مغاير لبيان الزواج؛ وهذا ما يدفع‬ ‫باملوظف إىل توقيف املعاملة ويطلب من الالجئ إعادة‬ ‫العمل من جديد عىل األوراق"‪.‬‬ ‫ويضيف"ال يُعقل أال ميتلك الرجل صورا ً لزفافه مثالً‪،‬أو أن‬ ‫لست سنوات‬ ‫يحرض بيان زواج بال وكالة‪ ،‬أو يكون متزوجاً ّ‬ ‫ويجلب عقد زواج من سنتني! هؤالء يتعمدون غش الحكومة‬ ‫األملانية؛ فال تتمم األخرية لهم أوراقهم‪.".‬‬

‫شظايا انفجار بيروت تطال ملفات لم الشمل!‬ ‫أصيل زخور هو أحد قاطني دريسدن منذ أربع سنوات‪،‬‬ ‫وعن تجربته مع مل الشمل يقول‪:‬‬ ‫"مشكلتي هي يف البريوقراطية وعدم تطابق قوانني‬ ‫الواليات‪ ،‬إضافة إىل ضياع الوقت ما بني السفارة ودائرة‬ ‫األجانب وتأخر ردود الطرفني‪ .‬أحاول مل شمل زوجتي منذ‬ ‫العام ‪ ،2016‬لكن القانون األملاين ال يعرتف مبا ندعوه‬ ‫يف سوريا "كتاب شيخ"‪ ،‬بل يعده تزويرا ً‪ ،‬ويطلب وثائق‬ ‫مصدقة من املحكمة‪ .‬ويف سوريا مينع عىل الشاب تثبيت‬ ‫زواجه باملحكمة بدون موافقة شعبة التجنيد‪ ،‬وهذا كان‬

‫يعني بالنسبة يل سحبي إىل خدمة العلم التي كنت‬ ‫متخلفاً عنها آنذاك"‪.‬‬ ‫ُر ِفضَ ْت أوراق مل الشمل الخاصة بأصيل‪ ،‬إال أنه مل ييأس‬ ‫بل آثر املحاولة بطريقة أخرى‪" :‬قررت االدعاء بأن‬ ‫زوجتي هي خطيبتي‪ ،‬لكنهم اشرتطوا أن يكون راتبي‬ ‫الشهري ‪ 2400‬يورو يك تتم العملية التي خططت لها‪،‬‬ ‫ويف أملانيا حتى املواطن األملاين العادي ال يقبض ‪2400‬‬ ‫يورو شهرياً‪.".‬‬ ‫وكان إهامل موظفي السفارة السورية وتقاعسهم إضاف ًة‬ ‫إىل إغالق السفارة يف بريوت‪ ،‬عاملني ساهام يف تأخري‬ ‫أوراق أصيل الذي سافر عدة مرات إىل لبنان ملراجعة‬ ‫السفارة وكان يُ َرد خائباً يف كل مرة‪" :‬أصبح ملفي معلقاً‬ ‫يف السفارة السورية يف بريوت واملعروفة ببطئها يف‬ ‫إمتام هذا النوع من املعامالت‪ ،‬عدا عن رشوطهم املتعلقة‬ ‫مبستويات اللغة والفحوصات‪ ،‬وتأخرهم يف معاودة‬ ‫التواصل مع العمالء أو عدم التواصل أبدا ً‪ .‬وفوق هذا كله‬ ‫أغلقت السفارة أبوابها بعد أزمة كورونا وأصبحت تقدم‬ ‫خدماتها إلكرتونياً‪ ،‬وتال ذلك تفجري بريوت الذي زاد‬ ‫املوضوع تعقيدا ً‪.".‬‬ ‫ويضيف مستنكرا ً‪" :‬إذا عطس مواطن يف بريوت‬ ‫سرتين السفارة السورية تغلق أبوابها بوجه املراجعني؛‬ ‫فام بالك بتفجري ومظاهرات؟"‪.‬‬

‫‪08‬‬

‫باب شرقي‬ ‫السنة الخامسة ‪ -‬العدد ‪ - 58‬شباط ‪2021‬‬

‫الجمعية األلمانية – السورية للبحث العلمي‬

‫إطالق "منحة التمكين األكاديمي" من السوريين إلى السوريين‬ ‫د‪ .‬هاني حرب‬

‫ماهي منحة التمكين األكاديمي؟‬

‫باحث و محاضر في جامعة غيسن‪،‬‬ ‫مؤسس ورئيس الجمعية األلمانية – السورية للبحث العلمي‬

‫تهدف منحة التمكني األكادميي لدعم الطلبة السوريني‬ ‫يف إمتام مشاريعهم الدراسية الهادفة ملتابعة مراحل‬ ‫التعليم العليا‪ ،‬حيث تؤمن الجمعية بأن التعليم العايل هو‬ ‫حجر األساس يف رحلة التحصيل العلمي لألفراد‪ ،‬وأداة‬ ‫ملواجهة التحديات املستقبلية يف سوريا وأملانيا‪.‬‬

‫‪2017‬‬

‫أسس مجموعة من الباحثين السوريين في ألمانيا‪ ،‬جمعية صغيرة‬ ‫تعنى بأمور البحث العلمي والباحثين السوريين في ألمانيا‪ ،‬وتم‬ ‫تسميتها بـ “الجمعية األلمانية ‪ -‬السورية للبحث العلمي“‪.‬‬ ‫بدأت الجمعية ببناء المهارات اللطيفة للطلبة والباحثين السوريين‬ ‫في ألمانيا‪ ،‬بدء ًا بتعليمهم مبادئ الكتابة العلمية وكتابة‬ ‫رسائل الماجستير والدكتوراه إلى التعريف بالتخصصات الموجودة‬ ‫للقادمين الجدد‪ ،‬لمساعدتهم على االندماج مجدد ًا ضمن‬ ‫المجتمعات األكاديمية في ألمانيا‪.‬‬

‫‪2019‬‬

‫أصبحت الجمعية األلمانية – السورية للبحث العلمي جزء ًا من‬ ‫المشروع األوروبي بريدج "الجسر" والذي يعمل بشكل أساسي‬ ‫على بناء الجسور بين الباحثين الالجئين القادمين من سوريا‪،‬‬ ‫العراق‪ ،‬أفغانستان وتركيا مع المراكز البحثية والجامعات في‬ ‫مختلف الدول األوروبية‪ .‬مهمة الجمعية تمحورت بشكل أساسي‬ ‫حول تدريب الالجئين المتحدثين باللغة العربية وتعريفهم باألمور‬ ‫المتعلقة بالدراسة في ألمانيا والبحث العلمي هناك‪ .‬قامت‬ ‫الجمعية بأكثر من خمس جلسات تدريبية خالل المشروع األوروبي‬ ‫المذكور وتقديم المعونة ألكثر من ‪ 30‬باحثاً بمختلف التخصصات‪.‬‬

‫‪2020‬‬

‫تحولت ورشات عمل الجمعية إلى الشكل االفتراضي‬ ‫كامالً لدواعي جائحة فيروس كورونا المستجد‪ .‬قامت‬ ‫الجمعية خالل عام ‪ 2020‬بعدة مشاريع وتحول نشاطها‬ ‫إلى تقديم الخدمات إلى الطلبة في سوريا أيضاً والدول‬ ‫العربية لتحضير طلبات التقديم للجامعات‪ ،‬تحضير رسائل‬ ‫الدافع للمنح المختلفة وكذلك تحضير السير الذاتية‪ .‬قامت‬ ‫الجمعية خالل هذا العام وبشكل إضافي بتحضير كامل‬ ‫األمور القانونية‪ ،‬اإلدارية واللوجستية إلطالق مشروع‬ ‫الجمعية األهم وهو منحة "التمكين األكاديمي"‪.‬‬

‫إن مرشوع منحة التمكني األكادميي هي املرشوع الجوهرة‬ ‫للجمعية األملانية – السورية للبحث العلمي‪ ،‬حيث نثق أن‬ ‫لكل إنسان الحق بالحصول عىل فرصة عادلة الكتساب‬ ‫تعليم عايل ذي جودة الئقة‪ .‬كام نؤمن بأن التعليم العايل‬ ‫ال يعترب محفزا ً عىل التغيري فحسب‪ ،‬بل إنه رشط لحصول‬ ‫التغيري عىل املستوى الشخيص واملجتمعي‪.‬‬

‫أدبيات المنحة‪:‬‬ ‫منحة التمكني األكادميي هي منحة من السوريني‬ ‫للسوريني‪ .‬تم تأسيسها من األكادمييني والباحثني‬ ‫السوريني يف الجامعات األملانية‪ ،‬والذين يجمعهم حس‬ ‫املسؤولية تجاه الفرصة التي سنحت لهم بالحصول‬ ‫عىل تعليم عايل يف جامعات أملانيا‪ ،‬ليمرروا الفرصة‬ ‫كذلك لطلبة آخرين‪ ،‬وخصوصاً هؤالء الذين يسعون بجد‬ ‫إلكامل تحصيلهم العلمي يف ظل حالة عدم االستقرار‬ ‫الحالية التي متر عىل السوريني‪ .‬منحة التمكني‬ ‫األكادميي مفتوحة لجميع السوريني‪ ،‬وال متيز بينهم‬ ‫عىل أساس العرق أو الدين أو الطائفة أو الجنس‪.‬‬ ‫نؤمن بأن تأسيس شبكة عمل من الخريجني‬ ‫واألكادمييني السوريني هي رضورة لدعم وتسهيل‬ ‫حصول الطالب السوريني عىل فرصة ملتابعة دراستهم‬ ‫عىل مستوى التعليم العايل‪ .‬هذه املنحة ستعمل لتحقيق‬ ‫هدف إعادة دمج الطالب والباحثني السوريني باملجتمع‬ ‫العلمي‪ ،‬كام ستقدم لهم الدعم الالزم ليكونوا أفرادا ً‬ ‫منتجني وفاعلني ضمن هذا املجتمع‪.‬‬ ‫كجزء من املنحة سيتم إطالق برنامج إرشاد أكادميي‬ ‫للطلبة ملساعدتهم للوصول إىل أملانيا وخالل املراحل‬ ‫الدراسية املبكرة‪.‬‬

‫لضمان تحقيق أهدافنا فإننا سنعمل على‬ ‫تأسيس برنامج إرشاد أكاديمي يقدم‬ ‫الخدمات التالية‪:‬‬ ‫تحقق منحة التمكني األكادميي االستدامة من خالل‬ ‫متويل (‪ )٪ 60-50‬من إجاميل املنحة باالعتامد عىل‬ ‫التمويل الجامعي التعاوين عرب تربعات شهرية أو‬ ‫سنوية‪.‬‬ ‫كام يتم متويل الجزء املتبقي من خالل لقاءات دورية‬ ‫وأعامل مجتمعية تعاونية وطلبات متويل رسمية تقوم‬ ‫الجمعية بتقدميها لجهات معنية بدعم التعليم يف أملانيا‪.‬‬

‫ماهي الطرق التي تستطيع دعمنا بها؟‬ ‫• الدعم املادي‪:‬‬ ‫ميكنك املساهمة بالتربعات الشهرية حيث إن‬ ‫مساهمتك ولو مببلغ صغري شهرياً ميكن أن تصنع‬ ‫فرقاً كبريا ً‪.‬‬ ‫فعىل سبيل املثال دعمك للمنحة بالحد األدىن‬ ‫(‪ 5‬يورو شهرياً) ملدة عامني متواصلني ستغطي ‪٪ 1‬‬ ‫من مرصوف طالب سوري يف عامه الدرايس األول‪،‬‬ ‫أو ستغطي ‪ ٪ 14‬من مرصوفه لشهر واحد‪ .‬إن أثر‬ ‫املشاركات الصغرية عىل حياة اآلخرين كبري بالفعل‪،‬‬

‫ما تحتاجه هذه املشاركات هو االستدامة والتنظيم‪،‬‬ ‫لتحقيق هدفنا املشرتك يف دعم الطلبة السوريني‪.‬‬ ‫الدعم مببالغ أكرب مرحب به بالطبع كام أننا نقدره‬ ‫ونقدم لصاحبه تقارير شهرية عن سري املنحة املايل‬ ‫واإلداري‪.‬‬ ‫• الدعم املعنوي عرب االشرتاك بربنامج اإلرشاد‬ ‫األكادميي كمرشد أو مدرب‪:‬‬ ‫ميكنك املشاركة أيضاً باالنضامم إىل شبكة‬ ‫األكادمييني التي ستعمل عىل دعم حاميل املنحة‬ ‫خالل فرتة دراستهم‪ .‬ميكنك مشاركتنا باملعلومات‬ ‫املتعلقة بنوع مساهمتك ومكان إقامتك من خالل‬ ‫االستبيان عىل موقع املنحة اإللكرتوين التي سيتم‬ ‫اإلعالن عنها قريباً‪.‬‬ ‫كامل املعلومات عن الجمعية األملانية – السورية للبحث‬ ‫العلمي ومنحة التمكني األكادميي ميكنكم الحصول‬ ‫عليها عرب‪:‬‬ ‫‪www.ds-fg.com‬‬ ‫‪www.academpower.de‬‬

‫مشروع ساحر الستعادة تراثنا الشفهي‬ ‫حكايا الجدات‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫عروبة صاصيال‬ ‫باحثة سورية في مجال األسرة والطفل‬ ‫مقيمة في ألمانيا‬

‫يف طفولتنا عشنا مع جداتنا وسمعنا حكاياه ّن‬ ‫التي كانت متنحنا دفء املحبة وجزيل العطاء بأن‬ ‫ساعدت بتشكيل خيالنا مبساحة من الفرح واللهفة‬ ‫من خالل طريقة الرسد عن شخصيات الحكايا‬ ‫البطولية‬ ‫ذاك الفرح وتلك اللهفة من إغناء الخيال إىل نسج‬ ‫األحالم‪ ،‬كان الهاجس الذي دفعني إىل كتابة حكايا‬ ‫الجدات التي أبدعتها جامعات ومجموعات من‬ ‫شعوبنا ارتبطت مبكان وزمان شكّل هوية انتامء‬

‫مستمرة مبا يتفق مع بيئتا وتفاعالتها مع طبيعتها‬ ‫وتاريخها‪ ،‬فكونت نتاجاً تراكمياً بقي يف إطار التداول‬ ‫الشفهي عرب انتقاله من جيل آلخر‪ ،‬ولضامن استمراريته‬ ‫ألجيالنا السورية القادمة والتي انترشت يف كل أنحاء‬ ‫العامل بسبب ظروف الحرب والهجرة بعيدة عن وطنها‬ ‫وجذورها الحقيقية‪ ،‬بات من الرضوري حفظ هذا الرتاث‬ ‫للتأكيد عىل هوية االنتامء باالرتكاز عىل موروث شعبي‬ ‫اجتامعي مينح أجيالنا قليالً من الفرح‪.‬‬ ‫وبالرغم من أ ّن أجيال الوقت الحارض عرب العامل قد‬ ‫تاهت بالعوملة والتكنولوجيا‪ ،‬إال أنها تعيش يف أوطانها‬ ‫مرتكزة عىل جذورها وموروثها املادي والالمادي‪،‬‬ ‫وقد اهتمت بعض الشعوب بحفظ تراثها عرب حكايات‬ ‫شعبية ق ّدمتها ألطفالها بجمعها بكتب بالغة األهمية‪،‬‬

‫ككتاب (األخوين غريم) يف أملانيا التي استمد نَس َج ُه‬ ‫من حكايا تراث الشعوب مبا فيها حكايا ألف ليلة وليلة‪.‬‬ ‫مرشوع حكايا الجدات جمعتُه مام قرأت وسمعت‪،‬‬ ‫وأعدتُ صياغته بلغة بسيطة مناسبة كرتاث اجتامعي‬ ‫وهو جزء من أمنيايت بالفرح والسعادة ألجيالنا القادمة‬ ‫باملهجر‪.‬‬ ‫والبد لنا من اإلشارة هنا اىل أنه ومنذ عام ‪2003‬‬ ‫ك ّرست منظمة األمم املتحدة للرتبية والتعليم‬ ‫(اليونسكو) جهودها يف حامية تراث اإلنسانية‬ ‫الالمادي‪ ،‬وأولت لذلك أهمية كربى لتحفظ كافة‬ ‫الشعوب آدابها الشعبية يف الرشق والغرب‪ ،‬فمنذ تطور‬ ‫علوم الفولكلور يف منتصف القرن التاسع عرش لدى‬

‫معظم الشعوب‪ ،‬صدرت مئات املجموعات املحققة‬ ‫حول الحكايا الشعبية املختلفة وحول خصوصية‬ ‫الشعب الذي أبدعها أو ط ّورها‪.‬‬ ‫وكلنا أمل بأن نحقّق هدفنا وننجح يف تقديم حكايا‬ ‫تراثنا السوري الغني بتاريخه وإبداعه‪.‬‬ ‫عروبة صاصيال‪..‬‬ ‫محارضة يف مجال املرأة والشباب يف سوريا عرب‬ ‫منابر متعددة‪ ،‬حاصلة عىل شهادة تقدير للمشاركة‬ ‫يف قصص األطفال عن الرتاث من جمعية العاديات‬ ‫بحلب وأصدقاء الجمعية يف كندا يف خدمة الرتاث‬ ‫الالمادي خالل مسابقة لجائزة خري الدين األسدي‬ ‫عالمة حلب‪.‬‬

‫باب شرقي‬ ‫السنة الخامسة ‪ -‬العدد ‪ - 58‬شباط ‪2021‬‬

‫نساء سوريات في ألمانيا‬

‫‪09‬‬

‫‪Syrische Frauen in Deutschland‬‬

‫مكاننا األكثر واقعية في هذا العالم االفتراضي‬

‫مجموعة "نساء سوريات في ألمانيا" هي‬ ‫مجموعة ناشطة جد ًا على الفيسبوك‪،‬‬ ‫أتابعها منذ سنوات‪ ،‬وأتحدث عنها وأستشهد‬ ‫بها وأستعين بالمعلومات التي ترد فيها‪،‬‬ ‫"جدير ٌة بالثقة" هي الكلمة التي أصف بها‬ ‫هذه المجموعة‪ ،‬وألنني أقدر بشدة التجارب‬ ‫الناجحة السيما النسائية والمبنية كلياً بجهو ٍد‬ ‫ذاتية‪ ،‬أحببت أن أشارك فخري على المأل‪ ،‬وهنا‬ ‫دردشة طويلة مع السيدات اللواتي أسسن‬ ‫و ُيدر َن المجموعة‪.‬‬ ‫أجرى الحوار سعاد عباس‬ ‫كيف بدأت الفكرة ومتى التقت صبايا وسيدات‬ ‫األدمن في المرحلة األولى لتشكيل هذه‬ ‫المجموعة‪ ،‬وما الخدمات التي تقدمها؟‬ ‫البداية كانت يف ‪ 9‬متوز ‪ ،2015‬حني جمعتنا صاحبة‬ ‫الفكرة سارة شامع يف مجموعة واحدة‪ ،‬فخططنا وتناقشنا‬ ‫يف أساسيات تنظيم املجموعة‪ ،‬وكيفية إدارتها بالشكل‬ ‫األنسب‪ ،‬واستطعنا أن نضع األسس سوياً‪.‬‬ ‫كنا مجموعة فتيات سوريات جمعتهن الغربة والود‬ ‫واالحرتام املتبادل‪ ،‬فوجئنا يف األيام األوىل بانضامم عدد‬ ‫كبري من النساء املتعلامت والطامحات للنجاح باملغرتب‪،‬‬ ‫فأصبحت املجموعة مكاناً افرتاضياً للكل نعمل عىل تنوعه‬ ‫وتنظيمه واملساهمة بضبطه‪ ،‬ويوماً بعد يوم توسعت هذه‬ ‫املجموعة بإمياننا بها‪.‬‬ ‫أحببنا أن تكون اإلدارة مشرتكة من قبل عدة فتيات من‬ ‫خلفيات مختلفة لنتشارك بالرأي عندما نتعرض أو تتعرض‬ ‫أي عضوة باملجموعة لإلساءة‪ ،‬واتبعنا سياسة التصويت‬ ‫للتوصل لرأي مشرتك بأي مشكلة‪ .‬وال يحصل إلغاء‬ ‫العضوية ألي مشارِكة مسيئة بشكل شخيص أو عشوايئ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫املؤسسات واإلداريات السابقات تركن بصمتهن يف‬ ‫كل زاوية يف هذه املجموعة‪ ،‬كام أن العمل معهن عىل‬ ‫املجموعة كان ممتع‪ ،‬وهن‪ :‬جييس األخرس‪ ،‬رانيا فنصة‪،‬‬ ‫رحمة العبدالله‪ ،‬رهف رزوق‪ ،‬سارة قرشة‪ ،‬سامح بيدق‪،‬‬ ‫سامح حكوايت‪ ،‬فرح ياسمني‪ ،‬منرية قرقجي‪ ،‬ميس الباشا‪،‬‬ ‫نور الهدى بيضون‪ ،‬يارا حبال‪ ،‬ياسمني وطفة‪.‬‬ ‫واملؤسسات واإلداريات اللوايت بدأن املجموعة ومازلن‬ ‫ٍ‬ ‫مستمرات بإدارتها حتى اليوم‪ :‬تيفاين فطيمي‪ ،‬راما بيدق‪،‬‬ ‫رشا اإلمام‪ ،‬روال البيك‪ ،‬سارة شامع‪ ،‬نور النارص‪.‬‬ ‫ما هي الغايات األولى التي تم ألجلها تشكيل‬ ‫هذه المجموعة‪ ،‬وكيف أمكن تحقيقها؟‬ ‫كان الهدف من املجموعة نابعاً من إمياننا بأن أهم مقومات‬ ‫االندماج تبدأ أوالً بني فئات املجتمع السوري املختلفة‬ ‫يف أملانيا‪ ،‬وذلك من خالل تبادل الخربات عىل اختالف‬ ‫الرشائح والخلفيات السياسية والدينية والتعليمية‪ .‬مع‬ ‫األسف يف بلدنا سوريا مل يسمح البعد الجغرايف باجتامع‬ ‫الكثري من النساء من خلفيات‪ ،‬ثقافات‪ ،‬طوائف‪ ،‬أعراق‬ ‫ومحافظات متعددة وتبادل خرباتنا والتعرف عىل عادات‬ ‫املحافظات واألطياف املختلفة من الشعب الذي عاش عىل‬ ‫أرض سوريا‪ .‬لذا كانت املجموعة مكاناً سليامً الجتامع نساء‬ ‫سوريات بال حواجز وتقبل اختالفاتنا وتبادل االحرتام‬ ‫فيام بيننا‪.‬‬

‫يقل أهمية عن سابقه فهو االندماج‬ ‫أما الهدف اآلخر الذي ال ّ‬ ‫كمجتمع سوري ضمن املجتمع األملاين‪ ،‬ومن أهم مقوماته هو‬ ‫التمكن من اللغة‪ ،‬وهذا ما الحظنا تطوره لدى النساء حتى‬ ‫الحوامل واألمهات من أعضاء املجموعة وتبادل النصائح فيام‬ ‫بينهن لتجاوز املراحل الصعبة‪ ،‬وصوالً إىل العمل والبحث عن‬ ‫فرص العمل والحوار يف أمور مختلفة يف الحياة العملية‪،‬‬ ‫كالتفاوت يف العادات الثقافية والحضارية بني املجتمع‬ ‫السوري واألملاين بهدف فهم ثقافة البلد الجديد وتقبّله‬ ‫والتعايش معه‪.‬‬

‫كثر‬ ‫تعريف المجموعة يوضح أن "األدمنز" ُ‬ ‫وبخلفيات وآراء متنوعة‪ ،‬ولكن لتحقيق توافق‬ ‫في اإلدارة ال بد من وجود نقاط مشتركة أوصلت‬ ‫المجموعة إلى هذا النجاح واالستمرار‪ ،‬فما هي‬ ‫هذه النقاط؟‬ ‫النقاط املشرتكة‪ :‬إمياننا بهدف املجموعة كوطن صغري‬ ‫وحضن للمغرتبات‪ ،‬وثقتنا ببعضنا بكل حسن نية‪ ،‬ورشح‬ ‫خلفيات وجهات النظر‪ ،‬واالعتامد عىل التصويت‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫للمجموعة فأساسها احرتام الرأي‪ ،‬عدم اإلساءة‪ ،‬وتقبل اآلخر‪.‬‬

‫باإلضافة إىل توفري بيئة نفسية مريحة داعمة للنساء‬ ‫السوريات‪ ،‬آملني مستقبالً أن نتشارك وإياه ّن قطف مثار‬ ‫التعاون الناجح ليس فقط افرتاضياً وإمنا شخصياً عىل أرض‬ ‫الواقع‪.‬‬

‫التوجد فوائد خاصة وال مادية تدفع أياً منا للمتابعة كأدمن‬ ‫يف املجموعة‪ ،‬العمل طوعي تدفعنا إليه الرغبة يف استمرارية‬ ‫وجود مجموعة مريحة بعيدا ً عن املهاترات‪ ،‬وتقديم املساعدة‬ ‫بشكل جامعي‪.‬‬

‫لذلك نشجع السيدات يف املجموعة عىل‪ :‬املشاركة بأي‬ ‫معلومة مهمة‪ ،‬دعم بعضنا البعض‪ ،‬التغلب عىل الصعوبات‬ ‫التي تواجهنا والنقاش باملواضيع التي تخص وضعنا‬ ‫بأملانيا‪ .‬عدا ذلك يوجد يف املجموعة فقرات نغنيها بشكل‬ ‫دائم ونسعى ألرشفتها‪ ،‬ليك تكون مرجعاً ألعضاء املجموعة‬ ‫مثل اللغة‪ ،‬الدراسة مبا فيها معلومات عن التدريب املهني‪،‬‬ ‫الجامعة واملنح الدراسية‪ ،‬األمومة‪ ،‬السكن‪ ،‬العمل‪ ،‬السياحة‬ ‫يف أملانيا ويف البلدان األخرى‪ ،‬ثقافة عامة وكذلك معلومات‬ ‫تاريخية وأثرية عن سوريا وكذلك التجميل وأي يشء آخر‬ ‫فيه فائدة‪ .‬وكإداريات نسعى جاهدات بالدرجة األوىل لضبط‬ ‫محتوى املنشور دون تشعب‪.‬‬

‫نشأت مجموعات سورية كثيرة منذ بدء موجة‬ ‫اللجوء حتى اآلن‪ ،‬كيف تعلمتن من هذه‬ ‫المجموعات وكيف تحاشيتن الوقوع بنفس‬ ‫األخطاء وما الذي يجعل هذه المجموعة متميزة؟‬ ‫لقد عانينا من املشاكل املوجودة يف املجموعات األخرى‬ ‫كغرينا‪ ،‬وميكن اختصارها بالتكفري املعتاد بني األطراف‬ ‫املختلفة بآرائها‪ ،‬الحدة الالمعقولة بالنقاشات السياسية‪،‬‬ ‫البوستات التي فيها من السخرية واالستهزاء وإضاعة الوقت‬ ‫بدون أي فائدة‪ .‬لكننا أردنا أن نوجد ساحة للحوار املحرتم‪،‬‬ ‫نستطيع فيها طرح أفكارنا بشكل آمن‪.‬‬

‫ومع دخول المجموعة سنتها السادسة هل ترون‬ ‫انعكاساً للحلم على أرض الواقع؟‬ ‫مل يختلف الحلم ونتمنى تجسيد هذه املجموعة يوماً ما عىل‬ ‫أرض الواقع كتجمع سوري للفتيات والنساء السوريات‬ ‫بأملانيا‪ ،‬وهذا يتطلب وصول اإلداريات وغالبية النساء‬ ‫السوريات يف املجموعة إىل حياة مستقرة‪ ،‬تتيح له ّن رفاهية‬ ‫توسيع النشاط من االفرتايض إىل أرض الواقع‪ .‬هدفنا‬ ‫وحلمنا لن يتحقق بني يوم وليلة‪ ،‬بل يلزمه جهد وتفهم‬ ‫واحرتام للقوانني ومشاركة من الجميع‪.‬‬

‫ويف النهاية ميكن القول أن تجنب محوري الدين والسياسة‬ ‫الذين يؤديان غالباً إىل الجدال‪ ،‬ساعد يف تقبل غالب نساء‬ ‫املجموعة للنقاش واملحادثة‪ .‬إضاف ًة إىل التزام غالبية‬ ‫املنضامت بقواعد املجموعة‪ .‬ونتمنى طبعاً أن يتم يوماً ما‬ ‫طرح محوري الدين والسياسة يف حوار بناء وبنظرة حيادية‪.‬‬ ‫السخرية رفض اآلخر والحض على الكراهية‪..‬‬ ‫سمات نراها في كثير من التعليقات والخطابات‬ ‫السورية لألسف‪ ،‬لكنها في حدودها الدنيا في‬ ‫مجموعة "نساء سوريات"‪ ،‬هل يمكن أن أكون‬

‫متفائلة جد ًا إذا تخيلت أن تطور ًا كهذا لمجموعة‬ ‫في واقع افتراضي يمكن أن ينعكس يوماً على‬ ‫الواقع المعاش؟‬ ‫ميكننا القول اليوم وقد أصبح عدد أعضاء مجموعتنا ‪21500‬‬ ‫سيدة‪ ،‬إن هذه املجموعة متنوعة‪ ،‬قد ال متثل كامل املجتمع‬ ‫مبختلف خلفياته الدينية والثقافية واالقتصادية واالجتامعية‪،‬‬ ‫لكنها واسعة مبا فيه الكفاية لنلمس مع مرور الوقت تغيريا ً‬ ‫واضحاً يف مستوى الحوار وتقبّل اآلخر لدى املشاركات‪.‬‬ ‫نحن نؤمن بأنه ليك تنتهي املهاترات يجب أن نؤسس قاعدة‬ ‫نقاش محرتمة‪ ،‬مبواضيع أقل حدة تكون لبنة أساسية لطرح‬ ‫مواضيع كبرية كانت سبباً للحرب يف بلدنا وانتقلت معنا‬ ‫ملجموعات الفيسبوك االفرتاضية لألسف‪.‬‬ ‫بالعموم قوانني املجموعة متنع منشورات الرفض وخطابات‬ ‫الكراهية‪ ،‬متابعة اآلدمنز املستمرة للمنشورات والتعليقات‬ ‫ووعي النساء يف املجموعة ساهم يف الح ّد من هذه‬ ‫التعليقات‪ ،‬ونحن متفائالت بأنه إذا اجتمعت نساء املجموعة‬ ‫يف الواقع‪ ،‬فسيكون مستوى الحوار مشابهاً ملا هو عليه يف‬ ‫املجموعة حالياً‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى ال نعلم إن كانت اآلراء عىل السوشال ميديا‬ ‫تنعكس عىل الحياة الخاصة‪ ،‬فيوجد من يدعي املثالية يف‬ ‫العامل االفرتايض فقط‪ .‬ولكن نتمنى ونسعى من النقاشات‬ ‫التي تدور يف املجموعة لتبادل اآلراء والحرية يف طرحها‪ ،‬أن‬ ‫تؤدي إىل التغيري يف الواقع أيضاً يف حياة النساء املشاركات‬ ‫عىل مستوى عوائله ّن أيضاً‪.‬‬ ‫نساء سوريات في ألمانيا مجموعة مغلقة‬ ‫ونسائية فقط فهل هذه ميزة أم أن هناك‬ ‫سلبيات؟ وهل يمكن تطبيق نفس الضوابط في‬ ‫مجموعة مختلطة أو مفتوحة؟‬ ‫ال نرى سلبية يف وجود النساء فقط يف املجموعة‪ ،‬فاملجموعة‬ ‫تهدف لدعم املرأة‪ ،‬وكام طُبِقت الضوابط يف هذه املجموعة‬ ‫فباإلمكان تطبيقها يف مجموعة مفتوحة ومغلقة‪ ،‬لكن مع‬ ‫املتابعة املستمرة‪.‬‬

‫‪syrische_frauen_in_deutschland#‬‬

‫‪10‬‬

‫ملف العدد‬ ‫السنة الخامسة ‪ -‬العدد ‪ - 58‬شباط ‪2021‬‬

‫الالجئون العرب في ألمانيا ‪..‬‬

‫كيف تنزلق األقدام إلى وادي المخ ّدرات العميق؟‬

‫تنتشر ظاهرة تعاطي المخ ّدرات بين الشباب العربي في ألمانيا انتشار ًا واسعاً وملحوظاً‪ ،‬ما يجعل المسألة في طليعة المسائل التي تطرح نفسها كخط ٍر يه ّدد مستقبل آالف الشباب من‬ ‫واقع يسوده الاليقين وفقدان المعنى‪.‬‬ ‫الالجئين والمهاجرين العرب الذين يهربون من خالل تعاطيهم اليومي من‬ ‫ٍ‬ ‫نزار ابراهيم‬ ‫صحفي سوري مقيم في ألمانيا‬

‫حالة ‪ ..1‬عمران‬ ‫لست نادماً ‪ ..‬وليس هناك ما أخسره‬ ‫"انتابتني الرعشة عندما دخلت إليه وكان ال َزبد يخرج من فمه كام‬ ‫لو أنّه تع ّرض للدغة أفعى‪ ".‬تقول منال (‪ 18‬عاماً)‪ ،‬شقيقة عمران‪،‬‬ ‫عن شعورها لحظة رأت أخاها ممدّدا ً عىل األرض يف غرفته بع َد‬ ‫تعاطيه لجرعة زائدة من مادّة الكيتامني املخدّرة‪.‬‬ ‫يتعاطى عمران املخدّرات منذ أربع سنوات‪ ،‬أي بع َد وصوله إىل‬ ‫أملانيا بسنتني فقط‪ ،‬جاء تعلّقه باملواد املخدّرة واإلدمان عليها عىل‬ ‫خلفية تع ّرفه إىل مجموعة من الشباب يف حيّه يف مدينة ‪،Bonn‬‬ ‫وحول هذه التجربة يحيك عمران ألبواب‪:‬‬ ‫"كنت محبطاً نتيج ًة لعجزي املتك ّرر يف تخطّي مستوى اللغة‬ ‫رصف كام لو أنني قد جئت يف‬ ‫األملانية ‪ ،B2‬وكنت قد سئمتُ الت ّ‬ ‫األمس إىل أملانيا؛ أن أخرج صباحاً وأميش بنشاط إىل املدرسة‬ ‫وأعود ألعمل عىل ترجمة النصوص ومراجعة املفردات‪ ،‬فتناول‬ ‫الطعام ظهرا ً‪ ،‬ومن ث ّم ساعات االكتئاب ليالً والتي تنتهي يب إىل‬ ‫كل هذا وتجربة يشء جديد‬ ‫النوم‪ .‬كنت بحاجة إىل التخلّص من ّ‬ ‫كلّياً"‪.‬‬ ‫يضيف عمران‪:‬‬ ‫" كان السهر مع األصدقاء ال ُجدد هو ذلك اليشء الجديد؛ تجربة‬ ‫الجنس للمرة األوىل‪ ،‬رشب البرية والكحول‪ ،‬تعاطي املخدّرات‬ ‫كل ذلك‬ ‫بأصنافها‪ ،‬التفاعل والرقص مع موسيقى الروك أو التيكنو‪ّ .‬‬ ‫أصبح‬ ‫كان جديدا ً بالنسبة يل‪ ،‬وكنت مص ّمامً عىل تجربته‪ ،‬حتّى‬ ‫َ‬ ‫مع الوقت مبثابة ٍ‬ ‫منط للحياة فال أالحظ آثاره السلبية أو اإليجابية‬ ‫عىل نفيس"‪.‬‬ ‫انغمس عمران يف "منط حياته" الجديد ذاك‪ ،‬وأخذت التجربة‬ ‫َ‬ ‫تج ّره إىل أخرى‪ ،‬والسهرة إىل سهرة‪ ،‬واملادّة املخدّرة إىل مادّة‬ ‫حتّى باتت دراسة اللغة والعمل عىل تطوير الذات أو العمل خارج‬ ‫أولويات حياته‪ ،‬ومع مرور الوقت اتسعت تجربته يف مجال‬ ‫التعاطي واتسعت معها أعداد املواد التي يدمن عليها‪.‬‬ ‫قبل أسابيع فقط خرج من املستشفى؛ التي دخلها إثر تعاطيه‬ ‫لجرعة زائدة من مادّة الكيتامني باإلضافة ملواد مخدّرة أخرى‪،‬‬ ‫شكل اإلحاطة أحياناً‪ ،‬بحسب‬ ‫ويخضع اليوم ملراقبة عائلية‪ ،‬تأخذ َ‬ ‫توصيات األطبّاء واالستشاريني يف املستشفى‪.‬‬ ‫يقول عمران ألبواب عن تلك الحادثة وأثرها عليه‪:‬‬ ‫أين نادم‪ ،‬فأنا شخص ليس لديه شيئ ليخرسه‪.‬‬ ‫" أكذب لو قلت ّ‬ ‫أحب عائلتي ولك ّني أتع ّرض لضغوط نفسية حقيقية‪ ،‬فأنا مكتئب‬ ‫ّ‬ ‫لدي تص ّور مسبق حول‬ ‫متاماً‪ ،‬ولستُ سعيدا ً بحيايت هنا‪ .‬مل يكن ّ‬ ‫الحياة يف أملانيا عندما كنتُ يف سوريا‪ ،‬ولكن اآلن أقول بأنّها‬ ‫قاسية ج ّدا ً‪ ،‬ليس مادّياً ولكن نفسياً‪.".‬‬

‫حالة ‪ ..2‬رؤى‬ ‫الحب‪ ..‬والوقوع في المخ ّدرات‬ ‫الوقوع في‬ ‫ّ‬ ‫ال يقترص انتشار هذه الظاهرة عىل مجموعة منطية من األسباب‪،‬‬ ‫كام وال يقترص عىل جنسي ٍة بعينها لدى املهاجرين العرب يف أملانيا‪،‬‬ ‫فرؤى (‪ 26‬عاماً)‪ ،‬طالبة أردنية تدرس الهندسة املعلوماتية يف برلني‪،‬‬ ‫تجربتها مريرة مع تعاطي الحبوب املخدّرة والحشيش‪ ،‬استطاعتْ‬ ‫تخطّيها‪،‬بع َد سنوات من الضغط املعاناة‪ ،‬والنظر إليها بعني الناقد‪.‬‬

‫" ليس لدي ما أخسره"‬ ‫بهذه العبارة أجابني عمران‬ ‫(‪ 23‬عاماً)‪ ،‬حين سألته أال‬ ‫تخشى أن تقتلك هذه المواد‬ ‫يوم من األ ّيام؟‬ ‫المخ ّدرة في ٍ‬

‫" أنهى عالقته بي بطريقة‬ ‫مهينة جداً‪ ،‬تع ّرضت للوصم‬ ‫بالعديد من األوصاف‬ ‫الجارحة‪ ،‬ما جعلني أشعر‪،‬‬ ‫وياللمفارقة‪ ،‬بالحاجة‬ ‫للعودة إليه‪"..‬‬

‫تقول رؤى‪" :‬‬ ‫ٍ‬ ‫شخص ما يدفعك لفعل املستحيل"‪.‬‬ ‫حب‬ ‫إ ّن الوقوع يف ّ‬ ‫تعتقد رؤى أ ّن السبب الرئييس إلدمانها عىل املخدّرات يرجع إىل‬ ‫عالقتها الغرامية بـأدريان‪ ،‬الشاب الذي تع ّرفت إليه يف السنة‬ ‫األوىل لها كمقيمة يف برلني‪ ،‬والضغوط التي كانت تولّدها هذه‬ ‫العالقة من غرية وعدم تقبّل لبعض املفاهيم الجنسية التح ّررية‬ ‫كـ"العالقات املفتوحة" و"عالقات املنفعة املتبادلة بني الرشيكني"‬ ‫ما أدّى إىل عدم التزامها بحدودها املتفق عليها كرشيكة يف عالقة‬ ‫مفتوحة مع أدريان‪ ،‬فقام األخري باالنفصال عنها "بشكل صادم‬ ‫ومهني" بحسب تعبريها‪.‬‬ ‫وعن عالقة إدمانها عىل املخدّرات بقضية انفصالها عن‬ ‫أدريان تقول رؤى‪:‬‬ ‫" كانت نهاية العالقة مهينة ج ّدا ً بالنسبة يل‪ ،‬تع ّرضت للوصم‬ ‫بالعديد من األوصاف الجارحة‪ ،‬ما جعلني أشعر‪ ،‬وياللمفارقة‪،‬‬ ‫بحاجة شديدة للعودة إىل هذه العالقة‪ .‬ومع الرفض املتك ّرر ألدريان‬ ‫كانت حالتي النفسية تسوء أكرث وتدخيني للحشيش وتناول الحبوب‬ ‫يزداد أكرث فأكرث‪".‬‬

‫توقّفتْ رؤى عن الدراسة ملدّة عامٍ ونصف كانت خاللها تعمل يف‬ ‫الصباح وتتعاطى املخ ّدرات ليالً برفقة أصدقائها‪ ،‬بعدما كانت تتعاطاها‬ ‫برفقة أدريان‪ ،‬راجي ًة التخلّص من شعورها "بخيبة األمل" التي خلّفها‬ ‫أدريان يف حياتها‪.‬‬ ‫تقول رؤى حول تجربتها مع املخدّرات‪:‬‬ ‫" بدأت بتدخني الحشيش ث ّم أضفت إليه حبوب (‪ )Ecstasy‬التي كانت‬ ‫تساعدين عىل نسيان األمر أكرث‪ ،‬ويف آخر شهور تعاطيي للمخ ّدرات‬ ‫كنت أتعاطى ثالثة أنواع من املواد املخدِّرة‪ ،‬وعندها فقط أدركت ما مدى‬ ‫سوء ما وصلت إليه"‪.‬‬ ‫أقلعت رؤى عن تعاطي املخ ّدرات‪ ،‬مبساعدة حلقات معالجة نفسية‬ ‫يف إحدى الجمعيات يف برلني‪ ،‬واستعادت شيئاً فشيئاً توازنها‪ ،‬وعادت‬ ‫لتكمل دراستها وهوايتها يف الرسم الذي شَ غُفتْ به منذ ِ‬ ‫الصغَر‪.‬‬ ‫وعن هذا تحدّثنا قائلة‪:‬‬ ‫" لقد كانت تجرب ًة صعبةً‪ ،‬كنت مغيّب ًة عن هديف الذي جئت إىل هنا من‬ ‫أجله‪ ،‬وكنت عالق ًة يف د ّوامة من التفاهات التي مل أتخيّل أنّها ستكون‬ ‫يوماً جز ًء من حيايت‪.".‬‬

‫ظاهرة عا ّمة أم حاالت فردية؟‬

‫المميزة‪ ،‬ينطوي على سلسلة من الضغوط النفسية واالجتماعية التي تواجه المغترب عادةً‪،‬‬ ‫مقوماتها‬ ‫َّ‬ ‫"إ ّن االغتراب‪ ،‬تاريخياً وكتجربة بشرية لها ّ‬ ‫َعرض بعض الشباب العربي المهاجر لإلدمان‬ ‫وهذه الضغوط‪ ،‬بطبيعة الحال‪ ،‬تشكّل االختالفات الثقافية واللغوية والدينية والعرقية أساساً لها‪ ،‬وت ُّ‬ ‫على المخ ّدرات ال يمكن تشخصيه إال وفقاً لهذا المنظور‪ ،‬مع التسليم ببعض التنويعات بحسب اختالف التجارب والبلدان التي تكون قبلة لهذا‬ ‫الشباب العربي المهاجر‪ ".‬بهذه الكلمات يلخّص لنا االستشاري النفسي واالجتماعي لؤي ماردنلي‪ ،‬المقيم في النمسا‪ ،‬أسباب انتشار ظاهرة تعاطي‬ ‫المغتَ َرب‪.‬‬ ‫المخ ّدرات بين الشباب العربي في ُ‬ ‫أستاذ لؤي‪ ،‬بع َد اطالعك على حالة عمران‪ .‬كيف تنظر إلى نجاعة االندماج في أوروبا؟‬ ‫"إ ّن عمران حالة فردية‪ ،‬وال ميكننا تعميمها عىل سبيل انتقاد سياسات الدول األوروبية يف محاولة استيعاب الالجئني وإدماجهم يف املجتمع وسوق العمل‪ .‬ولكن أيضاً ال نهمل هذا التفصيل ملا له‬ ‫من أه ّمية‪ ،‬بل نرى أنّه عامل مضاف إىل عوامل أخرى تتعلّق بالتنشئة االجتامعية والدينية لعمران التي قد تكون متعارضة بعض اليشء مع معايري املجتمع هنا يف أوروبا‪.".‬‬ ‫وماذا عن رؤى؟ إلى ما تعزو إدمانها على المخ ّدرات؟‬ ‫تعرب عن هشاشة العالقات العاطفية يف زمننا وما تنطوي عليه من أخطار ال يعيها املراهقون والشباب‪ .‬وأعتقد أ ّن رؤى وجدت يف التعاطي مهرباً‬ ‫"إ ّن حالة رؤى أيضاً حالة فردية‪ ،‬وإن كانت ّ‬ ‫الحب التي تؤمن بها‪.".‬‬ ‫مناسباً وآلية تعويضية نفسية للدفاع عن نفسها وقضية ّ‬

‫ملف العدد‬ ‫السنة الخامسة ‪ -‬العدد ‪ - 58‬شباط ‪2021‬‬

‫‪11‬‬

‫اللجوء واإلدمان وما بينهما‬ ‫لماذا يحدث اإلدمان؟‬

‫د‪ .‬جهاد العبد اهلل‬

‫ال ميكن حرص ذلك بعامل محدد لوحده‪ ،‬فعاد ًة تشرتك‬ ‫العديد من العوامل يف التأهب وتط ّور اإلدمان‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫• البيئة املحيطة مثل العائلة واألهل واألصدقاء‪ ،‬واالعتقادات‬ ‫السائدة والتي تلعب دو ًرا يف تناول املخدرات ألول مرة‪.‬‬ ‫• العوامل الوراثية والبيولوجية‪ ،‬حيث يظهر بعد التعاطي‬ ‫ملخد ٍر ما أن هناك بعض العوامل الوراثية التي رمبا ترسع من‬ ‫تطور املرض وهو يحدث لذلك يف عائالت أكرث من غريها‪.‬‬

‫اختصاصي الطب والعالج النفسي‪،‬‬ ‫مركز الطب النفسي عبر الحضارات ‪ -‬برلين‬

‫رضوض نفسية من قبل ومن بعد‪..‬‬ ‫إضاف ًة اىل الخربات الصادمة التي تعرض لها الكثري من‬ ‫الالجئني قبل مغارتهم بلدانهم‪ ،‬فإن رحلة اللجوء نفسها عرب‬ ‫العديد من البلدان عىل طريق الهجرة‪ ،‬ومن ثم عوامل عدم‬ ‫االستقرار وما يسمى الصدمات بعد الهجرة ومنها "الصدمة‬ ‫الثقافية" فاقمت التبعات النفسية عىل الالجئني وأدت إىل‬ ‫مزيد من املعاناة أو استفحال األمراض‪.‬‬ ‫وتقدر نسبة انتشار األمراض النفسية وخاصة تلك املرتبطة‬ ‫بالرضوض النفسية بحوايل ‪ 70-50%‬بني الالجئني‪،‬‬ ‫ومن أهم هذه االضطرابات حسب دراسة من مركز‬ ‫استقبال الحاالت النفسية يف برلني‪ :‬اضطرابات االكتئاب‬ ‫واضطرابات القلق (القلق العام‪ ،‬واضطرابات الهلع)‪،‬‬ ‫اضطرابات الشدة ما بعد الرض واضطراب التأقلم‪ ،‬عدا عن‬ ‫ذلك هناك نسبة غري قليلة من الالجئني كانوا يعانون يف‬ ‫بلدانهم من أمراض نفسية؛ متل مرض الفصام أو ثنايئ‬ ‫القطب الهويس االكتئايب أو اضطرابات سوء استخدام‬ ‫املواد واإلدمان‪ ،‬إضاف ًة ملن حصل لديهم حاالت نكس إما‬ ‫لعدم القدرة عىل الوصول يف الوقت املناسب للخدمات‬ ‫الصحية النفسية‪ ،‬أو لعوامل أخرى ساهمت يف ذلك تتعلق‬ ‫بالستيغام ‪ Stigma‬واملوقف من األمراض النفسية‪.‬‬

‫اإلدمان‪:‬‬ ‫تعترب األمراض النفسية املتعلقة بسوء استخدام املواد‬ ‫واإلدمان‪ ،‬جزءا ً ال يقل أهمية عن بقية طيف األمراض‬ ‫النفسية التي نقابلها بشكل مستمر يف العيادات أو يف‬ ‫مراكز االستشارات النفسية‪ ،‬سواء من حيث األعداد املتزايدة‬ ‫أو شدة وتطور املرض لدرجة تعطل مناحي الحياة بكافة‬ ‫جوانبها عند املصابني‪ .‬نلقي الضوء هنا عىل جوانب متعلقة‬ ‫باضطراب استخدام املواد من الناحية الطبية النفسية‪.‬‬ ‫ميكن تعريف اإلدمان واضطراب استخدام املواد بشكل عام؛‬ ‫مرض ناج ٌم عن تعاطي مادة تؤثر عىل مخ الشخص‬ ‫بأنه‬ ‫ٌ‬ ‫وسلوكه وتؤدي إىل االعتامد عىل املادة والعجز عن التحكم‬ ‫بذلك‪ .‬تحدث املادة عاد ًة تغريات بيولوجية يف مراكز‬ ‫املكافأة باملخ املسؤولة عن الشعور باملتعة والنشوة واملشاعر‬ ‫اإليجابية‪ ،‬وهذا عاد ًة يف املراحل األوىل من التعاطي‪ ،‬ولكن‬ ‫التأثريات التي تحدث قد تكون أيضاً غري متوقعة وخطرية‪.‬‬ ‫تصنف اضطرابات اعتامد وسوء استخدام املواد ضمن‬ ‫االضطرابات النفسية‪ ،‬بحسب التصنيف الدويل العاملي‬ ‫لألمراض النفسية ويف النسخة العارشة املعتمدة حاليا‬ ‫‪ ،ICD10‬وتدخل بالقسم الثاين من التصنيف تحت مسمى‬ ‫"االضطرابات النفسية والسلوكية الناجمة عن تعاطي‬ ‫مادة نفسية التأثري" وتتضمن عرشة بنود حسب تصنيف‬ ‫املواد واألمراض الناجمة عنها‪ .‬ومن أهم املواد الداخلة يف‬ ‫التصنيف الحايل‪ :‬الكحول‪ ،‬األفيونات‪ ،‬الحشيش ومشتقاته‪،‬‬ ‫املنومات أو املهدئات‪ ،‬الكوكائني‪ ،‬املنشطات واملنبهات‪،‬‬ ‫املهلوسات‪ ،‬التبغ‪ ،‬املستنشقات أو املذيبات الطيارة‪.‬‬ ‫املواد املذكورة هنا وتأثرياتها ليست متاميزة بشكل كامل‪،‬‬ ‫وميكن أن تحدث تأثريات متشابهة فيام بينها‪ ،‬وهي‬ ‫تشرتك جميعها وبشدات مختلفة يف التأثري عىل مراكز‬ ‫الدماغ وباألخص نظام املكافأة وتعزيز السلوكيات‪ .‬ويف‬ ‫التصنيفات العاملية يتم عاد ًة حسب شدة التأثر‪ ،‬التمييز بني‬ ‫التعاطي الضار والوصول إىل درجة االعتامد‪.‬‬

‫و يجب إدراك عوامل الخطورة املهمة جدا ً يف الوقوع يف‬ ‫براثن اإلدمان والتي ترفع من احتاملية التعاطي بشدة وأهمها‪:‬‬ ‫وجود أمراض نفسية كالقلق أو االكتئاب‪ ،‬تدفع للتعاطي بهدف‬ ‫التخلص من املشاعر السلبية املرتبطة باملرض‪ ،‬وللتأقلم مع‬ ‫األعراض النفسية املصاحبة‪ .‬ومن ثم تأثري األصدقاء واألقران‬ ‫وخاصة بالنسبة للشباب الصغار‪ ،‬املشاكل العائلية وضعف الدعم‬ ‫من املحيط‪ ،‬توفر املادة وسهولة الحصول عليها‪ ،‬وأخريا ً وجود‬ ‫أمراضجسدية تسبب آالماً مزمنة مام يدفعهم للتعاطي كطريقة‬ ‫للتخلص من األمل‪.‬‬

‫ٍ‬ ‫مدرك لخطورة الوضع ننصحك بمراجعة المختصين أو االستشاريين‬ ‫إلى كل من يتعاطى غي َر‬ ‫العاملين في هذا المجال في حال جوابك بنعم على أحد هذه األسئلة‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫هل تفكر بالعقاقير أو الكحول كل يوم؟‬ ‫هل تفشل في مقاومة تناوله عندما يقدم إليك؟‬ ‫هل تتعاطى هذه المواد أو الكحول لوحدك؟‬ ‫جل اهتمامك لبقية حياتك؟‬ ‫هل تعتبر تناول الكحول والعقار هو ّ‬

‫مراحل التعاطي‬ ‫املرحلة األوىل‬ ‫التعاطي واالستعامل غري املؤذي‪:‬مرحلة تعاطي املادة‬ ‫ميكن أال تسبب للمتعاطي مشكلة يف البداية وتعطي مشاعر‬ ‫إيجابية تدفعه لالستمرار‪ .‬وبعد فرتة يالحظ أنه مرتبط‬ ‫بهذه املادة وبحاجة ألن يحصل عليها بطريقة أو بأخرى‪،‬‬ ‫هامً بالنسبة له‪ ،‬وتفكريه يدور حولها وصار األمر‬ ‫وصارت ّ‬ ‫يشغل حيزا ً مهامً من نظام حياته‪ ،‬وبنفس الوقت بدأت‬ ‫تسبب له مشكلة مالية‪ ،‬وينتقل تدريجيا للمرحلة الثانية‪.‬‬ ‫املرحلةالثانية‬ ‫سوء االستعامل أو االستعامل املؤذي‪ ،‬وهنا يؤدي تعاطي‬ ‫املادة إىل حدوث أذيّات جسدية أو نفسية‪ ،‬وأهمها‪:‬‬ ‫• إخفاق الشخص يف الوفاء بالتزاماته األساسية يف العمل‬ ‫أو املدرسة أو املنزل‪ ،‬متل‪ :‬الغياب املتكرر أو األداء الضعيف‬ ‫يف العمل واملتصل باستخدام املادة‪ ،‬التوقفات أو التعطيل أو‬ ‫الطرد من املدرسة‪ ،‬أو إهامل األطفال أو البيت‪.‬‬ ‫• وميكن حدوث خطورة جسدية كام عند‪ :‬قيادة سيارة أو‬ ‫العمل عىل آلة يف حالة عدم توازن من جراء استخدام املادة‪.‬‬ ‫• باإلضافة إىل حدوث مشكالت قانونية معاودة بسبب‬ ‫استخدام املادة‪ ،‬مثل‪ :‬التوقيفات بسبب سلوك مضطرب ذي‬ ‫صلة باملادة‪ ،‬أو االستخدام املستمر للامدة رغم املشكالت‬ ‫االجتامعية أو الشخصية الدامئة أو املعاودة‪ ،‬والتي تحث أو‬ ‫تتفاقَم بسبب تأثري املادة‪ ،‬مثل الخالفات املستمرة يف األرسة‬ ‫حول املادة أو حتى املشاجرات الجسدية‪.‬‬ ‫• فلو حدثت للشخص أي واحدة من هذه األمور السابقة بسبب‬ ‫التعاطي‪ ،‬فهذا يعني أن لديه مشكلة سوء استعامل للامدة‬ ‫وميكن بعد ذلك أن تتطور إىل املرحلة الثالثة األخرية واألخطر‬ ‫من اإلدمان والتي نسميها مرحلة االعتامدية‪.‬‬

‫املرحلةالثالثة‬ ‫االعتامدية‪ :‬هذه املرحلة لها خصائص لو توافر بعضها لدى‬ ‫الشخص (وتختلف باختالف النظام التشخييص لالضطرابات‬ ‫النفسية) يف أي وقت ضمن فرتة اثني عرش شهرا ً متواصلة‪،‬‬ ‫فهذا يعني أن لديه اضطراب االعتامدية والذي يتميز بالخواص‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫• التحمل أو االعتياد‪ :‬يؤدي االستعامل املتكرر للامدة إىل اعتياد‬ ‫الجسم عليها وتحمله لها‪ ،‬فيؤدي به ذلك إىل أن يأخذ كميات‬ ‫أكرب من املادة‪.‬‬ ‫• االمتناع أو االنسحاب‪ :‬إذا توقف املتعاطي عن تعاطي املادة‬ ‫أو حتى لرمبا قلل الجرعة فقط‪ ،‬فسيؤدي ذلك إىل ظهور ما‬ ‫نسميه باألعراض االنسحابية للامدة‪.‬‬ ‫• فقدان السيطرة‪ :‬كأن يتناول كميات أكرب بوقت قصري غري‬ ‫التي خطط لها‪ ،‬أو يأخذ مواد مختلفة أيضاً دون تحكم بذلك‪.‬‬ ‫• التفكري املتواصل يف التوقف عن التعاطي‪ ،‬والفشل املتكرر‬ ‫يف محاوالت التوقف‪.‬‬ ‫• الرغبة الشديدة يف التعاطي واالشتياق الشديد لها عند‬ ‫انتهاءمفعولها‪.‬‬ ‫جل وقته‬ ‫• النشاطات املرتبطة بتعاطي املادة‪ :‬يصبح ّ‬ ‫ونشاطه مرتبطاً باملادة والحصول عليها ولساعات طويلة‪.‬‬ ‫• هجر النشاطات االجتامعية‪.‬‬ ‫• االستمرار يف التعاطي رغم الرضر النفيس أو الجسدي‬ ‫الواضح والشديد‪.‬‬ ‫لهذه الخاصيات أعراض جسدية ونفسية‪ ،‬أهمها أعراض‬ ‫االعتامد الجسدي (االنسحاب يف حال اإليقاف)‪ ،‬واالعتامد‬ ‫النفيس وبشكل أسايس بالرغبة الشديدة يف التعاطي‪.‬‬ ‫فاإلدمان عىل مادة ال يعني فقط أنني ال أستطيع االستغناء‬ ‫عنها‪ ،‬بل ميثل مجموعة أعراض جسدية ونفسية وسلوكية‬ ‫مرتبطة باملادة‪.‬‬

‫يظهر بوضوح من خالل استعراض عوامل الخطر السابقة‪،‬‬ ‫أن الالجئني قد يكونون عىل درجات عالية من الخطورة يف‬ ‫الوقوع يف اإلدمان‪ ،‬وهذا ما نشاهده يف املامرسة اليومية‪،‬‬ ‫فاألمراض النفسية التي رافقت الالجئني تسهم بشدة يف‬ ‫لجوئهم للتعاطي للتخلص من كوابيس املايض وضغوطات‬ ‫املجتمع املوجودين فيه‪.‬‬ ‫وهناك فئة من الشباب الصغار بعمر ‪ 18-14‬سنة‪ ،‬ممن‬ ‫وصلوا مبفردهم إىل أملانيا‪ ،‬ولعب غياب الرقيب دورا ً يف‬ ‫سهولة استغاللهم من املنتفعني بتجارة املواد املخدرة‪ ،‬سواء‬ ‫باإلغراء أو بالتعاطي بتأثري الجرعة األوىل وتوفريها مجاناً‪،‬‬ ‫ليصبحوا ضحي ًة للتعاطي ورمبا لإلتجار‪.‬‬ ‫ينترش بني الالجئني ‪-‬الشباب خاصةً‪ -‬تعاطي الحشيش‪،‬‬ ‫املاريجوانا‪ ،‬إكستايس‪ ،‬ترامادول‪ ،‬فاليوم‪ ،‬كيتامني‪ ،‬هريوين‪،‬‬ ‫مورفني وغريها من العقارات الصناعية الحديثة‪ ،‬التي تنترش‬ ‫بأسامء عدة وتحدث تأثريات مختلفة عىل الجملة العصبية‬ ‫وأحياناً جديدة وغري معروفة ضمن األوصاف الطبية‪.‬‬ ‫متتد األثار الناجمة عن التعاطي إضاف ًة إىل اإلدمان كاملذكور‬ ‫أعاله‪ ،‬إىل طيف واسع من االضطرابات األخرى النفسية‬ ‫والجسدية ومنها‪:‬‬ ‫حاالت التسمم الحاد الناجم عن التعاطي ومنها ما يودي‬ ‫للوفاة‪ ،‬حاالت السحب الشديدة بعد التوقف عن التعاطي‬ ‫وتكون خطرية يف مواد أكرث من غريها‪ ،‬مثل املنومات‬ ‫(البنزوديازيبنات)‪ ،‬إدمان الكحول‪ ،‬حاالت الذهان املحدثة‬ ‫باملواد‪ ،‬فقدان الذاكرة‪ .‬كام تتيح العدوى بأمراض خطرية‬ ‫كالتهابات الكبد واإليدز نتيجة استعامل الحقن‪ ،‬عدا عن‬ ‫الكثري من العواقب املزمنة التي يطول ذكرها‪.‬‬

‫الخطوط العامة لمكافحة اإلدمان‬ ‫• الوقاية األولية‪ :‬وهنا تكون الثقافة عامالً أساسياً يف‬ ‫منع تجربة املخدرات أو تعاطيها‪.‬‬ ‫• الوقاية الثانوية‪ :‬باكتشاف التعاطي بصوره مبكرة‬ ‫وإيصال املدمن للعالج قبل حصول املضاعفات‪.‬‬ ‫• الوقاية الثالثية‪ :‬وهي منع االنتكاس والعودة للتعاطي‬ ‫بعد العالج والتعايف‪.‬‬ ‫ومن املفيد ذكره أخريا ً أن هناك العديد من املراكز الطبية‬ ‫النفسية ومراكز االستشارات التي توفر دعامً للمساعدة يف‬ ‫التخلص من اإلدمان‪ ،‬ومنها ما يقدم خدماته باللغة العربية‪.‬‬ ‫وكلام أرسع املتعاطي يف الحصول عىل املساعدة زادت‬ ‫فرصة التعايف طويل األمد‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫ملف العدد‬ ‫السنة الخامسة ‪ -‬العدد ‪ - 58‬شباط ‪2021‬‬

‫البرليني على خارطة المخدرات‬ ‫غورليتزا بارك‬ ‫ّ‬ ‫تقول البروشورات السياحية إن برلين هي المكان المثالي لقضاء عطلة في أوروبا‪ .‬تَع ُد برلين بتحقيق أحالم أي سائح‪ :‬التنوع‪ ،‬التقاء الحضارات واألعراق واإلثنيات‪ ،‬تنوع الطعام وأنماط الحياة‪ ،‬والبيرة‬ ‫المشهورة عالم ًيا‪ ،‬وبعض المعالم والمتاحف األكثر شهرة في العالم‪ .‬برلين من المدن القليلة في أوروبا التي تمنح اإلذن لفناني الشارع وتعتبرهم بلدية برلين من أوجهها الثقافية المميزة‪.‬‬

‫رباب حيدر‬ ‫كاتبة سورية مقيمة في ألمانيا‬

‫يعلم كل سائ ٍح وجهتُه برلني أنها مركز موسيقا التكنو‬ ‫يف العامل‪ ،‬الحياة الليلية الصاخبةجعلت لربلني سمع ًة‬ ‫عابر ًة للقارات‪ .‬تفتخر املدينة مبشهد الحياة الليلية هذا‪.‬‬ ‫تقع كرويتزبريغ يف قلب قلب العامل‪ ،‬ويف قلب قلب العامل‬ ‫إىلجانب نادي بريغهاين الشهري يقع منتزه غورليتزا‪..‬‬ ‫"‪ "Görlitzer Park‬أوغوريل اختصارا ً‪.‬‬ ‫يف هذا الجوار تأخذ بعض التجمعات السورية وقتها‬ ‫لتشكل نفسها‪ ،‬وقد سبقتها مجتمعات مهاجرة أخرى‪.‬‬ ‫امللفت يف املنطقة املحيطة مبنتزة الغورليتزا ‪-‬حسب‬ ‫إشارات النوستالجيا السورية‪ -‬هو اقرتابجوها من‬ ‫جو باب توما رمبا بسبب التنوع البرشي وكرثة املطاعم‬ ‫والرائحة‪ .‬حديقة القشلة كانت تفوح أيضاً بروائح الحشيش‬ ‫منذ عام ‪ ،2012‬ومن دون أي استحياء‪ ،‬ومبثل هذه الجرأة‬ ‫انترش فيها تجار البالتان والرتامادول‪ ،‬حدث ذلك بعد أن‬ ‫قرر النظام أن انتشار املخدرات بني الشباب أسهل من‬ ‫انتشار الفكر املعارض أو حتى النقدي‪.‬‬ ‫كانت املخدرات يف سوريا بعيدة عموماً عن متناول الناس‬ ‫واقترص تواجدها ‪ -‬قبل الثورة والحرب‪ -‬عىل الحشيش‪.‬‬ ‫كانت العقوبة االجتامعية للحشيش يسء السمعة عظيمة‪،‬‬ ‫إذ ينترش يف أوساط ضيقة تحض عىل تطويقها السلطتان‬ ‫املجتمعية والدينية‪ .‬كال الطوقني مفقودان يف املجتمع‬ ‫الجديد للمهاجرين الذي مل تكتمل مالمحه بعد‪.‬‬ ‫شبكات الحامية املجتمعية‪:‬‬ ‫رغم القمع يف البلدان التي يهرب منها املهاجرون‪ ،‬فإن‬ ‫النسيج املجتمعي الذي تحيكه شبكة العائلة واألصدقاء‬ ‫والجريان يف هذه البلدان يخلق شبكة حامية‪ .‬ورغم‬ ‫إيجابيات هذه الشبكة‪ ،‬إال أنها ترتافق مع سلبيات تتمثل‬ ‫ببيئة غري مطواعة وقوانني اجتامعية كام القيود يصعب‬ ‫تكسريها‪ .‬هذه القيود تنكرس يف البلد الجديد فيسهل‬ ‫لالجئ الوصول للحرية الفردية‪ ،‬ولكن بكرس هذه الشبكة‬ ‫مع كرس قيودها فتزول حسناتها أيضاً وتهدد الفرد بعدم‬ ‫االنتامء ليصبح وجوده هشاً‪.‬‬ ‫معرفة اللغة والقوانني ومسارب الحياة اليومية‪ ،‬من معرفة‬ ‫وسائل النقل مرورا ً مبحالت التسوق وطلب العناية الصحية‬ ‫وأنظمة التأمني واستحقاقات الرضائب وصوالً لصعوبات‬ ‫الدخول إىل سوق العمل‪ .‬كل هذا ما يزال بعد سنوات‬ ‫من الوصول شبه مجهول‪ ،‬وطريقة حل هذه املعضالت‬ ‫البسيطة تؤدي للبحث‪ ،‬الذي قد ال يؤدي بدوره إىل النتائج‬ ‫املرجوة‪ ،‬تاركاً شعورا ً بالعجز إزاء املكان الجديد‪ .‬القلق‬ ‫يجعل االستقرار أصعب والغربة أكرث قسوة وكأن الفرد عىل‬ ‫وشك السقوط دامئاً من دون شبكة أمان اجتامعية تحميه‬ ‫أو تثبته‪ .‬هشاشة الوجود هذه تتضاعف باضطرا ٍد اآلن‪.‬‬

‫كل هذه الهشاشة تضاف للقسوة التي واجهها املهاجرون‬ ‫سواء قبل قرار الرحيل أو أثناء الهرب أو كليهام معاً‪ .‬هذه‬ ‫القسوة تجعل املهاجر أكرث هشاشة وقبوالً للهرب من‬ ‫مشاكله إىل مشاكل تبدو وكأنها أقل وزناً‪ .‬وتقدم املخدرات‬ ‫هذا الحل كام تقدم معها كهدية عائل ًة ملفقة وشبكة أمان‬ ‫وهمية تتمثل بشلل املتعاطني وتجمعاتهم‪ ،‬وحالة انتام ٍء‬ ‫وهمي لعائلة مصطنعة قليلة العمق ومل تجرب كثريا ً بعد‪،‬‬ ‫مام يجعل األرض أكرث انزالقاً بالنسبة لهذه الفئة من‬ ‫القادمني الجدد‪.‬‬ ‫تفيد إحصائيات نرشتها "‪WENR-world education‬‬ ‫‪ "news and reviews‬يف آب أغسطس من العام املايض‬ ‫بأن معظم الالجئني القادمني إىل أملانيا هم من الشباب‪ ،‬وما‬ ‫نسبته ‪ 84%‬من طالبي اللجوء الجدد يف عام ‪ 2017‬كانوا‬ ‫دون سن ‪ 35‬عاماً‪ 60% ،‬منهم من الذكور‪ ،‬فقط نسبة‬ ‫صغرية لديها مؤهالت مهنية رسمية أو درجات أكادميية‪.‬‬ ‫أي من‬ ‫لذا‪ ،‬وبعملي ٍة حسابية بسيطة‪ ،‬إن أزحنا من عمر ٍ‬ ‫هؤالء الشبان زمن الحرب يف بالده‪ ،‬ثم زمن الهروب وفرتة‬ ‫إنهاء إجراءات اللجوء‪ ،‬فإن الواصلني الجدد ما يزالون‬ ‫كعم ٍر تخييل أصغر عىل األقل بعرش سنوات‪ -‬وما يزالون‬‫يف مرحلة تجربة الحياة ومواجهة األسئلة الوجودية‪ ،‬تلك‬ ‫املرحلة التي قطعتها الهجرة‪ ،‬ومل يكونوا أصالً يف مكان‬ ‫يسمح بنم ٍو عضوي لتجربتهم اإلنسانية وذلك لقوة الشبكة‬ ‫االجتامعية وتسلطها إضاف ًة لقمع السلطة‪.‬‬ ‫مازال التخلص من أعباء السجن املجتمعي وتحقيق‬ ‫الذات‪ ،‬وتكملة التجارب الشخصية البسيطة تنوعاً من‬ ‫الخيارات البسيطة كالتسوق إىل مصادر املعرفة‪ ،‬إىل‬ ‫املخدرات والتجارب الجنسية وخيارات االنتامء وغري ذلك‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تساؤالت وجودية إن مل‬ ‫طروحات يُفرتض أن تثري‬ ‫من‬ ‫تكن عىل حامل وا ٍع من املعرفة البدئية فستحتاج للكثري‬ ‫من األساسات حتى ال تصنع دوامة‪َ .‬‬ ‫ولك أن تتخيل هؤالء‬ ‫الشبان ضمن مجتمعٍ بديل عن العائلة املفقودة واملعارف‬ ‫والشارع الذي طاملا حمل الفرد يف املجتمع األم‪ ،‬مجتمع‬ ‫يتغنى باملاريوانا ويشجع عىل تعاطيها‪ ،‬عدا عن أنواع‬ ‫املخدرات األخرى املنترشة أيضاً يف نطاقٍ أضيق‪.‬‬ ‫ال ميكن اقتصار هذه الظاهرة بحا ٍل من األحوال عىل‬ ‫بكل تأكيد‪ ،‬حيث‬ ‫الالجئني السوريني وال تعميمها عليهم ّ‬ ‫تشري دراسة لألمم املتحدة لشؤون الالجئني إىل أن بعض‬ ‫الالجئني قد يكونون أكرث عرضة لتعاطي املخدرات ألسباب‬ ‫تتعلق بالصدمة والفقر وفقدان األرسة والدعم االجتامعي‬ ‫وتغيري األدوار االجتامعية وغريها‪ .‬املخدرات تصبح بطبيعة‬ ‫الحال وسيل ًة للتغلب عىل الصدمات وامللل ال سيام بني‬ ‫الرجال‪ ،‬عدا عن سهولة الوصول للمواد املخدرة ضمن‬ ‫بيئة متساهلة معياريًا‪ ،‬وضعف تنفيذ سياسات مكافحة‬ ‫املخدرات‪ .‬قد يتفاقم الوضع بسبب ضعف املعرفة حول‬ ‫خدمات العالج والوصول إليها‪.‬‬

‫‪Behandlungsangebot für Geflüchtete mit‬‬ ‫‪belastenden Erfahrungen und Substanzkonsum‬‬ ‫‪Informationen zum Behandlungsangebot:‬‬ ‫‪Zur Entwicklung einer neuen Therapieform werden‬‬ ‫‪männliche Teilnehmer gesucht.‬‬ ‫‪Es‬‬ ‫‪handelt‬‬ ‫‪sich‬‬ ‫‪um‬‬ ‫‪ein‬‬ ‫‪kostenloses‬‬ ‫‪Behandlungsangebot in einer Gruppe für geflüchtete‬‬ ‫‪Menschen. Das Angebot richtet sich an Personen, die‬‬ ‫‪belastende Ereignisse erlebt haben und Alkohol,‬‬ ‫‪Drogen oder Medikamenten konsumieren.‬‬ ‫‪In der Therapie werden hilfreiche Strategien erlernt,‬‬ ‫‪um mit belastenden Gefühlen besser umzugehen. Die‬‬ ‫‪10 wöchentlichen Sitzungen (90 Minuten) werden mit‬‬ ‫‪einem Dolmetscher auf den Sprachen arabisch,‬‬ ‫‪farsi/dari, englisch und deutsch durchgeführt.‬‬ ‫‪Die Gruppentherapie findet im Rahmen eines‬‬ ‫‪Verbundprojektes in den Zentren Hamburg,‬‬ ‫‪Hannover, Frankfurt, Bremen, München und Berlin‬‬ ‫‪statt.‬‬ ‫‪Die Teilnahme an der Studie ist anonym und die‬‬ ‫‪Daten werden streng vertraulich behandelt.‬‬

‫ﻋرض اﻟﻌﻼج ﻟﻼﺟﺋﯾن اﻟذﯾن ﯾﻌﺎﻧون ﻣن ﺿﻐوط و ﺻدﻣﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ وإدﻣﺎن‬ ‫اﻟﻣﺧدرات‬ ‫ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣول ﻋرض اﻟﻌﻼج‪:‬‬ ‫ﺑﮭدف ﺗطوﯾر ﺷﻛل ﺟدﯾد ﻣن اﻟﻌﻼج ﻧﺑﺣث ﻋن ﻣﺷﺎرﻛﯾن ذﻛور ﻟﻼﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ‬ ‫ﻣﺟﻣوﻋﺎﺗﻧﺎ اﻟﻣﺟﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼج‪ .‬ﯾﺳﺗﮭدف اﻟﻌرض اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻋﺎﻧوا ﻣن‬ ‫أﺣداث وﺿﻌﺗﮭم ﺗﺣت ﺿﻐوط وﺻدﻣﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ‪ ،‬وﻟدﯾﮭم ﺗﺟرﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺎطﻲ‬ ‫اﻟﻛﺣول‪ ،‬اﻟﻣﺧدّرات أو اﻷدوﯾﺔ‪.‬‬ ‫ﯾﺗﻌﻠم اﻟﻣﺷﺎرﻛون ﺧﻼل اﻟﻌﻼج وﺳﺎﺋل ﺟدﯾدة ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﺑﺷﻛل أﻓﺿل ﻣﻊ‬ ‫ﺿﻐوطﺎﺗﮭم اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪.‬‬ ‫ﯾُﻌﻘد ﻟﻛ ّل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻋﺷر ﺟﻠﺳﺎت ﺑﺣﺿور ﻣﺗرﺟم ﻓوري ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ او‬ ‫اﻟﻔﺎرﺳﯾﺔ او اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ او اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ان ﯾﺗﺣدث ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺷﺎرﻛون ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟواﺣدة اﻟﻠﻐﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ‪.‬‬ ‫اﻟﻌﻼج اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ھو ﺟزء ﻣن دراﺳﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺗﻌﻘد ﺟﻠﺳﺎت اﻟﻌﻼج اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ‬ ‫أﺣد اﻟﻣراﻛز اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻧﺎ ﻓﻲ ھﺎﻣﺑورغ‪ ،‬ھﺎﻧوﻓر‪ ،‬ﻓراﻧﻛﻔورت‪ ،‬ﺑرﯾﻣﯾن‪ ،‬ﻣﯾوﻧﺦ‪،‬‬ ‫ﺑرﻟﯾن‪.‬‬ ‫ﻟذﻟك ﻓﺈنّ ﻛ ّل أﺳﻣﺎء وﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺷﺎرﻛﯾن ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﺗظل ﺳرﯾّﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ‪.‬‬ ‫إذا ﻛﻧت ﻣﮭﺗﻣﺎً‪ ،‬ﺗواﺻل ﻣﻌﻧﺎ ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪.‬‬

‫‪Falls Sie Interesse haben, melden Sie sich gerne bei‬‬ ‫‪uns zu einem Informationsgespräch.‬‬ ‫‪Teilnahmebedingungen:‬‬ ‫‪Männlich‬‬ ‫‪Mindestalter 18 Jahre‬‬ ‫‪Fluchterfahrungen‬‬ ‫‪Erhöhter Alkohol-, Drogen- oder‬‬ ‫‪Medikamentenkonsum‬‬

‫ﺷروط اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ‪:‬‬ ‫ذﻛر‬ ‫ﻓوق ال ‪ 18‬ﺳﻧﺔ‬ ‫ﻻﺟﺊ‬ ‫ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻛﺣول‪ ،‬اﻟﻣﺧدرات أو اﻷدوﯾﺔ‬

‫ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻻﺗﺻﺎل وﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪:‬‬ ‫‪Kontaktdaten und weitere‬‬ ‫‪Informationen:‬‬ ‫ﻧﺗطﻠﻊ إﻟﻰ ﺗواﺻﻠك ﻣﻌﻧﺎ‬ ‫‪Wir freuen uns, wenn Sie sich‬‬ ‫!‪bei uns melden‬‬

‫ﻔرﯾﻖ ‪ PREPARE‬اﻟﺧﺎص ﺑك‬ ‫‪Ihr PREPARE Team‬‬

‫_‪pre.pare‬‬ ‫‪www.zis-prepare.de‬‬ ‫‪Pre Pare‬‬ ‫‪0170 – 901 48 77‬‬ ‫‪hamburg@zis-prepare.de‬‬

‫باب القلب‬ ‫السنة الخامسة ‪ -‬العدد ‪ - 58‬شباط ‪2021‬‬

‫‪13‬‬

‫إنها مجرد قصة حب‪..‬‬

‫زواج الالجئين واألجانب‪ ،‬هي حرية اختيار وليست ظواهر غريبة‬ ‫بالرغم من عدم توفر إحصائية دقيقة عن نسب الطالق بين الالجئين في ألمانيا‪ ،‬إال أ ّن هذه الظاهرة أصبحت محورًا شائعاً للنقاش في وسائل اإلعالم‪ ،‬يدعوها البعض موضة أو تقليدًا للغرب‪ ،‬بينما يعزوها‬ ‫ظل مجتمع حر ومنفتح على قضية الطالق والخالفات األسرية بشكل عام‪.‬‬ ‫آخرون‬ ‫لواقع صار التعبير عنه متاحاً في ّ‬ ‫ٍ‬ ‫وأم سورية‪ ،‬عاشت تجربتها الخاصة التي تضمنت االنفصال عن زوجها عقب مجيئها إلى أوروبا‪ ،‬وطرحت تساؤالت حول تعامل المرأة مع الح ّرية التي تكفلها‬ ‫وبعيدًا عن التعميم‪ ،‬تابعت أبواب قصة امرأ ٍة ٍ‬ ‫للحب بين األزواج مختلفي النشأة‬ ‫يمكن‬ ‫هل‬ ‫أخرى‪،‬‬ ‫جهة‬ ‫ومن‬ ‫تتجاوزها؟‬ ‫وكيف‬ ‫تواجها‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫التي‬ ‫والمخاوف‬ ‫الصعوبات‬ ‫ما‬ ‫واألهم‬ ‫العاطفية‪،‬‬ ‫حياتها‬ ‫لها الدولة‪ ،‬سيما في حرية خياراتها في‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعية والثقافية أن يلغي االختالفات الثقافية بينهما؟ وما العقبات التي يعيشها هؤالء األزواج؟‬ ‫بالحب وحده يتجاوز البشر اختالفاتهم‬ ‫ّ‬ ‫ويصنعون المشترك‬

‫سامر نهري‬ ‫صحفي سوري مقيم في بيروت‬

‫"مل تكن االختالفات الثقافية واالجتامعية ومنها العادات والتقاليد‬ ‫لتشكّل عائقاً أو عقبة عىل مستوى التفاهم‪ ،‬كأن تج ّرنا إىل‬ ‫صدامات مثالً؛ فهذا مل يحدث ق ّط بيني وبني بيورن‪ .‬كام ولعب‬ ‫كل تلك العقبات"‪.‬‬ ‫الحب والتفاهم دورا ً كبريا ً يف تجاوز ّ‬ ‫ّ‬

‫الطالق قرار صعب وليس مج ّرد موضة!‬

‫وصلت بيرتا (‪ 30‬عاماً) برفقة ابنتها جوي (‪ 9‬أعوام) إىل أملانيا يف‬ ‫طي صفحة حياتها يف سوريا‪ ،‬وفتح‬ ‫خريف عام ‪ ،2016‬راجي ًة ّ‬ ‫صفحة جديدة قرب زوجها الذي جهد إلخراجها وابنته من تلك‬ ‫الفوىض والوصول بهام إىل ب ّر النجاة‪.‬‬

‫كانت بيرتا تخاف أكرث ما تخاف يف هذا الزواج من ردّة فعل‬ ‫الحب ذاته الذي‬ ‫أهل بيورن‪ ،‬ث ّم التقت بهم واحتفوا بها ومنحوها‬ ‫ّ‬ ‫منحها إيّاه بيورن‪ ،‬عىل ح ّد تعبريها‪ .‬ويجد بريون أ ّن االختالفات‬ ‫الثقافية بينه وبني بيرتا مل ترق إىل مستوى التحدّيات حتّى‪،‬‬ ‫فيقول ألبواب‪:‬‬ ‫" إ ّن األشخاص املق ّربني مني إضاف ًة إىل عائلتي كان ليسعدهم أن‬ ‫يستقبلوا شخصاً مميّزا ً وودودا ً مثل زوجتي‪ .‬وحبّنا كان ومازال‬ ‫كام يف اليوم األ ّول له‪.".‬‬

‫مل ترس األمور كام خطّطت هذه األرسة‪ ،‬ورسعان ما أخذت العالقة‬ ‫مام أدى إىل انفصال بيرتا وزوجها السابق؛‬ ‫تتداعي شيئاً فشيئاً ّ‬ ‫تقول بيرتا ألبواب‪:‬‬ ‫"املشكالت كانت حارضة قبل وصويل إىل أملانيا حتّى‪ ،‬مجيئي‬ ‫وابنتي جوي إىل هنا كان مبثابة فرصة لهذه العالقة‪ ،‬ولكن اتضح‬ ‫أالّ أمل منها مع تكرار الفرص والوعود والخيبات‪ ،‬ما دفعنا نهاي ًة‬ ‫التخاذ القرار واالنفصال نهائياً‪".‬‬ ‫مل تكن بيرتا تقلّد أحدا ً حينام اتخذت ذلك القرار‪ ،‬كام أنّها مل‬ ‫تكن ضحية محاكاة عمياء لبعض الطروح املنترشة عىل وسائل‬ ‫التواصل االجتامعي حول الطالق وفوائده‪ ،‬والتي كانت تُصدَّر‬ ‫كموضة ال ب ّد من اتباعها‪ .‬بل كانت تعيش تحت ضغط مخاوف‬ ‫حقيقية‪:‬‬

‫" ق ّررتُ االنتقال إىل كولن حيث وجدتُ روضة قرب عميل‪ ،‬ما‬ ‫يل تنظيم حيايت من جديد‪ .‬وبإمكاين القول بأ ّن حياتنا‬ ‫س ّهل ع ّ‬ ‫استعادت عافيتها منذ ذلك الحني‪ ،‬وهنا أيضاً يف كولن تع ّرفت إىل‬ ‫الشخص الذي تحسنت حيايت بعده شيئاً فشيئاً‪".‬‬

‫"كثري ٌة هي املخاوف التي عايشتها‪ ،‬وكان أقساها فكرة أن أعيش‬ ‫أريب ابنتي‬ ‫وحيدة يف بالد غربية ع ّني ال أعرف أحدا ً بها‪ ،‬وأن ّ‬ ‫لوحدي من دون أب أو أهل كنت تع ّودت عىل قربهم ومساعدتهم‬ ‫يل كلام احتجتهم يف سوريا‪ .‬وكنت متخ ّوفة أيضاً من ردّة فعل‬ ‫ابنتي‪ ،‬وهذا كان أكرث ما يقلقني من ناحية الطالق ومستقبل‬ ‫حياتها النفسية‪ .‬لك ّن األمور سارت لألفضل وتبدّدت مع الوقت‬ ‫معظم مخاويف‪".‬‬ ‫إ ّن اتخاذ القرار ال يشتمل عاد ًة عىل فكرة واضحة حول تداعيات ِه‬ ‫واملسؤوليات الجديدة التي يفرضها عىل متّخذيه‪ .‬وهذه هي‬ ‫عقب االنفصال وعنها‬ ‫الحقيقة التي اصطدمت بها بيرتا مبكّرا ً َ‬ ‫تقول‪:‬‬ ‫" الفرتة الزمنية التي أمضيتها وابنتي جوي لوحدنا كانت األصعب‬ ‫يف حيايت وليس يف أملانيا وحسب‪ .‬تزامنت مع صدمتي بوفاة‬ ‫والدي املفجعة‪ .‬تأخرت يف دراسة اللغة بسبب الضغوط النفسية‬ ‫قواي وتوازين‬ ‫الشديدة‪ ،‬وساعدين الطبيب النفيس عىل استعادة‬ ‫َ‬ ‫النفسيني‪".‬‬

‫كيف تلقت الطفلة جوي كل هذه التغييرات؟‬ ‫"أعتقد أنّها أيضاً كانت تحت تأثري صدمة من نوع آخر؛ صدمة‬ ‫بقائها يف املنزل لفرتات طويلة بعيدا ً عن أصدقائها ودراستها‬ ‫وروتينها اليومي‪ ،‬فلم أجد مكاناً لها يف الروضة يف مدينة كاسل‪،‬‬ ‫صدمة وفاة جدّها‪ ،‬وأيضاً ما كان مؤث ّرا ً للغاية‪ ،‬انفصال والديها‬ ‫عن بعضهام عكس ما كانت تتص ّور وهي يف طريقها إىل أملانيا"‪.‬‬ ‫كل تلك االنكسارات والخيبات والضغوط مل تتنازل األ ّم عن‬ ‫رغم ّ‬ ‫حقّها يف عيش ح ّريتها وسالمها مع طفلتها الوحيدة‪ ،‬فاستعادت‬ ‫ُصت إىل رضورة مغادرة املدينة‬ ‫أنفاسها وتوازنها مجدّدا ً و َ‬ ‫خل ْ‬ ‫والبدء من جديد‪ ،‬فتحيك بيرتا‪:‬‬

‫على شفير العودة إلى سوريا‪ ،‬ولكن‪..‬‬

‫يف كولن تع ّرفت بيرتا عىل بيورن‪ ،‬موظّف يف رشك ٍة لتأمني عقود‬ ‫شخص وصفت ُه بيرتا بالودود والعفوي‪،‬‬ ‫عمل للطلبة يف أملانيا‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫اليشء الذي دفعها ألن تثق به وتشاركه حياتها‪:‬‬ ‫"فيام أنا مشغولة بعميل كان هناك بيورن يساعدين باالعتناء‬ ‫بجوي ريثام أعود؛ ووجوده منحني الفرصة للتوفيق بني عميل‬ ‫ودراسة ابنتي ومتابعتي تعلّم األملانية‪".‬‬

‫جت بيترا من بيورن في‬ ‫تزو ْ‬ ‫ّ‬ ‫كولن عام ‪ ،2019‬بعد أن‬ ‫كانت على شفير اتخاذ قرار‬ ‫العودة إلى سوريا رغم أن‬ ‫الصراع فيها ما يزال مستمراً‪،‬‬ ‫فشخصية بيورن وطريقة‬ ‫تفكيره وعدم تصنّعه وم ّده‬ ‫ي ّد العون‪ ،‬كلّها عوامل‬ ‫ت بيترا األمل مج ّددًا ومن‬ ‫من َح ْ‬ ‫ثم التفكير بالبداية م ّرة أخرى‬ ‫ّ‬ ‫من هذه النقطة مع بيورن‬

‫جت بيرتا من بيورن يف كولن عام ‪ ،2019‬بعد أن كانت عىل‬ ‫تز ّو ْ‬ ‫شفري اتخاذ قرار العودة إىل سوريا رغم أن الرصاع فيها ما يزال‬ ‫مستمرا ً‪ ،‬لكن شخصية بيورن وطريقة تفكريه وعدم تص ّنعه ومدّه‬ ‫ي ّد العون كلّها عوامل من َح ْت بيرتا األمل مجدّدا ً ومن ث ّم التفكري‬ ‫بالبداية م ّرة أخرى من هذه النقطة مع بيورن‪ ،‬فتقول بيرتا‪:‬‬ ‫" مل أكن أنانية‪ ..‬فكّرت بابنتي جوي ومستقبلها فيام لو ق ّررت‬ ‫العودة إىل سوريا‪ ،‬وعاودت التفكري مرارا ً وكان لقايئ ببيورن‬ ‫حالً مناسباً يل ولجوي ومستقبلها يف بال ٍد آمنة‬ ‫ومن ث ّم الزواج ّ‬ ‫ميكن أن تحقّق طموحها‪.".‬‬

‫ولكن ماذا عن بيورن؟ ما الذي حمله هو اآلخر‬ ‫على الزواج من بيترا بالرغم من اختالفاتهما‬ ‫الثقافية واالجتماعية؟‬ ‫يجيبنا بيورن عىل تساؤلنا هذا قائالً‪" :‬من البداية مل يكن هناك‬ ‫فالحب ال عالقة له بيشء‬ ‫أي دافع متعلّق بالخلفية الثقافية لدي؛‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إالّ باإلنسان‪ ،‬وأنا التقيت بشخص مميّز ح ّقاً وصدف ًة كان من‬ ‫ألي‬ ‫سوريا‪ .‬وأيضاً ال أعتقد أ ّن للخلفية الثقافية دورا ً يف حبّي ّ‬ ‫ٍ‬ ‫سأحب بيرتا متاماً كام اآلن فيام لو‬ ‫أين كنت‬ ‫شخص‪ ،‬وأظ ّن أيضاً ّ‬ ‫ّ‬ ‫جه دامئاً‬ ‫كانت أصولها آسيوية‪ ،‬أو إفريقية أو أملانية‪،‬‬ ‫فالحب مو ّ‬ ‫ّ‬ ‫لذات الشخص وليس ألصوله‪".‬‬

‫م ّر اليوم سنة كاملة عىل زواج بيرتا ببيورن‪ ،‬وملست بيرتا يف هذه‬ ‫التجربة الجديدة االستقرار العاطفي واألمان املستقبيل والطأمنينة‪،‬‬ ‫وأيضاً كانت مرتاحة لعالقة جوي بزوجها ببيورن التي وصفتها‬ ‫يحب جوي حبّاً حقيقياً‪ ،‬وهذا ما يبقي‬ ‫بالجيدة ج ّدا ً وبأ ّن بيورن ّ‬ ‫بيرتا مرتاح ًة فعالً لهذا القرار واصف ًة إيّاه بالقرار الصائب‪.‬‬

‫مولو ٌد جديد ‪ ..‬تح ّديات جديدة‬

‫أنجب بيورن وبيرتا مولودهام األ ّول "كيدنز" بعد عام عىل‬ ‫زواجهام؛ وهي فتاة رائعة الجامل تبلغ من العمر شهرين فقط‪،‬‬ ‫فرد جديد دخل إىل األرسة ليغني تفاصيلها ويزيد متاسكها‪،‬‬ ‫ظل‬ ‫فكيف ينظر األبوين إىل شكل الحياة التي ستعيشها كيدنز يف ّ‬ ‫ثنائية ثقافية واجتامعية ولغوية؟‬

‫سألنا بيرتا عن ذلك األمر بالتحديد وعن النهج الذي ستتبعه يف‬ ‫تربية املولود الجديد‪ ،‬فأجابتنا‪" :‬ال يبدو أنّني سأتبع نهجاً مختلفاً‬ ‫أحب الحياة القامئة عىل مشاركة‬ ‫عام انتهجته يف تربية جوي‪ ،‬فأنا ّ‬ ‫الحب‬ ‫كل التفاصيل املعاشة عائلياً‪ ،‬وهذا يتطلّب م ّني املزيد من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والرتبية الصحيحة‪ ،‬مثلام أتعامل مع جوي بشكل صحيح سيكون‬ ‫أيضاً تعاميل مع كيدنز"‪.‬‬ ‫عام إذا اختارت املولودة الجديدة ثقاف ًة‬ ‫وسألنا بيورن بدورنا ّ‬ ‫بعينها كيف ستكون ردّة فعله‪ ،‬فقال‪" :‬إذا فضّ ل أوالدي هذه‬ ‫الثقافة عىل تلك فال يسعنا نحن كأهل إال أن نتم ّنى لهم حياة‬ ‫والحب‪ ،‬لهم ولآلخرين من حولهم‪ ،‬فنحن‬ ‫جميلة مليئة بالسعادة‬ ‫ّ‬ ‫األقل بهذا‬ ‫لسنا إال لفرتة وجيزة معهم يف هذه الحياة‪ ،‬عىل ّ‬ ‫الشكل القريب‪ .‬وأطفالنا هم املستقبل وبرأيي هم ال يحتاجون‬ ‫للحب والثقة بهم‬ ‫حالياً ال لهذه الثقافة أو تلك بقدر ما يحتاجون‬ ‫ّ‬ ‫وبقراراتهم أياً كانت‪".‬‬ ‫وختاماً الطالق والزواج قضيتان محوريتان يف حياة املهاجرين‪..‬‬ ‫واألملان أيضاً‪ ،‬كام وال ميكن أن تكون هذه القرارات من باب املوضة‬ ‫أو اإليحاء أو ما إىل هنالك من أشكال التأثري االجتامعي؛ أل ّن املرء‬ ‫ساعة يُقدم عىل مثل هذه القرارات ال ب ّد سيواجه مصاعب ج ّمة‬ ‫ومخاوف ومسؤوليات كبرية‪ ،‬تفرض عليه قدرا ً كبريا ً من االلتزام‬ ‫قصتنا هذه‬ ‫بهذا القرار وتداعياته إيجابية كانت أم سلبية‪ .‬ويف ّ‬ ‫الحب كان سيّد املوقف والكلمة الفصل يف عالقة هذين‬ ‫يتضح أ ّن‬ ‫ّ‬ ‫الزوجني‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫باب القلب‬ ‫السنة الخامسة ‪ -‬العدد ‪ - 58‬شباط ‪2021‬‬

‫المخرج السينمائي الذي نسي صالته‪..‬‬ ‫سوزان علي‬

‫أرقب الثلج من وراء النافذة وأتذكر تعاليم الشيخ يف املسجد‪،‬‬ ‫وهو يرصخ وينتحب يك يدافع عن وجود الله ونعمه‬ ‫ومعجزاته‪.‬‬

‫شاعرة وكاتبة من سوريا‬

‫ٍ‬ ‫عانات‬ ‫الخفة األوىل حيث ال يبكيك يش ٌء سوى الغبار‪ ،‬القمل يف‬ ‫تتدحرج مع سنابل الحنطة‪ ،‬ولينا وفستان يقذف املني لرجال‬ ‫غرباء‪ ،‬الليل والقضبان والظهر املنحني مع أمه‪ ،‬القمر املأهول‬ ‫بالجدات املتثائبات‪ ،‬صحن السيجارة وغرفة القرية وعيني‬ ‫جاكسون بولوك وهو يقود سيارته إىل املنفى‪.‬‬

‫كنت أستغرب هذا الدفاع الرث‪ ،‬وهو يتلعثم لشدة الحقيقة‬ ‫وبيانها وعظمتها‪ ،‬حقيقة بأن نتف الثلج ال تشبه بعضها أبدا‪،‬‬ ‫وكان حشد املصلني يردد وراء هذه املعجزة التسابيح والتوحيد‬ ‫والبكاء‪.‬‬

‫هل كانت هذه اللحظات التي نامت يف قلبي عمرا ً كامالً الجئ ًة‬ ‫أيضاً؟‬

‫إنها نتف الثلج تسقط عىل نافذيت ثم تنسحب وتختنق ومتوت‬ ‫تعود إىل أصلها ما إن تفارق السامء‪ ،‬تصري دمعة يف البحرية‪،‬‬ ‫هل للبحرية مقدرة عىل التفريق بني مائها وحبات الثلج؟‬

‫مل يسألوين يف أملانيا عن شكل كنبتي التي قتلتها الرصاصة‬ ‫جلدا ً ثم جلدا ً ثم ذبحاً‪ ،‬مقاس غطاء رسيري الذي انكمش فوق‬ ‫املصب الذي تذهب وتجيء منه دموعي‪ .‬إن‬ ‫أكتاف اللصوص‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫البالد ال تحب البرش‪ ،‬البالد ومدارسها وكتبها يكرهون البرش‪،‬‬ ‫من الطبيعي جدا ً أن يتمرد املخلوق عىل الخالق‪ ،‬أن ال يحبه‬ ‫ويرفضه ويعذبه أيضاً‪ ،‬اللجوء ضحية هذه البالد‪.‬‬ ‫حدود وبصمة ومنارة وجواز سفر‪ ،‬من قال بأن البالد تريد أن‬ ‫تكون بالدا ً؟‬ ‫من قال للعلم بأننا سعداء بهذه الطفرة؟‬ ‫نحن املغتصبون األوائل لهذه األرض‪ ،‬عراة انسكبنا يف‬ ‫شجرتها‪ ،‬كانت ترسم لوح ًة وببغاء يحط فوق كتفها‪ ،‬كانت‬ ‫تغني وتهذي دون إله‪ ،‬دون حبال‪.‬‬ ‫من قال بأن السالمل سعيدة؟‬ ‫وهي ترى الجرمية تتسلق روحها دون أن تصل‪.‬‬

‫أظنها معجزة تحتاج إىل كتب وموسيقى‪.‬‬

‫الع‬

‫ال ن‬

‫ما‬

‫مخرج سيناميئ موهوب‪ ،‬مل ينجز أي يشء‪،‬‬ ‫وها أنا يا لينا‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫يف حوزته عرشات بل مئات األفالم‪ ،‬لكن مل يطبعها وينسخها‬ ‫ويرسل لقطاتها إىل أي مهرجان‪ ،‬إن املشاهد تعرص قلبي يا‬ ‫لينا‪ ،‬وال أصدق متى أصنع مشهدي األخري يك أقفل فيلامً ما‪،‬‬ ‫اصنعه يف رأيس وأغلق الستارة‪.‬‬

‫س‬

‫لقد كنت أرجوكم وأبيك عىل الشاطئ‪ ،‬القارب ال ينتظر الوداع‪،‬‬ ‫وال يعرتف بهذه الرتهات‪ ،‬القارب مخلوق للرش‪ ،‬انه ابن البالد‬ ‫التي خلقها اإلنسان‪ ،‬كيف كان لينتظر الروائح التي كنت‬ ‫ظل بال‬ ‫أستجديها يك تصعد معي‪ ،‬يك تدخل رأيس‪ ،‬آه أنا ٌ‬ ‫حائط‪ ،‬بط ٌن تعج بالتقرحات‪.‬‬ ‫حبيبتي لينا‪ ،‬كيف حالك أيتها الورقة الصيفية اليانعة‪ ،‬وكيف حال‬ ‫أبيك املقعد؛ هل تسعلني أيتها النسمة يف الحافلة دون منديل‬ ‫كالعادة‪ ،‬هل مازال بخار القطارات يعجبك أكرث من القطار؟‬

‫أميش يف هذه العتمة وأفكر بأشيايئ التي رفضت اللجوء‬ ‫معي هنا‪.‬‬

‫لينا‪ ..‬أحتاج جسدك أكرث من أي وقت مىض‪ ،‬تعرفت إىل نساء‬ ‫كثريات‪ ،‬ك ّن جميالت يف غيابه ّن يا لينا‪.‬‬

‫مكتبي الصغري يف باب توما‪ ،‬خواتم حبيبتي الشاردة يف در ٍج‬ ‫مخلوع‪ ،‬صحن امللوخية مع أوراق الكزبرة‪ ،‬آه ماذا أذكر؟‬

‫ال تصدقي أملانيا‪ ،‬ال تصدقي الغابات‪ ،‬هل تعلمني ماذا أفعل كل‬ ‫يوم قبل أن أغفو؟‬

‫أقلّب صورك يف دفرتي‪ ،‬مازلت أحتفظ بها يف الدفرت‬ ‫الربتقايل‪ ،‬أقلبها حتى يتقلب جسدي وأصل البحر‪ ،‬هل تتخيلني‬ ‫كيف أنقذ رأيس من السقوط؟‬ ‫تعايل إيل‪ ،‬اجمعي تلك الرصخات التي أبت الرحيل يف قارب‪،‬‬ ‫ع ّرجي عىل الشمعة يف األزقة القدمية‪ ،‬شمعة قبلتنا األوىل‪،‬‬ ‫وأحرضي يل ذاك اللهب‪ ،‬فأنا بال حائط يا لينا‪.‬‬ ‫رجل أعمى‪ ،‬ال عصا تقودين ومتنعني من االرتطام‬ ‫أنا ٌ‬ ‫والسقوط‪ ،‬أنانية تلك األشياء التي ربيتها يف حضني‪ ،‬دفعت‬ ‫الهواء عن صدري وأعطيتها شهيقي‪ ،‬أنانية ووقحة وساذجة‪،‬‬ ‫تركتني وحيدا ً يا لينا‪ ،‬ومل تأت حتى لوداعي‪.‬‬

‫ليس هناك من كامريا تستطيع أخذ هذا الصقيع وتدويره‬ ‫ونحته‪ ،‬أنا عاج ٌز متاماً عن ترك عيني ورأيس وحوايس‬ ‫جميعها‪ ،‬أنتظر الوقت يا لينا أن يخمر هذه املشاهد ويصنع من‬ ‫شهيقها قربا ً بشاهدة كبرية‪ ،‬أريد رؤية الجنازة‪ ،‬جنازة املايض‬ ‫وعاداته املقهورة‪ ،‬قبل أن أبدأ‪ ،‬أريد انكسار ساقي قبل أن أغرق‪،‬‬ ‫أريد الحاجة واللوعة‪ ،‬أن أكون مع نتف الثلج هذه‪ ،‬أمترغ يف‬ ‫اختاليف حتى أصل جذري وأنشف يف الصباح ‪ ،‬تحت شمس‬ ‫صلبة ال تؤمن بيشء‪.‬‬ ‫الجئ يف البالد‬ ‫املرسل‪ٌ :‬‬ ‫قارب وسط الهواء األسود‬ ‫العنوان‪ٌ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬الليل دوماً يف هذه البالد‬

‫لقد متردت الحياة يا لينا يف وجهي‪ ،‬وأمسكت أطفالها كهرة‬ ‫كبرية بني أسنانها ورحلت‪.‬‬

‫من تحت الصفر‬ ‫كوثر الجهمي‬ ‫روائية ومدونة من ليبيا‬

‫جمعهام الوطن‪ ،‬ثم اللجوء‪..‬‬ ‫إقليمي غربستان ورشقستان‬ ‫فاتح وفتحي اآلتيان من‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫لحظات قليلة أمام‬ ‫الواقعني بدولة قهرستان‪ ،‬التقيا منذ‬ ‫مكتب الجوازات مبطار "الفردوس املوعود" يف دولة‬ ‫"الحضارات املتحدة"‪ ..‬مالمحهام أخربتهام بأنهام ينتميان‬ ‫لنفس الوطن الذي لفظهام‪ ،‬ال مالمحهام فحسب‪ ،‬بل‬ ‫ُقرشة املتشققة جو ًعا‬ ‫النظرة املكسورة أيضً ا‪ ،‬والشفاه امل ّ‬ ‫وعطشً ا وغضبًا‪.‬‬ ‫كلام ه ّم واحد منهام يف التع ّرف عىل اآلخر تراجع‪ ،‬وكلّام‬ ‫أخطأ أحدهام بالتعليق ساخ ًرا من املرتجمة ندم‪ ،‬وأعقبه ندم‬ ‫اآلخر الذي كشف عن هويته حني ضحك مجاراة للطرفة‪.‬‬ ‫يعلامن أنهام أبناء ظُلم واحد‪ ،‬ويعلم كل منهام أن اآلخر‬ ‫يعلم‪ ،‬ولكنهام فضّ ال التجاهل‪ ،‬فأمام املكتب الذي أعلنا‬ ‫رمبا ليس يف‬ ‫فيه طلبهام للجوء تخطر أفكار غريبة‪ّ :‬‬ ‫صالحي أن يكون مثة الجئ آخر يحمل نفس جنسيتي!‬

‫هل ستتعارض أقاويلنا وأخبارنا؟ تُراه من أي املناطق؟ من أي‬ ‫املذاهب؟ من أي القبائل أو امللل؟‬ ‫جمعتهام هذه األفكار أيضً ا!‬

‫بحرائق حقول وغابات بالدنا‬ ‫• صدقت! وحرائق بيوتنا ومدارسنا‬ ‫• صدقت! واملصانع واملتاجر الفقرية‬

‫م ّر استجوابهام رسي ًعا‪ ،‬كل منهام مبعزل عن اآلخر‪ ،‬وحني‬ ‫انضام مج ّددًا لبعضهام يف انتظار الخطوة املجهولة القادمة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫تجرأ فاتح بسبب الراحة التي انتابته وخاطب فتحي مبارشة‪:‬‬ ‫• تُرى كم تراهم يبقوننا يف امللجأ قبل البت يف أمرنا؟‬

‫والصحبة واألُنس يف اآلخر‪،‬‬ ‫متوسام الخري‬ ‫ه ّز كل منهام رأسه‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫يش ٌء ما ميكن ادّخاره لأليام الصعبة املقبلة‪.‬‬

‫مل يندهش فتحي فقد كان يحمل نفس مشاعر الراحة التي‬ ‫ت ُج ّب ما قبلها من القلق والحرية‪ ،‬أجاب باستسالم‪:‬‬ ‫هام متى‪ ،‬امل ُه ّم أننا اآلن يف مأمن‪..‬‬ ‫• ليس ُم ًّ‬ ‫• صدقت!‬ ‫ناول فاتح رفيقه السيجارة األخرية من رائحة قهرستان‪:‬‬ ‫• تبغنا ممتاز! سأشتاق إليه‪ .‬قالها فاتح ب ُحزن غري ُمفتعل‪،‬‬ ‫فر ّد فتحي ب ُحزن أعمق وهو يتناول السيجارة من الرفيق‪:‬‬ ‫صدقت!‬ ‫استدرك فتحي‪:‬‬ ‫• ولكن‪ ..‬ما أهمية دخان التبغ إن كانت صدورنا مختنقة‬

‫ووقع فاتح يف ف ّخ االعتقاد بأن كل من وافقه حالة الوجع‬ ‫والوجد ال ب ّد فهو ينتمي لنفس صفّه‪ ..‬فأبناء املعسكر اآلخر‬ ‫ريا تحمل‬ ‫ال يشعرون‪ ،‬وال يفكرون‪ ،‬هم ال يعدّون كونهم حم ً‬ ‫أسفار قادتها‪.‬‬ ‫وقع فتحي يف نفس الفخ‪..‬‬ ‫هتف فاتح بصوت هامس كالحفيف‪:‬‬ ‫• كلّه منهم‪ ..‬هم السبب‪.‬‬ ‫• صدقت!‬ ‫لو تعلّم أبناء غربستان بعض الوطنيّة‪ ،‬فقط البعض منها! ملا‬ ‫وصلنا إىل هذا الح ّد‬

‫توقع فاتح "صدقت" جديدة‪ ،‬غري أن فتحي انتفض‪ ،‬عقد‬ ‫ريا‬ ‫حاجبيه‪ ،‬بصق السيجارة من بني شفتيه وص ّحح مش ً‬ ‫بسبابته‪:‬‬ ‫• قصدك لو تعلّم أبناء رشقستان بعض الغريية عىل‬ ‫دينهم‪ ،‬فقط البعض منها! ملا وصلنا أبدًا لنصف هذا‬ ‫الحال‪.‬‬ ‫• بل لو تعلّم أبناء غربستان بعض الوفاء لرشقستان التي‬ ‫جاءتهم بالحضارة واملدنية‪.‬‬ ‫قوي هازئًا‪:‬‬ ‫قاطعه فتحي بشخري ّ‬ ‫• حضارة ومدنية! حضارة البالد املباعة لألجنبي!‬ ‫• أنتم من باعها أوالً لألجنبي!‬ ‫• مل نبِع رشف أمهاتنا كام فعلتم‪..‬‬ ‫سكت الكالم‪ ،‬ونطقتْ األيدي واألظافر واألقدام‪..‬‬ ‫تم ترحيلهام يف اليوم التايل لقهرستان‪ ،‬أخربهام الضابط‬ ‫بأن عليهام االنتهاء من رصاعهام أوالً قبل البدء من الصفر‬ ‫يف بلد أجنبي‪ ،‬عليهام البدء هناك‪ ،‬من نقطة ما‪ ،‬تحت‬ ‫الصفر‪.‬‬

‫باب القلب‬ ‫السنة الخامسة ‪ -‬العدد ‪ - 58‬شباط ‪2021‬‬

‫ابنتي وأنا‪ ..‬بين تربيتين‬ ‫ميديا داغستاني‬ ‫ناشطة سورية في مجال حقوق اإلنسان‬ ‫مقيمة في ألمانيا‬

‫‪15‬‬

‫مهاجرون في ألمانيا‬ ‫في هذه الزاوية نع ّر ُف القراء بشخصيات من‬ ‫ٍ‬ ‫سنوات طويلة‪،‬‬ ‫المهاجرين الذين وصلوا إلى ألمانيا منذ‬ ‫وتمكنوا من إعادة بناء حياتهم ومستقبلهم بعيدًا‬ ‫عن أشكال وحدود االنتماء التقليدي‪ ،‬وحققوا نجاحات‬ ‫ٍ‬ ‫مجاالت عديدة‪ ،‬فاحتضنتهم هذه البالد وصارت‬ ‫في‬ ‫لهم وطناً‪.‬‬

‫هنا يف برلني‪ ،‬طلبت مد ّرسة املوسيقى يف مدرسة ابنتي‬ ‫من بعض التلميذات أال يرتدين التنانري القصرية ألنها‬ ‫تتسبب بإلهاء الطالب الصبيان وحتى األساتذة عن‬ ‫الرتكيز‪ ،‬بحسب تعبريها‪ .‬عىل الفور‪ ،‬تقدمت طالبات‬ ‫الصف البنتي (‪ 13‬سنة) بشكوى‪ ،‬بصفتها املتحدث‬ ‫باسم الصف‪ .‬الحقيقة ال أدري كيف أنه مل يخطر ببال‬ ‫ابنتي سوى رد واحد‪ ،‬بدا يل متطرفاً‪ ،‬عىل ما اعتربته‬ ‫تدخالً يف حرية الزميالت‪ .‬جمعت زمالءها يف الصف‬ ‫وطلبت من جميع الطالبات ارتداء التنورات القصرية يف‬ ‫درس املوسيقى التايل‪ ،‬وطلبت من زمالئها الصبية وضع‬ ‫املكياج عىل وجوههم‪.‬‬ ‫املفاجأة بالنسبة يل‪ ،‬وما بدا أنه طبيعيجدا ً بالنسبة‬ ‫البنتي‪ ،‬أن الجميع لبى الطلب‪ ،‬األمر الذي شكّل مفاجأة‬ ‫صاعقة للمدرسة‪ .‬أرادت زيا وزمالؤها القول ملدرسة‬ ‫املوسيقى‪ ،‬ورمبا لآلخرين‪ ،‬بأن ليس ألحد الحق بأن يحدد‬ ‫لنا ما نرتدي من ثياب‪ ،‬ونحن فقط من يحدد ذلك وعىل‬ ‫بغض النظر عن‬ ‫اآلخرين تعلّم احرتامنا واحرتام خياراتنا‪ّ ،‬‬ ‫وجاهة كل رأي‪.‬‬ ‫تؤمن زيا التي تعيش يف أملانيا منذ عام ‪ 2014‬بالحرية‬ ‫الفردية واالجتامعية‪ ،‬وتهتم بالقضايا العامة السياسية‬ ‫واالجتامعية‪ ،‬ومتطرفة ( بالنسبة يل) بحرصها عىل‬ ‫الحفاظ عىل البيئة‪ .‬أتابعها أنا أمها وأتابع اهتامماتها‬ ‫بيشء من الفخر‪ ،‬وألعرتف بيشء من الحسد‪ .‬أتذكر‬ ‫طفولتي ومراهقتي بحرسة‪ ،‬و أفكّر عىل الدوام بكمية‬ ‫الطاقة التي أهدرتها‪ ،‬عىل أشياء وقضايا وحقوق يفرتض‬ ‫أن تكون طبيعية ومن بديهيات الحياة‪.‬‬ ‫لألسف يف مجتمعنا الذي نشأت فيه‪ ،‬احتاجت مني‬ ‫تلك الحقوق معارك قاسية غالب األحيان‪ ،‬واألدهى أنني‬ ‫احتجت أن أرسق ما مل يكن مبستطاعي الحصول عليه‬ ‫علناً‪ .‬أفكار مرشقة وقامتة كانت تجتمع يف رأيس بحالة‬ ‫من الفوىض وعدم االتساق‪ ،‬كأن ينشأ عندي ارتباك‬ ‫مضني بني القيم االجتامعية والسياسية وعموم املفاهيم‬ ‫الكربى التي يتم نقاشها يف بيتنا‪ ،‬وبني أهمية رأي جارتنا‬ ‫مثالً مبوعد عوديت مع صديقايت مساء‪ .‬بني سلطة األهل‬ ‫وقناعاتهم الشخصية وسلطة املجتمع عليهم‪.‬‬ ‫يف فرتة سجن أيب (‪ 9‬سنوات كمعتقل رأي يف سوريا)‬ ‫أقمنا يف بيت جدي يف السنوات األوىل‪ ،‬ثم بال أي سبب‬ ‫مفهوم بالنسبة يل‪ ،‬عادت بنا أمي إىل بيتنا الخاص‪ .‬مل‬ ‫يل البقاء يف البيت‬ ‫أفهم ومل ّ‬ ‫يفرس يل أحد‪ ،‬ملَ كان ع َّ‬ ‫وحيدة مع أختي الصغرى وأنا بعمر العرش سنوات لحني‬ ‫عودة أمي من العمل‪ .‬أنا الطفلة التي كنت أفضّ ل البقاء‬ ‫والعيش يف بيت جدّي أللعب مع أبناء وبنات األخوال‪.‬‬ ‫ستم ّر سنوات يك أبدأ بفهم بعض من ترصفات عائلتي‪،‬‬ ‫وأمي بشكل خاص يف تلك الفرتة‪ .‬نقلتنا أمي ألننا بنات‬ ‫وال تريد ألحد أن يتحكّم بنا‪ .‬يومها مل ترشح يل أمي سبب‬ ‫يث لطفلة تريد اللعب مع أصدقاء‪.‬‬ ‫ذاك االنتقال الكار ّ‬ ‫مثل أمي‪ ،‬ولكن بظروف مختلفة‪ ،‬ربّيت أنا ابنتي دون‬ ‫أن أسمح ألحد بالتدخل يف تلك الرتبية‪ ،‬ولكني كنت‬ ‫مضطرة‪ ،‬ويف الحقيقة راغبة‪ ،‬بأن أرشح لها كل ترصفايت‬ ‫معها‪ ،‬كأن أقول لها ال عىل بعض األمور أو أن أمنعها من‬ ‫ترصفات كانت كطفلة تستهويها‪ .‬كنت برشوحايت تلك‬ ‫أعوض من خالل تربيتي لها عن كل الجرائم والتشوهات‬ ‫التي نحتها املجتمع بداخيل‪ ،‬وأحاول النجاة بها من ذاك‬ ‫أبوي التي‬ ‫التناقض الذي طاملا عشته بني أفكاري‪ ،‬وأفكار ّ‬ ‫تعد ليربالية‪ ،‬لكنها كانت تتحرك يف مجتمع متعصب ال‬ ‫يقيم وزناً لخصوصية الفرد‪ ،‬بل وال يقيم وزناً ألي رأي‬

‫إعداد ميساء سالمة فولف‬

‫المستشارة التربوية كفاح مصاروة‬

‫الع‬

‫ال ن‬

‫ما‬

‫س‬

‫مختلف‪ ،‬واألحرى أنه يستهرت برأي طفل وخاصة لو‬ ‫كانت بنتاً‪.‬‬ ‫يف الصف األول الثانوي يف مدرستي مبدينة حمص‪،‬‬ ‫منعتني مدرسة مادة الرتبية الدينية من حضور حصصها‬ ‫ايس‪ .‬كان السبب سؤال تاله نقاش بيني‬ ‫طوال العام الدر ّ‬ ‫مسري أم‬ ‫وبينها حول فكرة القضاء والقدر وهل اإلنسان ّ‬ ‫مخري‪ ،‬وهي الفكرة التي تثري الكثري من اللغط بني من هم‬ ‫ّ‬ ‫يف مثل تلك السن‪ .‬كان ذاك درساً قاسياً تعلمت منه بداي ًة‬ ‫أال أحمل آراء أرسيت إىل املدرسة ‪ ،‬ثم تعلمت الكذب (كنت‬ ‫أدعوه التأقلم) وبتّ أخرب وأناقش كل أحد مبا يناسبه‬ ‫ويناسب بيئته وأفكاره‪.‬‬ ‫كنت يف كل لحظة ألحظ التشوهات والتصدعات بني ما‬ ‫نقول وما نفعل‪ .‬الكذب حرام والرسقة كذلك‪ ،‬والناس من‬ ‫حويل تكذب وترسق يف كل يشء تقريباً بدءا ً من املشاعر‬ ‫وصوالً إىل املادّيات‪ ،‬ولطاملا صادفت خالل دراستي‬ ‫الجامعيّة من يدفعون مثن الدروس الخصوصية لألستاذ‪،‬‬ ‫ليحسنوا من تعليمهم لكن يك ينجحوا‪ .‬ولطاملا سمعت‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ع ّمن يبحث عن وظيفة تكون عائداتها من الرشوة جيّدة‪،‬‬ ‫بل ومستعد لدفع رشاوى للحصول عليها‪ .‬كانت منظومة‬ ‫أخالقية نظرية تتعارض‪ ،‬عىل مدار الساعة‪ ،‬مع الحياة‬ ‫اليومية لتغدو رشخاً‪ ،‬نتعايش معه ونحمله كعبء ثقيل‬ ‫يأكل من نزاهة أرواحنا يف كل لحظة‪.‬‬ ‫يف بيتنا كانت هناك تعليامت صارمة من أيب‪ ،‬الذي‬ ‫ذاق مرارة حجز الحرية‪ ،‬عن تصنيفات متناقضة وغري‬ ‫مفهومة للحرية‪ ،‬وخاصة يف حقل الرأي السيايس‪،‬‬ ‫تعليامت كلها ستودي ألن أكون كاذبة ومتلونة‪ .‬ما نتحدث‬ ‫به يف البيت ال نقوله أبدا ً يف املدرسة والشارع‪ ،‬أو أمام‬ ‫بعض ضيوف بيتنا حتى‪ .‬كانت تلك واحدة من التعليامت‬ ‫املقدسة أليب‪ .‬وألعرتف أن تلك التناقضات كانت تبدو يل‬ ‫كنوع من األلعاب البسيطة‪ ،‬مقارن ًة بباقي أساليب الرتبية‬ ‫يف املجتمع املحيط‪ ،‬مبا تتضمنه من رضب وإهانات‬ ‫يف البيت واملدرسة مع مفاعيلها التي تكرس روح الطفل‬ ‫وتشكل البيئة األمثل ليتعلم الكذب والخوف‪ .‬شخصياً‬ ‫حني أستعرض اليوم ذاكريت عن املدرسة وحتى عن‬ ‫عموم حيايت‪ ،‬أراها مليئة باملخالفات والتمرد‪ ،‬مع ما رافق‬ ‫ٍ‬ ‫إحساس بأين كنت عىل الدوام فتاة مخيبة لظن‬ ‫ذلك من‬ ‫األهل واملدرسة‪.‬‬

‫اليوم وهنا أعيد اكتشاف تلك الطفلة واملراهقة التي كنتُها‪،‬‬ ‫ألرى بأنني كنت طفلة طبيعية ومراهقة عادية‪ ،‬وكل ما‬ ‫فعلته وقلته كان طبيعياً لطفلة أو مراهقة وأن العيب كان‬ ‫يف املنظومة املحيطة‪ .‬كل يشء كان مشوشاً‪ .‬بينام أنه‬ ‫من الطبيعي‪ ،‬يف مجتمع طبيعي‪ ،‬اعتبار أن للفرد الحق‬ ‫أن يك ِّون موقفاً من النظام السيايس‪ ،‬وكام من الطبيعي‬ ‫محاولة املراهق لفت النظر والتعرف عىل الجنس اآلخر‪،‬‬ ‫وهي غريزة لديه‪ ،‬فإن كلتا املسألتني كانتا تص ّنفان تحت‬ ‫بند الجرمية‪.‬‬ ‫عىل استحياء سيبدي يل بعض األصدقاء األملان هنا‪،‬‬ ‫مالحظتهم بأن التعامل مع العرب فيه بعض الصعوبة‪.‬‬ ‫ويف معرض إجابتي فإين ال أدخل يف كثري من السجاالت‬ ‫معهم‪ ،‬وأمرر إجابايت ببعض املزاح من مثل أننا من‬ ‫طينة برشية خاصة أو أننا شعب الله املختار‪ .‬ولكن مسا ًء‬ ‫عندما أفكر بتلك املالحظة‪ ،‬أجد نفيس ناجية إىل ح ّد كبري‬ ‫بالقياس إىل آخرين‪ ،‬وأشعر باالمتنان الشديد أنني ُوجدت‬ ‫يف أرسة كانت مثيل تصارع املجتمع وحتى النظام‬ ‫الحاكم‪ ،‬وأتذكر عىل الدوام كيف أنهم حاولوا جهدهم‬ ‫حاميتنا أختي وأنا‪ ،‬قدر املستطاع وتأمني مساحة للتعبري‬ ‫عىل نطاق األرسة الضيق‪ .‬وأرى أنه رمبا كان من أهم ما‬ ‫أهّلني ألريب ابنتي عىل هذا النحو هو ق ّوة أمي‪ ،‬وقدرتها‬ ‫عىل تربيتنا لسنوات وحدها ضمن مجتمع بالغ القسوة‪.‬‬ ‫هنا يف هذا البلد الجديد ميتلك كل إنسان املساحة التي‬ ‫متنحه الحق يف العيش وفقاً لألخالقيات واملعايري التي‬ ‫يؤمن بها‪ ،‬وهذا ما مينح إىل ح ّد كبري بعض التوازن‪ ،‬ولذا‬ ‫كانت مهمتي يف تربية "زيا" أسهل كثريا ً لتكون قوية‬ ‫ومستقلة‪ ،‬وخصوصاً ألكون مثالً لها‪ ،‬وقدوة إن جاز يل‬ ‫القول‪ ،‬عرب أن ترى عىل الدوام‪ ،‬أن ال تناقض بني ما أقول‬ ‫وما أفعل وأترصف يف حيايت اليومية‪ .‬فالطفل عموماً‬ ‫يقلّد ويقتدي أكرث من قابليته لسامع التعليامت واألوامر‪.‬‬ ‫لألسف احتجت لوقت طويل حتى استطعت التأقلم‬ ‫والوصول لهذه النقطة من السالم‪ .‬اليوم أنا نادرا ً ما أكذب‪،‬‬ ‫وليس مرد ذلك أنني أصبحت شخصاًجيدا ً‪ .‬األمر ببساطة‬ ‫أنني تعبت من التأقلم مع الغري‪ ،‬وأفتش دوماً عن التأقلم‬ ‫مع نفيس فقط‪.‬‬

‫ولدت يف قرية باقة الغربية يف فلسطني التاريخية والواقعة داخل الخط‬ ‫األخرض‪ .‬تنتمي كفاح إىل عائلة تقدمية تهتم بالسياسة والعلم‪ .‬ومنذ‬ ‫الطفولة زرع والدها ووالدتها بشكل خاص يف رأسها الصغري أن عىل‬ ‫اإلنسان أن يسعى ويجتهد دامئاً حتى يحصل عىل أدىن حقوقه‪.‬‬ ‫"يف البداية كان اسمي الدافع األول الذي صقل مسار حيايت‪ ،‬فهو‬ ‫ح ّملني مسؤولية االجتهاد والعمل ألصل إىل املكانة االجتامعية واملهنية‬ ‫التي ترضيني كابن ٍة ألقلية قومية ولعائلة مهاجرة تعيش يف وطنها األم"‪.‬‬ ‫درستْ كفاح املرحلة اإلعدادية يف مدارس البلدة‪ ،‬ثم حصلت عىل‬ ‫الشهادة الثانوية بدرجة امتياز من مدرسة الطرية العلمية‪ .‬كان حلمها‬ ‫دراسة الحقوق والدفاع عن أبناء شعبها‪ ،‬لكن الحصول عىل مقعد يف‬ ‫كلية القانون كان من التخصصات صعبة املنال لحسابات مختلفة‪ ،‬ولذلك‬ ‫قررت دخول كلية اإلحصاء والرياضيات يف جامعة حيفا والتي تؤهلها‬ ‫إلجراء األبحاث االجتامعية والسياسية التي تخدم شعبها مستقبالً‪.‬‬ ‫بعد التخرج عملت مد ّرسة لفرتة من الزمن شعرت بعدها أن مهنة التعليم‬ ‫ليست ما تصبو إليه‪ ،‬فانتقلت للعمل يف املجال االجتامعي وحصلت عىل‬ ‫فرصة يف مؤسسة للنساء العامالت واملتعلامت يبلغ عدد أعضائها مليون‬ ‫امرأة‪ ،‬أصبحت فيها املسؤولة عن روضات األطفال واملدارس للفتيات‬ ‫املترسبات من التعليم اإللزامي‪ ،‬وعن النوادي التي تعمل عىل تعزيز‬ ‫مكانة املرأة ومشاركتها الفعالة يف اتخاذ القرارات يف مجتمعها‪.‬‬ ‫يف الوقت نفسه مل تتوقف عن متابعة الدراسة والتطوير الذايت‪،‬‬ ‫فالتحقت بدورات لتعزيز املهارات القيادية ودورات لإلدارة املالية وإدارة‬ ‫الرشكات‪ ،‬مام أهّلها لتكون أول عريب يف الداخل الفلسطيني يحصل‬ ‫عىل عضوية مجلس إدارة رشكة حكومية بشكل عام حيث تم تعيينها‬ ‫يف سلطة الربيد‪.‬‬ ‫بعد ذلك عملت لسبع سنوات كمديرة لقسم الثقافة ‪-‬املرأة والشباب‬ ‫يف بلدية باقة الغربية‪ .‬ويف هذه املرحلة سافرت إىل أمريكا والتحقت‬ ‫بجامعة ‪School for International Training )S.I.T( in Vermont‬‬ ‫وحصلت عىل شهادة يف حل الرصاعات‪ ،‬عادت بعدها إىل البالد‬ ‫لتتخصص يف جامعة حيفا بفن إدارة املجموعات‪ .‬وعملت يف هذا املجال‬ ‫حتى انتقالها إىل أملانيا عام ‪ 2003‬لتتابع هناك دراستها األكادميية‬ ‫فحصلت عىل املاجستري يف إدارة الرصاعات الثقافية‪ ،‬مام منحها القدرة‬ ‫عىل فهم وتحليل الرصاعات الثقافية‪ ،‬العرقية‪ ،‬الدينية‪ ،‬الجندرية‪ ..‬إلخ‬ ‫تعمل كفاح اآلن مستشارة تربوية يف مدرسة ثانوية أملانية يف العاصمة‬ ‫برلني‪ .‬ورغم أنها ابتعدت نوعاً ما عن تخصصها إال أنها مازالت ترغب‬ ‫مبتابعة البحث العلمي االجتامعي‪ ،‬ولهذا تعمل عىل عدة أبحاث بهدف‬ ‫نرشها يف مجالت علمية‪ ،‬بعضها يتناول أسباب التطرف لدى بعض‬ ‫التجمعات اإلسالمية يف أملانيا‪ ،‬إضاف ًة إىل دراسات حول سياسات‬ ‫الهجرة واالندماج يف أملانيا‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫باب القلب‬ ‫السنة الخامسة ‪ -‬العدد ‪ - 58‬شباط ‪2021‬‬

‫يوميات مهاجرة‪..‬‬

‫مقاهي األرصفة الباريسية‪ ..‬حلمنا الصغير في زمن الكورونا!‬ ‫حني تكون مصاباً بداء الحنني‪ ،‬فهو يهاجمك عىل شكل أغنية‬ ‫تسمعها‪ ،‬أو ورقة شجر صفراء تتهاوى أمامك أو حتى عند مرورك‬ ‫بشارع ما يبعث يف نفسك من جديد صور حياة قدمية‪.‬‬

‫د‪ .‬نعمت أتاسي‬ ‫كاتبة سورية تحمل دكتوراه في‬ ‫األدب الفرنسي ومقيمة في باريس‬

‫أنا لست مصابة بهذا الداء‪ ،‬وسأحاول أال أقع تحت وطأته‪ ،‬فهو يف‬ ‫زمن الكورونا ٌ‬ ‫ترف ال قدرة لنا عليه‪ .‬أو عىل األقل سيأخذ منحى آخر‬ ‫عن زمن ما قبل الكورونا‪ ،‬وشكالً وأعراضاً مختلفة‪ .‬أهم ما مييزها أن‬ ‫تزداد حاسة الشم لديك‪ ،‬فأنت تشم دامئاً رائحة منزلك القديم‪ ،‬بل إنك‬ ‫حتى ترجع سنوات إىل الوراء لتشم رائحة منزل أهلك‪ .‬هناك من يقول‬ ‫أن هذه الرائحة ال تغادر أنفك وال روحك مهام حييت‪.‬‬

‫عربنا هو اآلخر بال طعمٍ وال لونٍ وال رائحة كأنه أصيب هو أيضاً‬ ‫بكوفيد ‪.19‬‬

‫أبوابها ملن يريد رشاء هدايا األعياد‪ ،‬بتنزيالت هائلة‪ ،‬ومع ذلك تكفيك‬ ‫نظرة واحدة لتجد أن عدد الباعة فيها أكرث من عدد الزبائن‪.‬‬

‫باريس كغريها من مدن العامل عاشت االنتقال للعام الجديد بال فرح‪،‬‬ ‫شوارعها التي اكتست بزينة خجولة فقدت بهجتها مع أهاليها الذين‬ ‫ميشون وقد أخفت الكاممات كل تعابري وجوههم سواء أكانت سعيدة‬ ‫أم حزينة‪ .‬وانترشت صور لشجرة عيد امليالد مزين ًة بأنواع الكاممات‬ ‫ذات األلوان واملوديالت املختلفة وزجاجات التعقيم املتنوعة‪.‬‬

‫حتى برامج التلفزيون الفرنيس طالها التغيري الجذري‪ ،‬فأغلب‬ ‫برامجها مناقشات حول الكورونا‪ ،‬أعداد اإلصابات والوفيات‪،‬‬ ‫أعراضها التي ما زلنا نكتشف الجديد واملزيد منها‪ ،‬طرق الوقاية‬ ‫والتصدي لها‪ ،‬وأخريا ً اللقاح وأنواعه‪.‬‬

‫أنا مثالً ما زالت تسكنني رائحة كولونيا الـ (‪ )Bien etre‬وتحديدا ً‬ ‫الزرقاء التي كانت تتواجد دامئاً يف غرفة والديت‪ .‬كولونيا سحرية‬ ‫ذات متعددة االستعامالت من التعطر والتطيب إىل الطبابة‪ .‬فقد‬ ‫كانت بضع قطرات منها تضعها والديت أمام أنف من ميرض‪ ،‬يخاف‬ ‫من يشء ما‪ ،‬أو حتى من يفقد وعيه ألي سبب من األسباب‪ ،‬كافي ًة‬ ‫لتشعرك بالقوة والنشاط وكأنها إكسري الحياة‪.‬‬

‫نجحت الكورونا –وبجدارة‪ -‬يف تغيري معامل عاصمة النور‪ ،‬اختفت‬ ‫مقاهيها التي كانت تنترش عىل أرصفتها مضيفة املزيد من السحر‬ ‫لهذه املدينة‪ .‬وليس من الغريب أن تكون إحدى أمنيات العام الجديد‬ ‫أن تستطيع الجلوس يف مقهى يف الحي الالتيني القديم لرشب‬ ‫فنجان من القهوة أو كأس من النبيذ الفرنيس‪ .‬ناهيك عن املطاعم‬ ‫التي اضطرت إلقفال أبوابها لتزيد من غرابة الوضع الذي نعيشه‬ ‫وحتى من تساؤالتنا هل سنعود لحياة طبيعية من جديد؟ هل‬ ‫سيلتقي املحبون والعشاق يف مطاعم باريس الرومانسية؟‬

‫أما يف زمن ما بعد الكورونا فسيفقد الحنني حاسة الشم خاصته‪،‬‬ ‫حاله حال الكثري من األشياء‪ ،‬األيام‪ ،‬وحتى األشخاص التي ستفقد‬ ‫الكثري من حواسها‪ ،‬متعتها‪ ،‬ومعنى حياتها‪ .‬كحال شهر األعياد الذي‬

‫رصت عىل ارتداء حلة‬ ‫بعض فنادق العاصمة ‪-‬وبالرغم من إغالقها‪ -‬أ ّ‬ ‫العيد يف محاول ٍة للتمويه عن كل مشاعر الحزن والقلق وإضفاء ج ٍو‬ ‫ٍ‬ ‫جديد من الحلم والسعادة‪ .‬بينام قدمت املحالت التجارية التي فتحت‬

‫مل نعانق بعضنا يف نهاية العام واكتفينا بإرسال قبالتنا ألحبائنا من‬ ‫بعيد وجل ما متنيناه هو الصحة ثم الصحة ثم الصحة‪ .‬مل تضم الجدة‬ ‫أحفادها إىل قلبها واكتفت بنظرة تضع فيها كل حبها وشوقها لهم‪،‬‬ ‫ومل يقبل الشاب والده املسن بل أهداه دعاءه بدوام الصحة والعافية‪.‬‬ ‫لكنني رغم كل املنغصات‪ ،‬حاولت أن أمتتع بربيق هذا الشهر‪ ،‬بأعياده‬ ‫وزينته‪ ،‬بربده وضبابه‪ ،‬وحنينه‪ ،‬وسأكف اآلن عن التذكر‪ ،‬سأعيش‬ ‫لحظة الحارض كام هي‪ ،‬سأغلف حبي وأشواقي يف هدايا جميلة‬ ‫الشكل وسأبعثها ألحبايب من بعيد‪ ،‬سأضفي عىل نظرة عيني الكثري‬ ‫من السعادة والفرح وكأنني أعوض بذلك عن اختفاء ابتسامتي وراء‬ ‫الكاممة‪ ،‬سأحاول نرش السعادة من حويل وسأقول للجميع ‪ :‬كونوا‬ ‫بصحة جيدة‪ ...‬كونوا سعداء‪ ..‬ما زال هناك غدا ً‪ ،‬سنخلع الكاممة‬ ‫وتعود ضحكتنا‪ ،‬سيعود الوطن وستعود الحياة‪.‬‬

‫من غرائب الشعوب‬

‫فيروزيات وكلثوميات‪ ..‬ثوابت عربية‬

‫ألمى حلواني‬ ‫كاتبة سورية مقيمة في ألمانيا‬

‫تفرض الحياة يف أوروبا أو أي مجتمع غريب منطاً جديدا ً عليك سواء‬ ‫سعيت لذلك أم أىت مصادفةً‪ ،‬ومع ذلك ودون قرا ٍر مسبق قد تتمسك‬ ‫ببعض األمور والتفاصيل وتنقلها كام هي إىل حياتك الجديدة‪.‬‬ ‫منذ فرتة كنا يف استضافة عائل ٍة أملانية تحدثنا خاللها عن مواضيع‬ ‫شيّقة حول التباين بني املجتمعني‪ ،‬أخربتهم أننا نستمتع صباحاً‬ ‫وبشكل شبه يومي بأغنيات مطرب ٍة واحدة! استغرب بعضهم واعتقد‬ ‫آخرون أننا منلك ذكريات جميلة مع تلك األغاين واألمر شخيص‪.‬‬ ‫لك ّن استغرابهم زاد حني أجبتهم بأن األمر ينطبق عىل صباحات‬ ‫معظم الدول العربية ورائحة النب يف أغلب املنازل تكون برعاية‬ ‫"الفريوزيات"‪ ،‬فسأل أحدهم وهو يعدّل نظارته الدائرية القدمية‬ ‫بدهشة‪ ،‬هل حقاً تسمعون األغاين ذاتها مكرر ًة كل صباح؟‬ ‫نعم بالضبط منذ ما يقارب الستني عاماً‪ ،‬وصوتها يصدح يف الراديو‬ ‫والتلفاز ومسجالت القهاوي املتواضعة والكافيهات الفخمة وفنادق‬ ‫النصف نجمة وصوالً للخمس نجوم‪ .‬يف كل مكان صوتها ذاته ال ُميَ ّل‬ ‫منه ومن تكراره مع كل فنجان قهوة صباحي‪.‬‬ ‫انتهينا بعد نقاش طويل إىل إقناعهم بأنها ليست مجرد عادة متوارثة‬ ‫بل عشق‪ ،‬وكادت رغبتهم بطرح التساؤالت تختفي إىل أن أردف‬ ‫"لدي ما يُثري حريتكم أكرث!‬ ‫زوجي قائالً بروح الدعابة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫"لِمساءاتنا نحن العرب مطربة استثنائية شبه وحيد ٍة أيضاً‪ ،‬نلقبها‬ ‫جل السهرات داخل‬ ‫بسيدة الغناء العريب ولصوتها األخاذ مكانة يف ُ‬ ‫املنزل وخارجه"!‬ ‫اهت ّز املكان بأصواتهم بني من اعتربها طُرفة ومن أكمل َسيْل‬ ‫االستفسارات بذهول وكأنه يشاهد برنامج "غرائب الشعوب"‪.‬‬ ‫يف الحقيقة‪ ،‬ال ألومهم فاألمر يسرتعي االنتباه والتفكري‪ ،‬كيف حصلت‬ ‫هاتان القامتان عىل وقت مخصص من يومنا؟ وما أرسار ارتباطهام‬ ‫بالغسقوالشفق؟‬

‫لعل األسباب األهم هي تف ّرد الصوت وخصوصيته‪ ،‬واختيار أغنيات‬ ‫مناسبة متاماً للقدرات املميزة بصوتيهام مامجعل ما تقدمانه كنزا ً‬ ‫مرصودا ً باسميهام‪ ،‬رغم محاوالت التقليد‪ ،‬ورغم أن ‪-‬إعادة التدوير‪-‬‬ ‫نجحت مع أغانٍ قدمية أخرى أحياها فنانون بعد سنوات وحفظها‬ ‫الجيل الجديد بهوية وبصمة املغني امل ُعيد‪ ،‬إال أن الغناء "لكوكب الرشق‬ ‫أو سفريتنا للنجوم" مازال يع ّد مغامرة معقّدة غالباً تكون غري ُمرضيّة‬ ‫أو غري ُمبهرة وذلك حسب تقييم كثري من النقاد واملوسيقيني‪.‬‬ ‫متكنت السيدتان من خلق منط فريد بذكاء ممزوج بالحظ‪ ،‬حيث‬ ‫ُوفّقت كل منهام بدعائم ف ّنية محرتفة أظهرت إبداعهام بكلامت وألحان‬ ‫منقطعة النظري ما أضفى سامت خاصةجذبتنا وأمتعتنا‪.‬‬ ‫ففي الصباح يحتاج اإلنسان إىل لحن لطيف قصري متنوع بني‬ ‫يل وفلكلور شعبي وإيقاع سيايس أو حتى‬ ‫اقتباس عاملي ونَغَم طفو ّ‬ ‫نبض قصة قصرية تأخذك لبيت يف الجبل وشاطئ وبستان زهور‪،‬‬ ‫وتباين فصول السنة ورسائل حب وعتب‪ ،‬األمر الذي ك ّون لدينا شغفاً‬ ‫لبداية نهار لطيف برفقة الصوت املالئيك‪.‬‬ ‫أما "الست سومة"‪ ،‬فاستأثرت باملساء املمتد إىل ما بعد منتصف الليل‬ ‫الذي يغريه اللحن املديد وتكرار الجمل بألوان وأنغام متعددة مشبعة‬ ‫بالطرب‪ ،‬تدفع خيالك للظن بأنها صدىجميل متالئم مع السهر‬ ‫متاماً‪ ،‬لذا يليق به الرتم البطيء واملوسيقى الفخمة املرا ِفقة للكلامت‬ ‫والشعر سواء كان بالفصحى أو العاميّة‪ ،‬املغرق غالباً مبشاعر تُح ّرض‬ ‫سامعها لزفر آهات الحب تارة والحرسة تارة أخرى‪ ،‬دون إهاملها‬ ‫للقضايا السياسية التي قاربت الج ّو ذاته‪.‬‬ ‫عودا ً عىل بدء أقول‪ :‬حمدا ً لله عىل أن أحدا ً من مضيفينا مل يتطرق يف‬ ‫تلك الجلسة لجوانب أخرى يف حياتنا كالطعام مثالً‪ ،‬فهل كان السائل‬ ‫األملاين َسيتفهم أيضاً ثوابت‪ :‬فطور يوم الجمعة‪ ،‬أطباق اليوم األول‬ ‫يف رمضان والعيدين‪ ،‬مقبالت أعياد امليالد وعيد رأس السنة‪ ،‬األطعمة‬ ‫الدامئة لألفراح واألتراح (أبعدها الله عنكمجميعاً)!‬ ‫بالطبع الثوابت العربية كثرية يف حياتنا ولهاجوانب متعددة بني‬ ‫اجتامعي وثقايف وفني‪ ،‬عدا السيايس منها يبقى كائناً‬ ‫متغريا ً متح ّوالً‬ ‫ّ‬ ‫حتى إشعار آخر‪.‬‬

‫باب أرابيسك‬ ‫السنة الخامسة ‪ -‬العدد ‪ - 58‬شباط ‪2021‬‬

‫‪17‬‬

‫شخصية العدد‬

‫"جاسوسة المالئكة"‪..‬‬

‫قصص مدين ٍة كانت منس ّية‬

‫للقاص عمار األمير‪ ،‬والتي صدرت مؤخرًا عن دار موزاييك للطباعة والنشر في تركيا‪ .‬تقع‬ ‫القصصية الثانية‬ ‫جاسوسة المالئكة هو عنوان المجموعة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المتوسط وفيها ‪ 15‬قصة قصيرة‪. .‬‬ ‫المجموعة في ‪ 165‬صفحة من القطع‬ ‫ّ‬ ‫موسى الزعيم‬

‫عامر األمري يعيش دراميّة الحياة من حوله يرصد دخولها يف باب‬ ‫ّ‬ ‫ائبي الالمعقول‪ ،‬لذلك مل يقف حائرا ً أمام اختيار شخصيّاته‬ ‫الغر ّ‬ ‫القصصيّة‪ ،‬هي أمام عينيه‪ ،‬تعيش معه ذات التفاصيل‪ ،‬حتى‬ ‫لقصة‪ ،‬واملكان فضاء‬ ‫يكاد ّ‬ ‫كل فرد يف هذه املدينة أن يكون بطالً ّ‬ ‫حارات وأزقّة يعرفها‪ ،‬ويخرب ناسها جيدا ً‪ ،‬يعيد رسم شكلها يف‬ ‫غريت مالمح وجهها قذيفة‪ ،‬حالها كحال باب منزله‬ ‫مخيّلته‪ ،‬كلّام ّ‬ ‫الذي قصف خمس م ّرات وكأن املتحاربني عىل ثأر معه‪.‬‬

‫كاتب سوري مقيم في ألمانيا‬

‫عامر األمري املقيم يف إدلب‪ ،‬اقتناص الوقت بني البحث‬ ‫يحاول ّ‬ ‫ودوي‬ ‫عن متطلّبات حياته اليوميّة املستعرة تحت هدير الطائرات‬ ‫ّ‬ ‫االنفجارات‪ ،‬والكتابة‪ .‬يسعى اللتقاط حوادث يوميّة مؤملة‪،‬‬ ‫الرسدي الشيّق‪ ،‬إذ يغوص يف أعامق الواقع‪ ،‬يتل ّمس‬ ‫بأسلوبه‬ ‫ّ‬ ‫نبض املتعبني من الحرب‪ ،‬ووجع الحارات والبيوت التي ألفها‬ ‫واملدينة التي كرب معها‪.‬‬

‫القصص يف املجموع هي احتضان واحتفاء بهذا الواقع امل ّر‬ ‫وهدهدته أو تضميدجراحه أومحاولة أنسنة أشيائه إمعاناً يف‬ ‫تتوسع كام األمل "فالكامريا‬ ‫رصد جذور املأساة وآثارها التي ّ‬ ‫تبتسم له والكريس يحزن ويركض معه‪ ،‬وباب بيته يشكو له"‬

‫يفجاسوسة املالئكة يكتب بالضوء‪ ،‬يركض خلف املشاهد‬ ‫الحب عىل صوت القذائف‪،‬‬ ‫ليمسك بها ال ليكتبها فقط‪ ،‬يكتب عن ّ‬ ‫عن خوف األطفال وشهوتهم لحبّة "بندق" عن حزن األمهات يف‬ ‫صباحات العيد‪.‬‬ ‫نقرأ من عناوين القصص "عني الحقيقة‪،‬جاسوسة املالئكة‪ ،‬أيب‪،‬‬ ‫حياة ملك‪ ،‬لن أعود بعد قليل‪ ،‬عروس النهر‪ ،‬قسم الشتاء‪ ،‬وغريها‬ ‫من العناوين‪"..‬‬ ‫بقصة "عني الحقيقة" البطل فيها‬ ‫يفتتح املجموعة القصصية ّ‬ ‫الصغر‪ ،‬يتح ّول حبّه للتصوير إىل قضيّة‬ ‫مص ّور موهوب منذ ّ‬ ‫مدين ٍة وادع ٍة كانت منسيّة "إحدى تسميات إدلب" لكن بات العامل‬ ‫جس منها خوفاً‪ ،‬ينطلق‬ ‫كلّه يعرفها اآلن‪ ،‬يسمع بأوجاعها‪ ،‬يتو ّ‬ ‫وقصص‬ ‫لكل حادثة روايتني مختلفتني‪،‬‬ ‫املص ّور من جدلية أ ّن ّ‬ ‫ٌ‬ ‫مغربلة‪ ،‬لك ّنه يرى نفسه معنياً بالبحث عن الرواية الثالثة التي‬ ‫أخفاها أو تجاهلها اإلعالم‪ ،‬لعل العامل يدرك جزءا ً من الحقيقة‬ ‫عرب عدسته‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫أطفال يقولون الحقيقة‬ ‫يف "عني الحقيقة" صو ٌر للدمار‪،‬‬ ‫بصمتهم ودموعهم‪ ،‬سياسيّون يجتمعون ليتفقوا فقط عىل يش ٍء‬ ‫ٍ‬ ‫القصة ينترص‬ ‫واحد هو أنّه "ال يوجد لديهم ما ميكن فعله" يف ّ‬ ‫البطل لنفسه‪ ،‬ملدينته‪ ،‬للمقهورين‪ ،‬فريمي الناطقة باسم املؤمتر‬ ‫بكامريته‪ ،‬وهي أع ّز ما لديه‪ ،‬ليهدم برج الكذب‪.‬‬ ‫أ ّما يف قصة مه ّمة مستحيلة فأنت "تسمع تكسري الوطن تحت‬ ‫أقدامك" ترى امرأ ًة تجمع علب الكرتون لتعيل أطفالها‪ ،‬امرأة‬ ‫ال تعرف أين قرب ابنها البكر‪ ،‬وال تعرف متى يخرج زوجها من‬ ‫املعتقل‪ ،‬تنام عىل وسادته لعلها تشّ م رائحة شعر ٍة سقطت منه‪،‬‬ ‫لكنها رغم ذلك متتلك ما ليس لدى غريها من كرامة وع ّزة نفس‪.‬‬

‫يف "جاسوسة املالئكة" البطل يرفض السفر ويقنع بالبقاء‬ ‫يف العام‪ ،‬فهي له‬ ‫بحضن مدينته التي تشكّل له الفضاء الجغرا ّ‬ ‫سيجف يف الغربة‪.‬‬ ‫بحجم "وطن" معتقدا ً أ ّن حرب قلمه‬ ‫ّ‬ ‫قريب‬ ‫ويف لحظة خوف عىل أطفاله يقر ّر السفر‪ ،‬لتأتيه استشارة ٍ‬ ‫له مغرتب قبله يشغله الحنني إىل التني والزيتون‪ ،‬يعقد مقارن ًة‬ ‫بني املنطق والعاطفة‪ ،‬منطق أنّك تعيش يف وطن يركلك ركالً‬ ‫طفل‬ ‫إىل الخارج أل ّن هذا الوطن كام يقول "يكرسين كام يكرس ٌ‬ ‫حصالته الفخا ّرية‪ ،‬أخذ محتويايت ورماين"بينام املدينة امرأ ٌة‬ ‫ّ‬ ‫طاهر ٌة غائص ٌة بالرتاب‪ ،‬يرجمها ال ّزناة"‪ ..‬أسياد األرض يحملون‬ ‫مقصات‪ ،‬تقطع تلك الشعرة الواصلة بني العقل والجنون"‪ .‬لك‬ ‫ّ‬ ‫أن تتخيل وجع البطل وهو يرتك زوجته املصابة بشظايا قذيفة‬ ‫تنزف عىل قارعة الطريق مع طفليها عىل كريس أصفر‪ ،‬ويذهب‬ ‫ليبحث عن مسعف أو سيّارة ليعود إىل ذات املكان فال يجد أحدا ً‪،‬‬ ‫الهلع الذي ينتابه يف هذه الثواين تكفيه ليمأل الكون رصاخاً‪،‬‬ ‫كل كرايس العامل‪.‬‬ ‫يركض وتركض معه ّ‬ ‫ٍ‬ ‫مآس ترصدها عني عامر األمري الذي يلهث وراء وطنٍ نغدو فيه‬ ‫طفل مي ّد رأسه من عربة أطفال‪ ،‬والعربة يف منحدرٍ‪،‬‬ ‫"وكأننا ٌ‬ ‫أفلتتها يد أ ّم قنصت للتو" يف مدينة باتت محكومة من "جيش‬ ‫يتدّرب عىل محاربة املنطق‪ ،‬يريدون إطالق الجنون من معتقله"‬ ‫لكن مث ّة أصوات ال ب ّد أن تصدح من بني جوقة األموات لتقول‪ :‬إ ّن‬ ‫الحزن صار كهالً هنا‪.‬‬

‫الحب واأللفة‪ ،‬كحالة تأسيسية‪،‬‬ ‫يجنح الكاتب إىل تأصيل عالقات ّ‬ ‫لبنية النص بالتوازي مع حالة املجتمع‪ ،‬كام يف قصة "أيب"‬ ‫كتأكيد عىل منط تلك الحياة الوادعة يف املدينة‪ ،‬رغم الظلم‬ ‫والتهميش الذي يعيشه سكانها‪ ،‬ثمجاءت الحرب وخ ّربتها من‬ ‫جهة تداول السلطة ملن هم عىل األرض‪.‬‬ ‫تعلو نربة سخريته أحياناً يف متون الرسد‪ ،‬لك ّنها سخري ٌة تكشط‬ ‫معها األمل املرتاكم يف األوردة‪ ،‬يريد أن يضحك‪ ،‬فيصري دمعه‬ ‫جمرا ً‪.‬‬ ‫فسخرية عامر األمري نابعة من فلسفة لها خصوصيتها هي‬ ‫رغم االمتالء الظاهر للنص باملرح والبشاشة أحياناً إالّ أنها تخفي‬ ‫خلفها أنهارا ً من الدمع‪ ،‬ناب ًعة من رفض الواقع امل ّر الذي يعيشه‪،‬‬ ‫وهي سالح الضعيف بال ّ‬ ‫السب أو‬ ‫شك يف وجه القاتل‪ ،‬بعيدا ً عن ّ‬ ‫الشتم‪ ،‬هي سخرية وليدة واقعجديد تعيشه املدينة‪ ،‬يسعى بذلك‬ ‫إىل دخول تفاصيل دقيقة من خالل التضاد واملفارقات كام يف‬ ‫يعري‬ ‫قصة "حياة ملك" والتي مزج فيها الفانتازيا بخيا ٍل ساخ ٍر‬ ‫ّ‬ ‫فيه بإسقاط ذيكّ ملكاً "أهبل"‬ ‫يحاول عامر األمري أن مياهي الحدود بني ما هو رسدّي مط ّول‬ ‫وما هو مكثّف‪ ،‬مبعنى أ ّن األمري يبني لغ ًة رسديّة سلسة بسيطة‬ ‫لك ّنها غنية‪ ،‬وتغدو عىل مساحة القصص قابلة للم ّد عىل بساط‬ ‫رواية‪ ،‬وهذا ما تضيق عن حمله القصة القصرية أحياناً‪.‬‬ ‫قصيص صاد ٌر من الداخل‪ ،‬من قلب‬ ‫جاسوسة املالئكة صوتٌ‬ ‫ّ‬ ‫ويتحسسه األمري بقلمه وروحه‪ ،‬وهيجدير ٌة‬ ‫لهيب الواقع‬ ‫ّ‬ ‫بالقراءة واالحتفاء‪.‬‬

‫الكوخ والمطرقة‬ ‫د‪ .‬مازن أكثم سليمان‬ ‫شاعر وناقد سوري‬

‫مطرقتي ضاعت‬ ‫والبيت مل يكتمل بعد‪.‬‬ ‫‪...‬‬ ‫أنظ ُر نحو األفقِ‬ ‫وأُمتتم‪:‬‬ ‫ اإلشارات الغامضة تُنسيني عميل!‬‫ٍ‬ ‫أدي ُر ظهري‪ ،‬وأميض بضمريٍ‬ ‫مشوش‪.‬‬ ‫‪...‬‬ ‫ما كان مرسحي املحروث باألخيلة‬ ‫األشباح‬ ‫اوج فيه‬ ‫ُ‬ ‫بات خاناً مهمالً تتز ُ‬ ‫‪/‬رسج فوق‬ ‫ٌ‬ ‫كف الظالم‪/‬‬

‫االبتساماتُ أزها ٌر مقفل ٌة برس ٍد ُمقفلٍ‬ ‫والدمع ُة برك ٌة صفراء غرقت فيها بركتان‪.‬‬ ‫‪...‬‬ ‫هاجس املأوى خنج ٌر ال يغفو إال يف القلب‪.‬‬ ‫‪...‬‬ ‫األالعيب‬ ‫كان البحثُ يضع قناع‬ ‫ِ‬ ‫يل أكرث فأكرث‬ ‫وكنت أضم األبعاد الهاربة إ ّ‬ ‫فتنزف جدران منزيل ‪-‬الذي ما ُ‬ ‫أزال‬ ‫بانتظاره‪ -‬نهر غربا ٍء‬ ‫يفيض يف صال ٍة تتوهم أنها فندقٌ فخ ٌم يف‬ ‫العاصمة‪.‬‬ ‫‪...‬‬ ‫طريق ٌة مجربة لتحطيم خطة الديكور‬ ‫مثل أن أغرب الشيطان عن مكائده‬ ‫كأن تطوي األريكة نفسها‪ ،‬وتزحف‬

‫أو أن تهبط النافذةُ‪ ،‬وتتمدد كصينية طعام‬ ‫اب‪.‬‬ ‫وال يأكل منها سوى الرس ُ‬ ‫‪...‬‬ ‫سنختلف كثريا ً‬ ‫وستباركنا العزل ُة‬ ‫آمث ٌة رمو ُز املؤلفني‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫مجهول ما من‬ ‫والتطهري فكاه ٌة مملة قذفها‬ ‫املدخنة‪.‬‬ ‫‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫قالت املمثل ُة الراقصة فوق مصطب ٍة تنزلق‪:‬‬ ‫ ال يشء هنا سوى دخان متعرج‬‫يرسم للفراغ حواجب ال تقبل التعديل‬ ‫هكذا؛ تغوص نظرايت يف عيونٍ‬ ‫تغوص نظراتُها يف عيوين‬ ‫وال تلتقي‪..‬‬

‫قال املمثل املنتفخ كحويصل ٍة يف رئتي‪:‬‬ ‫ ال تنتظر الخامتة يك تخون املكان‬‫النسل املتحجر احتكر املطارق والساعات‬ ‫ُ‬ ‫لن يصفق أح ٌد‬ ‫لن يحيي الفرقة أح ٌد‬ ‫ُ‬ ‫ستسدل الستار ُة‬ ‫ٍ‬ ‫بروفات مل‬ ‫وتُضاف الحبك ُة إىل قاموس‬ ‫تُعرض قط‪.‬‬ ‫‪...‬‬ ‫عدتُ إىل حيث‬ ‫مل أجد املطرقة كالعادة‬ ‫أدرتُ ظهري ُم ٍ‬ ‫نتش‬ ‫ثقاب مشتعلٍ‬ ‫رميتُ ‪-‬قبل أن أميش‪ -‬عود ٍ‬ ‫إىل الخلف‬ ‫عىل ما كان يُفرتض أنه كوخي‪.‬‬

‫ماكس إرنست‪..‬‬ ‫يضيع الرسام عندما يجد نفسه‬ ‫ماكس إرنست (‪ ،)1891-1967‬هو أحد أكرث فناين‬ ‫الحداثة تنو ًعا‪ .‬بعد بداياته كدادايئ متمرد يف كولن‪/‬‬ ‫أملانيا حيث ولد ونشأ‪ ،‬انتقل إىل باريس عام ‪،1922‬‬ ‫ورسعان ما أصبح أحد رواد الرسيالية‪ .‬تم فيها اعتقاله‬ ‫كأجنبي عدو خالل الحرب العاملية الثانية ولكن‬ ‫مرتني‬ ‫ّ‬ ‫تم إطالق رساحه بفضل تدخل الشاعر بول إيلوار‪.‬‬ ‫هرب إرنست إىل الواليات املتحدة عام ‪ ،1941‬حيث‬ ‫وجد محفزات جديدة لعمله باإلضافة إىل توفري دوافع‬ ‫جديدة لجيل الفنانني األمريكيني الشباب‪ .‬بعد ٍ‬ ‫عقد من‬ ‫الزمن‪ ،‬عاد إىل أوروبا التي دمرتها الحرب ويبدو أن‬ ‫ماكس إرنست الذي كان يحظى باحرتام كبري كان قد‬ ‫نُيس‪ ،‬ليُعاد اكتشافه كواحد من أكرث الفنانني تعددًا‬ ‫يف القرن العرشين‪.‬‬ ‫عام ‪ ،1958‬وبعد أن تخىل عن جنسيته األملانية أصبح‬ ‫ماكس إرنست يف النهاية مواط ًنا فرنس ًيا‪ .‬كان إرنست‬ ‫بالفعل أحد "فناين القرن" ‪ -‬ليس فقط بسبب الجودة‬ ‫العالية واملجموعة الواسعة ألعامله ولكن أيضً ا بسبب‬ ‫طول مسريته اإلبداعية التي استمرت حوايل ‪ 60‬عا ًما‪.‬‬ ‫نشط يف وقت االضطرابات الفنية واالجتامعية‬ ‫والسياسية والتقنية الهائلة‪ ،‬كان يعرف كيفية دمج‬ ‫هذه التغيريات يف أعامله‪ ،‬والتي تعكس بالتايل‬ ‫الخصائص الرئيسية للقرن العرشين‪ .‬استمتاعه‬ ‫بتجربة تقنيات مختلفة جعل منه رائدًا يف مجال‬ ‫التعبري بالوسائط املتعددة‪ .‬وبدون أي جهد ظاهر‪،‬‬ ‫جمع يف عمله املوضوعات واألساليب والتقنيات التي‬ ‫كانت مهمة لألجيال املتعاقبة‪.‬‬ ‫إن بحثه املتواصل عن أشكال جديدة من التعبري‬ ‫واألسئلة واملوضوعات هو رمز لإلنسان الحديث‪ .‬يبدو‬ ‫ماكس إرنست كفنان مل يرغب أبدًا يف أن يجد نفسه‪،‬‬ ‫حيث قال ذات مرة‪":‬يضيع الرسام عندما يجد نفسه"‪.‬‬ ‫أدى موقفه التجريبي تجاه صناعة الفن إىل اخرتاعه‬ ‫ـ ‪ - frottage‬وهي تقنية تستخدم فرك األشياء بالقلم‬ ‫الرصاص كمصدر للصور ‪ -‬وكذلك ‪ ،grattage‬وهي‬ ‫تقنية مامثلة يتم فيها كشط الطالء عرب قامش للكشف‬ ‫عن آثار األشياء املوضوعة تحتها‪.‬‬ ‫بفضل خربته الدادائية املبكرة‪ ،‬ومكانته الرئيسية‬ ‫بني الرسياليني‪ ،‬سافر ماكس إرنست بني العوامل‬ ‫والثقافات‪ ،‬وانتقل إىل باريس من كولونيا ومن‬ ‫نيويورك إىل فرنسا‪ .‬ويف وقت االضطرابات السياسية‪،‬‬ ‫حافظ عىل نظرته النقدية واإلبداعية‪.‬‬ ‫أدت مشاركة إرنست يف الحرب العاملية األوىل إىل آثار‬ ‫مدمرة عىل مستقبله الفني‪ ،‬وكتب عنها‪« :‬علينا نحن‬ ‫الشباب‪ ،‬وقد عدنا من الحرب كاملخدرين‪ ،‬أن نفرغ‬ ‫ما يف صدورنا من الغضب عن طريق تدمري أسس‬ ‫الحضارة التي أدت إِىل هذه الحرب»‪.‬‬ ‫انطلق إِرنست من املواد البسيطة ليحقق يف النهاية‬ ‫عامله األسطوري الخاص‪ ،‬وفنه الذي أوصله إِىل القمة‬ ‫يف تاريخ الفن املعارص‪.‬‬

Auf Deutsch 2021 ‫ شباط‬- 58 ‫ العدد‬- ‫السنة الخامسة‬

18

HIAM

IHRE BEMERKENSWERTE ENTWICKLUNG Hiam‘s „Geschichte“ soll damit beginnen, dass sie und ihre damals noch 3 Kinder (heute 11, 10 und 8) im Rahmen des Familiennachzuges 2016 zu ihrem Mann, der als Ingenieur arbeitet, nach Reutlingen kamen. Sie fanden schnell eine gemeinsame Wohnung, was ihnen das Einleben erleichterte. Geboren wurde Hiam 1987 in Syrien, 2017 kam dann noch ihre jüngste Tochter in Reutlingen zur Welt.

Sabine Martin

Hiam ist ein sehr offener, vielseitig interessierter und motivierter Mensch.

Offen für Neues – was natürlich auch die deutsche Sprache betrifft. Angekommen ohne Deutschkenntnisse, war ihr gleich von Anfang an klar, dass sie dies schnell ändern wollte. Durch den Besuch von Deutschkursen gelang es ihr, in kurzer Zeit deutsch zu lernen. Hinzu kam noch, dass ihr jüngster Sohn durch den Besuch des Kindergartens ebenfalls schnell der deutschen Sprache mächtig wurde und Hiam dadurch auch zuhause deutsch sprechen konnte. Zwischenzeitlich wurde wie bereits erwähnt noch die jüngste Tochter geboren, die schnell einen Platz in der Kinderkrippe fand und Hiam dadurch weiterhin genügend Zeit fand, um sich in Reutlingen „einzuleben“ und vor allem auch im BEGIZ (Begegnungsund Integrationszentrum Reutlingen) einzubringen. Dort findet man drei Organisationen unter einem Dach. Außer der städtischen Begegnungsstätte der Stabsstelle Bürgerengagement und des Sozialdienstes, hat hier auch das Integrationszentrum Reutlingen eine neue Bleibe gefunden. Ziel dieser Begegnungsstätte ist es, Angebote für Geflüchtete in Zusammenarbeit mit Ehrenamtlichen und Initiativen zu entwickeln. In den Räumen können Projekte, Fortbildungen, Sprachkurse und gemeinsame Aktionen stattfinden.

Eine der Ansprechpartnerinnen dort ist Eva Laufer, zu der Hiam schnell eine gute, vertrauensvolle Beziehung aufgebaut hat.

Eva hat selbst einen Migrationshintergrund, sie stammt ursprünglich aus Russland.

Hiam war beeindruckt davon, dass es auch ohne perfekte Deutschkenntnisse möglich

Dankbar für die Hilfe und Unterstützung, die ihr und ihrer Familie gewährt wurde, ist es ihr ein großes Anliegen, diese auch an andere Familien weiterzugeben. Durch ihre offene und aufgeschlossene Art fällt ihr das sehr leicht. Es gelingt Hiam, Brücken zwischen Eva und anderen, oftmals gerade erst neu angekommenen Flüchtlingsfamilien zu bauen. Es ist natürlich sehr hilfreich, eine Vermittlerin über Sprachbarrieren hinweg zu haben. Eventuell vorhandene Hemmschwellen können auch durch sie überwunden werden. Durch das Einbringen ihrer Fähigkeiten, ergänzt durch ihre neu gemachten Erfahrungen, zeigt Hiam auf, was alles möglich ist – außerhalb eines Lebens als Hausfrau und Mutter.

ist, im Berufsleben Fuß zu fassen und erfolgreich zu sein. Dieses Wissen nahm ihr auch die Hemmungen, deutsch mit Eva zu sprechen, da beide Seiten über eventuelle „Sprachschwierigkeiten“ hinwegsehen.

Den Kontakt zu Eva hat Sofie Jamous von Samo.fa (Stärkung der Aktiven aus Migrantenorganisationen in der Flüchtlingsarbeit) in Reutlingen hergestellt.

Sofie hat Hiam vor 3 Jahren kennengelernt, als sie ihren 3 Kindern Deutsch- und Arabisch-Unterricht erteilt hat. Aus gemeinsamen Gesprächen erfuhr sie, dass Hiam sehr gerne und gut kocht. Da sie gewillt war, sich mit diesen Fähigkeiten in einer ehrenamtlichen Tätigkeit einzubringen, war es für Sofie naheliegend, sie an Eva zu verweisen. Nur bei der ersten Kontaktaufnahme wurde sie von ihrem Mann begleitet, danach hat sie alle weiteren Termine eigenständig wahrgenommen – auch bereits Ausdruck eines neu gewonnenen Selbstbewusstseins. Im Kinderferienprogramm der Stadt Reutlingen hat Hiam dann einen Kochkurs angeboten, mit dessen Organisation sie ganz alleine betraut war. Sie rief 3 Kochgruppen ins Leben, kümmerte sich um die Einladung der Kinder und die Beschaffung der Lebensmittel.

So entstanden 2 Mädchen-Gruppen und 1 Jungen-Gruppe, die mit viel Freude und Engagement beim Kochen internationaler Gerichte dabei waren. Selbstverständlich durften dann auch solche „Klassiker“ wie Pizza und Burger auf dem Speiseplan nicht fehlen. Beim Zubereiten der Gerichte wurde viel geredet und erklärt, natürlich kam aber auch der Spaß dabei nicht zu kurz.

Auch ich durfte Hiam kennenlernen – wenn auch nur über „Zoom“. Von September bis Dezember letzten Jahres habe ich online einen MiA („Migrantinnen einfach stark im Alltag“)-Kurs angeboten, an dem auch Hiam teilgenommen hat.

Teilziele des Kurses sind, dass die Teilnehmerinnen ermutigt werden, im Rahmen ihrer Möglichkeiten in deutscher Sprache zu kommunizieren und dadurch einen Zuwachs ihrer Sprachkenntnisse erlangen. Des Weiteren sollen sie Möglichkeiten kennenlernen, sich Kontakte im sozialen Umfeld zu erschließen.

Zudem sollen sie – wenn sie es nicht schon längst sind – ermutigt und motiviert werden, sich weiterzuentwickeln und weiterzubilden. In den Kursen finden die Teilnehmerinnen Unterstützung für ihre berufliche und soziale Integration. In diesen niederschwelligen Angeboten können sie ihre Zukunftsperspektiven in ihrer neuen Heimat auf ihre Realisierbarkeit überprüfen und für sich Ziele finden, die mit Unterstützung durch Sozialberaterinnen und Kursleiterin – wie im Fall von Hiam durch Eva und Sofie – umgesetzt werden.

Sie hat fürs Erste ihren Platz als Kursleiterin für Kinder-Kochgruppen und als Mittlerin zwischen Eva und Flüchtlingsfamilien gefunden.

19

Auf Deutsch 2021 ‫ شباط‬- 58 ‫ العدد‬- ‫السنة الخامسة‬

Drogen in der Diaspora - Ein weiterer Verlust.

Najat Abdel Samad Ärztin und Romanautorin aus Syrien Übersetzung: Serra Al-Deen, Netzwerk, Mahara-Kollektiv, aldeen@mahara-kollektiv.de

Der Drogenmissbrauch zählt zu den größten Problemen der europäischen Migrationsgesellschaft. Das Problem betrifft nicht nur Drogenkranke selbst, sondern in gleichem Maße auch Gesellschaft und Familie.

In den Bann des Rauschgifts geraten vor allem junge Leute, das Problem trifft somit das Herz der Gesellschaft, ihren Puls, ihre Zukunft.

Jugendliche variieren in ihrer Anpassungsfähigkeit, genauso variieren persönliche Herausforderung, vor die das Umfeld und die Umstände sie jeweils stellen.

Einige geraten auf die schiefe Bahn und gefährden ihre Zukunft. Sie lehnen die neue Gesellschaft ab oder sie werden abgelehnt, und es wird dunkel um sie, der Weg raus aus der Misere scheint zunehmend schwerer zu meistern.

Rauschgifte aller Art sind in Europa sichtlich verfügbar. In Deutschland gilt Berlin als das "Kifferzentrum". Das Rauchen von Marihuana wird hier von manchen zum Lebensstil

Du hast im Zeitraum 2018 bis 2020 deine duale Berufsausbildung mit Bestleistungen abgeschlossen?

Du hast einen Migrationshintergrund?

Du möchtest dazu beitragen, dass die tollen Leistungen von Absolventen*innen mit einem Migrationshintergrund in der Öffentlichkeit sichtbarer werden?

Perfekt!

Dann bewirb dich schnellstmöglich, spätestens bis zum 20.02.2021 per E-Mail an preis@bwk-berlin.de!

erhoben, ganz abgesehen von denen, die stolz das Konsumieren härterer Drogen verfechten.

Aber auch in Syrien und in den Nachbarländern mit nennenswerter syrischer Diaspora sind all diese Substanzen heute zugänglich. Es ist, als wären sie im Zuge der Verwüstung, des Krieges und der Katastrophe mit eingezogen.

Süchtig wird man nicht über Nacht. Ein zwischenzeitiger Belohnungseffekt setzt meist den Startschuss. Mit dem regelmäßigen Konsum beginnt das Abgleiten in Richtung Abgrund. Drogenabhängigkeit geht oft mit Alkoholismus und Gewalttätigkeit einher, also mit einer Reihe persönlicher Katastrophen: Der Verlust des klaren Geistes, des Einkommens, der Gesundheit, der Arbeitsstelle, sowie der Verlust von Freundschaften und Wohnung.

Die Sucht zu überwinden ist möglich, jedoch bedarf die Heilung zunächst dem Eingeständnis der eigenen Krankheit. Auch erforderlich ist die Kooperation mit fachlichen Anlaufstellen, die umsonst und anonym

Aufklärungs- und Unterstützungsarbeit leisten, sowohl für Süchtige, als auch für Suchtgefährdete. Nicht zuletzt ist das Umfeld des Betroffenen entscheidend für die erfolgreiche Bewältigung dieser sensiblen Lebensspanne für Jugendliche mit Migrationshintergrund: Familie und Bildungssystem. Sie könne unterstützen, Jugendliche in ein Studium oder eine Ausbildung einzubetten und dadurch zu stabilisieren. Es liegt in der Verantwortung der Regierungen, den Drogenhandel und Drogendealer strafrechtlich zu verfolgen und angemessene Strafen zu verhängen.

Abschließend müssen wir uns in Erinnerung rufen, dass Drogenkranke in einem Zustand des ständigen Leugnens ihrer Sucht verharren. Das bedeutet, dass wir unserer Rolle und Verantwortung als Familie und Freunde bewusst sein müssen. Wir, als Teil einer Gemeinschaft die Gefahr läuft manche einen ihrer besten Leute an die Drogen zu verlieren.

Unter der Schirmherrschaft der Beauftragten der Bundesregierung für Migration, Flüchtlinge und Integration, Staatsministerin Annette WidmannMauz, werden am 24.03.2021 die drei besten Ausbildungsabsolvent*innen mit Migrationshintergrund gekürt. Der bundesweite Wettbewerb wird durchgeführt vom BildungsWerk in Kreuzberg (BWK), der KAUSA-Servicestelle Berlin sowie dem Verband der Migrantenwirtschaft e.V. (VMW). Die Preisverleihung findet als Online-Veranstaltung statt am 24.03.2021 in Berlin und es werden die bundesweit besten Absolvent*innen einer dualen Ausbildung mit Migrationshintergrund ausgezeichnet.

Der 1. Platz ist dotiert mit 5000€, der 2. Platz mit 3000€ und der 3. mit 2000€! Die Integrationsbeauftragte ist die Fördermittelgeberin des Projektes.

Warum Wird Dieser Preis Verliehen?

Nach wie vor haben es Menschen mit einem Migrationshintergrund schwerer auf dem Ausbildungsmarkt positiv wahrgenommen zu werden als andere Bewerber*innen. Das soll sich ändern! Um ein Zeichen dagegen zu setzen, sollen die herausragenden Leistungen von Absolventen*innen einer dualen Ausbildung mit einem Migrationshintergrund besonders gewürdigt werden. Diskriminierung soll keinen Platz mehr haben in unserer Gesellschaft. Durch die Auszeichnung der Besten mit einem Migrationshintergrund können die besonderen Leistungen gebührend geehrt werden. Der Preis wurde ins Leben gerufen unter Schirmherrschaft der Bundesbeauftragten für Migration, Flüchtlinge und Integration, Staatsministerin Annette Widmann-Mauz.

Eine Fachjury aus Expert*innen verschiedener Sektoren der Berufsausbildung wird alle Bewerbungen sichten und aus ihnen die drei besten Bewerber*innen auswählen. Zur Jury gehören Vertreter*innen vom Deutschen Gewerkschaftsbund, dem Deutschen Industrie- und Handelskammertag e. V., Zentralverband des Deutschen Handwerks,

Bundesverband mittelständische Wirtschaft, Unternehmerverband Deutschlands e.V., VMW, BWK und Bundeskanzleramt. Du wirst in jedem Falle von uns benachrichtigt.

Was Erwartet Dich Als Preisträger*In? Preisgeld Du erhältst im Falle einer Platzierung ein Preisgeld in Höhe von bis zu 5000 € Ehrung: Du wirst gemeinsam mit der Bundesbeauftragten für Migration, Flüchtlinge und Integration auf der Bühne stehen und den Preis im Rahmen einer Online-Veranstaltung in Berlin entgegennehmen. Der Festakt wird live gestreamt werden, es werden Persönlichkeiten aus der Politik, Wirtschaft und des öffentlichen Lebens zu sehen sein bzw. online zugeschaltet. Öffentlichkeit: Die Presse wird über die Verleihung berichten und Du wirst Gelegenheit haben, Dich und deine Erfahrungen zu präsentieren.

Zögere Nicht, Sondern Bewirb Dich Jetzt!

Bewirb Dich bis spätestens 20.02.2021 mit deinem Abschlusszeugnis, einem tabellarischen Lebenslauf und einer kurzen Vorstellung von Dir (ggf. mit Angaben zum

familiären Hintergrund, sozialen Engagements sowie dem Namen sowie den Kontaktdaten deines ehemaligen Ausbildungsbetriebes o.ä., max. eine DIN A4-Seite) per E-Mail an preis@ bwk-berlin.de!

Bei Fragen melde dich gerne bei Frau Hannah Fusban unter: fusban@bwk-berlin.de +49 (0) 152 58488474 Weitere Informationen findest Du unter: vielfalt-in-der-ausbildung.de Wir wollen migrantische Perspektiven und Leistungen in die Öffentlichkeit bringen und freuen uns auf Deine Bewerbung!

Gefördert durch:

In Kooperation mit:

‫‪10‬‬

‫‪gB‬‬

‫‪ 24‬ساعة‬

‫‪DATA‬‬‫‪TICKET‬‬ ‫‪24H‬‬

‫‪10 GB ü‬‬

‫‪ 24 ü‬ساعة‬ ‫‪ü‬‬ ‫*‪€‬‬

‫تص َّفح وشاهد مقاطع الفيديو‬ ‫األوروبي‬ ‫في ألمانيا واالتحاد‬ ‫ّ‬

‫‪4‬‬

‫‪99‬‬

‫‪ 24/‬ساعة‬

‫‪DATA-TICKET:‬‬

‫يو ٌم بسعر اقتصادي!‬

‫األوروبي‬ ‫تص َّفح وشاهد مقاطع الفيديو في ألمانيا واالتحاد‬ ‫ّ‬

‫الشحن‬

‫نحن نتكلم لغتك‬

‫‪Ortel.‬‬

‫‪Ortel Mobile GmbH, E-Plus-Straße 1, 40472 Düsseldorf‬‬ ‫‪ *Data-Ticket - )4,99€‬كل ‪ 24‬ساعة تشغيل)‪ :‬حتى حجم البيانات ‪ 10‬جيجا بايت بسرعات تصل إلى ‪ 21.6‬ميجابت‪/‬ثانية (تنزيل) و ‪ 8.6‬ميجابت‪/‬ثانية (رفع)‪ .‬السرعات المحددة هي أقصى سرعة ممكنة فنيًا‪ .‬وقد يحيد متوسط السرعة الذي يتم الوصول إليه في الواقع عن ذلك‪ .‬يتم ذلك في خطوات حجم كل منها ‪ 100‬كيلوبايت‪ .‬ال تتم زيادة المدة تلقائيًا‪ .‬بعد‬ ‫استهالك كمية البيانات المضمنة‪ ،‬يتم استخدام حجم البيانات الخاصة بالباقة األخرى المحجوزة‪ .‬طالما لم يتم حجز باقات أخرى‪ ،‬يتم تنشيط حماية المصروفات تلقائيًا وحجب استخدام البيانات لبقية مدة التشغيل‪ .‬بعد انقضاء فترة ‪ 24‬ساعة أو في حالة تعطيل حماية المصروفات أثناء فترة التشغيل‪ ،‬يكون من الممكن إعادة استخدام البيانات وتسري الشروط االعتيادية‬ ‫للتعريفة األساسية‪ .‬إصدار شركة ‪ Telecom Handel‬األفضل من بين ‪ 4‬إصدارات‬

‫‪14.09.20 10:35‬‬

‫‪2020_06_04-Abwab_data-ticket_255x350.indd 1‬‬