المساﻊمﻌن : أﻣﻞ ﻓﺎرس ،أوس ﺣﻮﻳﺠﺔ ،ﺑﺎرﺑﺎرا ﻣﺎﻳﻨﻜﻪ ،ﺟﺒﺎر ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ،ﺟﻤﻴﻞ ﺟﺮﻋﺘﲇ ،ﺣﻜﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﻬﺎدي ،ﺣﻴﺪر ﻗﺎﺳﻢ ،ﺧﻮﻟﺔ دﻧﻴﺎ ،راﻣﻲ اﻟﻌﺎﺷﻖ ،رﺷﺎد اﻟﻬﻨﺪي، روز اﻟﻴﻮﺳﻒ ،رﻳﺘﺎ ﺑﺎرﻳﺶ ،رﻳﻨﻴﻪ ﻓﻴﻠﺪاﻧﻐﻞ ،ﺳﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎﺷﻖ ،ﴎى ﻋﻠﻮش ،ﺳﻌﺎد ﻋﺒﺎس ،ﺳﻌﺪ ﻣﺤﻔﻮظ، ﺳﻼف ﻋﻠﻮش ﺷريﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ،ﺿﺎﻫﺮ ﻋﻴﻄﺔ، ﻋﺒﺪاﻟﺮزاق ﺷﺒﻠﻮط ،ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم إﻓﺮوان ،ﻋﺰام أﻣني، ﻓﺎدي ﺟﻮﻣﺮ ،ﻓﺮاس اﻟﺸﺎﻃﺮ ،ﻛﺎﺗﺮﻳﻨﺎ ﻛﻮل ،ﻛﺮﻳﺴﺘني ﻫﺎك ،ﻟﻴﻨﺔ ﻋﻄﻔﺔ ،ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺪارﻧﺔ ،ﻣﺤﻤﺪ ﺷﺤﺮور، ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺳﻠﻄﺎن ،ﻧﺒﻴﻞ ﺷﻮﻓﺎن ،ﻫﺎين ﺣﺮب ،ﻫﺎين ﻋﺒﺎس ،ﻫﻮﻧﻎ ﻣني ﻛﺮميﺮ ،ﻫﻴﻔني متﻮ ،وﻻء ﺧﺮﻣﻨﺪه .
ﺑﻌﺪ أﻳــﺎمٍ ﺗﺒﺪأ اﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ ﻓﺮ ٍح أﺧﺮى ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ،ﻛﺮﻧﻔﺎل ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﻄﺎرد اﻷﳌﺎن أﺷﺒﺎح اﻟــﱪد واﻟﻜﺂﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺠﻠﺒﻬﺎ اﻟﺸﺘﺎء ،ﻓﺮح ﺑﻼد ٍﺗﻔﻮﻗﺖ ﰲ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻛﺬﺑﺔ اﻟﻌﺮق واﻟﺤﺪود واﻟﺘﻤﻠﻚ ،وﻣﻨﺤﺖ ﺟِﻮا ًرا ﺣﺴ ًﻨﺎ ﳌﻦ وﺻﻠﻬﺎ ،ﻫﺎرﺑًﺎ ﻣﻦ ٍ ﻣﻮت أو ﻓﻘ ٍﺮ أو اﻣﺘﻬﺎن ﻛﺮاﻣﺔ ،ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺷﻌﺐ ﺟﻨﺴﻴﺘﻪ ،دﻳﻨﻪ أو ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ .ﻓﺮح ٍ ﺣﻲ ،ﻳﻌﺮف أن ﻗﻮام اﻟﺤﻴﺎة ﻫﻮ اﳌﺤﺒﺔ، ّ اﻟﺤﺮﻳﺔ ،اﻻﺣﱰام ،واﻷﺧﻼق وﻋﲆ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﺑﻨﻴﺖ ﻗﻮاﻧني اﻟﺒﻠﺪ. ﻟﻸﺳﻒ ﺑــﺪأ اﻷﳌــﺎن ﻋﺎﻣﻬﻢ ﺑﺼﺪﻣ ٍﺔ مل اﻟﺸﺨﴢ ﻳﺘﻮﻗﻌﻬﺎ أﺣــﺪ،مل ﺗﻄﻞ اﻷﻣــﺎن ّ ﻟﻠﻤﻌﺘﺪى ﻋﻠﻴﻬ ّﻦ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻃﺎﻟﺖ أﻳﻀً ﺎ اﻟﺜﻘﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﺎدﻫﺎ اﻟﻨﺎس واﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻗﻮام ﺣﺮﻳﺘﻬﻢ ،ﺑﺠﺮمي ٍﺔ رمبﺎ ارﺗﻜﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﺘﺤﺖ ﻟﻬﻢ أﳌﺎﻧﻴﺎ اﻷﺑﻮاب واﻟﻘﻠﻮب. ﻣﺘﻬام ﻣﻨﺬ اﻟﻠﺤﻈﺔ وﺟﺪ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻧﻔﺴﻪ ً اﻷوﱃ ،ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻗﺪميًﺎ أو واﻓﺪًا ﺟﺪﻳ ًﺪا ً، وﺗﻮاﻟﺖ ردود اﻷﻓﻌﺎل ﻣﺎ ﺑني اﻹﻧﻜﺎر واﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻌﺎر واﻟﺘﻨﺼﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﺮميﺔ و ﺗﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ،وﺑني ﻛﻴﻞ اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت ﻷﺻﺤﺎب ﺟﻨﺴﻴﺎت ﻣﻐﺎﻳﺮة ،وﺑني –وﻫﺬا اﻷﺳﻮأ- ﺗﱪﻳﺮ ﻫﻜﺬا ﺟﺮميﺔ. اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫﻨﺎ ذاك اﻟﴩق ﻟﻴﺲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﱡ أوﺳــﻄــﻲ ،واﻟــﺸــامل إﻓﺮﻳﻘﻲ ،واﻟــﴩق أورويب ،واﻷﺳﻤﺮ واﻷﺳﻮد ،وﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ اﳌﺴﻠﻢ أو اﻟﻴﻬﻮدي أو اﻟﺒﻮذي أو اﳌﻠﺤﺪ، اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻓﻌﻼً ﻫﻮ اﳌﺠﺮم اﻟﺬي ﺗﺠﺮد ﻋﻦ اﻷﺧﻼق ،ﻣﻨﺘﻬﻜًﺎ أﺑﺴﻂ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘ ّﺮﻫﺎ ﻗﻮاﻧني ﻛﻞ دول اﻟﻌﺎمل ،ﻓﺎﻋﺘﺪى ﻋﲆ إﻧﺴﺎنٍ آﺧﺮ ﺳﻮاء ﺑﴪﻗﺔ ،ﺗﺤﺮش ،ﺑﺬاءة ،ﻛﺬب ،...ﻣﺘﺠﺎﻫﻼً أن ﻣﺎ ﻣﻦ ﺟﻨﺴﻴ ٍﺔ أو دﻳﻦٍ أو ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﰲ اﻷرض ﺗﺒﻴﺢ ذﻟﻚ. ﻣﺎ ﻧﻘﻮﻟﻪ ﻫﻨﺎ أﻧﻚ ﻻ ﺗﺤﺘﺎج إﱃ ﺻﻚ ﺑﺮاءة، وﻻ ﻟﺮﻣﻲ اﻟﺘﻬﻤﺔ ﻋﻦ ﻛﺘﻔﻴﻚ إﱃ أﻛﺘﺎف ُﺠﻞ إﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻚ، آﺧﺮﻳﻦ ،ﺗﺤﺘﺎج ﻓﻘﻂ ﻷن ﺗ ﱠ وأن ﺗﺘﻌ ّﺮ َف ﻋﲆ ذاﺗﻚ اﻟﺘﻲ وأَدَﺗﻬﺎ ﻟﻘﺮون إرادة آﺧﺮﻳﻦ ،ﻛﺒّﻠﻮﻫﺎ ﺑﺨﺮاﻓﺎت اﻟﻘﻮﻣﻴﺎت واﻟﻌﻘﺎﺋﺪ واﳌﺆاﻣﺮات .ﺗﺤﺘﺎج ﻷن ﺗﺘﻌﻠﻢ اﻷﺑﻮاب ﻟﻠﺤﻴﺎة أﺷﻜﺎﻻً أﺧﺮى ،ﻋﻠ َّﻚ ﺗﻌﱪ َ ﺑﺮﴇ اﳌ ّ ﴩﻋﺔَ ،وﺗﻨﻈﺮ ﻟﻸﻋﲆ ﺣﻴﺚ إﻟﻬﻚ ً وﺳﻼم.
لماذا ﺦرت ﻗجﺆاً
ﺾﻐﺷ تﺎﺳاﻄﻀ ألماﻇﻐا ﻄع الﺼاﺦرﻏﻆ
رئﻐﺟ الﺎﺗرﻏر
راﻄﻎ الﺳاﺣﺺ alasheq@abwab.de
2
باب العالم
يناير -فبراير • Januar - Feb 2016
فاو :نصف الشعب السوري
جوعى!
اغتيال الصحفي السوري ناجي الجرف في تركيا
اﻏﺘﻴﻞ اﻟﺼﺤﻔﻲ اﻟﺴﻮري ﻧﺎﺟﻲ اﻟﺠﺮف ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺎزي ﻋﻴﻨﺘﺎب اﻟﱰﻛﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﻳﻮم واﺣﺪ ﻣﻦ ﺳﻔﺮه إﱃ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﻄﻠﻖ ﻧﺎري ﻣﺒﺎﴍ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﺴﺪس ﻣﺰود ﺑﻜﺎﺗﻢ ﺻﻮت ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺠﻬﻮﻟني ،وﻗﺎﻣﺖ اﻟﴩﻃﺔ أﻋﻠﻨﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ »ﻓﺎو« اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ،أن »ﻧﺼﻒ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮري ﺟﻮﻋﻰ« ،ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﻌﺪام اﻷﻣﻦ اﻟﻐﺬايئ ﻟﻌﺎم 2015ﻋﺎﳌﻴًﺎ، وﻳﺮﺟﻊ ارﺗﻔﺎع ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺠﻮﻋﻰ ﰲ ﺳﻮرﻳﺎ إﱃ اﻟﻈﺮوف اﻷﻣﻨﻴﺔ ،واﻟﴫاﻋﺎت واﻟﺤﺮوب اﻟﺪاﺋﺮة. وﺗﺤﻮﻟﺖ اﳌﻌﻮﻧﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺳﻮرﻳﺎ إﱃ ﺳﻠﻊ ﺑﺎﻫﻈﺔ اﻟﺜﻤﻦ ﺑﻴﺪ ﺗﺠﺎر ﻳﺴﺘﻐﻠﻮن ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻨﺎس ﻻﺳﻴام اﳌﺤﺎﴏﻳﻦ ﻫﻨﺎك ،ﰲ وﻗﺖ اﻧﺘﴩت ﰲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ دﻣﺸﻖ وﺣﻤﺺ وﻏريﻫﺎ »ﺑﺴﻄﺎت« ﻋﲆ اﻷرﺻﻔﺔ ﻟﺒﻴﻊ »اﻟﺴﻠﻞ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ« اﻷﻣﻤﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﻣﻦ اﳌﻔﱰض أن ﺗﺼﻞ ﻟﻠﻤﺘﴬرﻳﻦ ﻣﺠﺎﻧًﺎ. ﺑـ 500أﻟﻒ ﻟرية ﺳﻮرﻳﺔ ﺛﻼث ﻗــﺎرورات زﻳﺖ ﻧﺒﺎيت ،وﺛﻼث رﺑﻄﺎت ﻣﻦ اﻟﺨﺒﺰ ،وﺑﻀﻊ ﻇﺮوف ﻣﻦ اﻟﻌﺼري اﳌﺠﻔﻒ ،ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺮ واﻟﻘﻬﻮة، ﻋﻠﺒﺘﻲ ﺳﺠﺎﺋﺮ ،ﺑﻌﺾ اﳌﻌﻠﺒﺎت ،ﻋﺪة ﻗﻄﻊ ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻮى واﻟﺒﺴﻜﻮﻳﺖ ،ﻣﻮاد ﻟﻠﺒﻴﻊ ﰲ ﻣﺘﺠﺮ ﺑﺒﻠﺪة ﻣﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎﴏﻫﺎ ﻗﻮات اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري ﰲ رﻳﻒ دﻣﺸﻖ. واﻟﺤﺎل ﰲ ﻣﻀﺎﻳﺎ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﲆ دﻳﺮ اﻟﺰور ﴍق ﺳﻮرﻳﺎو ﻗني واﻟﺰﺑﺪاين وﴎﻏﺎﻳﺎ ﰲ رﻳﻒ دﻣﺸﻖ اﻟﻐﺮيب ،وﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺑﻠﺪات اﻟﻐﻮﻃﺔ اﻟﴩﻗﻴﺔ اﳌﺤﺎﴏة ﰲ رﻳﻒ دﻣﺸﻖ ،وﻗﺪ أﻋﻠﻦ ﻣﻨﺴﻖ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﰲ ﺳﻮرﻳﺎ ،ﻳﻌﻘﻮب اﻟﺤﻠﻮ ،أن ﻫﻨﺎك »ﻣﺠﺎﻋﺔ« ﰲ ﺑﻠﺪة ﻣﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺎﴏﻫﺎ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري ﺑﺮﻳﻒ دﻣﺸﻖ ،وﻧﻘﻠﺖ وﻛﺎﻟﺔ )روﻳﱰز(،
ﻋﻦ اﻟﺤﻠﻮ ﻗﻮﻟﻪ» ،رأﻳﻨﺎ ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ ﰲ ﻣﻀﺎﻳﺎ أﻃﻔﺎﻻً ﻳﻌﺎﻧﻮن ﺳﻮء اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﺤﺎد ،أﻧﺎ ﻣﺘﺄﻛﺪ أن ﻫﻨﺎك أﺷﺨﺎﺻﺎ أﻛﱪ ﺳ ًﻨﺎ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﺳﻮء اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ أﻳﻀً ﺎ«. ً وﺗﻮﺟﻬﺖ ﺷﺎﺣﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﺼﻠﻴﺐ اﻷﺣﻤﺮ اﻟﺪوﱄ واﻟﻬﻼل اﻷﺣﻤﺮ اﻟﺴﻮري وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻐﺬاء اﻟﻌﺎﳌﻲ إﱃ ﺑﻠﺪات ﻣﻀﺎﻳﺎ ﺑﺮﻳﻒ دﻣﺸﻖ ،وﻛﻔﺮﻳﺎ واﻟﻔﻮﻋﺔ اﳌﺤﺎﴏﺗني ﻣﻦ ﻗﺒﻞ »ﺟﻴﺶ اﻟﻔﺘﺢ« اﳌﻌﺎرض ﺑﺮﻳﻒ إدﻟﺐ .واﻋﺘﱪ اﻷﻣني اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة أن »اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﺠﻮﻳﻊ ﺳﻼ ًﺣﺎ ﺣﺮﺑ ًﻴﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﺟﺮميﺔ ﺣﺮب« ﰲ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻋﲆ اﻟﺤﺼﺎر اﳌﻔﺮوض ﻋﲆ ﺑﻠﺪة »ﻣﻀﺎﻳﺎ« وﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻮرﻳﺔ أﺧﺮى ،ﰲ ﺣني ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ،إﻧﻪ »ﻣﻦ ﻏري اﳌﻘﺒﻮل أن ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﻘﺪر ﺑﻨﺤﻮ 400أﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﺗﺤﺖ اﻟﺤﺼﺎر ﰲ ﺳﻮرﻳﺎ«. وأﻋﻠﻨﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ »ﻳﻮﻧﻴﺴﻒ« ،وﺟــﻮد ﻋﴩات اﻟﺤﺎﻻت ﻣﻦ ﺳﻮء اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﺤﺎد واﳌﺘﻮﺳﻂ ﺑني أﻃﻔﺎل ﻣﻀﺎﻳﺎ ،ﻣﺆﻛﺪ ًة أﻧﻬﺎ اﻟﺘﻘﺖ ﰲ اﻟﺒﻠﺪة أﻧﺎﺳﺎ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺘﻌﺐ واﻟﻀﻌﻒ وأﻃﺒﺎء اﳌﺤﺎﴏةً ، »ﻣﺴﺘﻨﺰﻓني ﻋﺎﻃﻔ ًﻴﺎ وذﻫﻨ ًﻴﺎ« ،ﻛام دﻋﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻃﺮاف إﱃ رﻓﻊ اﻟﺤﺼﺎر ﻋﻦ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﰲ ﺳﻮرﻳﺎ.وﻗﺎﻟﺖ »ﻫﻨﺎء ﺳﻨﺠﺮ« ﻣﻤﺜﻠﺔ اﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻒ ﰲ ﺳﻮرﻳﺎ » :إﻧﻪ ﻣﻦ ﻏري اﳌﻤﻜﻦ ﻗﺒﻮل ﺣﺪوث ﻛﻞ ﻫﺬا ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩﻳﻦ«.
اﻟﱰﻛﻴﺔ ﺑﻨﻘﻞ اﻟﺠﺮف إﱃ اﳌﺸﻔﻰ ،ﺣﻴﺚ ﻓﺎرق اﻟﺤﻴﺎة وﻫﻮ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻪ إﱃ ﻫﻨﺎك. ﻧﺎﺟﻲ اﻟﺠﺮف ،أﺣﺪ أﺑﻨﺎء ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ،وﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ مثﺎﻧﻴﺔ وﺛﻼﺛني ﻋﺎ ًﻣﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺘﺰوج وﻟﺪﻳﻪ
ﻃﻔﻠﺘﺎن ،ﻛﺎن ﻟﻪ ﺟﻬﻮد إﻋﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎرزة ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺎت اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻮرﻳﺔ ،وأﺳﻬﻢ ﺑﺘﺪرﻳﺐ ﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺷﻄني اﻹﻋﻼﻣﻴني ،وﻣﻦ آﺧﺮ أﻋامل »اﻟﺠﺮف«، إﻋﺪاد وإﺧﺮاج ﻓﻴﻠﻢ ﺑﻌﻨﻮان »داﻋﺶ ﰲ ﺣﻠﺐ«، ﻋﺮﺿﺘﻪ ﻗﻨﺎة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺆﺧ ًﺮا ،ﻗﺎم ﺧﻼﻟﻪ ﺑﺘﻮﺛﻴﻖ اﻧﺘﻬﺎﻛﺎت »داﻋـــﺶ« ،ﻣﻨﺬ دﺧﻮﻟﻪ إﱃ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﺐ ،ﺣﺘﻰ ﺧﺮوﺟﻪ ﻣﻨﻬﺎ ،وﺗﻨﺎول اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺣﻮادث اﻋﺘﻘﺎل واﺧﺘﻄﺎف اﻟﻨﺸﻄﺎء اﻹﻋﻼﻣﻴني واﻟﺴﻠﻤﻴني، واﳌﺠﺎزر اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﰲ اﳌﺪﻳﻨﺔ. ﺑﻌﺪ أﺳﺒﻮﻋني ﻣﻦ اﻟﺤﺎدﺛﺔ أﻋﻠﻨﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﱰﻛﻴﺔ ،إﻟﻘﺎء اﻟﻘﺒﺾ ﻋﲆ ﻗﺘﻠﺔ اﻟﺼﺤﻔﻲ اﻟﺴﻮري »ﻧﺎﺟﻲ اﻟﺠﺮف« ،ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺎزي ﻋﻨﺘﺎب ،وﻧﴩت ﰲ ﺑﻴﺎن ﻟﻬﺎ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻟﻘﺎء اﻟﻘﺒﺾ ﻋﲆ أﺣﺪ اﳌﺘﻮرﻃني ،دون أن ﺗﻔﺼﺢ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺘﻪ أو اﻟﺠﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻬﺎ. وﰲ اﻟﺴﻴﺎق ذاﺗــﻪ ﺗﻈﺎﻫﺮ ﺻﺤﻔﻴﻮن ﺳﻮرﻳﻮن وﻧﺎﺷﻄﻮن ﻣﻦ ﺟﻨﺴﻴﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﰲ أﻛرث ﻣﻦ ﻋﺎﺻﻤﺔ أوروﺑــﻴــﺔ رﻓﻀﺎ ﻻﻏﺘﻴﺎل اﻟﺼﺤﻔﻴني اﻟﺴﻮرﻳني.
االتحاد األوربي ال يزال غير ٍ راض بعد فرض تركيا فيزا على السوريين
ﴏح اﻻﺗﺤﺎد اﻷورويب ،أﻧﻪ ﻻﺣﻆ ﻧﺘﺎﺋﺞ أوﻟﻴﺔ ﻣﺸﺠﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﱰيك ﰲ اﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺗﺪﻓﻖ اﻟﻼﺟﺌني ،ﻟﻜﻨﻪ ﻏري راض ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ،ﻣﻌﺘ ًﱪا أن »اﻟﻔﻴﺼﻞ ﻫﻮ اﻧﺨﻔﺎض أﻋﺪاد اﻟﻼﺟﺌني« .وﻗﺎل ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ اﳌﻔﻮﺿﻴﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻓﺮاﻧﺰ ﺗﻴﻤﺮﻣﺎﻧﺰ، إن »اﻻﺗﺤﺎد اﻷورويب ﻻﺣﻆ ﻧﺘﺎﺋﺞ أوﻟﻴﺔ ﻣﺸﺠﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟــﱰيك ،ﰲ ﺧﻄﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﳌﺸﱰﻛﺔ
ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﺗﺪﻓﻖ اﻟﻼﺟﺌني إﱃ أوروﺑــﺎ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺎ زال ﻏري راض ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻧﻈ ًﺮا ﻻﺳﺘﻤﺮار وﺻﻮل أﻋﺪاد ﻛﺒرية ﻣﻨﻬﻢ«.وﻛﺎن اﻻﺗﺤﺎد اﻷورويب وأﻧﻘﺮة، ﻗﺪ ﺗﻮﺻﻼ إﱃ اﺗﻔﺎق أواﺧﺮ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﴈ ،ﻳﻘﺪم اﻻﺗﺤﺎد مبﻮﺟﺒﻪ ﻣﺴﺎﻋﺪات ﺑﻘﻴﻤﺔ 1,3ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻓﻀﻼَ ﻋﻦ ﻣﺰاﻳﺎ أﺧﺮى ،ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ إﻋﻔﺎء اﳌﻮاﻃﻨني اﻷﺗﺮاك ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺗﺄﺷرية ﻋﻨﺪ اﻟﺪﺧﻮل
إﱃ أوروﺑﺎ ،ﰲ ﺣﺎل ﻗﺎﻣﺖ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﺎﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺗﺪﻓﻖ اﻟﻼﺟﺌني إﱃ دول اﻻﺗﺤﺎد اﻷورويب. وأﻋﻠﻨﺖ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﱰﻛﻴﺔ ،أﻧﻬﺎ ﺑﺼﺪد ﻓﺮض ﺗﺄﺷرية دﺧﻮل )ﻓﻴﺰا( ﻋﲆ اﻟﺮاﻏﺒني ﰲ دﺧﻮل ﺗﺮﻛﻴﺎ ،وذﻟﻚ ﺗﺄﻛﻴ ًﺪا ﳌﺎ ﺻﺪر ﻗﺒﻞ ﻋﺪة أﻳﺎم ﻋﻦ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﰲ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري. وذﻛﺮت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﱰﻛﻴﺔ ،ﰲ ﺑﻴﺎن ﻟﻬﺎ ﻧﴩه ﻣﻮﻗﻊ »ﺗﺮك ﺑﺮﻳﺲ« اﻻﻟﻜﱰوين ،أﻧﻪ »ﺳﻴﻜﻮن ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺘﺄﺷريات ﻣﻦ اﻟﺴﻔﺎرات واﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﱰﻛﻴﺔ«، وأﺿﺎف اﻟﺒﻴﺎن» :ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻹﻋﻔﺎء ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺗﺄﺷرية اﻟﺪﺧﻮل إﱃ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨني اﻟﺴﻮرﻳني اﻟﻘﺎدﻣني إﱃ اﻷراﴈ اﻟﱰﻛﻴﺔ ﻋﱪ اﳌﺮاﻛﺰ اﻟﺤﺪودﻳﺔ اﻟﱪﻳﺔ اﳌﻮﺟﻮدة ﻋﲆ اﻟﺤﺪود اﻟﺴﻮرﻳﺔ«. ﻳﺬﻛﺮ أن ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺗﺴﺘﻀﻴﻒ ﻧﺤﻮ ﻣﻠﻴﻮين ﻻﺟﺊ ﺳﻮري ،ﻛام ﺗﻌﺘﱪ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻟﻌﺒﻮر اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻏري اﻟﴩﻋﻴني وأﻏﻠﺒﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻮرﻳني إﱃ أوروﺑﺎ ﻋﱪ ﺑﺤﺮ إﻳﺠﺔ.
الخارجية اإلسرائيلية :ال دور للسويد في المفاوضات مع الفلسطينيين
ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ إﻧﻬﺎ ”ﺳﺘﺤﺮم“ اﻟﺴﻮﻳﺪ ﻣﻦ أي دور ﰲ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑني اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴني
واﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴني ،ﺑﻌﺪ اﻟﺘﴫﻳﺤﺎت اﻷﺧرية ﻟﻮزﻳﺮة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺴﻮﻳﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﱪﺗﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ
اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ”ﻣﺘﻬﻮرة وﺳﺨﻴﻔﺔ« .وﺑ ّﻴﻨﺖ اﻟﻮزارة ﰲ ﺗﴫﻳﺢ ﻣﻜﺘﻮب ،أﻧﻪ ”ﰲ ﺿﻮء اﳌﻮاﻗﻒ اﻟﻀﺎرة
اﻟﺘﻲ ﻻ أﺳﺎس ﻟﻬﺎ ﻟﻮزﻳﺮة ﺧﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺴﻮﻳﺪ ،ﺗﺰﻳﻞ اﻟﺴﻮﻳﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ اﳌﻨﻈﻮر ﻣﻦ أي دور، ﻣﻬام ﻛﺎن ﺻﻐ ًريا ،ﻓﻴام ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑني إﴎاﺋﻴﻞ واﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴني«.ودﻋﺖ وزﻳﺮة ﺧﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺴﻮﻳﺪ ﻣﺎرﻏﻮت ووﻟﺴﱰوم ،اﻟﺜﻼﺛﺎء ،إﱃ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ إﴎاﺋﻴﻞ ارﺗﻜﺒﺖ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻗﺘﻞ ﺧﺎرج إﻃﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺤﻖ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴني ﰲ اﻻﺷﻬﺮ اﻷﺧرية ،وﻟﻜﻦ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻗﺎﻟﺖ ﰲ ﺑﻴﺎﻧﻬﺎ ردًا ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺘﴫﻳﺤﺎت ”إن وزﻳــﺮة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺴﻮﻳﺪﻳﺔ ﺗﺪﱄ ﺑﺘﴫﻳﺤﺎﺗﻬﺎ اﳌﺘﻬﻮرة واﻟﺴﺨﻴﻔﺔ دﻋام ﻟﻺرﻫﺎب وﺑﺬﻟﻚ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ﺷﺠﻌﺖ ﻋﲆ اﻟﻌﻨﻒ« ،وأﺿﺎﻓﺖ“ إن ﺑﻴﺎﻧﺎت وﻟــﺴــﱰوم ﺗﺸﻬﺪ ﻋﲆ اﻧﺤﻴﺎزﻫﺎ ﺑﻞ وﺳﻠﻮﻛﻬﺎ اﳌﻌﺎدي ﻹﴎاﺋﻴﻞ ،وﺗﻜﺸﻒ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ“.وﺗﺎﺑﻌﺖ“ إن وزﻳﺮة ﺧﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺴﻮﻳﺪ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو ﺗﺠﻬﻞ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺼﻌﺐ اﻟﺬي ﻳﺘﻌﺮض ﻓﻴﻪ ﻣﻮاﻃﻨﻮ إﴎاﺋﻴﻞ إﱃ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ
اﳌﺴﺘﻤﺮ ﻣﻦ اﻟﻬﺠامت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ« .ﻳﺬﻛﺮ أن اﻟﻔﱰة اﻷﺧرية ﺷﻬﺪت اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﻼﻓﺎت اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ اﻟﺴﻮﻳﺪﻳﺔ ﺑﺪأت ﻣﻊ اﻋﱰاف اﻟﺴﻮﻳﺪ ﺑﺪوﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄني ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎم 2014وﺗﻮاﺻﻠﺖ ﺧــﻼل اﻟﺴﻨﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺣﺘﺠﺖ وزﻳــﺮة ﺧﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺴﻮﻳﺪ ﻋﲆ ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴني. وﻗﺪ ﺗﻮﻗﻔﺖ اﳌﻔﺎوﺿﺎت اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻣﻄﻠﻊ ﺷﻬﺮ اﺑﺮﻳﻞ/ﻧﻴﺴﺎن 2014دون وﺟﻮد أي أﻓﻖ ﺑﺎﺳﺘﺌﻨﺎف ﻫﺬه اﳌﻔﺎوﺿﺎت رﻏﻢ اﳌﺤﺎوﻻت اﻷوروﺑﻴﺔ اﻟﻌﺪﻳﺪة ﻟﻠﻮﺳﺎﻃﺔ ﺑني اﻟﻄﺮﻓني وﻗﺘﻞ اﻟﺠﻴﺶ اﻹﴎاﺋﻴﲇ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺎ اﻷﺣﺪ ﻗﺮب ﻧﺎﺑﻠﺲ ﺷامل اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﳌﺤﺘﻠﺔ ،ﺑﻌﺪ أن ﺣﺎول ﻃﻌﻦ ﺟﻨﻮد إﴎاﺋﻴﻠﻴني ،ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ أﻋﻠﻦ اﻟﺠﻴﺶ اﻹﴎاﺋﻴﲇ ﰲ ﺑﻴﺎﻧﻪ» :ﻗــﺎم ﻣﻬﺎﺟﻢ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺑﺈﺧﺮاج ﺳﻜني وﺣﺎول ﻃﻌﻦ ﺟﻨﻮد ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺤﺮﺳﻮن اﳌﻨﻄﻘﺔ«.
باب العالم
يناير -فبراير • Januar - Feb 2016
كازنوف :فرنسا بحاجة مواطنيها المسلمين أكثر من أي وقت مضى
أﻛﺪ وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﴘ ﺑﺮﻧﺎر ﻛﺎزﻧﻮف ،ﺧﻼل زﻳﺎرﺗﻪ أﺣﺪ اﳌﺴﺎﺟﺪ ﰲ ﺑﻠﺪة ﺳﺎن أوﻳﻦ ﻟﻮﻣﻮن، اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻗﺮب اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﺎرﻳﺲ ،أن ﺑﻼده ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﻣﻮاﻃﻨﻴﻬﺎ اﳌﺴﻠﻤني أﻛرث ﻣﻦ أي وﻗﺖ ﻣﴣ. وأﺷﺎد ﻛﺎزﻧﻮف ،ﺑﺎﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﻣﺒﺎدئ اﻟﻌﻴﺶ اﳌﺸﱰك ﰲ ﺑــﻼده ،ﺣﻴﺚ ﻗــﺎل إن ”اﻟﻬﻤﺠﻴني ﻳﺴﺘﻬﺪﻓﻮن اﻟﺸﺒﺎب دون أي ﺗﻔﺮﻗﺔ“ ،ﻣﻌﺘﱪا أن ”اﳌﺴﻠﻤني اﳌﺘﻤﺴﻜني ﺑﺎﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ،ﻫﻢ أﻛرث اﳌﺘﴬرﻳﻦ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻬﺠامت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪف ﺳﻤﻌﺔ دﻳﻨﻬﻢ« ،وﺷﺪد ﻋﲆ أﻧﻪ »ﻳﺘﻌني رﻓﺾ
ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﺘﺪاﺧﻞ اﻟﺤﺎﺻﻞ ﰲ اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ« ،ﻣﺆﻛﺪا أﻧﻬﻢ«ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﺣامﻳﺔ أﺑﻨﺎء ﻓﺮﻧﺴﺎ واﻟﻌﻠامﻧﻴﺔ أﻛــرث ﻣــﻦ أي وﻗــﺖ ﻣــﴣ ،ﺿــﺪ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ« .واﺳﺘﻨﻜﺮ ﻛﺎزﻧﻮف اﻻﻋﺘﺪاءات ﺿﺪ اﳌﺴﺎﺟﺪ واﳌﺴﻠﻤني ،ﰲ اﻵوﻧــﺔ اﻷﺧــرية ،ﻣﻌﺮﺑﺎ ﻋﻦ أﻣﻠﻪ ﺑﺄن ﻳﺘﻢ ”ﺗﻮﻇﻴﻒ اﻷمئﺔ اﻟﺠﻴﺪﻳﻦ ﰲ ﻣﺴﺎﺟﺪ اﻟﺒﻼد“ ،ﻣﻌﺮﺑﺎ ﻋﻦ رﻓﻀﻪ ”ﻟﻠﺬﻳﻨﻴﻨﴩون اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ واﻟﺤﻘﺪ ﻣﻦ اﻷمئــﺔ ،واﺗﺨﺎذ اﻟﺘﺪاﺑري اﻟﻼزﻣﺔ ﳌﻨﻌﻬﻢ«.
3
هل سيتنازل الملك السعودي عن عرشه لصالح ولي ولي العهد؟
ﻧﻘﻞ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﳌﻌﻬﺪ واﺷﻨﻄﻦ ﻟﺸﺆون اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻋﻦ »ﻣﺼﺎدر ﻋﺪﻳﺪة رﻓﻴﻌﺔ اﳌﺴﺘﻮى« ﻧﻴﺔ اﳌﻠﻚ اﻟﺴﻌﻮدي ﺳﻠامن ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﻨﺎزل ﻋﻦ اﻟﻌﺮش ﻟﺼﺎﻟﺢ اﺑﻨﻪ وﱄ وﱄ اﻟﻌﻬﺪ ووزﻳﺮ اﻟﺪﻓﺎع ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠامن ،ﺿﻤﻦ ﺧﻄﺔ ﺗﻘﴤ أﻳﻀً ﺎ ﺑﻌﺰل وﱄ اﻟﻌﻬﺪ ووزﻳــﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﻳﻒ. وﻳﻘﻮل اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ إﻧﻪ وﺑﺤﺴﺐ ﻣﺼﺎدر ﻣﻘ ّﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﺮﻳﺎت اﻟﺨﻄﺔ ،أﺧﱪ اﳌﻠﻚ ﺳﻠامن أﺷﻘﺎءه ﺑﺄن اﺳﺘﻘﺮار اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻳﺤﺘﺎج إﱃ ﺗﻐﻴري
اﻟﺨﻼﻓﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﺮش إﱃ ﻋﺎﻣﻮدﻳﺔ ﺑني اﻷﺑﻨﺎء ﻓﻴام ﻫﻲ اﻵن أﻓﻘﻴﺔ ﺑني اﻷﺷﻘﺎء ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻧﻘﻞ اﻟﺤﻜﻢ إﱃ اﺑﻨﻪ ﻣﺤﻤﺪ.وﻳﻨﻘﻞ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ أﻳﻀً ﺎ ﻋﻦ اﳌﺼﺎدر ذاﺗﻬﺎ :إن اﳌﻠﻚ ﺳﻠامن اﺳﺘﻨﺪ ﰲ ﺧﻄﺘﻪ إﱃ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻷردﻧﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻧﺘﻘﺎل اﻟﺤﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﺮش ﺑني اﻹﺧﻮة إﱃ اﻧﺘﻘﺎل اﻟﺨﻼﻓﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﺮش ﻋﺎﻣﻮدﻳًﺎ ﻣﻦ اﳌﻠﻚ إﱃ أﺑﻨﺎﺋﻪ ،واﺳﺘﻨﺪ أﻳﻀً ﺎ إﱃ أن اﻷﻣري ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﻳﻒ ﻻ أﺑﻨﺎء ذﻛﻮر ﻟﺪﻳﻪ ﺑﻴﻨام اﻷﻣري ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠامن ﻟﺪﻳﻪ وﻟﺪان،
ﺳﻠامن وﻣﺸﻬﻮر.وﻳﻘﻮل ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﻌﻬﺪ واﺷﻨﻄﻦ ﻟﺸﺆون اﻟﺨﻠﻴﺞ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮه إن اﳌﻠﻚ ﺳﻠامن ﻳﻨﻮي اﻟﺘﻨﺎزل ﻋﻦ اﻟﻌﺮش ﻻﺑﻨﻪ وﻫﻮ ﻻ ﻳﺰال ﻋﲆ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة ﻟﻴﻀﻤﻦ ﻋﺪم ﺗﻬﻤﻴﺶ ذ ّرﻳﺘﻪ وإﺧﺮاﺟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻛام ﺣﺼﻞ ﻣﻊ أﺑﻨﺎء اﳌﻠﻮك اﻟﺴﻌﻮدﻳني اﻟﺴﺎﺑﻘني. وﻳﻠﻔﺖ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ إﱃ أن اﳌﺼﺎدر مل ﺗﴩ إﱃ وﻗﺖ ﻣﺤﺪد ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻨﺎزل وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮا إن ذﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﺘﻢ ﰲ ﻏﻀﻮن أﺳﺎﺑﻴﻊ.
كردستان مصرة على استفتاء «تقرير مصير»
أول عربية في تاريخ هولندا رئيسة لمجلس الشيوخ
ﻗــﺎل رﺋﻴﺲ إﻗﻠﻴﻢ ﻛﻮردﺳﺘﺎن ﺷــامل اﻟﻌﺮاق، ﻣﺴﻌﻮد ﺑﺎرزاين ،إن ”اﻹﻗﻠﻴﻢ ﻣﺼﻤﻢ ﻋﲆ إﺟﺮاء
اﺳﺘﻔﺘﺎء ﻳﻀﻤﻦ ﻟﺸﻌﺐ ﻛﺮدﺳﺘﺎن )ﺳﻜﺎن اﻹﻗﻠﻴﻢ( ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼريه« .وأﺿﺎف ﺑﺎرزاين ،ﰲ ﻛﻠﻤﺔ أﻟﻘﺎﻫﺎ
اﻷرﺑﻌﺎء ،ﺧﻼل اﺟﺘامﻋﻪ ﻣﻊ ﻣﻤﺜﲇ 36دوﻟﺔ ﰲ أرﺑﻴﻞ )ﻧﻘﻠﻬﺎ اﳌﻮﻗﻊ اﻹﻟﻜﱰوين ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻹﻗﻠﻴﻢ(، أن ”ﻋــﲆ ﺷﻌﺐ اﻹﻗﻠﻴﻢ ،أ ّن ﻳﻘﺮر ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،وﻳﺠﺐ اﻻﻋﱰاف ﺑﺤﻘﻪ ﰲ إﺟﺮاء اﺳﺘﻔﺘﺎء ﻳﻘﺮره ﻣﺼريه ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ« .وﺗﺎﺑﻊ ﺑﺎرزاين ”ﻧﺤﻦ ﻣﺼﻤﻤﻮن ﻋﲆ إﺟـﺮاء اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ،وﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﲆ اﻟﺠﻤﻴﻊ اﺣﱰام ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ،وﻋﲆ اﻟﻌﺎمل أن ﻳﻌﺮف ﻣﺎذا ﻳﺮﻳﺪ ﺷﻌﺐ ﻛﺮدﺳﺘﺎن ،وﻛﻴﻒ ﺳريﺳﻢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ« وﺷﺪد ﺑﺎرزاين ،ﻋﲆ أن اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟﺬي ﺳﻴﺠﺮي ”ﺳﻴﺘﻢ ﰲ أﺟــﻮاء ﺳﻠﻤﻴﺔ ،وﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ اﻟﻌﻨﻒ، وﺳﻴﻌﱪ ﻋﻦ إرادة اﻟﺸﻌﺐ« ،ﻛام أﺷﺎر إﱃ أﻫﻤﻴﺔ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻻﺳﺘﻌﺎدة ﻣﺪﻳﻨﺔ اﳌﻮﺻﻞ )ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻧﻴﻨﻮى( ﻣﻦ ﻳﺪ ﺗﻨﻈﻴﻢ ”داﻋﺶ“ ،ﻗﺎﺋﻼً: »ﻋﲆ اﻟﺸﻌﻮب أن ﺗﻜﻮن واﺛﻘﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ، وﻳﻨﺒﻐﻲ اﺗﺨﺎذ ﺗﺪاﺑري ﺣﺎزﻣﺔ ،ﻣﻦ أﺟﻞ ﻋﺪم ﺗﻜﺮار اﻟﻜﺎرﺛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻬﺎ اﳌﻨﻄﻘﺔ« ﻛام دﻋﺎ ﺑﺎرزاين ،اﻟﺪول إﱃ ”ﻋﺪم ﺧﻠﻂ ﻣﺸﺎﻛﻠﻬﺎ ،ﰲ ﺟﻬﻮد ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب ،وﺗﻜﺜﻴﻒ ﻃﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ﳌﻜﺎﻓﺤﺘﻪ.
طائرات «تورنادو» األلمانية تبدأ بتنفيذ أولى مهامها في الحرب ضد «داعش»
اﻧﺘﺨﺒﺖ اﻟﻬﻮﻟﻨﺪﻳﺔ ﻣﻦ أﺻﻞ ﻣﻐﺮيب ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻋﺮﻳﺐ رﺋﻴﺴ ًﺔ ﳌﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﻮخ ﰲ اﻟﱪﳌﺎن اﻟﻬﻮﻟﻨﺪي وﻫﻲ اﳌ ّﺮة اﻷوﱃ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺬي ﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪ ُد ﺳﻜﺎﻧﻪ 17ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ وﻳﻀﻢ ﺣﻮاﱄ 380أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ ﻣﻦ أﺻﻮل ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ.وﺣﺼﻠﺖ ﻋﺮﻳﺐ وﻫﻲ ﻧﺎﺋﺒﺔ ﻋﻦ اﻟﺤﺰب اﻟﻌامﱄ ﻣﻨﺬ 1998ﻣﻊ اﻧﻘﻄﺎع ﻗﺼري ﺑني 2006و ،2007ﻋﲆ 83ﺻﻮﺗ ًﺎ ﻣﻦ أﺻﻞ 134ﺧــﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺼﻮﻳﺖ ﰲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﻮخ وﺗﺘﻮﱃ ﻋﺮﻳﺐ اﻟﺘﻲ وﻟﺪت ّ اﻟﺬي ﻳﻀﻢ 150ﻋﻀ ًﻮا. ﰲ اﳌﻐﺮب ﻋﺎم 1960ووﺻﻠﺖ إﱃ ﻫﻮﻟﻨﺪا ﰲ ﺳ ّﻦ اﻟﺸﺒﺎب ،رﺋﺎﺳﺔ اﳌﺠﻠﺲ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺑﻌﺪ اﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﺳﻠَﻔﻬﺎ أﻧﻮﺷﻜﺎ ﻓﺎن ﻣﻴﻠﺘﻨﺒﻮرغ ﰲ دﻳﺴﻤﱪ /ﻛﺎﻧﻮن اﻷول اﳌﺎﴈ.وﻗﺪ اﺳﺘﻘﺎﻟﺖ ﻣﻴﻠﺘﻨﺒﻮرغ ﺑﺴﺒﺐ
ﻓﻀﻴﺤﺔ ﻣﺨﺪّرات أدت أﻳﻀً ﺎ إﱃ اﺳﺘﻘﺎﻟﺔ وزﻳﺮ اﻟﻌﺪل وآﺧﺮﻳﻦ.واﻋﺘﱪ اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟﺸﻌﺒﻮي ﻏريت اﻧﺘﺨﺎب ﻋﺮﻳﺐ ﺑﺄﻧﻪ ”ﻳﻮم أﺳﻮد ﰲ وﻳﻠﺪﻳﺮس َ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﱪﳌﺎين“ أﺧﺬًا ﻋﲆ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺣﺼﻮﻟﻬﺎ ﻋﲆ ﺟﻨﺴﻴﺘني ﻫﻮﻟﻨﺪﻳﺔ وﻣﻐﺮﺑﻴﺔ.وﻗﺎل ﰲ ﺗﴫﻳﺢ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮين إن ”اﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﱠﻖ ﺑﺸﺨﺼﻬﺎ وﻟﻜﻦ ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﺟﻨﺴﻴﺘني ،وﻫﺬا ﻻ ﻳﺠﻮز ﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﻮخ اﻟﻬﻮﻟﻨﺪي« .ﻳُﺸﺎر إﱃ أن ﻋﺮﻳﺐ ﻟﻴﺴﺖ اﳌﺴﺆوﻟﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻣﻦ ﺗﺘﻮﱃ ﻣﻨﺼﺒًﺎ رﻓﻴ ًﻌﺎ ،ﻓﻬﻨﺎك أﺣﻤﺪ أﺻﻞ ﻣﻐﺮيب اﻟﺘﻲ ّ أﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ رﺋﻴﺲ ﺑﻠﺪﻳﺔ روﺗﺮدام ﺛﺎين أﻛﱪ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﰲ اﻟﺒﻼد وﻫﻮ ﻳﺸﻐﻞ ﻣﻨﺼﺒَﻪ ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺎم 2009 أفب
ﻣﻊ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻇﻬﺮت ﻃﺎﺋﺮات اﺳﺘﻄﻼع ﻣﻦ ﻃﺮاز ”ﺗﻮرﻧﺎدو“ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺠﻴﺶ اﻷﳌﺎين ﰲ أول ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻟﻬﺎ ﰲ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ”داﻋﺶ“ ﰲ ﺳﻮرﻳﺎ واﻟﻌﺮاق ،وﻗﺎل ﻣﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺠﻴﺶ
اﻷﳌﺎين ”إن ﻃﺎﺋﺮيت ”ﺗﻮرﻧﺎدو“ ﻫﺒﻄﺘﺎ ﺑﺴﻼم ﰲ ﻗﺎﻋﺪة ”إﻧﻐﺮﻟﻴﻚ“ اﻟﺠﻮﻳﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺤﻠﻒ ﺷامل اﻷﻃﻠﴘ )اﻟﻨﺎﺗﻮ( ﰲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ،ﺑﻌﺪ ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬام ﰲ اﳌﻬﻤﺔ« ،وﻳﺬﻛﺮ أن أرﺑﻊ ﻃﺎﺋﺮات ”ﺗﻮرﻧﺎدو“ ﻗﺪ
اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ أﳌﺎﻧﻴﺎ إﱃ ﻗﺎﻋﺪة إﻧﻐﺮﻟﻴﻚ ،وﻣﻦ اﳌﺨﻄﻂ ﺗﺴﻴري ﻃﻠﻌﺔ ﺟﻮﻳﺔ ﻳﻮﻣﻴًﺎ ﻣﻦ إﻧﻐﺮﻟﻴﻚ ﺑﻄﺎﺋﺮﺗني ”ﺗﻮرﻧﺎدو“ ﰲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷوﱃ ﻣﻦ اﳌﻬﻤﺔ. وأوﺿــﺢ اﳌﺘﺤﺪث أن وﺗرية ﺗﻠﻚ اﻟﻄﻠﻌﺎت ﻗﺪ ﺗﺰﻳﺪ ﺑﻌﺪ وﺻﻮل ﻛﺎﻓﺔ ﻃﺎﺋﺮات ”ﺗﻮرﻧﺎدو“ اﻟﺴﺘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻬﺪت أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺑﺎﳌﺸﺎرﻛﺔ ﺑﻬﺎ ﰲ اﳌﻬﻤﺔ إﱃ إﻧﻐﺮﻟﻴﻚ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺠﺎري ،ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ أوردت وﻛﺎﻟﺔ اﻷﻧﺒﺎء اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ. وﻣﻦ اﳌﻘﺮر اﺳﺘﺨﺪام ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺎﺋﺮات ﰲ أﻏﺮاض اﺳﺘﻄﻼﻋﻴﺔ ،دون اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ ﻗﺼﻒ ﻣﻮاﻗﻊ داﻋﺶ.وﺑﺤﺴﺐ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﺠﻴﺶ اﻷﳌــﺎين ،ﻓﺈن ﻣﻬﻤﺔ ﺗﻠﻚ اﻟــﻄــﺎﺋـﺮات ﺳﺘﻜﻮن ﻓــﻮق ﺳﻮرﻳﺎ واﻟﻌﺮاق ،وﺗﺘﻮﱃ ﻃﺎﺋﺮات أﺧﺮى ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وﻓﺮﻧﺴﺎ ودول ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻗﺼﻒ ﻣﻮاﻗﻊ داﻋﺶ .ﻛام ﺗﻘﻮم ﻃﺎﺋﺮات روﺳﻴﺔ ﺑﺸﻦ ﻏﺎرات ﺑﺼﻮرة ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻟﺪوﱄ.
4
باب ألمانيا
يناير -فبراير • Januar - Feb 2016
12والية ألمانية شهدت اعتداءات جنسية مثل كولونيا ﺑﻨﺎء ﻋﲆ ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﺑﺜﺘﻬﺎ ﻗﻨﺎﺗﺎن ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺘﺎن أﳌﺎﻧﻴﺘﺎن اﻟﺴﺒﺖ ) 23ﻳﻨﺎﻳﺮ /ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎين ،(2016 ﻓﺈن اﻋﺘﺪاءات ﺟﻨﺴﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺠﺮاﺋﻢ ﴎﻗﺔ، ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ رأس اﻟﺴﻨﺔ، وﻗﻌﺖ أﻳﻀً ﺎ ﰲ اﺛﻨﺘﻲ ﻋﴩة وﻻﻳﺔ أﳌﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ إﺟامﱄ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﺪدﻫﺎ ﺳﺖ ﻋﴩة وﻻﻳﺔ. ﻟﻜﻦ ﺗﻠﻚ اﻻﻋﺘﺪاءات ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺄﺣﺠﺎم ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺟﺪا ،ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ذﻛﺮت ﻗﻨﺎة »ان دي ار«وﻗﻨﺎة »دﺑﻠﻴﻮ دي ار« اﺳﺘﻨﺎدا إﱃ ﺗﻘﺮﻳﺮ داﺧﲇ ﳌﻜﺘﺐ
ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ »يب يك أي« وﻛﺎﻧﺖ وﻻﻳﺔ ﺷامل اﻟﺮاﻳﻦ ﻓﻴﺴﺘﻔﺎﻟﻴﺎ ،أﻛﱪ وﻻﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻋــﺪد اﻟﺴﻜﺎن ،ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻟﻨﺼﻴﺐ اﻷﻛﱪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻻﻋﺘﺪاءات ﺧﺼﻮﺻﺎ ﰲ ﻣﺪن ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ، ودوﺳﻠﺪورف ،وﺑﻴﻠﻴﻔﻠﻴﺪ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺗﺤﺮﻳﺮ 1076 ﴬا ،و 296ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻋﺘﺪاءات ﺟﺴﺪﻳﺔ ﻣﺤ ً وﴎﻗﺔ ،و 384ﺑﺎﻋﺘﺪاءات ﺟﻨﺴﻴﺔ. وﺑﻔﺎرق ﻛﺒري ﺗﺄيت وﻻﻳﺔ ﻫﻴﺴﻦ ﰲ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺣﻴﺚ وﻗﻌﺖ ) 13ﺣﺎﻟﺔ اﻋﺘﺪاء ﺟﻨﴘ( ،ﺗﻠﻴﻬﺎ
ﺑﺎﻓﺎرﻳﺎ ) 27اﻋﺘﺪاء( ﺛﻢ وﻻﻳﺔ ﺑﺎدن ﻓﻮرمتﱪغ ،اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪت ) 25اﻋﺘﺪاء( ﺟﻨﺴﻴﺎ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ رأس اﻟﺴﻨﺔ. ﻛام ﺷﻬﺪت أﻳﻀﺎ وﻻﻳــﺎت ﺳﺎﻛﺴﻮﻧﻴﺎ اﻟﺴﻔﲆ، ﺑﺮاﻧﺪﻧﺒﻮرغ ،ﺳﺎﻛﺴﻮﻧﻴﺎ ،راﻳﻨﻼﻧﺪ ﺑﻔﺎﻟﺘﺲ وﻛﺬﻟﻚ وﻻﻳﺔ ﺳﺎرﻻﻧﺪ اﻋﺘﺪاءات ،ﻟﻜﻦ ﻻزاﻟﺖ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻣﺎ ﻳﻄﺮح ﻓﺮﺿﻴﺔ ارﺗﻔﺎع اﻷرﻗﺎم. ووﻗﻌﺖ اﻻﻋــﺘــﺪاءات ﻋﲆ ﻧﺴﺎء ﻓﻘﻂ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ، وارﺗﻜﺒﻬﺎ ﺷﺒﺎن ﺑني ﺳﻦ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﴩ واﻟﺜﻼﺛني ﻋﺎﻣﺎ .وذﻛﺮت أﻏﻠﺐ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ أن اﳌﻌﺘﺪﻳﻦ
ﻳﺒﺪون ﻣﻦ ﻣﻈﻬﺮﻫﻢ ﻣﻦ »ﺑﻼد اﻟﺠﻨﻮب« )ﺟﻨﻮب اﻟﺒﺤﺮ اﳌﺘﻮﺳﻂ( أو أﻧﻬﻢ ﻋﺮب .ﻏري أن ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻫﻮﻳﺔ اﳌﺸﺘﺒﻪ ﺑﻬﻢ وﺑﻠﺪاﻧﻬﻢ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﰲ ﺣﺎﻻت ﻛﺜرية ،ﻣﺎ دام مل ﻳﺠﺮ اﻟﻘﺒﺾ ﻓﻌﻼ ﻋﲆ ﻣﻌﺘﺪﻳﻦ. ومل ﻳﺄﻛﺪ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﺪاﺧﲇ ﳌﻜﺘﺐ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻣﺎ ﺗﻨﺎﻗﻠﺘﻪ ﺗﻘﺎرﻳﺮ إﻋﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ أن اﳌﻌﺘﺪﻳﻦ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻳﺄﺗﻮن ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺷامل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﻋﲆ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻨﻪ وﺳﺎﺋﻞ إﻋﻼم ﺑﺨﺼﻮص ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ.
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ أﻋﺮﺑﺖ ﻣﻔﻮﺿﺔ اﻻﻧﺪﻣﺎج ﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ آﻳــﺪان أوزوﻏـــﻮز ﻋﻦ ﻣﺨﺎوﻓﻬﺎ ﻣﻦ أﺣﺪاث ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ رأس اﻟﺴﻨﺔ وﺗﺪاﻋﻴﺎﺗﻬﺎ. وﺣﺬرت ،ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻧﴩت اﻟﻴﻮم اﻟﺴﺒﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرﺗﺮ أﻟﻐامﻳﻨﻪ ،ﻣﻦ وﺿﻊ اﻷﺟﺎﻧﺐ ﺗﺤﺖ »اﻻﺷﺘﺒﺎه اﻟﻌﺎم« وﻗﺎﻟﺖ أوزوﻏــﻮز» :إن ﻋﺪة ﻣﺌﺎت ﻣﻦ اﳌﺠﺮﻣني ﻻ ميﺜﻠﻮن ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﻠﻴﻮن ﻻﺟﺊ«. AFP-DW
سوريون ضد التحرش والعنصرية ﺗﻈﺎﻫﺮ ﺳﻮرﻳﻮن وﻋﺮب وﺟﻨﺴﻴﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺿﺪ أﺣﺪاث اﻟﺘﺤﺮش اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺒﺖ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ رأس اﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ وﻋﺪة ﻣﺪن أﳌﺎﻧﻴﺔ ،ورﻓﻌﻮا ﺷﻌﺎرات ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﻌﻨﴫﻳﺔ وﺣﺮﻛﺎت اﻟﻴﻤني اﻷﳌﺎين اﻟﺘﻲ ﻋﻼ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺑﻌﺪ اﻷﺣــﺪاث ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﱰﺣﻴﻞ اﻟﻼﺟﺌني ،وﰲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ،ﺗﻈﺎﻫﺮ ﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ اﻷﳌﺎن ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ ﺿﺪ اﻟﺘﺤﺮش وﺿﺪ اﺳﺘﻐﻼل اﻷﺣﺪاث ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻴﻤني اﻟﻌﻨﴫي. موسيقا الضحايا تضامنًا مع الضحايا
2016/1/16اﻟﺬي ﺷﻬﺪ ﻣﻈﺎﻫﺮﺗني ﻟﻠﺴﻮرﻳﻦ ﰲ ﻧﻔﺲ اﳌﻜﺎن وﺑﻨﻔﺲ اﻟﺸﻌﺎر ،ﻛﺎن اﻟﺤﻀﻮر اﻷﳌﺎين ﺳﻌﻴ ًﺪا ﺑﺮدة اﻟﻔﻌﻞ ﻫﺬه ،وﺑﺪأ ﻳﺸﺎرك ﻣﻌﻬﻢ وﻳﺼﻔﻖ ﻟﻬﻢ وﻳﺴﺘﻤﻊ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ. تونسيون يوزعون الورد على األلمان
وﰲ اﻟﺴﻴﺎق ذاﺗﻪ ،ﻗﺎم ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴني ﺑﺘﻮزﻳﻊ اﻟـــﻮرود ﻋﲆ اﻷﳌـــﺎن ،ﻛــﺮد ﻓﻌﻞ ﻋﲆ اﻷﺣﺪاث اﻷﻟﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﻧﻔﺘﺎﺣﻬﺎ ،وﺗﻌﺪد ﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻬﺎ ،واﻟﺘﻲ ﺑﺪأ ﻣﻨﺎﺧﻬﺎ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﻌﺪ ﻟﻴﻠﺔ رأس اﻟﺴﻨﺔ .ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻮرود ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ مل ﻳﻜﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺮدﻳﺔ ،ﻓﻤﻌﻈﻢ اﳌﺪن اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﺷﻬﺪت ﻧﺸﺎﻃﺎت ﺷﺒﻴﻬﺔ ،ﺑﺮﻟني، ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت ،ﺷﺘﻮﺗﻐﺎرت ،ﻫﺎﻣﺒﻮرغ ،ﻣﻴﻮﻧﺦ، وﻏريﻫﺎ ،اﻣﺘﻸت ﺑﺎﻟﻌﺮب اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮزﻋﻮن اﻟﻮرود ﻟﻴﻘﻮﻟﻮا ﻟﻠﻀﺤﺎﻳﺎ ،ﻧﺤﻦ ﻣﻌﻜ ّﻦ ،وﻣﻦ ﻗﺎم ﺑﻬﺬه اﻟﺠﺮميﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺤﺎﺳﺐ.
وﰲ اﳌﻈﺎﻫﺮة اﻷﻛﱪ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ ،ﺷﺎرك ﻋﺎزف اﻟﺒﻴﺎﻧﻮ أﻳﻬﻢ أﺣﻤﺪ ،اﻟﻘﺎدم ﻣﻦ ﺣﺼﺎر ﻣﺨﻴﻢ اﻟريﻣﻮك ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ دﻣﺸﻖ، واﻟﺸﻬري ﺑﺄﻏﻨﻴﺔ »اﻟريﻣﻮك ﺑﻴﺤﺒﻚ ﻳﺎ ﺧﻴﺎ« .أﻳﻬﻢ اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑﺠﻮﻟﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﰲ اﳌﺪن اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻋﲆ ﺟﺎﺋﺰة ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ ،ﻋﺎد ﻟﻴﺤﻤﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﻮ وﻳﻄﻮف ﺑﻪ ﰲ اﻟﺴﺎﺣﺎت ،ﰲ ﻳﻮم اﻟﺴﺒﺖ
ألمانيا ترفض دخول مائتي الجئ يوميا أﻋﻠﻦ وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻷﳌﺎين ﺗﻮﻣﺎس دي ﻣﻴﺰﻳري اﻷﺣﺪ ) 42ﻳﻨﺎﻳﺮ /ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎين (2016أن ﺑﻼده، اﻟﺘﻲ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﺣﻮاﱄ أﻟﻔﻲ ﻻﺟﺊ ﰲ اﻟﻴﻮم، ﺗﺮﻓﺾ ﺣﺎﻟﻴًﺎ اﺳﺘﻘﺒﺎل ﻧﺤﻮ ﻣﺎﺋﺘني آﺧﺮﻳﻦ ﻋﲆ ﺣﺪودﻫﺎ ﻳﻮﻣﻴًﺎ. وﺟﺎء ﺗﺸﺪﻳﺪ اﳌﺮاﻗﺒﺔ ﻋﲆ اﻟﺤﺪود ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺳﺠﻠﺖ أﳌﺎﻧﻴﺎ ،أﻛﱪ اﻗﺘﺼﺎد ﰲ أوروﺑﺎ ،دﺧﻮل 1.1ﻣﻠﻴﻮن ﻻﺟﺊ وﻣﻬﺎﺟﺮ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﴈ ،ﻣﺎ ﺷﻜﻞ ﺿﻐﻄًﺎﻋﲆ ﻣﻮاردﻫﺎ وأﺛــﺎر ﺳﺠﺎﻻً ﺳﻴﺎﺳﻴًﺎ ﺣﺎدًا.وﻗﺎل دي ﻣﻴﺰﻳري ﻟﺼﺤﻴﻔﺔ »ﺑﻴﻠﺪ أم زوﻧﺘﺎغ« إن »اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻔﺎرﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﺮب واﻻﺿﻄﻬﺎد ﻳﺠﺪون اﻷﻣﺎن
واﻟﺤامﻳﺔ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ« ،إﻻ أﻧﻪ اﺳﺘﺪرك ﻗﺎﺋﻼً» :ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﻌﻮن ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺣامﻳﺘﻨﺎ ﻣﻤﻨﻮﻋﻮن ﻣﻦ دﺧﻮل ﺣﺪودﻧﺎ«. وأوﺿﺢ اﻟﻮزﻳﺮ اﻷﳌﺎين أﻧﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻌﺎم رﻓﻀﺖ اﻟﴩﻃﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ دﺧﻮل ﻧﺤﻮ 200ﺷﺨﺺ ﻳﻮﻣﻴًﺎ، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ 400ﺷﺨﺺ ﻓﻘﻂ ﻃﻮال ﺷﻬﺮ أﻛﺘﻮﺑﺮ/ ﺗﴩﻳﻦ اﻷول ،ﺣني اﻫﺘﺰت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﺤﺪودﻳﺔ وإﺟﺮاءات اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﺑﻔﻌﻞ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺪﻓﻖ اﻟﻜﺜﻴﻔﺔ. وﺷﻤﻠﺖ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺮﻓﺾ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻏﺒﻮن ﰲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻃﻠﺒﺎت ﻟﺠﻮء ﰲ دول أوروﺑﻴﺔ أﺧﺮى. وأﻋﻠﻨﺖ اﻟﻮزارة أﻧﻪ رﻏﻢ ﻓﺼﻞ اﻟﺸﺘﺎء ،ﻳﺼﻞ إﱃ
ألمانيا 12 :مليار يورو فائض في موازنة 2015 ﺳﺠﻠﺖ اﳌﻮازﻧﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ 2015ﻓﺎﺋﻀﺎ ﻗﺪر ﺑﻨﺤﻮ ﻣﻠﻴﺎر ﻳﻮرو ﺳﻴﺴﺘﺨﺪم ﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﺳﺘﻘﺒﺎل ودﻣﺞ اﻟﻼﺟﺌني ﰲ اﳌﺎﻧﻴﺎ ﻛام أﻋﻠﻨﺖ وزارة اﳌﺎﻟﻴﺔ ،وارﺗﻔﻌﺖ ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺪوﻟﺔ إﱃ 3.992ﻣﻠﻴﺎر ﻳﻮرو ﰲ ﺣني ﺑﻠﻐﺖ اﻻﻳﺮادات 4.113ﻣﻠﻴﺎرا. وﻫﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺠﺰ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﻮازﻧﺔ دون
دﻳﻮن ،وﻫﻮ أﻣﺮ مل ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻨﺬ .1969وﻳﺘﻮﻗﻊ ان ﺗﻮاﺻﻞ اﳌﻮازﻧﺔ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻓﺎﺋﺾ ﺣﺘﻰ اﻟﻌﺎم .2019 ﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪ آﺧﺮ أﻋﺮب ﻛﻠﻴﻤﻴﻨﺲ ﻓﻮﺳﺖ ،ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺮﻛﺰ أﺑﺤﺎث اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻷورويب ،ﻋﻦ ﻋﺪم ﺗﻮﻗﻌﻪ أن ﺗﺤﻘﻖ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻣﻜﺎﺳﺐ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﻦ وراء ارﺗﻔﺎع أﻋﺪاد اﻟﻼﺟﺌني.
وﻗﺎل اﻷﳌﺎين ﻓﻮﺳﺖ ﰲ ﺗﴫﻳﺤﺎت أﻣﺲ ان اﻟﻬﺠﺮة ﺗﺸﻜﻞ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻋﺒﺌﺎ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ ﻋﲆ اﻟﺪوﻟﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ،ﻣﻮﺿﺤﺎ أن ﺗﻮﻗﻊ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮة ﺑﴫف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﺆﻫﻼت اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ أﻣﺮ ﻏري ﺳﺪﻳﺪ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ.
أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺗﺤﻮ أﻟﻔﻲ ﻻﺟﺊ ﻳﻮﻣﻴًﺎ. ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ،ﻗﺎل ﻳﻮرغ رادﻳﻚ ،ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﴩﻃﺔ )ﺟــﻲ دي يب( ،ﰲ ﺗﴫﻳﺤﺎت ﻟﺼﺤﻒ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﳌﺠﻤﻮﻋﺔ )ﻓﻮﻧﻜﻪ( اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ إن اﻟﴩﻃﺔ ميﻜﻨﻬﺎ ﻓﻌﻠﻴًﺎ ﺗﺴﺠﻴﻞ أﻟﻒ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻓﻘﻂ ﻳﻮﻣﻴًﺎ ﻋﲆ اﻟﺤﺪود ﻣﻊ اﻟﻨﻤﺴﺎ ،ﻣﺸ ًريا إﱃ أن ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻼﺟﺌني ﻳﺘﻮﺟﻬﻮن ﺑﻼ ﺗﺴﺠﻴﻞ إﱃ اﳌﻜﺘﺐ اﻻﺗﺤﺎدي ﻟﻠﻬﺠﺮة واﻟﻼﺟﺌني ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﺗﺴﺠﻴﻠﻬﻢ ﻫﻨﺎك. DPA -AFP-DW
تمﺎع بالﺗرﻏﺋ ﻄع الﻋاتﺷ المﺗمﻌل ﺸﻎ ألماﻇﻐا
ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ اﻗﺘﻨﺎء ﴍﻳﺤﺔ أﳌﺎﻧﻴﺔ ﻷن ﻣﻦ ﻳﻘﻮم ﺑﺈﺟﺮاء اﳌﻜﺎﳌﺎت اﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﴍﻳﺤﺔ أﺟﻨﺒﻴﺔ ﺳﻮاء داﺧﻞ أﳌﺎﻧﻴﺎ أو ﻣﻦ أﳌﺎﻧﻴﺎ إﱃ اﻟﺒﻠﺪان اﻷﺧﺮى ﻳﺆدي رﺳﻮﻣﺎ
تفﺳﻐﻀ الﺤرﻏﺗﺋ
ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺸﻐﻴﻞ اﻟﴩﻳﺤﺔ ﻳﺠﺐ ﺗﻔﻌﻴﻠﻬﺎ إﻣﺎ ﻋﱪ اﻹﻧﱰﻧﺖ أو ﺑﺎﻻﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﺨﻂ اﻟﻬﺎﺗﻔﻲ اﻟﺴﺎﺧﻦ .وﻳﺤﺘﺎج اﻟﺸﺨﺺ ﻟﺬﻟﻚ إﱃ ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﻴﻼده واﻟﻌﻨﻮان ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ مل ﻳﺴﺠﻠﻮا ﺑﻌﺪ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻳﺠﺐ إﻋﻄﺎء ﻋﻨﻮان ﻣﺮﻓﻖ اﻹﻳﻮاء اﻻﺑﺘﺪايئ .وإذا ﺗﻐري اﻟﻌﻨﻮان ﻓﻴﺠﺐ إﺧﺒﺎر ﴍﻛﺔ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﻪ .ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﺠﺐ ﻓﻘﻂ ﺗﺮﻛﻴﺐ اﻟﴩﻳﺤﺔ ﰲ اﻟﻬﺎﺗﻒ ﻟيك ﻳﺘﻢ إﺟﺮاء اﻻﺗﺼﺎﻻت اﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ واﻹﻧﱰﻧﺖ.
تﺳﺊﺆﺋ الرﺦﻐﺛ
الﺛﺸع المسﺊﺺ ،الﺚط اﻓﺠﻋﻀ لﻘتﺧال بالﻌﺬﻆ
ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺪﻓﻊ اﳌﺴﺒﻖ :ﴍاء رﺻﻴﺪ )ﻣﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﳌﺎل( وﺗﻌﺒﺌﺘﻪ ﰲ اﳌﺤﻤﻮل .وﺑﻌﺪﻫﺎ ميﻜﻨﺈﺟﺮاء اﳌﻜﺎﳌﺎت اﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ وإرﺳﺎل اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﺼﻴﺔ اﻟﻘﺼرية واﻟﺘﺠﻮل ﰲ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﻛام ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻚ ،إﱃ أن ﻳﺘﻢ اﺳﺘﻬﻼك اﻟﺮﺻﻴﺪ .وﻣﻦ أراد ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أن ﻳﺠﺮي اﳌﻜﺎﳌﺎت اﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ وأن ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻹﻧﱰﻧﺖ ،ﻓام ﻋﻠﻴﻪ إﻻ أن ﻳﻘﻮم ﺑﺈﻋﺎدة ﺗﻌﺒﺌﺔ اﻟﺮﺻﻴﺪ .وﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﱃ أﻧﻬﻴﺘﻢ اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻘﺼرية واﳌﻜﺎﳌﺎت اﻟﻮاردة ﺣﺘﻰ ﺑﺪون رﺻﻴﺪ ﳌﺪة ﻣﻌﻴﻨﺔ .ﻛام ميﻜﻦ ﻟﻠﻤﺴﺘﻌﻤﻠني اﻻﻃﻼع ﻋﲆ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺮﺻﻴﺪ اﳌﺘﺒﻘﻲ ﺑﺎﻻﺗﺼﺎل ﺑﺈدارة اﻟﺮﺻﻴﺪ.
ﺗﺤﺘﻮي ﺑﺎﻗﺔ ﴍﻳﺤﺔ اﻟﺪﻓﻊ اﳌﺴﺒﻖ ﻋﲆ ﴍﻳﺤﺔ SIMوﰲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن ﻛﺬﻟﻚ ﻋﲆ رﺻﻴﺪ ﻣﺠﺎين .أﻣﺎ اﻟﻬﻮاﺗﻒ اﻟﺬﻛﻴﺔ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﺘﻮﺟﺪ ﻟﺪى اﳌﺤﻼت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺎت واﳌﺤﻼت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﻜﺒرية اﻟﺘﻲ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎ ﻗﺴﻢ ﻟﻺﻟﻜﱰوﻧﻴﺎت.
اﺠﺎﺳمال ا�ﻇﺎرﻇﺌ ـ ﻄع خﻐار إضاﺸﻎ ﺾﺜلك
أﻏﻆ تﻌجﺛ المﺳﻂﻌﻄات؟
ميﻜﻦ ﺗﻌﺒﺌﺔ اﻟﴩاﺋﺤﺎﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟـ Ortel Mobileﺑﺠﻤﻴﻊ ﺑﻄﺎﻗﺎت ﺗﻌﺒﺌﺔ :Puls -E • ﴍاء ﻗﺴﻴﻤﺔ أو ﺑﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ،ﺗﻮﺟﺪ ﻟﺪى اﳌﺤﻼت اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻴﻊ اﻟﴩاﺋﺢ • اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﺮﻗﻢ اﳌﺨﺼﺺ ﻟﻠﺘﻌﺒﺌﺔ )إدارة اﻟﺮﺻﻴﺪ( ،ﻳﻮﺟﺪ ﻋﲆ اﻟﻘﺴﻴﻤﺔ أو ﺑﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ • اﺧﺘﻴﺎر إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ »ﺗﻌﺒﺌﺔ اﻟﺮﺻﻴﺪ« • إدﺧﺎل ﻛﻮد اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ • متﺖ ﺗﻌﺒﺌﺔ اﻟﺮﺻﻴﺪ
الﺎﺗﺼﺺ ﻄﻆ الرﺦﻐﺛ
ﻋﲆ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﱄ :اﺗﺼﻞ ﺑﺈدارة اﻟﺮﺻﻴﺪ أو أدﺧﻞ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ أزرار ﻣﻌﻴﻨﺔ وﺳﻴﻈﻬﺮ رﺻﻴﺪك ﻋﲆ اﻟﻬﺎﺗﻒ .ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ اﻷزرار ﻫﺬه ﻣﻦ ﴍﻛﺔ اﺗﺼﺎل إﱃ أﺧﺮى .ﻛام ﻳﻌﻄﻲ
تﻌجﺛ الﺤرائح الﺚاﺦﺋلﻂﺛﺸع المسﺊﺺ ﻊﻈا: • اﻷﻛﺸﺎك • ﻣﻘﺎﻫﻲ اﻹﻧﱰﻧﺖ • ﻣﺤﻼت اﻻﺗﺼﺎﻻت اﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ • ﻣﺤﻼت اﻟﻌﻘﺎﻗري • ﻣﺤﻄﺎت اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ واﳌﺤﻼت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ • ﻣﺤﻼت اﻟﺒﻴﻊ ﰲ اﳌﻄﺎرات وﻣﺤﻄﺎت اﻟﻘﻄﺎر • ﻣﺤﻼت ﴍﻛﺎت اﻟﻬﺎﺗﻒ اﳌﺤﻤﻮل ﻣﺜﻼ ﻣﺤﻼت O2
ﻫﺎم :ﻫﺬه اﻟﺨﻴﺎرات متﺪد ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﳌﺪة 30ﻳﻮﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺮﺻﻴﺪ اﳌﺘﺒﻘﻲ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ مثﻨﻬﺎ. ﺗﻮﺟﺪ ﺷﺒﻜﺎت اﻹﻧﱰﻧﺖ اﻟﻼﺳﻠﻜﻴﺔ )اﻟﻮاي ﻓﺎي( اﳌﺠﺎﻧﻴﺔ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﰲ اﳌﺤﻼت واﳌﻘﺎﻫﻲ اﳌﻮﺟﻮدة ﰲ اﳌﺪن اﻟﻜﱪى ﻓﻘﻂ .ميﻜﻦ اﺳﺘﻌامل اﻹﻧﱰﻧﺖ ﺑﺎﻟﺮﺻﻴﺪ اﻟﻌﺎدي اﳌﺘﻮاﺟﺪ ﻋﲆ ﴍﻳﺤﺔ SIMوﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﺨﺪﻣﺔ ﺗﺼﺒﺢ أرﺧﺺ إذا ﺗﻢ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺣﺰﻣﺔ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻟﻠﺸﺨﺺ ﻫﺎﺗﻒ ذيك وﻳﻘﻮم ﺑﺎﺳﺘﻌامل اﻹﻧﱰﻧﺖ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار. ﺗﻮﺟﺪ ﺣﺰﻣﺎت اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻫﺬه ﻏﺎﻟﺒﺎ ﰲ ﺷﻜﻞ إﻧﱰﻧﺖ ﻣﻔﺘﻮح .أﻣﺎ اﻟﺜﻤﻦ ﻓﻬﻮ ﺣﺴﺐ ﺣﺠﻢ اﻟﴪﻋﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﳌﺴﺘﻬﻠﻚ .ﻣﻦ ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻪ إﻧﱰﻧﺖ ﻣﻔﺘﻮح ميﻜﻨﻪ اﺳﺘﻌامل اﻹﻧﱰﻧﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺘﻴﺤﺘﻰ إذا ﺗﻢ اﺳﺘﻬﻼك ﺣﺠﻢ اﻟﴪﻋﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﻧﻬﺎﻳﺔ 30 ﻳﻮﻣﺎ ،ﻻ ﻳﻜﻠﻔﻪ ﻫﺬا اﻻﺳﺘﻌامل ﺷﻴﺌﺎ وﻟﻜﻦ اﻟﴪﻋﺔ ﺗﺼﺒﺢ ﺑﻄﻴﺌﺔ وﺗﻮﺟﺪ ﻛﺬﻟﻚ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺣﺠﻢ ﺟﺪﻳﺪ ذي ﴎﻋﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪ ﺧﻼل 30ﻳﻮﻣﺎ ﰲ وﻗﺖ ﻻﺣﻖ.
إﺿﺎﻓﻴﺔ .إﻻ أن ﻫﻨﺎك أﺳﻌﺎ ًرا ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺪى ﴍﻛﺎت اﳌﺤﻤﻮل اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ اﳌﻜﺎﳌﺎت إﱃ اﻟﺨﺎرج مبﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻐري اﻷوروﺑﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺑني ﻫﺬه اﻟﴩﻛﺎت Ortel Mobile ميﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻬﺎﺗﻒ اﳌﺤﻤﻮل ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘني :إﻣﺎ ﺑﻌﻘﺪة اﺷﱰاك أو ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺪﻓﻊ اﳌﺴﺒﻖ .ﻳﺆدﻳﻴﺪﻓﻊ اﻟﺸﺨﺺ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺷﱰاك ﰲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﳌﺪة ﺳﻨﺘﻴﻨﺘﺤﺪد اﻟﻌﻘﺪة ﻓﻴام ميﻜﻦ اﺳﺘﻌامل ﻫﺬا اﳌﺒﻠﻎ.وﻛﻞ ﻣﻦ أراد أن ﻳﻮﻗﻊ ﻋﻘﺪة اﺷﱰاك ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻪ ﺣﺴﺎﺑﺎ ﺑﻨﻜﻴﺎ أﳌﺎﻧﻴﺎ .أﻣﺎﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺪﻓﻊ اﳌﺴﺒﻖ ﻓﻴﺆدي ﰲ دﻓﻊ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ ﻓﻘﻂ ﻣﺎ اﺳﺘﻬﻠﻜﻪ و ﻳﺴﺘﻬﻠﻜﻪ ﻓﻌﻼ .ﻟﻬﺬا ﺗﻌﺘﱪ ﻫﺬه اﻷﺧرية اﻟﺤﻞ اﻷﻧﺴﺐ ﻟﻠﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص.
ميﻜﻦ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺧﻴﺎرات إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺮﻓﺔ اﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻟﻺﻧﱰﻧﺖ ،وﻳﺘﻢ ﻫﺬا اﻟﺘﻔﻌﻴﻞ أو اﻹﻟﻐﺎء ﺑﻮاﺳﻄﺔ رﺳﺎﻟﺔ ﻧﺼﻴﺔ ﻗﺼرية وﻣﺪة ﺻﻼﺣﻴﺔ ﻫﺬه اﻟﺨﻴﺎرات 30ﻳﻮﻣﺎ ،وﻳﺘﻢ دﻓﻊ مثﻨﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﺻﻴﺪ اﳌﺘﺒﻘﻲ .أﻣﺎ ﻣﻦ ﻛﺎن ﻳﺘﺼﻞ ﻛﺜريا ﺑﺎﻟﺨﺎرج ﻣﺜﻼ،ﻓﻴﻤﻜﻨﻪ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺣﺰﻣﺎت اﻟﺪﻗﺎﺋﻖ واﻟﺘﻮﻓري ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ.
ﺗﻄﺒﻴﻖ ﴍﻛﺔ اﻻﺗﺼﺎل ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺣﻮل اﻟﺮﺻﻴﺪ أو ﺣﺠﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺬي ﺗﻢ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ إﱃ ذﻟﻚ اﻟﺤني .ميﻜﻦ ﻟﺪى Ortel Mobileﻛﺬﻟﻚ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺧﻴﺎرات أﺧﺮى إﺿﺎﻓﻴﺔ أو إﻋﺎدة ﺗﻌﺒﺌﺔ اﻟﺮﺻﻴﺪ.
تفﺳﻐﻀ خﻐارات إضاﺸﻐﺋ ـ والﺎﻌﺸﻐر
ﰲ اﻹﻧﱰﻧﺖ وﻋﲆ اﻟﺨﻂ اﻟﺴﺎﺧﻦ .إن ﻣﻮﻗﻊ اﻹﻧﱰﻧﺖ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟـ Ortel Mobileﻳﻌﻄﻲ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺑﻌﴩ ﻟﻐﺎت www.ortelmobile.de :ﻳﺴﺎﻋﺪك اﻟﺨﻆ اﻟﺴﺎﺧﻦ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ.
6
باب مفتوح
يناير -فبراير • Januar - Feb 2016
كرامة اإلنسان : المادة 1من الدستور األلماني باربارا ماينكه ﺗﺒﺪأ اﳌﺎدة اﻷوﱃ ﻣﻦ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻷﳌﺎين ﻛام ﻳﲇ: »ﻛﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺼﻮﻧﺔ وﻳﻘﻊ واﺟﺐ ﺣامﻳﺘﻬﺎ واﺣﱰاﻣﻬﺎ ﻋﲆ ﻛﻞ ﺳﻠﻄﺎت اﻟﺪوﻟﺔ«. ﻻ ﺗﺸﻜﻞ ﻛﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺒﻨﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻷﳌﺎين ﻓﻘﻂ ،ﻓﺎﳌﺎدة اﻷوﱃ ﻣﻦ اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻋﺎم 1984اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﺸﺄن ذاﺗﻪ» :ﻳﻮﻟﺪ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس أﺣﺮا ًرا وﻣﺘﺴﺎوﻳﻦ ﰲ اﻟﻜﺮاﻣﺔ واﻟﺤﻘﻮق«. ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎس ﻋﲆ أن ﻛﺮاﻣﺔ اﻹﻧــﺴــﺎن ﻗﻴﻤﺔ ﻣﻬﻤﺔ وأﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ، ﻟﻜﻦ اﻵراء ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻟﺪى اﻟﺴﺆال ﻋﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻫﺬه اﻟﻜﺮاﻣﺔ .ﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﺒﻌﺾ أن اﻟﻜﺮاﻣﺔ ﳾء ﻳﺘﻢ اﻛﺘﺴﺎﺑﻪ ،وأن اﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻜﺮاﻣﺔ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ اﻹﻧﺠﺎزات أو اﻟﻮﺿﻊ أو اﻟﺴﻠﻮك،وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻷﳌﺎين ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮل» :ﻛﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺼﻮﻧﺔ« .وإمنﺎ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ﳌﺠﺮد ﻛﻮﻧﻪ إﻧﺴﺎﻧًﺎ ،وﻻ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻮك واﳌﺰاﻳﺎ،وﻻ ميﻜﻦ اﻛﺘﺴﺎﺑﻬﺎ وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻻ ميﻜﻦ »ﻓﻘﺪاﻧﻬﺎ« ،إمنﺎ ميﻜﻦ اﳌﺴﺎس ﺑﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ أﻓﻌﺎل ﺗﻨﻜﺮ ﻋﲆ اﻹﻧﺴﺎن إﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ ﻛﺎﻟﻌﻨﴫﻳﺔ واﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ واﻟﺘﻌﺬﻳﺐ. متﻨﻊ اﳌــﺎدة اﻷوﱃ ﻣﻦ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻷﳌــﺎين ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻬﻚ ﻛﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن ،وﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﳌﺼﺎدﻓﺔ أن ﺗﻘﻮم اﳌــﺎدة اﻷوﱃ ﻣﻦ ﺑني اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻮاد اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺑﺤامﻳﺔ
د .رينيه فيلدانغل ﻛﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن ،اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أﻻ ﺗﻘﻮم أي ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎت اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﳌﺴﺎس ﺑﻬﺎ ،ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﲆ أﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﺤﻖ اﻷﺳﺎﳼ ،وﻫﻨﺎ ﻳﻜﻤﻦ ﺟﻮﻫﺮ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻷﳌﺎين :ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻜﺮاﻣﺔ. ﻗﺒﻞ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻮات ﻛﺎن ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺟﺪل ﺳﺎﺧﻦ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺣﻮل ﺗﺴﻮﻳﻎ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﰲ ﻇﺮوف ﻣﻌﻴﻨﺔ. ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك أﺻﻮات ﺗﻘﻮل ﺑﺘﺴﻮﻳﻎ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ إذا ﻛﺎن ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻴـﺈﻧﻘﺎذ ﺣﻴﺎة آﺧﺮﻳﻦ،ﻣﻊ ﻋﺮﺿﻠﺠﻤﻴﻊ اﻟﺤﺠﺞ اﳌﺆﻳﺪة واﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻠﺘﻌﺬﻳﺐ ،وﻛﻞ اﻵراء اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺒﺎﺳﺎت .ﻟﻜﻦ ﺑﻴﺖ اﻟﻘﺼﻴﺪ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ أن اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻻ ميﻜﻦ ﺗﱪﻳﺮه ﰲ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻷﳌﺎين ﻷن ذﻟﻚ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﲆ اﻹﻧﺴﺎن ﻛﺮاﻣﺘﻪ اﳌﺘﺄﺻﻠﺔ ﻓﻴﻪ؛ اﻟﴚء اﻟﺬي ﻳﺠﺐ أﻻ ﻳﺤﺪث ﺗﺤﺖ أي ﻇﺮف .ﻟﻘﺪ ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﲆ أﻻ ﻳﺘﻢ ﺗﻐﻴري ﻛﺎن اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻷﳌﺎين ً ﻫﺬا ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ أﺧﺮى :اﳌﺎدة 79اﻟﺒﻨﺪ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺗﻨﺺ ﻋﲆ أن اﳌﺎدة اﻷوﱃ ﻫﻲ أﺣﺪ اﳌﻮاد اﻟﺘﻲ ﻻ ميﻜﻦ ﺗﻐﻴريﻫﺎ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ أي ﻗﺮا ٍر ﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﰲ اﻟﱪﳌﺎن. ومتﺎ ًﻣﺎ ﻛﺎﻟﺪﺳﺘﻮر اﻷﳌﺎين ،ﻳﻀﻊ اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻛﺮاﻣ َﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻮق ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ .وﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﺈن ﻛﻼ اﻟﻨﺼني ﻻ ﻳﺸﻜﻼن ﻛﺮاﻣﺔ اﻹﻧــﺴــﺎن ﺑﻞ ﻳﻌﱰﻓﺎن ﺑﻬﺎ وﻳﺆﺳﺴﺎن ﻻﺣﱰاﻣﻬﺎ .وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬا اﳌﺒﺪأ،ﻣﺎﻳﺰال ﺑﻌﺾ اﳌﺸﻜﻜني ﻳﻘﻮﻟﻮن أن »ﻛﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن« ﻫﻲ ﻣﻔﻬﻮم أو ﻣﻌﺘﻘﺪ دﻳﻨﻲ ،ﻟﻜ ّﻦ
اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻷﳌﺎين ﻛام ﻛﻞ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧــﺴــﺎن ﺗﻀﻤﻦ ﺣﺮﻳﺔ اﻷدﻳـــﺎن واﳌﻌﺘﻘﺪات اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻻ ميﻜﻦ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺒﺪأﻛﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن وﻓﻘًﺎ ﻟﺪﻳﻦٍ ﻣﺎ دوﻧﺎً ﻋﻦ ﻏريه ،ﻷن ﻫﺬا ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺮﻳﺔ .وﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺤﺎ ٍل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال أن ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻵﺧﺮون إﻳﺠﺎد رواﺑﻂ ﻣﻊ أدﻳﺎﻧﻬﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ ،وإﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﺜري أن ﻧﻜﺘﺸﻒ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻷدﻳــﺎن ﺗﻌﲇ ﺷﺄن ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ﻳﻌﺘﱪ اﳌﺴﻴﺤﻴﻮن أن اﻟﺠﻨﺲ اﻟﺒﴩي ﺧﻠﻖ ﻋﲆ ﺻﻮرة اﻟﻠﻪ ،ﻛام ﻳﻌﺮف اﳌﺴﻠﻤﻮن اﳌﻮﻗﻊ اﻟﺨﺎص ﻟﻠﺠﻨﺲ اﻟﺒﴩي ﺑني اﻟﺨﻠﻖ ومتﻴﻴﺰ اﻹﻧﺴﺎن ﻛﺤﺎﻛﻢ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻠﻪ ﻋﲆ اﻷرض. اﻟﻴﻮم ﻧﺮى ﰲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل ﻛﻴﻒ ﺗﻌﻤﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت واﻟﺠامﻋﺎت اﳌﺴﻠﺤﺔ واﻷﻓ ـﺮاد ﻋﲆ اﻧﺘﻬﺎك اﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ،وﻟﻬﺬا ﻓﺈن ﺣامﻳﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻷﳌﺎين ﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻻ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺠﺮد ﻧﻈﺮﻳﺔ ،وإمنﺎﻋﲆ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ أن ﻳﺤﱰم وﻳﺤﻤﻲ ﻛﺮاﻣﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،وأن ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﺣامﻳﺘﻬﺎ وﻋﺪم اﻧﺘﻬﺎﻛﻬﺎ ﺗﺤﺖ أﻳﺔ ﻇﺮوف ،وأن ﻧﻬﺘﻢ ﺑﺒﻌﻀﻨﺎ،وﻧﻌﱰف ﺑﺘﺴﺎوﻳﻨﺎ ﰲ إﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻨﺎ. محاميّــة ألمانيــة وخبيــرة فــي حقــوق اإلنســان ،عملــت فــي الكثيــر مــن المؤسســات الوطنيــة والدوليــة كاألمــم .المتحــدة ،وكمستشــارة للبرلمــان األلمانــي
التخصص الطبي لألطباء الالجئين خارطة طريق د .هاني حرب ﺳﺄﻟﻨﻲ ﺻﺪﻳﻘﻲ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﻘﺎدم ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻣﻦ ﺳﻮرﻳﺎ ﻋﻦ ﻃﺮق ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺗﺨﺼﺼﻪ واﻟﻌﻤﻞ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ. إﺟﺎﺑﺘﻲ اﻻوﱃ ﻛﺎﻧﺖ إﻛامل ﺗﻌﻠﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ. ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟــﺴــﻮري أو اﻟــﻌــﺮيب ﺣــﺎل وﺻــﻮﻟــﻪ إﱃ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻻﺟﺌًﺎ،وﻣﻦ اﳌﻬﻢ ﺟﺪا ً أن ﻳﻘﻮم اﻟﻄﺒﻴﺐ ﺑﺎﺳﺘﺨﺮاج ﻣﺎ ميﻜﻨﻪ ﻣﻦ اﳌﺴﺘﻨﺪات اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻛﺪ أﻧﻪ ﻃﺒﻴﺐ؛ ﻣﻦ ﺷﻬﺎدات ﻃﺒﻴﺔ وﺗﺴﺠﻴﻞ ﰲ اﻟﻨﻘﺎﺑﺔ ووزارة اﻟﺼﺤﺔ ﰲ ﺑﻠﺪه اﻷم،وﻣﻦ اﳌﻔﻀﻞ أﻳﻀﺎ واﳌﻨﺼﻮح ﺑــﻪ أن ﻳﻘﻮم اﻟﻄﺒﻴﺐ دامئــﺎ ﺑﺘﺠﻬﻴﺰ ﻧﺴﺨﺔ اﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺔ ﻣﻦ أوراﻗــﻪ ﰲ ﺑﻠﺪه اﻷم ﻟﻄﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﻨﺎك ﰲ ﺣﺎﻟﻀﻴﺎﻋﻬﺎ. إن ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﻮاﺻﻞ ﺣﺪﻳﺜًﺎ إﱃ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ إذن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﻳﺨﻮﻟﻪ اﻟﺒﺪء ﺑﻌﻤﻠﻪ اﻟﻄﺒﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﺳﻬﻼً ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ. وﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ ﺳﻴﺠﺪ اﻷﻃﺒﺎء اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﻌﻤﻞ أوﻻًوﻣــﻦ اﳌﻌﺎﻫﺪ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺛﺎﻧﻴﺎ وأﺧ ًريا ﻣﻦ اﳌﺸﺎﰲ ﻧﻔﺴﻬﺎ. ﻣﻦ اﳌﻬﻢ ﺟﺪا أن ﻳﺒﺪأ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﺑﺘﻌﻠﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﱃ ﻣﺴﺘﻮى ال ) (C1وﺳﻴﺴﺄل ﻛﺜريون مل ) (C1ﺑﻴﻨام ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت ﺗﻄﻠﺐ ﻓﻘﻂ ) (B2ﻟﻠﻌﻤﻞ؟ .إن اﻟﻠﻐﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ وﻣﺪى إﺗﻘﺎﻧﻚ ﻟﻬﺎ ﻫﻮ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻷول واﻷﻫﻢ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻣﻜﺎن ﻟﻠﻌﻤﻞ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ .وﻗﺪ ﺑﺪأﺗﺎﻟﻮﻻﻳﺎت اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﺬ ﺑﺪء ﻋﺎم 2015ﺑﺘﺼﻌﻴﺐ ﴍوط اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻸﻃﺒﺎء،ﺑﻐﻴﺔ اﻟﻮﺻﻮل ﳌﺴﺘﻮى ﻟﻐﻮي ﻋﺎ ٍل ﻟﻠﻄﺒﻴﺐ اﻷﺟﻨﺒﻲ واﻟﺬي ﻳﺨﻮﻟﻪ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﳌﺮﴇ اﻷﳌﺎن دون اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺪوﻧﻴﺔ أو ﺷﻌﻮر اﻷﳌﺎن ﺑﺎﻟﺨﻄﺮ. ﺑﻌﺪ ﺗﺠﺎوز اﻟﻌﻘﺒﺔ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ اﻷوﱃ ،ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﲆ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﻠﻐﻮي ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟـــﺪورات اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﺘﺨﺼﺼﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻴﻪ اﳌﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﴬورﻳﺔ ﺟـﺪًا ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ
ماذا سيحدث في كرنفال كولونيا 2016؟
ﻣﻊ اﳌﺮﴇ واﻷﻃﺒﺎء ،وﺿﻤﻦ اﳌﺸﻔﻰ واﻟﻨﻈﺎم اﻟﻄﺒﻲ اﻷﳌﺎين .ﻫﺬه اﻟﺪورات ﺗﻌﺘﱪ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻷﻫﻢ واﻷﻛرث ﴐورة ﻟﻴﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﺘﻄﻮر ﺿﻤﻦ اﳌﺸﻔﻰ،وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ. إن اﻟﻌﻘﺒﺔ اﻷﻛﱪ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻮاﺟﻪ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﻮاﺻﻞ ﺣﺪﻳﺜًﺎ إﱃ أﳌﺎﻧﻴﺎ ،ﺑﻌﺪ إﻧﻬﺎﺋﻪ اﻟﻠﻐﺔ واﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻟﺸﻬﺎدات اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺷﻬﺎدة ال )(C1 وﺷﻬﺎدات اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﻴﺔ ،ﻫﻲ وﺟﻮب أن ﻳﻘﻮم اﻟﻄﺒﻴﺐ ﺑﺘﺤﻀري ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻤﻴًﺎ وﻃﺒﻴًﺎ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ اﻣﺘﺤﺎن اﳌﻌﺎدﻟﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ .ﻋﲆ اﻷﻃﺒﺎء ﻋﺪم اﻟﺘﻬﺮب ﻣﻦ اﻻﻣﺘﺤﺎن ﻓﻬﻮ اﳌﻘﻴﺎس اﻟﺮﺋﻴﴘ واﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﺨﱪﺗﻬﻢ وﻗﻮﺗﻬﻢ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ واﻟﻄﺒﻴﺔ ﰲ آنٍ واﺣﺪ. إن اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻟﺤﺎﱄ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ، وﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺣﻜﻮﻣﺎت اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻫﻮ أن ﺗﺘﻢ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﺑﺎﻣﺘﺤﺎن ﻃﺒﻲ ﻛﺎﻣﻞ ،وﻋﺪم ٍ ﺳﻨﻮات ﺗﻌﺪﻳﻞ أوراﻗﻪ دون اﻣﺘﺤﺎﻧﺎت ،ﻛام ﰲ ﺳﺎﺑﻘﺔ وﺣﺎﻻت ﺳﺎﺑﻘﺔ ﰲ وﻻﻳﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻧﺤﻦ ﺑﻐﻨﻰ ﻋﻦ اﻟﺪﺧﻮل ﰲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻﻣﺘﺤﺎن اﳌﻌﺎدﻟﺔ ﻟﻸﻃﺒﺎء ﻓﻬﻮ ﻳﻨﻘﺴﻢ إﱃ ﺷﻘني :اﻷول وﻫﻮ اﻻﻣﺘﺤﺎن اﻟﻨﻈﺮي،وﻫﻮﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺗﱰاوح ﻣﺪﺗﻬﺎ ﺑني 30و 45دﻗﻴﻘﺔ ﻟﺜﻼﺛﺔ ﺗﺨﺼﺼﺎت ﻫﻲ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﺠﺮاﺣﺔ, وﺗﺨﺼﺺ ﺛﺎﻟﺚ ﻳﻘﻮم اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎره. ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﻘﺴﻢ اﻟﻨﻈﺮي ﻳﺘﻢ اﻻﻧﺘﻘﺎل إﱃ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﻌﻤﲇ ،وﻫﻮ أن ﻳﻘﻮم اﻟﻄﺒﻴﺐ ﺑﺄﺧﺬ اﻟﻘﺼﺔ اﳌﺮﺿﻴﺔ ﻣﻦ أﺣﺪ اﳌــﺮﴇ اﳌﻌﻴﻨني ﻣﻦ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻔﺎﺣﺼﺔ ،وﻣﻦ ﺛﻢ اﻗﱰاح اﻟﻌﻼج اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺠﻨﺔ وأﺧ ًريا ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﴪﻳﺮﻳﺔ )اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ(. ﻣﺪة اﻟﻘﺴﻢ اﻟﻌﻤﲇ ﺗﱰاوح ﻣﻦ 30إﱃ 60دﻗﻴﻘﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ وﺑﻌﺪ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ ﻳﺘﻢ إﻋﻄﺎء اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺧﻼل أﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﴩ دﻗﺎﺋﻖ ﻣﻦ اﻧﺘﻬﺎء اﻻﻣﺘﺤﺎن.
ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻨﺠﺎح ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻟﺪى اﻷﻃﺒﺎء اﻟﻌﺮب ﰲ ﻫﺬا اﻻﻣﺘﺤﺎن ﻣﻦ اﳌﺮة اﻷوﱃ :ﺑني % 70-50ﺣﺴﺐ اﻟﻮﻻﻳﺔ،وﺑﻌﺪ اﻹﻋﺎدة ﻳﻨﺠﺢ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﺎدة. إن اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺷﻬﺎدة اﳌﻌﺎدﻟﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﺳﺘﻔﺘﺢ ﻟﻠﻄﺒﻴﺐ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻵﻓﺎق ﻟﻠﺒﺪء ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻛﺄي ﻃﺒﻴﺐ أﳌﺎين واﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ راﺗﺐ ﻛﺎﻣﻞ ،وﻋﻠﻴﻪ ﺳﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺒﺪء مبﺴريﺗﻪ اﻟﻄﺒﻴﺔ دون ﻣﺸﺎﻛﻞ أو ﻣﺼﺎﻋﺐ. ﻻﺑﺪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ أن ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻄﺮق إﱃ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﳌﺸﺎﰲ ،ﺣﻴﺚ إن اﳌﺸﺎﰲ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﺗﻨﻘﺴﻢ إﱃ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع :اﳌﺸﺎﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن اﻟﻔﺮص ﻓﻴﻬﺎ دون وﺟﻮد ﺧﱪة ﺳﺎﺑﻘﺔ – داﺧﻞ أو ﺧﺎرج أﳌﺎﻧﻴﺎ -ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،اﳌﺸﺎﰲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ وﻫﻲ ﻋﺎد ًة ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟﺤﺠﻢ وﻳﻜﻮن اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻴﻬﺎ أﺳﻬﻞ،وﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﳌﺸﺎﰲ ﻫﻮ اﻷﻓﻀﻞ ﻟﺒﺪء اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻟﻸﻃﺒﺎء. أﻣﺎ اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻬﻮ اﳌﺸﺎﰲ اﻟﺨﺎﺻﺔ واﻟﻜﻨﺴﻴﺔ ﺻﻐرية اﻟﺤﺠﻢ واﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮن اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻴﻬﺎ ﺳﻬﻼً وﻟﻜﻨﻪ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﺒﻴﺎت وﻣﻨﻬﺎ ﻋﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﻛﺘﺴﺎب ﻣﻬﺎرات ﻃﺒﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ،أو زﻳﺎدة اﻟﺨﱪة ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﳌﻄﻠﻮب .ﻳﻨﺼﺢ اﻟﻄﺒﻴﺐ أن ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻟﻠﻤﺸﺎﰲ اﻟﺼﻐرية وﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﻨﻬﺎ إﱃ اﳌﺸﺎﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ اﻷﻛﱪ ﰲ ﺣﺎل ﻛﺎن ﻳﺮﻏﺐ ﺑﺒﺪء ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ مبﻮازاة ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻄﺒﻴﺔ ،أﻣﺎ إن ﻛﺎن ﻳﺮﻏﺐ ﺑﺎﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ ﻓﺎﳌﺸﺎﰲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﺨﻴﺎر اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻄﺒﻴﺐ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ أمتﻨﻰ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻷﻃﺒﺎء ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻮﻓﻘﺔ وﺳﻠﺴﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ،وأن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻋﻨﺪ ﺣﺴﻦ اﻟﻈﻦ ﺑﻬﻢ ﻛام ﻋﻮدوﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘًﺎ ﰲ ﺑﻠﺪﻫﻢ اﻷم. أخصائــي فــي علــم المناعــة والجينــات – خبيــر الدراســة والتخصــص للطلبــة واألطبــاء العــرب لعــدد مــن الجامعــات والشــركات
ﺑﻌﺪ اﻻﻋﺘﺪاءات اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻋﲆ اﻟﻨﺴﺎء ﻟﻴﻠﺔ ٍ ﺣﺪث إﺣﺘﻔﺎ ٍﱄ ﺿﺨﻢ رأس اﻟﺴﻨﺔ ،وﻣﻊ اﻗﱰاب آﺧﺮﰲ ﺷﻬﺮ ﺷﺒﺎط ﻓﱪاﻳﺮ،ﻳﺘﺨ ّﻮف ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﺣﺪوث ﳾء ﳼء ﺛﺎﻧﻴﺔ. ﺑﺪاﻳﺔً ،ﻳﺘﻔﻖ اﻟﺠﻤﻴﻊ أن ﻣﺎ ﺣﺪث ﰲ اﻟﺤﺎدي واﻟﺜﻼﺛني ﻣﻦ دﻳﺴﻤﱪ ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ ﻛﺎن ﻣﺮو ًﻋﺎ، وﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﺠﻨﺒﻪ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼً ﺑﻜﺎﻓﺔ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬا مل ﻳﻜﻦ ﺟﺪﻳﺪًا ﻛﻠ ًﻴﺎ ومل ﻳﺸﻜﻞ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ. ووﻓﻘًﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن اﻋﺘﺪا ًء إﺟﺮاﻣ ًﻴﺎ ﻣﻨﻈام ﺿﺪ اﻟﻨﺴﺎء،إذﺗﻢ اﻟﺘﺤﺮش ﺑﺎﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ً ﺟﻨﺴ ًﻴﺎﻛام ﺣﺪﺛﺖ ﺟﺮاﺋﻢ اﻏﺘﺼﺎب .ﻳﺼﻨﻒ اﻟﺘﺤﺮش ﻛﺴﻠﻮك ﻗﺒﻴﺢ وإﺟﺮاﻣﻲ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻛام ﰲ ﻛﻞ اﻟﻌﺎمل ﻋﻘﻮﺑ ًﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ .ﻟﺴﻮء اﻟﺤﻆ مل ﻳﻜﻦ ﺣﻀﻮر اﻟﴩﻃﺔ ﻛﺎﻓ ًﻴﺎ ﻟﻴﻠﺔ رأس اﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ وﺧﺮج اﻟﻮﺿﻊ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ.ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴني اﻷﳌﺎن و اﳌﻌﻠﻘني ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم،أﺳﺎؤوا اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬه اﻟﺤﻮادث اﻟﺠﺮﻣﻴﺔ ﻟﻴﺘﻬﻤﻮا اﻟﻼﺟﺌني ﺑﺸﻜﻞٍ ﻋﺎم ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرأن أوﺻﺎف ﻣﻌﻈﻢ اﳌﺸﺘﺒﻪ ﺑﻬﻢ ﰲ ﺟﺮاﺋﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ ﺗﺮﺟﺢ أﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺷامل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ .وﺑﻨﺎ ًء ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺣﺎول ﻣﻤﺜﻠﻮا وﻣﻨﺘﺴﺒﻮا اﻟﺠﻨﺎح اﻟﻴﻤﻴﻨﻲ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ واﻟــﺬﻳــﻦ ﻳﻌﺎرﺿﻮن وﺟﻮد ﴩ اﻟﺘﻌﻤﻴامت اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ واﻟﻼﺟﺌني ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ،ﻧ َ ﺣﻮل »اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮيب« واﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﺿﺪ اﻟﻼﺟﺌني ُ أﻓﻌﺎل ﻗﻠ ٍﺔ ﻣﻦ اﳌﺠﺮﻣني، ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ،واﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻟﻠﺘﺤﺮﻳﺾ ﺿﺪ ﻣﻠﻴﻮن إﻧﺴﺎن آﺧﺮ ﺟﺎؤوا إﱃ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻫﺮﺑًﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺮب وأﻣﻼً ﺑﺤﻴﺎ ٍة آﻣﻨﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻟﻬﻢ ﻓﺮﺻﺎ ﺟﺪﻳﺪة .وﻟﻸﺳﻒ ﻓﺈن ﻛﺮاﻫﻴﺔ اﻷﺟﺎﻧﺐ مل ً ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻌﺒري ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻜﻠامت ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ أﻳﻀً ﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل أﻋامل ﺟامﻋﺎت ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺧﺮﺟﺖ إﱃ اﻟﺸﻮارع ﻟﺘﻬﺪﻳﺪ وﴐب أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺪون »ﻛﺄﺟﺎﻧﺐ«.إ ّن ﻫﺬا اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻌﻨﴫي ﻳﺠﺐ ﻣﺠﺎﺑﻬﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﴩﻃﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ وإداﻧﺘﻪ ﺑﺸﺪة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎيئ. أﻣﺎ اﻵن وﺑﺎﻗﱰاب اﻟﻜﺮﻧﻔﺎل ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺷﻬﺮ ﺷﺒﺎط ﻓﱪاﻳﺮ،ﺑﺪأ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻳﺸﻌﺮون ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ،ﺧﺸﻴﺔ وﻗﻮع ﺣﻮادث ﻋﻨﻒ ،ﺳﻮاء ﺿﺪ اﳌﺮأة ﻣﻦ أي ﺟﻬﺔ ﻛﺎﻧﺖ،أو ﺿﺪ اﻟﻼﺟﺌني أو اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ،إﺿﺎﻓ ًﺔ ﻟﱰﻗﺐ أي ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻘﺎﺷﺎت اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ اﳌﺤﺘﺪﻣﺔ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ. وﻧﻈﺮا ً ﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﺤﺪث ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ ﻟﺘﺠﻨﺐ ﺗﻠﻚ اﳌﺨﺎﻃﺮ وﻗﺪ وﻋﺪت اﻟﻌﻤﺪة ﻫرنﻳﻴﺖ رﻳﻜﺮ ﺑﺤﺎﻟﺔ أﻣﻨﻴﺔ أﻓﻀﻞ ،وﻳُﺘﻮﻗﻊ ﺗﻮاﺟﺪ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﴩﻃﺔ. ﻳﺘﻢ اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﺎﻟﻜﺮﻧﻔﺎل ﰲ ﻋﺪة ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﻦ أﳌﺎﻧﻴﺎ وﻣﻦ اﻟﻌﺎمل ﻛﺎﻟﱪازﻳﻞ -ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎأﻫﻤﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،وﺗﻌﻮد أﺻﻮﻟﻪ إﱃ ﺷﻘني :اﻷول ﻳﻌﻮد ﺗﺎرﻳﺨﻪ إﱃ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﳌﻴﻼد أي ﻗﺒﻞ أﻛرث ﻣﻦ أﻟﻔﻲ ﻋﺎم ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻣﻬﺮﺟﺎﻧًﺎ ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ اﻟﺸﺘﺎء وﻗــﺪوم اﻟﺮﺑﻴﻊ ،وﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﻳﻌﺘﻘﺪون أﻧﻪ ﻳﻄﺮد »أﺷﺒﺎح« اﻟﺸﺘﺎء ،وﻟﻬﺬا ﻧﺠﺪ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻜﺮﻧﻔﺎل -ﻛﺠﻨﻮب أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻣﺜﻼً -أزﻳﺎء ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﺷﺒﺎح واﻟﺴﺎﺣﺮات. أﻣﺎ اﻟﺸﻖ اﻟﺜﺎين ﻓﻬﻮ دﻳﻨﻲ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻟﻜﺮﻧﻔﺎل ﻳﻌﺘﱪ آﺧﺮ ﻛﺮﻧﻔﺎﻻت اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﺎﻟﻄﻌﺎم واﻟﴩاب اﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ،ﻗﺒﻞ أن ﺗﺒﺪأ ﻓﱰة اﻟﺼﻴﺎم اﻟﺘﻲ متﺘﺪ ﻟﺴﺘﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ وﺗﺴﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﻋﻴﺪ اﻟﻔﺼﺢ .وﰲ
اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﱰة اﻟﺼﻴﺎم ﻫﺬه ﺻﺎرﻣﺔ ﺟ ـ ًﺪا ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻨﺎول اﻟﻨﺎس اﻟﻄﻌﺎم ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻔﱰة ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻮاﺿﻊ ﺟ ًﺪا ،ﻓﻼ ﻃﻌﺎم ﺧﻼل اﻟﻨﻬﺎر وﻻ ﺣﻠﻮى وﻻ ﻟﺤﻮم وﻻ ﺑﻴﺾ وﻻ ﻣﴩوﺑﺎت ﻛﺤﻮﻟﻴﺔ .وﺗﺄيت ﻛﻠﻤﺔ ﻛﺮﻧﻔﺎل ﻣﻦ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ »ﻛﺎرين« واﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻠﺤﻢ .وﻟﻬﺬا ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﻌﺮوف أن أﻳﺎم اﳌﻬﺮﺟﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪأ ﻳﻮم اﻟﺨﻤﻴﺲ وﺗﻨﺘﻬﻲ ﻳﻮم اﻟﺜﻼﺛﺎء ﺳﺘﻜﻮن اﺣﺘﻔﺎﻻت ٍﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺼﺨﺐ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺒﺪأ اﻟﺼﻴﺎم ،وﻫﺬا ﻳﺸﺒﻪ ﻧﻮ ًﻋﺎ ﻣﺎ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺑﻬﺎ اﳌﺴﻠﻤﻮن ﺑﻮﻟﻴﻤﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء رﻣﻀﺎن،ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﰲ أرﺑﻌﺎء اﻟﺮﻣﺎد اﻋﺘﺎد اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻫﺎب إﱃ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﺑﺪء اﻟﺼﻴﺎم. اﻟﻴﻮم أﺻﺒﺤﺖ اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻬﺬا اﻻﺣﺘﻔﺎل أﻗﻞ أﻫﻤﻴﺔ ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺤﺖ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻜﺜريﻳﻦ ﻃﻲ اﻟﻨﺴﻴﺎن ،ﻟﻜﻦ اﻟﴚء اﻟﺬي ﻣﺎﻳﺰال ﻣﻮﺟﻮدًا ﻫﻮ اﳌﻬﺮﺟﺎن اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ،واﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﻧﻘﻄﺔ ﺟﺬب ﺳﻴﺎﺣﻴﺔ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﰲ اﳌﺪﻳﻨﺔ. ﺻﺤﻴﺢ أن اﳌﻬﺮﺟﺎن ﻗﺪ ﻳﺒﺪو اﻟﻴﻮم ﻏﺮﻳﺒًﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻜﺜريﻳﻦ-مبﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﳌــﺎن -ﻷن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﰲ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻳﺮﺗﺪون أزﻳﺎ ًء ﺗﻨﻜﺮﻳﺔ، وﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎس ﻳﴩﺑﻮن ﰲ اﻟﺸﻮارع ،وﺗﻌﺰف ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﳌﻬﺮﺟﺎن ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن .ﳌﺪة ﺳﺘﺔ أﻳﺎم ﺗﺪﺧﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﰲ ﺟﻨﻮنٍ ﺗﺎم واﻟﻜﺜريون ﻳﺤﺒﻮن ﻣﻈﺎﻫﺮه،ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺨﻴﺎﻃﺔ أزﻳﺎﺋﻬﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﴬوﻧﻬﺎ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻃﻮال اﻟﻌﺎم ،وﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻨﺘﺴﺒﻮن ﻛﺄﻋﻀﺎء ﰲ »ﻧــﺎدي اﻟﻜﺮﻧﻔﺎل« ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺘﺤﻀري اﻟﻌﺮﺑﺎت ﻟﻠﻤﻮﻛﺐ اﻟﻜﺒري .ﻳﻘﺎم اﳌﻮﻛﺐ اﻷﻛﱪ ﻳﻮم اﻹﺛﻨني واﻟﺬي ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ »اﻹﺛﻨني اﻟــﻮردي« اﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎس أﻫﻢ أﻳﺎم اﻟﺴﻨﺔ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﱪ اﳌﻮﻛﺐ مبﺌﺎت اﻟﺴﻴﺎرات .ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻻ ﻳﺤﺒﻮن ذﻟﻚ أﺑ ًﺪا وﻳﻐﺎدرون اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺧﻼل ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻋﻄﻠﺔ. أﻧﺼﺢ اﻟﺠﻤﻴﻊ مبﺸﺎﻫﺪة ﻣﻮﻛﺐ اﻹﺛﻨني اﻟﻮردي ﺟﻤﻴﻞ وﻧﺎﺑﺾ ﺑﺎﻟﻔﺮح واﻷﻟﻮان، ٌ ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﺣﺪث ﻫﻮ ﻳــﻮ ٌم ﻣﻤﻴﺰ أﻳﻀً ﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺎرﺗﺪاء اﻷزﻳﺎء أو ﺗﻠﻮﻳﻦ وﺟﻮﻫﻬﻢ وﻣﺎ إﱃ ذﻟﻚ ،وﺧﻼل اﳌﻮﻛﺐ اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﻋﺎد ًة ﻣﺰدﺣام ﺟﺪًا ﻳﺮﻣﻲ اﻟﻨﺎس اﻟﺤﻠﻮى واﻟﺸﻮﻛﻮﻻ ﻣﻦ ً اﻟﺴﻴﺎرات.ﻫﺬا ﻫﻮ اﳌﻬﺮﺟﺎن اﻟﺮﺋﻴﴘ ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ وﻗﺪ اﻧﺘﴩ ﰲ ﻛﺜريٍ ﻣﻦ اﳌﺪن اﻷﺧﺮى. وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻫﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﴩﺑﻮن أو ﻳﻨﺰﻋﺠﻮن ﻣﻦ اﻟــﴩب ﻋﻠ ًﻨﺎ ﻗﺪ ﻳﺸﻌﺮون ﺑﺎﻹﺳﺎءة ﻣﻦ ذﻟﻚ وﻳﻔﻀﻠﻮن اﻟﺒﻘﺎء ﰲ اﳌﻨﺰل. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻼ ميﻜﻦ ﱄ إﻻ أن أﻗﻮم ﺑﺘﺸﺠﻴﻌﻜﻢ ﻋﲆ اﻟﺬﻫﺎب ورؤﻳﺔ ﻣﻮﻛﺐ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ اﳌﺮﻛﺰي ﻳﻮم اﻹﺛﻨني أو اﳌﻮاﻛﺐ اﻟﺼﻐرية ﰲ أﺣﻴﺎء ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﳌﺪﻳﻨﺔ واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺪن اﻟﺼﻐرية ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ. إذا ﺗﴫف اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺎﺣﱰامٍ وﻣﺤﺒﺔ وﺑﻌﻘﻞ ﻣﻨﻔﺘﺢ ﻧﺄﻣﻞ أن ﻳﻜﻮن ﻛﺮﻧﻔﺎل 2016آﻣ ًﻨﺎ متﺎ ًﻣﺎ وﻧﺎﺑﻀً ﺎ ﺑﺎﻟﺤﻴﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺴﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﻬﺎ. مدير مكتب مؤسسة هاينرش بول في رام اهلل فلسطين سابقًا ( ،)2012-2015درس التاريخ في كولونيا ،واللغة العربية في دمشق.
باب مفتوح
ا�رﺣاد بﺛ ًﻗ ﻄﻆ ا�ﺲراض ﺾﻐﺷ تساﺲﺛ MoneyGramالﻘجﺆﻐﻆ ﺸﻎ الﺳﺑﻌر ﺲﻂى ﺬرﻏﺼﻋﻃ ﺸﻎ ألماﻇﻐا ﻫﻨﺎ .وﺑﺬﻟﻚ ﺗﻀﻄﻠﻊ MoneyGramﰲ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت ودورمتﻮﻧﺪ وﻣﻴﻮﻧﺦ ،ﺛﻢ مبﺴﺆوﻟﻴﺘﻬﺎ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻛﻤﺆﺳﺴﺔ ﻣﺘﻌﺪدة ﺳﺘﺘﻠﻮﻫﺎ ﻣﻮاﻗﻊ أﺧﺮى ﻋﲆ اﻟﺘﻮاﱄ. اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت وﺻﺎﺣﺒﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﳌﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﲆ 2700ﻣﻮﻇﻒ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎمل ،دون أﻏﻆ؟ ﻄاذا؟ ﺾﻐﺷ؟ تطﺊﻐﺺ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺑﺘﻮﺟﻬﻬﻢ اﻟﺴﻴﺎﳼ أو اﻟﺪﻳﻨﻲ. ﻄرﺖ ًﺊا ﺸﻎ ألماﻇﻐا ،الﺜي
ﻣﻦ ﻳﺄيت إﱃ ﺑﻠﺪ ﻏﺮﻳﺐ ﻛﻼﺟﺊ ،ﻓﻬﻮ ﻣﻀﻄﺮ ﻏﺎﻟ ًﺒﺎ أن ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻪ متﺎ ًﻣﺎ .ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻌني ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻟﻐﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ وﻋﺎدات وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻏري ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ،ﻓﻀ ًﻼ ﻋﻦ ﻏﺎﺑﺔ ﻣﺘﺸﺎﺑﻜﺔ ﻣﻦ اﻟﺒريوﻗﺮاﻃﻴﺔ اﳌﺒﻬﻤﺔ، وﻛﻠﻬﺎ ﺗﻌﺘﱪ ﺟﺰ ًءا ﺻﻐ ًريا ﻣﻦ ﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ ﰲ اﳌﻮﻃﻦ اﻟﺠﺪﻳﺪ.
المﺳﻂﻌﻄات ﺾأﺠاس لﺊﺛاﻏﺋ جﺛﻏﺛة
وﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ﻓﺈن ،MoneyGram ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻫﻲ ذاﺗﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ ذات ﺻﺒﻐﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ وﻳﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﻮﻇﻔﻮن ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل ﺗﻘﺮﻳ ًﺒﺎ ،ﻋﲆ دراﻳﺔ ﺑﻬﺬه ً ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﰲ أن اﳌﺸﺎﻛﻞ وﻫﻲ ﺗﺮﻏﺐ ﺗﻠﻌﺐ دور ﻫﻤﺰة اﻟﻮﺻﻞ ﻟﻼﺟﺌني ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻟﺘﺘﻴﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺪاﻳﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﰲ إﻃﺎر ﺗﻮﻃﻨﻬﻢ
ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺳﺘﺒﺪأ MoneyGramﰲ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﻓﺮوﻋﻬﺎ ﺑﺎﻹﻧﱰﻧﺖ اﳌﺠﺎين )ﻧﻘﺎط اﻟﻮاي ﻓﺎي اﻟﻔ ّﻌﺎﻟﺔ( وﻣﺤﻄﺎت اﻹﻧﱰﻧﺖ، ﻟيك ﻳﺘﺴﻨﻰ ﻟﻼﺟﺌني اﻻﺳﺘﻌﻼم ﻋام ﻳﺮﻏﺒﻮن، ﻋﻼوة ﻋﲆ إﺗﺎﺣﺔ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻬﻢ ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ذوﻳﻬﻢ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻬﻢ .وﺳﺘﺘﺎح ﻫﺬه اﻟﺨﺪﻣﺔ ﰲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷوﱃ ﰲ اﻷﻓﺮع اﻟﻜﺎﺋﻨﺔ
المﻌاﺻع الﺎالﻐﺋ ﻄﺤارﺾﺋ ﺖال ًﻐا ﺸﻎ الﺚﺛﻄﺋ: München
Frankfurt
Dortmund
Bayerstraße 8 80335 München
Zeil 53 60313 Frankfurt a. M.
Gnadenort 44135 Dortmund
Bayerstraße 31 80335 München
Poststraße 2-4 60329 Frankfurt a. M.
Priorstraße 6, 44145 Dortmund
Königsteiner Str. 15 65929 Frankfurt a. M.
ﻇﺊﺜة ﺖﻌل :MoneyGram
– MoneyGramأﺾﺑر ﻄﻆ ﻄﺔرد خﺛﻄﺋ ﺲالمﻐﺋ لﺎﺗﻌﻏﻀ اﻓﻄﻌال
ﺗﻌﺘﱪ MoneyGramﻣﻦ أﻛﱪ رواد ﺧﺪﻣﺔ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻷﻣﻮال اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎمل مبﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﺪد ﻣﻮزﻋني ﻳﺰﻳﺪ ﻋﲆ 350000ﻣﻮزع .ﻓﺨﻼل دﻗﺎﺋﻖ ﻣﻌﺪودة، ميﻜﻦ ﻟﻠﻌﻤﻼء إرﺳﺎل اﻷﻣﻮال واﺳﺘﻼﻣﻬﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ MoneyGramﺣﻮل اﻟﻌﺎمل )ﺑﴫف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﻮاﻋﻴﺪ ﻋﻤﻞ اﳌﻮزﻋني واﻟﻠﻮاﺋﺢ اﳌﺤﻠﻴﺔ(. وﺣﻘﻴﻘﺔ أﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﰲ MoneyGramﻣﻮﻇﻔﻮن ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل ﺗﺜﺒﺖ أن MoneyGramﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﻨﻔﺘﺤﺔ ﻋﺎﳌ ًﻴﺎ .ﻋﻼوة ﻋﲆ ذﻟﻚ ،ﺗﻀﻊ ُ MoneyGramﻧﺼﺐ أﻋﻴﻨﻬﺎ ﻫﺪ ًﻓﺎ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻟﻠﻨﺎس ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﺎرات .ﻟﺬﻟﻚ ،ﻓﺒﺠﺎﻧﺐ ﻣﺆﺳﺴﺔ MoneyGramاﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻧﺪ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺨﻼﻗﺔ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎمل ،ﺗﻮﺟﺪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﴩوﻋﺎت. اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ اﻷﺧﺮى اﳌﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﻜﺒﺎر واﻟﺼﻐﺎر .وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻌﺘﱪ ﺷﻌﺎر " MoneyGram ﺗﺸﺠﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ" ﻫﻮ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ ﰲ واﻗﻌﻨﺎ.
أﺬﻂﺼﺎه MoneyGram ﻏﺼﺛم لﺿﻃ اﻓجﻌبﺋ
وﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺤﻄﺎت اﻹﻧﱰﻧﺖ اﳌﺠﻬﺰة، ميﻜﻦ ﻟﻠﻤﺴﺘﺨﺪﻣني اﻟﺪﺧﻮل إﱃ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺮﺣ ًﺒﺎ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ،واﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪ ﺗﻄﺒﻴ ًﻘﺎ اﺳﱰﺷﺎد ًﻳﺎ ﻳﻘﺪم ﻟﻼﺟﺌني ﺧﺪﻣﺔ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻷوﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ مبﻮﺿﻮع اﻟﻠﺠﻮء ،وﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺒني ﻟﻬﻢ ﻧﻘﺎط اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻬﺎﻣﺔ ﰲ اﳌﺪنً . ﻋﻠام ﺑﺄن اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻣﺘﺎح ﺑﺎﻟﻠﻐﺎت
اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ واﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ واﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،أﻧﻈﻤﺔ ﺗﺸﻐﻴﻞ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﺠﻮاﻟﺔ اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ. وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺳﻴﺘﻢ ﺗﺤﺪﻳﺜﻪ مبﻌﻠﻮﻣﺎت ﺻﺤﻴﺤﺔ المسﺂولﻐﺋ اﻗجﺎماﺲﻐﺋ ﺑﺼﻔﺔ دورﻳﺔ ﻟيك ﻳﺘﻴﺢ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ ً اﻹرﺷﺎدات ﻟﻠﻘﺎدﻣني اﻟﺠﺪد وﺗﻴﺴري ﺲﻌضا ﺲﻆ تروﻏﺒ المﺊﻐﺳات اﻧﺪﻣﺎﺟﻬﻢ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻷﳌﺎين ،وﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى ﻣﺴﺎﻧﺪة اﻟﺴﻠﻄﺎت أو ﻣﻨﻈامت ﺑﺠﺎﻧﺐ اﳌﺴﺎﻋﺪة اﳌﺤﻀﺔ ﰲ ﺗﻮﺻﻴﻞ اﻹﻏﺎﺛﺔ .وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ،ﻳﺘﻢ ردم اﻟﻬﻮة ﺑني ﺑني اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ،ﺗﺸﺠﻊ MoneyGramﺗﻮاﺻﻞ ﻃﺎﻟﺒﻲ اﳌﺴﺎﻋﺪة واﻟﺮاﻏﺒني ﰲ اﳌﺴﺎﻋﺪة ،اﻟﻼﺟﺌني ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ ﰲ دول اﻟﻮﻃﻦ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻧﴩ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻮاي ﻓﺎي اﳌﺠﺎﻧﻴﺔ. وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت وﺟﻬﺎت اﻻﺗﺼﺎل اﳌﺤﻠﻴﺔ /وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻄ ّﺒﻖ ﺷﻌﺎر اﳌﺆﺳﺴﺔ " MoneyGramﺗﺸﺠﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ" ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ. اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ،ﻛام أﻧﻨﺎ ﻧﱪﻫﻦ ﻋﲆ أن وﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﻏﺐ ﰲ اﺳﺘﺨﺪام ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺮﺣ ًﺒﺎ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺗﺤﺘﻞ ﻣﻮﻗ ًﻌﺎ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺤﻄﺎت إﻧﱰﻧﺖ ﺑﺎرزًا. ،MoneyGramﻓﺒﻮﺳﻌﻪ أﻳﻀً ﺎ ﺗﺤﻤﻴﻠﻪ ﻣﺠﺎﻧًﺎ .ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄن اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻣﺘﺎح ﻟﺠﻤﻴﻊ
تطﺊﻐﺺ ﻄرﺖ ًﺊا ﺸﻎ ألماﻇﻐا
اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻋﲆ اﻻﻧﺪﻣﺎج ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻬﺎﺗﻒ اﻟﺬيك ﻟﻼﺟﺌني واﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻳﺸﺘﻤﻞ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻋﲆ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت أﺧﺮى ﻣﺤﻠﻴﺔ/إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺘﺎح ﺑﺎﻟﻠﻐﺎت اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ واﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ واﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ • ﻣﺘﺎح ﻷﻧﻈﻤﺔ ،Androidو ،iOSو Windows • ﻣﺘﻌﺪد اﻟﻠﻐﺎت مبﺎ ﻳﻼﺋﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﺨﺪم • ﻣﺘﻮاﻓﺮ ﺑﺎﻟﻠﻐﺎت اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ/اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ/اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ/اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻮﻓريه ﺑﻠﻐﺎت أﺧﺮى • ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺸﺄن اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ • ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺸﺄن ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻠﺠﻮء • ﺟﻬﺎت اﺗﺼﺎل ﻫﺎﻣﺔ ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮى اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ وﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى أﳌﺎﻧﻴﺎ • ميﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﺣﺘﻰ ﺑﺪون اﻻﺗﺼﺎل اﻟﺪاﺋﻢ ﺑﺎﻹﻧﱰﻧﺖ • ﻻ ﻳﺸﺘﻤﻞ إﻻ ﻋﲆ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺻﺤﻴﺤﺔ وﻣﺤﻘﻘﺔ • ﻳﺘﻢ ﺗﺤﺪﻳﺜﻪ وزﻳﺎدة ﻣﺤﺘﻮاه ﺑﺼﻔﺔ دورﻳﺔ • ﻣﻔﻬﻮم ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ اﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ • ﻣﺒﺎدرة ﻻ ﺗﻬﺪف ﻟﻠﺮﺑﺢ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺘني ﻣﺘﺨﺼﺼﺘني ﰲ ﺗﻘﻨﻴﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت • ﻣﺪﻋﻮم ﻣﻦ MoneyGram
8
باب مفتوح
يناير -فبراير • Januar - Feb 2016
كيف تتعامل ألمانيا مع القاصرين؟ الرسمي بشؤون خدمات الشباب في هامبورغ ،كالوس بيتر بيرندت حوار مع المتح ّدث ّ رشاد الهندي – هامبورغ ما أنواع دور الرعاية ،من يعمل بها وما هي تكلفتها المالية؟
من هو كالوس بيتر؟
أﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﻮاﻟﻴﺪ ﻫﺎﻣﺒﻮرغ ،ﻋﻤﺮي 61ﻋﺎ ًﻣﺎ،أﻋﻤﻞ ﰲ اﻟﺸﺆون اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ،وﰲ ﻣﺴﺎﻛﻦ وﻣﺆﺳﺴﺎت ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻟﻼﺟﺌني واﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ،ﺧﱪيت ﻣﻊ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ واﻟﻼﺟﺌني متﺘ ﱡﺪ ﻷرﺑﻌني ﻋﺎ ًﻣﺎ .ﻛام ﻛﻮﴆ ّﻟﻼﺟﺌني اﻟﻘﺎﴏﻳﻦ ،وﻋﻀﻮ أﻋﻤﻞ ﺗﻄﻮﻋﻴًﺎ ﱟ ﰲ ﻟﺠﻨﺔ ﺧﺪﻣﺎت اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﺣﻲ أﻟﺘﻮﻧﺎ مبﺪﻳﻨﺔ ﻫﺎﻣﺒﻮرغ. ذكــرت أنــك عضو فــي لجنة خدمات الشباب ،ما وظائف هذه اللجنة وكيف يتم تشكيلها؟
ﺑﺤﺴﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﳌﺎين ﻟﻠﺸﺆون اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ،ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﻛﻞ ﺣﻲ أو ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻟﺠﻨﺔ ﺧﺪﻣﺎت ﻟﻠﺸﺒﺎب،وﻫﻲ ﺟﺰ ٌء ﻣﻦ داﺋﺮة ﺧﺪﻣﺎت اﻟﺸﺒﺎب،وﺗﻌﻤﻞ ﺳﻴﺎﺳﻴًﺎ وإدارﻳٍّﺎ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺨﺪﻣﺎت ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﳌﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻨﻬﺎ،وﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣــﻦ %60ﻣﻦ ﻣﻤﺜﲇ اﻷﺣ ـﺰاب، أﺧﺼﺎﺋﻴﻲ ﺧﺪﻣﺎت اﻟﺸﺒﺎﺑﺎﻟﻘﺎﴏﻳﻦ، و %40ﻣﻦ ّ أﻣﺜﻞ ﺣﺰب اﻟﻴﺴﺎر ﰲ اﻟﻠﺠﻨﺔ واﳌﺘﺤﺪّث وأﻧﺎ ُ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﺸﺆون ﺧﺪﻣﺎت اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻫﺎﻣﺒﻮرغ. ّ مع تدفق الالجئين نحو ألمانيا في العامين األخيرين وصــل الكثير من القاصرين ،كيف تتعاملون معهم وما هي الخدمات المقدمة لهم؟
ﻧﻌﻤﻞ ﻣﻊ اﻟﻘﺎﴏﻳﻨﻤﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت وﻣﻨﻬﺎ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ،وﻟﺪﻳﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﻤﻮم ﻓﺌﺘني: ﻓﺌﺔ اﻟﻘﺎﴏﻳﻦ اﳌﺼﺤﻮﺑني ﺑﺬوﻳﻬﻢ )أﺣــﺪاﻷﺑﻮﻳﻦ أو ﻛﻼﻫام( ،وﻫﺆﻻء ﻳﺘﻀﻤﻨﻮن ﰲ رﻋﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎﺋﻼت،وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﺮق ﻛﺒري ﺑني رﻋﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎﺋﻼت اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ أو اﳌﻘﻴﻤﺔ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ. ﻓﺌﺔ اﻟﻘﺎﴏﻳﻦ ﻏري اﳌﺼﺤﻮﺑني ﺑﺬوﻳﻬﻢ،وﻫﻲاﻷﻫـــﻢ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﺗــﺄﻣــني دُور رﻋﺎﻳﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔﺳﻮاء ﻟﻠﻘﺎﴏﻳﻨﺎﻷﳌﺎن أو اﳌﻘﻴﻤني ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ .وﻳﻜﻤﻦ دورﻧــﺎ ﰲ ﺗﻮﻇﻴﻒ اﳌﺼﺎرﻳﻒ اﳌــﺘ ـﺰاﻳــﺪة ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻷﻣــﺜــﻞ ﻛﺘﻮﺳﻴﻊ رﻳــﺎض اﻷﻃﻔﺎل واﳌﺪارس ،وزﻳﺎدة دور اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ واﻷﻧﺪﻳﺔ واﳌﺆﺳﺴﺎت اﻻﺳﺘﺸﺎرﻳﺔ. ما العدد اإلجمالي لالجئين القاصرين غير المصحوبين بذويهم في ألمانيا وتحديدًا في هامبورغ؟
ﻋـــﺎم 2015دﺧـــﻞ أﳌــﺎﻧــﻴــﺎ ﻧــﺤــﻮ ﻣﻠﻴﻮن ًﺗﻘﺎرب ﻻﺟــﺊ ،ﺷﻜ َّﻞ ﴏ ﻧﺴﺒﺔ ُ ُ اﻟﺸﺒﺎب اﻟــﻘــﺎ ُ اﻟــﺜــﻠــﺚ)300000ﻗــﺎﴏ( ﺑﻴﻨﻬﻢ 30000ﻏري ﻣﺼﺤﻮﺑني ﺑﺬوﻳﻬﻢ 11000 ،ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪﻣﻮا ﻃﻠﺒﺎت ﻟﺠﻮء ﻟﺪى داﺋﺮة اﻟﻬﺠﺮة،وﰲ ﻫﺎﻣﺒﻮرغ وﺣﺪﻫﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ 1500ﻻﺟﺊ ﻗﺎﴏ ﻏري ﻣﺼﺤﻮب ﺑﺬوﻳﻪ واﻟﻌﺪد ﺑﺎزدﻳﺎد.أﻏﻠﺒﻬﻢ ﻳﺄﺗﻮن ﻣﻦ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن، ﺳﻮرﻳﺎ ،اﻟﻌﺮاق ،اﳌﻐﺮب ،ﻣﴫ واﻟﺪول اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ. الالجئ البالغ والقاصر ما الفرق بين ّ خاصة غير المصحوب بذويه؟
إ ّن ﻣﺘﺎﺑﻌ َﺔ ﺷﺆون اﻟﺒﺎﻟﻐني ﺗﻘﻊ ﻋﲆ ﻋﺎﺗﻖ داﺋﺮة اﻟﻬﺠﺮة واﻟﻠﺠﻮء ﺣﺘّﻰ اﻟﺒﺖ ﰲ ﻃﻠﺐ ﻟﺠﻮﺋﻬﻢ، وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔﻟﻠﻘﺎﴏ ﺗﻘﻊ ﻋﲆ ﻋﺎﺗﻖ داﺋﺮة اﻟﺸﺒﺎب ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻎ 21ﻋﺎ ًﻣﺎ وﰲ ﺣﺎﻻت إﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺟﺪًا ﺣﺘﻰ ﺳﻦ ، 27وﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻨﺎ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﱃ ﻫﻲ ﺗﺄﻣني أﻣﺎﻛﻦ ﻟﻬﻢ ﰲ دور اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ ودﻣﺠﻬﻢ ﺑﺎﳌﺠﺘﻤﻊ اﻷﳌــﺎين ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ وﺑﺮاﻣﺞ ﺧﺎﺻﺔ ،وﻋﻨﺪﻫﺎ ﻳُﻌﺎﻣﻠﻮن ﻛﺒﺎﻟﻐني، وﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻬﻢ إﱃ دواﺋﺮ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ أﺧﺮى ﻛﻤﻜﺘﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺣﺎل ﺣﺼﻮﻟﻬﻢ ﻋﲆ اﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ أو إﱃ داﺋﺮة اﻟﺸﺆون اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ وداﺋﺮة اﻟﻬﺠﺮة ﰲ ﺣﺎل ﻋﺪم ﺣﺼﻮﻟﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ما مراحل رعاية الالجئين القاصرين غير المصحوبين بذويهم؟
أوﻻً :ﻳﻘﻮم ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺮﺋﻴﴘ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ )ﰲ ﻫﺎﻣﺒﻮرغ ﻳﺴﻤﻰ ﺧﺪﻣﺔ ﻃــﻮارئ ورﻋﺎﻳﺔ اﻷﻃﻔﺎل واﻟﺸﺒﺎب( ،ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ أﻋامرﻫﻢ،إﻣﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ أوراﻗﻬﻢ اﻟﺜﺒﻮﺗﻴﺔ أو اﻟﻔﺤﻮص اﻟﻄﺒﻴﺔ ﰲ اﳌﺸﻔﻰ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﺑﻬﺎﻣﺒﻮرغ. ﺛﺎﻧ ًﻴﺎ:ﻳﺒﺤﺚُ ﻣﺮﻛﺰ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻄﻮارئ واﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻣﻜﺎنٍ ﻣﻨﺎﺳﺒٍﻠﻠﻘﺎﴏ ﰲ أﺣﺪ دور اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻛﻞ ﻗﺎﴏ وﺛﻘﺎﻓﺘﻪ اﳌﺨﺘﺼﺔ،ﻣﻊ ﻣﺮاﻋﺎة وﺿﻊ ّ وﺷﺨﺼﻴﺘﻪ،وﻳﺘﻢ ﻧﻘﻞ ﻣﻠﻔﻪ ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻄﻮارئ واﻟﺮﻋﺎﻳﺔ إﱃ داﺋــﺮة ﺧﺪﻣﺎت اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﺤﻲ ٍ ﻣﻮﻇﻒ ﻣﻌ ٍني ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺬي ﻳﻘﻄﻨﻪ وﺗﺤﺪﻳﺪ ﻫﺬه اﻟﺪاﺋﺮة. رﺳﻤﻲ ﻟﻠﻘﺎﴏ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ وﴆ ﺛﺎﻟﺜًﺎ :ﻳﺘ ﱡﻢ ﺗﻌﻴني ﱟ ّ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﺎﺋﻼت،ﻟﻴﻘﻮ َم ﺑﺈﻧﺠﺎز ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻪ ومتﺜﻴﻠﻪ ﰲ اﳌﺆﺳﺴﺎت واﻟﺪواﺋﺮ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ،وﻫﺬه اﻟﻮﺻﺎﻳ ُﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔُﺗﺘﻨﺎول اﻟﻘﺎﴏﻳﻦ ﺳــﻮاء ﻛﺎﻧﻮاﻻﺟﺌني ﻧﻘﺺ ﰲ ﻋﺪ ِد اﻷوﺻﻴﺎء أو أﳌﺎن .وﻫﻨﺎك أﻳﻀً ﺎ ٌ وﴆ اﻟﺮﺳﻤﻴني ،ﻓﻘﺒﻞ ﺳﻨﻮات ﻛﺎن ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻴني ﱟ ﺧﻼل أﺳﺒﻮع،ﺑﻴﻨام ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻐﺮق اﻵن ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ،
ـﻮﴆ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ﺧﻤﺴ َني وﻗﺪ ﻳﺮﻋﻰ اﻟـ ﱡ ﴏا ،وﻫﻮ رﻗ ٌﻢ ﺿﺨﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﻳري اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ، ﻗﺎ ً اﻟﻮﴆ ﻣﺘﺎﺑﻌ ُﺔ اﻟﻘﺎﴏ ومتﺜﻴﻠﻪ ﰲ اﳌﺪارس ﻓﻌﲆ ّ ودو ِر اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ،وﺣﺘﻰ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﺑني اﻟﺤني واﻵﺧﺮ ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ واﻟﺘﻌﺎرف. ـﺎص ﻏري وﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك إﻣﻜﺎﻧﻴﺔﻟﺘﻌﻴني وﴆ ﺧـ ّ ّ رﺳﻤﻲ،ﻣﻦ اﳌﺘﻄﻮﻋني ﰲ اﳌﺆﺳﺴﺎت واﻷﻧﺪﻳﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب ،وﻟﻠﻘﺎﴏ اﻟﺤﻖ ﺑﻄﻠﺐ ﺗﻌﻴني وﴆ ﺧﺎص ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﴩﻓﻴﻪ اﻻﺟﺘامﻋﻴني ﰲ ّ دار اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮاﺻﻠﻮن ﺑﺪورﻫﻢ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﴆ اﳌﺆﺳﺴﺎت-،وأﻧﺼﺢ ﺑﻬﺬا ﺟﺪًا -ﺣﻴﺚ أن ّ اﻟﺨﺎص ﻟﺪﻳﻪ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻜﺎﰲ ﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺷﺆون اﻟﻘﺎﴏ. وﰲ ﺣﺎل وﺟﻮد أﻗﺎرب ﻟﻠﻘﺎﴏ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ،ميﻜﻦ ﻛﻮﴆ ،وﻟﻜﻦ ﺑﴩوط ،ﺗﺒﺪأ ﺑﻌﺪم ﺗﻌﻴني أﺣﺪﻫﻢ ّ وﺟﻮد ﻣﺨﺎﻟﻔﺎت ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،واﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ. من المؤسف أنّه لم يصدرعن ممثلي الجاليات العربية والمسلمة والمؤسسات الدينية موقف واضح وصريح من االعتداءات،ورغم ثقتي بأن أغلبهم ضدها ،لك ّن دو َرهم تجاه الالجئين لم يكن فاعالً
اﻟﻮﴆ مبﺘﺎﺑﻌﺔ إﺟﺮاءات اﻟﻠﺠﻮء أو راﺑ ًﻌﺎ :ﻳﻘﻮم ّ اﻹﻗﺎﻣﺔ اﳌﺆﻗﺘﺔاﳌﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻠﻘﺎﴏ ،ﺣﺘّﻰ ﻳﺤﺼﻞ ﺗﺨﺘﺺ ﺑﻪ اﳌﺤﺎﻛﻢ ﻋﲆ اﻹﻗﺎﻣﺔ،وﻫﺬا ﺷﺄ ٌن ﻗﺎﻧﻮ ّين ّ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺪاﺋﺮة اﻟﻬﺠﺮة واﻟﻠﺠﻮء. ﺧﺎﻣﺴﺎ :ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ اﻧﺘﻘﺎل اﻟﻘﺎﴏ إﱃ دار ً اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ،ﻳﻘﻮم اﳌــﴩف اﻻﺟﺘامﻋﻲ ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻪ ﰲ ﻣﺮﻛﺰ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﳌﺪرﳼ،رﻳﺜام ﻳﺘﻢ إﻳﺠﺎ ُد ﻣــﻜــﺎنٍ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟــﻪ ﰲ اﳌﺪرﺳﺔﺿﻤﻦ ﻓﺼﻮ ٍل ٍ ﺗﺤﻀريﻳﺔ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻌﻠﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻣﻜﺜﻒ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﳌﻮاد اﻷﺧﺮى،ﻟﻴﺘﻤﻜﻦ ﻓﻴام ﺑﻌﺪ ﻣﻦ ارﺗﻴﺎد اﳌﺪارس ﺟﻨﺒًﺎ إﱃ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ أﻗﺮاﻧﻪ اﻷﳌﺎن ،وميﻜﻦ أﻳﻀً ﺎ ﺗﺴﺠﻴﻠﻪ ﰲ دورة ﻟﻠﻐﺔ ميﺜﻞ ﺧﻄﻮ ًة ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻼﻧﺪﻣﺎج ﻣﻊ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ،وﻫﺬا ُ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻷﳌﺎين ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻌﺮف ﻋﲆ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﻠﺪ واﳌﺠﺘﻤﻊ واﻟﻨﻈﺎم. ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أ ّن اﻟﻨﻈﺎم اﻷﳌــﺎين ﻻﻳﻔ ّﺮق ﺑني اﻟﻘﺎﴏ اﻷﳌﺎين واﻟﻼﺟﺊ أو اﳌﻬﺎﺟﺮ ،ﺣﻴﺚ أن ﻛﺎﻓﺔ ﺑﻐﺾ اﻟﻔﺼﻮل اﳌﺪرﺳﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ ،ذﻛﻮ ًرا وإﻧﺎﺛ ًﺎ ّ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ واﻟﺪﻳﻦ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻌﺮق.
ﻟﻜﻞ وﻻﻳﺔ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ اﻟﺨﺎص،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺘﻘﺎرﺑﺔ إﺟامﻻً، ﻓﻤﺜﻼً ﻫﻨﺎك دو ُر رﻋﺎﻳﺔ ﺑﺈﴍ ٍ اف ﻛﺎﻣﻞٍ ﻋﲆ ﻣﺪار اف ﺟﺰيئ ،وﻏريﻫﺎ ﺑﺈﴍافٍ اﻟﺴﺎﻋﺔ،وﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺈﴍ ٍ ﻣﺤﺪود ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺤﻤﻞ اﻟﻘﺎﴏ ﺟﺰ ًءا ﻛﺒ ًريا ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔﻟﻴﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻪ. ﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﺘﻜﻠﻔﺔُﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘ ٍﺔﻷﺧﺮى،ووﺳﻄﻴًﺎ ﻛﻞ ﻗﺎﴏ ﻳﻜﻠﻒ داﻓﻌﻲ اﻟﴬاﺋﺐ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻧﺤ َﻮ 052 ﻳﻮرو ﻳﻮﻣﻴًﺎ،ﺑﺤﺴﺐ منﻂ وﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺪار واﻟﺨﺪﻣﺎت اﳌﻘﺪﻣﺔ .ﻓﻤﺜﻼً ﰲ ﺣﻲ أﻟﺘﻮﻧﺎ ﺗﻢ اﻋﺘام ُد ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ 40ﻣﻠﻴﻮن ﻳﻮرو ﻟﻌﺎم 2016ﰲ ﻣﺠﺎل ﺧﺪﻣﺎت اﻟﺸﺒﺎب ،وﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﻢ اﻟﻼﺟﺌني. ﻳﻌﻤﻞ ﰲ دور اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻣﴩﻓﻮن ﻣﺨﺘﺼﻮن ،وﻣﻨﺬ ﻋﺎمٍ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﺪة وﻻﻳﺎت ﺑﺘﻮﻇﻴﻒ ﻣﴩﻓني ﻣﻦ أﺻﻮﻟٍﻌﺎﺋﺪةﻟﻨﻔﺲ ﺑﻠﺪان اﻟﻘﺎﴏﻳﻦ وذﻟﻚ ﻟﺘﴪﻳﻊ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺪﻣﺎج ،ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻤﻞ ﻫﺆﻻء اﳌﴩﻓﻮن ﻛﺠﴪِﻋﺒﻮرٍﺑني اﻟﺜﻘﺎﻓﺘني. هل هنالك فروق بأنماط القاصرين القادمين إلى ألمانيا،وما المشاكل المترتبة على ذلك؟
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻋﺪة أمنﺎط ﻣﻦ اﻟﻼﺟﺌني اﻟﻘﺎﴏﻳﻦ :ﻣﺜﻞ ﻷﺳﺒﺎب اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ،وﻫﻨﺎك ﻻﺟﺌﻲ اﻟﺤﺮب،اﻟﻼﺟﺌني ٍ ﴍﻳﺤﺔ اﻷﻃﻔﺎل اﳌﴩدﻳﻦ،وﻫﻢ ﻗﺎﴏون ﻧﺸﺄوا دون ﻋﺎﺋﻠ ٍﺔ ﰲ ﺑﻠﺪاﻧﻬﻢ ﻓﻠﻢ ﺗﺘﺢ ﻟﻬﻢ ﻓﺮﺻﺔ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﲆ منﻂ ﺣﻴﺎة آﺧــﺮ ،وﻳﻌﺘﺎﺷﻮن ﻣﻦ اﻹﺟﺮام ﻛﺎﻟﴪﻗﺎت واﳌﺨﺪرات واﻟﺪﻋﺎرة. ﻟﻜﻞ ٍ منﻂ ﻣﺸﺎﻛﻠﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ،وﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﻤﻮم ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن ﻟﻠﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﻓﻼﺟﺌﻮا اﻟﻔﻘﺮﻣﺜﻼً ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﻠﻜﻮن ﻃﺮﻗًﺎ ﺻﻌﺒﺔًﰲ رﺣﻼت اﻟﻬﺮوب ﺑ ًﺮا أو ﺑﺤ ًﺮا ﻳﻌﺎﻧﻮن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﻜﺜري.ﺑﻴﻨام ﻳﻔﺘﻘﺪ اﻷﻃﻔﺎل اﳌﴩدون أﺻﻼً ﳌﻌﻨﻰ اﻟﻌﻴﺶ ﺿﻤﻦ ﻧﻈﺎم ﻣﺤﺪد،وﻻ ﺛﻘﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺑﺎﳌﺠﺘﻤﻊ. اﻟﺴﺎﺳﺔ ﻟﻜ ّﻦ ﻣﺸﻜﻠﺘﻨﺎ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﺗﻌﺎﻣﻞ ّ ﻣﻊ ﻫﺆﻻء اﻟﻘﺎﴏﻳﻦ،ﺣﻴﺚ ﺗﻄﺮح ﺑﻌﺾ اﻷﺣﺰاب إﻣﻜﺎﻧﻴ َﺔ ﻓﺮز اﻟﻼﺟﺌني اﻟﻘﺎﴏﻳﻦ ﻛام اﻟﺒﺎﻟﻐني،ﺑﻴﻨام اب أﺧﺮى ﻓﻜﺮة ﺗﺴﻔريﻫﻢ إﱃ ﺑﻠﺪاﻧﻬﻢ ﺗﺘﺒﻨﻰ أﺣﺰ ٌ ﰲ ﺣﺎل ﻣامرﺳﺘﻬﻢ ﻷﻋامل ٍإﺟﺮاﻣﻴﺔ ،وأﻧﺎ ﺷﺨﺼﻴًﺎ ﺿﺪ ذﻟﻚ اﻟﻌﻘﺎب اﳌــﺰدوج ،مبﻌﺎﻗﺒﺘﻬﻢ ﺣﺴﺐ ﺟﺮﻣﻬﻢ وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺴﻔريﻫﻢ ،ﻣام ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻓﻠﺴﻔﺘﻨﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﻳﻨﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. لــوحــظ مــؤخــ ًرا فــي بعض الــواليــات المماطلة فــي الــبـ ِّ ـت بطلبات لجوء القاصرين السوريين غير المصحوبين بــذويــهــم ،ريثما يبلغون الثامنة عشرة مما يحرمهم من ّ لم شمل حق ّ العائلة ،هل لديكم معلومات حول هذا الموضوع ،وبماذا تنصح في هذه الحاالت؟
فــي ألمانيا يــوجــد مــا يــعــرف براتب األطفال (كندرغيلد) ،كيف يتم الحصول عليه ،وما المعدل الوسطي؟
ﻟﻜﻞ ﻗﺎﴏ ﺣﺎﺻﻞ ﻋﲆ اﻹﻗﺎﻣﺔ ﺣﻖ ّ راﺗﺐ اﻷﻃﻔﺎ ِل ٌ أو اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻮﻏﻪ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﴩ، وﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻘﺪاره ﻣﻦ وﻻﻳــ ٍﺔ إﱃ أﺧــﺮى ،ﻳﺘﻢ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﱪ ﺻﻨﺪوق اﻟﻌﺎﺋﻼت،وﻟﻜﻦ ﻳﺘﻢ ﺧﺼﻤﻪ ﰲ ﺣﺎل ﻛﺎن اﻷﺑﻮان ﻋﺎﻃﻠني وﻳﺤﺼﻼن ٍ ﻣﺴﺎﻋﺪات ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﻌﻤﻞ،أﻣﺎ ﰲ ﺣﺎل ﻋﲆ ﻟﻌﻤﻞٍ ﻣــﺎ ،ﻓﻴﺘﻢ ﴏﻓﻪ ﻣامرﺳﺔ أﺣــﺪ اﻷﺑﻮﻳﻦ ﻛﺎﻣﻼً،ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ اﻷﻫﻞ ﻋﲆ اﻟﻌﻤﻞ. ٌ ـداءات ليل َة رأس السنة حصلت اعــتـ وتحرشات جنسية جماعية في كولونيا بعض وهامبورغ ومدنٍأخرى،و ُيعتق ُد أنّ َ المعتدين من طالبي اللجوء،وشريحة كبيرة منهم من الشباب،ما رأيك بــالــمــوضــوع ،كــيــف نـــواجـــه هــذه المشاكل؟ وكيف ترى المزاج العام األلماني بعد االعتداءات؟
ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻳﻌﺘﱪ اﳌﺴﺎواة ﺑني اﻟﺮﺟﻞ واﳌﺮأة ﻣﻦ أي اﺳﺘﺜﻨﺎء ﻳﺴﺘﻨﺪ اﳌﻘﺪﺳﺎت ،اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﺘﻤﻞ ّ إﱃ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ أو اﻟﻌﺮق أو ﺣﺘﻰ اﻟﺪﻳﻦ ،وﻳﺪاﻓﻊ ﻷﻗــﴡ اﻟــﺤــﺪود ﻋــﻦ ﺣــﻘــﻮق اﳌــﺮأة،وﻳــﺮﻓــﺾ اﻟﻌﻨﻒ ﺑﻜﺎﻓﺔ أﺷﻜﺎﻟﻪ ،ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻻ ميﻜﻦ ﻗﺒﻮل أو أي ﻛﺎن ،ﺷﺨﺼﻴًﺎ ﺗﻔﻬﻢ ﻫﺬه اﻻﻋﺘﺪاءات ﻣﻦ ﱟ أﻋﺘﱪ ﻫﺬه اﻟﺘﺤﺮﺷﺎت ﻓﺎﺷﻴﺔ ذﻛﻮرﻳﺔ وﻻ ميﻜﻦ ﺗﱪﻳﺮﻫﺎ مبﻘﻮﻟﺔ إﻧﻬﺎ ﻧﺘﺎج ﺛﻘﺎﻓﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻧﺤﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻬام اﺧﺘﻠﻔﺖ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ.اﳌﺰاج اﻟﻌﺎم ﻣﺘﻮﺗﺮ،وﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﺳﻴﺆﺛ ُﺮ ﺳﻠﺒًﺎ ﻋﲆ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ،ﺣﻴﺚ ﺗﺤﺎول اﻷﺣﺰاب اﻟﻴﻤﻴﻨﻴﺔ اﺳﺘﻐﻼل اﻻﻋــﺘــﺪاءات ﰲ ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﻧﻘﺎش ﺣﺎ ّد ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻼﺟﺌني ،وﻫﻨﺎك أﻳﻀً ﺎ ٌ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﺑﺨﺼﻮص ﺗﺸﺪﻳﺪ ﻗﻮاﻧني اﻟﻠﺠﻮء ﰲ ّ أﳌﺎﻧﻴﺎ ،وﻟﻸﺳﻒ ﻟﺴﺖ ﻣﺘﻔﺎﺋﻼً ﻣﻊ ﺗﻘﺪم اﻷﺣﺰاب اﻟﻴﻤﻴﻨﻴﺔ ﰲ ﻛﺎﻣﻞ أوروﺑﺎ. ﻟﺬﻟﻚ ﻋﲆ اﻟﺠﻤﻴﻊ مبﻦ ﻓﻴﻬﻢ اﻟﻼﺟﺌني إﻧﺸﺎء ﻣﺒﺎدرات ﺗﻮﻋﻴﺔ ﺿﺪّاﻻﻋﺘﺪاءات،وﻫﻨﺎ أُذﻛّﺮ أﻧﻨﺎ اﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺗﺠﺎوز اﻟﺠﺰء اﻟﻔﺎﳾ اﻟﺒﻐﻴﺾ ﰲ ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ ،ﺣﻴﺚ ﺷﻌﺮﻛﻞ ﺷﺨﺺ-ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ دوره -ﺑﺎﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗﺠﺎه ﻣﺎ ﺣﺼﻞ،وﻋﻤﻞ ﻋﲆ ﻧﺒﺬ اﻟﻌﻨﴫﻳﺔ. ﻣﻦ اﳌﺆﺳﻒ أﻧّﻪ مل ﻳﺼﺪرﻋﻦ ﻣﻤﺜﲇ اﻟﺠﺎﻟﻴﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﳌﺴﻠﻤﺔ واﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻮﻗﻒ واﺿﺢ وﴏﻳﺢ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﺪاءات،ورﻏﻢ ﺛﻘﺘﻲ ﺑﺄن أﻏﻠﺒﻬﻢ ﺿﺪﻫﺎ ،ﻟﻜ ّﻦ دو َرﻫﻢ ﺗﺠﺎه اﻟﻼﺟﺌني مل ﻳﻜﻦ ﻓﺎﻋﻼً ،ﻟﺬاأﻧﺼﺢ ﺑﺘﻜﺜﻴﻒ ﺗﻮاﺻﻞ ﻫﺬه اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻣﻌﻨﺎ ﻟﺘﻘﻮم ﺑﺪورﻫﺎ ﺑﺘﻤﺜﻴﻞ ﺟﺎﻟﻴﺎﺗﻬﺎ،وﺗﻄﻮﻳﺮ ِ اﳌﻨﻈامت اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﻟﻼﺟﺌني وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻧﺪﻣﺎﺟﻬﻢ. وﻧﻈ ًﺮا ﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﺪور اﻟﺪﻳﻨﻲ ،ﻻﺑ ّﺪ ﻣﻦ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺧﻄﺎب اﳌﺴﺎﺟﺪ ﻧﺤﻮ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ،ﺧﺎﺻ ًﺔ أن اﻹﺳﻼم ﻳﺮﻓﺾ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻗﺎﻃﻊٍ اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﲆ اﳌﺮأة. ﻣﻦ ﺟﻬ ٍﺔ أﺧﺮى أﺣﺚّ اﻟﻼﺟﺌني ﻋﲆ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺸﻄﺎء اﻷﳌﺎن اﳌﻌﻨﻴني ﺑﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن واﳌﺮأة، واﳌﺸﺎرﻛﺔﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻬﻢ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻻﺳﻴّام اﳌﻘﺎﻣﺔ ﺣﺎﻟﻴًﺎ ﺿ ّﺪ اﻻﻋﺘﺪاءات ،ﺧﺎﺻ ًﺔ أ ّن ﻫﺆﻻء اﻟﻨﺸﻄﺎء ﻳﺪاﻓﻌﻮن ﻋﻦ ﺣﻘﻮق اﻟﻼﺟﺌني ﺿﺪ اﻟﻌﻨﴫﻳﺔ واﻷﺣﺰاب اﻟﻴﻤﻴﻨﻴﺔ.
ﻟﻘﺪ وﺻﻠﺘﻨﺎ ﻋﺪ ُة ﺷﻜﺎوى ﺑﻬﺬا اﻟﺼﺪد،وﻗﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﰲ دواﺋﺮ ﻫﺠﺮة ﻣﺤﺪدة ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ،ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﺑﻌﺪ إن ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﺘﻌ ّﻤﺪًا أم ﻻ،ﻟﻜ ّﻦ داﺋﺮة اﻟﻬﺠﺮة اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﰲ ﻧﻮرﻧﺒريغ مل ﺗﺼﺪر أﻳﺔ ﻗـﺮارات أو ﺗﴫﻳﺤﺎت ﺣــﻮل ﻫــﺬا اﳌﻮﺿﻮع،وﺑﺸﻜﻞٍ ﻋﺎم أﻧﺼﺤﺎﻟﻘﺎﴏ )ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻮﴆ( ﺑﺘﻮﻛﻴﻞ ﻣﺤﺎمٍ ّ ﻣﺨﺘﺺ ﺑﺈﺟﺮاءات اﻟﻠﺠﻮء ﻣﺪﻓﻮع اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ داﺋــﺮة اﻟﺸﺒﺎب،ﻟﺒﺤﺚ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ وﺗﻘﺪﻳﻢ ناشط فلسطيني سوري ﺷﻜﻮى ﰲ ﺣﺎل اﳌامﻃﻠﺔ.
باب مفتوح
ريتا باريش
يناير -فبراير • Januar - Feb 2016
9
ماذا نأكل ؟ دليل الوافدين الجدد لالندماج عبر ثقافة غذائية مختلفة
ٍ ﺟﺪﻳﺪ ﰲ ﺟﻤﻠﺔ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﻮاﻓﺪون إﱃ أي ﻣﺠﺘﻤﻊٍ ﻣﺎ ﻳﻜﻨﺰوﻧﻪ ﻣﻦ ﻗﻴﻢٍ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ،ﻋﺎداﺗﻬﻢ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ اﳌﺘامﻳﺰة ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺒﻴﺌﺔ واﳌــﻨــﺎخ واﳌــﻮروث اﻻﺟﺘامﻋﻲ واﻟﺜﻘﺎﰲ واﻟﺪﻳﻨﻲ ﺑﻞ وﺣﺘﻰ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻟﺬاﺋﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﺗﺸﻜﻞ ﻫﺬه ﺟﺬب ﺑني اﻟﻐﺮﺑﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﻋﺎﻣﻞ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت َ ٍ ﻳﺪﻓﻌﻬﻢ اﻟﻔﻀﻮل أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋﲆ اﻷﺻﻨﺎف ﺷﻌﻮب أﺧــﺮى .ﻓﻐﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﺸﺄ اﳌﺘﻤﻴﺰة ﻟﺪى ٍ اﻻﺣﺘﻜﺎك اﻷول ﻣﻊ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺠﺪﻳﺪ ،ﻋﻨﺪ اﻟﺘﺰود ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﻴﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻛﺎﻟﻄﻌﺎم ،وﻗﺪ ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ ردود اﻷﻓﻌﺎل ،ﻣﺎ ﺑني اﻟﻔﻀﻮل ﻻﻛﺘﺸﺎف ٍ ٍ ﻣﻨﺘﺠﺎت ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﱃ، ﻣﺬاﻗﺎت ﺟﺪﻳﺪ ٍة ،وﺗﺠﺮﺑﺔ وﺑني اﻟﻘﻠﻖ ﻟﺪى اﻟﺒﻌﺾ ﺣﻮل اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﺘﻐﻴري، واﻟﺘﺨﻮف ﻣﻦ اﻻﻃﻌﻤﺔ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ اﳌﺘﻮﻓﺮة ،وﻣﺪى ﻣﻮاءﻣﺘﻬﺎ ﻟﺬوﻗﻪ وﻋﺎداﺗﻪ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪه .إﻻ أن ﻣﺎ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﺸﺄﻧﻪ اﺛﻨﺎن ،ﻫﻮ ﺷﻌﻮر اﻟﺤﻨني اﻟﺪاﺋﻢ واﳌﺮﺗﺒﻂ مبﺎ ﻫﻮ ﻣﺄﻟﻮف ،واﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،دون أن ﺗﻜﻮن ﻋﺒﺌًﺎ ،أو أن ﺗﺸﻜﻞ ﻋﺎﺋﻘًﺎ أﻣﺎم اﻻﻧﺪﻣﺎج ﻣﻊ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﻀﻴﻒ، واﻟﺘﺄﺛﺮ واﻟﺘﺄﺛري ﺑﻌﺎداﺗﻪ ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈن ﻫﺪف اﻟﺴﻄﻮر اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ،ﻫﻮ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻮاﻓﺪﻳﻦ اﻟﺠﺪد مبﺎ ميﻜﻨﻬﻢ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﺪاﺋﻞ ﻏﺬاﺋﻴﺔ ﺻﺤﻴﺔ، ﻣﺘﻮاﻓﺮة وﻏري ﻣﻜﻠﻔﺔ وﻻ ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻬﻢ أو ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻬﻢ.
«حواضر» من السوبر ماركت:
ﻣﻦ أﻳﻦ أﺑﺪأ؟ ﻫﻨﺎك ﺧﻤﺴﻮن ﻧﻮ ًﻋﺎ ﻣﻦ اﻷﺟﺒﺎن! ﻛﻴﻒ ﱄ أن أﺟﺮﺑﻬﺎ ﺟﻤﻴ ًﻌﺎ؟ وﻣﺎذا ﻋﻦ أﺻﻨﺎف »اﳌﺮﺗﺪﻳﻼ« اﳌﺘﻨﻮﻋﺔ؟ إن ﺿﻤﻨﺖ ﻣﺤﺘﻮاﻫﺎ ،ﻓﻬﻞ ﺑــﺎﻟــﴬورة أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺿﻤﻦ ﻛﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﺬاﻗﻬﺎ؟أﺳﺌﻠ ٌﺔ ﻗﺪ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ اﻟﻘﺎرئ ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺎﳌﺎ ﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻪ رﻓﻮف اﻟﺴﻮﺑﺮﻣﺎرﻛﺖ وﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻻﳌﺎﻧﻴﺔ ،ﻣام ﻗﺪ ﻳﺴﺒﺒﺎﻻرﺗﺒﺎك ،أﻗﻠﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣــﺮ ﺑﺎﳌﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑني اﳌﻨﺘﺠﺎت وﻗـﺮاءة ﺗﻌﻠﻴامت اﻟﺘﺤﻀري واﳌﻜﻮﻧﺎت اﻟﺪاﺧﻠﺔ ﰲ ﺗﺮﻛﻴﺒﻬﺎ. ﺳﻮري أﻣﺎ اﻵن ،ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺢ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن إﻋﺪاد ﻋﺸﺎ ٍء ٍ وﻏري ﻣﻜﻠ ٍﻔﻔﻘﻂ مبﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮد ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺮﻓﻮف وﺑﺄرﺧﺺ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ:
اللبنة:
اﻟﻠﺒﻨﺔ ﻣــﺎدة ﻏري ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻟﺪى اﻷﳌــﺎن ،ﻓﻌﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﺳﺘﻬﻼﻛﻬﻢ اﳌﻔﺮط ﳌﻨﺘﺠﺎت اﻟﺤﻠﻴﺐ واﻷﻟﺒﺎن وﺗﻨﻮع أﺻﻨﺎﻓﻬﺎ ،ﻏري أن ﻓﻜﺮة ﺗﻨﺎول اﻟﻠنب ﻣﻄﺒﻮﺧًﺎ أو ﻣﺎﻟ ًﺤﺎ ،دامئﺎ ﻣﺎ ﺗﺒﺪو ﻟﻬﻢ ﻏﺮﻳﺒﺔ وﻏري ﻣﺴﺘﺴﺎﻏﺔ.وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﻠﻴﺲ إﻳﺠﺎد ﺑﺪﻳﻞ ﻟﻠﺒﻨﺔ أو ﺣﺘﻰ ﺻﻨﺎﻋﺘﻬﺎ ﻣﻨﺰﻟﻴًﺎ ﺑﺎﻷﻣﺮ اﳌﻌﻘﺪ ،ميﻜﻦ اﺳﺘﺒﺪاﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﭭﺎرك der Quarkﺑﻌﺪ إﺿﺎﻓﺔ اﳌﻠﺢ واﻟﺰﻳﺖ إﻟﻴﻪ ،أو ﺑﺎﻟﺘﺰاﺗﺰﻳيك Tsatsiki )ﻟنب ﺑﺨﻴﺎر ﻳﻮﻧﺎين( أو ﺑﺎﻟﻠنب اﻟﻴﻮﻧﺎين اﻟﺮاﺋﺐ ﺑﻌﺪ متﻠﻴﺤﻪ وﺗﺼﻔﻴﺘﻪ ﰲ ﻓﻠﱰ اﻟﻘﻬﻮة اﻟﻮرﻗﻲ ،ﻓﻬﻮ ﺻﺤﻲ وﴎﻳﻊ وﻋﻤﲇ وﻏري ﻣﻜﻠﻒ وﻳﺮﻣﻰ ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻌامل دون أن ﻳﻠﺘﺼﻖ. أﻣﺎ اﻟﻠنب ،ﻓﻬﻮ ﻣﺘﻮﻓﺮ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺴﻮﺑﺮﻣﺎرﻛﺎت إﻻ أن اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻷﻓﻀﻞ ﻫﻮ اﻟﻠنب اﻟﻴﻮﻧﺎين اﻟﺬي ﻻ ﻳﺘﻔﻜﻚ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻟﻠﺤﺮارة أﺛﻨﺎءاﻟﻄﻬﻲ، وﻣﺘﺎح ﺑﺴﻌﺮ ﻣﻌﻘﻮل.ﻛام ﻳﺘﻮﻓﺮاﻟﻠنب اﻟﱰيك ﻟﺪى ﻣﺤﻼت اﻟﺒﻘﺎﻟﺔ اﻟﱰﻛﻴﺔ وﺑﻌﺾ اﻟﺴﻮﺑﺮﻣﺎرﻛﺎت. ﻧــﺎد ًرا ﻣﺎ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﺎﺋﺪة ﻣﻦ اﻟﺠنب ﻋﻨﺪ اﻟﻔﻄﻮر
واﻟﻌﺸﺎء.أﻣﺎ اﻟﺠنب اﻷﺑﻴﺾ ﻓﺈن أﻧﻮاﻋﻪ اﳌﺘﻮﻓﺮة ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ،ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺘﻨﻮع اﻷﺟﺒﺎن اﻟﺼﻔﺮاء .ﻓﻨﺠﺪ ﺑﺸﻜﻞ رﺋﻴﴘ ﺟنب اﻟﻔﻴﺘﺎ أو ﺷﺎﻓﻜﻴﺰة أي ﺟنب اﻟﻐﻨﻢ وﻫﻲ ﻣﻦ اﻷﺟﺒﺎن اﻟﺒﻴﻀﺎء ذات اﻟﻘﻮام اﻟﺤﺒﻴﺒﻲ اﳌﺘﻔﺘﺖ .ﺗﻮﺟﺪ إﻣﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺒﻮات 150 200غ أو ﻋﻠﺐ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ اﺳﻄﻮاﻧﻴﺔ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔﺑﺎﳌﺎء اﳌﻤﻠﺢ ﺳﻌﺔ 2ﻛﻎ و5ﻛﻎ .وﻛﺒﺪﻳﻞ ﻋﻦ اﻟﺠنب اﻟﺒﻠﺪي ميﻜﻦ اﻻﺳﺘﻌﺎﺿﺔ ﺑﺎﳌﻮﺗﺴﺎرﻳﻼاﻟﻄﺎزﺟﺔ اﳌﻌﺒﺄة ﰲ أﻛﻴﺎس واﳌﺤﻔﻮﻇﺔ ﺑﺎﳌﺎء ،ﺑﻌﺪ إﺿﺎﻓﺔ اﳌﻠﺢ إﻟﻴﻬﺎ .أﻣﺎ اﻟﺤﻠﻮم أو اﻟﺤﻠﻮﻣﻲ ،ﻓﻬﻮ ﺟنب ﴩا ﻋﲆ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺑﺎت ﻣﻌﺮوﻓًﺎ وﻣﻨﺘ ً أوﺳﺎط اﻟﻨﺒﺎﺗﻴني ﻟﻐﻨﺎه ﺑﺎﻟﱪوﺗﻴﻨﻮاﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم ﻋﲆ واﳌﺴرنة ﺣﺴﺎب اﻟﺪﻫﻮن .وﺗﺘﻮﻓﺮ اﻟﺠﺒﻨﺔ اﳌﺸﻠﻠﺔ ّ اﳌﺠﺪوﻟﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻣﺤﻼت اﻟﺒﻘﺎﻟﺔ اﻟﱰﻛﻴﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻏﺎﻟﻴﺔ اﻟﺜﻤﻦ ﻧﺴﺒ ًﻴﺎ.
الزيتون :Die oliven
ﻟﻠﺰﻳﺘﻮن أﺻﻨﺎف ﻋﺪﻳﺪة ﺗﺘﻔﺎوت ﰲ أﺳﻌﺎرﻫﺎ. إﻻ أﻧﻪ ﻧﺴﺒﻴًﺎ ﻏﺎﱄ اﻟﺜﻤﻦ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻣﺴﺘﻮردًا ﻣﻦ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ واﻟﻴﻮﻧﺎن .ﻓﺄﳌﺎﻧﻴﺎ ﺑﻠﺪﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻣﻨﺎﺧﻪ ﺑﺰراﻋﺔ اﻟﺰﻳﺘﻮن اﻟــﺬي ﻳﺸﻜﻞ ﻣﻊ اﻟﺰﻳﺖ ﻣﻦ أﻫﻢ اﳌﺴﺘﻮردات اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ،ﺧﺎﺻ ًﺔ ﺑﻌﺪ دﺧﻮل اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴني واﻹﻳﻄﺎﻟﻴني واﻟﱪﺗﻐﺎﻟﻴني اﻷواﺋﻞ ،ﻛﻌام ٍل أﺟﺎﻧﺐ إﱃ أﳌﺎﻧﻴﺎ واﺳﺘﻘﺮارﻫﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﰲ ﺧﻤﺴﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ.
ﺗﺒﺎع ﺑﻌﺾ أﻧــﻮاع اﻟﺰﻳﺘﻮن اﻟﺠﻴﺪة ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﰲ اﻷﺳــﻮاق اﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ،وميﻜﻦ ﴍاء ﻣﺮﻃﺒﺎن ﻣﻦ اﻟﺰﻳﺘﻮن اﻷﺳﻮد أو اﻷﺧﴬ ﻣﻨﺰوع اﻟﻨﻮى وﻣﺤﻔﻮظ ﺑﺎﳌﺎء اﳌﻤﻠﺢ )زﻳﺘﻮن ﺗﻔﺎﺣﻲ – (Manazanillaﻣﻦ اﻟﺴﻮﺑﺮﻣﺎرﻛﺖ ﺑﺴﻌﺮ 1 ﻳﻮرو ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻟﻜﻞ 052غ ،ﻛام ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻟﺪى ﻣﺤﻼت اﻟﺒﻘﺎﻟﺔ اﻟﱰﻛﻴﺔ ﺑﺎﻷﻧﻮاع اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ )اﻟﻌﻴﻄﻮن ،ﺟﻠﻂ(. الجبنة:
ﻧــﺎد ًرا ﻣﺎ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﺎﺋﺪة ﻣﻦ اﻟﺠنب ﻋﻨﺪ اﻟﻔﻄﻮر واﻟﻌﺸﺎء.أﻣﺎ اﻟﺠنب اﻷﺑﻴﺾ ﻓﺈن أﻧﻮاﻋﻪ اﳌﺘﻮﻓﺮة ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ،ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺘﻨﻮع اﻷﺟﺒﺎن اﻟﺼﻔﺮاء .ﻓﻨﺠﺪ ﺑﺸﻜﻞ رﺋﻴﴘ ﺟنب اﻟﻔﻴﺘﺎ أو esäfkahcSﺷﺎﻓﻜﻴﺰة أي ﺟنب اﻟﻐﻨﻢ وﻫﻲ ﻣﻦ اﻷﺟﺒﺎن اﻟﺒﻴﻀﺎء ذات اﻟﻘﻮام اﻟﺤﺒﻴﺒﻲ اﳌﺘﻔﺘﺖ .ﺗﻮﺟﺪ إﻣﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺒﻮات 002 - 051غ أو ﻋﻠﺐ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ اﺳﻄﻮاﻧﻴﺔ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ
ﺑﺎﳌﺎء اﳌﻤﻠﺢ ﺳﻌﺔ 2ﻛﻎ و5ﻛﻎ .وﻛﺒﺪﻳﻞ ﻋﻦ اﻟﺠنب اﻟﺒﻠﺪي ميﻜﻦ اﻻﺳﺘﻌﺎﺿﺔ ﺑﺎﳌﻮﺗﺴﺎرﻳﻼاﻟﻄﺎزﺟﺔ اﳌﻌﺒﺄة ﰲ أﻛﻴﺎس واﳌﺤﻔﻮﻇﺔ ﺑﺎﳌﺎء ،ﺑﻌﺪ إﺿﺎﻓﺔ اﳌﻠﺢ إﻟﻴﻬﺎ .أﻣﺎ اﻟﺤﻠﻮم أو اﻟﺤﻠﻮﻣﻲ ،ﻓﻬﻮ ﺟنب ﴩا ﻋﲆ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺑﺎت ﻣﻌﺮوﻓًﺎ وﻣﻨﺘ ً
أوﺳﺎط اﻟﻨﺒﺎﺗﻴني ﻟﻐﻨﺎه ﺑﺎﻟﱪوﺗﻴﻨﻮاﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم ﻋﲆ واﳌﺴرنة ﺣﺴﺎب اﻟﺪﻫﻮن .وﺗﺘﻮﻓﺮ اﻟﺠﺒﻨﺔ اﳌﺸﻠﻠﺔ ّ اﳌﺠﺪوﻟﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻣﺤﻼت اﻟﺒﻘﺎﻟﺔ اﻟﱰﻛﻴﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻏﺎﻟﻴﺔ اﻟﺜﻤﻦ ﻧﺴﺒﻴًﺎ. ﻗﺎﻟﺐ ﻣﻮﺗﺴﺎرﻳﻼ 55,0ﻳﻮرو العسل :ginoH reD
ﻳﺘﻔﺎﺟﺄ اﳌﺮء أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺮﺧﺺ أﺳﻌﺎر اﻟﻌﺴﻞ ﻧﺴﺒ ًﻴﺎ، واﻗﱰاﺑﻬﺎ ﻣﻦ أﺳﻌﺎر اﳌﺮﺑﻴﺎت ،ﺧﺎﺻﺔ إن ﻋﺮﻓﻨﺎ أن ﺳﻌﺮ اﻟﻜﻴﻠﻮﻏﺮام ﻣﻦ اﻟﻌﺴﻞ اﻟﺠﻴﺪ ﻳﱰاوح ﻣﺎﺑني 6-5ﻳﻮرو .اﻟﺴﺒﺐ ﻳﻌﻮد إﱃ اﳌﺴﺎﺣﺎت اﻟﺨﴬاء ﻣﻦ اﻟﻐﺎﺑﺎت وﻣﺮاﻋﻲ اﻟﻨﺤﻞ اﻟﻮاﺳﻌﺔ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ، ﺗﺪﻋﻤﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﻧﺘﺎج اﳌﻨﻈﻤﺔ .وﻻ داﻋﻲ ﻟﻠﻘﻠﻖ ﻓﺎﳌﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺻــﺎرم ،وﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻣﺠﺎل ﻟﻠﻐﺶ.
الزبدة:
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ اﳌــﻮﺿــﻮع مبﻨﺘﺠﺎت اﻟﺤﻠﻴﺐ، ﻓﺎﻟﺨﻴﺎرات واﺳﻌﺔ إﱃ ﺣﺪ اﻹرﺑﺎك! اﻟﺰﺑﺪة ﻣﺎدة رﺧﻴﺼﺔ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ وميﻴﻞ اﻟﻨﺎس إﱃ اﺳﺘﻬﻼﻛﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري ،ﺗﺪﻫﻦ ﻋﲆ ﻛﻞ ﺷﻄرية ،وﻫﻲ اﳌﺎدة اﻟﺪﻫﻨﻴﺔ اﳌﻔﻀﻠﺔ ﻟﻠﻄﺒﺦ وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺤﻠﻮﻳﺎت ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻟﺪى اﻟﺠﻴﻞ اﻟﻘﺪﻳﻢ .ﻛام أن اﺳﺘﺨﺪام ً زﺑﺪة اﳌﺎرﻏﺎرﻳﻦ اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ﻟﻠﻘﲇ ﻋﻮﺿً ﺎ ﻋﻦ اﻟﺰﻳﺖ أﻣﺮ ﺷﺎﺋﻊ .ﻫﻨﺎك زﺑﺪة ﻟﻠﺪﻫﻦ ،وزﺑﺪة ﰲ ﻗﻮاﻟﺐ، زﺑﺪة ﺑﺎﻷﻋﺸﺎب واﻟﺜﻮم ،زﺑﺪة ﻣﻤﻠﺤﺔ أو وﻫﻲ اﻷﻛرث ﺷﻴﻮ ًﻋﺎ ،وزﺑﺪة ﻟﻠﺤﻠﻮﻳﺎت وﻫﺬه اﻷﺧرية ﺗﺸﺒﻪ اﻟﺰﺑﺪة اﻟﺘﻲ اﻋﺘﺪﻧﺎ ﺗﻨﺎوﻟﻬﺎ. ﻗﺎﻟﺐ اﻟﺰﺑﺪة 250غ 0,90 :ﻳﻮرو. )ﻳﺘﺒﻊ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ »اﻟﺤﻮاﴐ« ﰲ اﻟﻌﺪد اﻟﻘﺎدم( كاتبة سورية
كيف أبحث عن سكن؟
حيدر قاسم إﺣﺪى أﻫﻢ اﳌﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﻼﺟﻰء ﺑﻌﺪ ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻋﲆ اﻷوراق اﻟﺮﺳﻤﻴّﺔ اﻟﺘﻲ متﻨﺤﻪ ﺣﻖ اﻹﻗﺎﻣﺔ واﻟﻌﻤﻞ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ،ﻫﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺳﻜﻦ. وﻣام ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ أن ﻫﺬه اﳌﺸﻜﻠﺔ ﺑﺪأت ﺗﺘﻔﺎﻗﻢ ّ ﻣﻊ ازدﻳﺎد أﻋﺪاد اﻟﻼﺟﺌني ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ .وﻳﺰداد اﻷﻣﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔًﻣﻊ ﺟﻬﻞ اﻟﻼﺟﻰء ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ وﻃﺮق اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺴﻜﻦ وﻗﻮاﻧﻴﻨﻪ. وﻧﻠﺨﺺ ﻫﻨﺎﺑﻌﺾ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻔﻴﺪك أو ﺗﺴﺎﻋﺪك ﰲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺳﻜﻦ ﺑﻨﻘﻄﺘني: أوﻻً -اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻋﻤﻞ :ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﺒﻼﳌﺆ ّﺟﺮ ﺗــﺄﺟــري اﳌﺴﻜﻦ ﻟــﻸﺷــﺨــﺎص اﻟــﺬﻳــﻦ ميﻠﻜﻮن ﻋــﻤـﻼً،وذﻟــﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺿامﻧﻬﻢ ﻟﻠﺪﻓﻊ اﻟﺴﻬﻞ واﻟﴪﻳﻊ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ ﻣﺒﺎﴍة وﻟﻴﺲ ﻋﻦ
ﻃﺮﻳﻖ اﻟـ retneC boJﻛام ﰲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ ﻋﺎﻃﻼً ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ.وﻟﻜ ّﻦ ﻫﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أﻧّﺈﻣﻜﺎﻧﻴّﺔ ﺣﺼﻮﻟﻚ ﻋﲆ ﺳﻜﻦ ﻣﻦ ﻏري ﻋﻤﻞ ﳾء ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ. ﺛﺎﻧﻴًﺎ -ﻃﺮق اﻟﺒﺤﺚ :ﻫﻨﺎك ﻋﺪّة ﻃﺮق ﻣﻬ ّﻤﺔ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺳﻜﻦ وﻣﻨﻬﺎ: اﻟﺒﺤﺚ ﰲ اﻟﺼﺤﻒ واﻟﺠﺮاﺋﺪ اﳌﺤﻠّﻴﺔ اﻟﺘﻲﺗﺼﺪر داﺧﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ. ﻧﴩإﻋﻼن )ﺑﺎﺣﺚ ﻋﻦ ﺳﻜﻦ( ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻣﺤﻠﻴّﺔأو ﺟﺮﻳﺪة ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﺎدي ﺑﺴﻴﻂ ﻻ ﻳﺘﻌﺪّى ال 51ﻳﻮرو. ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺨﺎص ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻦ ﻣﺴﺘﺄﺟﺮ ﻣﺆﻗّﺖأﺷﺨﺎص ﺗﺤﺖ اﺳﻢ ) ،(Zwischen-mieteوﻫﻢ ٌ ﻳﺮﻏﺒﻮن ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء ﰲ ﺳﻜﻨﻬﻢ،وﻟﻜ ّﻨﻬﻢ ﻣﻀﻄ ّﺮون ﻟﱰك
اﳌﻨﺰل ﺑﺤﻜﻢ اﻟﺴﻔﺮ واﻟﻌﻤﻞ أو اﻟﺪراﺳﺔ ،ﻟﺬﻟﻚ ٍ ﺷﺨﺺ ﻳﺸﻐﻞ اﻟﺴﻜﻦ ﺑﺄﺛﺎﺛﻪ ﻓﻬﻢ ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻦ ﻟﻔﱰة ﻣﺤﺪدة ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺷﻬﺮا أو ﺷﻬﺮﻳﻦ أو ﺣﺘﻰ ﳌ ّﺪة ﺳﻨﺔ ﰲ أﺣﻴﺎن ﻛﺜرية.ميﻜﻨﻚ أن ﺗﺴﺘﻐﻞ ﻫﺬه اﻟﻔﺮﺻﻪ وﺗﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﺳﻜﻦٍ ﻣﺆﻗّﺖ اﱃ أن ﺗﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺳﻜﻦ داﺋﻢ. ﻫﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺨﺎص اﳌﻠﺰﻣني ﺑﻌﻘﺪ إﻳﺠﺎروﻟﻜ ّﻨﻬﻢ ﻳﻀﻄ ّﺮون إﱃ ﻣﻐﺎدرة اﻟﺴﻜﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﴎﻳﻊ وﻣﻔﺎﺟﻰء دون اﻻﻟﺘﺰاﻣﺒﺎﻟﻔﱰة اﳌﺤﺪده ﻟﺘﺒﻠﻴﻎ اﳌﺎﻟﻚ ﻗﺒﻞ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﺴﻜﻦ واﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن 3أﺷﻬﺮ ،وﺑﻬﺬه اﻟﺤﺎل إﻧﻠﻢ ﻳﺠﺪ اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﴎﻳﻊ ﻣﺴﺘﺄﺟﺮا ًآﺧﺮ ﻳﺤﻞ ﻣﺤﻠّﻪ وﻳﺴﺘﺄﺟﺮ اﻟﺴﻜﻦ ﻳﻀﻄﺮ إﱃ دﻓﻊ اﻹﻳﺠﺎر اﻟﺸﻬﺮي واﻟﺬي ﻗﺪ ميﺘﺪإﱃ 3أﺷﻬﺮ .ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ ﺗﺠﺪه
ﰲ اﻟﺼﺤﻒ واﻟﺠﺮاﺋﺪ اﳌﺤﻠ ّﻴﺔ ﺗﺤﺖ اﺳﻢ )-er (Machmirtأي ﺑﺎﺣﺚ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﺄﺟﺮ .وﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﻜﻮن اﻟﺴﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﺆﻗﺘﺎ ﻛام ﰲ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ،وإمنﺎ ﺳﻜﻦ داﺋﻢ ﺑﻌﻘﺪ ﻣﻮﻗّﻊ. اﻟﺴﺆال ﻟﺪى ال Job Centerﻋﻦ ﺑﻴﻮت ﻟﻺﻳﺠﺎرﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮم ﺑﻌﺾ اﳌﺪن ﺑﻌﻤﻞ ﻣﺠﻤﻌﺎت ﺳﻜﻨ ّﻴﺔ وﺗﺄﺟريﻫﺎ ﻟﻠﻤﺤﺘﺎﺟني واﻟﺒﺎﺣﺜني ﻋﻦ ﺳﻜﻦ. ﻫﻨﺎك ﻣﻮاﻗﻊ ﻋﲆ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﺗﻌﺮض اﻟﻌﺪﻳﺪﻣﻦ اﻟﺸﻘﻖ اﻟﺴﻜﻨ ّﻴﺔ ﻟﻺﻳﺠﺎر .وﻫــﺬه اﳌﻮاﻗﻊ ﻣﺸﻬﻮرة ﺟﺪا ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى أﳌﺎﻧﻴﺎ وأذﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺜﻼ www.immobilienscout42.de إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺑﻴﺖ ﺷﺎﻗّﺔ وﻏريﻣﺠﺪﻳﻪ ،ﻓﻌﻠﻴﻚ أن ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺳﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل
من امرأة ألمانية إلى الجئ ﻟﺪي اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر ﻹﺷﺎرﻛﻬﺎ ﻣﻌﻚ ﻛﻼﺟﺊٍ أو ّ ٍ واﻓﺪ إﱃ ﺑﻠﺪي ،وﺳﺄﺑﺪأ ﺑﺄﻓﻜﺎ ٍر ﻋﻦ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ ،ﺣﻴﺚ أن اﻟﺠﻤﻴﻊ اﻵن ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﻋام ﺣﺪث ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻋﺘﺪاءات ،رﻏ َﻢ أ ّن أﺣﺪًا ﻻ أﺣﺪ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻛﻞ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ وﻣــﻦ ﻛــﺎن وراء ﺗﻠﻚ اﻟﺠﺮميﺔ. ﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﻗﺎم اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻣﺎ ﺣﺪث ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ اﻻﺗﻬﺎم واﻷذى ﻟﻸﺟﺎﻧﺐ .اﻟﻜﺜريون ٍ ﺷﺨﺺ أو ﺑﻀﻌﺔ أﺷﺨﺎص ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن أن ﻓﺴﺎد ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺄﻳﺔ ﺣﺎل اﻟﺘﻌﻤﻴﻢ وﻓﺴﺎد اﻟﺒﻘﻴﺔ .ﻟﺬﻟﻚ مل ﻧﻔﻘﺪ ﺛﻘﺘﻨﺎ ﺑﻜﻢ؛ اﻟﺜﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺟﻮﻧﻬﺎ وﻧﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﻛﻠﻨﺎ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﺑﺴﻼمٍ ﻣ ًﻌﺎ. ﻻ ّ ﺷﻚ أﻧﻜﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮن أﻧﻪ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻛام ﰲ ﻛﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ،ﻻ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﻨﺴﺎء أن ﻳﻘﱰب ﻣﻨﻬﻦ اﻟﺮﺟﺎل ﺑﺎﻟﻘﻮة ،ﺳﻮاء ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺪاﺋﻴ ٍﺔ ﻟﻔﻈﻴﺔ، ٍ أو إﺷـ ٍ ﻧﻜﺎت ﺑﺬﻳﺌﺔ ،وﺑﺎﻷﺧﺺ ـﺎرات ﺧﺸﻨﺔ أو
ﺑﺄﻋام ٍل ﺟﺮﻣﻴﺔ ﻛﺎﻻﻋﺘﺪاءات اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ وﻣﺪنٍ أﺧﺮى ،وﻣﺎ زﻟﺖ أﻧﺘﻈﺮ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﴩﻃﺔ ﻋﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻔﻮن ﺧﻠﻒ ﻛﻞ ﻫﺬا ﻗﺒﻞ أن أﻃﻠﻖ أﻳﺔ أﺣﻜﺎم. ﻟﻘﺪ ﺷﻌﺮت ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻦ ﻛﺜريٍ ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎيئ اﻟﻼﺟﺌني ،أﻧﻬﻢ ﻳﻨﻈﺮون ﺑﺎﺣﱰام إﱃ ﻛﻞ اﻣﺮأة ﰲ ﻫﺬه اﻷرض ﻛﺄﻣﻬﻢ أو أﺧﺘﻬﻢ أو اﺑﻨﺘﻬﻢ وﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻧﻬﺎ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس .ﻫﺬا ﺟﻴﺪ وﻳﺴﻌﺪين أﻧﻬﻢ ﻋﱪوا ﻋﻦ اﻷﻣﺮ ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ وأﻧﺎ أﺛﻖ ﺑﻬﻢ .ﻟﻜﻦ ﻟﻨﻜﻦ ﺻﺎدﻗني متﺎ ًﻣﺎ ،ﻓﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ! اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻳﻬﺎﺟﻢ اﻣﺮأة ﻫﻮ رﺟﻞ ﳼء ،واﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻬﺎﺟﻢ اﻣﺮأة ﻫﻮ رﺟﻞ ﺣﻴﺎدي ،أي أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺳﻴﺌﺎً ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﺟﻴﺪا ً أﻳﻀً ﺎ ،ﰲ ﺣني أ ّن اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻲ اﻣﺮأة ﻫﻮ رﺟﻞ ﻋﻈﻴﻢ وﻣﺜ ٌري ﻟﻺﻋﺠﺎب واﻻﺣﱰام .وﻟﻬﺬا أﻗﺪّر ﻋﺎﻟ ًﻴﺎ أن ﻳﻘﻮم
اﻟﺮﺟﺎل اﻟﴩﻓﺎء ﺑﺎﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻨﺴﺎء اﻷﳌﺎﻧﻴﺎت وﻏريﻫ ّﻦ. وﻫﻨﺎك ﻋﺪة وﺳﺎﺋﻞ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪة ،ﻓﻤﺜﻼً ﰲ ﺣﺎل ٍ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻹﺳــﺎء ٍة أو اﻋﺘﺪاء ،ميﻜﻨﻚ ارﺗﻜﺎب ﺗﺼﻮﻳﺮ ذﻟﻚ وإرﺳﺎل اﻟﺼﻮر أو اﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﻟﻠﴩﻃﺔ، وإذا ﻛﻨﺖ ﺿﻤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﻴﻤﻜﻦ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻣﻊ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ وإﺑــﻼغ اﻟﴩﻃﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻃﺒﻌﺎً دون ﺗﻌﺮﻳﺾ أﻧﻔﺴﻜﻢ ﻟﻠﺨﻄﺮ. ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴ ٍﺔ أﺧﺮى أﻓﻜﺮ أﻳﻀً ﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء اﳌﻮﺟﻮدات ﰲ اﳌﺨﻴامت ،وأدرك متﺎ ًﻣﺎ ﻣﺪى ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﻮﺿﻊ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎء اﻟﻮﺣﻴﺪات اﻟﻠﻮايت ﻳﻼﺣﻘﻬ ّﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺮﺟﺎل ،ﻻ آﺑﻪ ﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺗﻬﻦ ﻟﻜﻨﻲ أﺣﻠﻢ أن ﻳﻘﻮم اﻟﺮﺟﺎل اﻟﴩﻓﺎء ﺑﺤامﻳﺘﻬﻦ .ﻓﻜﺮيت ﻗﺪ ﺗﺒﺪو ﺳﺎذﺟﺔ ،وﻫﻲ أن ﻳﻘﻮم ﻛﻞ رﺟﻞ ﴍﻳﻒ ﺑﺪور أ ٍخ أي اﻣﺮأ ٍة ﻣﺴﺘﻀﻌﻔﺔ ،أو أي ﰲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﺤامﻳﺔ ّ
اﻟﺴﺆال ﰲ ﻣﻜﺎﺗﺐ اﻟﺴامﴎة ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﺎدي ﻣﻌني وﺑﺸﻜﻞ ﻗﺎﻧﻮين. ّ ﻛﻼﺟﻰء ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ال Job Centerﰲ دﻓﻊإﻳﺠﺎر اﻟﺴﻜﻦ ،أﻧﺖ ﻣﻠﺰم ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣــﺤـﺪّده ﻟﻠﺸﻘّﺔ ﻗﺪ ﺗﺼﻞ اﱃ 54م 2ﻟﻠﻔﺮد اﻟﻮاﺣﺪ،وﻣﺒﻠﻎ إﻳﺠﺎر ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز اﻟﺤﺪ اﻷﻋﲆ اﳌﺨﺼﺺ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟـ ،Job Centerوﻟﺬﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ وﺟﺪت ﺷﻘّﺔ ﻛﺒرية أو ﺻﻐريةوإﻳﺠﺎرﻫﺎ ﻳﺘﺠﺎوز اﻟﺤﺪ اﻷﻋﻠﯩﺎﳌﺨﺼﺺ ﻟﻠﻔﺮد ،ﻓﺈﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﻣﻮاﻓﻘﺔ اﻟﺪﻓﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟـ Job Center ﻋﻼوةًﻋام ذﻛﺮ أﻋﻼه ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻚأﺣﻘ ّﻴﺔ اﻟﺴﻜﻦ ﰲ اﻟﻜﺎﻣﺐ اﻟﺨﺎص ﻟﻼﺟﺌني إﱃ أن ﺗﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ إﻳﺠﺎ ِدﺳﻜﻦٍ ﻣﻨﺎﺳﺐ. كاتب عراقي
كريستين هاك ٍ ﺷﺨﺺ ﻳﺘﻢ اﺣﺘﻘﺎره أو ازدراؤه ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺳﺒﺐ ﻛﺎن ،ﻛﺄن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ أﻗﻠﻴ ٍﺔ ﻋﺮﻗﻴﺔ أو ﻷي ٍ دﻳﻨﻴﺔ أو ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ .رمبﺎ ﻛﺎن ﻫﻨﺎﻟﻚ اﺳﻢ ﻣﻤﻴﺰ ﻟﻬﺬا ﰲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺜﻞ »اﻟﺸﻬﺎﻣﺔ واﻟﻨﺨﻮة«. ﻓﻜﺮة أﺧﺮى ﻣﺎذا ميﻜﻦ أن ﻧﻔﻌﻞ ﺣني ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺎﻹﻏﺮاء ﻋﻨﺪ رؤﻳﺔ ٍ ﺟﺬاب ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺲ اﻵﺧﺮ؟ ﻧﺤﻦ ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﺷﺨﺺ ٍ ﺑﴩ وﻫﺬا ﺷﻌﻮ ٌر ﻃﺒﻴﻌﻲ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ميﺖ ﺑﺼﻠﺔ ﺗﻨﺲ إﱃ اﻟﺘﺤﺮش أو اﻻﻋﺘﺪاء وﺧﺮق اﻟﻘﺎﻧﻮن .ﻻ َ أ ّن اﳌﺮأة اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻃﺒﻴﺒﺔ ﺗﻨﻘﺬ ﺣﻴﺎة ﻃﻔﻠﻚ ،أو ﻗﺪ ﺗﺼﺒﺢ أﻧﺠﻴﻼ ﻣريﻛﻞ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ، وﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﳾء ﻫﻲ إﻧﺴﺎ ٌن ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻜﻞ اﻟﺤﻘﻮق وﻳﺤﻤﻴﻪ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻷﺧــﻼق واﻟﺪﻳﻦ واﻷﻋ ـﺮاف اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ. ٍ ﺷﺨﺺ ﻣﻤﻴ ٍﺰ أو وإذا ﻛﻨﺖ ﻋﺎزﺑًﺎ وﺗﺘﻮق ﻟﻠﻘﺎء
ﴍﻳﻚ ﻣﺴﺘﻘﺒﲇ ،أوﺻﻴﻚ ﺑﺎﺗﺒﺎع ﻧﺼﻴﺤﺔ أﺣﺪ أﺷﻬﺮ اﳌﻮﺳﻴﻘﻴني ﻟﺪﻳﻨﺎ ،ﺟﻮﻫﺎن ﺳﺒﺎﺳﺘﻴﺎن ﺑﺎخ: »إذا أردت أن ﺗﻜﺴﺐ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻓﺎﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﺑﴪﻳﺔ، ﴍا ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ﺧﺬ وﻗﺘﻚ ﰲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻻ ﺗﻜﻦ ﻣﺒﺎ ً واﻃﺮح اﻷﺳﺌﻠﺔ وﺗﻌﺮف إﻟﻴﻬﺎ .اﻓﻌﻞ ﻟﻬﺎ اﻷﺷﻴﺎء ودﻋﻬﺎ ﺗﺘﻌﺮف إﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل أﻓﻌﺎﻟﻚ ﻻ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ أﻳﻀً ﺎ .دﻋﻬﺎ ﺗﻌﺮف أي ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل أﻧﺖ ﻓﺮمبﺎ ﺗﺮﺑﺢ ﻗﻠﺒﻬﺎ .وﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ إذا ﻣﺎ أﺟﺎﺑﺖ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل أو اﻟﺮﻓﺾ -ﻣﻊ أﺳﻔﻲ ﰲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷﺧــرية -ﻓﺮﺟﺎ ًء اﺣﱰم ﻗﺮارﻫﺎ واﺣﱰﻣﻬﺎ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ أﺧﺘﻚ ﰲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻣــﺮأ ًة ذات ﻛﺮاﻣﺔ وﺷﺨﺼﺎ ﻳﺤﻖ ﻟﻪ اﻻﺧﺘﻴﺎر«. ً
مؤلّفة وناشرة ألمانية
10
باب مفتوح
يناير -فبراير • Januar - Feb 2016
الوالء الملتبس في دول اللجوء د .محمد شحرور
اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻟﻠﺮﺳﺎم اﻟﺴﻮري :ﻋﺒﺪاﻟﺮزاق ﺷﺒﻠﻮط ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻌﺾ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ و اﻟﻼﺟﺌني ﴏا ًﻋﺎ داﺧﻠ ًﻴﺎ ﺑني ﻋﺪة وﻻءات ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﺑني اﻟﺒﻠﺪ اﻷم ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ميﺜﻠﻪ ﻛﻮﻃﻦٍ وﻗﻮﻣﻴ ٍﺔ ودﻳــﻦٍ واﻧﺘامء، ِ واﻟﺒﻠﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ اﳌﻀﻴﻒ اﻟﺬي ﻳﺸﻜﻞ اﳌﻼذ اﻵﻣﻦ واﳌــﺄوى واﻟﻮﻃﻦ اﻟﺒﺪﻳﻞ ،ﺳﻴام ﻓﻴام ﻧﻌﻴﺸﻪ ﻧﺤﻦ اﻟﺴﻮرﻳﻮن ﻣﻦ ﻣﺄﺳﺎة ،وﻳﺰداد ﻫﺬا اﻟﴫاع وﺿﻮﺣﺎً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﻐﻰ اﳌﻮروث اﻟﺜﻘﺎﰲ اﻟﺪﻳﻨﻲ ﻋﲆ ﺗﻔﻜريﻧﺎ ،ﻓﻴﺘﺪرج ﺑﺪاﻳ ًﺔ ﻣﻦ ﺗﺄﻧﻴﺐ اﻟﻀﻤري ﻻﺳﺘﺴﺎﻏﺔ اﻟﻌﻴﺶ ﰲ ﺑﻼد اﻟﻜﻔﺮ ،ﺣﺘﻰ إﻇﻬﺎ ِر اﻟﻜﺮه ﻟﻶﺧﺮ اﳌﺨﺘﻠﻒ ﻛﻮﻧﻪ ﻛﺎﻓ ًﺮا ،إﱃ أن ﻳﺼﻞ ﻫﺬا اﻟﻜﺮه ﻟﺤﺪ اﻟﻌﺪواﻧﻴﺔ واﻟﺠﺮميﺔ. وﻗﺪ ﻳﺒﺪو ﺗﻜﺮا ًرا ﻣﻤﺠﻮ ًﺟﺎ ﻗﻮل إن» :اﻹﺳﻼم ﺑﺮي ٌء ﻣﻦ ذﻟﻚ« ،ﻟﻜﻨﻬﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻓﺎﳌﺴﺆول ﻋام رﺳﺦ ﰲ أذﻫﺎﻧﻨﺎ ﻫﻮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻮروﺛﺔ، ﻻ اﻹﺳــﻼم ،مبﺎ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻓﻘ ٍﻪ وﻣﺠﻠﺪات ﺗﻔﺎﺳري وﻛﺘﺐ ﺻﺤﺎح ،ﺗﺮاﻛﻤﺖ ﻛﻠﱡﻬﺎ ﻓﻮق اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﳌﺤﻤﺪﻳﺔ ﻓﺤﻮﻟﺘﻬﺎ ﻣﻦ رﺳﺎﻟﺔ رﺣﻤﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﺧﺎمتﻴﺔ ،إﱃ رﺳﺎﻟ ٍﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻣﻦ إﻟﻪ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس اﳌﻴﻼدي إﱃ ﻋﺮب ﺷﺒﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة ﻓﻘﻂ، اﻟﺘﻮﻗﻒ واﻟﺠﻤﻮد وﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ أﺗﺒﺎع ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻴﻮم َ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن واﳌﻜﺎن. ﻣﻘﺪس ﺧﺎ ٍل ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ، ﻛﺘﺎب ﻓﺎﻟﺘﻨﺰﻳﻞ اﻟﺤﻜﻴﻢ ٌ ٌ ﻻ ﻣﺠﺎل ﻟﻠﱰادف ﺑني أﻟﻔﺎﻇﻪ ،ﻗ ـ ّﺪ َم ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ واﺿﺤ ًﺔ ﻋﻦ اﻟﺪوﻟﺔ واﳌﺠﺘﻤﻊ ،وﺳﺎوى ﺑني اﻟﻨﺎس ﺎس إِﻧﱠﺎ َﺧﻠَ ْﻘ َﻨﺎﻛُﻢ ﱢﻣﻦ َذﻛَ ٍﺮ َوأُﻧﺜَﻰ ﺟﻤﻴﻌﺎً }ﻳَﺎ أَﻳﱡ َﻬﺎ اﻟ ﱠﻨ ُ َو َﺟ َﻌﻠْ َﻨﺎﻛُ ْﻢ ﺷُ ُﻌﻮﺑﺎً َوﻗَ َﺒﺎﺋِ َﻞ ﻟِﺘَ َﻌﺎ َرﻓُﻮا إِ ﱠن أَﻛْ َﺮ َﻣ ُﻜ ْﻢ ِﻋﻨﺪ اﻟﻠﱠ ِﻪ أَﺗْﻘَﺎﻛُ ْﻢ إِ ﱠن اﻟﻠﱠ َﻪ َﻋﻠِﻴ ٌﻢ َﺧ ِﺒ ٌري{)اﻟﺤﺠﺮات (13وﻓﻖ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﺎرف ﻓﻴام ﺑﻴﻨﻬﻢ ،وﺟﻌﻞ ﻣﻌﻴﺎر اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﻫﻮ اﻟﺘﻘﻮى ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻋﻤﻼً ﺻﺎﻟﺤﺎً } َو َﺳﻴُ َﺠ ﱠﻨﺒُ َﻬﺎ اﻷْ َﺗْﻘَﻰ*اﻟ ِﱠﺬي ﻳُ ْﺆ ِيت َﻣﺎﻟَ ُﻪ ﻳَﺘَ َﺰ ﱠىك{ )اﻟﻠﻴﻞ ،(18 -17وﻣﻴﺰ ﺑني اﻷ ّﻣﺔ واﻟﻘﻮم واﳌﻠﺔ ،ﻓﺎﻷﻣﻢ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ }ﻛَــﺎ َن اﻟﻨﺎس أﻣﺔ ِ َواﺣــﺪَة ًﻓَﺒَ َﻌﺚَ اﻟﻠّ ُﻪ اﻟ ﱠﻨ ِﺒﻴﱢني ﺎب ﺑِﺎﻟْ َﺤ ﱢﻖ َ ُﻣﺒَ ﱢﴩِﻳ َﻦ َو ُﻣ ِﻨﺬرِﻳ َﻦ َوأَﻧ َﺰل َ َﻣ َﻌ ُﻬ ُﻢ اﻟْ ِﻜﺘَ َ ﻟِ َﻴ ْﺤ ُﻜ َﻢ ﺑَ ْ َني اﻟ ﱠﻨ ِ ﻴام ا ْﺧﺘَﻠَﻔُﻮا ْ ِﻓﻴ ِﻪ{ )اﻟﺒﻘﺮة ﺎس ِﻓ َ ٍ ﺷﺨﺺ ،(213واﻷ ّﻣﺔ ﻫﻲ ﺗﺠ ّﻤﻊ ﻧﺎس ﻋﲆ اﺗﺒﺎع ﻣﺎ ،أي أﺻﺤﺎب ﻣﻠﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ } َوﻟِﻜ ﱢُﻞ أُ ﱠﻣ ٍﺔ ﱠر ُﺳ ٌ ﻮل ُﴤ ﺑَ ْﻴ َﻨ ُﻬﻢ ﺑِﺎﻟْ ِﻘ ْﺴ ِﻂ َو ُﻫ ْﻢ ﻻَ ﻓَ ِﺈذَا َﺟﺎء َر ُﺳﻮﻟُ ُﻬ ْﻢ ﻗ ِ َ ﻳُﻈْﻠَ ُﻤﻮ َن{ )ﻳﻮﻧﺲ ،(47أﻣﺎ اﻟﻘﻮم ﻓﻴﺸﱰﻛﻮن ﺑﻠﺴﺎنٍ واﺣﺪ } َو َﻣﺎ أَ ْر َﺳﻠْ َﻨﺎ ِﻣﻦ ﱠر ُﺳﻮ ٍل إِﻻّ َ ِﺑﻠِ َﺴﺎن ِﻗَ ْﻮ ِﻣ ِﻪ{ )إﺑﺮاﻫﻴﻢ ،(4وﻗﺪ ﺗﺘﻌﺪد اﻷﻗﻮا ُم واﻷﻣ ُﻢ ﻛﺸﻌﺐ ﺳﻮري ﺿﻤﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻮاﺣﺪ ،ﻓﻨﺤﻦ ٍ ﻋﺮب وﻛﺮ ٌد وﴎﻳﺎن وأرﻣﻦ ﻟﺪﻳﻨﺎﻗﻮﻣﻴﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔٌ : وآﺷﻮرﻳﻮن وﴍاﻛﺲ ،وأﻣ ٌﻢ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ :أﻣﺔ ﻣﻮﳻ ﻛﺸﻌﺐ أن وأﻣﺔ ﻋﻴﴗ وأﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ،وﻳُﻔﱰض ٍ ﻳﺤﻜﻤﻨﺎ ﻗﺎﻧﻮ ٌن واﺣ ٌﺪ ﺿﻤﻦ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺬي ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﻜﻮن وﻻيئ ﻛﻤﺴﻠﻢ ﻟﻠﻘﻴﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻌﻨﻲ ﻣﻊ ﻛﻞ أﻫﻞ اﻷرض ،وﻫﺬه اﻟﻘﻴ ُﻢ ﻫﻲ اﻟﻮﺻﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ أرﺳﻠﻬﺎ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ وأﺟﻤﻌﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻞ اﻷدﻳﺎن ،ﻣﻦ ﺑ ّﺮ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ورﻋﺎﻳﺔ اﻷﻳﺘﺎم إﱃ ﺗﺤﺮﻳﻢ اﻟﻘﺘﻞ واﻟﺰىن وﺧﻴﺎﻧﺔ اﻟﻌﻬﻮد واﻟﻐﺶ، ووﻻيئ ﻷﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻳﻨﺤﴫ ﰲ أدايئ ﻟﻠﺸﻌﺎﺋﺮ ﻋﲆ
أفكار خاطئة عن اللجوء إلى أوروبا عزام أمين
ﻃﺮﻳﻘﺘﻬﺎ ،ﻓﺄﺻﻮم رﻣﻀﺎن وأﺻﲇ ﺧﻤﺲ أوﻗﺎت ﰲ اﻟﻴﻮم وأؤدي اﻟﺰﻛﺎة وأﺣﺞ إﱃ ﻣﻜﺔ ،وﰲ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ أﻧﺎ أﺗﻜﻠﻢ ﻟﻐﺘﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،واﻟــﻮﻻء ﻫﻨﺎ ﻳﺘﺤﻮل ﻟﺘﻌﺼﺐ وﻋﻨﴫﻳﺔ ،أﻣﺎ ﻛﻤﻮاﻃﻦ ﻓﻮﻻيئ ﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺬي أﻋﻴﺶ ﻓﻴﻪ. ﻟﻘﺪ ﺣﺪد اﻟﺘﻨﺰﻳﻞ اﻟﺤﻜﻴﻢ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻨﺎس ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﲆ أﺳﺎس اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ،وﻓﻖ ﻗﺎﻋﺪ ٍة أﺳﺎﺳﻴﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﲆَ } :وﻗُﻞ ِاﻟْ َﺤ ﱡﻖ ِﻣ ﱠرنﺑﱢﻜُﻢ ْﻓَ َﻤﻦ ﺷَ ﺎء ﻓَﻠْ ُﻴ ْﺆ ِﻣﻦ َو َﻣﻦ ﺷَ ﺎء ﻓَﻠْ َﻴ ْﻜ ُﻔ ْﺮ{ )اﻟﻜﻬﻒ ،(29و} َو ﻟَ ْﻮﺷَ ﺎء َرﺑﱡ َﻚ ﻵ َﻣ َﻦ َﻣﻦ ِﰲ اﻷَ ْر ِض ﻛُﻠﱡ ُﻬ ْﻢ َﺟ ِﻤﻴﻌﺎً أَﻓَﺄَﻧﺖ َﺗ ُ ْﻜ ِﺮ ُه ﺎس َﺣﺘﱠﻰ ﻳَﻜُﻮﻧُﻮا ْ ُﻣ ْﺆ ِﻣ ِﻨ َني{ )ﻳﻮﻧﺲ ،(99أي أ ّن اﻟ ﱠﻨ َ اﻟﺘﻨﺰﻳﻞ أﻛﺪ ﻋﲆ ﺣﺮﻳﺔ اﻹميﺎن واﻟﻜﻔﺮ }ﻻَ إِﻛْ َﺮا َه ِﰲ اﻟﺪﱢﻳﻦِ ﻗَﺪ ﺗﱠ َﺒ ﱠ َني اﻟ ﱡﺮﺷْ ُﺪ ِﻣ َﻦ اﻟْﻐ ﱢَﻲ ﻓَ َﻤ ْﻦ ﻳَ ْﻜ ُﻔ ْﺮ ﺑِﺎﻟﻄﱠﺎﻏ ِ ُﻮت َوﻳُ ْﺆ ِﻣﻦ ﺑِﺎﻟﻠّ ِﻪ ﻓَﻘ َِﺪ ْاﺳﺘَ ْﻤ َﺴ َﻚ ﺑِﺎﻟْ ُﻌ ْﺮ َو ِة اﻟْ ُﻮﺛْﻘَﻰ َﻻ َاﻧ ِﻔ َﺼﺎ َم ﻟَ َﻬﺎ َواﻟﻠّ ُﻪ َﺳ ِﻤﻴ ٌﻊ َﻋﻠِﻴ ٌﻢ { )اﻟﺒﻘﺮة (256 وﰲ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ وﺿ َﻊ اﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻄﺎﻏﻮت ﻋﻜﺲ اﻹميﺎن ﺑﺎﻟﻠﻪ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈ ﱠن اﻟﻌﺮو َة اﻟﻮﺛﻘﻰ اﻟﺘﻲ ﻻ اﻧﻔﺼﺎم ﻟﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﺑﻜﻞ أﺷﻜﺎﻟﻬﺎ ،ﺳﻮاء ﺿﺪ اﻟﻄﻐﻴﺎن اﻟﺴﻴﺎﳼ أو اﻟﺪﻳﻨﻲ أو اﻻﺟﺘامﻋﻲ، وﺑﺬﻟﻜﻼ ﺳﻠﻄﺔ ﻟﺪﻳﻦٍ أو ﻣﻠ ٍﺔ ﻋﲆ دﻳﻦٍ آﺧﺮ .واﻟﻠ ُﻪ اﻟﻔﺼﻞ ﺑني اﻟﻨﺎس ﻳﻮم َ ﺗﻌﺎﱃ وﺿﻊ ﺑﻴﺪه وﺣﺪه ِ اﻟﺼﺎ ِﺑ ِﺌ َني و ُوا د َﺎ ﻫ ﻦ ﻳ ﱠﺬ ﻟ ا و اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ} :إِ ﱠن اﻟ ِﱠﺬﻳ َﻦ آ َﻣ ُﻨﻮا َ َ َ ﱠ َ ﴍﻛُــﻮا إِ ﱠن اﻟﻠﱠ َﻪ أ َواﻟ ﱠﻨ َﺼﺎ َرى َواﻟْ َﻤ ُﺠ َ ﻮس َواﻟ ِﱠﺬﻳ َﻦ ْ َ ِ ِ ِ ﱠ ْ ﳾ ٍء ُﻞ ﱢ ﻛ ﲆ َ ﻋ ﻪ ﻠ اﻟ ن إ ﺔ ﻣ ﺎ ﻴ ﻘ ﻟ ﻳَﻔ ِْﺼﻞ ُﺑَ ْﻴ َﻨ ُﻬ ْﻢ ﻳَ ْﻮ َم ا َ َ ﱠ َ َ َْ ﺷَ ﻬِﻴ ٌﺪ{)اﻟﺤﺞ ،(71وﺗﻮﺿﺢ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮميﺔَ } :وإِﻧﱠ ِﻨﻲ ُﴩﻛُﻮ َن{ )اﻷﻧﻌﺎم (19أ ّن ﺑﺮاءﺗﻚ ﻣﻦ ﺑَﺮِي ٌء ﱢﻣ ﱠام ﺗ ْ ِ اﳌﴩك ﺗﺘﺤﺪد مبﺎ ﻳﴩك ﺑﻪ ﺣﴫا ً. أﻣﺎ ﻣﺼﻄﻠﺢ »اﻟﻮﻻء واﻟﱪاء« ﻛام وﺻﻞ إﻟﻴﻨﺎ ﻋﱪ اﳌــﻮروث اﻟﻔﻘﻬﻲ ،ﻓﻘﺪ اﻋﺘﻤﺪ اﻵﻳﺔ }ﻻﱠ ﻳَﺘﱠ ِﺨ ِﺬ اﻟْ ُﻤ ْﺆ ِﻣ ُﻨﻮ َن اﻟْﻜَﺎ ِﻓﺮِﻳﻦ َأَ ْوﻟِ َﻴﺎء ِﻣﻦ ُد ْونِ اﻟْ ُﻤ ْﺆ ِﻣ ِﻨ َني ﳾ ٍء إِﻻﱠ أَن َو َﻣﻦ ﻳَ ْﻔ َﻌﻞ ْ َذﻟِﻚ َﻓَﻠَﻴْ َﺲ ِﻣ َﻦ اﻟﻠّ ِﻪ ِﰲ َ ْ ﺗَﺘﱠﻘُﻮا ْ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ ﺗُﻘَﺎ ًة َوﻳُ َﺤ ﱢﺬ ُر ُك ُﻣﺎﻟﻠّ ُﻪ ﻧَﻔ َْﺴ ُﻪ َوإ َﱃِ اﻟﻠّ ِﻪ اﻟْ َﻤ ِﺼ ُري{ )آﻟﻌﻤﺮان (28وﻫﻲ آﻳﺔ ﺗﺨﺺ اﻟﻔﻘﻬﻲ ﻗﺴﻢ ﻋﴫ اﻟﻨﺒﻮة ﻓﻘﻂ ،ﻟﻜ ّﻦ اﳌﻮروث ّ ٍ ٍ ﻣﻐﻠﻮط ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻨﺎس إﱃ ﻣﺆﻣﻨني وﻛﺎﻓﺮﻳﻦ ،وﻓﻖ ﻟﻺميﺎن ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ أداء اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﻓﻘﻂ ،وﺑﻨﺎ ًء ﻛﻞ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺼﲇ أو ﻻ ﻳﺼﻮم ﻋﲆ ذﻟﻚ اﻋﺘﱪ أ ّن ّ ﺧﺎرج ﻋﻦ اﻟﺠامﻋﺔ وﻳﺠﺐ ﻫﻮ ﻛﺎﻓﺮ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ٌ ﻣﻌﺎداﺗﻪ ،ووﺻﻞ اﻟﻌﺪاء إﱃ اﻟﻘﺘﻞ أﺣﻴﺎﻧﺎً ﻛﺜرية، وﻗﺴﻤﺖ اﻟﺒﻼد إﱃ دﻳﺎر اﻹﺳﻼم ودﻳﺎر اﻟﻜﻔﺮ، وﻫﺬا ﻻ أﺳﺎس ﻟﻪ ،ﻓﺄرض اﻟﻠﻪ واﺳﻌ ٌﺔ وﻋﻼﻗﺘﻚ ﺑﺎﻵﺧﺮ ﺗﻘﻮم ﻋﲆ اﻋﺘﺒﺎره أﺧﺎً ﻟﻚ ﰲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ أﻧﻪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻠﺠﻮء اﻟﺤﺎﺻﻞ اﻟﻴﻮم ﻫﻮ ﻣﻀﻴﻔﻚ اﻟﺬي ﻗﺪم ﻟﻚ اﻟﻌﻮن واﳌﺴﺎﻋﺪة، ﻋﺪا ﻋﻦ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ واﳌﺴﻜﻦ واﳌﺄﻛﻞ ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت ،واﻷﻫﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ اﻟﻜﺮاﻣﺔ واﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ اﻟﻠﺘﺎن مل ﺗﺤﻆ ﺑﻬام ﰲ ﺑﻠﺪك أﺻﻼً ،وﻛﺎن اﻷوﱃ مبﻦ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﻌني اﻟﺒﻐﺾ ﻟﻜﻞ ﻫﺬا أن ﻳﺘﻮ ّﺟﻪ إﱃ إﺣﺪى اﻟﺪول اﳌﺴامة »إﺳﻼﻣﻴﺔ« واﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺪﺧﻮل اﻟﺴﻮرﻳني ﻛﺈﻳﺮان أو اﻟﺴﻮدان ﻣﺜﻼً. ﻣﻠﺘﺒﺲ ﻣﺎ أرﻳﺪ ﻗﻮﻟﻪ إن ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻮﻻءاﻟﻮﻃﻨﻲ ٌ ٍ وﻻءات ﻋﺪة ،ﺳﻮاء اﻟﻮﻻء وﻣﺘﺪاﺧﻞ ﻣﻊ ٌ ﻟﺪﻳﻨﺎ، اﻟﺪﻳﻨﻲ أو اﻟﻮﻻء اﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﻓﻴام ﻳﻔﱰض أﻻ ميﻨ َﻊ ﺣﺐ اﻟﺒﻠﺪ اﻷم ﻣﻦ اﻟﻮﻻء ﻟﻠﻮﻃﻦ اﻟﺠﺪﻳﺪ اﳌﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﺣﱰام ﻗﻮاﻧﻴﻨﻪ وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ،ﻻ ﺑﺄﺷﺨﺎﺻﻪ ﻛام اﻋﺘﺪﻧﺎ ﰲ دوﻟﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وأﻻ ميﻨﻊ اﻟﻮﻻ ُء اﻟﺪﻳﻨﻲ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻋﻼﻗ ًﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺑني اﻹﻧﺴﺎن ورﺑﻪ ﻣﻦ اﻧﺴﺠﺎم اﻟﻼﺟﺊ ﻣﻊ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺠﺪﻳﺪ ،ﺳﻴام إذا ﻛﺎن دﻳﻨﻚ ﻫﻮ اﻹﺳﻼم ورﺳﻮﻟﻚ ﻫﻮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺬي ﺟﺎء ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﻳﻔﱰض أﻧﻬﺎ رﺣﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﳌني ﻻ ﻟﻘﻮﻣﻪ ﻓﻘﻂ}و َ َﻣﺎ أَ ْر َﺳﻠْ َﻨ َﺎك إِﻻﱠ َر ْﺣ َﻤ ًﺔ ﻟـﱢﻠْ َﻌﺎﻟَ ِﻤ َني{ )اﻷﻧﺒﻴﺎء .(107 باحث ومفكر إسالمي.
ﰲ ﻣﻘﺎﻟﻨﺎ ﻫﺬا ﺳﻨﺘﻨﺎول ﺑﻌﺾ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﴩت ﰲ اﻟﻔﱰة اﻷﺧرية ﺑني اﻟﺴﻮرﻳني ﻋﻦ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻷوريب وﻋﻦ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻴﻪ وﺷﻜﻠﺖ ﰲ أذﻫﺎﻧﻬﻢ ﺻﻮرة ُﻣﺸَ ﻮﻫﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﳌﺠﺘﻤﻊ .ميﻜﻨﻨﺎ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر ﰲ مثﺎين ﻧﻘﺎط رﺋﻴﺴﻴﺔ: -1الحياة المادية السهلة
ﻳﺘﺼﻮر اﻟﺒﻌﺾ أﻧﻪ مبﺠﺮد وﺻﻮل اﻟﻼﺟﺊ إﱃ أوروﺑﺎ ﺳﺘﻘﻮم اﻟﺪوﻟﺔ اﳌ ُﻀﻴﻔﺔ ﺑﺈﻋﻄﺎﺋﻪ ﺑﻴﺘًﺎ ﻛﺒ ًريا ﻣﻔﺮوﺷً ﺎ ﺑﺄﺣﺪث اﳌﻔﺮوﺷﺎت ،وراﺗﺒًﺎ ﻣﻤﺘﺎزًا ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻟﻠأمﻛﻞ وﻟﻠﴩب وﻟﻠﻨﺰﻫﺎت واﻟﱰﻓﻴﻪ ،ﻻ ﺑﻞ وﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺷﻬﺮﻳًﺎ أن ﻳﻮﻓﺮ ﻣﺒﻠﻐًﺎ ﻣﻨﻪ ،وﺑﻌﺪ وﺻﻮﻟﻪ ﺑﺄﺷﻬﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺣﺘﻰ أن ﻳﺸﱰي ﺳﻴﺎرة ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻓﺨﻤﺔ وﻳﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎة اﻟﺮﻓﺎه واﻟﺪفء. ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻳﺴﻜﻦ اﻟﻼﺟﺊ ،ﰲ اﻷﺷﻬﺮ اﻷوﱃ )ورمبﺎ اﻟﺴﻨﺔ اﻷوﱃ( ،ﰲ ﻣﺠﻤﻌﺎت)ﻛﺎﻣﺒﺎت( وأوﺗﻴﻼت ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻏري ﻣﺮﻳﺤﺔ أﺑﺪًاوﺑﻌﺪ ﻋﺪّة أﺷﻬﺮ ،رمبﺎ ﺳﻨﺔ أو ﺳﻨﺘني ،ﺗﻘﻮم اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﺄﺟريه ﺑﻴﺘًﺎ ﻋﲆ اﻷﻏﻠﺐ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻀﻮاﺣﻲ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ أو ﻳﺘﺠﻨﺒﻬﺎ أﻫﻞ اﻟﺒﻠﺪ اﻷﺻﻠﻴني. وأﻣﺎ ﺑﺨﺼﻮص ”اﻟﺮاﺗﺐ“ ،ﻓﺄوﻻً ﻫﺬا ﻟﻴﺲ راﺗﺒًﺎ وإمنﺎ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺣﻖ أي اﻧﺴﺎن ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻪ ﻋﻤﻞ وﺗﻘﻮم اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﻫﺬه اﳌﺴﺎﻋﺪة يك ﻳﺘﻤﻜﻦ اﻟﻼﺟﺊ ﻣﻦ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﻋﻤﻞ ﺑﺄﻗﴡ ﴎﻋﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ .ﻋﲆ اﻷﻏﻠﺐ ﻫﺬه اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﻠﺤﻴﺎة ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺮﻳﺢ أﺑﺪًا ،ﻻ ﺑﻞ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺪول اﻷورﺑﻴﺔ ﺗﻜﻮن دون ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺤﺪ اﻷدىن ﻟﻠﻤﻌﻴﺸﺔ.
-2الجنس السهل
ﻳﺘﺼﻮر اﻟﺒﻌﺾ )وآﺧﺮون ﻳﺤﺎوﻟﻮن أن ﻳﺼ ّﻮروا( أن ﻧﺴﺎء أوروﺑﺎ ،ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﺟﻤﻴﻼت ﺷﻘﺮاوات، واﻷﻫﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ أﻧﻬ ّﻦ ﻣﻦ دون أي ﻗﻴﻢ أو ﻣﺒﺎدئ أي رﺟﻞ .ﺑﻌﺪ أﻳﺎم ﻗﻠﻴﻠﺔ وﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﺤﺚ داﺋﻢ ﻋﻦ ّ هذه الصورة عن الجنس السهل وعن المرأة األوروبية ،رسمتها أفــالم البورنو والمسلسالت التلفزيونية وشطحات الشباب العربي
ﻣﻦ وﺻﻮل اﻟﻼﺟﺊ ورمبﺎ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻻ أﻛرث ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻪ ”ﺻﺪﻳﻘﺔ“ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺷﻘﺮاء ﺻﺒﻴﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻻ ميﻨﻌﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻴري أﺳﺒﻮﻋﻴًﺎ إن أراد ذﻟﻚ. ﻫﺬه اﻟﺼﻮرة ﻋﻦ اﻟﺠﻨﺲ اﻟﺴﻬﻞ وﻋﻦ اﳌﺮأة اﻷوروﺑﻴﺔ ،رﺳﻤﺘﻬﺎ أﻓﻼم اﻟﺒﻮرﻧﻮ واﳌﺴﻠﺴﻼت اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ وﺷﻄﺤﺎت اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮيب .ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻌﻮﻧﻪ ﺑﺨﺼﻮص ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع ﻟﻴﺲ إﻻّ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ َﻫ َﻮاﻣﺎت )ﻓﻨﺘﺎﺳﻢ( وﺧﻴﺎﻻت ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ أﺑﺪًا ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ .أﺿﻒ إﱃ ذﻟﻚ أن اﻟﺼﻮرة اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻟﻠﻌﺮيب ﰲ أورﺑﺎ ﻫﻲ ﺳﻠﺒﻴﺔ )ﺣﺘﻰ ﻳُﺜﺒﺖ اﻟﻌﻜﺲ( ﺳﻮاء ﻛﺎن ﺳﻮرﻳًﺎ أم ﻟﺒﻨﺎﻧﻴًﺎ أم ﻣﻐﺮﺑﻴًﺎ .وﺟﻤﻴﻊ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮيب اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﰲ أوروﺑﺎ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﺑﺆﺳﺎ ﺟﻨﺴﻴًﺎ ﻣﺪﻗ ًﻌﺎ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ أول ﺛﻼث ﺳﻨﻮات ً وإن ﻛﺎن أﻏﻠﺒﻬﻢ )وﻟﻴﺲ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ( ﻳﻨﻜﺮ أو ﻻ ﻳﻌﱰف ﺑﻬﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻐﺎﺋﺒﺔ ﻋﻤﻦ ﺑﻘﻲ ﰲ ﺳﻮرﻳﺎ .ﻫﺬا اﻟﺒﺆس ﻟﻴﺲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﺳﻮرﻳني أو ﻋﺮﺑًﺎ وإمنﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺼﻮراﺗﻬﻢ اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﻋﻦ اﳌﺮأة اﻷوروﺑﻴﺔ واﻟﺠﻨﺲ ﰲ أوروﺑﺎ ،أﻣﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻮر اﻟﺘﻲ ﻳﻀﻌﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻼﺟﺌني واﳌﻐﱰﺑني ﻋﲆ ﺻﻔﺤﺎﺗﻬﻢ اﻟﻔﻴﺴﺒﻮﻛﻴﺔ وﺑﺠﺎﻧﺒﻬﻢ إﺣﺪى اﻟﺸﻘﺮاوات ﻋﻦ ﺳﺎﺑﻖ ﻗﺼﺪ وﻣﻌﺮﻓﺔ أن ﺧﻴﺎل اﻷﺻﺪﻗﺎء ﺳﻴﺘﺎﺑﻊ ﻟﻮﺣﺪه ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ اﳌﺸﻮﻗﺔ ﻟﻴﺴﺖ إﻻ دﻟﻴﻼ ﻋﲆ ﻋﻘﺪ ﻧﻘﺼﻬﻢ وأﻧﻬﻢ ﻣﺄزوﻣﻮن ﺟﻨﺴﻴًﺎ ً ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ. -3تعلم اللغة بسهولة
اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻋﻦ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﻠﻐﺔ ﻫﻮ أﻧﻪ أﻣﺮ ﺳﻬﻞ
وﻳﺘﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أﺗﻮﻣﺎﺗﻴﻜﻴﺔ ﺑﺤﻜﻢ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠّﻢ ﺗﺘﻢ ﰲ ﺑﻠﺪﻫﺎ اﻷﺻﲇ ﻛام أن اﻻﺣﺘﻜﺎك ﻣﻊ اﻟﺴﻜﺎن اﻷﺻﻠﻴني ودورات اﻟﻠﻐﺔ اﳌﺠﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﺣﺎﺳام ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪان اﳌﻀﻴﻔﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﺎﻣﻼً ً اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻫﺬه .وﺑﻨﺎ ًء ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻏﻀﻮن ﺧﻤﺴﺔ أو ﺳﺘﺔ ﺷﻬﻮر ﻳﺘﺤﺪث اﻟﻼﺟﺊ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺴﻮﻳﺪﻳﺔ أو اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ أو اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﻄﻼﻗﺔ!. أوﻻً ،ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻣﻪ دول اﻟﻠﺠﻮء ﻣﻦ دورات ﻟﻐﺔ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻷﻛرث ﻣﻦ أن ﻳﻌﺮف اﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﺸﱰي ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻷوﻟﻴﺔ وﻳﻘﻮل ﻣﺮﺣﺒًﺎ وﻳﺮد اﻟﺴﻼم. ﺛﺎﻧﻴًﺎ ،ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧــﺪﻣــﺎج واﻻﺣﺘﻜﺎك ﺑﺎﻟﺴﻜﺎن اﻷﺻﻠﻴني ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﺴﻬﻮﻟﺔ واﻟﺒﺴﺎﻃﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺼﻮرﻫﺎ اﻟﺒﻌﺾ .ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻳﻘﻊ أﻏﻠﺐ اﳌﻐﱰﺑني ﰲ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻔﺮﻏﺔ، ﻓﻌﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻠﻐﺔ ميﻨﻊ اﻻﺣﺘﻜﺎك ﻣﻊ اﻟﺴﻜﺎن اﻷﺻﻠﻴني اﻟــﺬي ﻳﺸﻜﻞ ﺑﺪوره ﻋﺎﺋﻘًﺎ ﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﻠﻐﺔ. -4النجاح السهل والراحة النفسية
ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة مبﺎ ﻗﻠﻨﺎه أﻋﻼه ﻋﻦ اﻟﺤﻴﺎة اﳌﺎدﻳﺔ اﳌﺮﻳﺤﺔ واﻟﺠﻨﺲ اﻟﺴﻬﻞ واﻻﻧﺪﻣﺎج اﻟﺴﻬﻞ وﺗﻌﻠﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﴪﻳﻊ .وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﺨﻴﻞ اﻟﻨﺎس أن اﻟﻼﺟﺊ أو اﳌﻐﱰب ﻣﺮﺗﺎح ﻧﻔﺴﻴﺎ ﻻ ﺑﻞ ﻳﻌﻴﺶ ﻧﻮ ًﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻌﺎدة واﻟﺮﻓﺎه اﻟﻨﻔﴘ وﺧﺼﻮﺻﺎ أن ﻓﺮص اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻨﺠﺎح اﻟﺪراﳼ ﺳﻬﻠﺔ ﰲ أوروﺑﺎ وﰲ ﻣﺘﻨﺎول اﻟﺠﻤﻴﻊ. ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،اﻟﻼﺟﺊ أو اﳌﻬﺎﺟﺮ ﻣﺎ أن ﻳﺼﻞ إﱃ أوروﺑﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة واﻟﻌﺰﻟﺔ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ واﻟﻘﻠﻖ اﻟﻮﺟﻮدي .ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﻴﺎع واﻟﺤﻨني واﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻌﺠﺰ وﺻﺪﻣﺔ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ ،ﻓﻼ اﻟﺤﻴﺎة اﳌﺎدﻳﺔ ﺳﻬﻠﺔ وﻻ اﻟﺤﻴﺎة اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ وﻻ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﻠﻐﺔ ﺳﻬﻞ .اﻷوراق اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ وﺣﺪﻫﺎ ﺑﺘﻌﻘﻴﺪاﺗﻬﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﺻﺪﻣ ًﺔ ﳌﻌﻈﻢ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ وﻗﺪ ﺗﺤﺘﺎج إﱃ ﺳﻨﺘني ﻋﻤﻞ واﻧﺘﻈﺎر يك ﺗﻨﺘﻬﻲ .اﻟﻌﺰﻟﺔ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ وﻓﻘﺪان اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺤﻤﻴﻤﻴﺔ واﻟﻔﺮاغ وﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﺘﻈﺎر ﻛﺜ ًريا ﻣﺎ ﺗﺆدي ﻣﺠﺘﻤﻌ ًﺔ إﱃ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻻﻛﺘﺌﺎب .أﺿﻒ إﱃ ذﻟﻚ أن ﺑﻌﺾ اﻟﻼﺟﺌني ﻛﺎﻧﺖ ﻇﺮوف ﺳﻜﻨﻬﻢ وﻣﻌﻴﺸﺘﻬﻢ ﰲ ﺑﻠﺪاﻧﻬﻢ أﻓﻀﻞ ﺑﻜﺜري ﻣﻦ ﺑﻠﺪان اﻟﻠﺠﻮء.
-5األفضلية في اللجوء للسوريين فقط والكثير من غير السوريين ينتحلون صفة سوري ويحصلون على اللجوء
اﻟﺒﻌﺾ ﻳﺘﺼﻮر أن ﻣﺄﺳﺎﺗﻪ ﻫﻲ اﻷﻛﱪ وأﳌﻪ ﻫﻮ اﻷﻫﻢ ،وﺑﻨﺎ ًء ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﻠﺠﻮء ﻫﻲ ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﺴﻮرﻳني ﻓﻘﻂ! ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﺗﻌﻜﺲ ﻧﻮ ًﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻐرية واﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌﺮاﻗﻲ واﻟﺸﻌﺐ اﻷﻓﻐﺎين واﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ واﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﺷﻌﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻳﻌﻴﺸﻮن أو ﻋﺎﺷﻮا ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻣﺄﺳﺎة اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮري ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻓﻼ أﻓﻀﻠﻴﺔ ﻟﺸﻌﺐ ﻋﲆ آﺧﺮ. أﻣﺎ ﰲ ﻣﺎ ﻳﺨﺺ اﻧﺘﺤﺎل اﻟﺒﻌﺾ ﻟﻠﺠﻨﺴﻴﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺣﻖ اﻟﻠﺠﻮء ﻓﻬﻮ واﻗﻊ، وﻗﺪ ﺣﺼﻞ اﻷﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻋﺎم 0991ﺣني ﺣﺎول ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻮرﻳني اﻹدﻋﺎء أﻧﻬﻢ ﻋﺮاﻗﻴﻮن أو ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﻮن ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺣﻖ اﻟﻠﺠﻮء ﰲ أوروﺑﺎ. اﻟﻠﺠﻮء ﺣﻖ ﺗﻀﻤﻨﻪ اﻟﻘﻮاﻧني اﻷوروﺑﻴﺔ واﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﳌﻦ ﺗﻜﻮن ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻬﺪدة ﺑﺎﻟﺨﻄﺮ ،وﻟﻴﺲ ﻧﺘﻴﺠﺔ أي ﺳﻮري ﻟﺬﻟﻚ اﳌﻮﻗﻒ اﻟﺴﻴﺎﳼ أو ﻏريه .إذنّ ، ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻣﻌﺎرﺿً ﺎ أو ﻣﻮاﻟﻴًﺎ ﻟﻨﻈﺎم اﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﻳﺤﻖ ﻟﻪ ﻃﻠﺐ اﻟﻠﺠﻮء واﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻪ إن اﺳﺘﻄﺎع إﺛﺒﺎت أن ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻬﺪدة أو ﰲ ﺧﻄﺮ .وﺑﻨﺎ ًء ﻋﻠﻴﻪ، ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﻄﻠﻮب ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ أو ﻫﺎرب ﻣﻦ ﺑﺮاﻣﻴﻞ اﻟﻨﻈﺎم وﻣﺨﺎﺑﺮاﺗﻪ وﺷﺒﺢ اﻻﻋﺘﻘﺎل واﻟﺘﻌﺬﻳﺐ أو ﻣﻦ ﻣﻀﺎﻳﻘﺎت اﻟﺸﺒﻴﺤﺔ واﻟﺤﻮاﺟﺰ أو ﻣﻦ ﻗﺬاﺋﻒ اﻟﻬﺎون واﻟﺴﻴﺎرات اﳌﻔﺨﺨﺔ وﺷﺒﺢ اﻟﺨﻄﻒ واﻟﺤﺮب واﻟﺘﻬﺠري واﻟﺪﻣﺎر ﺳﻮاء ﻛﺎن
ﻳﻌﻴﺶ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﺴﻴﻄﺮة اﻟﻨﻈﺎم أو ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﳌﺴﻠﺤﺔ ﻳﺤﻖ ﻟﻪ ﻃﻠﺐ اﻟﻠﺠﻮء ﺑﺤﺴﺐ اﻟﻘﻮاﻧني اﻷوروﺑﻴﺔ .ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘﻮل ،ﻫﻨﺎك ﺷﻌﻮر ﺑﻌﺪم اﺳﺘﻘﺮار واﻧﻌﺪام ﻟﻸﻣﺎن ﻋﺎم ﰲ ﻛﻞ ﺳﻮرﻳﺎ ،وﻛﻞ اﻟﺴﻮرﻳني ﻳﻌﻴﺸﻮن ﰲ ﺧﻄﺮ وإن اﺧﺘﻠﻔﺖ درﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻷﺧﺮى وﻫﺬا ﻳﻜﻔﻲ ﻷن ﻳﻌﻄﻴﻬﻢ اﻟﺤﻖ ﰲ ﻃﻠﺐ اﻟﻠﺠﻮء. -6االندماج االجتماعي يعني االنسالخ عــن الــهــويــة والــثــقــافــة الــســوريــة واالنصهار في المجتمع األوربي
اﻟﻜﺜري ﻻ ميﻴﺰ ﺑني ”اﻻﻧــﺪﻣــﺎج اﻻﺟﺘامﻋﻲ“ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌ ُﻀﻴﻒ وﺑني ”اﻟﺘامﻫﻲ“ ﻣﻊ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌ ُﻀﻴﻒ .ﻫﻨﺎك ﻓــﺮق ﻛﺒري ﺑني اﻟﺤﺎﻟﺘني ﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺴﻠﻮيك واﻟﻨﻔﴘ .ﻻ أﺣﺪ ﻳﻄﻠﺐ ﰲ أوروﺑﺎ ﻣﻦ اﻟﻼﺟﺊ اﻻﻧﺴﻼخ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺘﻪ وﺛﻘﺎﻓﺘﻪ واﻻﻧﺼﻬﺎر ﰲ ﻫﻮﻳﺔ وﺛﻘﺎﻓﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﻀﻴﻒ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ )اﻟﺘامﻫﻲ( .ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻼﺟﺊ أو اﳌﻐﱰب ،وﻫﻮ أﺻـﻼً ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺑﺬﻟﻚ ،اﻻﻧﺪﻣﺎج اﻻﺟﺘامﻋﻲ ،أي اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ ﺑﻌﺾ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻫﻮﻳﺘﻪ وﺛﻘﺎﻓﺘﻪ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻛﺎﻟﻠﻐﺔ واﻟﺪﻳﺎﻧﺔ واﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ وﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﻀﻴﻒ واﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ وﺗﺒﻨﻲ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﻗﻴﻤﻪ ﻗﺪر اﻻﻣﻜﺎن. ﻻ ﻳﺠﺮؤ أﺣﺪ وﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﻦ أﻗﴡ اﻟﻴﻤني اﳌﺘﻄﺮف اﻟﻌﻨﴫي أن ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﻛﻼﺟﺊ أو ﻛﻤﻬﺎﺟﺮ اﻟﺘﺨﲇ ﻋﻦ ﺻﻼﺗﻚ وﺻﻴﺎﻣﻚ وﻗﻴﻤﻚ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ يك ﺗﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﺣﻘﻮﻗﻚ. اﳌﻄﻠﻮب ﻣﻨﻚ ﰲ اﻻﻧﺪﻣﺎج اﻻﺟﺘامﻋﻲ ،اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ ﻫﻮﻳﺘﻚ اﻟﺨﺎﺻﺔ واﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﲆ ﻫﻮﻳﺔ اﻟﺒﻠﺪ اﳌﻀﻴﻒ،
-7طالبو اللجوء باحثون عن الرفاه والبذخ
ﻃﺎﻟﺒﻮ اﻟﻠﺠﻮء ﻻ ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻦ اﳌﺎل واﻟﺮﻓﺎه واﻟﺒﺬخ، ﻫﻢ ﻫﺎرﺑﻮن ﻣﻦ ﺟﺤﻴﻢ اﻟﺤﻴﺎة ﰲ ﺳﻮرﻳﺎ وﻣﻦ اﻟﻀﻴﺎع واﻟﻴﺄس واﻟﺨﻮف ،ﻓﻤﻊ ارﺗﻔﺎع ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺨﻄﺮ واﻟﻌﻨﻒ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻮرﻳﺎ ﺑﺠﻤﻴﻊ أﺷﻜﺎﻟﻪ اﳌﺎدﻳﺔ واﻟﺠﺴﺪﻳﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﺘﻀﻴﻴﻖ ﻋﲆ اﻟﻼﺟﺌني اﻟﺴﻮرﻳني ﰲ ﻣﴫ وﻟﺒﻨﺎن واﻷردن وﺗﻮﺳﻊ داﻋﺶ ﰲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﺴﻴﻄﺮة ّ اﳌﻌﺎرﺿﺔ وﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﲆ ﻣﻨﺎﻃﻖ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ وﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺳﻮرﻳﺎ ،وﻓﻘﺪان اﻷﻣﻞ ﺑﺤﻞ، ً زادت وﺗرية اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻟﻠﻨﻈﺎم ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، وﻟﻠﻔﺼﺎﺋﻞ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧــﺮى ،دﻓﻌﺖ اﻟﺴﻮرﻳني ﻟﻠﻮﻗﻮع ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻻﺣﺒﺎط واﻟﻴﺄس ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻌﺎرﺿني أو ﻣﺆﻳﺪﻳﻦ .وﺗﻮﻗﻊ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺤﺮب ﻟﺴﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﺳﻮرﻳﺎ إﱃ ﻋﻘﻮد ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺠﺎوز آﺛﺎر اﻟﺪﻣﺎر واﻟﺨﺮاب .ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ دﻓﻌﺖ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺴﻮرﻳني، ﻣﻮاﻟﻴني وﻣﻌﺎرﺿني ،وﺣﺘﻰ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺴﻮرﻳني اﳌﻘﻴﻤني ﰲ دول اﻟﺨﻠﻴﺞ إﱃ ﻃﻠﺐ اﻟﻠﺠﻮء إﱃ أوروﺑﺎ ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ اﺳﺘﻘﺮار وأﻣﺎن ﻟﻬﻢ وﻟﻌﺎﺋﻼﺗﻬﻢ وﻋﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻷﻃﻔﺎﻟﻬﻢ. رمبﺎ ﻳﻘﻮل أﺣﺪﻫﻢ” :وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ دول اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ أﻣــﺎن واﺳﺘﻘﺮار وﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺣﻘﻬﻢ ﻃﻠﺐ اﻟﻠﺠﻮء“ .وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪول ﻳﻌﺮف أن اﻟﻘﻮاﻧني ميﻜﻦ أن ﺗﺘﻐري ﺑني ﻳﻮم وﻫام ﻣﺮﻫﻮﻧًﺎ وﻟﻴﻠﺔ وأن ﻫﺬا اﻷﻣــﺎن ﻟﻴﺲ إﻻ ً ﺑﻬﺬه اﻟﻘﻮاﻧني .واﻷﻫﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻫﻮ أﻧﻪ ﻣﻦ ﻓﻘﺪ وﻃﻨﻪ ﻻ ميﻜﻦ أن ﻳﻌﻴﺶ ﺑﺄﻣﺎن وأن ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺮار وﻫﻮ ﻣﻐﱰب ﰲ اﻟﺨﻠﻴﺞ ،ﻣﺤﺮوم ﻣﻦ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻨﻬﺎ دول أوروﺑﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم )اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ واﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﺪامئﺔ واﻟﻀامن اﻟﺼﺤﻲ واﳌﺴﺎواة ،وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ(. باحث سوري في علم النفس االجتماعي.
12
باب شرقي
يناير -فبراير • Januar - Feb 2016
محمد السعدي فنان فلسطيني يحصل على المركز األول بمسابقة شباركاسسه أجرى الحوار :رامي العاشق
ﺷﺎرك اﻟﻔﻨﺎن اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ اﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺴﻌﺪي ﰲ ﻣﻌﺮض ﻧﺎﺳﺎ اﻟﻔﻨﻲ مبﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﻳﺴﻨﺒﺎدن ﻋﺎﺻﻤﺔ وﻻﻳﺔ ﻫﻴﺴﻦ ،ﺑﺪﻋﻮة ﻣﻦ ﻓﻨﺎﻧﺔ أﳌﺎﻧﻴﺔ وزوﺟﻬﺎ، وﺗﻌﺪ ﺻﺎﻟﺔ ﻧﺎﺳﺎ واﺣﺪة ﻣﻦ دور اﻟﻌﺮض اﳌﻬﻤﺔ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ،وﻳﻬﺪف اﳌﻌﺮض ﻹﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﻔﻨﺎﻧني اﻟﻘﺎدﻣني إﱃ أﳌﺎﻧﻴﺎ ،وﺗﻘﺪميﻬﻢ وأﻋامﻟﻬﻢ اﻟﺒﴫﻳﺔ ذات اﳌﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ إﱃ اﳌﺘﻠﻘﻲ اﻷﳌﺎين ،وﺷﺎرك اﻟﺴﻌﺪي ﺑﺘﺴﻊ ﻟﻮﺣﺎت ﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻔﺤﻢ ،ﻛﺎن ﻗﺪ رﺳﻤﻬﺎ ﰲ ﻣﺨﻴﻢ اﻟﻠﺠﻮء ﰲ
أﳌﺎﻧﻴﺎ ،وﻟﻮﺣﺘني زﻳﺘﻴنت ،اﻷوﱃ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﲆ اﳌﺮﻛﺰ اﻷول ﰲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﺷﺒﺎرﻛﺎﺳﺴﻪ ،واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أﻧﺠﺰﻫﺎ ﻗﺒﻞ اﻓﺘﺘﺎح اﳌﻌﺮض ﺑﺄﻳﺎم ،ﻳﻘﻮل ﻋﻨﻬﺎ اﻟﺴﻌﺪي: »ﺳﻤﻴﺘﻬﺎ )اﻟﻮﻃﻦ واﻻﺣﺘﻼل( وﻛﺎﻧﺖ واﻗﻌﻴﺔ رﻣﺰﻳﺔ أﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺼﺎﻣﺘﺔ وﻋــﱪت ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻮﻃﻦ ﻓﻠﺴﻄني واﺛﺮ اﻻﺣﺘﻼل ﺗﻢ اﳌﻌﺮض ﺑﺎﻓﺘﺘﺎح وزﻳﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وﻣﺤﺎﻓﻆ اﳌﺪﻳﻨﺔ وﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﺤﻀﻮر«. اﻟﺴﻌﺪي ﻋﻀﻮ اﺗــﺤــﺎد ﻓﻨﺎين ﻓﻠﺴﻄني إﻗﻠﻴﻢ ﺳﻮرﻳﺎ،ﺻﺎﺣﺐ ﻓﻜﺮة ﺗﺠﻤﻊ ﻓﻨﺎين ﻓﻠﺴﻄني، وأﺣﺪ ﻣﺆﺳﺴﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻮﻟﻴﺪ ﺳﻮرﻳﺎ ﻣﺨﻴﻢ اﻟــريﻣــﻮك 1988ﻳﻘﻴﻢ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت ﻣﻨﺬ ﻗﺮاﺑﺔ اﻟﻌﺎم واﻟﻨﺼﻒ ﺑﻌﺪ رﺣﻠﺔ ﻟﺠﻮء ﻃﻮﻳﻠﺔ، وﻳﻌﻤﻞ ﰲ ﻣــﺠــﺎل اﻟﺪﻳﻜﻮر اﻟﺪاﺧﲇ واﻟﺮﺳﻮﻣﺎت اﻟﺠﺪارﻳﺔ
واﻟﺰﺧﺮﻓﺔ. وﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ اﻟﻔﻨﻴّﺔ وﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﺮﺳﻢ وأﺳﺎﻟﻴﺒﻪ ﻣﻬﺘام ﻳﻘﻮل اﻟﺴﻌﺪي» :ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻛﻨﺖ ً ﺑﺎﳌﺪرﺳﺔ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ وﺑﺎﻷﺳﻠﻮب اﻟﺮﻣﺰي ،ﻓﺄﻧﺎ أﻋﺘﱪه أﻛرث ﺑﺴﺎﻃﺔ ﻹﻳﺼﺎل اﻟﻔﻜﺮة أو اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺳﺎﻟﻴﺐ ﻓﻬﻲ ﺿﻤﻦ اﳌﻮاد اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻠﻮﺣﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ اﳌﻮاد ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺎدﺗني: اﻟﻔﺤﻢ،واﻷﻟﻮان اﻟﺰﻳﺘﻴﺔ ،واﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺗﺤﺪد ﻣﻦ ﻗﺒﲇ ﺑﺤﺴﺐ ﻧﻮع وﻣﻀﻤﻮن اﻟﻠﻮﺣﺔ«.
اﳌﺮﻛﺰ اﻷول ﰲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﻨﻚ ﺷﺒﺎرﻛﺎﺳﺴﻪ ﻛﺎن ﺑﻨﻚ ﺷﺒﺎرﻛﺎﺳﺴﻪ ﻗﺪ أﻗــﺎم ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻨﻴﺔ مبﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ﻣﻨﺬ ﻋــﺎم 1878ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﺗﻌﻮد ﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﻔﻨﺎن اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﳌﻬﻨﻴﺔ ورؤﻳﺘﻪ اﻟﻔﻨﻴﺔ ،وﻫﻲ ﻻ ﺗﻘﻞ ﺟامﻻً وﻓﻜﺮ ًة ﻋﻦ اﻟﻠﻮﺣﺎت اﻷوروﺑﻴﺔ ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻓﺒﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ
ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت ،وﺗــﻘــﺪم ﻋــﺪد ﻛﺒري ﻣــﻦ اﻷﳌــﺎن واﻷوروﺑﻴني ﻟﻠﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﺑﻌﺪﻫﺎ وﻗﻊ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻋﲆ ﺳﺘني ﻣﺸﺎرك ،ﻛﺎن اﻟﺴﻌﺪي أﺣﺪﻫﻢ ،إذ ﺷﺎرك ﺑﻠﻮﺣﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ اﻟﺘﻔﺎؤل اﺳﻤﻬﺎ »اﻧﺘﻈﺎر اﻟﻄﻔﻞ« وﻛﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻳﺪ متﺴﻚ ﺑﺤﺬاء ﻃﻔﻞ رﺿﻴﻊ، ﻓــﺎزت ﻫﺬه اﻟﻠﻮﺣﺔ ﺑﺎﳌﺮﻛﺰ اﻷول ﺑﻌﺪ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻨﺎﻧني واﳌﺨﺘﺼني ،وﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪاﻳﺔ ﻗﺎل ﻋﻨﻬﺎ اﻟﺴﻌﺪي إﻧﻬﺎ »ﺗﺪﻋﻮ ﻟﻠﺘﻔﺎؤل« ،وﻳﺮى اﻟﺴﻌﺪي إن» :اﻟﻌﺮض ﰲ ﺑﻠﺪ اﳌﻨﺸﺄ ﻣﻬﻢ ﺟﺪًا، ﻓﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﻌﺮض اﻟﻔﻨﻴﺔ ﰲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻻ ﺗﻘﻞ أﻫﻤﻴﺔ وإﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﻧﻈرياﺗﻬﺎ اﻷوروﺑﻴﺔ ،إﻻّ أن ﺳﻮرﻳﺎ ﺗﻔﺘﻘﺪ اﳌﺘﺎﺣﻒ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﺑﺎﻟﻠﻮﺣﺎت اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ ،ﻛام أن اﳌﻌﺮوض ﻫﻮ اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﺘﻲ
اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ﻷوروﺑــﺎ ،ﻓﺎﻟﻠﻮﺣﺔ ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻦ اﳌﻜﻮن اﻟﺜﻘﺎﰲ واﻟﱰاث اﻷورويب ﺑﺨﻼﻓﻨﺎ ،ﻛام أن اﳌﻘﺎﺑﻞ
اﳌﺎدي -اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻢ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﻔﻨﺎن واﺳﺘﻘﺮاره- أﻛﱪ ،أﺿﻒ إﱃ ذﻟﻚ ،أن اﻟﻌﺮض ﰲ ﺑﻠﺪ اﳌﻨﺸﺄ ﺗﻜﻮن ﻓﻴﻪ اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﻣﻊ اﻟﻮﺳﻂ ذاﺗﻪ ،واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺒﻴﺌﺔ ذاﺗﻬام ،أﻣﺎ ﰲ أوروﺑﺎ ،ﻓﻬﻮ أﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪي وإﺛﺒﺎت اﻟﺬات ﰲ اﻟﻨﺪﻳّﺔ ﻣﻊ اﻷوروﺑﻴني ،وإﻳﺼﺎل اﻟﻔﻜﺮة ﻟﺠﻤﻬﻮر ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ أﺧﺮى«. وﺑﺤﺴﺐ اﻟﺴﻌﺪي ،ﻓﺈن رﺳﺎﻟﺘﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻋﻨﺪ ﺛﻘﻪ أﻫﻠﻪ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ،وأن ﻳﻜﻮن ﺧري ﻣﻦ ﻳﻌﱪ ﻋﻦ رؤﻳﺘﻬﻢ وﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﻢ وﻣﺄﺳﺎﺗﻬﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻟﻮﺣﺘﻪ وﻓ ّﻨﻪ اﻟﺬي ﻳﻜﺮﺳﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻗﻀﺎﻳﺎه وﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ وﺗﺒﻌﺎت اﻻﺣﺘﻼل واﻟﻠﺠﻮء ﻣﻨﺬ ﺳﺒﻌني ﻋﺎ ًﻣﺎ ﻋﲆ ﻓﻘﺪان اﻟﻮﻃﻦ، وﻳﺨﺘﻢ اﻟﺴﻌﺪي ﺣــﻮاره ﻣﻌﻨﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ» :أﺷﻜﺮ اﻟﻠﻪ ،ﺛﻢ أﺷﻜﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ وﻗﻒ ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ ﻣﻦ أﻫﲇ وأﺻﺪﻗﺎيئ اﻟﻌﺮب واﻷﳌــﺎن ،وأﺣﺐ أن أﻗﻮل إن أﻋﻈﻢ اﻟﻠﺤﻈﺎت اﻟﺘﻲ ﻣﺮرت ﺑﻬﺎ ،ومل أﺟﺪ ﻣﻔﺮدات ﺗﻌﱪ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ أﺳﺘﻤﺘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻜﻮن إﱃ ﺟﻤﻠﺔ )ﻛﻢ ﻧﺤﻦ ﻓﺨﻮرون ﺑﻚ(«.
الالجئون السوريون في ألمانيا لحظة زوال الخطر عنهم ضاهر عيطة مل ﻳﺘﺢ ﻟﻠﺴﻮرﻳني أن ﻳﺨﺘﺎروا ﻣﺼري ﻫﺠﺮﺗﻬﻢ، وﻻ ﺷﻜﻠﻬﺎ ووﺟﻬﺘﻬﺎ ،ﻓﻤﻌﻈﻢ ﺧﻴﺎراﺗﻬﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻃﺒﺨﺖ ﻋﲆ ﻋﺠﻞ ،وﺗﻢ ارﺗﺠﺎﻟﻬﺎ ﰲ ﻟﺤﻈ ٍﺔ ﻣﺼريﻳﺔ ،ﺗﻘﻊ ﺑني ﺣﺪود اﳌﻮت ،وﺣﺎﻓﺔ اﻟﻨﺠﺎة، ﺣﻴﺚ وﺿﻌﺘﻬﻢ ﺑﺮاﻣﻴﻞ اﻷﺳــﺪ ،وﺳﻜني داﻋﺶ أﻣﺎم ﺧﻴﺎرﻳﻦ ،إﻣﺎ اﻟﻨﺰوح ﻋﻨﺎﻟﻮﻃﻦ ،أو اﳌﻮت ﻋﲆ أرﺿﻪ ،وﻟﻬﺬامل ﻳﻜﻦ أﻣﺎﻣﻬﻢ إﻻ أن ﻳﺨﺘﺎروا
اﻟـــﺪول اﻟﺘﻲ ﻓﺘﺤﺖ أﺑﻮاﺑﻬﺎ أﻣــﺎم اﻟﻼﺟﺌني ٍ ﺗﺨﺺ اﻟﺴﻮرﻳني، ﻻﻋﺘﺒﺎرات إﻧﺴﺎﻧﻴ ٍﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳ ٍﺔ ﱡ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ،وﻟﻜﻦ ﻟﻨﺎ أن ﻧﺴﺄل :ﻫﻞ وﺟﺪ اﻟﺴﻮرﻳﻮن ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺤﻠﻤﻮن ﺑﻪ؟ ﻣﻊ زوال اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺬي ﻳﻬﺪد اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺠﺴﺪي واﻟﺮوﺣﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎن ،ﴎﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﻈﻬﺮوﻋﲆ ﻧﺤﻮ
رﻛﻮب اﳌﺠﻬﻮل ﰲ ﻋﺮض اﻟﺒﺤﺮ،آﻣﻠ َني أن ﻳﻘﺒﻀﻮا ﻋﲆ ذواﺗﻬﻢ أﺣﻴﺎء .ﻣﻊ إﻏﻼق ﺣﺪود اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ وﺟﻮﻫﻬﻢ ،مل ﻳﻌﺪ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻠﺠﺄ إﻻ اﻟﺪول اﻷوروﺑﻴﺔ،ﻓﺘﻮﺟﻬﻮا إﻟﻴﻬﺎ ،ﻋﻠّﻬﻢ ﻳﻌرثون ﻋﲆ ﻛﺮاﻣﺘﻬﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ. وﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﲆ أﺣــﺪ،أ ّن أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻃﻠﻴﻌﺔ
ﺗﻠﻘﺎيئ ،ﺣﺎﺟﺎتٌ ورﻏﺒﺎتٌ ﺑﻘﻴﺖ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛﻤﻮنٍ ﰲ أوﻗﺎت اﻟﺨﻄﺮ ،وﻛﺎن اﻟﺘﻔﻜري ﺑﻬﺎ أﺷﺒﻪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﺑﺎﻟﱰف ،واﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ،ﻳﺘﺒني ﺑﻮﺿﻮح، أﻧﻪ ﻣﺎ إن ﻧﺠﺎ اﻟﺴﻮرﻳﻮن ﻣﻦ اﳌﺨﺎﻃﺮ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻬﺪد وﺟﻮدﻫﻢ ،وﺣﻠﻮا ﻋﲆ أراﴈ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ ﺑــﺪؤوا ﻳﻔﻜﺮون ﰲ ﻣﺼريﻫﻢ،
ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ،وﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻋﻴﺸﻬﻢ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،وﻫﻮ أﻣ ٌﺮ ﴩا ﻟﺪﻳﻬﻢ أﺣﻼ ٌم وﻃﻤﻮﺣﺎت ﺑﺪﻳﻬﻲ ﺑﻮﺻﻔﻬﻢ ﺑ ً ّ ﻛﺒﺎﻗﻲ أﺑﻨﺎء ﺟﻠﺪﺗﻬﻢ.ﻏري أ ّن اﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﺣﻼم واﻵﻣﺎل ﺗﺒﺨﺮت،أو ﺗﻢ ﻛﺒﺤﻬﺎ ﻟﺘﻌﻮد إﱃ ﻷﺳﺒﺎب ﻋﺪﻳﺪة ،ميﻜﻦ اﻟﺘﻄﺮق ﻟﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﻜﻮص ٍ ﻋﲆ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﱄ: مثﺔ ﻣﺆﴍات ﻋﺪﻳﺪة ،ﺗﻔﺼﺢ ﻋﻦ ﺣﺠﻢ اﻷﻋﺒﺎء واﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ اﻟﻼﺟﺌﻮن اﻟﺴﻮرﻳﻮن، ورمبﺎ أوﻟﻬﺎ ﻳﺘﻌﻠﻘﺒﺎﻟﻜﻢ اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻷوراق اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻠﻬﻢ ﺳﻮاء ﺑﺎﻟﱪﻳﺪ أو ﺑﺎﻟﻴﺪ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻒ اﻟﻼﺟﺊ اﻟﺴﻮري وﺟﻬﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﰲ ﺣﴬﺗﻬﺎ ،أﻣــﺎم ﺟﻬﻠﻪ ﳌﻀﺎﻣﻴﻨﻬﺎ ووﻇﺎﺋﻔﻬﺎ،ﻣام ﻳﻜﺮس ﻋﻨﺪه اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺤرية واﻟﻘﻠﻖ ﺣﻮل اﳌﺼري اﻟﺬي ﻳﱰﻗﺒﻪ ،وﺑﻐﻴﺎب اﳌﱰﺟﻤني ،أو ﻗﻠﺘﻬﻢ -ﰲ أﻓﻀﻞ اﻟﺤﺎﻻت-ﻳﺘﱪع اﻷﻓـﺮاد واﳌﻌﺎرف واﻻﺻﺪﻗﺎء ﰲ ﺗﻔﺴري ﻣﺤﺘﻮى ووﻇﺎﺋﻒ ﺗﻠﻚ اﻷوراق ،ﻓﺘﺨﺘﻠﻂ اﻷﻣﻮر وﺗﺘﺸﻌﺐ أﻛرث ،وﺗﺒﺪأ اﳌﺸﺎﻛﻞ واﻟﺘﻌﻘﻴﺪات ،ﰲ ﺣني ﻟﻮ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻣﱰﺟﻢ داﺋــﻢ ،ﻳﺮاﻓﻖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺤﺪدة، ﻷﻣﻜﻨﺤﻞ أﻏﻠﺐ ﺗﻠﻚ اﳌﺸﺎﻛﻞ واﻟﺘﻌﻘﻴﺪات ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ .ﺛﻢ إن ﻣﺴﺄﻟﺔ إﻳﺪاع اﻟﻼﺟﺌني ﰲ ﻣﺮاﻛﺰ اﻹﻳﻮاء ﻟﻔﱰات ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﻗﺪ ﺗﺼﻞ أﺣﻴﺎﻧﺎ إﱃ ﻋﴩة أﺷﻬﺮ أو أﻛــرث ،ﻣﻦ ﺷﺎﻧﻬﺎ أﻳﻀﺎ أن ﺗــﺆدي إﱃ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ اﻷزﻣﺎت وﺗﻔﺎﻗﻤﻬﺎ،ﺣﻴﺚ ﻳُﱰك اﻟﻼﺟﺌﻮن ﻫﻨﺎك ،دون أي ٍ ﻓﻌﻸو ﻧﺸﺎط ،ﺳــﻮى اﻧﺘﻈﺎر ﺗﺴﻮﻳﺔ أﻣﻮرﻫﻢ ،ﻣﺎ ﺑني اﺳﺘﻼم أوراقٍ وﺗﻮﻗﻴﻊ أوراق،وﻳﺒﻘﻰ ﻫﺬا ُﺟ ّﻞ ﻣﺎﻳﺸﻐﻠﻬﻢ ،إﱃ ﺣ ّﺪ أن ﺑﻌﻀﻬﻢ اﺷﺘىك ﻣﻦ أن اﻟﻨﻬﺎر ﻛﻠﻪ ميﴤ ﻋﻠﻴﻬﻢ، وﻫﻢ ﻣﺴﺘﻐﺮﻗﻮن ﰲ ﻫﻮاﺗﻔﻬﻢ اﳌﺤﻤﻮﻟﺔ ،ﻳﻘﻠﺒﻮن
ﰲ ﺻﻔﺤﺎت اﻟﻨﺖ ﺑﻀﺠ ٍﺮ وﻣﻠﻞ،وﻗﺪ أﺻﺎﺑﺖ أﺟﺴﺎدﻫﻢ وﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ،ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺪر واﻟﻜﺴﻞ ﻧﻈﺮا ﻟﻠﻔﺮاغ اﻟﻜﺒري اﻟﺬي ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻨﻪ .وﺗﻜﺎد ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﲆ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻼﺟﺌني وﺧﺼﻮﺻﺎ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻨﻬﻢ ،واﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻜﻠﻮن اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻷﻋﲆ ﺑني اﻟﻼﺟﺌني.ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻧﺪرك وﻧﺘﻔﻬﻢ،ﺣﺠﻢ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻜ ّﻢ اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ واﻟﻼﺟﺌني ،واﻟﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﻣﻮﻇﻔني وﻛﻮادر ﻛﺒرية ،وﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ إدارة ﻣﴤ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ اﻟﻌﺎﻣني، أﻣﻮرﻫﻢ ،وﻟﻜﻦ رﻏﻢ ّ ﻋﲆ ﺑﺪء اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻼﺟﺌني ،ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﺸري إﱃ أﻧﻪ ﻗﺪ ﺗ ّﻢ إﻋﺪاد ﻛﻮادر ﺑﴩﻳﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ،ﰲ ﺣﻴﻨﻜﺎن ميﻜﻦ ﺳﺪ ﺛﻐﺮات ﻋﺪﻳﺪة ،ﻟﻮ ﺗﻨﺒﻬﺖ اﻟﺠﻬﺎت اﳌﻌﻨﻴﺔ إﱃ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔاﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻛﻔﺎءة ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺸﺎﺑﺎت اﻟﺴﻮرﻳني اﳌﱰوﻛني ﰲ ﻏﺮﻓﻬﻢ وﻣﻬﺎﺟﻌﻬﻢ،ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻼﺟﺌني وﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ،ﻋﱪ ﺗﻮﺿﻴﺢ وﺗﻮﺻﻴﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻬﺎ ﻛﺨﻄﻮ ٍة إﱃ اﻟﺤﻞ ،وﺑﺬﻟﻚ ﻳﺘﻢ اﺳﺘﺜامر ﻃﺎﻗﺎﺗﻬﻢ ﻋﲆ ﻧﺤ ٍﻮ ﻳﻨﻌﻜﺲ إﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،وﻋﲆ اﳌﺘﻄﻮﻋني واﻟﻌﺎﻣﻠني ﰲ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ اﳌﻌﻨﻴﺔﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ.وﻳﺴﺎﻫﻢ أﻳﻀﺎ ﰲ ﺗﴪﻳﻊ ﻋﻤﻠﻴﺔ دﻣﺞ َ اﻷﳌﺎين،ﻟﻴﺪرك ﻗﻴﻤﺘﻬﻢ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺴﻮري ﺑﺎﳌﺠﺘﻤﻊ وﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﻢ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺠﺪﻳﺪ ،وﺑﺬﻟﻚ ﻳﺘﺤﺮر اﻟﻼﺟﺊ اﻟﺴﻮري ﻣﻦ ﺳﻠﺒﻴﺔ اﻻﻧﺘﻈﺎر واﻟﻄﺎﻗﺎت اﳌﻬﺪورة ﺑني ﺟﺪران اﻟﻐﺮف ﻷﺷﻬ ٍﺮ ﻃﻮﻳﻠﺔ دون أي إﻧﺠﺎ ٍز ﻳﺬﻛﺮ ،وﻳﺼﺒﺢ ﻣﺒﻠﻎ اﳌﻌﻮﻧﺔ اﻟﺬي ﻳﺘﻠﻘﺎه دون ﻣﻘﺎﺑﻞ ،مبﺜﺎﺑﺔ أﺟ ٍﺮ ﻟﻠﺠﻬﻮد
اﻟﺘﻲ ﻳﺒﺬﻟﻬﺎ ،ﻣامﻳﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻏﱰاب اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ اﻟﻼﺟﺊ ﻋﲆ اﻷرض اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ،وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ أن ﻣﺒﻠﻎ اﳌﺴﺎﻋﺪةاﻟﺬي ﻳﺘﻘﺎﺿﺎه ﺷﻬﺮﻳﺎ،ﻫﻮ ﰲ أﺳﺎﺳﻪ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﴬﻳﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ اﳌﻮاﻃﻦ اﻷﳌﺎين ﻟﺤﻜﻮﻣﺘﻪ ،ﻣام ﻳﺸﻜﻞ ﻋﺒﺌﺎ اﻟﺴﻮري ،وﻗﺪ ﻋﱪ ﻋﻨﻪ إﺿﺎﻓﻴﺎ ﺛﻘﻴﻼً ﻋﲆ اﻟﻼﺟﺊ ّ اﻟﺮﺳﺎم اﻟﻜﺎرﻳﻜﺎﺗريي اﻷﳌﺎينGotzW iedenrtoh ﰲ إﺣﺪى ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ ،ﺣﻴﻨام رﺳﻢ اﻟﺴﻮري اﻟﻘﺎدم إﱃ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﺧﻠﻒ ﺟﻮاﻟﻪ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ اﳌﻨﺰل واﻟﺴﻴﺎرة ،وﻳﺄيت اﻟﺠﻮاب ﰲ اﻟﺮﺳﻢ اﻟﻜﺎرﻳﻜﺎﺗﻮري: ﺳﺘﺤﺼﻞ ﻋﲆ اﻟﺒﻴﺖ واﻟﺴﻴﺎرة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻮم اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ اﻟﺠﺸﻌﺔ مبﺼﺎدرة أﻣﻮال داﻓﻌﻲ اﻟﴬاﺋﺐ ...وﻫﺬا اﻟﺠﻮاب ﻳﻮﺿﺢ ﻣﺪى ﺳﺨﻂ ﺑﻌﺾ اﳌﻮاﻃﻨني اﻷﳌــﺎن ﻋﲆ ﺣﻜﻮﻣﺘﻬﻢ ،ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻼﺟﺌني ،وﻟﻌﻠﻪ ميﻜﻦ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﻫﺬا اﻟﻐﻀﺐ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹﴎاع ﻓﻴﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻟﻼﺟﺌني اﻟﺴﻮرﻳني ،وزﺟﻬﻢ ﰲ أﻋام ٍل ﺗﻌﻮد ﻓﻮاﺋﺪﻫﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﴍ ﻋﲆ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ واﳌﻮاﻃﻦ اﻷﳌﺎين واﻟﻼﺟﺊ ﰲ آنٍ واﺣﺪ ،ﺳﻴام وأﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﺑني اﻟﻼﺟﺌني أﻃﺒﺎء وﻣﺤﺎﻣﻮن وﻛﺘﺎب وﺷﻌﺮاء وﺣﺮﻓﻴﻮن ﻣﻨﺸﺘﻰ اﳌﺠﺎﻻت ،وﺑﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﻮد اﻟﻼﺟﺊ اﻟﺴﻮري ﻣﺘﺴﻮﻻً ﻟﻄﻌﺎﻣﻪ وراﺗﺒﻪ،وﻳﻜﺘﺴﺐ ﻣﻬﺎرات ﻓﻨﻮن اﻟﻌﻴﺶ واﻻﻧﺪﻣﺎج ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺗﻨﺘﻔﻲ ﻓﻴﻪ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻏﱰاب ﺑني اﻟﻄﺮﻓني.
كاتب سوري
باب شرقي
يناير -فبراير • Januar - Feb 2016
ينس أهله الشاعر الط ّباخ الذي لم َ
خاص أبواب -كولونيا
أُﻗﻴﻢ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ ﻳﻮم اﻟﺴﺒﺖ 2016-1-9 ﻋﺸﺎء ﳌﻐﻨﻲ اﻟﻔﺮﻗﺔ اﳌﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻷوﺑﺮاﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ
ﻳﻘﻮدﻫﺎ اﳌﺎﻳﺴﱰو »ﺗﻮﻣﺎس ﻏﻴﻬﺒﺎرﺗﺪ«وﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ، ﻣﺴﺘﻀﻴﻔًﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻼﺟﺌﻴني اﻟﺴﻮرﻳني،
اﻟﺬﻳﻦ ﺷﺎرﻛﻮا أواﺧــﺮ اﻟﻌﺎم اﳌﻨﴫم ﰲ ﻏﻨﺎء »ﻧﺸﻴﺪ اﻟﻔﺮح« ﻣﻊ اﻟﻔﺮﻗﺔ واﻟﺬي ﺗﺮﺟﻢ ﻛﻠامﺗﻪ ﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﱰﺟﻢ »ﺣﻜﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﻬﺎدي« وأﻋﺎد ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﺷﻌﺮﻳًﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﺎدي ﺟﻮﻣﺮ. وﻗﺪ ﻗﺎم اﻟﺸﻴﻒ »اﻟﻴﺎس ﺑريام« واﻟﺸﺎﻋﺮ »ﻓﺎدي ﺟﻮﻣﺮ« ﻣ ًﻌﺎ ﺑﺈﻋﺪاد ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒرية ﻣﻦ اﻷﻃﺒﺎق اﻟﺴﻮرﻳﺔﻟﻠﻀﻴﻮف اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺠﺎوز ﻋﺪدﻫﻢ اﳌﺌﺔ ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻨﻬام ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎم اﻟﺴﻮري ،وﺧﻠﻖ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻘﺒﻮل اﳌﺘﺒﺎدل ﺑني اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﻀﻴﻒ وﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﻼﺟﺌني. ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻌﺸﺎء ر ّﺣــﺐ »ﺟﻮﻣﺮ« ﺑﺎﻟﻀﻴﻮف، ﻣﻌ ّﺮ ًﺟﺎ ﻋﲆ ﻣﺂﳼ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﳌﺤﺎﴏة ﰲ ﺑﻼده، ﻃﺎﻟﺒًﺎ ﻣﻨﻬﻢ أن ﻳﺼﻠّﻮا ﳌﻮاﻃﻨﻲ ﺑﻠﺪه اﳌﺤﺎﴏﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻇﺮوﻓًﺎ ﻻإﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺤﺮب اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﻈﺎم اﻷﺳﺪ وﻗﺎل ﻟﻬﻢ» :ﰲ
اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺳﺘﺘﺬوﻗﻮن ﻓﻴﻪ ﻃﻌﺎ ًﻣﺎ ﺳﻮرﻳًﺎ ﺷﻬﻴًﺎ اﻟﻴﻮم ،ﻫﻨﺎك ﻋﺎﺋﻼت ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﺗﺘﻀﻮر ﺟﻮ ًﻋﺎ ﰲ ﺳﻮرﻳًﺎ ،ﻻ ﻷﻧﻬﻢ ﻓﻘﺮاء ،ﺑﻞ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﺣﺼﺎ ًرا ﻋﺴﻜﺮﻳًﺎ ﻫﺪﻓﻪ إﺧﻀﺎﻋﻢ وﺗﺠﻮﻳﻌﻬﻢ ،ﻻ أرﻳﺪ أن أﺑيك ،أرﻳﺪﻛﻢ ﻓﻘﻂ أن ﺗﺼﻠّﻮا ﻷﺟﻠﻬﻢ«. وﻗﺎل اﳌﺎﻳﺴﱰو »ﻏﻴﻬﺒﺎرﺗﺪ«» :ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﻄﻌﺎم ﺷﻬ ٍّﻴﺎ ﺟﺪٍّا ،وﻗﺪ اﺳﺘﻤﺘﻌﻨﺎ ﺑﻪ ﻛﺜ ًريا ،وﻫﻮ أﻳﻀً ﺎ ﻣﺆﴍ ﻣﻬ ﱞﻢ ،ﻟﻠﺴﻼم اﻟﻌﺎﳌﻲ ،واﻟﺼﺪاﻗﺔ اﳌﺸﱰﻛﺔ ٌّ ﺑﻴﻨﻨﺎ ،وﻋﲆ ﻣﺎ ميﻜﻨﻨﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﻘﺎﺳﻢ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ ،وﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻗﺎدرون ﻋﲆ ﻓﻌﻠﻪ«. ﺑﺪأ ﻓﺎدي ﺟﻮﻣﺮ ﻣﺬ وﺻﻞ إﱃ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﺑﻀﻌﺔ أﺷﻬﺮ ﺑﺘﺠﺎرب ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪة ،ﻫﺪﻓﻬﺎ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ واﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ ،ﻓﺄﻃﻠﻖ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺸﻴﺪ اﻟﻔﺮح ﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺔ اﻟﺴﻮرﻳّﺔ وﻏﻨﻮه اﻷﳌــﺎن ،ﺛﻢ أﻗﺎم ﻋﺪّة ﺣﻔﻼت
ﺛﻘﺎﻓ ّﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻏ ّﻨﺖ ﻓﺮﻗﺔ ﻛﻮرال ﻣﺤﱰف ﻣﻊ أﻃﻔﺎل أﳌﺎن ﻣﻦ ﻛﻠامت اﳌﺘﺼﻮف ﻣﺤﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﺑــﻦ ﻋــﺮيب ،وﺷﺎرﻛﻬﻢ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ اﻷوﱃ ﺑﺈﻟﻘﺎء اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮيب ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺑني اﻟﺤﻀﻮر اﻷﳌﺎين. ﺟﻮﻣﺮ ،اﻟﺬي ﻳﺘﻘﻦ اﻟﻄﺒﺦ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻹﺗﻘﺎﻧﻪ اﻟﺸﻌﺮ، ﻳﺴﻌﻰ دامئًﺎ ﻟﻔﺘﺢ اﻟـ »أﺑﻮاب« ﺑني اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺎ ﻳﺘﻘﻦ ،ﻛﺎن ﻗﺪ أﻃﻠﻖ ﻣﴩوع ﻣﻄﺒﺦ ﺳﻮري ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﺣني ﻛﺎن ﻳﻘﻴﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺧﺮوﺟﻪ ﻣﻦ ﺳﻮرﻳﺎ ،وﻫﻮ اﻟﻴﻮم ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ،ﻳﺴﺎﻫﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﰲ اﳌﺸﻬﺪ اﻟﺜﻘﺎﰲ ﻟﻠﻘﺎدﻣني اﻟﺠﺪد ،وﻳﺘﻌﻠّﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ رﻏﻢ ﻋﺪم ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻋﲆ اﻹﻗﺎﻣﺔ ﺑﺸﻜﻞ رﺳﻤﻲ ﺑﻌﺪ.
لماذا صرت الجئًا ؟
فادي جومر
أن ﺗﻜﻮن أﺑﺴﻂ ﺣﻘﻮﻗﻚ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴّﺔ أﺣﻼ ًﻣﺎ ﺷﺒﻪ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ،ﻫﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷﻛرث إﻳﻼ ًﻣﺎ ،واﻧﺘﺸﺎ ًرا ﰲ ﺑﻠﺪي.
ﺗﻐﻨﻲ ﻣﺎ ﺗﺸﺎء وﺗﻘﺮأ ﻣﺎ ﺗﺸﺎء ،أن ﺗﻠﻔﻆ أي أن ّ اﺳﻢٍ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻚ دون أن ﺗﻀﻄّﺮ ﻟﺨﻔﺾ ﺻﻮﺗﻚ أﺛﻨﺎء ﻧﻘﺎﺷﻚ ﻣﻊ أﺧﻴﻚ ﰲ ﻏﺮﻓ ٍﺔ ﻣﻐﻠﻘﺔ ،ﰲ ﺣﻘﻞ
ﻫﻜﺬا ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﺎﻫﺪﻫﻢ وﺳﻤﻊ ﻋﻨﻬﻢ أو ﺗﻠﻘﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻣﻨﻬﻢ.ﻫﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋ ٌﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب
ﻳﺠﻮﺑﻮن اﳌﺤﻄﺔ ذﻫﺎﺑًﺎ وإﻳﺎﺑًﺎ ﻟﻴﻘﺪﻣﻮا ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪ ٍةﻟﻠﻼﺟﺌني اﻟﺠﺪد اﻟﻮاﺻﻠني ﻫﺮوب ﺷﺎﻗﺔ وﻃﻮﻳﻠﺔ. ﺗ ًﻮا إﱃ اﳌﺤﻄﺔ ،ﺑﻌﺪ رﺣﻠﺔ ٍ ﺗﺮاﻫﻢ ﻳﺠﺮون ﺧﻠﻔﻬﻢ ﻋﺮﺑ ًﺔ ﺻﻐري ًة ﻣﺤﻤﻠ ًﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎﺗﻴﴪ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﻮاﻛﻪ وﺧــﴬوات وﺣﻠﻮﻳﺎت وﻣﺄﻛﻮﻻت وﺑﻌﺾ اﻷﻟﻌﺎب،ﻳﻘﺪﻣﻮﻧﻬﺎ مبﺤﺒ ٍﺔ ﻟﻜﻞ واﺻﻞ ﺟﺪﻳﺪ إﱃ اﳌﺪﻳﻨﺔ. إﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻬﻢ ﻻﺗﻌﺮف اﻟﺤﺪود وﻻ اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت، وﻫﺪﻓﻬﻢ زر ُع اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﻼﺟﺌني اﻟﺠﺪد وﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟﻀﻐﻮﻃﺎت اﳌﺒﺪﺋﻴﺔ ﻋﻨﻬﻢ. ﻳﻘﻮل ﻓﻬﺪ ﻣﻼﻳﻞ 34ﻋﺎ ًﻣﺎ )ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺗﻮﻧﴘ(، وﻫﻮ أﺣﺪ اﳌﻨﺴﻘني اﻷواﺋــﻞ ﻟﻬﺬه اﻟﻔﻜﺮة :ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻛﻨﺖ ﻣﻌﻤﺠﻤﻮﻋ ٍﺔ ﻣﻦ اﳌﺘﻄﻮﻋني ﻧﺴﺎﻋﺪ اﻟﻼﺟﺌني ﰲ ﻣﻄﺎر ﻛﻮﻟﻦ ،اﻟﺬﻳﺄﺻﺒﺢ ﻣﺮﻛ ًﺰا ﻣﺒﺪﺋ ًﻴﺎ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻼﺟﺌني اﻟﻘﺎدﻣني إﱃ ﻛﻮﻟﻦ ﻣﻦ ﻋﺪة ﻣﻨﺎﻃﻖ ،ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أدرﻛﻨﺎ ﴐورة إﻧﺸﺎء ﻣﺠﻤﻮﻋ ٍﺔ ﺟﺪﻳﺪة ،ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻼﺟﺌني اﻟﻮاﻓﺪﻳﻦ إﱃ
جبارعبداهلل -كولونيا
واﻟﺸﺎﺑﺎت ﻣﻦ ﺟﻨﺴﻴﺎت ﻣﺘﻌﺪدة ﺟﻤﻌﺘﻬﻢ إﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻬﻢ ﰲ ﺻﻒ واﺣﺪ. ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺟﺪﻳ ٌﺪ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻮﻟﻦ وﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻘﻴ ٌﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات،ﻳﻘﻀﻮن ﺳﺎﻋﺎت ﻃﻮﻳﻠ ٍﺔ ﻣﻦ وﻗﺘﻬﻢ ﰲ ﻣﺤﻄﺔ اﻟﻘﻄﺎرات اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ٍ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﺻﻐرية ﺗﺼﻞ اﻟﻠﻴﻞ ﻛﻮﻟﻦ،وﻳﺘﻨﺎوﺑﻮن ﰲ ﻛﻞ ﺣﺴﺐ وﻗﺘﻪ. ﺑﺎﻟﻨﻬﺎر ﱞ
13
ﻧﺎ ٍء! أن ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻮل أ ّن منﻄًﺎ ﻏﻨﺎﺋﻴًﺎ ﻣﻌﻴّ ًﻨﺎ ﻫﻮ ﻃﻌﻨﺔ ﰲ اﻟــﻮﺟــﺪان اﳌﻮﺳﻴﻘﻲ دون أن ﺗُﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،أن ﻳﻜﻮن ﻟﻚ اﻟﺤﻖ ﰲ اﻟﻨﻔﻮر ﻣﻦ ﻓﻨﺎنٍ ﲇ ﻣﺎ دون أن ﺗﻮﻫﻦ ﻧﻔﺴﻴﺔ اﻷﻣﺔ ،أن ﺗ ُﺮدد ﺗﺸﻜﻴ ّ ﻗﺼﻴﺪ ًة ﻟﺸﺎﻋ ٍﺮ ﻣﺘﻤ ّﺮ ٍد دون أن ﻳﺨﺎف ﺻﻮﺗ ُﻚ ِﻣﻦ ﺣﻨﺠﺮﺗِﻚ ،أن ﺗﻨﺘﻘﺪ أداء ﻣﺤﺮ ٍر أو ﻣﻘﺪم ﻧﴩة أﺧﺒﺎر دون أن ﺗﻜﻮن ﻋﻤﻴﻼً ﻟﻺﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ. ﻛﻨﺖ أﺑﺤﺚُ ﻋﻦ ﺣﺪﻳﻘ ٍﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴ ٍﺔ ﻻﺑﻦٍ أمتﻨﻰ ُ ﺣﺮب ،أو ٍ ﻓﺎرس مل إﻧﺠﺎﺑَﻪ ،ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻻ ﺗﺤﻤﻞ اﺳ َﻢ ٍ ِ ميﺘﻂ ﻏري رﻗﺎﺑﻨﺎ ،ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺑﻼ متﺜﺎ ٍل ﻟﻘﺎﺗﻞ، أو ﻣﴩوع ﻗﺎﺗﻞ. ﻛﻨﺖ أﺑﺤﺚُ ﻋﻦ ﻣﺪرﺳ ٍﺔ ﻻ ﺗﻔﺮض اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت ُ ﻛﺤﻘﺎﺋﻖ ﻣﻘﺪﺳﺔ ،وﻣﺪ ّرﺳني ﻻ ﻳﺨﺎﻓﻮن اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ َ أﺳﺌﻠﺘﻲ ﻋﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﺑﻼدي وﺟﻐﺮاﻓﻴﺘﻬﺎ ،ﻣﺪرﺳ ٍﺔ ﻛﻨﺖ ﻃﻔﻼً وﺣﺴﺐ ،أﻟﻴﺲ ﺑﺄﺳﻮا ٍر ﻣﻦ ﺷﺠرياتُ ، ﻣﻦ اﻟﺒﺪﻳﻬﻲ أن أﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﻣﺪرﺳﺔ ﺳﻮرﻫﺎ ﻛﺴﻮر اﻟﺴﺠﻦ؟! ٍ ﻟﺴﻨﻮات ﺑﺄن أﻛﻮن ﻗﺎدرا ً ﻋﲆ اﻻﻧﻀامم ﺣﻠﻤﺖ ُ ً ﻟﻔﺮﻳﻖ ﻛﺸﺎﻓﺔ ،أﻧﺼﺐ ﺧﻴﻤﺔ ﰲ ﻏﺎﺑﺔ ،أﻣﴤ أﺳﺒﻮﻋﺎً ﰲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،أﻏﻨﻲ ﻟﻠﺤﻴﺎة وﺣﺴﺐ دون أن أﻛﻮن ﻣﺴﻴﺤ ًﻴﺎ! أﻛﺎد أﻫﺮم ومل أﻋﺮف ﺑﻌﺪ ﻟِ َﻢ دﻳﻨﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮق اﻟﻜﺸّ ﺎﻓﺔ ﰲ ﺑﻠﺪي ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻻﻧﺘامء ﱟ
ﻣﻌ ﱟني دون ﻏريه. ﻋﺮﻓﺖ ّأين ﻛﻨﺖ أﺣﻠﻢ وﺣﺴﺐ،وﺣني ﻛﱪتُ ﻛﻔﺎﻳ ًﺔ ُ ُ ﰲ ٍ أرض ﻻ ﺗﻨﺒﺖ اﻷﺣﻼم ﻓﻴﻬﺎ إﻻ ﻣﻘﻠّﻤﺔ ،ﻣﺸﺬّﺑﺔ، ﻛﺄﺷﺠﺎر اﳌﺮﺟﺎن ﰲ ﻗﺼﻮر اﻷﻏﻨﻴﺎء. ﻗﺒﻞ ﻣﺎ أﻋﺮف أن اﻷﳌــﺎن ﻟﻦ ﻳﺪرﻛﻮا أ ّن ﺑﻠﺪي َ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ »ﺣﺮﺑًﺎ« ﻛﺎد أن ﻳﻜﻮن أﺳﻮأ ﻣام ﺑﻌﺪﻫﺎ، وأ ّن اﻟﻘﺘﻞ ﺑﺎﻟﻘﺼﻒ ،أواﻟﻜﻴاموي أو ﺑﺎﻟﺴﻼح– اﻟﺬي رمبﺎ ﺑﺎﻋﺘﻪ ﺑﻼدﻫﻢ ﻟﻠﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮر اﻟﺬي ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻼدي– ﻟﻴﺲ اﻟﻨﻤﻂ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﻤﻮت .اﻻﺿﻄﻬﺎد اﻟﺪﻳﻨﻲ :ﻣﻮت ،اﻷﺣﻼم اﳌﺤﺎﴏة :ﻣﻮت ،اﻟﺮﻋﺐ اﻟﻨﺎﺋﻢ ﰲ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﱪﻳﺌﺔ :ﻣﻮتٌ أﻳﻀً ﺎ. ﻟﻦ ﻳﻔﻬﻤﻮا ﻛﻴﻒ ﺗﺤﺘﺎج اﻷﻏﻨﻴﺔ إﱃ »ﺗﴫﻳ ٍﺢ أﻣﻨﻲ« ،وﻛﻴﻒ ﻳﺪﻓﻊ إﻧﺴﺎ ٌن ﺣﻴﺎﺗ َﻪ مث ًﻨﺎ ﻟﻘﺼﻴﺪة. ّ ﺑﻼدي ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ راﺋﺤﺔ اﻟﺒﺨﻮر وﺳﺤﺮ اﻟﻠﻮن اﻷﺳــﻤــﺮ ،ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟــﴩق اﻵﴎة ،اﻷﺳــﻮاق اﳌﺴﻘﻮﻓﺔ واﻟﺒﻴﻮت اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺎد ﺗﻜﻮن ﺣﺪاﺋﻖ، ﻛﻴﻒ ﺗﻘﻨﻊ ﺳﺎﺋﺤﺎً ﺑﺄن ﻛﻞ ﻫﺬا ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺣﻴﺎة اﻟﺴﻮري؟! ﻟﻦ ﻳﻔﻬﻢ اﻷﳌﺎن وﻻ ﻏريﻫﻢ ،ﻟﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮا ﻳﻮ ًﻣﺎ ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﻌﻨﻴﻪ ﺗﺮدﻳﺪ اﻟﺸﻌﺎر أو اﻟﺨﻮف ﻣﻦ ﻟﻬﺠﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ. زﻟﺖ رﻏﻢ اﻷﺷﻬﺮ اﻟﺘﻲ أﻣﻀﻴﺘﻬﺎ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ُ اﻵن ،ورﻏﻢ أﻧّﻨﻲ ﻏﺎدرت ﺑﻠﺪي ﻣﻨﺬ ﻗﺮاﺑﺔ ﻋﺎﻣني، اﻟﴩﻃﻲ وﻣﻮﻇﻒ اﳌﻄﺎر ،ﻣﺎ ﻣﺎزﻟﺖ أﺧﺎف ﻣﻦ ّ
زاﻟﺖ ﻣﻼﻣﺤﻲ ﺗﻬﻤ ًﺔ ﻻ ﺑﺮاءة ﻣﻨﻬﺎ ،ﻛﻴﻒ ﺳﻴﻌﺮف ﺧﺎﺋﻒ أﳌﺎين ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬا اﻟﻘﻠﻖ؟ ﻛﻴﻒ ﺳﻴﺪرك ّأين ٌ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ اﻟﺘﴫﻳﺢ ﺑﺨﻮﰲ. ﻟﻌﻞ أﻗﴗ ﻣﺎ ﰲ اﻟﻠﺠﻮء ﻫﻮ اﻟﺴﺆال اﻟﻠﻴﲇ اﻟﺬي ّ ورﺛﺖ أﻳﻦ ﻣﻦ أﻧﺎ؟ اﻟﻨﻮم:ﻣﻦ ﻋﲆ اﻟﻘﺪرة ﻳﻨﻬﺶ ُ ﻣﻼﻣﺢ روﺣﻲ؟ ﳌﺎذا أﺣﺎول اﻟﻬﺮب ﻣﻨﻬﺎ؟ ﳌﺎذا ﴏتُ ﻋﺪوي؟ ﺑﺄين ﻻﺟﺊ ،ﻻ ﺑ ّﺪ ﱄ ﻣﻦ وﻃﻦ ،وﻃ ٌﻦ ﻗﺒﻞ أن أﻗﺘﻨﻊ ّ ﻳﺴﻤﺢ ﱄ ﺑﺎﻻﻧﺘامء واﻟﺘﻤﺮد ﻋﲆ ٍ ﺣﺪ ﺳﻮاء ،وﻃ ٌﻦ ﻳﺴﻤﺢ ﱄ ﺑﺎﻟﺴﻔﺮ أو اﻟﻌﻮدة ،وﻃﻦ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻻ أﻏﺎدره ﻣﻀﻄ ًﺮا ﻷﺻﺒﺢ ﻻﺟﺌﺎ. ﻳﻮﺟﻌﻨﺎ –ﻧﺤﻦ اﻟﻐﺮﺑﺎء اﳌﻮﻟﻮدﻳﻦ ﴍق اﳌﺘﻮﺳﻂ، اﳌﻤﺾ ﻻﻧﺘام ٍء ﻧﺤﺘﺎﺟﻪ، اﻟﺤﺎﳌني ﺑﺸامﻟﻪ– ﻓﻘﺪُﻧﺎ ّ ﺣﺘﻰ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﱰف اﻟﻐﺮﺑﺔ ﺑﺪاﻳﺔً ،ﻟﻨﺼﻞ ﺑﻌﺪه إﱃ اﻟﻠﺠﻮء ،أﻟﻴﺲ اﻟﻠﺠﻮء ﻫﺮوﺑﺎً ﻣﻦ وﻃﻦٍ ﻣﺎ؟ ﻫﺎرب ﻣﻦ اﻟﻔﺮاغ ،ﻣﻦ اﻟﻼﻣﻜﺎن ،ﻣﻦ ٍ أرض أﻧﺎ ٌ ﻫﺎرب ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ وﻃﻦٍ أﺣﻴﺎ ﻓﻴﻪ، اﻟﺮوح، ﺗﺴﺘﺒﻴﺢ ٌ ﻓام زﻟﺖ ﻳﺎﻓ ًﻌﺎ ﻷﻣﻮت ﻓﺪا ًء ﻟﻠﻘﺎﺋﺪ ،أﺟﻞ ﻟﻘﺪ ﻋﺸﺖ ﰲ ﺑﻼ ٍد ﺗ ُﺠﱪ اﻷﻃﻔﺎل ﻋﲆ ﺗﺮدﻳﺪ ﻧﻌﻮاﺗﻬﻢ ُ ﺑﺎﺳﻤني» :ﺑﺎﻟﺮوح ..ﺑﺎﻟﺪم ..ﻧﻔﺪﻳﻚ ﻳﺎ ﺑﺸﺎر» ..
مالئكة محطة القطار
ﻣﺤﻄﺔ اﻟﻘﻄﺎرات اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ،ﻧﻈﺮا ً ﻟﻮﺻﻮل أﻋﺪا ٍد ﻛﺒرية ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﻌﻮن وﺧﺎﺻﺔًأوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻻﻳﺠﻴﺪون إﻻ ﻟﻐﺘﻬﻢ اﻷم. ﰲ اﻟﺴﻴﺎق ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻘﻮل ﻓﻬﺪ«:ﰲ اﻟﻴﻮم اﻷول ﻛﻨﺖ وﺣﺪي ﰲ اﳌﺤﻄﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺻﺎدﻓﺖ ﻋﺪدًا ﻛﺒ ًريا ﻣﻦ ﻣﺘﻌﺐ اﻟﻼﺟﺌني،ﻳﺠﻠﺴﻮن ﰲ ﻛﻞ اﻷﻣﺎﻛﻦ،ﺑﻌﻀﻬﻢ ٌ وﻣﻨﻬﻚ،واﻟﺒﻌﺾ ﺣﺎﺋ ٌﺮ ﻳﺘﻠﻔﺖ ميﻴ ًﻨﺎ وﺷامﻻً ،ﻳﻨﻈﺮ ٍ ﺑﺸﺨﺺ إﱃ وﺟﻮه اﳌﺎرة ﻋﴗ أن ﻳﺴﻌﻔﻪ اﻟﻘﺪر ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻟﻐﺘﻪ ﻟريﺷﺪه إﱃ وﺟﻬﺘﻪ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ،وﰲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ ﴍﺣﺖ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻋﲆ ﺻﻔﺤﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘامﻋﻲ ﰲ ﻛﻮﻟﻦ وﻃﻠﺒﺖ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻷﺻﺪﻗﺎء«. ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻓﻬﺪ ﻗﺎﺋﻼً«:ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻲ اﻟﻜﺜريون،وﺣﺼﻠﺖ ﻋــﲆ ﻛﻤﻴ ٍﺔﺟﻴﺪة ﻣــﻦ اﻟﺘﱪﻋﺎت ﻣــﻦ ﻣﻼﺑﺲ وأﻃﻌﻤﺔ وﻣﴩوﺑﺎت ،وﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﻮد اﻟﺘﻰ ﺧﻔﻔﺖ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﳌﺎدﻳﺔ اﻟﻜﺜرية ،وﺧﺎﺻ ًﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﴩاء اﻟﺘﺬاﻛﺮ ﻟﻸﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻓﻘﺪوا ﻧﻘﻮدﻫﻢ أو أﻧﻔﻘﻮﻫﺎ ﻣﺴﺒﻘًﺎ«.
ﻳﻘﻮل ﻓﻬﺪ :أﻧﺎ ﻓﺨﻮ ٌر ﺟﺪًا ﺑﻜﻞ ﻣﻦ وﻗﻒ إﱃ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ وﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ،وﺧﺎﺻ ًﺔ اﻟﻼﺟﺌني اﻟﺬﻳﻦ اﻧﻀﻤﻮاإﻟﻴﻨﺎ ﺑﻜرثة،وأﺷ ّﺠﻊ اﻟﻼﺟﺌني ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ وأورﺑﺎ ﺑﺄن ﻳﺴﺎﻫﻤﻮاأﻳﻀً ﺎ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ اﻟﻌﻮن ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻓﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﺟﻴﺪًا ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﻮﺿﻊ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ. وﻳــﻘــﻮل ﻋﺒﻴﺪة اﻟــﻘــﺎﺳــﻢ 21ﺳﻨﺔ )ﻻﺟــﺊ
ﺳﻮري(«:ﻗﺒﻞ أﺳﺒﻮﻋني وﺻﻞ واﻟﺪي وإﺧﻮيت إﱃ ﻣﺤﻄﺔ اﻟﻘﻄﺎرات اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﰲ ﻛﻮﻟﻦ ﺑﻮﺿﻊٍ ﻳﺮىث
ﻟﻪ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻣﻌﻈﻢ أﻓﺮاد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﻨﻬﻜًﺎ ﺟﺮاء اﻟﺮﺣﻠﺔ اﻟﺸﺎﻗﺔ ،وﺧﺎﺻﺔًأﺧﻲ اﻟﺼﻐرياﻟﺬي ﻻﻳﺘﺠﺎوز اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ واﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﺮﻳﻀً ﺎﻳﻌﺎين اﻷمل ﻃﻮال اﻟﺮﺣﻠﺔ،وﻧﺤﻦ ﺟﺎﻟﺴﻮن ﰲ ﺣرية ﻣﻦ أﻣﺮﻧﺎ ﰲ إﺣﺪى زواﻳﺎ اﳌﺤﻄﺔ ،ﺟﺎءأﻓﺮاد ﻫﺬه اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ وﻋﺮﺿﻮا ﻋﻠﻴﻨﺎ اﳌﺴﺎﻋﺪة وﴎﻋــﺎن ﻣﺎﻗﺪﻣﻮا ﻟﻨﺎ اﻟﻄﻌﺎم واﻟﴩاب واﻷﻟﻌﺎب ﻹﺧﻮيت اﻟﺼﻐﺎر ،وﻧﻘﻠﻮا أﺧﻲ ﺑﴪﻋﺔ إﱃ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺣﺎﻟﺘﻪ اﻟﺼﺤﻴﺔ. ﺛ ّﻢ راﻓﻘﻮﻧﺎ إﱃ أﺣﺪ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﻠﺠﻮء ﺣﻴﺚ ﺣﺼﻠﻨﺎ ﻫﻨﺎك أﺧ ًريا ﻋﲆ أوﱃ ﺧﻄﻮات اﻟﺸﻌﻮرﺑﺎﻷﻣﺎن«. اﻟﻘﺎﺳﻢ أﺻﺒﺢ اﻟﻴﻮم أﺣﺪ اﳌﺘﻄﻮﻋني ﰲ ﻫﺬه اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ،وﻫــﻮ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺴﻌﺎدة ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ أي ﻣﺴﺎﻋﺪ ٍة ﻣﻤﻜﻨﺔ ،وﻳﻌﱪ ﻋﻦ اﻣﺘﻨﺎﻧﻪ ﻟﻬﺬه اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻪ ﺧﺪﻣ ًﺔ ﻛﺒرية، وﺧﺎﺻﺔًمبﺘﺎﺑﻌﺔ ﺣﺎﻟﺔأﺧﻴﻪ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﰲ ٍ وﻗﺖ ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻴﻪ ﻣﺮﺗﺒﻜني ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،وﻻﻳﻌﺮف ﻣﺎذا ﻳﺠﺐ أن ﻳﻔﻌﻠﻮا. ناشط سوري
14
باب شرقي
يناير -فبراير • Januar - Feb 2016
جريدتنا ليس لها صفحة وف ّيات! لينة عطفة
ﻓﺎرس اﻟﺤﻠﻮ ﺑﻌﺪﺳﺔ ﺟﺎﺑﺮ اﻟﻌﻈﻤﺔ ﻗﺎﻟﻮا ﱄ ﺳﺘﻜﻮن اﻟﺠﺮﻳﺪة ﻟﻠﻘﺎدﻣني ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮ ﻫﺮﺑًﺎ ﻣﻦ اﳌــﻮت ،ﻟﻠﻈﺎﻓﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎة ﻣــﺮا ًرا، ﻣﻦ اﻻﻋﺘﻘﺎل واﻟﻘﺘﻞ ﺗﺤﺖ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﰲ أﻗﺒﻴﺔ اﳌﺨﺎﺑﺮات ،واﻟﻘﻨﺺ واﻟﻘﺼﻒ واﻟﱪاﻣﻴﻞ واﻟﺠﻮع واﻟﺘﻔﺠريات ،واﻹﻋﺪام اﳌﻴﺪاين واﻟﺒﺤﺮ واﻻﺧﺘﻨﺎق ﰲ اﻟﺸﺎﺣﻨﺎت ،وﻣﺎ ﻏﺎب ﻋ ّﻨﻲ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﳌﻮت
اﻟﻨﺺ اﻷول ﻳﺠﺐ اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺸﻪ اﻟﺴﻮرﻳﻮن!ﻓﻘﻠﺖّ : أن ﻳﻔﺘﺢ ﺷﺒّﺎﻛﺎً ﻟﻸﻣﻞ ،وإن ﺣﻤﻠﺖ اﻟﺠﺮﻳﺪة اﺳﻢ أﺑﻮاب ﻓﺄﺳﻄﺮي ﻻ ﺗﻘﻮى إﻻّ ﻋﲆ ﻓﺘﺢ ﺷﺒّ ٍ ﺎك واﺣﺪ. اﻟﻴﻮم اﻓﺘﺘﺤﻮا ﰲ ﺣﺎرﺗﻨﺎ ﻣﻘﻬﻰ )أرض اﻟﻘﻤﺮ( ﺑﻼﻓﺘ ٍﺔ ﻋﺮﺑﻴّﺔ ﻟﻠرنﺟﻴﻠﺔ واﻟﺸﺎي وﺻﺒﺎح ﻓﺨﺮي، ﻓﺮح أﺑﻮﻣﺤﻤﺪ ،وأدﻳﻞ ﺻﺎﺣﺒﺔ أﻏﻨﻴﺔ ﻫﺎﻟﻮ .ﻏﻤﺮين ٌ ﻏﺮﻳﺐ،إذ ﻣﻨﺬ وﺻﻮﱄ إﱃ أﳌﺎﻧﻴﺎ مل أﺷﻬﺪ ﺣﺪﺛﺎً
ﺣ ّﺮك ﻣﺸﺎﻋﺮي ﺳﻮى ﻫﺒﻮط ﻣﻨﻄﺎ ٍد ﰲ ﺣﺎرﺗﻨﺎ اﻟﺼﻴﻒ.ﺗﺪﻓّﻖ ﺟرياين اﻟﺴﻮرﻳﻮن ﻣﻦ َ ﻣﻨﺘﺼﻒ ّ اﻟﺤﻠﺒﻲ ﺑﺎﻓﺘﺘﺎح ﺣﺪب وﺻﻮب ﻟﻴﺒﺎرﻛﻮا ﻟﺠﺎرﻧﺎ ّ ﻛﻞ ٍ ّ اﳌﻘﻬﻰ ،ﺣﺎﻣﻠني ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺎﻗﺎت اﻟﻮرد وﺑﻄﺎﻗﺎت اﻟﺘﻬﻨﺌﺔ وأﺣﴬ أﺣﺪ اﳌﻬ ّﻨﺌني ﻟﻮﺣ ًﺔ ﻛﺒري ًة ﻛُﺘﺐ ريب. ﻋﻠﻴﻬﺎ :ﻫﺬا ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ّ ﻛﺎن ﻻﻓﺘًﺎ ﻋﺪ ُد اﻷﳌﺎن اﳌﺘﻬﺎﻓﺘني ﻋﲆ اﻟرنﺟﻴﻠﺔ،
ورﻏﻢ أ ّن اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴني واﻷﺗﺮاك ﻗﺪ ﺳﺒﻘﻮﻧﺎ ﻹﻓﺴﺎد ﻋــﺎدات اﻷﳌــﺎن اﻟﺼﺤﻴّﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺳﻨﻜﻮن ﻣﻠﻮك اﻟرنﺟﻴﻠﺔ ﺑﻼ ﻣﻨﺎزع.ﰲ اﻟﺒﻼد اﻟﺒﺎردة ،ﺣني أﺻﺎدف ﻻﻓﺘﺎت اﳌﻘﺎﻫﻲ واﳌــﺤـ ّـﻼت اﳌﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴّﺔ ،ميﺘﻠﺊ ﻗﻠﺒﻲ دﻓﺌًﺎ ﻛﺄﻧﻨﻲ ﻣﺮرت ﰲ ﺣﺎر ٍة ﻣﻦ ﺣﺎرات ﺑﻠﺪي.زوﺟﻲ اﺧﺘﺎر اﻟﺴﻔﺮ ﻟﻠﺪراﺳﺔ إذ اﻧﺤﴪت ﺧﻴﺎرات اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺴﻮري ﺑﺎﻟﺴﻔﺮ أو اﳌــﻮت .ﺗﺒﻌﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﻧﺎ ٍةﻃﻮﻳﻠ ٍﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻏﻴﺎب دام ﺳﻨ ًﺔ وﺗﺴﻌﺔ ﻋﲆ ﺗﴫﻳﺢ ﺳﻔﺮ ،ﺑﻌﺪ ٍ أﺷﻬﺮ ﳌﺄﻛﻦ أﻧﺘﻈﺮ إﻻ ﻟﻘﺎءه ،ومل أﻓﻜّﺮ ﰲ ﻋﻮاﻗﺐ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺣﺎريت وأﻫﲇ وﻋﺎﳌﻲ اﻟﺒﺴﻴﻂ ،مث ّﺔ ﻋﻤﻴﻖ ﰲ روﺣﻲ مل ﺗﺴﻌﻔﻨﻲ إﻻدﻣﻮﻋﻲ اﻧﻜﺴﺎ ٌر ٌ ﰲ اﻟﺘﻌﺒري ﻋﻨﻪ .ﻫﺎﺋﻨﺬا ﰲ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ واﻟﻌﴩﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮي أﺻﻄﺪم ﺑﺎﻟﻐﺮﺑﺔ واﻟﻔﻘﺪ،وأﺟﺪ ﻋﻤﺮي ِ أﻛﺘﻒ ﻣﻨﻬﺎ ومل أﻧﺘﺒﻪ ﻟﻬﺎ ﻳﻮم ﻋﺎﻟﻘًﺎ ﰲ ﻃﻔﻮﻟ ٍﺔ مل ﻛﻨﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﻔﻠﺔ .ﻷ ّول ﻣ ـ ّﺮ ٍة أﻛﺘﺸﻒ وﻃﺄة اﻟﻜﻮاﺑﻴﺲ واﻻﺳﺘﻴﻘﺎظ ﻣﻦ ﻫﻮل ﴏاﺧﻲ،ﻃﻔﻠ ًﺔ ﰲ اﳌﻨﺎم أرﻛﺾ ﰲ ﺣﺎرات ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ اﻟﻔﺎرﻏﺔ اﻟﺰرﻗﺎء )ﺳﻠﻤﻴﺔ(،ﻏﻴﻮﻣﻬﺎ ﺗﻼﻣﺲ اﻷرض ،أﴏخ ﻷﻫﲇ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﺘﻬﻤﻮﻻ أﺟﺪ وﺣﺒﻴﺒﻲ،أﴏخ ﺑﺄﺳامء ّ ﻛﺎﺑﻮس ﻻ ﻧﻬﺎ ٌيئ ﻛﻤﺸﻬﺪ ﰲ ﻣﺮاﻳﺎ ﻣﺘﻘﺎﺑﻠﺔ. أﺣﺪًا، ٌ ﰲ اﻟﺒﻼد اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻟﱰﻛﻴﺰ ،أﺣﺲ ﺑﻌﺪم اﻷﻣــﺎن ﻛﺄﻧﻨﻲ ﻣﻌﻠﻘ ٌﺔ ﰲ اﻟﻌﺪم ،ﺧﺎرج اﻟﻬﻮﻳﺔ واﻟﺰﻣﺎن واﳌﻜﺎن ،وﻻ ﺗﻄﺎوﻋﻨﻲ ﻳﺪي ﻋﲆ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ، رمبﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺤﺘﺎج إﱃ ﻳﻘ ٍني ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻮﺟﻮد،ﻟﺬا أﺣﺎوﻻﻵن ﲇ ﻳﻌﻮﺿﻨﻲ وﻳﺸﻜﻞ ﱄ ﻣﻨﺎﺧًﺎ آﻣ ًﻨﺎ ﺧﻠﻖ ﻋﺎ ٍمل داﺧ ّ ﻷﻛﺘﺐ .ﻟﻌﻠﻨﺎ ﺟﻤﻴ ًﻌﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﰲ اﻟﻐﺮﺑﺔ أﺷﻜﺎﻻً ﻣﻦ
اﻟﺘﺨﺒﻂ واﻟﻬﻮاﺟﺲ ،ﺗﺪﻓﻌﻨﺎ ﻟﻠﻨﻈﺮ -ﺑﻌني اﻟﻬﺎرب ﺣﻠام ﻻ اﻟﺴﺎﺋﺢ-إﱃ ﺷﻮارع اﻟﺒﻼد اﻟﺠﺪﻳﺪة،ﻧﺮاود ً ﺑﻌﻴﺪًا ﺑﺎﻟﻌﻮدةإﱃ ﺑﻼ ٍد مل ﻧﻐﺎدرﻫﺎ ﻃﻮ ًﻋﺎ .ﻣﻊ أﻧﻨﺎ ﻟﻄﺎﳌﺎ ﺣﻠﻤﻨﺎ ﺑﺎﻟﺴﻔﺮ ﺗﺤﺖ وﻃﺄة اﻻﺳﺘﺒﺪاداﳌﺨﻴﻢ ﻋﲆ ﻫﻤﻮم اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻦ أﺑﺴﻂ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ إﱃ ﻣﺮﻏام إ ﻳّﺎﻧﺎ ﻋﲆ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺣ ٍﺔ أﻋﻘﺪﻫﺎ ً ﻟﻠﺘﻨﻔﺲ ،ﻟﻜﻨﻨﺎ اﻵن ﻣﻄﺮودون ﻣﻦ أرﺿﻨﺎ ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ واﻟﻘﴪي،ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻨﺎ إذا ً أن ﻧﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ اﻟﺤﺮﰲ ّ ﻓﻜﺮة اﻷرض اﻟﺠﺪﻳﺪة وﻧﺼﺎدﻗﻬﺎ؟! اﻋﺘﺪتُ أن أزور ﻗﱪ ﺟﺪّي وﺟﺪّيت وﻗﺒﻮر اﻷﻗﺎرب ﻹﻟﻘﺎء اﻟﺘﺤ ّﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ اﻟﻌﻴﺪ .ﻫﺬا اﻟﻌﺎم مل ﻳﻜﻦ أﻫﻞ وﻻ ﻣﻘﱪ ٌة ﻧﺰورﻫﺎ ﻟﻨﺘﺸﺎرﻛﻤﻊ اﻟﻐﺎﺋﺒني مث ّﺔ ٌ ﻃﻘﻮس اﻟﻌﻴﺪ ،ﻣﺸﻴﺖ ﻣﻊ زوﺟﻲ وﺻﻠﻨﺎ إﱃ ﻣﻘﱪة َ اﻟﻐﺮﺑﺎء اﳌﺴ ّﻮرة واﻟﻔﺎﺧﺮة وﻗﻔﻨﺎ أﻣﺎم ﺑﺎﺑﻬﺎ ﻋﲆ ﻋﺠﻞ وأﻛﻤﻠﻨﺎ ﺧﻄﺎﻧﺎ ،ﻣﻦ ﻳﻠﻘﻲ اﻟﺘﺤ ّﻴﺔ ﻋﲆ ﻗﺒﻮر اﻷﺣ ّﺒﺔ ﰲ ﻏﻴﺎﺑﻨﺎ؟! ﺗﺬﻛﺮت ﻗﻮل ﻣﺎرﻛﻴﺰ ﻋﲆ ﻟﺴﺎن ﺧﻮﺳﻴﻪ أرﻛﺎدﻳﻮ ﺑﻮﻳﻨﺪﻳﺎ ﰲ ﻣﺌﺔ ﻋﺎم ﻣﻦ اﻟﻌﺰﻟﺔ: »ﻻ ﻳﻨﺘﺴﺐ اﻹﻧﺴﺎن إﱃ ٍ أرض ﻻ ﻣﻮىت ﻟﻪ ﺗﺤﺖ ﺗﺮاﺑﻬﺎ«. ﻫﻨﺎك ﰲ اﻟﻮﻃﻦ ﻛﺎن ﻟﻨﺎ ﺛﻼث ﺟﺮاﺋﺪ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم مل ﺗﺼﺪق ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻮ ًﻣﺎ إﻻ ﺻﻔﺤﺔ اﻟﻮﻓ ّﻴﺎت ،ﻟﺬا أﻓﻜﺮ أﺑﻮاب؛ﻛﻞ ﺻﻔﺤﺎﺗﻬﺎ ﺻﺎدﻗﺔ ّ اﻵن ﺑﺠﺮﻳﺪﺗﻨﺎ اﻟﻄﻔﻠﺔ وﻻ ﺻﻔﺤﺔ ﻟﻠﻮﻓ ّﻴﺎت ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ،ﺗﺮى ﻫﻞ ﺳﻴﻜﻮن ﻟﻨﺎ ﻣﻮىت ﰲ ﻫﺬه اﻟﺒﻼد ﻟﻴﺨﻠﻘﻮا ﻟﻨﺎ وﻟﻠﻤﻜﺎنِ ذاﻛﺮةً ،ﻧﺴ ًﺒﺎ وﻫﻮﻳّﺔ ،أم ﻗﺪﻧﻌﻮد ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ إﱃ ﺑﻼدﻧﺎ أﺣﻴﺎء؟
مقهى بابل ،مشروع مسرحي ألماني سوري خاص أبواب – شتوتغارت ﺗﺮﻋﻰ دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ »ﺷﻔﺎﻧني« ﻣﴩو ًﻋﺎ ﻣﴪﺣ ًﻴﺎ ﻣﺘﻌﺪد اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت ﺑﺈﴍاف اﺧﺘﺼﺎﺻﻴني ﻣﺤﱰﻓني »اﳌﺨﺮﺟﺔ وﻣﺪرﺑﺔ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ إﺳﻤﻴﻨﺎ ﺷﻴﻠﻞ« ﻣﻦ اﳌﴪح اﻟﺤﺮ ﰲ ﺷﺘﻮﺗﻐﺎرت ،و«اﳌﺨﺮج واﳌﻤﺜﻞ اﻟﺴﻮري ﻓﺎدي اﻟﺼﺒﺎغ« ،وﻳﻬﺪف اﻟﻌﻤﻞ ﻹﻧﺸﺎء ﻣﺮﻛﺰ ﺛﻘﺎﰲ ﻓﻨﻲ ﻟﻠﺸﺒﺎب ،وﺗﺸﻜﻴﻞ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﴪﺣﻴﺔ، ﻳﻜﻮن اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﻠﻐﺎت اﻟﺜﻼث »اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ، اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،واﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ« ﻋﲆ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻌﺮض اﻟﻨﻬﺎيئ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ. وﻳﺸﺎرك اﻟﺸﺒﺎب »ذﻛﻮ ًرا وإﻧﺎﺛ ًﺎ« ﻣﻦ ﻋﻤﺮ 12ﺣﺘﻰ 25ﻋﺎ ًﻣﺎ ،ﺳــﻮاء ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻮاﻫﺐ ﻏري ﻣﺤﱰﻓﺔ، أو ﻣﺤﱰﻓني ،ﻻﺟﺌني أو ﻏري ﻻﺟﺌني ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺷﺘﻮﺗﻐﺎرت وﻣﺤﻴﻄﻬﺎ. ﻛﺎن اﻟﻠﻘﺎء اﻷول ﰲ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﴩ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎين ﻳﻨﺎﻳﺮ ،2016اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﰲ دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ »ﺷﻔﺎﻧني« ،وﻛﺎن اﻟﺤﻀﻮر ﻛﺒ ًريا زاد ﻋﲆ ﺧﻤﺲ وﺛﻼﺛني ﺷﺎﺑﺔ وﺷﺎﺑًﺎ ﻣﻦ ٍ ﺟﻨﺴﻴﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،أﻛرثﻫﻢ ﻣﻦ اﻷﳌﺎن واﻟﺴﻮرﻳني، وﺑﺤﻀﻮر ﻟﺠﻨﺴﻴﺎت أﺧﺮى ﻛﺎﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ،اﻷوﻛﺮاﻧﻴﺔ، اﻟﺮوﺳﻴﺔ ،واﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ .وﻳﺮى اﻟﺼﺒﺎغ أن »اﻟﻌﻤﻞ ﻓﺮﺻﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ أﻣﺎم اﻻﺟﺌني ﻟﻼﻧﺪﻣﺎج واﻻﺣﺘﻜﺎك اﻟﺜﻘﺎﰲ ،وﻣــﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧــﺮ ،ﺗﻘﺪﻳﻢ أﻓﻜﺎرﻫﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻷن اﳌﴩوع ﻣﻨﻔﺘﺢ ﻋﲆ اﻷﻓﻜﺎر وﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﻨﺎﺋﻪ اﻟﺪراﻣﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ اﳌﺸﺎرﻛني ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﱃ«. ﻓــﺎدي اﻟﺼﺒﺎغ ﻣﻦ ﻣﻮاﻟﻴﺪ ﺣــامه ﻋــﺎم ،1978 ﻋﻤﻞ ﻣﺨﺮ ًﺟﺎ وﻣﻤﺜﻼً ﻣﴪﺣﻴًﺎ ﰲ اﳌﴪح اﻟﻘﻮﻣﻲ وﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻔﻨﺎﻧني ،وﺷﺎرك ﰲ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎت ﻓﻨﻴﺔ دوﻟﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪة ،ﺣﺼﻞ ﻋﲆ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﺋﺰ ﰲ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ واﻹﺧـﺮاج ،دﺧﻞ إﱃ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﰲ آب ،2014وﺑﻌﺪ ﻋﺪة أﺷﻬﺮ ،ﺷﺎرك ﰲ ﻓﻴﻠﻢ وﺛﺎﺋﻘﻲ دراﻣﻲ أﳌﺎﻧﻴﺔ
اﺳﻤﻪ » «Menschenوﰲ ﺻﻴﻒ ﻋﺎم 2015ﺑﺪأ ﺑﺎﻟﺘﺤﻀري ﳌﴩوع اﳌﻮﻧﻮدراﻣﺎ اﳌﴪﺣﻴﺔ »ﻳﺎﺳﻤني« ﻛﻤﺆﻟﻒ وﻣﺨﺮج وﻣﻤﺜﻞ ،وﻫﻮ اﻷن ﻣﺪرس ﻣﻌﺘﻤﺪ ﳌﺸﺎرﻳﻊ ﻣﴪﺣﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪة وﻣﺮاﻛﺰ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﺼﺒﺎغ» :ﻛﻞ ﳾء
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﱄ ﺟﺪﻳﺪ ،ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة ،اﳌﻬﻤﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ،وﻟﻜﻨﻨﻲ ﺑﺪأت ،مل أﻧﺘﻈﺮ اﻟﻔﺮﺻﺔ يك ﺗﺄيت إﱄ ،ﻗﺪﻣﺖ ﻧﻔﴘ ﻛﻔﻨﺎن وأﻧﺘﺠﺖ ،اﻟﻠﻐﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ مل ﺗﻘﻒ ﻋﺎﺋﻘًﺎ أﻣﺎﻣﻲ ،أﻧﺎ أد ّرس اﻷﳌﺎن اﻟﻴﻮم رﻏﻢ أن ﻟﻐﺘﻲ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺟﻴﺪة مبﺎ ﻳﻜﻔﻲ ،ﺳﺄﻛﻤﻞ
دراﺳﺘﻲ اﻷﻛﺎدميﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﰲ ﺷﺘﻮﺗﻐﺎرت ،وﺳﺄﺣﺼﻞ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﲆ اﻟﺪﺑﻠﻮم«. وﻳﺨﺘﺘﻢ اﻟﺼﺒﺎغ» :أﻧﺎ أﺣﺼﻞ اﻵن ﻋﲆ دﻋﻢ ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻷﳌﺎين ﻫﻨﺎ ،ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻧﻨﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﺟﺪًا ،وﻫﺬا ﻓﺘﺢ ﱄ أﺑﻮاﺑًﺎ ﺟﺪﻳﺪة ،وﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻫﺬا
ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺠﻮدة اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي أﻗﻮم ﺑﻪ ،ﻟﺪي اﻵن ﻋﻼﻗﺎت واﺳﻌﺔ وﺻﺪاﻗﺎت ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻣﻊ اﻷﳌﺎن ﻫﻨﺎ ،وأﺻﺒﺢ ﻟﺪي زﻣﻼء ﻓﻨﺎﻧني ﴍﻛﺎء ﰲ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻔﻨﻴﺔ ،وﻛﻞ ﻫﺬا وأﻧﺎ مل أﺣﺼﻞ ﻋﲆ اﻹﻗﺎﻣﺔ ﺑﻌﺪ، وﻫﺬه أﻳﻀً ﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﺎﺋﻘًﺎ أﻣﺎم ﺣﻠﻤﻲ«.
باب شرقي
يناير -فبراير • Januar - Feb 2016
15
أولدنبورغ السورية في ألمانيا! جميل جرعتلي رﻏﻢ أن أوﻟﺪﻧﺒﻮرغ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ،ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺪﻻء اﻷﻟﻮان، إﻻ أ ّن أﻗــﻮاس ﻗﺰح ﺳﻮرﻳﺔ ﺣﴬت ﺑﻘﻮة ﻣﻨﺬ ﻟﺤﻈﺔ وﺻﻮﻟﻨﺎ إﱃ اﳌﻄﺎر ،ﺣﻴﺚ اﻟﻀﺒﺎب واﻷﺷﺠﺎر اﻟﻌﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﻓﺘﺌﺖ ﺗﻮاﺟﻬﻨﺎ ﺑﺴﺆا ٍل ﺧﻄريٍ مل ﻳﻜﻦ ﰲ اﻟﺤﺴﺒﺎن ﰲ اﻟﺴﺎﺑﻖ :ﻫﻞ ﻧﺤﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺣﺮب أم ﺑﴩ ﻟﻨﺎ ﺗﺎرﻳﺦ ﻧﺤﻤﻠﻪ ﰲ ﺣﻘﺎﺋﺒﻨﺎ ،وﻫﻮ ﻗﺎدر ﻋﲆ اﻟﺘﺤﺪث إذا ﻣﺎ اﻗﺘﴣ اﻷﻣﺮ؟ ﻫﻞ ﻣﺎ ﺟﺮى ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻛﻞ ﻫﺬا اﻻﻧﺴﻼخ أو اﻟﺪﺧﻮل ﻃﻮ ًﻋﺎ ﰲ اﻟﺘﻐﺮﻳﺒﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﻛام ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﻫﻞ ﺧﻠﻒ اﻟﺤﺪود؟. ﰲ ﻫﺬا اﻟﺠﻮ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻨﺎ اﺧﱰاع أوﻟﺪﻧﺒﻮرغ ﺳﻮرﻳﺔ اﻟﻘﴢ واﻟﻨﺎيئ» ،ﻧﺤﻦ ﻟﺴﻨﺎ ﻧﻜﺮات« ﰲ ﻫﺬا اﳌﻜﺎن ّ ﻗﺎﻟﻬﺎ اﺑﻨﻲ ﻋامر ،اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺼﻐري واﻟﺤﺎذق اﻟﺬي ﻛﺎن ﺑﺼﺪد إﺻــﺪار ﻛﺘﺎب ﺷﻌﺮي ﻗﺒﻞ وﺻﻮﻟﻨﺎ ﺑﻘﻠﻴﻞ إﱃ ﻫﺬا اﳌﻜﺎن ،اﻟﻘﺼﺔ رمبﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﳌﻌﺠﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟــﺬي راح ﻳﺘﺸﻜﻞ ﰲ أذﻫﺎﻧﻨﺎ ﺣﻮل اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وﺟﻐﺮاﻓﻴﺎ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب ،اﻟﻄﺎﻋﻦ ﰲ اﻟﺘﺨﻠﻒ واﻟﺤﺮوب واﻻﻏﺘﻴﺎﻻت واﻗﺘﺘﺎل اﻷﻫﻞ ﻋﲆ اﻣﺘﻼك اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. أو رمبﺎ ﻫﻮ ﳾء ﻣﻦ اﻟﺼﺪﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﻨﺎﻫﺎ ﻋﲆ ﻃﺎﺋﺮة »اﻟﻠﻮﻓﺖ ﻫﺎﻧﺰا«اﻟﺘﻲ ﻫﺒﻄﺖ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﻏﺮﺑﺘﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﺮﻛﺘﻨﺎ ﳌﺼريﻧﺎ .اﺧــﱰاع أوﻟﺪﻧﺒﻮرغ ﺳﻮرﻳﺔ ،ﻳﺒﺪو ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﻐﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻨﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ اﻗﺘﴫ اﻷﻣــﺮ ﻋﲆ ﻣﺎ وراء اﻟــﺠــﺪران أو ﰲ أﺣﻮاض اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ اﻟﺼﻐرية اﻟﺘﻲ ﺧﺼﺼﻨﺎﻫﺎ ﺑﺒﺬو ٍر ﺣﻤﻠﻨﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﻼدﻧﺎ اﻷم ،ﻛام ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ اﳌﻬﺎﺟﺮون اﻟﻘﺪاﻣﻰ .اﻟــﺠــﺪران ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻠﻌ ًﺒﺎ
ﻟﺮﺳﻮﻣﺎت اﻷﻃﻔﺎل ،واﻟﺼﻮر اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺖ زوﺟﺘﻴﻸﺟﻠﻬﺎ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ أﻏﺮاﺿﻨﺎ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻷن اﻟــﻮزن مل ﻳﻜﻦ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﻟﺒﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﻤﺘﻬﺎ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺬاﻛﺮة .وﻟﺸﺪﱠة ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻀﺤﻚ مبﺮارة ﺧﻼل اﳌﺮاﺣﻞ اﻷوﱃ ﻋﻨﺪﻣﺎ ٍ ﻛﺎﺋﻨﺎت ﻛﺎن ﻳﻘﻮل ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ اﻟﺼﻐري إﻧﻨﺎ ﺗﺤﻮﻟﻨﺎ إﱃ ﻣﻦ ﺻﻮر .اﻟﻬﺎﺗﻒ ﻻ ﻳﺮن إﻻ إذا اﺗﺼﻞ أﻗﺮﺑﺎؤﻧﺎ ﰲ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﺠﺎورة.إﻧّﺈﻋﺎدة ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻬﻠﺔ ﻛام ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺨﻴﻞ،
ﻳﻘﻮل ﻋامر ،وﻫﻮ ﻳﺸﺘﻢ اﻟﺤﺮب اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺷﻚ أن ٍ اﻧﻘﻼﺑﺎت ﺟﺬرﻳ ٍﺔ ﰲ ﻣﻌﺠﻤﻪ وﺻﻮره ،ﺣني ﺗﱰك ﻳﻀﻄﺮ إﱃ ﺗﻌﻠﻢ ﻟﻐ ٍﺔ أﺟﻨﺒﻴﺔ ﺛﻘﻴﻠﺔ ،وﻳﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﺤﻤﻴﻠﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺸﺎﻋﺮه وﺳﺨﻄﻪ وﻣﺰاﺟﻴﺘﻪ. ﺑﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻛﻨﺎ ﻛﻤﻦ ﻳﺤﺎول ﺑﻨﺎء ﻣﺪﻳﻨﺘﻪ أو ﺳﻮرﻳﺘﻪ داﺧﻞ ﻋﺎﳌﻪ اﻟﺼﻐري اﻟﻜﺒري ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻌﻔﻮﻳﺔ مل ﺗﻜﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت أو اﺧﱰاﻋﺎت ﺣﺘﻰ ﺗﻜﺘﻤﻞ ،ﻓﻌﺪة أﻳﺎم ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎء ﻣﺪنٍ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﲆ ﺣﺪود اﻟﻀﺒﺎب ،ﻛﺎﻧﺖ ﰲ
اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ منﻠﻚ ﻣﻦ اﺳﺘﻘﺮار ﻳﺸﻌﺮﻧﺎ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﻣﺠﺮد أرﻗﺎم.اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﺑﺪأت ﺗﻨﺒﺖ أزﻫﺎرﻫﺎ اﻟﺴﻮرﻳﺔ اﻟﻘﺎدرة ﻋﲆ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﱪد ،اﻟﺸﻮﻛﻴﺎت اﺣﺘﻠﺖ اﳌﻜﺎن أﻗﴡ اﻟﻴﻤني ،ﻛﺬﻟﻚ ﺻﻮت ﻓريوز اﻟﺬي راح ﻳﺼﺪح ﻛﻞ ﺻﺒﺎح. ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻛﺎن ﻟﻠﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻧﻌﻤﺘﻬﺎ اﻟﻜﺒرية اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻘﺪرﻫﺎ أﺣﺪ ،وﻫﻲ اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ ﺣﻤﻞ ﻛﻞ ﻫﺬه ٍ ردﻳﻒ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻋﺪﺗﻨﺎ ﻋﲆ اﺧﱰاع وﻃﻦٍ ﻟﻬﺬه اﻟﻐﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ اﻗﺘﺤﻤﺖ وﺟﻮدﻧﺎ ﺟﺮاء اﻟﺤﺮب.
ﴩ ﺟﺪد يك ﻳﻜﺘﻤﻞ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﺧــﱰاع ﺑ ٍ اﻟﺘﺼﻮر اﻻﺟﺘامﻋﻲ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺒﻘﻌﺔ اﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﻫﻨﺎ ﻛﺎن ﻳﺤﴬ اﻻﻧﺴﻼخ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻣﺮﻋﺐ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻠﺒﺚ أن ﻳُﻄﻮى ﰲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺼﻐري اﻟﺬي ّأﺳﺴﻨﺎه وﻫﻮ »أوﻟﺪﻧﺒﻮرغ اﻟﺴﻮرﻳﺔ« ..ﺗﻠﻚ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻄﺎﻋﻨﺔ ﰲ اﻟﻀﺒﺎب واﳌﺠﻬﻮل وإﻋﺎدة اﻻﺧﱰاع.
كاريكاتير من سوريا في مدينة بون خاص أبواب -بون
اﻓﺘﺘﺢ رﺳﺎم اﻟﻜﺎرﻳﻜﺎﺗري اﻟﺴﻮري ﺣﺴﺎم ﺳﺎرة ﻣﻌﺮﺿﻪ اﻷول ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮن ،ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »ﻛﺎرﻳﻜﺎﺗري ﻣﻦ ﺳﻮرﻳﺎ« وﺷﺎرك ﻓﻴﻪ ﺑﺜﻼﺛني ﻟﻮﺣﺔ ﻛﺎرﻳﻜﺎﺗريﻳﺔ ،وﺳﻂ ﺣﻀﻮر أﳌــﺎين ﻛﺒري. ﻳﺄيت ﻫﺬا اﳌﻌﺮض –اﻟــﺬي ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺷﺒﺎط/ﻓﱪاﻳﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﱄ -ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻗﺪوم »ﺳﺎرة« إﱃ أﳌﺎﻧﻴﺎ ،ﻗﺎم ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﳌﺸﺎرﻳﻊ ﻣﻊ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺴﻮرﻳني ﺑﺄﳌﺎﻧﻴﺎ.
وﻳﺤﺎول ﺑﺸﺘﻰ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ إﻳﺼﺎل اﻟﻔﻜﺮة ﺑﺮﺳﻮﻣﺎت ﻣﻜﺜّﻔﺔ ودﻗﻴﻘﺔ وﻗﻮﻳّﺔ. ﺑﺪأت ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺳﺎرة ﻣﻊ اﻟﺮﺳﻢ ﻣﺒﻜ ًﺮا ،إذ أﻧﻪ ريب ﰲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺜﻘﻔﺔ ،وﻋﺎش ﺑني اﻟﺼﺤﻒ واﻟﻮرق ﻣام ﺟﻌﻞ ﻟﺪﻳﻪ اﻷﺳﺎس ﻟﻴﻨﺘﻤﻲ إﱃ ﻫﺬا اﻟﻮﺳﻂ، واﻟﺪه اﻟﺼﺤﺎﰲ واﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺴﻮري ﻓﺎﻳﺰ ﺳﺎرة ﻛﺎن ﻟﻪ أﺛﺮ ﻛﺒري ﰲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ أﺑًﺎ ،وﺻﺪﻳﻘًﺎ ،وﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺘﻲ أﺛﺮت ﻓﻴﻪ أﻳﻀً ﺎ ،اﻟﻔﻨﺎن اﻟﺮاﺣﻞ ﻧﺎﺟﻲ اﻟﻌﲇ ﻣﻠﻬﻢ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ،اﻟﺬي ﺑﺪأ ﻣﺸﻮاره اﻟﻔﻨﻲ ﰲ ﺗﻘﻠﻴﺪه ﺗﻘﻠﻴﺪًا ﻃﻔﻮﻟﻴًﺎ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﻨﻊ ﻫﻮﻳﺘﻪ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ.
ﻳﺮﻛﺰ ﺳﺎرة ﰲ ﻛﻞ أﻋامﻟﻪ ﻋﲆ اﻟﺸﺄن اﻟﺴﻮري وﻳﻌﻄﻴﻪ وﻗﺘﻪ وﺟﻬﺪه ،وﻳﺴﻌﻰ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺮض أﻋامﻟﻪ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ إﱃ إﻳﺼﺎل ﺻﻮت اﻟﺴﻮرﻳني، ودﻋــﻮة اﻟﺸﻌﺐ اﻷﳌــﺎين ﻟﻠﻀﻐﻂ ﺑﺎﺗﺠﺎه إﻧﻬﺎء اﻟﺤﺮب ﰲ ﺳﻮرﻳﺎ ،وﻳﺆﻛﺪ دامئًــﺎ أن اﻟﻼﺟﺌني اﻟﺴﻮرﻳني ﻓ ّﻌﺎﻟﻮن ﰲ ﻣﺤﻴﻄﻬﻢ وﻟﻴﺴﻮا ﻋﺎﻟ ًﺔ ﻋﲆ اﳌﺠﺘﻤﻊ ،وﺳﻴﺜﺒﺘﻮن ﻛﻔﺎءﺗﻬﻢ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻷﳌﺎين، وﺳﻴﺘﻄﻴﻌﻮن إﻏﻨﺎءه واﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻴﻪ.
ﺳﺎرة ﻳﻜﺘﺐ ﰲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ أﻳﻀً ﺎ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮى ﻧﻔﺴﻪ رﺳﺎ ًﻣﺎ أﻛرث ﻣﻦ ﻛﺎﺗﺐ ،أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻳﺤﺘﺎج ﻟﻴﻜﺘﺐ وﻳــﴩح وﻳﻘﻮل وﻳﺴﱰﺳﻞ ،أﻣﺎ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻓﻴﱰﺟﻢ رﺳام ﻛﺎرﺗﻮﻧﻴًﺎ. اﻧﻔﻌﺎﻟﻪ وﻣﻮاﻗﻔﻪ وﻗﺼﺼﻪ ً
ﺑﺪأت رﺣﻠﺔ ﺣﺴﺎم ﺳﺎرة ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻣﻊ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﻟﻠﱰﺑﻴﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻟﺮﺳﻢ ﻏﻼف ﻣﺠﻠﺘﻬﻢ ،اﻟﻐﻼف اﻟﺬي ﻻﻗﻰ اﺳﺘﺤﺴﺎﻧًﺎ ﻛﺒ ًريا ،إذا أن ﺳﺎرة ﻻ ميﻴﻞ إﱃ رﺳﻢ اﻟﺪم ﰲ اﻟﻜﺎرﻳﻜﺎﺗري،
وﻋﻦ اﻻﻧﻔﺠﺎر اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻟﻠﺴﻮرﻳني ﺑﻌﺪ اﻟﺜﻮرة ﻳﻘﻮل ﺳـــﺎرة» :أﺗــﺼــﻮر أن ﺣﺎﻟﺔ »اﻻﻧﻔﺠﺎر اﻹﺑﺪاﻋﻲ« ﻛام ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻚ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ،ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ وﻣﺮﺗﻘﺒﺔ وﺳﻂ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﺤﺮر اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ
اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﺜﻮرة ،وأﻧﺎ أﺗﺼﻮر أن اﻟﺤﺎﻟﺔ مل ﺗﺒﻠﻎ ﻣﺪاﻫﺎ ﺑﻌﺪ ،ﺣﻴﺚ أن اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣــﺎزال ﰲ ﺗﺼﺎﻋﺪ ،إﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺴﺎﻫﻢ ﰲ رﺳﻢ اﳌﺸﻬﺪ اﻟﻘﺎدم«. ﻣﻌﺮض ﺳــﺎرة ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑــﻮن ،ﺣﻈﻲ ﺑﺤﻀﻮر أﳌﺎين ﻛﺒري ﻋﻠّﻖ ﻋﻠﻴﻪ» :ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻷﳌﺎين واﻟﺘﻌﺎﻃﻒ اﻷﳌــﺎين ﻣﻊ ﻗﻀﻴﺘﻨﺎ ،اﻷﳌــﺎن ﻟﺪﻳﻬﻢ
اﺣﺴﺎس ﻋﺎﱄ ﻳﻔﻮق ﺗﻮﻗﻌﺎﺗﻨﺎ ﻋﻨﻬﻢ« وﻋﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻌﺔ ﻛﻴﻠﻮﻣﱰات ﻋﻦ ﻣﻜﺎن ﻣﻌﺮﺿﻪ ،ﺣﺪﺛﺖ أﺣﺪاث رأس اﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ ،ﻓﻬﻞ ﺗﺄﺛﺮ ﻫﺬه اﻷﺣﺪاث ﻋﲆ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻷﳌﺎين ﻣﻊ اﻟﺴﻮرﻳني؟ ﻳﺠﻴﺐ ﺳﺎرة» :ﻻ أﺗﺼﻮر أن اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ ﺳﺘﺆﺛﺮ ﻋﲆ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﳌـﺰاج اﻟﻌﺎم ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ،ﻏري أﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﺪر ﺑﻨﺎ اﻻﺳﺘﺨﻔﺎف ﺑﻨﺘﺎﺋﺠﻬﺎ أﻳﻀﺎ ،أﻋﺘﻘﺪ أﻧــﻪ ﺗﺤﺪ ﺟﺪﻳﺪ أﻣــﺎم اﻟﻼﺟﺌني اﻟﺴﻮرﻳني ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺑﻠﺪان اﻟﻠﺠﻮء ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻹﻇﻬﺎر
اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺤﻀﺎري ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮري ،وأﻳﻀً ﺎ ﻹﺛﺒﺎت أن اﻟﻮﺟﻮد اﻟﺴﻮري وﺟﻮد إﻳﺠﺎيب وﻣﺘﺤﴬ«. وﻳﺨﺘﻢ ﺣﺴﺎم ﺳﺎرة ﺑﺄﻣﻨﻴﺘﻪ» :ﺣﺎدﺛﺔ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ ﻣﺆﺳﻔﺔﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ ﻛﻀﻴﻮف ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ،وﻻﻳﺠﺐ أن ﺗﻄﻠﻖ اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت ﻋﲆ ﻋﻤﻮم اﻟﺴﻮرﻳني اﻟﻬﺎرﺑني ﻣﻦ وﻳﻼت اﻟﺤﺮب اﻟﺪاﺋﺮة ﰲ ﺑﻠﺪﻫﻢ ،واﻟﺒﺎﺣﺜني ﻋﻦ ﻣــﺄوى ،ﺣﺘﻰ وإن ﺛﺒﺖ وﺟــﻮد أي ﺳﻮري ﻣﺘﻮرط ﰲ ﻫﺬه اﻷﺣﺪاث اﳌﺆﺳﻔﺔ«.
16
بابها
يناير -فبراير • Januar - Feb 2016
شروب :أهمية مشاركة النساء في وضع القوانين حوار مع الصحافية والعالمة السياسية والنسوية األلمانية آنتيا شروب أجرت الحوار :هونغ مين كريمر * اﻟﻨﺴﻮﻳﺔ ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ أو ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ ،وإمنﺎ ﻫﻲ اﻋﺘﻘﺎ ٌد واﻗﺘﻨﺎع ﺑﺄن ﺣﺮﻳﺔ اﳌﺮأة ﻫﻴﻘﻴﻤﺔ ﻋﻠﻴﺎ .ﻫﻨﺎك ﻋﺪ ٌد ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﻨﺴﻮﻳﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺎت واﻟﻜﺜريﻣﻨﻬ ﱠﻦ ﻣﻌﺮوﻓﺎت ﻋﺎﳌﻴًﺎ ﻛﺎﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﺎﻃﻤﺔ اﳌﺮﻧﻴﴘ اﻟﺘﻲ واﻓﺘﻬﺎ اﳌﻨﻴﺔ ﻣﺆﺧ ًﺮا ،واﳌﴫﻳﺔ ﻧﻮال اﻟﺴﻌﺪاوي.
لماذا يجب أن يهتم الرجال بالحركة النسوية؟
هل هناك نسوية عربية؟
ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻓﺎﻟﻨﺴﻮﻳﺔ ﻣﻮﺟﻮدة ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن رﻏﻢ إﻧﻬﻨﺎك اﻋﺘﻘﺎدًا ﺧﺎﻃﺌًﺎ ﻳﻘﻮل إن اﻟﻨﺴﻮﻳﺔ ﻧﺸﺄت ﰲ اﻟﻐﺮب .ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﳌﺒﺪأ اﻟﻨﺴﻮﻳﺔ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻨﻬﻮض واﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﺮﻳﺔ اﳌــﺮأة ،واﻟﺘﺨﲇ ﻋﻦ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻷﺑﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻔﱰض ﻓﻘﻂ أن اﻟﺮﺟﺎل أﻛرث أﻫﻤﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ،ﺑﻞ أﻧﻬﻢ أﻋﲆ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻣﻨﻬﻦ أﻳﻀً ﺎ .وﻫﺬا واﺿﺢ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻠﺪان ﺣﻴﺚ ﻻ متُ ﻨﺢ اﻟﻨﺴﺎء ﺣﻘﻮﻗًﺎ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،وميﻨﻌﻦ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﻮر اﳌﺴﻤﻮﺣﺔ ﻟﻠﺮﺟﺎل ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﺣﺘﻰ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﻣﺘﺤﺮرة ﻧﺠﺪ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄ ّن اﳌﺴﺎواة ﺗﻌﻨﻲ ﺧﻀﻮع اﳌﺮأة ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﳌﻮﺿﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺮﺟﺎل. ﺗﻈﻬﺮ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻷﺑﻮﻳﺔ ﺑﻌﺪة أﺷﻜﺎل وﻣﻈﺎﻫﺮ، وﻟﻜﻨﻨﻲ أﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻨﺴﻮﻳﺔ ﻣﻮﺟﻮدة ﰲ ﻛﻞ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻷﺑﻮﻳﺔ؛ ﻛام ﰲ ﺣــﺎﻻت رﻓﺾ اﻟﻨﺎس وﻣﺤﺎرﺑﺘﻬﻢ ﻟﺘﺒﻌﻴﺔ اﳌﺮأة ﻟﻠﺮﺟﻞ .وﻻ ﺗﺘﺠﲆ
ﻷن ﻫﺬه اﳌﺴﺄﻟﺔ ﺗﺘﻌﻠﻘُﺒﺎﳌﺴﺎواة أﻳﻀً ﺎ .ﻧﺤﻦ ﻧﻌﺘﻘﺪ أن ﻣﻦ واﺟــﺐ اﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻮﻗﻮف ﺿﺪ اﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ واﻟﻔﻘﺮ ،ﻻ ﺿﺪ اﻟﻌﺒﻴﺪ واﻟﻔﻘﺮاء ،إﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ ،ﻓﺎﻟﺮﺟﺎل ﻳﺘﺄﺛﺮون أﻳﻀً ﺎ ﺑﺎﻧﻌﺪام اﳌﺴﺎواة ﺑني اﻟﺠﻨﺴني ،ﺣﻴﺚ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻬﻤﻴﻤﺘﻠﻜﻮن ﺳﻠﻄﺔ وﻧﻔﻮذًا أﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ،ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ اﻟﺨﻀﻮع ﻟﺘﺼﻮ ٍر ﻣﻌ ٍني ﻋﻦ اﻟﺮﺟﻮﻟﺔ ،وإﻻ ﻟﻦ ﻳﺘﻢ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ ﻛﺮﺟﺎل ﺣﻘﻴﻘﻴني ،وﻫﺬا ميﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺻﻌﺒًﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺮﻳﺪون اﻻﻣﺘﺜﺎل ،أو ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻻ ﻳﺤﻤﻠﻮن ﻣﻮاﺻﻔﺎت اﻟﺼﻮرة اﻟﻨﻤﻄﻴﺔ ﻟﻠﺮﺟﻞ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻷﻓﻀﻞ واﻷﻗﻮى ﰲ ﻛﻞ ﻣﻮﻗﻒ .وﻣﻦ اﳌﻬﻢ أن ﻧﻨﻮه إﱃ أﻧّﻪ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك رﺟﺎﻟٌﻔﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮيب ﻳﺪﻋﻤﻮن اﻟﻨﺴﻮﻳﺔ، أﻣﺜﺎل اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻦ اﻟﺨﻮاﺟﺔ واﳌﴫي ﻗﺎﺳﻢ أﻣني؛ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻟﻜﻠﻴﻬامﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ ﻣﺆﻟﻔﺎتٌ ﻋﻦ ﺣﺮﻳﺔ اﳌﺮأة وﺣﻘﻮﻗﻬﺎ. ما هو الفرق بين الرجال والنساء من
وجهة نظرك؟
ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻫﻨﺎك ﻓﺮوق ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔﻣﻨﺬ اﻟﻮﻻدة،ﻓﺎﻟﺮﺟﺎل ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﳌﺘﺤﻮﻟني ﺟﻨﺴﻴًﺎ -ﻏري ﻗﺎدرﻳﻦ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊﻋﲆ اﻹﻧﺠﺎب ،وﻟﻜﻦ اﻋﺘامدًا ﻋﲆ ﻫﺬا اﻻﺧﺘﻼف ﻣﺜﻼً ،ﻗﺎﻣﺖ ﺛﻘﺎﻓﺎتٌ ﻛﺜرية ﺑﻮﺿﻊ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ واﻷﻧﻈﻤﺔ واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺘﻲ ﻻ متﺖ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺑﺼﻠﺔ ٍﳌﻔﻬﻮم اﻟﻮﻻدة واﻷﻃﻔﺎل. وﰲ ﻣﻌﻈﻢ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت ﺗﺘﻢ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺼﺒﻴﺎن واﻟﺒﻨﺎت وﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺟـﺪًا ،ﻣام ٍ ﺑﻨﺎءاﺧﺘﻼﻓﺎت ﻓﻴام ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻳﺆدي ﺑﻬﻢ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ إﱃ ﻛﺒﺎﻟﻐني. أﻧﺎ ﻻ أؤﻣﻦ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻔﺮوﻗﺎت ﺑني اﻟﺠﻨﺴني، ﺣﻴﺚ أن ﻫﺬه ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺠﺮد ﺑﻴﺎﻧﺎت إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ،ﻻ ﻣﺤﺪد،ﻓﻜﻞ ّ ﺗﻘﻮل ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﻦ اﻣﺮأة ﻣﺤﺪدة أو رﺟﻞ ٍ ٍ ﻣﺨﺘﻠﻒ متﺎ ًﻣﺎ ﻋﻦ اﻵﺧﺮ ﺷﺨﺼﻘﺪ ﻳﺘﴫف ﺑﺸﻜﻞ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺟﻨﺴﻪ .ﻟﺬا أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء أن ﻳﺄﺧﺬوا ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﻋﲆ ﻣﺤﻤﻞ اﻟﺠﺪ ،ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮن ﻣﻌﻬﺎ ،دون اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺼﻮ ٍر منﻄﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء. هل نت َج عن االختالف البيولوجي بين الجنسين إلى أية عواقب؟
ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺠﺐ أن ﻳﺆدي ذﻟﻚ إﱃ أﻳﺔ ﻋﻮاﻗﺐ ،وﰲ واﻗﻊ اﻟﺤﺎل ﻗﺎﻣﺖ ﺛﻘﺎﻓﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺑﻄﺮق ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻓﻤﻦ اﳌﻬﻢ أن ﻧﻮﺿﺢ أ ّن اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻳﺪﻋﻢ اﻟﻨﺴﺎء ﻓﻴام ﻳﺘﻌﻠﻖ
مبﺴﺆوﻟﻴﺎﺗﻬﻦ ﻛﺄﻣﻬﺎت،ﻷﻧﻨﺎ ﺟﻤﻴ ًﻌﺎ ﻣﺴﺆوﻟﻮن ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ﻋﻦ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﻘﺎدم ،وﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ أوﻟﺌﻚ اﻟﻠﻮايت ﻳﺤﻤﻠﻦ اﻷﻃﻔﺎل ﰲ أرﺣﺎﻣﻬﻦ وﻳﻠﺪﻧﻬﻢ. ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أي ﻣــﱪر ﻟﺘﺠﺎﻫﻞ ﺣﻘﻮق اﻟﻨﺴﺎء اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ أواﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،أوﻹﺧﻀﺎﻋﻬﻦ ﻹرادة آﺑﺎﺋﻬﻦ وأزواﺟﻬﻦ .وﺑﺮأﻳﻲ ﻓﺈن اﻟﺪور اﻷﻛرث أﻫﻤﻴﺔ ﻫﻮ أن ﻳﺘﻢ ﺳامع آراء اﻟﻨﺴﺎء ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺸﺎرﻛﻦ ﰲ وﺿﻊ اﻟﻘﻮاﻧني واﻟﻘﻮاﻋﺪ؛ ﻻ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺮﺟﺎل ﻫﻢ ﺻﺎﻧﻌﻮا اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻣﻦ ﺛ ّﻢ ﻋﲆ اﻟﻨﺴﺎء أن ﻳﺘﺒﻌﻨﻬﺎ. اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻦ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﻦ أو ﻋﻦ اﻟﻨﺴﻮﻳﺔ ،ﺣﻴﺚ أن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺬﻛﻮري ﻗﺪ ﺣﺮﻣﻬ ّﻦ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻛام ﺳﺎﻫﻢ ﰲ ﻧﴩ اﻟﺠﻬﻞ ،وﻟﻜﻦ دﻋﻴﻨﺎ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ أﳌﺎﻧﻴﺎ وﻋﻦ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻼﺟﺌﺎت ﻫﻨﺎ ،ﻣﺎﻫﻲ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎدك ِاﻟﻨﻘﺎط اﳌﻬﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻌﺮﻓﻨﻬﺎﻋﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﻦ؟
يكن ماذا يجب عليهن أن يفعلن حين ّ طبعا العنف الجسدي ضحايا للعنف، ً واللفظي والنفسي واالجتماعي؟ وأين يجب أن يذهبن أو يحتجن أن يذهبن للتبليغ عن المشاكل التي يتعرضن لها؟
ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻳﺤﻈﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻻﻏﺘﺼﺎب واﻟﻌﻨﻒ اﻟﺠﻨﴘ ،ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ إذا ارﺗﻜﺒﺖ ﻫﺬه اﻷﻓﻌﺎل ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻏﺮﺑﺎء ﰲ أﻣﺎﻛﻦ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﰲ ﻣﻨﺎزل ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﻓﺮاد اﻷﴎة أو اﻷزواج.
ميﻜﻦ ﻟﻠﻨﺴﺎء اﻟﻠﻮايت ﻳﻌﺎﻧني ﻣﻦ أي ﻧﻮع ﻣﻦ أﻧــﻮاع اﻟﻌﻨﻒ ﻃﻠﺐ اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻣﻦ اﻷﺧﺼﺎﺋﻴني اﻻﺟﺘامﻋﻴني واﻷﻣﻦ واﻟﴩﻃﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺿﺎﺑﻄﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء أﻳﻀً ﺎ ،وميﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮأة اﻟﻀﺤﻴﺔ أن ﺗﻄﻠﺐ ذﻟﻚ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻀﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ إﱃ اﻣﺮأة ،وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺮأة ﰲ ﺧﻄﺮ ﻣﺤﺪق ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺮﻗﻢ ﴍﻃﺔ اﻟﻄﻮارئ .112وﻳﺠﺐ أن ﺗﺄﺧﺬ اﻟﴩﻃﺔ واﻟﻌﺎﻣﻠني اﻻﺟﺘامﻋﻴني أي ﺣﺎدﺛﺔ ﻋﻨﻒ ﺟﻨﴘ ﻋﲆ ﻣﺤﻤﻞ اﻟﺠﺪ ،ﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ ﺷﺨﺼﺎ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ، أن ﺗﻘﺎﺑﻞ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ً ﺣﻴﺚ أن اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻬﺬه اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻗﺪ اﻧﺘﴩ ﻣﺆﺧ ًﺮا ﻓﻘﻂ ،وﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻻت ميﻜﻦ ﻷي اﻣﺮأة ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﳌﺴﺎﻋﺪة اﳌﺤﻠﻴﺔ أو ﻟﺪﻳﻬﺎ ٌ ﺷﻜﻮك ﻣﻦ أي ﻧﻮع؛ اﻻﺗﺼﺎل »ﺑﻬﺎﺗﻒ اﳌﺴﺎﻋﺪة« وﻫﻮ ﻣﺮﻛﺰ اﺗﺼﺎل رﺳﻤﻲ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻠﻮايت ﻳﻌﺎﻧني ﻣﻦ اﻟﻌﻨﻒ،واﳌﺮﻛﺰ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ اﻻﺗﺼﺎﻻت اﳌﺠﺎﻧﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺪار اﻟﺴﺎﻋﺔ ﰲ ﻛﻞ أﻳﺎم اﻷﺳﺒﻮع ﻋﲆ اﻟﺮﻗﻢ،08000110166 : ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺤﺪث اﳌﻮﻇﻔﻮن ﻋــﺪة ﻟﻐﺎت ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .أﻳﻀً ﺎ ﰲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺪن واﻟﺒﻠﺪات اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻨﺎزل ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎء ﺣﻴﺚ ميﻜﻦ ﻟﻠﻨﺴﺎء واﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ اﻟﻌﻨﻒ اﳌﻨﺰﱄ إﻳﺠﺎد اﳌﺴﺎﻋﺪة واﻟﺴﻜﻦ. مؤلفة ومهندسة تعيش مع زوجها وأطفالها * في كولونيا
التحرش :ثقافة مختلفة ،أم جريمة ال يعاقب عليها القانون؟ خولة دنيا
ﰲ ﻳــﻮم ﻣﺎ ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺒﻌﻴﺪ ،ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ أواﺋﻞ اﻟــﺪروس ﻟﻠﻤﺮاﻫﻘني اﻟﺸﺒﺎب ،ﻣﻤﻦ وﻟﺪ ﻫﻨﺎ ﰲ ﻫﺬا اﳌﻨﻔﻰ اﻟﻘﺎﳼ :ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ﻻ ﺗﻌﻠﻖ ﻣﻊ وﺣﺪة اﳌﺎﻧﻴﺔ ،ﺧﻠﻴﻨﺎ ع اﻟﻌﺮﺑﻴﺎت ﻣﻨﻔﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﻦ وﺑﻴﻔﻬﻤﻮا ﻋﻠﻴﻨﺎ .ذاك اﻷب اﻟﺬي ﻋﺎش ﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ ﺗﺪاﻋﻴﺎت ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﺘﺤﺮش ﺑﺎﻟﻐﺮﺑﻴﺎت ،ﻟﻦ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻬﻦ أﺑـﺪًا ،ﻻ ﻋﺪم اﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻬﻦ ﻟﻪ وﻻ ﻟﻐﺮاﺋﺰه، اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ أﺳﺎﺳﻴﺎت ﺑﻌﺪ أن اﺳﺘﻘﺮ ﺑﻪ اﳌﻘﺎم ﺑﻌﻴﺪًا وﺣﻴ ًﺪا ﰲ ﻣﺨﻴامت اﻟﻠﺠﻮء ،أو ﻧﺎل ﺑﻌﺾ اﻻﺳﺘﻘﺮار. رد اﻟﻔﻌﻞ اﻷوﱄ ﻷﻏﻠﺐ اﻟﺸﺒﺎب :ﻟﺴﺖ أﻧﺎ، وﻟﺴﻨﺎ ﻧﺤﻦ ،ﺑﻴﻨام ﺗﺪاﻋﻰ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻠﺪﻓﺎع وإﻳﺠﺎد اﻟﺘﱪﻳﺮات وﻛﺄﻧﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﻧﺰﻟﻨﺎ ﰲ )ﻗﻔّﺔ( ﻣﻦ اﻟﺴامء إﱃ ﻫﺬه اﻟﺒﻼد ،ﻻ ومل وﻟﻦ ﻧﺮﺗﻜﺐ ﺧﻄﺄ ﻣﻬام ﻛﺎن ،وﻟﻜﻦ )ﻫـ ﱠﻦ( اﳌﺒﺎﺣﺎت ﰲ ﻻوﻋﻴﻨﺎ، وﻓﻴام ﺗﺮﺑﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ،وﰲ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻻ ﻳﺮى
اﳌﺮأة ﺳﻮى ﻣﺘﺎ ًﻋﺎ ﺟﻨﺴﻴًﺎ وﻧﺰوة ﻋﺎﺑﺮة أو دامئﺔ ﻟﻘﻀﺎء ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺤﺎﺟﺎت )ﺟﻠﺐ اﻷوﻻد -اﻻﻫﺘامم ﺑﻪ – اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ – اﻟﻄﺒﺦ – وﺗﻠﻘﻲ اﻷواﻣﺮ.(.. ﻣﻦ ﻣ ّﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺴﺎء اﻟﴩق ﻣﻦ مل ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻠﺘﺤﺮش ﺑﺄﻧﻮاﻋﻪ اﻟﺸﺘﻰ وﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن؟ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻖ إﱃ اﳌﺪرﺳﺔ ،أو اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ،ﰲ اﻟﻌﻤﻞ ،ﻣﻦ اﺑﻦ اﻟﺠريان، أو ﻣﻦ أﺣﺪ اﻷﻗﺎرب ،ﰲ اﻟﺒﺎص أو ﰲ اﻟﺴﻴﺎرة؟ ﻣﻦ ﻣ ّﻨﺎ مل ﺗﺤﻤﻞ ﻗﺼﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﻟﺘﺤﻜﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﺒﻴﺖ أو ﺗﻮﺷﻮش ﺑﻬﺎ ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ )ﻟﻠﺘﻄﺒﻴﻖ( ﻣﻦ أﺣﺪ ﻣﺎ ،وﻗﺪ ﺗﺼﻞ اﻷﻣــﻮر إﱃ أﻗﴡ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﻜﺜري ﻟريﺗﻔﻊ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﰲ اﻟﻌﺮاك مبﻜﺎن ﻋﺎم )ﻣﺎﻋﻨﺪك أﺧﻮات ﺑﻨﺎت ﺗﺨﺎف ﻋﻠﻴﻬﻦ؟( .دامئًﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﳌﻘﺎرﻧﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﻫﺬا اﻟﺸﻜﻞ ﺑني أﻧﺎ اﻟﺒﻨﺖ ـﻮات ٍ وﺑني أﺧـ ٍ ﺑﻨﺎت ﻟﻠﻤﺘﺤﺮش ﻳﺠﺐ أن ﻳﺨﺎف ﻣﻦ ﺗﻌﺮﺿﻬﻦ ﳌﻮﻗﻒ ﻣﺸﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﺎﺑﺮ ﺳﺒﻴﻞ آﺧﺮ. دامئًﺎ ﻛﺎن ﻳﺘﻢ اﺗﺨﺎذ ﻣﻮﻗﻒ دﻓﺎﻋﻲ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻜﻮن
ﻫﺠﻮﻣ ًﻴﺎ ﻓﻬﻲ ذاﺗﻬﺎ ﺗﻌﺮف أن ﻻ ﻗﺎﻧﻮن ﻳﺤﻤﻴﻬﺎ وﻻ ﺣﺘﻰ اﻟﻮﺳﻂ اﳌﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ،ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻗﺪ ﻳﻠﻘﻲ اﻟﻠﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ ،إن ﺑﺴﺒﺐ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺒﺎﺳﻬﺎ أو ﻣﻜﻴﺎﺟﻬﺎ ،وإن مل ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻫﺬا وﻻ ذاك ﻓﺒﺴﺒﺐ ﻛﻮﻧﻬﺎ أﻧﺜﻰ ﻓﻘﻂ. مل ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ ﻫﺬا ﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﻜﺎراﺗﻴﻪ ﻟﻸﺳﻒ وﻻ ﻟﺤﻤﻞ اﳌﺴﺪﺳﺎت وإن ﻛﺎن ﺣﻼً ﻣﻨﺎﺳ ًﺒﺎ ﰲ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم اﻟﻔﻮﴇ ﰲ ﺳﻮرﻳﺎ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺰداد ﺣﺎﻻت اﻟﺘﻌﺪي ﻋﲆ اﻟﻨﺴﺎء واﺳﺘﺒﺎﺣﺘﻬﻦ. ﰲ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﺤﺮش اﻟﴩﻗﻴﺔ ،ﻳﺘﻢ ﺗﺴﻮﻳﻖ اﻟﺸﺎب اﻟﻠﻌﻮب واﻟــﺪوﻧــﺠــﻮان اﻟــﺬي ﺳﺘﻘﻊ اﻟﻔﺘﻴﺎت ﴏﻳــﻌــﺎت ﳌﺠﺮد ﺳــامع ﺗﻠﻄﻴﺸﺔ ﻣﻨﻪ) :وﱄ ﻋﲆ ﻗﻠﺒﻲ أﻧﺎ – ﻳﺎ ﺣﻠﻮ – ﻳﺎ ﻏﺰال – ﻳﺎ ﺑﻄﺔ.. ﻳﺎ وزة »ﻣﻤﻜﻦ«( .وﻛﻢ ﻣﻦ اﻹﺳﺎءات ﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء واﻟﻔﺘﻴﺎت ﻷﺳﺒﺎب ﺧﺎرﺟﺔ ﻋﻨﻬﻦ) :وﱄ ﻣﺎ أﺑﺸﻌﻚ – أﺣﲆ وﺣﺪة اﻟﲇ ﺑﺎﻟﻨﺺ – ﺷﻮ ﻫﺎﻟﻘﻔﺎ ﻋﴩة ﻓﻮﻟﻂ -ﺗﻄﻠﻌﻲ ﻋﲆ ﻗﱪي ﺑﺎﻟﻜﻌﺐ اﻟﻌﺎﱄ ﺗﺘﻔﺮﻛﴚ وﺗﻮﻗﻌﻲ ﺑﺪاﱄ( .ﻫﺬا ﻋﺪا ﻋﻦ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻲ ﻓﺘﺤﺘﻬﺎ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ )اﻟﺘﻠﻔﻮن – اﻻﻧﱰﻧﺖ -ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ( ﺣﻴﺚ ميﻠﻚ اﻟﻜﺜريون اﻟﺠﺮأة ﻟﻠﻀﻐﻂ ﻋﲆ اﻵﺧﺮﻳﻦ وإﻟﺤﺎق اﻷذى ﺑﻬﻢ ﻣﻌﻨﻮﻳًﺎ أو ﻣﺎدﻳًﺎ دون ﺣﺘﻰ ﺗﻔﻜري ﺑﺎﻷﻣﺮ. أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻛﺜرية متﺘﺪ اﻷﻣﻮر ﻷﻛرث ﻣﻦ ذﻟﻚ :اﻟﺘﺤﺮش ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﻘﻞ اﻟﻌﺎﻣﺔ – اﻟﺪﺣﻮﺷﺔ ﰲ ﻛﺮاﳼ اﻟﴪاﻓﻴﺲ .ﺳﺘﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ وﺟﻮه اﻟﺒﻨﺎت وﺗﻐري ﻟﻮﻧﻬﻦ وﻋﺪم ﻗﺪرﺗﻬﻦ ﻋﲆ ﻋام ﻳﺠﺮي. اﻹﻓﺼﺎح ّ وﰲ ﺣﺎل اﺷﺘﻜﺖ وﻋﻼ ﺻﻮﺗﻬﺎ ،وﺗﺴﺒﺒﺖ مبﻌﺮﻛﺔ ﺑني اﻟﺸﺒﺎب ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺳﺘﺴﻤﻊ) :اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻮﻓﻘﻚ ،ﻛﻞ اﻟﺴﺒﺐ ﻣﻨﻚ ،ﻟﻮ ﻣﺎ ﻛﻨﺘﻲ ﻓﻠﺘﺎﻧﺔ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻘﺘﻲ ﺷﺒﺎب ﻣﺘﻞ اﻟــﻮردة ﻣﺸﺎﻧﻚ(دامئًﺎ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﺘﻞ اﻟﻮردة ،واﻟﺒﻨﺎت ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘني ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﻛﺮاﻣﺘﻬﻦ. ﻛﺜريون ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮن أن اﻟﺘﺤﺮش اﻟﺠﻨﴘ ﻳﺘﺠﺎوز
ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻤﻮﻧﻪ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻬﻮ أي ﺻﻴﻐﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﻠامت ﻏري اﳌﺮﺣﺐ ﺑﻬﺎ و/أو اﻷﻓﻌﺎل ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺠﻨﴘ واﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻬﻚ ﺟﺴﺪ أو ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ أو ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ وﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻌﺪم اﻻرﺗــﻴــﺎح ،أو اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ،ﻋﺪم اﻷﻣــﺎن ،اﻟﺨﻮف ،ﻋﺪم اﻻﺣــﱰام، اﻟﱰوﻳﻊ ،اﻹﻫﺎﻧﺔ ،اﻹﺳﺎءة ،اﻟﱰﻫﻴﺐ ،اﻻﻧﺘﻬﺎك ،أو أﻧﻪ ﻣﺠﺮد ﺟﺴﺪ.واﻷﻣﺜﻠﺔ ﻛﺜرية ﻫﻨﺎ: اﻟﺘﻔ ّﺤﺺ ﰲ اﻟﻨﻈﺮ:ﺗﻌﺒريات اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻧﻮاﻳﺎ ﺟﻨﺴﻴﺔ »ﻟﺤﺲ – ﻏﻤﺰ – ﻓﺘﺢ اﻟﻔﻢ«. اﻟﺒﺴﺒﺴﺔ :اﻟﺘﺼﻔري،اﻟﴫاخ ،اﻟﻬﻤﺲ ،وأي ﻧﻮع ﻣﻦ اﻷﺻﻮات »ذات اﻹﻳﺤﺎءات اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ«. اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت :إﺑﺪاء ﻣﻼﺣﻈﺎت ﺟﻨﺴﻴﺔ ﻋﻦ ﺟﺴﺪ أﺣﺪﻫﻢ ،ﻣﻼﺑﺴﻪ أو ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﺸﻴﻪ/ﺗﴫﻓﻪ/ﻋﻤﻠﻪ، إﻟﻘﺎء اﻟﻨﻜﺎت أو اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،أو ﻃﺮح اﻗﱰاﺣﺎت ﺟﻨﺴﻴﺔ أو ﻣﺴﻴﺌﺔ. اﳌﻼﺣﻘﺔ أو اﻟﺘﺘﺒﻊ :ﺗﺘﺒﻊ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ،ﺳﻮاء ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻨﻪ أو ﻣﻦ ﻋﲆ ﻣﺴﺎﻓﺔ ،ﻣﺸ ًﻴﺎ أو ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺳﻴﺎرة ،ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻜﺮر أو ﳌﺮة واﺣﺪة ،أو اﻻﻧﺘﻈﺎر ﺧﺎرج ﻣﻜﺎن ﻋﻤﻞ/ﻣﻨﺰل/ﺳﻴﺎرة أﺣﺪﻫﻢ. اﻟﺪﻋﻮة ﳌامرﺳﺔ اﻟﺠﻨﺲ :ﻃﻠﺐ ﻣامرﺳﺔ اﻟﺠﻨﺲ، وﺻﻒ اﳌامرﺳﺎت اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ أو اﻟﺘﺨﻴﻼت اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ، ﻃﻠﺐ رﻗﻢ اﻟﻬﺎﺗﻒ ،ﺗﻮﺟﻴﻪ دﻋﻮات ﻟﺘﻨﺎول اﻟﻌﺸﺎء أو اﻗﱰاﺣﺎت أﺧﺮى ﻗﺪ ﺗﺤﻤﻞ ﻃﺎﺑ ًﻌﺎ ﺟﻨﺴ ًﻴﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺿﻤﻨﻲ أو ﻋﻠﻨﻲ ،أو اﻟﺘﻜﺮار رﻏﻢ رﻓﺾ اﻟﺪﻋﻮة، ﻣام ﻳﺴﺒﺐ اﻟﻀﻴﻖ ﻟﻠﻄﺮف اﻵﺧﺮ. اﻻﻫﺘامم ﻏري اﳌﺮﻏﻮب ﺑﻪ :اﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﻋﻤﻞ أو ﺷﺆون ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺴﻌﻲ ﻻﺗﺼﺎل ﻏري ﻣﺮﺣﺐ ﺑﻪ ،اﻹﻟﺤﺎح ﰱ ﻃﻠﺐ اﻟﺘﻌﺎرف واﻻﺧﺘﻼط، أو ﻃﺮح ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ أداء أﻋامل أو ﻏري ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻔﻮاﺋﺪ واﻟﺨﺪﻣﺎت ،وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻬﺪاﻳﺎ مبﺼﺎﺣﺒﺔ إﻳﺤﺎءات ﺟﻨﺴﻴﺔ ،أو اﻹﴏار ﻋﲆ اﳌﴚ ﻣﻊ اﻟﺸﺨﺺ أو إﻳﺼﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرة إﱃ ﻣﻨﺰﻟﻪ أو ﻋﻤﻠﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ رﻓﻀﻪ).ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺧﺮﻳﻄﺔ
اﻟﺘﺤﺮش( ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﺄيت ﰲ ﺧﺎﻧﺔ اﻟﺘﺤﺮش اﻟﺠﻨﴘ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ ﺗﺤﱰم اﻹﻧﺴﺎن وﻛﺮاﻣﺘﻪ وﺣﻘﻮﻗﻪ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ .وﻋﲆ ﻛﻞ ﺷﺎب ﺟﺪﻳﺪ ﻋﲆ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﻀﻴﻒ اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ أن ﻳﺤﻔﻈﻬﺎ يك ﻻ ﻳﻘﱰف ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺠﺮميﺔ. ﻓﻌﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻌﻠﻢ ﺟﻤﻴ ًﻌﺎ أن اﻟﺘﺤﺮش ﻟﻴﺲ ﻇﺎﻫﺮة ﺟﺪﻳﺪة وﻻ ﺗﻘﺘﴫ ﻋﲆ ﺑﻠﺪان ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ،ﻏري أن اﻟﻔﺮق ﻳﺘﺠﲆ ﰲ اﻟﻘﻮاﻧني اﻟﻨﺎﻇﻤﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻗﺐ اﻟﺠﻨﺎة ،وﺗﺤﻤﻲ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ. ﴏا ﻋﻦ ﺣامﻳﺔ ﻗﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻟﻸﺳﻒ ﰲ ﺑﻼدﻧﺎ ﻣﺎ زال ً اﻟﻨﺎس وﺧﺎﺻﺔ اﻟﴩاﺋﺢ اﻷﺿﻌﻒ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء واﻷﻃﻔﺎل ،وﺗﺒﺪو اﻟﺤﻠﻮل اﳌﻘﱰﺣﺔ أﻏﻠﺒﻬﺎ ﺿﺪ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻔﻨﻮن ﻛﻞ ﻳﻮم ﺑﻔﺘﺎوى ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻠﺤ ﱢﺪ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺔ اﳌﺮأة وﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ،ﺑﺪل ﺣامﻳﺘﻬﺎ وﻣﺤﺎﺳﺒﺔ اﳌﺴﻴﺌني ﻟﻬﺎ. واﻷﻧىك ﻣﻦ ذﻟﻚ أن ﺑﻌﺾ ﺣﺎﻻت اﻟﺘﺤﺮش اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ إﱃ اﻻﻏﺘﺼﺎب ﺗﺪﻓﻊ اﳌﺮأة مثﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ، ﻓﻬﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﳌﺮأة اﻟﺘﻲ ﻻ متﻠﻚ ﻣﻦ أﻣﺮﻫﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻨﺎﺣﻲ اﻟﺤﻴﺎة ،وﺗﻌﺘﱪ ﻛﺎﺋ ًﻨﺎ ﺿﻌﻴﻔًﺎ ﻳﺤﺘﺎج ﻟﻠﺤامﻳﺔ واﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ،ﻳﺘﻢ ﻗﺘﻠﻬﺎ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﴩف وﻏﺴﻞ اﻟﻌﺎر ،وﻳﺘﻢ ﻣﻜﺎﻓﺄة اﻟﻘﺎﺗﻞ ﺑﺸﻬﻮر ﻗﻠﻴﻠﺔ ﰲ اﻟﺴﺠﻦ ﻟﻴﺨﺮج ﺑﻌﺪﻫﺎ وﻳﺘﻢ اﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻷﺑﻄﺎل. اﻟﺨﻮف اﻷﻛﱪ اﻟﻴﻮم ﻫﻮ ﻋﲆ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻮﺣﻴﺪات ﰲ ﻣﺨﻴامت اﻟﻠﺠﻮء ودول اﻟﻠﺠﻮء ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻌﺮﺿﻦ ﳌﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﺤﺮﺷﺎت دون أن ﻳﻌﺮﻓﻦ أن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻦ ﻃﻠﺐ اﻟﺤامﻳﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻷﻧﻔﺴﻬﻦ وﻷﻃﻔﺎﻟﻬﻦ ﻣﻦ أي ﻣﴘء ﻣﻬام ﻛﺎن .وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ واﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺸﺄﻧﻪ. كاتبة وشاعرة سورية
بابها
17
يناير -فبراير • Januar - Feb 2016
الطالق بين الالجئين والء خرمنده
ﺗﻮﺟﻬﺖ أﻋﺪاد ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻼﺟﺌني اﻟﻔﺎرﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﺮوب واﻷزﻣﺎت ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ إﱃ أوروﺑﺎ، واﺧﺘﻼف اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑني اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻟﻬﺆﻻء اﻟﻼﺟﺌني ﻣﻦ ﺟﻬﺔ واﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﳌﻀﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ،ﺧﻠﻖ ﻣﺸﻜﻼت ﻋﺪﻳﺪة وﻃــﺮح اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ واﻟﺘﺴﺎؤﻻت اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺴﻮرﻳني اﻟﻴﻮﻣﻲ ﺣﺘﻰ ﺧﺎرج أوروﺑﺎ. إﺣﺪى ﻫﺬه اﳌﺸﻜﻼت أﺧﺬت ﻣﻨﺤﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ اﻟﺘﻬﻮﻳﻞ واﳌﺒﺎﻟﻐﺔ أو اﻟﻔﻬﻢ اﻟﺨﺎﻃﺊ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ دون اﻟﺮﺟﻮع إﱃ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ودون أن ﻧﺤﻤﻞ أﻧﻔﺴﻨﺎ وﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ ﻛﻼﺟﺌني أي ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻃﺎﳌﺎ أن ﻫﻨﺎك ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت ﻣﻀﻴﻔﺔ ميﻜﻨﻨﺎ ﻟﻮﻣﻬﺎ ،ﻓﻜرث اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑني اﻷﻓﺮاد وﻋﲆ ﻣﻮاﻗﻊ اﻻﻧﱰﻧﺖ وﰲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻋﻦ ﺗﺤﻮل اﻟﻄﻼق ﺑني اﻷزواج اﻟﻼﺟﺌني إﱃ ﻇﺎﻫﺮة ،ﻗﺮأت أرا ًء وﺗﻘﺎرﻳﺮ ﺻﺤﻔﻴﺔ ﻋﻨﺤﺎﻻت ﻋﺠﺎﺋﺒﻴﺔ ﻳﻜﻮن
ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺮﺟﻞ ﺿﺤﻴﺔ ﻗﺮار زوﺟﺘﻪ اﳌﻔﺎﺟﺊ ﺑﺎﻟﻄﻼق ٍ زوﺟﺎت دون أي ﻣﻘﺪﻣﺎت ،وﺑﻌﻀﻬﺎ ﺗﺤﺪث ﻋﻦ ﻃﻠنب اﻟﻄﻼق ﻓﻮر وﺻﻮﻟﻬﻦ ﻟــﻸراﴈ اﻷورﺑﻴﺔ ﻣﻊ أزواﺟﻬﻦ ،أو ﺑﻌﺪ إﺟﺮاء ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ مل اﻟﺸﻤﻞ وإﺣﻀﺎراﻟﺰوﺟﺔ ،وﻟﻠﻐﺮاﺑﺔ مل أﺟﺪ ﻣﻘﺎﻻً واﺣﺪًا ٍ ﻣﻮﻗﻒ ﻋﻜﴘ ،ﻛﺄن ﻳﺘﺨﺬ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻗﺮا ًرا ﻣﻔﺎﺟﺌًﺎ ﺑﺎﻟﻄﻼق ﻣﻊ أﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺗﺤﺪث، وﻛﺬﻟﻚ ﻟﻦ أﻓﺎﺟﺄ أن ﺗﻜﻮن ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻼﺟﺌﺎت ٍ ﻛﻤﺒﺎدرات ﻟﻬﺬه اﻟﺨﻄﻮة أﻛﱪ ﻓﻌﻼً ﻷﺳﺒﺎب ﺗﺘﻌﻠﻖ مبﺸﻜﻼت اﳌﺮأة ﰲ ﺑﻼدﻧﺎ. ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﻳﺘﻮﺻﻞ أﺣﺪ ﻃﺮﰲ اﻟــﺰواج أو ﻛﻼﻫام ﻹﻧﻬﺎء اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺰوﺟﻴﺔ،ﰲ ﺣﺎل وﺟﻮد ﻣﺸﻜﻠﺔ أو ﺧﻠﻞٍ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ أﻛرث ﺗﻌﻘﻴﺪًا ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻄﻼق ﰲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻣﺜﻼً ،ﻓﺎﳌﺮأة ﰲ ﺑﻼدﻧﺎ ﺗﻌﺘﱪ اﻟﻄﻼق آﺧﺮ ﻣﺨﺮج ﻣﻦ ﻋﺬاﺑﺎﺗﻬﺎ، وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻸﺳﻒ ﻳﻜﻮن ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺨﺮ ًﺟﺎ أﻳﻀً ﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺎة اﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ و اﺳﺘﻘﺮار اﻗﺘﺼﺎدي ،وذﻟﻚ
كاتبة صحفية سورية
طوق النجاة
روز اليوسف وﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﻋﲆ ﺑﺪء اﳌﺴري، مل ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﻣﴣ ٌ ﺣني ﺗﻨﺎﻫﻰ إﱃ ﻣﺴﺎﻣﻌﻲ ذﻟﻚ اﻟﺴﺆال ﻷول ﻣﺮة »ﻣﻦ ﻣﻨﻜﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﺤﺪث ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ؟« ﺑﻌﻔﻮﻳﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ رﻓﻌﺖ ﻳﺪي«:أﻧﺎ« ،مل أﻛﻦ أﻋﻠﻢ ﻧﺼﺒﺖ ﻧﻔﴘ ﻗﺎﺋﺪ ًة أﻧﻨﻲ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ّ ﳌﺠﻤﻮﻋ ٍﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻮرﻳني اﻟﻐﺮﺑﺎء،وأﻧﻬﻢ ﰲ اﻟﻠﺤﻈﺔ ذاﺗﻬﺎ ﻗﺪ ﺑﺎﻳﻌﻮين اﻟﻘﻴﺎدة ﺟﻤﻴ ًﻌﺎ ﺑﻼ اﺳﺘﺜﻨﺎء ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ أﻣﻞ ﰲ اﻟﻨﺠﺎة.مل ﺗﻜﻦ ﻣﻔﺎﺟﺄيت ﻣﻨﺎﻓﺴﺎ ﻟﻘﻴﺎدة اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ وأﻧﺎ ﻛﺒري ًة ﺣني مل أﺟﺪ ﱄ ً اﻷﻛرث دراﻳﺔ ﺑﺤﺠﻢ ﻣﺄﺳﺎﺗﻨﺎ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ- ،وﻛﻤﺪ ّرﺳﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﰲ ﺳﻮرﻳﺔ -ميﻜﻨﻨﻲ اﻟﻘﻮل أﻧﻬﺎ أﻛرث ﻣﻦ ﻣﺄﺳﺎة ﺑﻞ ﻛﺎرﺛﺔ ﺑﻜﻞ اﳌﻘﺎﻳﻴﺲ .مل ﺗﻜﻦ ﺣﺼﴢ اﳌﺪرﺳﻴﺔ ﰲ اﳌﺎﴈ أﻛرث ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ٍ ﺟﻠﺪ وﺗﻌﺬﻳﺐ ﻧﻔﴘ وﻓﻜﺮي ،وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﻟﻮم اﻟﻄﻼب ﻓﻬﻢ ﻗﺪ ﺗﺤﻤﻠﻮا ﻋﻨﺎء اﻟﻘﺪوم إﱃ ﺗﻠﻚ اﳌﺪرﺳﺔ اﳌﺘﻬﺎﻟﻜﺔ ﻟﺴﻨﻮات ،وﺟﻠﺴﻮا ﰲ ﺗﻠﻚ اﳌﻘﺎﻋﺪ اﻟﻀﻴﻘﺔ ﻣﺘﺰاﺣﻤني ﺛﻼﺛﺔ -وأﺣﻴﺎﻧًﺎ-أرﺑﻌﺔ ٍ ﻣﻘﻌﺪ واﺣﺪ ﻣﻊ ﺣﻘﺎﺋﺒﻬﻢ وﻣﻌﺎﻃﻔﻬﻢ ﻃﻼب ﰲ ﺑﺄﻋﺪا ٍد ﺗﺘﺠﺎوز اﻷرﺑﻌني ﻃﺎﻟﺒًﺎ ﰲ اﻟﺼﻒ ،ﻣﻨﺼﺘني ﳌﺎ ﺳﺄﻗﺪﻣﻪ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻮم ﻟﻐﻮﻳﺔ ،ﻣﺴﺘﻌﻴﻨ ًﺔ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﺴﺒﻮرة وﻧﺼﻒ إﺻﺒﻊ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﺸﻮر.ﻋﺎدت يب اﻟﺬاﻛﺮة ﻟﺘﺴﺘﺤﴬ ﺣﺮويب اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻊ إدارات اﳌــﺪارس وﻣﻮ ّﺟﻬﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ،ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ مل ﺗﻜﻦ ﺳﻮى ﺟﻌﺠﻌﺎت ﻓﺎرﻏﺔ مل أﺣﺼﻞ ﻣﻦ وراﺋﻬﺎ ﻋﲆ أي ﻧﺘﻴﺠﺔ .مل أﻛﻦ ﺣﺎﳌﺔ أﻛرث ﻣﻦ اﻟﻼزم ،ﻓﺄﻧﺎ
ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﳌﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ اﳌــﺮأة، وﻏﻴﺎب اﻟﺘﻤﻜني اﻻﻗﺘﺼﺎدي ،وﻗﻠﺔ أو ﻋﺪم ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ وﻣﺆﺳﺴﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪين اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم دﻋام ﻟﻠﻤﺮأة اﳌﻄﻠﻘﺔ أو اﻷم اﻟﻮﺣﻴﺪة. وﻷن اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻫﻨﺎ ﻻ ﻳﺘﺴﻊ ﻟﺘﻀﻤني ﻣﻮاد ﻗﺎﻧﻮن اﻷﺣﻮال اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﳌﺠﺤﻒ ﺑﺤﻖ اﳌﺮأة ﺗﴫﻳﺤﺎً، ميﻜﻨﻨﻲ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺑﻌﺾ آﺛﺎره اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ اﳌﺮأة ﺗﻬﺪر ﺷﻬﻮ ًرا وﺳﻨﻮات رمبﺎ ،ﰲ أروﻗﺔ اﳌﺤﺎﻛﻢ ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﺤﺼﻴﻞ اﻟﻄﻼق ،ﰲ ﺣني ﻳﺴﻤﺢ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺑﺎﺑﺘﺰازﻫﺎ ﺑﻬﺬا اﻟﺤﻖ ،ﻛﺮﻓﻀﻪ اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻬﺬا اﻟﻄﻼق ،أو ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﺴﺎوﻣﺘﻬﺎ ﻋﲆ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻛﺰوﺟﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ إﺧــﻼء ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺰواج ،وﰲ ﺣﺎل وﺟﻮد أﻃﻔﺎل ﺳﺘﺪﺧﻞ دواﻣﺔ أﺧــﺮى ﻣﻦ اﳌﻌﺎﻣﻼت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،ﻟﻠﴫاع ﻋﲆ اﻟﺤﻀﺎﻧﺔ واﻟﻨﻔﻘﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺮﻫﺎ اﻟﻘﺎﴈ، واﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ مثﻦ ﺣﻠﻴﺐ اﻷﻃﻔﺎل ﰲ ﺣﺎل ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻈﻮﻇﺔ ﻟﺘﺜﺒﺖ دﺧﻞ اﻟــﺰوج ،وﻋﻠﻴﻬﺎ
اﻵن أن ﺗﺠﺪ ﺣﻠﻮﻻً ﻟﻺﻧﻔﺎق ﻋﲆ أﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ،ﻛام ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻧﻔﻘﺎت اﳌﻌﺎﻣﻼت مبﺎ ﰲ ذﻟﻚ أﺟﻮر اﳌﺤﺎﻣني ،وﺳﻴﺰداد اﻷﻣﺮ ﺻﻌﻮﺑ ًﺔ وﺗﺄﺛ ًريا ﻋﲆ ﻗﺮارﻫﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻣﺘﻌﻠﻤﺔ أو ﻋﺎﻣﻠﺔ ،وﺗﻄﻮل ﻗﺎمئﺔ اﳌﻮاﻗﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻏري اﳌﻨﺼﻔﺔ ﺑﺤﻖ اﳌﺮأة ﰲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن وﻏريه . ﻛام أن اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮيب ﻻ ﻳﺘﻮاىن أﻳﻀً ﺎ ﻋﻦ إﺿﺎﻓﺔ ﻋﻮاﻗﺒﻪ اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ،ﺳﻮاء مبﺤﺎوﻻت ﺛﻨﻲ اﳌﺮأة ﻋﻦ ﻋﺰﻣﻬﺎ أو ﻣﻌﺎﻗﺒﺘﻬﺎ ﻛﻤﻄﻠﻘﺔ ﻻﺣﻘًﺎ ،ﻓﺎﳌﺠﺘﻤﻊ اﻋﺘﺎد أن ﻳﻔﺮض ﻋﲆ اﳌﺮأة ﻗﺮار اﻟﺰواج أو ﺣﺘﻰ ﺷﺨﺺ اﻟــﺰوج ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،وﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﳌﺮأة ﻋﲆ أﻧﻬﺎ ﻣﺴﺘﻀﻌﻒ وﻟﻴﺴﺖ ﴍﻳﻜًﺎ ﰲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟــﺰواج ،ﻛام ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﺳﺘﻤﺮار وﻧﺠﺎح اﻟﺰواج واﻷﴎة ﻟﻮﺣﺪﻫﺎ ،ﻣﻦ ﺧﻼل إﺟﺒﺎرﻫﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻊ ﺧﺼﺎل اﻟﺰوج اﻟﺴﻴﺌﺔ أو ﻣﺸﻜﻼت اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺤﺪ ذاﺗﻬﺎ،ﻣﻬام ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺳﺒﺎب وﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺰواج ﻳﻬﺪدﺳﻼﻣﺘﻬﺎ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ،أو ﻣﺠﺮد ﺣﻘﻬﺎ اﳌﴩوع ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة ﺿﻤﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺰواج ،ﰲ ﺣني ﻳﻘﻒ ﻫﺬا اﳌﺠﺘﻤﻊ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺮﺟﻞ إذا اﺗﺨﺬ ﻫﻮ ﻗﺮار اﻟﻄﻼق ﻷﻧﻪ دامئﺎ ﻋﲆ ﺣﻖ ،وﻻﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن زوﺟﺘﻪ ﻣﻘﴫة، ﻛﻞ ﻫﺬا ميﻬﺪ ﻟﻠﻌﻘﺎب اﻻﺟﺘامﻋﻲ ﳌﻦ ﺗﺠﺮأت ﻋﲆ ﻃﻠﺐ اﻟﻄﻼق ،وميﻜﻨﻨﺎ ﳌﺴﺬﻟﻚ ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﰲ ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺋﻼت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﺑﻨﺎﺗﻬ ّﻦ اﳌﻄﻠﻘﺎت ﻛﻌﺎ ٍر وﻋﺎﻟﺔ ،واﺑﺘﺰازﻫ ّﻦ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق ﻋﲆ أوﻻدﻫــﻦ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻻﻧﺼﻴﺎع ﻟﺴﻄﻮة اﻟﺬﻛﻮر اﳌﻨﻔﻘني ،ﻛام أ ّن ﻋﲆ اﳌﻄﻠﻘﺔ اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻊ ﻓﻜﺮة أﻧﻬﺎ أدىن ﻣﻦ اﻷﺧﺮﻳﺎت وﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻓﺮص ﻛﺒرية ﰲ اﻟﺰواج ﺛﺎﻧﻴﺔًﻋﲆ أﺳﺲ ﺗﺮﺿﻴﻬﺎ ﻛﺈﻧﺴﺎن ﻛﺎﻣﻞ اﻟﺤﻘﻮق ،وﻳﻀﺎف إﱃ ذﻟﻚ ﺗﺸﺪﻳﺪ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﲆ ﺗﴫﻓﺎﺗﻬﺎ ،واﺳﺘﻌامل أﻣﻮﻣﺘﻬﺎ ﻛﺴﻼح ﺿﺪﻫﺎ.ﻛﻴﻒ إذًا ﻟﻠﻤﺮأة أن ﺗﺘﺨﺬﻗﺮار اﻟﻄﻼق ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻣﻬام ﻛﺎن ﴐور ًة ﰲ ﻇﻞ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ اﳌﻌﻘﺪ ؟! وﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻼﺟﺌﺎت اﻟﻠﻮايت ﺗﻄﻠﻘﻦ ﰲ أوروﺑﺎ ،ﻗﺪ اﺗﺨﺬن ﻗﺮارﻫ ّﻦ ﻫﺬا ﺑﻨﺎ ًء ﻋﲆ ﻣﻌﺎﻧﺎ ٍة ﻣﻌﻴﻨﺔ أو ﻋﺪم رﻏﺒ ٍﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺰواج أﺻﻼً ،ﻟﻜﻦ ﺑﻼدﻫ ّﻦ مل ﺗﻌﻨﻬ ّﻦ ﻋﲆ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺣﻖ ﺑﴩي ﻳﴩﻋﻪ
اﻟﻘﺎﻧﻮن واﳌﺠﺘﻤﻊ ﺛﻢ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺮأة وﺣﺪﻫﺎ ﻣﺎ ﺑني اﻟﺴﻄﻮر ،ﺑﻴﻨام ﻳﻨﻈﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷورويب ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻟﻠﺒﴩ وﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺑﻌني اﳌﺴﺎواة واﻻﺣﱰام، دون أي متﻴﻴﺰ ﻋﲆ أﺳﺎس اﻟﺠﻨﺲ أو اﻻﻧﺘامءات اﻷﺧﺮى ،وﻳﺪﻋﻢ اﳌﺮأة ﻛام اﻟﺮﺟﻞ ﰲ ﻗﺮار اﻟﻄﻼق، وﻳﺮاﻋﻲ دورﻫﺎ واﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﺎ ﻛﺄم ﰲ ﺣﺎل ﺿﻌﻒ ﻗﺪرﺗﻬﺎ اﳌﺎﻟﻴﺔ أو ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺿﺤﻴﺔ ﻋﻨﻒ أو ﺗﻌﺴﻒ، ﻷﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﺰواج ﻋﲆ أﻧﻪ ﴍاﻛــﺔ ﻋﺎدﻟﺔ ﺑني اﻟﻄﺮﻓني ﻻ ﻣﺴﺘﻀﻌﻒ ﺑﻬﺎ ،وﺗﻌﻤﻢ ﻫﺬه اﻟﴩاﻛﺔ ﻋﲆ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺨﺺ اﻟﺰواج ،وﻛﺬﻟﻚ ﻳﺮى اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻗﺪ ميﺮ ﻫﻨﺎ أن ﺗﺠﺮﺑﺔ زواج ﻓﺎﺷﻠﺔ أﻣ ٌﺮ ٌ ﺑﻪ أي إﻧﺴﺎن ﻟﻠﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺰوﺟﺔ ﺑﺎﻟﴬورة ،ﻓﻼ ﻳﺠﱪ اﻵﺑﺎء ﺑﻨﺎﺗﻬﻢ ﻋﲆ اﻟﻌﻮدة ﻟﻸزواج ،وﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻧﻈﺮة دوﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮأة اﳌﻄﻠﻘﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص. ﻫــﺬا ﻛﻠﻪ ﻻ ﻳﻨﻔﻲ ﺣــﺪوث ﻗـــﺮارات ﺗﻌﺴﻔﻴﺔ ﺑﺎﻟﻄﻼق ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺮأة ،أو ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﺳﺘﻐﻼل ﺑﻌﺾ اﻟﺰوﺟﺎت ﻟﻔﺮﺻﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ أوروﺑﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟــﺰوج ﻗﺒﻞ اﻟﻄﻼق ،ﻛام ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻌﺾ اﻷزواج اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮون اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷوريب ﻹﺟﺮاء ﻃﻼقٍ ﺷﻜﲇ ،ﻫﺪﻓﻪ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻣﺴﺎﻋﺪات اﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﺑﺎﺳﺘﻐﻼ ٍل ﻏري أﺧﻼﻗﻲ ﻟﺪﻋﻢ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻟﻼﺟﺌني ﻣﺎﻟﻴًﺎ .وﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﳌﺮﻓﻮض ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻄﻼق ﺑﺤﺪ ذاﺗﻪ ﻋﲆ أﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﻏري أﺧﻼﻗﻲ، أو ﺗﺤﻤﻴﻞ اﳌــﺮأة ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ وﻛﺬﻟﻚ ﺗﺼﻮﻳﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷوريب ﻋﲆ أﻧﻪ راع وﻣﺤﺮض ﻋﲆ ﺗﻔﻜﻚ اﻷﴎة ،ووﺻﻒ ﺣﺎﻻت ﻃﻼق اﻷزواج اﻟﻼﺟﺌني ﺑﺎﻟﻈﺎﻫﺮة أو ﻛﺘﺒﻌﺔ ﻟﻠﺠﻮء ،ﰲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎب أﻳﺔ أرﻗﺎم أو إﺣﺼﺎﺋﻴﺎت رﺳﻤﻴﺔ أوروﺑﻴﺔ ﺗﺆﻛﺪ ذﻟﻚ. ارﺗﻔﺎع ﺣــﺎﻻت اﻟﻄﻼق ﰲ ﻣﻌﻈﻢ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ أﻣﺮ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺪراﺳﺔ واﻟﺒﺤﺚ ،ﻟﻜﻦ ﻋﲆ ٍ أﺳﺲ ﻋﻠﻤﻴﺔ وﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺗﻬﺪف ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻨﻪ، ﺑﻮﺻﻒ اﻟﺰواج أﺣﺪ أﻫﻢ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺒﴩﻳﺔ وأﺣﺪ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻏﺎﻳﺘﻪ اﻟﺪامئﺔ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء واﻟﺴﻌﺎدة.
مل أﻗﻞ ﻳﻮ ًﻣﺎ أﻧﻨﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﻣﺨﺘﱪ ﻟﻐﻮي ﺧﺎص واﻟﻌﻴﺎذ ﺑﺎﻟﻠﻪ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻠﺒﺎيت ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز ﻣﺴﺘﻮى اﺳﱰﺟﺎع ﻣﺴﺠﻞ اﻟﻜﺎﺳﻴﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﻧﺎﺋﺐ اﳌﺪﻳﺮ، ﺑﻌﺪ أن أﺧﺬه ﻣﻦ اﳌﺪرﺳﺔ ﰲ اﻟﺼﻴﻒ ﻗﺒﻞ اﳌﺎﴈ ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﴪﻗﺔ ،إﻻ أﻧﻪ مل ﻳﻌﺪ ﻗﺎدرا ﻋﲆ
اﳌﺼريﻳﺔ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﴪﻋﺔ ﻓﻜﻞ دﻗﻴﻘﺔ متﴤ ﻫﻲ ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ ﺳﺎﻋﺎت ﻣﻦ اﻟﺘﺄﺧري اﳌﺮﻳﺮ .ﺧﻤﺴﺔ ﺷﺨﺼﺎ ،ﺷﺒﺎن وﺷﺎﺑﺎت ،أﻣﻬﺎت وأﻃﻔﺎل و أرﺑﻌﻮن ً وﻋﺠﺎﺋﺰ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﻤﺘﻲ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﻢ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﻘﺎل ﱄ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ،وﻧﻘﻞ اﻟﺘﻌﻠﻴامت إﻟﻴﻬﻢ ﺑﻜﻞ
ﻳﺒﺨﻠﻮا ﻫﻢ ﺑﺎﺣﺘﻮايئ ﻛﻌﺎﺋﻠﺔ،وﺣامﻳﺘﻲ ﻣﻦ اﻟﴩود إﱃ ﻣﺠﻤﻮﻋ ٍﺔأﺧﺮى ﻓﻴﻀﻠﻮن اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺑﻌﺪي. ﻟﻦ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﺣﴫ ﻛ ّﻢ اﻻﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺠﺐ ٍ إﺟﺎﺑﺎت ﺷﺎﻓﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻛﻠام اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ ﻋﲇ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ إﱃ ﺑﻠﺪ ﺟﺪﻳﺪ .ﻛﻢ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻳﻠﺰﻣﻨﺎ ﻟﻨﺼﻞ؟ اﱃ
إﺧﺮاﺟﻪ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺔ اﺑﻨﺘﻪ اﳌﺮاﻫﻘﺔ اﻟﺘﻲ أدﻣﻨﺖ اﻟﻨﻮم ﻋﲆ آﻫﺎت ﻫﺎين ﺷﺎﻛﺮ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ،أوﺣﺘﻰ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺑﻄﺎﻗﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻸﻟﻮان واﻷﺣﺮف، ﺑﺪل ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻣﺰﻗﻬﺎ اﺑﻦ أﻣﻴﻨﺔ اﻟﴪ ﰲ إﺣﺪى زﻳﺎراﺗﻪ اﻟﺘﻌﻔﻴﺸﻴﺔ ﳌﻜﺘﺐ واﻟﺪﺗﻪ .ﴎﻳ ًﻌﺎ ﻋﺪت ﻣﻦ ﺗﺠﻠﻴﺎيت ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﺰا ًﻣﺎ ﻋﲇ اﺳﺘﻼم ﻣﻬﺎﻣﻲ
دﻗﺔ وﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ،وﻣﻦ ﺟﻬ ٍﺔأﺧﺮى ﻣﺴﺎﻋﺪة اوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﳌﺸﺎﻛﻞ ﰲ ﻧﻘﻞ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﻢ أو اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟني اﻷﺟــﺎﻧــﺐ .ﻓﺠﺄة ﺗﺤﻮﻟﺖ إﱃ ﻃﻮقِ ﻧﺠﺎة وﺗﺤﻮﻟﻮا ﻫﻢ ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ إﱃ ُ ﻋﺸرييت .أﺻﺒﺤﺖ اﳌﺮﺟﻊ اﻷﻋﲆ ﻟﻔﻚ رﻣﻮز ذﻟﻚ اﳌﺠﻬﻮل اﻟﺬي ﻛﻨﺎ ﻧﺴري ﻣ ًﻌﺎ ﺑﺎﺗﺠﺎﻫﻪ ،ﰲ ﺣني مل
أﻳﻦ ﺳﻨﺬﻫﺐ اﻵن؟ ﻛﻢ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﺳﺘﺴﺘﻐﺮق رﺣﻠﺔ اﻟﻘﻄﺎر؟ ﻣﺎذا ﻳﺠﺐ أن ﻧﻔﻌﻞ اﻵن؟ إﱃ ﻣﺘﻰ ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ اﳌﺴري؟ ﻣﺘﻰ ﺳﻨﻐﺎدر ﻫﺬا اﳌﺨﻴﻢ؟ ﻫﻞ أﻏﻠﻘﺖ اﻟﺤﺪود؟! أﻳﻦ ﻧﺤﻦ اﻵن؟ واﻟﻜﺜري اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﻲ مل أﻛﻦ أﻣﺘﻠﻚ ﻟﺠﻤﻴﻌﻬﺎ أﺟﻮﺑﺔ ﻣﺒﺎﴍة،ومل أﺳﺘﻄﻊ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ أﺟﻮﺑﺔ
ﺷﺎﻓﻴﻪ ﻟﻌﺪد ﻣﻨﻬﺎ ،إﻣﺎ ﻟﺠﻬﻞ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ أو ﻟﻨﻔﺎذ ﺻﱪﻫﻢ ﻟﻜرثة اﻟﺴﺎﺋﻠني، ورﻏﻢ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻄﻌﺖ اﻣﺘﻼك اﻟﺤﺪ اﻷدىن ﻣﻦ اﳌﻌﺮﻓﺔ ﻷﻣﺤﻮ ﺑﻬﺎ ﻋﺪدا ﻻ ﺑﺄس ﺑﻪ ﻣﻦ إﺷﺎرات ﲇ ﻟﻐﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺳﺘﻔﻬﺎم ﺗﻠﻚ.ﻟﻘﺪ وﻓﺮت ﻋ ﱠ وإﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﳌﻌﻠﻮﻣﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺼﺤﻴﺢ ،اﻟﻜﺜ َري ﻣﻦ اﻷمل واﻟﻘﻠﻖ واﻟﺘﻴﻪ اﻟﺬي ﻛﻨﺖ أراه ﰲ ﻋﻴﻮن اﻟﻜﺜريﻳﻦ ﻣﻤﻦ راﻓﻘﻮين ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺮﺣﻠﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻐﺘﻲ ﻫﻲ ﺳﻼﺣﻲ ﰲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻧﻔﴘ وﻋﻨﻬﻢ ،وﻛﺎﻧﺖ ﴎاﺟﻲ اﻟﺬي أزال اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻐﻤﻮض اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻠﻔﻨﺎ.وﻟﻜﻦ ﻛﻞ ذﻟﻚ مل ﻳﺸﻔﻊ ﱄ اﻟﻴﻮم ،أﺷﻬ ٌﺮ ﻣﻀﺖ ﻋﲆ اﻟﻮﺻﻮل وﻫﺎ أﻧﺎ ﻗﺪ ﻋﺪت ﻷﻛــﻮن ﻛﻐريي ﻣﻦ اﻟﻮاﺻﻠني وﺟ ًﻬﺎ ميﻸ اﻟﺘﻴﻪ ﻋﻴﻨﻴﻪ ،أ ّﻣﻴ ًﺔ ﺑﻌﺪ أن ﻛﻨﺖ اﳌﻌﻠﻤﺔ واﻟﻘﺎﺋﺪة ،ﻣﺆﳌ ٌﺔ ﻫﻲ اﻟﻌﻮدة اﱃ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﺎزال ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ٍ ﻗﺎﺋﺪ آﺧﺮ وﻟﻜﻦ اﻟﻮراء، ُ ﻧﺎﻃﻖ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻫﺬه اﳌﺮة ،أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﻤﻨﺬ أن أﻋﻠﻨﺖ اﻧﺸﻘﺎﻗﻲ ﻋﻦ اﻟﻄﺎﻋﺔ اﻟﻌﻤﻴﺎء ﻷوﻟﻴﺎء اﻷﻣﺮ ﻣﻨﺎ ،ﻋﺎﻫﺪت ﻧﻔﴘ ﺑﺄﻻ أﻛﻮن ﺗﺎﺑ ًﻌﺎ ﻏﺎﻓﻼً ﻷي ﻛﺎن ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻧﻌﻢ ﺳﺄﻓﻜﻚ ﻃﻼﺳﻢ ﻫﺬه اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻣﻬام ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺼﻴﺔ وأﻗﻮد ﻧﻔﴘ ﺑﻨﻔﴘ إﱃ ﺑﺮ اﻷﻣﺎن ﻛام ﺳﺒﻖ وﻓﻌﻠﺖ دامئﺎ.
كاتبة سورية
18
باب القلب
يناير -فبراير • Januar - Feb 2016
أقدم بائع كتب في حلب ،وجه مضيء في عتمة الحرب مصطفى سلطان
اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﺷﺎﻣﻴﺔ ،ﺑﺎﺋﻊ ﻛﺘﺐ مل ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﻦ ﻣﻬﻨﺘﻪ اﻟﺘﻲ واﻇﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻷﻛرث ﻣﻦ 55ﻋﺎ ًﻣﺎ ،ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ أن ﻗﺘﻠﺖ زوﺟﺘﻪ، وﺗﴬر ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺑﺎﻟﻘﺼﻒ. وﻟﺪ »ﺷﺎﻣﻴﺔ« ﰲ ﺣﻠﺐ اﻟﻘﺪميﺔ ﻋﺎم ،3391 وﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ،اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﻨﻔﺖ ﻣﺆﺧ ًﺮا ﻋﲆ أﻧﻬﺎ »اﻷﺧﻄﺮ ﰲ اﻟﻌﺎمل« ،ﻳﻨﺘﻤﻲ اﻟﺸﻴﺦ ﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺣﻠﺒﻴﺔ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ،درس ﻣﻨﺬ ﺻﻐﺮه ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻷﻣﻮي ﰲ ﺣﻠﺐ اﳌﻌﺮوف ﺑـ«اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﻜﺒري« ﺣﺘﻰ ﻋــﺎم ،1950ﺑــﺪأ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺠﻤﻊ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻷﺛﺮﻳﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،وأﺳــﺲ ﻣﻜﺘﺒﺎت ﻟﺒﻴﻊ اﻟﻜﺘﺐ ﺑﻜﺎﻓﺔ اﻟﻠﻐﺎت ﻟﻠﺴﻴﺎح واﻷﺟﺎﻧﺐ ﰲ ﺳﻮق اﻟﺰﻫﺮاوي اﻟﻌﺮﻳﻖ ،وﺷﺎرع ﺧﺎن اﻟﻮزﻳﺮ وﺧﺎن اﻟﺤﺮﻳﺮ ﰲ ﺣﻠﺐ اﻟﻘﺪميﺔ. ﻳﻌﺪ »ﺷﺎﻣﻴﺔ« أﻗﺪم ﺑﺎﺋﻊ ﻟﻠﻜﺘﺐ ﰲ ﺣﻠﺐ ﻣﺎﻳﺰال ﻋﲆ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻮاﻇﺒًﺎ ﻋﲆ ﻋﻤﻠﻪ. إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻳﺠﻴﺪ ﻓﻦ اﻟﺰﺧﺮﻓﺔ اﻟﻌﺜامﻧﻴﺔ
ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻷﺣﺠﺎر اﻟﻜﺮميﺔ ،وﺗﺸﻬﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﻳﺰال ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن وﻳﺨﺎف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ أن ﺗﺘﺤﻄﻢ ﺑﺎﻟﻘﺼﻒ. ﻣﺎزال ﻳﻌﻴﺶ ﺷﺎﻣﻴﺔ ﰲ ﺣﻠﺐ اﻟﻘﺪميﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻗﻮات اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻋﲆ ﻣﻌﻈﻢ أﺟﺰاﺋﻬﺎ، ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻗﻠﻌﺔ ﺣﻠﺐ اﻟﺸﻬرية اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮة ﻗﻮات اﻟﻨﻈﺎم ،ﺗﻌﺮض ﺑﻴﺘﻪ ﻟﻘﺼﻒ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري ﺛﻢ أﺻﺒﺢ ﰲ ﻣﺮﻣﻰ ﻧريان اﻟﻘﻨﺎص اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻘﻮات اﻟﻨﻈﺎم اﳌﺘﻤﺮﻛﺰ ﰲ اﻟﻘﻠﻌﺔ. ﻳﻘﻮل ﺷﺎﻣﻴﺔ اﻟﺬي اﻟﺘﻘﻴﻨﺎﻫﻔﻲ ﺣﻠﺐ ،إن ﻛﺜ ًريا ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﳌﻜﺘﺒﺎت اﻟﻜﺒرية ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﺐ ﺗﻌﻠﻤﻮا اﳌﻬﻨﺔ ﻣﻨﻪ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻳﺰ ّودﻫﻢ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ ﻋﻤﻠﻬﻢ.وﻳﻌﺘﱪﻋﻤﻠﻪ ﺧﺪﻣﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻔﺎد ﻫﻮ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻣﻨﻪ ﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪﻳﻦ اﳌﺎدي واﳌﻌﻨﻮي؛ ﻣﻌﻨﻮﻳًﺎ ﻷﻧﻪ اﺳﺘﻄﺎع ﻗﺮاءة اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ ،وﻣﺎدﻳًﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻴﻌﻬﺎ ،ﺣﻴﺚ درت ﻋﻠﻴﻪ أرﺑﺎ ًﺣﺎ ﻣﻜﻨﺘﻪ
ﻣﻦ ﺗﺮﺑﻴﺔ 11وﻟــﺪًا ،ﻣﺸ ًريا ﺑﺤﺰن إﱃ أن أوﻻده ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻏﺎدروا اﻟﺒﻼد ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺮدي اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻷﻣﻨﻴﺔ ﺟﺮاء اﻟﺤﺮب اﻟﺪاﺋﺮة ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ 5ﺳﻨﻮات. وﻳﺪﻋﻮ ﺷﺎﻣﻴﺔ اﻟﺴﻮرﻳني ﻟﻠﺘﻮﺣﺪ وﻋﺪم ﻣﺘﻬام اﻟﺴامح ﻷﻃﺮاف أﺟﻨﺒﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﻐﻼﻟﻬﻢ، ً أﻣﺮﻳﻜﺎ ﺑﺼﻨﻊ اﻹرﻫﺎب ﰲ ﺳﻮرﻳﺎ ،وﻣﻌﺘﱪا أﻧﻬﺎ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ اﻷﻛﱪ ﻣﻨﻪ. ﻳﻌﻤﻞ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺜامﻧﻴﻨﻲ ﺣﺎﻟﻴًﺎ ﰲ ﻣﻜﺘﺒﺘﻪ اﻟﺼﻐرية ﰲ ﺣﻴﻪ اﻟﻘﺪﻳﻢ)ﺧﺎن اﻟﻮزﻳﺮ( ﺑﻌﺪ أن ﺧﴪ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﻜﺘﺒﺎﺗﻪ ،وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ وﺗﺪين أرﺑﺎﺣﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري ،إﻻ أﻧﻪ ﻳﺤﺮص ﻳﻮﻣﻴًﺎ ﻋﲆ اﻟﻘﺪوم ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﻪ اﻟﺬي ﻣﺎ ﺗﺰال ﺗﺒﺪو ﻋﻠﻴﻪ آﺛﺎر اﻟﺪﻣﺎر ،ﻟﻴﻌﱪ ﻋﻦ إﴏاره ﻋﲆ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻴام ﻳﺴﻤﻴﻪ »ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻌﻠﻢ«. مصور صحافي يعيش في حلب
خاصة مقبرة ّ عصام الحلبي 007ﻣﱰ ﻣﻦ اﻟ ّﺮﻋﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ،ﻫﻲ اﳌﺴﺎﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻠﻨﻲ ﻋﻦ ﺑﻴﺘﻲ وأﻧﺎ ﻋﺎﺋﺪ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻣﻘﻬﻰ اﻹﻧﱰﻧﺖ اﻟﺬي أﻣﻀﻴﺖ ﻓﻴﻪ ﺳﻬﺮة ﻣﻦ )اﻟﺴﻜﺎﻳﺐ( ﺻﻮت وﺻﻮرة ﻣﻊ ﻧﺪميﻲ اﻟﻌﻤﺮ ﻋﲆ ّ اﻟﻘﺪﻳﻢ )أﺑﻮ اﻟﻮﺟﺪ( وﻧﺪميﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ )أﺑﻮ اﻟﻠﻴﺚ(. ﺿﺤﻜﻨﺎ ﻛﺜ ًريا وﺗﺤ ّﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺤﺮب ،وﺑﻜﻴﻨﺎ ﻛﺜ ًريا، اﻟﺤﺐ .ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﻋــﻮديت ﻛﺎﻧﺖ وﺗﺤﺪّﺛﻨﺎ ﻋﻦ ّ اﻟﺸﻮارع ﺧﺎوﻳﺔ متﺎ ًﻣﺎ وﻻ ﺗﻜﺎد ﺗﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ أوﻛﺴﺠﻴ ًﻨﺎ ﻻﻟﺘﻘﺎط أﻧﻔﺎﺳﻚ اﳌﺘﻮ ّﺟﺴﺔ ﻣﻦ أي ﺿﻮء ﻗﺪ ﻳﺼﺪر ﻣﻦ ﻫﻨﺎ أو ﻫﻨﺎك؛ اﻟﻌﺘﻤﺔ ﺣﺎﻟﻜﺔ وﺧﺎﻟﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ٍ وﻣﻴﺾ ﺑﻌﻴﺪ ﻟﻌﻴﻮن ﻗﻄّﺔ ﺗﺘﺴ ّﻮل اﻟﺪّفء ﺑني ﺷﺠريات اﻟ ّﺪﻓﲆ اﳌﺘﺸﺎﺑﻜﺔ ﻋﲆ ﻃﻮل اﻟﺴﻴﺎج اﻟﺬي ﻳﻔﺼﻞ اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﻋﻦ اﻟﺸﺎرع اﳌﺆدي ّ اﻟﺴﺘني اﻟﺬي ﻳﻔﺼﻠﻨﻲ ﻋﻦ ﺑﻴﺘﻲ إﱃ أوﺗﻮﺳﱰاد ّ ﺑﻌﴩات اﻷﻣﺘﺎر. وﺻﻠﺖ إﱃ اﻷوﺗﻮﺳﱰاد ،وﻣﺎ ﻛِﺪتُ أﻣﴚ ﻋﺪّة أﻣﺘﺎر ﺣﺘّﻰ ﳌﺤﺖ ﻋﻴﻮن ﺳﻴّﺎرة ﺗﺴري ﺑﴪﻋﺔ ﻻ ﺗﺒﻌﺚ إﻻ ﻋﲆ اﻟﺘﻮ ّﺟﺲ ﻗﺎدﻣﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ،وﺗﺮﺳﻞ ﻟﻚ ﻣﻊ ﺿﻮﺋﻬﺎ آﻻف اﻻﺣﺘامﻻت ﺣﻮل ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻃﺮق اﳌﻮت اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ واﳌﺄﻟﻮﻓﺔ ،واﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺮﻏﺐ ﺣﺎﻟﻴًﺎ أن ﺗﺨﺘﺎر أﻗﻠّﻬﺎ رﻋﺒًﺎ وأﳌ ًﺎ ﻛﺮﺻﺎﺻﺔ ﰲ اﻟﺮأس وﻛﻔﻰ .ﻓﻜّﺮتُ أن أﺣﺘﻤﻲ ﺑﺤﺎوﻳﺔ اﻟﻘامﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻨﻲ أﻣﺘﺎ ًرا ﻗﻠﻴﻠﺔ ،ﺛﻢ ﺗﻨـﺒّﻬﺖ إﱃ اﺣﺘامل ﻗﺪوم ﺳﻴّﺎرة ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺔ اﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ،ﻓﻘ ّﺮرت أن أدﺧﻞ ﰲ اﻟﺤﺎوﻳﺔ ،وﻓﻌﻠﺖ ذﻟﻚ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﺑﻬﻠﻮاﻧﻴّﺔ مل ِ آت اﻟﺼﺒﺎ واﳌﻔﺎﺧﺮة أﻣﺎم ﻋﲆ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻣﻨﺬ أﻳّــﺎم ّ اﻟﻔﺘﻴﺎت ﺑﺮﺷﺎﻗﺔ ﺟﺴﺪي.
ﻗﻔﺰة واﺣــﺪة ،وإذ يب أﻣﺴﻚ ﺑﻨﻔﴘ ﻣﺘﻠﺒّ ًﺴﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻗﻄّﺔ ﺗﺄﻛﻞ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻓ ّﺮوج ﻣﺸﻮي أو ﻣﺴﻠﻮق أو ﺑﺮوﺳﺘﺪ ،اﳌﻬﻢ أﻧّﻬﺎ مل ﺗﻬﻨﺄ ﺑﻪ ﺣني ﺑﺎﻏﺘﻬﺎ ﻟﻬﺎيث ،ﻟﺘﻬﺮب ﺑﴪﻋﺔ ،وﺗﻘﻔﺰ ﺧﺎرج اﻟﺤﺎوﻳﺔ ﻛﻨﺖ أﺣﺎول اﻟﺘﺤ ّﺮش ﺑﻬﺎ. ﻛام ﻟﻮ أﻧّﻨﻲ ُ اﻟﺴﻴﺎرة وﻫﻤ ْﻤ ُﺖ ﺑﺎﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﺤﺎوﻳﺔ، ﻣ ّﺮت ّ ﻟﻜ ّﻦ ﺿﻮ ًءا آﺧﺮ ﻟﺴﻴّﺎرة أﺧﺮى ﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ، وﺿﻮ ًءا ﺛﺎﻟﺜﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻌﻴﺪ اﳌﻘﺎﺑﻞ ،ﻓﺎﻧﺴﻠﻠ ُْﺖ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ إﱃ ﴎﻳﺮ اﻟﻘامﻣﺔ وﻓﺮدتُ ﻇﻬﺮي ﻋﲆ اﻷﻛﻴﺎس اﳌﱰاﻛﻤﺔ ورﺣﺖ أﻧﺘﻈﺮ اﻟ َﻔ َﺮج .أﺣﺪ اﻷﻛﻴﺎس ﻛﺎن ﻃﺮﻳٍّﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺜري ﻟﻼﺳﺘﻠﻘﺎء اﻟﻄﻮﻳﻞ، ﺗﺤﺴﺴﺘﻪ ﺑﻴﺪي ﻷﺧ ّﻤﻦ أ ّن ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻗﺸﻮر ﺑﻄﺎﻃﺎ ّ أو ﺑﺎذﻧﺠﺎن ،وﺿﻌﺘﻪ ﺗﺤﺖ رأﳼ واﺳﱰﺧﻴﺖ وأﻧﺎ أﻃﻠﻖ زﻓ ًريا ﻛﻤﻦ ﻳﺴﺘﻠﻘﻲ ﺑﻌﺪ ﻋﻨﺎء ﻋﻤﺮ ﻛﺎﻣﻞ ﻋﲆ ﴎﻳﺮ اﻷﺑﺪﻳّﺔ. ﻓﻜّﺮتُ وأﻧﺎ ﰲ ﺣﺎوﻳﺔ اﻟﻘامﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺒﻪ اﻟﺘّﺎﺑﻮت ﺗﺨﻒ ُﺘﻠﺖ ﻓﻌﻼً ،وأ ّن اﻟﻘﻄّﺔ مل ْ متﺎ ًﻣﺎ أﻧّﻨﻲ رمبﺎ ﻗ ُ ﻣﻦ ﺗﺤ ّﺮﳾ ﺑﻬﺎ ،إمنّ ﺎ أﺻﺎﺑﻬﺎ اﻟﻔﺰع ﻣﻦ ﺟﺜّﺔ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻠّﻴﻞ ﺗﺸﺎرﻛﻬﺎ ﺑﻴﺘﻬﺎ اﻵﻣﻦ ،وأ ّن ﺷﻌﻮري ﺑﺎﻻرﺗﻴﺎح ﻋﲆ ذﻟﻚ اﻟﻜﻴﺲ اﻟﻄّﺮي مل ﻳﻜﻦ ﺳﻮى ذﻟﻚ اﻟﺨﺪر اﻟّﻠﺬﻳﺬ اﻟﺬي ﻳﻨﻌﺶ ﻣﻮﺗﻚ اﳌﺒﺎﻏﺖ؛ ﻓﻜّﺮت أﻳﻀً ﺎ ﻛﻴﻒ ﺳﻴﺤﻤﻠﻮين ﻏﺪًا ﺑﺴﻴّﺎرة اﻟﻘامﻣﺔ ﻣﻜ ّﻔ ًﻨﺎ ﺑﻘﺸﻮر اﻟﺒﺎذﻧﺠﺎن واﻟﺒﻄﺎﻃﺎ اﻷردﻧﻴﺔ، ﻣﻜﺐ ﻟﻠﻨﻔﺎﻳﺎت ﺣﻴﺚ ﻟﻴﻘﻮﻣﻮا ﺑﺪﻓﻨﻲ ﰲ أﻗﺮب ّ ﺳﻴﺘﺤﻘﻖ ﺣﻠﻤﻲ ﰲ أن ﻳﻜﻮن ﱄ ﻣﻘﱪة ﺧﺎﺻﺔ ﻻ ﻳﺸﺎرﻛﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻷﻣﻮات. رﻧني اﳌﻮﺑﺎﻳﻞ أﻳﻘﻈﻨﻲ ﻣﻦ ﻣﻮيت اﻟﺠﻤﻴﻞ ﻷﻓﺘﺤﻪ
وأﻗــﺮأ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ زوﺟﺘﻲ ”ﺟﻴﺐ ﻣﻌﻚ ﺑﻴﺾ“ ﺴﺖ ﺟﺴﺪي ﺑﻬﺴﺘريﻳﺎ ﺗﺸﺒﻪ ﺣﺎﻟﺔ )ﺷﻮن ﺑﻦ( ﺗﻠ ّﻤ ُ ﰲ ﻓﻴﻠﻢ )رﺟﻞ ﻣﻴّﺖ ميﴚ( وﻗﻔﺰت ﻣﻦ اﻟﺤﺎوﻳﺔ
ﻣﺜﻞ ﻗﻄّﺔ ﺗﻬﺮب ﻣﻦ رﺟﻞ ﻳﺘﺤﺮش ﺑﻬﺎ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ وﻟﺖ إﱃ اﻟﺒﻴﺖ وأﻧﺎ أﻓﻜّﺮ ﺑﺎﻟﻄّﺮﻳﻘﺔ اﻟﻠّﻴﻞ ،وﻫ ْﺮ ُ اﻟﺘﻲ ﺳﺄﺑ ّﺮ ُر ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺰوﺟﺘﻲ ﻋﺪم ﴍايئ ﻟﻠﺒﻴﺾ شاعر سوري
اﳌﻄﻠﻮب ﰲ SMSﻣﺨﺘﴫة ﺟﺪًا وﻣﻔﻴﺪة ﺟﺪًا إﱃ ﺣ ّﺪ اﻻﺳﺘﻴﻘﺎظ ﻣﻦ اﳌﻮت.
باب القلب
19
يناير -فبراير • Januar - Feb 2016
حكايات عن األمل محمد بدارنة
ﺧــﺮﺟــﺖ ﻣــﻦ ﺳــﻮرﻳــﺎ ﺑــﻌــﺪ أن ﺗﻮﻗﻔﺖ دراﺳﺘﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ .ﻻ أﺣﺪ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻷرض ﻳﺨﺘﺎر ﻫﺬه اﻟﺮﺣﻠﺔ ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ اﺳﺘﺠام ًﻣﺎ أو ﻣﻐﺎﻣﺮةً .ﰲ ﻛﻞ إﻓﻼت ﻣﻦ ﻣﻮت ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺨﻮﻓﺄو اﻟﱪدأو اﻟﺘﻮﻗﻴﻒ
ﰲ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﴩﻃﺔ .ﰲ ﺗﺮﻛﻴﺎ منﻨﺎ ﰲ اﻟﺤﺪاﺋﻖ،وأﻧﺎ ﻟﻄﺎﳌﺎ أﺣﺒﺒﺖ اﻟﺤﺪاﺋﻖ ﻟﻜﻦ ﻛﻤﻴﺔ اﻟﻨﺎس اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻘﺖ وﻫﻤﻮﻣﻨﺎ ﺣﺠﺒﺖ ﻋﻨﻲ ﺣﺘﻰ رؤﻳﺔ اﻟﻮرد .ﻫﻨﺎك أﺻﺒﺤﻨﺎ ﴩا ﻟﻌﺒ ًﺔ ﺑني ٍ ﻣﻬﺮب وآﺧــﺮ وﺑ ـ ً
ﻻ ﻳــﺮون ﺳﻮى ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ .أذﻛﺮ ﻛﺪﺳﻨﺎ أﺣﺪ اﳌﻬﺮﺑني متﺎ ًﻣﺎ ﻛﻴﻒ َ ﻛﺎﻟﴪدﻳﻦ ﰲ ﺻﻨﺪوق ﺳﻴﺎرﺗﻪ ﻟﻨﺼﻞ اﳌــﺮﻛــﺐ اﻟـــﺬي مل ﻳﻜﻦ ٍ ﻣﺤﺎوﻻت ﻣــﻮﺟــﻮدًا أﺻــﻼً ،ﺑﻌﺪ ﻛﺜرية ﻧﺠﺤﻨﺎ ﰲ أن ﻧﺘﻜﻮم 64
ﺷﺨﺼﺎ ﰲ ﻗﺎرب 8أﻣﺘﺎر ،وﺑﺪأت ً اﻟﺮﺣﻠﺔ ﻟﺠﺰﻳﺮ ٍةﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﻟﻨﺒﻘﻰ ﰲ اﻟﺒﺤﺮ ﺳﺒﻊ ﺳﺎﻋﺎت وﻧﺼﻒ. ﺣني وﺻﻠﻨﺎ ﺑﺪأ اﻟﺨﻔﺮ اﻟﻴﻮﻧﺎين ﺑـــﺎﻻﻗـــﱰاب ﻣــﻨــﺎ ،ﻛــﺎﻧــﺖ أﺷــ ّﺪ اﻟﻠﺤﻈﺎت ﺧﻮﻓًﺎً ﺣني ﻗﺎم ﺳﺎﺋﻖ
اﳌﺮﻛﺐ ﺑﻔﺼﻞ اﳌﻮﺗﻮر ﻋﻦ اﻟﻘﺎرب وﺗﻔﺠري اﳌﺮﻛﺐ ﻟﻨﺴﻘﻂ ﺟﻤﻌﻴﻨﺎ ﰲ اﳌﺎء وﻧﺒﺪأ اﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ،وذﻟﻚ ﻟﻴﻤﻨﻊ ﺛﻮب اﻟﺨﻔﺮ ﻣﻦ إﻋﺎدﺗﻨﺎ ،ﻛﺎن ﻟﺪي ٌ ﺟﻤﻴﻞ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ وﻋﺪت ﻧﻔﴘ أن أرﺗﺪﻳﻪ ﺣني ﻧﺼﻞ إﱃ اﻟﻴﻮﻧﺎن،
ﻟﻜﻨﻨﻲ رﻣﻴﺖ ﻛﻞ ﺣﻘﺎﺋﺒﻲ وﻧﺠﻮت ﺑﻨﻔﴘ ،ﺣﺰﻧﺖ ﻷﻧﻨﻲ ﺗﺨﻠﻴﺖ ﺣني ﺳﻘﻄﻨﺎ ﰲ اﻟﺒﺤﺮ ﻋﻦ ٍ ﻛﻴﺲ ﺻﻐري ﻓﻴﻪ ﻛﻞ اﻟﺘﺬﻛﺎرات ﻣﻦ ﺳﻮرﻳﺎ، ﻛﺎن ﻓﻴﻪ ﻣﺴﺒﺤﺔ وﺻﻠﻴﺐ وﻃﻮق أﻋﻄﺎين إﻳــﺎه أﺧــﻲ ،وﺣﻠﻖ ﻣﻦ
رﻓﻴﻘﺘﻲ ،وﻣﺤﺮﻣﺔ ﻛﺘﺐ ﱄ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ أﺣﺒﻨﻲ. ﺳﺤﺮ ﻣﺰﻫﺮ -اﻟﺸﺎم
إﺳﻤﻲ دﻋﺎء ،وﻫﺬا أﺧﻲ ﻓﺎﺿﻞ، ﺟﺌﻨﺎ ﻣﻦ ﺣﻤﺺ ﻣﻊ أيب وأﻣﻲ ﻛﻠﻨﺎ وﺻﻠﻨﺎ ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔ ،رﺣﻠﺘﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻴﻠﺔ ومل ﻧﺨﻒ ﰲ اﻟﺒﺤﺮ ،أﺻﻌﺐ ﳾء ﻛﺎن اﳌﴚ ﰲ اﻟﻐﺎﺑﺎت وأﺟﻤﻞ ﳾء ﻛﺎن اﻟﻘﻄﺎر ،ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺮة اﻷوﱃ اﻟﺘﻲ ﻧﺮﻛﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻄﺎ ًرا؛ ﻫﻨﺎ ﻳﻘﺪﻣﻮن ﻟﻨﺎ اﻷﻟﻌﺎب واﻟﻬﺪاﻳﺎ وﻛﻞ ﳾء. أرﻳــﺪ أن أﻛــﻮن ﻣﻌﻠﻤﺔ،أﺣﺐ أن أرﺳﻢ أﺷﻴﺎء ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺷﺠ ًﺮا وﻋﺼﺎﻓري وﺳﻮرﻳﺎ ﻣﻊ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻮب واﻟﻮرد وأﻃﻔﺎﻻً ﻋﺎﺋﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﳌﺪرﺳﺔ ﻟﻠﺒﻴﺖ. ﰲ اﻟﺤﺮب ﺧﴪت اﻟﻜﺜري ،وﻣﻊ اﺳﺘﺸﻬﺎد ﺧــﺎﱄ وﺻﺪﻳﻘﻲ ﺷﻌﺮت ﺑﺎﻟﻴﺄس وﻗــﺮرت اﻟﺬﻫﺎب إﱃ ﺗﺮﻛﻴﺎ .ﻋﻤﻠﺖ ﻫﻨﺎك ﰲ ﻗﻄﻊ اﻷﺧﺸﺎب واﳌﻄﺎﻋﻢ ﺣﺘﻰ أوﻓّــﺮ ﺗﻜﻠﻔﺔ اﻟﺘﻬﺮﻳﺐ ﻟﻜ ّﻦ ﻣﺎ وﻓﺮﺗﻪ مل ﻳﻜﻦ ﻛﺎﻓﻴﺎ. ﻋﺮض اﳌﻬﺮب ﺗﺨﻔﻴﺾ اﻟﺴﻌﺮ إذا ﻣﺎ ﻗﺪت اﻟﻘﺎرب)اﻟﺒﻠﻢ( .وﻻ أﻋﺮف ﺣﺘﻰ اﻵن ﻛﻴﻒ واﻓﻘﺖ أو ﻛﻴﻒ وﻗﻌﺖ اﳌﻌﺠﺰة ﺑﺄن أﺻﻞ اﻟﺠﺰﻳﺮة مبﻦ ﻣﻌﻲ دون أن ﻳﺤﺪث ﳾء. ﺣني وﺻﻠﻨﺎ ﻣﻘﺪوﻧﻴﺎ ﻗﺮرت ﻣﻊ مثﺎﻧﻴﺔ ﺷﺒﺎن أن منﴚ دون دﻟﻴﻞ.ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻔﻜﺮة ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ
ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻗﺮرﻧﺎ أن ﻧﻘﻄﻊ اﻟﻐﺎﺑﺎت ﺳ ًريا .ﺑﺪأﻧﺎ اﳌﴚ ﳌﺪة ﻳﻮﻣني دون اﻧﻘﻄﺎع وﰲ ﻟﺤﻈﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﺪأﻧﺎ ﻧﺄﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﺠﺮ .ﻛﺎن اﻟﺨﻮف ميﻸ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻛﻠام أﺿﻌﻨﺎ اﻟﻄﺮﻳﻖ ،وﻛﻨﺎ ﻧﻌﻮد وﻧﺴﺘﺪل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣام ﺗﺮﻛﻪ اﻟﻌﺎﺑﺮون ﻗﺒﻠﻨﺎ. ﻛﻢ ﻛﺎن ﺟﻤﻴﻼً وﺑﺎﻋﺜﺎً ﻟﻸﻣﻞ،أن ﺗﺠﺪ أ ّن ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻮا أﻟﻌﺎب أﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﻟﺘﻜﻮن دﻟﻴﻼًوﻋﻠﻘﻮﻫﺎ ﻋﲆ أﻏﺼﺎن اﻟﺸﺠﺮ. ﻋﻼء اﳌﻼﱄ -اﻟﻘﺎﻣﺸﲇ
أﺣﻠﻢ أﺣﻴﺎﻧﺎً أﻧﻨﻲ ﻣﺎ زﻟﺖ ﻫﻨﺎك ﻋﲆ ﻣﻘﻌﺪ دراﺳﺘﻲ ﰲ دﻳﺮ اﻟﺰور،أﻟﻌﺐ ﻣﻊ أﺻﺤﺎيب وأﺳﺎﻋﺪ أيب ﰲ ﺗﺠﺎرﺗﻪ،ﻛﻞ ﳾ ٍء اﻧﻬﺎر .ﺗﺮﻛﺖ اﳌﺪرﺳﺔ وأﻧﺎ اﻵن ﻫﻨﺎ وﺣﺪي ،ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ أيب وأﻣﻲ وإﺧﻮيت اﻟﺜﻼﺛﺔ ،ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﻨﻲ ﻫﻮ ﺻﻮت أﺻﺤﺎيب ﻋﱪ اﻟﻬﺎﺗﻒ أو اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻟﻴﻘﻮﻟﻮا ﱄ إن اﻟﻌﻴﺪ ﻫﺬه اﻟﺴﻨﺔ ُﻣ ﱞﺮ ﺑﺪوين.إﺳﻤﻲ ﻣﺮوان وﻋﻤﺮي ٦١ﻋﺎم .أﻧﺎ اﻵن ﻻﺟﺊ ﺳﻮري ﰲ ﺑﺮﻟني .ﻻ أرﻳﺪ اﻟﺘﺤﺪث ﻋﻦ رﺣﻠﺘﻲ واﻟﺒﻮاﺧﺮ اﻟﺘﻲ ﻧﻘﻠﺘﻨﻲ أو ﻋﻦ ﻃﻮاﺑري اﻻﻧﺘﻈﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻃﻮاﺑري اﻟﺼﺒﺎح ﰲ ﻣﺪرﺳﺘﻲ ،أرﻳﺪ اﻟﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﺣﻠﻤﻲ ﺑﺄن اﺻﺒﺢ ﻻﻋﺐ ﻛﺮة ﻗﺪم ﻣﺸﻬﻮر ،ﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ أي ﳾء أرﻳﺪ أن أﺻﺤﻮ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻣﻲ. ﻣﺮوان ﺣﻤﻴﺪ -دﻳﺮ اﻟﺰور 16ﻋﺎم مصور وصحفي فلسطيني
20
باب أرابيسك
يناير -فبراير • Januar - Feb 2016
الكفاح ضد كتاب «كفاحي» لهتلر ما زال مستمرا حكم عبد الهادي
ﺑﻌﺪ ﺳﺒﻌني ﻋﺎ ًﻣﺎ ﻋﲆ ﻣﻮت ﻫﺘﻠﺮ ،وﺗﺴﻌني ﻋﺎﻣﺎ ﻋﲆ ﺻﺪور ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﻛﻔﺎﺣﻲ« ،ﺻﺪر ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺠﺪدًا ،ﰲ ﻣﻄﻠﻊ ﺷﻬﺮ ﻳﻨﺎﻳﺮ 2016ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻋﻦ ﻣﻌﻬﺪ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﴫ،ﻣﻊ إﺿﺎﻓﺔ 5000ﺗﻌﻠﻴﻖٍ ﻋﻠﻤﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺣﻮاﱄ أﻟﻔﻲ ﺻﻔﺤﺔ .وﻛﺎﻧﺖ ٍ
اﻟﻄﺒﻌﺘﺎن اﻷوﻟﺘﺎن ) 057ﺻﻔﺤﺔ( ﻧﴩﺗﺎ ﰲ ﻋﺎﻣﻲ 4291و ،6291وﻓﻴﻬام د ّون ﻫﺘﻠﺮ ﺳريﺗﻪ اﻟﺬاﺗﻴﺔ، وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺤﺰب اﻟﻨﺎزي واﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺘﺔ ،وﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﺒﻴﻌﺎت اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﰲ ﻋﺎم 1944أﻛرث ﻣﻦ 12ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﺨﺔ ،ﻣام ﺟﻠﺐ ﻟﻬﺘﻠﺮ ﺛﺮوة ﺿﺨﻤﺔ،
وﻳُﺬﻛﺮ أﻧﻪ مل ﻳﺪﻓﻊ ﻣﺎرﻛﺎ واﺣﺪا ﻣام ﺗﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ دﻓﻌﻪ ﻣﻦ ﴐاﺋﺐ اﻟﺪﺧﻞ ،اﻟﺘﻲ ﺑﻠﻐﺖ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺣﻮاﱄ اﻟﻨﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮن ﻣﺎرك. ﳌﺎذا ﻳُﻌﺎد ﻃﺒﻊ »ﻛﻔﺎﺣﻲ« ،وﻟﻮ ﰲ إﻃﺎ ٍر آﺧﺮ ،ﺑﻌﺪ ﻫﺬه اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺻﺪوره ،وﺑﻌﺪ أن ﻛﺎن ﺑﻴﻌﻪ وﺗﻮزﻳﻌﻪ ﺣﺘﻰ ﻣﻄﻠﻊ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﻣﺤﻈﻮرا، ﺑﻨﺎ ًء ﻋﲆ ﻗﺮار اﻟﺤﻠﻔﺎء ﺑﻌﺪ ﻫﺰميﺔ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﰲ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ؟ اﻟﺤﻠﻔﺎء ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﻣﻨﺤﻮا ﺣﻘﻮق ﻃﺒﺎﻋﺔ وﻧﴩ »ﻛﻔﺎﺣﻲ« ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻻﻳﺔ ﺑﺎﻓﺎرﻳﺎ ﻓﻘﻂ ،واﻟﺘﻲ اﻧﺘﻬﺖ ﺻﻼﺣﻴﺘﻬﺎ اﻵن ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﺳﺒﻌﺔ ﻋﻘﻮد. ﻫﺘﻠﺮ وﻛﺘﺎﺑﻪ ﻳﺸﻜﻼن أﺳــﻄــﻮر ًة ﻟﻴﺲ ﻟﻸﳌﺎن ﻓﺤﺴﺐ ،وإمنــﺎ ﻷﻛرث ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ،ﻓﻘﺪ ﺗ ُﺮﺟﻢ »ﻛﻔﺎﺣﻲ« إﱃ 81ﻟﻐﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. وﻟﻸﺳﻒ ﻣﺎ زال ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺮب ﻳﻌﱪون ﻋﻦ إﻋﺠﺎﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب وﻛﺎﺗﺒﻪ ،رﻏﻢ اﻟﺪﻣﺎر اﻟﺬي ﺟﻠﺒﺎه ﻷﳌﺎﻧﻴﺎ واﻟﻌﺎمل ﻋﲆ أﺛﺮ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﺠﺮﻫﺎ ﻫﺘﻠﺮ ﰲ ﻋﺎم .1939ﰲ اﻋﺘﻘﺎدي أ ّن ﻛﺘﺎب اﳌﻌﻬﺪ ﻳﺘﺼﺪى ﳌﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ اﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ »ﻛﻔﺎﺣﻲ« اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻨﺪت إﱃ اﻟﺘﻄﺮف اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻌﺪواين اﻟﺘﻮﺳﻌﻲ ٍ ﻧﻈﺮﻳﺎت ﻋﻨﴫﻳﺔ وﻣﺆاﻣﺮاﺗﻴﺔ .وﰲ ﻫﺬه وإﱃ اﻷﻳﺎم ﻧﺮى ﻧﺸﺎﻃﺎت واﺗﺠﺎﻫﺎت ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻫﺘﻠﺮ ،ﺗﺠﺴﺪﻫﺎ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ﻧﺸﺎﻃﺎت اﻟﺤﺰب اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻷﳌﺎين NPDوﺣﺮﻛﺔ ﺑﻴﻐﻴﺪا اﳌﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻼﺟﺌني واﻷﺟﺎﻧﺐ ﺑﺼﻮرة ﻋﺎﻣﺔ. وﰲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﻧﺸري إﱃ أن اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﳌﺎين ﻣﺎ زال ميﻨﻊ إﺻﺪار اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻔﺎﺣﻲ، وﻟﻜﻦ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﻏري ﴍﻋﻴﺔ ،وﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻹﻧﱰﻧﺖ، وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ ﻣﺎ زاﻟﺖ دور ﻧﴩﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ وأﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺗﻮزﻋﻪ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ. ﻟﻴﺲ ﻣﻬام أن ﻫﺘﻠﺮ ﺟﻤﻞ ﺳريﺗﻪ اﻟﺬاﺗﻴﺔ –ﻛام ﻛﺸﻔﺖ ﻫﻮاﻣﺶ ﻛﺘﺎب اﳌﻌﻬﺪ اﳌﺬﻛﻮر -ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺑﻄﻼ ﰲ اﻟﺠﺰء اﻷول اﻟﺬي ﺻﺪر ﰲ ﻋﺎم ،4291 ﻓﻬﺬا ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ اﻟﻜﺜريون ،وإمنﺎ ﰲ ﻧﻈﺮﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺞ ﺑﺎﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ اﳌﻄﻠﻘﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻴﻬﻮد ﻓﺤﺴﺐ وإمنﺎ أﻳﻀﺎ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻏري اﻵرﻳني مبﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺮب .مل
ستكون لك ﻳﻜﻦ ﻫﺘﻠﺮ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ متﻴﺰت ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ﻋﺪوى اﻟﻌﻨﴫﻳﺔ واﻟﺘﻄﺮف اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﺄﻋﺪاد ﻏﻔرية ﻣﻦ اﻷوروﺑﻴني مبﺨﺘﻠﻒ أﻃﻴﺎﻓﻬﻢ ،وﻟﻜﻦ ﻫﺘﻠﺮ ﻛﺎن أﻛرثﻫﻢ ﺗﻄﺮﻓﺎ وﺣﺴام ،واﺳﺘﻄﺎع ﻋﲆ أرض اﻟﻮاﻗﻊ أن ﻳﻄﺒﻖ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ أﻓﻜﺎره اﻟﺮادﻳﻜﺎﻟﻴﺔ :ﻛﺎﻟﺘﻮﺳﻊ ﻋﲆ ﺣﺴﺎب اﻟﺸﻌﻮب اﻷﺧﺮى ،ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳌﺆاﻣﺮة اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ،واﻹدﻋﺎء أن اﻟﻴﻬﻮد ﻳﻄﻤﺤﻮن إﱃ ﺗﺤﻄﻴﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻷﳌﺎين ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻧﻈﺎم اﻟﺒﻮرﺻﺔ اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﺮأﺳامﱄ ,ومل ﻳﻜﺘﻒ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ -اﻟﺬي مل ﻳﻜﻦ ﻣﺠﻨﻮﻧﺎ ،ﻛام ادﻋــﻰ اﻟﺒﻌﺾ– ﺑﺎﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ ﻣﻼﻳني اﻟﻴﻬﻮد ﰲ أوروﺑﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻻﺣﻖ وﻓﺘﻚ ﺑﺎﻟﺸﻴﻮﻋﻴني واﻹﺷﱰاﻛﻴني واﻟﺒﻮﻟﻨﺪﻳﻦ واﻟﺮوس واﻟﻐﺠﺮ واﳌﺜﻠﻴني واﳌﻌﻮﻗني .ﻛﺎن ﻫﺘﻠﺮ ﻳﺴﻌﻰ إﱃ ﻛﺴﺐ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وأﻏﻠﺒﻴﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﻷﳌﺎين ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺴﻤﻲ ﺣﺰﺑﻪ PADSN أي اﻟﺤﺰب اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻹﺷــﱰايك اﻟﻌامﱄ اﻷﳌــﺎين، وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺎرﺑﺔ أﻓﻜﺎر ﻛﺎرل ﻣﺎرﻛﺲ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻜﺮة اﻟ ـﴫاع اﻟﻄﺒﻘﻲ ،اﻟﺘﻲ ﺳﻤﻤﺖ -ﺣﺴﺐ رأﻳﻪ- ﻧﻈﺮﻳﺎت اﻟﺤﺰب اﻹﺷﱰايك اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻲ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﯩﻌﺪاﺋﻪ اﻟﺠﺬري ﻟﻠﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ ،ﻣﻦ أﻫﻢ ﻣﻘﻮﻣﺎت اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻨﺪ إﱃ اﻟﴫاع اﻟﻌﻨﴫي أي ﻋﲆ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﻌﻨﴫ اﻵري .وﰲ ﻇﻞ اﻟﻜﺴﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ اﺳﺘﻄﺎع ﻫﺬا اﻟﺨﻄﻴﺐ اﻟﻨﺎري أن ﻳﺼﻞ ﻋﱪ اﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺤﺮة إﱃ ﻣﻨﺼﺐ اﳌﺴﺘﺸﺎر ﰲ ﻋﺎم .1933وﻛﺎن أول ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﻓﻮزه ﺑﺴﺪة اﻟﺤﻜﻢ إﻟﻐﺎء اﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻟﻴﺼﺒﺢ دﻛﺘﺎﺗﻮرا ﻋﺎﺗﻴﺎ. ﻛﺘﺎب ﻣﻌﻬﺪ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﴫ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﲆ آﻻف اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ واﻟﻬﻮاﻣﺶ ،اﻟﺘﻲ أﻋﺪﻫﺎ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺜﻼث اﻷﺧرية اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺆرﺧني ،وﻋﲆ رأﺳﻬﻢ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻛﺮﻳﺴﺘﻴﺎن ﻫﺎرمتﺎن ،وﻣﺎ ﻣﻦ ٍ ﺷﻚ أن ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻤﺆرﺧني ﻓﻘﻂ، وإمنﺎ أﻳﻀﺎ ﻟﻜﻞ اﳌﻮاﻃﻨني ﺑﻬﺪف اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﻬﺘﻠﺮﻳﺔ،وﺗﺠﻨﺐ اﻟﻜﻮارث اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺒﺒﻬﺎ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ِ اﻟﺪميﺎﻏﻮﺟﻴﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮن اﻹﺻﻼح وﻳﺠﻠﺒﻮن اﻟﺪﻣﺎر ﻟﺸﻌﻮﺑﻬﻢ وﻟﻠﻌﺎمل أﺟﻤﻊ. كاتب عربي
إبراهيم الجبين يصدر كتابه «قيامة المشرق العربي» أﺻﺪر اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺴﻮري إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺠﺒني -اﳌﻘﻴﻢ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ دورمتﻮﻧﺪ -ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﻗﻴﺎﻣﺔ اﳌﴩق اﻟﻌﺮيب« ﻋﻦ دار وﻣﻜﺘﺒﺔ ﺗﻮﺗﻴﻞ ،اﺳﻄﻨﺒﻮل – ﺗﺮﻛﻴﺎ، اﻟﻜﺘﺎب ﻗﺮاءة ﰲ ﺗﺤﻮﻳﻼت اﻟﺨﺮاﺋﻂ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ واﻟﴫاﻋﺎت ﰲ اﳌﴩق اﻟﻌﺮيب وﻣﺼﺎﺋﺮ اﻟﺸﻌﻮب ﰲ زﻣﻦ اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮيب ،وﺟﺎء ﻋﲆ ﻏﻼف اﻟﻜﺘﺎب: » ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ اﻟﴩق أﺧ ًريا ﻋﲆ وﻋﻲ ﺟﺪﻳﺪ؟ ﻛﺎن ﻣﻤﺘ ًﻌﺎ ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺒﻄﻲء ﻟﻺﺟﺎﺑﺎت اﻟﻼﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال .ﻫﻞ ﺳﺘﺠﺮي ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺮاﻛﻢ ﻓﻮق اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻌﺮيب؟ وﻫﻞ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻤﻜ ًﻨﺎ اﻟﺘﻌﻠّﻢ ﻣﻦ اﳌﺎﴈ؟ وﻫﻞ ﺳﻴﺪرك اﻟﻌﺮب أﺧ ًريا ﴐورة ﺧﻠﻖ ﺳﻴﺎﻗﻬﻢ اﻟﺨﺎص ،واﻟﻌﻮدة إﱃ اﻟﺘﺎرﻳﺦ؟ ﻻﺷﻚ أﻧﻬﺎ ﻗﻴﺎﻣﺔ ،ﻧﻬﻀﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻌﻮب اﳌــﴩق اﻟﻌﺮيب ،ﻣﻦ ﻣﻴﺘﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺗﻜ ّﺪﺳﺖ آﻧﺎءﻫﺎ ،ﻓﻮق أﺟﺪاﺛﻬﻢ ،ﻃﺒﻘﺎت ﻣﻦ ﺟﻬﻞ وﺗﺨﻠّﻒ وﺗﻄ ّﺮف واﻧﺤﻼل وﻓﺴﺎد ورداءة ،وﻋ ّﺮش ﻧﺒﺖ ﺷﻴﻄﺎين ﺻﻠﺐ اﻟﺨﻼﻳﺎ ،ﳌﺎ ﻋﲆ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺒﻮر ٌ ﺗﺮك ﻟﻪ ﻣﻦ زﻣﻦ وﺣﺮﻳﺔ يك ﻳﻨﻤﻮ وﻳﻌﻴﺶ ﻣﺎ ﺷﺎء ﻟﻪ اﻻﺳﺘﺒﺪاد. ﻏري أن ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻮرة مل ﺗﻜﻦ ﻟﺘﺠﺪ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ، ﻛام ﻇﻨﺖ اﻟﻨﺨﺐ ،ومل ﺗﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﺨﺐ ﺟﺪﻳﺮة
ﺑﺨﻮﺿﻬﺎ ﺑﻌﺪ ،ﻛام ﻇ ّﻨﺖ اﻟﺸﻌﻮب.وﺣني اﻧﺪﻟﻌﺖ اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،اﺷﺘﻌﻞ اﻟﴩق ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة. ﻋﻠﺖ اﻷﺻﻮات واﻟﻬﺘﺎﻓﺎت ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة اﻟﻜﺮميﺔ، ﻻ أﻛــرث .ﻓﺴﺎﻣﻬﺎ اﻟﺤﻜﺎم اﻟــﻌــﺬاب ،وﺟﻠﺪوﻫﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﺴﻴﺎط ﻻ ﺗﺮﺣﻢ ،وﻛﺄ ّن اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ واﻟﺮﻓﺾ ٌ ﺣـﺮام» .اﻟﻠﺤﻈﺎت اﻟﻜﺜﻴﻔﺔ« ﻟﻠﺜﻮرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺘﺒﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،أﻣﺎم اﻟﻴﺎﺋﺴني اﻟﺬﻳﻦ ﻧﻈﺮوا إﱃ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﰲ ﺗﻮﻧﺲ وﻣﴫ ،ﻓﺎﺳﺘﻠﻬﻤﻮا روح ﻣﺘﻮﺛﺒﺔ ﻣﻦ ﺷﺒﺎب اﳌﻴﺎدﻳﻦ ،واﻧﺘﻘﻠﺖ إﻟﻴﻬﻢ ٌ ﻋﱪ اﻟﺤﺪود ،ﻓﺎﺷﺘﻌﻠﺖ اﻟﺜﻮرة ﰲ اﳌﴩق. ﻛــﺎن اﻟﺘﺪوﻳﻦ ﴐﺑًــﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﻮن ،أﻣــﺎ رﺻﺪ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﳌﺘﻼﺣﻘﺔ واﳌﺘﺴﺎرﻋﺔ ﻓﻘﺪ ﺑﺪا أﺷﺒﻪ ﺑﻮﺿﻊ ﻣﺠﻬﺮ »ﺻﻐري« ﳌﺮاﻗﺒﺔ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻨﺠﻮم وﺑﺮوج اﻟﺴامء .ﻛﺎن اﻟﺨﻴﺎر اﻟﺜﺎين أن ﺗﻌﻴﺶ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺎت ﺑﺪﻻً ﻣﻦ أن ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻨﻬﺎ. أن ﺗﻜﻮن ﺷﺎﻫﺪﻫﺎ ﻻ ﻗﺎﺿﻴﻬﺎ .أن ﺗﻜﻮن ﰲ اﳌﴪح وﻟﻴﺲ ﺑني اﳌﺪرﺟﺎت«.
حياة أخرى هيفلين تمو
ﰲ ﺷﻮارع ﻫﺬه اﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﺗﺘﻌﺎﱃ ﺷُ ﺠرياتُ اﳌﻨﻔﻰ ﺻﺎرﺧ ًﺔ ﺑﻀﻮ ٍء أﻋﻤﻰ ،ﻋﺎﺑﻖٍ ﺑﺮاﺋﺤﺔ أوراق اﻟﻠﻮز اﻟﺮﻃﺐ،ﺿﻮ ٌء َ ﺗﺮك أﺛ ًﺮا ﻟﻠامء ﻋﲆ أﺳﻮار ﻣﺪﻳﻨ ٍﺔ ﺛﻜﲆ ﺑﺎﻟﺤﺰن واﻟﺪﻣﺎر ،ﺿــﻮ ٌء اﺣــﱰق ﰲ ﻋﻴﻮن اﻟﺘﺎﺋﻬني وأﺳامﺋﻬﻢ اﳌﻨﻘﻮﺷﺔ ﻋﲆ ﺣﻘﺎﺋﺐ ﺳﻔ ٍﺮ ﺗﻔﺘﺶ ﻋﻦ ﺑﻼ ٍد ﺑﻼ ﻟﻐﺔ. ُ أﻧﺎ اﻟﻼﺟﺊ اﻟﺬي ﻳﺘﻤﺘﻢ ﺗﻌﻮﻳﺬ ًة ﻻ ﺗﺒﴫﻫﺎ اﻟﻌني، مت ّﺮ ﻋﱪ ﻧﻮاﻓﺬ ﻫﺬه اﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﺗﺤﻤﻞ ﺧﻄﻮات اﻟﻼﺟﺌني واﳌﴩدﻳﻦ واﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ وﻃﻦ ،اﻟﻼﺟﺊ اﻟﺬي ﻳﺪاوي اﳌﻨﻔﻰ ﺑﺎﳌﻠﺢ ﻛﻴﻼ ﻳﺘﺸﻘﻖ،اﻟﺬي ﻳﺨﻔﻲ اﻟــﺬﻛــﺮى ﺗﺤﺖ ﻗﻤﻴﺼﻪ اﻟﺸﺘﻮي ﺑﻀﺤﻜ ٍﺔ ووﺟـ ٍﻪ ﻳﺘﻔﻴﺄ اﻟﺤرية ،ﺿﺤﻜ ٌﺔ واﺣﺪة ﺗﻜﻔﻴﻨﻲ أرﺳ ُﻤﻬﺎ ﻋﲆ رﻣﻞ ٍ ﺑﻠﺪ ﺑُﱰت ﻳﺪاه ﺑﺎﻟﺤﺮب .ﻳﻜﻔﻴﻨﻲ أن أﺻريإﻧﺴﺎﻧًﺎ ﻳﻐﻨﻲ وﺣﻴﺪًا ٍ مبﻼﻣﺢ ﺑﺎﻫﺘﺔ. رﺻﻴﻒ ﻓﺎر ٍغ ﻟﻬﺸﺎﺷﺔ اﻟﺤﻨني ﻋﲆ َ أﻧﺎ اﻟﻼﺟﺊ اﻟﺬي ﻳﺴﻴﻞ ﻣﻨﻲ ﻓﺮا ٌغ ﻣﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﻣﻞ، ﻛﺘﻔﻲ ﻛﺄﻣﻨﻴﺔ ﻋﻦ ﺑﻼ ٍد ﺗﺤﻮﻟﺖ ﳌﺪﻳﻨ ٍﺔ أﺣﻤﻠﻬﺎ ﻋﲆ ﱠ ﻳﴩب ﻣﻦ ﻣﻨﺎﰲ ﻟﻔﻜﺮة ﻣﺎ،أﻧﺎ ﻫﻮ اﻟﻼﺟﺊ اﻟﺬي ُ ﻗﺎﺳﻴﺔ وﻻ ﻳﺮﺗﻮي ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر إﺟﺮاءات اﻹﻗﺎﻣﺔ ﻫﻨﺎ. متﺘﻠﺊ اﻟــﺬاﻛــﺮة ﺑــﺎﻣــﺮأ ٍة ﻋــﲆ ﻣــﺪى اﳌﺪﻳﻨﺔ، ُ ﺣﺒﲆ ﺑﺮﺟﻞٍ ﺳﺎﻓ َﺮ ﰲ اﻟﺒﺤﺮ ،إﱃ وﻃﻦٍ ﺳامؤه ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ ،ﺗﺴﺘﻠﻘﻲ ﻋﲆ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﺗﺠﻤﻊ ﺣﺰﻧﻪ، ﺑﺎب اﳌﻨﻔﻰ ﺗﺠ ُﺮ اﻟﻌﺘﻤﺔَوﺗﻐﺪ ُر ﺑﺎﻟﺬاﻛﺮة«.أﻳﺒﺪأ ُ ﻋﻨﺪ ﺣﺪود اﻟﻮﻃﻦ أم ﰲ ﻗﻠﺒﻪ؟« ﻫﻜﺬا ﻳﻬﻤﺲ ﻟﻬﺎ،وﻳﺒيك ﻛﻔﺮا ٍغ ﻣﻮﺟﻊٍ ﺗﺨﺬﻟﻪ ﺛﺮﺛﺮة اﻟﻌﺎمل ﺣ َني ﺗﻨﻔﻴﻪ مبﺎﺋﻬﺎ اﳌﺎﻟﺢ ،وﺣﺪ ُه ﺣﺬاؤه اﻟﻌﻨﻴﺪ ﻳﺤﻤﻠﻪ اﻟﺤﺮب ﻳﻘﺘﻞ رواﺋﺢ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨ ٍﺔ إﱃ أُﺧﺮى ،وﻫﻮ ُ ِ ٍ ً ﻨﺒﺖ ﻋﲆ ﻇﻼﻟﻪ ﻛﴪ َة ﺧﺒ ٍﺰ وأﻣﻨﻴﺔ ﺑﺤﺠﻢ ﺑﻐﺪ ﻳُ ُ ﺗﺤﻠﻖ ﰲ اﻟﺴامء دون أن ﻳﺤﺎﴏﻫﺎ أو اﻟﺤﻴﺎة، ُ ﻳﻠﻮﺛﻬﺎ ﻗﻄﺎع اﻟﻄﺮق أو ﻣﺮﺗﺰﻗﺔ إﻟﻬٍﻴﻄﻌ ُﻦ ﺧﺎﴏة ٍ ﺑﻬﻠﻮﺳﺎت ﻣﻮﺟﻌﺔ. اﻟﺒﻼ ِد اﻧﺘﺒﻪ ،ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮن أﻧﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﻷﻧﻚ ﻻ متﻠﻚ روﺣﻚ ﻫﻨﺎ ،وﻗﺪﻳﺮﻗﺺ وﺟﻬﻚ ﻣﻠﺘﻬﺒًﺎﻛﻠام ﺗﻌﻜﺮ ﺑﻬﻮاء اﻟﻌﺎمل،ﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﺗﻜﻮ َن وﺣﻴ ًﺪا ﰲ ﺷﻮارع ﺗﺨﺪش ﺑﻬﺎ ُ ﻫﺬه اﳌﺪن ،ﻋﲆ ﺣﺎﻓﺔ ﺷﻈﻴ ٍﺔ ﻣﻬﱰﺋﺔ َ روﺣﻚ ﺑﻌﻜﺎزة اﻟﺬﻛﺮى، ﻗﻠﺒﻚ ،وأن ﺗﺤﺮثَ ﺗﺠﺎﻋﻴﺪ ﺗﺤﻚ ﺑﻬﺎ ﺻﺒﺎﺣﺎﺗﻚ اﻟﻘﴪﻳﺔ،أن ﺗﻜﻮن ﻣﺰدﺣامً ﺑﻄﻔﻮﻟ ٍﺔ ﻣﻠﻮﻧﺔ مبﺬاق اﻟﻬﻮاء اﻷول،أن ﺗﻜﻮن ﻻﺟﺌًﺎ ﻳﻀﻊ أﳻ اﻟﺒﻼد ،ﻛﻞ اﻟﺒﻼد ﰲ ﺣﻘﻴﺒ ٍﺔ واﺣﺪة،أن ﺗﻀﻊ ﴍﻳﻄًﺎ ﻻﺻﻘًﺎ ﻋﲆ رأﺳﻚ شاعرة سورية
باب أرابيسك
إلى إلياس سمعان
يناير -فبراير • Januar - Feb 2016
21
الذين قتلتُهم حتّى اآلن
رامي العاشق
ﻛﻞ واﺣﺪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ.. أﻋﱰف ..ﻗﺘﻠﺘﻬﻢ ﺟﻤﻴ ًﻌﺎّ .. واﻟﺪي أ ّوﻟُﻬﻢ ،أدﺧﻠﺘُ ُﻪ ﻏﺮﻓ ًﺔ ﻣﻈﻠﻤ ًﺔ يك ﻻ أرى وﺧﻠﻌﺖ ﻋﻦ وﺟﻬﻪ ﻧﻈّﺎرﺗﻪ يك ﻻ ﺗﺠﺮح ﻣﻼﻣﺤﻪ، ُ ﻳﺪي ،رﺑﻄﺘ ُﻪ ﻋﲆ اﻷرض وﻓﺘﺤﺖ ﺳﺎﻗﻴﻪ ،وﺑﺪأت ِﻌﺼﺎ ﺑﻴﺪي وﺑﻘﺪﻣﻲ وﺑ ً أﻧﻬﺎل ﻋﲆ ﺧﺼﻴﺘﻴﻪ ﴐﺑًﺎ ّ ّ ﻏﻠﻴﻈ ٍﺔ ﺣﺘّﻰ ﻗﺘﻠﺘُﻪ ،ﻗﺘﻠﺘُﻪ أﻛرث ﻣﻦ ﻣ ّﺮة ،ﺛ ّﻢ ﻛ ّﺮرتُ ٍ ﺑﻌﻨﻒ ﻛﻞ ﻣ ّﺮة ﻛﺎن ﻳﴬﺑﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﻤﻠ ّﻴﺔ ﰲ ّ وﻳﻘﻮل» :ﻳﺎ ﻛﻠﺐ أﻧﺎ ﺷﺨّﻴﺘَﻚ ﺷْ ﺨﺎخ! ﺑﻴﻄﻠﻌﻠﻚ ﺗﺠﺎدﻟﻨﻲ؟« وﻟﻦ أُﻧ ِﻜﺮ ..مل أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻨﺪم ،ﻗﺘﻠﺘُ ُﻪ وأﻧﺎ أرﺗﺠﻒ، ارﺗﺤﺖ متﺎ ًﻣﺎ ،أﻳﻀً ﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ »ﻗﺎﺳﻢ« ﻓﻘﺪ ﺛﻢ ُ
كاريكاتير هاني عباس
ﻛﻞ اﻟﻔﺘﻴﺎت اﻟﻠﻮايت أﻋﺠﺒ َﻨﻨﻲ ﻣﺎرس اﻟﺠﻨﺲ ﻣﻊ ّ وﻛﻨﺖ ﺧﺠﻮﻻً ﻻ أﺟﺮؤ ﺣﺘّﻰ ﰲ اﻟﺼﻒ اﻟﻌﺎﴍ، ُ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨ ُﻪ أن ﻳﺄﺧﺬين ﻋﲆ اﻟﺘﺤﺪّث إﻟﻴﻬ ّﻦ، ُ ﺑﺴﻴّﺎرة واﻟﺪه اﻟﻔﺎرﻫﺔ إﱃ أﻋﲆ ﻧﻘﻄ ٍﺔ ﰲ ﺟﺒﻞ وﴍب وﻫﻮ ﻳﺤﺪّﺛﻨﻲ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻌﻬ ّﻦ، ﻗﺎﺳﻴﻮن، َ اﻟﺠﻨﴘ اﻟﺬي وﻋﻦ ﺑﻄﻮﻻﺗﻪ اﻟﺠﻨﺴﻴّﺔ رﻏﻢ ﺿﻌﻔﻪ ّ ومثﻞ متﺎ ًﻣﺎ وﻫﻮ ﻳﺘﺒﺎﻫﻰ ﻳﺠﻌﻠﻬ ّﻦ ﻏري ﺳﻌﻴﺪاتَ ، ﺑﺼﻮرﻫ ّﻦ ﻋﲆ ﻫﺎﺗﻔﻪ اﳌﺤﻤﻮل اﻟﺜﻤني اﻟﺬي ﻻ وﻗﻒ ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻓّﺔ ﻧﺤﻠﻢ ﺑﻪ ﻧﺤﻦ اﻟﻔﻘﺮاء ،ﺛ ّﻢ َ ﻓﺄﺧﺮﺳﺖ وﺿﺤﻚ ﺑﺨﺒﺚ وﺿﺠﻴﺞ ﻓﻮق اﳌﺪﻳﻨﺔ، ُ ﺿﺤﻜﺘﻪ ودﻓﻌﺘُﻪ ،ﻓﺘﺪﺣﺮج ﻣﻦ اﻟﺠﺒﻞ وﻣﺎت ..ﺛﻢ ﻫﺒﻄﺖ اﻟﺠﺒﻞ رﻛﻀً ﺎ! ُ ﲇ »أ .ﻫﺎين« ﻣﺪ ّرس ﻣﺎدة ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﻌﺎمٍ ،ﻗﺒﺾ ﻋ ّ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وأﻧــﺎ أﺷﺘﻤﻪ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ اﳌﻘﻌﺪ ﻷُﺛـ َري اﻟﺼﻒ، اﻟﺸﻐﺐ ،ﻓﺴﺤﺒﻨﻲ ﻣﻦ ﻋﻨﻘﻲ إﱃ أ ّول ّ أﻣﺴﻜﺘُﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﻘﻪ ﻟﻜﻴﻼ ﺗﻨﻜﴪ ﻫﺎﻟﺔ »زﻋﻴﻢ اﻟﺸﻐﺐ« اﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﺘﻬﺎ ﻟﻨﻔﴘ ،مل أُرِد أن أﴐﺑﻪ، ﻟﻜ ّﻨﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﺘﻢ أ ّﻣﻲ ،مل أﻋﺪ أرى ﺷﻴﺌًﺎ أﻣﺎﻣﻲ ﺑﻴﺪي ،ﺛﻢ ﻃﺮﺣﺘﻪ ﻤﺖ وﺟﻬﻪ ﺳﻮى اﻟﺪم ،ﻫﺸّ ُ ّ أرﺿً ــﺎ ،وﺑــﺪأتُ أرﻛـ ُـﻞ رأﺳــﻪ ،ﺛ ّﻢ رﻓﻌﺘﻪ وﺑﺪأت أﴐب رأﺳﻪ ﺑﺸﺒﻚ اﻟﺤﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﻳﺴ ّﻴﺞ ﻣﻤ ّﺮ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﺛﻢ ﺳﻘﻂ ووﺟﻬﻪ ﻏﺎرق ﺑﺎﻟﺪم
وﻣﺨﻄّﻂ ﻋﲆ ﺷﻜﻞ ﻣﺮﺑّﻌﺎت اﻟﺸﺒﻚ! ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺣﻴﻨﻬﺎ، ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮٍ ،ﺗﻔﺎﺟﺄتُ أﻧّﻪ مل ميﺖ ُ ﻟﻼﻋﺘﺬار ﻣﻨﻪ ﻟﻴﺴﻘﻂ ﺣﻘّﻪ ويك ﻻ أذﻫﺐ إﱃ اﻟﺴﺠﻦ ،ﺛﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ ﻻﺣﻘًﺎ. ﲇ ﻋﻨﴫ اﻷﻣﻦ اﻟﺬي اﻋﺘﻘﻠﻨﻲ وﴐﺑﻨﻲ َ وﺑﺼﻖ ﻋ ّ أدﺧﻠﺖ ﺑﻨﺪﻗ ّﻴﺘﻪ ﰲ ﰲ ﺻﻨﺪوق ﺳﻴﺎرة اﻻﻋﺘﻘﺎل، ُ ﻣﺆﺧﺮﺗﻪ ،وأﻧﺎ أﺳﺄﻟﻪ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﻧﺬاﻟﺘﻲ؟ »ﻣﺎ ﺑﺪﻛﻦ ﺣﺮﻳّﺔ ﻣﺎ ﻫﻴﻚ؟ ..ﻫﻲ ﻣﺸﺎن ﺷﻮ؟ ﻫﻲ ﻣﺸﺎن ﺗﻘﻮل ﻃﺰ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳّﺔ«. ﻣﺪﻳﺮ دار اﻟﻨﴩ ،وﻋﺸﻴﻘﺘﻪ اﻟﺘﻲ أﻗﻨﻌﺘْﻪ أﻻّ ﻳﻨﴩ دﻳﻮاين ﺑﻌﺪ أن واﻓﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻠﺠﻨﺔ،ﻓﺎﻋﺘﺬر ﻋﻦ وراﻗﺒﺖ دﺧﻮﻟﻬام ﻟﻠﻤﻜﺘﺐ ﻟﻴﻼ، ﻧﴩه ،اﻧﺘﻈﺮﺗﻬام ً ُ ﻗﻠﻴﻼ ﺑﻌﺪ أن ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻠﺘﻘﻴﺎنِ ﻋﺎدةً ،اﻧﺘﻈﺮت ً ﻛﻞ اﻷﺿﻮاء ،ودﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،أﻃﻠﻘﺖ اﻧﻄﻔﺄت ّ اﻟﺮﺻﺎص ﻣﻦ ﻣﺴﺪّس ﺑﻜﺎﺗﻢ ﺻﻮت ،وﺗﺮﻛﺘﻬام ﻣﻘﺘﻮﻟني ﻋﺎرﻳني ﺑﻔﻀﻴﺤﺔ. إﺣﺪى اﳌﻌﺘﻮﻫﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴ ّﻤﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺷﺎﻋﺮةً، ﺛﻢ ﺗﺘﻘﻴّﺄ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻛﻼ ًﻣﺎ ﺳﺎذ ًﺟﺎ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻮاع اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴّﺔ ّإﻻ إذا أدﺧﻠﻨﺎ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺣﺎوﻟﺖ أﻻّ أﺟﺮح ﺷﻌﻮرﻫﺎ ،وﺗﺤﺪّﺛﺖ
ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻋﻦ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ واﻹﻣﻼﺋﻴﺔ واﳌﺒﺎﴍة اﻟﺘﻲ ﰲ وﻛﴪ اﻟﻮزن واﻟﺘﻨﺎص/اﻟﴪﻗﺔ َ ﻧﺼﻬﺎ ،ﻓﺜﺎرت ﻛﺄ ّن أﺣ ًﺪا ﻣﺎ ﻗﺪ ﺑﺎل ﻋﲆ ﻓﺴﺘﺎن ّ ﻋﺮﺳﻬﺎ ،وﺷ ّﻨﺖ اﻟﺤﻤﻼت ﺿﺪّي واﺗﻬﻤﺘﻨﻲ ﺑﺄﻧﻨﻲ ذﻛﻮري ﻻ أرﻳﺪ ﻻﻣﺮأة أن ﺗﺼﺒﺢ ﻋﺪ ّو اﻟﻨﺠﺎح، ﱞ ﻣﺸﻬﻮرة! ﻫﺬه اﳌﻌﺘﻮﻫﺔ ،ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﺗﺘﻨﻔّﺲ ﺗﺤﺖ اﳌﺎء اﻟﺬي ﴎﻗﺖ ﺟﻤﻠﺘﻪ ،ﺛ ّﻢ وﺿﻌﺘﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻟﻠﻜﺘﺐ اﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ،وأﺣﺮﻗﺘﻬﺎ وإﻳﺎﻫﻢ! ﻛﻞ ﻋﻤﻠﻴّﺔ ﻗﺘﻞٍ أﻗﻮم ﺑﻬﺎ ،ﻛﻨﺖ أﺷﻌﺮ ﺑﺄمل ﻛﺒريٍ ﺑﻌﺪ ّ اﻛﺘﺸﻔﺖ أﻧّﻨﻲ ﺣني أﻗﺘﻞ أﻛ ّﺰ ﻋﲆ ﻓيك ،ﻓﻘﺪ ﰲ ّ ُ ﻋﻴﻨﻲ ﻛﺜ ًريا ﺣﺘّﻰ ﻻ أﺳﻨﺎين ،أﴐاﳼ ﺗﺤﺪﻳﺪًا ،وأﻓﺘﺢ ّ مت ّﺮ ﻟﺤﻈﺔ دون أن أراﻫﺎ ،أراﻗﺐ ﻣﻼﻣﺤﻬﻢ ،ﻛﻴﻒ ﺗﻜﻮن آﺧ ُﺮ ﻧﻈﺮ ٍة ﻟﻺﻧﺴﺎن ،آﺧﺮ ٍ ﺻﻮت ﻳﻄﻠﻘﻪ ،آﺧﺮ ﻧﻔَﺲ ،وآﺧ َﺮ ﺧﻠ ّﻴﺔ ﺣ ّﻴﺔ ﰲ ﺟﺴﺪه ﺗﺼﺎب ﺑﺎﻟﺸﻠﻞ، أﻋﱰف ﺑﺠﺒﻨﻲ وﺧﻮﰲ ،أﺗﺠ ّﻨﺐ اﻟﺸﺠﺎرات أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ،ﻟﺬﻟﻚ أﻗﺘﻠﻬﻢ وﺣﻴﺪًا دون أﺣﺪ ،ﺛ ّﻢ إذا رآين أﺣ ٌﺪ ﻣﺎ ،أﻗﺘﻠﻪ ،اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﱄ ﻫﻲ اﻧﺘﺼﺎ ٌر ﻓﺮدي ﻣﻄﻠﻖ ،ﻳﺒﺪأ ﺑﺎﻟﺨﻮف ،وﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺋﻪ، ّ ُ ﺑﻄﻼ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺨﺎف، ﻟﻴﺲ ً اﻟﺨﻮف ﻳﺨﻠﻖ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔَ ، ٍ وﺣﺶ ﻻ أﻛرث ،واﻟﻮﺣﻮش ﻻ ﺗﺴﺘﻤﺘﻊ ﻫﻮ ﻣﺠ ّﺮد ﺑﻮﺣﺸ ّﻴﺘﻬﺎ ﻋﺎدةً! ﻗﺘﻠﺘُﻬﻢ ﺟﻤ ًﻴﻌﺎ ،أﺧﻲ اﻟﺼﻐري اﳌﺪّﻟﻞ أﻛرث ﻣ ّﻨﻲ، زوﺟﺔ أيب ﺣني ﺷﺘﻤﺖ أﺧﻲ اﻟﺼﻐري ،زوج أ ّﻣﻲ
سعد محفوظ
ﺣني ﴐﺑﻬﺎ ،أ ّﻣﻲ ﺣني ﺗﺮﻛﺘﻨﺎ ﺻﻐﺎ ًرا ،اﺑﻦ ﻋ ّﻤﺘﻲ اﳌﺨﱪ ،ﻋ ّﻤﻲ اﳌﺜﻘّﻒ ،ﺟﺎرﻧﺎ اﳌﺰﻋﺞ ،أﻃﻔﺎل اﻟﺠريان اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻌﺒﻮن ﰲ اﻟﺤﺎرة ،واﻟﺪ ﺻﺪﻳﻘ ٍﺔ ﻗﺪمي ٍﺔ ﻛﺎن ﻳﴬﺑﻬﺎ ،ﺻﺪﻳﻘﻲ اﻟﺬي ﺧﺎﻧﻨﻲ ﻣﻊ ﺣﻼق اﻟﺤﺎرة اﻟﺬي ﺷ ّﻮه ﻗ َّﺼﺔ ﻋﺸﻴﻘﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔّ ، ﺷﻌﺮي ،اﺑﻦ ﺟﺎرﺗﻨﺎ اﻟﺼﻐري اﻟــﺬي ﺣ ّﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ أﻧﺜﻰ ﻳﺎﻧﻌ ٍﺔ إﱃ أ ّم ،اﻟﺸ ّﺒﻴﺤﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﺣﻄّﻤﻮا ﺳ ّﻴﺎريت ،ﺳﺎﺋﻖ اﻟﺒﺎص ،اﳌﻬ ّﺮب ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ إﱃ اﻟﴩﻃﻲ اﻷﳌﺎين اﻟﺬي ﻗﺎل» :أمت ّﻨﻰ ﻟﻚ اﻟﻴﻮﻧﺎن، ّ ﻳﻮ ًﻣﺎ ﺳﻌﻴﺪًا« ﺑﻌﺪ أن ﺟﻌﻠﻨﻲ أدﻓﻊ ﻏﺮاﻣﺔ ﻣﺎﻟ ّﻴﺔ، ٍ ﺑﻌﻨﻒ ﻏري ﻣﺴﺒﻮق وآﺧﺮون ﻻ أذﻛﺮﻫﻢ ،ﻗﺘﻠﺘُﻬﻢ ﻛﻨﺖ أﻇ ّﻨﻬام ﻣﻔﺘﻮﺣﺘني ،ﺛﻢ ﺑﻌﻴﻨ ِني ﻣﻐﻤﻀﺘني ُ ﻓﺘﺤﺘﻬام وأﻛﻤﻠﺖ. ﻛﻞ ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﺘُﻬﻢ ﺑﺄﺣﻼﻣﻲ ﻣﺎ زاﻟﻮا أﺣﻴﺎء، ّ ٍ ٍ واﺣﺪ ،ﻳﻀﺤﻜﻮن ﻛﺠﻴﺶ ﻳﻬﺠﻤﻮن ﻋﲆ ذاﻛﺮيت وﻳﺮﻗﺼﻮن وﻳﻨﻈﺮون إ ّﱄ ﺑﺸامﺗﺔ ،مل ﻳﺨﺘﻔﻮا ،وﻻ ﺣﻞ ﻹﻧﻬﺎء وﺟﻮدﻫﻢ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو إﻻّ ﰲ ﻗﺘﻞ ّ ذاﻛﺮيت! ﻛﺜريون ﻓﻌﻠﻮا ﻣﺜﲇ ،ﻛﺜريون ﻗﺘَﻠﻮا ،ﻛﻠّﻜﻢ ﻗﺘَﻠﺘﻢ ﰲ أﺣﻼﻣﻜﻢ ،إﻻّ أﻧﻜﻢ مل ﺗﻌﱰﻓﻮا ﺑﻌﺪ! شاعر وصحافي فلسطيني سوري
نحب نشري سور ّية
ﺗﻮﻧﴘ» :ﺗﻌﺮف ﺗﺤيك ﺳﻮري؟« ﻳﻘﻮل ﻣﻮاﻃ ٌﻦ ﱞ وﻳﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ» :ﻫﻞ ﺗﺠﻴﺪ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴّﺔ؟« وﻳﻘﻮل: »ﺑﺎش ﻧﴩي ﺳﻮرﻳّﺔ« أو »ﻧﺤﺐ ﻧﻠﺒﺲ ﺳﻮرﻳّﺔ« وﻳﻘﺼﺪ ﴍاء أو ارﺗﺪاء اﻟﻘﻤﻴﺺ اﻟّﺬي ﻳﺄﺧﺬ ﻃﺎﺑﻊ ﺳﻤﻲ. ّ اﻟﺰي اﻟ ّﺮ ّ ﺗﻘﻮل اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ إ ّن اﳌ ُﺴﺘﻌﻤﺮﻳﻦ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴّني ﰲ ﺗﻮﻧﺲ ،ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ اﺿــﻄـ ّﺮوا ﻟﻼﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻜﺎدر ﻣﻌﻠّﻤني ﺳﻮرﻳّني ﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴّﺔ ،ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟّﺬي أرادت ﻓﻴﻪ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴّﺔ ﻟﻔﺌﺎت ﻮﻧﴘ ،داﺧﻞ اﳌﺪارس ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺸّ ﻌﺐ اﻟﺘّ ّ
شيرين عبد العزيز
واﳌﺮاﻛﺰ اﻟﺘّﻌﻠﻴﻤﻴّﺔ وﺷﺒﻪ اﻟﺘّﻌﻠﻴﻤﻴّﺔ اﻟّﺘﻲ أﻧﺸﺄﻫﺎ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴّﻮن آﻧﺬاك. اﻟﺴﻮرﻳّﻮن ،ﻳﺮﺗﺪون ﻗﻤﺼﺎﻧًﺎ ﻛﺎن ﻫﺆﻻء اﳌﻌﻠّﻤﻮن ّ رﺳﻤﻴّﺔ ،ﻛﺎﻟّﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺮﺗﺪﻳﻬﺎ اﻹﻧﻜﻠﻴﺰ واﻟﻔﺮﻧﺴﻴّﻮن وﻏريﻫﻢ ،واﻟّﺘﻲ مل ﺗﻜﻦ ﻣﺄﻟﻮﻓ ًﺔ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ ،ﻛام ﰲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻌﺮﺑﻴّﺔ. ﻟﺬﻟﻚ ،ﺳ ّﻤﻰ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴّﻮن ،وﻗﺘﻬﺎ ،اﻟﻠﻐﺔ اﻷﺟﻨﺒﻴّﺔ )ورمبﺎ ﺑﺎﻟﺴﻮرﻳّﺔ ،وأﺻﺒﺢ اﻟﻔﺮﻧﴘ ّ اﻟﻮاﻓﺪة إﻟﻴﻬﻢّ ، ﱡ اﻷﺟﻨﺒﻲ( ﻳُﺴ ّﻤﻰ ﺳﻮرﻳّﺎ ،واﻟﻘﻤﻴﺺ اﻟّﺬي ﻳﺮﺗﺪﻳﻪ: ﱡ ﺳﻮرﻳّﺔ.
قصة قصيرة ّ
ﻻ ﻏﺮاﻣ َﺔ ﻋﲆ اﻟﺒﺪ ِء ﻣﻦ ﻧُﻘﻄ ِﺔ اﻟ ﱢﻨﻬﺎﻳ ِﺔ ﻓﺤﺘّﻰ اﻟﺒﺪاﻳﺎتُ ﻻ ﺑﺪاﻳ َﺔ ﻟﻬﺎ ﻻ ﺗﺨﻠ ُﱢﻒ.. ﺳﻮى اﻟﺪﱡﺧﺎنِ وﺗﻨﺎ ُوﻟُﻬﺎ أﺷﺒ ُﻪ ﺑﺘﻨﺎو ِل ورﻗ ٍﺔ ﻣﻦ ٍ ﻧﺒﺎت ُﻣﺨ ﱢﺪ ٍر ﻻ ﻳُﻄﻠِ ُﻖ ﺳﻮى اﻷوﻫﺎم.. ﻻ ﻏﺮاﺑ َﺔ ﰲ اﻟﺸﱠ ﺘﻢِ اﻟﻔﺎﻋﻞ: ُ إ ْن ﻛﺎ َن ﺷﺎﻋ ًﺮا أو ..إﻟ ًﻬﺎ ﺷﺎﻋ ًﺮا اﻟﱰاب اب ﻻ ﻳﺨﻠﱢﻒ ﺳﻮى ﱡ ﱡ ﻓﺎﻟﱰ ُ وﻻ ﻣﻘﺪ َﱠس ﺳﻮى اﻟﺒﺤﺮِ.. ِ اﻟﻬﻮاﺟﺲ واﻟﺨﻔﺎﻳﺎ.. ﻣﻨﺒ ُﻊ أ ّﻣﺎ اﻟﺤﻨ ُني اﳌ ُﻐﻠ ُّﻒ ﺑﺎﳌﻮتِ واﻟﺸﻮاﻃﺊ اﳌﻐﻤﻮر ُة ُ ﺑﺄﻋﻘﺎب اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ: ِ ﻣﻘﺎ ِﻋﺪُﻫﺎ ﺧﺎﻟﻴ ٌﺔ ِ اﻟﺤﺮوب ﻗﺼﺎﺋﺪ إﻻّ ﰲ ِ ُ ﺗﻜرث اﻷﻣﻄﺎ ُر ﻓﻔﻲ ِ اﻟﺤﺮوب ُ
ﻟﺴﺖ اﻟﻮﺣﻴ َﺪ وﻟِﺘﻌﻠَ َﻢ أﻧ َّﻚ َ ﻳﻜﻔﻲ أ ْن ﺗﻨﻈُ َﺮ ﺣﻮﻟﻚَ ورﻗ ُﺔ ﺷﺠﺮ ٍة ﺗ َ َﻜﻔﻴﻚ َ ﺑﻮﺟﻮدك ﻟﺘُﺬﻛ َّﺮك اﻧﺲ اﻟ ُﺤﻄﺎم.. َ وﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎتْ ِ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻼﻣﺢ اﻧﺲ َ َ واﻟﺘّﺎرﻳﺦ... ﻟ ّﻮ ْح ﺑﻘﺒﱠ َﻌ ِﺘ َﻚ ﻋﺎرﻳًﺎ.. ُﻣﺴﺘَﻬﺰﺋًﺎ ﺑﻌﻴﻮنِ اﳌﺮاﻗﺒني أﻧﺖ ﻓﺘﺤﻠﻴﻘ َُﻚ َ َ ِ ﻳﺤﺘﺎج ﺗﻮﻗﻴ َﻊ ﻣﻮاﻓﻘﺔ أ َﺣﺪْ.. ﻻ ُ ﺴري َك وإن ُو ِﺟ َﺪ إﻟ ٌﻪ ﻳُ ّ ُ ﻛﻞ اﻵﻟﻬﺔ ﺗ ّﱪأ إذن ﻣﻦ ّ ﻛُ ْﻦ ﺣ ٍّﺮا مبﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺘُﻌﻠِ َﻦ ﻛ َ ُﺮﻫﻚ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ وﻛ ْﻦ ﺳﺎﻃ ًﻌﺎ مبﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺘﺒﺪأَ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻟﺘُ َ ﺪرك أﻧّﻪ ٍ َ ﻻ ﻓﺮق ﺑني ﺑﺪاﻳﺔ وﻧﻬﺎﻳﺔ أﻧﺖ إ ْن مل ﺗَ ُﻜ ْﻦ َ ﻗﺼ َﺘﻚ اﻟﻘَﺼرية. َ ﺑﻄﻞ ّ
Auf Deutsch
Januar - Feb 2016 • فبراير- يناير
22
Belästigung: Andere Kultur oder nicht strafbares Vergehen?
Khawla Dunia*
Eines fernen Tages wird ein Vater seinem im rauen Exil geborenen, pubertierenden Sohn folgende wichtige Lehre mit auf den Weg geben: „Mein Sohn, mach‘ keine Bemerkungen über eine Deutsche. Bleiben wir lieber bei den Araberinnen. Die Verstehen wir, und sie verstehen uns.“ Jener Vater, der in Angst davor gelebt hat, was ihm wohl passieren könnte, wenn er westliche Frauen belästigt. Er wird es diesen Frauen niemals nachsehen, dass sie sich weder auf ihn selbst noch auf seinen Trieb eingelassen haben, der fundamental wurde, nachdem er allein in der Fremde in einem Flüchtlingslager gestrandet war oder so etwas wie Lebenskontinuität zurückerlangt hatte. Erste Reaktion der meisten jungen Männer: Ich bin es nicht, wir sind es nicht. Warum sollen wir uns immer alle verteidigen und rechtfertigen? Als ob wir in einem Schilfboot vom Himmel herab in dieses Land eingeschwebt wären und niemals Fehler gemacht hätten, machen oder je machen würden. Aber „die“ mit ihren Nachforschungen in unserem Unterbewusstsein, in dem, womit wir aufgewachsen sind, und in der Kultur einer Gesellschaft, in der man die Frau lediglich als Objekt der sexuellen Lust und einer flüchtigen oder dauerhaften Laune zur Befriedigung der anderen Bedürfnisse (Kinderkriegen, Kinder beaufsichtigen, Saubermachen, Kochen, Befehlsempfang …) sieht! Wer von uns Frauen im Orient war nicht schon selbst Opfer von Belästigung der unterschiedlichsten Art und wo auch immer? Auf dem Weg zur Schule oder in die Universität, auf der Arbeit, durch den Nachbarssohn oder einen Verwandten, im Bus oder im Auto. Wer von uns hat nicht schon solche Erfahrungen mit sich rumgeschleppt, bis man zuhause erzählen oder den Freundinnen zuraunen konnte, dass man jemandes „Praxis“ über sich ergehen lassen musste. Noch viel schlimmer ist es,
wenn man unter Bedrängnis an einem öffentlichen Ort laut wird und den Angreifer fragt: „Hast du nicht auch Schwestern, um die du Angst hast?“ Dieser Vergleich zwischen mir, dem Mädchen, und den Schwestern dessen, der mich belästigt, lag immer nahe, denn er musste doch befürchten, dass seinen Schwestern durch jemanden ähnliches zustößt, der zufällig vorbeikommt. Stets zog er sich erst einmal auf eine Verteidigungsposition zurück, bevor er aggressiv wurde. Als Mädchen wusste man ja auch, dass kein Gesetz, ja nicht einmal die Menschen um einen herum, einen schützen. Im Gegenteil, man sei ja selbst schuld, sei es wegen der Kleidung oder des Make-up, oder einfach, weil man weiblich ist. Da uns das alles leider dennoch nicht bewogen hat, Karate zu lernen oder gar eine Pistole zu tragen, auch wenn das in der heutigen chaotischen Zeit in Syrien nicht die schlechteste Lösung wäre, nehmen die Fälle von Übergriffen auf Frauen zu. In der orientalischen Belästigungskultur wird der leichtlebige junge Mann, der Don Juan, vermarktet, auf den die Mädchen schon fliegen, wenn sie ihn nur flöten hören: „Ich lege dir mein Herz zu Füßen“ oder „meine Süße“ oder „meine Gazelle“ oder „Entchen“ oder vielleicht sogar „Gänschen“. Dabei bekommt man als Mädchen oder Frau aus Gründen, die gar nichts mit einem selbst zu tun haben, permanent so unterschiedliche Beleidigungen zu hören wie: „Wie hässlich bist du denn!“ oder „Die hübscheste ist die in der Mitte“ oder „Was für ein 10-Volt-Nacken!“ oder „Du steigst mir mit deinen Stöckelschuhen aufs Grab, zerfällst und legst dich an meiner Stelle hinein.“ [Zitat aus einem Text von dem Poeten Abu Layla, d. Übers.]. Dazu kommen die von der neuen Technik geschaffenen Möglichkeiten, wie Handy, Internet und soziale Medien, in denen sich so mancher traut, andere unter Druck zu setzen und ihnen gedanken-
los moralischen und sogar materiellen Schaden zuzufügen. Und viel zu oft geht es darüber hinaus: Belästigung in öffentlichen Verkehrsmitteln oder übertriebener Körperkontakt in Sammeltaxis. Um zu erkennen, was los ist, braucht man nur in die Gesichter der Mädchen zu schauen. Sie werden abwechselnd rot und blass bei dem hilflosen Versuch, darauf aufmerksam zu machen, was ihnen gerade widerfährt. Sollte sich eine laut beschweren, würde sie zu hören bekommen, wie sich die jungen Männer um sie herum um die Wette aufregen: „Gott lässt nicht zu, dass du so redest. Du bist doch schuld! Wenn du dich nicht so aufführen würdest, würdest du gar nicht die Aufmerksamkeit dieser Rose auf dich ziehen.“ Die Jungs sind dann immer die unschuldige Rose, während die Mädchen nicht einmal Anrecht auf jemanden haben, der ihre Würde verteidigt. Vielen ist gar nicht bewusst, dass sexuelle Belästigung mehr ist, als sie sich vorstellen, nämlich jede Form von unwillkommener Rede und/ oder Handlung mit sexuellem Charakter, die den Körper, die Privatsphäre oder die Gefühle eines Menschen verletzt und dazu führt, dass sich diese Person unwohl, bedroht, verunsichert, verängstigt, missachtet, verschreckt, verunglimpft, beleidigt, terrorisiert, verletzt oder auf bloße Körperlichkeit reduziert fühlt. Dafür gibt es viele Beispiele: Sichtbare Anmache: Sexuelle Absichten ausdrückende Mimik: Lippen lecken, mit den Augen zwinkern, den Mund öffnen. Hörbare Anmache: Pfeifen, Rufen, Flüstern und jede Art von Geräusch mit sexuellem Bezug. Kommentare: Anzügliche Bemerkungen zur Figur, zur Kleidung, zum Gang, zum Verhalten und zur Arbeit, anzügliche Witze oder Anekdo-
ten oder auch Angebote sexueller oder beleidigender Art. Verfolgen oder Stalking: Wiederholtes oder auch einmaliges Folgen, sowohl in kurzem als auch in weitem Abstand, zu Fuß oder mit dem Auto; Warten vor der Arbeitsstelle, an der Wohnung oder am Auto. Aufforderung zum Sex: Aufforderung zu sexuellen Handlungen, Beschreibung sexueller Handlungen oder Phantasien, Frage nach der Telefonnummer, Einladung zum Abendessen oder andere Angebote mit implizit oder explizit sexuellem Charakter und deren Wiederholung, obwohl sie abgelehnt wurden, denn all das belastet die betroffene Person. Unerwünschte Aufmerksamkeit: Einmischung in die Arbeit oder die Angelegenheiten der anderen Person durch unerwünschte Kontaktaufnahme, das Drängen darauf, sich gegenseitig kennenzulernen und Umgang miteinander zu pflegen, oder die Aufforderung zu sexuellen Handlungen als Gegenleistung für bestimmte Tätigkeiten oder andere Vorteile oder Leistungen, von sexueller Suggestion begleitete Geschenke oder das Bestehen darauf, die jeweilige Person zu begleiten oder zu ihrer Wohnung oder Arbeit zu fahren, obwohl dies abgelehnt wird (siehe dazu: „harassmap. org“). Alle diese Handlungen sind sexuelle Belästigung, und in den Ländern, in denen der Mensch, seine Würde und seine Grundrechte geachtet werden, sind sie nach dem Gesetz strafbar. Jeder, der in ein solches Land kommt, das ihn aufnimmt, damit er dort leben kann, sollte sich diese Prinzipien verinnerlichen. Dann wird er solche Straftaten auch nicht begehen. Wir sollten uns alle aber auch vor Augen halten, dass Belästigung kein neues Phänomen ist und sich nicht auf einzelne Länder be-
schränkt. Den Unterschied macht allerdings der Umstand aus, ob es gesetzliche Regeln gibt, denen zufolge die Täter zu bestrafen und die Opfer zu beschützen sind. In unseren Länden ist es leider noch immer so, dass sich die Gesetze darauf beschränken, die Menschen und insbesondere diejenigen Bevölkerungsschichten zu schützen, die noch schwächer sind als Frauen und Kinder. Die meisten vorgeschlagenen Lösungen scheinen sich eher gegen die Opfer zu richten, indem man sich tagtäglich befleißigt, immer neue Rechtsgutachten mit dem Ziel zu verkünden, die Frauen in ihrer Freiheit und ihren Bewegungsmöglichkeiten einzuschränken, nicht aber sie zu beschützen und diejenigen zur Rechenschaft zu ziehen, die ihnen so schlimme Dinge antun. Schlimmer noch: In einigen Fällen führt Belästigung zur Vergewaltigung, für die eine Frau mit dem Tod bezahlen muss. Sie, die in allen Lebensbereichen nicht selbst entscheiden darf, sondern nur als schwaches Wesen gilt, das Schutz und Bevormundung braucht, wird im Namen der Ehre und zur Reinigung von der Schande ermordet, und zur Belohnung kommt der Mörder für wenige Monate in Haft, um dann bei seiner Heimkehr wie ein Held empfangen zu werden. Die größten Ängste haben heutzutage die allein reisenden Frauen in Flüchtlingslagern und in den Ländern, in die sie fliehen. Hier sind sie solchen Belästigungen besonders ausgesetzt, ohne zu wissen, dass sie für sich und ihre Kinder gegen jede Art von Übergriffen rechtlichen Schutz in Anspruch nehmen können. Um ihnen allen das bewusst zu machen, ist noch viel zu tun. * Syrische Autorin Übersetzt von Gert Himmler
VERLAG: New German Media Ltd Unit 5 Cavendish House-369-391 - Burnt Oak Broadway - Edgware HA8 5AW UK Email info@neweuropeanmedia.com | CHEFREDAKTEUR: Ramy Al-Asheq alasheq@abwab.de | NEWSROOM: Nabil Shofan | EDITING: Souad Abbas | LAYOUT: Hossam K. Bashi – Teodor Pricop | WERBUNG: nhd consulting GmbH marketing@nhd-consulting.com +49 69 904 7541 24
23
Auf Deutsch
Januar - Feb 2016 • فبراير- يناير
Geschichten über die Hoffnung Mohammed Bedarna* Ich verließ Syrien nachdem ich mein Studium an der Universität beendet hatte. Niemand auf der Welt wählt freiwillig diese Reise aus, denn sie ist weder ein entspannender Urlaub noch ein Abenteuer. Dem Tod entronnen ist man konfrontiert mit Angst oder Kälte oder möglicher Verhaftung. In der Türkei schliefen wir in Parks. Früher liebte ich die Gärten, aber die Menschenmassen und unsere Sorgen verweigerten mir den Blick auf die Schönheit. Dann wurden wir zum Spielball der Schmuggler, und diese Leute sahen nichts anderes außer ihren eigenen Interessen. Ich erinnere mich sehr gut daran, wie uns einer der Schmuggler im Laderaum seines Autos wie Sardinen übereinander stapelte, um uns zu dem Schiff zu verfrachten, welches zuerst gar nicht vorhanden war. Nach vielen Versuchen gelang es, 46 Menschen auf einem kleinen Schlauchboot von acht
Ich heiße Duae und das ist mein Bruder Fadil. Wir sind mit meinem Vater und meiner Mutter aus Homs geflohen, und wir alle sind heil angekommen. Unsere Reise war schön, und wir hatten keine Angst vor dem Meer. Das schwerste an der Reise war das Laufen durch die Wälder. Das schönste war
Metern zu unterzubringen, und es begann die Reise auf dem Meer, die siebeneinhalb Stunden dauerte und uns zu einer unbekannten Insel führte. Als wir in der Nähe der Küste waren, kam die griechische Küstenwache auf uns zu. Das war der beängstigenste Moment der Reise, als der Fahrer des Schlauchbootes den Motor abmontierte, ein Loch in das Boot stach und wir alle ins
meine erste Fahrt mit einem Zug. Hier gaben uns die Leute Spielzeuge, Geschenke und viele Sachen. Ich möchte eine Lehrerin werden, und ich liebe es schöne Dinge zu malen, wie Bäume, Vögel und Syrien mit vielen Herzen, Rosen und Kindern, die von der Schule nach Hause zurückkehren.
Wasser fielen und schwimmen mussten, damit die Küstenwache uns nicht zurückschicken konnte. Ich hatte ein schönes Kleid, welches ich bei der Ankunft in Griechenland anziehen wollte, aber ich warf alle meine Koffer weg um zu überleben. Ich war traurig, weil ich auch einen kleinen Sack ins Meer werfen musste, um mein Leben zu retten. In diesem Sack hatte ich alle meine Erinnerungen aus Syrien, Gebetsperlen, ein Kreuz, eine Kette von meinem Bruder, Ohrringe einer Freundin und ein Taschentuch beschrieben von meinem Geliebten. Sahar Mashar - Damaskus
Im Krieg ging mir vieles verloren, und mit dem Tod meines Onkels und meines Freundes fühlte ich mich verzweifelt und beschloss, in die Türkei zu gehen. Ich arbeitete dort als Holzfäller und in Restaurants, um Reisegeld für die Schmuggler zu sparen, aber meine Ersparnisse reichten dafür nicht aus. Ein Schmuggler war bereit den Preis zu mindern, wenn ich das Schlauchboot lenken würde. Ich weiß bis jetzt nicht, wie ich das akzeptiert habe und solch ein Wunder passieren konnte, dass ich und die übrigen Mitreisenden die Insel ohne Zwischenfall erreicht haben. Als wir Makedonien erreichten, entschieden ich und acht weitere junge Männer, ohne Reiseführer weiter zu gehen. Es war ein verrückter Gedanke, die Wälder zu Fuß zu durchqueren. Wir liefen zwei Tage ohne anzuhalten, und manchmal aßen
Manchmal träume ich davon, dass ich immer noch auf meinem Stuhl in der Schule in Dir-Alzour sitze, mit meinen Freunden spiele und meinen Vater bei seiner Arbeit unterstütze. Es brach alles zusammen. Ich verließ die Schule, und jetzt bin ich hier alleine, weit weg von meinem Vater,
Flüchtling in Berlin. Ich möchte nicht über meine Reise oder das Schiff sprechen, welches mich hierhin gebracht hat, oder über die Warteschlangen, die mich an die morgentlichen Warteschlangen in meiner Schule erinnern. Ich möchte über meinen Traum sprechen, ein berühmter Fußballspieler zu werden. Aber
meiner Mutter und meinen drei Geschwistern. Alles, was ich erhalte, sind die Nachrichten meiner Freunde über das Telefon . Sie teilen mir mit, dass dieses Jahr das Eid Fest ohne mich stattfindet. Mein Name ist Marwan und ich bin 16 Jahre alt. Ich bin jetzt ein syrischer
vor allem möchte ich als erstes das Gesicht meiner Mutter sehen, wenn ich aufwache.
wir die Blätter der Bäume. Unsere Herzen waren voller Angst, da wir uns stets verlaufen hatten. Wir kannten den Weg nicht, wir kehrten immer wieder zurück und orientierten uns an den Dingen, die Leute vor uns auf der Durchreise zurückgelassen hatten. Wie war das schön, neue Hoffnung zu
finden, wenn du Dinge findest wie Spielzeuge der Kinder auf dem Weg oder Dinge die in den Bäumen hängen und den Weg weisen.
Marwan Hamid, Dir Alzour, 16 Jahre
Alaa Al Malaly, Qamishly
*Palästinensischer Fotograf und Journalist Übersetzt von Katharina Köll & Hakam Abdulhadi
يمكنك االتصال وإستخدام االنترنت مع أورتل لالتصاالت العراق
12
السعر على شبكات المحمول
للدقيقة
* /CENT
سوريا
12
السعر على شبكات المحمول
للدقيقة
* /CENT
Powered by
نحن نتكلم لغتك
Ortel.
www.ortelmobile.de
Ortel Mobile GmbH, E-Plus Straße 1, 40472 Düsseldorf
.المكالمات داخل ألمانيا بـ سنت/دقيقة باإلضافة إلى سنت رسم اتصال مرة واحدة لكل مكالمة .المكالمات إلى الخارج .حساب الوقت و فقط لبطاقات الخدمة التي تم تفعيلها اعتبارا من يورو) :سارية اعتبارا من التعرفة النظامية (باقة ابتدائية اعتبارا من سنت /دقيقة وممكن إضافة سنت رسم اتصال مرة واحدة لكل مكالمة .سعر الرسالة النصية القصيرة يبلغ 15سنت .تشمل كل األسعار المعطاة ضريبة القيمة المضافة( .جميع األسعار متاحة تحت ) .تتمدد الخيارات بشكل تلقائي في حال وجود رصيد كاف بعد انقضاء يوما و يمكن التسجيل عليها مرة واحدة كل يوم؛ ممكن األلغاء من خالل .ال يمكن جمع الخيارات مع خيارات أخرى حسب الرغبة .إي -بلوس فالت
07.12.15 15:06
2015_12_07 Anzeige Irak/Syrien.indd 1