بواب Abwab - Issue 12 DECEMBER 2016

Page 1

‫المساهمون‪:‬‬

‫‪ABWAB‬‬

‫أول صحيفة عربية في ألمانيا‬

‫‪www.abwab.eu | info@abwab.de | facebook.com/abwab.de‬‬

‫العدد ‪ | 12‬كانون األول ‪2016‬‬ ‫سياسية ‪ -‬ثقافية ‪ -‬مجتمعية ‪ -‬شهرية ‪ -‬مستقلة ‪ -‬توزع مجانًا‬

‫د‪.‬م‪ .‬أسامة جروس‪ ،‬آمال الطالبي‪ ،‬حسين أحمد‪ ،‬دينا‬ ‫أبو الحسن‪ ،‬رامي العاشق‪ ،‬رشاد الهندي‪ ،‬رغدة حسن‪،‬‬ ‫ريتا باريش‪ ،‬سامي حسن‪ ،‬سعاد عباس‪ ،‬طارق عزيزة‪،‬‬ ‫عبد الكريم بدرخان‪ ،‬عال شيب الدين‪ ،‬فادي جومر‪ ،‬فرح‬ ‫يوسف‪ ،‬كريستينا هويشن‪ ،‬ليليان بيتان‪ ،‬د‪ .‬مازن أكثم‬ ‫سليمان‪ ،‬د‪ .‬محمد شحرور‪ ،‬ميسون أبو زغيب‪ ،‬نمر‬ ‫سعدي‪ ،‬نيرمينة الرفاعي‪ ،‬د‪ .‬هاني حرب‪ ،‬وسيم مقداد‪،‬‬ ‫والء خرمنده‪ ،‬يوسف شهاب‪.‬‬ ‫قسم المرأة‪ :‬والء خرمنده‪ .‬القسم الثقافي‪ :‬فادي جومر‪.‬‬ ‫القسم األلماني‪ :‬ليليان بيتان‪.‬‬ ‫التدقيق والمراجعة‪ :‬سالف علوش‪.‬‬ ‫الترجمة‪ :‬حكم عبد الهادي‪ ،‬دينا أبو الحسن‪ ،‬سرى علوش‪،‬‬ ‫صوفي شابروم‪ ،‬ليوني نوكل‪ ،‬د‪.‬هاني حرب‪.‬‬ ‫عباس‪.‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪ :‬سعاد ّ‬ ‫الرسومات والكاريكاتير‪ :‬عبد الرزاق شبلوط‪ ،‬محمود‬ ‫عباس‪.‬‬ ‫سالمة‪ ،‬هاني ّ‬ ‫اإلخراج الفني‪ :‬راميا عتوم‪ .‬رئيس التحرير‪ :‬رامي العاشق‪.‬‬

‫‪Jahrgang I. Ausgabe 12 Dezember 2016‬‬ ‫‪Die erste bundesweite Zeitung in arabischer Sprache - kostenlos‬‬

‫عبد الرحمن عباسي‪:‬‬

‫أنا آخذ العنصرية‬ ‫بشكل شخصي‬

‫تطبيق بيروكريزي‪...‬‬ ‫وتحدي البيروقراطية‬ ‫األلمانية‬

‫‪09‬‬

‫بناء الجسور‬ ‫بين النساء‬

‫‪17‬‬

‫الحرب خدعة‪..‬‬ ‫يا خديجة!‬

‫‪21‬‬

‫‪Die Wohnung‬‬ ‫‪meiner Träume‬‬

‫‪27‬‬

‫االفتتاحية‪:‬‬

‫نحن بشر‬ ‫"عاديون"‬ ‫ل�دى متابع�ة العدي�د م�ن الصفح�ات‬ ‫واملجموع�ات الس�ورية عىل “فيس�بوك”‪،‬‬ ‫حظ أ ّن طريقة تناول “صورة” السوري‬ ‫يُال َ‬ ‫رضب من‬ ‫عليها‬ ‫يغل�ب‬ ‫أوروبا‪،‬‬ ‫يف‬ ‫الالج�ئ‬ ‫ٌ‬ ‫الالعقالنية لدى كثريين‪.‬‬ ‫متضي ه�ذه الالعقالني�ة يف وجهتين‪،‬‬ ‫يجه�د أصح�اب إحداه�ا يف الرتكي�ز عىل‬ ‫الجوانب اإليجابية‪ ،‬وإبراز الناصع واملرشق‬ ‫م�ن التج�ارب‪ ،‬وقص�ص نجاح ه�ذا وذاك‬ ‫من الالجئين يف حياته الجدي�دة‪ ،‬وتكرار‬ ‫الحدي�ث ع�ن اإلمكان�ات واملؤهلات التي‬ ‫يتمتّ�ع به�ا الالجئ�ون (نس�بة املتعلمين‬ ‫والش�باب مثالً)‪ ،‬وتالي�اً الفوائد الج ّمة التي‬ ‫س�تجنيها الدول املضيفة ج ّراء اس�تقبالهم‪.‬‬ ‫أ ّم�ا يف الوجه�ة املقابلة‪ ،‬فيواظ�ب آخرون‬ ‫عىل نرش كل ما تقع عليه أيديهم من أنباء أو‬ ‫ش�ائعات‪ ،‬عن ارتكابات وأفعال مشينة قام‬ ‫به�ا الجئون أو ن ُِس�بت إليهم‪ ،‬ويكرثون من‬ ‫أي ظاهرة سلبية يف أوساطهم‪.‬‬ ‫الحديث عن ّ‬ ‫والالف�ت أ ّن بين املتب ّنين له�ذه النزع�ة‬ ‫العدائية ض ّد الالجئين‪ ،‬حملة ألقاب علمية‬ ‫من مهاجرين س�ابقني (أقدم)‪ ،‬تراهم اليوم‬ ‫متامهين م�ع الخط�اب اليمين�ي املتطرف‬ ‫ض� ّد أبناء جلدته�م‪ .‬فهل يظ ّن ه�ؤالء أنهم‬ ‫به�ذا يؤكدون “اندماجهم”‪ ،‬أم أنّها محاولة‬ ‫بائسة لالنسالخ عن البيئات التي أتوا منها؟‬ ‫مث ّة يف اإلعالم أيضاً من مل يسلم من الوقوع‬ ‫يف املبالغات‪ ،‬س�لبًا وإيجابًا‪ .‬وميكن تل ّمس‬ ‫الحالتني عن�د مقارنة كيفي�ة تعامل بعض‬ ‫اإلعالم مع الالجئني أيام “ثقافة الرتحيب”‪،‬‬ ‫ريا‪ ،‬بعد صعود‬ ‫وكيف بات علي�ه الوضع أخ ً‬ ‫اليمني نس�ب ًيا‪ ،‬والدعاي�ة املناهضة للهجرة‬ ‫واللجوء‪ ،‬فضالً عن “اإلسالموفوبيا”‪.‬‬ ‫هات�ان الوجهت�ان‪ ،‬وإن بدت�ا متناقضتين‬ ‫ظاهريً�ا‪ ،‬لك ّنهما متامثلتين يف الجوهر‪،‬‬ ‫نظ� ًرا لتش�اركهام الس�قوط يف أفخ�اخ‬ ‫التعميم واملبالغة‪.‬‬ ‫إ ّن القس�م األكبر م�ن القادمين الجدد قد‬ ‫مىض على وجودهم هنا زم�ن ال بأس به‪،‬‬ ‫وبدأت حياة معظمهم تس�تق ّر نسب ًيا‪ .‬وكام‬ ‫يف مجتمعاتنا األصلية كذلك هي أوس�اطنا‬ ‫كالجئين‪ ،‬فين�ا الصال�ح وفين�ا الطال�ح‪.‬‬ ‫وكأي مجتمع آخر‪ ،‬فإ ّن الس�واد األعظم من‬ ‫الناس‪ ،‬هم أش�خاص “عاديون” يعيش�ون‬ ‫حياتهم برتابة وهدوء‪ ،‬يدرس�ون ويعملون‬ ‫وميرحون‪ ،‬فعا ّمة الناس ليس�وا عباقرة وال‬ ‫ه�م مبجرمني‪ .‬وقلّة من أي مجتمع لديها ما‬ ‫مييّزها عن الس�ائد واملعتاد‪ ،‬سلبًا أو إيجابًا‪،‬‬ ‫إجرا ًم�ا أو إبدا ًعا‪ .‬وأي جامعة برشية كانت‪،‬‬ ‫ل�ن تأخذ سماتها العامة من أح�د طرفيها‬ ‫النقيضني‪ :‬املجرم أو املبدع‪.‬‬ ‫من املفي�د االحتفاء بالنج�اح‪ ،‬ومن الواجب‬ ‫نقد األخط�اء ومرتكبيها‪ ،‬لكن رج�ا ًء‪ ،‬كفّوا‬ ‫عن ش�يطنة الالجئين أو متجيدهم‪ ،‬فنحن‪،‬‬ ‫ببساطة‪ ،‬أشخاص “عاديون”‪.‬‬

‫طارق عزيزة‬


‫‪2‬‬

‫باب العالم‬

‫العدد ‪ | 12‬كانون األول ‪Dezember • 2016‬‬

‫ماذا بعد فوز ترامب؟‬ ‫الغموض سيطبع السياسة األمريكية المقبلة والدول األوروبية والعربية تترقب بحذر‬ ‫آمال الطالبي‬ ‫ال يختل�ف اثن�ان عىل أن الغموض هي الس�مة‬ ‫التي متيز توجهات السياسة الخارجية للواليات‬ ‫املتحدة األمركية بعد فوز دونالد ترامب بكريس‬ ‫الرئاس�ة األمرييك‪ ،‬حيث جاء هذا الفوز مخالفا‬ ‫للتوقع�ات الت�ي ذهب�ت إليها تحليلات غالبية‬ ‫الخبراء واملتتبعين للش�أن االنتخ�ايب داخل‬ ‫الوالي�ات املتح�دة وخارجها وال�ذي أىت أيضا‬ ‫معاكس�ا لنتائ�ج اس�تطالعات الرأي الس�ابقة‬ ‫لظهور نتائج االنتخابات ولتنبؤات السياس�يني‬ ‫وأصح�اب القرار بكربي�ات ال�دول األوروبية‪،‬‬ ‫العربي�ة واآلس�يوية الذي�ن عبر بعضه�م عن‬ ‫تفاجئ�ه م�ن متك�ن ترامب م�ن التغل�ب عىل‬ ‫منافس�ته القوية هيلاري كلينت�ون خصوصا‬ ‫بع�د مواق�ف ترامب م�ن العديد م�ن القضايا‬ ‫الحيوي�ة الداخلي�ة والخارجي�ة املعلن�ة خالل‬ ‫حملت�ه االنتتخابي�ة الت�ي وصفت ب�ـ "املثرية‬ ‫للجدل" والتي تنم عن تغيريات مستقبلية كبرية‬ ‫يف ترتي�ب أولوي�ات املخططات االستراتيجية‬ ‫األمريكية‪.‬‬ ‫وي�رى محلل�ون أن حالتي الرتق�ب والتوجس‬ ‫الت�ي تعيش�ها العدي�د م�ن الدول خلال هذه‬

‫الفرتة املوالية لتمكن املرش�ح الجمهوري ترامب‬ ‫م�ن دخ�ول البي�ت األبي�ض واكتس�اح حزبه‬ ‫للكونغرس ومجلس الشيوخ يرجعان باألساس‬ ‫إىل القوة التي س�يتمتع به�ا الرئيس األمرييك‬ ‫الجديد الذي لن يجد صعوبات كبرية يف تطبيق‬ ‫سياس�اته الداخلي�ة والخارجي�ة بع�د احتالل‬ ‫أعضاء حزبه لغالبي�ة مقاعد املجالس املذكورة‪،‬‬ ‫س�يام أن الترصيحات الصادرة عن رئيس أقوى‬ ‫دول�ة يف العامل خلال حملت�ه االنتخابية بدت‬ ‫غري مطمئنة بالنس�بة لعدد من ال�دول التي قد‬ ‫تصبح مصالحها مهددة س�واء بالنس�بة للدول‬ ‫األوروبي�ة الت�ي تخىش من تأثر حل�ف الدفاع‬ ‫األطليس املشرتك "الناتو" من أي تغيريات تطرأ‬ ‫عىل السياسة الخارجية األمريكية وعىل نفقاتها‬ ‫الخارجية‪ ،‬فضال عن الدعم الس�يكولوجي الذي‬ ‫مينحه فوز ترامب للتي�ارات واألحزاب اليمينية‬ ‫يف أوروباـ أو بالنس�بة للدول العربية التي قد‬ ‫تترضر بع�ض ملفاتها من التق�ارب األمرييك‬ ‫الرويس وخاصة يف امللف الس�وري والقضايا‬ ‫املتعلق�ة بالحرب عىل اإلره�اب‪ ،‬وكذا من تنفيذ‬ ‫الرئيس الجديد لسياسات مخالفة ملصالح بعض‬ ‫ال�دول الخليجية التي كانت تعول عىل كلينتون‬ ‫ل�ردء الصدع الذي طبع منذ فترة عالقاتها مع‬ ‫الواليات املتح�دة األمريكية التي كانت إىل زمن‬

‫قري�ب تعترب األخيرة رشيكا استراتيجيا لها‪،‬‬ ‫زيادة عىل التخوف من تطبيق قانون "جاستا"‬ ‫الذي سيؤدي إىل إنهاك االقتصاد السعودي‪.‬‬ ‫وم�ن جهته�ا إيران ل�ن تكون بدورها س�عيدة‬ ‫بتطبيق ترامب ملخططاته بش�أن عرقلة تطبيق‬ ‫االتف�اق النووي الذي أبرمت�ه مؤخرا مع الدول‬ ‫الس�ت الكربى‪ ،‬كام قد تتوجس الصني بدورها‬ ‫من السياسات االقتصادية التي تعتزم الحكومة‬ ‫األمريكي�ة املقبل�ة نهجه�ا‪ ،‬والت�ي ال تص�ب‬ ‫بالضرورة يف مصلح�ة األوىل الت�ي ال ينظر‬ ‫ترامب لسياس�تها يف غزو األس�واق األمريكية‬ ‫بعين ال�رىض‪ ،‬معتبرا يف أح�د ترصيحات�ه‬ ‫الس�ابقة أنها "مس�ؤولة عن أكرب عملية سطو‬ ‫يف التاريخ"‪ ،‬وكذلك الش�أن بالنسبة للمكسيك‬ ‫الت�ي ينتظ�ر أن تعاين من ضغ�وط اقتصادية‬ ‫جمة خالل الفرتات املقبلة يف حال تنفيذ اإلدارة‬ ‫األمريكية الجديدة وعيدها بشأنها‪.‬‬ ‫من جه�ة ثانية‪ ،‬ميكن تربير الوضع غري املريح‬ ‫ال�ذي تعيش�ه حاليا عدد م�ن الدول مب�ا فيها‬ ‫الحليف�ة للوالي�ات املتحدة األمريكي�ة بعد فوز‬ ‫ترام�ب بثق�ة الناخ�ب األمريكي إىل صعوبة‬ ‫تنبئه�ا واس�ترشافها لش�كل السياس�ات التي‬ ‫س�ينهجها هذا الرئي�س الذي ال يحم�ل خلفية‬ ‫سياس�ية‪ ،‬وال�ذي رف�ع ش�عار التغيير أثن�اء‬

‫حملت�ه االنتخابية التي وصفت بغري املس�بوقة‬ ‫يف تاري�خ االنتخاب�ات األمريكية بحيث متيزت‬ ‫بخروجه بترصيحات "نارية" تسابقت وسائل‬ ‫اإلعالم عىل نرشها والتعليق عليها ووفرت عليه‬ ‫تكاليف الدعاية بحيث مل تتجاوز نفقات حملته‬ ‫االنتخابية سقف ‪ 296‬مليون دوالر مقابل قرابة‬ ‫‪ 600‬مليون دوالر التي أنفقتها غرميته كلينتون‬ ‫يف حملته�ا‪ ،‬وه�و األمر ال�ذي أثار تس�اؤالت‬ ‫املحللين ح�ول م�دى إمكاني�ة الت�زام اإلدارة‬ ‫األمريكي�ة الجدي�دة بتنفيذ جميع م�ا ورد يف‬ ‫برنامجها املرصح به خالل حملتها االنتخابية‪.‬‬ ‫والواق�ع أنه وعلى الرغم من تخفي�ف الرئيس‬

‫األمريكي املنتخب م�ن حدة لهجت�ه بعد فوزه‬ ‫بك�ريس الرئاس�ة‪ ،‬واتس�ام خط�اب نصره‬ ‫بالتوازن‪ ،‬وكذا ظهور بعض الرتاجع يف تفعيل‬ ‫برامج�ه املتعلق�ة بالش�أن الداخلي األمرييك‬ ‫كإجراء تعديالت على برنامج التأمني الصحي‬ ‫الذي كان يعتزم إلغ�اءه‪ .‬غري أن الضبابية التي‬ ‫تطب�ع املرحل�ة الحالية تجعل أنظ�ار املتتبعني‬ ‫وأصح�اب القرار تتجه إىل باقي أعضاء الفريق‬ ‫الحكوم�ي ال�ذي س�يعتمد عليه ترام�ب حيث‬ ‫يعول كثريا عىل مدى حنكة املستش�ارين الذين‬ ‫س�يختارهم وعلى تأثريه�م عىل السياس�ات‬ ‫األمريكية يف عهد دونالد ترامب‪.‬‬

‫كيف سيؤثر التقارب التركي الروسي على عالقة تركيا باألسد؟‬ ‫أك�د نائ�ب رئي�س ال�وزراء التريك‪ ،‬نعمان‬ ‫قورتومل�وش‪ ،‬الس�بت امل�ايض‪ ،‬إن تحس�ن‬ ‫العالق�ات ما بني تركيا وروس�يا‪ ،‬لن تؤثر عىل‬ ‫موقف أنقرة بخصوص رحيل األسد عن سوريا‪.‬‬ ‫ونقل�ت العربي�ة‪ .‬نت‪ ،‬ع�ن قورتومل�وش قوله‬ ‫لوكال�ة “رويرتز” بخص�وص التقارب الرتيك‬ ‫الرويس‪“ :‬نحن عىل نفس املوقف‪ .‬األسد ارتكب‬ ‫جرائ�م حرب عدة م�رات‪ .‬لدين�ا بالطبع بعض‬ ‫الخالفات مع روس�يا فيام يتعلق بآرائنا بش�أن‬ ‫مستقبل سوريا‪ ،‬لكننا نرى أن الجانب الرويس‬ ‫أكرث استعدادًا بكثري لتشجيع النظام عىل إيجاد‬ ‫حل سلمي”‪.‬‬ ‫وقد تس�بب قيام تركيا بإس�قاط طائرة مقاتلة‬ ‫روس�ية قرب الحدود مع سوريا‪ ،‬العام املايض‪،‬‬

‫فيينا‪ :‬إلقاء قنبلة حارقة على مركز الجئين‬ ‫في النمسا‪ ،‬والفاعل مجهول‬ ‫مجهول�ون يلقون زجاجة حارق�ة عىل أحد‬ ‫مراكز الالجئني قرب مدينة فيينا يف النمسا‬ ‫فيام اعتربته الرشطة جرمية كراهية‪.‬‬ ‫نقلت رويترز عن وكالة األنباء النمس�اوية‬ ‫(إيه‪.‬يب‪.‬إي�ه)‪ ،‬أن مجهولنب قاموا يوم األحد‬ ‫‪ 27‬ترشي�ن الثاين \ نوفمبر‪ ،‬بإلقاء قنبلة‬ ‫حارقة عىل س�ور مركز إي�واء لالجئني قرب‬ ‫فيينا‪.‬‬ ‫وق�ال متح�دث باس�م الرشط�ة للوكالة إن‬ ‫مجهولين قاموا مبلء زجاجة جعة بس�ائل‬ ‫شديد االشتعال‪ ،‬ثم قاموا بإشعالها وإلقائها‬ ‫عىل الس�ور‪ .‬ومل يتس�بب الهج�وم بوقوع‬ ‫إصابات‪.‬‬ ‫وتت�وىل الرشط�ة املحلي�ة التحقي�ق يف‬ ‫االعت�داء‪ ،‬وتعتبر الس�لطات املس�ؤولة عن‬ ‫التعامل م�ع الحوادث املش�تبه بأنها من جرائم‬ ‫الكراهية‪.‬‬

‫وي�ديل الناخب�ون النمس�اويون بأصواتهم يف‬ ‫االنتخاب�ات الرئاس�ية األحد املقبل بني املرش�ح‬ ‫املس�تقل ألكس�ندر ف�ان دي�ر بالني واملرش�ح‬

‫الشرطة النمساوية‬

‫اليميني نوربرت هوفر الذي أس�س حملته عىل‬ ‫مخاوف النمساويني من الهجرة‪.‬‬ ‫رويرتز‬

‫بازدي�اد التوتر يف العالقات بين البلدين‪ ،‬لكن‬ ‫هذه العالقات شهدت تحس ًنا منذ أغسطس‪/‬آب‬

‫املايض‪.‬‬

‫وبح�ث الرئيس التريك رجب طي�ب أردوغان‬ ‫الوضع يف سوريا مع نظريه الرويس فالدميري‬ ‫بوتني يوم الجمعة‪.‬‬ ‫يذكر أن روسيا تعارض بشدة املطالبات الدولية‬ ‫برحيل األس�د ال�ذي ارتكب جرائ�م حرب‪ .‬ويف‬ ‫أكتوبر‪/‬ترشي�ن األول امل�ايض‪ ،‬قال األس�د إنه‬ ‫يأم�ل يف أن تغري أنق�رة موقفها من األزمة يف‬ ‫سوريا‪.‬‬


‫باب العالم‬

‫العدد ‪ | 11‬كانون األول ‪Dezember • 2016‬‬

‫‪3‬‬

‫المفوضية األوروبية تنتقد “مكائد إردوغان” وتدعو تركيا إلى احترام‬ ‫اتفاق الالجئين‬ ‫دع�ا رئي�س املفوضي�ة األوروبي�ة جان‪-‬كلود‬ ‫يونكر‪ ،‬تركي�ا إىل االلتزام بتطبي�ق اتفاقها مع‬ ‫االتحاد األورويب بخصوص الالجئني‪.‬‬ ‫طال�ب ج�ان كل�ود يونك�ر‪ ،‬رئي�س املفوضية‬ ‫األوروبي�ة‪ ،‬الحكوم�ة يف أنق�رة بالتفكير يف‬ ‫موقفها م�ن االتحاد األورويب‪ .‬وش�كك يونكر‬ ‫يف أن تركي�ا تري�د حقًا االنضمام إىل االتحاد‬ ‫األورويب‪ ،‬موض ًح�ا أن البلاد ب�دأت تبتعد عن‬ ‫القيم األوروبية بش�كل متزايد منذ نحو عامني‪،‬‬ ‫رغ�م أن الدميقراطي�ة كان�ت قد تط�ورت أثناء‬ ‫رئاسة إردوغان‪.‬‬ ‫ونقلت دوتيش فيلليه عن رئيس املفوضية قوله‬ ‫يف مقابل�ة مع صحيف�ة “ال ليبر” البلجيكية‬ ‫الس�بت (‪ 26‬نوفمرب‪/‬ترشي�ن الث�اين)‪ ،‬أن‬

‫“مكائ�د الس�يد إردوغان أعط�ت االنطباع بأنه‬ ‫مل يعد يري�د أن تصبح بالده عض ًوا يف االتحاد‬ ‫األورويب بأي مثن”‪.‬‬ ‫وكان إردوغ�ان وحكومت�ه ق�د اتهما أوروب�ا‬ ‫باملس�ؤولية ع�ن وق�ف مفاوض�ات االنضامم‬ ‫لالتح�اد‪ .‬ويف رده عىل هذا االتهام‪ ،‬قال يونكر‬ ‫إن تركي�ا نفذت‪ 67‬رشطا م�ن أصل ‪ 72‬رشطا‬ ‫متفق عليه من أجل االنضامم لالتحاد‪ .‬وكش�ف‬ ‫أن ع�دم تحق�ق ذلك ناج�م عن “رف�ض تركيا‬ ‫حت�ى اآلن” إصالح قوانينه�ا املتعلقة مبكافحة‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬وهي من الرشوط التي طرحها االتحاد‬ ‫األورويب‪.‬‬ ‫ووض�ح يونك�ر قائال‪“ :‬ب�دال م�ن تحميل هذا‬ ‫الفشل لالتحاد األورويب واملفوضية األوروبية‪،‬‬

‫يج�در بالس�يد إردوغ�ان أن يب�دأ يف س�ؤال‬ ‫نفس�ه عما إذا كان مس�ؤوال ع�ن حقيقة عدم‬ ‫السماح ملواطنيه بحرية التنق�ل عىل األرايض‬ ‫األوروبية”‪،‬‬ ‫وكان إردوغ�ان قد هدد الجمع�ة املاضية‪ ،‬بفتح‬ ‫حدود تركيا والسماح املهاجري�ن بالعبور إىل‬ ‫أوروب�ا‪ ،‬بعد قي�ام الربمل�ان األورويب بتجميد‬ ‫مفاوضات انضامم تركيا إىل االتحاد األورويب‪.‬‬ ‫وبهذا الخصوص قال يونكر “أخذت علام بهذه‬ ‫الترصيح�ات‪ ،‬كما أخ�ذت علما (بترصيحات‬ ‫مامثل�ة) قبل أكرث من عام‪ ،‬خالل لقاء متش�نج‬ ‫عقدت�ه م�ع إردوغ�ان يف انطاليا‪ .‬لق�د عقدنا‬ ‫اتفاقا‪ ،‬يجب تطبيقه وسيطبق”‪.‬‬

‫رويترز‬

‫جميل الحسن‪:‬‬ ‫لو أننا فعلنا ما فعلناه في حماة لكنّا حقنّا كثي ًرا من الدماء السورية‬ ‫أجرت صحيف�ة إندبندنت مقابل�ة حرصية هي‬ ‫األوىل مع مسؤول استخبارات بارز يف النظام‬ ‫الس�وري ه�و الجنرال جميل حس�ن‪ ،‬وأش�ار‬ ‫الكاتب روبرت فيس�ك الذي أج�رى املقابلة إىل‬ ‫أن الجرنال حس�ن حي ي�رزق بعكس ما يدعيه‬ ‫بعضهم أنه قد اغتيل قبل أربع سنوات‪ ،‬حتى أن‬ ‫موقع ويكيبيديا يشري إليه يف الزمن املايض‪.‬‬ ‫ويعل�ق الجنرال باملخابرات الجوية الس�ورية‬ ‫عىل س�ؤال له ما إذا كان رجال قاس�يا بحس�ب‬ ‫م�ا نشرت الجزي�رة ن�ت‪ ،‬قائلا “يف اإلعالم‬ ‫الغريب يصفونني مبجرم الحرب‪ ،‬لكني مستعد‬ ‫ملواصلة عميل يف خدمة س�وريا والتضحية من‬ ‫أجلها‪ ،‬حتى وإن أخذوين إىل محكمة الجنايات‬ ‫الدولية”‪.‬‬ ‫وأملح فيس�ك إىل مبالغته يف ه�ذا القول‪ ،‬لكنه‬ ‫أردف بأن االتح�اد األورويب أدانه بالتورط يف‬ ‫القمع ضد الثورة املدنية يف س�وريا عام ‪2011‬‬ ‫وفرض عليه حظر س�فر وجم�د أصوله املالية‪،‬‬ ‫وهو م�ا فعلت�ه وزارة الخزان�ة األمريكية أيضا‬ ‫بف�رض عقوبات علي�ه “ملش�اركته يف ارتكاب‬ ‫انتهاكات لحقوق اإلنسان”‪.‬‬ ‫وط�وال املقابلة التي اس�تغرقت ثالث س�اعات‬ ‫بحسب الجزيرة‪ ،‬يقول فيسك إن الجرنال حسن‬ ‫أعل�ن مرارا وتكرارا والءه لألس�د وأكد بوضوح‬ ‫على أنه لو كان هناك رد فعل أكرث قس�وة عىل‬ ‫اإلرهاصات األوىل للثورة يف س�وريا لكان من‬ ‫املمكن سحق جميع املعارضة املسلحة فورا‪.‬‬ ‫وأش�ار الجنرال إىل س�حق ث�ورة اإلخ�وان‬ ‫املس�لمني يف حامة عام ‪ 1982‬الت�ي قتل فيها‬

‫اآلالف منه�م‪ ،‬ورب�ط بني حامة وث�ورة ‪2011‬‬ ‫بأن�ه “لو فعلنا يف بداية ه�ذه األزمة ما فعلناه‬ ‫يف حامة‪ ،‬لكنا حقنا كثريا من الدماء السورية”‪.‬‬ ‫وذكر فيس�ك أن الجرنال حس�ن كان عىل يقني‬ ‫‪-‬حس�ب زعمه‪ -‬مبن املتسبب يف مأساة سوريا‬

‫عندم�ا ق�ال إن “الغ�رب يتآم�ر عىل س�وريا‪،‬‬ ‫ويف البداي�ة كانت إرسائي�ل‪ ،‬رأس األفعى وكل‬ ‫م�ن يؤي�دون سياس�اتها‪ ،‬إضاف�ة إىل األنظمة‬ ‫العربية”‪.‬‬ ‫ونقلت الجزي�رة عن االندبندنت رؤية الحس�ن‬

‫أن “بعض الس�وريني األميني شاركوا أو تآمروا‬ ‫مع هؤالء اإلسلاميني املتطرفني وتظاهروا بأن‬ ‫هناك ث�ورة ش�جعتها بعض األنظم�ة العربية‬ ‫التي كانت تشجع الطائفية ولها عالقة باإلخوان‬ ‫املسلمني”‪.‬‬

‫وإضافته أن “املتطرفني اإلسالميني والصهاينة‬ ‫التقوا عىل هدف واحد وقرروا تقس�يم س�وريا‬ ‫بالرغ�م م�ن تع�ارض مصالحه�م‪ ،‬وأعتقد أن‬ ‫األوروبيين س�يكونون األكثر رضرا إذا م�ا‬ ‫انهارت سوريا‪”...‬‬ ‫ويرى الحسن يف املقابلة ذاتها أن اإلسرتاتيجية‬ ‫املتبعة اآلن هي قرار القيادة الحالية‪ ،‬واستشهد‬ ‫باحتجاج�ات الصين بأنه “عندما ق�ام الطلبة‬ ‫مبظاهراته�م يف مي�دان تينامنني ع�ام ‪1989‬‬ ‫كان�وا يريدون تغيري الصني‪ ،‬ول�و أن الحكومة‬ ‫الصيني�ة مل تنه هذا األم�ر بالطريقة التي متت‬ ‫بها‪ ،‬فكيف كان سيكون مصريها اآلن؟”‪.‬‬ ‫وعرج حس�ن عىل تركيا بأنه�ا يف الثامنينيات‬ ‫كان�ت “عقالني�ة” وليس�ت “تركيا اإلسلامية‬ ‫املتشددة” املوجودة حاليا‪.‬‬ ‫وتحدث عن “غس�يل مخ” وضغط أيديولوجي‬ ‫لفق�راء س�وريا يف الس�نوات األوىل للح�رب‬ ‫الحالي�ة وأن أفع�ال جبه�ة النصرة التابع�ة‬ ‫لتنظيم القاعدة كانت “تشجع هذه األيدولوجية‬ ‫والقس�وة يف قل�وب الن�اس وأنه�ا مثرة عرش‬ ‫س�نوات من غس�يل امل�خ األيديولوجي عىل حد‬ ‫قوله‪.‬‬ ‫ووص�ف الحس�ن م�ا يح�دث يف حل�ب بأن�ه‬ ‫“لعبة قذرة ميارس�ها األمريكي�ون‪ ،‬وإذا توقفوا‬ ‫ع�ن تزويد م�ن يصفونهم باملعارض�ة املعتدلة‬ ‫باألس�لحة فس�ينتهي كل يشء‪ ...‬مل�اذا ال تهتم‬ ‫الحكومات الغربية بقصف حلب الغربية (التي‬ ‫تح�ت س�يطرة الحكومة) حيث يقت�ل كثري من‬ ‫الناس؟‪.”..‬‬

‫إيران تسجن أحمد منتظري نجل أحد قيادات الثورة بسبب نشره مقطعا‬ ‫قديما لوالده انتقد فيه اإلعدامات الجماعية للمعارضين‬ ‫أص�درت محكمة رج�ال الدي�ن اإليرانية حكام‬ ‫بالسجن ست سنوات ضد نجل أحد رموز الثورة‬ ‫اإليرانية الراحلني‪ ،‬لنرشه تس�جيال لوالده ينتقد‬ ‫حاالت اإلعدام الجامعي للس�جناء السياس�يني‬ ‫يف إيران‪.‬‬ ‫وذكرت وس�ائل إعلام إيراني�ة أن املحكمة يف‬ ‫مدين�ة ق�م أدان�ت أحم�د منتظ�ري‪ 60 ،‬عاما‪،‬‬ ‫بالعمل ضد األم�ن القومي والتش�هري بالنظام‬ ‫ونرش تسجيل رسي‪.‬‬ ‫وكان منتظ�ري ق�د نشر يف أغس�طس‪ /‬آب‬ ‫املايض تسجيال قدميا لوالده آية الله حسني عيل‬ ‫منتظري‪ ،‬الذي كان الذراع األمين ملرش�د الثورة‬

‫اإليرانية الراحل اإلمام الخميني‪ ،‬انتقد فيه إعدام‬ ‫آالف السجناء بعد قيام الثورة اإليرانية‪.‬‬ ‫وكان منتظري األب أحد قيادات الثورة‪ ،‬واختاره‬ ‫الخمين�ي ليك�ون خليفت�ه‪ ،‬لكن نظ�را ملواقفه‬ ‫املعارضة والرافضة للمامرسات وعمليات القتل‬ ‫ج� ِّرد منتظري من امتيازاته و ُعزِل‬ ‫أثناء الثورة‪ُ ،‬‬ ‫م�ن مناصبه وظل يقود املعارض�ة حتى وفاته‬ ‫عام ‪.2009‬‬ ‫وقال�ت املحكمة إنها ارت�أت تخفيف الحكم عن‬ ‫املدان لعدم وجود س�جل جن�ايئ له فضال عن‬ ‫كرب س�نه وتكرميا لش�قيقه ال�ذي راح ضحية‬ ‫إحدى الهجامت التي شنها متمردون ضد الثورة‬

‫اإليرانية عام ‪.1981‬‬ ‫وكان الث�وار اإليراني�ون قد أعدم�وا اآلالف من‬ ‫معارضيهم بعد س�يطرتهم على الحكم‪ ،‬وكان‬ ‫غالبيتهم من السجناء التابعني لحركة مجاهدي‬ ‫خلق‪ ،‬وهي الحركة التي مازالت تعارض النظام‬ ‫اإليراين حتى اآلن وس�اندت الع�راق يف حربه‬ ‫ض�د إي�ران يف فترة الثامنيني�ات م�ن القرن‬ ‫العرشين‪.‬‬ ‫ورغ�م ان حرك�ة مجاه�دي خل�ق كان�ت وراء‬ ‫الهج�وم الذي راح ضحيته اب�ن منتظري‪ ،‬فإنه‬ ‫عارض بشدة قمعهم وانتقد إعدام السجناء‪.‬‬ ‫يب يب يس‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫باب ألمانيا‬

‫العدد ‪ | 12‬كانون األول ‪Dezember • 2016‬‬

‫والية ألمانية‪ :‬احتجاز طالبي اللجوء‬ ‫المرفوضين حتى يتم ترحيلهم‬ ‫يف سعي لتشديد إجراءات ترحيل طالبي اللجوء‬ ‫املرفوضين‪ ،‬والية أملانية تق�رر احتجاز طالبي‬ ‫اللجوء املرفوضة طلباتهم‪ ،‬وتقليص املساعدات‬ ‫املقدمة لهم‪.‬‬ ‫نقل�ت دوتيش فيلليه عن وكال�ة األنباء األملانية‪،‬‬ ‫أن وزير الداخلية املحيل لوالية بادن فورمتربغ‬ ‫األملاني�ة‪ ،‬توم�اس شتروبل‪ ،‬يس�عى لتش�ديد‬ ‫اإلجراءات املتعلقة برتحيل طالبي اللجوء الذين‬ ‫ُرفضت طلب�ات لجوئهم‪ ،‬وتخفي�ض الخدمات‬ ‫االجتامعية املقدمة لهم‪.‬‬ ‫وذكرت وكالة األنباء األملانية عن وزارة الداخلية‬ ‫يف والية ب�ادن فورمتبرغ‪ ،‬الواقعة يف جنوب‬ ‫غ�رب أملاني�ا‪ ،‬أن الوالي�ة قررت توس�يع نطاق‬ ‫احتجاز طالبي اللجوء املرفوضة طلباتهم حتى‬ ‫يتم ترحيلهم‪ ،‬وتخفي�ض ما يحصلون عليه من‬ ‫مساعدات تقدم لهم حال ًيا‪.‬‬ ‫كما م�ن املق�رر أن يق�وم وزي�ر الداخلية يف‬

‫‪AP Photo/Santi Palacios‬‬ ‫الوالي�ة‪ ،‬وال�ذي ينتم�ي إىل الحزب املس�يحي‬ ‫الدميقراطي ال�ذي تتزعمه املستش�ارة األملانية‬ ‫أنغيلا ميركل‪ ،‬يقوم بطرح ه�ذه الخطط عىل‬

‫اجتامع مجلس الحزب‪ ،‬الذي س�يعقد يف مدينة‬ ‫إيس�ن‪ ،‬مطلع ش�هر كان�ون األول‪ /‬ديس�مرب‬ ‫القادم من أجل مناقشتها‪.‬‬

‫استطالع‪ :‬ربع سكان والية سكسونيا‬ ‫يؤيدون حزب البديل الشعبوي‬ ‫بينت نتائج استطالع حديث يف والية سكسونيا‬ ‫األملانية‪ ،‬أن ‪ 25‬يف املئة من الناخبني يف الوالية‬ ‫يؤي�دون انتخاب حزب البدي�ل ألجل أملانيا “ايه‬ ‫اف دي”‪ ،‬املع�ارض لالتحاد األورويب واملناوئ‬ ‫لعمليات إنقاذ اليورو‪.‬‬ ‫نقل موق�ع “أملانيا” عن الوكالة األملانية لألنباء‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫حديث للرأي‪ ،‬أجرته إذاعة وسط‬ ‫نتائج استطال ٍع‬ ‫أملاني�ا “إم دي أر”‪ ،‬وتم نشره يوم الثالثاء ‪22‬‬ ‫ترشي�ن الثاين\نوفمبر‪ ،‬أن كالً م�ن الح�زب‬ ‫املس�يحي الدميقراط�ي الذي تتزعم�ه مريكل‪،‬‬ ‫والح�زب االشترايك الدميقراط�ي الرشي�ك‬

‫باالئتلاف الحاكم‪ ،‬يفق�دان تأييد املواطنني يف‬ ‫والي�ة سكس�ونيا‪ ،‬يف حني يزداد ع�دد مؤيدي‬ ‫حزب البديل املعارض يف هذه الوالية‪.‬‬ ‫وبين�ت نتائج االس�تطالع‪ ،‬أن نس�بة املواطنني‬

‫رغ�م أن غالبية األملان ش�جعوا ترش�يح مريكل‬ ‫لوالي�ة رابع�ة‪ ،‬إال أن إعالنها الرتش�ح اس�تقبل‬ ‫بفت�ور يف املاني�ا‪ .‬وتوق�ع بع�ض املحللين‬ ‫أنه�ا س�تواجه صعوب�ات يف مواجه�ة تحدي‬ ‫الشعبويني‪.‬‬ ‫ونقل�ت وكالة فرانس برس‪ ،‬بع�ض ما جاء يف‬ ‫الصحافة األملانية إثر إعالن ترشح مريكل‪ .‬حيث‬ ‫جاء يف الصفح�ة األوىل لصحيفة “دي فيلت”‬ ‫األملانية‪“ :‬مريكل ترتش�ح‪ ،‬من ينافس�ها؟”‪ .‬يف‬ ‫إش�ار ٍة إىل عدم بروز أي مناف�س جدي ملريكل‬ ‫طوال مسريتها السياسية التي امتدت أحد عرش‬ ‫عا ًما‪.‬‬ ‫ردود الفعل يف الصحافة األملانية‬ ‫واعتبرت صحيف�ة “فرانكفورتر تس�ايتونغ”‬ ‫املحافظ�ة‪ ،‬أن “العصر الذهبي” مليركل (‪62‬‬ ‫عام�ا) قد ولىّ ‪ ،‬وان وصفها بامل�رأة الخارقة مل‬ ‫يعد متوق ًعا بالرضورة‪.‬‬ ‫أم�ا صحيف�ة “بيلد” الش�عبوية‪ ،‬فق�د اعتربت‬ ‫أنه س�يكون صع ًب�ا أن تتمكن مريكل من حصد‬ ‫تأييد الناخبني االملان‪ ،‬بسبب سياستها يف ملف‬ ‫الهج�رة‪ ،‬والوقوف يف وجه املوجة الش�عبوية‪،‬‬ ‫ريا عىل ش�خص‬ ‫وقالت الصحيفة “هذا يبدو كث ً‬ ‫واحد”‪.‬‬ ‫بدورها‪ ،‬كتبت مجلة “ش�بيغل” ان املستش�ارة‬ ‫ل�ن تتمكن من اقن�اع الناخبني عرب “وعود غري‬ ‫واضحة بخفض الرضائ�ب وبعض املواقف من‬ ‫االسالم املتطرف”‪.‬‬ ‫ويف الس�ياق نفس�ه‪ ،‬كت�ب الصح�ايف يف‬ ‫االس�بوعية دي�رك كورجوفايت “ه�ل فهم احد‬ ‫ملاذا ترتش�ح أنغيال مريكل وم�اذا تنوي القيام‬

‫يف أربعة أعوام إضافية يف الحكم؟ من جهتي‪،‬‬ ‫مل أفهم”‪.‬‬ ‫وحذرت “س�ودويتش تس�ايتونغ” بدورها من‬ ‫ان مكانته�ا الدولي�ة ال تش�كل ايض�ا ضامن�ا‪،‬‬ ‫وخصوص�ا إذا اعط�ت انطباع�ا انه�ا تهم�ل‬ ‫السياسة الداخلية‪ .‬وما يثري اهتامم الناخبني هو‬ ‫العمل واملدارس وامنهم الجس�دي واالجتامعي‪،‬‬ ‫وليس عملية سالم يف افغانستان او سوريا”‪.‬‬ ‫ملاذا خيبت مريكل اآلمال؟‬ ‫ورغ�م عدم وجود منافس ق�وي ملريكل‪ ،‬فهذا ال‬ ‫ينف�ي أن حزب االتحاد املس�يحي الدميوقراطي‬ ‫ال�ذي تتزعم�ه‪ ،‬فقد زخم�ه مع اقتراب موعد‬ ‫االنتخابات الترشيعي�ة‪ .‬ومن جه ٍة أخرى ورغم‬ ‫أن املستش�ارة جمع�ت ش�مل حزبه�ا ومتكنت‬ ‫م�ن اس�تيعاب االشتراكيني الدميوقراطيين‪،‬‬ ‫لكنه�ا خيبت آم�ال املحافظين‪ ،‬واحدثت فراغا‬ ‫ايديولوجي�ا اس�تغله ش�عبويو ح�زب “البديل‬ ‫الملانيا”‪.‬‬ ‫وأدت سياس�تها مع الالجئني العام الفائت‪ ،‬إىل‬ ‫ارتف�اع أصوات املطالبين برحيلها يف صفوف‬ ‫الشعبويني‪.‬‬ ‫موقف حزب البديل‬ ‫واعترب الكس�ندر غوالند الذي انشق عن االتحاد‬ ‫املس�يحي الدميوقراط�ي ليصب�ح اح�د ق�ادة‬ ‫“البديل ألملاني�ا”‪ ،‬أن “الدميوقراطية يف أملانيا‬ ‫يف ظ�ل حكم ميركل تحول�ت إىل ائتالف لكل‬ ‫األحزاب”‪ ،‬يف إشارة إىل املعارضة شبه الغائبة‬ ‫ع�ن الربمل�ان‪ ،‬نتيج�ة الرشاك�ة يف الحكم بني‬ ‫مريكل واالشرتاكيني الدميوقراطيني‪.‬‬ ‫م�ع اإلش�ارة إىل أن الش�عبويني (الذين حققوا‬

‫‪Foto: John MacDougall/AFP‬‬

‫املؤيدين لحزب مريكل انخفضت إىل ‪ 34‬باملئة‪،‬‬ ‫بينام انخفضت نسبة مؤيدي الحزب اإلشرتايك‬ ‫إىل ‪ 12‬باملئ�ة‪ .‬وهذا يعن�ي أن االئتالف املكون‬ ‫من الحزبني‪ ،‬لن ميتلك األغلبية الالزمة لتشكيل‬ ‫الحكومة‪.‬‬ ‫وجاء أيضً ا يف نتائج هذا االس�تطالع‪ ،‬أن نصف‬ ‫سكان والية سكسونيا ال يشعرون بالرىض عن‬ ‫حكوم�ة واليتهم‪ ،‬كام أن نس�بة ثل�ث املواطنني‬ ‫املش�اركني يف االس�تطالع‪ ،‬ال يثق�ون يف أن�ه‬ ‫ميك�ن ألي حزب إنج�از االلتزام�ات املهمة يف‬ ‫الوالية‪.‬‬

‫مطالبات بفحص بيانات‬ ‫الالجئين السوريين بأثر رجعي‬

‫‪Espen Rasmussen-Verdens Gang‬‬ ‫طال�ب رئي�س مؤمت�ر وزراء داخلي�ة الواليات‬ ‫األملاني�ة‪ ،‬بإج�راء فح�ص بيان�ات الالجئين‬ ‫املس�جلني يف قاع�دة البيان�ات يف أملانيا بأثر‬ ‫رجعي‪ ،‬بسبب املخاوف األمنية‪.‬‬ ‫نقلت دوتشي فيلليه عن رئي�س مؤمتر وزراء‬ ‫داخلي�ة أملاني�ا‪ ،‬كالوس بوي�ون‪ ،‬الذي يش�غل‬ ‫منص�ب وزير داخلي�ة والية زارالن�د‪ ،‬أنه يجب‬ ‫القي�ام مبراجعة بيان�ات الالجئني الس�وريني‬ ‫مرة ثانية‪ .‬خوفًا من تزوير الهويات ومن تسلل‬ ‫مشتددين بينهم‪.‬‬ ‫وج�اء يف ترصيح�ات بوي�ون لصحيفة “دي‬ ‫فيل�ت” األملانية‪ ،‬الجمع�ة ‪ 25‬نوفمرب‪ /‬ترشين‬ ‫الث�اين ‪“ :2016‬نعل�م حالي�اً أن هن�اك بعض‬ ‫األفراد الذين لديهم استعداد للعنف والخطرين‬ ‫بين الالجئين”‪ ،‬ووض�ح الوزي�ر أن مراجعة‬ ‫البيانات تتطلب من الالجئني فقط ملء استامرة‬ ‫اس�تبيان‪ ،‬وأك�د أن ه�ذا اإلج�راء يف مصلح�ة‬ ‫الالجئني الذين أتوا إىل أملانيا هربًا من الحرب‪.‬‬

‫وكان مكتب ش�ؤون الهجرة والالجئني قد علق‬ ‫بش�كلٍ مؤقت الفحص الف�ردي لطالبي اللجوء‬ ‫من عدة جنس�يات‪ ،‬حيث يتم عىل س�بيل املثال‬ ‫منذ مطلع الع�ام الجاري فحص طلبات اللجوء‬ ‫املقدمة من س�وريني عرب إجراءات كتابية بناءا ً‬ ‫عىل استامرة استبيان‪ ،‬وليس بناء عىل الفحص‬ ‫الفردي للحاالت‪.‬‬ ‫وأبدى الوزير تخوفه من أن تصادق الس�لطات‬ ‫يف أملاني�ا على هوي�ات مزيف�ة لالجئني عرب‬ ‫ه�ذا النظام‪ ،‬إذ قال‪“ :‬هذا خط�ر مرصود لدينا‬ ‫من�ذ فترة طويل�ة … يوجد يف أملاني�ا عرشات‬ ‫اآلالف م�ن املهاجرين الذي�ن مل يتم التحقق من‬ ‫هويتهم”‪.‬‬ ‫وأوضح كالوس بويلون أن الس�لطات تس�عى‬ ‫إىل التحق�ق م�ن هويات ه�ؤالء املهاجرين من‬ ‫خلال فحص بصمات األصاب�ع أو اس�تبيان‬ ‫سريتهم الذاتية‪.‬‬

‫حليف ميركل في االئتالف‬ ‫فتور الصحافة األلمانية إزاء ترشح ميركل‪ :‬يشترط الحد من المهاجرين‬ ‫عصرها الذهبي قد ولّى‬ ‫ليشارك في الحكومة‬ ‫‪© AP Photo/ Michael Sohn‬‬ ‫نس�بًا عالية يف نوايا التصويت)‪ ،‬قادرون عىل‬ ‫احداث انقلاب يف اللعبة االنتخابية عرب تعقيد‬ ‫تش�كيل غالبي�ة يف الحكومة‪ .‬حت�ى أن مريكل‬ ‫أقرت بنفس�ها األح�د ب�ان االنتخاب�ات املقبلة‬ ‫س�تكون “األكرث صعوبة” من�ذ “إعادة توحيد‬ ‫املانيا”‪.‬‬ ‫تحديات تواجه مريكل حتى مع أنصارها‬ ‫يتوج�ب على املستش�ارة إزال�ة الش�كوك‬ ‫الت�ي تس�اور حلفاءه�ا‪ ،‬الس�يام االشتراكيني‬ ‫الدميوقراطيين يف بافاري�ا‪ .‬ونقل�ت فران�س‬ ‫ب�رس‪ ،‬عن هان�ز بيتر فريدريش أح�د وجوه‬ ‫االشتراكيني الدميوقراطيني والوزير الس�ابق‬ ‫لدى مريكل‪“ ،‬نقبل (برتش�حها) لكننا لسنا يف‬ ‫قمة السعادة”‪.‬‬ ‫ويعتقد بعض االشتراكيني الدميوقراطيني أن‬ ‫تحالفه�م مع ميركل أضعفه�م‪ ،‬ويرغبون يف‬ ‫االلتف�ات يس�ارا عبر الدع�وة إىل تحالف مع‬ ‫اليسار الراديكايل وحزب الخرض‪.‬‬ ‫ورأت صحيف�ة “بيل�د” أن على ميركل “ان‬ ‫تعتم�د التجدد” ملواجه�ة التحالف�ات الجديدة‬ ‫املمكن�ة‪ ،‬معتربة انه ال ميكنه�ا االكتفاء بالدفاع‬ ‫عن انجازاتها‪.‬‬

‫هورست زيهوفر ‪Picture alliance/ dpa‬‬ ‫اشترط رئيس الحزب املس�يحي االجتامعي يف‬ ‫بافاريا ” هورس�ت زيهوفر”‪ ،‬وضع ٍ‬ ‫حد أقىص‬ ‫ألعداد الالجئني إىل أملانيا‪ ،‬حتى يش�ارك حزبه‬ ‫يف الحكومة الجديدة بعد االنتخابات الربملانية‪.‬‬ ‫وطالب زيهوف�ر بأال يتجاوز الع�دد ‪ 200‬ألف‬ ‫الج�ئ س�نويًا‪ ،‬وق�ال يف ترصيح�ه لصحيفة‬ ‫أوغس�بورغر ألغامينه تسايتونج‪ ،‬الصادرة يوم‬ ‫الخمي�س يف والي�ة بافاري�ا‪“ :‬لن نش�ارك يف‬ ‫الحكم يف برلني إال إذا تحقق هذا الحد”‪ .‬مؤكدًا‬ ‫أن حزب�ه يتمس�ك بهذا الطل�ب ألن تحديد عدد‬ ‫الالجئين هو رشط لنجاح االندماج يف املجتمع‬ ‫األملاين‪.‬‬ ‫ونقل موقع “أملانيا” عن الوكالة األملانية لألنباء‬ ‫أن زيهوف�ر ال�ذي يت�وىل رئاس�ة وزراء والية‬ ‫بافاريا‪ ،‬قال إنه يضمن للناخبني االنتصار للحد‬

‫من أعداد املهاجرين‪.‬‬ ‫وق�د انتق�د سياس�يون يف الح�زب املس�يحي‬ ‫االجتامعي‪ ،‬سياس�ة مريكل م�ع الالجئني‪ ،‬كام‬ ‫رصح زيهوف�ر أكثر م�ن مرة ب�أن املحافظني‬ ‫س�يهزمون يف االنتخاب�ات إذا اس�تمروا يف‬ ‫الخالف إزاء مسألة الهجرة‪.‬‬ ‫وأكد زيهوفر‪ ،‬عىل رضورة اعتامد قوانني متنع‬ ‫تك�رار تدفق الالجئني‪ ،‬عىل غ�رار ما حدث يف‬ ‫أيلول‪/‬س�بتمرب ‪ ،2015‬عندم�ا فتحت الحدود‬ ‫ودخل مئات آالف الالجئني خالل أشهر قليلة‪.‬‬ ‫وم�ن جانبها‪ ،‬ترفض ميركل وضع حد أقىص‬ ‫لالجئني‪ ،‬ولك�ن حزبها يعمل على أال تتجاوز‬ ‫أع�داد الالجئني ما تس�توعبه املوازن�ة املحددة‬ ‫إليوائهم وإدماجهم‪.‬‬


‫تخطي الحواجز اللغوية‬ ‫مرحبا أملانيا! مرحبا باللغة الجديدة! من يريد أن يثبّت خطاه يف هذه البلد عليه أن يكون قاد ًرا عىل التفاهم بشكل جيد مع اآلخرين‪.‬‬ ‫معاهد اللغة الحكومية والخاصة توفر اإلمكانية يف كل مدينة تقري ًبا لاللتحاق بدورات لغة لتحقيق هذا الغرض‪ ،‬باإلضافة لتحقيق ودعم‬ ‫العيش املشرتك مع اآلخرين‪ .‬االلتحاق بدورة اللغة يستلزم تحقيق رشوط معينة‪ ،‬يف هذا اإلطار يفرق قانون اإلقامات بشكل أسايس بني‬ ‫اإلقامات التي تم الحصول عليها قبل أو بعد األول من يناير‪ /‬كانون ثاين من سنة ‪ .2005‬إن تم منح اإلقامة قبل هذا التاريخ ميكن عند‬ ‫ذلك أن توافق الدائرة االتحادية للهجرة والالجئني ملتقدمي الطلبات االلتحاق بدورة اندماج إن توفرت أماكن فارغة يف هذه الدورات‪،‬‬ ‫وال يجب تحمل تكاليف الدورة من قبل امللتحقني‪ .‬أما إذا تم الحصول عىل اإلقامة ابتداء من تاريخ األول من يناير‪ /‬كانون ثاين ‪2005‬‬ ‫يتمتع الحاصلون عىل هذه اإلقامة بحق االلتحاق بدورة لغة وذلك بحسب القانون‪ .‬ويف هذه الحالة أيضاً ال يجب تحمل تكاليف الدورة‬ ‫شخص ًيا‪ .‬ميكنكم الحصول عىل معلومات إضافية عن محتوى دورة اللغة وعناوين معاهد اللغة واستامرات التسجيل باللغة األملانية‬ ‫واإلنجليزية والبولندية والرتكية عىل الرابط التايل‪:‬‬ ‫‪www.bamf.de‬‬

‫تعلم اللغة الجديدة بشكل ذيك جدً ا‬ ‫ملن ال يريد انتظار دورة لغة أو ملن يريد توسيع معرفته بشكل مكمل للدورات التدريبية ميكنه ببساطة استخدام الهاتف الذيك‪:‬‬ ‫دورات لغة أونالين وتطبيقات مجانية تقدم لكم إمكانية تعلم لغة جديدة عىل مدار الساعة‪.‬‬

‫أورتل – صلة الوصل األوفر مع الوطن األم‬ ‫لكل من يريد االتصال من أملانيا مع العائلة واألصدقاء أو يريد البقاء عىل تواصل باستخدام االنرتنت تقدم أورتل موبايل خيار التعرفة‬ ‫املناسب‪ .‬تتوفر صفحة االنرتنت وتطبيقات الهاتف ودليل التشغيل بلغات متعددة‪ .‬ميكن الحصول عىل رشيحة خط أورتل املدفوعة مسبقًا‬ ‫يف األماكن التالية‪ :‬الكثري من األكشاك‪ ،‬مقاهي اإلنرتنت‪ ،‬محالت الهواتف الخلوية‪ ،‬محطات الوقود‪ ،‬محالت مواد العناية بالجسد وأدوات‬ ‫التنظيف ويف السوبرماركت‪ .‬يتم تعبئة الرشيحة باستخدام جميع بطاقات شحن ‪ .E-Plus‬ميكن مبرونة حجز باقات خيارات تعرفة أورتل‬ ‫أو إلغائها‪ .‬الوصول اىل بلد جديد مع بقاء االتصال مع الوطن – أورتل تجعل هذا ممك ًنا‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫باب شرقي‬

‫العدد ‪ | 12‬كانون األول ‪Dezember • 2016‬‬

‫الثورة السورية حاضرة في مهرجان اليبزيغ لألفالم الوثائقية‬

‫خاص أبواب – اليبزيغ‬ ‫اختتم�ت يف الس�ادس م�ن ترشي�ن الث�اين‪/‬‬ ‫نوفمبر املنصرم‪ ،‬يف مدينة اليبزي�غ فعاليات‬ ‫مهرجان اليبزي�غ لألفالم الوثائقي�ة والتحريك‬ ‫(‪ .)Dok Leipzig‬م�ن بين عشرات األفلام‬ ‫املش�اركة‪ ،‬كان�ت الجائ�زة الذهبية له�ذا العام‬ ‫م�ن نصي�ب فيل�م (‪ )Austerlitz‬للمخ�رج‬ ‫األوكراين سريجي لوتزنيتس�ا‪ ،‬املقيم يف أملانيا‬ ‫من�ذ عام ‪ .2001‬الفيلم يدور حول معس�كرات‬ ‫االعتقال النازية الس�ابقة‪ ،‬وق�د جرى تصويره‬ ‫باألبيض واألس�ود‪ .‬وبحس�ب ترصيحات لجنة‬

‫حسام خياط‪ ،‬استشهد تحت التعذيب في سجون النظام السوري | أحد شخصيات الفلم‬

‫التحكي�م‪ ،‬ف�إن "الفيل�م أعط�ى ص�و ًرا هادئة‬ ‫متتعت باألصالة‪ ،‬عن معسكرات االعتقال ومتت‬ ‫معالجة الصوت بشكل رائع"‪.‬‬ ‫تضمن برنام�ج املهرجان لهذا الع�ام‪ ،‬حضو ًرا‬ ‫سوريًّا ممي ًزا‪ ،‬من خالل فيلم (‪)the war show‬‬ ‫للدمن�اريك أندري�اس داس�يلغارد واإلعالمي�ة‬ ‫الس�ورية عبيده زيتون‪ ،‬التي حرضت العرض‪.‬‬ ‫الفيل�م اعتم�د عىل امل�ادة املصورة بين عامي‬ ‫‪ ،2011-2013‬ويعرض رؤية إنسانية للرصاع‬ ‫يف سوريا من خالل زيتون كشخصية رئيسية‪،‬‬

‫والتي كانت تعمل يف الس�ابق يف راديو ش�ام‬ ‫‪ FM‬بدمشق‪.‬‬ ‫اعتم�دت عبي�دة زيت�ون يف نقل الح�دث عرب‬ ‫كامريتها‪ ،‬عىل تسلسل األحداث ومآالت الرصاع‪،‬‬ ‫فق�د قامت برفقة عدد من الش�بان والش�ابات‪،‬‬ ‫بتوثيق املظاهرات واالنته�اكات بحرفية عالية‪.‬‬ ‫بع�ض الش�بان الذين ظه�روا يف الفيلم دفعوا‬ ‫حياته�م مث ًنا ملش�اركتهم يف الث�ورة‪ ،‬وقد جاء‬ ‫ذلك مبثاب�ة الصدمة املب�ارشة للجمهور‪ ،‬الذي‬ ‫صدمه غي�اب ه�ؤالء الش�باب يف الفيلم فجأة‬

‫نتيج�ة اعتقالهم أو قتلهم‪ .‬كام أ ّن دقّة املش�اهد‬ ‫التي وث ّقت حياة هؤالء الش�باب تس�ببت مبزيد‬ ‫من األمل للجمهور بعدما تب ّينت مصائرهم‪.‬‬ ‫يقول املخ�رج الدمناريك أندرياس داس�يلغارد‬ ‫ع�ن الفيل�م‪" :‬بالنس�بة إيل‪ ،‬ه�ذا الوثائقي قد‬ ‫ميكّنن�ا م�ن فهم أعم�ق للرصاع عىل املس�توى‬ ‫اإلنس�اين‪ .‬كيف ميكنني تفسير ذل�ك؟ أعتقد‬ ‫بأنن�ا يف حاج�ة الي�وم أن ننظ�ر بعناي�ة إىل‬ ‫إمكاني�ة العيش تحت نظام األس�د‪ ،‬ونظ ًرا لكل‬ ‫الجرائم املرتكبة‪ ،‬هل ميكنه البقاء يف السلطة"‪.‬‬ ‫يذك�ر أن فيل�م(‪ )the war show‬قد حاز عىل‬ ‫الجائ�زة الذهبي�ة يف "أي�ام فينس�يا"‪ ،‬ضمن‬ ‫مهرج�ان فينيس�ا الس�يناميئ ال�دويل (أيلول‬ ‫‪ .)2016‬وهذه ليست املشاركة السورية األوىل‬ ‫يف ‪ ،Dok Leipzig‬فف�ي عام ‪ 2012‬تم عرض‬ ‫فيل�م (دمش�ق قبلت�ي االوىل)‪ ،‬للمخرج�ة لينا‬ ‫العبد‪.‬‬ ‫ويع�د مهرج�ان اليبزي�غ لألفلام الوثائقي�ة‬ ‫والتحريك من أقدم وأب�رز املهرجانات األوربية‬ ‫والعاملي�ة يف هذا املجال‪ ،‬وه�و يُقام يف أواخر‬ ‫ترشي�ن األول‪ /‬أكتوبر م�ن كل عام‪ ،‬يف مدينة‬ ‫اليبزي�غ‪ ،‬التي انطل�ق منها املهرج�ان يف عام‬ ‫‪ ،1955‬وكانت حينه�ا جز ًءا من أملانيا الرشقية‪.‬‬ ‫فك�رة املهرج�ان جاءت م�ن الصحف�ي والناقد‬ ‫(لودفي�ج توماس) م�ن أملاني�ا الغربية‪ ،‬خالل‬ ‫مناقش�ة مع نادي صناع أفلام أملانيا الرشقية‪،‬‬ ‫حي�ث اقترح عليهم أن يك�ون املهرج�ان عىل‬ ‫غرار "أس�بوع أفالم مانهايم للثقافة والس�ينام‬ ‫التس�جيلية"‪ .‬ويف عام ‪ ،1962‬اعتمد املهرجان‬ ‫"الحامم�ة الذهبية" كجائ�زة ألفضل فيلم‪ ،‬وقد‬ ‫ص ّممها الفنان العاملي بيكاس�و من أجل مؤمتر‬

‫‪Dok Leipzig‬‬

‫السالم يف باريس‪.1947‬‬ ‫أي�ام االشتراكية مل يك�ن املهرج�ان خاليًا من‬ ‫االعتب�ارات السياس�ية عن�د اختي�ار األفلام‬ ‫وترش�يحها‪ ،‬فف�ي ع�ام ‪ 1966‬مثلاً‪ ،‬افتت�ح‬ ‫املهرج�ان تحت ش�عار "التربع بالدم للش�عب‬ ‫حظ�رت أفالم‬ ‫الفتينام�ي"‪ ،‬ويف دورة الحق�ة ُ‬ ‫وثائقية تناولت ربيع براغ ‪ ،1968‬والذي انتهى‬ ‫باجتياح براغ من قبل االتحاد السوفيايت‪ ،‬فضالً‬ ‫ع�ن حظر جميع األفلام التي انتقدت سياس�ة‬ ‫أملانيا الرشقية الرسمية‪ .‬وكان من األفالم الفائزة‬ ‫بجائزة "الحاممة الذهبية" الفيلم الفلس�طيني‬ ‫"ي�وم األرض" للمخ�رج غال�ب ش�عث ع�ام‬ ‫‪ ،1976‬من إنتاج مؤسسة صامد التابعة ملنظمة‬ ‫التحري�ر الفلس�طينية‪ .‬اس�تمر املهرج�ان بعد‬ ‫الوحدة األملاني�ة‪ ،‬ويف عام ‪ 2005‬جرى اعتامد‬ ‫تس�مية ‪ .Dok Leipzig‬ويف س�نة ‪،2011‬‬ ‫خصص املهرجان حيّ ًزا لألفلام الوثائقية التي‬ ‫ّ‬ ‫تناولت "الربيع العريب"‪ ،‬حيث تم عرض أربعة‬ ‫أفالم من مرص وتونس‪.‬‬

‫الوصول إلى أملانيا‬ ‫تطبيق ‪Ankommen‬‬

‫ُيهد التطبيق الطريق في األسابيع األولى لك في أملانيا‬ ‫يكنك العثور على من املعلومات عن احلياة في أملانيا وكذلك إجراءات‬ ‫اللجوء وعن موضوعات العمل والتدريب في التطبيق «‪.»Ankommen‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬يكنك بدء تعلم اللغة األملانية مع هذا التطبيق‪.‬‬ ‫لتنزيل التطبيق مجا ًن ا‪:‬‬

‫‪www.ankommenapp.de‬‬


‫المزيد من‬ ‫اإلنترنت لك‬ ‫*‪€‬‬

‫‪90‬‬

‫‪ /‬يوما ً ‪30‬‬

‫مكن استخدام السكايب‬ ‫ي‬

‫‪19‬‬ ‫‪HIGHSPEE‬‬

‫‪D‬‬

‫‪ . Powered by‬نحن نتكلم لغتك‬

‫‪Ortel Mobile GmbH, E-Plus-Str.1, 40472 Düsseldorf‬‬

‫‪Ortel.‬‬

‫‪www.ortelmobile.de‬‬

‫باقة ‪ Internet Flat 5‬جيجابت (‪19.90‬يورو لكل فترة تشغيل للخيارات تبلغ ‪ 30‬يومًا)‪ :‬مع الخدمات اإلضافية لباقة “‪ ”Internet Flat 5 GB‬فسوف تتمتع بخدمة اإلنترنت ذي السعر الموحد التي يمتد نطاقها إلى كل اتصاالت البيانات المرتبطة بالباقة داخل نطاق شبكة االتصاالت الجوالة ‪( E-Plus‬باستثناء اتصاالت التجوال‬ ‫واالتصاالت الخارجية)‪ .‬حتى حجم بيانات يبلغ ‪ 5‬جيجابايت لكل فترة تشغيل اختيارية يتوفر النطاق الترددي الذي يبلغ ‪ 21.6‬ميجابت‪/‬ثانية (تنزيل) و ‪ 8.6‬ميجابت‪/‬ثانية (رفع)‪ ،‬بعد ذلك تطبق سرعة ‪“ GPRS‬خدمة حزمة الراديو العامة” (بحد أقصى ‪ 56‬كيلوبت‪/‬ثانية في التنزيل والرفع)‪ .‬إن شعار ‪ Skype‬هو عالمة تجارية خاصة‬ ‫بشركة ‪ Microsoft‬ويتم استخدامها بموافقة شركة ‪.Microsoft‬‬


‫‪8‬‬

‫باب شرقي‬

‫العدد ‪ | 12‬كانون األول ‪Dezember • 2016‬‬

‫الترامبية وسؤالَي الوعي والديمقراطية‬ ‫سامي حسن – ماينز | كاتب فلسطيني سوري‬ ‫يط�رح فوز اليمين�ي العنصري دونالد ترامب‬ ‫برئاس�ة الوالي�ات املتح�دة األمريكية س�ؤالني‬ ‫مهمين‪ :‬األول يتعلق بالدميقراطي�ات الغربية‪،‬‬ ‫والثاين مبس�توى وعي الش�عب يف الدول التي‬ ‫تحكمه�ا تلك الدميقراطي�ات‪ .‬عىل مدى حوايل‬ ‫ق�رن ونصف؛ تداول عىل الس�لطة يف الواليات‬ ‫املتح�دة األمريكي�ة حزبين هما الجمه�وري‬ ‫والدميقراط�ي‪ .‬وميك�ن س�حب ه�ذه الحال�ة‬ ‫على الكثري من ال�دول األوروبي�ة‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يط�رح س�ؤاالً جديً�ا ح�ول م�دى دميقراطية‬ ‫الدميقراطي�ات الغربية‪ .‬بهذا املعنى رمبا مازال‬ ‫صحي ًحا ما أش�ار إليه املفك�ر األملاين (هربرت‬ ‫ماركوز) يف كتابه "اإلنس�ان ذو البعد الواحد"‬ ‫م�ن أن مث�ة فرق جوه�ري بين أن تتحرر من‬ ‫العبودية‪ ،‬وبني أن تعطى حرية اختيار س�يدك‬ ‫كما هو الحال عن�د االنتقال من نظ�ام الحزب‬ ‫الواحد إىل نظام الحزبني‪.‬‬ ‫رمبا يتفهم املرء تداول عدد محدود من األحزاب‬ ‫(حزبني أو أكرث) عىل الس�لطة يف حال وجود‬

‫اختالف�ات جوهرية بينه�ا من ناحي�ة الربامج‬ ‫والسياس�ات‪ .‬لك�ن الوقائ�ع تؤك�د أن الفوارق‬ ‫بينها ش�كلية‪ ،‬وأن ما يجمع بين هذه األحزاب‬ ‫أكرب بكثري مام يفرقها‪.‬‬ ‫أما س�ؤال الوع�ي فهو األهم كام أظ�ن‪ .‬نظريًا‪،‬‬ ‫م�ن املفترض أن تك�ون الش�عوب يف ال�دول‬ ‫الدميقراطي�ة أكثر وع ًي�ا يف خياراته�ا‪ .‬لكن‬ ‫واقع ًي�ا تب�دو األم�ور عك�س ذلك‪ .‬ال ش�ك بأن‬ ‫لوس�ائل اإلعلام وغريه�ا م�ن املؤسس�ات‬ ‫األيديولوجية والثقافية املس�يطر عليها من قبل‬ ‫األحزاب الرئيس�ية يف الدميقراطي�ات الغربية‬ ‫ريا يف صياغة وعي الجامهري وإقناعها‬ ‫دو ًرا كب ً‬ ‫ب�أن النظام القائ�م هو األفضل‪ .‬لك�ن أن يصل‬ ‫وعيه�ا ملس�توى التصوي�ت لليمين املتط�رف‬ ‫املع�ادي لها ولكل ما هو إنس�اين فهذا ما يجب‬ ‫التوقف عنده ومحاولة فهمه‪.‬‬ ‫ف�إذا كان م�ن الطبيع�ي أن يلعب ه�ذا اليمني‬ ‫على وت�ر األزم�ات االجتامعي�ة واالقتصادية‬ ‫ويحرك النع�رات القومية والدينية والعنرصية‪،‬‬

‫ف�إن من غير الطبيع�ي‪ ،‬كام أظ�ن‪ ،‬أن تنطيل‬ ‫أكاذي�ب اليمين وش�عبويته على ش�عب من‬ ‫يرا يف التقدم‬ ‫املفترض أن�ه قط�ع ش�وطًا كب ً‬ ‫الحض�اري واإلنس�اين!‪ .‬وهن�ا ال ميك�ن إعفاء‬ ‫القوى السياس�ية‪ ،‬ال س�يام اليس�ارية منها من‬ ‫املس�ؤولية‪ .‬إذ أن عج�ز هذه القوى وتقاعس�ها‬ ‫وافتقارها للحد األدىن من الراديكالية املطلوبة‪،‬‬ ‫هي من األسباب التي تفرس صعود ذلك اليمني‪.‬‬ ‫هنا قد يكون مهام التذكري مبا كان قد أشار إليه‬ ‫كل من املفكرين األملانيني (ماكس هوركهامير)‬ ‫و(ثيودور أدورنو) يف كتابهام "جدل التنوير"‬ ‫حول تفسير صعود الفاش�ية‪ .‬حي�ث تعاملت‬ ‫القوى املجتمعية بالمب�االة مع صعود الظاهرة‬ ‫النازي�ة انطالقًا من وهم مف�اده أنه ال ميكن أن‬ ‫يتحقق يف الواقع إال م�ا هو عقالين ومنطقي‪.‬‬ ‫ومل�ا كانت ه�ذه الظاه�رة غري عقالني�ة‪ ،‬وهي‬ ‫بالفعل كذلك‪ ،‬فإن نجاحها‪ ،‬كام كانت تقول تلك‬ ‫القوى‪ ،‬هو من االس�تحالة مب�كان‪ .‬لكن وصول‬ ‫النازيين إىل الس�لطة جاء ليق�ول عكس ذلك‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬فإنه ملن الخطأ الجس�يم اليوم االستمرار‬ ‫يف االسترخاء واستس�هال القول بأن أوروبا ال‬ ‫ميكنه�ا أن تكرر تجارب امل�ايض‪ .‬ففوز ترامب‬ ‫بالرئاس�ة األمريكية يعط�ي جرعة قوية لليمني‬

‫املتط�رف يف أوروبا األمر ال�ذي يعني رضورة‬ ‫دق ناق�وس الخط�ر ملواجهت�ه وللحيلولة دون‬ ‫تحول الرتامبية إىل ظاهرة طبيعية‪.‬‬

‫في البساطة والهجران‬ ‫عال شيب الدين | كاتبة سورية‬ ‫يل كثاف�ة مجدولة وس�يولة‬ ‫امل�كان بالنس�بة إ ّ‬ ‫الزم�ان‪ .‬تتطاحن�ان‪ ،‬تتطارح�ان‪ ،‬تنصت�ان‪،‬‬ ‫تتناغمان‪ ،‬تصمت�ان‪ ،‬تتق�دان‪ ،‬ترت ّم�دان‪،‬‬ ‫تتخضّ ب�ان‪ ،‬ترتعش�ان‪ ،‬تهدم�ان‪ ،‬تبني�ان‪،‬‬ ‫تتفككان‪ ،‬تفككان‪ ،‬تنس�جان‪ ،‬تحالّن‪ ،‬تربطان‪،‬‬ ‫رضان‪ ،‬تيبس�ان‪ ،‬تعلوان‪ ،‬تهبطان‪ ،‬ترت ّجان‪،‬‬ ‫تخ ّ‬ ‫تتف ّج�ران‪ ،‬تخم�دان‪ ،‬تط�والن‪ ،‬تقصران‪،‬‬ ‫متتدّان‪ ،‬تجزران‪ ،‬تهمدان‪ ،‬تش�تعالن‪ ،‬تخبوان‪،‬‬ ‫رسان‪ ،‬تفصحان‪ ،‬تُظلامن‪ ،‬تنريان‪..‬؛‬ ‫تنكشفان‪ ،‬ت ّ‬ ‫لكنهام مجدولتان‪ .‬كلتاهام رصخة وجو ٍد مطلق‬ ‫وتش�ظٍّ‪ ،‬املكان رصخة متش�كِّلة وتتش�كل بال‬ ‫هوادة‪ ،‬الزمان ريح تصفر بال هوادة‪.‬‬ ‫يف نس�غًا‪،‬‬ ‫حللت يف م�كان َّ‬ ‫كلّما‬ ‫ُ‬ ‫انحل وصار َّ‬ ‫أو رسمدًا وإ ْن للحظ�ة مد ِّمرة تارة‪ ،‬ملتفّة طو ًرا‬ ‫تنس�ل بهدوء وب�طء صاعدَين حول‬ ‫ّ‬ ‫ك ِمثل نبتة‬ ‫جذع ش�جرة‪ ،‬حتى ت�كاد تصيره أو يصريها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أنج�دل وجديل�ة الكثافة والس�يولة‪ ،‬وال أنتهز‪.‬‬ ‫تُ�رى أيهام األبل�غ‪ ،‬الزمان واملكان أم الش�عور‬ ‫فيهام وحيالهام؟‪ .‬أفكر من مكاين هنا وزماين‪،‬‬ ‫يف مكاين هناك وزماين‪ ،‬يف بلدي األم سوريا‪،‬‬ ‫يف ش�وارعي وأزقت�ي‪ ،‬يف ح�ارايت‪ ،‬يف بيتي‪،‬‬ ‫يف غرفت�ي‪ ،‬يف دهاليزي ومتاه�ايت‪ ،‬ما حالها‬ ‫م�ن بَع�دي ويف بُعدي؟ ه�ل ال أزال أس�كنها‬ ‫مثلام تس�كنني؟ هل تش�تاقني مثلام أشتاقها؟‬ ‫ه�ل تتأمل لفراق�ي وتبكيني وتن�زف؟ أح ُّن إىل‬ ‫رس�ائل مختبئة يف حنايا غرفتي‪ ،‬إىل رسيري‪،‬‬ ‫لكل منها حكاية وش�خوص وزمان‬ ‫ألع�اب ٍّ‬ ‫إىل‬ ‫ٍ‬ ‫ومكان‪ .‬أح ّن إىل مكتبتي الصغرية تحت ش�بّ ٍ‬ ‫اك‬ ‫“ك�ريس امللك”‬ ‫يط�ل عىل صخرة ك ّنا نس� ّميها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لطامل�ا نُس�جت حوله�ا حكاي�ات وحكاي�ات‪،‬‬ ‫بيدي هاتني ذات ش�قاو ٍة‬ ‫مكتبتي التي صنعتها‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫أصل مكتبتي خزانة خش�بية “بوفيه”‬ ‫ممطرة‪ْ .‬‬ ‫( َم�ن قال إن األصول ثابت�ة ال تتح ّول؟!)‪ .‬كانت‬ ‫تل�ك الخزان�ة تقب�ع يف إح�دى زواي�ا املطبخ‪،‬‬ ‫وتحتمل ثقل الصحون والكاسات وأشياء كثرية‬ ‫أخرى‪ .‬ظلّت عىل م ّر عقود تحتمل وتصرب‪ ،‬إىل‬ ‫أن اندلع يو ٌم انهارت في�ه‪ ،‬معلن ًة هجران الثقل‬

‫وقفت‬ ‫وامل�كان؛ ف ُرمي حطامه�ا خلف البي�ت‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫حين�ذاك أمام الحطام حزين�ة‪ ،‬هالني انهيارها‪،‬‬ ‫ث�م ر ْميها بعد نس�يان أفضالها يف احتامل ثقلٍ‬ ‫مديد‪ .‬اجتاحت رأيس فك�رة مجنونة‪ ،‬تعيد إىل‬ ‫ه�ذا الحط�ام كرامته‪ ،‬وتك� ّرم خزان�ة احتملت‬ ‫حمل�ت الحطام‬ ‫الكثير وصربت بصم�ت بالغ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ورحت‬ ‫إىل غرفت�ي‪ ،‬إىل وح�ديت‪ ،‬إىل عمق�ي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أنف�ث في�ه الروح‪ .‬أع�دتُ لألرج�ل املتهاوية ما‬ ‫ض�اع منه�ا‪ ،‬أي نعمة الوقوف ف�وق أرض هي‬ ‫كف مبس�وطة‬ ‫قلب مبس�وط بس�اطة ّ‬ ‫مبثاب�ة ِ‬ ‫لتلقّ�ف حبّ�ات مط� ٍر ش�اردة؛ وف�وق األرجل‬ ‫الواقف�ة مج� َّددًا ارتفع�ت ثالثة رف�وف‪ ،‬معلن ًة‬ ‫رصفت فوق الرفوف كت ًبا‬ ‫والدة مكتبة صغرية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يف األدب ويف الفلسفة والعلم‪ ،‬وعىل سطحها‪،‬‬ ‫ألقيت أشياء خفيفة خفّة الروح‪ ،‬النبض‪ ،‬الخاليا‬ ‫ُ‬ ‫املنتجة‪ .‬تعايشنا أنا والخزانة‪/‬املكتبة بعد ذلك‪،‬‬ ‫س�نوات طوال‪ .‬تعرف م�ا يب وأع�رف ما بها‪.‬‬ ‫تتذكَ�ر الصحون والكاس�ات واملالعق‪ ،‬فأذكّرها‬ ‫ب�اآلداب واألفكار واملعارف‪ .‬أرعاه�ا ليالً نها ًرا‪،‬‬ ‫برم�ش العني وماء القلب وحش�ائش الوجدان‪.‬‬ ‫اآلن‪ ،‬ه�ي وحيدة من دوين هن�اك‪ ،‬وأنا وحيدة‬ ‫هنا من دونها‪ ،‬يع ّزيني يف هذا الهجران املوجِع‪،‬‬ ‫رسها يس�كنني‪ ،‬ورمب�ا يع ّزيها أنيّ أودعتها‬ ‫أ َّن ّ‬ ‫الكثري من أرساري وأحالمي ورؤاي‪.‬‬ ‫***‬ ‫بعيدًا م�ن ضجيج “اإلج�راءات” و”اليوميات”‬ ‫وقسوتها وابتذالها واستنزافها املستمر للفرادة‪،‬‬ ‫أميش هنا أحيانً�ا‪ .‬تأخذين الدروب إىل أمكنتي‬ ‫اهتديت‪ ،‬قبل‬ ‫من غير ترتيب أو تخطيط‪ ،‬وم�ذ‬ ‫ُ‬ ‫بضعة أش�هر‪ ،‬إىل عن�وان املكتب�ة املركزية يف‬ ‫“نوميارك�ت”‪ ،‬املنطقة التي تقب�ع بدورها يف‬ ‫مركز مدينة كولونيا غ�رب أملانيا؛ مل أنقطع عن‬ ‫بت أش�عر حيالها ش�عور‬ ‫زيارته�ا‪ ،‬حت�ى أين ُّ‬ ‫البي�ت‪ ،‬ال املكتبة العام�ة‪ .‬تُعريين هذه املكتبة‪/‬‬ ‫البيت‪ ،‬روايات بلغتي األم‪ ،‬تس�مح يل بالجلوس‬ ‫متأملة س�اهمة صامتة وش�اردة‪ ،‬تتلقّفني كلّام‬ ‫اقرتب التيه‪ ،‬فتدفعن�ي إىل الخطو الهادىء يف‬

‫كتب مرصوفة فوق رفوف‪ ،‬أستشعر‬ ‫األزقة بني ٍ‬ ‫رهبة كنوزه�ا‪ ،‬ونفحات املعرف�ة املنبعثة منها‪،‬‬ ‫فأعدُه�ا بصم�ت‪ ،‬أن أعي�ش أمكنته�ا وأزمنتها‬ ‫اس�تطعت يو ًما إتقا َن لغته�ا‪ .‬أصع ُد األدراج‬ ‫إن‬ ‫ُ‬ ‫وأنزل متنقلة من طابق إىل طابق‪ .‬ذات صعود‪،‬‬ ‫بينما كان يطحنن�ي الش�وق إىل “م�كاين”‬ ‫هن�اك‪ ،‬إىل س�وريا‪ ،‬ويخلخ�ل كي�اين الح�زن‬ ‫حيال جرحها الغائر‪ ،‬ويخضِّ بني ش�عور معذِّب‬ ‫بوصفي “ناجية” (هل حقًا أنا ناجية؟!)؛ عرثتُ‬ ‫على م�كانٍ ك َم�ن يعرث على كن�ز يف جزيرة‬ ‫مهجورة‪ ،‬تنتظر وترتقّب وتتل ّوى‪ .‬ن َّبهني املكان‬ ‫حني عرثتُ عليه أو تعّث�رّ تُ به‪ ،‬إىل كونه مكانًا‬ ‫أيضً �ا‪ ،‬وقد يكون يل وط ًن�ا أو كونًا‪ .‬املكان هو‬ ‫َ‬ ‫ُدخل�ك عاملها العظيم ببس�اطة‬ ‫غرفة بس�يطة ت‬ ‫عظيمة‪ .‬عامل يُفصح عن نفس�ه ببساطة سهول‬ ‫آلخرها ِ‬ ‫وغاب�ات ليس ِ‬ ‫آخر‪ .‬ش�دّتني من أعامقي‬ ‫بس�اطة تل�ك الغرف�ة الصغيرة ذات األث�اث‬ ‫البسيط الدافئ‪ :‬رسير خشبي صغري يبدو كأنه‬ ‫من�ذور لن�داءات الغابة األوىل‪ ،‬يغطّي فراش�ه‬ ‫ِحرام خفيف خفة ألوانه ورش�اقتها يف األحمر‬ ‫واألزرق واألخضر والب ّني واألبيض‪ ،‬اس�تلقت‬ ‫فوقه كتب ذاوية من فرط األيام وشغف القراءة‪،‬‬ ‫ومثة طاقية ش�توية‪ُ ،‬علِّقت بالقرب من قناطره‬ ‫الش�اهدة يف حن ّوه�ا وتق ّوس�اتها‪ ،‬عىل أحالم‬ ‫ورؤى وخي�االت وأجنح�ة‪ .‬س� ّجادة صغيرة‬ ‫مربَّعة الشكل‪ ،‬يقف فوقها مكتب خشبي يعلوه‬ ‫هاتف قديم وقرطاسية وأوراق وظروف رسائل‬ ‫ٍ‬ ‫منتش باالرتشاف‬ ‫بريدية قدمية‪ ،‬وفنجان قهوة‬ ‫بعد س�اعات طوال من العم�ل‪ ،‬تحيط بهذا كلّه‬ ‫رفوف مرصوفة بالكتب‪ .‬إنها غرفة عمل األديب‬ ‫األملاين املولود يف مدينة كولونيا‪ ،‬هايرنش بول‬ ‫(‪ .)1917-1985‬يف حرضة األمكنة املهجورة‪،‬‬ ‫يصبح اس�تحضار األرواح عىل أش�دّه‪ .‬تنعجن‬ ‫أرواح الحارضين م�ع أرواح الغائبني‪ ،‬ويرشع‬ ‫الخيال بنس�ج القص�ص والروايات حول أناس‬ ‫كان�وا “هنا”‪ ،‬وعاش�وا “هنا”‪ ،‬قب�ل أن يرحلوا‬ ‫تاركين آثا ًرا ترتكها كثافة امل�كان يف حضنها‪،‬‬ ‫ليك مت�ارس بقاءه�ا يف صمت مهي�ب‪ .‬هكذا‬ ‫راحت روحي تنعجن وروح صاحب هذه الغرفة‬

‫البس�يطة املهجورة‪ .‬إن أعظ�م األمكنة هي تلك‬ ‫التي تُش�ع ُرك بأنك إنسان‪ ،‬وأنا يف كل م ّرة أقف‬ ‫فيها متأمل ًة غرفة هذا األديب‪ ،‬أش�عر يف روحي‬ ‫تحلّق‪ ،‬وأفكر يف أن�ه بقدر ما تق ّزمنا وتح ّجمنا‬ ‫وتح� ّط من ش�أننا الغ�رف الفخم�ة والضخمة‬ ‫ل�ذوي الس�لطة التافهة والنف�وذ التافه يف كل‬ ‫م�كان وكل زمان؛ بقدر ما نش�عر بأننا عظامء‬ ‫أمام بس�اطة عوامل العظامء من البرش‪ .‬أحيانًا‪،‬‬ ‫يكون فهم اليشء معناه أن نجد فيه ش�يئًا م ّنا‪،‬‬ ‫وأنا وجدتُ يف غرفة هايرنش بول‪ ،‬ش�يئًا م ّني‪،‬‬ ‫من غرفتي هناك‪ ،‬من ذاكريت‪.‬‬ ‫بساطة غرفة هايرنش بول مهمة إىل درجة “بيت‬ ‫محل إلميان األديب هنا وكفره‬ ‫بلا ح ّراس”‪ ،‬وال ّ‬ ‫فيما يخلق‪ .‬أولي�س هو الخالق؟! إنها بس�اطة‬ ‫غرفة‪ ،‬تش ّد إىل التفكري يف مفهوم البساطة يف‬ ‫حد ذاته ولذاته‪ .‬يف البساطة‪ ،‬تتدفّق األفكار من‬ ‫القل�ب‪ ،‬فتغ�دو فج ًرا لكل معرف�ة‪ ،‬وكل حدس‪،‬‬ ‫وخَلقًا للصور وتكوي ًنا للمفاهيم‪ .‬البس�اطة هي‬ ‫رف�ض لكل ما من ش�انه أن يوق�ف الحياة يف‬ ‫ٌ‬ ‫قانونها األسمى الذي هو االستمرار‪ .‬ومن خالل‬ ‫البس�اطة‪ ،‬تتغلّ�ب اإلرادة الواحدة الكربى عىل‬ ‫اإلرادات الجزئي�ة املبعَث�رَ ة واملم َّزقة‪ ،‬مس�تأنِف ًة‬ ‫الط�واف من الحي�اة إىل الفكر‪ ،‬ومن الفكر إىل‬ ‫الحياة‪ ،‬وبرباع ٍة “س�قراطيّة” عارفة‪ ،‬ت ُوقع غري‬ ‫العارف يف االضطراب‪.‬‬ ‫***‬ ‫تحتاج الفخام�ة والضخامة الخارجية الصادرة‬ ‫عن خواء داخيل‪ ،‬أي خواء الروح والعقل والقلب‬ ‫والوج�دان‪ ،‬إىل الكثري من الكذب ليك متأل هذا‬ ‫مي�ت إىل الحياة بصلة‬ ‫الخ�واء‪ .‬تقتلان كل ما‬ ‫ّ‬ ‫يف سبيل الحصول عىل ذرائع تس ّد بها الخواء‪،‬‬ ‫لكن عبثًا تفعالن‪ ،‬فال الخواء ميتىلء‪ ،‬وال الكذب‬ ‫والقتل يتوقّفان! بي َد أن ثراء الفكر يف البساطة‬ ‫يتح ّول إىل موقف حيوي جوهري‪ ،‬أو إىل حركة‬ ‫حي�اة صوب الحياة‪ ،‬تتح ّرر فيها النفس من كل‬ ‫ثقل‪ ،‬وتلتمع أعظم التامع‪.‬‬ ‫“لكنها صغرية جدا ً”‪ ،‬قالت بيشء من االمتعاض‬ ‫حس�بام بدا يل‪ ،‬بينما ك ّنا بالقرب من كنيس�ة‬ ‫جميلة املبنى وبس�يطة‪ ،‬يف قرية نائية ووادعة‬

‫كنت‬ ‫يرا عن مدينة كولوني�ا‪ ،‬وبينام ُ‬ ‫ال تبعد كث ً‬ ‫أعبرّ عن إعجايب ببساطة تلك الكنيسة وحن ّوها‪.‬‬ ‫فقل�ت‪“ :‬هكذا يجب أن‬ ‫ثم أخ�ذ الحوار يتع ّمق‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تكون الكنيس�ة‪ ،‬بسيطة بس�اطة املسيح نفسه‪.‬‬ ‫إن الضخام�ة والعملق�ة‪ ،‬والصلب�ان الباذخ�ة‬ ‫الفخمة ليس�ت م�ن اإلميان الحقيقي البس�يط‬ ‫يف يشء”‪ .‬قال�ت‪“ :‬البع�ض يرى يف املس�يح‪،‬‬ ‫أجبت‪“ :‬لقد كان املس�يح‬ ‫ش�خصية ضعيف�ة”‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قويً�ا ق�وة البس�اطة نفس�ها‪ ،‬وعظيًم�اً عظمة‬ ‫البساطة نفس�ها‪ .‬إن الفخامة والضخامة اللتني‬ ‫تُخمدان ش�علة القلب‪ ،‬لتش�عال نريان الجش�ع‪،‬‬ ‫مت�ت بصلة إىل اإلميان الحقيقي”‪.‬‬ ‫هام آفات ال‬ ‫ُّ‬ ‫ترى ما معن�ى أن يكون الـ “صليب بال حب”؟‬ ‫سؤال أشتقُّه هنا تي ّم ًنا بإحدى روايات هايرنش‬ ‫بول‪ .‬يف البس�اطة هنا‪ ،‬س�حر يتح�دّى ألوهيّة‬ ‫البذخ والفخامة والضخامة والس�لطة والرثوة‪،‬‬ ‫ويدف�ع تال ًي�ا‪ ،‬إىل خ� ْرق نظ�امٍ خلقَت�ه ه�ذه‬ ‫األلوهية الزائفة‪ ،‬ومن ثم التم ّرد عليها‪.‬‬ ‫البساطة هنا‪ ،‬هي بصرية مبارشة‪ ،‬تختلف حتماً‬ ‫ع�ن ذاك التبس�يط املفت َع�ل‪“ .‬تجمي�ل الفقر”‬ ‫مثالً‪ ،‬ليس ببساطة‪ ،‬وال ينفع الفقراء يف يشء‪،‬‬ ‫التامه�ي وفقرهم عرب ارتداء جين� ٍز مم َّزق عىل‬ ‫سبيل املوضة‪ .‬هل يشعر َمن يلبس الجينز املمزق‬ ‫ت َرفً�ا‪ ،‬بأوج�اع من م� َّزق ثيابَه الفق� ُر والبؤس‬ ‫والترشد؟!‪ .‬ال تنفع الفقراء أيضً ا‪ ،‬أيديولوجيات‬ ‫فخمة وضخمة‪“ ،‬اشرتاكية” متسلطة مستبدة‪،‬‬ ‫متوس�ل ًة‬ ‫تخدم وحوش الس�لطة والنفوذ واملال‬ ‫ّ‬ ‫إىل ذلك بوس�ائل متجي�د الفق�ر والفقراء عرب‬ ‫اإلبق�اء عىل فقرهم‪ ،‬بل االس�تمرار يف إفقارهم‬ ‫أكرث فأكرث!‪ .‬إن تبسيط الفقر أو متجيده‪ ،‬إ ْن هو‬ ‫ين‪.‬‬ ‫سوى رضب من فقر‬ ‫روحي وإنسا ّ‬ ‫ّ‬ ‫البس�اطة هن�ا‪ ،‬هي بصرية مب�ارشة‪ ،‬تقف ضد‬ ‫القت�ل الناجم ع�ن ضخامة وتضخيم الس�لطة‬ ‫والثروة والنف�وذ األعم�ى‪ ،‬لكنها حتماً ليس�ت‬ ‫مبغرم�ة بالفقر‪ ،‬ب�ل تس�عى إىل هزميته بكل‬ ‫األش�كال‪ .‬إنها البس�اطة األنيق�ة الرفيعة التي‬ ‫تشري إىل فيض الالنهاية‪ ،‬والتي ت ُعيل من شأن‬ ‫اإلنس�ان والكرامة اإلنس�انية والحياة املحرتمة‬ ‫التي يجب أن ينعم بها البرش‪ ،‬كل البرش‪.‬‬


‫باب شرقي‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ | 11‬كانون األول ‪Dezember • 2016‬‬

‫“سينغا غوت تالنت” كثير من الحب في برلين‬ ‫سعاد عباس | برلين‬ ‫لبيت الدعوة إىل “سينغا غوت تالنت”‪ ،‬بانطبا ٍع‬ ‫ُ‬ ‫مس�بق أنها س�تكون كاملناس�بات األخرى التي‬ ‫تجمع الجئني أو مهاجرين مع األملان‪ ،‬يف أجواء‬ ‫تهدف للتع�ارف والتق�ارب أو املس�اعدة‪ ،‬كان‬ ‫هديف تغطية مناس�بة كغريها م�ن املجهودات‬ ‫الت�ي تب�ذل بنوايا صافي�ة لتحقيق ما يس�مى‬ ‫“االندماج” مهام كان تعريفه‪.‬‬ ‫لكنني فوجئ�ت منذ اللحظ�ة اﻷوىل لوصويل‪،‬‬ ‫رمب�ا ﻷنن�ي توقع�ت مكانً�ا رصي ًنا يش�به ما‬ ‫ٍ‬ ‫مناس�بات كه�ذه‪ ،‬إال أنني وجدت‬ ‫اعتدن�اه يف‬

‫صاخب باملوس�يقا‬ ‫نفسي يف حف�لٍ حقيق�ي‬ ‫ٍ‬ ‫والضحكات‪ ،‬يضم شبانًا وشابات من جنسيات‬ ‫مختلفة‪ ،‬اس�تطعت مبتع�ة أن أميز عدة لهجات‬ ‫سورية وعربي ٍة أخرى‪.‬‬ ‫ال مكان هنا ألحد فوق اﻵخر‪ ،‬ال أحد يعرف أكرث‬ ‫أو أق�ل من اآلخر‪ .‬ال يشء س�وى روح الش�باب‬ ‫الت�ي تلغ�ي الحواجز‪ ،‬واملوس�يقا الت�ي تحرق‬ ‫املسافات‪.‬‬ ‫مواهب سينغا" "‪SINGA’s got ta l‬‬

‫‪"ent‬‬

‫نظمت الحفل منظمة س�ينغا أملانيا ” ‪SINGA‬‬ ‫‪ ”Deutschland‬كتجرب� ٍة أوىل من هذا النوع‪،‬‬

‫وجاءت متمي�زة وناجحة كالفعالي�ات األخرى‬ ‫الت�ي تنظمها هذه املجموعة‪ ،‬يف س�عيها لخلق‬ ‫ٍ‬ ‫عالق�ات متوازي�ة م�ا بين الواصلين الج�دد‬ ‫واألملان‪.‬‬ ‫الفعالي�ة الت�ي أقيمت يف ‪ 17‬ترشي�ن الثاين‪-‬‬ ‫نوفمبر‪ ،‬كانت دعو ًة ل�كل من يتمت�ع مبوهب ٍة‬ ‫ما‪ ،‬الغناء‪ ،‬العزف عىل آلة موس�يقية‪ ،‬والرقص‬ ‫أو االس�تمتاع بقراءة قصائد‪ ،‬ألن يأيت ويشارك‬ ‫اآلخري�ن موهبته ومتعته عىل خش�بة املرسح‪.‬‬ ‫ودع�وة أيضً ا ألولئ�ك غري املوهوبين مثيل أن‬ ‫يحرضوا كجمهو ٍر يس�تمتعوا ببس�اطة بكل ما‬ ‫يقدم من أعام ٍل فني ٍة جميلة‪.‬‬ ‫موسيقى‪ ،‬شعر‪ ،‬رقص ومرح‬

‫كان بني املشاركني موس�يقيون محرتفون مثل‬ ‫وس�يم مقداد‪ ،‬ال�ذي قدم م�ع برييف�ان أحمد‬ ‫(س�وريا)‪ ،‬مقطوعتين بعن�وان “رقصة كرد”‬ ‫و”أن�ا الحامم�ة \ إز كَفوك�م” وهما جزء من‬ ‫برنام�ج رحل�ة موس�يقية م�ن تألي�ف مقداد‪،‬‬ ‫بعنوان “رحلة يف الرشق”‪ .‬وشارك أيضً ا عازف‬ ‫العود الس�وري نبيل أربعين مبقطوعتني من‬ ‫الرتاث السوري بعنوان “أغاين دمشقية”‪ .‬ومن‬ ‫أملانيا‪ ،‬قدمت “كاثرينا فون ريدين” مقطوعات‬ ‫موسيقية كالسيكية‪.‬‬ ‫أم�ا الش�عر فكان ل�ه حضو ٌر غن�ي أيضً ا حيث‬ ‫قدم�ت م�ن هنغاريا قصي�دة بعن�وان “نرثات‬ ‫م�ن روح�ي” لـ”دومينيكا في�زي” عن الحب‬ ‫والخس�ارة والحي�اة يف املدين�ة‪ .‬وش�عراء من‬ ‫الع�راق وس�وريا وإريترييا قدم�وا قصائدهم‬

‫باللغات الكردية والعربية‪.‬‬ ‫وقدمت الراقص�ة الربازيلية ماريانان هيلغريت‬ ‫أيضً �ا عرضً ا جميالً‪ ،‬كما كان للراب حصتة يف‬ ‫الع�رض‪ ،‬قدمها الثنايئ عالء خليل من س�وريا‬ ‫وجان باتيست فيتزمايت من أملانيا‪.‬‬ ‫مش�اركون كثر قدم�وا مواهبه�م املوس�يقية‬ ‫والش�عرية‪ ،‬وبعضه�م نال فرصت�ه األوىل يف‬ ‫الع�رض أمام الجمه�ور‪ .‬الذي اس�تمع ومتايل‬ ‫وصفق ورقص‪.‬‬ ‫سينغا‪ ،‬نشاطات متنوعة ولقاءات غنية‬

‫كانت س�ينغا قد بدأت نش�اطاتها يف “شبراخ‬ ‫كافي�ه” وهو مقه�ى لطيف يلتقي في�ه الناس‬

‫ضمن برنام�ج للتبادل اللغوي ترع�اه املنظمة‪.‬‬ ‫ومن برامجها األخرى “‪”story telling room‬‬ ‫حيث يروي املش�اركون قصصهم‪ .‬أ ّما الربنامج‬ ‫األهم فهو برنام�ج “‪”Mentoring Program‬‬ ‫الذي يهدف ملساعدة أصحاب الكفاءات العلمية‬ ‫والطلاب‪ ،‬ع�ن طري�ق لق�اءات م�ع أصحاب‬ ‫ٍ‬ ‫اختصاص�ات مامثل�ة م�ن األمل�ان يش�اركون‬ ‫خرباته�م يف العم�ل يف أملاني�ا‪ ،‬وإمكاني�ات‬ ‫التط�ور ومتابع�ة الدراس�ة‪ ،‬وآلي�ات تحصيل‬ ‫القبول الجامعي‪.‬‬ ‫النشاطات الرياضية أيضً ا لها مكان مع سينغا‪،‬‬ ‫حا عىل كل األفكار واالقرتاحات‬ ‫التي تبدي انفتا ً‬ ‫يف مختلف املجاالت‪.‬‬

‫تطبيق بيروكريزي ‪ .....‬وتحدي البيروقراطية األلمانية‬ ‫حسين أحمد | برلين‬

‫ما هي آلية العمل والخدمات والميزات‬

‫صحفي سوري‪ ،‬إجازة في اآلداب ـ قسم اللغة اإلنكليزية‬ ‫متكن الجئ�ون س�وريون من تطوي�ر تطبيقٍ ‪،‬‬ ‫ال ي�زال قيد العمل‪ ،‬ويأمل مط�وروه بأن يكون‬ ‫داعماً ومس�اعدًا لالجئني للخ�روج من متاهات‬ ‫وأنف�اق البريوقراطي�ة يف أملاني�ا‪ .‬يُعترب عائق‬ ‫اللغ�ة م�ن أول وأصع�ب العوائق الت�ي تواجه‬ ‫الالج�ئ‪ ،‬وهذا س�يكون م�ن ألوي�ات التطبيق‪،‬‬ ‫حيث س�تتم ترجم�ة الطلبات التي س�يواجهها‬ ‫الالجئ إىل اللغة العربية واإلنكليزية‪ ،‬باإلضافة‬ ‫اىل بعض الخصائص األخرى ‪.‬‬ ‫من�ذر خطاب‪ 23 ،‬عا ًم�ا‪ ،‬كان طالبًا يف جامعة‬ ‫ترشين ‪ -‬قس�م الهندس�ة املعامرية‪ ،‬وصل إىل‬ ‫أملانيا منذ ما يقارب الس�نة‪ ،‬وهو أحد مؤسيس‬ ‫فك�رة تطبي�ق ‪ ،Bureaucrazy‬التق�ت أب�واب‬ ‫مبنذر خطاب يف برلني الحوار التايل‪:‬‬ ‫أخبرنا عن بعض حاالت البيروقراطية‬

‫شخصيا سواء‬ ‫األلمانية التي عايشتها‬ ‫ً‬

‫قبل‪ ،‬أثناء وربما بعد اإلقامة؟ وهل‬

‫توقعت وجود النظام البيروقراطي في‬

‫ألمانيا؟ كيف يمكنك مقارنتها مع‬ ‫البيروقراطية في سوريا؟‬

‫ميكنني إعطاؤك مثاالً عن أول عملية بريوقراطية‬ ‫كان يج�ب عيل التعامل معه�ا‪ ،‬وهي كانت يف‬ ‫أول س�بعة أيامٍ قضيتها يف مدينة برلني‪ ،‬حيث‬ ‫كان يتوج�ب علي تعبئة طلب اس�مه ‪Polizei‬‬ ‫‪ ، Meldebescheinigung‬أعتق�د أن�ه ميك�ن‬ ‫تخي�ل الصعوب�ة الت�ي عانيتها من طول اس�م‬ ‫ٍ‬ ‫لش�حض جدي�د يف أملانيا وعليه‬ ‫الطل�ب‪ ،‬أعني‬ ‫القي�ام بتعبئ�ة هذا الطل�ب وال�ذي كان معقدًا‬ ‫للغاي�ة‪ ،‬وم�ا يجع�ل كل األمور أس�وأ‪ ،‬هو عدم‬ ‫معرفتن�ا املس�بقة باللغة األملاني�ة‪ .‬يف الحقيقة‬ ‫مل أتوق�ع وج�ود هذا النظ�ام البريوقراطي يف‬ ‫أملانيا‪ ،‬يف س�وريا الوضع مختلف؛ عندما بدأت‬ ‫الح�رب يف س�وريا كان عم�ري ‪ 18‬عا ًم�ا ومل‬ ‫يكن عيل القي�ام بالكثري من املعامالت الورقية‪،‬‬

‫ولكن ميكنني إعطاؤك مثاالً‪ ،‬يف س�وريا هناك‬ ‫تعليامت واضحة عن األوراق الالزمة وأعتقد أن‬ ‫وجود البريوقراطية يف س�وريا باللغة العربية‬ ‫مل يكن ليجعلها بهذه الصعوبة بالنسبة يل‪.‬‬ ‫كيف تبلورت الفكرة لدى مجموعتكم؟‬ ‫وكم استمرت؟ ومن هم أعضاء‬

‫المجموعة؟ وكيف جاء اختيار االسم؟‬

‫ب�دأت الفك�رة عندم�ا كن�ا يف مدرس�ة ‪ReDI‬‬ ‫‪ ))school‬ويف أول ٍ‬ ‫درس لنا‪ ،‬كان يتوجب علينا‬ ‫التح�دث ع�ن الصعوبات واملش�اكل التي كانت‬ ‫تعيقنا يف أملانيا‪ ،‬فأجمعنا عىل أن البريوقراطية‬ ‫هي واحدة من أصع�ب التحديات التي واجهتنا‬ ‫وميكن اس�تخدام حل تقن�ي منطقي لها‪ .‬فكرة‬ ‫التطبيق حتى اآلن مس�تمرة‪ ،‬وهي قيد العمل و‬ ‫التنفيذ‪ .‬يف الحقيقة أنا من جاء باالسم‪ ،‬وجدته‬ ‫مس�ليًا للنطق‪ .‬بالنسبة ألعضاء املجموعة‪ :‬غيث‬ ‫زمريق‪ ،‬عمر الش�افعي‪ ،‬أحم�د آله ريش‪ ،‬محمد‬ ‫خطاب‪ ،‬يزن سلمو‪.‬‬

‫التي سيدعمها التطبيق؟ ولغة التطبيق‬ ‫التي سيتم اعتمادها؟ وهل ستحتاجون‬ ‫ً‬ ‫الحقا الى مجموعة أكبر من المتطوعين‬ ‫أو المساهمين في إنجاح فكرة‬

‫التطبيق؟ وماهو الهدف األهم من‬

‫التطبيق؟‬

‫التطبيق سيحتوي عىل ثالث مهامٍ رئيسية‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬الرتجم�ة‪ ،‬التطبيق س�يرتجم الطلبات إىل‬ ‫العربي�ة واإلنكليزي�ة (حتى اآلن) وس�يوفرها‬ ‫للمستخدم‪.‬‬ ‫ثانيً�ا‪ :‬التوجيه�ات‪ ،‬س�يقوم التطبي�ق بتوفري‬ ‫ٍ‬ ‫تعليمات عن آلي�ة عم�ل الطلبات‪ ،‬كمث�ال‪ :‬إذا‬ ‫أراد املس�تخدم معرفة كيفية فتح حساب بنيك‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫تعليمات واضحة‬ ‫فس�يقوم التطبي�ق بوض�ع‬ ‫عن ماهية األوراق املطلوب�ة وطريقة الحصول‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫ثالثً�ا‪ :‬الخرائ�ط‪ ،‬ع�ن طري�ق وج�ود خريطة‬ ‫يف التطبي�ق‪ ،‬سرتش�د املس�تخدم إىل املكت�ب‬ ‫طلب محدد‪.‬‬ ‫الحكومي الذي يحتاج إليه لتسليم ٍ‬ ‫نعم‪ ،‬حالي�اً يوجد الكثري م�ن املتطوعني الذين‬ ‫اتصل�وا معنا وعرض�وا علينا املس�اعدة‪ ،‬ولكن‬ ‫يف املس�تقبل سنحتاج إىل املزيد من املتطوعني‬ ‫أيضً ا‪.‬‬ ‫بالنسبة للهدف الرئييس من التطبيق هو نفسه‬ ‫الس�بب الذي جئن�ا بالفكرة ألجل�ه؛ وهو تعلم‬ ‫الربمجة ومس�اعدة أكرب ع�دد من الالجئني يف‬ ‫أملانيا ورمبا يف العامل‪.‬‬ ‫هل تلقيتم أي تشجيع أو دعم إلصدار‬

‫رسميا عبر أجهزة الهاتف‬ ‫التطبيق‬ ‫ً‬

‫الذكية؟‬

‫نع�م‪ ،‬لق�د كان هن�اك الكثير م�ن التش�جيع‬ ‫وتفاجئن�ا بالك�م الهائ�ل من القادمين الجدد‬ ‫الذين عانوا بش�كل كبري م�ن البريوقراطية يف‬ ‫أملانيا‪.‬‬

‫لقد تحدثت الكثير من وسائل اإلعالم‬

‫‪FOTO:HUSSEIN AHMAD‬‬

‫العربية‪ ،‬األلمانية والعالمية عن فكرة‬ ‫تطبيق بيروكريزي‪ ،‬كيف كانت ردة فعل‬ ‫مجموعتكم؟ وهل لمستم اهتمام‬ ‫اإلعالم فيما يتعلق بدعم أفكار الالجئين‬ ‫في الدول التي لجؤوا إليها؟‬

‫يف الحقيق�ة‪ ،‬كان االهتمام اإلعالمي مس�اعدًا‬ ‫للغاي�ة بالنس�بة إلين�ا‪ ،‬ألنه لفت انتب�اه الكثري‬ ‫م�ن املربمجين املتطوعين من أجل املس�اهمة‬ ‫معنا يف إنج�اح التطبيق‪ ،‬وأيضً �ا عىل الجانب‬ ‫الحكوم�ي س�يكون له وقع إيجايب وسيس�هل‬ ‫عملية االتصال مع الجه�ات الحكومية‪ .‬وأعتقد‬ ‫ب�أن االهتامم اإلعالم�ي جاء م�ن كوننا الجئني‬ ‫س�وريني أكرث من كونن�ا مط ّورين‪ ،‬وأمتنى من‬ ‫اإلعلام املواظبة عىل إظه�ار الجانب اإليجايب‬ ‫لالجئين وهناك الكثري من قصص النجاح التي‬ ‫تس�تحق اإلطراء عليه�ا وهي مهمش�ة من قبل‬ ‫اإلعالم األورويب‪.‬‬ ‫أنتم تمثلون قصة نجاح الجئين سوريين‬ ‫في ألمانيا‪ ،‬ابتكروا فكرة ستساهم‬

‫في مساعدة الكثير من األشخاص‬

‫الذين لجؤوا وسيلجؤون ربما مستقبال‬ ‫أللمانيا‪ ،‬ماهي رسالتك لالجئين في‬ ‫ألمانيا وأخص هنا السوريين؟‬

‫رس�التي هي‪ :‬إن أملانيا بلد صعب للعيش‪ ،‬ولكن‬ ‫بالتأكي�د هناك الكثري من الف�رص التي ميكننا‬ ‫إستخدامها‪ ،‬أمتنى أن أرى الكثري من السوريني‬ ‫أش�خاص‬ ‫يف نج�اح مس�تمر‪ ،‬الس�وريون‬ ‫ٌ‬ ‫موهوبون للغاية وس�يربهن املس�تقبل القريب‬ ‫كالمي‪.‬‬ ‫جدي�ر بالذكر‪ ،‬أن منذر يتعلّم اآلن اللغة األملانية‬ ‫وق�د وص�ل إىل مس�توى ‪ ،B1.1‬وهدفه إمتام‬ ‫تعلّم اللغ�ة األملانية ثم االلتح�اق بالجامعة يف‬ ‫قس�م تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬اس�تطاع يف فرتة‬ ‫قصرية تكوين عالقات كثيرة مع أصدقاء أملان‬ ‫ومن جنسيات أخرى‪ ،‬ويرى أن الحياة يف أملانيا‬ ‫ليست بالصعوبة التي توقعها‪ ،‬والتأقلم بالنسبة‬ ‫إليه كان سهالً‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫باب شرقي‬

‫العدد ‪ | 12‬كانون األول ‪Dezember • 2016‬‬

‫كنان العظمة‪ :‬أفضل التفاعل على االندماج‬ ‫ق ّدم عازف الكالرينيت والمؤلف الموسيقي السوري‬ ‫كنان العظمة حفلتين متتاليتين الشهر الماضي‬ ‫في العاصمة األلمانية برلين ضمن فعاليات “معهد‬ ‫غوتة دمشق في المهجر”‪ .‬في هذه المناسبة‪،‬‬ ‫التقت أبواب بكنان العظمة الذي انتقل إلى الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية منذ عام ‪ 2000‬والحاصل على‬ ‫دكتوراه في الموسيقا من جامعة نيويورك‪ ،‬وكان‬ ‫معه الحوار التالي‪:‬‬

‫حوار‪ :‬وسيم مقداد‬ ‫ب�دأ كنان بع�زف املوس�يقا يف عمر الخمس س�نوات‪ ،‬حني‬ ‫كان يرافق ش�قيقته الت�ي تكربه بثالث س�نوات إىل دروس‬ ‫األوكوردي�ون والصولفيج‪ ،‬ث�م بدأ دراس�ته وتخصصه يف‬ ‫آل�ة الكالرينيت عندم�ا كان يف الس�ابعة يف املعهد العريب‬ ‫للموسيقا بدمشق (حاليًا معهد صلحي الوادي) مع األساتذة‬ ‫ش�كري ش�وقي وخرض جنيد والس�يدة إلهام أبو الس�عود‪.‬‬ ‫بعدها درس يف املعهد العايل للموس�يقا بدمش�ق بني عامي‬ ‫‪ 1998 – 1993‬بالتزام�ن م�ع دراس�ته يف كلية الهندس�ة‬ ‫الكهربائي�ة وامليكانيكي�ة ‪ 1999 – 1993‬باختص�اص‬ ‫إلكرتونيات قبل أن يسافر إىل الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫مشاريع موسيقية‬

‫مل ينقطع كنان عن زيارة س�وريا بع�د انتقاله إىل أمريكا إلاّ‬ ‫مؤخ ًرا‪" ،‬ألنن�ي اخرتت آنذاك أال أتح�ول إىل مغرتب" يقول‬ ‫كن�ان‪ ،‬ولذلك فإنن�ا ال ميكننا أن نتحدث ع�ن مرحلة ما قبل‬ ‫انتقال�ه أو م�ا بعدها‪ ،‬فهي واحدة ومتصل�ة‪" :‬بدأ مرشوعي‬ ‫مبك ًرا كع�ازف يف أوركسترا األطفال الرديفة لألوركسترا‬ ‫الس�يمفونية الوطنية ‪ ،‬ثم يف األوركسترا األساس�ية بقيادة‬ ‫املايسترو صلحي الوادي‪ ،‬كام شاركت مرات عديدة كعازف‬ ‫منف�رد (صول�و) يف كونشيرتوات كالريني�ت مبرافق�ة‬ ‫األوركسترا باإلضاف�ة لتقدي�م العديد من حفالت موس�يقا‬ ‫الحجرة وحفالت كالرينيت مبرافقة بيانو"‪.‬‬ ‫من املش�اريع التي عم�ل عليها أيضً ا‪ :‬مشروع "حوار" مع‬ ‫املغنية دمية أورش�و وعازف العود عص�ام رافع يتابع كنان‪:‬‬ ‫"بدأنا يف مت�وز عام ‪ 2000‬يف بيت عريب مبنطقة جرمانا‪،‬‬ ‫وأول حفلة رس�مية لح�وار كانت يف أيلول ع�ام ‪ 2003‬يف‬ ‫كنيسة الزيتون بدمشق القدمية"‪.‬‬ ‫أم�ا حال ًي�ا‪ ،‬فيعمل كنان عىل مش�اريع كثيرة باإلضافة إىل‬ ‫حوار واألوركسترا كعازف فيه�ا أو كمؤلف وعازف منفرد‪،‬‬ ‫مث�ل مرشوعه "مع ع�ازف بيانو دين�وك ويجراتنة ‪Dinuk‬‬ ‫‪ Wijaratne‬من سرييالنكا حيث نعزف موسيقا من تأليفنا‪،‬‬ ‫هناك مرشوع موس�يقي آخر هو "كنان العظمة سيتي باند"‬ ‫ال�ذي قدم حفلة مؤخ ًرا يف برلني ضمن فعاليات معهد غوتة‬ ‫كل‬ ‫دمشق يف املنفى‪ ،‬وهذا املرشوع بدأ من نيويورك ويحمل ّ‬ ‫ما تحمله هذه املدينة من تنوع موس�يقي‪ ،‬باإلضافة إىل ذلك‪،‬‬ ‫هناك مشروع آخر أعمل عليه مع الرس�ام كيفورك مراد هو‬ ‫"الوط�ن داخالً ‪ "The Home Within‬منذ آذار ‪ 2012‬وهو‬ ‫اس�تمرار ملرشوع كبري بدأناه س�وية عىل ملحمة جلجامش‬ ‫من�ذ ‪ 2003‬وفي�ه م�زج بين موس�يقا الكالريني�ت الحية‬ ‫واإللكرتوني�ة ومزجها مع الرس�م الحي واملس�جل‪ ،‬وقدمناه‬ ‫أيضً ا يف برلني ضمن االحتفالية ذاتها"‪.‬‬ ‫كنان العظمة‪ :‬ال وجود لمشروع فردي‬

‫يق�ول كن�ان العظمة‪" :‬بتص�وري ال وجود ملشروع فردي‪،‬‬ ‫فاملوس�يقي بحاج�ة للتع�اون م�ع اآلخرين دامئً�ا‪ ،‬فبمجرد‬ ‫الع�زف أم�ام جمه�ور‪ ،‬أنت تتع�اون م�ع كل فرد م�ن هذا‬ ‫الجمه�ور‪ ،‬برأي�ي أن كل املش�اريع جامعي�ة يف الجوه�ر‪،‬‬ ‫واملرشوع الناجح عليه أن يعطي مساحة لكل فرد ليكون حر‬ ‫الحرك�ة وتظهر فرادته ضمن املجموع‪ .‬أنا أتعلّم من تجربتي‬ ‫ضمن املجموعة‪ ،‬ومن تجربتي كعازف منفرد"‬

‫تفاعل أم اندماج؟‬

‫يفض�ل كنان العظمة مصطلح التفاع�ل عىل االندماج‪" :‬ألنه‬ ‫يوح�ي بالتع�اون بين املكون�ات م�ن دون طغي�ان أحدها‬ ‫على اآلخر‪ .‬االندماج يوح�ي إيل بأنك مطال�ب بعدم ظهور‬ ‫فرديتك‪ ،‬بينام بالتفاعل‪ ،‬أنت ح ّر بالتعبري عن هويتك الفردية‬ ‫املوس�يقية مثالً يف أي وس�ط بديناميكية م�ن دون الخوف‬ ‫م�ن عدم القبول من الطرف اآلخر‪ .‬ميكنني القول إن التفاعل‬ ‫يجعل كل فرد فاعالً ومتفاعالً يف آن م ًعا‪ ،‬وهو أرقى أش�كال‬ ‫االندم�اج"‪ .‬يقول كن�ان‪ ،‬ويتابع‪" :‬حني أع�زف الكالرينيت‬

‫كعض�و يف األوركسترا وليس كصول�و‪ ،‬ينبغي عىل صوت‬ ‫آلت�ي أن يندم�ج بالصوت العام لألوركسترا‪ ،‬ولكن ليتحقق‬ ‫ذل�ك‪ ،‬علي أن أكون فاعالً ق�اد ًرا عىل التعبري ع�ن رأيي مبا‬ ‫أعزفه مبا يتناس�ب م�ع أداء األوركسترا اإلجاميل ويف ذلك‬ ‫تفاعل حقيقي وفوري يف آن م ًعا"‪.‬‬ ‫العظمة‪ :‬أنا ال أعمل مع ديمة أورشو ألنها مغنية‬ ‫سورية‪ ،‬بل ألنها مغنية عظيمة‪.‬‬

‫مع قدوم الس�وريني إىل أملانيا‪ ،‬ظهرت مش�اريع موس�يقية‬ ‫متع�ددة الجنس�يات يتع�اون فيها موس�يقيون س�وريون‬

‫م�ع موس�يقيني آخري�ن‪ ،‬يعلّق كن�ان عىل ذلك‪" :‬أنا س�عيد‬ ‫للغاية لوجود مش�اريع سورية موس�يقية متعددة‪ ،‬هذا أمر‬ ‫إيجايب‪ ،‬فمنذ س�ت س�نوات مل يكن هناك حضور موسيقي‬ ‫كبري للموس�يقيني الس�وريني يف أوروبا‪ .‬كذل�ك يف أمريكا‬ ‫عندم�ا كنت أق�دم حفالت يف مدن أمريكي�ة صغرية مل يكن‬ ‫الجمهور يعرف أين تقع س�وريا؛ اآلن تغري كل هذا" ويشري‬ ‫كن�ان العظمة أن ه�ذه النقطة لها جانب آخ�ر يجب االنتباه‬ ‫إليه‪" :‬كثري من املهرجانات والفعاليات املوسيقية تبدي رغبة‬ ‫متزايدة بتواجد موس�يقيني س�وريني هذا يضع املوس�يقي‬ ‫الس�وري تحت ضغط التحدي‪ ،‬ويتوجب عليه هنا أن يحافظ‬ ‫عىل توازن�ه وجديته وتطوير أدواته‪ ،‬وأال يتم اس�تغالل هذا‬ ‫االهتامم دون مراعاة الجودة والنوعية"‪.‬‬ ‫يرى كنان أن "املرشوع املوس�يقي الناج�ح يفرض وجوده‪،‬‬ ‫بغ�ض النظ�ر ع�ن العن�ارص الت�ي تش�كله‪ ،‬وأن اختي�ار‬ ‫املوس�يقيني يف املش�اريع التعاونية ال يج�ب أن يكون عىل‬ ‫أس�اس عاطفي أو عىل أساس انتامء هذا الشخص‪ ،‬بل يجب‬ ‫ريا إىل مس�توى األداء‪ .‬أن�ا ال أعمل مع دمية‬ ‫النظ�ر أوالً وأخ ً‬ ‫أورش�و ألنها مغنية س�ورية‪ ،‬بل ألنها مغنية عظيمة‪ ،‬وحني‬ ‫أختار العزف مع موس�يقيني آخرين يك�ون ذلك انطالقًا من‬ ‫اشرتايك معهم برؤى موسيقية"‪.‬‬ ‫كنان العظمة‪ :‬الحفاظ على التراث يأتي من التجريب‬ ‫فيه‬

‫مع ه�ذا التهجري للش�عب الس�وري‪ ،‬هناك س�ؤال كبري عن‬ ‫الخسارات التي تضاف إىل جبال الخسارات التي حدثت‪ ،‬هل‬ ‫هناك خطر عىل التراث واألصالة؟ بعض الفنانني يفضلون‬ ‫أال يخلط�وا بني الفنون ليك يحافظوا على الرتاث والهوية‪،‬‬ ‫كيف يرى كنان ذلك؟‬ ‫يجيب كنان‪" :‬برأيي ال يوجد يشء اسمه الحفاظ عىل أصالة‬ ‫التراث وصفائه‪ ،‬الحفاظ عىل الرتاث يأيت من التجريب فيه‪،‬‬ ‫وه�ي الطريقة الوحيدة ليبقى هذا اإلرث حيًا‪ ،‬وبالتايل تطرأ‬ ‫عليه بعض التغييرات واإلضافات التي من املمكن أن تغنيه‪.‬‬ ‫التن�وع الحاصل يف الطيف املوس�يقي الس�وري من الرتاث‬ ‫إىل التجديد هو ما يخدم اس�تمرارية حالة موسيقية سورية‬ ‫بشكل أو بآخر‪ .‬وال ميكننا إغفال أن املوسيقا السورية باألصل‬ ‫ه�ي مزيج لعدة أنواع من املوس�يقا‪ ،‬من الرسيانية‪ ،‬العربية‪،‬‬ ‫الكردي�ة وغريه�ا‪ .‬وتواجد هذه العن�ارص مجتمعة هو إغناء‬ ‫للعمل‪ .‬الخطر برأيي أن هناك أعامالً وقط ًعا وأغانٍ وأرش�يفًا‬ ‫ريا لش�عوب تعرضت للتهجري قد اختفى‪ ،‬وهذا‬ ‫موس�يقيًا كب ً‬ ‫يشء مخي�ف بالتأكيد‪ ،‬ولكن الحفاظ على التاريخ ال يعني‬ ‫أن تقتصر بعملك عىل تقديم هذا التاريخ بل عليك أن تج ّرب‬ ‫في�ه‪ ،‬فهو مصدر أس�ايس للمعلوم�ات‪ ،‬لكنه لي�س املصدر‬ ‫الوحيد وقد يتعرض للضياع لألسف"‪.‬‬ ‫إذًا‪ ،‬هل ميكن القول إن كنان متفائل؟‬ ‫"أح�اول النظر لألمور بتفاؤل‪ ،‬لكن بالنظر مليًا ملا يحدث‪ ،‬ال‬ ‫ميكن إن�كار أن هناك إرثاً يتعرض لالنقراض‪ ،‬ومهام حاولنا‬ ‫أن نكون إيجابيني إال أن هناك أش�ياء ستختفي‪ .‬هذا يحزنني‬ ‫يرا وال أحب االعتراف به‪ ،‬ولكنه حقيق�ي‪ ،‬ولكن باملقابل‬ ‫كث ً‬ ‫ليست املحافظة عىل الرتاث هي بعدم تجريب أشياء أخرى‪.‬‬


‫باب مفتوح‬

‫العدد ‪ | 11‬كانون األول ‪Dezember • 2016‬‬

‫‪11‬‬

‫دليلك المسلّي إلى االندماج‬

‫كيف تصبح ألمان ًيا‪( ...‬الجزء الثالث)‬ ‫بكلمة "هندس�ة"‪ .‬ولكن هناك أيضً ا مهن أخرى‬ ‫مقبول�ة مثل باح�ث علم�ي‪ ،‬محام�ي‪ ،‬طبيب‪،‬‬ ‫م�درس‪ ،‬أو أي أم�ر يتطل�ب تنظيًم�اً بدرج�ة‬ ‫عالي�ة‪ ،‬كالخدمات اللوجس�تية‪ ،‬أو كل ما يتعلق‬ ‫بالسيارات‪ .‬وبخالف ذلك‪ ،‬عندما يسألك أحدهم‬ ‫ع�ن وظيفت�ك‪ ،‬كام ح�دث يل‪ ،‬وتجيب�ه "أعمل‬ ‫يف التس�ويق"‪ ،‬قد يقول ل�ك يف إحدى مراحل‬ ‫الحدي�ث‪" :‬ولكنها ليس�ت حقًا وظيف�ة‪ ،‬أليس‬ ‫كذلك؟"‬

‫نج�ح كت�اب "”‪How to be German / Wie‬‬ ‫‪ man Deutscher wird‬الذي ألفه آدم فليترش‬ ‫ويس‪.‬إتش‪ .‬بيك عام ‪ ،2012‬يف اس�تقطاب ما‬ ‫يناه�ز مليوين قارئ‪ ،‬ليصبح أكرث الكتب مبي ًعا‬ ‫من سلسلة شبيغل لكتب الجيب‪ .‬والكتاب عبارة‬ ‫ع�ن مجموعة من خواطر منش�ورة عرب مدونة‪،‬‬ ‫تم جمعها باللغتني األملانية واإلنكليزية‪ ،‬لتكون‬ ‫دليلاً مس�ليًا "لألوس�لندر الصغير" الطامح‬ ‫أن يصب�ح أملانيً�ا م�ن خلال خمسين خطوة‬ ‫تتضمن تفاصيل طريفة حول الحياة يف أملانيا‪،‬‬ ‫يف أس�لوب ال يخلو م�ن املفارق�ات واملبالغات‬ ‫املضحكة‪ .‬وسنعرض ألهم ‪ 20‬خطوة وردت يف‬ ‫الكتاب يف هذا العدد واألعداد القادمة‪.‬‬ ‫افط�ر بب�ذخ‪ ،‬خط�ط واحجز عطلتك لس�نوات‬ ‫مقد ًما‪ .‬البس بشكل معقول‪ ،‬واطع رجل اإلشارة‬ ‫األحمر! ستس�اعدك ق�راءة هذه الس�طور عىل‬ ‫معرفة كل يشء بد ًءا من عصري التفاح مع املياه‬ ‫الغازي�ة‪ Apfelsaftschorle‬وحت�ى السلام‬ ‫عليكم ‪.Tschüss‬‬ ‫‪ .11‬ابحث عن عمل حقيقي‬

‫إليك بعض األخبار الجيدة عزيزي األوس�لندر‪،‬‬ ‫يف ظل اقتصاد يشهد من ًوا متزيدًا‪ ،‬يبدو احتامل‬ ‫إيجاد وظيفة أم ًرا واردًا‪ .‬وحتى يف رشق أملانيا‪،‬‬ ‫أع�ادت املدن الت�ي هُج�رت س�ابقًا كاليبزيغ‪،‬‬ ‫تطوير نفسها لتصبح مراكز لوجستية‪ .‬لذا فلن‬ ‫يكون لديك أية مش�اكل يف العث�ور عىل عمل‪،‬‬ ‫طاملا أنك مس�لح بجميع تل�ك املؤهالت الجديدة‬ ‫واألحرف قبل اسمك‪ .‬لكن ليست جميع األشغال‬ ‫تق�ف عىل ق�دم املس�اواة‪ .‬هن�اك تصنيف غري‬ ‫معلن للمهن‪ ،‬فالكثير منها معروف ولكن غري‬ ‫معرتف به من قبل األملان جمي ًعا‪ .‬هناك وظائف‬ ‫حقيقية ووظائف غري حقيقية‪ .‬فمن أجل أن يتم‬ ‫االعتراف مبهنة م�ا يف أملانيا‪ ،‬يج�ب أن تكون‬ ‫موج�ودة منذ ما يق�ارب املئة س�نة عىل األقل‪،‬‬ ‫وأن تك�ون علمية غامضة أو عىل األقل دس�مة‬ ‫مب�ا يكفي بحي�ث تتطل�ب مامرس�تها متضية‬ ‫نصف س�نوات العم�ر يف الدراس�ة وحيازة ما‬ ‫يقارب ‪ 67‬مؤهل أكادمي�ي مختلف‪ .‬وأن تكون‬ ‫محصنة يف وجه الدخلاء‪ ،‬ومحمية مبفرداتها‬ ‫املعقدة الخاص�ة بها‪ .‬ومن املستحس�ن أن تبدأ‬

‫‪ .12‬تعلم كيف تفتح زجاجة بيرة بأي‬ ‫شيء سوى فتاحة الزجاجات‬

‫لقد اخرتعت فتاحة الزجاجات بأشكال مختلفة‬ ‫منذ عام ‪ .1738‬والس�بب املنطقي الوحيد الذي‬ ‫ق�د يفرس مل�اذا ميكن لألمل�ان فت�ح الزجاجات‬ ‫بواسطة أي يشء باس�تثناء فتاحة الزجاجات‪،‬‬ ‫هو عىل األرجح أن تل�ك الفتاحات مل تصل إىل‬ ‫أملاني�ا حتى ع�ام ‪ .2011‬ومنذ ذلك الحني‪ ،‬فإن‬ ‫متلبسا وهو يقوم باستعامل‬ ‫أي شخص يضبط‬ ‫ً‬ ‫الفتاح�ة‪ ،‬ق�د يواج�ه تهم�ة الهرطق�ة ويحرق‬ ‫ح ًي�ا‪ .‬أذكر أن هناك مدون�ة عىل اإلنرتنت كانت‬ ‫تق�دم كل ي�وم طريقة جدي�دة لفت�ح زجاجة‬ ‫بيرة عىل م�دى ‪ 365‬يو ًم�ا‪ ،‬البع�ض قالوا إن‬ ‫صاحبها اس�تنفذ خياله ونضبت أفكاره‪ ،‬ولكنه‬ ‫دحضهم عندما اقرتح فتح الزجاجة بطرف درع‬ ‫الس�لحفاة‪ .‬مل يكن األمل�ان بالطبع يقرؤون تلك‬ ‫املدونة‪ ،‬فالجميع يعرف�ون هذه الطرق بالفعل‪.‬‬ ‫درع الس�لحفاة؟ م�اذا دهاك؟ إنها س�هلة‪ ،‬هيا‬ ‫جرب وفكر بيشء خالق أكرث من ذلك بقليل‪ .‬أال‬ ‫تجرؤ عىل اقرتاح فتاحة للزجاجات؟!‪.‬‬ ‫عزيزي األوس�لندر‪ ،‬أنت بحاجة إىل معرفة ما ال‬ ‫يق�ل عن ‪ 10‬ط�رق‪ .‬اثنان منه�ا يجب أن تكون‬ ‫بواس�طة امللعقة والقداحة‪ ،‬أما درع الس�لحفاة‬ ‫فهي اختيارية‪ ،‬إال أنها ليست مستبعدة‪.‬‬ ‫‪FAHRE SCHWARZ .13‬‬

‫ق�د يكون أكرب م�ا يه�دد السلامة يف اململكة‬

‫املتحدة‪ ،‬هو الش�عور بالطأمنينة‪ .‬وهو ش�عور‬ ‫اإلنس�ان الب�دايئ بالراح�ة بع�د وجب�ة كبرية‬ ‫والخلود إىل نوم عمي�ق يف دفء النار املتقدة‪،‬‬ ‫فلا يس�مع ق�دوم األس�د املفترس‪ .‬تعام�ل‬ ‫املجتمع�ات يف الوالي�ات املتح�دة على ه�ذا‬ ‫األس�اس‪ ،‬كلما ب�دا كل يشء هادئً�ا واألم�ور‬ ‫تسير يف ه�دوء عىل ما ي�رام‪ ،‬ته�ز الحكومة‬ ‫ووس�ائل اإلعالم املش�هد م�ن جدي�د‪" :‬إحباط‬ ‫مؤام�رة ارهابي�ة‪ ،‬زرع املزي�د م�ن كاميرات‬ ‫املراقبة! األزمة االقتصادية! انتشار وباء خطري!‬ ‫الس�ارس! النح�ل األفريقي! امله�م إبقاء الناس‬ ‫يف حالة تأهب من كل ما هو اس�تثنايئ وخارج‬ ‫ع�ن املألوف‪ ،‬مام س�يضمن سلامتهم‪ .‬وهو ما‬ ‫يفرس ذعر األهل عندما يتحدث ش�خص غريب‬

‫إىل طفله�م يف حديق�ة ألن أول م�ا يخط�ر‬ ‫لهم أن هذا الش�خص إما خاط�ف أو متحرش‪.‬‬ ‫وه�و االعتق�اد األكثر أم ًن�ا‪ .‬وبس�بب كل هذا‬ ‫االرتي�اب‪ ،‬هناك دامئًا رائح�ة يف الهواء كمزيج‬ ‫من االكتئاب واملوت الوش�يك عند ركوب ميرتو‬ ‫األنف�اق يف لندن‪ .‬أما هنا يف أملانيا‪ ،‬دع الخوف‬ ‫جانبً�ا عزيزي األوس�لندر الغ�ر‪ ،‬رمبا مر وقت‬ ‫طويل عىل املرة األخرية التي س�معت فيها كلمة‬ ‫ثقة‪ ،‬ولكن هذه الكلمة هي التي تش�غل وسائل‬ ‫النق�ل‪ ،‬الثقة هنا ه�ي فعل إمي�ان‪ ،‬وهذا يعني‬ ‫ع�دم وجود الحواج�ز ونقاط التفتي�ش‪ .‬هناك‬ ‫آل�ة بيع التذاكر‪ .‬إن كنت ترغب بركوب وس�ائل‬ ‫النقل العام فستشرتي التذكرة‪ .‬أو قد ال تشرتي‬ ‫تذكرة ومع ذلك ميكنك االستمرار بركوب وسائل‬ ‫النقل العام وهو ما يس�مى ‪.schwarzfahren‬‬ ‫الركوب باألسود‪ ،‬الخيار لك‪ .‬جميل هو هذا األمر‬ ‫التح�رري‪ .‬إذا اخترت أن تفعل أم� ًرا ال أخالق ًيا‬ ‫كعدم رشاء تذكرة‪ ،‬ال بأس‪ .‬عىل الرغم من كون‬ ‫الناس هنا يف أملانيا عىل درجة عالية من الوعي‬ ‫األخالقي‪ ،‬يس�افر البعض بدون تذكرة بال أدىن‬ ‫إحس�اس بالخجل‪ .‬سترى ابتس�امات مفتيش‬ ‫التذاكر الصفيقة عند ضبطهم ألحد املس�افرين‬ ‫باألس�ود ‪ ،Schwarzfahrer‬يأخ�ذون هويت�ه‬ ‫ويخرجونه اس�تعدادًا لدف�ع الغرامة‪ .‬ال كخارج‬ ‫عن القانون ولكن بش�كل طبيع�ي وبال مباالة‪،‬‬ ‫كام لو أن املس�افرين باألس�ود قد س�معوا للتو‬ ‫بالقانون املعمول به دامئًا وأنه وصل اليوم إىل‬ ‫عتبة بيتهم وحان وقت الدفع‪.‬‬ ‫‪ .14‬ليس صحيحا حتى تقرأه في شبيغل‬ ‫أونالين‪:‬‬

‫عندما تعيش هنا‪ ،‬ستالحظ أن األملان ال يعريون‬ ‫اهتام ًم�ا للش�ائعات واألقاوي�ل‪ .‬ه�م يفضلون‬ ‫الحكاي�ات التي ت�م التحق�ق منه�ا‪ .‬واملجالت‬ ‫العلمي�ة‪ .‬غالبًا ما تب�دأ األقاوي�ل بكلامت متل‪:‬‬ ‫"يقول العلامء" أو "لقد ثبت علميًا"‪ .‬لكن هناك‬ ‫استثنا ًء واحدًا هو شبيغل أونالين‪ .‬عند دخويل‬ ‫إىل مكت�ب وظيفت�ي األوىل يف أملاني�ا‪ ،‬كان�ت‬ ‫شاش�ات جميع املوظفين تقريبًا تعرض نفس‬ ‫الصفحة باللونني األحمر واألسود‪ .‬لدرجة أنني‬ ‫يف األسبوع األول اعتقدت أنها الشبكة الداخلية‬ ‫للرشكة‪ ،‬قبل أن أعرف أنه موقع شبيغل أونالين‪،‬‬

‫املوقع ال�ذي يصبح كل في�ه كل يشء حقيقيًا‪.‬‬ ‫ليس بس�بب نوعي�ة صحافتهم‪ ،‬إمن�ا ملجرد أنه‬ ‫مق�روء عىل نط�اق واس�ع داخل أملاني�ا‪ .‬يبدو‬ ‫أن الجميع يقرؤون ش�بيغل أونالي�ن‪ .‬يتناقش‬ ‫زماليئ يف املطبخ يف س�اعة الغداء مبا قرؤوه‪،‬‬ ‫وهم عىل أت�م الثقة بأن الجميع ق�د قرأه‪ ،‬ومع‬ ‫ذل�ك‪ ،‬فإذا حدث وأن جاء ذكر املوضوع نفس�ه‬ ‫يف املس�تقبل القري�ب‪ ،‬يص�اب الجمي�ع بنوع‬ ‫م�ن فق�دان الذاكرة‪ ،‬وينس�ون أين ق�رؤوا تلك‬ ‫املعلومة‪ .‬أفرتض الس�بب هو أن ال أحد يريد أن‬ ‫يعرتف أنه قرأ كالجميع املقال نفس�ه‪ .‬وبدالً من‬ ‫ذلك يقولون أشياء مثل‪" :‬قرأت يف مكان ما" أو‬ ‫"ال أستطيع أن أتذكر أين سمعت ذلك‪ ،‬ولكن‪"...‬‬ ‫ميكن�ك يف املرة القادمة أن تذكرهم بلطف أنهم‬ ‫قرؤوا ذلك عىل ش�بيغل أونالي�ن‪ .‬فالخرب ليس‬ ‫صحي ًحا ما مل تقرأه عىل شبيغل أونالين‪.‬‬

‫اعن ما تقول‬ ‫‪ِ .15‬‬

‫ال تتمح�ور اللغ�ة اإلنكليزية ح�ول ماتقول بل‬ ‫كيف تقوله‪ .‬األملانية هي األمران عىل حد سواء‪،‬‬ ‫ولكن األمر األول أكثر‪ .‬حيث أن األملان مييلون‬ ‫إىل أن يكون�وا مبارشي�ن‪ ،‬وبالح�د األدىن من‬ ‫الغم�وض‪ .‬كفاءة ال مج�ال فيه�ا للمواربة‪ .‬أما‬ ‫يف اللغة اإلنكليزية عىل سبيل املثال‪ ،‬فإذا كنت‬ ‫تري�د من أح�د أن يفعل لك ش�يئا‪ ،‬فلا ميكنك‬ ‫أن تذه�ب إلي�ه مب�ارشة وتقول ل�ه‪" :‬افعل يل‬ ‫هذا األم�ر" مبارشة‪ ،‬حاش�ا! من ش�أن ذلك أن‬ ‫يك�ون زل�ة اجتامعي�ة كبيرة‪ .‬فبدالً م�ن ذلك‪،‬‬ ‫يج�ب االستفس�ار أولاً ح�ول صحت�ه وصح�ة‬ ‫أرسته‪ ،‬وصحة أطفال�ه‪ ،‬والحديث عن الطقس‪،‬‬ ‫وفعاليات عطلة نهاية األسبوع السابق‪ ،‬وخطط‬ ‫نهاية األس�بوع املقبل‪ ،‬واملناخ العام حول نتائج‬ ‫ريا‪ ،‬ميكنك‬ ‫مباريات كرة القدم األخيرة‪ ،‬ثم‪ ،‬أخ ً‬ ‫أن تقول‪" :‬باملناس�بة"‪ ،‬وبع�د ذلك يبدأ الجانب‬ ‫الفعلي للمحادث�ة‪ ،‬قب�ل تس�تأذن بالس�ؤال‬ ‫جا‪ ،‬وفقط إذا مل يكن هناك أي مشكلة‪ ،‬بأنه‬ ‫محر ً‬ ‫س�يكون م�ن دواع�ي رسورك أن يتفضل عليك‬ ‫محادث�ك بتنفي�ذ طلبك الصغير أو أداء خدمة‬ ‫صغرية‪ ،‬وإن فعل‪ ،‬فستكون ممت ًنا له إىل األبد‪.‬‬ ‫أم�ا "األمل�ان"‪ ،‬فال يلف�ون وال ي�دورون حول‬ ‫تل�ك النقطة التي تكش�ف عن صداق�ة مزيفة‪،‬‬ ‫ب�ل يكتف�ون بالق�ول‪" :‬أحت�اج له�ذا األم�ر‪،‬‬ ‫أريدك أن تفع�ل ذلك بحل�ول التاريخ الفالين‪.‬‬ ‫مفه�وم؟ ‪Alles Klar‬؟" ث�م يه�م بالخروج‪.‬‬ ‫وما أن تتمرس على الدخول مبارشة يف صلب‬ ‫املوضوع‪ ،‬ق�د تجد الطريق إىل غايتك قد تكون‬ ‫قصرية ولكنها حقًا ممتعة‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫باب مفتوح‬

‫العدد ‪ | 12‬كانون األول ‪Dezember • 2016‬‬

‫تكوين الهوية الجنسية لدى األطفال‬ ‫يجد كثير من األهالي صعوبة في التعاطي مع أطفالهم عندما يتعلق الموضوع‬ ‫بالجنس‪ ،‬وال يتم تقييم الوضع بالوعي المطلوب‪ ،‬حيث تأتي مرحلة على الطفل‬ ‫يبدأ خاللها بطرح العديد من األسئلة فيما يتعلق بالجسد والهوية الجنسية‪.‬‬ ‫هذه المرحلة طبيعية لدى الطفل‪ ،‬فالطفل في مراحل عمره األولى يمتاز بحب‬ ‫االستكشاف والفضول‪ ،‬لذا يلجأ ألكثر األشخاص ثقة في حياته وهم الوالدين‪.‬‬

‫ميسون أبو زغيب | كاتبة فلسطينية سورية‬ ‫الحدي�ث عن الجنس الطفويل ليس أم ًرا بديهيًا‪،‬‬ ‫خاصة لدى كثري من األرس العربية التي تعيش‬ ‫هن�ا يف املانيا‪ ،‬ألن الحديث عن الجنس بالثقافة‬ ‫العربي�ة (تاب�و)‪ ،‬كثري م�ن األمه�ات تتعرض‬ ‫لصدم�ة عندم�ا يط�رح عليه�ا طفله�ا أس�ئلة‬ ‫جنس�ية‪ .‬علام أن الوعي الجنسي لدى األطفال‬ ‫يب�دأ يف مراحل مبكرة س�واء يف الروضات أو‬ ‫يف صفوف املدرسة باملرحلة االبتدائية‪.‬‬ ‫كيف تتعامل األم أو األب مع هذه‬ ‫المخاوف؟‬

‫لق�د قمن�ا بط�رح مجموعة م�ن األس�ئلة عىل‬ ‫أخصائي�ة علم النفس والكالم وتعديل الس�لوك‬ ‫وأخصائية االضطرابات الدكتوره س�هام حسن‬ ‫م�ن مصر‪ ،‬ملس�اعدة األه�ل يف اإلجاب�ة عىل‬ ‫األس�ئلة التي ذك�رت‪ .‬لفتت د‪ .‬حس�ن أن هناك‬ ‫الكثري من االلتباس حول ماهية مفهوم الجنس‬ ‫ل�دى األطف�ال‪ ،‬ألن معرف�ة التط�ور الجنسي‬ ‫لألطف�ال واإلج�راءات املرتبط�ة به�ذا التطور‬ ‫يس�هل عملية الحكم بهذه املرحلة‪ ،‬معرفة الحد‬ ‫الفاصل بني النشاط الجنيس واالعتداء الجنيس‬ ‫بني األطفال‪ ،‬هذا بحد ذاته دافع ورشط أسايس‬ ‫لحصول األهل عىل التثقيف الجنيس الناجح‪.‬‬ ‫هل يعتبر النشاط الجنسي لدى الطفل‬ ‫طبيعيا؟‬ ‫ً‬

‫تؤكد د‪ .‬حس�ن أن ال عالقة للنشاط الجنيس لدى‬ ‫األطفال مبفهوم الجنس ال�ذي يقوم عىل تحفيز‬ ‫األعض�اء التناس�لية‪ .‬فالجنس ل�دى األطفال هو‬ ‫حالة غريزية وعفوية مرتبطة بكافة الحواس‪ .‬فال‬

‫يس�تطيع الطفل التمييز بعد بين الرقة واملداعبة‬ ‫الجنسية التناسلية‪ ،‬بعيدة عن املعايري االجتامعية‪،‬‬ ‫فالطفل مل تطور لديه بعد مش�اعر الخجل‪.‬‬ ‫هل لدى الطفل في الواقع مشاعر‬

‫جنسية؟‬

‫إن الطف�ل الرضي�ع له تجارب جنس�ية‪ ،‬وتنمو‬ ‫هذه املشاعر بشكل غريزي ودون وعي‪ ،‬فالطفل‬ ‫حدي�ث الوالدة يتعلم الجنس من خالل االتصال‬ ‫الجس�دي مع األم‪ ،‬واللمس�ات مع اآلخرين أثناء‬ ‫مداعبته من أجل طأمنته والعناية به‪ ،‬من خالل‬ ‫الرضاعة الطبيعي�ة من ثدي األم‪ ،‬مص إصبعه‪،‬‬ ‫م�ص زجاج�ة الحلي�ب‪ ،‬أو أثناء ملس جس�ده‪،‬‬ ‫يش�عر الطفل بقبول اآلخرين وحبهم له‪ ،‬فيعلم‬ ‫أن جسده محبوب ومثني‪.‬‬ ‫وعندما يبدأ الطفل بالتقاط األش�ياء بيديه‪ ،‬فهو‬ ‫يب�دأ باستكش�اف جس�ده‪ .‬عندما يت�م العناية‬ ‫بجس�ده ومالمس�ة أعضائ�ه‪ ،‬يكتش�ف الطفل‬ ‫أن ه�ذا ش�عور جمي�ل‪ ،‬وميكن ل�ه أن يختربه‬ ‫شخصيًا خاصة بني عمر السنة والسنتني‪ ،‬حتى‬ ‫أن الطفل ق�د يحلو له اللع�ب بعضوه‪ ،‬وميكن‬ ‫أن يح�دث له االنتص�اب‪ ،‬وهذا وض�ع طبيعي‬ ‫وال يدع�و للقلق‪ ،‬فهو ترجمة لوضعٍ يش�عر فيه‬ ‫الطفل بش�كل جيد للغاي�ة‪ ،‬بعيدًا ع�ن مفهوم‬ ‫االنتصاب لدى البالغني‪ .‬وهذا أيضا يعد طبيعيًا‬ ‫يف مرحل�ة النمو الجنيس لديه‪ .‬ومع اكتس�اب‬ ‫اللغة يتش�كل ل�دى الطفل وع�ي جنيس جديد‬ ‫مرتب�ط ارتباطاً وثيق�اً بعالقته بجس�ده‪ ،‬يعي‬ ‫الطفل يف هذه املرحلة االختالفات الجنسية بني‬ ‫بن�ت وولد‪ ،‬بين رجل وام�رأة‪ ،‬ويرغب مبعرفة‬

‫األشياء مبسمياتها‪ ،‬وتنمو رغبته مبعرفة كيفية‬ ‫قدومه لهذا العامل‪ ،‬ويبدأ بطرح األسئلة؛ أين نشأ‬ ‫وتك ّون؟ وهذا هو الوقت املثايل لتوضيح األمور‬ ‫لهذا الطفل‪.‬‬ ‫الطفل والجنس من سن ‪ 3-6‬سنوات‪:‬‬

‫يهت�م األطف�ال يف ه�ذه املرحل�ة أكثر فأكرث‬ ‫بالجن�س اآلخر من زمالء اللع�ب‪ .‬هنا يتم تأكيد‬ ‫هويت�ه الجنس�ية باملقارن�ة مع نف�س الجنس‬ ‫واستكش�اف الجن�س اآلخ�ر‪ .‬ويفه�م األطفال‬ ‫أكثر يف ه�ذه املرحلة ع�ن طريق لعب�ة تبادل‬ ‫األدوار كلعب�ة الطبي�ب واملري�ض الت�ي يت�م‬ ‫خاللها فح�ص اآلخر من ال�رأس حتى أخمص‬ ‫القدمين‪ ،‬ويف أحيان كثرية عراة بدون مالبس‪.‬‬ ‫األطف�ال يدرك�ون يف هذه املرحلة جي�دًا أن ما‬ ‫يفعلون�ه يج�ب أن ال يك�ون عىل م�رأى األهل‬ ‫أو أولي�اء األم�ور‪ ،‬يغلقون األب�واب أو كام يف‬ ‫الكثري م�ن الروضات يف الحامم�ات‪ ،‬وما عىل‬ ‫البالغين إدراكه أن هذه األلع�اب ليس فيها أي‬ ‫رغبة جنس�ية كام ل�دى البالغين أو املراهقني‪،‬‬ ‫بل ه�ي محصورة يف إط�ار الفضول الطفويل‬ ‫الستكش�اف الجن�س اآلخر للتأكد م�ن هويتهم‬ ‫الجنسية كام اآلخرين‪ .‬وقد تنشأ مشاعر جميلة‪،‬‬ ‫ولكنها فقط تعزز ثقتهم يف تصورهم الحيس‪.‬‬ ‫لذا ينصح الكثري من علامء النفس باحرتام هذه‬ ‫الرغبة يف العالقة بني األطفال‪ ،‬طاملا يش�عرون‬ ‫بشعور جميل أثناء هذه اللعبة‪ ،‬وملنحهم فرصة‬ ‫اش�باع مش�اعر الفض�ول‪ ،‬وبالت�ايل الرتاج�ع‬ ‫التلقايئ حول مسألة الجس�د‪ .‬والطريقة املثىل‬ ‫للتعامل م�ع هذه اللعبة يف حال تم اكتش�افها‬

‫ثقافة عصور االستبداد‬ ‫د‪ .‬محمد شحرور‬ ‫اضطرت الظروف السوريني للهجرة من بلدهم‬ ‫هربً�ا بأوالدهم م�ن الجحيم املس�تعرة‪ ،‬وعاىن‬ ‫أغلبه�م األم ّري�ن للوص�ول إىل بل�دان اللجوء‪،‬‬ ‫ورغ�م أنه�م غال ًبا وج�دوا األم�ان املطلوب‪ ،‬إال‬ ‫أن اختالف الثقافات س�بّب ويس�بّب العديد من‬ ‫املش�اكل‪ ،‬وعلى مختل�ف األصعدة‪ ،‬س�واء من‬ ‫حي�ث اندماج الالج�ىء مع املحي�ط‪ ،‬أم تفهمه‬ ‫ألع�راف املجتم�ع الجدي�د‪ ،‬أم م�ا فرضت�ه من‬ ‫رشوط موضوعي�ة‪ ،‬وم�ا نتج ع�ن كل ذلك من‬ ‫تخلخ�ل أرسي رضب أركان البيوت املبنية عىل‬ ‫يرا عن هذا‬ ‫عالق�ات واهية أصلاً‪ ،‬وال يبتعد كث ً‬ ‫ما تتناقله وس�ائل التواصل االجتامعي من خرب‬ ‫الوال�د الذي رضب ابن�ه يف املطعم‪ ،‬فس�حبت‬ ‫الس�لطات األملانية الطفل من أبي�ه‪ ،‬معتربة أنه‬ ‫جدير بتلقي رعاية أفضل‪.‬‬ ‫وق�د يتمنى ه�ذا وذاك لو أنه�م مل يخرجوا من‬ ‫بلده�م أصلاً‪ ،‬ل�كان واحدهم اس�تطاع رضب‬ ‫ابن�ه براحت�ه‪ ،‬ومل�ا مت�ردت زوج�ه عليه حني‬ ‫وجدت عمالً يكفيها رشه‪ ،‬وملا تحررت أخته من‬ ‫الحج�اب الذي أثقل عليه�ا‪ ،‬وإن كنت أتعاطف‬ ‫قليلاً مع الوال�د املكلوم وقد أتفه�م موقفه‪ ،‬إال‬ ‫أين آس�ف يف الوق�ت ذاته ملا وصلن�ا إليه‪ ،‬يف‬ ‫ظل ثقافة االس�تبداد‪ ،‬ابتدا ًء من الطفولة وحتى‬ ‫الكهول�ة‪ ،‬مرو ًرا باملدرس�ة والجامع�ة والعمل‪،‬‬ ‫ناهيك عن الخدمة اإللزامية‪ ،‬هذا االستبداد الذي‬

‫طب�ع حياتنا حتى أصبحن�ا كالقردة يف تجربة‬ ‫بافلوف‪ ،‬ال نجرؤ عىل تخطي ما نشأنا عليه قيد‬ ‫أمنلة‪ ،‬ومننع كل من يحاول التجرؤ أيضً ا‪.‬‬ ‫وم�ن املفارق�ة أن�ه يف حين أسس�ت ثقافتنا‬ ‫اإلسلامية املوروث�ة لالس�تبداد بكل أش�كاله‪،‬‬ ‫ف�إن التنزي�ل الحكيم جعل من الحرية أس�اس‬ ‫األنس�نة‪ ،‬فهي األمانة التي حملها اإلنسان وأبت‬ ‫الس�موات واألرض والجبال حملها {إِنَّا َع َرضْ َنا‬ ‫السَم�اَ َو ِ‬ ‫ات َوالأْ َ ْر ِ‬ ‫ض َوالْ ِج َبا ِل فَأَبَينْ َ‬ ‫الأْ َ َمانَ َة َعلىَ َّ‬ ‫ِنسا ُن إِنَّ ُه‬ ‫ح َملَ َها الإْ َ‬ ‫أَن يَ ْح ِملْ َن َها َوأَشْ � َف ْق َن ِم ْن َها َو َ‬ ‫ج ُهوالً} (األح�زاب ‪ ،)72‬واختالف‬ ‫كَا َن ظَلُو ًم�ا َ‬ ‫اإلنسان عن باقي الكائنات عىل األرض هو كونه‬ ‫ح� ًرا‪ ،‬يطي�ع ويعيص مبلء إرادت�ه‪ ،‬وهي كلمة‬ ‫الله العليا التي س�بقت لكل أه�ل األرض‪ ،‬وهي‬ ‫الع�روة الوثقى الت�ي ال انفصام له�ا {الَ إِكْ َرا َه‬ ‫َ�ي فَ َم ْن يَ ْك ُف ْر‬ ‫فيِ الدِّي�نِ قَد تَّبَينَّ َ ال ُّرشْ � ُد ِم َن الْغ ِّ‬ ‫بِالطَّاغ ِ‬ ‫استَ ْم َس َ‬ ‫�ك بِالْ ُع ْر َو ِة‬ ‫ُوت َويُ ْؤ ِمن بِاللّ ِه فَق َِد ْ‬ ‫ِ‬ ‫صا َم لَ َها َواللّ ُه َس ِمي ٌع َعلِي ٌم} (البقرة‬ ‫ف‬ ‫ان‬ ‫الْ ُوثْق َ​َى الَ‬ ‫َ‬ ‫‪ ،)256‬فالل�ه تع�اىل وضع اإلميان ب�ه معادالً‬ ‫للكفر بالطاغوت‪ ،‬أي كل أشكال الطغيان‪ ،‬سواء‬ ‫كان عقائديً�ا أم فكريًا أم سياس�يًا أم اجتامعيًا‪،‬‬ ‫إال أن الفق�ه املوروث كرس مب�دأ "الطاعة لذي‬ ‫الش�وكة" وم�ن ث�م الطاع�ة واجب�ة ل�كل من‬ ‫استلم الس�لطة بالقوة‪ ،‬وصالحيات الحاكم غري‬ ‫قابل�ة للنقاش‪ ،‬وإال فأنت توق�ظ الفتنة النامئة‪،‬‬

‫وتغلغل�ت األجوبة الجاه�زة يف تراثنا‪ ،‬فالعمر‬ ‫بالنس�بة لنا محتوم‪ ،‬والرزق مقسوم‪ ،‬وال ميكن‬ ‫الهرب من املكتوب‪ ،‬وبالتايل ال يحاس�ب طبيب‬ ‫عىل خطأ طبي وال طاغية عىل جرامئه‪.‬‬ ‫وإذا كان�ت الحري�ة ال مت�ارس إال مقي�دة‪ ،‬فإن‬ ‫س�لطة الوالدين هي إحدى هذه القيود‪ ،‬تختلط‬ ‫فيه�ا الطاع�ة الواجبة والبر‪ ،‬باس�تبداد الرأي‬ ‫‪ ،‬لتص�ل إىل "أن�ت ومال�ك ألبيك"‪ ،‬ويكتس�ب‬ ‫األولياء هذه الس�لطة من فع�ل العناية باألوالد‬ ‫وتربيته�م لهم‪ ،‬مب�ا يفترض أن يحيل ضعف‬ ‫أجس�ادهم لصح�ة وضع�ف عقوله�م إلدراك‬ ‫ووع�ي‪ ،‬عىل أن يحف�ظ اإلبن ألبوي�ه ما قدماه‬ ‫فيرده طاع�ة وب�ر‪ ،‬وب�ر الوالدين ه�و القيمة‬ ‫الثانية بع�د عبادة الله الواحد عىل س�لم تراكم‬ ‫ح َّر َم َربُّ ُك ْم‬ ‫القيم اإلنس�انية {ق ْ‬ ‫ُ�ل تَ َعالَ ْوا ْ أَت ُْل َم�ا َ‬ ‫ح َسانًا}‬ ‫َعلَيْ ُك ْم أَالَّ تُشرْ ِكُوا ْ ِب ِه شَ �يْئًا َوبِالْ َوالِ َديْنِ إِ ْ‬ ‫(األنعام ‪ )151‬إال أن التنزيل الحكيم طلب لهام‬

‫هنا يسأل األهل‪:‬‬ ‫هل هذا الوضع طبيعي؟‬ ‫ما الذي ينتمي لتطور الطفل الجنسي؟‬ ‫متى يتجاوز الطفل حدوده؟‬ ‫ما العمل عند تعرض طفلي العتداء جنسي؟‬ ‫من قبل األهل أن يتم الرتوي والهدوء وال يجوز‬ ‫إطالقًا اس�تخدام التعنيف اللفظي أو السلويك‪،‬‬ ‫ألن ذل�ك يك� ّرس يف أذهانه�م أن هذا النش�اط‬ ‫سلبي وغري محبذ‪ ،‬بل يجب طرح السؤال بشكل‬ ‫طبيعي كما يف األلعاب األخرى‪ :‬ماذا تلعبون؟‬ ‫عندها يروي األطفال النشاط ويصبح اآلخر غري‬ ‫مه�م مع الوقت؛ باألخص يف حال الولد والبنت‬ ‫ألن التعنيف قد يجع�ل الطفل يكرر الفعل عدة‬ ‫رسي‪.‬‬ ‫مرات أخرى وبشكل ّ‬ ‫وكونن�ا نعيش مع تس�ارع يف وس�ائل اإلعالم‬ ‫والفضائي�ات‪ ،‬فقد يرى الطفل بالخطأ مش�اهد‬ ‫حميميّ�ة على شاش�ة التلفزيون‪ ،‬هن�ا نتوقع‬ ‫تقليد الطفل لهذه املش�اهد‪ ،‬وهن�ا يجب ضبط‬ ‫النفس وينصح أن يفهم األهل هذا الس�لوك من‬ ‫خالل الس�ؤال‪ .‬م�ع رضورة الحديث مع الطفل‬ ‫والتأكي�د له عىل أن تت�م اللعبة برض�اه؛ حتى‬ ‫ال يت�م اس�تغالله يف مثل هكذا ألع�اب من قبل‬ ‫رسي‪ ،‬وبالتايل‬ ‫األطف�ال األكرب س� ًنا وبش�كل ّ‬ ‫االعتداء الجنيس عليه‪ .‬وملنع إس�اءة اس�تخدام‬ ‫هذه اللعبة يجب تش�جيع الطف�ل مرا ًرا وتكرا ًرا‬ ‫عىل رفض ماال يرغب م�ن األلعاب‪ ،‬والتوضيح‬ ‫له أن جسده له فقط‪.‬‬ ‫كيف يكون الطفل هويته الجنسية في‬

‫رياض األطفال؟‬

‫ما بني الثالث والس�ت س�نوات يجرب األطفال‬ ‫دور الجنسين يف املس�تقبل‪ ،‬البنني يتعاطون‬ ‫م�ع القوة البدنية والعنف‪ ،‬أم�ا الفتيات فيلعنب‬ ‫دور األميرات‪ ،‬ويجرب�ن لع�ب دور األب واألم‬ ‫م�ن خلال الدم�ى‪ .‬والرغبة ل�دى األطفال يف‬ ‫جا َهد َ‬ ‫َاك َعلى أَن ت ُشرْ َِك بيِ‬ ‫طاعة مقي�دة { َوإِن َ‬ ‫ص ِ‬ ‫احبْهُماَ فيِ‬ ‫س ل َ​َك بِ� ِه ِعلْ ٌم فَلاَ ت ُِط ْعهُماَ َو َ‬ ‫َما لَيْ َ‬ ‫ال ُّدنْ َي�ا َم ْع ُروفًا} (لقامن ‪ )15‬أي ليس�ت مطلقة‬ ‫وإمنا يحس�م رصاع األجيال فيها لصالح األبناء‪،‬‬ ‫بحي�ث ال يتجاوز اإلحس�ان لهام ح�د الوصول‬ ‫ي�ل لَ ُه ُم ات َّ ِب ُعوا َما أَن َز َل اللّ ُه قَالُوا ْ‬ ‫لآلبائية { َوإِذَا ِق َ‬ ‫�ل نَتَّ ِب ُع َما أَلْ َف ْي َنا َعلَ ْي ِه آبَاءنَا أَ َولَ ْو كَا َن آبَا ُؤ ُه ْم الَ‬ ‫بَ ْ‬ ‫يَ ْع ِقلُو َن شَ ْيئًا َوالَ يَ ْهتَدُونَ} (البقرة ‪.)170‬‬ ‫ويف مجتمع ذكوري تس�وده فكرة أن "النس�اء‬ ‫ناقصات عقل ودين"‪ ،‬تعاين املرأة من اضطهاد‬ ‫األرسة واملجتم�ع‪ ،‬حي�ث رشف الذك�ر مرتب�ط‬ ‫بنساء عائلته‪ ،‬بينام ال يضريه أن يرسق ويرتيش‬ ‫ويخون زوجته‪ ،‬ويكون دورها الطاعة واالمتثال‬ ‫ألوامر الس�يد‪ ،‬فهي ال تتعدى كونها شيئًا ماديًا‬ ‫مكتس�بًا كالس�يارة أو الحلي‪ ،‬وعلى مالك�ه‬ ‫املحافظة عليه باألقفال‪ ،‬تحت ش�عار منافق هو‬ ‫"التكريم"‪ ،‬وميكن له�ذا املالك رضبها إن أراد‪،‬‬ ‫وه�و مقتنع مت�ام االقتناع أن الل�ه تعاىل أمره‬ ‫بذلك‪ ،‬فتحول�ت آية القوامة التي س�اوت الذكر‬ ‫ج ُال‬ ‫باألنثى ومنحت االثنني م ًعا ه�ذ الحق {ال ِّر َ‬ ‫قَ َّوا ُمو َن َعلىَ ال ِّن َساء بمِ َا فَضَّ َل اللّ ُه بَعْضَ ُه ْم َعلىَ‬ ‫بَ ْع ٍ‬ ‫ض َوبمِ َ�ا أَن َفقُوا ْ ِم ْن أَ ْم َوالِ ِه ْم} (النس�اء ‪)34‬‬ ‫إىل مرج ًعا ترضب النس�اء عىل أساسه من قبل‬ ‫ذك�ور ال يعرف�ون الله أصالً‪ ،‬وتح�ول الحجاب‬ ‫مقياس�ا لعف�ة املرأة‬ ‫يف ه�ذا املجتم�ع ليكون‬ ‫ً‬ ‫وأخالقه�ا‪ ،‬فيام مل تعط أم�و ٌر كالكذب والغش‬ ‫والحنث باليمني وعقوق الوالدين أي أهمية‪.‬‬ ‫وال يقتصر االضطه�اد على األوالد والنس�اء‪،‬‬ ‫والطغي�ان الذي م�ا زلنا نعي�ش يف ظله خلق‬ ‫إنس�انًا مهزو ًم�ا‪ ،‬عاج ًزا عن تحمل املس�ؤولية‪،‬‬ ‫فاملس�ؤولية صنو الحرية‪ ،‬وس�نة الله يف خلقه‬ ‫أن يس�أل اإلنس�ان بقدر ما يتاح ل�ه من حرية‪،‬‬

‫ه�ذه املرحلة هي نزع�ة أنانية؛ مبعن�ى لو أراد‬ ‫الطف�ل التقرب والت�ودد من أحده�م‪ ،‬فإن ذلك‬ ‫ألن الطفل يحب نفس�ه ولدي�ه رغبة ذاتية وفقًا‬ ‫ريا عن مودته لهذا‬ ‫لحاجاته النفسية‪ ،‬وليس تعب ً‬ ‫الشخص‪.‬‬ ‫كيف يتم مرافقة تطور الطفل الجنسي‬ ‫في سن مبكرة؟‬

‫تنصح األخصائية النفسية سهام حسن األهل أن‬ ‫يأخ�ذوا بعني االعتبار أن الجن�س هو من حياة‬ ‫البرش‪ ،‬ويرافقهم طوال حياتهم‪ .‬ويبدأ التثقيف‬ ‫الناجح منذ الوالدة عن طريق‪:‬‬ ‫ من�ح الطفل إحس�اس الجس�د اإليجايب يف‬‫مراح�ل من�وه‪ ،‬فعن�د العناي�ة اللطيف�ة مع�ه‬ ‫ومع جس�ده‪ ،‬يكرب لدي�ه ش�عور التقدير لذاته‬ ‫ولجسده‪.‬‬ ‫ عدم كب�ح جامح الطفل يف مرحلة اكتش�افه‬‫لجس�ده‪ ،‬ألن عملية اكتش�افه ه�ذه تطور لديه‬ ‫مش�اعر الجس�د بش�كل صحي‪ ،‬وتع�زز ثقته‬ ‫بنفس�ه‪ ،‬وه�ذا يس�اعده على متيي�ز نفس�ه‬ ‫وخصوصيته ع�ن اآلخرين‪ ،‬وقدرت�ه عىل قول‬ ‫"ال" يف حال االعتداء الجنيس‪.‬‬ ‫ختا ًما‪ ،‬من املهم توعية األطفال والحديث معهم‪،‬‬ ‫وعدم اعتبار الحديث الجنيس من املمنوعات يف‬ ‫البيت‪ ،‬ألن الطفل ق�د يتعرض لتحرش جنيس‪،‬‬ ‫ومينع�ه خوفه من الحديث عن ذلك ألمه أو أبيه‬ ‫ويضطر للس�كوت‪ .‬كام تج�ب محاولة التقرب‬ ‫من الطفل بشكل يومي‪ ،‬ومتابعة تفاصيل يومه‬ ‫س�واء يف رياض األطفال أو يف املدارس‪ ،‬لخلق‬ ‫قناة حوار وتواصل بني األهل والطفل‪.‬‬ ‫حيث ال ثواب وال عقاب بال حرية‪ ،‬وس�لوك هذا‬ ‫اإلنس�ان مضطرب‪ ،‬فهو خانع مل�ن فوقه‪ ،‬طاغ‬ ‫على من تحته‪ ،‬فالرجل ال�ذي يعيش مضطهدًا‬ ‫م�ن قبل نظ�ام الحكم‪ ،‬يطغى على املرأة تحت‬ ‫ش�عار الطاعة الزوجية‪ ،‬والوالدان يطغيان عىل‬ ‫األوالد تحت ش�عار بر الوالدين‪ ،‬والكبري يطغى‬ ‫على الصغري بحج�ة االحترام‪ ،‬واملعلم يطغى‬ ‫عىل تالميذه بحج�ة تبجيل املعلم‪ ،‬ورجل الدين‬ ‫يطغ�ى عىل من حوله بالحق اإللهي الذي منحه‬ ‫لنفسه‪ ،‬وكل ذلك يجري يف سلسلة تنحدر نزوالً‬ ‫لتصب على أضعف عنرص يف املجتمع‪ ،‬ال يجد‬ ‫من يستبد به سوى االشياء‪ ،‬فيقطع األشجار يف‬ ‫الحدائ�ق‪ ،‬ويتل�ف املصابيح يف الش�وارع‪ ،‬إىل‬ ‫أعامل كثرية ال تنتهي‪.‬‬ ‫ويف ظل ه�ذه الثقافة يب�دو طبيعيًا أن تصبح‬ ‫الطام�ة الكبرى يف قصة الطفل أنه س�يرتىب‬ ‫يف ظ�ل عائل�ة قد تطعم�ه لح�م الخنزير‪ ،‬فال‬ ‫يأبه الس�ادة املتعاطفون لف�راق الطفل لوالديه‬ ‫بق�در لح�م الخنزير ال�ذي س�يدخل بطنه‪ ،‬وال‬ ‫يأبه الس�ادة املس�تهجنون لخلع امرأة س�ورية‬ ‫حا‬ ‫لحجابه�ا ل�و أنهم رأوه�ا تتلقى رضبً�ا مرب ً‬ ‫م�ن زوجها أو لو س�معوا بترشدها دون مأوى‬ ‫بعد طالقه�ا‪ ،‬فاملوازين مقلوبة‪ ،‬واملعايري تبقى‬ ‫أسرية آبائية مريضة‪.‬‬ ‫ريا ال بد لنا من االعرتاف أن املش�كلة ال تكمن‬ ‫أخ ً‬ ‫فقط يف ف�روق الثقافات وأع�راف املجتمعات‪،‬‬ ‫بل لدينا مش�اكل كثرية أساس�ها االستبداد بكل‬ ‫أش�كاله‪ ،‬ف�إن كان األمل بالتخلص من الش�كل‬ ‫الس�يايس م�ا زال قامئً�ا‪ ،‬علينا البدء بأنفس�نا‬ ‫للتخل�ص قدر اإلمكان من آثاره وآثار األش�كال‬ ‫األخرى بالقدر ذاته‪.‬‬


‫‪Linguistic supportLinguistic‬‬ ‫‪for a goodsupport‬‬ ‫‪start. for a good start.‬‬ ‫‪Erste Worte für einen‬‬ ‫‪guten‬‬ ‫‪Anfang.‬‬ ‫‪Erste‬‬ ‫‪Worte‬‬ ‫‪für einen guten Anfang.‬‬

‫ﺟﻴﺪة‪ .‬ﻟﻐﻮي ﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺟﻴﺪة‪.‬‬ ‫دﻋﻢ ﻟﻐﻮي ﻟﺒﺪاﻳﺔ دﻋﻢ‬

‫‪Dictionary‬‬ ‫‪Dictionary‬‬ ‫‪Sprachführer‬‬ ‫‪Sprachführer‬‬

‫اﻟﻘﺎﻣﻮساﻟﻘﺎﻣﻮس‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Arabisch‬‬

‫اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫‪Arabic‬‬ ‫‪Arabisch‬‬

‫اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺟﻴﺪة‪.‬‬ ‫ﻟﻐﻮيﺟﻴﺪة‪.‬‬ ‫دﻋﻢﻟﺒﺪاﻳﺔ‬ ‫ﻟﻐﻮي‬

‫ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻣﻮس‬ ‫ﻋﲆﻣﻦﻧﺴﺦ‬ ‫اﻟﺤﺼﻮل‬ ‫اﻟﻘﺎﻣﻮس‬ ‫ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ميﻜﻨﻜﻢﻧﺴﺦ‬ ‫ﺤﺼﻮل ﻋﲆ‬ ‫ﺟﻤﻴﻊﺮامﻓﺮوع ﻣﻮين ﻏﺮام‬ ‫اﻟﻌﺮيب‪-‬اﻷﳌﺎين‬ ‫ﻓﺮوعﻣﻦﻣﻮين ﻏ‬ ‫ﳌﺎين ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫)ﻗﺒﻞ ﻧﻔﺎذ اﻟﻜﻤﻴﺔ(‬ ‫اﻟﻜﻤﻴﺔ(‬


Beim

Arzt

Gesi

face

ctor

´s

Körp

ertei

k

le I P

arts

of th e

bac

k

Ko p f

‫ذراع‬

sho

‫كو ع‬

en

‫ظهر‬

Schu

ulde

lter

rs

fing

er

Bauc

‫يد‬

tum

Bein

leg

Fuß

| fee t

bre‫ع‬a‫ا ب‬d‫أ ص‬

‫خبز‬

‫سا ق‬

| Füß

‫ أقدام‬/

Beror t

my

e

‫ قدم‬Brühwürfel sto

e do . es t hat n´t m hurt o v e. ?

Mais

corn grits

Fladenbrot flat bread

h

‫صد ر‬

‫ﻳحتاﺟﻪ اﻹﻧسان‬ Viert e

‫عة قبل‬ ‫سا‬

‫بطن‬

‫ذرة‬

tea

‫شاي‬

five t

‫خم‬

vor

10 2

‫ب حلأوراىك‬

‫قال‬

egg

4

13

‫بيضة‬

15

19 18

6

16 17

5

2

K a f fe e

‫قهوة‬

‫فليفلة صغرية‬

Peperoni chillies

Ich hätte g erne ... I w ould like Was kostet to have .. das, bitte? . H o Nein, dank w much is it, plea e. No, tha se? nks. Das ist alle s. That´s a ll. Danke schö n. Thank y o

Ingwer

ginger

‫زنجبيل‬

.. ‫مثنه لو سمحت؟‬. ‫أريد‬ ‫كم‬ .ً ‫ شكرا‬،‫ال‬ .‫هذا كل ﳾء‬ !ً‫شكرا ً جزيال‬ | 33

.

8 a.

m. t

o 12

(noo n)

‫ﺠدﻳة و‬

‫ﻷﺑ‬

nach

five p

1

14

20

7

Ei

3

2

8

Kuhciphene

‫اﻷرﻗام‬ fünf

11 12 2 2

9 21

‫ربع‬

‫ا‬

o

‫ما‬

l vor

+ ‫ألرقام‬

as

‫ق بعد‬t ‫ئ‬

‫س دقا‬

‫خم‬

3

4

V

iert quar el nach ter p ast

‫عة بعد‬

Wiev kne ie e halb Es is l Uhr ist ‫ركبة‬ t zwö es? half past lf Es is ‫ونصف‬ t Vie Uhr. Wha r t t Es is el na time th ch is it? Käse It´s 1 2 o´ Es is alb eins. zwölf. c cheeseto Fußze l o t W It´s q ck. Viert e ‫بنة‬h‫ ج‬sauusrast uart el vo er p F r is I ge t c e h ´ ast t ‫ة اﻵن؟‬ ‫القدم‬ s ha ins. ‫جق‬W‫س‬ann fish welv lf pa ‫اع‬ ‫أصابع‬ . ‫رش‬ s e I t . ‫ سمك‬t´s quarte twelve. .‫ما هﻲ الس الثانية ع والربع‬ Wir t treffen w r to ir re .‫إنها الساعة ثانية عرش لنصف‬ one ... in ffen uns uns? W . ‫ساعة ال‬ ‫عرش وا‬ einer um v .‫عميق‬ hen ‫ة‬ ‫ي‬ i ‫ن‬ w e . S . ‫ا‬ . ‫ع‬ ‫ث‬ r . ‫س‬ t i ‫ل‬ . l u ‫ة إال رب‬ ‫إنها ال ساعة ا‬ in 20 l we nde We .ً‫خذ نف ك رجاء‬ m w M ‫د‬ eet? ‫إنها ال ة الواح‬ ill m inute ... in e ... in ‫ر‬ eet ‫ح‬ ‫ا الساع‬ n i ‫ت‬ n ‫؟‬ ‫ت‬ a o e ‫ا‬ ‫ال ملك هذ‬ t4p ne h ‫إنه‬ ... um r halben Bulgur our .m. ... in ‫ؤ‬ S ‫ي‬ t ‫ل‬ 8 u 2 ‫؟‬ n ‫ه‬ ‫ل‬ 0 U d bulghur min e ... hr ... um utes .‫ي ساعة ﻧتﻘاﺑ لرابعة‬ ‫ برغل‬vEinsseig in h 20 U alf a ‫ساعة ا‬ ...‫ل‬v‫خ‬ Ö h gar lr n ho ... at ‫ﰲ أ ل يف ال‬ on 8 ur 8 a. biso1il m. ...‫ت‬ ‫نتقاب د ساعة‬ 2 Uh at ‫زي‬ 8 p. r ‫ بع‬.. ‫يقة‬ m

coffee

u.

fünf

ter to

... fr om

Tee

‫الوقت‬

‫الساعة‬ ‫س دقا‬

quar

cake

clock

‫ئق قبل‬

Hüft

‫خبز‬

Uhr

Knie

ck cube en Si ‫مكعبات مرق‬ e tief ein. nicht T a be k s we wegen. e a deep h? D b re a Plea th s o

1

‫رأس‬

‫كتف‬ st

Fi n g

‫سكر‬

foot

d

d

‫مواد غذائية‬cheBrust

Hand

han

y

hea

El

Rück

bod

‫رقبة‬

elbo lenbog w en

‫عسل‬

‫ف‬

e Do

‫وجه‬

Hals

arm

At th

cht

nec

Arm

I

. ‫ دق‬20 ‫د‬ ‫ة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫س‬ . ً‫صباحا‬ ‫ د نصف‬.. ‫ة‬ ‫ بع الساعة الثامن ة مسا ًء‬... ً‫ يف ساعة الثامن صباحا‬... ً ‫ يف ال ساعة الثامنةرش ظهرا‬... ‫ من ال ثانية ع‬... ‫ساعة ال‬ ‫إىل ال‬ | 51

‫ربع سا‬


‫إي إي‬ ‫جاد الجاطدريالقطريق‬

‫ﰲ املدﰲﻳانملةدﻳنة‬ ‫أي أي‬ ‫ن نحنن ناحﻵنن؟اﻵن؟‬

‫هل تهستل ت‬ ‫طيعست‬ ‫طي تع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫لن‬ ‫لن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫عليه عليه‬ ‫عىل العخىلريالطخة؟ريط‬ ‫ة‬ ‫؟‬ . . n n ‫هل ههل ه‬ Pla Pla

ay g the W

ier? ier? inodswinird hwir he? e? Wo sW wm w W W ra re a areshaem reesaan dem WheW b rndmaairubs cradauhafustdcaIeuhmfW t . ahpa. ir IapW m m ie ie S S e t YotuYN oueeNdeed n ethon thheam e om e ezneigen it to m to BitteBzitetig it

Findin inden I f g e W Den

‫ذا بعيذاد ب؟عيد؟‬ .‫نحن هنا‬ ‫سأ‬ n de LebLeenbsem ‫جف‬l‫كيفكي‬ ‫ريك إياه (ع‬ showshow ‫ىل‬ m ‫ال‬ ‫خ‬ ‫أجن‬itl‫بي‬Ite ‫ن‬n‫مأ‬its‫ب‬ PleasPelease ‫ر‬ ‫أ‬te ‫يشأ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ط‬ FFoooIoFdFd ‫ة‬ oooodd ‫يش‬ .) ‫؟‬ ‫؟‬ . e r e ? eit? itw e e are h w ). s s W ‫ه‬ n a a d d ‫ذا‬ la r. ‫ال‬ Ist Ist r? r? hie Stadtp ‫ما إسمام إالسم‬ Wir sind ‫شارع يدعى‬ ‫شارالع؟شا‬ . ‫ر‬ .. ‫ع‬ Is it fa Is it fa (auf dem ap) ‫؟‬ n e n ? ? n n Ih ufe ufe em e es go? go? ushslaicholaI haovIehto Ich zeig l show you (on th muiessmic ave to Wie W .‫تهذا قريب‬ d d y y a a I wil h hwich w ‫أين يقأيعن يمقوقع م‬ ‫فوق‬ ‫ست‬ WhicW ‫ف‬ ‫ط‬ ... ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ال‬ t ‫ع‬ ‫رت‬ ‫رت‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ? ? ‫ا‬ iß . ‫م‬ ‫م‬ e e ‫مل‬ e ‫؟‬ ‫؟‬ .. ß ß h a a is r r .‫يش‬ e t t t ß e ietSdie S of thoefsth treeest? treet? Die Stra name of the stre heeieißht ediß . ename ie ‫إتجه إ‬ W W M M am ‫ىل‬ nth ‫ا‬ e nearby e e ‫أل‬ h h l l ‫ما‬ The is th ll .‫م‬ It is is e t hat ‫أين يقأيعن يمقوقع م‬ ‫فو‬ ehsatlteest?elle? ‫ق‬ haW ltnS ähe. W a ‫ف‬ h N ‫ال‬ ‫ال‬ . fl fl n r ‫با‬ ‫با‬ o o lk h h e u u a a a d r r ‫ص‬ ‫ص‬ S b b w ‫؟ ؟‬ ‫ني‬etrna‫ح‬ß‫ط‬ensstoaplz?sstoaplz? ra‫ح‬ßS‫ط‬ tie Das ist in laufen. You can ietSd‫ني‬ todis ... ‫إ‬ o is mlt alt ‫ىل‬ am aa n W W P P ‫ال‬ tr tr e ‫ت‬ fe fe n e e ‫قا‬ ff n th th ‫ط‬ ö e ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ مل مل‬pe pe rffer‫كيفكأيصفل أإصىللمإركىلز مركز‬ .‫ع‬ re hisere is Sie k WheW adeaus. lleest?elle? r e e t pp‫ة؟‬ep s g e . lt lt .. ‫ن‬r‫ي‬p‫ةمل؟د‬e‫نا‬r‫ بهاربهار املدي‬ZucZkuecr ker a a ie ietBduieshBusuhs stousp?stop? Gehen S traight ahead. . todis .. is sugsug ‫إ‬ o ‫ىل‬ ‫ا‬ W W b b ‫إل‬ Go s e eis the re hiserth ‫شارة الض‬ ‫أيجدن أسجيادرةس‬a‫ أ‬r‫أين‬ar ‫كر‬ ?rum? ‫وئ‬ ‫يا‬ ‫ي‬ ‫ر‬ m ‫ة‬ ‫ة‬ . u WheW r ‫أ‬ ‫أ‬ g t t n ‫ج‬ ‫ج‬ n n u ‫ر‬ ‫ر‬ e e ‫ة‬ ‫ة‬ z Z Z ‫؟‬ ‫؟‬ . u r Kre roads ich inicsh ins city cceitnytrcee?ntre? ‫ إ‬... ... bis zu far as the cross ‫ىل‬ koemmeet toetht to koiemm e the ‫ال‬ ‫ي‬ ie ‫م‬ W W ‫ني‬ s a . .. doowI g do I g ‫أين أأيستنطأيسعتطي‬ . ‫رشاع‬ w .. o ‫إ‬ H H ‫رش‬ ‫ا‬ ‫ىل‬ ‫ء‬ ‫ء‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫ت‬ l. ‫ي‬ e ‫ذ‬ ‫ذ‬ i? i? . ‫ك‬ ‫ك‬ p x x ‫سا‬ ts ‫ر‬ ‫ر‬ a a ‫ر‬ ‫ة‬ ‫ة‬ m h T T lig rA ‫املوا املوا‬ ein ein ... bis zu far as the traffic ‫ هذا بعي‬JogJhougrhtWuortfiWnodefinicdhceaicn hIcfianndI afintadxai?taxi? fen?fen? ‫صالتص؟الت؟‬ !‫د‬ ‫ه ه‬ t. h ig ... as r u u rn re here ‫ل تستلطتيسعت مطيساععم‬ ‫ إر‬yogyuorgt urt WheW ‫سا‬ ‫ك‬ B B ts. ... tu ‫ع‬ rFkrtaathretrekrakrate ka u u h ‫ب‬ ‫د‬ ‫د‬ h c t a ‫يت‬ ‫يت‬ t ‫ال‬ e F e r ‫ل‬ ‫ل‬ ‫با‬ . e e ‫و‬ ‫و‬ h ft ‫ص‬ c in in ‫س‬ ‫س‬ le ... na foot ... ‫رقم‬ ‫؟‬h‫ت‬ilc‫؟ح‬h‫محتم‬ bteaugrtt ... turn nhn‫ل‬eicbhugett nonk‫ ل‬aic‫نب‬ a‫نب‬ ticketit?cket? ! MilM Wo kW c links. Icae I etear ng way n n ‫ة‬ ‫ة‬ a lo ‫د‬ ‫د‬ c a ‫زب‬ ‫زب‬ e e s r r ... nach at´ milkmilk en? en? WheWhe onig eit! Th bmitirtebhitetlfe hseelf? se? ‫بليب‬ ir ‫إركب بالرتام‬ mer ... m ‫رق‬ ‫ حلي ح‬hHoonnhHeig m ‫م‬ u ie ie Das ist w . S S N .. a a n n s le le e e u o p p t t ney B n n e e n n n y m m ö ö e K K d Sie ... u help u help Atm‫ل‬eA‫س‬ . tm‫لع‬e .. ould oyuold yo Nehmen the bus number r C C ‫ه‬ e ‫ذا‬ m m n ‫ه‬ u ‫و‬ N e ‫م‬ k ‫و‬ n a ‫ق‬ T ah BitteBitteSi ‫ف البا‬ .‫ص‬ traßenb . S ie n n d ie .. S r Tut dTut idcht Nehmen the tram numbe ‫ه‬ ‫ذا‬ ‫ه‬ a ‫و‬ s waes Take ‫ موقف‬NudNeude‫معكمرعونكةرونة‬ ‫ال‬ h ‫رت‬ ‫ا‬ elle. t .‫م‬ s e lt a ln ln h Bus here. ie t d h t ig p p is r | | a a a s s is 44 44 e ta‫ إن‬ta ReisReis D s stop e. shin shine The bu ‫زل يف املحط‬ ‫ة‬ altestell ticaket ma ticmkeatt m . r r h .. aut to ic ic n m e e h to L L a u in in b a a n n n ‫ء‬ ‫ء‬ s s e e ‫ضا‬ ‫ضا‬ e e e rt rt a a ß n n ‫بي‬ ‫بي‬ . a rk rk e r ‫ز‬ ‫ز‬ h h ‫يا‬ ‫فاآلةصلقولفاآلطةيا‬ ‫ل‬ r t a a ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ول‬ F F S t he lentilelsntiblsus sto ps stop ‫ة‬e‫روا‬h‫ملك‬n‫ذ‬n‫ةت ا‬e‫كعر‬n‫صع تقذط‬ ‫ا‬ B B ‫مل‬ Da ist dietram stop is righ ‫ت‬ o o ‫وا‬ u h ‫عا‬ b ‫س‬ ‫س‬ ‫ص‬ ‫ص‬ n ‫ل‬ e e ‫ال‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫د‬ ll ll ‫م‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ت‬ . te te .. s s | 21 | 21 The ‫ سأدل‬.‫عي‬ BushaBltueshalte ‫مو مو‬ beabnesans ltestelle ‫ك‬ a ‫ع‬ ‫ل‬ H ‫ي‬ p p n ‫ق‬ ‫ق‬ to to .‫ه‬ a s s ‫ف‬ ‫ف‬ s m m ‫الباصالباص‬ telle trtea lle tra Sie au hnhalthenshaltes Steigen off at stop ... ‫س‬ . ‫يا‬ traßeSntrbaaßenba n ‫ر‬ S ‫ة‬ e ‫ا‬ n ‫أل‬ Ih ‫م‬ ‫م‬ ‫ج‬ t ‫و‬ ‫و‬ Ge ‫قف قف‬ . ige es ‫رة تنطل‬ it. Ich ze ow you the way /‫بيد‬/‫الرتام الرتام ستقستعبيقدع‬ .‫ق من هناك‬ sh en Sie m r Stadt I

n

In Tow

Komm

Come

e. I´ll

with m

. ren dort there. Taxis fah l find a taxi over You´l

| 20

‫ف ف وداينوداين‬

‫فولفو‬ ErdEnrüdsnsüesse‫سل س‬

peapneuatsnuts

MaM ndaenlndeln

almaolm ndosnds

‫فستفقستحقلبيحلبي‬

Piszie tanzien ‫ لوز لوز‬pPisistapta cistac

hioshios

WaW s haästtheänttSeie n Sgie ernge?rneW ? hW WieW at hwaot uwldould vieiel?viel? youyliokue?like? How Homwu mu c c h h ? ? NocNhoectw h eatw asehmeh sm in DasDkaosskteotstet r? rA?nyAthninyth ......... ..€... . €It. It g elsgee?lse? c c o o Viele Vie n le DnanDka! nkT!haTha sts s..ts....... ..€... . €. nk ynok yo u! u!

| 32| 32

OlivOelinven

olive oslives

‫زيتوزنيتون‬

‫ب أتأنخذتأ؟خذ؟‬ ‫ماذاماتذاح تبحأن‬ ‫كم؟كم؟‬ ‫شيئشيآخئرآ؟خر؟‬ ............€..‫ه‬..‫ن‬€‫هذاهمثنذاهمث‬ !ً‫شكرا ًشكجرا ًزيجالً!زيال‬


‫أﻧﺖ ﻫﻨﺎك دامئًﺎ ﻣﻦ‬ ‫أﺟﻠﻬﻢ‪ ،‬وإن مل ﺗﺴﺘﻄﻊ‬ ‫أن ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻬﻢ‬

‫ﻇﺊﺜة ﺖﻌل ‪:MoneyGram‬‬ ‫‪ – MoneyGram‬أﺾﺑر ﻄﻆ ﻄﺔرد خﺛﻄﺋ ﺲالمﻐﺋ لﺎﺗﻌﻏﻀ اﻓﻄﻌال‬ ‫ﺗﻌﺘﱪ ‪ MoneyGram‬ﻣﻦ أﻛﱪ رواد ﺧﺪﻣﺔ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻷﻣﻮال اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎمل مبﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﺪد ﻣﻮزﻋني ﻳﺰﻳﺪ ﻋﲆ‪ 350000‬ﻣﻮزع‪ .‬ﻓﺨﻼل‬ ‫دﻗﺎﺋﻖ ﻣﻌﺪودة‪ ،‬ميﻜﻦ ﻟﻠﻌﻤﻼء إرﺳﺎل اﻷﻣﻮال واﺳﺘﻼﻣﻬﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ‪ MoneyGram‬ﺣﻮل اﻟﻌﺎمل )ﺑﴫف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﻮاﻋﻴﺪ ﻋﻤﻞ اﳌﻮزﻋني واﻟﻠﻮاﺋﺢ اﳌﺤﻠﻴﺔ(‪.‬‬ ‫وﺣﻘﻴﻘﺔ أﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﰲ ‪ MoneyGram‬ﻣﻮﻇﻔﻮن ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎءاﻟﻌﺎمل ﺗﺜﺒﺖ أن‬ ‫‪ MoneyGram‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﻨﻔﺘﺤﺔ ﻋﺎﳌ ًﻴﺎ‪ .‬ﻋﻼوة ﻋﲆ ذﻟﻚ‪ ،‬ﺗﻀﻊ ‪ُ MoneyGram‬ﻧﺼﺐ أﻋﻴﻨﻬﺎ ﻫﺪ ًﻓﺎ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻟﻠﻨﺎس ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﺎرات‪ .‬ﻟﺬﻟﻚ‪،‬‬ ‫ﻓﺒﺠﺎﻧﺐ ﻣﺆﺳﺴﺔ ‪ MoneyGram‬اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻧﺪ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺨﻼﻗﺔ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎمل‪ ،‬ﺗﻮﺟﺪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﴩوﻋﺎت‪.‬‬ ‫اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ اﻷﺧﺮى اﳌﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﻜﺒﺎر واﻟﺼﻐﺎر‪ .‬وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻌﺘﱪ ﺷﻌﺎر " ‪ MoneyGram‬ﺗﺸﺠﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ" ﻫﻮ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ ﰲ واﻗﻌﻨﺎ‪.‬‬

‫‪moneygram.de‬‬ ‫©‪ .MoneyGram 2016‬إن اﻟﻌﻼﻣﺘني ‪ MoneyGram‬و »‪ «Globe‬ﻫام ﻋﻼﻣﺘﺎن ﺗﺠﺎرﻳﺘﺎن‬ ‫ﻣﺴﺠﻠﺘﺎن ﻟﴩﻛﺔ ﻣﻮﻧﻴﺠﺮام ‪ .MoneyGram‬وﴍﻛﺔ ﻣﻮﻧﻴﺠﺮام ‪ MoneyGram‬اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﳌﺤﺪودة ﻫﻲ‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺮﺧﺼﺔ ﻟﺪﻓﻊ اﻟﻨﻘﻮد ﺗﻌﻤﻞ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ )‪ (EEA‬اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﻤﻬﺎ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌﺘﺤﺪة‪.‬‬

‫ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻘﺮات ﻣﻮﻧﻴﺠﺮام‬ ‫‪ MoneyGram‬ﻫﻨﺎ‪:‬‬


‫باب مفتوح‬

‫العدد ‪ | 11‬كانون األول ‪Dezember • 2016‬‬

‫‪17‬‬

‫منصات التعليم الذاتي‪...‬البديل و الحل لملئ أوقات الفراغ‬ ‫د‪ .‬هاني حرب‬ ‫باحث في علم المناعة و الجينات في جامعة ماربورج – ألمانيا‪ .‬مستشار الدراسة في ألمانيا لعدد من الجامعات والشركات‪.‬‬ ‫مؤسس شركة أوستيو لالستشارات والخدمات الطالبية‪.‬‬ ‫يقضي كثري م�ن الالجئني ومنه�م العديد من‬ ‫الطلب�ة أوقاتًا طويلة جدا خالل فرتات االنتظار‬ ‫للحص�ول عىل اإلقامة بعمل ال يشء‪ .‬هذا يؤدي‬ ‫إىل الش�عور بالكس�ل وعدم الرغب�ة باإلنتاج‪.‬‬ ‫هنال�ك الكثري من البدائ�ل املتاحة عرب االنرتنت‬ ‫والت�ي تعط�ي الطلب�ة والالجئين العديد من‬ ‫املهارات الجديدة أو تق�وم بزيادة خرباتهم يف‬ ‫مه�ارات ميلكونها باألص�ل‪ ،‬لتك�ون عونًا لهم‬ ‫للحص�ول على عم�ل أو الحصول على قبول‬ ‫درايس جامعي كان أم مهني يف أملانيا‪.‬‬ ‫تدع�ى ه�ذه البدائل‪ :‬منص�ات التعلي�م الذايت‬ ‫(‪ .)MOOC‬امل�وك ه�ي منص�ات تعلي�م عبر‬ ‫االنرتن�ت مدعوم�ة م�ن منظمات أو جامعات‬ ‫عاملي�ة مرموق�ة لتقدي�م العدي�د من ال�دورات‬ ‫وورشات العمل املختلفة املشابهة ملا يتم تقدميه‬ ‫بش�كل مب�ارش يف الجامع�ات أو املنظمات‬ ‫نفس�ها‪ .‬هناك العديد من املنصات العربية التي‬ ‫تق�دم العديد من الخدم�ات للطلبة والتي ميكن‬ ‫االس�تفادة منها مجانًا وس�أقوم يف هذه املقالة‬ ‫بطرحها وطرح رشح بسيط عن كل منها‪:‬‬ ‫‪ .1‬أكادميية ملتقى الداري�ن‪ :‬هي األكادميية‬ ‫األوىل عبر االنرتن�ت‪ ،‬وتقدم خدماتها بش�كل‬ ‫مج�اين متا ًم�ا وه�ي تق�دم غرفً�ا افرتاضي�ة‬ ‫للمحارضي�ن والطلب�ة للتواصل املب�ارش‪ .‬بعد‬ ‫انتهاء املحارضات يتم رفعها عىل املوقع مجددا‬

‫لالس�تفادة منها ملن مل يتح له الحضور املبارش‪.‬‬ ‫قدم�ت وتق�دم أكادميي�ة الداري�ن العدي�د من‬ ‫ال�دورات يف مختل�ف املجاالت من الحاس�وب‬ ‫إىل الهندس�ة والرتبي�ة وغريه�ا‪ .‬للوصول إىل‬ ‫أكادميية ملتق�ى الداري�ن‪www.aldarayn. :‬‬ ‫‪com‬‬ ‫‪ .2‬رواق‪ :‬يعترب رواق منصة تعليمية إلكرتونية‬ ‫تق�دم مواضيعه�ا باللغ�ة العربية ع�ن طريق‬ ‫العدي�د من األكادمييين املوجودين عىل امتداد‬ ‫الوطن العريب‪ .‬سوا ًء كنت طال ًبا جامع ًيا يسعى‬ ‫لتنمية معرفته يف مج�ال تخصصه‪ ،‬أو موظفًا‬ ‫مشغوالً ولكن لديه فضول االستكشاف املعريف‬ ‫يف تخصص ما‪ ،‬أو كنت إنسانًا يستمتع بالتعلم‬ ‫واالس�تزادة املعرفي�ة بح�د ذاته�ا‪ ،‬فبإمكان�ك‬ ‫االلتح�اق بامل�ادة املثيرة الهتامم�ك ومتابع�ة‬ ‫محارضاتها أس�بوعيًا‪ ،‬والتفاعل مع املحارضين‬ ‫وزملاء الدراس�ة أينام كن�ت ويف الوقت الذي‬ ‫يناس�بك‪ .‬يقدم موقع رواق العديد من الدورات‬ ‫وورش العم�ل يف مختل�ف املج�االت‪ ،‬وق�د تم‬ ‫تصميم�ه عىل نس�ق مواق�ع التعلي�م مفتوحة‬ ‫املص�در العاملية؛ حيث يتم تقدي�م الدورات يف‬ ‫توقي�ت مح�دد من خلال مح�ارضات الفيديو‬ ‫املس�جلة‪ ،‬ثم التامرين التفاعلية ومجتمع التعلم‬ ‫للتفاعل مع املعلم ومع الزمالء‪ ،‬اس�تطاع موقع‬ ‫ريا‬ ‫رواق يف فترة قصيرة أن يحق�ق روا ً‬ ‫جا كب ً‬

‫كتجربة عربية رائ�دة يف مجال التعليم مفتوح‬ ‫املصدر‪ .‬رابط املوقع‪www.rwaq.org :‬‬ ‫‪ .3‬إدراك‪ :‬هي منصة غري ربحية باللغة العربية‬ ‫للمس�اقات الجامعي�ة االلكرتونية‪ .‬ت�م بناؤها‬ ‫بالتعاون مع منصف�ة "‪ "EDX‬العاملية ورعاية‬ ‫امللكة رانيا زوجة العاه�ل األردين‪ .‬بدأت إدارك‬ ‫بتقدي�م العديد م�ن املناهج املختلف�ة املرتبطة‬ ‫بأرق�ى الجامع�ات العاملي�ة كهارف�رد ومعه�د‬ ‫ماسشوتس�س للتكنولوجيا ويويس بركييل مع‬ ‫إمكانية الحصول عىل شهادات بعد إنهاء العديد‬ ‫من الدورات والنج�اح يف امتحاناتها‪ .‬حاليا تم‬ ‫إطلاق أول مس�اق ع�ريب – ع�ريب بالتعاون‬ ‫م�ع مب�ادرة "الباحثون الس�وريون" ملوضوع‬ ‫البح�ث العلم�ي يف املج�االت الحيوي�ة ليكون‬ ‫بداي�ة حقيقية لتقديم علم من العرب يف أوروبا‬ ‫والع�امل لنظرائهم ممن يرغبون بالحصول عىل‬ ‫العل�م العايل‪ .‬للوص�ول ملنص�ة إدراك‪www. :‬‬ ‫‪edraak.org‬‬ ‫‪ .4‬موق�ع نفهم‪ :‬مب�ادرة موجه�ة إىل طالب‬ ‫امل�دارس الحكومية يف ال�دول العربية "مرص‪،‬‬ ‫والس�عودية‪ ،‬والجزائ�ر‪ ،‬وس�وريا إىل اآلن"‪،‬‬ ‫يحت�وي املوقع على أكرث م�ن ‪ 17000‬فيديو‬ ‫يف تبس�يط املناهج الدراس�ية العربية‪ ،‬مدة كل‬ ‫منه�ا أقل م�ن ‪ 20‬دقيق�ة‪ ،‬إذا كن�ت طال ًبا يف‬ ‫أحد مراحل التعليم املدرس�ية وتريد أخذ بعض‬

‫ال�دروس عرب اإلنرتنت‪ ،‬فهذا املوقع س�يلبي لك‬ ‫احتياجاتك بشكل كبري‪ ،‬منصة إلكرتونية تعمل‬ ‫عىل تبس�يط العل�وم للطالب ملس�اعدتهم عىل‬ ‫رفع قدرتهم عىل استيعاب الدروس ومراجعتها‬ ‫من خالل توفير طرق تعليمية تفاعلية مختلفة‬ ‫ع�ن الط�رق واألس�اليب التقليدي�ة‪ .‬وذلك عرب‬ ‫تقديم مقاطع فيدي�و وخاصيات أخرى مبتكرة‬ ‫وممي�زة‪ .‬يعتم�د موق�ع “نفهم” على مناهج‬ ‫دراسية مختلفة من عدة دول عربية ويستهدف‬ ‫الطالب من جميع املراحل الدراسية‪ .‬املوقع مهم‬ ‫ج�دا لالجئني الراغبني أن يتعلم أطفالهم باللغة‬ ‫العربية والحصول عىل معلومات مناهج سوريا‬ ‫وغريها الرتبوية التعليمية‪ .‬رابط املوقع‪www. :‬‬ ‫‪nafham.com‬‬ ‫‪ .5‬كورسيرا‪ :‬ه�و موقع يحتوي على الكثري‬ ‫من ال�دروس يف مختلف العلوم ويعترب منصة‬ ‫مفتوح�ة ومجاني�ة على اإلنرتن�ت‪ .‬ال�دورات‬ ‫التعليمي�ة الت�ي يقدمه�ا املوق�ع تحم�ل طابع‬ ‫الجامع�ات املرموقة يف العامل‪ ،‬على الرغم من‬ ‫أنها ليست رسمية‪ .‬لكن بال شك جذابة ملن يحب‬ ‫التعلم‪ ،‬كذلك لها أسلوب جميل ملتابعة الدروس‬ ‫واملش�اركة الفعال�ة من الطالب‪ .‬ه�ذا املوقع له‬ ‫اآلن ‪ 1.2‬ملي�ون طالب وطالبة‪ .‬كام أنه يحتوي‬ ‫عىل أكرث من ‪ 121‬دورة تعليمية مبش�اركة مع‬ ‫ح�وايل ‪ 62‬جامع�ة يف العامل‪ .‬راب�ط املوقع ‪:‬‬ ‫‪www.coursera.org‬‬ ‫‪ .6‬ايديك�س‪ :‬املنص�ة العاملية التي ت�م بناؤها‬ ‫كمرشوع مشترك بين معهد ماساتشوس�تس‬ ‫للتكنولوجيا‪ ،‬وجامع�ة هارفارد وبريكيل‪ .‬يقدم‬ ‫العدي�د من الدورات املختلفة يف جميع املجاالت‬

‫والعديد منها ميكنك الحصول عىل شهادات بعد‬ ‫حضور الدورات‪ .‬بعضها مجانية واألخرى عليك‬ ‫دفع مبلغ مايل لقاء الش�هادة أما الدورات فهي‬ ‫مجاني�ة دوما‪ .‬يعترب موقع إيديكس األقوى من‬ ‫ناحية مستوى الدورات واألساتذة واملحارضات‪.‬‬ ‫رابط املوقع ‪www.edx.org :‬‬ ‫‪ .7‬موق�ع تي�د التعليمي‪ :‬هو املوق�ع الذي تم‬ ‫إطالقه بواسطة مؤسسة ‪ TED‬الشهرية‪ ،‬ويتيح‬ ‫موقع تي�د للتعلي�م إنش�اء دروس تفاعلية مع‬ ‫املستخدم مبنية عىل الفيديوهات املرئية السابقة‬ ‫الت�ي أطلقه�ا املوق�ع‪ ،‬إضاف�ة إلنش�اء دروس‬ ‫مخصص�ة خاصة باملوق�ع‪ ،‬يقدم تي�د للتعليم‬ ‫ميزتين إضافتين ع�ن موق�ع تي�د التقليدي‪:‬‬ ‫املي�زة األوىل هي إمكاني�ة التفاعل بني املدرس‬ ‫والطلاب‪ ،‬واملي�زة الثانية هي إمكاني�ة تعديل‬ ‫ال�درس أكرث م�ن مرة؛ حي�ث ميك�ن للمدرس‬ ‫إضافة أسئلة ونش�اطات عقب املحارضة‪ ،‬وهي‬ ‫الخدم�ة التي يس�ميها املوق�ع “‪Flip”. www.‬‬ ‫‪ed.ted.com‬‬ ‫تعترب هذه املنصات من أفضل املنصات العاملية‪،‬‬ ‫وه�ي اس�تعاضة كبيرة ع�ن "جامع�ات" أو‬ ‫منصات أخ�رى ب�دأت حاليا بالظه�ور‪ ،‬تعتمد‬ ‫بشكل أس�ايس عىل محتوى املنصات األساسية‬ ‫األخرى املذكورة هنا وتنس�بها لنفسها وتحصل‬ ‫عىل املال لقاءها‪.‬‬ ‫أرسة أب�واب‪ ،‬وأن�ا‪ ،‬نتمن�ى لك�م قض�اء عطلة‬ ‫نهاية عام ممتازة عرب هذه الدورات لتس�تفيدوا‬ ‫بالش�كل األكبر واألمثل‪ ،‬والذي يخدم سيركم‬ ‫الذاتية بالحصول عىل عمل املطلوب أو الدراسة‬ ‫املطلوبة يف املستقبل‪.‬‬

‫بناء الجسور بين النساء‬ ‫كريستينا هويشن | صحفية ألمانية‬ ‫ترجمة‪ :‬د‪ .‬هاني حرب‬ ‫"أبحث عن تواصل ألوق�ات الفراغ‪ .‬أنا مرتبطة‬ ‫عملي�ا وبش�كل ش�خيص‪ ،‬ولكنن�ي أرغ�ب‬ ‫بتوس�يع م�داريك" هكذا كتبت تين�ا من برلني‬ ‫– فريدريش�هاين على موقع جسر الرتحيب‬ ‫بالنس�اء‪ .‬هنا تقدم النس�اء الربلينيات أنفسه ّن‬ ‫وعروضه� ّن عرب ه�ذا املوقع للنس�اء الالجئات‬ ‫لتقديم العون واملس�اعدة لبدء حياته ّن الجديدة‬ ‫يف برلني‪.‬‬ ‫النس�اء الالجئ�ات يف أملاني�ا يرغبن أيض�ا‬ ‫بالوص�ول والرتحيب والقيام بشيء ما‪ .‬ولكن‬ ‫ه�ذا األمر ليس س�هال كما يتص�وره البعض‪،‬‬ ‫حيث أن اليوم العادي يف مراكز اللجوء‪ ،‬دورات‬ ‫اللغة‪ ،‬التواص�ل وزيارة املؤسس�ات الحكومية‬ ‫األملاني�ة املختلف�ة واالهتمام باألطف�ال ي�أيت‬ ‫باملرتب�ة األوىل‪ .‬أمور عديدة صعبة جدًا وأخرى‬ ‫ال يوج�د أي وق�ت لها‪ ،‬ولهذا تبق�ى العديد من‬ ‫النس�اء الالجئ�ات منفصلات ع�ن أي تواصل‬ ‫اجتامع�ي‪ .‬حتى بوج�ود العديد م�ن العروض‬ ‫املقدم�ة لالجئين ال يوجد أي برام�ج مختصة‬ ‫بالالجئات بش�كل حقيق�ي‪ .‬وتبق�ى الالجئات‬ ‫خ�ارج هذه العروض وال تس�تطيع االس�تفادة‬ ‫منها‪.‬‬ ‫"ال ميكن أن يكون هذا س�ب ًبا ليك تبقى النسوة‬ ‫الالجئات خارج اإلطار املجتمعي‪ .‬هنالك العديد‬ ‫من النس�اء األملانيات املستعدات للمساعدة بهذا‬ ‫األمر" هذا ما تقوله رئيس�ة قسم برلني للعدالة‬ ‫االجتامعية الدكتورة غابريليه كيمرب‪.‬‬ ‫يف العام ‪ 2015‬أنشأ قس�م العدالة االجتامعية‬ ‫واملس�اواة بني املرأة والرج�ل يف مجلس مدينة‬ ‫برلين مشروع جسر الرتحي�ب بالنس�اء عن‬ ‫طري�ق جمعي�ة "الريق�ة والفراش�ة – النس�اء‬ ‫يف مرك�ز الحي�اة" وال�ذي يق�وم على جمع‬ ‫النس�اء الربلينيات مع نظرياته�ن من الالجئات‬

‫واملبادرات النسائية املختلفة‪ .‬مهام كان السبب‪،‬‬ ‫لالستش�ارة أو التعليم أو هوايات وأمور أخرى‪،‬‬ ‫ميكن للنساء التواصل مع بعضهن البعض عرب‬ ‫ه�ذا املوقع ليتحادثوا ويتبادوا اآلراء ويعيش�وا‬ ‫س�وية‪ .‬الع�روض والطلب�ات يت�م وضعها من‬ ‫قبل النس�اء حصرا عرب املوقع مب�ارشة والذي‬ ‫ت�م إطالقه يف منتصف ش�هر ترشين الثاين –‬ ‫نوفمرب من العام الحايل‪.‬‬

‫املوق�ع يق�دم معلومات�ه حاليا باللغ�ة األملانية‬ ‫ولكن س�يتم إضافة اللغات العربية واإلنكليزية‬ ‫والفارس�ية والفرنس�ية والرتكي�ة يف القري�ب‬ ‫العاجل‪.‬‬ ‫القامئون عىل مرشوع جرس الرتحيب بالنس�اء‬ ‫يعلم�ون متام�ا أن هنالك العدي�د من العروض‬ ‫املقدمة لالجئني‪ .‬إن إحدى الدراس�ات الصادرة‬ ‫م�ن مرك�ز برلين ألبح�اث الهج�رة واالندماج‬

‫التاب�ع لجامعة هومبول�دت يف برلني أوضحوا‬ ‫أن�ه ع�دد املتطوعين زاد بح�وايل ‪ 70%‬يف‬ ‫السنوات األخرية‪ .‬وانه يف العام ‪ 2015‬استثمر‬ ‫املتطوع�ون أكرث من العرش س�اعات التي كانوا‬ ‫يس�تثمرونها يف عمله�م التطوع�ي بش�كل‬ ‫أس�بوعي‪ .‬ولك�ن حتى اآلن وحس�ب إحصاءات‬ ‫جسر الرتحيب بالنس�اء‪ ،‬ال يوج�د أي مرشوع‬ ‫حقيق�ي موجه للنس�اء الالجئ�ات والذي يقوم‬ ‫برب�ط النس�اء الالجئ�ات س�وية‪ .‬وخصوص�ا‬ ‫املش�اريع التي تعني أن النساء الالجئات سيك َّن‬ ‫عامالً فاعالً يف املشاريع املختلفة لهذا املرشوع‪.‬‬

‫حت�ى بوجود العديد من العروض‪ ،‬ال تصل هذه‬ ‫العروض بشكل متس�ا ٍو للنساء والرجال‪ .‬حتى‬ ‫ل�و كان هنال�ك دعم خاص إليص�ال املعروض‬ ‫للنس�اء ف�إن األم�ر ال يص�ل ملبتغاه ويس�قط‬ ‫حس�ب التعبري األمل�اين تحت الطاول�ة‪ .‬هذا ما‬ ‫أوضحت�ه لن�ا الدكت�ورة كيمبر‪ .‬وله�ذا تربط‬ ‫منظمة ومرشوع جرس الرتحيب بالنس�اء األمل‬ ‫باالهتامم والعناية بالنس�اء باملشاريع املختلفة‬ ‫خاصا أًب�ح متوف ًرا‬ ‫للمنظم�ة‪ ،‬حي�ث أن مكانً�ا‬ ‫ً‬ ‫ميكن للنساء أن تسمع صوتهن من خالله‪.‬‬ ‫"على الجميع أن ي�رى‪ ،‬أن هنالك نس�اء‪ .‬إنه ّن‬ ‫يش�كلن أكرث من ثلث الالجئني باملجموع العام‪.‬‬ ‫نحن نرغب أن يكون هنالك اهتامم وعنايه بهن‪.‬‬ ‫والكثير من األمور األخرى التي ترس�م الفرحة‬ ‫والس�عادة عىل وجوههن كبط�والت كرة القدم‬ ‫النسائية عىل سبيل املثال"‪.‬‬ ‫توضح الس�يدة "انغ�ة كيك" الباحث�ة يف علم‬ ‫الرتبية ضمن "الريقة والفراش�ة" أن املوضوع‬ ‫يتج�اوز الس�عادة ليص�ل إىل مس�توى إعادة‬ ‫الثقة لدى هؤالء النس�وة الل�وايت خرسن جز ًءا‬ ‫منها بس�بب وضعه�ن الحايل ورحل�ة اللجوء‬ ‫ووضع اإلقامة‪" :‬إن هؤالء النسوة قويًات بشكل‬ ‫كبري‪ .‬اس�تطع َن تج�اوز محنة اللج�وء والهرب‬ ‫وعليه� ّن اآلن الخروج م�ن قوقعته ّن والتواصل‬ ‫مع املجتمع بش�كل أقوى وأفضل وهذا سيؤدي‬ ‫لزيادة قوة هذا املجتمع"‪.‬‬ ‫عندما تكون هنالك نساء أخريات كـ"تينا" التي‬ ‫قام�ت باالشتراك باملوقع‪ ،‬وبتقدي�م العروض‬ ‫والرتحيب بالنس�اء الالجئات ف�إن العالقة بني‬ ‫النس�اء الربليني�ات والالجئات س�تزداد صالبة‬ ‫وه�ذا س�يؤدي لتحقيق حل�م الس�يدة "كيك"‬ ‫بزي�ادة قوة املجتمع األملاين بش�كل عام وبعث‬ ‫الحياة به‪.‬‬ ‫ميك�ن االطلاع عىل مشروع جسر الرتحيب‬ ‫للنساء عرب الرابط‪:‬‬ ‫‪www.womens-welcome-bridge.de‬‬


‫‪18‬‬

‫باب مفتوح‬

‫العدد ‪ | 12‬كانون األول ‪Dezember • 2016‬‬

‫ألمانيا‪ ..‬مهد التقاليد الميالدية‬ ‫كيف تحتفل ألمانيا بعيد الميالد‪ ،‬وما هي العادات والتقاليد في موسم األعياد‬ ‫ريتا باريش‬ ‫عىل الرغم من أن مولد املسيح حدث منذ حوايل‬ ‫ألف�ي عام يف املشرق‪ ،‬وأن الجمي�ع يف رشقنا‬ ‫يحيي�ون ذك�رى امليالد بطق�س احتفايل بهيج‬ ‫يرتقبه الصغار والكبار‪ ،‬إال أن القس�م األكرب من‬ ‫تل�ك الطقوس‪ ،‬أخذناه عن الغ�رب‪ .‬وهو بدوره‬ ‫أخذ الكثير عن أملاني�ا‪ ،‬موطن غاب�ات التنوب‬ ‫دائم الخرضة وش�جرة امليالد‪ ،‬وس�انتا كالوس‬ ‫وأس�واق امليلاد التي ت�كاد ال تخلو من س�حر‬ ‫بهجته�ا مدينة أملاني�ة أو قري�ة‪ .‬ولرمبا تكون‬ ‫أملانيا بأسواقها وتقاليدها‪ ،‬أفضل مكان لتمضية‬ ‫هذا الوقت من العام والختبار مباهج عيد امليالد‬ ‫كام تش�اء األص�ول واألع�راف التي س�تحاول‬ ‫السطور القليلة التالية تسليط الضوء عليها‪.‬‬

‫‪ Weihnachtskalender -‬تقويم الميالد‬

‫زم�ن املجيء يف التقويم املس�يحي هو الش�هر‬ ‫ال�ذي يس�بق عي�د امليلاد‪ ،‬ويتحضر خالل�ه‬ ‫املؤمن�ون روحيًا بالص�وم والتأمالت‪ ،‬وخاصة‬ ‫يف الشرق‪ ،‬حيث ميتنع معظم املس�يحيني يف‬ ‫بالدنا عن تناول األطعمة الحيوانية من ‪25/11‬‬ ‫وحت�ى ليلة امليالد‪ .‬أم�ا يف أملانيا فلزمن املجيء‬ ‫طقوس خاصة‪ ،‬حيث تضع العديد من العائالت‬ ‫إكليالً مضفو ًرا من أغصان الش�يح أو التنوب أو‬ ‫الكرمة وتثبت فوقه أربعة ش�موع كبرية‪ ،‬تضاء‬ ‫ش�معة كل يوم أحد من األس�ابيع األربعة التي‬ ‫تس�بق امليالد‪ ،‬إىل أن تيضء الش�موع األربعة‬ ‫م ًع�ا يف األح�د األخري‪ ،‬وهن�اك أيضً ا ع�ادة أال‬ ‫يكش�ف ع�ن زينة الش�جرة قبل عش�ية امليالد‪،‬‬ ‫ولهذا يبقى اإلكليل هو الزينة التي تجلب أجواء‬

‫ه�و عبارة ع�ن تقويم من ‪ 24‬خانة عىل ش�كل‬ ‫أبواب ونوافذ أو أكياس يتم فتح واحدة منها يف‬ ‫كل يوم من األيام التي تس�بق عيد امليالد اعتبا ًرا‬ ‫من بداي�ة كانون األول‪ ،‬لتكش�ف ع�ن مفاجأة‬ ‫كرم�ز من رموز امليلاد أو حبة ش�وكوال لذيذة‬ ‫أو حكمة‪ ،‬أصبحت ه�ذه التقاويم تصنع للكبار‬ ‫كهداي�ا رائج�ة‪ ،‬وقد تحوي عىل مس�تحرضات‬ ‫تجمي�ل أو أغ�راض مختلف�ة لتك�ون مفاجآت‬ ‫يومية حتى حلول ليلة امليالد‪.‬‬

‫العيد إىل املنزل طوال شهر ديسمرب‪.‬‬

‫‪ Adventskranz-‬إكليل المجيء‬

‫‪ Sankt Nikolaus Tag -‬عيد القديس‬

‫الح�ذاء من كي�س الفحم الذي يحمله كنيش�ت‬ ‫روبريشت عىل كتفيه‪.‬‬ ‫وتستند ش�خصية س�ان نيكوالس األملانية إىل‬ ‫ش�خص حقيقي‪ ،‬كان أس�قفاً ملدينة قونية يف‬ ‫آس�يا الصغ�رى ومحبوبًا من الن�اس الهتاممه‬ ‫بالفق�راء م�ن األطف�ال‪ .‬وم�ع مج�يء حرك�ة‬ ‫اإلصالح الدين�ي اللوثرية‪ ،‬تم إلغ�اء التعبد إىل‬ ‫القديسين‪ ،‬ونس�ب تقليد العطاء وفتح الهدايا‬ ‫إىل الطف�ل يس�وع ‪ Christkind‬وانتق�ل إىل‬

‫تحفً�ا حقيقية صغيرة مصنوع�ة يدويًا لزينة‬ ‫امليلاد‪ ،‬عالوة عىل تش�كيلة واس�عة من املآكل‬ ‫واملرشوبات الش�توية الش�هية‪ ،‬كاللوز املكرمل‬ ‫والكس�تناء املشوية‪ ،‬والجنب السويرسي املذاب‪،‬‬ ‫وعجة البطاطا‪ ،‬والنقانق‪ ،‬والفطائر األلزاس�ية‬ ‫املالحة واألسماك املقلية واملرشوبات الساخنة‪.‬‬ ‫ويعود تقليد س�وق عيد امليلاد إىل القرن ‪.15‬‬ ‫والي�وم هناك أكرث من ‪ 2500‬س�وقًا يف أملانيا‪،‬‬ ‫فضلاً عن أن ه�ذا التقلي�د قد غ�زا العديد من‬ ‫البل�دان األوروبية وأمريكا‪ .‬أس�واق عيد امليالد‬ ‫هي متعة حقيقية لجميع الحواس‪.‬‬ ‫‪ Glühwein -‬النبيذ الساخن‬

‫عند التنزه يف س�وق امليالد‪ ،‬يتنشق املرء روائح‬ ‫شهية‪ ،‬عطرية ومختلفة كرائحة السكر املكرمل‬ ‫والفطائ�ر والتواب�ل كالقرف�ة والزنجبيل التي‬ ‫تف�وح م�ن كع�ك امليلاد ‪ ،Lebkuchen‬إال أن‬ ‫الرائح�ة املهيمنة هي رائح�ة حلوة الذعة ناتجة‬

‫ليل�ة عيد امليلاد‪ .‬حيث تفت�ح الهداي�ا يف ليلة‬ ‫‪ 24‬ديس�مرب‪ ،‬بعد تناول وجبة األرسة التقليدية‬ ‫وغناء أناشيد عيد امليالد‪.‬‬ ‫ ‪ Weihnachtsmarkt‬أسواق عيد‬‫الميالد‬

‫ال تخل�و مدينة كبرية أو صغيرة يف أملانيا من‬ ‫س�وق لعي�د امليلاد‪ ،‬تتوه�ج األن�وار يف تلك‬ ‫األسواق يف منتصف شهر ترشين الثاين‪ ،‬وهي‬ ‫ملتقى للصغ�ار والكبار‪ ،‬يبيع فيه�ا الحرفيون‬

‫جا بعطر التوابل‬ ‫عن تطاير كح�ول النبيذ ممزو ً‬ ‫والربتق�ال‪ .‬النبي�ذ الس�اخن مشروب يشرب‬ ‫الوجن�ات بحم�رة ال�دفء والبهج�ة‪ ،‬وميك�ن‬ ‫للجميع االس�تمتاع به‪ ،‬فهناك ‪Kinderpunch‬‬ ‫ذو الطع�م املامثل والخايل متا ًم�ا من الكحول‬ ‫ليك يستمتع به األطفال‪.‬‬ ‫ “‪ ”Oh Tannenbaum‬شجرة عيد‬‫الميالد‬

‫نيقوال‬

‫فيتامين الشمس‬ ‫د‪ .‬م‪ .‬أسامة ج ّروس‬ ‫م�ع اقرتاب فصل الش�تاء وانحس�ار س�اعات‬ ‫النه�ار واختباء الش�مس معظ�م الوقت خلف‬ ‫سماء أملانيا الغامئ�ة‪ ،‬ينت�اب الكثريين حنني‬ ‫غري�ب لش�مس الشرق األوس�ط أو لش�مس‬ ‫املتوسط‪ .‬يف الحقيقة ال تقترص الكآبة الشتوية‬ ‫ه�ذه على القادمني م�ن حوض املتوس�ط بل‬ ‫تش�مل الجميع بدرجات متفاوتة وتسمى أيضا‬ ‫بـ ‪.Winter Blues‬‬ ‫بيولوجي مرتب ٌط‬ ‫سبب‬ ‫قد يكون للكآبة الشتوية ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مبارشة بالشمس‪ .‬بالتحديد بفيتامني (د) وهو‬ ‫أمر مثري جدا‪ .‬لكن الحديث عن فيتامني د يجب‬ ‫أن يبدأ من تعريفه وذكر أهميته‪.‬‬ ‫فيتامين (د) هرم�ون ينتج�ه الجس�م عن�د‬ ‫التعرض ألشعة الشمس وبالتحديد األشعة فوق‬ ‫البنفس�جية ويلعب دو ًرا مهما جدًا يف توازن‬ ‫الكالسيوم يف الجس�م ويف عملية االستقالب‪.‬‬

‫‪ -‬أكالت عيد الميالد‬

‫يعترب ال�ـ ‪ Stollen‬واحدًا م�ن أفضل حلويات‬ ‫عيد امليالد يف العامل‪ ،‬ونجده عىل رفوف املتاجر‬ ‫واملخاب�ز والس�وبرماركت ابت�دا ًء من منتصف‬ ‫ش�هر ترشين األول‪ ،‬أش�هر أنواعه هو الشتولن‬ ‫م�ن دريس�دن املفع�م باملكسرات والفواك�ه‬ ‫املجففة‪ ،‬ش�كل قالب الش�تولن دامئا مستطيل‬ ‫م�ع تلة صغرية يف املنتص�ف كناية عن الطفل‬ ‫يس�وع يف مهده وقد يحتوي عىل حش�وة من‬ ‫املارزيبان "عجينة اللوز والسكر"‬ ‫هن�اك أيضً ا كع�ك الزنجبيل الش�هري‪ ،‬وهو من‬ ‫أق�دم أنواع الكعك املحىل‪ ،‬يحتوي عىل العس�ل‬ ‫والعدي�د م�ن التواب�ل كاليانس�ون والكزب�رة‬ ‫والقرنف�ل والزنجبي�ل والهي�ل والبه�ارات‬ ‫ومكسرات كاللوز‪ ،‬البندق‪ ،‬والج�وز‪ ،‬والفواكه‬ ‫املجفف�ة‪ .‬وسنس�تفيض يف الع�دد الق�ادم‬ ‫بالحديث عن أطعمة عيد امليالد يف أملانيا‪.‬‬

‫ع�ادة تزيين ش�جرة عي�د امليلاد ه�ي ع�ادة‬ ‫سابقة للمس�يحية‪ ،‬ومرتبطة بالعبادات الوثنية‬ ‫الجرماني�ة يف إك�رام وعب�ادة الش�جرة‪ ،‬لذا مل‬ ‫تحب�ذ الكنيس�ة يف الق�رون الوس�طى الباكرة‬ ‫عادة تزيني الشجرة‪ ،‬وأول ذكر لها يف املسيحية‬ ‫يع�ود لعه�د البابا القدي�س بونيف�اس (‪634‬‬ ‫ ‪ )709‬ال�ذي أرس�ل بعث�ة تبشيرية ألملانيا‪،‬‬‫ومع اعتناق س�كان املنطقة للمس�يحية‪ ،‬مل تلغ‬

‫ليلة الخامس من ديس�مرب هي الليلة التي يحلم‬ ‫به�ا كل األطف�ال يف أملانيا‪ ،‬يلم ّع�ون أحذيتهم‬ ‫الصغيرة ويضعونه�ا أم�ام أب�واب غرفه�م‬ ‫قبل الن�وم‪ ،‬بانتظ�ار أن مير س�ان نيكوالوس‬ ‫ومساعده كنيش�ت روبريشت يف الليل ويجلب‬ ‫له�م هدي�ة أو حلوى‪ .‬أم�ا األطفال املش�اغبون‬ ‫فيكون م�ن نصيبهم الحصول على فحمة يف‬

‫يس�بب نقصه أمراضً ا عديدة أهمها لني العظام‬ ‫والذي يسمى الكساح لدى األطفال [‪.]1‬‬ ‫ص ّن َف "فيتامني د" مع بقية الفيتامينات خطأ‬ ‫ُ‬ ‫لالعتقاد بأن الجس�م غري قادر عىل إنتاجه وأن‬ ‫مص�دره الوحيد هو الغ�ذاء‪ .‬فخالل البحث يف‬ ‫س�بب إصابة األطفال بالكس�اح وسبل الوقاية‬ ‫منه‪ ،‬الح�ظ العلامء يف بداي�ة القرن العرشين‬ ‫أن تن�اول زي�ت الس�مك يق�ي م�ن اإلصاب�ة‬ ‫باملرض‪ ،‬ثم وبعد س�نوات من البحث اس�تطاع‬ ‫الع�امل ‪ McCollum‬ع�ام ‪ 1922‬تحدي�د ذلك‬ ‫املركب املوجود يف زيت الس�مك الذي يقي من‬ ‫اإلصاب�ة وأطلق عليه اس�م فيتامني (د) خالل‬ ‫نف�س الفترة الحظ علماء آخ�رون أن مرض‬ ‫يل تظهر أعراضه يف الشتاء وأن‬ ‫الكس�اح فص ّ‬ ‫التعرض ألش�عة الشمس بش�كل كاف يقي من‬ ‫اإلصاب�ة به‪ .‬وبعد س�نوات إضافية من البحث‬

‫عادة وضع الش�جرة يف عي�د امليالد‪ ،‬بل حولت‬ ‫رموزها إىل رموز مس�يحية‪ ،‬غري أن انتش�ارها‬ ‫اقترص على أملانيا ومل يصبح ع�ادة اجتامعية‬ ‫مس�يحية ومعتمدة يف الكنيس�ة‪ ،‬إال مع القرن‬ ‫الخام�س عرش‪ ،‬حيث انتقلت إىل فرنس�ا وفيها‬ ‫ت�م إدخال الزين�ة إليها برشائط حم�راء وتفاح‬ ‫أحمر وش�موع‪ ،‬واعتربت الش�جرة رم ًزا لشجرة‬ ‫الحي�اة املذكورة يف س�فر التكوي�ن من ناحية‬ ‫ورم ًزا للنور‪ ،‬ولإلميان الذي ال يذبل‪.‬‬

‫ش�ارك فيه علامء يف عدد م�ن جامعات أوروبا‬ ‫س�اهم في�ه علماء أهمه�م فين�داو س �‪Win‬‬ ‫‪ ،daus‬س�تينبوك ‪ ،Steenbock‬هي�س ‪Hess‬‬ ‫وروزنهاي�م ‪ Rosenheim‬أصبح واضحا عام‬ ‫‪ 1937‬أن الجل�د يقوم بإنتاج فيتامني (د) عند‬ ‫تعرضه ألشعة الشمس وبالتحديد للطّيف فوق‬ ‫البنفسجي من أشعة الشمس [‪.]2‬‬ ‫تختل�ف كمية فيتامني (د) الت�ي ينتجها الجلد‬ ‫عند التعرض للش�مس حس�ب لون البرشة أي‬ ‫حسب نسبة امليالنني يف الجلد‪ .‬فكلام كان لون‬ ‫قل إنتاجه�ا من الفيتامني‪.‬‬ ‫البشرة داكنا‪ ،‬كلام ّ‬ ‫وه�ذا قد يفسرّ ت�درج لون البشرة من الداكن‬ ‫إىل الفاتح‪ ،‬للش�عوب القدمية حسب انتشارها‬ ‫الجغ�رايف‪ .‬فل�ون البشرة الفات�ح للش�عوب‬ ‫القدمية يف شمال أوروبا يعطيهم أفضلية يف‬ ‫إنتاج فيتامني (د) عىل ذوي البرشة الداكنة يف‬

‫نفس املنطقة‪.‬‬ ‫للحصول عىل الجرع�ة اليومية يكفي تعريض‬ ‫الوجه‪ ،‬الذراعني والس�اقني ألشعة الشمس غري‬ ‫الح�ادة من ‪ 5‬دقائ�ق إىل ‪ 30‬دقيقة مرتني يف‬ ‫األس�بوع لذوي البرشة الفاتحة‪ ،‬يف حني يجب‬ ‫عىل ذوي البشرة الداكنة زيادة مرات التعرض‬ ‫للش�مس‪ .‬كما يجب زيادته�ا إن كانت أش�عة‬ ‫الشمس ضعيفة كام هو الحال يف شامل أوروبا‬ ‫يف الشتاء مثال [‪]3,4‬‬ ‫ح�ا أو ممك ًنا‬ ‫لك�ن حتى ذلك ق�د ال يك�ون متا ً‬ ‫للجميع‪.‬‬ ‫لذل�ك لجأت الكثري ال�دول إىل إل�زام الرشكات‬ ‫املصنع�ة إضاف�ة فيتامين (د) للحلي�ب وذلك‬

‫لضامن حص�ول األطف�ال عىل الجرع�ة الدنيا‬ ‫من الفيتامني‪ ،‬ويس�مى الحلي�ب عندها "حليب‬ ‫مد ّع�م بفيتامين (د)" أدى ه�ذا اإلج�راء إىل‬ ‫تقليص حاالت اإلصابة بالكساح بشكل ملموس‬ ‫يف ال�دول التي طبق االجراء فيها مثل س�وريا‪،‬‬ ‫والوالي�ات املتح�دة األمريكي�ة‪ .‬يف حني لجأت‬ ‫دول أخرى إىل توجيه النصح والتوعية لألهايل‬ ‫ح�ول فيتامين (د) وإدخال س�اعات للعب يف‬ ‫الشمس يف املدارس‪ .‬ومن الجدير بالذكر هنا أن‬ ‫الحلي�ب العادي يف أملانيا غير مدعم بفيتامني‬ ‫(د)‪.‬‬ ‫تختل�ف الجرع�ة الت�ي تنصح بها املؤسس�ات‬ ‫الصحي�ة والغذائي�ة‪ .‬فمثلا‪ ،‬ينص�ح االتح�اد‬ ‫األورويب ب�ـ ‪ IU 200‬يومي�ا [‪ ،]5‬يف حين‬ ‫تنصح مؤسس�ة التغذي�ة األملاني�ة منذ ‪2016‬‬ ‫بجرعة ‪ IU 800‬يوميا [‪ .]6‬أيضا ينصح معهد‬ ‫الواليات املتحدة للطب ب�ـ ‪ IU 800‬يوميا [‪]7‬‬ ‫أما وزارة الصح�ة الكندية فتنصح بـ ‪IU 600‬‬ ‫لألعمار من ‪ 1-70‬س�نة‪ ،‬ث�م ‪ IU 800‬ملن هم‬ ‫فوق الـ ‪ 70‬عاما [‪.]8‬‬ ‫يج�ب التنوي�ه إىل ع�دم اإلف�راط يف تن�اول‬ ‫جرعات فيتامني (د) وااللتزام بحدود الجرعات‬


‫باب مفتوح‬

‫العدد ‪ | 11‬كانون األول ‪Dezember • 2016‬‬

‫‪19‬‬

‫سلسلة شخصيات ألمانية‬

‫‪ -1-‬يوهان فولفغانغ فون غوته‬

‫يوسف شهاب | كاتب ألماني‪-‬مصري يعيش في فرانكفورت منذ ‪ 50‬عا ًما ذل�ك انتقل إىل "فت�زالر" وهي مق�ر املحاكم‬ ‫االمرباطورية ومحكمة االستئناف العليا‪ ،‬وذلك‬ ‫أش�هر من أنجب�ت أملانيا من األدب�اء‪" ،‬يوهان وأثناء فرتة مرضه قام بدراس�ة كتب الفلس�فة حتى يقوم بالتمرن عىل أعامل املحاماة‪ ،‬وأثناء‬ ‫ذل�ك تع�رف إىل الكثير من القض�اة ورجال‬ ‫فولفغان�غ ف�ون غوت�ه" كان وم�ازال األديب والسحر والتنجيم والكيمياء والروحانيات‪.‬‬ ‫السلطة‪ ،‬وتوطدت صلته بهم‪.‬‬ ‫الش�اعر األمل�اين األكثر أهمي�ة يف الق�رون بع�د أن استرد "غوت�ه" صحته‪ ،‬ق�ام والده‬ ‫ويف "فت�زالر" كان الح�ب الث�اين بانتظاره‪،‬‬ ‫املاضية‪ ،‬وحتى يومنا ه�ذا‪ ،‬وهو الوحيد الذي بإرس�اله إىل جامع�ة شرتاس�بورغ م�ن أجل‬ ‫فتعرف إىل فتاة تدعى "شارلوت" وأحبها من‬ ‫ال خلاف عليه فيام قدم لإلنس�انية من أعامل إكامل تعليمه يف الحقوق‪،‬‬ ‫جان�ب واحد ألنها كانت خطيبة أحد أصدقائه‪،‬‬ ‫مهمة يف األدب والشعر واملرسح والفلسفة‪.‬‬ ‫كان�ت كل مرحل�ة يف حيات�ه له�ا أثاره�ا‬ ‫وت�أمل يف حبه لها‪ ،‬فقام بتخليد هذا الحب يف‬ ‫ولكي نعرف ماهي قيمته‪ ،‬لنا أن نتخيل عندما‬ ‫نتحدث باعتزاز كبري عن العقاد‪ ،‬طه حسين‪،‬‬ ‫توفي�ق الحكي�م‪ ،‬أو نجي�ب محف�وظ‪ ،‬لك�ن‬ ‫"غوته" بالنس�بة للشعب األملاين هو كل هؤالء‬ ‫م ًعا‪ ،‬وال يزال يعيش بأعامله يف عقول وقلوب‬ ‫كل مواطن‪.‬‬ ‫ول�د "غوت�ه" يف ‪ 28‬أغس�طس ع�ام ‪1749‬‬ ‫يف مدين�ة فرانكف�ورت بأملاني�ا‪ ،‬لعائل�ة فوق‬ ‫املتوس�طة‪ ،‬وعندم�ا كان "غوته" يف العارشة‬ ‫م�ن عمره‪ ،‬ق�ام الفرنس�يون باحتلال مدينة‬ ‫فرانكف�ورت‪ ،‬واحت�ل الجي�ش من�زل "عائلة‬ ‫غوت�ه"‪ ،‬وت�رك ذل�ك أث ًرا س�يئًا يف نفس�يته‪.‬‬ ‫وعندم�ا أتم س�ن السادس�ة عرش‪ ،‬ق�ام والده‬ ‫بإلحاقه بكلية الحقوق جامعة "اليبزيغ"‪.‬‬ ‫كان وال�داه حريصني على أن يحصل ابنهام‬ ‫على ق�در كبري من العل�م‪ ،‬وكان�ا يرجوان أن‬ ‫يصل إىل مناص�ب عالية يف الدولة‪ ،‬وبالفعل‪،‬‬ ‫حق�ق "يوه�ان" أملهما وتخ�رج م�ن كلي�ة‬ ‫الحقوق‪ ،‬وعىل الرغم من دراس�ته للقانون إال‬ ‫أن ميوله وحبه كان لألدب‪ ،‬فكان دامئًا متفك ًرا‬ ‫ومتأمالً لكل يشء من حوله‪.‬‬ ‫وأثناء فرتة دراس�ته بجامعة "اليبزيغ" تعرف‬ ‫على الحب ألول م�رة يف حيات�ه‪ ،‬فأحب فتاه‬ ‫عرفت باس�م "آنا كاتارينا شونكوبف" وكانت‬ ‫ابن�ة رج�ل ميتلك حان�ة كان "غوت�ه" يرتدد‬ ‫عليه�ا‪ ،‬وكت�ب عنه�ا يف العديد م�ن قصائده‬ ‫باسم مستعار وسامها "آنيت"‪ ،‬ولكنها مل تكن‬ ‫تقابل حبة باملثل فانرصف عنها‪.‬‬ ‫يف الجامع�ة وأثن�اء الدراس�ة كت�ب "غوته"‬ ‫العديد م�ن القصائد والرواي�ات األدبية‪ ،‬وقام‬ ‫فيه�ا بتوضي�ح األس�باب الت�ي جعلت�ه يرتك‬ ‫محبوبت�ه األوىل‪ ،‬كام ع�رض يف هذه األعامل‬ ‫آنذاك العادات الس�يئة الت�ي كانت منترشة يف‬ ‫األرس يف ذل�ك الوق�ت يف "اليبزي�غ" وباقي‬ ‫امل�دن األملاني�ة‪ ،‬ويف ع�ام ‪ 1767‬ق�ام بنرش‬ ‫مجموع�ة م�ن أش�عاره بعن�وان "آنيت"‪ .‬يف‬ ‫عام ‪ 1768‬ع�اد غوته إىل فرانكفورت ومرض‬ ‫مرضً ا ش�ديدًا فلزم فراش املرض لفرتة كبرية‪،‬‬

‫التي ينص�ح بها‪ .‬والحدود القصوى التي يجب‬ ‫تجنبها وهي تقريبا وبشكل محافظ يف حدود‬ ‫‪ IU 1000‬لألطفال الرضع حتى سنة و‪2000‬‬ ‫‪ IU‬للبقية‬ ‫وميك�ن ضمان الحصول عىل ه�ذه الجرعات‬ ‫إم�ا عرب التعرض الدوري ألش�عة الش�مس‪ ،‬أو‬ ‫عبر تن�اول األطعم�ة الغنية بفيتامين د مثل‬ ‫س�مك الرنجة ‪ ،Herring‬الرسدين‪ ،‬الس�لمون‪،‬‬ ‫األفوكادو‪ ،‬الفطور‪ ،‬جبنة الغورغونزوال‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫أو عرب تناول حبوب الفيتامني أو املواد الغذائية‬ ‫املدعمة‪.‬‬ ‫الحصول على الجرعات اليومي�ة من فيتامني‬ ‫(د) رضوري لي�س لألطف�ال فحس�ب‪ ،‬ولكن‬

‫يف ع�ام ‪ 1774‬تعرف إىل "كارل أوجس�ت"‬ ‫دوق مقاطعة (ساكسونيا ‪ -‬فاميار ‪ -‬أيزيناخ)‬ ‫مبدين�ة "كالسروه" فق�ام بدعوت�ه لزي�ارة‬ ‫"فامي�ر" وذه�ب إليها ع�ام ‪ ،1775‬وأصبحا‬ ‫صديقين حميمني‪ ،‬وق�ام بتعيينه يف منصب‬ ‫"كات�م أرسار الدول�ة"‪ ،‬وكان�ت "فامي�ر"‬ ‫آنذاك قبل�ة لرجال الف�ن واألدب والعلم‪ ،‬فقبل‬ ‫الوظيف�ة‪ ،‬ومنح�ه ال�دوق من�زالً فخًم�اً عىل‬ ‫ضفاف أحد األنهار ليمكث به‪.‬‬

‫اللوحة للفنان السوري عبد الرزاق شبلوط‬

‫وإنجازاتها ففي أثناء تواجده يف شرتاسبورغ‬ ‫قام بجمع املادة الالزمة لكتابة روايته "جوتس‬ ‫ف�ون برليخنجن" ه�ذه الرواية الت�ي حققت‬ ‫الكثير من الضج�ة عند ظهوره�ا والتي كان‬ ‫األدب الفرنيس مس�يط ًرا عليها‪ ،‬وكانت مبثابة‬ ‫فتح جديد يف عامل األدب األملاين‪.‬‬ ‫حص�ل "غوته" على الش�هاده الجامعية يف‬ ‫القان�ون ع�ام ‪ ،1771‬وع�اد م�رة أخرى إىل‬ ‫فرانكف�ورت ليمارس مهن�ة املحام�اة‪ ،‬وبعد‬ ‫أيض�ا للبالغين‪ .‬ي�ؤدي نق�ص الفيتامني إىل‬ ‫الش�عور بالوه�ن والتع�ب وذل�ك ل�دوره يف‬ ‫االس�تقالب وت�وازن الكالس�يوم يف الجس�م‪.‬‬ ‫طبعا باإلضافة مل�رض لني العظام يف الحاالت‬ ‫الش�ديدة‪ ،‬وأم�راض أخرى قد يك�ون االكتئاب‬ ‫الشتوي أحدها‪.‬‬ ‫تشير الدراس�ات الطبية يف الدول الشمالية‪،‬‬ ‫مث�ل أملاني�ا‪ ،‬الس�ويد‪ ،‬بريطانيا وكن�دا إىل أن‬ ‫نس�بة املعانني من نق�ص فيتامين (د) عالية‬ ‫ج�دا بين الوافدين م�ن ال�دول الجنوبية مثل‬ ‫دول أفريقيا والرشق األوسط والهند وباكستان‬ ‫وتشير بش�كل عام إىل أن ‪ 80%‬من الوافدات‬ ‫و‪ 60%‬من الوافدين يعانون من نقص فيتامني‬ ‫(د) [‪ .]11 ،10 ،9‬لذل�ك نتمن�ى م�ن الق�راء‬ ‫الكرام استش�ارة الطبيب فيام يتعلق بفيتامني‬ ‫(د) والتأكد من حصولهم عىل الجرعة املناسبة‬ ‫لهم وألطفالهم صيفا وش�تاء‪ .‬كام نرجو تنبيه‬ ‫األصدق�اء واألقارب حول هذا املوضوع مبا فيه‬ ‫الخري واملنفعة عىل الجميع‪.‬‬ ‫المراجع‬

‫‪1 - Holick, Michael F. "High preva-‬‬

‫روايته الشهرية "آالم الشاب فريتر"‪.‬‬ ‫كان�ت الفترة الواقع�ة بين أع�وام ‪ 1771‬و‬ ‫‪ 1775‬فترة مهمة يف تاري�خ "غوته" األديب‬ ‫فأنتج بها أش�هر رواياته نذكر منها‪" :‬جوتس‬ ‫فون برليخنجن‪ ،‬كالفيجو‪ ،‬آالم الش�اب فريتر‪،‬‬ ‫اآلله�ة‪ ،‬األبط�ال وفيالن�د‪ ،‬س�تيال"‪ ،‬والعديد‬ ‫م�ن القصائ�د واملؤلفات األدبي�ة األخرى‪ ،‬مام‬ ‫جعله يرتقي رسي ًعا بني األدباء األملان‪ ،‬وفاقت‬ ‫شهرته وتجاوزت حدود أملانيا‪.‬‬

‫ومام ش�جع "غوته" على البق�اء يف فاميار‬ ‫ه�ي الدوق�ة "إمالي�ا" وال�دة ال�دوق‪ ،‬والتي‬ ‫كانت من املهتمني باألدب واملوس�يقا‪ ،‬فرحبت‬ ‫ب�ه واس�تضافته‪ ،‬وكان قصر ال�دوق مرك� ًزا‬ ‫أدبيً�ا يلتقي في�ه العديد من العلماء واألدباء‬ ‫والشعراء‪.‬‬ ‫عكف "غوته" خالل عرش س�نوات عىل دراسة‬ ‫ش�ؤون الدول�ة والتفاين يف عمل�ه‪ ،‬وعمل عىل‬ ‫االهتامم بالفنون والعلوم املختلفة واالرتقاء بها‪.‬‬

‫‪lence of vitamin D inadequacy and‬‬ ‫‪implications for health." Mayo Clinic‬‬ ‫‪Proceedings. Vol. 81. No. 3. Elsevier,‬‬ ‫‪2006.‬‬ ‫‪2 - Wolf, George. "The discovery of‬‬ ‫‪vitamin D: the contribution of Adolf‬‬ ‫‪Windaus." The Journal of nutrition‬‬ ‫‪134.6 (2004): 1299-1302.‬‬ ‫‪3 - Holick, Michael F. "Vitamin D‬‬ ‫‪deficiency." New England Journal of‬‬ ‫‪Medicine (2007): 266-281.‬‬ ‫‪4 - Holick, Michael F. "High preva‬‬‫‪lence of vitamin D inadequacy and‬‬ ‫‪implications for health." Mayo Clinic‬‬ ‫‪Proceedings. Vol. 81. No. 3. Elsevier,‬‬ ‫‪2006.‬‬ ‫‪5 - “Vitamins: what they do and‬‬ ‫‪where to find them.” The European‬‬ ‫‪Food Information Council (EUFIC) :‬‬ ‫‪Your Guide to Food Safety & Quality‬‬ ‫‪and Health & Nutrition for a Bal‬‬‫‪anced Diet and Healthy Lifestyle.‬‬

‫‪N.p. Jun 2006, Web 10 Nov 2016‬‬ ‫”‪6 - “Vitamin D (Calciferole).‬‬ ‫‪Deutsche Gesellschaft für Ernährung‬‬ ‫‪e.V. N.p. Jan 2012, Web 10 Nov‬‬ ‫‪2016.‬‬ ‫‪7 - Ross, A. Catharine, et al., eds.‬‬ ‫‪Dietary reference intakes for calcium‬‬ ‫‪and vitamin D. National Academies‬‬ ‫‪Press, 2011.‬‬ ‫‪8 - "Vitamin D and Calcium: Up-‬‬

‫ويف فامي�ر تع�رف "غوت�ه" إىل األدي�ب‬ ‫والش�اعر "فريدريش ش�يللر" ال�ذي كان من‬ ‫الشخصيات التي أثرت يف حياته والذي ارتبط‬ ‫مع�ه بصداقة قوية‪ ،‬وترف�ع كل منهم بها عىل‬ ‫املنافس�ات واألحقاد التي قد تنشأ بني الشعراء‬ ‫واألدباء الكبار‪ ،‬وظل االثنان يف عالقة وطيدة‬ ‫حتى جاءت وفاة "ش�يللر" ع�ام ‪ 1805‬فقال‬ ‫"غوت�ه" بعد أن عل�م بخرب الوف�اه "إنني قد‬ ‫فقدت نصف حيايت" كذلك قال "شيللر" قبل‬ ‫وفاته‪ ،‬إن صداقته لغوته أهم حدث يف حياته‪.‬‬ ‫يف ع�ام ‪ 1786‬ق�ام "غوت�ه" بالس�فر إىل‬ ‫إيطالي�ا‪ ،‬ومك�ث هناك أكرث م�ن عام ونصف‪،‬‬ ‫وكان�ت ه�ذه الرحل�ة مبثاب�ة فترة راح�ة‬ ‫واستجامم وانبهر بالسحر والجامل اإليطايل‪،‬‬ ‫فتعمق يف حضارتها وس�حرها وق�ام بإبداع‬ ‫عدد م�ن أجود وأفضل روايات�ه التمثيلية مثل‬ ‫"افيجينيا‪ ،‬ايجمونت وكرنفال روما"‬ ‫عق�ب عودت�ه إىل "فامي�ر" قام الفرنس�يون‬ ‫بقيادة بونابرت باحتاللها‪ ،‬وقد كان هناك لقاء‬ ‫بين كل من غوته ونابليون وقد ترك غوته أث ًرا‬ ‫طيبً�ا يف نابليون الذي أبدى إعجابه الش�ديد‬ ‫بش�خصيته‪ ،‬وقال عن�ه عقب انرصاف�ه "هذا‬ ‫إنس�ان"‪ ،‬ومن الجانب اآلخر تعاطف غوته مع‬ ‫نابليون عندما بدأ نف�وذه يف االضمحالل يف‬ ‫أواخر عهده عام ‪. 1813‬‬ ‫كان "غوته" مييل يف اتجاهه األديب إىل منهج‬ ‫"العاصفة والتيار" وكان هذا هو التيار السائد‬ ‫يف هذا العرص وال�ذي وقف يف مواجهة تيار‬ ‫آخر ع�رف بـ "عرص التنوير" أو عرص الدليل‬ ‫املادي‪ ،‬ث�م ما لبث يف مرحلة أخرى من حياته‬ ‫أن تحول إىل "الكالس�يكية" والتي تسري عىل‬ ‫نهج الحضارة الرومانية اليونانية القدمية‪.‬‬ ‫أما أش�هر أعامله عىل اإلطالق فهي "فاوست"‬ ‫امللحمة الش�عرية من جزئني‪ ،‬وهو الشخصية‬ ‫الرئيس�ية يف الحكاي�ة األملانية الش�عبية عن‬ ‫عامل الطبيعة األمل�اين الدكتور "يوهان جورج‬ ‫ريا ولكنه غري‬ ‫فاوس�ت" الذي يحقق نجا ً‬ ‫حا كب ً‬ ‫ٍ‬ ‫راض عن حياته فيُربم عقدًا مع الشيطان يسلم‬ ‫إلي�ه روح�ه يف مقابل الحصول على املعرفة‬ ‫املطلقة وكافة امللذات الدنيوية‪.‬‬ ‫ج�اءت وف�اة غوت�ه يف الث�اين والعرشي�ن‬ ‫م�ن م�ارس ‪ 1832‬بفيمار‪ ،‬وه�و يف الثانية‬ ‫والثامنني من عمره‪ ،‬وذلك بعد أن أثرى املكتبة‬ ‫األملانية والعاملية بالعدي�د من املؤلفات األدبية‬ ‫يرا يف الحياة‬ ‫القيمة‪ ،‬وق�د كان لغوته أث ًرا كب ً‬ ‫األدبي�ة يف عرصه األم�ر الذي جع�ل التاريخ‬ ‫يردد اسمه كواحد من أعظم األدباء‪.‬‬ ‫”‪dated Dietary Reference Intakes.‬‬ ‫‪Health Canada. N.p. Mar 2012, Web‬‬ ‫‪10 Nov 2016.‬‬ ‫‪9 - Martin, Catherine A., Usha Gow‬‬‫‪da, and Andre MN Renzaho. "The‬‬ ‫‪prevalence of vitamin D deficiency‬‬ ‫‪among dark-skinned populations‬‬ ‫‪according to their stage of migration‬‬ ‫‪and region of birth: A meta-analy‬‬‫‪sis." Nutrition 32.1 (2016): 21-32.‬‬ ‫‪10 - Surat-Dagtekin, Gülcin.‬‬ ‫‪Krankheit und Kranksein des‬‬ ‫‪türkischen Migranten. Diss. Köln,‬‬ ‫‪Univ., Diss., 2011, 2011.‬‬ ‫‪11 - Eggemoen, Åse R., et al. "Vi‬‬‫‪tamin D status in recently arrived‬‬ ‫‪immigrants from Africa and Asia: a‬‬ ‫‪cross-sectional study from Norway‬‬ ‫"‪of children, adolescents and adults.‬‬ ‫‪BMJ open 3.10 (2013): e003293.‬‬


‫‪20‬‬

‫بابها‬

‫العدد ‪ | 12‬كانون األول ‪Dezember • 2016‬‬

‫لماذا سيداو؟‬ ‫ترجمة وإعداد‪ :‬دينا أبو الحسن‬ ‫كانت نساء بولندا عىل موعد مع حدث تاريخي‬ ‫أوائل شهر أكتوبر‪ ،‬حيث خرجت ماليني النساء‬ ‫للتظاهر يف يوم عرف باسم "االثنني األسود"‪،‬‬ ‫ض�د قرار مط�روح عىل الربمل�ان‪ ،‬يقيض مبنع‬ ‫وتجريم اإلجهاض مهام كانت أسبابه‪.‬‬ ‫امللف�ت يف التظاه�رات التي عم�ت كافة أرجاء‬ ‫البالد‪ ،‬كان مش�اركة النس�اء م�ن كافة األعامر‪،‬‬ ‫حتى اللوايت تجاوزن س�ن الحمل والوالدة‪ ،‬ومل‬ ‫يعد لقرار كهذا تأثري ش�خيص على حياتهن‪.‬‬ ‫ش�اركن مبنته�ى الحماس‪ ،‬وعربن ع�ن إرادة‬ ‫صلبة يف مواجهة قرار سيحد من خياراتهن يف‬ ‫الحي�اة‪ ،‬حتى لو ك ّن م�ن الرافضات لإلجهاض‬ ‫املؤمنات بحق الحياة لألجنة‪.‬‬ ‫مل يك�ن األمر ش�خص ًيا بالنس�بة له�ن‪ ،‬رفضن‬ ‫ببس�اطة أي قانون يقي�د خياراتهن أو ينتقص‬ ‫م�ن حقوقهن كنس�اء‪ .‬التنازل ع�ن أي من هذه‬ ‫الحق�وق يع�د خط�وة إىل ال�وراء‪ ،‬ق�د تتبعها‬ ‫خطوات ستتطلب فيام بعض سنوات من العمل‬ ‫الش�اق لتعويضها‪ .‬حقوق النساء مل تقدم لهن‪،‬‬ ‫ح�ا مري� ًرا النتزاعه�ا يف رحلة‬ ‫بل خض�ن كفا ً‬ ‫امتدت لعدة عقود من الزمن‪.‬‬ ‫يعد مفهوم حق�وق املرأة حديثًا نس�بيًا‪ ،‬فحتى‬ ‫منتصف القرن املايض‪ ،‬كان الحديث عن حقوق‬ ‫النس�اء يط�رح ضمن س�ياق حقوق اإلنس�ان‬

‫بش�كل ع�ام‪ ،‬حيث يؤك�د ميثاق األم�م املتحدة‬ ‫عىل أن من واجب الدول األعضاء "الس�عي يف‬ ‫سبيل تطبيق كافة الحقوق اإلنسانية والحريات‬ ‫األساسية"‪ ،‬بينام تنص الرشعة الدولية لحقوق‬ ‫اإلنسان عىل املس�اواة يف الحقوق بني الرجال‬ ‫والنس�اء وتركز عىل حقوق النس�اء اإلنسانية‪.‬‬ ‫بدوره‪ ،‬اإلعلان العاملي لحقوق اإلنس�ان يؤكد‬ ‫على أحقية الجمي�ع باملس�اواة أم�ام القانون‬ ‫والتمتع بالحقوق اإلنسانية والحريات األساسية‬ ‫دون متييز من أي نوع‪ ،‬ومن ضمنه التمييز عىل‬ ‫اساس الجنس‪.‬‬ ‫هذه االتفاقيات أرس�ت األس�س للمس�اواة بني‬ ‫يرا ما كان�ت عاجزة عن‬ ‫الجنسين‪ ،‬إال أنه�ا كث ً‬ ‫ضمان حصول النس�اء على حقوقه�ن وفقًا‬ ‫للرشائ�ع الدولي�ة‪ .‬نتيج�ة لذل�ك‪ ،‬تم تأس�يس‬ ‫لجن�ة وض�ع امل�رأة يف األم�م املتح�دة ع�ام‬ ‫‪ ،1946‬لتختص بتعريف ع�دم التمييز وإيجاد‬ ‫الضامن�ات له‪ ،‬وقد أدى عمله�ا إىل إصدار عدة‬ ‫إعالن�ات ومواثي�ق مهم�ة يف صال�ح حق�وق‬ ‫النساء اإلنسانية‪ .‬شملت مهامت اللجنة تحضري‬ ‫توصيات متعلقة باملشاكل العاجلة التي تتطلب‬ ‫اهتام ًم�ا فوريًا يف مجال حق�وق املرأة‪ ،‬بهدف‬ ‫تطبيق مبدأ املس�اواة يف الحق�وق بني الرجال‬ ‫والنساء وتطوير مقرتحات لتطبيق توصياتها‪.‬‬

‫وضع�ت اللجن�ة اتفاقي�ة الحق�وق السياس�ية‬ ‫للم�رأة‪ ،‬الت�ي اعتمدته�ا الجمعي�ة العامة عام‬ ‫‪ ،1952‬واتفاقية جنس�ية امل�رأة املتزوجة‪ ،‬التي‬ ‫اعتمدته�ا الجمعية العامة عام ‪ ،1957‬واتفاقية‬ ‫الرض�ا بال�زواج والح�د األدىن لس�ن ال�زواج‬ ‫وتس�جيل عقود ال�زواج املعتمدة ع�ام ‪،1962‬‬ ‫وتوصية بش�أن الرض�ا بال�زواج والحد األدىن‬ ‫لسن الزواج وتسجيل عقود الزواج اعتمدت عام‬ ‫‪.1965‬‬ ‫حت�ى ذلك الحني‪ ،‬كان يس�ود اعتق�اد بأن هذه‬ ‫هي النقاط التي تقرص مواثيق حقوق اإلنس�ان‬ ‫عن تغطيتها بالنس�بة لحقوق النس�اء‪ ،‬أما بقية‬ ‫حقوقهن‪ ،‬فتلك املواثيق تتكفل بها‪.‬‬ ‫ه�ذه املقاربة مل تكن ناجعة إىل حد كبري‪ ،‬حيث‬ ‫فش�لت يف معالجة التمييز ضد النساء كقضية‬ ‫عام�ة‪ ،‬وركزت على جوانب مح�ددة فقط‪ ،‬يف‬ ‫الوق�ت الذي مل تك�ن املواثي�ق الدولية لحقوق‬ ‫اإلنسان كافية لحامية حقوق النساء‪.‬‬ ‫لذل�ك‪ ،‬مت�ت ع�ام ‪ 1963‬دع�وة لجن�ة وضع‬ ‫املرأة لتحضري مس�ودة ترصيح يستطيع جمع‬ ‫املعايري الدولية الخاصة باملس�اواة بني الرجال‬ ‫والنس�اء‪ .‬وقد بدأ العمل بإطالق إعالن القضاء‬ ‫عىل التميي�ز ضد املرأة ع�ام ‪ ،1965‬والذي تم‬ ‫اعتامده م�ن قبل األمم املتحدة ع�ام ‪ .1967‬مل‬ ‫يكن ه�ذا اإلعالن أكرث من إعلان نوايا أخالقي‬ ‫وس�يايس‪ ،‬دون أي قوة تنفيذية‪ ،‬إال أن صياغته‬ ‫مل تكن سهلة‪ ،‬بسبب عدة مواد متعلقة باملساواة‬

‫يف الزواج واألرسة والتوظيف‪.‬‬ ‫وقد ش�هدت فرتة الستينات من القرن العرشين‬ ‫وعيً�ا جدي�دًا حول من�اذج التمييز ض�د املرأة‪،‬‬ ‫صاحب�ه ارتف�اع يف ع�دد املنظمات امللتزم�ة‬ ‫مبحاربة هذا التمييز وآثاره‪.‬‬ ‫تط�ور عمل لجن�ة وضع امل�رأة باتج�اه وضع‬ ‫اتفاقي�ة ملزم�ة لل�دول املوقعة عليه�ا‪ ،‬وقررت‬ ‫اللجنة بعد مش�اورات مع الدول األعضاء إعداد‬ ‫وثيقة شاملة وملزمة دوليًا للقضاء عىل التمييز‬ ‫ضد املرأة‪ ،‬وحظي هذا املرشوع بدعم الناشطات‬ ‫ضمن مؤسسات األمم املتحدة وخارجها‪.‬‬ ‫عملت اللجنة عىل إعداد وثيقة القضاء عىل كافة‬ ‫أش�كال التمييز ضد املرأة م�ا بني عامي ‪1976‬‬ ‫و‪ ،1979‬س�بقها عق�د املؤمت�ر العامل�ي للعام‬ ‫الدويل للمرأة يف املكس�يك عام ‪ ،1975‬والذي‬ ‫دعا لوضع اتفاقية إللغاء التمييز ضد النساء مع‬ ‫آليات تطبيقها‪.‬‬ ‫ه�ذا العمل جاء بتش�جيع من الجمعي�ة العامة‬ ‫لألم�م املتحدة‪ ،‬والت�ي دعت لجنة وض�ع املرأة‬ ‫إلنه�اء عملها بحلول ع�ام ‪ ،1976‬بحيث ميكن‬ ‫إكمال وض�ع االتفاقي�ة بحل�ول ع�ام ‪،1980‬‬ ‫الذي يقام فيه مؤمت�ر كوبنهاغن ملراجعة فرتة‬ ‫منتص�ف العق�د (املؤمت�ر العاملي لعق�د األمم‬ ‫املتحدة للمرأة‪ :‬املساواة والتنمية والسالم)‪ ،‬وقد‬ ‫تم بالفعل إق�رار االتفاقية التي أصبحت تعرف‬ ‫باس�م "س�يداو" يف الجمعي�ة العام�ة لألم�م‬ ‫املتحدة ع�ام ‪ ،1979‬حيث صوت�ت ‪ 130‬دولة‬

‫لصالحها فيما امتنعت ‪ 10‬دول عن التصويت‪،‬‬ ‫وتبن�ت الجمعية العامة االتفاقي�ة بقرار يحمل‬ ‫رقم ‪.180/34‬‬ ‫وق�د وقعت ‪ 64‬دولة على االتفاقية يف مؤمتر‬ ‫كوبنهاج�ن يف ‪ 17‬يوليو ع�ام ‪ ،1980‬ودخلت‬ ‫حيز التنفيذ يف ‪ 3‬سبتمرب عام ‪.1981‬‬ ‫وبينما س�ارعت معظ�م ال�دول األوروبية إىل‬ ‫التوقي�ع عىل اتفاقي�ة "س�يداو" وتبنيها‪ ،‬فإن‬ ‫الواليات املتح�دة األمريكية مل توقع عليها حتى‬ ‫الس�اعة‪ ،‬حيث تعتربه�ا نو ًعا م�ن التدخل يف‬ ‫ش�ؤونها الداخلية‪ ،‬كام ترى أن االتفاقية تتدخل‬ ‫يف الشؤون الشخصية املتعلقة بتحديد النسل‪.‬‬ ‫ال�دول األخرى التي مل توقع االتفاقية هي إيران‬ ‫والفاتيكان والسودان والصومال وتونغا‪ ،‬بينام‬ ‫وقع�ت معظ�م ال�دول العربية عليها م�ع إبداء‬ ‫تحفظات عىل بع�ض املواد غال ًبا لتعارضها مع‬ ‫دساتري تلك الدول‪.‬‬ ‫املصدر‪ :‬موقع األمم املتحدة للمرأة‪.‬‬

‫أنا ضد النظام السوري وضد داعش‬ ‫خاص أبواب‬ ‫اختتم اللويب النسوي الس�وري جولة أوروبية‬ ‫للتعريف ب�دوره يف التمكني الس�يايس للمرأة‬ ‫الس�ورية وصيانة حقوقها‪ ،‬ونرش دراسة تقدم‬ ‫ألول مرة حول حجم ونوع املش�اركة السياسية‬ ‫للمرأة يف أحزاب املعارضة السورية‪ ،‬واملعوقات‬ ‫التي تواجهها‪.‬‬ ‫وقد ب�دأت الجولة مبؤمت�ر يف باريس بتاريخ‬ ‫‪ 21‬و‪ 22‬نوفمبر لنرش الدراس�ة ومناقش�تها‬ ‫مع عدة أط�راف متثل بعض أح�زاب املعارضة‬ ‫والسياس�يات والسياس�يني والناش�طات‬ ‫والناشطني يف هذا املجال من عدة دول‪.‬‬ ‫تحدثت الدراس�ة‪ ،‬التي اس�تغرقت عدة أش�هر‪،‬‬ ‫عن حجم املش�اركة الفعلية للنس�اء السوريات‬ ‫يف أح�زاب وتي�ارات املعارضة‪ ،‬وه�ي ضعيفة‬ ‫ومتناقص�ة‪ ،‬وكثيرا ما تك�ون غير فاعلة وال‬ ‫تخضع ملعايري واضحة وصحيحة‪.‬‬ ‫وق�د عرض�ت مس�ؤولة لجن�ة الدراس�ات يف‬ ‫اللويب والباحثة التي أجرت الدراس�ة‪ ،‬الس�يدة‬ ‫ملى قن�وت‪ ،‬تجارب ألكرث م�ن ‪ 60‬امرأة ورجالً‬ ‫من الناش�طني يف الحياة السياس�ية‪ ،‬سواء من‬ ‫االئتلاف الوطن�ي لق�وى الث�ورة واملعارضة‪،‬‬ ‫أو هيئة التنس�يق أو املجال�س املحلية وغريها‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل الهيئة العام�ة للمفاوضات ووفد‬ ‫املفاوضات املعارض يف جنيف‪.‬‬ ‫كما تحدثت ع�دة س�يدات خلال املؤمتر عن‬ ‫تجاربه�ن ومش�اركتهن يف ه�ذه الهيئ�ات‬ ‫والوف�ود‪ ،‬منه�ن الدكت�ورة بس�مة قضماين‪،‬‬ ‫والدكت�ورة س�مرية املبي�ض‪ ،‬والس�يدة رمي�ا‬ ‫فليحان‪ ،‬واس�تمع الح�ارضون إىل تجارب من‬ ‫فرنسا وإسبانيا وتونس‪.‬‬ ‫تلا املؤمت�ر جول�ة للق�اء صانعي الق�رار يف‬ ‫فرنس�ا‪ ،‬وش�مل ذلك ع�دة لق�اءات يف الربملان‬ ‫الفرنيس‪ ،‬والربملان األورويب‪ ،‬ووزارة الخارجية‬ ‫الفرنس�ية ومرك�ز مدينة باري�س‪ ،‬حيث التقى‬ ‫وفد م�ن عضوات اللويب برئيس�ة لجن�ة املرأة‬

‫يف الربمل�ان الفرنيس‪ ،‬وع�دة أعضاء وعضوات‬ ‫يف الربملان‪ ،‬وممثيل أحزاب اليس�ار يف الربملان‬ ‫األورويب‪ ،‬ومسؤولني عن امللف السوري وملف‬ ‫إعادة االس�تقرار للدول التي تع�اين من أزمات‬ ‫يف وزارة الخارجية الفرنسية‪.‬‬ ‫أثن�اء اللق�اءات‪ ،‬نوقش الوضع الس�يايس يف‬ ‫سوريا بش�كل عام‪ ،‬وألقي الضوء بشكل خاص‬

‫على متييز الدس�تور والقوانني الس�ورية ضد‬ ‫النس�اء‪ ،‬ومعان�اة النس�اء الس�وريات س�واء‬ ‫املقيامت منهن يف سوريا أم الالجئات يف دول‬ ‫الجوار ويف دول أوروبا‪.‬‬ ‫"أنا ض�د النظام الس�وري وضد داع�ش‪ ،‬وأنا‬ ‫أعيش يف دمشق‪ ".‬هكذا قدمت إحدى عضوات‬ ‫اللويب النسوي السوري نفسها أمام أعضاء من‬

‫الربمل�ان األورويب يف سرتاس�بورغ‪ ،‬ومل يك�ن‬ ‫يرا م�ن املس�ؤولني والربملانيني‬ ‫مفاجئً�ا أن كث ً‬ ‫الفرنسيني ال ميلكون صورة واضحة عام يحدث‬ ‫بالفعل يف س�وريا‪ ،‬وأن بعضهم مقتنع بالفعل‬ ‫أن م�ا يح�دث هو ح�رب ضد اإلرهاب‪ .‬رئيس�ة‬ ‫لجنة ش�ؤون املرأة يف الربمل�ان الفرنيس قالت‬ ‫إن اله�دف األول لبلدها هو القضاء عىل داعش‬

‫ألنها تشكل خط ًرا عىل بالدها‪.‬‬ ‫يف املقاب�ل‪ ،‬تحدثت عضوات الل�ويب عن املواد‬ ‫الدس�تورية والقانوني�ة الت�ي متيز ض�د املرأة‬ ‫وبني مكونات الشعب الس�وري‪ ،‬مثال‪ ،‬اشرتاط‬ ‫أن يك�ون رئي�س الدولة رجلاً عربيًا مس�لماً ‪،‬‬ ‫وحرمان املرأة من حق منح الجنس�ية ألطفالها‪،‬‬ ‫والتمييز ضدها حتى يف قانون العقوبات الذي‬ ‫يعف�ي مرتكبي ما يس�مى بجرائ�م الرشف من‬ ‫العقوبة‪ ،‬ويعفي املغتصب من العقوبة إذا تزوج‬ ‫من امل�رأة التي اغتصبها‪ ،‬ضم�ن نظام يحرص‬ ‫عىل تصوير نفسه للعامل عىل أنه علامين‪.‬‬ ‫اختتم األس�بوع بلقاء لعضوات اللويب املقيامت‬ ‫يف أوروب�ا ج�رى يف مدينة برلين يومي ‪26‬‬ ‫و‪ 27‬نوفمبر‪ ،‬ج�رى خالله اس�تعراض نتائج‬ ‫دراسة املش�اركة السياس�ية‪ ،‬ومناقش�ة كيفية‬ ‫تفعي�ل الل�ويب يف أوروب�ا ومامرس�ة دوره‬ ‫الضاغط لتحقيق نسبة مشاركة سياسية للمرأة‬ ‫ال تق�ل ع�ن ‪ 30%‬مبدئيً�ا لحين الوصول إىل‬ ‫نسبة مش�اركة عادلة وحقيقية‪ ،‬وتحقيق رؤية‬ ‫الل�ويب يف دول�ة مدني�ة دميقراطي�ة تعددية‬ ‫ملتزم�ة بالحق�وق العاملي�ة لإلنس�ان وحقوق‬ ‫النساء اإلنسانية‪ ،‬تسعى ملجتمع خال من التمييز‬ ‫لتحقي�ق مب�ادئ العدالة االجتامعية واملس�اواة‬ ‫واملش�اركة الكاملة بني املرأة والرجل يف اتخاذ‬ ‫القرارات يف حياتهم ومستقبل بالدهم‪.‬‬ ‫الل�ويب النس�وي الس�وري س�يايس مس�تقل‬ ‫غري حزيب‪ ،‬ملتزم باملش�اركة املتس�اوية للمرأة‬ ‫والرج�ل يف جمي�ع عملي�ات صن�ع الق�رار‬ ‫الس�يايس يف س�وريا وعىل جميع املستويات‪،‬‬ ‫يؤمن أعض�اؤه ب�أن الدميقراطي�ة ال ميكن أن‬ ‫تبنى من دون االحرتام والتنفيذ الكامل لحقوق‬ ‫املرأة كحقوق عاملية لإلنس�ان‪ ،‬ومبادئ املساواة‬ ‫الكامل�ة بني املرأة والرج�ل يف الحياة الخاصة‬ ‫والعام�ة‪ .‬وقد أس�س يف اس�طنبول يف يوليو‬ ‫‪ ،2014‬وتنترش عضواته يف كافة دول العامل‪.‬‬


‫بابها‬

‫العدد ‪ | 11‬كانون األول ‪Dezember • 2016‬‬

‫‪21‬‬

‫جمال المرأة سجنها؟‬ ‫كيف صار‬ ‫ُ‬

‫نعومي وولف و“أسطورة الجمال”‬

‫عبد الكريم بدرخان‬ ‫ِ‬ ‫كن�ت تضيّعين ول�و دقيق� ًة واح�د ًة من‬ ‫"إذا‬ ‫ِ‬ ‫وأن�ت تفكّري�ن يف مظه�ر شَ �عرك أو‬ ‫يوم�ك‪،‬‬ ‫جس�مك‪ ،‬أو تبحثين عن تجاعيد ح�ول عينيك‪،‬‬ ‫مالبس�ك مالمئ ًة ِ‬ ‫عليك…‬ ‫أو تتس�اءلني إ ْن كانت‬ ‫ُ‬ ‫ف�إ ّن ه�ذا الكتاب ل�ك”‪ .‬نشرتْ نعومي وولف‬ ‫ص َو ُر‬ ‫كتابها "أس�طورة الجامل‪ :‬كيف تُستخدم ُ‬ ‫الجامل ض َّد النس�اء" ع�ام ‪ ،1990‬ورسعا َن ما‬ ‫ٍ‬ ‫مبيعات وانتشا ًرا واسعني‪ ،‬ووضع‬ ‫حقّق الكتاب‬ ‫ملؤلفته اسماً إىل جانب أكرث الكاتبات النسويات‬ ‫ريا‪ ،‬ما أهَّلها لتصري متحدث ًة رسمي ًة باسم ما‬ ‫تأث ً‬ ‫ُعرف “باملوجة النسوية الثالثة"‪.‬‬ ‫نعومي وولف (‪ )…1962-‬الصحافيّة والكاتبة‬ ‫النس�وية والسياس�يّة‪ ،‬واملستش�ارة السياسية‬ ‫للرئيس األمرييك األس�بق بيل كلنت�ون‪ ،‬أرادتْ‬ ‫يف كتابه�ا الص�ادر ع�ام ‪ 1990‬أن توق�ظ‬ ‫العامل على حقيقة مفادُه�ا‪" :‬يف الوقت الذي‬ ‫بعض‬ ‫لغيت‬ ‫اس�تُبعدتْ فيه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بعض املامرسات‪ ،‬وأُ ْ‬ ‫بش�كلٍ‬ ‫خفي‬ ‫منت‬ ‫املرأة‪،‬‬ ‫لحرية‬ ‫دة‬ ‫القوانني املق ّي‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫قي�و ٌد جدي�دة وحلّ�ت محلّه�ا"‪ .‬توضّ ح وولف‬ ‫عقائ�دي متني‪،‬‬ ‫أن "أس�طورة الجمال" نظام‬ ‫ّ‬ ‫ضعت‬ ‫تُقاس في�ه قيم ُة املرأة بجامله�ا‪ .‬نظام ُو‬ ‫ْ‬ ‫في�ه معايير الجامل‪ ،‬بش�كلٍ يُجرب امل�رأة عىل‬ ‫إنف�اق مبال�غ مالي�ة طائلة من أج�ل تحقيقها‪.‬‬ ‫لكنها سوف تفش�ل يف نهاية املطاف‪ ،‬ألنها لن‬ ‫تستطيع إيقاف تقدُّمها بال ُعمر‪ .‬الهدف من هذا‬ ‫النظام‪ ،‬كام ت�رى وولف‪ ،‬إبقاء املرأة مش�غولة‬ ‫الب�ال‪ ،‬غير مرتاحة وغير واثق�ة‪ .‬واأله ّم من‬ ‫ذل�ك؛ إبعادُها عن تب ُّوؤ أية س�لطة حقيقية يف‬ ‫املجتمع‪.‬‬ ‫وفق�اً ل�ـ "وولف"‪ ،‬ف�إن "أس�طورة الجامل"‬

‫حركة مقاومة ض� ّد الحريات التي نالتْـها املرأة‬ ‫يف العقود األخيرة‪ ،‬فالقي�ود االجتامعية التي‬ ‫رص‬ ‫كانت تحارص حياة املرأة‪ ،‬صارت اليوم تحا ُ‬ ‫وجهها وجسدها‪ .‬بنا ًء عىل ذلك تطرح تساؤلها‬ ‫األب�رز‪" :‬اليوم‪ ،‬تبح�ث املرأ ُة ع�ن مكانتها بني‬ ‫أجس�اد النساء األُخريات‪ .‬أما الجيل الذي سبقنا‬ ‫ن عن مكان�ة املرأة يف‬ ‫م�ن النس�اء‪ ،‬فك َّن يبحث َ‬ ‫املجتمع"‪ .‬تس�وق "وولف" آراءها محاول ًة بناء‬ ‫م�ا يش�به النظرية‪ ،‬فتشير إىل وج�ود ضغط‬ ‫اجتامع�ي عىل امل�رأة ليك تكون نحيلة‪ ،‬ش�ابة‬ ‫وفائق�ة الجامل‪ .‬وهذا ما يجعلها تعيش حياتها‬ ‫ضمن س�جن ذكوري‪ ،‬وتضيف أن هذا الس�جن‬ ‫ر ُّد فع�لٍ انتقامي عىل املكاس�ب الت�ي حققتها‬ ‫الحركة النسوية يف العقود األخرية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تأثريات "أسطورة الجامل" يف‬ ‫تتتبّ ُع "وولف"‬ ‫ظواهر متع�ددة‪ ،‬بد ًءا من الصغير والهاميش‬ ‫إىل الكبري والجوهري‪ .‬فتشير كيف تؤثر عىل‬ ‫فرص العم�ل يف منحيَني‪ ،‬حي�ث تكون أولوية‬ ‫التوظي�ف للنس�اء الجميالت (موظفة حس�نة‬ ‫املظه�ر)‪ ،‬وكيف تفقد نس�ا ٌء أخري�ات أعامله ّن‬ ‫بعد تقدّمه ّن بالس� ّن أو فقدان ش�كله ّن الجميل‬ ‫(مذيع�ات التلفزي�ون مثالً)‪ .‬وتق�ول إن الح ّيز‬ ‫االجتامع�ي الض ّي�ق ال�ذي تحاول امل�رأة إثباتَ‬ ‫هويتها فيه‪ ،‬يكون محاصرَ ًا بس�يفني‪ :‬األول هو‬ ‫كي�ف تُقيَّ ُم امل�رأ ُة وتُحاكَ ُم يف عي�ون اآلخرين‪،‬‬ ‫نفسها بعيونها‪.‬‬ ‫والثاين هو كيف تُقيِّ ُم املرأ ُة َ‬ ‫َ‬ ‫الجمال باملذاه�ب الديني�ة‬ ‫تش�بّه "وول�ف"‬ ‫املتش�دّدة‪ ،‬فف�ي "أس�طورة الجمال" حلَّ�ت‬ ‫مح�ل الطه�ارة ال ُعذري�ة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الطه�ار ُة الغذائي�ة‬ ‫محل كبح ش�هوات الجس�د‪.‬‬ ‫وتجوي� ُع الجس�د َّ‬

‫فالخطايا اليوم‪ ،‬حس�ب وولف‪ ،‬ليست االنسياق‬ ‫وراء الرغبة الجنس�ية‪ ،‬بل وراء الرغبة الغذائية‪.‬‬ ‫وللتكفري عن هذه الخطاي�ا‪ ،‬والعودة إىل جادّة‬ ‫اإلمي�ان القوي�م‪ ،‬يجب على امل�رأة أن تُقايس‬ ‫َّ‬ ‫ِس�ام يف س�بيل تحقي�ق معايير‬ ‫املش�اق الج َ‬ ‫الجامل‪ ،‬ألنه قيمتُـها‪.‬‬ ‫تتح�دث وولف ع�ن املجلات النس�ائية كذلك‪،‬‬ ‫لعبت دو ًرا بالغ األهمية يف الرتويج‬ ‫وت�رى أنها ْ‬ ‫ساهمت يف‬ ‫صحيح أنها‬ ‫لـ "أسطورة الجامل"‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫تقديم الحركة النس�وية إىل جمهور النساء أكرث‬ ‫ن�ت الوصف ُة‬ ‫م�ن الكتب النس�وية‪ ،‬لك ْن‪" :‬تض ّم ْ‬ ‫صرا قلَب املزيج‪ ،‬وح� ّول الدواء إىل‬ ‫الطبيّ�ة عن ً‬ ‫ُس ّم‪ ،‬فاملوضوعات الطاغية يف املجالت النسائية‬ ‫تتعلّ�ق ِ‬ ‫بالح ْمي�ة والعناي�ة بالبشرة وعمليات‬ ‫التجميل‪ .‬فه�ذه املجالت تبيع أحدثَ اإلصدارات‬ ‫القاتل�ة م�ن أس�طورة الجامل‪ ،‬والتي تُشترى‬ ‫باملال‪ .‬وملاذا يحدث ذلك؟ أل ّن أصحاب اإلعالنات‬ ‫التجارية ه�م الهيئة املكلّف�ة برقابة املطبوعات‬ ‫يف الغ�رب"‪ .‬طب ًعا تقول الجمل�ة األخرية عىل‬ ‫سبيل السخرية‪.‬‬ ‫والي�وم‪ ،‬بع�د ‪ 26‬عا ًم�ا م�ن ص�دور كت�اب‬ ‫"أس�طورة الجمال"‪ ،‬ما ه�و موقع أس�طورة‬ ‫الجامل يف عاملنا؟ وما م�دى ارتباطها مبعايري‬ ‫النج�اح واملكان�ة االجتامعي�ة األعلى؟ فها هو‬ ‫اإلق�دام عىل عمليات التجمي�ل والتنحيف يزداد‬ ‫باطّ�راد‪ ،‬ويزداد التجويع الطوعي للجس�د عند‬ ‫ن�ت وولف‬ ‫النس�اء والرج�ال أيضً �ا‪ .‬وكام تك ّه ْ‬ ‫ُ‬ ‫املع�ارك الجاملية‬ ‫َبت هذه‬ ‫يف كتابها‪“ :‬ه�ل جل ْ‬ ‫السعاد َة للنساء؟ أم ازداد بؤسه ّن؟”‪.‬‬ ‫وضعت وول�ف كتابها‪ ،‬مل نكن يف زمن‬ ‫عندما‬ ‫ْ‬ ‫اإلنرتن�ت‪ ،‬ومل تك�ن الحواس�ب منتشر ًة بهذا‬ ‫الشكل‪ ،‬ومل تكن الهواتف الذكية موجودة‪ .‬ففي‬ ‫زمننا الي�وم صارتْ عومل ُة "أس�طورة الجامل"‬

‫أسهل بكثري مام كان الوضع عليه سابقًا‪ ،‬وصار‬ ‫َ‬ ‫بإمكان النامذج الجاملية التجارية الوصول إىل‬ ‫أماكن قصيّة‪ ،‬وبرسعة فائقة‪.‬‬ ‫لك�ن يف املقاب�ل‪ ،‬ش�كّلت منتدي�ات اإلنرتن�ت‬ ‫منص� ًة لكل من‬ ‫ومواق�ع التواص�ل االجتامعي ّ‬ ‫يريد الكالم‪ ،‬وانتقاد أسطورة الجامل‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إىل تواص�ل املس�تخدمني مع ثقاف�ات أخرى‪،‬‬ ‫وتزايد االهتمام بالقضايا العامة عىل حس�اب‬ ‫الص َور املنش�ور ُة ح ْك ًرا‬ ‫الخاصة‪ .‬واليوم مل تعد ُ‬ ‫عىل نجامت الس�ينام والغن�اء‪ ،‬ومن اختصاص‬ ‫مجلات معين�ة‪ ،‬فيمك�ن الي�وم ألية ام�رأة أن‬ ‫تتص� ّور وتنرش صورتها‪ ،‬م�ا أدّى بالرتاكم إىل‬ ‫ازدياد االهتامم بجاملية الطبيعي والعادي‪ .‬كام‬ ‫فتحت ش�بكة اإلنرتنت املجال للنقاشات العامة‪،‬‬ ‫الناس إىل التاميز عن طريق إتقان‬ ‫والت�ي تدفع‬ ‫َ‬ ‫فنون الكالم وس�وق الحجج‪ ،‬وبالتايل التنافس‬ ‫مبا يحمله اإلنس�ان من جوهر‪ ،‬ال بوصفه شكالً‬ ‫أو صور ًة أو شيئًا‪.‬‬

‫هوامش‪:‬‬ ‫[‪ ]1‬اعتمدنا نسخة‪:‬‬ ‫‪Naomi Wolf, The Beauty Myth: How The Images of‬‬ ‫‪Beauty Are Used Against Women, Williams & Co.‬‬ ‫‪.New York 1991‬‬ ‫[‪ ]2‬تقصد األس�طورة (‪ )Myth‬مبعنى الخرافة‪ ،‬ال األسطورة‬ ‫باعتبارها مك ّوناً أساس�ياً من مك ّونات الدي�ن‪ ،‬وهو ما يدخل‬ ‫ضمن اختصاص علم األساطري (امليثولوجيا)‪.‬‬

‫[‪ ]3‬املوج�ة النس�وية الثالثة‪ :‬فرتة نش�اط نس�وية متتد من‬ ‫بداية تسعينات القرن العرشين إىل يومنا هذا‪ .‬ظهرت املوجة‬ ‫فشل املوجة النسوية الثانية‪ ،‬والتي‬ ‫كردّة فعل عىل ما اعتربته َ‬ ‫أس�ايس عىل التغلّب عىل العقبات القانونية‬ ‫ارتكزتْ بش�كل‬ ‫ّ‬

‫وص�والً إىل املس�اواة بني الجنسين يف االنتخ�اب وحقوق‬

‫امللكي�ة‪ .‬إال أ ّن املوجة الثالثة كانت أوس�ع نطاقاً وأكرث تنوعاً‬ ‫يف القضاي�ا واملوضوعات‪ ،‬مثل عدم املس�اواة غري الرس�مية‬ ‫(الواقعي�ة)‪ ،‬والعمل واألرسة‪ ،‬والتخلُّص من أي متييز قانوين‬ ‫عىل أساس الجندر‪.‬‬

‫‪.‬نرشت هذه املقالة يف مجلة سيدة سوريا*‬

‫الحرب خدعة‪ ..‬يا خديجة!‬ ‫والء خرمنده‬ ‫أع�رف متا ًما ما مترين به‪ ،‬وأنك لكرثة الخصوم‬ ‫واملعارك الواجب خوضها‪ ،‬متّر لحظات تشعرين‬ ‫أن كل أح�د وكل يشء ض�دك‪ ،‬وس�تصادفك‬ ‫مواق�ف تحتاري�ن بكيفي�ة التصرف حيالها‪.‬‬ ‫هن�ا ال أدّع�ي أنني أق�دم وصفة س�حرية‪ ،‬وال‬ ‫وصايا مقدس�ة‪ ،‬إنها فقط تجربتي كنسوية يف‬ ‫السادس�ة والعرشين من عمره�ا تعودت دامئًا‬ ‫أن "تتعلم من كيس�ها"‪ .‬حي�ث توصلت إىل أن‬ ‫يل فقط الهروب كتكتي�ك حرب كلام صادفت‬ ‫ع ّ‬ ‫األشخاص أو الحاالت التالية‪ ،‬اآلن عىل األقل‪:‬‬ ‫‪ -‬معكسر بخيام وردية‪:‬‬

‫ستجدين نفس�ك فجأة بني مجموعة من النساء‬ ‫يحاولن محاربة الذكورية ‪-‬القامئة باألصل عىل‬ ‫اعتقا ٍد "تافه" بأن الجنس الذكري هو األفضل‪-‬‬ ‫براي ٍة وردي ٍة كتب عليها‪" :‬ال‪ ،‬بل نحن األفضل"‪،‬‬ ‫ريا‪ ،‬ارسقي طعا ًما لطريق العودة‪،‬‬ ‫ال تفك�ري كث ً‬ ‫واهريب‪.‬‬ ‫ نهاية كوكب األرض بتحوله إلى كوكب‬‫زمردة‪:‬‬

‫س�تتصفحني اإلنرتنت يف ي�وم مرشق ولطيف‬ ‫ميل�ؤك بالطاق�ة واإليجابية‪ ،‬لتش�اهدي مقطع‬ ‫فيديو لنس�وية تقطع ذكر فأ ٍر مسكني وتعذبه‬ ‫إلثب�ات وجهة نظرها "كناش�طة حقوقية" يف‬ ‫مش�كالت املرأة‪ ،‬ثم س�تجدين الفيديو ذاته وقد‬ ‫أرسل لربيدك عرش مرات من أصدقائك السعداء‬ ‫ج�دًا‪ ،‬بإيج�اد "ح ّج�ة" جديدة ضد النس�وية‪،‬‬ ‫اهريب من األول واآلخرين‪.‬‬

‫‪ -‬النمطي صاحب النمطية المسلطة‪:‬‬

‫‪ -‬أنا أمي (بظتني) نسوي‪:‬‬

‫ريا م�ا تصادفني رج�االً يعجبون‬ ‫الب�د وأنك كث ً‬ ‫بك‪ ،‬وككل شخص سيحاولون استاملتك بالبناء‬ ‫على املشتركات وإث�ارة إعجابك‪ ،‬لك�ن هؤالء‪،‬‬ ‫ليس�وا مدّعني وحس�ب‪ ،‬بل غال ًب�ا هم يحقرون‬ ‫األم�ر كلّه لدرجة أن يق�ول يل أحدهم‪" :‬أنا من‬ ‫مل�ا ولدت نس�وي"‪ ،‬هذه الجملة ق�د تصدر عن‬ ‫ش�خص كان يبدو يل لطيفًا قب�ل دقائق فقط‪،‬‬ ‫فأفك�ر‪" :‬ياإلهي! كنت س�أخطئ وأواعدك فعال‬ ‫لو خرس�ت!" اقطعي املكاملة أو ادفعي حسابك‬ ‫واهريب‪.‬‬ ‫‪ -‬النخبوي أبو البداهة‪:‬‬

‫أوووه النخبويون‪/‬ات واملثقف�ون‪/‬ات!! أولئك‬ ‫الذي�ن مل تتخيليهم يو ًما س�وى حلفاء بطبيعة‬ ‫الح�ال‪ ،‬ليس�وا كذل�ك مبعظمهم‪ ،‬وه�م مناذج‬ ‫ع�دة أحدها يح�اول دامئا تحقير قضيتك وما‬ ‫تفعلين�ه من منطل�ق أن املس�اواة والعدالة بني‬ ‫الجنسين أمر بديه�ي‪ ،‬وما تفعلين�ه هو مجرد‬ ‫ِ‬ ‫(تش�عبطت) عليه�ا لتف ّرقي حقوق‬ ‫مظلومي�ة‬ ‫اإلنس�ان لحقوق فئوية‪ ،‬هؤالء عادة منفصلون‬ ‫عن الواق�ع‪ ،‬عن أقرب حارة ش�عبية أو محكمة‬ ‫أو رشك�ة‪ ،‬مل يق�رؤوا ‪-‬كام يب�دو‪ -‬يف حياتهم‬ ‫املحش�وة بالكت�ب‪ ،‬إحصائي�ة واح�دة س�نوية‬ ‫ص�ادرة عن األم�م املتحدة فيام يخ�ص التمييز‬ ‫ض�د النس�اء‪ ،‬لي�س علي أن أقول اه�ريب‪ ،‬أنا‬ ‫متأكدة أنك هربت بعيدا‪ ،‬ولست بحاجة لتحذي ٍر‬ ‫من أحد‪.‬‬

‫هو‪/‬هي غالبًا أيضً ا‪ ،‬م�ن املتعلمني أو املثقفني‪،‬‬ ‫وهذا خطر للغاية‪ ،‬ألن�ه دامئًا ما يحاول كرسك‬ ‫باس�تخدام النمطي�ة املتداول�ة ع�ن ش�خصية‬ ‫النس�وية‪ ،‬مع أن�ه هو ذاته غال ًب�ا مثقف منطي‬ ‫حد امللل‪ ،‬هؤالء يحاولون حملك عىل كره ما أنت‬ ‫عليه من خالل حشر كل قضيتك يف مجموعة‬ ‫غري محببة من الصفات توس�م بها النس�ويات‪،‬‬ ‫بعضهم من أصدقايئ الذي�ن طالبوين أن أترك‬ ‫النس�وية ألنها "م�ا بتلبقيل‪ ،‬أن�ا أفهم أو أذىك‬ ‫أو أظ�رف ‪ ....‬من هيك!" نعم‪ ،‬عليك أن تتغريي‬ ‫أنت‪ ،‬ألنك ال تتوافقني مع تلك النمطية‪ ،‬استقيل‬ ‫أول وس�يلة نق�ل أو اركضي أو ازحف�ي إن مل‬ ‫تستطيعي‪.‬‬ ‫‪ -‬ثورة السود عنصرية‪:‬‬

‫نعم‪ ،‬هن�اك أش�خاص يحاول�ون إقناع�ك بأن‬ ‫النس�وية فكرة عنرصية بحد ذاته�ا‪ ،‬متا ًما كام‬ ‫ل�و ق�ال ل�ك أحده�م "إن الس�ود العنرصيني‬ ‫تكتل�وا على أس�اس الع�رق يف ثورته�م ضد‬ ‫املجتمع العنرصي"‪ ،‬يبدو األمر جنون ًيا‪ ،‬أعرف!!‬ ‫ولكنه�م ال يخجلون أبدًا من هكذا طرح‪ ،‬وهم ال‬ ‫ينتقدون مسرية النس�وية أو النسوية املتطرفة‬ ‫أو إخفاقات النسوية العربية مثال‪ ،‬هم يحاربون‬ ‫النس�وية ذاتها بذات املنطق‪ ،‬أعرف أنك ترغبني‬ ‫باللك�م لك�ن ال للعنف‪ ،‬فق�ط احملي أمتعتك‬ ‫واهريب‪.‬‬ ‫‪ -‬الكهل‪/‬ة الحكيم‪/‬ة‪:‬‬

‫هؤالء يتحدثون ع�ادة بنفس العارف املخرضم‪،‬‬ ‫ويحجم�ون م�ا تفعلين�ه بعب�ارة‪" :‬اندف�اع‬

‫الش�باب" أو رمبا طيش�ه‪ ،‬أو يحاولون إقناعك‬ ‫أن�ك فقط مراهق�ة تح�اول أن تثب�ت وجودها‬ ‫بتبن�ي يشء م�ا‪ ،‬نعم هم ينتم�ون لجيل الغبار‬ ‫والحكمة الذي أوصلنا ملا نحن فيه من بحر دماء‬ ‫وضياع وش�تات‪ ،‬قد تصادفني شخصية الكهل‬ ‫ه�ذه يف صديقك‪/‬ت�ك ال�ذي يكربك بخمس�ة‬ ‫أع�وام فق�ط‪ ،‬من باب أن�ه اآلن أصب�ح ثالثين ًيا‬ ‫ناض ًجا‪( ،‬اخلعي)‪( ،‬املصي) بأية طريقة وإال‬ ‫ستحتاجني أدوية الضغط الخاصة بهم‪.‬‬ ‫‪ -‬النسوية الشمطاء‪:‬‬

‫ه�ؤالء قصة بح�د ذاته�ا‪ ،‬فهم يف س�وريا من‬ ‫مخلف�ات الح�زب الحاك�م ومؤسس�اته‪ ،‬ويف‬ ‫حالتي أش�اهدهن فقط عن بع�د‪ ،‬حيث تفصلنا‬ ‫قضي�ة ش�عب ودماء‪ ،‬ورغ�م أنه�ن يقفن ضد‬ ‫حقوق شعب كامل ويتجاهلن كل الويالت التي‬

‫تعيشها النساء يف بلد كسوريا والتي تسبب بها‬ ‫"السيد والسيدة وأبناؤهام وأقاربهام وأدواتهام‬ ‫األوائ�ل" إال أنه�ن مقتنعات بأنه�ن حقوقيات‬ ‫ومناضالت وس�يغرين وضع امل�رأة جذريًا‪ ،‬من‬ ‫األدوار النمطي�ة يف املن�زل إىل قي�ادة املجتمع‬ ‫عبر (غ�زل الكنويش�ة) يف مق�ر االتحاد عىل‬ ‫س�بيل متكين الرفيقات‪ ،‬يف الحقيق�ة‪ ،‬البد أن‬ ‫تهريب فشعب كامل اضط ّروه أن يهرب‪.‬‬ ‫هذا ما حرضين للي�وم وهناك املزيد‪ ،‬وبالطبع‪،‬‬ ‫إن ه�ؤالء جزء م�ن العقلي�ة الت�ي تحاربينها‪،‬‬ ‫ولكنهم ليس�وا أولوية‪ ،‬هؤالء سيحاولون كرسك‬ ‫ش�خص ًيا م�را ًرا وق�د ينجح�ون ببس�اطة‪ ،‬هم‬ ‫جمي ًعا عن قص�د أو دونه يحاولون منعك حتى‬ ‫من املحاولة‪.‬‬ ‫يتبع ‪...‬‬


‫‪22‬‬

‫باب القلب‬

‫العدد ‪ | 12‬كانون األول ‪Dezember • 2016‬‬

‫عبد الرحمن عباسي‪ :‬أنا آخذ العنصرية بشكل شخصي‬ ‫عبد الرحمن عباسي‪ 22 ،‬عا ًما‪ ،‬يدرس طب األسنان‬ ‫في جامعة غوتنعن ‪ -‬ألمانيا‪ ،‬وصل إلى ألمانيا قبل‬ ‫ثالث سنوات كطالب بعد رحلة طويلة قطع فيها‬ ‫أيضا‬ ‫عدة دول‪ ،‬تعلّم اللغة‪ ،‬وبدأ بالدراسة‪ .‬وهو ً‬ ‫موظف في مكتب الهجرة في مدينة غوتنغن‪.‬‬ ‫أسس مع صديقه عالء فحام صفحة “‪German life‬‬ ‫‪ ،”style‬حيث يصنعون مقاطع فيديو ساخرة باللغتين‬ ‫األلمانية والعربية‪ ،‬لمحاربة العنصرية وتعريف‬ ‫القادمين الجدد بنمط الحياة الموجود في ألمانيا‪.‬‬

‫حوار‪ :‬رامي العاشق‬ ‫مل ألتقِ بعد بهذا الشاب الذي أتابعه وأراه شعل ًة‬ ‫م�ن الطاقة والجهد‪ ،‬إلاّ أن بعد املس�افة بيننا مل‬ ‫يق�ف عائقًا أم�ام اتصال هاتف�ي غرضه إجراء‬ ‫حوار صح�ايف‪ ،‬لك ّنه كان أكرث م�ن ذلك‪ ،‬نديّة‬ ‫األفكار التي يحملها عبد الرحمن عبايس جعلت‬ ‫الحوار أقرب ملب�اراة يف (تنس الطاولة) حاول‬ ‫يرا أن يكون ديبلوماس� ًيا ومراوغًا‪ ،‬وحاولت‬ ‫كث ً‬ ‫اس�تدراجه للترصيح‪ ،‬مل يه�دف الحوار إلقناع‬ ‫ريا من‬ ‫أحد منا بأفكار اآلخر‪ ،‬فنحن نتش�ارك كث ً‬ ‫ٍ‬ ‫عرض‬ ‫األفكار‪ ،‬إلاّ أن هدفه ببس�اطة‪ ،‬تح ّول من‬ ‫لقصة نجاح لش�اب س�وري‪ ،‬لنقاش س�يايس‬ ‫قصة النجاح‪.‬‬ ‫اجتامعي عىل هامش ّ‬ ‫لنبدأ من السياسة‬

‫حصل عبد الرحمن عبايس عىل منحة سياس�ية‬ ‫م�ن مؤسس�ة" "�‪Friedrich-Ebert-Stif‬‬ ‫‪ ،"tung‬بع�د أن أثب�ت أن�ه ينش�ط يف املج�ال‬ ‫الس�يايس واالجتامع�ي يف أملاني�ا‪ ،‬وه�و كذك‬ ‫عضو يف الحزب االشرتايك الدميقراطي األملاين‬ ‫“‪ ،”SPD‬ولك�ن‪ ،‬كي�ف ميكن لالج�ئ أن يكون‬ ‫عض ًوا يف حزب وطني؟‬ ‫يقول عبد الرحمن‪" :‬عضويتي ليس�ت كاملة‪ ،‬ال‬ ‫أستطيع التصويت لعدم حصويل عىل الجنسية‬ ‫األملاني�ة بع�د‪ ،‬ولكنني عضو ف ّع�ال‪ ،‬ويرشكني‬ ‫يل‬ ‫الح�زب يف كثري من األمور‪ ،‬األمر بالنس�بة إ ّ‬ ‫تجربة جديدة لتعلّم النش�اط السيايس هنا يف‬ ‫أملانيا"‪.‬‬ ‫ ولكن مل�اذا “‪”SPD‬؟ ملاذا اختار عبد الرحمن‬‫أن يذهب إىل حزب اشترايكّ؟ هل كان منس�بًا‬ ‫لهذه األيديولوجيا يف سوريا؟‬ ‫ "يف س�وريا كنت طفلاً‪ ،‬ال أعرف من الحياة‬‫كل‬ ‫ش�يئًا‪ ،‬حتى أنني كنت معتمدًا عىل أهيل يف ّ‬ ‫يشء‪ ،‬لكنن�ي هنا‪ ،‬ب�دأت بناء نفسي بطريقة‬ ‫مختلفة‪ ،‬أنا اليوم أكثر نض ًجا ووع ًيا‪ ،‬وما زلت‬ ‫أتعلّ�م دامئًا‪ ،‬اخرتت أن أنتس�ب لحزب “‪”SPD‬‬ ‫ألنن�ي أعجب�ت بسياس�ته وأف�كاره‪ ،‬النظ�ام‬ ‫الرضيب�ي الذي يس�عى إليه الح�زب‪ ،‬تحصيل‬ ‫الرضائ�ب العالي�ة م�ن طبق�ة الدخ�ل املرتفع‬ ‫وإعطائها لألقل دخالً يشعرين بالعدالة‪ ،‬موقف‬ ‫الحزب من الالجئني أيضً ا جيد‪ ،‬كذلك موقفه من‬ ‫الحريات الشخصية‪ ،‬كل هذا مل أجده يف الحزب‬ ‫املسيحي الدميقراطي مثالً‪ ،‬فهو حزب محافظ‪،‬‬ ‫أم�ا حزب اليس�ار فأراه يس�عى لخي�ارات غري‬ ‫واقعية‪ ،‬كام أن موقفه من روسيا ال يعجبني"‪.‬‬ ‫ وماذا عن حزب الخرض؟‬‫ "يف الحقيق�ة كن�ت محت�ا ًرا يف البداية بني‬‫الخضر واالشترايك الدميقراط�ي‪ ،‬إلاّ أنن�ي‬ ‫الحظ�ت أن موق�ف ح�زيب أكرث نض ًج�ا تجاه‬

‫الالجئني‪ ،‬الخرض يبالغون يف ح ّبنا!"‪.‬‬ ‫ ولكن‪ ،‬أين موقفك مام يجري يف سوريا؟ هل‬‫لك موقف؟‬ ‫ "بالتأكي�د‪ ،‬أن�ا ضد الحرب وضد كل أش�كال‬‫القتل التي تحدث"‪.‬‬ ‫ بوض�وح أكثر‪" :‬م�ا موقف�ك تج�اه النظام‬‫السوري؟‬ ‫ "ض�ده بالتأكي�د‪ ،‬ويجب أن يرح�ل‪ ،‬وهذا ال‬‫يعن�ي بالضرورة أنني موافق عىل مامرس�ات‬ ‫املعارضة"‪.‬‬ ‫‪German life style‬‬

‫ذهب�ت إىل صفح�ة "‪"German life style‬‬ ‫على فيس�بوك‪ ،‬يف املعلومات ع�ن الصفحة ال‬ ‫يوج�د إلاّ جملة واح�دة‪" :‬ننقل لكم منط الحياة‬ ‫يف أملانيا‪ ..‬بكل مافيه"‪ ،‬ش�عاراتية هذه الجملة‬ ‫وخطابيتها وتعميمها يطرحون أسئلة كثرية‪ ،‬ما‬ ‫الذي تفعلونه هنا يا عبد الرحمن؟‬ ‫"عندم�ا أتيت إىل أملاني�ا‪ ،‬الحظت وجود صورة‬ ‫منطية وحكم مس�بق منا عن األمل�ان‪ ،‬والعكس‬ ‫صحي�ح‪ ،‬فق�ررت م�ع رشيكي علاء أن نبدأ‬ ‫بصناع�ة فيديوهات ترشح ع�ن طبيعة الحياة‪،‬‬ ‫والفكرة تطورت بعدها‪ ،‬فقد أصبحنا نس�تهدف‬ ‫املجتمعين‪ ،‬املحلي والواف�د حديثً�ا باللغتني‬ ‫العربية واألملانية‪ ،‬واآلن لدينا ما يقارب ‪ 96‬ألف‬ ‫متابع"‪.‬‬ ‫ ملاذا "‪ "German life style‬وليس "‪Syrian‬‬‫‪"life style‬؟‬ ‫ "كام ذك�رت‪ ،‬فإننا بدأنا توجهنا للس�وريني‪،‬‬‫لنتح�دث عن "من�ط الحياة األمل�اين"‪ ،‬ونعرف‬ ‫أن�ه يوجد أكرث من من�ط‪ ،‬إلاّ أن الكوميديا التي‬ ‫انتهجناها يف عملنا تسمح لنا باملبالعة"‪.‬‬ ‫االندماج‬

‫االندم�اج مصطل�ح كثير الت�داول‪ ،‬حت�ى إن‬ ‫كثريين ممن يتحدث�ون عنه‪ ،‬ال يفهمون معناه‪،‬‬ ‫بل يتعاملون بس�طحية مع اصطلاح يجب أن‬ ‫يك�ون أعمق من ذلك‪ ،‬بعضهم يريده انسلاخًا‪،‬‬ ‫بعضهم يريده اس�تيعابًا‪ ،‬وآخرين يريدونه نديًا‬

‫ويقول�ون إن�ه ليس باتجاه واح�د‪ ،‬لكنهم فقط‬ ‫يرددونها دون عم�ل‪ ،‬وهناك بالتأكيد أخرون ال‬ ‫يؤمنون باالندماج عىل اإلطلاق‪ ،‬وال يعتربونه‬ ‫خيا ًرا مناسبًا لهم‪ ،‬كيف يرى عبد الرحمن عملية‬ ‫االندماج وكيف ينظر إليها؟‬ ‫"أن�ا ال أحب كلم�ة االندماج‪ ،‬خاص�ة كيف يتم‬ ‫التعامل معها‪ ،‬أفضل كلمة التضمني واالحتواء‪،‬‬ ‫"‪ "inclusion‬والتي تعني أن تعيش املجموعة‬ ‫الصغرية ضمن الكبيرة‪ ،‬وأن تحتوي املجموع ُة‬ ‫الكبير ُة املجموع َة الصغري َة وتعرتف كل واحدة‬ ‫باألخ�رى‪ .‬بالتأكيد نحن ندافع عن الحفاظ عىل‬ ‫الهوي�ة‪ ،‬ال أرى أن تخّل�يّ الالجئني عن هويتهم‬ ‫أمر صحي"‪.‬‬ ‫ ولك�ن الدين جزء من الهوي�ة‪ ،‬كيف ميكن أن‬‫يحاف�ظ اإلنس�ان عىل هويت�ه ودين�ه الذي قد‬ ‫يتعارض مع كثري من األمور هنا؟‬ ‫ "بالتأكي�د هناك الكثري من املش�اكل املرتبطة‬‫بفهم الدين"‪.‬‬ ‫ س�ؤايل ليس عىل فهم الدي�ن‪ ،‬بل عىل النص‬‫الدين�ي الواض�ح‪ ،‬تحديدًا فيام يتعل�ق بقضايا‬ ‫املثليني والالدينيني‪ ،‬ما الحل من وجهة نظرك؟‬ ‫ "عندما تتع�ارض الثقافة أو الدين مع حقوق‬‫اإلنس�ان والحريات الشخصية‪ ،‬علينا أن نتخىل‬ ‫عن الجزء الذي يتعارض معها‪ ،‬حقوق اإلنس�ان‬ ‫والحريات هي األهم"‪.‬‬ ‫ لنتح�دث ع�ن خط�وات عملية‪ ،‬برأي�ك ما هو‬‫املطلوب منا كالجئني هنا؟‬ ‫ "أن نتقب�ل اآلخ�ر ونحرتم�ه‪ ،‬أن نتعلم اللغة‬‫الت�ي أراها رضورة أساس�ية ملح�ة‪ ،‬وأن نؤمن‬ ‫بأننا جزء من هذا املجتمع وبالتايل تقديم يشء‬ ‫مفيد"‪.‬‬ ‫ ومن األملان؟‬‫ "تقبل اآلخر واحرتام�ه والدفاع عن حقه بأن‬‫يك�ون مختلفًا‪ ،‬وأن يعرتف�وا بأننا جزء من هذا‬ ‫ن�دي ل�ه الحقوق ذاته�ا وعليه‬ ‫املجتم�ع‪ ،‬جزء‬ ‫ّ‬ ‫الواجبات ذاتها"‪.‬‬ ‫األلمان والتفكك األسري!‬

‫يرا عن الص�ورة النمطي�ة‪ ،‬وتكرر‬ ‫تتح�دث كث ً‬ ‫ه�ذا املصطلح‪ ،‬هل هناك أمثل�ة حقيقة عن هذه‬ ‫الكلمة؟‬ ‫يجيب عب�د الرحمن عب�ايس‪" :‬بالتأكيد‪ ،‬األملان‬ ‫يف نظ�ر كثري م�ن القادمني الج�دد منظّمون‬ ‫ودقيق�ون يف مواعيده�م كاآلالت‪ ،‬وه�ذا غير‬ ‫صحي�ح دامئً�ا وال ميكن تعميم�ه‪ ،‬األملان أيضً ا‬ ‫متهمون بأنه�م ال يضحكون وغري بشوشين‪،‬‬ ‫وهذا أيضً ا غري دقيق‪ ،‬باإلضافة ملصطلح غريب‬ ‫يطل�ق ملحاربة الحري�ة الش�خصية يف أملانيا‪،‬‬

‫يطلق�ه أعداؤها‪ ،‬ويتهمون األمل�ان واألوروبيني‬ ‫بالتف�كك األرسي‪ ،‬ه�ذه كله�ا ص�ور منطي�ة‬ ‫مرتس�خة يف الثقاف�ة التي تنظ�ر إىل املجتمع‬ ‫اآلخ�ر عىل أنه كتلة متجانس�ة‪ ،‬وال ترى التنوع‬ ‫واالختالف"‪.‬‬ ‫وعند سؤاله عن الصور النمطية عن السوريني‪،‬‬ ‫أج�اب‪" :‬التخلّ�ف‪ ،‬هذه أوىل الص�ور النمطية‪،‬‬ ‫نحن متخلف�ون بنظر مطلقي هذه األحكام‪ ،‬وال‬ ‫نعرف الحضارة أو التمدن‪ ،‬ال نعرف اس�تعامل‬ ‫املرحاض‪ ،‬وكنا نعيش يف الصحراء مع الجامل‪،‬‬ ‫كذلك س�يدهش كثريون إن رأوا امرأة س�ورية‬ ‫بال حجاب‪ ،‬وبأحس�ن األحوال سيعتقدون أنها‬ ‫خلعت�ه يف أملاني�ا حني تحررت م�ن مجتمعها‪،‬‬ ‫وال يعتق�دون أن كثيرات يرتدينه ع�ن قناعة‪،‬‬ ‫وبالتأكيد ال ميكنني أن أنىس أن صورة الالجئ‬ ‫األوىل ه�ي الفق�ر والجهل‪ ،‬ال ميك�ن أن يكون‬ ‫متعلماً ‪ ،‬وال أن يحمل هاتفًا ذكيًا‪..‬إلخ"‪.‬‬

‫مشرتك مع أملان‪ ،‬وكان يتواصل معهم باألملانية‬ ‫بش�كل مس�تمر‪ ،‬ومل يخجل م�ن أخطائه‪ ،‬هذه‬ ‫التجرب�ة أيضً ا‪ ،‬فتحت مداركه عىل أمور أخرى‪،‬‬ ‫فلطاملا كان يتخ ّوف من املثليني بحكم ما سمعه‬ ‫مس�بقًا عنهم‪ ،‬وم�ا يروجون له من فس�اد يف‬ ‫األرض ويري�دون نشر املثلية ومامرس�تها مع‬ ‫الجميع‪ ،‬إلاّ أن صديقته "كريستينا" التي سكن‬ ‫معها يف البيت املشترك‪ ،‬كانت مثلية‪ ،‬ومل تكن‬ ‫أبدًا كام قالوا س�ابقًا‪ ،‬تعامل معها عىل أس�اس‬ ‫أنه�ا إنس�ان‪ ،‬بعده�ا ب�دأت مفاهيم�ه تتعمق‪،‬‬ ‫رصا لحقوق امل�رأة‪ ،‬ويجيب‬ ‫وأصب�ح أيضً ا من�ا ً‬ ‫عىل العبارة املك�رورة "أترضاه ألختك" بـ‪ :‬إن‬ ‫كانت هي ترىض ش�يئًا ما لنفسها‪ ،‬فأنا أرضاه‪.‬‬ ‫كل إنسان حر‪ ،‬وكل إنسان هو مالك جسده‪ ،‬وال‬ ‫وصاية ألحد عىل أحد‪.‬‬

‫عباسي‪ :‬يقولون لي‪ :‬أنت مندمج ألماني‬

‫نجاحات وإنجازات‪:‬‬

‫تخليت عن أصلك وأخالقك‬

‫ريا ما تكون ردود األفع�ال متفاوتة تجاه أي‬ ‫كث ً‬ ‫قضي�ة أو ش�خص أو قص�ة‪ ،‬كثري م�ن الناس‬ ‫يهاجم�ون أي ش�خص يصب�ح تح�ت األضواء‬ ‫ويحاولون تحطيمه‪ ،‬وكثريون يحاولون صناعة‬ ‫صن�م من�ه‪ ،‬كي�ف ه�ي ردود األفع�ال عىل ما‬ ‫تقومون به؟ سألت عبد الرحمن وأجاب‪:‬‬ ‫"بالتأكي�د هناك ردود أفع�ال مختلفة ومتف ّرقة‬ ‫منه�ا م�ا ه�و إيج�ايب‪ ،‬ومنه�ا ما هو س�لبي‪،‬‬ ‫سأطرح بعض األمثلة عن ردود األفعال السلبية‬ ‫ألن مقارنتها مضحكة‪:‬‬ ‫عنرصي�و األملان يقولون‪ :‬طامل�ا أنت ذيك لهذه‬ ‫الدرج�ة؛ فع�د إىل بل�دك‪ ،‬ال نري�دك هن�ا‪ ،‬من‬ ‫يهاجمونن�ي من أبناء بل�دي يقولون‪ :‬طاملا أنت‬ ‫ذيك لهذه الدرجة‪ ،‬ملاذا مل تفعل شيئًا لبلدك‪.‬‬ ‫عنرصيو األملان يقولون‪ :‬طاملا أنك تنتقد الدولة‪،‬‬ ‫فع�د من حيث جئت‪ .‬م�ن يهاجمونني من أبناء‬ ‫بلدي يقولون‪ :‬هذه ليست بلدنا‪ ،‬ال تتدخل فيها‪،‬‬ ‫وإن مل يعجبك فعد من حيث أتيت‪.‬‬ ‫عنرصيو األمل�ان يقولون‪ :‬س�وري إرهايب‪ .‬من‬ ‫يهاجمونن�ي من أبن�اء بلدي يقول�ون‪ :‬مندمج‬ ‫أملاين تخلىّ عن أصله أخالقه"‪.‬‬ ‫تعرضت لتهديدات بسبب آرائك؟‬ ‫وهل ّ‬

‫"تع ّرضت لتهديدات من بعض الس�وريني حني‬ ‫كتبت رأيي مداف ًعا عن امرأة تعرضت للعنف من‬ ‫زوجها‪ ،‬ولكن هذه التهديدات مل تنفذ"‪.‬‬ ‫تعلّ�م عبد الرحم�ن اللغة من احتكاك�ه باألملان‬ ‫وبن�اء الصداقات معهم‪ ،‬فس�كن بداية يف بيت‬

‫عىل املس�توى الش�خيص‪ ،‬يعترب ما حققه عبد‬ ‫حا فريدًا قلّة اس�تطاعوا أن‬ ‫الرحمن عبايس نجا ً‬ ‫يقوموا به‪ ،‬فهو ي�درس ويعمل يف وقت واحد‪،‬‬ ‫ويف بل�د مختلف‪ ،‬ويس�اعد الالجئني يف مركز‬ ‫الهجرة الذي يعمل به‪ ،‬له نش�اطاته السياس�ية‬ ‫واالجتامعي�ة يف مواجه�ة العنرصية والنمطية‬ ‫وخط�اب الكراهية‪ ،‬وتعلّم اللغة بفرتة قياس�ية‬ ‫عب�ايس يق�ول‪" :‬أن�ا آخ�ذ العنرصية بش�كل‬ ‫شخيص"‪.‬‬ ‫على مس�توى "‪ "German life style‬فلق�د‬ ‫أصبح�وا متابعين بش�كل جي�د‪ ،‬ويقوم�ون‬ ‫بصناع�ة الفيديوه�ات الت�ي تح�ارب النمطية‬ ‫منصة‬ ‫والعنرصي�ة‪ ،‬اس�تطاعوا أن يصل�وا إىل ّ‬ ‫"‪ "TEDX‬ليعرض�وا مبادرتهم‪ ،‬وهذا الوصول‬ ‫كان يعن�ي له�م الكثير‪ ،‬كما أنه�م يقوم�ون‬ ‫مبح�ارضات يف عدة م�دن أملاني�ة‪ ،‬ويفتحون‬ ‫ج�داالت ونقاش�ات تفي�د بطرح وجه�ة النظر‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫صرا عىل الحديث بإيجابية‬ ‫بقي عبد الرحمن م ً‬ ‫رص أن�ه ال يهدف ألن‬ ‫وأم�ل ط�وال الوق�ت‪ ،‬وأ ّ‬ ‫يك�ون الش�خص ال�ذي ينت ِق�د دامئً�ا‪ ،‬واختتم‬ ‫ب�أن لدي�ه أم�ل كبير يف كل يشء‪ .‬حت�ى كل‬ ‫ه�ذه التناقضات الت�ي يراها نتيج�ة االختالف‬ ‫ل�ن تدوم‪ ،‬األمر فقط يحت�اج إىل وقت‪ ..‬وأنهى‬ ‫الحوار بعبارة‪" :‬عندي أمل ما بيخلص"‪.‬‬


‫باب القلب‬

‫العدد ‪ | 11‬كانون األول ‪Dezember • 2016‬‬

‫‪23‬‬

‫مه ّرب األلعاب من فنلندا إلى حلب‬ ‫رامي أدهم‪“ :‬حين‬ ‫سألني أطفالي‪ :‬لماذا‬ ‫تريد أن تذهب إلى حلب؟‬ ‫قلت لهم إنني أذهب‬ ‫ألرى األطفال هناك‬ ‫وأطمئن عليهم‪ ،‬فطلبوا‬ ‫مني أن آخذ لهم ألعا ًبا‪،‬‬ ‫وأحضروا األلعاب من‬ ‫غرفهم وقالوا‪ :‬أعطها‬ ‫ألطفال حلب‪ .‬ومن هناك‬ ‫بدأت القصة”‪.‬‬

‫وذهب�ت طفلتي وأحرضت ألعابها‪ ،‬كانوا تقريبًا‬ ‫بحجم كيسني كبريين"‪.‬‬

‫رامي العاشق‬ ‫ول�د رامي أده�م يف مدينة حلب الس�ورية‪ ،‬ثم‬ ‫انتقل للعي�ش يف فنلندا ع�ام ‪ ،1989‬مهندس‬ ‫بن�اء مت�زوج وله س�تة أطفال‪ ،‬ويدي�ر رشكته‬ ‫الخاصة‪ .‬بدأ اس�مه مؤخ ًرا ينترش يأخذ ش�هرة‬ ‫دولية‪ ،‬استضافته أهم وسائل اإلعالم يف العامل‪،‬‬ ‫وخص�ل عىل جائزة األمل م�ن مجموعة ‪MBC‬‬ ‫مؤخ ًرا بعد انتش�ار قصة "مهرب األلعاب" يف‬ ‫كل أنح�اء العامل‪ ،‬رجل س�وري يذهب إىل حلب‬ ‫ويخاط�ر بحياته م�ن أجل أن يوص�ل األلعاب‬ ‫لألطف�ال هناك! أثناء زيارت�ه إىل أملانيا‪ ،‬ولقائه‬ ‫التلفزي�وين يف مدين�ة كولوني�ا‪ ،‬قابلته أبواب‬ ‫وتحدثت إليه‪.‬‬ ‫األلعاب ليست الهدف‬

‫مل تك�ن فكرة األلعاب هدفً�ا لرامي أدهم‪ ،‬بل إن‬ ‫القصة بدأت بش�كل مختلف‪ ،‬يقول رامي‪" :‬يف‬ ‫ّ‬ ‫آذار ‪ ،2011‬بدأ الش�هداء يسقطون يف سوريا‪،‬‬ ‫وك ّنا نعتقد أ ّن األزمة س�تنتهي قريبًا‪ ،‬بعد فرتة‬ ‫أصابني اليأس واإلحباط‪ ،‬وبدأت أرقام الالجئني‬ ‫تتزايد بشكل مخيف"‪.‬‬ ‫مل يكن الس�وريون معتادين عىل رؤية أنفسهم‬ ‫الجئين‪ ،‬مرشدي�ن وجوع�ى‪ ،‬ه�ذا األم�ر كان‬ ‫جديدًا باملطلق عىل الش�عب الس�وري‪ ،‬بحسب‬ ‫رام�ي الذي يتابع‪" :‬كان�ت ردة فعيل أنني أريد‬ ‫أن أس�اعد‪ ،‬ب�دأت أبحث عن املنظمات الكبرية‬ ‫كاليونيس�يف والصلي�ب األحم�ر‪ ،‬اتصل�ت‬ ‫عت وس�ألت املوظفني‪ :‬أنا‬ ‫رب ُ‬ ‫بإحداه�ن بعد أن ت ّ‬ ‫تربعت بـ ‪ 400‬يورو‪ ،‬أريد أن أعرف أين ذهبت‪.‬‬ ‫مل ِ‬ ‫ريا‪ ،‬وبعد ش�هر‬ ‫ي�أت الرد مب�ارشة‪ ،‬تأخر كث ً‬ ‫ونصف أىت الرد يقول‪" :‬نحن نقيّم االحتياجات‬ ‫عىل األرض ونرسل التربعات بحسب الحاجة"‪.‬‬ ‫مل يكن هذا الجواب كافيا بالنس�بة إيل‪ ،‬فقررت‬ ‫أن أنزل بنفيس إىل تركيا"‪.‬‬ ‫رامي أدهم‪ :‬طفلتي أحضرت ألعابها‬ ‫آلخذهم معي إلى حلب‬

‫يف ع�ام ‪ 2012‬س�افر رامي أده�م إىل تركيا‪،‬‬ ‫يخربن�ا عن ه�ذه الرحل�ة‪" :‬رأي�ت العجب يف‬ ‫غ�ازي عينت�اب‪ ،‬ذهب�ت مبدخ�رايت ‪5000‬‬ ‫ي�ورو‪ ،‬وهو مبلغ بس�يط ال يكفي ليشء‪ ،‬إال أنه‬

‫فعل الكثري هناك‪ ،‬وس�اعد كميّ�ة كبرية مل أكن‬ ‫أتوقعه�ا" ما فعله رامي بهذا املبلغ‪ ،‬جعله يفكر‬ ‫بش�كل مختلف‪ ،‬وجعله يعرف قيم�ة أن يجمع‬ ‫امل�ال ويعطي�ه ملن يحتاج�ه‪ ،‬بحس�ب تعبريه‪،‬‬ ‫فع�اد إىل فنلن�دا وجم�ع بعض امل�ال وقرر أن‬ ‫يذه�ب إىل تركي�ا ثم إىل س�وريا‪ ،‬وهن�ا بدأت‬ ‫القصة‪" :‬جمعت أطفايل‪ ،‬وقلت لهم‪ :‬أنا سأنزل‬ ‫غدًا إىل تركيا ألرى الوضع‪ ،‬ثم إىل س�وريا‪ .‬ر ّد‬ ‫عيل أطفايل‪ :‬س�وريا خطرية عليك‪ ،‬هناك حرب‬ ‫يف س�وريا‪ ،‬ال تذه�ب‪ .‬ف�رددتُ ‪ :‬هن�اك أطفال‬ ‫يف س�وريا عيل أن أرى م�اذا يحتاجون‪ .‬فردوا‬ ‫عيل‪ :‬يف هذه الح�ال‪ ،‬عليك أن تأخذ لهم ألعابًا‪،‬‬

‫فكرة جمع األلعاب‬

‫يقول رام�ي أده�م "ذهبت وبح�وزيت ‪5000‬‬ ‫ي�ورو‪ ،‬وكييس األلعاب‪ ،‬حفرنا برئًا‪ ،‬واشترينا‬ ‫حصص�ا غذائية باملبل�غ‪ ،‬ووزعناهم‪ ،‬ثم تذكرت‬ ‫ً‬ ‫كييس األلعاب‪ ،‬وقررن�ا توزيعهم عىل األطفال‬ ‫مبس�ابقة‪ ،‬م�ن يجيب عىل س�ؤال يحصل عىل‬ ‫لعبة‪ 85 .‬لعبة تم توزيعها‪ ،‬اكتشفت أن األلعاب‬ ‫مؤث�رة جدًا‪ ،‬وتس�عد األطفال حقً�ا‪ ،‬وقررت أن‬ ‫أعود لفنلندا ألجمع األلعاب ال املال"‪.‬‬ ‫عاد رام�ي إىل فنلن�دا‪ ،‬وقرر جم�ع األلعاب إلاّ‬ ‫أن القص�ة مل تنت�ه هنا‪" :‬عدتُ وقم�ت بفعالية‬ ‫لجم�ع األلع�اب‪ ،‬أطفايل جمعوا م�ن أصدقاهم‬

‫م�ا يقارب ‪ 900‬لعب�ة‪ ،‬إلاّ أن الن�اس مل يكتفوا‬ ‫بالتبرع باأللعاب‪ ،‬كانوا يتربع�ون باملال أيضً ا‪،‬‬ ‫وص�ل املبلغ إىل ‪ 9000‬ي�ورو‪ ،‬وأصبحت أنزل‬ ‫إىل حلب كل شهرين منذ عام ‪ 2012‬إىل اآلن"‪.‬‬ ‫"عمو ألعاب"‬

‫انتب�ه رامي إىل أثر األلعاب يف نفوس األطفال‪،‬‬ ‫وقارنه�ا م�ع ردات فع�ل أطفال�ه‪ ،‬والح�ظ أن‬ ‫ريا‬ ‫أطفال�ه الذين ال ينقصه�م يشء يفرحون كث ً‬ ‫باأللع�اب والهداي�ا‪ ،‬فام بالك مب�ن خرسوا كل‬ ‫يشء؟ "يف رحلتي الثانية أصبح اس�مي "عمو‬ ‫ألعاب"‪ ،‬صار األطفال ينتظرونني‪ ،‬مرة وصلت‬ ‫بدون األلعاب لوجود مشاكل عىل الحدود‪ ،‬جاء‬ ‫األطفال عىل املوعد‪ ،‬وغضبوا‪ ،‬وقالوا يل‪ :‬ال تعد‬ ‫إىل هنا بدون ألعاب"‪.‬‬

‫السوريون في فنلندا‬

‫قليال ما يتواصل رامي مع الس�وريني يف فنلدا‪،‬‬ ‫ألن�ه ال يراه�ا أولوي�ة بحس�ب تعبيره‪" :‬مثة‬ ‫ش�خص ميوت‪ ،‬وآخر يق�ول لك ثي�ايب ضيّقة‬ ‫يل‪ ،‬أيهام أوىل؟"‬ ‫ع ّ‬ ‫أس�س رامي الرابط�ة الس�ورية الفنلندية "ألن‬ ‫الن�اس ب�دأت بالتبرع لحس�ايب الش�خيص‪،‬‬ ‫لذلك أسس�نا الجمعي�ة التي ته�دف إىل خدمة‬ ‫السوريني يف الداخل السوري"‪.‬‬ ‫مشاريع الرابطة السورية الفنلندية‬

‫تس�تعمل األم�وال الت�ي تجمعه�ا الرابطة يف‬ ‫مش�اريع عديدة‪ ،‬مثلاً مرشوع كفال�ة األيتام‪:‬‬ ‫يق�ول رامي‪" :‬لدينا اآلن ‪ 418‬يتيماً منذ ‪،2013‬‬ ‫بدأنا بكفال�ة ‪ 50‬يتيًم�اً ‪ ،‬وازدادوا بعدها‪ ،‬نقدم‬ ‫لهم كفالة ش�هرية‪ ،‬الكفيل موج�ود يف فنلدنا‪،‬‬ ‫وتقصري الكفيل ال يوقف املال عن املكفول لذلك‬ ‫هذا أمر مضنٍ "‪.‬‬ ‫الح�ظ رام�ي م�ن خلال مراقبت�ه للمنظامت‬ ‫العامل�ة يف س�وريا أن "التعليم أمر منيس‪ ،‬بل‬ ‫ومحارب‪ ،‬الجمعيات اإلغاثية تحصل عىل أرقام‬ ‫مخيف�ة‪ ،‬ولكن التعليم ال يهت�م أحد به‪ ،‬يف عام‬ ‫‪ 2013‬استش�عرت الخطر على أطفالنا‪ ،‬يك ال‬ ‫نخرس جيالً كامالً ويصب�ح أميًا"‪ .‬وبذلك بدأت‬ ‫الرابطة السورية الفنلندية بالعمل عىل تأسيس‬ ‫وافتتاح املدارس يف سوريا‪ ،‬يتابع رامي‪" :‬بنينا‬ ‫مدرس�ة إعدادي�ة‪ ،‬واآلن ثانوية‪ ،‬ثلاث مدراس‬ ‫والرابع�ة قري ًبا‪ ،‬نقدم مادة علمية ممتازة‪ ،‬وهذا‬ ‫جعل املدرسة تستقطب الكثري من الطالب"‪.‬‬ ‫يختت�م رام�ي‪" :‬مصارينا من الن�اس‪ ،‬مل نعمل‬ ‫مع أحد‪ ،‬س�وا ًء املعارضة الس�ورية أم الحكومة‬ ‫الفنلندي�ة"‪ ،‬وعن بقية الخدمات التي يقدمونها‬ ‫يتاب�ع رامي‪" :‬نق�دم مس�اعدات غذائية‪ ،‬نحفر‬ ‫اآلب�ار يف مناط�ق املخيمات الداخلي�ة‪ ،‬نقوم‬ ‫بأعمال الصيان�ة يف املخيمات‪ ،‬لدينا مرشوع‬ ‫(إفط�ار صائ�م)‪ ،‬أن�ا أقضي كل رمض�ان من‬ ‫كل ع�ام يف حلب‪ ،‬ننش�ئ مطبخً�ا ميدان ًيا مع‬ ‫املؤسس�ات املحلية‪ ،‬ونطبخ للعائلات‪ ،‬بدأنا بـ‬ ‫‪ 100‬عائل�ة‪ ،‬يف رمض�ان امل�ايض كانوا ‪650‬‬ ‫عائلة"‪.‬‬


‫‪24‬‬

‫باب أرابيسك‬

‫العدد ‪ | 12‬كانون األول ‪Dezember • 2016‬‬

‫رائد وحش‪ :‬ال يعبر الماء م ّرتين إلاّ الغرقى!‬ ‫فادي جومر‬

‫المفيدة‬ ‫سور ّية ُ‬

‫د‪ .‬مازن اكثم سليمان | شاعر وناقد سوري‬

‫يتابع الشاعر الفلسطيني‪-‬السوري رائد وحش‪،‬‬ ‫النرثي ال�ذي انتهجه من�ذ بداية تجربته‬ ‫خطّ�ه‬ ‫ّ‬ ‫الش�عرية املطبوع�ة األوىل يف مجموعت�ه‪ :‬دم‬ ‫أبيض‪ ،‬الصادرة ع�ام ‪ 2005‬عن دار التكوين‪-‬‬ ‫دمش�ق‪ ،‬وتلت�ه مجموع�ة‪ :‬ال أحد يحل�م كأحد‪،‬‬ ‫الص�ادرة ضم�ن منش�ورات احتفال ّية دمش�ق‬ ‫عاصمة الثقافة العربية عام ‪ ،2008‬ومجموعة‪:‬‬ ‫عندم�ا مل تقع الحرب‪ ،‬الص�ادرة عن دار كاف‪-‬‬ ‫عّم�اّ ن ع�ام ‪ .2012‬مق ّد ًم�ا نتاج�ه الجدي�د‪،‬‬ ‫مجموعة‪ :‬مشاة نلتقي‪ ..‬مشاة نفرتق‪ ،‬الصادرة‬ ‫عن دار املتوسط ميالنو‪.‬‬ ‫يف التجربة الجديدة‪ ،‬يظه�ر أثر االغرتاب أكرث‬ ‫جلا ًء‪ ،‬وتبدو عني الش�اعر مراقبة خارجيّة إىل‬ ‫ليوصفها‪ ،‬أكرث‬ ‫ح ّد ما‪ ،‬فهو يصط�اد التفاصيل‬ ‫ّ‬ ‫مام يعيش�ها‪ ،‬فال�ـ (أنا) قليل�ة الظهور مقارنة‬ ‫باآلخري�ن‪ ،‬قصصه�م‪ ،‬ملحاته�م‪ ،‬مالمحه�م‪،‬‬ ‫أحالمهم‪ ،‬وخيباتهم‪.‬‬ ‫رائد وحش‪ :‬األرض منفى وال سعادة‬ ‫فيها إال للسياح‬

‫بني التكثيف امللخّص للحياة "األرض منفى وال‬ ‫س�عادة فيها إال للس�ياح" وبني الذه�اب بعيدًا‬ ‫يف التفاصيل "الطفل�ة مدفونة يف رضيح من‬ ‫املكعب�ات امللون�ة" يتامهى الش�اعر م�ع رحلة‬ ‫الس�وري من القصف إىل بل�د اللجوء‪ ،‬ويكتبها‬ ‫ملح�ات تتناوب بين عاملين‪ :‬الوط�ن واملنفى‪.‬‬ ‫معتمدًا عىل حكايا صاغتها إغامضة عني فكانت‬ ‫أحال ًما مرة‪ ،‬وكوابيس مرات أخرى‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫قسم الشاعر مجموعته إلى أربعة‬ ‫ّ‬

‫انش َقق ُْت عَنِ سرَ مديَّ ِة الخوف‬ ‫وهذ ِه ُه ِويَّتي‪...‬‬

‫أقسام‪:‬‬

‫ الش�وارع تسير وحده�ا‪ :‬بدت ش�خوص‬‫هذا القس�م قدريّة‪ ،‬تقودها طرقاتها ال إرادتها‪،‬‬ ‫"عرف�ت أنا وصاحبي‪ /‬على طريق ال ينتهي‪/‬‬ ‫ُ‬ ‫أنن�ا حين دف ّن�ا اب�ن الري�ب‪ /‬دف َنن�ا يف تلك‬ ‫صح‬ ‫القصي�دة"‪ .‬م�ع ملحات م�ن الحكم�ة إن ّ‬ ‫التعبير‪ ،‬لحقائ�ق تعلمه�ا اإلنس�ان املمتد من‬ ‫القص�ف إىل اللج�وء بأقىس ط�رق التعليم "ال‬ ‫يعرب املاء مرتني‪ /‬إال الغرقى"‪.‬‬ ‫ بريد الغرباء‪ :‬رس�ائل أق�رب إىل لبوح‪ ،‬تكاد‬‫تق�ول‪ :‬ال أب�ايل إن وصل�ت أم مل أص�ل‪ ،‬كل ما‬ ‫أريده ه�و أن أُقال‪ ،‬أن أُكت�ب‪ ،‬أن أخرج من قيد‬ ‫الفك�رة إىل حريّ�ة األوراق‪ .‬فيكت�ب إىل ابن�ه‬ ‫ال�ذي مل ِ‬ ‫يأت بع�د‪" :‬يا ولدي املن�ذور للموت‪/‬‬ ‫َ‬ ‫بنفس�ك‪ ،‬ع ْد نطف ًة ليس عىل بالها الخلق"‪.‬‬ ‫انج‬ ‫وينهي رس�ائله كات ًبا عن حلمه‪" :‬كان حلمي أن‬ ‫أخ�رج األصوات م�ن قصبة‪ /‬ملج� ّرد أن يرقص‬ ‫ذهبت للكتابة كنوع من‬ ‫فش�لت‬ ‫الناس‪ /‬وحني‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫التعويض‪ /‬فالناس يس ّمون العازف شاع ًرا"‪.‬‬ ‫ من الغائبني إىل الغائبني‪ :‬بحث عن مالمح‬‫يب�ق منه�ا ما يدل على أصحابه�ا‪ ،‬وأماكن‬ ‫مل َ‬ ‫لتالقيهم "منذ غابوا‪ /‬ال مكان للقاء‪ /‬إال املنام"‪.‬‬ ‫غ�رق يف وجع الغياب‪ ،‬عىس أن نجد فيه تربي ًرا‬ ‫للبق�اء‪" :‬يريدون�ك أن تبق�ى حيًّ�ا‪ /‬أن تصمد‬ ‫يأس�ا‬ ‫لس�نوات تح�ت التعذيب‪ /‬ليك ال ميوتوا ً‬ ‫يف انتظارك"‪.‬‬ ‫‪ -‬مج ّرد إيقاعات‪ :‬أس�ئلة يف عمق املوسيقى‪،‬‬

‫(‪)2‬‬

‫ِ‬ ‫طبقات‬ ‫عظم�ي يتغذّى م�ن‬ ‫هي�كل‬ ‫ٌ‬ ‫ال ُجغرافي�ا‬ ‫ٌّ‬ ‫اللَّحمِ التي تكسوهُ‪ ،‬يك ينمو‪.‬‬ ‫ليس تق ُّد ًما أو تقه ُق ًرا‪:‬‬ ‫‪ ...‬ال ُّنم ُّو تط ُّو ٌر؛ والتَّط ُّو ُر َ‬ ‫التَّط� ُّو ُر حرك� ٌة بال ات ّج�ا ٍه ُم َس�بَّق‪ ،‬وك ُُّل حرك ٍة‬ ‫جامل‪...‬‬ ‫َ‬ ‫(‪)3‬‬

‫الناظم�ة للحي�اة رمب�ا‪ ،‬لسيرها ورتابته�ا‬ ‫وعبثيتها‪ ،‬وأصلها‪" :‬من صنع الربابة األوىل؟‪/‬‬ ‫كيف خطرت عىل بال�ه؟‪ /‬لتفهم ذلك الغريب‪/‬‬ ‫فكّر‪ /‬ماذا تفعل حني ال يكفيك البكاء؟"‪ .‬ومتتد‬ ‫األس�ئلة إىل النهاية‪ ،‬لتضع لها مالمح من بقاء‪:‬‬ ‫"ودا ًعا‪ /‬ال أريد شيئًا‪ /‬سوى أن تجعلوا تابويت‬ ‫ربابةً"‪.‬‬ ‫بقي أن نذكر أن املجموعة صدرت ضمن سلسلة‬ ‫تصدرها دار املتوس�ط باس�م "براءات"‪ ،‬وهي‬ ‫مجموعة إصدارات خاصة بالش�عر‪ ،‬والقصص‬ ‫القصيرة‪ ،‬والنص�وص‪ ،‬أطلقتها ال�دار احتفا ًء‬ ‫بهذه األجناس األدبية‪.‬‬

‫موشور الموت‬

‫فصلٍ غريب‪،‬‬ ‫الساللِمِ الفضِّ يّة لغُيومِ ْ‬ ‫عىل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أمريات يُداف ْع َن عَنِ ال ُق َبلِ‬ ‫ترتس ُم ال ُحدو ُد بأنا ِملِ‬ ‫قِ‬ ‫الستائ ِر الحريريّة‪.‬‬ ‫ب َح ْر‬ ‫َّ‬ ‫حتّ�ى ِ‬ ‫آخ� ِر نف ٍ‬ ‫َ�س يف األغني� ِة تس�تم ُّر الربا ِع ُم‬ ‫بتوريث الحيِّز ألزهارِها‪.‬‬ ‫أستقب ُِل ال َغ َد من دون وهمِ اإللهام‪،‬‬ ‫الس�اعاتُ امل ُرت َّب ُة كالغس�يلِ على ُرفوف الوقت‬ ‫ّ‬ ‫تذبل إ ْن وضَ ْعنا لها خُططًا َمضبوط ًة لالرتداء‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وعىل املدنِ التي يتم َّر ُد فيها الزم ُن‬ ‫جل‪.‬‬ ‫أ ْن تستح َّم عاري ًة بال و َ‬ ‫(‪)4‬‬

‫حفر ٌة مائيّة تتم َّر ُغ فيها ِفيَل ُة التّاريخ‪،‬‬ ‫ال ُجغرافيا ُ‬ ‫ري أع َمى ينت ِق ُم بال ُمس ِّوغات حتّى‬ ‫والتّاري ُخ ضم ٌ‬ ‫من ِ‬ ‫نفس ِه أحيانًا‪..‬‬ ‫البوهيمي‬ ‫س الخن َج ُر‬ ‫االنتقا ُم ال َح َس ُن ه َو أ ْن يُ ْغ َر َ‬ ‫ُّ‬ ‫يس�يل َ‬ ‫ذل�ك ال َّنوع‬ ‫َ‬ ‫يف ظَ ْه� ِر األيديولوجيا‪ ،‬يك‬ ‫الكثي�ف م�ن القيْح‪ ،‬وتُترَ َك قطع�ا ُن حيوانات‬ ‫ُ‬ ‫سادي‪ ،‬وبال ندَمٍ ‪.‬‬ ‫اليقني متوتُ ببط ٍء‬ ‫ٍّ‬ ‫(‪)5‬‬

‫حاصي�ل الحي�ا ِة‬ ‫ُ‬ ‫يف س�وريّة امل ُفي�دة ت ُ�و َد ُع َم‬ ‫الس� َّك ِر الحزين‪:‬‬ ‫كأرسا ٍر خطري ٍة يف آذان َ‬ ‫قص ِب ُّ‬ ‫تحت التَّعذيب‪ ،‬وكان َِت الغاب ُة‬ ‫مات َْت ورد ٌة أُخرى َ‬ ‫ني الل ِ‬ ‫َ‬ ‫تعرف خبرَ ًا‬ ‫ش يك‬ ‫ق�د دف َع ْت مالي َ‬ ‫ّريات ُر ىَ ً‬ ‫ِ‬ ‫واحدًا عنها‪..‬‬ ‫‪ ...‬وح�د ُه العط� ُر امل ُتبقِّ�ي يف َه� ُم دالالت َ‬ ‫تل�ك‬ ‫ِ‬ ‫تلويحات الوداع‪.‬‬ ‫ني أصا ِبعِ‬ ‫ال َّنسائِمِ امل ُرتنِّحة ب َ‬ ‫(‪)6‬‬

‫اللوحة للفنانة السورية رؤيا عيسى‬

‫رغدة حسن‬ ‫يف خض� ِّم الف�وىض التي تجنح له�ا الطبيعة‪،‬‬ ‫نجد إش�عا ًعا ناظًم�اً من قوانني التناس�ب‪ ،‬كام‬ ‫أننا نس�تطيع التنبؤ بكل يشء وقياس�ه بشكل‬ ‫حلق�ات إيقاعيّ�ة‪ ،‬هذا ما قاله صاحب البش�ارة‬ ‫فيثاغورث‪" :‬الكون قائم عىل التناغم بني العدد‬ ‫والنغ�م"‪ .‬وكام ق�ال غاليل�و "الرياضيات هي‬ ‫اللغ�ة التي كتب به�ا الله الك�ون" هل تحققت‬ ‫هذه املقوالت يف س�وريا؟ تناغ�م بني نغم آالت‬ ‫القتل وتع�داد ضحاياها!؟ الحلق�ات اإليقاعية‬ ‫الرتيبة واملنتظمة التي تحارص املدن الس�ورية؟‬ ‫لغة املوت والقتل الجهنمي التي يكتب الله فيها‬ ‫اآلن تاريخ سوريا؟ وأين الله اآلن من كل هذا؟؟‬ ‫أرض ص ّن�اع الحياة الحاملني أق�واس التاريخ‪،‬‬ ‫من ثقب�وا فجوات يف عمق األزمنة واس�تحقوا‬ ‫ج�دارة األبد‪ .‬أرض األل�وان املمزوجة بإيقاعات‬ ‫الحي�اة الكثيفة‪ ،‬ترف الح�رف األول الذي فتح‬ ‫للبرشي�ة فض�اء االكتش�افات األوىل‪ ،‬أرض‬ ‫األس�طورة والحكاي�ات املكتنزة س�ح ًرا‪ ،‬محج‬

‫عشاق املعرفة‪ .‬أرض آلهة البانتيون األوغاريتي؟‬ ‫ه�ل تغلب عليهم "موت" واس�تباح ه�ذا الرثاء‬ ‫املعريف والعمراين والبشري‪ ،‬ليحقق طموحه‬ ‫األزيل يف التغلب عىل الخصوبة والنامء‪.‬‬ ‫أىت "موت" ه�ذه املرة عىل منت الحديد الصلد‪،‬‬ ‫املص ّن�ع يف أروق�ة ساس�ة الع�امل‪ ،‬ليقضي‬ ‫عىل قمحنا املق�اوم لليباب‪ ،‬موس�يقانا العابرة‬ ‫للح�دود‪ ،‬ألوانن�ا املخب�أة يف ش�قوق األواب�د‪،‬‬ ‫ومنب�ت الش�مس‪" .‬موت" املتس�لح مبوش�ور‬ ‫س�حري‪ ،‬كهدية من س�حرة اش�تهروا باخرتاع‬ ‫مس�احيق فتاكة‪ ،‬وأس�لحة تغتال ل�ون الفرح‪،‬‬ ‫عاكس�ا لون‬ ‫ممتص�ا أش�كال الحي�اة وألوانها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫امل�وت والخ�راب‪ ،‬ليصير ه�و اليقين املدرك‪،‬‬ ‫ويتحول الدم ملحربة يخط بها السوري وصاياه‪.‬‬ ‫وإذا استرجعنا رؤيا اإلله "أيل" يف األسطورة‬ ‫األوغاريتي�ة‪" ،‬سنرى أن بعل م�ازال عىل قيد‬ ‫الحي�اة‪ ،‬حينها س�تعود خصوبة األرض‪ ،‬وخري‬ ‫حي حقًا‬ ‫السامء‪ ،‬ويسيل عسل الوديان‪ ،‬أن بعل ٌّ‬ ‫لكنه فق�ط يف براثن موت‪ ،‬امل�وت‪ ،‬يأيت الخرب‬ ‫إىل عناة‪ .‬ويف حال ٍة من الغضب العارم‪ :‬تقبض‬ ‫عىل اإلله موت‪ /‬وتش�قه بشفرة‪ /‬وتهوي عليه‬

‫مبجرف�ة‪ /‬وتحرق�ه بالن�ار‪ /‬وتطحن�ه بحجر‬ ‫الرحى"‪.‬‬ ‫هذا النص األسطوري املفعم باملقاومة‪ ،‬مقاومة‬ ‫املوت ومفرداته وإعادة عجل�ة الحياة للدوران‪،‬‬ ‫ه�ل يصلح أن نعتنقه مث�االً‪ ،‬لتجتمع من جديد‬ ‫آلهة أوغاري�ت يف لغة واحدة ضد قانون املوت‬ ‫وسيادة القتل واإللغاء؟‬ ‫أغل�ب العلماء والفالس�فة القدام�ى نج�د يف‬ ‫سيرتهم الذاتية أنهم زاروا أرض سوريا‪ .‬هاموا‬ ‫أساس�ا‬ ‫عش�قًا يف أوابده�ا‪ ،‬واس�تلهموا منها‬ ‫ً‬ ‫ملعارفهم‪ ،‬وتقاطع�ت فرضياتهم مع ما وجدوه‬ ‫م�ن لق�ى فري�دة يف إرثه�ا‪ ،‬وما يثب�ت صحة‬ ‫مقوالتهم‪ .‬فهل ستتمكن آلهة أوغاريت الجديدة‪،‬‬ ‫التي ثارت السرتجاع الحياة يف سوريا‪ ،‬من ص ّد‬ ‫هجوم موشور املوت؟‬ ‫هن�اك مقولة متوارث�ة عرب األزمنة‪ ،‬ب�أن اآللهة‬ ‫كانت تغني بش�كل جامعي حتى تش�كل جدا ًرا‬ ‫مني ًع�ا يحم�ي عوامله�م ويس�تحرض الف�رح‬ ‫مفاتي�ح يف هذه املقولة‬ ‫والخصوب�ة‪ ،‬وقد نجد‬ ‫َ‬ ‫تق�ود "آله�ة أوغاريت الج�دد" للحل يف وقف‬ ‫املوت يف بالدنا‪.‬‬

‫ق�د تك�و ُن س�وريّة امل ُفيدة امل َن�ا ُم ال�ذي تمُ ِّزقُ ُه‬ ‫الطَّعن�اتُ الشرَّ ِهة‪ ،‬لك َّن ُه يتك� َّر ُر ك َُّل يومٍ ُمح َّمالً‬ ‫ِ‬ ‫بالح ْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫مالبس العيد‪َ ..‬منذو ًرا‬ ‫يل عىل‬ ‫ص الطُّف�و ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫حدود‬ ‫أقىص‬ ‫إىل‬ ‫ث‬ ‫الوا‬ ‫ك‬ ‫والشَّ‬ ‫ر‬ ‫�اخ‬ ‫الس‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫قِ‬ ‫للتَّن ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ال َّنظاف�ة الخ�ام والع َب�ث باألقف�ال والتَّج�ا ُوز‬ ‫يل‪..‬‬ ‫َ‬ ‫العس ّ‬ ‫جيْ ِب‬ ‫ق�د تكو ُن س�وريّة امل ُفي�دة (الشِّ �يك) يف َ‬ ‫الصعب� ُة التي‬ ‫ف ّزاع� ٍة تُلق�ي ِخطابً�ا‪ ،‬وال ِعمل� ُة َّ‬ ‫ه�ي فق�ط الغُب�ا ُر امل ُتطايِ� ُر يف‬ ‫يُ َ‬ ‫صر ُف به�ا َ‬ ‫عشوائيّات الحنني‪..‬‬ ‫ني الخار َِج‬ ‫ق�د تكو ُن س�وريّة امل ُفيدة األوكس�ج َ‬ ‫مدى بال‬ ‫من زنزان ِة بالونٍ ُمنفجِ�ر‪ ،‬والعائِ َد إىل ً‬ ‫نهاية‪..‬‬ ‫(‪)7‬‬

‫الص ْم ُت امل َدي ُد ل ُعقو ٍد‬ ‫جني َّ‬ ‫ل ْن يستد ِر َ‬ ‫إىل إغوا ِء كلم ٍة ِ‬ ‫واحدة ال ت ُش ِب ُه ِ‬ ‫عاصفة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫األسالك الشّ ائِكة‬ ‫ري ضاحي ُة‬ ‫ينبغي حتماً أ ْن تط َ‬ ‫َّ�ل َمنب�وذ ًة‬ ‫الص ِدئ�ة تتحل ُ‬ ‫وتترُ َك ُجذو َره�ا َّ‬ ‫ُراب نفَضَ تْ ُه َمزروعات ُ ُه‬ ‫ني بامل ُؤبَّ ِد يف ت ٍ‬ ‫كامل َحكوم َ‬ ‫عن أجسا ِدها‪ ،‬وهربَ ْت‪..‬‬ ‫(‪)8‬‬

‫كأب ل ُه ولَ ٌد وحيد‪.‬‬ ‫سأُد�ل ِّ ُل امل َفاهي َم ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫رسع من الربق‬ ‫أ‬ ‫لات‬ ‫ج‬ ‫ع‬ ‫عريف�ات‬ ‫س�أص َن ُع للتَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الص ِ‬ ‫ُ‬ ‫اخبة‪.‬‬ ‫وه َو‬ ‫يعزف عىل الشرُّ فات وعو َد ُه ّ‬ ‫ِ‬ ‫ول ْن أبخ َ​َل عىل الد ِ‬ ‫قفزات أرانب‬ ‫بأراجيح أو‬ ‫َّالالت‬ ‫َ‬ ‫خس ال يُنا ِز ُعها علي ِه أحد‪.‬‬ ‫ف ِر َ‬ ‫حة يف حقلِ ٍّ‬ ‫ؤس ُس سوريّة امل ُفيدة‪ ،‬ومن سيسألُني عن‬ ‫هكذا‪ :‬سأُ ِّ‬ ‫الوقائعي وامل ُتخيَّل‪ ،‬سأحرقُ ل ُه َمجازايت‬ ‫ني‬ ‫الفرق ب َ‬ ‫ّ‬ ‫كا ِمل ًة يك يتدفَّأ بأورا ِقها يف أ َّو ِل شتا ٍء قا ِدم‪.‬‬ ‫(‪)9‬‬

‫س�وريّة امل ُفيدة تتعينَّ ُ يف القلَ�قِ حينام يُجف ُِّف‬

‫امل ُستنق َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫كشمس متّوز‪.‬‬ ‫اآلس َن‬ ‫ِي أوال ُد ُعموم� ِة‬ ‫ر‬ ‫�ا‬ ‫وري‬ ‫الضّ �ا ُّر‬ ‫والّض�رّ‬ ‫والضّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫تكشف وال تُفيض إىل أجوِبة‪.‬‬ ‫األسئل ِة التي‬ ‫ُ‬ ‫يكتف�ي بذاتِ ِه‪ ،‬واألوطا ُن‬ ‫ال غاي�ة لل َمعنى إلاّ أ ْن‬ ‫َ‬ ‫من فصيل ِت ِه األصليّة‪.‬‬ ‫(‪)10‬‬

‫الصرِّ ا ُع يُط ِّه ُر‪..‬‬ ‫ينفثُ امل َحمو َد وامل َذمو َم يف ك ُِّل يشء‪.‬‬ ‫تجس ٍ‬ ‫يئ‪ :‬وما‬ ‫يئ لصيق ُة ُّ‬ ‫�س عىل غريِ امل َ�ر ِّ‬ ‫امل َ�ر ُّ‬ ‫الساس�ةُ‪ ،‬تغ�د ُر ِب ِه ال�ذَّواتُ التي مل‬ ‫يُخطِّ ُط ل ُه ّ‬ ‫يحسب حسابَها أحد‪.‬‬ ‫يف‬ ‫يف الها ِم ِش مرك ٌز أيضً �ا يتفك َُّك تفك َُّك ّ‬ ‫الصو ِّ‬ ‫ح ّرة‪.‬‬ ‫يف رقص ٍة ُ‬ ‫(‪)11‬‬

‫يرشب إلاّ من‬ ‫ُقس�م لُعب ٌة ُمملّة مل َ� ْن ال‬ ‫تقس�ي ُم امل َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫رأس ال ُينبوع‪.‬‬ ‫ال ُكليِّ ُّ لسا ٌن َممدو ٌد يه َزأُ من ثق ِة ال ّرا ِهنِ امل ُتح ِّول‬ ‫وثرثراتِ ِه‪.‬‬ ‫ال� ُكليِّ ُّ حرك� ُة تك�را ٍر تتب�اد َُل فيه�ا الجه�اتُ‬ ‫ُ‬ ‫االختالف‪ ،‬وال ينضب‪.‬‬ ‫َموا ِق َعها‪ ،‬فال يكت ِم ُل‬ ‫(‪)12‬‬

‫ني س�وريّة امل ُفيدة وس�وريّة امل ُؤذية‬ ‫ما يج َم ُع ب َ‬ ‫�ي ث ُنائيّة؛ إنمَّ ا فَج�وة جدَليّة‬ ‫أنَّ ُهما ليس�تا قطبَ ْ‬ ‫الس ِ‬ ‫احر األليم‪.‬‬ ‫لالنبثاق ّ‬ ‫فليح�دث م�ا ينبغ�ي أ ْن يح�دث‪ ،‬وأنا س�أتا ِب ُع‬ ‫�ت‬ ‫ليس ْ‬ ‫تغ� ُّزيل بعين ْي ِك حتّى َمطلع الفجر‪ :‬هذ ِه َ‬ ‫أعمل يو ًم�ا ُمر ِّم َم‬ ‫يوتوبيا ي�ا حبيبتي‪ ،‬فأن�ا مل ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ستحيالت‪..‬‬ ‫ُم‬ ‫ه�ذا هُبو ُ‬ ‫الغي�ب لتصح َو‬ ‫ط الغَيبوب� ِة من ُعلِّيّة‬ ‫ِ‬ ‫َمفاتِ ُن ال ُعدوان ّية‪ ،‬ث ُ َّم تخمد‪.‬‬ ‫يا حبيبتي‪ :‬ك ُُّل َمجهو ٍل عد ٌّو خلاّ ق‪.‬‬ ‫(‪)13‬‬

‫رش‪:‬‬ ‫أيُّها ال ُجنو ُن الوبا ُّ‬ ‫يئ امل َعصو ُم عن الخَري وال ّ‬ ‫ِ‬ ‫َس�افات االفرتاضيّ�ة امل َفتوحة بال‬ ‫هل يل يف امل‬ ‫ُس ِ‬ ‫بعض هفوات االقرتاب‪..‬؟!!‬ ‫لطات تَ َحكُّمٍ قَبْلِيّة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تحتال دامئًا عىل أحالمِ الضَّ و ِء‬ ‫ِس امل َريرة‬ ‫ال َهواج ُ‬ ‫جريب دوا ُء السرَّ اب‪.‬‬ ‫بشمع ٍة قنوعة‪ ،‬والتَّ‬ ‫ُ‬ ‫ال ِ‬ ‫آخ َر لألقدا ِر يف أقدامٍ ُمتوث ِّبة كال ّريح‪.‬‬ ‫(‪)14‬‬

‫ٍ‬ ‫�ف‪ :‬الوجو ُد‬ ‫تعري�ف‬ ‫ك ُّل‬ ‫تواصليِ ٍّ لألوطانِ زائِ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫وح�د ُه يُح� ِّر ُر اللُّغ َة من تدوي ِنها على ال ُجدران‬ ‫ِ‬ ‫اآلرمات التي أك َ​َل حوافَّها العثُّ ‪..‬‬ ‫الكهل ِة‪ ،‬أو عىل‬ ‫رب ِ‬ ‫يأس ب�ا ِذخٌ‪ ،‬وعد ُم َمعرف� ِة قَ ِ‬ ‫امليت‬ ‫التَّحني� ُط ٌ‬ ‫�ل يُ ِ‬ ‫وين�زاح حا ِمالً عىل‬ ‫�ل ك َُّل لحظ� ٍة‪،‬‬ ‫خلخ ُ‬ ‫أ َم ٌ‬ ‫ُ‬ ‫خل�ق ويُولِّ ُد يف ُع ْمقِ‬ ‫قُرونِ بالغ ِت ِه الش�اذّة ما يَ ُ‬ ‫اجيدي‪..‬‬ ‫الترَّ‬ ‫ّ‬ ‫(‪)15‬‬

‫قلوب‪ :‬رغب ٌة خرق�اء مل َ ْن مل‬ ‫تواص ٌ‬ ‫القطيع� ُة‬ ‫ُ‬ ‫�ل َم ٌ‬ ‫كيف‬ ‫يكابِد التباس�ات الله الكُبرى‪ ،‬ومل يتعلَّم َ‬ ‫يحيا يف َم ِ‬ ‫فازات الزيَغان امل ُنهِك‪..‬‬ ‫(‪)16‬‬

‫سوريّة امل ُفيدة طو ُع بنانِ امل ُوا َربة‪.‬‬ ‫الغريب على تفري�غِ الحدائِقِ ِمن‬ ‫ت�د َّر ْب أيُّه�ا‬ ‫ُ‬ ‫لدرب أج َوف‪.‬‬ ‫ُعشّ اقٍ التزموا بالخ ِّط امل ُستقيم‬ ‫ٍ‬ ‫ت�د َّر ْب عىل االلتزامِ بال ِّنس�يانِ األصي�لِ كخيان ٍة‬ ‫خالِد ٍة تحو ُز وطَ ًنا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ح� ْرقِ الفضَ الت‬ ‫ة‬ ‫بوقاح�‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫يب�‬ ‫بن�ا ُء األوط�ان‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الصوتيّة امل ُتكدِّسة عىل امتداد ال ُعصور‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫(‪)17‬‬

‫ِ‬ ‫جدوى من هذيانِ‬ ‫امتالك التّاريخ‪ ،‬فال حقيبة‬ ‫ال َ‬ ‫تتَّ ِس ُع لتثاؤباتِ ِه املَرِحة‪.‬‬ ‫ه� َو حيوا ٌن قَصيِ ٌّ يفرت ُِس ِظاللَ� ُه امل ُتجدِّد َة كُلَّام‬ ‫ج�ا َع يف بَراري� ِه الشّ ِ‬ ‫اس�ع ِة امل ُبا ِغت�ة‪ :‬عىل هذا‬ ‫ال َّن ْح ِو أُع ِّر ُف سوريّة امل ُفيدة‪ ،‬وهذ ِه ُه ِويَّتي‪...‬‬ ‫(‪)18‬‬

‫االنش�طا ُر ف� ُّن امل ُغا ِم�رِ‪ ،‬وامل ُصافَح�اتُ ال ُح� َّر ُة‬ ‫يئ لق ّن ِ‬ ‫اله�د ُ‬ ‫�اص ال َجما ِل يف ِم ْح َن� ِة‬ ‫َف ال ِّنه�ا ُّ‬ ‫سوريّة امل ُفيدة‪.‬‬


‫باب أرابيسك‬

‫العدد ‪ | 11‬كانون األول ‪Dezember • 2016‬‬

‫سأخبرك‬ ‫فرح يوسف‬ ‫يأيت عىل كل فتاة وقت تحتاج فيه الس�تعراض‬ ‫مهاراته�ا يف ف�ن اإلنش�اءات األنثوي�ة‪ ،‬يف‬ ‫ه�ذه األوقات تش�عر بج�دوى كل الفيديوهات‬ ‫التعليمي�ة الت�ي ش�اهدتها ومل تج ّربه�ا بع�د‪،‬‬ ‫وتش�عر بقيمة إنفاق نصف دخله�ا عىل دورة‬ ‫التجمي�ل حتى إن مل تج ّرب بعد أيًّا من التقنيات‬ ‫التي تعلّمتها‪.‬‬ ‫أي�ن سترتدي فتاة مثلي طبقات س�ميكة من‬ ‫مس�احيق التجمي�ل لتحص�ل على "املظه�ر‬ ‫َ‬ ‫عش�ت س�نني‬ ‫أخبرك أنن�ي‬ ‫الطبيع�ي"؟؟ أمل‬ ‫ُ‬ ‫ب�كل هولها‪ ،‬ونزعت مس�احيق‬ ‫ّ‬ ‫خمس�ا‬ ‫الحرب‬ ‫ً‬ ‫الوجه حدادًا مرتني؟؟‬ ‫حسناً س�أخربك‪ ،‬أنا فرح‪ ،‬عش�ت سنني الحرب‬ ‫ونزعت مس�احيق الوجه‬ ‫ب�كل هوله�ا‪،‬‬ ‫خمس�ا ّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫حدادًا مرتني‪ ..‬لنعد اآلن إىل موضوعنا‪.‬‬ ‫تزامن وص�ويل إىل أوروبا مع عي�د الهالوين‪،‬‬ ‫وتأكّدت حقيقة أ ّن للقدر هواية "مجاكريت"‪.‬‬ ‫كمحاول�ة لالندم�اج ش�اركت يف االحتف�االت‪،‬‬ ‫وكأوروبي�ة لطيف�ة خرج�ت ألم�ارس تس� ّوق‬ ‫"العي�د"‪ ،‬إلاّ أ ّن ال�زي ال�ذي اخرتت�ه مل يك�ن‬ ‫مزي ًن�ا بكلم�ة "‪ ،"sale‬رصخ خ�واء محفظتي‬ ‫يف وجهي‪ ،‬ومل تس�كت حت�ى أعادتني مجربة‬ ‫إىل املنزل‪.‬‬ ‫جلس�ت أم�ام امل�رآة‪ ،‬ف�ردت غنامئ�ي‪ ،‬وبدأت‬ ‫بطبقة س�ميكة من خايف العي�وب حول عيني‪،‬‬ ‫يف محاول�ة إلقصاء املغارتني املعتمتني أس�فل‬ ‫عين�ي م�ن ال�زي‪ ،‬طبق�ة م�ن كريم األس�اس‬ ‫ال�وردي‪ ،‬هذا الش�حوب الجنائزي لي�س جز ًءا‬ ‫م�ن املظه�ر املطلوب أيضً �ا‪ ،‬الكثري م�ن أحمر‬ ‫وصف‬ ‫الخدود لتفاحتي خدّين غري مسمومتني‪،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫م�ن األظافر الصناعية لتغلق فم الوش�اية‪ ،‬هذه‬ ‫األظاف�ر املقضوم�ة تش�به نهاية إصب�ع اتهام‬ ‫ريا جينز ممزق يسمح لهواء كانون‬ ‫س�مج‪ ،‬وأخ ً‬ ‫أن يسرح وميرح‪ ،‬وكنزة س�وداء رقيقة تش�به‬ ‫قليالً مالبس حدادي‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫أطفال صاخب�ون‪des" :‬‬ ‫طرق�ات عىل الب�اب‪،‬‬ ‫‪ .."??bonbons ou on sort‬حلوى أو لعنة؟؟‬ ‫يصب‬ ‫مل�اذا مل يطلب امل�وت "تحليته" قب�ل أن‬ ‫ّ‬ ‫علينا لعناته يف بالدي؟؟‬ ‫يف "سبايدر مان" الصغري مبالمح العب‬ ‫يحدّق ّ‬

‫بوكر متمرس‪ ،‬وتس�كت "س�نو واي�ت" متا ًما‪،‬‬ ‫أعطيه�م الحل�وى وأدرك أ ّن ه�ذه الكارثة التي‬ ‫أحدثتها يف ميزانيتي مل ِ‬ ‫تكف‪ ،‬ما يزال مظهري‬ ‫مرعبًا أكرث من املطلوب‪.‬‬ ‫أع�ود إىل امل�رآة‪ ،‬ما زال�ت اللي�ايل الطويلة من‬ ‫األرق بادي�ةً‪ ،‬مل أنجح بإخف�اء انتظاري لطيار‬ ‫يض�ل طريقه ع�ن أطفال‬ ‫ّ‬ ‫"متقّ�ل بالف�ودكا"‬ ‫بالدي ويج�يء بحمولته إىل حيث أنا‪ ،‬ومازالت‬ ‫فوبيا الربد ته ّزين‪ ،‬أشعر بالربد حتى وأنا أذوب‬ ‫كمنحوت�ة جليدية بائس�ة يف آب‪ ،‬ومازال وقع‬ ‫رضا يف شحويب‪.‬‬ ‫أخبار الصباح حا ً‬ ‫هل يعلم العامل أ ّن شابًا يف بالدي تنكّر بجثة يف‬ ‫مرشحة كلية الطب ليفاجئ أخته يف الهالوين؟‬ ‫هل يعلم العامل أن املزحة كانت ستبدو مضحكة‬ ‫ل�و أنّه�ا كانت مزح�ة بالفع�ل؟ مل�اذا ال يقوم‬ ‫األموات يف بالدي ككل "الزومبي"؟‬ ‫عليك أن تعذر تش�تتي‪ ،‬فعىل الرغم من مت ّريس‬ ‫ل�ـ ‪ 1825‬ي�ومٍ على "الهالوي�ن" يف بالدي‬ ‫يبدو ه�ذا اليوم صع ًبا يف ه�ذه البالد‪ ،‬ما زلت‬ ‫أرى ل�ون ال�دم عىل ش�فاهي‪ ،‬حس� ًنا لنعتربه‬ ‫جز ًءا من املظهر املطلوب‪ ،‬فتاة عادية يف مس�اء‬ ‫خريف�ي يف أوروبا‪ ،‬بإمكاين العمل مع ش�فاه‬ ‫حمراء‪ ،‬طبقة من الروج النبيذي الداكن‪ ،‬محاولة‬ ‫واثنتان لف�رد ظهري‪ ،‬محاول�ة واثنتان وثالثة‬ ‫البتسامة وادعة‪ ،‬وطرقات الباب‪:‬‬ ‫"‪ .. " ??Des bonbons ou on sort‬الحل�وى‬ ‫أو اللعنة؟؟‬ ‫مج�ددًا‪ ،‬ملاذا مل يطلب امل�وت "تحليته" قبل أن‬ ‫يصب علينا لعناته يف بالدي؟‬ ‫ّ‬ ‫يأخ�ذ "بامت�ان" الحل�وى‪ ،‬تبتس�م اليقطين�ة‬ ‫الت�ي ال تعرف بعد حواج�ز اللغة‪ ،‬تأخذ حلواها‬ ‫وتعانقني‪ ،‬تدور سندريال ضاحكة حول نفسها‬ ‫عدة مرات وتشكرين‪.‬‬ ‫أميل عليها‪ ،‬وأهمس‪" :‬أن�ت جميلة جدًا‪ ..‬أجمل‬ ‫من أي سندريال"‬ ‫وبه�ذا يكتم�ل تنكري‪ ،‬فت�اة عادية يف مس�اء‬ ‫خريف�ي يف أوروب�ا‪ ،‬فت�اة عادي�ة يف مس�اء‬ ‫خريفي يف أوروبا قادرة أيضً ا عىل اإلحس�اس‬ ‫بالجامل‪ ،‬نعم‪ ،‬قادرة عىل اإلحساس‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫قصائد من فلسطين‬ ‫نمر سعدي‬ ‫السامري أنا‬ ‫ُّ‬

‫ف�كل م�ن‬ ‫ُّ‬ ‫مس�اس‪،‬‬ ‫الس�امري أن�ا وأرصخُ‪ :‬ال‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫خشب‬ ‫يدي‪ ،‬وس� َّمروا قلبي عىل‬ ‫ِ‬ ‫أحببتهم خانوا َّ‬ ‫ِ‬ ‫الخريف بال بنفس�ج ٍة‪،‬‬ ‫الصليب‪ ،‬وأفردوين يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالرصاص‪ ،‬إىل أغاين‬ ‫خ‬ ‫وأهدوا آخ َر الدمعِ املف َّخ ِ‬ ‫وقت يك أعو َد من اش�تعا ِل‬ ‫البدوِ‪ ،‬هل س�يكو ُن ٌ‬ ‫بنحيب لوركا؟‬ ‫بالعشب املغطَّى يف الضحى‬ ‫املا ِء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ني‬ ‫وه�ي تكا ُد‬ ‫الصبَّا ِر‬ ‫أو‬ ‫تغرق ب َ‬ ‫ألس�حب زهر َة ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الجفاف؟‬ ‫أظفا ِر‬ ‫قل�ب ش�اعريت املصاب� ِة بالكآب� ِة‬ ‫ويك أُداوي‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫أعراض القوايف؟‬ ‫وكل‬ ‫الشاعري‪ِّ ،‬‬ ‫والفصامِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫الخريف لنسو ٍة‬ ‫وقت يك أُر ِّد َد يف‬ ‫آ ِه هل سيكو ُن ٌ‬ ‫ز َّوج َن نايايت لقه ِر الزمهريرِ‪ :‬اغمضنها بأيب ‪-‬‬ ‫نت أجفاين‪ ،‬ألسم َع‬ ‫أوديت‬ ‫إذا‬ ‫ُ‬ ‫مغرتب الهوى ‪ -‬أن َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫رص‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ح�ويل‪،‬‬ ‫من‬ ‫الدوري‬ ‫ر‬ ‫الطائ‬ ‫سقس�قات‬ ‫ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫القصائد‪ ،‬أو‬ ‫ذهب‬ ‫َي‬ ‫أنثاي م�ن ِ‬ ‫َ‬ ‫ما يش� ُّع عىل يد ْ‬ ‫ِ‬ ‫ساموات القطيف ِة والحاممِ ؟‬ ‫وتلك نب�وءيت األوىل‪ُ ،‬‬ ‫الس�امري أنا َ‬ ‫أقول لقُبل ٍة‬ ‫ُّ‬ ‫حجريَّ� ٍة يف الس�ورِ‪ :‬ك�وين ورديت أو م�ا َء‬ ‫صلص�ايل‪ ،‬ون�ا َر غوايت�ي البيض�ا َء يف وجعِ‬ ‫َ‬ ‫وتل�ك أوابدي وطريقتي‬ ‫الس�امري أنا‪،‬‬ ‫الرخامِ ‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫والرعوي يف‬ ‫يف‬ ‫ِّ‬ ‫بتتبُّعِ األشيا ِء‪ ،‬أو برثائها الصو ِّ‬ ‫ليلِ املنايف‪...‬‬ ‫***‬ ‫ُ‬ ‫أرق أكتوبر‬

‫أكتوب� ُر‪ُ ،‬‬ ‫الن�اي‪ ،‬رائح ُة الحننيِ‪،‬‬ ‫النظيف‪،‬‬ ‫األرق‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الظ�ل منش�طرا ً إىل جس�دينِ ‪ ،‬ليم�و ُن التأ ُّملِ ‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قوس‬ ‫‪،‬‬ ‫ء‬ ‫الضو‬ ‫ر‬ ‫بانكس�ا‬ ‫َّى‬ ‫ط‬ ‫ُغ‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫العش�ب‬ ‫ة‬ ‫ُ‬ ‫حرس‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ظهير ٍة يف الرشف� ِة الزرقا ِء‪ ،‬ص�وتُ الربتقالِ‪،‬‬ ‫اب‪ ،‬امله ُد‬ ‫ُ‬ ‫أوائ�ل التكوينِ ‪ ،‬آخ�ر ُة القرنفلِ والسر ِ‬ ‫وامل�ا ُء املع�ذ َُّب‪ ،‬ن�زو ٌة عاديَّ� ٌة أكتوب� ُر‪ ،‬النعنا ُع‬ ‫الخفي�ف‪ ،‬أظاف� ُر الح َّن�ا ِء‪ ،‬مس�ق ُط‬ ‫والنم�ش‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫مثل أش� َّع ٍة‬ ‫يصب َ‬ ‫ني‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫الزيتو‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫أكتوب‬ ‫دمعتي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫عطريَّ� ٍة يف ملس� ٍة ام�رأ ٍة ويف العينينِ‪ ،‬معنى‬ ‫رؤاي أوس� َع‪ ،‬والعب�ار ُة قُبل� ًة عميا َء‬ ‫ير‬ ‫َ‬ ‫أن تص َ‬ ‫ضيِّقةً‪ ،‬وصلصاالً يعي ُد تش�ك َ​َّل األشيا ِء يف امرأ ٍة‬ ‫وعاشقها‪...‬‬

‫***‬ ‫التخاطب‬ ‫أخطئ في‬ ‫زلت‬ ‫ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬

‫زلت أُ‬ ‫ني‬ ‫خط�ئ يف‬ ‫ِ‬ ‫ال ُ‬ ‫ني مفردتنيِ‪ ،‬ب َ‬ ‫التخاطب ب َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الفراش�ات‬ ‫الروح�ي أو ول ِه‬ ‫قصي�د ٍة بهشاش� ِة‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ني صديق� ٍة بصالب ِة‬ ‫العطاش بآخ� ِر املعنى‪ ،‬وب َ‬ ‫الف�وال ِذ والح َج� ِر ال�ذي مييش كم�ن يف حلم ِه‬ ‫يطفو‪ ،‬أخ� ُّط قصيد ًة بدمي وأُ‬ ‫خط�ئ‪ ،‬ث َّم أنىس‬ ‫ُ‬ ‫فعلت بج� َّر ِة الس� َه ِر املؤ َّرقِ أو مب�رآ ِة الندا ِء‬ ‫م�ا‬ ‫ُ‬ ‫ش�قائق‬ ‫مقلتي‬ ‫قت عن‬ ‫الرنجيس إىل الورا ِء‪ ،‬تفتَّ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫القلب‪ :‬هل يكفي لهاوي ٍة‬ ‫لعابرات‬ ‫قلت‬ ‫ِ‬ ‫النسيانِ ‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫قلت‬ ‫من‬ ‫اللعنات خي ٌط واح ٌد ليج َّرها عني بعيدا ً؟ ُ‬ ‫املوس�مي‬ ‫ء‬ ‫الرثا‬ ‫يغفو‬ ‫ريثام‬ ‫انتظرين‬ ‫للش� َجرِ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫على الغصونِ ‪ ،‬كأن ُه يبدو حقيق َّي�اً أمامي حز ُن‬ ‫ري طل�عِ الرملِ يف‬ ‫ه�ذا الليلِ ‪ ،‬لك�ن لن أُصد َِّق غ َ‬ ‫ليلِ‬ ‫الذئاب‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫***‬

‫قمر من َّ‬ ‫الحناء‬ ‫ٌ‬

‫ليل‬ ‫تبرح امل�رىس‪ ،‬ويا ُ‬ ‫ك� ْن يا نها ُر س�فين ًة ال‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ابتع ْد َ‬ ‫ح َك‬ ‫وحدك يف‬ ‫ألراك‬ ‫عباءات النسا ِء‪ ،‬وضو ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الغموض‬ ‫ألن�زل كالفتا ِة م�ن‬ ‫األب�دي يُغرين�ي‬ ‫ُّ‬ ‫للمنف�ي‪ :‬ال تحز ْن‬ ‫ُلت‬ ‫الزئبق�ي إىل الحديق�ة‪ ،‬ق ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ري‬ ‫فقلبي قُل ٌَّب‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وفتحت ش� َّب َاك القصيد ِة يك تط َ‬ ‫أيائ�ل املعنى بال ٍ‬ ‫يأس‪ ،‬فك ْن يل ي�ا نها ُر محار ًة‬ ‫ُ‬ ‫الغي�ب‪ ،‬ك ْن حج� َر الدم�و ِع عىل‬ ‫م�ن كيمي�ا ِء‬ ‫ِ‬ ‫يصب‬ ‫ني‬ ‫الضلوعِ‪ ،‬وش�هق َة الغجريَّ ِة السمرا ِء ح َ‬ ‫ُّ‬ ‫ينبت يف دمي‬ ‫يف خصالتها قم� ٌر من الح َّن�ا ِء‪ُ ،‬‬ ‫كي أُ َ‬ ‫سر َ‬ ‫مللمك‪،‬‬ ‫فوق امليا ِه ل ْ‬ ‫مط� ٌر‪ ،‬ويا ُّ‬ ‫ظل انك ْ‬ ‫ِ‬ ‫سر حتى‬ ‫وانك‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫األقحوان‬ ‫مث�ل‬ ‫َ‬ ‫لته�ب‬ ‫سر‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫انك ْ‬ ‫تُذ ِّر َ‬ ‫تهب من أقىص اشتهايئ‪...‬‬ ‫يك‬ ‫ُ‬ ‫الرياح ُّ‬ ‫***‬ ‫مجاز‬

‫ِ‬ ‫مجازا ً ُ‬ ‫شديد السوا ِد‬ ‫تقول‪ :‬إذا اكت َّظ رأيس بور ٍد‬ ‫ني َ‬ ‫يديك‪..‬‬ ‫سأُلقي ِه ب َ‬ ‫النوارس يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫مجازا ً ُ‬ ‫البيت‪،‬‬ ‫نس�يت طع�ا َم‬ ‫أقول‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫نس�يت‪،‬‬ ‫قمح السما ِء‬ ‫ُ‬ ‫واملا َء يف الغيم ِة األنثويَّ ِة‪َ ،‬‬ ‫كن�ت على ع َج�لٍ من‬ ‫وعصف�وريت الذهب َّي�ةَ‪،‬‬ ‫ُ‬

‫بنفيس‬ ‫حنين�ي‪ ،‬أُر ِّم� ُم تنهيد ًة بش�فاهي ألنجو‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫بالتوت‪،‬‬ ‫خ‬ ‫أو بقمييص الذي قُ َّد م�ن قُبَلٍ وامللطَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫القصائد واحد ًة‬ ‫كن�ت عىل أملٍ مل يج ْد بقع ًة يف‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ملوارا ِة يأيس‪ ،‬وم�ن دونِ‬ ‫تركتك نامئ ًة يف‬ ‫قصد‬ ‫القطارِ‪ِ ،‬‬ ‫لست أعرفها وابتعدتُ ‪.‬‬ ‫كأنك سيِّد ٌة ُ‬ ‫***‬ ‫عينان ساحرتان‬

‫عين�انِ س�احرتانِ ‪ ،‬زيتون َّيت�انِ ‪ ،‬حزينت�انِ ‪،‬‬ ‫عميقت�انِ ‪ ،‬تحدِّق�انِ‬ ‫بكوك�ب يه�وي إىل عدَمٍ ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ف�وق بحير ٍة زرق�ا َء مغمضتينِ‪،‬‬ ‫ني‬ ‫كرنجس�ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫والعسلِ‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫املا‬ ‫فوق‬ ‫ني‬ ‫ِ‬ ‫رت‬ ‫م‬ ‫مس‬ ‫قلبي‪،‬‬ ‫يف‬ ‫ني‬ ‫طافيت ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫قلت‪ِ :‬‬ ‫والخل‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ملأت جرحي بالندى‬ ‫أنت‬ ‫ح‪ُ ،‬‬ ‫اململَّ ِ‬ ‫الثياب املخمل َّي� ِة ِ‬ ‫ِ‬ ‫عنك‪ ،‬هل‬ ‫نضوت أزه�ا َر‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫حي َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نصف الدم�و ِع عىل عبريِ‬ ‫بالش�وك أو‬ ‫أغويتني‬ ‫الربتقال ِة عندما فسرَّ ِت عاطفتي برائح ِة الغاممِ ؟‬ ‫ِ‬ ‫يف آلخ ِر الدني�ا وأ َّو ِل نزو ٍة‬ ‫َ‬ ‫أخ�ذت‬ ‫وهل‬ ‫الطفل َّ‬ ‫َ‬ ‫يئ‬ ‫الشتا‬ ‫العش�ب‬ ‫ة‬ ‫ابن‬ ‫يا‬ ‫؟‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫املج‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫كالف‬ ‫ء‬ ‫بيضا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫شبح‬ ‫الظال ُم كأن ُه أعمى يقو ُد دمي إىل معناهُ‪ ،‬أو ٌ‬ ‫ير ِّد ُد يل صدى ( عينانِ س�احرتانِ ‪ ،‬زيتون َّيتانِ ‪،‬‬ ‫حزينتانِ ‪ ،‬عميقتانِ ‪ ،‬تحدِّقانِ‬ ‫بكوكب يهوي إىل‬ ‫ٍ‬ ‫عدَمٍ )‪..‬‬ ‫***‬

‫نداء الملح‬ ‫ُ‬

‫يف َ‬ ‫ذل�ك اللي�لِ الش�بي ِه بنش�و ٍة مطويَّ� ٍة َ‬ ‫فوق‬ ‫رأيت‬ ‫الرسيرِ‪ ،‬وبالس�واحلِ يف بال ِد اللازور ِد‪ُ ،‬‬ ‫عاشق ًة مي ِّر ُر ش�اع ٌر ي َد ُه عىل أوتارها‪ ،‬يف حزنِ‬ ‫األبدي المرأ ٍة تخضِّ ُب‬ ‫ريلكة كانَ‪ ،‬أو يف ش�وق ِه‬ ‫ِّ‬ ‫ظه َره�ا غيت�ار ٌة غجريَّ�ةٌ‪ ،‬وينا ُم َ‬ ‫فوق وس�ادها‬ ‫يسل منها الظبيةَ‪،‬‬ ‫قمرانِ ‪ ،‬كادتْ أن ته َّم ب ِه وكا َد ُّ‬ ‫األفعى‪ ،‬الحاممةَ‪ ،‬والفراش�ةَ‪ ،‬والس�حابةَ‪ ،‬لوع َة‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫جس�د الكمانِ ‪ ،‬القطَّ َة‬ ‫احرتاق املا ِء يف‬ ‫الن�اي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ويطلق قلبَ ُه يف ش�كلِ قندي�لِ البحا ِر‬ ‫األحلى‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ير يف ٍ‬ ‫أب�د‪ ،‬ليتب� َع عط َره�ا يف َ‬ ‫ذل�ك الليلِ‬ ‫يط ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الغريب أو الش�بيه بنشوة مطويَّة َ‬ ‫فوق الرسيرِ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الالنداي‪ ،‬هل من خصل ٍة‬ ‫كقصائد‬ ‫كقبل ٍة منسيَّ ٍة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سينبلج النهار؟‬ ‫دمنا‬ ‫يف‬ ‫ح‬ ‫املل‬ ‫ء‬ ‫ندا‬ ‫ورديَّ ٍة‪ ،‬أم من‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫***‬

‫بين اإلله المفقود والجسد المستعاد‬ ‫نيرمينة الرفاعي‬ ‫يناق�ش كت�اب "بين اإلل�ه املفق�ود والجس�د‬ ‫املستعاد" الصادر عن بيت املواطن يف صفحاته‬ ‫ال�ـ ‪ 154‬اختالف�ات مدل�والت كلم�ة الل�ه يف‬ ‫الواقع الس�وري الراهن‪ ،‬فعلى الرغم من ت ّوحد‬ ‫الص�ورة اللغوية إلاّ أن تعددي�ة املعاين الدينية‬ ‫واأليدولوجية واالجتامعية والنفسية تعالت منذ‬ ‫بدايات الثورة السورية يف الهتافات الصادحة‪:‬‬ ‫"ي�ا الله‪ ،‬مالن�ا غريك ي�ا الله"‪ ،‬مك ّمل�ة تاريخ‬ ‫الكلم�ة الت�ي كانت عرب الزمن س�ببًا لالختالف‬ ‫والفرقة أكرث مام كانت للوفاق والسالم واملح ّبة‪.‬‬ ‫عن الوض�ع الس�وري الراهن يتح�دث الراهب‬ ‫اليسوعي والكاتب نرباس شحيّد محاوالً تفسري‬ ‫ظل النظام املرسف يف‬ ‫الن�داءات إىل "الله" يف ّ‬ ‫القتل واآلفاق السياس�ية ش�به املغلقة واملجتمع‬ ‫الدويل العاجز عن إيقاف شلال الدم‪ ،‬ويبتعد‬ ‫عن تج ّمد الدالالت الدينية والتصنيفات املعتادة‬ ‫فيصل إىل تفكيكات لغوية جديد وتفرعات غري‬ ‫متوقعة لكلمة الله‪.‬‬ ‫ثم يتذكر يف حديثه أ َّن للموت أش�كاالً وأسماء‬ ‫متع�ددة‪ ،‬فيدرك فجأة أن كرثة األسماء ليس�ت‬ ‫حك ًرا على الله فقط‪ ،‬فاملوت أيضً ا له أسماءه‪،‬‬ ‫فبني املوت تحت التعذيب واملوت تحت القصف‬ ‫ش�ح الدواء ينس�اب‬ ‫وامل�وت جو ًعا واملوت من‬ ‫ّ‬ ‫املوت يف تفرعاته الكثرية مقسماًّ البالد وممزقًا‬ ‫إياها نحو املزيد من الفرقة واالختالف‪.‬‬

‫وتس�تمر أص�وات االنفج�ارات والتكبيرات‬ ‫والدع�اء باالرتفاع يف السماء مقلقلة الصمت‬ ‫األزرق الذي يس�تقبل دون مانع م�ن هتفوا له‬ ‫قائلين‪" :‬عىل الجنة رايحني ش�هدا باملاليني"‪،‬‬ ‫وتدور التس�اؤالت عن احتاملية فراغ عرش الله‬ ‫الذي ال ب َّد من أنَّه س�كن يف األجس�اد املهشمة‬ ‫والجلود املتفحمة والحناجر املبتورة!‬ ‫وم�ا بني جدلية األمل وجدلي�ة الفراغ والحضور‬ ‫تنطلق رصخات الث�ورة مج�ددًا متجلّية بكثري‬ ‫م�ن األم�ل يف القصص التي تدور يف دمش�ق‬ ‫وريفه�ا وضواحيها‪ ،‬فريس�م الكات�ب هنا الله‬ ‫بش�كل جدي�د يف قل�وب أش�خاص ال يؤمنون‬ ‫بوجوده‪ ،‬ولك ّنهم يهرعون إىل إسعاف الجرحى‬ ‫وتأمين العائلات ورشاء األدوي�ة‪ ،‬دون إميان‬ ‫يح ّركه�م وال ج ّنات موع�ودة تغريهم وال حتى‬ ‫مج ّرد عزاء ديني يواسيهم بالعدالة االلهية التي‬ ‫سمعوا بها ومل يروها‪.‬‬ ‫بين الجن�ة والعدم والث�واب والعق�اب ترتحل‬ ‫شعارات السوريني ما بني "وحيد وحيد وحيد‪،‬‬ ‫الشعب الس�وري وحيد" وما بني "واحد واحد‬ ‫واحد‪ ،‬الشعب الس�وري واحد"‪ ،‬فتسقط جميع‬ ‫األجوبة الفلسفية والالهوتية العاجزة عن إيجاد‬ ‫جواب مقنع للسؤال‪" :‬ملَ ال تفعل شيئًا يا الله"؟‬ ‫ويف ذروة التح� ّوالت التاريخي�ة‪ ،‬تنه�ار‬ ‫التوازن�ات القدمي�ة وتتعاظم الظاه�رة الدينية‬

‫ّ‬ ‫والش�ك فيها يف ذات الوق�ت‪ ،‬وتتكون فجوات‬ ‫ال ميك�ن ردمها يف القلوب‪ ،‬وتس�تمر الهتافات‬ ‫بالبحث عن الله‪ ،‬إىل أن يصل اإلنس�ان إىل ذاته‬ ‫املنفردة البس�يطة وهويتها األصيلة‪ .‬فبعيدًا عن‬ ‫التحليالت السياس�ية وتش� ّوه وجه�ات النظر‬ ‫اإلعالمي�ة‪ ،‬يتحدث ش�حيد عن فق�دان املعلومة‬ ‫الحقيقي�ة لقيمته�ا‪ ،‬فاملعلوم�ة تصب�ح مجرد‬ ‫وس�يلة لتربير مواقف س�ابقة أو الحقة‪ ،‬ومتتد‬ ‫هذه املعلومات "غري الحقيقية" لتطال السماء‬ ‫واألرض وما بينهام‪ ،‬ويعجز اإلنس�ان السوري‬ ‫عن إيجاد الحقيقة يف الواقع الفوضوي الغارق‬ ‫يف تناقضات�ه م�ا بني إجرام النظام وهشاش�ة‬ ‫املعارضة وتطرف اإلسالميني‪.‬‬ ‫وخالل غوص الكاتب يف نفسية الفرد السوري‬ ‫يف الوضع الراهن يس�تذكر بشيء من الرعب‬ ‫قصة "مهندس املحرقة"‪ ،‬أودلف انجامن‪ ،‬الذي‬ ‫كان وراء الكثير م�ن جرائ�م اإلب�ادة النازية‪،‬‬ ‫والذي تبين خالل محاكمته ببس�اطة متناهية‬ ‫أنَّه مج ّرد إنس�ان عادي‪ ،‬فال ميول إجرامية لديه‬ ‫وال انحراف�ات وال جن�ون وال أمراض نفس�ية‪،‬‬ ‫ويتسائل بش�كل غري مبارش عن كم من أودلف‬ ‫انجامن س�وري عادي يف الوقت الحايل؟ وكم‬ ‫ميكن لإلنس�ان أن يكون عاديًا يف ظروف غري‬ ‫عادية؟‬ ‫بني أمش�اط الرص�اص عىل الص�دور والجثث‬ ‫عىل األرض والغضب األرعن الذي يقود املوقف‬ ‫يف سوريا حاليًا يؤكد شحيد عىل رضورة إنتاج‬

‫ثقافة مواطنة جدي�دة‪ ،‬ثقافة ال تنىس يو ًما كم‬ ‫من الحياة توالد من رحم املوىت الذي تقاس�موا‬ ‫توقه�م إىل الحرية بني غناء الس�اروت وورود‬ ‫غياث وصور باسل شحادة وجدران السجون‪.‬‬ ‫وبني الحاج�ة إىل االنتقام والحاجة إىل املطلق‬ ‫ال�ذي ال يعرتف باآلخر ترس�م حكاي�ات القتل‬ ‫األوىل تاريخه�ا من�ذ قت�ل قابيل أخ�اه‪ ،‬وإىل‬ ‫اليوم حني ترتفع ش�عارات "إىل األبد أو نحرق‬ ‫البل�د"‪ ،‬م�رو ًرا باملوت املرس�وم على لوحات‬ ‫ماريان ش�توكس وادوارد مونش‪ ،‬وليس انتها ًء‬ ‫باملوت دون جنازات والجثث التي ال أسماء لها‪،‬‬ ‫والحوارات حول التوابي�ت والحلوى والبقالوة‬ ‫الت�ي توزع على الن�اس يف كرنف�االت املوت‬ ‫والت�ي كانت كلّها ترس�م أس�ئلة ال إجابات لها‬ ‫حول فلسفة اإلله غري املفهومة‪.‬‬ ‫وم�ع التجيي�ش الدين�ي والعاطف�ي وتنام�ي‬ ‫التي�ارات الديني�ة يف الث�ورة حاول ش�حيد أن‬ ‫يبحث يف الروايات املس�يحية القدمية ورس�الة‬ ‫القدي�س بول�س إىل أه�ل روم�ا بل حت�ى أنَّه‬ ‫كراهب متدين مل ميانع البحث يف أفكار نيتشه‬ ‫ال�ذي أمىض حيات�ه يف معارك�ة الفكر الديني‬ ‫وتح ّوالت�ه‪ ،‬رمب�ا هي طريق�ة الكاتب يف كرس‬ ‫صورة "العدو الوهمي املتخيّل" التي س�يطرت‬ ‫على البع�ض والخ�روج م�ن املتاه�ات الت�ي‬ ‫ورطتنا بها األصنام املقدس�ة وأفكارها الجاهزة‬ ‫لالستخدام جيالً بعد جيل‪.‬‬ ‫م�رو ًرا بالكثير من القص�ص املوجع�ة يعود‬

‫الكات�ب إىل البحث عن األجس�اد املفقودة‪ ،‬تلك‬ ‫الت�ي رحلت بحثًا عن ش�كل ووجه واس�م لله‪،‬‬ ‫ويحاول اس�تعادتها عبر االمتداد يف األصوات‬ ‫والحكاي�ات والث�ورة التي ال تقب�ل مبحدودية‬ ‫جا الح�ارض باملايض باملس�تقبل‬ ‫واقعه�ا‪ ،‬ماز ً‬ ‫الذي يؤمن بأنَّه سيكون أفضل‪.‬‬ ‫س� ّمى نبراس ش�حيد أح�د الفص�ول األخرية‬ ‫"مداعب�ة عىل جس�د حبي�ب قد تزل�زل عرش‬ ‫الدكتات�ور"‪ ،‬و"ال نع�رف من قصت�ه إلاّ امتداد‬ ‫الجس�د املبتور"‪ ،‬مكتف ًيا بالح�ب كجرس يصل‬ ‫اآللهة باألجساد املفقودة التي ال نهاية المتدادها‪،‬‬ ‫تاركًا الكثري من االس�ئلة لحيادية املوت املطلقة‬ ‫وعيون املوىت التي تحمل الحقيقة األخرية التي‬ ‫مل ندركها‪ ،‬نحن الذين يسموننا أحياء‪ ،‬بعد‪.‬‬


Auf Deutsch

Dezember • 2016 ‫ | كانون األول‬12 ‫العدد‬

26

Die Wohnung meiner Träume Von Fady Jomar

Z

u guter Letzt, nach langem Warten, wurde ich als Mensch anerkannt. Die deutsche Regierung beschloss, mir eine Urkunde zu verleihen, die mir gestattet, für die Dauer eines ganzen Jahres auf deutschem Boden zu bleiben. Ich habe sogar das Recht, mir eine Wohnung auszusuchen, in der ich wohnen kann. Ich liebe es zu planen und versinke häufig in Tagträumen. Das Jahr bis zur Entscheidung, die mich zum Menschen erklärte, spazierte ich durch die Straßen in der Umgebung des Ortes, von dem die Regierung entschieden hatte, dass er für mich angemessen ist, und den Straßen der Dörfer und Städte in der Nahe, um die schönen Gegenden kennenzulernen, die vielleicht als Wohnort für mich in Frage kämen, die Schaufenster der Möbelgeschäfte und Haushaltsgeräte. Dabei hatte ich bereits mehrmals in Gedanken den Betrag ausgegeben, den ich als Hilfe bekommen würde. Ich suchte nach den besten Angeboten, die jeweils zu meiner geänderten Laune passten. Einmal stellte ich mir das Dekor klassisch vor, mit hölzernen Leuchten und antiken Sesseln und Keramiktellern. Ein andermal wählte ich einen modernen Stil mit einer weichen Ledergarnitur und postmodernen Skulpturen. Warum nicht? Träume kosten nichts. Warum soll ich nicht verschwenderisch leben wie ein britischer Prinz? Ich habe die Bestimmun-

gen viele Male gelesen, denen die Wohnung entsprechen muss, die mir von der deutschen Regierung zugestanden wird. Aber nun, da ich die Aufenthaltsgenehmigung habe, fühlt es sich anders an, sie aufs Neue zu lesen. Ich rief das Übersetzungsprogramm auf und suchte die Mietangebote und schwelgte weiter in Tagträumen. Zunächst suchte ich nach Wohnungen mit der mir zugestandenen Wohnfläche, ohne Preislimit, denn „Geld ist der Dreck des Lebens und wenn ich die passende Wohnung finde, werden wir uns schon einig werden.“

Hunderte von passenden Wohnungen!

Zahlreiche Angebote, schöne Bilder von faszinierenden Ausblicken, Flüsse und Wälder, nur wenige Schritte vom Bahnhof. Warum meckern die Flüchtlinge denn nur die ganze Zeit? Ich suchte weiter und genoss die Details, während ich mir eine edle Küche, meinen Schreibtisch und das Wohnzimmer vorstellte, in dem mein literarischer Salon stattfinden sollte. Träume, Träume, Träume… Von dem Genuss der Träume muss man leider in die Realität zurückkommen. Ich suchte aufs Neue und gab diesmal die Wohnfläche und den Preis ein und darauf folgte der Schock. Die Träume schrumpften wie Frau Pfeffertopf in der Kinderserie, von den zahlreichen Angeboten blieben nur drei übrig. Gut, kein Grund zu verzweifeln. Ich brauchte ja schließlich nur eine Wohnung. Ich beruhig-

te meine Träume indem ich sie überzeugte, dass zu viele Angebote mich nur verwirren würden, was nicht gut für mich wäre. Unabhängig davon, wie die Wohnungen aussähen, würde ich in einer davon wohnen, es wäre in jedem Fall ein Dach über dem Kopf. Ich bewaffnete mich mit meinen durchschnittlichen Englischkenntnissen und meinem unendlichen Optimismus und begann mit meinen Telefonaten. Der erste Vermieter wollte nicht weiter mit mir reden, als er erfuhr, dass ich Flüchtling bin und dass die Miete vom Job-Center bezahlt würde. Das kann man als „Nein“ verstehen. Der Vermieter gab an, er sei beschäftigt und legte auf. Der zweite Vermieter war freundlich und hilfsbereit und stellte mir einen Besichtigungstermin in zwei Wochen in Aussicht. Falls wir uns einigen würden, wäre es auf Grund von Renovierung möglich, drei Monate später einzuziehen. Ich sammelte alles, was ich an posi-

tiver Energie hatte und dachte an all meine guten Taten in meinem bisherigen Leben mit der Hoffnung, dass das Karma mir helfen würde. Dann machte ich den dritten Anruf, eine letzte Hoffnung!

Ich wurde überrascht!

Ein vernünftiger Termin in wenigen Tagen! Aus der mütterlichen und liebevollen Stimme der Dame war zu entnehmen, dass sie in den Siebzigern sein müsste. Ich war mir sicher, dass alles gut wird, sogar sehr gut. Am Tag der Besichtigung machte ich mich schick und überlegte, einen Blumenstrauß mitzunehmen, aber ein Rest von Vernunft in meinem Gehirn hinderte mich in letzter Sekunde daran. Und ich ging los zur Besichtigung der Wohnung der Träume. Ich erreichte die Adresse und staunte, dort eine Versammlung von dreißig orientalisch anmutenden jungen Männern und Frauen anzutreffen. Aus Neugier näherte ich mich und erkannte den syrischen Dialekt. Innerhalb von weni-

ger als einer Minute war mir klar, dass sie alle genau wie ich, optimistisch wegen der mütterlichen Stimme, zu der Besichtigung der Wohnung der Träume gekommen waren. Was nun? Würde uns die Vermieterin eine Prüfung auferlegen, um festzustellen, wer die Wohnung gewinnen würde? Welche Eigenschaften müssten wir haben, um diesen Wettbewerb zu gewinnen? Hätte ich einen Lebenslauf mitbringen sollen? Optimistisch kehrte ich zu meinem Wohnort zurück. Die Drüsen in meinem Körper sonderten ausreichend Endorphine ab, um mich zu überzeugen, dass meine Aufenthaltserlaubnis um zwei Jahre verlängert werden würde, so dass ich genug Zeit hätte, die Wohnung meiner Träume zu finden. * Diese Artikelserie wird in Kooperation mit WDRforYou übersetzt und veröffentlicht.

‫ أبواب‬ABWAB www.abwab.eu | CHEFREDAKTEUR Ramy Al-Asheq alasheq@abwab.de | REDAKTION info@abwab.de | REDAKTEURIN FRAUENSEITEN Walaa Kharmanda | REDAKTEURIN DEUTSCHE SEITEN Lilian Pithan | WEBSITE Souad Abbas | LAYOUT Ramia Attoum ramiaatoum@gmail.com | VERLEGER New German Media Ltd – Unit 5 Cavendish House - 369-391 Burnt Oak Broadway - Edgware HA8 5AW UK info@neweuropeanmedia.com | DISTRIBUTION distribution@abwab.de | WERBUNG nhd consulting GmbH +49 69 904 75410 marketing@nhd-consulting.com


27

Auf Deutsch

Dezember • 2016 ‫ | كانون األول‬11 ‫العدد‬

Ein neues Konzert des Syrian Expat Philharmonic Orchestra, des Orchesters der Exil-Syrer, in Berlin Von Wassim Miqdad – Berlin

N

ach einem Jahr der Vorbereitungen gab das Syrian Expat Philharmonic Orchestra bei der Eröffnung der Saison der Berliner Philharmoniker 2016 ein OpenAir-Konzert in der deutschen Hauptstadt Berlin. An einem Sommertag im August versammelten sich fast 15.000 Menschen auf dem Hof der Berliner Philharmonie zu einem gemeinsamen Konzert des Orchesters der Philharmonie mit dem Syrian Expat Philharmonic Orchestra. Auf dem Rasen im Garten befand sich ein Publikum verschiedenster Nationalitäten und wartet gespannt auf den Beginn des Auftrittes. Sobald die Musiker die Bühne betreten hatten, wurden sie mit Applaus empfangen. Sechzig syrische Musiker aus verschiedenen Ländern Europas und aus den Vereinigten Staaten von Amerika gaben ein Konzert unter der Leitung des spanischen Maestros Mariano Domingo, das das Publikum begeisterte, wobei das Publikum nicht nur aus Syrern bestand, die sich danach sehnten, in der Fremde Töne aus der Heimat zu hören, sondern auch aus zahlreichen Menschen unterschiedlicher Herkunft. Die Abendveranstaltung begann mit dem Stück Unisono des deutschen Komponisten Nicolas Ruegenberg, der in einem Exklusivinterview mit Abwab erklärte: „Dieses Stück komponierte ich speziell für drei Musiker, den OudSpieler Shadi Maghrebi und den Nay-Spieler (Flötisten) Mohamed Fityan sowie den Tambourin-Spieler George Ourro, die in Begleitung des Orchesters auftraten. Der erzielte Betrag wird der UNO für die Flüchtlingshilfe übergeben. Obwohl mir bewusst ist, wie wichtig die Integration der Flüchtlinge in Deutschland ist, so geht es doch hauptsächlich darum, die Ursachen

zu bekämpfen, die die Menschen dazu bringen, ihre Heimatländer zu verlassen. Ich glaube, dass niemand freiwillig seine Heimat verlässt.“ Es folgten die Stücke Radan - Morgen von Suad Bushnaq und Helwa ya Baladi - du schöne Heimat, Amwaj Al-BaharMeeresrauschen von Jehad Jazbeh, und Warda - Rose aus dem Repertoire der syrischen Folklore. Danach kamen die Stücke „Tazkira wahda ila dismasq-Fahrkarte nach Damaskus und die Noten von Longa Nahawant. Der Interpret dieser Stücke war der syrische Komponist und Geiger Maias Alyamani. Darauf folgte das Lied Ya-Touyur – Oh Ihr Vögel von Mohamed El-Qasabgi, arrangiert von Nouri Al-Rahbani, gesungen von Rasha Rizq. Dieses Lied verbindet den arabischen Gesang mit der europäischen Oper. Nach diesen Musikstücken wurden die Stücke 22 Tishreen al-Thani- der 22. November und Al-urs- Hochzeit gespielt, interpretiert für Solo

und Orchester von dem Komponisten und Klarinettisten Kinan Azmeh. Er sprach über seine Mitwirkung mit Abwab und sagte: „Es ist wunderbar, dass wir mit diesem Orchester von der Stufe der Träume in der Wirklichkeit angekommen sind. Unsere Teilnahme als Syrer allein ist nicht genug für uns. Wir wollen auch gute Leistungen erbringen und hoffen, dass das was wir gezeigt haben, dem Niveau des Ortes und der Stadt entspricht.“ Die Cellistin Nawar ElAidi sagte, dass sie zum ersten Mal mit einem Orchester aufgetreten ist und jetzt sehr glücklich sei: „Ich konnte andere Musiker treffen und mit Freunden musizieren, nachdem wir vier Jahre lang nicht spielen konnten. Das Programm dieses Konzertes bestand hauptsächlich aus syrischen Stücken, die eher für Solo-Instrumente in Begleitung eines Orchesters auf westliche Weise gedacht sind, was einen Versuch darstellt, die orientalische und die eu-

ropäische klassische Musik zusammenzubringen und die Ähnlichkeiten und Übereinstimmungen zwischen den beiden zu finden.“ Das Syrian Expat Philharmonic Orchestra wurde 2015 in Bremen gegründet, durch den syrischen Kontrabassisten Raed Jazbeh, der seit 2013 in Deutschland lebt. Die Idee ein Ensemble zu gründen begann in einem Zimmer mit ein paar Freunden, bevor er es schaffte mit anderen MusikerFreundinnen und Freunden in Europa das Orchester zu gründen. Auf die Frage von Abwab, wie es möglich war, das zu organisieren, sagte Raed „die einzige Sache, die unsere Aufgabe erleichtert hat, war die Tatsache, dass zwischen den europäischen Ländern Visa-Freiheit herrscht. Es gab jedoch zahlreiche Schwierigkeiten, insbesondere das Problem der Finanzierung. Es gibt viele Musiker und mehrere davon konnten wir nicht einladen, aus Mangel an finanziellen Mitteln. Trotz allem ist

es uns gelungen, ein Jahr nach der Gründung des SEPO Orchesters unsere Arbeit in der Philharmonie Berlin und weiteren europäischen Städten in Konzerten vorzustellen. Meiner Meinung nach ist das eine großartige Leistung. Diese Arbeit bringt uns zusammen und so konnten wir in dieser schweren Zeit ein anderes Gesicht Syriens zeigen.“ Er wandte sich an die Syrer und rief die Syrer in Syrien und in den anderen Ländern zur Zusammenarbeit auf. „In dieser schweren Zeit brauchen wir uns gegenseitig, um weiter zu kommen und eine bessere Zukunft zu sichern.“ Das Syrian Expat Philharmonic Orchestra trat auch beim Festival Morgenland im Konzerthaus Berlin und im Malmo-Live-Konzerthaus auf und begeisterte auch dort das Publikum. * Diese Artikelserie wird in Kooperation mit WDRforYou übersetzt und veröffentlicht.



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.