Abwab issue 13_December 2016-January 2017 by ABWAB أبواب

‫في الليلة‬

‫‪ABWAB‬‬

‫الظلماء‬ ‫ُيفتق ُد‬ ‫“العظم”‬

‫سياسية ‪ -‬ثقافية ‪ -‬مجتمعية ‪ -‬شهرية ‪ -‬مستقلة ‪ -‬توزع مجانًا‬

‫ا ال فتتا حية‬

‫عام على‬ ‫الحلم‬ ‫َ‬ ‫متس�ك الحلم‪ ،‬أن تس�عى لتكون صوتًا‪،‬‬ ‫أن‬ ‫وبيتًا‪ ،‬أن تفتح الـ”أبواب”‪.‬‬ ‫هكذا بدأ املرشوع‪ ،‬تج ّم ًعا ألصوات صحفيني‬ ‫وكت�اب وفنانني تركوا بالده�م تحت وطأة‬ ‫مخاطر الضغط األمن�ي‪ ،‬والحرب‪ ،‬ليبدؤوا‬ ‫حياتهم غرباء يف بلاد غريبة‪ ،‬باحثني عن‬ ‫منبرٍ‪ ،‬لهم‪ ،‬وملئات آالف الالجئني‪ ،‬الباحثني‬ ‫أيضً ا ع ّمن يوصل صوتهم‪.‬‬ ‫تطوع�ي‪ ،‬يعتمد‬ ‫ب�دأت أب�واب كمشروع‬ ‫ّ‬ ‫التمويل ال�ذايت‪ ،‬واإلميان بحق الالجئ يف‬ ‫إيص�ال صوت�ه‪ ،‬والتعبري عن�ه‪ ،‬وحقه يف‬ ‫املعرف�ة‪ ،‬وفه�م القوانني‪ ،‬واالس�تفادة من‬

‫‪Die erste bundesweite Zeitung in arabischer Sprache - kostenlos‬‬

‫الفرص التي تتيحها البلاد التي لجأ إليها‪،‬‬ ‫بدأت‪ :‬بخمس�ة وأربعني ألف نسخة‪ ،‬وست‬ ‫عرشة كاتب� ًة وكاتب‪ ،‬وتس�تعد الس�تقبال‬ ‫عامه�ا الثاين‪ ،‬بذات القيم‪ ،‬بـس�بعني ألف‬ ‫نس�خة‪ ،‬ومس�اهمة أكرث من خمسني كاتبة‬ ‫وكاتب‪.‬‬ ‫اعتمدت أبواب طوال العام املايض سياس�ة‬ ‫الباب املفتوح‪ ،‬فمس�اهامت الجميع موضع‬ ‫ترحي�ب‪ ،‬واألراء الب ّناءة كلها تجد مكانًا يف‬ ‫الصحيف�ة‪ ،‬مهام كان�ت متباين�ة‪ ،‬أو حتى‬ ‫متناقض�ة‪ ،‬والقارئ وحده ه�و الحكم‪ ،‬ألن‬ ‫أب�واب تؤمن أ ّن عليها مس�ؤولية كربى يف‬ ‫متكينه من االطالع على كل األراء‪ ،‬واتخاذ‬ ‫ما يراه املوقف املناسب‪.‬‬ ‫م�ع بداية العام الثاين‪ ،‬يش�عر فريق أبواب‬ ‫بثقل املس�ؤولية امللقاة عىل كاهله‪ ،‬فصوت‬ ‫الصحيفة صار مس�مو ًعا‪ ،‬وموادها تُرتجم‬ ‫وتنشر يف أهم املواقع األملانية‪ ،‬وتثري جدالً‬ ‫يخ�ص القضايا التي‬ ‫وأس�ئلة عميق�ة فيام‬ ‫ّ‬ ‫متس الالجئني‪ ،‬والقوانني التي تُس� ّن تبا ًعا‬ ‫ّ‬ ‫يخص حياتهم وإقامتهم‪.‬‬ ‫مبا‬ ‫ّ‬ ‫وإن كنا نواجه الي�وم‪ ،‬كالجئني‪ ،‬املزيد من‬ ‫الضغ�وط‪ ،‬االجتامعي�ة والقانونيّة‪ ،‬إضافة‬ ‫ل�كل الصعوبات الس�ابقة املرتبط�ة بتعلم‬

‫اللغ�ة‪ ،‬والبحث ع�ن عمل‪ ،‬وإثب�ات الذات‪،‬‬ ‫ورصاع تحديد الهويات‪ ،‬ف�إن أبواب‪ ،‬تعي‬ ‫أنها معن ّي�ة بكل هذه الضغوط‪ ،‬التي يرجع‬ ‫الكثري منها لتالعب اإلعالم األورويب مبلف‬ ‫الالجئين‪ ،‬والصور النمطية املرس�ومة لهم‬ ‫يف أذه�ان األوروبيين‪ ،‬والت�ي يب�دو أن‬ ‫الطريق طويل جدًا لتصحيح ما فيها‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫مخال�ف‬ ‫فم�ن الرتكي�ز على جنس� ّية أي‬ ‫للقانون إن كان الجئًا‪ ،‬إىل قوانني االندماج‬ ‫وتقيي�د الس�كن‪ ،‬إىل التباي�ن يف م�دة‬ ‫إج�راءات حصول الالجئ على اإلقامة يف‬ ‫الح�ي أحيانًا‪،‬‬ ‫ذات الوالي�ة‪ ،‬ب�ل ويف ذات‬ ‫ّ‬ ‫كل هذا‬ ‫وم�آيس مل الش�مل‪ ،‬ويُض�اف إىل ّ‬ ‫ال�دم الن�ازف يف بالد الالجئين‪ ،‬وتجاهل‬ ‫الجميع له‪ ،‬ما يض�ع الالجئ‪ ،‬ومعه أبواب‪،‬‬ ‫أم�ام معرك ٍة طويلة‪ ،‬إلثب�ات الذات‪ ،‬وإعادة‬ ‫بناء عالقة عادلة مع املجتمع املضيف‪.‬‬ ‫مع دخول الصحيفة عامها الثاين‪ ،‬بالتزامن‬ ‫م�ع الع�ام الجدي�د ‪ ،2017‬تهديك�م هيئة‬ ‫التحري�ر يف صحيفة أبواب أطيب األمنيات‬ ‫يف الع�ام الجدي�د‪ ،‬عىل أم�ل أن نبقى عند‬ ‫حسن ظنكم‪.‬‬ ‫فادي جومر‬ ‫محرر القسم الثقايف يف صحيفة أبواب‬

‫المساهمون‪:‬‬

‫أول صحيفة عربية في ألمانيا‬ ‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 13‬كانون األول والثاني ‪2017‬‬

‫‪www.abwab.eu | info@abwab.de | facebook.com/abwab.de‬‬ ‫‪Jahrgang I. Ausgabe 13 - Dezember - Januar 2017‬‬

‫‪09‬‬

‫أسعد فخري‪ ،‬آمال الطالبي‪ ،‬حسين أحمد‪ ،‬دينا أبو الحسن‪ ،‬راما جرمقاني‪ ،‬رامي العاشق‪ ،‬رباب عدنان‪ ،‬رشاد‬ ‫الهندي‪ ،‬ريتا باريش‪ ،‬ريم رشدان‪ ،‬سعاد عباس‪ ،‬طارق عزيزة‪ ،‬فادي جومر‪ ،‬فرح يوسف‪ ،‬كريستينا هويشن‪،‬‬ ‫ليليان بيتان‪ ،‬د‪ .‬مازن أكثم سليمان‪ ،‬د‪ .‬محمد شحرور‪ ،‬نيرمينة الرفاعي‪ ،‬د‪ .‬هاني حرب‪ ،‬وفاء صبيح‪ ،‬والء‬ ‫خرمنده‪ ،‬يوسف شهاب‪.‬‬ ‫قسم المرأة‪ :‬والء خرمنده‪ .‬القسم الثقافي‪ :‬فادي جومر‪ .‬القسم األلماني‪ :‬ليليان بيتان‪ .‬التدقيق والمراجعة‪:‬‬ ‫سالف علوش‪ .‬الترجمة‪ :‬حكم عبد الهادي‪ ،‬دينا أبو الحسن‪ ،‬سرى علوش‪ ،‬صوفي شابروم‪ ،‬ليوني نوكل‪،‬‬ ‫عباس‪ .‬الرسومات والكاريكاتير‪ :‬عبد الرزاق شبلوط‪ ،‬محمود سالمة‪،‬‬ ‫د‪.‬هاني حرب‪ .‬الموقع اإللكتروني‪ :‬سعاد ّ‬ ‫عباس‪ .‬اإلخراج الفني‪ :‬راميا عتوم‪ .‬رئيس التحرير‪ :‬رامي العاشق‪.‬‬ ‫هاني ّ‬

‫أحاسيس مختلطة‪ ،‬حوار‬ ‫يهودي فلسطيني في‬ ‫ألمانيا‬

‫لم أُع ّرفكم بي بعد‬

‫‪10‬‬

‫‪22‬‬

‫حال قوطرش‪ ،‬صحافية سور ّية‬ ‫جا إذاع ًيا‬ ‫أعطت ألمانيا برنام ً‬ ‫باللغة العربية‬

‫‪Der Fluch des‬‬ ‫‪fremden Namens‬‬

‫‪23‬‬

‫‪26‬‬

‫‪2‬‬

‫باب العالم‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 13‬كانون األول والثاني ‪Dezember - Januar • 2017‬‬

‫األمم المتحدة‪ :‬استئناف عمليات إجالء‬ ‫المدنيين من شرق حلب‬ ‫قال مسؤول يف األمم املتحدة‪ ،‬إن عمليات إجالء‬ ‫املدنيني من منطقة خاضعة لس�يطرة املعارضة‬ ‫املسلحة يف رشق حلب استؤنفت بعد ثالثة أيام‬ ‫من التأجيل‪ ،‬وسمحت القوات السورية مبغادرة‬ ‫‪ 5‬حافالت بعد احتجازها لساعات‪.‬‬ ‫ونقل�ت س�كاي ني�وز ع�ن مس�ؤول يف األمم‬ ‫املتحدة أنه “تم استئناف عمليات إجالء املدنيني‬ ‫وتغادر حافالت وس�يارات إس�عاف رشق حلب‬ ‫اآلن”‪ .‬وأض�اف أن أول مجموع�ة غادرت رشق‬ ‫حل�ب يف حوايل الس�اعة ‪ 11‬مس�اء بالتوقيت‬ ‫املحيل‪.‬‬ ‫ومتك�ن يف البداي�ة ح�وايل ‪ 350‬ش�خصا‪،‬‬ ‫م�ن الخ�روج من املناط�ق الخاضعة لس�يطرة‬ ‫املعارضة يف حلب‪ ،‬بحس�ب ما أش�ار مس�ؤول‬ ‫طبي‪ ،‬يف وقت توقفت فيه عمليات اإلجالء حتى‬ ‫إشعار آخر‪.‬‬ ‫وق�ال أحم�د الدبي�س‪ ،‬رئي�س وح�دة األطباء‬ ‫واملتطوعني الذين ينس�قون عملية االجالء قرب‬ ‫خان العس�ل‪ ،‬التي تس�يطر عليها املعارضة يف‬ ‫غ�رب حل�ب‪“ :‬وصل�ت ‪ 5‬حافالت فيه�ا ‪350‬‬ ‫شخصا‪ ،‬من حلب الرشقية من املناطق املحارصة‬ ‫ً‬ ‫وهم يف حالة مزرية”‪.‬‬ ‫وذكرت س�كاي نيوز أنه مل يكن لدى املس�ؤول‬ ‫أي معلوم�ات عىل الفور‪ ،‬بش�أن عملية متزامنة‬ ‫مزمعة إلجالء أش�خاص من قريتني تحارصهام‬ ‫فصائل املعارضة املسلحة قرب إدلب‪.‬‬ ‫ويف وقت س�ابق‪ ،‬أرضم مس�لحون النار يف ‪5‬‬ ‫حافلات كان يفترض أن تس�تخدم يف إجالء‬ ‫أن�اس من قريتين يف إدل�ب بس�وريا‪ ،‬األحد‪،‬‬ ‫ليعرقل�وا اتفاقً�ا يتي�ح لآلالف مغ�ادرة الجيب‬ ‫األخير املتبقي للمعارضة يف رشق حلب‪ ،‬حيث‬ ‫تك�دس الن�اس يف الحافالت لس�اعات انتظا ًرا‬ ‫للتحرك‪.‬‬ ‫من جانبه قال الرئيس الرويس فالدميري بوتني‬

‫الفروف‪:‬‬ ‫ال رحمة “لإلرهابيين” في‬ ‫سوريا بعد اغتيال السفير‬ ‫الروسي بأنقرة‬

‫‪getty-images‬‬

‫إن روس�يا وإي�ران وتركيا والرئيس الس�وري‬ ‫بش�ار األس�د اتفقوا عىل إجراء محادثات سالم‬ ‫لحل الرصاع يف س�وريا يف األس�تانة عاصمة‬ ‫كازاخستان‪.‬‬ ‫ومل يرش بوتني‪ ،‬يف مؤمتر صحفي يعقد سنويا‬ ‫واس�تمر ‪ 4‬س�اعات‪ ،‬إىل مش�اركة املعارض�ة‬ ‫السورية يف املحادثات‪.‬‬ ‫وأض�اف بوتني أن “عملي�ة اإلجالء من حلب ما‬ ‫كان ميكن أن تتم دون مس�اعدة روسيا وإيران‬ ‫وتركي�ا أو حس�ن النواي�ا م�ن جانب األس�د”‬ ‫موض ًحا أ ّن “الخطوة التالية يف سوريا يجب أن‬ ‫تكون وقف إطالق النار يف شتى أنحاء البالد‪”.‬‬ ‫وكان الجيش الس�وري قد أعلن مساء الخميس‬ ‫الس�يطرة الكاملة عىل مدينة حل�ب‪ ،‬أكرب مدن‬ ‫س�وريا‪ ،‬بع�د خ�روج آخر ف�وج من مس�لحي‬ ‫املعارضة منها‪.‬‬ ‫ونُ ِق�ل املدنيون واملس�لحون الذين غادروا حلب‬ ‫إىل مناط�ق أخرى خاضعة لس�يطرة املعارضة‬ ‫يف ري�ف غ�رب حل�ب ومحافظة إدل�ب‪ .‬وجاء‬ ‫إجلاء مس�لحي املعارضة من الش�طر الرشقي‬

‫يف حلب ضمن اتفاق برعاية روسيا وإيران بني‬ ‫الحكومة السورية واملعارضة‪.‬‬ ‫ويقيض االتفاق بخروج املسلحني واملدنيني من‬ ‫حلب مقابل إجالء املرىض واملصابني من قريتي‬ ‫كفريا والفوعة الش�يعيتني املحارصتني من قبل‬ ‫املعارضة‪.‬‬ ‫وكانت حلب تعد املركز التجاري والصناعي يف‬ ‫البلاد قبل ب�دء االنتفاضة الش�عبية ضد نظام‬ ‫الرئيس السوري بشار األسد يف عام ‪.2011‬‬ ‫وظلت ط�وال األعوام األربعة املاضية مقس�مة‬ ‫إىل جزئين‪ ،‬الغريب منها بيد القوات الحكومية‬ ‫والرشقي بيد مسلحي املعارضة‪.‬‬ ‫ومتكن�ت القوات الحكومية م�ن تعدي خطوط‬ ‫التامس وتغيري هذا الواقع مبس�اعدة ميليشيات‬ ‫مدعومة م�ن إي�ران ورضبات جوية روس�ية‪،‬‬ ‫وفرض�ت حصا ًرا عىل األحياء الرشقية يف حلب‬ ‫بد ًءا من سبتمرب‪/‬أيلول ثم قامت بهجوم شامل‬ ‫يف األسابيع الالحقة‪.‬‬

‫‪ .sputnik‬سريغي الفروف‬

‫ق�ال وزي�ر الخارجي�ة ال�رويس سيرجي‬ ‫الف�روف يوم الثالث�اء‪ ،‬يف مع�رض تعليقه‬ ‫عىل قتل الس�فري ال�رويس يف تركيا أندريه‬ ‫كارل�وف‪ ،‬إن�ه ال رحم�ة “لإلرهابيين” يف‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫ونقل�ت رويرتز عن وزير الخارجية الرويس‬ ‫قبي�ل اجتامع�ه مع نظيره التريك مولود‬ ‫تش�اووش أوغل�و يف موس�كو‪ ،‬إن جرمي�ة‬ ‫قتل الس�فري زادت م�ن رضورة الحوار بني‬ ‫أنقرة وموس�كو‪ .‬وأضاف الفروف أن روسيا‬ ‫تشكر تركيا عىل رد الفعل الرسيع بعد عملية‬ ‫االغتيال‪.‬‬ ‫وق�ال سيرغي الف�روف‪ :‬نعتقد ب�أن هدف‬ ‫مدبري ه�ذه الجرمية إحب�اط عملية تطبيع‬ ‫العالقات بني روسيا وتركيا‪ .‬وباملعنى األوسع‬ ‫يصبو مدب�رو جرمية قتل الس�فري الرويس‬

‫لدى تركي�ا إىل عرقلة مكافح�ة اإلرهاب يف‬ ‫سوريا وفقا ملا قاله وزير الخارجية الرويس‪.‬‬ ‫بحس�ب ما نقلت “س�بوتنيك”‪ .‬مضيفًا “لن‬ ‫يتحقق هذا الهدف”‪.‬‬ ‫وكان الرئي�س الرويس فالدميير بوتني قد‬ ‫قال أم�س االثنين‪ ،‬إن جرمية قتل الس�فري‬ ‫ال�رويس ته�دف إىل منع تطبي�ع العالقات‬ ‫الرتكية الروس�ية وإحباط عملية السلام يف‬ ‫سوريا”‪.‬‬ ‫وكان�ت العالقات الروس�ية الرتكية ش�هدت‬ ‫تدهو ًرا يف عام ‪ 2015‬بعدما هاجم الطريان‬ ‫الح�ريب الرتيك إح�دى الطائرات الروس�ية‬ ‫التي تشارك يف الحرب عىل سوريا‪.‬‬ ‫وقُت�ل كارل�وف عندما أطلق علي�ه رجل أمن‬ ‫الن�ار م�ن الخلف خلال إلقائ�ه خطابا يف‬ ‫افتتاح معرض فني يف أنقرة‬

‫ردود األفعال الدولية والعربية‬ ‫على حادثة مقتل السفير الروسي في أنقرة‬ ‫توال�ت ردود األفع�ال دول ًي�ا وإقليم ًي�ا وعرب ًيا‬ ‫عىل حادثة اغتيال الس�فري ال�رويس يف تركيا‬ ‫أندريه كارلوف برصاص أحد أفراد أجهزة األمن‬ ‫الرتيك‪.‬‬ ‫ن�دد مجلس األمن ال�دويل بالهج�وم اإلرهايب‬ ‫الذي أس�فر عن اغتيال السفري الرويس أندريه‬ ‫كارلوف يف تركيا‪.‬‬ ‫وص�در بيان عن املجلس املؤل�ف من ‪ 15‬دولة‪،‬‬ ‫ج�اء في�ه “يش�دد أعض�اء مجل�س األمن عىل‬ ‫رضورة تقدي�م الجن�اة‪ ،‬واملنظمين واملمولني‬ ‫ورعاة الهجامت اإلرهابية إىل العدالة‪”.‬‬ ‫ويف واش�نطن أدان الرئي�س األمرييك املنتخب‬

‫دونالد ترامب اغتيال السفري الرويس يف تركيا‬ ‫عىل يد ما وصفه بـ ”إرهايب إسالمي متشدد‪”.‬‬ ‫ونقلت سكاي نيوز‪ ،‬عن وزراء الخارجية العرب‬ ‫التندي�د “بالعملية اإلرهابية” التي أس�فرت عن‬ ‫مقتل السفري الرويس‪.‬‬ ‫وأفادت وكالة أنباء الرشق األوس�ط املرصية‪ ،‬أن‬ ‫الوزراء نددوا بالهجوم يف بيان صدر يف ختام‬ ‫اجتامعه�م مبقر الجامع�ة العربية يف القاهرة‪،‬‬ ‫وعربوا عن تعازيهم “لحكومة وش�عب روسيا‬ ‫ولعائلة السفري‪”.‬‬ ‫وج�اء يف البي�ان إدانة ال�وزراء ل�ـ “اإلرهاب‬ ‫يف كاف�ة صوره وأش�كاله”‪ ،‬ودعوا إىل تضافر‬

‫اغتيال السفري الرويس‪ .‬رويرتز‬

‫الجهود الدولية “من أجل مواجهة هذه الظاهرة‬ ‫بقوة وحس�م‪ ،‬يف ضوء األخط�ار املتزابدة عىل‬ ‫األمن واالستقرار الدوليني”‪.‬‬ ‫وحس�ب وكال�ة األنب�اء اإلماراتي�ة وام‪ ،‬أعربت‬ ‫اإلم�ارات ع�ن إدانتها واس�تنكارها الش�ديدين‬ ‫لجرمية اغتيال السفري الرويس لدى تركيا‪ .‬كام‬ ‫صدر ع�ن وزارة الخارجية بيان يش�جب “هذه‬

‫الجرمية النكراء‪ ،‬وجددت مواقف دولة اإلمارات‬ ‫الثابت�ة بنبذ العنف واإلرهاب مبختلف أش�كاله‬ ‫وص�وره وم�ا ينجم عن�ه من ضحاي�ا وترويع‬ ‫لآلمنني”‪.‬‬ ‫ونقلت وكالة األنباء السعودية واس‪ ،‬عن مصدر‬ ‫مسؤول يف الخارجية الس�عودية‪ ،‬إدانة اململكة‬ ‫واس�تنكارها الش�ديدين ملقتل س�فري روس�يا‬

‫االتحادية لدى الجمهورية الرتكية‪.‬‬ ‫وج�اء املوقف املرصي أيضً ا مس�تنك ًرا “بأش�د‬ ‫العبارات” الهجوم الذي أسفر عن مقتل السفري‬

‫وش�جب ه�ذا “العم�ل اإلره�ايب الغ�ادر” مع‬ ‫خالص عزاء مرص ألرسة السفري وروسيا قياد ًة‬ ‫وشعبًا‪.‬‬

‫باب العالم‬

‫‪3‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 13‬كانون األول والثاني ‪Dezember - Januar • 2017‬‬

‫مجلس األمن الدولي يصادق على قرار‬ ‫يطالب إسرائيل بوقف بناء المستوطنات في األراضي الفلسطينية المحتلة‬ ‫ص�ادق مجل�س األم�ن ال�دويل مس�اء الي�وم‬ ‫الجمعة على قرار يطالب إرسائي�ل بوقف بناء‬ ‫املستوطنات يف األرايض الفلسطينية املحتلة‪.‬‬ ‫وصوت ‪ 14‬عض�وا لصالح الق�رار بينام امتنع‬ ‫عضو واحد هو الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫ويطال�ب الق�رار ال�ذي قدمت مرشوع�ه أربع‬ ‫دول أعضاء‪ ،‬هي نيوزيلن�دا وماليزيا وفنزويال‬ ‫والس�نغال‪ ،‬إرسائيل بالوق�ف الفوري والكامل‬ ‫لجمي�ع النش�اطات االس�تيطانية يف األرايض‬ ‫الفلس�طينية املحتل�ة‪ ،‬والرتاجع ع�ن الخطوات‬ ‫التي من شأنها تهديد حل الدولتني‪.‬‬ ‫أىت هذا القرار بعد جدل كبري عقب سحب مرص‬ ‫ملرشوع ق�رار مامثل كان من املق�رر التصويت‬ ‫علي�ه الخميس امل�ايض‪ .‬ولج�أت إرسائيل إىل‬ ‫الرئيس األمرييك املنتخب‪ ،‬دونالد ترامب‪ ،‬الذي‬ ‫اتص�ل بالرئي�س املرصي عبد الفتاح الس�ييس‬ ‫وأقنع�ه بس�حب املشروع‪ ،‬وه�و م�ا ق�ام به‬ ‫السييس‪ ،‬بحسب يب يب يس‪.‬‬ ‫وق�ال مس�ؤولون إرسائيليون إنه�م لجأوا إىل‬ ‫ترام�ب بع�د تيقنه�م أن أوبام�ا ين�وي ع�دم‬ ‫استخدام الفيتو ضد مرشوع القرار‪ ،‬عىل عكس‬ ‫عادة الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫إال أن الدول األربع‪ ،‬نيوزيلندا وماليزيا وفنزويال‬ ‫والس�نغال‪ ،‬أرصت عىل تحضري مسودة جديدة‬ ‫وتقدميها للتصويت يوم الجمعة‪.‬‬ ‫تلى ذل�ك اتهام�ات ص�ادرة ع�ن مس�ؤولني‬ ‫إرسائيليني تجاه الرئيس األمرييك باراك أوباما‬ ‫بالتآم�ر مع الفلس�طينيني ض�د إرسائيل‪ ،‬وبأن‬ ‫أوباما وإدارته وراء تح�رك الدول األربع‪ ،‬إال أن‬ ‫البيت األبيض نفى ذلك نفيًا قاط ًعا‪.‬‬ ‫ويف تغريدة له على موقع تويرت بعد تصويت‬ ‫مجل�س األمن‪ ،‬قال الرئي�س األمرييك املنتخب‪،‬‬ ‫دونالد ترامب‪“ :‬بالنسبة لألمم املتحدة‪ ،‬ستكون‬ ‫األمور مختلفة بعد ‪ 20‬يناير‪/‬كانون الثاين”‪.‬‬ ‫وص�ف رئي�س ال�وزراء اإلرسائيلي بنيامين‬ ‫نتنياهو قرار مجلس األمن بوقف املس�توطنات‬

‫“موقف فلسطيني”‬

‫وق�ال املتح�دث باس�م الرئاس�ة الفلس�طينية‬ ‫إن الق�رار ه�و “إدان�ة دولية ص�درت بإجامع‬ ‫األصوات ضد االستيطان ودعام لحل الدولتني”‬ ‫ووصف السفري الفلس�طيني لدى األمم املتحدة‬ ‫رياض منصور القرار األممي‪ ،‬رغم تأخره‪ ،‬بأنه‬ ‫“رضوري وهام وجاء يف التوقيت الصحيح”‪.‬‬ ‫إال أن�ه أض�اف أن “السلام بين االرسائيليني‬ ‫والفلس�طينيني لن يتحقق س�وى باملفاوضات‬ ‫املب�ارشة بني جمي�ع األطراف ولي�س بقرارات‬ ‫تفرضها األمم املتحدة‪”.‬‬ ‫ورحب�ت حرك�ة حماس مب�ا اعتربت�ه “تحولاً‬ ‫وتطو ًرا مهماً يف املواقف الدولية الداعمة للحق‬ ‫الفلسطيني‪”.‬‬ ‫كام اعتربت حركة الجهاد اإلسالمي قرار مجلس‬ ‫األمن مبثابة “إدانة واضحة لسياسات االحتالل‬ ‫وعدوانه وانتصار للشعب الفلسطيني‪”.‬‬ ‫تحول في السياسة األمريكية‪ :‬تحليل‬ ‫‪ Image copyright EPA Image caption‬الواليات املتحدة متتنع عن استخدام الفيتو ضد قرار مجلس األمن املطالب بوقف النشاط االستيطاين االرسائييل‬

‫يف األرايض الفلس�طينية املحتلة بأنه “مخزٍ”‪،‬‬ ‫مؤكدًا أن إرسائيل لن متتثل للقرار الذي صادق‬ ‫عليه املجلس‪ ،‬الذي يضم ‪ 15‬عضوا‪.‬‬ ‫وق�ال “نرف�ض ق�رار األم�م املتح�دة املخ�زي‬ ‫املناهض الرسائيل ولن ننصاع لبنوده‪”.‬‬ ‫واعترب متحدث باس�م الرئاسة الفلسطينية هذه‬ ‫الخطوة من جان�ب مجلس األمن “صفعة قوية‬ ‫للسياسة اإلرسائيلية‪”.‬‬ ‫ومل تس�تخدم الوالي�ات املتحدة الفيت�و لعرقلة‬ ‫الق�رار يف كسر لتقلي�د طوي�ل األم�د دأب�ت‬ ‫واش�نطن عىل اتباعه إلعاقة صدور أي قرارات‬ ‫تدين إرسائيل‪.‬‬ ‫وس�حبت مرص مرشوع قرار بهذا الشأن بعدما‬ ‫طلب�ت إرسائيل من الرئي�س األمرييك املنتخب‬

‫دونالد ترامب التدخ�ل‪ ،‬لكن ماليزيا ونيوزيلندا‬ ‫والس�نغال وفنزويال قدمت مشروع قرار آخر‬ ‫تم إقراره‪.‬‬ ‫ويطال�ب الق�رار‪ ،‬ال�ذي أيده ‪ 14‬عض�وا بينام‬ ‫امتنعت الوالي�ات املتحدة ع�ن التصويت عليه‪،‬‬ ‫“بوقف كافة األنشطة االستيطانية يف األرايض‬ ‫الفلس�طينية املحتل�ة مب�ا يف ذل�ك الق�دس‬ ‫الرشقية”‪.‬‬ ‫ووص�ف البي�ان املس�توطنات اليهودي�ة بأنها‬ ‫“انته�اك فادح للقانون الدويل وعقبة رئيس�ية‬ ‫يف طري�ق ح�ل الدولتين وحج�ر عثرة أمام‬ ‫تحقيق سالم عادل وشامل ودائم‪”.‬‬ ‫“عصابة ضد اسرائيل”‬

‫وتع�د املس�توطنات اإلرسائيلي�ة م�ن القضايا‬ ‫الش�ائكة يف أي مفاوض�ات بين اإلرسائيليني‬ ‫والفلس�طينيني‪ ،‬الذي�ن يعتربونه�ا عقب�ة أمام‬ ‫التوصل إىل اتفاق سالم‪.‬‬ ‫وتعترب املس�توطنات غري رشعية وفقا للقانون‬ ‫الدويل لكن ارسائيل تدفع بغري ذلك‪.‬‬ ‫ويعيش قرابة ‪ 400‬ألف مس�توطن يهودي يف‬ ‫نح�و ‪ 140‬مس�توطنة ت�م بنائها من�ذ احتالل‬ ‫ارسائيل للضفة الغربي�ة والقدس الرشقية عام‬ ‫‪.1967‬‬ ‫وأض�اف نتنياه�و “يف الوقت ال�ذي وقف فيه‬ ‫مجل�س األمن مكت�وف األيدي أم�ام ذبح قرابة‬ ‫نص�ف ملي�ون ش�خص يف س�وريا‪ ،‬اصطف‬ ‫أعض�اؤه مث�ل العصاب�ة ض�د الدميوقراطي�ة‬

‫الوحي�دة يف الشرق األوس�ط‪ ،‬يف إش�ارة إىل‬ ‫ارسائيل‪”.‬‬ ‫وقال إن ادارة أوباما “مل تفشل فقط يف حامية‬ ‫إرسائي�ل م�ن ال�ذي تآم�روا ضده�ا يف األمم‬ ‫املتحدة لكنها تواطأت معهم خلف الكواليس”‪.‬‬ ‫وقال�ت الس�فرية األمريكية لدى األم�م املتحدة‬ ‫س�امانثا باور إن الوالي�ات املتحدة مل تتخل عن‬ ‫التزامه�ا الدائم تجاه أم�ن إرسائيل‪ ،‬لكن القرار‬ ‫يتس�ق م�ع السياس�ة األمريكي�ة املؤي�دة لحل‬ ‫الدولتني‪.‬‬ ‫وأعلن�ت ارسائي�ل أنها اس�تدعت س�فرائها يف‬ ‫نيوزيالندا والسنغال للتشاور كام أنها ستقطع‬ ‫كافة مساعداتها لألخرية‪.‬‬

‫باربرا بليت آشر‬

‫يعك�س الق�رار إجام ًعا دوليًا بش�أن م�ا ميثله‬ ‫االس�تيطان من تهديد لوجود دولة فلس�طينية‬ ‫يف اتفاقات السالم املستقبلية‪.‬‬ ‫وتدع�م ادارة أوبام�ا وجه�ة النظر تل�ك بقوة‬ ‫ولذلك السبب غريت سياس�تها طويلة األمد يف‬ ‫عرقلة أي قرار أممي ينتقد ارسائيل‪.‬‬ ‫وق�د تم اتخ�اذ القرار بعد أش�هر م�ن النقاش‬ ‫داخ�ل اإلدارة األمريكي�ة حول كيفي�ة توضيح‬ ‫أوبام�ا ملوقفه تجاه ح�ل الدولتني قبل مغادرته‬ ‫ملنصبه‪.‬‬ ‫لكن ترام�ب أعلن مرا ًرا اعتزام�ه دعم الحكومة‬ ‫االرسائيلية بقوة وق�د بدأ ذلك مبكرا إىل حد ما‬ ‫إذ حث أوبام�ا عل ًنا عىل التصوي�ت ضد القرار‬ ‫قبل اقراره‪.‬‬ ‫يب يب يس‪.‬‬

‫‪ Image copyright Reuters Image caption‬لطاملا اتسمت العالقات بني أوباما وحكومة نتنياهو بالتوتر‬

‫رفضا لعودة الجهاديين إليها‬ ‫مظاهرات أمام البرلمان التونسي ً‬ ‫خ�رج مئات التونس�يني للتظاهر أم�ام الربملان‬ ‫للتعبري عن رفضهم لعودة جهاديني تونس�يني‬ ‫من الخارج تحت مسمى “التوبة”‪.‬‬ ‫وقامت مظاهرات بدعوة من “ائتالف املواطنني‬ ‫التونس�يني” الذي يضم منظامت غري حكومية‬ ‫وشخصيات مستقلة‪ ،‬ترفض السامح لتونسيني‬ ‫يقاتل�ون م�ع تنظيمات جهادي�ة يف الخارج‬ ‫بالعودة إىل البالد‪.‬‬ ‫وأفادت فران�س برس أن املتظاهرين الذين قدر‬ ‫عددهم بـ ‪ 1500‬ش�خص‪ ،‬رددوا شعارات من‬ ‫قبي�ل “ال توبة‪ ..‬ال حرية‪ ..‬للعصابة االرهابية”‪.‬‬ ‫وهتف�وا ض�د راش�د الغن�ويش رئي�س حركة‬ ‫النهض�ة اإلسلامية الرشيك�ة يف االئتلاف‬ ‫الحكوم�ي الح�ايل‪ ،‬والذي دع�ا إىل “فتح باب‬

‫التوب�ة” أم�ام الجهاديني الراغبين يف العودة‬ ‫إىل تون�س رشط ان “يتوب�وا إىل الله” “توبة‬ ‫حقيقية” ويتخلوا عن اإلرهاب والعنف‪.‬‬ ‫وكان الغن�ويش قد ق�ال يف مقابلة م�ع إذاعة‬ ‫ش�مس إف إم إن يف اغس�طس‪/‬آب ‪،2015‬‬ ‫أن ب�اب التوب�ة يج�ب أن يبق�ى مفتوح�اً أمام‬ ‫الجهاديين‪ ،‬ودع�ا إىل التح�اور معهم “حتى‬ ‫يتخلوا عن هذه الرؤية السلبية لالسالم”‪.‬‬ ‫ورفع املتظاهرون الفتات كتبت عليها ش�عارات‬ ‫مثل “ال لعودة الدواعش” و”إرادة سياسية ضد‬ ‫الجامعات االرهابية”‪.‬‬ ‫وقال�ت مش�اركة يف التظاه�رة رفض�ت نشر‬ ‫اس�مها لفرانس برس “اإلرهابي�ون ال يتوبون‪،‬‬ ‫إذا عادوا فس�يعودون إىل الذب�ح والقتل مثلام‬

‫توعدوا يف ارشطة فيديو‪ .‬عىل الدولة ان تحمي‬ ‫الشعب من هذا الخطر”‪.‬‬ ‫مثامنئة عائد إىل تونس‬ ‫ونقلت فران�س برس عن وزير الداخلية الهادي‬ ‫املجدوب‪ ،‬يف جلسة مساءلة أمام الربملان مساء‬ ‫الجمع�ة‪ ،‬أن ‪ 800‬تونسي ع�ادوا م�ن “ب�ؤر‬ ‫التوت�ر” يف ليبي�ا وس�وريا والع�راق‪ .‬مضيفًا‬ ‫“عندن�ا املعطيات الكافي�ة والالزمة عن كل من‬ ‫هو موجود خارج تونس يف بؤر التوتر‪ ،‬وعندنا‬ ‫اس�تعداداتنا يف هذا املوض�وع” دون ان يحدد‬ ‫عدد هؤالء‪.‬‬ ‫وأعلن�ت اح�زاب ومنظمات ووس�ائل اعلام‬ ‫ونقاب�ات رشط�ة يف تون�س رفضه�ا القاطع‬ ‫لعودة “االرهابيني” تحت مسمى “التوبة”‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 13‬كانون األول والثاني ‪Dezember - Januar • 2017‬‬

‫تظاهرات في ألمانيا من أجل حلب‬ ‫تظاهر نش�طاء س�وريون وأملان يف‬ ‫ش�هر كان�ون األول\ديس�مرب‪ ،‬يف‬ ‫معظم املدن األملاني�ة وطالبوا النواب‬ ‫بالتدخل إليقاف معاناة س�كان حلب‬ ‫نتيج�ة اعت�داءات النظ�ام الس�وري‬ ‫وحلفائ�ه‪ .‬بالتزام�ن م�ع ضغ�وط‬ ‫أوروبية لفرض مزيد م�ن العقوبات‬ ‫عىل روسيا‪.‬‬ ‫يف املظاه�رة أم�ام الربمل�ان األملاين‬ ‫(بوندستاغ) يف برلني‪ ،‬شارك الجئون‬ ‫س�وريون وأمل�ان‪ ،‬ون�ددوا بصم�ت‬ ‫املنظامت الدولية وحركات السالم إزاء‬ ‫قتل وتهجري املدنيني رشقي حلب‪.‬‬ ‫واف�ادت “الجزيرة” أن متحدثة باس�م منظمة‬ ‫“تبنى ثورة” انتقدت عدم قيام حكومة مريكل‬ ‫وحكومات أوروبا‪ ،‬باس�تدعاء س�فراء روسيا‬ ‫وإي�ران ملس�اءلتهم ع�ن اس�تهداف الس�كان‬ ‫املدنيين والجرائم املرتكبة يف حلب‪ ،‬عىل غرار‬ ‫ما فعلت بريطانيا‪.‬‬ ‫وش�اركت يف املظاه�رة ممثلة ح�زب الخرض‬ ‫املعارض يف لجنة الخارجية بالربملان األملاين‪،‬‬ ‫فرانشيس�كا برانترن‪ ،‬للتعبري عن تضامنها مع‬ ‫املدنيني يف حل�ب‪ ،‬والتأكيد أنه ال ميكن للعامل‬ ‫غض طرفه عام يرتكب من جرائم ضد املدنيني‪.‬‬ ‫وطالب�ت برانتنر الحكومة األملانية مبامرس�ة‬ ‫ضغوط سياس�ية وفرض عقوبات عىل روسيا‬

‫الحكومة واملعارضة األملانيني‪ ،‬بهدف‬ ‫ف�رض مزي�د م�ن العقوب�ات على‬ ‫روسيا‪.‬‬ ‫ضرورة فرض عقوبات ضد‬ ‫الجرائم ضد اإلنسانية من‬

‫العقاب‬

‫ملس�ؤوليتها ع�ن جرائ�م الح�رب املرتكبة يف‬ ‫سوريا‪ ،‬وفق ما قالت للجزيرة نت‪.‬‬ ‫الموقف الرسمي األلماني‬

‫ح ّملت ميركل روس�يا وإيران املس�ؤولية عن‬ ‫الهجوم املتعمد عىل املدنيني واملستشفيات يف‬ ‫حل�ب‪ .‬كام اعترب رئيس كتلة األحزاب املحافظة‬ ‫يف الربمل�ان األورويب‪ ،‬مانفري�د فيبر ‪-‬وهو‬ ‫قيادي بالحزب املسيحي االجتامعي البافاري‪-‬‬ ‫يف ترصيح�ات صحفية‪ ،‬أن النظ�ام اإليراين‬ ‫والرئي�س ال�رويس الداعمني لألس�د‪ ،‬أياديهم‬ ‫ملطخة بدماء السوريني‪.‬‬ ‫وأفادت الجزيرة أن صحيفة دير تاغسش�بيغل‬ ‫األملاني�ة كش�فت عن تزاي�د ضغط ن�واب من‬

‫ونقلت الصحيفة عن مارتن باتسيلت‬ ‫ممثل الحزب املس�يحي الدميقراطي‪،‬‬ ‫الذي ترتأس�ه مريكل يف لجنة حقوق‬ ‫اإلنسان بالبوندستاغ‪ ،‬قوله إن بوتني‬ ‫مس�ؤول مب�ارش ع�ن القص�ف غري‬ ‫الرحيم لحلب وعام جرى وس�يجري للس�كان‬ ‫املدنيني يف املدينة املدمرة‪.‬‬ ‫واعترب باتسيلت “أن أملانيا عليها فعل كل يشء‬ ‫تج�اه روس�يا‪ ،‬مبا يف ذل�ك ف�رض مزيد من‬ ‫القي�ود التجارية عليها‪ ،‬حت�ى ال يكون األملان‬ ‫مشاركني بالصمت تجاه الجرائم الروسية”‪.‬‬ ‫من جانبها طالب�ت النائبة والقيادية يف حزب‬ ‫الخرض املع�ارض ماري لويز بي�ك بإجراءات‬ ‫حازمة تجاه روسيا‪ ،‬وقالت إن “فرض عقوبات‬ ‫جدي�دة ضد نظام الكرملني أمر رضوري حتى‬ ‫ال يفل�ت مرتكب�و جرائ�م ض�د اإلنس�انية يف‬ ‫سوريا من العقاب”‪.‬‬

‫‪AFP PHOTO / TOBIAS SCHWARZ‬‬

‫قتل املش�تبه به يف قضية اعتداء الدهس الذي‬ ‫اس�تهدف س�وق لعيد امليلاد يف برلني‪ ،‬وهو‬ ‫طال�ب لجوء تونسي يعتقد أن�ه منفذ هجوم‬ ‫الدهس بالشاحنة‪.‬‬

‫وأعلنت مريكل يف كلمتها أنها أبلغت الس�بيس‬ ‫برغب�ة أملاني�ا بترسيع إج�راءات الرتحيل‪ .‬كام‬ ‫أش�ارت ميركل إن الح�ادث يثير الكثري من‬ ‫التس�اؤالت وإن حكومته�ا س�تتخذ إجراءات‬ ‫لتحسني األمن‪.‬‬ ‫وأضاف�ت املستش�ارة “حققن�ا أيضً �ا تقدم�ا‬ ‫هذا الع�ام فيام يتعلق بالقضي�ة املهمة للغاية‬ ‫الخاص�ة برتحي�ل مواطنين تونس�يني ليس‬ ‫لهم الحق يف البق�اء يف أملانيا‪ .‬أبلغت الرئيس‬ ‫التونيس أنه يتعني علينا أن نرسع بشكل كبري‬ ‫وترية عملية الرتحيل ونزيد عدد املطرودين‪”.‬‬

‫مظاهرة في ميونيخ ضد معاداة األجانب‬ ‫بعد اعتداء برلين‬

‫‪Photo: dpa. T Hase‬‬

‫تظاه�ر أكثر م�ن أربع�ة آالف ش�خص يف‬ ‫ميوني�خ مس�اء الخمي�س ‪ 22‬كان�ون األول‬ ‫للمطالب�ة مبجتم�ع أمل�اين مفت�وح ولرف�ض‬ ‫مع�اداة األجان�ب‪ .‬فيما أعلنت االس�تخبارات‬ ‫الداخلية األملانية عن زيادة يف عدد السلفيني‪.‬‬ ‫تظاهر اآلالف يف ميونيخ مس�اء الخميس ‪22‬‬ ‫ديس�مرب‪/‬كانون األول ‪ ،2016‬رافعني شعار‬ ‫“من أج�ل مجتمع مفتوح وخال من الخوف”‪،‬‬ ‫للمطالب�ة مبجتم�ع أمل�اين مفت�وح ولرف�ض‬

‫رحلة أنيس عامري من الفقر‬ ‫في تونس إلى شبهة‬ ‫اإلرهاب في أوروبا‬

‫الكرملين حتى ال يفلت مرتكبو‬

‫حكومة ميركل‪ :‬تسريع ترحيل طالبي اللجوء‬ ‫التونسيين المرفوضين‬ ‫قال�ت مريكل يف كلم ٍة ألقته�ا يوم الجمعة ‪23‬‬ ‫كانون األول‪ ،‬إنها أبلغ�ت تونس برغبة بالدها‬ ‫بـ “ترسيع ترحيل” طالبي اللجوء املرفوضني‬ ‫وزيادة عدد املطرودين‪.‬‬ ‫ذك�رت رويرتز أن املستش�ارة األملاني�ة أنغيال‬ ‫مريكل أبلغ�ت الرئيس التونسي الباجي قائد‬ ‫الس�بيس‪ ،‬خالل محادثة هاتفي�ة يوم الجمعة‬ ‫‪ 23‬كان�ون األول \ ديس�مرب‪ ،‬ب�أن حكومتها‬ ‫تريد ترسيع ترحيل طالبي اللجوء املرفوضني‬ ‫وزيادة عدد املطرودين‪.‬‬ ‫وكانت املستش�ارة األملانية ق�د ألقت كلمة يوم‬ ‫الجمعة‪ ،‬بع�د أن متكنت الرشطة اإليطالية من‬

‫باب ألمانيا‬

‫معاداة األجانب‪.‬‬ ‫وأف�ادت دوتشي فيللي�ه أن عدد املش�اركني‬ ‫بلغ أكثر من أربعة آالف ش�خص م�ن بينهم‬ ‫عدد من املش�اهري األملان كاملمثل ماكس�مليان‬ ‫بروكرن‪ .‬ومن الالفتات التي حملها املتظاهرون‬ ‫“ميونيخ مدينة متع�ددة”‪ ،‬و”الكراهية تجعل‬ ‫صاحبها كريها”‪ ،‬و”معا من أجل اإلنسانية”‪.‬‬ ‫ودعا لهذه املظاه�رة ائتالف كبري من األحزاب‬ ‫واملنظمات واالتح�ادات‪ ،‬وت�م تنظيمه�ا‬

‫أم�ام مبن�ى األوب�را يف ميونيخ‪ .‬وق�د دعمت‬ ‫هيئ�ة األوبرا التابع�ة لوالية بافاري�ا الفعالية‬ ‫ووضع�ت عىل بنايتها الفتات تحمل ش�عارات‬ ‫“اإلنسانية”‪“ ،‬االحرتام”‪ ،‬و”التعدد”‪.‬‬ ‫ازدي�اد ع�دد الس�لفيني األصوليين يف أملانيا‬ ‫بشكل كبري‬ ‫يف سياق منفصل‪ ،‬نقلت دوتيش فيلليه عن وكالة‬ ‫األنباء األملانية (د‪.‬ب‪.‬أ)‪ ،‬أن االستخبارات الداخلية‬ ‫يف أملاني�ا أعلن�ت أن ع�دد الس�لفيني األصوليني‬ ‫يف أملاني�ا ارتف�ع بش�كل كبير يف األش�هر‬ ‫األخيرة‪ .‬وقال املكتب االتح�ادي األملاين لحامية‬ ‫الدستور(االس�تخبارات الداخلي�ة يف أملاني�ا) إن‬ ‫عدد أنصار التفسير املحافظ لإلسلام يف أملانيا‬ ‫وص�ل إىل حوايل ‪ 9700‬ش�خص‪ ،‬بزيادة ‪500‬‬ ‫شخص مقارنة بعددهم منذ ثالثة أشهر‪.‬‬ ‫وأف�اد املكت�ب أيض�ا بوج�ود ع�دد أكبر من‬ ‫الح�االت التي رغب فيها إسلامويون االتصال‬ ‫بالالجئين‪ .‬وكانت هناك ‪ 390‬محاولة من هذا‬ ‫القبي�ل حت�ى اآلن‪ ،‬حيث أوض�ح هانز جورج‬ ‫ماسني‪ ،‬رئيس املكتب االتحادي األملاين لحامية‬ ‫الدس�تور‪ ،‬يف آب‪/‬أغس�طس إنه تم تس�جيل‬ ‫‪ 340‬حالة معروفة‪.‬‬

‫أك�دت الس�لطات اإليطالي�ة ي�وم الجمعة ‪23‬‬ ‫كان�ون األول \ ديس�مرب ‪ ،2016‬مقت�ل أنيس‬ ‫عامري‪ ،‬املشتبه به يف تنفيذ الهجوم عىل سوق‬ ‫امليلاد يف برلني‪ ،‬يف اش�تباك م�ع الرشطة يف‬ ‫مدينة ميالنو‪.‬‬ ‫كان أنيس عامري قد هرب من تونس قبل س�بع‬ ‫سنوات‪ ،‬بسبب األوضاع االقتصادية املرتدية يف‬ ‫البالد‪ ،‬وبسبب عقوبة جنائية يف تونس‪.‬‬ ‫وفيما يلي تغطية عن حياة عامري‬

‫نشرتها دوتشي فيلليه‪ ،‬من تونس إلى‬ ‫لحظة مقتله في إيطاليا‪.‬‬

‫ول�د أنيس عام ‪ 1992‬يف حي حش�اد مبنطقة‬ ‫الوسلاتية التابع�ة لوالي�ة القيروان‪ .‬ول�ه أ ٌخ‬ ‫واحد وأربع ش�قيقات‪ .‬كام ذكر مس�ؤول أمني‬ ‫تونيس أن أنيس عامري أوقف مرات عدة بسبب‬ ‫املخدرات قبل الثورة‪ ،‬التي أطاحت مطلع ‪2011‬‬ ‫بنظام زين العابدين بن عيل‪.‬‬ ‫وتعد مدينته القيروان عاصمة روحية لتونس‪،‬‬ ‫بسبب تاريخها اإلسالمي‪ .‬وفيها الجامع الكبري‪،‬‬ ‫لك�ن املدين�ة تحول�ت يف األع�وام األخرية إىل‬ ‫مركز للس�لفيني املتشددين يف تونس‪ .‬واندلعت‬ ‫مصادم�ات يف س�نة ‪ 2013‬بين الرشط�ة‬ ‫ومؤي�دي جامعة “أنصار الرشيعة” املتش�ددة‬ ‫يف القريوان‪ ،‬بعد أن منعت السلطات التونسية‬ ‫ملتق�ى س�نويا تعق�ده الجامع�ة يف املدين�ة‬ ‫ويحرضه اآلالف منهم‪.‬‬ ‫هربا من‬ ‫غ��ادر أنيس تونس س��نة ‪ً ،2009‬‬

‫الفقر‬

‫وبحس�ب ق�ول أخيه عب�د القادر عام�ري كان‬ ‫أنيس “يري�د بأي مثن تحسين الوضع املادي‬ ‫لعائالتن�ا التي تعيش تحت خ�ط الفقر كأغلب‬ ‫س�كان الوسلاتية‪ ”.‬وذكر األخ أن أنيس حكم‬ ‫عليه يف تونس بالسجن ‪ 4‬سنوات بسبب إدانته‬ ‫يف جرائم رسقة وسطو‪.‬‬ ‫السجن ‪ 4‬سنوات في إيطاليا‬

‫وعن�د وصول�ه إىل إيطالي�ا ق�دم أني�س طلب‬ ‫يرا فيه إىل أنه قارص‪ ،‬وتم ارس�اله‬ ‫اللجوء مش ً‬ ‫إىل مركز الس�تقبال الالجئني القرص يف مدينة‬ ‫كاتاني�ا يف جزي�رة صقلي�ة‪ .‬ويف ‪ 24‬ترشين‬ ‫األول‪ /‬اكتوب�ر ‪ 2011‬أُوق�ف م�ع ثالث�ة م�ن‬ ‫مواطني�ه بع�د حرقه�م مدرس�ة‪ ،‬وحك�م عليه‬ ‫بالس�جن ألربع س�نوات‪ ،‬وأمضى عقوبته يف‬ ‫كاتانيا ثم يف عدة س�جون يف صقلية‪ .‬وألنه مل‬ ‫يكن من املساجني املنضبطني‪ ،‬مل ينل أي خفض‬ ‫ملدة عقوبت�ه وأميض فرتة العقوبة بالكامل يف‬

‫السجون‪.‬‬ ‫طلب اللجوء في ألمانيا‬

‫بعد خروجه من السجن سنة ‪ ،2015‬أُرسل إىل‬ ‫مركز لتحديد هويته وصدر بحقه قرار طرد من‬ ‫إيطاليا‪ .‬وقالت صحيف�ة “ميالنو” إن إجراءات‬ ‫تحديد الهوية الرضوري�ة لرتحيله “مل تقم بها‬ ‫السلطات التونس�ية ضمن املهل القانونية”‪ ،‬ما‬ ‫يفرس اضطرار ايطاليا “لإلفراج عنه”‪ .‬ومن ثم‬ ‫دخ�ل أملانيا وقدم فيها طلب�ا للجوء يف متوز‪/‬‬ ‫يولي�و ‪ .2015‬واش�تبهت الرشط�ة األملاني�ة‬ ‫باتصال�ه بالتي�ار الس�لفي‪ ،‬وت�م تصنيف�ه كـ‬ ‫“شخص خطر‪”.‬‬ ‫كان أني�س يخضع للتحقيق من�ذ آذار‪ /‬مارس‬ ‫املايض‪ ،‬كُلِّف�ت به نيابة برلين بتهمة “اإلعداد‬ ‫لعمل إجرامي خطري يشكل خطرا عىل الدولة‪”.‬‬ ‫لكن التهم أس�قطت لغي�اب األدلة الكافية‪ ،‬ومن‬ ‫ثم توقفت مراقبته يف أيلول‪ /‬س�بتمرب املايض‪.‬‬ ‫وأمىض أني�س عامري وقته متنقال يف مختلف‬ ‫أنحاء أملانيا‪ ،‬إلخفاء أثره عىل ما يبدو‪.‬‬ ‫على عالقة مع العراقي “أبو والء”‪.‬‬

‫وأش�ارت صحيفة “زود دويتش�ه تس�ايتونغ”‬ ‫األملانية إىل أن الش�اب التونيس كان عىل عالقة‬ ‫مع عراقي يبلغ ‪ 32‬عاما‪ ،‬مش�هور باس�م أحمد‬ ‫عبد العزيز عبد الله ولقب�ه “أبو والء”‪ .‬وأوقف‬ ‫“أب�و والء” يف ترشين الثاين‪ /‬نوفمرب املايض‬ ‫إىل جان�ب أربع�ة رشكاء آخري�ن لتش�كيلهم‬ ‫شبكة تجنيد لصالح تنظيم “الدولة اإلسالمية”‬ ‫(داعش)‪ ،‬بحسب النيابة االتحادية األملانية‪.‬‬ ‫رفض طلب اللجوء‬

‫ق�ال رالف ييغ�ر‪ ،‬وزير الداخلية بوالية شمال‬ ‫�ض‬ ‫الراين‪-‬ويس�تفاليا األملاني�ة‪ ،‬إن أني�س ُر ِف َ‬ ‫كطال�ب لج�وء يف حزي�ران‪ /‬يوني�و ‪2016‬‬ ‫“ولك�ن مل تس�تطع الس�لطات املعني�ة ترحيله‬ ‫ألنه مل يكن لديه أوراق هوية صالحة”‪ .‬كام أكد‬ ‫الوزير أن تونس ش�ككت م�رارا يف أنه تونيس‬ ‫الجنسية‪ .‬وأكد الوزير أن أوراق الهوية املطلوبة‬ ‫لرتحيله مل تصل سوى بعد يومني‪ ،‬بعد الهجوم‬ ‫اإلرهايب يف برلني‬ ‫وكان االدعاء العام األملاين قد أصدر أمر اعتقال‬ ‫بحق أنيس عامري بتهمة هجوم الدهس بشاحنة‬ ‫عىل س�وق عيد امليالد بالعاصمة األملانية برلني‪.‬‬ ‫وقال�ت املتحدثة باس�م االدعاء الع�ام أن األدلة‬ ‫تشير إىل أن عامري هو من قاد الشاحنة‪ ،‬التي‬ ‫اقتحمت الس�وق مس�اء اإلثنني (‪ 19‬ديسمرب‪/‬‬ ‫كانون األول) وتسببت يف قتل ‪12‬‬ ‫شخصا وإصابة نحو ‪ 50‬آخرين‪.‬‬ ‫جدي�ر بالذك�ر أن وكال�ة أعماق‬ ‫التابع�ة لتنظيم الدولة اإلسلامية‬ ‫داعش‪ ،‬نرشت مقطع فيديو ألنيس‬ ‫عام�ري يبايع فيه زعي�م التنظيم‬ ‫على “الس�مع والطاع�ة” وقتال‬ ‫“الكفار” كان قد صوره يف برلني‬ ‫قبل العملية‪.‬‬

‫تخطي الحواجز اللغوية‬ ‫مرحبا أملانيا! مرحبا باللغة الجديدة! من يريد أن يثبّت خطاه يف هذه البلد عليه أن يكون قاد ًرا عىل التفاهم بشكل جيد مع اآلخرين‪.‬‬ ‫معاهد اللغة الحكومية والخاصة توفر اإلمكانية يف كل مدينة تقري ًبا لاللتحاق بدورات لغة لتحقيق هذا الغرض‪ ،‬باإلضافة لتحقيق ودعم‬ ‫العيش املشرتك مع اآلخرين‪ .‬االلتحاق بدورة اللغة يستلزم تحقيق رشوط معينة‪ ،‬يف هذا اإلطار يفرق قانون اإلقامات بشكل أسايس بني‬ ‫اإلقامات التي تم الحصول عليها قبل أو بعد األول من يناير‪ /‬كانون ثاين من سنة ‪ .2005‬إن تم منح اإلقامة قبل هذا التاريخ ميكن عند‬ ‫ذلك أن توافق الدائرة االتحادية للهجرة والالجئني ملتقدمي الطلبات االلتحاق بدورة اندماج إن توفرت أماكن فارغة يف هذه الدورات‪،‬‬ ‫وال يجب تحمل تكاليف الدورة من قبل امللتحقني‪ .‬أما إذا تم الحصول عىل اإلقامة ابتداء من تاريخ األول من يناير‪ /‬كانون ثاين ‪2005‬‬ ‫يتمتع الحاصلون عىل هذه اإلقامة بحق االلتحاق بدورة لغة وذلك بحسب القانون‪ .‬ويف هذه الحالة أيضاً ال يجب تحمل تكاليف الدورة‬ ‫شخص ًيا‪ .‬ميكنكم الحصول عىل معلومات إضافية عن محتوى دورة اللغة وعناوين معاهد اللغة واستامرات التسجيل باللغة األملانية‬ ‫واإلنجليزية والبولندية والرتكية عىل الرابط التايل‪:‬‬ ‫‪www.bamf.de‬‬

‫تعلم اللغة الجديدة بشكل ذيك جدً ا‬ ‫ملن ال يريد انتظار دورة لغة أو ملن يريد توسيع معرفته بشكل مكمل للدورات التدريبية ميكنه ببساطة استخدام الهاتف الذيك‪:‬‬ ‫دورات لغة أونالين وتطبيقات مجانية تقدم لكم إمكانية تعلم لغة جديدة عىل مدار الساعة‪.‬‬

‫أورتل – صلة الوصل األوفر مع الوطن األم‬ ‫لكل من يريد االتصال من أملانيا مع العائلة واألصدقاء أو يريد البقاء عىل تواصل باستخدام االنرتنت تقدم أورتل موبايل خيار التعرفة‬ ‫املناسب‪ .‬تتوفر صفحة االنرتنت وتطبيقات الهاتف ودليل التشغيل بلغات متعددة‪ .‬ميكن الحصول عىل رشيحة خط أورتل املدفوعة مسبقًا‬ ‫يف األماكن التالية‪ :‬الكثري من األكشاك‪ ،‬مقاهي اإلنرتنت‪ ،‬محالت الهواتف الخلوية‪ ،‬محطات الوقود‪ ،‬محالت مواد العناية بالجسد وأدوات‬ ‫التنظيف ويف السوبرماركت‪ .‬يتم تعبئة الرشيحة باستخدام جميع بطاقات شحن ‪ .E-Plus‬ميكن مبرونة حجز باقات خيارات تعرفة أورتل‬ ‫أو إلغائها‪ .‬الوصول اىل بلد جديد مع بقاء االتصال مع الوطن – أورتل تجعل هذا ممك ًنا‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 13‬كانون األول والثاني ‪Dezember - Januar • 2017‬‬

‫باب شرقي‬

‫محاوالت سرقة الثورة السورية كما أحصيتها حتى اآلن‬ ‫م�ن رشوط التحول لقاع مس�خ التفكري وتفريغ‬ ‫ال�دالالت وتش�ويهها‪ ،‬ببس�اطة تعطي�ل اللغ�ة‬ ‫وف�رض اإلش�ارات الخاطئة عىل ط�ول الطريق‬ ‫وتفرعات�ه‪ .‬وعمل�ت أنظمتن�ا العتي�دة عىل هذا‬ ‫طويالً جدًا‪ ،‬وش�اركها ‪-‬لس�بب كان مبهماً يو ًما‬ ‫ما‪ -‬النظام العاملي وبلدان العامل األول!‬ ‫تن�ج من ه�ذه املحاوالت‪:‬‬ ‫الثورة يف س�وريا مل‬ ‫ُ‬ ‫املسخ والتفريغ والتشويه والتحوير والرسقة‪.‬‬ ‫أنموذجا؛‬ ‫الربيع العربي‬ ‫ً‬

‫التس�مية أطلقته�ا الصحاف�ة الغربي�ة‪ ،‬ويذكر‬ ‫بالعمليات العس�كرية األمريكية‪ ،‬وأسامء تصلح‬ ‫لرواي�ة أو لفيل�م أمرييك مثل العزمي�ة الصلبة‪،‬‬ ‫وعاصفة الصحراء!‬ ‫الفكرة‪ :‬بعد واح�د وأربعني عا ًما من حكم نظام‬ ‫األس�د وابنه لس�وريا‪ .‬واثنني وأربعني عا ًما من‬ ‫حكم القذايف لليبيا‪ .‬وأربعة وعرشين عا ًما حكم‬ ‫فيه�ا بن علي وزوجته تون�س‪ .‬وثالثين عا ًما‬ ‫ملبارك عىل مرص‪ ،‬ويحكم البشير السودان منذ‬ ‫واحد وثالثني عا ًما للسودان وال يزال‪.‬‬ ‫إنها األنظمة التي رعتها اتفاقية سايكس‪-‬بيكو‪-‬‬ ‫س�ازانوف بشكل مبارش‪ ،‬حراس االتفاقية وخط‬ ‫دفاع حقيقي لوع�د بلفور‪ ،‬أنظمة زرعت البؤس‬ ‫واله�رم فينا كأفراد ومجتمعات وثقبت النس�يج‬ ‫األخالق�ي وبعرثت إنس�انيتنا وفرديتنا وبالتايل‬ ‫كرامتن�ا‪ ،‬لذا فه�ي ثورة وليس�ت عملية عاصفة‬ ‫الربي�ع العرب‪-‬داعشي‪ ،‬بل ث�ورة‪ .‬وهذه كانت‬ ‫املحاولة األوىل لرسقتها‪.‬‬ ‫المحاولة الثانية‬

‫عندما تم تسليح األطراف كلها‪ ،‬وفاضل التمويل‬

‫المحاولة الثالثة‬

‫تأبط�ت ذراع املحاولة الثانية‪ ،‬ب�ل بدت كمرحلة‬ ‫ثاني�ة م�ن املحاولة الثاني�ة‪ :‬التمثيل الس�يايس‬ ‫الس�اذج للمعارضة‪ .‬تدفق األم�وال غري املفهوم‬ ‫ألف�را ٍد بدا أن املطلوب منهم بش�كل أس�ايس ألاّ‬ ‫يسألوا ما املطلوب يف هذه اللحظة‪ ،‬بل أن يتابعوا‬ ‫الصراخ والضجيج ال�ذي كان قد ب�دأه النظام‪.‬‬ ‫واملطل�ب الث�اين أن يفن�وا بعضه�م ويضيعوا‬ ‫البوصلة متا ًما ثم يذوب كل منهم بطريقة مبهمة‬ ‫ليصع�د بدالً منهم أفراد أكثر جهالً وبعدًا‪ .‬بدت‬ ‫الدبلوماس�ية الرس�مية للنظام أكرث تطو ًرا منهم‬ ‫هم املمزقني شي ًعا حس�ب التمويل والتوظيف‪.‬‬‫وللصدف�ة املفهوم�ة ورمب�ا املدروس�ة مل يأتوا‬ ‫بجديد ب�ل حتى مل يأت�وا بخط�اب مختلف عن‬ ‫خطاب النظام! وفاز النظام بهذه الجولة‪.‬‬ ‫المحاولة الرابعة‬

‫عندم�ا رضب الع�امل املتحد عىل ص�دره وحرك‬ ‫جمعيات�ه التي راحت تندب فوق رؤوس النس�اء‬ ‫واألطف�ال املهجرين يف الداخ�ل وكل املهجرين‬ ‫والالجئين يف الخ�ارج‪ ،‬الغرق�ى والناجين‪.‬‬ ‫أصبحنا صورة للبؤس‪ ،‬يزين بؤس�نا الشاش�ات‬ ‫الكبرية ملؤمترات العامل املتحد ويف اإلعالم اليوم‬

‫‪،،‬‬

‫رباب عدنان‬

‫بني املتشددين واألكرث تشددًا‪ .‬ويف هذه اللحظة‬ ‫ظه�رت داع�ش‪ :‬الب�ذرة الت�ي زرعت ش�جرتها‬ ‫األساسية بش�كل مبارش أمريكا يف أفغانستان‪،‬‬ ‫وحمل�وا بذرة منه�ا ألرض الع�راق املقلقلة بعد‬ ‫الغ�زو األميريك لبل�د أس�لحة الدمار الش�امل‬ ‫املفرتضة‪ .‬مت�ت العناية جدًا ببذور داعش لتنبت‬ ‫هنا واشترك بالعناي�ة بها كل األط�راف‪ ،‬الذين‬ ‫ش�كلوا فيام بعد ما يس�مى ق�وات التحالف‪ ،‬مع‬ ‫مخابرات النظام وإيران وروسيا ودول الجوار‪.‬‬

‫وكأنه�ا مل تك�ن ث�ورة؛ بل ح�رب فيه�ا فصائل‬ ‫مختلف�ة وقضايا معقدة وسلاح وقت�ل يؤدي‬ ‫الضطهاد وترشد‪ ،‬وص�وت عويل وجثث أطفال‬ ‫عىل الش�اطئ‪ .‬و"انقذوه�م ‪..‬أنقذوهم" مبزيد‬ ‫م�ن مراكز إي�واء يف األردن الت�ي تأبطت لوائح‬ ‫مهجرينا لتستلم عنهم اإلعانات‪ ،‬كام فعل النظام‬ ‫الس�وري قبال بالعراقيني والفلسطينيني‪ .‬وتركيا‬ ‫الت�ي تبادل قضية الالجئين كعملة لدخولها أي‬ ‫حلف كان‪ ،‬مرة يف حلف اإلتحاد األورويب ومرة‬ ‫–نكاية باالتحاد األورويب‪ -‬مع الحلف الرويس‪.‬‬

‫الثورة في سوريا‬ ‫تنج من هذه‬ ‫لم ُ‬ ‫المحاوالت‪ :‬المسخ‬ ‫والتفريغ والتشويه‬ ‫والتحوير والسرقة‪.‬‬

‫وقفة‬

‫هنا يج�ب أن أقف عند لحظة جميلة يف الش�هر‬ ‫الثال�ث من ع�ام ألفني وس�تة عرش‪ ،‬م�ع إعالن‬ ‫الهدنة يف س�وريا بعد خمس سنوات عىل بداية‬ ‫الثورة‪ ،‬استغل السوريون الهدنة يف بعض املدن‬ ‫وأعادوا تسيري مظاهرات تطالب بإسقاط النظام‬ ‫(كل جمع�ة بعد صالة الظه�ر) وهذا أمر خاص‬ ‫بس�وريا الثورة؛ كل جمعة؛ حراك مدين س�لمي‬ ‫غري مس�لح –قدر املس�تطاع اإلنس�اين‪ -‬وقعت‬ ‫مسؤوليته عىل عامل الشارع‪ ،‬واعتمد نقطة تجمع‬ ‫يف مكان فيه مسارب تسمح للهرب واالختباء يف‬ ‫مناطق يعتمد عىل دعم س�كانها للثورة‪ .‬وجمعة‬ ‫بعد جمعة ترافقت املظاهرات مع ازدياد وحشية‬

‫النظام يف قمع وقتل وخف وترهيب املشتركني‬ ‫بها أو القامئني عليها‪ ،‬وحتى الجمهور أحيانًا مل‬ ‫يس�لم‪ .‬وإن مل يتوىل النظام وحلفاؤه الرسميني‬ ‫قمع املظاهرات‪ ،‬تولته�ا التنظيامت الحليفة غري‬ ‫الرس�مية من داع�ش وجيوش اإلمي�ان املختلفة‬ ‫وأح�زاب الله والش�يطان‪ .‬ثم ج�اءت الهدنة بعد‬ ‫فرتة قصرية نس�ب ًيا من ب�دء الهجوم الجوي من‬ ‫سالح الجو الرويس الذي أقام رسميا يف سوريا‬ ‫(أيل�ول ‪ ،)2015‬و عادت أسماء الجم�ع املدنية‬ ‫وعادت الهتافات املدنية‪ .‬وكانت لحظة جميلة‪.‬‬ ‫المحاولة الخامسة‬

‫يف أغس�طس م�ن ه�ذا الع�ام ‪ 2016‬نشرت‬ ‫صحيف�ة النيوي�ورك تامي�ز املصونة مش�كورة‬ ‫تقري�را قالت إنها عملت عليه ملدة مثانية أش�هر‪،‬‬ ‫وللم�رة األوىل تخصص كل هذا ال�ورق لقضية‬ ‫واح�دة وكانت دلي�ل املحاولة الخامس�ة للرسقة‬ ‫بتعزيز مصطلحات مثل الربيع العريب‪ ،‬واختفاء‬ ‫كلمة ثورة تقريبا بش�كل كامل‪ ،‬ذكر الحرب التي‬ ‫تدار يف سوريا كحرب أهلية يف أكرث من مكان‪،‬‬ ‫التبشير بعدم قي�ام دول مثل العراق وس�وريا‬ ‫وليبي�ا كدول فاعلة بعد هذه الحروب (!) تحوير‬ ‫حقائ�ق كأن تق�ول إن الربي�ع الع�ريب هو من‬ ‫ارتدادات الحرب األمريكية الخاطئة عىل العراق‪.‬‬ ‫(اللعنة إنها ليست خاطئة باملرة ألنها حققت كل‬ ‫املطلوب منها وأكرث‪ ،‬مثالً نشوء جامعات إسالمية‬ ‫متطرف�ة تعمل كالدخان عل خنق املناطق الثائرة‬ ‫الت�ي ال وقت للنظام وروس�يا وميليش�يا إيران‬ ‫الش�يعية املتطرفة العمل فيه�ا)‪ .‬وإخفاء حقيقة‬ ‫واضحة أن هذه الث�ورة قادها إحباط األفراد يف‬ ‫البلدان الت�ي أضحت تنتمي للعامل الثالث وأكرث‪،‬‬ ‫بس�بب األنظمة الت�ي وضعتها الح�رب العاملية‬ ‫األوىل (اتفاقي�ة سايكس‪-‬بيكو‪-‬س�ازانوف)‬

‫وحافظت عليها كحراس لهزمية الرشق األوس�ط‬ ‫املتعب واملك�دوم‪ .‬ووردت إش�ارة لهذه الحقيقة‬ ‫بجملة واحدة ال أكرث عىل طول التقرير‪ .‬شاكرين‬ ‫موضوعيتهم‪.‬‬ ‫ه�ذا ما يخط�ر يل اآلن وأن�ا أكت�ب مقالتي عن‬ ‫الرشق األوسط بنسخته األخرية التي يأمل مدراء‬ ‫األلعاب يف الدول العظمى التي صنعت االتفاقية‬ ‫ريا‪ .‬خصوصا‬ ‫للرشق األوس�ط األول تحقيقها أخ ً‬ ‫بع�د أن كبرت أمريكا وباتت ق�ادرة عىل النكح‪،‬‬ ‫وتعاف�ت أملاني�ا م�ن اتفاقي�ة فريس�اي وعادت‬ ‫روس�يا القيرصية بنس�ختها البوتينية الجديدة‬ ‫لتأخ�ذ حصتها الت�ي أجلتها صعود الش�يوعية‬ ‫قبيل الحرب العاملية الثانية‪...‬‬ ‫ومير يف ذهني مش�اكل أخرى صغرية تواجهها‬ ‫الث�ورة املدني�ة كتولية الش�خص غري املناس�ب‬ ‫بامل�كان األكثر حساس�ية‪ ،‬ورؤوس األم�وال‬ ‫املوجهة لتيارات عىل حس�اب قضاي�ا‪ ،‬والصور‬ ‫البائسة للس�وريني يف الداخل والخارج‪ ،‬وأشكر‬ ‫هن�ا أنجلين�ا ج�ويل ملؤازرته�ا وتعبه�ا الكبري‬ ‫معنا‪ :‬قدرها الله عىل فعل الخري‪ .‬وفيلة السيرك‬ ‫الت�ي تدور بصور أطفالن�ا املغربين يف طوابري‬ ‫املعون�ات البائس�ة يف كل أنحاء الع�امل‪ ،‬وأمال‬ ‫كلوين الت�ي حاولت جاهدة زج اس�مها بقضايا‬ ‫الربي�ع العريب عن طريق املحاكم‪ .‬واملس�ؤولني‬ ‫الس�وريني عن املش�اريع الصغرية لدعمنا نحن‬ ‫الس�وريني املدنيين املتعبين جدًا‪ ،‬وندع�و الله‬ ‫أن يس�تمتعوا مبكاتبه�م وعالقاتهم الجميلة يف‬ ‫أوروب�ا وإىل األمام‪ ،‬والحرامي�ة الصغار بحجة‬ ‫الداخ�ل الس�وري التعي�س مل يس�تطيعوا أن‬ ‫يوصلوا لنا أية مس�تحقات‪ ،‬أو أن يرسقوا أعاملنا‬ ‫حرصا منهم عىل سالمتنا‬ ‫ويوقعوها بأسمائهم‬ ‫ً‬ ‫يف الداخل‪...‬إلخ!‬

‫الوصول إلى أملانيا‬ ‫تطبيق ‪Ankommen‬‬

‫ُيهد التطبيق الطريق في األسابيع األولى لك في أملانيا‬ ‫يكنك العثور على من املعلومات عن احلياة في أملانيا وكذلك إجراءات‬ ‫اللجوء وعن موضوعات العمل والتدريب في التطبيق «‪.»Ankommen‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬يكنك بدء تعلم اللغة األملانية مع هذا التطبيق‪.‬‬ ‫لتنزيل التطبيق مجا ًن ا‪:‬‬

‫‪www.ankommenapp.de‬‬

‫المزيد من‬ ‫اإلنترنت لك‬ ‫*‪€‬‬

‫‪90‬‬

‫‪ /‬يوما ً ‪30‬‬

‫مكن استخدام السكايب‬ ‫ي‬

‫‪19‬‬ ‫‪HIGHSPEE‬‬

‫‪D‬‬

‫‪ . Powered by‬نحن نتكلم لغتك‬

‫‪Ortel Mobile GmbH, E-Plus-Str.1, 40472 Düsseldorf‬‬

‫‪Ortel.‬‬

‫‪www.ortelmobile.de‬‬

‫باقة ‪ Internet Flat 5‬جيجابت (‪19.90‬يورو لكل فترة تشغيل للخيارات تبلغ ‪ 30‬يومًا)‪ :‬مع الخدمات اإلضافية لباقة “‪ ”Internet Flat 5 GB‬فسوف تتمتع بخدمة اإلنترنت ذي السعر الموحد التي يمتد نطاقها إلى كل اتصاالت البيانات المرتبطة بالباقة داخل نطاق شبكة االتصاالت الجوالة ‪( E-Plus‬باستثناء اتصاالت التجوال‬ ‫واالتصاالت الخارجية)‪ .‬حتى حجم بيانات يبلغ ‪ 5‬جيجابايت لكل فترة تشغيل اختيارية يتوفر النطاق الترددي الذي يبلغ ‪ 21.6‬ميجابت‪/‬ثانية (تنزيل) و ‪ 8.6‬ميجابت‪/‬ثانية (رفع)‪ ،‬بعد ذلك تطبق سرعة ‪“ GPRS‬خدمة حزمة الراديو العامة” (بحد أقصى ‪ 56‬كيلوبت‪/‬ثانية في التنزيل والرفع)‪ .‬إن شعار ‪ Skype‬هو عالمة تجارية خاصة‬ ‫بشركة ‪ Microsoft‬ويتم استخدامها بموافقة شركة ‪.Microsoft‬‬

‫‪8‬‬

‫باب شرقي‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 13‬كانون األول والثاني ‪Dezember - Januar • 2017‬‬

‫الجميع تحت خيمة واحدة‬ ‫ليليان بيتان | محررة القسم األلماني في صحيفة أبواب‬ ‫ترجمة‪ :‬د‪ .‬هاني حرب‬

‫إن متحف النوتات يف برلني معروف مبجموعة‬ ‫اآلالت املوس�يقية الذي يحتويه‪ ،‬وكذلك بربنامج‬ ‫ورش�ات العمل الضخم الذي يقدم�ه وحديقته‬ ‫املوس�يقية‪ .‬أيضا يف هذا املس�اء البارد تصدح‬ ‫املوس�يقى يف أرج�اء املتح�ف‪ ،‬لي�س لوج�ود‬ ‫العديد من اآلالت املوس�يقية في�ه‪ ،‬بل ألمر آخر‪.‬‬ ‫شخصا أتوا اليوم ملشاهدة الشبكة‬ ‫أكرث من ‪40‬‬ ‫ً‬ ‫املوس�يقية "الخيمة"‪ .‬يف وسطها يقف عازف‬ ‫الع�ود الس�وري نبي�ل أربعين (‪ 35‬عا ًما) من‬ ‫دمشق والذي يهدف لربط املوسيقيني املحليني‬ ‫مع نظرائهم القادمني الجدد إىل أملانيا‪.‬‬ ‫"تعترب برلني مدينة متعددة الثقافات‪ .‬لألس�ف‬ ‫ال يع�رف الق�ادم الجدي�د كي�ف يتع�رف عىل‬ ‫محيطه الفني ولهذا قمت بتأسيس الخيمة" هذا‬ ‫ما أخربنا به أربعني‪.‬‬ ‫الخيم�ة باللغة العربي�ة ترمز للقبائ�ل البدوية‬ ‫ولإلنس�ان العريب األول‪ .‬بالنسبة لنبيل أربعني‬ ‫ترم�ز الخيم�ة لالجئين واللج�وء‪ .‬يف مدينته‬ ‫األم دمشق أس�س نبيل يف العام ‪ 2005‬متج ًرا‬ ‫يرا للآالت املوس�يقية وال�ذي حمل نفس‬ ‫صغ ً‬ ‫االس�م أيض�ا‪ .‬يف غرف�ه املختلفة ق�ام أربعني‬ ‫بتأس�يس رشكة لإلنت�اج املوس�يقية أيضً ا‪ .‬يف‬ ‫الع�ام ‪ 2014‬وبعد س�وء األح�وال األمنية يف‬ ‫س�وريا ق�رر نبيل مغادرة س�وريا عبر لبنان‬ ‫وتركي�ا وصوال إىل أملانيا والت�ي يقطن بها منذ‬ ‫الع�ام ‪ .2015‬و منذ وصوله إىل برلني بدأ نبيل‬ ‫بجم�ع الخربات كع�ازف للعود ضمن املش�هد‬ ‫املوسيقي يف برلني يف حفالت متعددة‪.‬‬ ‫عرب ش�بكته الجديدة يه�دف نبيل للوصول إىل‬ ‫أمور ع�دة‪" :‬ته�دف الخيم�ة لتب�ادل املعارف‬ ‫اللغوي�ة واملوس�يقية‪ .‬وأيضا ستس�اعد الخيمة‬

‫القادمني الجديد عىل فهم العمل املوس�يقي يف‬ ‫أملانيا وماهي القواع�د والضوابط لهذا العمل"‪.‬‬ ‫للقي�ام بالحفالت املختلفة حص�ل نبيل أربعني‬ ‫عىل املس�اعدة م�ن منظمتني غير حكوميتني‬ ‫أملانيتين واللتين تعملان على ربط املش�هد‬ ‫املوسيقي يف أملانيا ودفعه إىل األمام‪.‬‬ ‫األوىل هي منظمة "‪ "CreAid‬التي تقوم ببناء‬ ‫جس�ور بني املوس�يقيني الالجئين والصناعة‬ ‫املوسيقية يف أملانيا‪ .‬الثانية هي منظمة "‪Give‬‬

‫ِ‬ ‫أع�ط ش�يئا‬ ‫‪"Something Back to Berlin‬‬ ‫يف املقابل لربلني‪ ،‬والتي تجمع القادمني الجدد‬ ‫إىل برلين‪ .‬إضافة إىل ذل�ك كان متحف برلني‬ ‫للنوتات من املنظمني أيضا لهذه الحفالت‪.‬‬ ‫أح�د أه�داف "الخيمة" ه�و دعم املوس�يقيني‬ ‫لربط الثقافات املوس�يقية الغربي�ة والرشقية‪.‬‬ ‫يف الحفل�ة األوىل مل يك�ن هنال�ك أي تدريب‪.‬‬ ‫حال فتح س�تائر املرسح بدأت اآلالت املوسيقية‬ ‫بالع�زف‪ ،‬البيانو والكالرينت س�وية مع العود‪.‬‬

‫حت�ى عازف�ة اإليقاع برييف�ان أحمد ش�اركت‬ ‫بالحف�ل‪" :‬إنه من املمتع حق�ا أننا نقوم جميعا‬ ‫بعزف املوس�يقا بش�كل عفوي متام�ا دون أن‬ ‫نع�رف بعضنا البعض‪ .‬إن الج�و الرائع أثر يب‬ ‫فعلا‪ .‬هذا مث�ال رائع للحي�اة الربلينية املفعمة‬ ‫بالحياة واألحاسيس"‪.‬‬ ‫مل ي�أت فق�ط املوس�يقيون الكالس�يكيون‬ ‫ملتح�ف النوتات يف برلني‪ ،‬ب�ل أيضا بعض من‬ ‫موسيقيي الراب‪ .‬طه شيخ ديه من حلب يحاول‬ ‫اآلن أن يض�ع قدم�ا له يف املش�هد املوس�يقي‬ ‫للهيب–ه�وب يف برلين‪" :‬من الجي�د هنا أنك‬ ‫تس�تطيع أن تجد ما تحتاج إليه يف موس�يقاك‬

‫أو يف فرقتك املوس�يقية‪ .‬ليس م�ن الصعب أن‬ ‫تبدأ بالحديث مع املوسيقيني هنا‪ .‬أنا عىل سبيل‬ ‫املث�ال تحدثت إىل ش�اب س�وري يس�تطيع أن‬ ‫يقوم بإعطاء إيقاعات الهيب–هوب وهذا متاما‬ ‫ما كنت بحاجة له"‪.‬‬ ‫من خالل الحفلة املوسيقية قام طه بالغناء عىل‬ ‫املرسح عدة مرات مع آخرين‪.‬‬ ‫اختلط�ت الضح�كات مع أصوات املوس�يقا يف‬ ‫تلك الليلة‪ .‬إن الج�و العام كان ممتازًا حيث قام‬ ‫العدي�د من املوس�يقيني الج�دد باالنضامم إىل‬ ‫املجموع�ة التي تق�وم بالع�زف‪ .‬يف النهاية مل‬ ‫يكن العزف مقتصرا عىل املرسح‪ ،‬بل أيضا يف‬ ‫كل أركان املرسح‪ .‬بدأ الحارضون بالحديث عن‬ ‫مش�اريع موس�يقية مختلفة والتي تتحدث عن‬ ‫أوطانهم األم وعن بدايته�م الصعبة يف برلني‪.‬‬ ‫ه�ذا العنرص اإلنس�اين مهم جدًا بالنس�بة إىل‬ ‫نبيل أربعني‪ ،‬حيث ال ميكننا أن ننىس ملاذا نحن‬ ‫هن�ا يف برلين‪" :‬علينا أن نحاف�ظ عىل الرتاث‬ ‫املوسيقي لدولنا وأوطاننا التي دمرتها الحروب‪.‬‬ ‫ميكننا القيام بهذا حني نقوم بدعم املوس�يقيني‬ ‫الجدد القادمني وتوثيق أعاملهم"‪ .‬خالل خمس‬ ‫سنوات يرغب أربعني بتحويل الخيمة إىل مركز‬ ‫ثقايف موسيقي للموسيقا العاملية‪ .‬حيث قام هو‬ ‫وأصدقاؤه بالخطوة األوىل يف هذا االتجاه يف‬ ‫متحف النوتات هنا يف برلني‪.‬‬ ‫م�ن يرغ�ب مبعرف�ة املزي�د ع�ن الخيم�ة‬ ‫وفعالياته�ا املختلفة ميكن�ك متابعتها عرب‬ ‫صفحة الفيسبوك الخاصة بهم‬ ‫“‪”The Tent Musician Meet-Up‬‬

‫لست غري ًبا‬ ‫فأنت‬ ‫تخف‪،‬‬ ‫ال ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فادي جومر‬ ‫لست غريبًا‪ ،‬الجميع هنا غرباء‪ .‬هذا ما تقوله‬ ‫ال ْ‬ ‫أنت َ‬ ‫تخف‪َ ،‬‬ ‫برلين لزوارها‪ .‬مدينة بألف لغة ولون وأغنية‪ .‬مدينة تبتلع‬ ‫الزح�ام لتنرثه عىل مالمح س�كانها وزوارها‪ ،‬فيصحو كل‬ ‫من فيها‪ :‬زوا ًرا‪ ،‬وينام كل من فيها‪ :‬سكّانًا‪.‬‬ ‫عن�د كل زاوية‪ ،‬مث ّة م�ن يغني‪ :‬أفارقة‪ ،‬رشق أوس�طيني‪،‬‬ ‫التيني�ون‪ ،‬آس�يويون‪ ،‬وم�ن كل بق�اع األرض‪ .‬ومث�ة من‬ ‫يس�تمع أيضً �ا‪ ،‬ومث�ة من يعبر ه�ذا الجامل بلا مباالة‬ ‫يل عىل األقل‪ ،‬أنا القروي يف‬ ‫مدهش�ة‪ ،‬مدهشة بالنس�بة إ ّ‬ ‫وطني‪ ،‬القروي يف منفاي‪ ،‬الس�جني يف ثالثة ش�وارع ال‬ ‫أجد س�واها للتسكع يف قريتي مع ظالل األشجار‪ .‬أشجار‬ ‫برلين بال ظالل‪ ،‬وم�ا الحاجة للظلال يف مدينة متنحك‬ ‫صديقًا عند كل ضوء؟‬ ‫أح�اول ما أمكن اس�تعادة ت�وازين‪ ،‬فأنا ال أري�د االقتناع‬ ‫قروي‪،‬‬ ‫مل م�وا ٍز لحيايت يف س�وريا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ب�أنيّ‬ ‫أعيش يف ع�ا ٍ‬ ‫ّ‬ ‫أكرث مغامرات حيات�ه إثارةً‪ ،‬هي رحل ٌة إىل العاصمة ليأكل‬ ‫"بيت�زا" حقيق�ة طازج�ة‪ ،‬ورمب�ا ليقتن�ي رسوالاً ممزقًا‬ ‫م�ل الرساويل املمزقة نتيجة‬ ‫برباع�ة مصممي األزياء‪ ،‬فقد ّ‬ ‫االس�تعامل‪ .‬هربت من جنون الفكرة‪ ،‬فكرة العامل املوازي‪،‬‬ ‫وقررت مواجهة الواقع‪ ،‬وصنع قدري بيدي‪ .‬أجل س�أنتقل‬ ‫اكتفيت من جامل الغزالن يف الغابة‬ ‫للعيش يف العاصمة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫القريب�ة‪ ،‬وم�ن هدوء املقابر الذي يس�ود ش�وارع القرية‬ ‫س�اعة الذروة‪ .‬أمام�ي عرشون عا ًما عىل األقل ألبلغ س� ّن‬ ‫التقاع�د‪ ،‬أيُعقل أن أمضيها كلها يف ه�ذه الدورة التدريبة‬ ‫عىل حياة املتقاعدين؟!‬ ‫أبدأ أسئلتي الساذجة عن إيجارات البيوت‪ ،‬وفرص العمل‪،‬‬ ‫واملناطق القريب�ة من مركز املدينة‪ ،‬واألس�واق الرخيصة‪،‬‬ ‫وأس�عار بطاقات املواصالت‪ ،‬أجل‪ ..‬تل ّبس�تني فجأة حالة‬ ‫انتقل�ت للعي�ش يف برلني‪ ،‬بل وب�دأت بالتعاطف مع‬ ‫أنيّ‬ ‫ُ‬

‫جرياين يف قريتي ألن حياتهم مملة تفتقد املتعة واإلثارة‪.‬‬

‫بنيت خطط�ي كأنيّ إنس�ان طبيع�ي‪ ،‬يف ظرف‬ ‫معه�م‪ُ .‬‬

‫سياس�ة الحكومة الت�ي تعرف أين يج�ب أن أعيش وماذا‬

‫العمل‪ .‬أميض يف خطة تج ّن�ب اإلحباط حتى النهاية‪ ،‬فال‬

‫وتجنبًا لإلحباط مل أس�أل عن العقب�ات القانونية‪ ،‬وال عن‬ ‫يل التواصل‬ ‫يجب أن آكل ومن هم أفضل األصدقاء الذين ع ّ‬

‫طبيع�ي‪ ،‬يعرف ماذا يريد أن يعم�ل‪ ،‬وأين يبدأ البحث عن‬ ‫أستمع إلجابات أسئلتي‪ ،‬اإلجابات التي تبدو معها القوانني‬

‫والسياسات خالصة تفاؤل البرشية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كل هذا‪ ،‬ألجوب املدينة‪.‬‬ ‫أترك ّ‬ ‫حوار صامت‪ ،‬عميق‪ ،‬بين ذاكرة الحرب ومرشوع الحياة‪،‬‬ ‫طرفاه‪ :‬أحياء بأكملها تك�رر ذاتها‪ ،‬وأبنية بال مالمح‪ ،‬بعد‬ ‫أن مح�ت الحقب�ة الش�يوعيّة كل فرص�ة لالختالف‪ ،‬ويف‬ ‫الش�وارع‪ :‬ال أحد يش�به اآلخر‪ ،‬خليط ممتع مدهش مكثّف‬ ‫للكوكب وس�كانه وحضارات�ه وثقافات�ه‪ .‬مطاعم من كل‬ ‫الجنس�يات‪ ،‬وموس�يقا م�ن كل األمزج�ة‪ ..‬ويف الط�رف‬ ‫املقاب�ل‪ ،‬برلني املبني�ة بعد الحرب‪ ،‬وبعد س�قوط الجدار‪،‬‬ ‫وبدء املدى باالنفتاح‪.‬‬ ‫أقرأ الرس�ائل بين األماك�ن‪ ،‬وعابريها‪ ،‬مينحن�ي الزحام‬ ‫ش�عو ًرا دافئً�ا بالراح�ة‪ ،‬فأنا مس�كون بهواج�س ما بعد‬ ‫الح�رب‪ ،‬أي ح�رب‪ ،‬وعج�زي ع�ن الفعل الي�وم‪ ،‬يجعلني‬ ‫س�جني املس�تقبل‪ ،‬لذا‪ ،‬يعطين�ي زحام برلين‪ ،‬وحياتها‪،‬‬ ‫درس�ا ال يتكرر يف ف ّن قراءة التاري�خ‪ :‬ميكننا إن أردنا أن‬ ‫ً‬ ‫نعيد الحي�اة إىل الخرائب‪ ،‬ميكننا أن نصن�ع أجيالاً تؤمن‬ ‫باإلنس�ان وحريته‪ ،‬وحقوقه‪ ،‬ومساواته بكل البرش‪ ،‬مهام‬ ‫مقسمة حتى‬ ‫كان الحارض أسودَ‪ ،‬ومهام كانت أجيال اليوم ّ‬ ‫الشقاق بني ضحية ومجرم‪ ،‬ميكننا دامئًا إعادة البناء‪.‬‬ ‫تخف‪ِ ،‬‬ ‫لس�ت‬ ‫أنت‬ ‫تربّ�ت برلني عىل كتف�ي‪ ،‬وتك�رر‪" :‬ال ْ‬ ‫َ‬ ‫غريبًا‪ ،‬الجميع هنا غرباء"‪ .‬وأنا‪ ،‬املوقن من اغرتايب‪ ،‬أزداد‬ ‫ألف� ًة لكل هذا االغرتاب املركّز ليك� ّون املدينة‪ ،‬التي مل تكن‬ ‫عاصم ًة وحسب‪ ،‬كانت تج ّم ًعا لعواصم العامل‪ ،‬وكنت كيتيم‬ ‫يبحث ع�ن أمه يف حفل لتكريم األمه�ات‪ ،‬كنت أبحثُ عن‬ ‫دمش�ق‪ .‬ال عن دمش�ق التي غادرتها‪ ،‬بل عن دمش�ق التي‬ ‫أحلم بالعودة إليها‪ ،‬ح ّرة من "س�وفييت" العرص‪ ،‬ومل يبق‬ ‫م�ن "جدرانها" التي تفصل أبناءها عن الحرية إال رس�وم‬ ‫الزوار‪.‬‬

‫باب شرقي‬

‫‪9‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 13‬كانون األول والثاني ‪Dezember - Januar • 2017‬‬

‫“الرؤية المشوهة‪ ..‬السوريون عندنا”‬ ‫جديد الصحفية األلمانية كريستسن هيلبيرغ‬ ‫حوار ‪ :‬حسين أحمد | برلين‬ ‫ولدت يف العام ‪ 1973‬يف مدينة هيلربون‪ ،‬والية‬ ‫ب�ادن فوتيمبورغ‪ ،‬درس�ت الصحاف�ة والعلوم‬ ‫السياس�ية يف هامبورغ وبرشلونة ‪ .‬ويف العام‬ ‫‪ 1997‬حصلت عىل جائزة الصحفيني الش�باب‬ ‫من قبل أكادميية آكس�يل شبرينغر للصحافة‪.‬‬ ‫انتقلت الحقًا إىل دمش�ق‪ ،‬عملت هناك كمراسلة‬ ‫ملدة س�بع س�نوات‪ ،‬وكانت املراس�لة الرس�مية‬ ‫الغربي�ة الوحي�دة بني عام�ي ‪ 2001‬و‪2008‬؛‬ ‫لصالح مؤسس�ة البث االذاع�ي االملانية ‪، ARD‬‬ ‫مؤسس�ة البث االذاعي النمساوية ‪ ، ORF‬راديو‬

‫وقناة ‪ SRF‬الس�ويرسية‪ ،‬باإلضافة اىل العديد‬ ‫من وس�ائل االعلام ‪ .‬تعم�ل حال ًي�ا كصحفية‬ ‫مستقلة يف برلني‪ ،‬وتعيش مع زوجها السوري‬ ‫وأطفالهام‪.‬‬ ‫م�ن ع�ارش قو ًم�ا أربعني يو ًم�ا‪ ،‬ص�ار منهم‪.‬‬ ‫ولك�ن كريس�تني هيلبريغ عارشت الس�وريني‬ ‫س�بع س�نوات‪ ،‬إنها تعرف الس�وريني أكرث من‬ ‫اإلعالم األملاين‪ ،‬وحتى املكتب االتحادي للهجرة‬ ‫والالجئني‪ ،‬ورمبا االستخبارات األملانية‪ .‬أصدرت‬ ‫كريستني حديثًا "الرؤية املشوهة‪ ...‬السوريون‬

‫عندنا"‪ ،‬وترسد م�ن خالل كتابها هذا‪ ،‬تفاصيل‬ ‫حياتها يف دمشق‪ ،‬حياة السوريني‪ ،‬اإليجابيات‬ ‫والس�لبيات‪ ،‬باإلضافة إىل التعمق يف تفاصيل‬ ‫حياتهم يف أملاني�ا‪ .‬وكان لــ أبواب لقاء قصري‬ ‫معه�ا‪ ،‬عىل هامش الندوة التي انعقدت يف بناء‬ ‫جري�دة تاغس ش�بيغل الربليني�ة وكان الحوار‬ ‫التايل‪:‬‬ ‫كيف تجدين السوريين اليوم في برلين؟‬

‫هل هناك فرق بين السوريين الذين‬

‫التقيتهم في دمشق‪ ،‬حيث كانوا آنذاك‬

‫ُيسمون "مواطنين سوريين" وبين الذين‬

‫التقيتهم في برلين حيث ُيسمون اآلن‬ ‫"الجئين سوريين"؟‬

‫الس�وريون مختلفون ومتنوعون يف س�وريا‪،‬‬ ‫متا ًم�ا كام ه�م اآلن عليه يف أملاني�ا‪ ،‬فقد وصل‬ ‫إىل أملانيا مجموعات متنوعة‪ ،‬بداي ًة وصل أولئك‬ ‫الذين كان لديهم بعض املال أو أقرباء وأصدقاء‬ ‫يف الغرب‪ ،‬وخالل الصيف املايض وصل العديد‬ ‫من السوريني‪ ،‬الذين مل يكن بإمكانهم البقاء أو‬ ‫أصبح�وا مهددين‪ ،‬وه�ذا يعن�ي أن الكثري من‬ ‫األش�خاص الذين مل يدرس�وا؛ أفق� ُر الناس هم‬ ‫اآلن يف سوريا‪.‬‬ ‫ولكنن�ي أجد أيضً �ا‪ ،‬بأنه لدينا رشيحة واس�عة‬ ‫النط�اق ومختلف�ة م�ن الس�وريني يف أملاني�ا‪،‬‬ ‫على س�بيل املثال نج�د يف برلين الصحفيني‬ ‫يف ورش�ات العمل‪ ،‬تجد الكثري من املؤسس�ات‬ ‫واملنظامت التي تبحث عنهم‪ ،‬حتى أصبح لبعض‬ ‫الجرائد صحف ّيها الس�وري الخاص‪ .‬وهذا ليس‬ ‫نفس�ه الس�وري اآلخ�ر‪ ،‬الذين يجل�س اآلن يف‬ ‫مراك�ز إيواء الالجئني‪ ،‬وال�ذي ال يتكلم واليفهم‬ ‫األملانية وه�و اآلن محب ٌط ج�دًا‪ .‬وعندما نبحث‪،‬‬ ‫سوف نجد جميع أنواع السوريني يف أملانيا‪.‬‬

‫ماذا تقولين للمواطنين األلمان‬

‫ولالجئين السوريين الذين يملكون ذات‬

‫الخوف؟ وماهي رسالتك؟‬

‫‪Kristin Helberg‬‬

‫‪FOTO:HUSSEIN AHMAD‬‬

‫يعترب الخوف مستش�ا ًرا س�يئًا‪ ،‬الخوف يجعل‬ ‫اإلنس�ان ُعرض ًة لالس�تغالل‪ ،‬ال يجب أن نسمح‬ ‫للخوف بأن يس�يطر علينا‪ .‬نح�ن األملان‪ ،‬لدينا‬ ‫القليل من األسباب‪ ،‬لنكون خائفني‪ :‬إذا ما نظرنا‬ ‫بواقعي ٍة للمس�لمني والالجئني ال نجد إال اليشء‬ ‫القليل م�ن مربرات الخوف‪ .‬لدين�ا نحن األملان‬ ‫"الحرية" الت�ي ندافع عنها دامئً�ا‪ ،‬وهكذا نود‬ ‫العيش "بحرية"‪ ،‬وعندما يتملكنا الخوف‪ ،‬نُقيد‬ ‫حريتن�ا بأنفس�نا‪ ،‬دون مراعاة قيمنا؛ املس�اواة‬ ‫يف الحق�وق وتكافؤ الفرص؛ املس�اواة لجميع‬ ‫الناس‪" .‬إنه مس�لم فإنه مختلف‪ ...‬إنه س�وري‬ ‫فإن�ه الجئ‪ "...‬هذا خطري ج�دًا‪ ،‬واألخطر الذي‬

‫في الليلة الظلماء ُيفتق ُد “العظم”‬ ‫هيئة التحرير في صحيفة أبواب‬ ‫يف الح�ادي عشر من كان�ون األول‪-‬ديس�مرب فقدت‬ ‫الثقاف�ة العربي�ة علًم�اً بارزًا م�ن كب�ار املطورين يف‬ ‫املنظوم�ة الفكري�ة العربي�ة‪ :‬املفك�ر الس�وري الكبري‬ ‫ص�ادق جالل العظ�م‪ ،‬الذي وافته املني�ة يف منفاه يف‬ ‫برلني‪ ،‬عن عمر اثنين ومثانني عا ًما‪ ،‬بعد رصاع طويل‬ ‫مع املرض‪.‬‬ ‫درس الراح�ل الكبري الفلس�فة يف الجامعة األمرييكية‬ ‫ببريوت‪ ،‬ود ّرس�ها فيه�ا‪ ،‬ود ّرس يف جامعات س�وريا‬ ‫واألردن والواليات املتحدة األمرييكية وأملانيا‪ .‬كام وضع‬ ‫مؤلفات عديدة يف الفلس�فة واملجتم�ع والفكر العريب‬ ‫املعارص‪.‬‬ ‫عم�ل العظ�م على مواجه�ة االس�تبدادين الدين�ي‬ ‫والس�يايس‪ ،‬بالفكر والنقاش والبحث العلمي‪ ،‬وسعى‬ ‫دامئًا للسري بالعقل العريب الجمعي قد ًما ليوائم الحياة‬ ‫املع�ارصة‪ ،‬مقد ًم�ا طروح�ات نقديّ ًة جريئةً‪ ،‬س�اهمت‬ ‫يف وض�ع أس�س حقيق ّي�ة للفك�ر النق�دي التاريخي‬ ‫واالجتامعي‪ ،‬ممهدًا لفه�م أعمق لبنية املجتمع العريب‪،‬‬ ‫واألسس الناظمة لسلوكه‪.‬‬ ‫وكان الراح�ل الكبير م�ن أهم األعلام الثقافي�ة التي‬ ‫أب�دتْ موقفًا أخالقيًا ينس�جم وتاريخه�ا التنويري من‬

‫خصوصا‪،‬‬ ‫الربيع الع�ريب عمو ًم�ا‪ ،‬والثورة الس�ورية‬ ‫ً‬ ‫ف�كان العظم من أول الداعمين لها‪ ،‬بل إنه كان يف كل‬ ‫طروحات�ه مبشرّ ًا بها‪ ،‬وداع ًيا إليها‪ ،‬فقد ج ّرد مبؤلفاته‪،‬‬ ‫وبأبحاثه التي امتدت طوال أكرث من خمس�ة عقود من‬ ‫العمل ال�دؤوب‪ ،‬ج ّرد كل أمن�اط الصنمية التي حكمت‬ ‫املجتمع�ات العربية دهو ًرا‪ ،‬وم�ا إن ه ّبت رياح التغيري‬ ‫حتى كان من أوئل املنارصين لها‪.‬‬ ‫ت�رك العظم مؤلفات بالغة األهمية أثرت املكتبة العربية‬ ‫منه�ا‪ :‬نق�د الفك�ر الديني‪ ،‬االس�ترشاق واالس�ترشاق‬ ‫معكوس�ا‪ ،‬دفا ًعا عن املادية والتاريخ‪ ،‬يف الحب والحب‬ ‫ً‬ ‫العذري‪ ..‬إضافة لعرشات املقابالت والندوات واألبحاث‪،‬‬ ‫التي قدمت قيماً فكريّة وأخالق ّية عليا‪ ،‬ومهدت الطريق‬ ‫لفلس�فة عربيّ�ة تنويري�ة‪ ،‬س�نحتاجها يف كل خطوة‬ ‫يخطوها املجتمع العريب إىل األمام‪.‬‬ ‫س�يفتقد الفك�ر الع�ريب القام�ة العظيم�ة الراحل�ة‪،‬‬ ‫وسيكون لغيابه بالغ األثر يف الفلسفة العربية‪ ،‬السيام‬ ‫يف مرحلة التحوالت الكربى التي كان العظم من أوائل‬ ‫روادها والداعني إليها‪ ،‬وكم س�يكون غياب عقله الالمع‬ ‫ذا أثر معتم عليها‪.‬‬

‫‪FOTO: herder.de‬‬

‫أج�ده يف أملاني�ا‪ ،‬هو أن يس�مح الناس للخوف‬ ‫بالتحكم بهم‪ ،‬وأن يقوم السياس�يون باستغالل‬ ‫ذلك ألهدافهم الشخصية‪ .‬ال مشكلة يف الخوف‬ ‫بح�د ذاته‪ ،‬أما تس�خري واس�تغالل الخوف من‬ ‫أج�ل مصالح سياس�ية معينة فهذا س�يئ جدًا‪،‬‬ ‫وأجده مش�كلة كبرية جدًا‪ .‬بالنس�بة للسوريني‬ ‫الذين أيضً ا لديهم خوف‪ ،‬املسلمني الذين لديهم‬ ‫خ�وف‪ ،‬الفتاة املحجبة الت�ي لديها خوف‪ ،‬أقول‬ ‫لهم‪" :‬ال تجلس�وا يف املنزل‪ ،‬أخرج�وا‪ ..‬تعلموا‬ ‫اللغ�ة األملاني�ة‪ ..‬تحدث�وا م�ع الن�اس‪ ..‬حت�ى‬ ‫تتخلص�وا ويتخلصوا من الخ�وف"‪ ،‬يجب بناء‬ ‫العالق�ات مع الن�اس‪ ،‬مع األش�خاص الذين مل‬ ‫نتح�دث يو ًما م�ا معهم‪ ..‬حتى م�ع الذين رمبا‬ ‫ٌ‬ ‫خوف منهم؛ وعندها س�يقول لك الناس‪:‬‬ ‫لدين�ا‬ ‫"أن�ت س�وري‪ ..‬أن�ت مثلي متا ًم�ا‪ ..‬ترتدي�ن‬ ‫أن�ت معلمة‪ِ ..‬‬ ‫أنت مثيل متا ًما‪ِ ..‬‬ ‫الحج�اب‪ِ ..‬‬ ‫أنت‬ ‫مثلي متا ًم�ا‪ .‬يجب دامئً�ا التحدث م�ع بعضنا‬ ‫البع�ض‪ ،‬وخاص�ة مع الناس الذي�ن لدينا رمبا‬ ‫بعض الخوف منهم‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 13‬كانون األول والثاني ‪Dezember - Januar • 2017‬‬

‫باب شرقي‬

‫أحاسيس مختلطة‪ ،‬حوار يهودي فلسطيني في ألمانيا‬ ‫ق ّدم مسرح “‪ ”Bayer Kultur‬في الثاني من ديسمبر‪-‬‬ ‫عرضا مسرح ًيا بعنوان “أحاسيس مختلطة” من‬ ‫كانون األول ً‬ ‫إخراج األلمانية ساندرا رايتماير‪ ،‬وتمثيل الفنانة الفلسطينية‬ ‫نسرين فاعوري‪ ،‬والفنان البريطاني اليهودي براين ميخايل‪.‬‬ ‫أحساسيس مختلطة‪ ،‬العمل الذي تقول عنه مخرجته إنه حوار‬ ‫صغير ضروري بين واحدة من أنجح الفنانات الفلسطينيات‬ ‫التي اضطرت لدراسة التمثيل في “إسرائيل”‪ ،‬ومنتج مسرحي‬ ‫أوروبي يهودي ولد بعد المحرقة وأمضى معظم حياته في‬ ‫ألمانيا‪ ،‬هذا الحوار مليء بالقصص والمواقف التي تحاكي‬ ‫الصراع المعقد المستمر منذ أكثر من نصف قرن‪ .‬على هامش‬ ‫العرض‪ ،‬التقت أبواب بالفنانة نسرين فاعور وكان معها‬ ‫الحوار التالي‪:‬‬

‫رامي العاشق | ليفركوزن‬ ‫من هي نسرين فاعور؟‬

‫"نرسي�ن أحمد حم�ود فاعور‪ ،‬هذا هو اس�مي‪،‬‬ ‫ودامئ�ا أردده بصيغت�ه الرباعي�ة للتعرف عىل‬ ‫باقي أف�راد العائلة يف الش�تات واملهجر‪ .‬أتيت‬ ‫م�ن ترش�يحا يف الجليل األعىل من فلس�طني‪.‬‬ ‫وه�ذا كان العن�وان والقضية الت�ي أحملها يف‬ ‫جعبتي ومسارايت الحياتية" تقول نرسين‪.‬‬ ‫امتهن�ت نرسي�ن فن�ون املسرح وعل�م اليوغا‬ ‫والطاقة الكونية‪ ،‬فتش�كلت لديه�ا رؤية ونهج‬ ‫مهن�ي تس�تعني بأدوات�ه يف "تطوي�ر الوعي‬ ‫عملت يف‬ ‫الذايت للجس�د‪ ،‬الدم�اغ والنف�س"‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫املسرح كممثل�ة‪ ،‬مخرج�ة‪ ،‬مرش�دة‪ ،‬ومدربة‬ ‫للفن�ون األدائي�ة‪ ،‬حصل�ت عىل جائ�زة أفضل‬ ‫ممثل�ة يف مهرج�ان ديب م�ن خلال بطولتها‬ ‫يف فيل�م "أمري�كا" إخ�راج رشي�ن دعيب�س‪،‬‬ ‫كما ترش�حت لجائ�زة أفضل دور نس�ايئ يف‬ ‫األوس�كار لألفالم املس�تقلة (‪)Spirit Award‬‬ ‫يف لوس انجلوس عن نفس الدور‪ .‬شاركت يف‬ ‫عدة أفالم أخرى‪( :‬يف ‪ -‬الش�هر التاس�ع ‪ -‬و ‪-‬‬ ‫جمر الحكاية) من إخ�راج عيل نصار‪( ،‬ماريا‪..‬‬ ‫نرسي�ن) إخ�راج محمد توفي�ق‪( ،‬فيلا توما)‬ ‫إخراج س�هى عراف‪ ،‬و(عيون الحرامية) إخراج‬ ‫نجوى نجار‪ .‬كام شاركت يف مهرجانات عاملية‬ ‫وعربي�ة‪ ،‬وأيضً ا كعضو لج�ان تحكيم يف عدة‬ ‫مهرجانات للسينام العربية‪.‬‬ ‫نسرين فاعور‪ :‬المبدع يخدم قضيته‪،‬‬

‫ليست القضية هي التي تخدم المبدع‬

‫تتحدث نرسين عن مشوارها الفني‪" :‬هذا املسار‬ ‫املهن�ي الذايت مل ينفصل ع�ن واجبي املجتمعي‬ ‫والوطن�ي الفلس�طيني‪ ،‬فكن�ت م�ن املبادرين‬ ‫النطالق�ة امللتق�ى الفن�ي (بطاقت�ي ‪ -‬لإلبداع‬ ‫واإلنت�اج الفن�ي) يف مدين�ة بريزي�ت‪ .‬فبع�د‬ ‫ترمي�م مبنى قدي�م من قبل الطاق�م‪ ،‬تم افتتاح‬

‫مق�ر امللتق�ى ليع�زز من قيم�ة الف�ن والثقافة‬ ‫الفنية يف حياتن�ا الفردية والقومية‪ ،‬وخلق لغة‬ ‫تحايك الرشائح الحياتي�ة املختلفة يف املجتمع‬ ‫الفلس�طيني‪ .‬فواحد م�ن أهدافنا هو التش�بيك‬ ‫والوصل بني املبدع واملجتمع الفلسطيني ككل‪،‬‬ ‫وأينام وجدنا يف الداخل أو الش�تات أو مناطق‬ ‫الس�لطة يف محاول�ة منا إللغ�اء كل التجزئات‬ ‫والتس�ميات الت�ي فصلت املجتمع الفلس�طيني‬ ‫بأكمله‪ .‬قضيتي وهويتي كامرأة وكفلس�طينية‬ ‫صبغ�ت وش�كلت مس�اري الحي�ايت واملهني‪،‬‬ ‫ليكون ش�عاري‪ :‬املب�دع يخدم قضيته‪ ،‬ليس�ت‬ ‫القضية هي التي تخدم املبدع"‪.‬‬ ‫أحاسيس مختلطة‪ ،‬الفكرة والهدف‬

‫قبل ست سنوات التقت نرسين برباين رشيكها‬ ‫يف "أحاس�يس مختلط�ة" يف عرض مشترك‬ ‫بين أكادميي�ة الفنون يف رام الل�ه حيث كانت‬ ‫تعم�ل وقته�ا يف مسرح القصب�ة‪ ،‬وتوأمته�ا‬ ‫جامع�ة (فولكفانغ) األملاني�ة للفنون‪ ،‬التي كان‬ ‫براين يرتأس قس�م اإلخراج فيها‪ .‬تقول نرسين‬ ‫"بواس�طة صديق أش�ار إلينا للعم�ل مرسحيًا‪،‬‬ ‫تشاركنا األفكار والرؤى املرسحية عىل الصعيد‬ ‫الفني العام‪ .‬وبدأنا نبحث عن نصوص مرسحية‬ ‫تجمعن�ا يف محور واحد‪ .‬ولك�ن حقائق الواقع‬ ‫لقصصنا الذاتية كانت هي السباقة يف اختيارنا‬ ‫للنم�ط املرسح�ي املعتمد‪ .‬فكون براي�ن يهوديًا‬ ‫أوروب ًي�ا‪ ،‬ال ينفصل ع�ن واقعي الذي أعايش�ه‬ ‫جعل‬ ‫منذ النكبة مع اإلرسائييل املحتل‪ .‬وهذا ما ُ‬ ‫مح�و ًرا للحوار الذي متت معالجته مرسحيًا يف‬ ‫هذا العمل‪ ،‬مع التش�ديد عىل اختالف اليهودية‬ ‫عن الصهيونية اإلرسائيلية"‪.‬‬ ‫ترشح نرسين‪" :‬يروي براين تجربته اإلنسانية‬ ‫الت�ي ع�اىن فيه�ا م�ن العنرصية والالس�اميّة‬ ‫يف أوروب�ا‪ ،‬ي�روي يف املقابل ع�دم انتامئه ملا‬ ‫أحدثه الصهيوين املحتل لفلسطني بعد الكارثه‬ ‫النازي�ة‪ ،‬وحلمه "املزيف" بأرض امليعاد‪ .‬ألضع‬ ‫يف املقابل قصتي الذاتية‪ ،‬لتلغي فرضية املحتل‪،‬‬

‫أحاسيس مختلطة‪ ،‬تصوير رامي العاشق‬

‫فلألرض أهلها وليست أرضً ا بال شعب"‪.‬‬ ‫يف ه�ذا العم�ل املرسح�ي يوث�ق املتح�اوران‬ ‫"الحقائ�ق" بإرصار عىل املضي قد ًما من أجل‬ ‫"تطوير وعي العامل الغريب" للحالة اإلنس�انية‬ ‫التي فرضت عليهام ما يعيش�ان اآلن‪ ،‬ومن أجل‬ ‫املساهمة يف رفع الظلم والسعي للحرية تقرير‬ ‫املصري‪ ،‬بحسب نرسين‪.‬‬ ‫حقيقي ًة‬ ‫اختالف الروايات يمنح العمل‬ ‫ّ‬

‫واقعية‬

‫يتصارع املتح�اوران مرسح ًي�ا‪ ،‬كل منهام عىل‬ ‫كل منهما صاح�ب األرض‪،‬‬ ‫صدق ّي�ة روايت�ه‪ّ ،‬‬ ‫بتفاصيل ق�د يتّه�م مطلقها مبعاداة الس�اميّة‬ ‫لو مل يك�ن يهوديًا‪ ،‬مصطلحات ك�ـ "التطهري‬ ‫العرق�ي" مل مت ّر بس�هولة على براي�ن‪ ،‬تعلّق‬ ‫نرسين‪" :‬ال مش�كلة مع االختلاف‪ ،‬فهو يخلق‬ ‫حوا ًرا عميقًا جدًا‪ ،‬ألنه نابع من صدق الحقائق‪.‬‬ ‫الف�ن املرسح�ي جم�ع ه�ذا االختلاف ليخلق‬ ‫واق ًع�ا آخر‪ .‬ه�و يف األصل قائم‪ ،‬و"أحاس�يس‬ ‫مختلط�ة" أتاح�ت الفرص�ة لهذه األحاس�يس‬ ‫املختلط�ة أن تك�ون باختالفاته�ا‪ .‬مل يك�ن من‬ ‫س�هالً أن نس�مع الحقائق يف بع�ض األحيان‪،‬‬ ‫ولكن مل نلغِ وجودها"‪ .‬مخرجة العمل س�اندرا‬ ‫رايتامي�ر له�ا حص�ة أخ�رى يف ه�ذا الحوار‬ ‫الذي يجمع تفاصي�ل الحكاية‪ ،‬فهذا طرف آخر‬ ‫للح�وار املرسح�ي والواقع�ي ال�ذي طرح يف‬ ‫العمل‪" .‬املرسح ه�و املنرب الذي أتاح للحدث أن‬ ‫يكون" تق�ول نرسين وتتابع‪" :‬ه�ذه املنظومة‬ ‫الت�ي اتبعت يف العرض املرسح�ي‪ .‬وعليه كان‬ ‫أس�اس العمل‪ ،‬اختيرت مقاطع م�ن مرسحية‬ ‫‪ The proposal‬لتش�يخوف ترتابط بالقصص‬ ‫املوثقة وبش�كل منس�جم بتطور األحداث‪ ،‬وتم‬ ‫اس�تعاملها كإس�قاطات تاريخ ّي�ة درام ّية يف‬ ‫العمل لتمنحه بعدًا مرسح ًيا آخر"‪.‬‬

‫منارصين لكم؟‬ ‫نرسين فاعوري‪ :‬لو كان هناك جواب قاطع يف‬ ‫هذا الش�أن لكانت كل األم�ور قابلة للحل‪ ،‬ليس‬ ‫س�هالً أن نك�ون منطقيين‪ ،‬ولكنن�ي أقول‪ :‬لو‬ ‫كان�ت هذه الدولة دولة ح ّرة غري عنرصيّة دينيًا‬ ‫حق العودة موجودًا‪ ،‬س�يكون‬ ‫وقوميًا‪ ،‬ولو كان ّ‬ ‫هذا الحل الرومنيس ه�و األفضل‪ ،‬ولكن الواقع‬ ‫عكس ذلك‪.‬‬ ‫تكم�ل نرسي�ن‪" :‬رشاكت�ي مع مخ�رج وممثل‬ ‫يه�ودي‪ ،‬كانت من حظّي بعض اليشء‪ ،‬ألمتكن‬ ‫م�ن مش�اركة قضيّتي واملس�اهمة يف الس�عي‬ ‫إىل العدال�ة والحرية لش�عب ال ذن�ب له مبا م ّر‬ ‫اليه�ودي األورويب ب�ه يف زم�ن النازية‪ ،‬ومن‬ ‫هذا املنطلق‪ ،‬وبعد س�ت س�نوات على انطالق‬ ‫"أحاسيس مختلطة" أقول إن الفن يستطيع أن‬ ‫يؤثر يف الواقع املعاش"‬ ‫ردود األفعال‬

‫يرافق العرض املرسحي دامئًا جلس�ة نقاش مع‬ ‫الجم�ور‪ ،‬ت�رى نرسي�ن أن ردود األفعال كانت‬ ‫إيجابي�ة‪ ،‬أث�ارت تس�اؤالت ع�دة م�رات‪ ،‬ويف‬ ‫بع�ض األحيان جلبت تهديدات‪ ،‬والذي كان غري‬ ‫متوق�ع‪ ،‬أن ه�ذه التهديدات كان�ت من نصيب‬ ‫رشييك براين"‪.‬‬ ‫على المستوى الفني‪ ،‬يخرج العمل من‬

‫تصنيفات المسرح التقليدية‪ ،‬سألنا‬

‫نسرين عن الرؤية الفنية التي استندت‬ ‫إليها‪ ،‬والمرجعيات الفنية التي دعتها‬

‫الستعمال المسرح في هذا السياق ال‬

‫اليوتيوب مثال‪ ،‬فأجابت‪:‬‬

‫"برأي�ي أن على املرسح أن يخ�رج من األمناط‬ ‫والتصنيفات والتقليد‪ .‬ه�ذه املرحلة تحتاج إىل‬ ‫الجرأة يف كسر كل األنظم�ة واملعتقدات‪ .‬هذا‬ ‫ما اتفق�ت عليه مع فريق العم�ل‪ .‬والذي يتمثل‬ ‫بفلس�طينية وأملانية ويهودي بريطاين‪ .‬امللتقى‬ ‫هذا هو املميز‪ ،‬وهو باس�تطاعته أن يطرح بكل‬ ‫أدواته الرسدية أو الثمتيلية ما اس�تطعنا نبش�ه‬ ‫من قصص ذاتية تش�كل الع�رض الذي نقدمه‬ ‫اليوم"‪ .‬وتابعت‪" :‬ميكن بالطبع لعامل التواصل‬ ‫االجتامع�ي أن يدعم فكرتنا وانتش�ارها‪ ،‬ولكن‬ ‫يفقد العمل املواجهه مع الجمهور‪ .‬من الدهش�ة‬ ‫الحقيقة التي يخلقها واقع العمل املرسحي عند‬ ‫الجمهور‪.‬‬ ‫مشاريع قادمة‬

‫يذكر أن العمل املرسحي "أحاس�يس مختلطة"‬ ‫هو جزء م�ن الفرقة املرسحي� ة �‪Leesha pro‬‬ ‫‪ duction‬وه�و عمله�ا التاين ال�ذي تطور من‬ ‫فك�رة أولية قدمت يف مهرجان املرسح س�يبيو‬ ‫يف روماني�ا‪ ،‬وقدم�ت الفرق�ة اآلن لعمل جديد‬ ‫يط�رح فكرة االغرتاب والغربة مبش�اركة املركز‬ ‫الثقايف يف ليفركوزن‪-‬أملانيا‪.‬‬

‫أبواب‪ :‬لماذا اخترت أن تعملي مع‬

‫يهودي بريطاني ال مع يهودي إسرائيلي‬

‫مناصر للفلسطينيين؟‬

‫نرسين فاعور وبراين مخايل‪ ،‬تصوير‪ :‬رامي العاشق‬

‫نرسين فاع�وري‪" :‬ال ميكن أن نق�ول إن هناك‬ ‫رصا للفلس�طينيني‪ ،‬وإال‬ ‫يهوديً�ا إرسائيل ًي�ا منا ً‬ ‫مل�اذا يس� ّمى إرسائيليً�ا؟ مبعن�ى أن�ه إذا كان‬ ‫رصا‪ ،‬فلماذ يعزز فكرة الدول�ة الصهيونية‬ ‫منا ً‬ ‫بوجوده هناك"‪.‬‬ ‫أب�واب‪ :‬وماذا عن الذين ولدوا هناك وال يعرفون‬ ‫مكانً�ا آخر‪ ،‬ماذا ع�ن ذكرياتهم وناس�هم‪ ،‬هل‬ ‫تطلبين منه�م املغ�ادرة؟ أال ميك�ن أن يكونوا‬

‫نرسين فاعور وبراين مخايل‪ ،‬تصوير‪ :‬رامي العاشق‬

‫باب مفتوح‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 13‬كانون األول والثاني ‪Dezember - Januar • 2017‬‬

‫‪11‬‬

‫دليلك المسلّي إلى االندماج‬ ‫كيف تصبح ألمان ًيا؟ (الجزء الرابع واألخير)‬

‫نج�ح كت�اب "”‪How to be German / Wie‬‬ ‫‪ man Deutscher wird‬الذي ألفه آدم فليترش‬ ‫ويس‪.‬إتش‪ .‬بيك عام ‪ ،2012‬يف اس�تقطاب ما‬ ‫يناه�ز مليوين قارئ‪ ،‬ليصبح أكرث الكتب مبي ًعا‬ ‫من سلسلة شبيغل لكتب الجيب‪ .‬والكتاب عبارة‬ ‫ع�ن مجموعة من خواطر منش�ورة عرب مدونة‪،‬‬ ‫تم جمعها باللغتني األملانية واالنكليزية‪ ،‬لتكون‬ ‫دليلاً مس�ل ًيا "لألوس�لندر الصغير" الطامح‬ ‫أن يصب�ح أملانيً�ا م�ن خلال خمسين خطوة‬ ‫تتضمن تفاصيل طريفة حول الحياة يف أملانيا‪،‬‬ ‫يف أس�لوب ال يخلو م�ن املفارق�ات واملبالغات‬ ‫املضحكة‪ .‬وسنعرض أهم عرشين خطوة وردت‬ ‫يف الكتاب يف هذا العدد‪.‬‬ ‫افط�ر بب�ذخ‪ ،‬خط�ط واحجز عطلتك لس�نوات‬ ‫مقد ًما‪ .‬البس بشكل معقول‪ ،‬وأطع رجل اإلشارة‬ ‫األحمر! ستس�اعدك ق�راءة هذه الس�طور عىل‬ ‫معرفة كل يشء بد ًءا من عصري التفاح مع املياه‬ ‫الغازي�ة‪ Apfelsaftschorle‬وحت�ى السلام‬ ‫عليكم ‪.Tschüss‬‬ ‫• اعرف بطاطتك‬

‫مخطئ م�ن يقول إن األملان يفتق�رون لإلبداع‪.‬‬ ‫فه�و يرتك�ز يف مج�االت محددة مث�ل مالبس‬ ‫الخ�روج‪ ،‬والبريوقراطي�ة‪ ،‬والكلمات الطويلة‬ ‫املركب�ة‪ ،‬وخلط�ات املرشوبات الغازي�ة‪ ،‬ولعل‬

‫أكرث ه�ذه املج�االت إبدا ًعا هو أن�واع البطاطا‪.‬‬ ‫فف�ي معظم البل�دان‪ ،‬تأيت البطاط�ا يف أربعة‬ ‫أشكال أساس�ية‪ :‬مهروسة‪ ،‬مش�وية‪ ،‬مسلوقة‪،‬‬ ‫مقلية‪ ،‬والبدعة املخرتعة حديثًا‪ :‬بطاطا ويدجز‪.‬‬ ‫ولك�ن م�اذا دهاكم أيه�ا اله�واة! بإمكانكم أن‬ ‫تفعل�وا بالبطاطا أكرث من ذل�ك بكثري! كاألملان‬ ‫مثالً‪ ،‬الذين فعلوا بالبطاطا كل يشء ممكن‪ .‬أن‬ ‫تك�ون أملانيًا‪ ،‬يعني أن تحف�ظ وتطهو بانتظام‬ ‫اثن�ي عشر صنفً�ا مختلفً�ا م�ن البطاطا عىل‬ ‫األق�ل‪ .‬وبإمكان تل�ك النبتة البس�يطة أن تتخذ‬ ‫عددًا هائالً من األش�كال‪ ،‬حت�ى أنها تكاد تكون‬ ‫حرباء وجبات العشاء‪ ،‬التي متوه نفسها بنجاح‬ ‫يف الجان�ب الخ�ايل م�ن الطبق‪ .‬وإلي�ك قامئة‬ ‫مخترصة بأنواع البطاطا يف أملانيا‪:‬‬ ‫‪Salzkartoffeln,‬‬ ‫‪Bratkartoffeln,‬‬ ‫‪Kartoffelbrei,‬‬ ‫‪Kartoffelpuff‬‬‫‪er,‬‬ ‫‪Kartoffelklöße/-knödel,‬‬ ‫‪Kartoffelauflauf/-gratin, Kartoffel‬‬‫‪salat, Kartoffelsuppe, Rösti, Ofen‬‬‫‪kartoffeln, Kroketten, Stampfkartof‬‬‫‪feln, Kartoffelecken, Pellkartoffeln,‬‬ ‫‪Pommes frites, Petersilienkartoffeln,‬‬ ‫‪.Rosmarinkartoffeln‬‬ ‫والقامئ�ة تط�ول‪ ،‬وأن�ا أش�عر بالج�وع‪ ،‬ويف‬ ‫ثالجت�ي هن�اك ‪( Schupfnudeln‬معجن�ات‬ ‫مصنوع�ة من البطاط�ا)‪ .‬وأنت أيضً �ا يجب أن‬ ‫تخزن يف ثالجتك بعضً ا منها‪.‬‬

‫املرشوط للكالب‪ ،‬وكيف كان لعاب الكلب يسيل‬ ‫مبجرد أن يسمع رنني الجرس‪ .‬بعد أن وجد هذا‬ ‫الع�امل أن الكالب س�هلة جدًا وطيعة بالنس�بة‬ ‫إىل نزواته‪ ،‬ب�دأ بالبحث عن تحد أكرث صعوبة‪،‬‬ ‫تحد بق�ي إىل اليوم أقل جذبًا لالهتامم‪ .‬فوضع‬ ‫الج�رس جان ًبا وحرص عىل العم�ل مع البرش‪،‬‬ ‫وابتك�ر هذه امل�رة تجربة فري�دة يف رد الفعل‬ ‫املشروط‪ ،‬غير أن�ه طبقها عىل جميع س�كان‬ ‫أملاني�ا‪ .‬وكان ه�دف التجربة‪ :‬عندم�ا يقول أي‬

‫ويك�ون هن�اك احتمال بنس�بة ‪ ٪ 87‬أن تأيت‬ ‫الوجب�ة وامللف�وف اململ�ح بجانبها‪ .‬إن�ه هناك‪.‬‬ ‫دامئ�ا هناك‪ .‬ال دخان بال نار‪ ،‬وليس هناك طبق‬ ‫أمل�اين رئييس ال يرافق�ه امللف�وف اململح‪ ،‬عىل‬ ‫الصورة النمطية أن تكتمل‪.‬‬ ‫• اشتر منتجات بيو ‪Bio‬‬

‫سأقول لك مل الناس هنا مهووسة باقتناء كل ما‬ ‫هو بيو ‪ .Bio‬يبلغ عدد محالت الس�وبر ماركت‬ ‫يف أملاني�ا أكثر م�ن ‪ 357‬نوع‪ ،‬واألم�ر مربك‬ ‫بحيث ال ميكنك العثور بس�هولة عىل ما تريده‪.‬‬ ‫كل يشء يب�دو متش�اب ًها والعالم�ات التجارية‬ ‫غري معروفة‪ ،‬وأنت تحاول التعرف عىل األفضل‬ ‫بينها‪ ،‬إال أنه�ا جمي ًعا ذات نوعية عالية‪ ،‬أو عىل‬ ‫األقل‪ ،‬ه�ذا ما يقوله غالفها‪ ،‬حت�ى أن أرخصها‬ ‫يدع�ي أن�ه أكرثه�ا ج�ودة‪ .‬يف الواق�ع‪ ،‬يبدو‬ ‫األم�ر يف كثري م�ن األحي�ان وكأن هناك عالقة‬

‫مفضلة لديهم يف نش�اط بيئ�ي إيجايب واحد‪:‬‬ ‫البيئ�ة والتنظي�م وترصي�ف الفضلات‪ .‬جرب‬ ‫فق�ط أن ترم�ي ش�يئًا مصنو ًعا م�ن الورق يف‬ ‫حاوي�ة البالس�تيك يف بيت صديق�ك األملاين‪.‬‬ ‫حا وهو يقوم بإعطائك‬ ‫وس�يصوب نحوك سلا ً‬ ‫مح�ارضة حول ف�رز القاممة املناس�ب قبل أن‬ ‫تتعرض عالقتكما للتوتر‪ .‬يف أول رشكة عملت‬ ‫لديه�ا هنا‪ ،‬كانت لدينا ثلاث حاويات منفصلة‬ ‫ألن�واع مختلفة م�ن القامم�ة‪ .‬وبطبيعة الحال‪،‬‬ ‫كن�ا نلقي القاممة فيهم بحس�ب م�ا هو مدون‬ ‫عىل كل واحدة‪ .‬وم�ن مل يكن يقوم بتلك املهمة‬ ‫عىل الوج�ه الصحيح‪ ،‬كان يتع�رض النتقادات‬ ‫الذع�ة‪ ،‬ويت�م التعامل مع�ه بحذر‪ ،‬كما لو أنه‬ ‫أصبع ديناميت جاه�ز لالنفجار يف أية لحظة‪،‬‬ ‫ال إنس�ان‪ .‬إىل أن ج�اء يوم أخربتن�ا فيه عاملة‬

‫ش�خص إىل ش�خص أمل�اين‪" :‬أن�ت مدعو إىل‬ ‫حفل�ة ش�واء" يجيب األمل�اين بش�كل غريزي‪:‬‬ ‫"س�أحرض س�لطة بطاطا ‪"!Kartoffelsalat‬‬ ‫وغن�ي عن الق�ول‪ ،‬إذا كنت قد دعي�ت إىل مثل‬ ‫تلك املناس�بة ورأيت سبعة صحون مختلفة من‬ ‫س�لطة البطاطا‪ Kartoffelsalat‬مكدس�ة إىل‬ ‫جان�ب بعضها البع�ض‪ ،‬وال يشء آخ�ر يذكر‪،‬‬ ‫حا باه ًرا‪.‬‬ ‫ستعرف أن تجربته قد القت نجا ً‬ ‫• ُكل الملفوف المملح ‪Sauerkraut‬‬

‫• الجواب هو سلطة البطاطا ‪Karto f‬‬ ‫‪:felsalat‬‬

‫أن�ت تع�رف عىل األرج�ح عن الع�امل الرويس‬ ‫إيفان بافلوف ودراس�ته الشهرية عن رد الفعل‬

‫فق�د امللف�وف اململ�ح أهميت�ه بالنس�بة إىل‬ ‫بقي�ة العامل عندم�ا زال خط�ر اإلصابة مبرض‬ ‫االس�قربوط‪ .‬يكره األملان بالتأكيد تلك الصورة‬ ‫النمطي�ة التي تصفه�م بأنهم ش�عب من آكيل‬ ‫امللف�وف اململ�ح إىل ح�د اله�وس‪ .‬إنه�م حقًا‬ ‫يكرهون�ه‪ .‬وتوق�ف الكثيرون كليً�ا ع�ن أكل‬ ‫امللفوف اململ�ح كنوع من املب�ادئ الوطنية‪ ،‬أو‬ ‫ملج�رد أنهم ال يحبون امللفوف اململح (ال ألومهم‬ ‫على ذلك) وهو م�ا يوفر حجة أق�وى لتجنبه‪.‬‬ ‫ولك�ن‪ ،‬ال بد من وجود أحد يحبه‪ ،‬إذ ماذا يفرس‬ ‫أنك عندما تطلب وجبة أملانية‪ ،‬يف مطعم أملاين‪،‬‬

‫عكس�ية بني نوعية املنتج املوج�ود عىل رفوف‬ ‫الس�وبرماركت األملاين‪ ،‬والنوعي�ة التي يدعيها‬ ‫املنتَ�ج وس�عره‪ .‬هن�ا‪ ،‬كان البد م�ن وجود فئة‬ ‫جديدة‪ ،‬فئة متثل قمة ما يس�عى إليه املستهلك‪،‬‬ ‫عالم�ة ال يرقى إليها الش�ك‪ ،‬ذات جودة طبيعية‬ ‫وس�تكون هي املنتَج الذي سيسعى الجميع إىل‬ ‫اقتنائه‪ ،‬إىل أن تظهر صيحة أفضل من السوبر‬ ‫‪ ،Bio‬وتبدأ من جديد دورة املنتَج واملستهلك من‬ ‫الصفر‪.‬‬ ‫• قم بإعادة التدوير‬

‫يعش�ق االملان إع�ادة التدوير وعلي�ك أيضً ا أن‬ ‫تح�ذو حذوهم‪ .‬رمب�ا ألنها تجمع ثالثة أش�ياء‬

‫‪Photo from: Sueddeutsche Zeitung‬‬

‫التنظيفات بأنهم يف الطابق الس�فيل يف غرفة‬ ‫القامم�ة‪ ،‬يخلط�ون جمي�ع النفاي�ات املفروزة‬ ‫بعناي�ة يف مكاتبن�ا يف حاوية واح�دة كبرية‪.‬‬ ‫‪ !Mein Gott‬ي�ا إلهي! ذهب�ت كل جهود إعادة‬ ‫التدوي�ر هبا ًء‪ .‬تعتقد بأنن�ا‪ ،‬وبعد أن عرفنا تلك‬ ‫املعلومة القيمة‪ ،‬قد تحررنا من عبء املشاحنات‬ ‫حول ف�رز القامم�ة وبدأن�ا بإلقائه�ا جميعها‬ ‫يف حاوي�ة واحدة‪ ،‬ألي�س كذل�ك؟ إطالقًا‪ ،‬لقد‬ ‫تابعنا فصلها متا ًما كام كنا نفعل يف الس�ابق‪،‬‬ ‫باس�تخدام الحاوي�ات الثالثة‪ .‬ألن ه�ذا هو ما‬ ‫دأبنا عىل فعله‪ .‬تلك هي أملانيا‪.‬‬

‫باب مفتوح‬

Dezember - Januar • 2017 ‫ كانون األول والثاني‬- 13 ‫ العدد‬- ‫السنة الثانية‬

Rette mit deiner Stimme die letzten Menschen in Syrien! Aufruf von syrischen und nicht syrischen Aktivistinnen und Aktivisten

‫ساهم بصوتك لننقذ‬ ‫من تبقى في سوريا‬ ‫نداء إلى الرأي العام‬ ‫العالمي‬

eit vier Monaten werden in Aleppo vom Assad-Regime, dem Iran, Russland und deren Verbündeten schlimmste Kriegsverbrechen begangen. Alle internationalen Gesetze, die in einem bewaffneten Konflikt die Zivilbevölkerung schützen sollten, werden missachtet. Die Zivilisten in der Stadt waren in den letzten Wochen massiven Luftangriffen, Fassbomben, Artilleriebeschuss, Splitterbomben, bunkerbrechenden Bomben und Chlorgas ausgesetzt. Krankenhäuser, Schulen und andere zivile Einrichtungen wurden nicht verschont, sondern gezielt angegriffen. Obwohl die Zivilisten in der Stadt seit vier Monaten ohne jegliche Grundversorgung auskommen müssen, reagiert die Welt nicht. In den letzten Tagen und Wochen drangen das syrische Militär und die mit ihm verbündeten Milizen in den östlichen Teil Aleppos vor. Nachrichten von Massenhinrichtungen von Zivilisten und Verbrennungen von Wohnhäusern und Eigentum sind von unabhängigen Quellen bestätigt worden und der Weltöffentlichkeit bekannt. Die „Weißhelme“ (der syrische Zivilschutz) melden, dass es noch keine genauen Opferzahlen gebe, da die Straßen mit Leichen übersät seien, während der Beschuss und die Bombardierung der Stadt weitergingen. Seit fast sechs Jahren berichten wir von Gräueltaten und Massakern, die an der syrischen Zivilbevölkerung verübt werden. Ebenso lange organisieren wir Demonstrationen, verfassen wir Petitionen und appellieren an die Öffentlichkeit, endlich Maßnahmen zu ergreifen, um diese Massaker zu beenden und die Verantwortlichen zur Rechenschaft zu ziehen. Schlimmer als das, was derzeit geschieht, kann es nicht werden. Die internationale Gemeinschaft muss Verantwortung für das, was in Aleppo geschieht, übernehmen und kann sich nicht hinter dem Vorwand verstecken, dass wegen der Ungewissheit, die durch die Präsidentschaftswahlen in Amerika entstanden sind, kein Handeln möglich sei. Einmal abgesehen von der Wut und Frustration, die viele Syrerinnen und Syrer angesichts der Geschehnisse in Aleppo empfinden, wird dieses Level an Gewalt auf internationaler Ebene zu noch mehr Extremismus führen. Der Glaube an Gerechtigkeit, an Menschenrechte und Humanität, die zentrale Elemente eines friedlichen Zusammenlebens der Nationen sind, wird in der Folge nachhaltig beschädigt. Die internationale Gemeinschaft sollte auch deshalb deutlich machen, dass sie sich weiterhin dem Ziel verpflichtet sieht, der syrischen Zivilbevölkerung zu helfen und all jene, die des Völkermords schuldig sind, zur Rechenschaft zu ziehen.

Wir rufen die internationale Gemeinschaft und die Vereinten Nationen auf, dem syrischen Volk zur Seite zu stehen. Wir fordern nicht nur verbale Verurteilungen, sondern die Rettung der in Syrien verbliebenen Bevölkerung. Die Unterdrückung und Ermordung Unschuldiger muss ein Ende haben. Im 21. Jahrhundert sollten wir aus unserer kriegerischen Vergangenheit gelernt haben und unsere Stimmen wirkungsvoll erheben. Es ist eine Schande für die gesamte Menschheit, dass dem Blutvergießen in Aleppo tatenlos zugesehen wird. Deshalb fordern wir: 1. Alle militärischen Operationen in Syrien müssen sofort beendet werden. 2. Russland muss für die Behinderung der Evakuierung von Zivilisten aus dem Kriegsgebiet zur Verantwortung gezogen werden. 3. Es muss mehr Druck auf den Iran ausgeübt werden, damit dieser seine Milizen abzieht. Gleiches gilt für die Milizen aus dem Libanon und dem Irak. 4. Die Taten des syrischen Regimes und seiner Verbündeten, insbesondere der Hisbollah, müssen als Kriegsverbrechen eingestuft werden. Alle Verantwortlichen müssen juristisch zur Rechenschaft gezogen werden. Diese Petition mit dem englischen Titel „Raise you voice to save the ones who are left inside Syria” kann online auf www.change.org unterschrieben werden.

.‫وغريها‬ ‫مايحدث اليوم يف حلب وبعيدًا عن مشاعر‬ ‫الغضب واإلحباط التي يخلفها لدى‬ ‫ سيساهم يف تعزيز التطرف‬،‫السوريني‬ ‫حول العامل وسيهدم البنية األساسية التي‬ ‫تقوم عليها األمم وهي قيمة العدالة لذا‬ ‫فعىل املجتمع الدويل أن يعلن بوضوح أنه‬ ‫ما زال ملتزما مبساعدة السوريني وتحييد‬ ‫املدنيني عن النزاع ومحاكمة مرتكبي‬ .‫جرائم اإلبادة‬ ‫نحن كناشطني سوريني وأوروبيني‬ ‫وعامليني نطالب املجتمع الدويل واألمم‬ ‫املتحدة بالوقوف إىل جانب الشعب‬ ،‫السوري واملدنيني بأكرث من مجرد التنديد‬ ‫إلنقاذ من تبقى يف سوريا وإيقاف القتل‬ ‫ وموقفنا اليوم مبني‬،‫والظلم عن األبرياء‬ ‫عىل الرضورة التاريخية واإلنسانية التي‬ ‫تدفعنا باتخاذ واجبنا يف إعالء األصوات‬ ،‫الرافضة للخطابات السياسية السلبية‬ ‫والتي تعد فضيحة حقيقية لإلنسانية وهي‬ ‫تقف صامتة أمام هذا الكم من الدماء يف‬ :‫ وعليه نطالب‬،‫القرن الواحد والعرشين‬ ‫ إيقاف العمليات العسكرية يف سوريا‬- 1 ‫فورا‬ ‫ تحميل روسيا مسؤولية الفشل يف‬- 2 ‫عدم السامح للمدنيني باملغادرة‬ ‫ زيادة الضغط عىل إيران لسحب‬- 3 ‫ وكذلك املليشيات القادمة من‬،‫ميليشياتها‬ .‫لبنان والعراق‬ ‫ تجريم ارتكابات النظام وامليليشيات‬- 4 ‫املصنفة ارهابية حول العامل كحزب‬ ‫ واعتبارهم جرائم حرب‬،‫الله وغريه‬ .‫ومحاكمتهم‬

‫منذ أربعة أشهر تقري ًبا تتعرض حلب‬ ‫ألبشع أشكال انتهاك القانون الدويل‬ ‫واإلنساين عىل يد قوات النظام السوري‬ ‫وروسيا وايران وحلفائهم من املليشيات‬ ‫ كذلك انتهاكات ملختلف‬،‫العسكرية‬ ‫القوانني والرشائع التي تضمن سالمة‬ ‫املدنيني يف النزاع املسلح اذ تعرضت املدينة‬ ،‫ الرباميل املتفجرة‬،‫آلالف الغارات الجوية‬ ‫ القنابل‬،‫ القنابل العنقودية‬،‫قذائف املدفعية‬ ‫ والقنابل‬،‫االرتجاجية الخارقة للتحصينات‬ ‫ ومل تسلم املشايف‬،‫املحملة بغاز الكلورين‬ ‫وال املدارس وال مراكز الدفاع املدين من‬ .‫القصف واالستهداف‬ ‫أربعة أشهر من انعدام الخدمات وانعدام‬ ‫املرافق أمام املدنيني املحارصين ومل يحرك‬ ،‫ يف األيام واألسابيع األخرية‬،‫العامل ساك ًنا‬ ‫ومع استكامل النظام وامليليشيات التابعة‬ ‫ بدأت‬،‫له القتحام القسم الرشقي من املدينة‬ ‫األنباء تتوارد عن إعدامات ميدانية وجرائم‬ ‫قتل وحرق بحق املدنيني يف إبادة جامعية‬ ‫ وبحسب مركز‬،‫ملن تبقى يف املدينة‬ ‫الدفاع املدين يف حلب ال حصيلة لشهداء‬ ‫ والجثث مألت الشوارع‬،‫املدينة املحارصة‬ .‫والقصف مازال مستمرا‬ ‫منذ قرابة الست سنوات ونحن نخرب العامل‬ ‫أجمع أننا نقتل ومئات بل آالف املجازر التي‬ ،‫ارتكبت وترتكب بحق املدنيني يف سوريا‬ ‫ومئات العرائض واملناشدات لدول العامل‬ ‫وللرأي العام لوقف املجازر بحق املدنيني‬ ‫ إال أنه ووفقًا ملا يجري‬،‫ومحاسبة القتلة‬ ‫حالياً فلن تكون األمور أكرث بشاعة مام هي‬ ‫ اآلن ويف هذه الساعات ال بد‬،‫عليه اليوم‬ ‫للمجتمع الدويل من أن يتحمل مسؤولية ما‬ ‫ وال يجب أن‬،‫يجري يف حلب وسوريا ككل‬ ‫يتذ ّرع بحجج واهية كاالنتخابات األمريكية‬

‫‪Linguistic supportLinguistic‬‬ ‫‪for a goodsupport‬‬ ‫‪start. for a good start.‬‬ ‫‪Erste Worte für einen‬‬ ‫‪guten‬‬ ‫‪Anfang.‬‬ ‫‪Erste‬‬ ‫‪Worte‬‬ ‫‪für einen guten Anfang.‬‬

‫ﺟﻴﺪة‪ .‬ﻟﻐﻮي ﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺟﻴﺪة‪.‬‬ ‫دﻋﻢ ﻟﻐﻮي ﻟﺒﺪاﻳﺔ دﻋﻢ‬

‫‪Dictionary‬‬ ‫‪Dictionary‬‬ ‫‪Sprachführer‬‬ ‫‪Sprachführer‬‬

‫اﻟﻘﺎﻣﻮساﻟﻘﺎﻣﻮس‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Arabisch‬‬

‫اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫‪Arabic‬‬ ‫‪Arabisch‬‬

‫اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺟﻴﺪة‪.‬‬ ‫ﻟﻐﻮيﺟﻴﺪة‪.‬‬ ‫دﻋﻢﻟﺒﺪاﻳﺔ‬ ‫ﻟﻐﻮي‬

‫ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻣﻮس‬ ‫ﻋﲆﻣﻦﻧﺴﺦ‬ ‫اﻟﺤﺼﻮل‬ ‫اﻟﻘﺎﻣﻮس‬ ‫ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ميﻜﻨﻜﻢﻧﺴﺦ‬ ‫ﺤﺼﻮل ﻋﲆ‬ ‫ﺟﻤﻴﻊﺮامﻓﺮوع ﻣﻮين ﻏﺮام‬ ‫اﻟﻌﺮيب‪-‬اﻷﳌﺎين‬ ‫ﻓﺮوعﻣﻦﻣﻮين ﻏ‬ ‫ﳌﺎين ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫)ﻗﺒﻞ ﻧﻔﺎذ اﻟﻜﻤﻴﺔ(‬ ‫اﻟﻜﻤﻴﺔ(‬

Beim

Arzt

Gesi

face

ctor

´s

Körp

ertei

le I P

arts

of th e

bac

Ko p f

‫ذراع‬

sho

‫كو ع‬

‫ظهر‬

Schu

ulde

lter

fing

Bauc

‫يد‬

tum

Bein

leg

Fuß

| fee t

bre‫ع‬a‫ا ب‬d‫أ ص‬

‫خبز‬

‫سا ق‬

| Füß

‫ أقدام‬/

Beror t

‫ قدم‬Brühwürfel sto

e do . es t hat n´t m hurt o v e. ?

Mais

corn grits

Fladenbrot flat bread

‫صد ر‬

‫ﻳحتاﺟﻪ اﻹﻧسان‬ Viert e

‫عة قبل‬ ‫سا‬

‫بطن‬

‫ذرة‬

tea

‫شاي‬

five t

‫خم‬

vor

10 2

‫ب حلأوراىك‬

‫قال‬

egg

‫بيضة‬

19 18

16 17

K a f fe e

‫قهوة‬

‫فليفلة صغرية‬

Peperoni chillies

Ich hätte g erne ... I w ould like Was kostet to have .. das, bitte? . H o Nein, dank w much is it, plea e. No, tha se? nks. Das ist alle s. That´s a ll. Danke schö n. Thank y o

Ingwer

ginger

‫زنجبيل‬

.. ‫مثنه لو سمحت؟‬. ‫أريد‬ ‫كم‬ .ً ‫ شكرا‬،‫ال‬ .‫هذا كل ﳾء‬ !ً‫شكرا ً جزيال‬ | 33

8 a.

m. t

o 12

(noo n)

‫ﺠدﻳة و‬

‫ﻷﺑ‬

nach

five p

Kuhciphene

‫اﻷرﻗام‬ fünf

11 12 2 2

9 21

‫ربع‬

‫ا‬

‫ما‬

l vor

+ ‫ألرقام‬

‫ق بعد‬t ‫ئ‬

‫س دقا‬

‫خم‬

iert quar el nach ter p ast

‫عة بعد‬

Wiev kne ie e halb Es is l Uhr ist ‫ركبة‬ t zwö es? half past lf Es is ‫ونصف‬ t Vie Uhr. Wha r t t Es is el na time th ch is it? Käse It´s 1 2 o´ Es is alb eins. zwölf. c cheeseto Fußze l o t W It´s q ck. Viert e ‫بنة‬h‫ ج‬sauusrast uart el vo er p F r is I ge t c e h ´ ast t ‫ة اﻵن؟‬ ‫القدم‬ s ha ins. ‫جق‬W‫س‬ann fish welv lf pa ‫اع‬ ‫أصابع‬ . ‫رش‬ s e I t . ‫ سمك‬t´s quarte twelve. .‫ما هﻲ الس الثانية ع والربع‬ Wir t treffen w r to ir re .‫إنها الساعة ثانية عرش لنصف‬ one ... in ffen uns uns? W . ‫ساعة ال‬ ‫عرش وا‬ einer um v .‫عميق‬ hen ‫ة‬ ‫ي‬ i ‫ن‬ w e . S . ‫ا‬ . ‫ع‬ ‫ث‬ r . ‫س‬ t i ‫ل‬ . l u ‫ة إال رب‬ ‫إنها ال ساعة ا‬ in 20 l we nde We .ً‫خذ نف ك رجاء‬ m w M ‫د‬ eet? ‫إنها ال ة الواح‬ ill m inute ... in e ... in ‫ر‬ eet ‫ح‬ ‫ا الساع‬ n i ‫ت‬ n ‫؟‬ ‫ت‬ a o e ‫ا‬ ‫ال ملك هذ‬ t4p ne h ‫إنه‬ ... um r halben Bulgur our .m. ... in ‫ؤ‬ S ‫ي‬ t ‫ل‬ 8 u 2 ‫؟‬ n ‫ه‬ ‫ل‬ 0 U d bulghur min e ... hr ... um utes .‫ي ساعة ﻧتﻘاﺑ لرابعة‬ ‫ برغل‬vEinsseig in h 20 U alf a ‫ساعة ا‬ ...‫ل‬v‫خ‬ Ö h gar lr n ho ... at ‫ﰲ أ ل يف ال‬ on 8 ur 8 a. biso1il m. ...‫ت‬ ‫نتقاب د ساعة‬ 2 Uh at ‫زي‬ 8 p. r ‫ بع‬.. ‫يقة‬ m

coffee

fünf

ter to

... fr om

Tee

‫الوقت‬

‫الساعة‬ ‫س دقا‬

quar

cake

clock

‫ئق قبل‬

Hüft

‫خبز‬

Uhr

Knie

ck cube en Si ‫مكعبات مرق‬ e tief ein. nicht T a be k s we wegen. e a deep h? D b re a Plea th s o

‫رأس‬

‫كتف‬ st

Fi n g

‫سكر‬

foot

‫مواد غذائية‬cheBrust

Hand

han

hea

Rück

bod

‫رقبة‬

elbo lenbog w en

‫عسل‬

‫ف‬

e Do

‫وجه‬

Hals

arm

At th

cht

nec

Arm

. ‫ دق‬20 ‫د‬ ‫ة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫س‬ . ً‫صباحا‬ ‫ د نصف‬.. ‫ة‬ ‫ بع الساعة الثامن ة مسا ًء‬... ً‫ يف ساعة الثامن صباحا‬... ً ‫ يف ال ساعة الثامنةرش ظهرا‬... ‫ من ال ثانية ع‬... ‫ساعة ال‬ ‫إىل ال‬ | 51

‫ربع سا‬

‫إي إي‬ ‫جاد الجاطدريالقطريق‬

‫ﰲ املدﰲﻳانملةدﻳنة‬ ‫أي أي‬ ‫ن نحنن ناحﻵنن؟اﻵن؟‬

‫هل تهستل ت‬ ‫طيعست‬ ‫طي تع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫لن‬ ‫لن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫عليه عليه‬ ‫عىل العخىلريالطخة؟ريط‬ ‫ة‬ ‫؟‬ . . n n ‫هل ههل ه‬ Pla Pla

ay g the W

ier? ier? inodswinird hwir he? e? Wo sW wm w W W ra re a areshaem reesaan dem WheW b rndmaairubs cradauhafustdcaIeuhmfW t . ahpa. ir IapW m m ie ie S S e t YotuYN oueeNdeed n ethon thheam e om e ezneigen it to m to BitteBzitetig it

Findin inden I f g e W Den

‫ذا بعيذاد ب؟عيد؟‬ .‫نحن هنا‬ ‫سأ‬ n de LebLeenbsem ‫جف‬l‫كيفكي‬ ‫ريك إياه (ع‬ showshow ‫ىل‬ m ‫ال‬ ‫خ‬ ‫أجن‬itl‫بي‬Ite ‫ن‬n‫مأ‬its‫ب‬ PleasPelease ‫ر‬ ‫أ‬te ‫يشأ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ط‬ FFoooIoFdFd ‫ة‬ oooodd ‫يش‬ .) ‫؟‬ ‫؟‬ . e r e ? eit? itw e e are h w ). s s W ‫ه‬ n a a d d ‫ذا‬ la r. ‫ال‬ Ist Ist r? r? hie Stadtp ‫ما إسمام إالسم‬ Wir sind ‫شارع يدعى‬ ‫شارالع؟شا‬ . ‫ر‬ .. ‫ع‬ Is it fa Is it fa (auf dem ap) ‫؟‬ n e n ? ? n n Ih ufe ufe em e es go? go? ushslaicholaI haovIehto Ich zeig l show you (on th muiessmic ave to Wie W .‫تهذا قريب‬ d d y y a a I wil h hwich w ‫أين يقأيعن يمقوقع م‬ ‫فوق‬ ‫ست‬ WhicW ‫ف‬ ‫ط‬ ... ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ال‬ t ‫ع‬ ‫رت‬ ‫رت‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ? ? ‫ا‬ iß . ‫م‬ ‫م‬ e e ‫مل‬ e ‫؟‬ ‫؟‬ .. ß ß h a a is r r .‫يش‬ e t t t ß e ietSdie S of thoefsth treeest? treet? Die Stra name of the stre heeieißht ediß . ename ie ‫إتجه إ‬ W W M M am ‫ىل‬ nth ‫ا‬ e nearby e e ‫أل‬ h h l l ‫ما‬ The is th ll .‫م‬ It is is e t hat ‫أين يقأيعن يمقوقع م‬ ‫فو‬ ehsatlteest?elle? ‫ق‬ haW ltnS ähe. W a ‫ف‬ h N ‫ال‬ ‫ال‬ . fl fl n r ‫با‬ ‫با‬ o o lk h h e u u a a a d r r ‫ص‬ ‫ص‬ S b b w ‫؟ ؟‬ ‫ني‬etrna‫ح‬ß‫ط‬ensstoaplz?sstoaplz? ra‫ح‬ßS‫ط‬ tie Das ist in laufen. You can ietSd‫ني‬ todis ... ‫إ‬ o is mlt alt ‫ىل‬ am aa n W W P P ‫ال‬ tr tr e ‫ت‬ fe fe n e e ‫قا‬ ff n th th ‫ط‬ ö e ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ مل مل‬pe pe rffer‫كيفكأيصفل أإصىللمإركىلز مركز‬ .‫ع‬ re hisere is Sie k WheW adeaus. lleest?elle? r e e t pp‫ة؟‬ep s g e . lt lt .. ‫ن‬r‫ي‬p‫ةمل؟د‬e‫نا‬r‫ بهاربهار املدي‬ZucZkuecr ker a a ie ietBduieshBusuhs stousp?stop? Gehen S traight ahead. . todis .. is sugsug ‫إ‬ o ‫ىل‬ ‫ا‬ W W b b ‫إل‬ Go s e eis the re hiserth ‫شارة الض‬ ‫أيجدن أسجيادرةس‬a‫ أ‬r‫أين‬ar ‫كر‬ ?rum? ‫وئ‬ ‫يا‬ ‫ي‬ ‫ر‬ m ‫ة‬ ‫ة‬ . u WheW r ‫أ‬ ‫أ‬ g t t n ‫ج‬ ‫ج‬ n n u ‫ر‬ ‫ر‬ e e ‫ة‬ ‫ة‬ z Z Z ‫؟‬ ‫؟‬ . u r Kre roads ich inicsh ins city cceitnytrcee?ntre? ‫ إ‬... ... bis zu far as the cross ‫ىل‬ koemmeet toetht to koiemm e the ‫ال‬ ‫ي‬ ie ‫م‬ W W ‫ني‬ s a . .. doowI g do I g ‫أين أأيستنطأيسعتطي‬ . ‫رشاع‬ w .. o ‫إ‬ H H ‫رش‬ ‫ا‬ ‫ىل‬ ‫ء‬ ‫ء‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫ت‬ l. ‫ي‬ e ‫ذ‬ ‫ذ‬ i? i? . ‫ك‬ ‫ك‬ p x x ‫سا‬ ts ‫ر‬ ‫ر‬ a a ‫ر‬ ‫ة‬ ‫ة‬ m h T T lig rA ‫املوا املوا‬ ein ein ... bis zu far as the traffic ‫ هذا بعي‬JogJhougrhtWuortfiWnodefinicdhceaicn hIcfianndI afintadxai?taxi? fen?fen? ‫صالتص؟الت؟‬ !‫د‬ ‫ه ه‬ t. h ig ... as r u u rn re here ‫ل تستلطتيسعت مطيساععم‬ ‫ إر‬yogyuorgt urt WheW ‫سا‬ ‫ك‬ B B ts. ... tu ‫ع‬ rFkrtaathretrekrakrate ka u u h ‫ب‬ ‫د‬ ‫د‬ h c t a ‫يت‬ ‫يت‬ t ‫ال‬ e F e r ‫ل‬ ‫ل‬ ‫با‬ . e e ‫و‬ ‫و‬ h ft ‫ص‬ c in in ‫س‬ ‫س‬ le ... na foot ... ‫رقم‬ ‫؟‬h‫ت‬ilc‫؟ح‬h‫محتم‬ bteaugrtt ... turn nhn‫ل‬eicbhugett nonk‫ ل‬aic‫نب‬ a‫نب‬ ticketit?cket? ! MilM Wo kW c links. Icae I etear ng way n n ‫ة‬ ‫ة‬ a lo ‫د‬ ‫د‬ c a ‫زب‬ ‫زب‬ e e s r r ... nach at´ milkmilk en? en? WheWhe onig eit! Th bmitirtebhitetlfe hseelf? se? ‫بليب‬ ir ‫إركب بالرتام‬ mer ... m ‫رق‬ ‫ حلي ح‬hHoonnhHeig m ‫م‬ u ie ie Das ist w . S S N .. a a n n s le le e e u o p p t t ney B n n e e n n n y m m ö ö e K K d Sie ... u help u help Atm‫ل‬eA‫س‬ . tm‫لع‬e .. ould oyuold yo Nehmen the bus number r C C ‫ه‬ e ‫ذا‬ m m n ‫ه‬ u ‫و‬ N e ‫م‬ k ‫و‬ n a ‫ق‬ T ah BitteBitteSi ‫ف البا‬ .‫ص‬ traßenb . S ie n n d ie .. S r Tut dTut idcht Nehmen the tram numbe ‫ه‬ ‫ذا‬ ‫ه‬ a ‫و‬ s waes Take ‫ موقف‬NudNeude‫معكمرعونكةرونة‬ ‫ال‬ h ‫رت‬ ‫ا‬ elle. t .‫م‬ s e lt a ln ln h Bus here. ie t d h t ig p p is r | | a a a s s is 44 44 e ta‫ إن‬ta ReisReis D s stop e. shin shine The bu ‫زل يف املحط‬ ‫ة‬ altestell ticaket ma ticmkeatt m . r r h .. aut to ic ic n m e e h to L L a u in in b a a n n n ‫ء‬ ‫ء‬ s s e e ‫ضا‬ ‫ضا‬ e e e rt rt a a ß n n ‫بي‬ ‫بي‬ . a rk rk e r ‫ز‬ ‫ز‬ h h ‫يا‬ ‫فاآلةصلقولفاآلطةيا‬ ‫ل‬ r t a a ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ول‬ F F S t he lentilelsntiblsus sto ps stop ‫ة‬e‫روا‬h‫ملك‬n‫ذ‬n‫ةت ا‬e‫كعر‬n‫صع تقذط‬ ‫ا‬ B B ‫مل‬ Da ist dietram stop is righ ‫ت‬ o o ‫وا‬ u h ‫عا‬ b ‫س‬ ‫س‬ ‫ص‬ ‫ص‬ n ‫ل‬ e e ‫ال‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫د‬ ll ll ‫م‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ت‬ . te te .. s s | 21 | 21 The ‫ سأدل‬.‫عي‬ BushaBltueshalte ‫مو مو‬ beabnesans ltestelle ‫ك‬ a ‫ع‬ ‫ل‬ H ‫ي‬ p p n ‫ق‬ ‫ق‬ to to .‫ه‬ a s s ‫ف‬ ‫ف‬ s m m ‫الباصالباص‬ telle trtea lle tra Sie au hnhalthenshaltes Steigen off at stop ... ‫س‬ . ‫يا‬ traßeSntrbaaßenba n ‫ر‬ S ‫ة‬ e ‫ا‬ n ‫أل‬ Ih ‫م‬ ‫م‬ ‫ج‬ t ‫و‬ ‫و‬ Ge ‫قف قف‬ . ige es ‫رة تنطل‬ it. Ich ze ow you the way /‫بيد‬/‫الرتام الرتام ستقستعبيقدع‬ .‫ق من هناك‬ sh en Sie m r Stadt I

In Tow

Komm

Come

e. I´ll

with m

. ren dort there. Taxis fah l find a taxi over You´l

| 20

‫ف ف وداينوداين‬

‫فولفو‬ ErdEnrüdsnsüesse‫سل س‬

peapneuatsnuts

MaM ndaenlndeln

almaolm ndosnds

‫فستفقستحقلبيحلبي‬

Piszie tanzien ‫ لوز لوز‬pPisistapta cistac

hioshios

WaW s haästtheänttSeie n Sgie ernge?rneW ? hW WieW at hwaot uwldould vieiel?viel? youyliokue?like? How Homwu mu c c h h ? ? NocNhoectw h eatw asehmeh sm in DasDkaosskteotstet r? rA?nyAthninyth ......... ..€... . €It. It g elsgee?lse? c c o o Viele Vie n le DnanDka! nkT!haTha sts s..ts....... ..€... . €. nk ynok yo u! u!

| 32| 32

OlivOelinven

olive oslives

‫زيتوزنيتون‬

‫ب أتأنخذتأ؟خذ؟‬ ‫ماذاماتذاح تبحأن‬ ‫كم؟كم؟‬ ‫شيئشيآخئرآ؟خر؟‬ ............€..‫ه‬..‫ن‬€‫هذاهمثنذاهمث‬ !ً‫شكرا ًشكجرا ًزيجالً!زيال‬

‫أﻧﺖ ﻫﻨﺎك دامئًﺎ ﻣﻦ‬ ‫أﺟﻠﻬﻢ‪ ،‬وإن مل ﺗﺴﺘﻄﻊ‬ ‫أن ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻬﻢ‬

‫ﻇﺊﺜة ﺖﻌل ‪:MoneyGram‬‬ ‫‪ – MoneyGram‬أﺾﺑر ﻄﻆ ﻄﺔرد خﺛﻄﺋ ﺲالمﻐﺋ لﺎﺗﻌﻏﻀ اﻓﻄﻌال‬ ‫ﺗﻌﺘﱪ ‪ MoneyGram‬ﻣﻦ أﻛﱪ رواد ﺧﺪﻣﺔ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻷﻣﻮال اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎمل مبﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﺪد ﻣﻮزﻋني ﻳﺰﻳﺪ ﻋﲆ‪ 350000‬ﻣﻮزع‪ .‬ﻓﺨﻼل‬ ‫دﻗﺎﺋﻖ ﻣﻌﺪودة‪ ،‬ميﻜﻦ ﻟﻠﻌﻤﻼء إرﺳﺎل اﻷﻣﻮال واﺳﺘﻼﻣﻬﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ‪ MoneyGram‬ﺣﻮل اﻟﻌﺎمل )ﺑﴫف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﻮاﻋﻴﺪ ﻋﻤﻞ اﳌﻮزﻋني واﻟﻠﻮاﺋﺢ اﳌﺤﻠﻴﺔ(‪.‬‬ ‫وﺣﻘﻴﻘﺔ أﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﰲ ‪ MoneyGram‬ﻣﻮﻇﻔﻮن ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎءاﻟﻌﺎمل ﺗﺜﺒﺖ أن‬ ‫‪ MoneyGram‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﻨﻔﺘﺤﺔ ﻋﺎﳌ ًﻴﺎ‪ .‬ﻋﻼوة ﻋﲆ ذﻟﻚ‪ ،‬ﺗﻀﻊ ‪ُ MoneyGram‬ﻧﺼﺐ أﻋﻴﻨﻬﺎ ﻫﺪ ًﻓﺎ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻟﻠﻨﺎس ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﺎرات‪ .‬ﻟﺬﻟﻚ‪،‬‬ ‫ﻓﺒﺠﺎﻧﺐ ﻣﺆﺳﺴﺔ ‪ MoneyGram‬اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻧﺪ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺨﻼﻗﺔ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎمل‪ ،‬ﺗﻮﺟﺪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﴩوﻋﺎت‪.‬‬ ‫اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ اﻷﺧﺮى اﳌﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﻜﺒﺎر واﻟﺼﻐﺎر‪ .‬وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻌﺘﱪ ﺷﻌﺎر " ‪ MoneyGram‬ﺗﺸﺠﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ" ﻫﻮ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ ﰲ واﻗﻌﻨﺎ‪.‬‬

‫‪moneygram.de‬‬ ‫©‪ .MoneyGram 2016‬إن اﻟﻌﻼﻣﺘني ‪ MoneyGram‬و »‪ «Globe‬ﻫام ﻋﻼﻣﺘﺎن ﺗﺠﺎرﻳﺘﺎن‬ ‫ﻣﺴﺠﻠﺘﺎن ﻟﴩﻛﺔ ﻣﻮﻧﻴﺠﺮام ‪ .MoneyGram‬وﴍﻛﺔ ﻣﻮﻧﻴﺠﺮام ‪ MoneyGram‬اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﳌﺤﺪودة ﻫﻲ‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺮﺧﺼﺔ ﻟﺪﻓﻊ اﻟﻨﻘﻮد ﺗﻌﻤﻞ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ )‪ (EEA‬اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﻤﻬﺎ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌﺘﺤﺪة‪.‬‬

‫ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻘﺮات ﻣﻮﻧﻴﺠﺮام‬ ‫‪ MoneyGram‬ﻫﻨﺎ‪:‬‬

‫باب مفتوح‬

‫‪17‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 13‬كانون األول والثاني ‪Dezember - Januar • 2017‬‬

‫كعك العيد ‪Weihnachtsplätzchen‬‬ ‫ستة أنواع شهيرة لكعك العيد وحلوياته في ألمانيا‬ ‫باملكونات والفواكه املجففة واملكرسات‪ ،‬واليوم‬ ‫طبقت شهرته اآلفاق حول العامل‪.‬‬

‫• كعك الزنجبيل أو ليب كوخن( )‪Le b‬‬ ‫‪kuchen (Gingerbread‬‬

‫ريتا باريش‬ ‫يعتبر إع�داد "ضياف�ة العي�د" م�ن ثقافتن�ا‬ ‫وتقاليدن�ا يف األعي�اد‪ ،‬لتقدميه�ا إىل كل زائر‬ ‫مهنئ مير بن�ا معايدًا‪ ،‬فنمأل صحنه بالحلويات‬ ‫اللذي�ذة والكعك املحلى‪ .‬أو نتبادلها بني األهل‬ ‫والجيران يف تقلي�د يحم�ل من الك�رم مقدار‬ ‫م�ا يحمله من منافس�ة ح�ول الكعك�ة األطيب‬ ‫والوصف�ة األمث�ل‪ .‬وميتلئ مطبخن�ا بوصفات‬ ‫متنوعة لكع�ك األعياد‪ ،‬ففي الجن�وب وحوران‬ ‫هناك خبز القالب‪ ،‬ويف الجزيرة هناك الكليجة‪.‬‬ ‫وأيضً �ا العديد م�ن األصناف كالكع�ك بحليب‬ ‫والكعك بيانس�ون وأقراص بعجوة والربيوش‪،‬‬ ‫وجميعها وصف�ات تم تداولها وحفظها ألجيال‬ ‫يف بالدن�ا‪ .‬يف أملانيا أيضً ا يع�ج الرتاث بأنواع‬ ‫كثرية م�ن املخب�وزات والحلويات لعي�د امليالد‬ ‫الت�ي تخدم الغرض نفس�ه‪ ،‬فجوهر العيد أينام‬ ‫كان هو املشاركة وإسعاد اآلخرين‪:‬‬

‫• كريست شتولن أو فايناخت شتولن‬ ‫‪Christstollen - Weihnachtsstolf‬‬ ‫‪len‬‬

‫الش�تولن ه�و خب�ز مصن�وع م�ن الطحين‬ ‫والخميرة وامل�اء والفاكه�ة‪ ،‬يحت�وي على‬ ‫الفواك�ه املجفف�ة واملطيبات‪ ،‬كقشر الربتقال‬ ‫والحمضيات والزبي�ب واللوز‪ ،‬والتوابل كالهيل‬ ‫والقرف�ة‪ ،‬ومكون�ات أخرى كالحلي�ب والبيض‬ ‫والزب�دة والس�كر والفانيليا وال�روم‪ .‬غالبًا ما‬ ‫يغط�ى بطبق�ة ناعم�ة م�ن الس�كر املطحون‪،‬‬

‫ريا بالس�كر ويكتسب حالوته‬ ‫لكون العجني فق ً‬ ‫من الفاكه�ة املضافة إليه‪ .‬علاوة عىل إمكانية‬ ‫احتوائه لحشوة من اللوزينا "مارزيبان"‪ .‬يبلغ‬ ‫وزن الشتولن التقليدي حوايل ‪ 4.4‬كغ‪ ،‬ويصنع‬ ‫عىل ش�كل مهد الطفل يسوع‪ ،‬إال أنه اليوم بات‬ ‫يباع بنس�خ أصغر وقطع ميكن الحصول عليها‬ ‫م�ن أي مخب�ز أو س�وبرماركت‪ .‬أش�هر أنواعه‬ ‫الش�تولن الذي يخبز يف مدينة دريس�دن‪ ،‬جاء‬ ‫ذك�ره ألول م�رة يف وثيق�ة رس�مية يف ع�ام‬ ‫‪ ،1474‬ويتمي�ز بختم خاص يحمل صورة امللك‬ ‫أغسطس الثاين‪ ،‬يكفي أن نعرف أن ‪ 150‬خبازا‬ ‫فق�ط يف دريس�دن مرخ�ص لهم بإنت�اج هذا‬ ‫الن�وع‪ .‬يف البداية صنع الش�تولن م�ن الدقيق‬ ‫والشوفان واملاء‪ ،‬وكان شتولن عيد امليالد يتألف‬ ‫من الدقيق والخميرة واملاء والزيت‪ .‬إذا مل يكن‬ ‫يسمح للخبازين باس�تعامل الزبدة خالل فرتة‬ ‫ص�وم امليلاد يف العص�ور الوس�طى‪ ،‬فكانت‬ ‫كعكة الشتولن قاسية ورديئة املذاق‪ .‬ولهذا قرر‬ ‫األمري أرنس�ت وشقيقه الدوق ألربخت يف والية‬ ‫ساكس�ونيا يف الق�رن الخامس عشر‪ ،‬تعديل‬ ‫الوصفة والكتاب�ة إىل البابا يف روما للحصول‬ ‫على اإلذن الباب�وي باس�تخدام الزب�دة خالل‬ ‫فرتة الصوم‪ ،‬فالزيت غري متوفر يف ساكسونيا‬ ‫ومكلف ألنه مستورد‪ ،‬أو مستخرج من اللفت‪.‬‬ ‫رف�ض البابا نيك�والس الخام�س الطلب األول‪،‬‬ ‫و ت�ويف خمس�ة باباوات قب�ل أن يقب�ل البابا‬ ‫إينوس�نت الثامن‪ ،‬بأن أرس�ل يف ع�ام ‪،1490‬‬ ‫رس�الة إىل األمير دعي�ت "برس�الة الزبدة"‪،‬‬ ‫منحت�ه وعائلت�ه ومنزل�ه الحق يف اس�تخدام‬ ‫الزبدة دون الحاجة إىل دفع غرامة‪.‬‬ ‫كام سمح لآلخرين أيضا استخدام الزبدة‪ ،‬ولكن‬ ‫يف حالة الحاجة‪ ،‬عىل أن يدفعوا سنويًا ‪1/20‬‬ ‫مقدا ًرا من الذهب لدع�م بناء دير فرايربغ‪ ،‬وتم‬ ‫رفع الحظر عن اس�تخدام الزبدة عندما تحولت‬ ‫ساكسونيا إىل الربوتستانتية‪.‬‬ ‫ومب�رور الق�رون‪ ،‬تغير الش�تولن م�ن كونه‬ ‫مجرد خبز بس�يط ال طعم ل�ه‪ ،‬إىل كعكة غنية‬

‫أص�ل كلمة ‪ Leb‬هي م�ن الالتينية ‪ Libum‬أي‬ ‫الخبز املس�طح‪ ،‬حت�ى ولو كان يحل�و للبعض‬ ‫تش�بيهه بكعك�ة الحي�اة ‪ Leben‬أو بامل�ذاق‬ ‫ميا عىل ش�كل أرغفة‬ ‫الحلو ‪ .Lieblich‬صنع قد ً‬ ‫عريض�ة مس�طحة قطره�ا ‪ 11.5‬س�م تقري ًبا‬ ‫للتغل�ب على لزوج�ة العجين�ة الت�ي يصعب‬ ‫التعامل معها‪.‬‬ ‫اخترع ‪ Lebkuchen‬م�ن قب�ل الرهب�ان يف‬ ‫فرانكوني�ا‪ ،‬جن�وب أملانيا‪ ،‬يف الق�رن ‪ ،13‬فهو‬ ‫خ�ال م�ن املكون�ات الحيوانية ويصل�ح لفرتة‬ ‫الصوم‪ ،‬كما أن غناه بالتوابل والعس�ل مينحه‬ ‫ميزة عالجية‪ .‬أول توثيق له كان يف نهاية القرن‬ ‫الثال�ث عرش‪ ،‬وي�رد ذكره نورمنبرغ يف نهاية‬ ‫الراب�ع عرش‪ ،‬وهي غ�دت عاصمة الليب كوخن‪،‬‬ ‫حيث تصنع أش�هر أنواع�ه وهو محمي كامركة‬ ‫مسجلة‪ .‬مايعني أنه يجب أن يصنع داخل حدود‬ ‫املدين�ة يك يحصل عىل اس�م "نورمنربغر ليب‬ ‫كوخن"‪.‬‬ ‫ش�هرة نورمنبرغ باللي�ب كوخ�ن تع�ود إىل‬ ‫س�ببني‪ :‬مناخها املناس�ب لرتبية النحل وإنتاج‬ ‫العسل‪ ،‬ووقوعها كمحطة قدميًا عىل أحد طرق‬ ‫التواب�ل الربية التي تجت�از أوروبا القارية بد ًءا‬ ‫من آسيا‪.‬‬ ‫كلام قلت نسبة الطحني وزادت نسبة املكرسات‬ ‫والتواب�ل كان ذل�ك دليلاً على ج�ودة الليب‬ ‫كوخ�ن‪ ،‬تتراوح نكهت�ه بين الح�ار والحلو‪،‬‬ ‫وع�ادة م�ا تش�مل املكون�ات العس�ل والتوابل‬ ‫مثل اليانس�ون والكزبرة والقرنف�ل والزنجبيل‬ ‫والهيل والبه�ارات واملكرسات كالل�وز والجوز‬ ‫والبن�دق أو الفواك�ه املحفوظة‪ ،‬ميد عىل قاعدة‬ ‫من الربشام‪ ،‬حتى ال يسيل أثناء الخبز‪ ،‬ويرجح‬ ‫أن أحد الرهبان الذين اخرتعوه اس�تعملوا لذلك‬ ‫الربشام املستخدم يف املناولة‪.‬‬ ‫وينتج من�ه أيضً ا نوع قاس عىل ش�كل قلوب‪،‬‬ ‫تباع يف األس�واق واالحتف�االت‪ ،‬تحمل عبارات‬ ‫حب وش�كر وعبارات مضحك�ة يقتنيها الناس‬ ‫كتذكارات‪.‬‬ ‫ورد ذك�ر الليب كوخن أيضً ا يف قصة هانس�ل‬ ‫وغريت�ل‪ ،‬الطفلان اللذان دخال بيت الس�احرة‬ ‫املصنوع من هذه الحلويات وأخذا بالتهامه‪.‬‬

‫• نجوم القرفة ‪Zimtsterne‬‬

‫يعج املطبخ األمل�اين بوصفات ال حرص لها من‬ ‫البسكويت املخبوز منزلياً والخاص بعيد امليالد‪،‬‬ ‫"تس�يمت ش�ترينه" نجوم القرف�ة‪ ،‬هي الكعك‬ ‫الذي يعده كل بيت يف أملانيا تقريبًا‪ ،‬ويقومون‬ ‫بتوزيع�ه على ألصدق�اء والزملاء‪ ،‬يصن�ع‬ ‫كالبتيف�ور م�ن عجينة م�ن الطحين والزبدة‪،‬‬

‫محالة بالسكر ومطيبة بالقرفة‪ ،‬مقطعة بقوالب‬ ‫عىل ش�كل نجامت‪ ،‬كناية عن النجمة التي دلت‬ ‫املجوس عىل مهد املسيح‪ ،‬وتزين بنرثات السكر‬ ‫أو الشوكوال‪.‬‬ ‫• السبيكولوس ‪Spekulatius‬‬

‫هو نوع من البسكويت الذي يصنع مبناسبة عيد‬ ‫القديس نيقوالوس (‪ 5‬كانون األول) يف هولندا‬ ‫وبلجي�كا‪ ،‬ويف كل فرتة عيد امليلاد يف أملانيا‪،‬‬ ‫وه�و رقي�ق‪ ،‬مكرمل وق�اس‪ ،‬لونه قات�م بفعل‬ ‫• كعكة الشجرة ‪Baumkuchen‬‬

‫رشاب الش�وندر والتوابل الهندية‪ ،‬االندونيسية‪،‬‬ ‫واملتوس�طية كالقرفة وج�وزة الطيب والقرنفل‬ ‫والزنجبي�ل والهيل والفلف�ل األبيض التي كانت‬ ‫ت�رد إىل هولن�دا بكثرة بني القرنين الخامس‬ ‫والسادس عرش بس�بب تجارة التوابل مع جزر‬ ‫الهن�د الرشقي�ة الهولندي�ة‪ .‬يحمل البس�كويت‬ ‫طبع�ة عىل أحد وجهيه‪ ،‬غالبً�ا ما تكون صورة‬ ‫القديس نيقوالوس‪ .‬ش�هرته م�ا تزال إىل اليوم‬ ‫يف بلجيكا كأحد أهم أصناف الحلويات فيها‪.‬‬ ‫يت�م تحضير العجني بخل�ط الزبدة والس�كر‬ ‫والتواب�ل‪ .‬ث�م إضاف�ة الدقي�ق املخمر بش�كل‬ ‫منفصل لتبقى العجينة هشة‪ ،‬يرتك حتى يرتاح‬ ‫يف مكان بارد خالل الليل إلتاحة الوقت للتوابل‬ ‫يك تتخل�ل العجين ويرتفع املزي�ج قليالً‪ .‬وقد‬ ‫ميد عىل قاعدة من اللوز املحمص‪.‬‬

‫عندم�ا يقط�ع الب�اوم كوخن نالح�ظ خطوطًا‬ ‫غير منتظمة بداخله‪ ،‬كحلقات الش�جر‪ ،‬ويعود‬ ‫السبب إىل طريقة صنعه الطريفة‪.‬‬ ‫تخيل سيخ شاورما‪ ،‬ممدد بشكل عرضاين أمام‬ ‫ن�ار متوهجة م�ن الحطب‪ ،‬وأحدهم ي�دور هذا‬ ‫الس�يخ بش�كل مس�تمر عىل محوره أمام النار‪،‬‬ ‫ويقوم يف الوقت نفس�ه‪ ،‬بس�كب خليط الكاتو‬ ‫عىل الس�يخ عىل مراحل مع اس�تمرار التدوير‪،‬‬ ‫تك�ون النتيجة تكث�ف الطبق�ات القدمية بفعل‬ ‫الحرارة وترتاكم الطبقات لتش�كل قال ًبا طويالً‪،‬‬ ‫ينزع من عىل محوره ويقطع‪ ،‬ويغلف لتسويقه‪.‬‬ ‫• البرينتن من آخن ‪Aachener Printen‬‬

‫عندم�ا تذوق�ت الربيننت للمرة األوىل‪ ،‬ش�عرت‬ ‫أنن�ي آكل كعك الكليجة من س�وريا‪ ،‬والس�بب‬ ‫هو الشكل وكرثة البهارات املشابهة الداخلة يف‬ ‫الوصفة‪.‬‬ ‫ه�و كعك من نوع ‪ Lebkuchen‬منش�أه مدينة‬ ‫آخن يف أملانيا‪ .‬تشبه إىل حد ما كعك الزنجبيل‪.‬‬ ‫يحىل الربينتن يف األصل بالعس�ل‪ ،‬ولكن يف‬ ‫القرنني األخريين متت االس�تعاضة عنه برشاب‬ ‫سكر الشوندر‪.‬‬ ‫أصب�ح ‪ Aachener Printen‬تس�مية محمية‪،‬‬ ‫وجميع رشكاته املصنعة يجب أن تكون يف آخن‬ ‫أو بقربها‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫باب مفتوح‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 13‬كانون األول والثاني ‪Dezember - Januar • 2017‬‬

‫سلسلة شخصيات ألمانية‬

‫‪“ -2-‬مارتن لوثر” راهب ألمانيا الثائر‬

‫يوسف شهاب‬ ‫ذهب الفرس�ان الخمس�ة بأمر من ملك منطقة‬ ‫ساكس�ونيا “فريدريش الحكي�م” بـ “مارتن‬ ‫لوث�ر” إىل قلع�ة “فارتب�ورج” يف والي�ة‬ ‫تورينجي�ا حيث خلع مالب�س الرهبنة وارتدى‬ ‫مالبس الفرس�ان‪ ،‬وأطلقوا عليه اسم “الفارس‬ ‫جورج”‪ ،‬وخوفًا عليه من اكتشاف أمره‪ ،‬منعوه‬ ‫من الخروج من القلعة‪ .‬ويف هذه القلعة ترجم‬ ‫الكتاب املقدس م�ن الالتينية إىل األملانية ألول‬ ‫مرة يف التاريخ حسب فكره الجديد‪.‬‬ ‫والجدي�ر بالذكر أن الكنيس�ة الكاثوليكية يف‬ ‫روم�ا قد حرم�ت ترجمة اإلنجي�ل إىل أي لغة‬ ‫أخ�رى‪ ،‬وكان يتىل من�ه يف الكنائ�س باللغة‬ ‫الالتيني�ة ث�م يقوم الق�س الكاثولييك يف كل‬ ‫الكنائ�س برتجم�ة م�ا يتل�وه حس�ب األوامر‬ ‫القادمة من روما‪.‬‬ ‫ظ�ل “مارتن لوثر” يف قلع�ة فارتبورج من ‪4‬‬ ‫م�ارس س�نة ‪ 1521‬إىل فرباير س�نة ‪1522‬‬ ‫فماذا حدث يف قلعة فاريتب�ورج وملاذا انقلب‬ ‫“لوثر” عيل الكنيس�ة الكاثوليكية وعىل البابا‬ ‫يف روما؟ ثم من هو هذا الرجل؟‬ ‫ولد مارتن يف بلدة “ايسلينب” يف ‪ 10‬نوفمرب‬ ‫سنة ‪ 1483‬ألرسة ريفية فقرية‪ ،‬األب هو يوحنا‬ ‫لوثر‪ ،‬واألم مرجريت تزيكلر‪ ،‬أرسة يوحنا لوثر‬ ‫أرسة كاثوليكي�ة محافظ�ة‪ ،‬وسّم�اّ ه أبوه بهذا‬ ‫االسم ألنه ولد يف ليلة عيد القديس مارتني‪.‬‬ ‫كان�ت معاملة األرسة لألبناء تتس�م بالقس�وة‬ ‫حت�ى أن أم�ه كان�ت ترضب�ه بالس�ياط حتى‬ ‫ينفجر الدم من جسده أما عن والده فيقول‪:‬‬ ‫“لق�د عاقبن�ي أيب عقابًا ش�ديدًا يف ي�ومٍ ما‬ ‫لدرج�ة أنني هربت م�ن أمامه واختفيت” ويف‬ ‫س�ن الس�ابعة أخذ مارتن طريقه إىل مدرس�ة‬ ‫مانس�فلد‪ .‬ويف املدرس�ة أيضً ا عاىن من قسوة‬ ‫املعلمني حتى أنه ظل يذكر هذه القسوة طويالً‪.‬‬

‫ويف الرابع�ة عشر أخ�ذ مارت�ن طريقه إىل‬ ‫مدرس�ة اآلباء الفرنسيسكان يف “ماجدبورج”‬ ‫ومكث فيها سبعة أشهر بسبب إصابته مبرض‬ ‫ش�ديد فع�اد إىل مانس�فلد‪ ،‬ولكنه تأث�ر جدًا‬ ‫بجامعة الفرنسيس�كان التي تقوم مبامرسات‬ ‫شديدة يف الزهد والتقشف والعباده‪.‬‬ ‫بعد عدة ش�هور إنتق�ل إىل مدرس�ة القديس‬ ‫ج�ورج يف مدين�ة “أيزيناخ” وانض�م مارتن‬ ‫إىل مجموع�ة م�ن الش�باب الذي�ن يطوف�ون‬ ‫الشوارع ينش�دون الرتانيم الكنسية للحصول‬

‫أنهى مارتن دراس�ته وج�اء ترتيبه الثاين عىل‬ ‫دفعته وكلفته إدارة الجامع�ة بالتدريس‪ ،‬فبدأ‬ ‫يلقي محارضات�ه يف جامع�ة إيرفورت‪ ،‬ويف‬ ‫الوقت ذاته يدرس يف كلية الحقوق‪.‬‬ ‫بعد ش�هور قليل�ه‪ ،‬ترك مارتن حي�اة الجامعة‬ ‫وذه�ب إىل دي�ر القدي�س اوجوس�تينوس‬ ‫وغضب أبوه ألن ابنه ترك منصبه يف الجامعة‬ ‫من أجل الدير‪.‬‬ ‫أعلن “لوثر” نذره النهايئ للرهبنة ودعي باسم‬ ‫الراهب “اوجوس�تينوس”‪ ،‬ويف ‪ 4‬إبريل سنة‬

‫عىل الصدقة‪.‬‬ ‫ويف س�ن الثامنة عرش أخذ مارتن طريقه إىل‬ ‫جامع�ة إيرفورت لدراس�ة الفلس�فة ودراس�ة‬ ‫الكت�اب املق�دس‪ ،‬وكان موقف�ه م�ن الدي�ن‬ ‫متناقضً ا‪ ،‬فه�و يحب األمور املتعلق�ة بالدين‪،‬‬ ‫بينما يره�ب الله ج�دًا ويتصوره كإل�ه ٍ‬ ‫قاس‬ ‫ومخيف‪ ،‬ولهذا أصبح يرتعب من املوت‪ ..‬وظَل‬ ‫شبح املوت يحارصه يف كل مكان‪.‬‬

‫قسا‪.‬‬ ‫‪ 1507‬سمي الراهب أوجستينوس ً‬ ‫كان الرهب�ان يصلون س�بع م�رات يف اليوم‪،‬‬ ‫حا ويتناولون‬ ‫ويس�تيقظون يف الواحدة صبا ً‬ ‫الطع�ام م�رة واح�دة يف الس�اعة الثانية بعد‬ ‫الظه�ر وأصبحت الحياه قاس�ية ومل يتحملها‬ ‫طويالً وأصبح يف حالة نفس�ية س�يئة للغاية‬ ‫حا وش�ياطني تحيط به‪ ...‬لقد‬ ‫وهو يتخيل أروا ً‬ ‫كان يس�عى للحصول عىل سالم الله ومع ذلك‬

‫مل يحصد إال الفشل وأصبح راه ًبا متشككًا‪.‬‬ ‫س�ار “لوثر” إىل روما على قدميه زيادة يف‬ ‫التعب�د والتذلل وملعرفة الحقيقة اإللهية‪ ،‬ولكن‬ ‫مشكلته مع اإلله ما زالت قامئة‪.‬‬ ‫ث�ار “لوثر” بع�د هذه الزي�ارة عىل “صكوك‬ ‫جا عىل‬ ‫الغفران” وعلق خمسة وتسعني احتجا ً‬ ‫ب�اب كاتدرائية فيتنربج يوم ‪ 31‬أكتوبر س�نة‬ ‫‪ 1517‬ث�م أرس�ل نس�خة إىل ألربخ�ت رئيس‬ ‫أساقفة ماينز الذي أرسلها بدوره إىل البابا ليو‬ ‫العارش مما أثار البابا وألربخ�ت عليه‪ ..‬وأخذ‬ ‫يردد بأن البابا يحت�اج إىل صالة اإلميان أكرث‬ ‫من حاجته للامل‪.‬‬ ‫ث�ارت الكنيس�ة الكاثوليكي�ة جدًا حت�ى أنهم‬ ‫أخ�ذوا ين�ادون بحرق�ه وأصب�ح “لوثر” هو‬ ‫عدوه�ا األول بعدم�ا انض�م إلي�ه آالف كثرية‬ ‫م�ن الناس الذين كانوا يصدق�ون فيام قبل أن‬ ‫صكوك الغفران تحمي من عذاب الله‪.‬‬ ‫كلف البابا علامء الكنيس�ة بدراسة احتجاجات‬ ‫“لوث�ر”‪ ،‬فقام�وا بدراس�تها‪ ..‬ويف النهاي�ة‬ ‫أصدر البابا قرار بخطأ “لوثر” وأش�اروا عليه‬ ‫أن يس�حب احتجاجات�ه ومل يواف�ق لوثر عىل‬ ‫ذل�ك إالّ بع�د أن يقتن�ع بخطئه‪ ،‬وق�ال أنا مل‬ ‫ٍ‬ ‫حينئذ أصدرت روما أوامرها إىل لوثر‬ ‫أخط�ئ‪،‬‬ ‫بالحض�ور للمحاكمة ولكنه رفض الذهاب إىل‬ ‫روما وباءت كل محاوالت الصلح بالفشل‪.‬‬ ‫يف العارش من ديسمرب عام ‪ 1520‬حرض لوثر‬ ‫مع حش�د كبري من الش�عب‪ ،‬خرج بهم خارج‬ ‫املدينة‪ ،‬وبجوار نهر األلب أش�عل وثيقة خليفة‬ ‫الله عىل األرض وكتب القانون الكنيس وذرى‬ ‫رماده�ا مع مياه النهر‪ ،‬معل ًنا أن أملانيا ليس�ت‬ ‫ذيلاً للبابوية‪.‬‬ ‫بدأ الرصاع بني الجان�ب الكاثولييك والجانب‬ ‫اللوث�ري الربوتس�تانتي يش�تد‪ ،‬أم�ا املل�ك‬ ‫“فريدري�ش الحكيم” فقد وقف يس�اند لوثر‪،‬‬ ‫حتى أنه انتزع وعدًا م�ن البابا مبحاكمة لوثر‬

‫يف أملانيا وليس يف روما‪ ،‬وكان “فدريدريش”‬ ‫بحكمته يعلم أن “لوثر” سيدان وسوف ينقذه‬ ‫من اإلعدام بخطفة بعد املحاكمة كام ذكرنا يف‬ ‫البداية‪.‬‬ ‫ترك مارتني مدينة فيتنبرج متج ًها إىل مدينة‬ ‫“فورم�س” للمحاكمة‪ ،‬وتواف�د الناس من كل‬ ‫أنحاء أملانيا لريوا الراهب الذي تحدى البابا‪.‬‬ ‫صدر الحكم بط�رد “لوثر” ومط�اردة أتباعه‬ ‫كهراطق�ة‪ ،‬والطل�ب م�ن األم�راء أن يؤي�دوا‬ ‫ه�ذا الحك�م‪ ،‬وه�ذا معن�اه أن دم “لوث�ر”‬ ‫ح�ا‪ .‬ولكن باختطافة م�ن قبل امللك‬ ‫أصبح مبا ً‬ ‫“فريدري�ش الحكي�م” وتخبئت�ة يف قلع�ة‬ ‫“آيزين�اخ”‪ ،‬ب�دأت الربوتيس�تانية تنترش يف‬ ‫جميع أنحاء العامل‪.‬‬ ‫وعىل مر السنني أصيب “لوثر” مبرض القلب‬ ‫ولكنه سافر يف يناير ‪ 1546‬لتسوية منازعات‬ ‫يف مسقط رأس�ه “آيسلينب” ومل يغادرها إىل‬ ‫أن تويف يف ‪ 18‬فرباي�ر ‪ .1546‬تم نقل جثته‬ ‫اىل “فيتنبرغ” ودف�ن ي�وم ‪ 22‬فرباي�ر يف‬ ‫كنيسة القلعة‪.‬‬ ‫المصادر‬

‫‪1. Martin Luther Leben und Charak‬‬‫‪terbild: Georg Gotthilf Evers‬‬ ‫‪2. Martin Luther Der unbekannte‬‬ ‫‪Reformator: Peter Manns‬‬ ‫‪3. Widerrufen kann ich nicht: Arnulf‬‬ ‫‪Zitelmann‬‬ ‫‪4. Porträts berühmter deutscher‬‬ ‫‪Männer: Christian Graf von Krockow‬‬ ‫‪5. Der Mensch Martin Luther: Lyn‬‬‫‪dal Roper‬‬ ‫‪6. Martin Luther und Eisleben:‬‬ ‫‪Rosemarie Knape‬‬ ‫‪7. Wikipedia‬‬

‫كتب اهلل؟ أم لم يكتب؟‬ ‫د‪ .‬محمد شحرور | *باحث ومفكر إسالمي‪.‬‬ ‫ضمن الص�ور واألفالم الت�ي انترشت من حلب‬ ‫املنكوبة‪ ،‬يظهر طفل صغري مات أخوته الثالثة‬ ‫ج�راء القصف‪ ،‬ووس�ط حزن�ه ومعاناته تبدو‬ ‫قناعته بإرادة الله وأنه كتب إلخوته املوت وكتب‬ ‫له النج�اة‪ ،‬متنحه نو ًع�ا من الرضا والتس�ليم‪،‬‬ ‫ورغم أن هذه القناعة قد تكون مواس�ية للطفل‬ ‫ولغيره ممن فق�دوا أحبتهم‪ ،‬وناله�م التهجري‬ ‫والترشد‪ ،‬إال أنها تز ّور الحقيقة‪ ،‬وتجعل من الله‬ ‫تعاىل (حاشاه) مسؤوالً عن الجرائم كلها‪ ،‬وكأن‬ ‫كل أولئك األطفال الذين قضوا ما كان لينتظرهم‬ ‫أي مس�تقبل‪ ،‬وم�ا كان�وا ليصبح�وا أطب�اء أو‬ ‫مهندسني أو رياضيني أو موسيقيني أو نحاتني‬ ‫ورس�امني‪ ،‬وال آباء وأمهات‪ ،‬مام يطرح س�ؤال‬ ‫منطقي هل الله فعالً مسؤول عن كل هذا؟‬ ‫الحقيق�ة مغاي�رة متا ًم�ا‪ ،‬فالل�ه مل يكت�ب منذ‬ ‫األزل أن يحدث ما يح�دث اليوم‪ ،‬ولو كتب عىل‬ ‫القاتل أن يقتل ألصبح الحساب يف اليوم اآلخر‬ ‫س�يناريو س�خيفًا ال معنى ل�ه‪ ،‬يتناقض مع ما‬ ‫جاء يف التنزي�ل الحكيم عن عدالة الله املطلقة‪،‬‬ ‫وحول مس�ؤوليتنا عن أعاملنا مبا فيها من خري‬ ‫أو رش {فَ َم�ن يَ ْع َم ْل ِمثْق َ‬ ‫خيرْ ًا يَ َرهُ* َو َمن‬ ‫َ�ال َذ َّر ٍة َ‬ ‫يَ ْع َم ْل ِمثْق َ‬ ‫َال َذ َّر ٍة شرَ ًّا يَ َرهُ} (الزلزلة ‪ ،)8 – 7‬لكن‬ ‫الطغيان العقائدي املوروث كرس يف عقولنا ما‬ ‫يعي�ق تطورها‪ ،‬بحيث تالش�ت إرادة اإلنس�ان‬ ‫لصالح "املكتوب"‪ ،‬وفهمنا {قُ�ل لَّن يُ ِ‬ ‫صي َب َنا إِالَّ‬ ‫َما كَتَ َب اللّ ُه لَ َنا} (التوبة ‪ )51‬عىل اعتبار أن الله‬ ‫كت�ب عىل فالن الفقر وعىل آخ�ر الغنى‪ ،‬وعىل‬

‫ه�ذا أن ميوت طفلاً‪ ،‬وذاك يعمر حت�ى املائة‪،‬‬ ‫بينما الصحي�ح أن الل�ه تعاىل وض�ع قوانني‬ ‫الك�ون م�ن حياة وم�وت وليل ونه�ار وصحة‬ ‫ومرض وغنى وفق�ر وغريها‪ ،‬كل يف كتاب { َما‬ ‫�اب ِمن ُّم ِ‬ ‫صي َب ٍة فيِ الأْ َ ْر ِ‬ ‫ض َولاَ فيِ أَنف ُِس� ُك ْم‬ ‫أَ َ‬ ‫ص َ‬ ‫�اب} (الحدي�د ‪ )22‬وترك لنا دراس�ة‬ ‫إِلاَّ فيِ كِتَ ٍ‬ ‫ه�ذه الكتب والقض�اء فيها لنتمكن من السير‬ ‫قد ًما‪ ،‬و"كتب" يف اللس�ان العريب تعني جمع‬ ‫أش�ياء بعضه�ا مع بعض إلخ�راج معنى مفيد‪،‬‬ ‫أو موض�وع متكام�ل‪ ،‬فإذا اجتمع مهندس�ون‬ ‫يف مكان لدراس�ة مرشوع بناء ما س�مي مكان‬ ‫اجتامعه�م "مكت�ب"‪ ،‬وإذا أردنا دراس�ة كتاب‬ ‫البصر مثالً علين�ا جمع كل املواضي�ع املتعلقة‬ ‫بالبصر بتتال معني ومن ثم دراس�تها‪ ،‬وكذلك‬ ‫أعامل اإلنس�ان كلها كتب‪ ،‬ككتاب النوم وكتاب‬ ‫الطعام وكتاب العمل‪ ،‬واإلنس�انية يف نشاطها‬ ‫العلم�ي تبحث عن الكتب‪ ،‬ف�إذا أردنا أن تطول‬ ‫األعامر علينا دراس�ة الظواه�ر التي تؤدي إىل‬ ‫امل�وت‪ ،‬وهذا م�ا يفعل�ه الطب‪ ،‬ف�إذا اجتمعت‬ ‫الرشوط املوضوعية التي تؤدي إىل املوت حدث‬ ‫جلُ ُه ْم الَ يَ ْستَأْ ِخ ُرو َن َسا َع ًة َوالَ‬ ‫جاء أَ َ‬ ‫ال محالة {َإِذَا َ‬ ‫يَ ْس�تَق ِْد ُمونَ} (النحل ‪ ،)61‬واملوت كتاب مؤجل‬ ‫مره�ون تأجيل�ه برشوطه حدوث�ه { َو َم�ا كَا َن‬ ‫لِ َنف ٍ‬ ‫جالً} (آل‬ ‫ْس أَ ْن تمَ ُ�وتَ إِالَّ ِب ِإذْنِ الله كِتَابًا ُّم َؤ َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�لٍ‬ ‫اب} (الرعد ‪)38‬‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ج‬ ‫أ‬ ‫ُل‬ ‫ِّ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫{‬ ‫و‬ ‫‪)145‬‬ ‫عم�ران‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫فعندما تقدم طب األطفال وجرى تلقيحهم ضد‬ ‫األم�راض املعدي�ة خفت أعداد وفياتهم بش�كل‬

‫ملحوظ‪ ،‬وعندما تم وضع قوانني السري ورفعت‬ ‫جاهزي�ة وس�ائل النقل قل�ت وفي�ات حوادث‬ ‫الس�يارات‪ ،‬فالواقع الحتم�ي ألي حدث ال بد أن‬ ‫يسبقه كتاب هذا الحدث‪ ،‬وما يصيبنا يف حياتنا‬ ‫ال يخرج عام وضع�ه الله تعاىل من قوانني‪ ،‬أي‬ ‫ل�ن منرض مب�رض خارج عام ه�و موجود يف‬ ‫كوكبن�ا‪ ،‬ولن يحدث معنا ما يفاجىء الله تعاىل‬ ‫أو م�ا هو خ�ارج عن علمه باملوج�ودات‪ ،‬وبهذا‬ ‫اب ِمن ُّم ِ‬ ‫صيبَ ٍة‬ ‫املعنى نفه�م قوله تعاىل { َما أَ َ‬ ‫ص َ‬ ‫فيِ الأْ َ ْر ِ‬ ‫اب ِّمن قَبْلِ‬ ‫ض َولاَ فيِ أَنف ُِس ُك ْم إِلاَّ فيِ كِتَ ٍ‬ ‫ير * لِ َكيْلاَ تَأْ َس ْوا‬ ‫أَن نَّبرْ َأَهَا إِ َّن َذلِ َك َعلىَ اللَّ ِه يَ ِس ٌ‬ ‫حوا بمِ َا آتَاكُ ْم َواللَّ ُه لاَ يُ ِح ُّب‬ ‫َعلىَ َما فَات َ ُك ْم َولاَ ت َ ْف َر ُ‬ ‫ك َُّل ُم ْختَا ٍل فَخُورٍ} (الحديد ‪.)23 - 22‬‬ ‫ف�كل املصائب التي تحدث يف األرض من هالك‬ ‫ودم�ار وغريه�ا ال تكون إال م�ن خالل رشوط‬ ‫موضوعي�ة‪ ،‬أي ال معج�زات هن�ا‪ ،‬فف�ي حالة‬ ‫الهزمية مثالً يجب دراس�ة الشروط التي أدت‬ ‫له�ا‪ ،‬كذل�ك يف حالة النصر‪ ،‬وبالت�ايل يجب‬ ‫على املنترص أال يفرح بنرصه‪ ،‬وعىل املهزوم أال‬ ‫ييأس من هزميته‪ ،‬بحيث إذا درسا كتايب النرص‬ ‫والهزمي�ة ميك�ن أن تنقل�ب األدوار‪ ،‬واألحداث‬ ‫التاريخي�ة مفتوحة‪ ،‬فالله تع�اىل مل يكتب منذ‬ ‫األزل أن يح�دث لس�وريا ما يح�دث‪ ،‬ولنعلم أن‬ ‫هذه األح�داث قد قرصت أعمار الناس يف هذا‬ ‫البلد‪ ،‬بغض النظر عن املس�ؤول‪ ،‬ويجب تقديم‬ ‫املس�ؤولني للمحاكم�ة يف الدني�ا قب�ل اآلخرة‪،‬‬ ‫كما أن القناعة باملكتوب قد أعف�ت األطباء من‬ ‫أية مس�ؤولية تجاه امل�رىض‪ ،‬يف حني يجب أن‬ ‫يحاكموا عىل ما يرتكبونه من أخطاء‪.‬‬

‫وهنا يتبادر لذه�ن القارىء قصة أيب لهب‪ ،‬عم‬ ‫الرس�ول األعظ�م‪ ،‬ورب قائل أن الل�ه كتب عىل‬ ‫أيب له�ب‪ ،‬أن يك�ون كاف ًرا‪ ،‬ونق�ول أن هذا غري‬ ‫صحي�ح‪ ،‬فهو وضع نفس�ه يف نقطة الالعودة‬ ‫حين اتخذ مواق�ف علنية عدائي�ة متطرفة من‬ ‫النب�ي (ص)‪ ،‬ومل يعد بإمكان�ه الرجوع عنها‪،‬‬ ‫وس�ورة املس�د نزلت بع�د إعالن�ه وزوجه هذا‬ ‫الع�داء‪ ،‬والقوانين الظرفي�ة واالجتامعية التي‬ ‫يعيش فيها اإلنس�ان ويختار مواقفه وس�لوكه‬ ‫ضمنها مبلء حريته هي مناط الثواب والعقاب‪،‬‬ ‫ولو قلنا إنه قد س�بق يف علم الله أن يُه ّجر أهل‬ ‫حلب ألعطينا الحجة ملن قام بتهجريهم بالقهر‪،‬‬ ‫كما لو قلن�ا إن الله علم من�ذ األزل أن الحجاج‬ ‫سريجم الكعبة باملنجنيق‪ ،‬وهذا غري صحيح‪ ،‬إذ‬ ‫س�نضع علم الله يف غري محله‪ ،‬وسيبدو وكأنه‬ ‫خل�ق كل يشء وبرمج�ه ث�م ترك الك�ون ينفذ‬ ‫هذا الربنامج‪ ،‬أي (حاش�اه) كعامل نووي كامل‬ ‫العل�م يخربنا كل يشء عن ال�ذرة‪ ،‬لكنه عاجز‪،‬‬ ‫ال يس�تثمر ه�ذه املعلومات ال للخير وال للرش‪،‬‬ ‫ويف هذه الحالة يصبح اإلنس�ان ذا قدرة تفوق‬ ‫ق�درة الله‪ ،‬ألنه وظ�ف معلوماته املتواضعة يف‬ ‫تطويع قوانين الطبيعة قدر اإلمكان ملصلحته‪،‬‬ ‫وه�ذا أيضً ا غير صحي�ح‪ ،‬فالله تع�اىل كامل‬ ‫املعرف�ة وال يحتاج لتزكيتنا‪ ،‬وه�و يعلم ماليني‬ ‫االحتماالت لترصفاتنا وهي متكافئة بالنس�بة‬ ‫ل�ه‪ ،‬أي ال يخض�ع لعنصر املباغت�ة أو التمني‪،‬‬ ‫ويف كل لحظ�ة هناك تطاب�ق كامل بني أحداث‬ ‫الوج�ود الك�وين والوج�ود اإلنس�اين وبين‬ ‫علم الل�ه‪ ،‬وإرادة الله تعاىل ه�و وجود ماليني‬

‫االحتامالت يف السلوك اإلنساين تقوم كلها عىل‬ ‫األضداد‪ ،‬وإرادة اإلنس�ان ضم�ن الظروف التي‬ ‫يعيشها‪ ،‬هي التي تحدد أحد االحتامالت املمكنة‪،‬‬ ‫والله يسجل عليه ذلك ويجازيه به‪ ،‬ومنها يظهر‬ ‫مفهوم الخطأ والصواب والطاعة واملعصية‪.‬‬ ‫لق�د ترس�خت الجربي�ة يف أذه�ان الن�اس‬ ‫وضامئره�م‪ ،‬باعتباره�ا ج�ز ًءا م�ن العقي�دة‬ ‫اإلسلامية‪ ،‬حتى أصبحوا يربط�ون كل املآيس‬ ‫التي يعيشونها بإرادة الله‪ ،‬والله بريء منها‪.‬‬ ‫ويؤس�فني أن أخبرك أيها الطف�ل الحلبي‪ ،‬أن‬ ‫الل�ه مل يكتب عىل إخوتك امل�وت يف هذا الزمن‬ ‫تحديدًا‪ ،‬وأس�في ناج�م أن قناعتك التي تحملها‬ ‫رغم ما فيها من املواس�اة‪ ،‬إال أنها خاطئة متا ًما‪،‬‬ ‫والله تع�اىل ال يفرح ملصابك‪ ،‬لكن�ه ينتظر من‬ ‫الن�اس أن يعملوا‪ ،‬لريى نتيج�ة أعاملهم‪ ،‬وترك‬ ‫له�م أبواب املعرف�ة مفتوحة لعلهم يس�تطيعوا‬ ‫القض�اء يف حياته�م‪ ،‬وم�ن ث�م يف أقداره�م‪،‬‬ ‫ورمبا يس�تطيع جيلكم أن يحقق ما عجزنا عن‬ ‫تحقيقه‪.‬‬

‫باب مفتوح‬

‫‪19‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 13‬كانون األول والثاني ‪Dezember - Januar • 2017‬‬

‫قانون التظاهر في ألمانيا‬ ‫كريستينا هويشن وليليان بيتان‬ ‫ترجمة‪ :‬د‪ .‬هاني حرب‬

‫ينظ�ر إىل األمل�ان يف أوروبا عىل أنهم كارهون للتظاهر‪ ،‬وال يتظاهرون بش�كل جيد‪ .‬عىل الرغم‬ ‫من هذا‪ ،‬فإن العديد من املظاهرات خرجت خالل العرشين عا ًما املاضية‪ ،‬والتي ش�دت مئات آالف‬ ‫املتظاهري�ن ومنها املظاهرات ضد الحرب األمريكية يف العراق عام ‪ 2003‬واملظاهرات الحاش�دة‬ ‫ضد اس�تمرار العم�ل بالطاقة النووية يف أملاني�ا‪ ،‬وكذلك املظاهرات التي حدثت يف ش�توتغارت‬ ‫ض�د مرشوع محطة ش�توتغارت للقطارات "ش�توتغارت ‪ ."21‬العديد م�ن املظاهرات الصغرية‬ ‫تحدث بشكل يومي وال مير يوم واحد دون وجود مظاهرات ضد اتفاقية التجارة الحرة "‪"TTIP‬‬ ‫و"‪ "CETA‬ومظاه�رات لحامي�ة حقوق الحي�وان وضد التغيريات الجينية على الطعام وغريها‬ ‫الكثري‪.‬‬ ‫إن التظاه�ر الس�لمي يحميه القانون والدس�تور األملاين‪ ،‬بل ويدعمه بش�كل كبري‪ .‬ترى املحكمة‬ ‫الدس�تورية العلي�ا ومقرها كارلسروه أن التظاهر أمر مهم جدا للعملي�ة الدميقراطية يف أملانيا‪،‬‬ ‫وهو مرتبط بش�كل كبري بحرية الرأي وحرية التجمع التي يكفلها الدس�تور األملاين عرب مادتيه‬ ‫الخامسة والثامنة‪.‬‬ ‫كل شخص مقيم يف أملانيا له الحق بإبداء رأيه ونرشه بالشكل الذي يراه مناسبًا‪ .‬إن حرية الرأي‬ ‫محفوظ�ة متام�ا من القمع أو الكبت ولكن له�ا حدود معينة‪ :‬حيث ال ميك�ن ألحدهم أن يتظاهر‬ ‫إلنهاء الدميقراطية والحرية يف أملانيا املحفوظة واملكفولة عرب الدس�تور‪ ،‬حيث يعترب هذا "عمال‬ ‫عدائيا ضد الدس�تور األملاين"‪ .‬ال ميكن أيضً ا تكذيب الهولوكوس�ت "محرقة اليهود خالل الحرب‬ ‫العاملية الثانية" أو الدعوة إأل العنف ضد مجموعة دينية أو عرقية معينة يف املجتمع األملاين‪.‬‬ ‫املواطن�ون األمل�ان ميلكون الح�ق بالتجمع وإبداء ال�رأي إما يف مكان واحد ك�دور املؤمترات أو‬ ‫مق�رات الجمعيات املختلفة أو عرب املظاهرات واملسيرات‪ .‬أما بالنس�بة لألجان�ب فاألمر مختلف‬ ‫بعض الشيء‪ .‬ولكن االتفاقية األوروبية لحقوق االنس�ان "‪ "EMRK‬والت�ي تعرتف بها أملانيا‪،‬‬ ‫تحاول وبوضوح إعطاء املواطنني غري األملان الحق ذاته بالتظاهر والتجمع‪.‬‬ ‫إن التظاه�ر مكفول عرب الدس�تور وينظمه قانون التظاهر يف أملاني�ا‪ .‬من يرغب بالتظاهر تحت‬ ‫السامء املفتوحة فيمكنه ذلك دون الحصول عىل أي إذن مسبق‪ ،‬ولكن يتعني عىل املنظمني إخطار‬ ‫الرشطة قبل ‪ 48‬س�اعة م�ن حدوث املظاهرة‪ .‬يجب أن يكون هنالك قائ�د أو قائدة لهذه املظاهرة‬ ‫والت�ي ميك�ن التواصل معهم من قب�ل الرشطة يف حال الحاجة إىل ذل�ك‪ .‬إضافة إىل ذلك ميكن‬ ‫التظاه�ر وبش�كل عفوي وآين يف حال وجود أس�باب تقضي بذلك‪ .‬إن ق�رار التظاهر العفوي‬ ‫واملبارش دون إخطار مسبق يقع يف يد الرشطة فقط وال ميكن التأثري عىل هذا القرار أو تغيريه‪.‬‬ ‫يف حال كانت املظاهرة تؤدي ملشاكل أمنية‪ ،‬ميكن للرشطة منعها أو حلها‪ .‬إضافة إىل ذلك هنالك‬ ‫بع�ض الرشوط الرئيس�ية التي يج�ب التقيد بها خلال أي مظاهرة كانت‪ :‬مينع حمل األس�لحة‪،‬‬ ‫مين�ع الرصاخ بش�كل عنيف خالل املظاهرة‪ ،‬مينع وضع األوش�حة عىل الوج�وه‪ ،‬حيث يجب أن‬ ‫يكون التعرف عىل الوجوه من قبل الرشطة ممك ًنا‪ .‬يضاف إىل ذلك‪ ،‬منع العنف ضد املتظاهرين‪،‬‬ ‫الرشط�ة‪ ،‬املش�اهدين‪ ،‬أو املتظاهرين من أصح�اب الرأي املخالف‪ .‬يف حال وص�ول األمر للعنف‬ ‫ميكن للرشطة أن تقوم بتصوير املتظاهرين وكذلك تس�جيل الهتافات العنرصية أو العنيفة التي‬ ‫تحدث ليتم استخدامها الحقا يف املحاكامت كأدلة جنائية‪.‬‬ ‫يف ح�ال تم تس�جيل املظاهرة وكانت ال تحم�ل أي نواحي عنرصية أو عنفية ال يس�مح للرشطة‬ ‫بحلها‪ .‬يف حال بقاء املتظاهر س�لميًا متاما ال يحق للرشطة اس�تخدام العنف ضده بأي شكل من‬ ‫األش�كال‪ ،‬ويحق لها أن تطلب منه بش�كل مؤدب الذهاب إىل املنزل يف حال انتهاء وقت املظاهرة‬ ‫املس�جل لدى الرشطة‪ .‬يف حال رفض الش�خص طلب الرشطة عدة مرات متتالية ميكن أن يؤدي‬ ‫ذل�ك إىل العدي�د من املش�اكل‪ .‬يف أغل�ب الحاالت يطلب من الش�خص تقديم هويته الش�خصية‬ ‫لتسجيل معلوماته الشخصية‪.‬‬ ‫يف حال التهجم أو س�ب الرشطة يتم معاقبة ذلك بش�كل شديد جدا‪ .‬حتى أنه يف بعض الحاالت‪،‬‬ ‫تهجم الرشطة نفسها عىل املتظاهرين‪ ،‬ويف حال غليان األعصاب‪ ،‬يجب عىل املتظاهرين االمتناع‬ ‫من الدخول بأي حوار لفظي أو فيزيايئ مع الرشطة‪ .‬يف حال متت معاملة أحدهم بش�كل يسء‬ ‫م�ن قبل الرشط�ة‪ ،‬مث�ال‪ :‬رضب املتظاهرين أو نعته�م بألفاظ عنرصية‪ ،‬ميكن التقدم بش�كوى‬ ‫رسمية ضد الرشطي الذي قام باألمر‪.‬‬ ‫يف حال وصل األمر العتقال املتظاهر بس�بب عنف من الرشطة أو ألي سبب آخر‪ ،‬يحق للمتظاهر‬ ‫التواص�ل هاتفيًا مع أهله وأصدقائ�ه وكذلك التواصل مع محامٍ ليقوم بتمثيل املتظاهر والحضور‬ ‫خالل استجوابات الرشطة‪.‬‬ ‫إن الوص�ول إىل العن�ف خالل املظاهرات يف أملانيا أمر غير اعتيادي‪ .‬هذا يحدث يف حال وجود‬ ‫مظاه�رات لليمين املتطرف واليس�ار املتطرف خالل وقت واحد‪ ،‬أو يف حال وجود مش�اكل بني‬ ‫املتظاهري�ن من معس�كريني مختلفين‪ .‬إن الفكرة األساس�ية للتظاهر املكفول ضمن الدس�تور‬ ‫األملاين هي السلمية‪ :‬ميكن ألي شخص أن يعرب عن رأيه بشكل حر ويف أي مكان مفتوح مبا أنه‬ ‫ال يشكل أي خطر عىل اآلخرين يف هذا املكان أو املحيط‪.‬‬

‫متظاهر سوري مع رشطي أملاين مقابل السفارة الروسية يف برلني | تصوير رامي العاشق‬

‫كيفية تعديل شهادة الصيدلة في‬ ‫ألمانيا ومجاالت العمل‪.‬‬

‫د‪ .‬هاني حرب‬ ‫باحث في علم المناعة و الجينات في جامعة ماربورج – ألمانيا‪ .‬مستشار الدراسة في ألمانيا لعدد من الجامعات والشركات‪.‬‬

‫يعتبر العم�ل للصيادلة من أه�م األعامل‬ ‫واألس�ئلة الت�ي تصلن�ا هن�ا يف أب�واب‪،‬‬ ‫ويل بش�كل خ�اص‪ ،‬حي�ث أن قضية عمل‬ ‫الصيادل�ة وتعدي�ل ش�هاداتهم ليس�ت‬ ‫واضحة بشكل جيد‪.‬‬ ‫ابت�دا ًء من الش�هر الثالث من ع�ام ‪2012‬‬ ‫صدر قان�ون العمل الجديد يف أملانيا الذي‬ ‫يس�مح بتعدي�ل الش�هادات الطيب�ة وفق‬ ‫قانون موحد‪ ،‬هذا يعني أن الواليات األملانية‬ ‫أصبحت ملزمة بتطبيق ه�ذا القانون دون‬ ‫اس�تثناء‪ .‬يس�مح القانون الجديد لكل من‬ ‫درس الصيدلة يف إحدى البلدان األوروبية‬ ‫بتعدي�ل ش�هادته بشرط أس�ايس وه�و‬ ‫الحص�ول على مس�توى لغ�ة "‪ "B1‬أما‬ ‫بقي�ة األوراق فهي روتيني�ة مع االنتباه أن‬ ‫الجنس�ية ال تلعب أي دور وإمنا البلد الذي‬ ‫متت دراس�ة الصيدلة فيه‪ .‬أما بالنسبة ملن‬ ‫درس الصيدلة يف س�وريا أو إحدى الدول‬ ‫العربية أو خ�ارج االتحاد األورويب فهناك‬ ‫االحتامالت التالية‪:‬‬ ‫• االحتمال األول‪ :‬تقدي�م األوراق‬ ‫بش�كل مب�ارش إىل مق ّي�م أو م�ا‬ ‫يس�مى"‪ "Gutachter‬لتدقي�ق األوراق‬ ‫وتحدي�د مس�توى معادلته�ا للش�هادة‬ ‫األملانية‪ ،‬هذا االحتمال ال فائدة منه تقريبًا‬ ‫بالنس�بة للقادمني من ال�دول العربية ألن‬ ‫النتيجة ش�به واضحة والسبب ليس الفرق‬ ‫الكبير يف امل�واد الدراس�ية ‪-‬عىل س�بيل‬ ‫املثال‪ -‬إمنا الس�بب األس�ايس الذي يجعل‬ ‫الش�هادات العربي�ة غير معادل�ة إطالقا‬ ‫للش�هادة األملاني�ة ه�و اختلاف القوانني‬ ‫الصيدالنية بني البلدين‪ .‬يعترب هذا الطريق‬ ‫الطري�ق األصعب واألكثر كلفة وال ينصح‬ ‫به عىل اإلطالق‪.‬‬ ‫• االحتمال الث�اين‪ :‬التق�دم المتح�ان‬ ‫التعدي�ل مب�ارشة ب�دون التدري�ب‪ .‬ه�ذا‬ ‫االحتامل ممكن قانون ًيا ألن التدريب حسب‬ ‫القانون يف أملانيا غري ملزم‪ ،‬وإمنا منصوح‬ ‫ب�ه‪ .‬بالطبع هن�اك عدد م�ن الواليات التي‬ ‫تجبر الصيادلة عىل التدريب ألنه يقع يف‬ ‫مصلح�ة الصيدالين‪/‬الطال�ب أوال ويزيد‬ ‫الفرصة يف إيجاد العمل بعد ذلك ثانيا‪ .‬إن‬ ‫التدريب يعترب فرصة ذهبية لدخول س�وق‬ ‫العم�ل األملاني�ة والتع�رف على القوانني‬ ‫الناظمة املختلفة بش�كل عميل محس�وس‬ ‫ب�دال م�ن الطريق�ة النظري�ة الجافة عرب‬ ‫الكتب‪.‬‬ ‫• االحتامل الثال�ث‪ :‬التدريب يف صيدلية‬

‫مل�دة س�نة أو أكثر‪ ،‬ث�م التق�دم المتحان‬ ‫التعدي�ل وه�و االحتمال األكثر ش�يو ًعا‬ ‫ومنطقية‪ .‬بالنس�بة للتدريب يف الصيدلية‬ ‫هناك نوعين للتدري�ب‪ :‬الن�وع األول هو‬ ‫متدرب غير صي�دالين مبعنى آخ�ر عدم‬ ‫مامرس�ة املهن�ة إطالق�ا خلال التدري�ب‬ ‫وإمنا كمتف�رج فقط‪ ،‬حيث يق�وم املتدرب‬ ‫برتتيب األدوية دون أدىن ش�كل ملامرس�ة‬ ‫املهن�ة‪ .‬يف ه�ي الحالة ال يحت�اج املتدرب‬ ‫ألية أوراق رس�مية م�ن الجه�ات الناظمة‬ ‫للمهن�ة كنقابة الصيادل�ة وال يحصل عىل‬ ‫أي رات�ب عىل اإلطلاق‪ .‬املطلوب هنا فقط‬ ‫موافق�ة الصيدالين املدرب‪ .‬ه�ذه الطريقة‬ ‫ه�ي طريق�ة غير تقليدي�ة فالكثير من‬ ‫الصيادل�ة األمل�ان مل يس�مع به�ا س�ابقا‪،‬‬ ‫ولكنها موجودة وننصح بها للصيادلة من‬ ‫أصحاب اللغة الضعيفة ملامرس�ة اللغة أوال‬ ‫ولتحس�ينها من جهة أخرى‪ .‬النوع الثاين‬ ‫من التدري�ب هو العمل كصي�دالين تحت‬ ‫االرشاف" "�‪Apotheker unter Aufsi‬‬ ‫‪ ."cht‬هن�ا يج�ب عىل الصي�دالين التقدم‬ ‫بأوراقه لجهة مامرسة املهنة للحصول عىل‬ ‫الرتخيص املؤقت ملامرسة املهنة كصيدالين‬ ‫"‪ "Berufserlaubnis‬وتك�ون م�دة‬ ‫الرتخيص حسب مدة التدريب املتفق عليها‬ ‫م�ع الصيدالين املدرب‪ .‬كثير من موظفي‬ ‫هيئ�ة العمل يف أملاني�ا ال يعطون أكرث من‬ ‫ع�ام واحد للتدريب ومن ث�م يتم تجديدها‬ ‫س�نويا يف حال الحاجة لألم�ر‪ .‬إضافة ملا‬ ‫ذكر وطبقا لقانون عام ‪ 2012‬فإن أقىص‬ ‫م�دة للتدري�ب دون ش�هادة تعدي�ل هي‬ ‫عامان فقط ويضطر بعدها الصيدالين إىل‬ ‫تقديم امتحان املعادلة‪.‬‬ ‫معلومات عامة عند التقديم المتحان‬ ‫المعادلة‬

‫يج�ب عىل املت�درب االنتباه على أن طلب‬ ‫التقدي�م المتح�ان التعديل‪ ،‬يج�ب تقدميه‬ ‫قبل س�تة أش�هر عىل األقل م�ن االمتحان‪.‬‬ ‫يقس�م االمتحان حس�ب القان�ون األملاين‬ ‫إىل قس�مني‪ :‬األول عب�ارة ع�ن القوانين‬ ‫الصيدالني�ة الناظم�ة ملهن�ة الصيدل�ة يف‬ ‫أملاني�ا‪ ،‬والث�اين ه�و االمتح�ان العملي‬ ‫الصي�دالين إضاف�ة إىل م�ادة ثاني�ة‬ ‫اختصاصي�ة يختارها املقيّم املس�ؤول عن‬ ‫أوراق التعدي�ل‪ .‬ميك�ن التق�دم بطلب قبل‬ ‫االمتح�ان بأربع�ة أس�ابيع ملعرفة أسماء‬ ‫اللجن�ة املمتحن�ة‪ ،‬وينص�ح جدا بدراس�ة‬ ‫األس�ئلة الس�ابقة والقدمي�ة الخاصة بتلك‬

‫اللج�ان وأعضائه�ا حي�ث تتكرر األس�ئلة‬ ‫بنس�بة تزيد عن ‪ % 60‬يف بعض األحيان‪.‬‬ ‫اللجنة نفسها تقوم بامتحان الطلبة األملان‬ ‫يف امتحان الصيدلة العام "امتحان الدولة‬ ‫الثال�ث" وميك�ن للطلب�ة س�ؤال الهيئ�ة‬ ‫الطالبية يف كليات الصيدلة للحصول عىل‬ ‫األسئلة السابقة ألعضاء اللجان املختلفة‪.‬‬ ‫مدة االمتحان هي ساعة كاملة ومتتد حتى‬ ‫‪ 70-75‬دقيق�ة يف بع�ض األحيان‪ ،‬حيث‬ ‫تعتبر واليات هيس�ن – ب�ادن فورتنربغ‬ ‫ونيدرساكسن األصعب يف املعادلة وتعترب‬ ‫والية راين – فالز األسهل بالنسبة للمعادلة‪.‬‬ ‫يتم االمتحان يف الوالية التي متلك بها إذنًا‬ ‫للعمل وليس الوالية التي تسكن فيها‪.‬‬ ‫من أفضل الكتب لدراسة المواد‬

‫والقوانين في ألمانيا تحضيرا‬

‫لالمتحان‪:‬‬

‫‪• Prüfungstrainer‬‬ ‫‪Pharmazeutische Praxis und Re‬‬‫)‪cht/ Piening, Antje (Hrsg.‬‬ ‫‪• Gesetzeskunde für Apotheker,‬‬ ‫‪2 Bände/Schiedermair, Rudolf /‬‬ ‫‪Pohl, Hans-Uwe‬‬ ‫‪• Pharmazeutische Gesetz‬‬‫‪eskunde/Hügel, Herbert / Meck‬‬‫‪ing, Bettina / Kohm, Baldur‬‬ ‫‪• Pharmazeutische Gesetz‬‬‫‪eskunde/ Neukirchen, Rainer +‬‬ ‫بع�د النج�اح باالمتح�ان يت�م التقدي�م‬ ‫للحصول عىل ش�هادة املعادلة" "�‪Appro‬‬ ‫‪ "bation‬وميكن بعدها للصيدالين العمل‬ ‫كصي�دالين يف إح�دى الصيدلي�ات أو يف‬ ‫املعام�ل أو الرشكات التي تطلب العديد من‬ ‫الصيادلة للعمل‪.‬‬ ‫عمل الصيادلة وفرصهم‬

‫إن عم�ل الصيادلة الحاصلني عىل ش�هادة‬ ‫املعادلة مضمون متام�ا يف أملانيا حيث أن‬ ‫ه�ؤالء الصيادل�ة مطلوبون دامئ�ا للعمل‬ ‫ضم�ن الصيدلي�ات أو رشكات األدوي�ة أو‬ ‫املعامل املختلفة‪ .‬ميكن للصيادلة أيضا بعد‬ ‫املعادلة افتتاح ورشاء صيدلياتهم الخاصة‪،‬‬ ‫والعم�ل بها‪ ،‬وهذا يعترب م�ن أهم مصادر‬ ‫الدخل وأعاله�ا يف أملانيا‪ .‬ميكن للصيادلة‬ ‫النظر إىل سوق العمل والوظائف الشاغرة‬ ‫عبر مواق�ع نقاباته�م يف الوالي�ات التي‬ ‫يقطنونها دون أية مشاكل وبشكل مفتوح‬ ‫ومتاح للجميع‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 13‬كانون األول والثاني ‪Dezember - Januar • 2017‬‬

‫بابها‬

‫الرايات السود ال تليق بهن‬ ‫وفاء صبيح | إعالمية وناشطة سورية‬ ‫يحرضين اآلن وس�ط ه�ذا الضجيج والفوىض‬ ‫املجتمعي�ة وم�ا يش�به التدمريي�ة‪ ،‬االلتف�ات‬ ‫ول�و بخج�ل إىل واقع املرأة يف ظل ما تش�هده‬ ‫مجتمعاتن�ا العربي�ة‪ ،‬وهي التي كان�ت تعتقد‬ ‫نفس�ها حتى وقت قريب قاب قوسين أو أدىن‬ ‫من نيل حريتها ولو عىل مضض‪.‬‬ ‫كيفما اتجهنا‪ ،‬س�نجد واقعه�ا غارقا يف وحل‬ ‫األزم�ات‪ ،‬ورمب�ا هن�اك مغ�االة إن قلن�ا إن ال‬ ‫طارئَ ط�رأ عليها‪ ،‬يف ظ�ل مجتمعات مأزومة‬ ‫أصالً تقيم الس�واتر النفس�ية واالجتامعية بني‬ ‫الجنسني عىل أساس الجندر‪.‬‬ ‫الطليعية الفرنسية س�يمون دو بوفوار ترى أن‬ ‫املجتمع�ات غير املتصالحة م�ع الجنس اآلخر‬ ‫الثاين ال ميكن أن تنتج مجتمعات تتامهى فيها‬ ‫الفروق والواجبات بني الطرفني‪ ،‬وإذابة الفروق‬ ‫ال ميك�ن إحداثه�ا يف مجتمع�ات تعتبر املرأة‬ ‫نصف املجتمع الحلو‪ ،‬ال أكرث‪.‬‬ ‫االس�تبداد الذكوري القهري ازداد غطرس�ة مع‬ ‫والدة الربي�ع الع�ريب وعودة الفك�ر املتطرف‬ ‫اإلقصايئ املناقض لرضورات وأهمية املش�اركة‬ ‫النس�وية يف صياغ�ة مجتم�ع متحضر‪ .‬كام‬

‫س�ادت وطف�ت مق�والت التحري�م والتدنيس‬ ‫كالنار يف الهشيم بني أصقاع الساحات العربية‬ ‫إىل ح�د اإللغاء‪ ،‬وإقصائها ع�ن القيام بواجبها‬ ‫الثوري باعتبارها امرأة‪ ،‬وعملها يجب أن يندرج‬ ‫تح�ت وظيفة البيت واألرسة فقط‪ ،‬ال س�يام يف‬ ‫البيئات الريفية واملنغلقة‪.‬‬ ‫أص�اب امل�رأة املدنية وه�م االعتق�اد أنها ملجرد‬ ‫دخوله�ا العامل االفترايض الفض�ايئ الرقمي‬ ‫قد فك�ت م�ن عق�ال املن�اخ الذكوري الس�ائد‬ ‫واملس�يطر‪ ،‬ما جعلها تبتعد قليلا أو كثريا عن‬ ‫التمحيص يف واقعها‪.‬‬ ‫الفض�اءات الرقمية ق�د تكون وس�يلة إلفصاح‬ ‫امل�رأة وطالقة لس�انها‪ ،‬ولكن لي�س مبقدورها‬ ‫صياغ�ة ربيع ع�ريب‪ ،‬أو بن�اء درج�ات ارتقاء‬ ‫تنقله�ا من خانة الع�وز إىل خانة "أن�ا أمرأة"‬ ‫وخانة القول الفصل يف ش�ؤون الحياة وتقرير‬ ‫مصير بالد‪ .‬وبين الخانتني‪ ،‬أمامها مس�افات‬ ‫طويل�ة –ضوئي�ة‪ -‬فيه�ا الكثير م�ن أجندات‬ ‫حا هو التخفف‬ ‫العمل‪ ،‬ولعل أكرثها حاجة وإلحا ً‬ ‫من تل�ك النظ�رة اإلقصائي�ة الت�ي يرمقها بها‬ ‫رسا وعالنية‪.‬‬ ‫الجنس األول‪ً ،‬‬

‫متحيص دقيق ملناورات املرأة السياس�ية ونيل‬

‫متثيلها السيايس أن يكون خجوال‪ ،‬بل معدوما‪.‬‬

‫الصعيدي�ن اإلقليمي أو ال�دويل وصنع القرار‪،‬‬

‫وأحيان�ا كثرية كان يتحدث ع�ن االنتهاكات من‬

‫االعالم�ي‪ ،‬وكأن�ه مدرج ضم�ن أجنداتها‪ .‬وهي‬ ‫بذلك س�اهمت وبكثري من الجور بالحفر عميقًا‬ ‫يف تنميطه�ا ثقافيا ومجتمعي�ا‪ .‬وكأنه أريد ملن‬ ‫ُس� ّمني بالحرائر ال أن يكن حرائر بقدر ما أريد‬ ‫ٍ‬ ‫حامالت لرايات سود‪.‬‬ ‫لهنأان يك ّن‬

‫األول م�ن إحداها‪ ،‬تجلس أم�ام النافذة الكبرية‪،‬‬ ‫خصوصا‬ ‫الكبيرة كرب الحائط‪ ،‬إنها كبرية حقًا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫حين تك�ون مضط� ًرا لدعكه�ا بالجرائد حتى‬ ‫تلم�ع‪ ،‬لكن هذا لي�س مهماً اآلن‪ ،‬بي�دك فنجان‬ ‫م�ن الكاكاو الس�اخن‪ ،‬إنك تكره ال�كاكاو‪ ،‬ولن‬ ‫ترشبه‪ ،‬لكنك صنعته لسبب ما‪ ،‬ومل تقم اعتبا ًرا‬ ‫لالستهالك العادل‪ ،‬وحملته ووقفت أمام النافذة‬ ‫"صاف ًنا"‪ ،‬مصطن ًعا الهدوء‪.‬‬ ‫عىل الطرف اآلخر من النافذة هناك غابة لعينة‪،‬‬ ‫عرشات األش�جار املمت�دة امتداد ِقَص�رَ ِ نظرك‪،‬‬ ‫تسعل األوراق ليل نهار‪ ،‬والبستاين يكنسها كل‬ ‫صباح‪ ،‬أيدرك أنه "سيزيف" وأن الصخور تأيت‬ ‫بكل األحجام واأللوان؟ ال أعتقد أنه يدرك‪.‬‬ ‫إن هذا النص مشتت ككل النصوص التي كتبتها‬ ‫يف الش�هرين األخريين‪ ،‬وه�ذا ليس مهماً عىل‬ ‫أية حال‪ .‬قلت مسبقًا أنني أكره االنتظام‪ ،‬شبعنا‬ ‫نصوصا روتينية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هن�اك ه�ذه الغاب�ة‪ ،‬بطيوره�ا وس�ناجبها‪،‬‬ ‫وفراشاتها الغبية‪ ،‬وسيل أوراقها‪ ،‬وقطة الجريان‬ ‫السوداء السمينة التي ترفض مصادقتك‪ ،‬وهناك‬ ‫األبنية بحبال الضوء‪ ،‬وبدمى تتدىل من النوافذ‬ ‫والرشفات‪ ،‬كلها ترتدي زي س�انتا كلوز‪ ،‬إنها ال‬ ‫ت ُعجبن�ي‪ ،‬دمية وحيدة لس�انتا أحببتها‪ ،‬تذهب‬ ‫كل يوم إىل الس�وبر ماركت‪ ،‬تتفرج عليها‪ ،‬كنت‬ ‫ستشرتيها‪ ،‬إنها بـ‪ 80‬يورو‪ ،‬مل تشرتها‪.‬‬ ‫هن�اك األطف�ال القابض�ون بش�دّة على علب‬ ‫ش�وكوال كين�در بطول متر‪ ،‬بطوله�م تقريبًا‪،‬‬ ‫كالقاب�ض عىل كل بهج�ة العامل بين ذراعيه‪،‬‬ ‫أحسست هذا اإلحس�اس تجاه علبة صغرية من‬ ‫الكين�در م�رة‪ ،‬كان ذلك منذ زم�ن بعيد قبل أن‬ ‫يك�ون الذي أهداين إياها "م�ن عندن" وأصري‬ ‫أنا من "عنا"‪.‬‬ ‫ما حاج�ة أي أحد لعلبة كيندر طولها مرت كامل‬ ‫عىل أية حال؟‬ ‫على الرشفة املهج�ورة ملس�كنك املتروك منذ‬ ‫س�بعة أع�وام طويلة هن�اك حوض�ان كبريان‬ ‫مخصص�ان للزرع‪ ،‬كانت تس�كنهام ش�جريات‬ ‫"ورد دمش�قي"‪ ،‬ومات�ت‪ ،‬كمية الرتب�ة الباقية‬ ‫فيها مثالية لدفن جثث س�جائرك املختلسة عىل‬ ‫عجل‪ ،‬هذان الحوضان يأتي�ان من توأم ثاليث‪،‬‬ ‫أين أخوهام؟ إنه خل�ف النافذة‪ ،‬واقف بجانبك‪،‬‬ ‫يرقب املشهد‪.‬‬ ‫إنه ال يرقب شيئًا‪ ،‬لست غبية‪ ،‬إنه مج ّرد حوض‪،‬‬ ‫لك ّن له مكانة ما لديك‪ ،‬أحببته منذ اللحظة التي‬ ‫س�قيتها كأس امل�اء األول‪ ،‬وتوليت ه�ذه املهمة‬ ‫عن صاح�ب البيت املش�غول عنه�ا دامئًا‪ ،‬رغم‬ ‫أن�ه وقع يف حبها اثني عشر عا ًما مضوا حني‬

‫حملها شتلة صغرية من أرض فلسطني‪ ،‬شجرة‬ ‫الزيتون‪.‬‬ ‫عربت هذه الش�جرة حدود فلس�طني‪ ،‬وتخطّت‬ ‫تفتيش الجنود اإلرسائيلني‪ ،‬ورغبتهم باعتقالها‪،‬‬ ‫صع�دت إىل الطائ�رة‪ ،‬وأت�ت إىل فرنس�ا‪ ،‬إن�ه‬ ‫ألم�ر مثير حقً�ا‪ ،‬إنها ش�جرة زيتون‪ ،‬ليس�ت‬ ‫ش�جرة زينة‪ ،‬إنها رمز كل ما هو ُمنتج يف هذه‬ ‫الحياة‪ ،‬لكنها تجلس هنا حيث ماتت ابنة عمتها‬ ‫ش�جرة الورد الدمش�قي‪ ،‬وتركت حوضً ا جاه ًزا‬ ‫الحتضانها‪ ،‬وه�ذه وقائع حقيقي�ة أرويها لك‪،‬‬ ‫وعلي�ك أن تفهم قصدي من روايتها‪ ،‬إنه واجبك‬ ‫أن تفهمني‪.‬‬ ‫إنه�ا رقيقة‪ ،‬جميلة‪ ،‬مش�نوقة بحب�ل أحمر إىل‬ ‫الس�قف‪ ،‬إن�ه يش�نقها ليبقيه�ا منتصب�ة‪ ،‬أللاّ‬ ‫تنحن�ي‪ ،‬بإمكانها أن تجلس هك�ذا‪ ،‬عاطلة عن‬ ‫ككل األشجار‪ ،‬لكن‬ ‫العمل واإلمثار‪ ،‬وته ّر الورق ّ‬ ‫مح ّرم عليها أن تنحني‪.‬‬ ‫أقس�م أن هذه الش�جرة له�ا مش�اعر حقيقية‪،‬‬ ‫ق�رأت عن مش�اعر األش�جار يف مق�ال علمي‪،‬‬ ‫إنه أم�ر حقيقي ال أخرتعه ألكت�ب‪ ،‬يوم أحرقوا‬ ‫ش�جر فلس�طني بكت‪ ،‬كان�ت تبكي‪ ،‬مل تتأمل‬ ‫عىل أخواتها‪ ،‬إنهم اس�تحالوا رمادًا‪ ،‬والهواء مل‬ ‫يخضع بعد لش�نغن‪ ،‬س�يحملهم لها يو ًما ليس‬ ‫ببعيد‪.‬‬ ‫بكت يومها شماتتهم‪ ،‬كيف له�م أن يج ّردوها‬ ‫من جنسيتها يف منفاها البعيد‪ ،‬إنها فلسطينية‪،‬‬ ‫وليست "زيتونة شوارع"‪ ،‬إنها زيتونة حقيقية‪،‬‬ ‫تع�اين االكتئاب الحاد وس�وء التغذي�ة‪ ،‬لكنها‬ ‫زيتون�ة‪ ،‬احرتقت أخواتها دونه�ا‪ ،‬من حقها أن‬ ‫تحزن دون أن تتهم مبعاداة السامية واإلنسانية‪،‬‬ ‫وم�ن حقها أن ت�رش الش�تائم يف وجه العامل‪،‬‬ ‫ولي�س ألحده�م أن مينعه�ا أو يؤجله�ا‪ ،‬ليس‬ ‫للزيتون مواسم‪ ،‬إنه شجر دائم الشموخ‪.‬‬ ‫ماذا أقول ل�ك أكرث؟ إنه الزجاج‪ ،‬اخرتاع عجيب‬ ‫حقًا‪ ،‬يحجب كل يشء عنك دون أن يقصيك من‬ ‫املشهد‪ ،‬ودون أن يس�تفز فوبيا األماكن املغلقة‬ ‫والس�جون فيك‪ ،‬مل ّعه بكل الجرائد‪ ،‬بكل اللغات‪،‬‬ ‫ادعك�ه ليل نهار‪ ،‬إنه زج�اج وال ميكن أن يكون‬ ‫يف العمق إال شفافًا‪.‬‬ ‫وخلفه‪ ،‬بعد أن ينام الرسو يف املخازن‪ ،‬الزيتونة‬ ‫املشنوقة ح ّد الشموخ ستشمخ‪ ،‬وستنتصب هذه‬ ‫النافذة أبدًا بينها وبني الغابة‪ ،‬وليس لها س�وى‬ ‫إرث الزيتون يع ّزيها‪.‬‬ ‫ميالدًا مجيدًا‪ ،‬لكل زيتونات املنايف‪ ،‬أينام كانت‬ ‫مشنوقة لتشمخ‪.‬‬

‫حقه�ا يف املش�اركة الفعال�ة ومتكينه�ا على‬ ‫س�يجد مثة جورا وظلام يقعان عليها رس�خت‬ ‫أوت�اده حقا يف مصر وأختها س�وريا‪ ،‬ويكاد‬

‫الميالد من خلف النافذة‬

‫فرح يوسف‬ ‫إن�ه املوع�د الرس�مي للبهج�ة حس�ب التقويم‬ ‫العامل�ي‪ ،‬إنه موع�د التزيّ�ن والتأنق‪ ،‬التس�وق‬ ‫والهداي�ا‪ ،‬التق�اط الص�ور مع الرسو املكس�و‬ ‫املج ّرد من هيبته بالكرات امللونة‪ ،‬والكثري الكثري‬ ‫من األمنيات‪.‬‬ ‫لكننا خارج التقويم العاملي‪ ،‬أنت س�وري الجئ‬ ‫ال تخضع لتقويم منفاك كما تخضع لقوانينه‪،‬‬ ‫أنت مضبوط دامئًا عىل عقارب األمل‪.‬‬ ‫ح�ا ترتدي مالبس�ك‪ ،‬كنزة س�وداء‪ ،‬جينز‬ ‫صبا ً‬ ‫أسود‪ ،‬حذاء أسود‪ ،‬سرتة سوداء‪ ،‬وشاح أبيض‪،‬‬ ‫لتكرس حدادك‪ ،‬ال تريد لحدادك أن يفسد املشهد‬ ‫العام‪ ،‬سرتتدي ابتسامتك أيضً ا‪ ،‬وتهنئ كل من‬ ‫مي ّر ب�ك‪ ،‬وتتمنى له عيدًا س�عيدًا‪ ،‬وستش�كره‬ ‫أيضً ا بحرارة عىل تعاطفه مع قضيتك‪.‬‬ ‫متيش يف الش�وارع ليالً ويصع�ب عليك‪ ،‬حتى‬

‫يف أعن�ف فرتات التقش�ف الض�ويئ‪ ،‬أن متيز‬ ‫اللي�ل من النه�ار‪ ،‬ت ُحارصك البهج�ة‪ ،‬وال يشء‬ ‫يف ذهنك سوى الكليش�يهات التي تتعلق بيوم‬ ‫امليالد يف بالدك‪ ،‬بالد املئة ألف محارص بالعهر‬ ‫والقهر‪.‬‬ ‫تتذكّ�ر أعامل "وس�ام الجزائ�ري" البديعة ح ّد‬ ‫الوج�ع‪ ،‬س�انتا كل�وز املحمل بالعجز‪ ،‬ش�جرة‬ ‫امليلاد ب�كل أش�كال رمزيته�ا‪ ،‬ورصخته حني‬ ‫صارت الجرني�كا يف حلب‪ ،‬وال مف ّر من البهجة‬ ‫املحيطة بك كقبو‪.‬‬ ‫كل حال؟ تع�ود إىل‬ ‫قصة األش�جار على ّ‬ ‫م�ا ّ‬ ‫مس�كنك‪ ،‬تبحث يف كل املراجع‪ ،‬املعتمدة وغري‬ ‫املعتم�دة‪ ،‬ع�ن أص�ل ش�جرة امليلاد‪ ،‬ال يشء‬ ‫يُقنعك‪.‬‬ ‫رأف� ًة بخوفك الش�ديد م�ن املس�احات املغلقة‪،‬‬ ‫والغرف الفقرية بالشبابيك‪ ،‬والستائر "امللكية"‬ ‫حا‪ ،‬عاريًا‬ ‫متعددة الطبقات‪ ،‬يأيت مسكنك مفتو ً‬ ‫إال من س�تارة ش�فافة كئيبة تو ّد لو تنزعها وال‬

‫تفع�ل‪ ،‬بالكاد ت�رى اإلس�منت يف الغرفة التي‬ ‫تجلس فيها‪ ،‬متأمالً النواف�ذ املحيطة بك‪ ،‬تربق‬ ‫وتنطفي‪ ،‬بإيقاع منتظم كريه‪ ،‬نس�يت أن أذكر‬ ‫كرهك للنظام واالنتظام وكل ما له إيقاع رتيب‪.‬‬ ‫حس� ًنا ال ميكنك أن ت ُنكر أ ّن ه�ذا املنظر ُمبهج‪،‬‬ ‫إنه كل يشء تذكره عن امليالد يف طفولتك‪ ،‬يوم‬ ‫جا‪ ،‬وال تع�رف بعد تعريفً�ا واض ًحا‬ ‫كنت س�اذ ً‬ ‫للطائفي�ة‪ ،‬أو القم�ع‪ ،‬حت�ى أنك كن�ت تفضل‬ ‫غ�زل البنات عىل الحرية‪ ،‬وتسرق إصبع أحمر‬ ‫ش�فاه "إيف س�ان ل�وران" م�ن أمك لرتس�م‬ ‫للمعلم�ة األنف األحمر الذي رس�مته لك‪ ،‬ولكل‬ ‫أصدقائك أيضً �ا‪ ،‬مل تكن تعرف يومها أ ّن كتيبة‬ ‫املهرجني هذه ستكرب يف قلبك وت ُضيف "فوبيا‬ ‫املهرجني" إىل الئحة فوبياتك‪.‬‬ ‫الشجر‪..‬‬

‫إنك تس�كن وس�ط غابة‪ ،‬حرفيًا‪ ،‬هن�اك بضعة‬ ‫أبني�ة اغتصبت غاب�ة‪ ،‬أنت تس�كن يف الطابق‬

‫فيما اتخ�ذ اإلعلام الع�ريب موق�ف املتفرج‪،‬‬ ‫اغتصاب وقت�ل واعتقال التي تتعرض لها املرأة‬

‫وتعرض�ت له�ا بحك�م املهن�ة يف حي�ز الخرب‬

‫بابها‬

‫‪21‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 13‬كانون األول والثاني ‪Dezember - Januar • 2017‬‬

‫العنف الصامت ضد المرأة‬

‫سلوى زكزك‬ ‫تخ�وض س�امية ومري�م معركتين ضاريتني‬ ‫للحصول عىل الطالق‪ ،‬مريم شابة يف السادسة‬ ‫والعرشين من عمرها‪ ،‬وهي زوجة ثانية لش�اب‬ ‫يف الثالثين م�ن عم�ره‪ .‬عندم�ا ق�ررت مريم‬ ‫ال�زواج م�ن زميله�ا يف العم�ل المه�ا الجميع‬ ‫ورفض أبوه�ا األمر رفضً �ا تا ًم�ا لكنها هددت‬ ‫بتزويج نفسها دون الرجوع لوالدها مذكرة إياه‬ ‫بزواجه الثاليث وبزوجاته الثالث الاليت يعشن‬ ‫م ًع�ا وبأمها وه�ي الزوج�ة الثانية والس�اكتة‬ ‫ع ّم�ن قبلها ومن بعده�ا من الزوج�ات‪ .‬واآلن‪،‬‬

‫عىل س�امية امليض يف معركتها وحيدة وش�به‬ ‫مفلس�ة‪ ،‬فالكل يقول لها أنت م�ن اخرتته‪ ،‬أنت‬ ‫من تحدت أهلها وتزوجته‪.‬‬ ‫ملري�م ابن�ة وحي�دة يف عامه�ا األول وال�زوج‬ ‫مس�افر يف أملانيا ومنقطع عن إرسال ما يرتتب‬ ‫عليه تج�اه عائلتيه‪ ،‬تجاه مري�م وابنتها وتجاه‬ ‫زوجته األوىل وولديها‪ .‬مخاوف مريم تضاعفت‬ ‫بع�د تنكر زوجه�ا وهجرانه امل�ادي والعاطفي‬ ‫والعائلي وخاصة بع�د ماعلمت ب�أن األملان ال‬ ‫يعرتف�ون بالزواج املتكرر‪ ،‬أي ال يقبلون س�وى‬

‫بلم شمل زوجة واحدة‪ ،‬وتأكدت مخاوفها عندما‬ ‫أمره�ا زوجه�ا بإعطاء دفتر العائل�ة للزوجة‬ ‫األوىل دون مربر مقنع‪.‬‬ ‫أما أمل فتخ�وض معركة طالق من صنف آخر‪،‬‬ ‫طالق طريقه طويل ومتعرج مير عرب نصوص‬ ‫غامض�ة ال يعرفها حتى املحام�ون لقلة دعاوى‬ ‫الطلاق املرفوع�ة أم�ام املحاك�م املذهبية لدى‬ ‫الطوائ�ف املس�يحية‪ ،‬اختلاف يف التوصي�ف‬ ‫ما بين طالق أو فس�خ زواج‪ ،‬واختالف ما بني‬ ‫إجراءات طويلة األمد وتعجيزية ومبالغ إضافية‬ ‫تحت مس�مى رس�وم تس�جيل الدعوى بذريعة‬ ‫ثني الس�اعني للطالق عن سعيهم غري املرغوب‬ ‫وم�ا بين تفضيل ضمن�ي ألن يك�ون املحامي‬ ‫مس�يح ًيا أيضً ا‪ ،‬تفضيل ال يذك�ر وال يعلن لكنه‬ ‫محبب وشبه مقرر‪.‬‬ ‫وأم�ل عتيقة يف ال�زواج‪ ،‬لكنها ت�رددت مرات‬ ‫وم�رات حتى اتخذت قرار الطالق‪ ،‬ترددت ألنها‬ ‫ال متلك مسك ًنا مستقالً لها وألبنائها بعد الرفض‬ ‫املطلق الس�تقبالها من قبل أهلها العارفني متا ًما‬ ‫عجزها عن دفع قيمة إيجار ولو غرفة بائسة يف‬ ‫ضاحية بعيدة وبائسة أيضً ا‪.‬‬ ‫اس�تقبلت جامن�ة قري ًب�ا لها يف املن�زل‪ ،‬تركت‬ ‫الباب مواربًا وعندما دخلت ابنتها الشابة املنزل‬ ‫ورأت ه�ول ما رأت‪ ،‬اتصلت بش�قيقها وأخربته‬ ‫مبا رأت‪ ،‬فجاء مس�تنفرا ليضع حدًا لشطط أمه‬ ‫األرملة البالغة خمسين عا ًما م�ن العمر‪ ،‬امراة‬ ‫عامل�ة تخ�رج كل يوم م�ن منزله�ا تحت جنح‬ ‫الظالم لتعيل ولديها فيحاس�بانها عىل ترصف‬ ‫يخصه�ا وحدها‪ ،‬يف بيتها الذي أضاعت عمرها‬ ‫يف تس�ديد قروض�ه وديون�ه واالب�ن الش�اب‬ ‫يه�دد أمه قائالً‪“ :‬ما بتخ�ايف بكره أختي تعمل‬ ‫متلك؟”‪ .‬واالبنة تقول ألمها‪“ :‬بكره أخي بيجيب‬ ‫نس�وان عالبيت م�ن ورا عملتك الس�ودا”‪ .‬نعم‬

‫يحصل هذا يف الع�ام ‪ 2016‬ويف بيئة تصنف‬ ‫باملنفتحة والحضارية‪ ،‬توصيف سطحي ومقيد‬ ‫وجارح‪.‬‬ ‫أم مروان أرملة أربعيني�ة‪ ،‬خطيب ابنتها أصغر‬ ‫منها بعامني فقط‪ .‬والخطيب مرص عىل مناداة‬ ‫أم م�روان مبرت عمي‪ ،‬وأم مروان تغص مبجرد‬ ‫سماعها لهذه الكلمة‪ .‬الالفت أن خطيب السعد‬ ‫رص على تقبيل ي�د حامته كل زي�ارة دخوالً‬ ‫ُم ّ‬ ‫ج�ا‪ ،‬وباملقاب�ل يف�رض على خطيبت�ه‬ ‫وخرو ً‬ ‫تقبيل يد أم�ه وأمها‪ ،‬متبج ًحا بأنه يعلمها األدب‬ ‫واالحرتام‪.‬‬ ‫باألم�س ج�اء الخطيب مكفه�ر الوجه غضوب‬ ‫املالمح‪ ،‬فق�د أعلمه ابن خالت�ه أن حامته كانت‬ ‫تضح�ك مع جارهم على مدخ�ل البناية وهدد‬ ‫وأرعد ودومنا حتى فس�ح املج�ال لكلمة اعتذار‬ ‫أو سامع أو تفهم‪.‬‬ ‫دق ج�رس املنزل‪ ،‬على الباب س�امر وزوجته‬ ‫وأبنائه الثالثة‪ ،‬أهال وس�هال قال�ت األم والفرح‬ ‫يش�ع من عينيها‪ ،‬لكن أكوام الحقائب واألكياس‬ ‫أجفلته�ا‪ ،‬لتعرف أن ابنها وعائلته قرروا العيش‬ ‫معها يف بيتها الصغري‪.‬‬ ‫ميل�ك ابنها بيت�ا‪ ،‬لكن�ه وبحجة رعاي�ة والدته‬ ‫ج�اء متذرعا باملحبة ليكرس راحة وطأمنينة أمه‬ ‫يف بيته�ا الصغري املناس�ب لها حجام وفرشً �ا‬ ‫وتفاصي�ل يومية متنحها الراحة واالس�تقاللية‬ ‫والس�عادة‪ .‬ج�اء ليعلمه�ا أم�ام زوجت�ه أنه ال‬ ‫يح�ب طبخ زوجت�ه وأنه عاد ليش�بع من طبخ‬ ‫أم�ه‪ ،‬قال ه�ذا بعجرف�ة وادعاء كاذبين وكأنه‬ ‫مين�ح أم�ه وس�ا ًما رفي ًع�ا يغنيها ع�ن الراحة‬ ‫والس�كينة لقرون طويلة وعديدة‪ .‬ال هي راغبة‬ ‫يف مش�اركتهم له�ا يف كوخه�ا الجميل املريح‬ ‫وال الزوجة راغب�ة بتضييق الخناق عليها وعىل‬ ‫أبنائه�ا‪ ،‬لك�ن قرار الذك�ر الوحيد ال�وارث ملال‬

‫أم�ه والقايض باألوام�ر والناهي لكل تس�اؤل‬ ‫أو نق�اش له الح�ق يف إقرار ما يرغ�ب وتنفيذ‬ ‫ما يق�رر‪ .‬إنه حامي الحم�ى والويص عىل أمه‬ ‫الت�ي ولدته وعىل زوجته املنزوعة مثل ش�جرة‬ ‫غضة من منزلها وخصوصيتها ومساحات لعب‬ ‫أطفالها وعيشهم‪.‬‬ ‫القري�ة كله�ا تعلم أن ري�اض عاش�ق ولهان‪،‬‬ ‫األم�ر ال�ذي يدفع�ه لهج�ر زوجت�ه وطفلتيه‪،‬‬ ‫ين�ام يف بي�ت عش�يقته‪ ،‬ينف�ق أموال�ه عليها‪.‬‬ ‫ق�ررت الزوجة الرحيل إىل بي�ت أهلها‪ ،‬فردّوها‬ ‫إىل بيته�ا متفاخري�ن بأنهم ال يحب�ون خراب‬ ‫البيوت وأنهم لن يس�محوا البنتهم يف تقويض‬ ‫أس�س بيتها وعائلتها‪ .‬تطلب الطالق لكن عبثًا‪،‬‬ ‫تصطدم بالتهديد تارة وبالتغيب تارة‪ ،‬وزوجها‬ ‫ممعن يف غيه وعش�قه وتنكره ملش�اعر زوجته‬ ‫والتزامات�ه حي�ال عائلته‪ .‬بالنهاي�ة يقرتح والد‬ ‫الزوج حلاً يراه مقن ًعا وعادالً‪ ،‬أن يس�جل بيت‬ ‫االبن باس�م االبنتني ويكون الجد وصيا عليهم‪،‬‬ ‫أم�ا الزوجة فتبقى كأم لهما فقط‪ ،‬ال طالق وال‬ ‫ح�ق بالزواج أو الحب وال مبلكية ما ميلك الزوج‬ ‫وهي أح�ق به‪ ،‬برصي�ح العبارة مربي�ة مقابل‬ ‫لقمتها ويك ال تخرس بنتيها‪.‬‬ ‫ه�ذا غيض م�ن فيض م�ن العن�ف املوصوف‬ ‫والصام�ت وغري املعلن‪ ،‬عن�ف بال هوية تؤطره‬ ‫يف خان�ة العنف لتجاوزه أو لوض�ع نواظم له‬ ‫تق�ايض املخط�ئ ومتنح املظل�وم حقه‪ ،‬رصاع‬ ‫مزمن يف توصيف الحقوق والواجبات واملوانع‬ ‫والعواقب‪.‬‬ ‫نقالً عن “شبكة املرأة السورية”‬

‫ألغام على طريق إلغاء المادة ‪ 225‬في لبنان‪..‬‬

‫كيف تقونن الدولة االغتصاب؟‬ ‫األعراف والتقاليد والس�لطة الدينية‪ ،‬ومامنعات‬ ‫اجتامعية‪ ،‬والتي مل تأت الدول وسلطة قضائها‬ ‫إال على تقننيه�ا وعكس إرادة الق�وى املهيمنة‬ ‫فيه�ا والتي جه�دت وال ت�زال لتكريس تخلف‬ ‫اجتامعي وإنس�اين رغ�م كل التطورات العاملية‬ ‫املحيط�ة بعاملن�ا الع�ريب وبلبن�ان على وجه‬ ‫الخصوص‪.‬‬

‫غالية الريش‬ ‫مل يك�ن الح�ق يف التاريخ إال تعبيرا عن إرادة‬ ‫األقوياء واملس�يطرين مرفو ًعا إىل قانون‪ ،‬الذي‬ ‫يعكس موازين قوى املجتم�ع وثقافته ومرياثه‬ ‫الطويل يف انزي�اح عداالت ورضورات إنصاف‬ ‫عن سياق مطالبها نحو انحياز ملواقع السلطات‬ ‫االجتامعية والسياسية املسيطرة وايديولوجيتها‬ ‫والتي تحاول تعميمها جاهدة بالقوة الناعمة أو‬ ‫العنف العاري‪.‬‬ ‫يف مجتمعاتن�ا العربي�ة مش�وهة التش�كيل‬ ‫اجتامعي�ا وطبقيا‪ ،‬واملتداخلة م�ع تكوينات ما‬ ‫قبل حديثة م�ن تنظيامت عش�ائرية وطائفية‪،‬‬ ‫وميراث ايديولوج�ي م�ن األع�راف والتقاليد‬ ‫الراس�خة‪ ،‬وس�لطة ديني�ة تقيدت إم�ا بحدود‬ ‫النص الديني أو السياق التاريخي الذي أنتجها‪،‬‬ ‫كان ال ب�د ملنظوم�ة القوانين أن تتواف�ق م�ع‬ ‫رشوط ه�ذه البنية االجتامعي�ة العربية أو تلك‪،‬‬ ‫ورغ�م أهمية املقاوم�ات االجتامعية ومحاوالت‬ ‫الحد م�ن آثارها إال أنها ال تزال تتنكر بأش�كال‬ ‫جدي�دة م�ن االضطه�اد الس�يايس والدين�ي‬ ‫واالجتامعي‪.‬‬ ‫يف ه�ذا الس�ياق ال ت�زال امل�رأة اللبنانية عىل‬ ‫طري�ق تحقي�ق رشوط مواطنتها وإنس�انيتها‬ ‫تن�ز ُع إىل انتص�ار قان�وين وإجتامع�ي م�ن‬ ‫خالل التوصل اىل إلغ�اء املادة ‪ 522‬من قانون‬ ‫”العقوبات” اللبناين التي ترشع اغتصابا بقوة‬

‫ليس البيت الزوجي مركز تأهيل‬

‫للمغتصبة‪:‬‬

‫القانون والت�ي تنص ‪”:‬إذا عق�د زواج صحيح‬ ‫بين مرتكب إح�دى الجرائ�م ال�واردة يف هذا‬ ‫الفصل (االغتص�اب – اغتصاب القارص‪ -‬فض‬ ‫بكارة مع الوعد بال�زواج‪ -‬الحض عىل الفجور‬ ‫– التح�رش بطفل�ة – التع�دي الجنسي عىل‬ ‫ش�خص ذي نق�ص جس�دي أو نفسي) وبني‬ ‫املعت�دى عليها أوقفت املالحق�ة القانونية‪ ،‬وإذا‬ ‫كان ص�در الحكم بالقضية ُعلِّ�ق تنفيذ العقاب‬ ‫ال�ذي فرض علي�ه”‪ .‬وتندرج ه�ذه املادة ضمن‬ ‫حزمة م�ن املواد التي بدأت لجنة اإلدارة والعدل‬ ‫قراءتها ومناقشتها وتعديلها‪ ،‬منذ أيلول ‪2016‬‬ ‫والب�ت فيه�ا م�ع وعدها بحس�م قراره�اـ من‬ ‫امل�ادة ‪ 503‬إىل امل�ادة ‪521‬ــ م�ع التأكيد أنه‬ ‫ت�م التوافق املبديئ داخل لجن�ة اإلدارة والعدل‬ ‫على إلغاء امل�ادة س�يئة الصي�ت‪ )522( ،‬من‬

‫ش�موليتها‪ ،‬وذلك إلعادة النظر يف كل الفقرات‬ ‫والتفاصي�ل املتعلقة بكل املواد إىل موعد الحق‪،‬‬ ‫وكما تقول الباحثة اللبناني�ة دياال حيدر” فإن‬ ‫قان�ون العقوبات اللبن�اين‪ ،‬ينص رصاحة عىل‬ ‫ترشي�ع اإلغتصاب رشيطة وقوع�ه قبل أو‪ /‬و‬ ‫بع�د امتام عق�د الزواج‪ :‬فإن وق�ع قبل الزواج‪،‬‬ ‫ألغا ُه عقد ال�زواج بالضحية (املادة ‪ .)522‬وإن‬ ‫وق�ع بعد ال�زواج‪ ،‬ألغا ُه عقد ال�زواج بالضحية‬ ‫( امل�ادة ‪ )503‬من قان�ون العقوب�ات اللبناين‬ ‫الت�ي تنص عىل “من أكره غير زوجه بالعنف‬ ‫وبالتهديد عىل الجامع عوقب باألش�غال الشاقة‬ ‫خمس سنوات عىل األقل”‬ ‫ويف الواق�ع ل�ن يكون إلغ�اء هذه امل�ادة هي ًنا‬ ‫يف مجتم�ع تس�وده ثقاف�ة وقان�ون الذكورة‬ ‫وتهيم�ن على مقدرات�ه العقلي�ة أثق�ال م�ن‬

‫م�ا م�ن فع�ل آث�م يحف�ر يف وج�دان امل�رأة‬ ‫ونفس�يتها وحياتها كما هو فع�ل االغتصاب‪،‬‬ ‫والذي يعني انفالتا للغرائ�ز الحيوانية الكامنة‬ ‫يف املعت�دي‪ ،‬وفعلاً إكراهي�ا وعدوانيا يعاقب‬ ‫عليه القان�ون الحديث بأش�د العقوبات ويرفع‬ ‫الغطاء االجتامعي والقانوين عن املعتدي‪ .‬تأيت‬ ‫القوانين العربي�ة لتغطية أش�د الجرائ�م فتكًا‬ ‫بروح املرأة واالعتداء عىل كرامتها وإنس�انيتها‬ ‫والتي تتبدى يف املادة ‪ 522‬وما عىل ش�اكلتها‪،‬‬ ‫من خالل تأهي�ل فعل اغتصابها بالجواز لزواج‬ ‫املعت�دي م�ن ضحيت�ه وكأن�ه فع�ل تربئة من‬ ‫االغتصاب يك يغتصبها م�ن جديد تحت مظلة‬ ‫القانون الذي يخول له فعل ذلك‪.‬‬ ‫تعف�ي هذه امل�ادة املغتصب م�ن تحمل عواقب‬ ‫فعلته‪ ،‬وبالتايل تشجع ارتكاب هذا الجرم بحق‬ ‫النس�اء‪ ،‬بل متأس�س للعنف الجنيس‪ ،‬وتسمح‬ ‫مبامرس�ته عىل النس�اء ضحايا ُه م�دى الحياة‬ ‫بغطاء رشع�ي (أي الزواج) وذلك علماً أن زواج‬

‫الضحي�ة باملغتصب ل�ن يكون خي�ا ًرا‪ ،‬بل حالً‬ ‫سرتىض به تحت تأثري املجتمع واألهل‪.‬‬ ‫تنض�وي ضم�ن ه�ذا املن�درج جرائ�م الرشف‬ ‫والع�ذر القان�وين املخف�ف والت�ي تتس�اوى‬ ‫القوانين العربي�ة – يف الغالب إلب�راز األعذار‬ ‫املخفف�ة‪ ،‬بح�ق القتل�ة بدواعي الشرف‪ ،‬وكم‬ ‫من فت�اة قتل�ت ويك�ون ج�زاء القات�ل العفو‬ ‫بع�د انقضاء فترة الحق العام الت�ي ال تتجاوز‬ ‫ال‪ /6/‬أش�هر‪ .‬وم�ن الالف�ت التنوي�ه اىل أن‬ ‫املجل�س النيايب اللبناين ق�د صوت يف ‪2011‬‬ ‫عىل إلغاء امل�ادة ‪ 562‬املتعلقة بجرائم الرشف‪.‬‬ ‫وهذا تطور قانوين يعكس درجة تقدم نضاالت‬ ‫امل�رأة اللبنانية الت�ي تكافح الس�تعادة مركزها‬ ‫االجتامع�ي والقان�وين والوج�ودي‪ ،‬وإلع�ادة‬ ‫متوض�ع جدي�د وغير مس�بوق يف مع�ادالت‬ ‫املساواة االجتامعية والسياسية والقانونية نحو‬ ‫مجتمع مواطنني أحرار يف ظل دولة القانون‪.‬‬ ‫يبقى من املفي�د التأكيد على رضورة مواصلة‬ ‫امل�رأة اللبناني�ة ملس�عاها الحثيث إللغ�اء املادة‬ ‫‪ 522‬وما يتصل بها من قوانني جائرة‪ ،‬وتشكيل‬ ‫ق�وى ضغط اجتامعي تتجاوز املجال النس�وي‬ ‫النخب�وي نح�و قطاع�ات نس�ائية واجتامعية‬ ‫شابة من الجنسني‪ ،‬وخطاب إصالحي اجتامعي‬ ‫ج�ذري عاب�ر للطوائ�ف‪ .‬نحو دول�ة ومجتمع‬ ‫مواطنني أحرار‪.‬‬ ‫املهم أن ال نقف يف منتصف الطريق‪.‬‬ ‫نقالً عن “شبكة املرأة السورية”‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫باب القلب‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 13‬كانون األول والثاني ‪Dezember - Januar • 2017‬‬

‫النجاة من موتين وأكثر‬

‫سعاد عباس‬ ‫ج�ا من الف�راغ الجديد‪ ،‬كمول�و ٍد بدأ حياته‬ ‫خار ً‬ ‫للتو‪ ،‬لس�ت وحدي بل آخ�رون حويل يحاولون‬ ‫ب�دء حيا ٍة هن�ا‪ .‬كنا م ًع�ا يف "الكامب"‪ ،‬وحني‬ ‫غادرن�اه مل تكن املصاعب ق�د انتهت‪ ،‬بل لعلها‬ ‫بدأت‪.‬‬ ‫كان�ت س�هى‪ ،‬رشيكت�ي يف الس�كن‪ ،‬أول من‬ ‫واجهتن�ي بحقيقة أملي حني وضع�ت إصبعها‬ ‫عميقاً يف الجرح‪.‬‬ ‫قالت إنه�ا كلام بدأت حديثه�ا بالقول‪" :‬أنا من‬ ‫س�وريا"‪ ،‬التفتت إليه�ا العيون‪ ،‬ضاق�ت قليالً‬ ‫وخف�ت بريقه�ا‪ ،‬يس�ألونها ع�ن مدينته�ا هل‬ ‫دم�رت‪ ،‬عن من م�ات م�ن أهلها‪ ،‬وه�ل جاءت‬ ‫بالبحر‪.‬‬ ‫وتنته�ي س�هى بانته�اء الحدي�ث‪ ،‬فه�و كل‬ ‫ش�خصيتها اآلن‪ .‬ترتعش‪ ،‬وترتعش الجمل التي‬ ‫كتبتها وحفظتها طوال الليل يف محاولة بائسة‬

‫لتعرب عن نفسها‪ .‬الخجل‪ ..‬ليتها رمته أيضً ا يف‬ ‫البحر‪.‬‬ ‫تنكم�ش عىل نفس�ها‪ ،‬فه�ذه الجم�ل تخترص‬ ‫معظ�م م�ا تعلمت�ه باللغ�ة األملاني�ة‪ ،‬وتضيق‬ ‫بنظ�رات اللطيفني املش�فقني حتى ي�كاد قلبها‬ ‫ينعرص من ضغط ضلوعها‪ .‬ويصمت اآلخرون‪،‬‬ ‫فبالنس�بة إليهم أيضً ا انته�ى الحديث‪ ،‬ال يشء‬ ‫أكرث إثارة لالهتامم من قصص املوت والنجاة‪.‬‬ ‫عن الحب‪ ،‬انس�حبت ابتسام ٌة عىل طرف خدها‪،‬‬ ‫حني قالت "كيف أحب اآلن؟ من س�يحبني وأنا‬ ‫م�ا عدت حتى أحب نفيس‪ ،‬كان ش�كيل مختلفًا‬ ‫قب�ل الح�رب‪ ،‬مل تك�ن ندب�ة الخ�وف تقل�ص‬ ‫عضلات وجهي كما اآلن‪ ،‬كانت يل ابتس�امة‬ ‫وبري�ق يف العينني‪ .‬وأحلا ٌم وذكريات‪ .‬وحني‬ ‫عبرت البحر‪ ،‬رميته�م كلهم يف قاع�ه حتى ال‬ ‫أغ�رق‪ .‬فل�م يب�ق مني س�وى عينين قامتتني‪،‬‬ ‫وجفن يرتجف حني يحدق يب أحد‪ .‬حملت معي‬ ‫فقط قلق سبع ٍة وثالثني عا ًما"‪.‬‬ ‫كيف تس�تطيع ام�رأة تعلمت أن الب�وح بالحب‬

‫أخط�ر م�ن ارتكاب�ه‪ ،‬أن تفخ�ر بعذريتها ال أن‬ ‫تخجل بها‪ ،‬كيف لها أن تحب هنا؟‬ ‫"أحبب�ت بصمت يف بل�دي‪ ،‬دون اعرتاف دون‬ ‫ملس�ات‪ ،‬تبادلنا قصاصات الورق‪ ،‬رس�ائل حب‬ ‫قصرية رسي�ة‪ ،‬من النوع ال�ذي يجب أن ميزق‬ ‫بعد أن يقرأ‪ .‬تباعدن�ا‪ ،‬وانتهت قصة حبي دون‬ ‫أن تبدأ‪.‬‬ ‫قارب�ت الح�ب‪ ،‬اختربت ش�عور أن‬ ‫يف أملاني�ا‬ ‫ُ‬ ‫يلمس�ني رج�ل‪ ،‬يقبلن�ي‪ ،‬يتي�ح يل أن أتلمس‬ ‫الغيوم بأطراف أصابعي‪ .‬ثم تركني‪ ،‬ألنني لست‬ ‫امرأ ًة حرة‪ ،‬مليئ ٌة بالعقد‪ ،‬متطلبة‪ ،‬وأريد التزا ًما‪.‬‬ ‫أكرث ما أدهش�ني أن�ه ادعى أنه يفه�م خلفيتي‬ ‫ورشقيتي ويحب غرابتي واختاليف‪ ،‬ثم هجرين‬ ‫لألسباب نفسها"‪.‬‬ ‫أيمن‪:‬‬

‫أمين‪ ،‬كان أكرثنا انكس�ا ًرا ووحدة‪ .‬هرب بعد أن‬ ‫خسر معمله وبيته‪ ،‬وكل ما جناه طوال أربعني‬ ‫سنة يف حلب‪ ،‬بقيت والدته وشقيقته يف تركيا‪،‬‬

‫وجاء هو وحيدًا إىل أملانيا‪:‬‬ ‫"اعتق�دت أنني عربت يف رحلتي بكل احتامالت‬ ‫الرعب‪ ،‬وأنها انته�ت لحظة وصويل إىل أملانيا‪.‬‬ ‫لكن مرحل ًة أخرى بدأت‪ ،‬أضافت عىل خسائري‬ ‫ش�عور الخ�زي يف الكام�ب‪ .‬غادرت�ه محملاً‬ ‫بوصم�ة امله�زوم وبضبابي�ة الس�نني اآلتي�ة‪.‬‬ ‫كي�ف أرمم نفسي‪ ،‬بعدما تحطم م�ا فخرت به‬ ‫يف حي�ايت‪ ،‬كن�ت أدرس أعم�ل أعش�ق أغازل‪،‬‬ ‫وتبتس�م يل الج�ارات والصديق�ات‪ ،‬كنت غن ًيا‬ ‫بابتس�اماتهن‪ .‬كان يل ح�ارض وم�ايض‪ ،‬وكل‬ ‫العمر اآليت‪ .‬أريد أن أس�تعيد كل هذا‪ .‬أن يراين‬ ‫اآلخ�رون أكثر م�ن‬ ‫ٍ‬ ‫غري�ب أو متس�ول طامعٍ‬ ‫بإقامة ونقو ٍد بال تعب‪.‬‬ ‫أريد أن أس�تعيد وجهي وذاكرة الحب‪ ،‬أن أتعلم‬ ‫الغ�زل به�ذه اللغ�ة الغريب�ة‪ ،‬أن أق�ول المرأ ٍة‬ ‫"ويلاه ما أجمل�ك" ال رديف له�ذه الكلمة يف‬ ‫األملاني�ة‪ ،‬فهي تحمل الدهش�ة م�ن الجامل حد‬ ‫وج�ع القلب‪ ،‬الحب من حي�ث أتيت رديف األمل‪.‬‬ ‫كي�ف أغازل دون أن أغن�ي مواوييل الحزينة؟‪،‬‬ ‫كانت أمي تقول إن صويت حنون كالناي‪ ،‬هنا ال‬ ‫يعرفون الناي وال قصائدنا البائسة‪.‬‬ ‫أريد أن تس�معني تلك املرأة الغريبة التي تحمل‬ ‫يف رأس�ها مئة فكرة عني ال تش�بهني‪ ،‬أن تدرك‬ ‫أنن�ي أعرف أحلى كالم الغ�زل‪ ،‬وأنني واس�ع‬ ‫كقلبي وكالسامء"‪.‬‬ ‫محمد‪:‬‬

‫يأس‬ ‫ال يقول محمد عن نفس�ه أكرث مما يقول ُ‬ ‫من رمى خلفه سبع ًة وخمسني سن ًة من الشقاء‪.‬‬ ‫بعد أن ترك الكامب م�ع زوجته وأبنائه‪ ،‬تعرف‬ ‫على بضع�ة أزواج لطيفين يف القري�ة التي‬ ‫يعيش فيها‪ ،‬حدثني عنهم بامتنان‪:‬‬ ‫"يساعدوننا بكل طاقتهم‪ .‬يخربوننا الكثري عن‬ ‫البل�دة وعام يجب أو ال يجب فعل�ه‪ ،‬ما يحبونه‬ ‫وم�ا يكرهون�ه كأمل�ان‪ ،‬تفاصي�ل وتفاصي�ل‬ ‫استسلمت بها لحالتي كمتلق‪.‬‬ ‫لكنن�ي أري�د أصدق�ايئ‪ ،‬أولئ�ك الذي�ن كربت‬ ‫معه�م‪ .‬وراء عمري عم ٌر من الذكريات‪ ،‬ما عدت‬ ‫أق�در أن أرشح نفسي وأعيش م�ن جديد قلق‬ ‫التقب�ل واملحاكامت‪ ،‬كيف أرشح له�ؤالء الذين‬ ‫اس�تقبلوين مبنته�ى اللط�ف أنن�ي أكثر من‬ ‫مرشوع خريي‪.‬‬ ‫أريد أن أخربهم أنني درست يف الجامعة‪ ،‬وكنت‬

‫لم أُع ّرفكم بي بعد‬ ‫ريم رشدان‬ ‫سعيد ٌة جدًا هذه األيام‪ ،‬فأنا أخرج كل يوم رفقة‬ ‫صديقت�ي الجديدة ‪-‬لن أقول مالكتي‪ -‬فالعالقة‬ ‫بيننا تجاوزت ُمج ّرد أن متلكني أو أكون لها‪ .‬أنا‬ ‫اآلن "إيده�ا و رجلها" كام تقول عني بعاميّتها‬ ‫حا كلام سمعتها‬ ‫العربية ويف الواقع أنا أطري فر ً‬ ‫تقول عني ما سبق‪.‬‬ ‫مل أُع ّرفك�م يب بعد‪ ،‬أنا د ّراجة رميا أو كام يحلو‬ ‫له�ا أن تطلق علي�ي "بس�كليتي" أو "رفيئتي‪،‬‬ ‫قُدّمت كهدية لها منذ ما يزيد عن س�نة ونصف‪،‬‬ ‫إال أنّه�ا مل تبدأ باس�تخدامي بش�كل منتظم إال‬ ‫من حوايل الس�نة تقريبًا لتنضم بذلك إىل أكرث‬ ‫من أربعة ماليني ش�خص يستخدمون الدراجة‬ ‫الهوائي�ة عىل املمرات اآلمنة كبديل عن وس�ائل‬ ‫املواصالت املتنوعة هنا يف أملانيا‪.‬‬ ‫ربمّ �ا كان�ت معيش�تها يف مدين�ة صغرية يف‬ ‫الشمال ‪-‬ال ت�كاد تُرى على الخريطة‪ -‬تعاين‬ ‫فيه�ا من عدم توفّ�ر املواصالت العامة بش�كل‬ ‫منتظم؛ هي الس�بب الرئييس الذي أجربها عىل‬ ‫التفكري باقتنايئ أوالً واعتامدي الحقًا كصديقة‬ ‫ووس�يلة تنقلها الرئيسية‪ ،‬ولكنني بكل األحوال‬ ‫س�عيدة بهذا‪ ،‬فبإمكاننا م ًع�ا أن نتجول يف كل‬ ‫زوايا مدينتنا "لوبتني" خالل ساعة واحدة من‬ ‫عمر الزمن‪ .‬قبل ذلك‪ ،‬كنت هدية "الفايناخنت"‬ ‫رباقة‬ ‫ملراهق�ة أملاني�ة مل تعجبها ألواين غير ال ّ‬ ‫فخابت يب وخيّبتني‪ ،‬ثم ركنتني يف كراج بيتها‬

‫عدة أش�هر قبل أن تهبني للصليب األحمر‪ ،‬الذي‬ ‫بدوره أهداين لعائلة صغرية من أولئك الوافدين‬ ‫الجدد لتس�تخدمني املرأة كما كان يُفرتض‪ ،‬إال‬ ‫أن خيبت�ي تج�دّدت وبقيت م�د ًة طويل ًة رهينة‬ ‫غرفة التخزين‪ ،‬وحني ُس�ئل عني أعادين الرجل‬ ‫قائالً إنه "ما عندهن نسوان تسوق بسكليتات"‪،‬‬ ‫وه�و يشء مل أفهمه حقيقة‪ ،‬ألنني رأيت زوجته‬ ‫وأعرف متا ًما وجيدًا أنه "عنده نسوان!"‬ ‫إذن‪ ،‬يف النهاي�ة‪ ،‬س�اقني القدر ألك�ون رفيقة‬ ‫رمي�ا يف حياته�ا الجديدة يف املن�ايف األملانية‬ ‫املالمح‪.‬‬ ‫عندم�ا وصلت إليه�ا مل يكن لديه�ا أدىن فكرة‬ ‫ع�ن كيفية التعامل معي‪ .‬بداي ًة كان عليهم قص‬ ‫وتصغير ط�ول املقع�د ألدىن مس�توى ممكن‬ ‫ليتناس�ب مع طوله�ا‪ .‬بعد ذل�ك عاينتني قليالً‬ ‫وقالت بتكبرّ ‪" :‬حس� ٌن ال أظن أن استخدام هذه‬ ‫س�يكون أصع�ب من قيادة الس�يارة‪ ،‬أن�ا أقود‬ ‫سيارة منذ سنوات"‪.‬‬ ‫هنا ش�عرت باإلهان�ة ثم قلت لنفسي‪ :‬ال بد أن‬ ‫أجعله�ا تعلم ب�أين أصعب من أصعب س�يارة‪،‬‬ ‫وعىل هذا فقد تس�ببت لها بالكثري من األوقات‬ ‫الصعب�ة أثناء محاولته�ا تعلم قي�اديت‪ ،‬كانت‬ ‫وكنت أعند منها ويف الواقع أعجبني‬ ‫عنيدة جدًا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫هذا التش�ابه بينن�ا‪ ،‬لكنني مل أستس�لم لها‪ ،‬بل‬ ‫تركتها تستس�لم‪ ،‬وقد حدث ذلك يف يومٍ عندما‬

‫تع ّمدتُ حادث أن أُس�قطها عني يف قلب الغابة‬ ‫متسبب ًة لها بالتوا ٍء ٍ‬ ‫مل شديد‬ ‫قاس يف الكاحل‪ ،‬وأ ٍ‬ ‫ترتب علي�ه أذى حقيقي الضطراره�ا للمكابرة‬ ‫واصطحايب مش ًيا عودة إىل البيت‪.‬‬ ‫ظنن�ت أنه�ا استس�لمت‬ ‫بع�د ه�ذه الحادث�ة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يل مش�اعري حقيق ًة بني مزيج من‬ ‫واختلطت ع ّ‬ ‫الشماتة و الفخر بالنصر الصغري وبني القلق‬ ‫من كوين س�أُ ْركن من جدي�د يف زاوي ٍة مظلم ٍة‬ ‫يف إحدى غرف التخزين وهذا ما حصل فعالً‪.‬‬ ‫أهملتن�ي رمي�ا متا ًما لع�دة أش�هر‪ ،‬كنت أظن‬ ‫ٍ‬ ‫لوقت فقط يك تتعاىف من‬ ‫تحت�اج‬ ‫خاللها أنها‬ ‫ُ‬ ‫إصابته�ا وتع�ود للمحاولة‪ ،‬لكنن�ي خالل هذه‬ ‫سمعت أحاديثًا كثرية عن انكسارات أكرب‬ ‫الفرتة‬ ‫ُ‬

‫وأكثر أمل ًا من الكرس الذي كدتُ أن أتس�بب لها‬ ‫به‪ .‬سببها يشء يس�مونه الحرب‪ ،‬يشء مل تكن‬ ‫اس�تطعت‬ ‫يل القدرة عىل تصوره مطلقًا لكنني‬ ‫ُ‬ ‫أن أدرك جيدًا بأنه بشع جدًا ‪ .‬فهي إنسانة قوية‬ ‫وصلت إليها‬ ‫مل تكن لتستس�لم يل أبدًا ل�و أنني‬ ‫ُ‬ ‫كام كانت منذ س�نوات‪ ،‬ولكن م�ا فهمته أن هذا‬ ‫اليشء املس�مى حربًا يُش�كّل البشر من جديد‬ ‫ٍ‬ ‫هيئات أُخرى ال تشبههم‪ .‬بني املوت والفقد‪،‬‬ ‫عىل‬ ‫الغارات واألشلاء‪ ،‬املعتقلني والشهداء! ثم يأيت‬ ‫اضطرارهم للرحي�ل‪ ،‬وخوضهم لرحالت املوت‬ ‫بين الرب والبحر‪ ،‬والفوارق املعظمة بني الـ هنا‬ ‫والـ هناك‪ ،‬وكل ه�ذه التفاصيل التي تحفر يف‬ ‫سكون الجراح حتى ال تنام‪ .‬و كأ ّن القهر يعرف‬

‫يو ًما معلماً ‪ ،‬لكنني اآلن ال أستطيع تهجئة كتايب‬ ‫املدريس‪ .‬أريد الحديث عن أحبايئ كيف عاشوا‪،‬‬ ‫ث�م مات�وا أو فُ ِق�دوا أو ح�ورصوا‪ ،‬أو فرقه�م‬ ‫الش�تات حتى داخ�ل الوطن‪ .‬أريد أن أش�تيك‬ ‫أن أبكي دون حاج ٍة لالعت�ذار‪ ،‬ودون قلقٍ من‬ ‫الدرجة التي سيصبح فيها حزين ممالً"‪.‬‬ ‫صفاء‪:‬‬

‫أم�ا صفاء‪ ،‬فتتألق بأعوامها العرشين‪ ،‬ال يقلقها‬ ‫الح�ب‪ ،‬فهي تعيش م�ع صديق أمل�اين له قلب‬ ‫رش�يق كقلبه�ا الذي عبر معها ح�دود البحر‬ ‫واإلهان�ات‪ .‬تطال�ب األملان بأكرث م�ن تعاطف‬ ‫من س�مع عن حرب سوريا يف األخبار‪ .‬تريدهم‬ ‫ٍ‬ ‫ط�رف دون آخر‪ .‬تحم ّر‬ ‫أن يفهم�وا ملَ ه�ي مع‬ ‫وتزرق بحثً�ا عن الكلامت األملاني�ة واإلنكليزية‬ ‫التي تدعم ثورتها‪.‬‬ ‫وتق�ول ببعض الحرسة "عبرت كل ذاك املوت‬ ‫ألحيا هنا‪ .‬ثم اكتش�فت أنني خرساء‪ ،‬وعيل اآلن‬ ‫أن أتعل�م النطق ألجد يل مكانً�ا‪ .‬وها أنا أتعلم‪،‬‬ ‫الوق�ت متس�ع كامل�دى‪ ،‬س�يكون يل أصدقاء‪،‬‬ ‫سأتغري قليالً ألفهمهم وليفهموين"‪.‬‬ ‫وداد‪:‬‬

‫وداد يف بداية ثالثينيّاتها‪ ،‬كانت مهندس�ة‪ ،‬كان‬ ‫لديه�ا زوج وبيت وبداية حي�اة‪ ،‬لكن كل يشء‬ ‫احرتق منذ ثالث س�نوات‪ .‬ن�اد ًرا ما تتكلم‪ ،‬لكن‬ ‫عينيها تعكسان كل ما تبقى يف قلبها من حب‪،‬‬ ‫يك تخفي ما دفنته فيهام من أمل‪:‬‬ ‫"الناس هنا لطيفون‪ ،‬عيونهم مشعة‪ ،‬وأنا بينهم‬ ‫غير مرئية‪ ،‬أعرب الطرق�ات ال أحد ينظر إيل وال‬ ‫أحد يراين‪ ،‬ال أجرؤ عىل النطق حتى ال يسمعني‬ ‫أحد فيكتشف اغرتايب"‪.‬‬ ‫تقول عن املتطوعني الذين ساعدوها يف املخيم‬ ‫أنه�م أصدقاؤه�ا‪ ،‬لكنه�ا ال تع�رف عنه�م إال‬ ‫االس�م األول‪ ،‬عدد أطف�ال إحداهن‪ ،‬زوج أخرى‪.‬‬ ‫ويعرفون عنها فقط م�ا أرادوا معرفته‪ ،‬يحبون‬ ‫طبخها وقهوتها‪ ،‬ال يشء أبعد ال يشء أعمق‪.‬‬ ‫تحمل حني ًنا ال مجال لشفائه‪ ،‬وخجالً من كل ما‬ ‫ال تعرفه يف الحياة‪ ،‬تبحث عن كل يشء‪ ،‬اللغة‪،‬‬ ‫الدراس�ة‪ ،‬العم�ل‪ .‬مل تتجرأ بعد على الحب‪ ،‬ال‬ ‫تعرف كيف ستكون البداية لكن عينيها تدوران‬ ‫يف املكان بقلق وتقول‪ ،‬سيأيت‪.‬‬

‫جيدًا كيف يجد عناوينها حتى ولو كانت تعيش‬ ‫يف مدينة صغرية يف الشامل مل يسمع بها أحد‬ ‫وال تكاد ت ُرى عىل الخريطة!‬ ‫وندمت حقًا‪ ،‬وقررت‬ ‫شعرتُ باألس�ف الش�ديد‬ ‫ُ‬ ‫بين�ي وبين نفسي أن أُس�اعدها لتنطل�ق يب‬ ‫مبارش ًة حني تحاول مع�ي من جديد‪ .‬لكن هذه‬ ‫أنصت لبكائها يف‬ ‫يرا‪ ،‬كنت‬ ‫ُ‬ ‫الخطوة تأخّرت كث ً‬ ‫الليايل وأنتظ�ر بتحفّز وقع خُطى أقدامها عىل‬ ‫عتب�ات املخزن أو ص�وت إدارة املفتاح يف قفل‬ ‫الباب‪.‬‬ ‫رصتُ أكثر حزنًا م�ن أحمر ش�فا ٍه مهمل قرب‬ ‫نسيت كيف يكون تعلّق‬ ‫مرآتها‪ ،‬أو زجاجة عطر‬ ‫ْ‬ ‫قطرة منها‪ ،‬بخيط من ثوبها‪.‬‬ ‫وح�ده األمل ال�ذي ينام إىل جان�ب الجامل يف‬ ‫صباحات تل�ك املدينة‪ ،‬كان يلق�ي علينا التحية‬ ‫م�را ًرا محاوالً اإلصلاح بيني وبين رميا‪ ،‬وقد‬ ‫نج�ح يف صباح ي�وم ربيع�ي دافئ بع�د عيد‬ ‫"األوسترن" بأي�امٍ قليل�ة فقط‪ ،‬فُت�ح املخزن‬ ‫ٍ‬ ‫للحظ�ات‪ ،‬ث�م‬ ‫ورأيته�ا هن�اك‪ ،‬تق�ف بالب�اب‬ ‫جه�ت نحوي متحدّية وهي تق�ول‪" :‬يا أنا يا‬ ‫تو ّ‬ ‫بصخب صامت "بل ِ‬ ‫ِ‬ ‫أنت‪،‬‬ ‫أن�ت" أجبتُها مبارش ًة‬ ‫ٍ‬ ‫أنت‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫أنت!"‬ ‫س�ارتْ يب يف املم�رات الض ّيق�ة نح�و الغاب�ة‬ ‫القريب�ة وهناك عن�د بداية الجسر امل ُمدّد فوق‬ ‫النهر الصغري كان لقاؤنا الحقيقي األول‪.‬‬ ‫ط�ارت يب يف لحظ� ِة انعتاقٍ ولي�دة‪ .‬ضحكت‬ ‫عال َي�ا ببهج ِة طفلة‪ ،‬ثم أرشع�ت ذراعيها للريح‬ ‫رأي�ت أش�ياء كثري ًة‬ ‫وانطلق�ت باتج�اه األف�ق‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تتس�اقط خلفها يف تلك اللحظة‪ :‬الحزن‪ ،‬التيه‪،‬‬ ‫الظل�م‪ ،‬عتم�ة الس�جون‪ ،‬والكثير الكثير من‬ ‫البكاء‪.‬‬ ‫لك َّنني متأكدة أن ش�يئًا من بقايا تلك الروح‪ ،‬مل‬ ‫يعد أبدًا!‬

‫باب القلب‬

‫‪23‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 13‬كانون األول والثاني ‪Dezember - Januar • 2017‬‬

‫جا إذاع ًيا باللغة العربية‬ ‫حال قوطرش‪ ،‬صحافية سور ّية أعطت ألمانيا برنام ً‬ ‫حال قوطرش‪ ،‬صحافية سورية في ألمانيا‪ ،‬تعمل في‬ ‫تفضل أن تلقب بالـ‬ ‫الصحافة منذ ثماني سنوات‪ ،‬ال ّ‬ ‫“إعالم ّية” ألنها تعتقد أن هذا اللقب يحتاج إلى مزيد من‬ ‫الخبرة‪ .‬وصلت إلى ألمانيا منذ سنة ونصف تقري ًبا‪ ،‬وتعمل‬ ‫اآلن كمذيعة ومقدمة لبرنامج بالعرب ّية في اإلذاعة‬ ‫األلمانية “‪ ”Leinehertz‬في هنوفر‪ .‬التقت أبواب بالزميلة‬ ‫حال قوطرش وكان معها الحوار التالي‪:‬‬ ‫حوار‪ :‬رامي العاشق‬ ‫الوصول‬

‫تق�ول حلا‪" :‬أتي�ت من اس�طنبول منذ س�نة‬ ‫ونصف تقريبا‪ .‬كنت أعم�ل يف إحدى اإلذاعات‬ ‫الس�ورية ملدة تتجاوز السنتني والنصف‪ .‬ركبت‬ ‫البحر كما فعل الكثري من الس�وريني‪ .‬وصلت‬ ‫اليون�ان ومنه�ا إىل أملانيا‪ .‬كان�ت رحلة صعبة‬ ‫استغرقت شهرا"‪.‬‬ ‫الرحلة‬

‫"مل أتخي�ل قط أنن�ي قد أقوم يوم�ا بعمل غري‬ ‫رشع�ي‪ ،‬لك�ن مل يك�ن أمامي طريق آخ�ر ألجأ‬ ‫إلي�ه"‪ .‬تقول حال‪ ،‬وتتابع حكايتها‪" :‬يف إزمري‬ ‫ٍ‬ ‫وتخف‬ ‫كان الوض�ع بوليس�يا‪ .‬خوف وه�روب‬ ‫م�ن الرشطة ريثام ركبنا الق�ارب الذي يفرتض‬ ‫أن يوصلن�ا إىل اليونان‪ .‬انطلق القارب ووصلنا‬ ‫جزيرة عس�كرية يونانية ال يوجد فيها مدنيون‬ ‫أب�دًا‪ .‬مكثنا فيه�ا ثالثة أيام مع ع�دد كبري من‬

‫مراسلة لالقتصادية السعودية‪ .‬ثم يف الدوبالج‬ ‫الوثائق�ي ألكثر من رشك�ة إنتاج يف دمش�ق‪.‬‬ ‫تقدم�ت بعدها ملس�ابقة العم�ل يف التلفزيون‬ ‫الس�وري وكانت تعتقد أنه�ا انتقلت نقلة مهمة‬ ‫يف عمله�ا‪ .‬حيث عملت س�نة يف بداي�ة الثورة‬ ‫يف الربنام�ج الصباح�ي وأجرت ح�وارات مع‬ ‫بعض الش�خصيات‪ .‬تضيف حلا‪" :‬بعد بداية‬ ‫الثورة أصبح تحديد موقفك رضورة حيث بدأت‬ ‫بعض املطالب التي علي تلبيتها ومنها الكذب‪.‬‬ ‫ي�وم االنفجار الذي حص�ل يف التلفزيون كنت‬ ‫عىل اله�واء مب�ارشة يف الربنام�ج الصباحي‪.‬‬ ‫م�ا حصل يومه�ا كان يوحي متام�ا بأن األمور‬ ‫تج�ري باالتج�اه األس�وأ وأن السياس�ة الت�ي‬ ‫يتبعها التلفزيون العام ليس�ت مقبولة ومل يكن‬ ‫مبق�دوري االنس�حاب وال االس�تقالة يف ذل�ك‬ ‫الوقت ألنني كنت س�أتعرض ملس�اءالت شديدة‬ ‫حينها"‪.‬‬ ‫بع�د االنفج�ار أخ�ذت قراره�ا بالس�فر‪ ،‬وبعد‬ ‫أس�بوع كتنت يف مصر‪" .‬كانت إج�ازيت ملدة‬ ‫ٍ‬ ‫س�نوات أربع" قالت حال‬ ‫ش�هر‪ ،‬وها قد أكملت‬ ‫بحزن‪.‬‬ ‫قليال عن البدايات‪..‬‬ ‫لنتحدث‬ ‫ً‬

‫الس�وريني الذين وصلوا قبلن�ا أو بعدنا‪ .‬ثالثة‬ ‫أيام بثيابن�ا املبللة‪ .‬هناك تعرض�ت ألنواع الذل‬ ‫الت�ي كنت ق�د هجرت بل�دي يك أه�رب منها‪.‬‬ ‫تعرف�ت إىل البرد القات�ل حت�ى ظنن�ا أننا قد‬ ‫من�وت تجمدا‪ .‬بع�د انته�اء األي�ام الثالثة أتت‬ ‫س�فينة نقلتنا إىل جزيرة أخرى بعد بضعة أيام‬ ‫وصلن�ا أثينا‪ .‬من أثينا س�افرت إىل ميونخ عىل‬ ‫منت طائرة ب�أوراق مزيفة‪ .‬حني حلقت الطائرة‬ ‫مل أص�دق نفسي واعتقدت أنني ق�د ولدت من‬ ‫جديد"‪.‬‬ ‫لنعد إلى سوريا‪..‬‬

‫دخلت حال كلية اآلداب قسم الصحافة يف‬ ‫‪ ، 2004 - 2003‬وتخرجت منها يف ‪،2010‬‬ ‫عملت يف سوريا بإذاعة سوريا الغد سنة‬ ‫‪ ،2008‬كانت معدة برامج ومذيعة‪" .‬كان‬ ‫شعورا جميال أن يستمع إليك أصدقاؤك يف‬ ‫الجامعة‪ ،‬أو أن تحرض محارضة ألحد األساتذة‬ ‫صباحا ثم تستضيفه مساء يف االستديو‪ .‬كنت‬ ‫سعيدة أنني قد بدأت أمارس مهنتي التي أحب‬ ‫بشكل عميل ورمبا هذا كان سببا يف تأخر‬ ‫تخرجي"‪ .‬قالت حال‪.‬‬ ‫حال قوطرش‪ :‬يوم االنفجار الذي حصل‬

‫في التلفزيون كنت على الهواء مباشرة‬ ‫في البرنامج الصباحي‬

‫بع�د ذلك عملت س�نة أخ�رى يف إذاع�ة أخرى‬

‫تتاب�ع حال‪" :‬وصل�ت ومعي ش�هاديت وجهاز‬ ‫التس�جيل‪ .‬كانا أهم م�ا حاولت الحف�اظ عليه‪.‬‬ ‫الس�نة األوىل كانت س�يئة ومتعب�ة‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫عج�زي ع�ن التواص�ل‪ .‬كان م�ن الصعب عيل‬ ‫أن أتقبل فك�رة تحويل إىل الجئ�ة‪ .‬بعد بضعة‬ ‫أشهر تعرفت باملصادفة إىل سيدة أملانية‪ ،‬عندما‬ ‫علمت ماذا كنت أعمل وماذا قدمت سابقا قامت‬ ‫بتعريف�ي إىل إدارة اإلذاعة التي أعمل فيها منذ‬ ‫س�نة‪ ،‬هي إذاع�ة محلية يف هنوف�ر" "�‪Leine‬‬ ‫‪ ."hertz‬طُلب مني تقديم برنامج ش�هري عىل‬ ‫الهواء يتوجه إىل الالجئني السوريني يف أملانيا‪.‬‬ ‫وهأنذا أقوم بإعداده وتقدميه بالعربية منذ سنة‬ ‫تقريبا‪ .‬تساعدين مقدمة أخرى تقوم بالرتجمة‬ ‫والتقدي�م باألملانية‪ .‬بعد بضعة أش�هر تعاقدت‬ ‫معهم بش�كل رسمي ملدة عامني وأصبح لدي ما‬ ‫أستطيع فعله وتقدميه يف اإلذاعة بشكل عام"‪.‬‬ ‫تعرفت حال بعد ذل�ك إىل مجموعة إعالمية من‬ ‫الش�باب األملان والجنس�يات األخرى"‪Cameo‬‬ ‫‪ "Kollektiv‬تعم�ل معهم حالي�ا لصالح فكرة‬ ‫(أملاني�ا امللونة التي تضم الكثري من الجس�يات‬ ‫شاركت‬ ‫والثقافات)‪ .‬وهي إحدى املشاريع التي‬ ‫ْ‬ ‫فيها هي مجلة مهمة سوف يكون إصدار عددها‬ ‫الق�ادم يف ش�باط الق�ادم‪ ،‬تحت عن�وا ن �‪Ar‬‬ ‫‪ rival‬كتبت حال فيها نصا عن أفكار ومش�اعر‬ ‫تخصنه�ا أثن�اء إقامته�ا يف أملاني�ا‪ .‬وتكم�ل‪:‬‬ ‫"أحاول أيضا تحضري بع�ض األفكار والربامج‬ ‫بعيدا عن الش�أن الس�وري س�يتم تنفيذها يف‬ ‫الس�نة املقبلة‪ ،‬لكنني ما زل�ت أعتمد االنكليزية‬ ‫كلغة حوارية حيث أعاين بعض الصعوبات مع‬ ‫األملانية"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ذكرت أنك لم تتوقعي أن تقومي بشيء‬

‫غير شرعي‪ ،‬هل تعتبرين اللجوء والحرب‬

‫أمرا غير شرعي؟ هل يوجد إنسان شرعي‬ ‫ً‬

‫وآخر غير شرعي برأيك؟‬

‫أوال غير الرشعي هو الذي يحدث للس�وريني‪،‬‬ ‫فاملفاهيم تتغير بالرضورة بفع�ل الزمن‪ .‬نعم‬ ‫مل أتخي�ل أن أخالف القانون يوما أو أن أجالس‬ ‫مهريب البرش أو أس�افر بتل�ك الطريقة‪ ،‬لكنني‬ ‫اآلن أؤم�ن أن هجرتن�ا ولجوءن�ا رشعيان جدا‪،‬‬ ‫طامل�ا أن العامل ال يرى جرائم النظام الس�وري‬

‫وحلفائ�ه وال يحاول�ون إيج�اد حل ج�ذري ملا‬ ‫يصيبنا‪.‬‬ ‫ذكرت أنك لم تتقبلي أن تكوني الجئة‪،‬‬ ‫ما معنى ذلك وما هو غير المقبول؟‬

‫تعودت أال أطلب مس�اعدة أح�د أبدا‪ ،‬حيث إنني‬ ‫أكره نظرة أحدهم يل بالشفقة‪ ،‬وأنا يف لجويئ‬ ‫أطلب كل املساعدة السيام يف البدايات‪.‬‬ ‫امرأة "عربية" "الجئة"‪..‬‬

‫ميكنن�ا الق�ول إن الصعوبات تك�ون أكرب عىل‬ ‫النس�اء‪ ،‬إذ أنه ّن يواجهن تحديات مضاعفة من‬ ‫خاصة وأن‬ ‫مجتمعه� ّن كما املجتمع املضي�ف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫األخير يحمل الكثير من التوقع�ات التي يريد‬ ‫إس�قاطها على اآلخر‪ .‬تق�ول حلا‪" :‬كالجئة‪،‬‬ ‫ريا‪ ،‬وصعوبات‬ ‫واجهت صعوبة اللغ�ة أوال وأخ ً‬ ‫بسيطة ما بينهام‪ .‬كوين صحافية ومذيعة مثال‪،‬‬ ‫ريا وأعرب عن نفيس وعن أفكاري‬ ‫فأنا أتحدث كت ً‬ ‫عادة‪ ،‬اآلن أشعر أنني بكامء"‪.‬‬ ‫وتكمل حال‪" :‬كامرأة‪ ،‬توقع الكثريون أن أتحدث‬ ‫ع�ن تجرب�ة الكبت الت�ي عش�تها يف مجتمعنا‬ ‫الذك�وري‪ ،‬وخروجي م�ن الظلمات إىل النور‬ ‫يف املجتم�ع األوريب‪ .‬حقيقة أنا مل أكن مكبوتة‬ ‫أصلاً‪ .‬رمب�ا كن�ت مح�دودة بحك�م العادات‬ ‫والتقاليد‪ ،‬وبالتأكيد أشعر هنا بحرية أكرب عىل‬ ‫كافة األصع�دة‪ .‬عندما أتحدث عن املرأة العربية‬ ‫أب�دأ من منطلق مختل�ف يخصني عىل الصعيد‬ ‫الشخيص‪ .‬فأنا –كعربية‪ -‬ال أشعر باالعتزاز أو‬ ‫الش�عور القومي‪ ،‬لكنني باملقابل‪ ،‬ال أسمح بأن‬ ‫يقلل أحد من قيمة ثقافتنا وحضارتنا‪ ،‬ال س�يام‬ ‫أنك عىل املحك ترى أن كل ثقافة تحمل سلبياتها‬ ‫وإيجابياتها‪ .‬وهم أوروبا الفاضلة قد تالىش"‪.‬‬ ‫حال قوطرش‪ :‬ال أسمح بالتعريف بي‬

‫كالجئة‬

‫حال‪ ،‬املنحدرة من عائلة كردية سوريّة دمشقية‪،‬‬ ‫تق�ول بحزم‪" :‬أهم ما يف األمر أنني ومنذ بداية‬ ‫عميل‪ ،‬مل أعد أس�مح بتعريفي كالجئة فأنا حال‬

‫الصحفية التي أعرف نفيس بنتاجي"‪.‬‬ ‫صور نمطية عن األلمان والسوريين‬

‫تق�ول حال‪" :‬كثريا ما كن�ا ننعت األملان بالربود‬ ‫والعنرصي�ة‪ ،‬لكنن�ي م�ن خلال تجربت�ي‬ ‫املتواضع�ة مل أقاب�ل أملانيا عنرصي�ا ومل أواجه‬ ‫موقفا يسيء يل ش�خصيا‪ ،‬وحس�ب معرفتي‬ ‫املتواضع�ة باألملان فهم ال يتصفون بالربود إمنا‬ ‫بالواقعية والرصاحة‪ ،‬وه�م أقل انفعاال عاطفيا‬ ‫من�ا وأنا حقيقة أفضل ه�ذا النوع من العالقات‬ ‫االجتامعية املبن�ي عىل الرصاح�ة والواقعية"‪.‬‬ ‫وتتابع‪" :‬معظم األملان اليعرف شيئا عنا‪ ،‬وكثريا‬ ‫ما يعتمدون عىل الصورة املتخيلة التي رس�مها‬ ‫اإلعالم‪ .‬يعتقدون أننا جهلة‪ ،‬متعصبون‪ ،‬لكنهم‬ ‫بدؤوا مؤخرا مبعرف�ة حقيقتنا كبرش طبيعيني‬ ‫نح�ب الحي�اة والحرية‪ .‬بيننا املثق�ف والجاهل‬ ‫والواعي والبسيط‪ .‬أعتقد أن دورنا كعاملني يف‬ ‫اإلعالم األملاين أن نكسر الصورة النمطية لدى‬ ‫كل من الطرفني"‪.‬‬ ‫وتضيف حلا‪" :‬كثري م�ن الس�وريني يتحدث‬ ‫االنكليزي�ة بينما تتملكني الدهش�ة أمام أملاين‬ ‫درس يف م�دارس وجامع�ات أملاني�ة‪ ،‬ال يعرف‬ ‫لغة أخرى للتواصل مع العامل الخارجي"‪.‬‬ ‫االندماج المفهوم المبهم‬

‫"االندم�اج اليعن�ي أب�دا االنصه�ار باملجتم�ع‬ ‫املضي�ف إمنا ه�و التأث�ر والتأثير يف آن معا‪،‬‬ ‫احترام قوانين البلد املضي�ف والتفاعل معها‪.‬‬ ‫على كل من�ا أن يعطي وأن يأخ�ذ أيضا لنكون‬ ‫جميع�ا راضين يف نهاي�ة األمر" تق�ول حال‪،‬‬ ‫وتقارن بني رؤية األملان والالجئني لهذا املفهوم‬ ‫فتقول‪" :‬مع األس�ف‪ ،‬يص�ب اهتامم األملان كليا‬ ‫يف تعل�م اللغة األملانية‪ ،‬رغ�م وجود الكثري من‬ ‫األمثل�ة عىل الجئين أتقن�وا األملاني�ة أكرث من‬ ‫لغته�م األم ومع ذلك فهم ال يزالون األبعد متاما‬ ‫عن مفهوم االندماج‪ .‬أما بالنس�بة لالجئني‪ ،‬فهم‬ ‫يتخبطون حيث إن مفهوم االندماج لديهم مبهم‬

‫وغري واض�ح املالمح وهذا م�ا يجعله مرفوضا‬ ‫أحيانا"‪.‬‬ ‫كثرت األحداث في ألمانيا وتتابع ربطها‬

‫بالالجئين‪ ،‬هل ترين أن هناك ما يمكن‬ ‫أن نقوم به؟‬

‫بداية أنا ال أشعر أنني مسؤولة عن كل الالجئني‬ ‫الس�وريني‪ ،‬وال أس�تطيع أن أش�عر بالذن�ب‬ ‫وأمارس جلد الذات كلام حدثت حادثة كان أحد‬ ‫الالجئني سببها‪.‬‬ ‫ثانيا أنا أرفض الطريقة التي يتعامل بها اإلعالم‬ ‫م�ع تل�ك الح�وادث يف بحثه�م ع�ن مرتكبها‬ ‫وأصل�ه وتركهم للحادثة األساس�ية بحد ذاتها‪،‬‬ ‫وق�د عربت يف أكرث م�ن موضع عن رأيي بدور‬ ‫اإلعالم األملاين للتأثري عىل املجتمع والرأي العام‬ ‫للوص�ول إىل صيغة إيجابية تناس�ب الطرفني‬ ‫عىل ح�د س�واء‪ .‬وبدورنا يج�ب أن نحاول يف‬ ‫املس�احة اإلعالمية الصغرية الت�ي نتحرك فيها‬ ‫التواص�ل مع الس�وريني املوجودي�ن يف أملانيا‬ ‫بأس�لوب بس�يط لتوعيته�م وح�ل مش�اكلهم‬ ‫ومشاكلنا ومشاكل األملان تجاهنا‪.‬‬ ‫رسائل لالجئين‪ ،‬األلمان‪ ،‬وللسوريين‬ ‫خارج سوريا وداخلها‪:‬‬

‫تختتم حال قوطرش حوارنا معها برس�ائل لكل‬ ‫من‪:‬‬ ‫الالجئين‪" :‬أدعوكم أن نحاول التمتع بالحرية‬ ‫النس�بية املتاح�ة لنا يف دول اللجوء ونس�تثمر‬ ‫فك�رة الحي�اة الجدي�دة‪ .‬لنحاول تغيري أش�ياء‬ ‫اعتدناه�ا يف حياتنا وش�خصياتنا فهذه فرصة‬ ‫رمبا لن تتكرر"‪.‬‬ ‫األمل�ان‪" :‬لق�د أضحين�ا أمرا واقع�ا‪ ،‬وال ندري‬ ‫امل�دة الزمني�ة التي س�نكون كذلك فيه�ا‪ ،‬لذلك‬ ‫أرجو أن تحاولوا التعرف إلينا بعيدا عن املفهوم‬ ‫الجاهز لالجئ‪ .‬أؤمن أن هناك الكثري من األشياء‬ ‫املشتركة التي رمبا سنكمل بعضنا البعض من‬ ‫خاللها وسننجح معا"‪.‬‬ ‫الس�وريني خارج وطنه�م‪" :‬لنح�اول تقبل‬ ‫اآلخر‪ .‬لنحاول بش�كل حقيق�ي وجدي أن نحب‬ ‫بعضن�ا ونتعايش ونبح�ث عن نق�اط التالقي‬ ‫والتفاهم قبل طلب تلك األمور من اآلخرين"‪.‬‬ ‫الس�وريني يف س�وريا‪" :‬أش�عر أنني أصاب‬ ‫بالخرس حيث إن الكالم ال طائل منه ويعجز عن‬ ‫التعبري عن حجم الكارثة التي نعيش�ها‪ .‬لكنني‬ ‫أود الق�ول إن وجودي خارجا ال يعني أبدا أنني‬ ‫غري معنية مبا يحصل هن�اك وال أنني اتفصلت‬ ‫عن الواقع أو أحيا حياة سعيدة‪ .‬نحن كسوريني‬ ‫مهجري�ن نحاول فق�ط أن نقوم مبا نس�تطيع‬ ‫فعله لنعرب عن مشاركتنا الهم السوري وتوجيه‬ ‫أنظ�ار الع�امل ملأس�اتنا‪ .‬إن اضط�ررت ملغادرة‬ ‫املكان ال يعني بتات�ا أنني اتفصلت عن انتاميئ‬ ‫لذلك أمتن�ى عليكم أال تس�اهموا بتجريدي من‬ ‫مايض‪ ،‬ذكريايت‪ ،‬وسوريتي"‪.‬‬ ‫انتاميئ‪،‬‬ ‫ّ‬

‫‪24‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 13‬كانون األول والثاني ‪Dezember - Januar • 2017‬‬

‫رواية اللين‬

‫“أمشاج من الالهوت والحب والسياسة والحرب”‬

‫ح ْم َل ُة ال َّرفيق نصر‬ ‫َ‬ ‫د‪.‬مازن أكثم سليمان | شاعر وناقد سوري‬

‫أسعد فخري‬ ‫بعد روايته�ا األوىل “الزفري الحار” ثابرت‪،‬‬ ‫وم�ا انفك�ت الروائي�ة الس�ورية املجته�دة‬ ‫“وجيه�ة عبد الرحمن” عىل إص�دار عملها‬ ‫ال�روايئ الجدي�د تح�ت عن�وان “اللين”‬ ‫املؤسسة العربية للدراسات والنرش ـ بريوت‬ ‫‪ /2016/‬وه�ي رواي�ة الفت�ة‪ ،‬وتس�تحق‬ ‫التق ّري‪ ،‬والتأمل جراء تصديها إلشكالية لها‬ ‫من األهمية مبكان‪ ،‬حي�ث محاولتها الجادة‬ ‫يف تفكي�ك املقدس داخل تابوهات الالهوت‬ ‫ومفاصله العميقة عرب رسدية حملت الكثري‬ ‫م�ن مش�اهد القس�وة‪ ،‬واألمل والكثير من‬ ‫إرهاص�ات املواجه�ة بين القل�ب‪ ،‬والعقل‪،‬‬ ‫ومح�اكاة مفهوم�ة الحب‪ ،‬وعذريت�ه البكر‬ ‫الخالية من قرس الالهوت‪ ،‬وعرثاته‪.‬‬ ‫وف�ق مقارب�ات كان يف مقدمته�ا الخروج‬ ‫من عنق زجاجة تابوهات الالهوت وأحفورة‬ ‫األديان ومتفرقات مذاهبها املتعددة‪.‬‬ ‫تبدأ رواية “اللني” إيقاع رسودها اش�تغاال‬ ‫على قصة ح�ب بين “كاترين املس�يحية‪،‬‬ ‫وزارا األيزي�دي” عبر مش�هد طوي�ل م�ن‬ ‫الوقائع الت�ي أث ْ َرت تلك العالقة اإلنس�انية‪،‬‬ ‫ومنحته�ا أبعادًا حميمية أماط�ت اللثام عن‬ ‫تفاصيل الخيط الواهي ملرياث املأس�اة التي‬ ‫تب�دت عىل لس�ان غلام الخطيئة املقدس�ة‬ ‫“اللين” لتَمكني التعاقب‪ ،‬واالس�تمرار عرب‬ ‫الظه�ورات املتباع�دة لش�خصية “مارت�ا”‬ ‫مما يدلل بصورة ال تقبل الش�ك أن الروائية‬ ‫أجادت لعبة التأثيث برش�اقة حني استَبقَت‬ ‫“مارت�ا” يف الظ�ل م�را ًرا ريثما يحدث ما‬ ‫حدث لكاتري�ن التي تركت دفتر مذكراتها‬ ‫يف م�كان تعلم�ه “مارتا” الت�ي تظهر يف‬ ‫الفصول املتأخرة للرواية‪ ،‬وتقدم نفسها عىل‬ ‫أنه�ا الوجه اآلخر “للس�ارد العلي�م” ُمعيدة‬ ‫السرود مج�ددًا إىل قصة الح�ب‪ ،‬ووقائع‬ ‫مفاصلها الشيقة‪.‬‬ ‫يف”ده�وك” كردس�تان الع�راق الت�ي‬ ‫اس�تقبلت وفدا م�ن “املس�يحيني” جاء من‬ ‫ٍ‬ ‫وقتئذ‬ ‫أجل زيارة املعامل املسيحية يف املدينة‬ ‫تعص�ف ُمس�تقر اللعب�ة الرسدي�ة لتظهر‬ ‫الس�يدة “كاتري�ن” الت�ي كانت م�ن عداد‬ ‫الوفد‪ ،‬بعد أن تتعرف عىل الدليل الس�ياحي‬ ‫“زارا األيزيدي” ال�ذي كانت مهمته مرافقة‬ ‫الوف�د حيث يتفق�ان “كاتري�ن وزارا” عىل‬ ‫زيارة معابد االيزيديني‪.‬‬ ‫يف الطري�ق إىل “اللش” تنصت كاترين إىل‬

‫باب أرابيسك‬

‫زارا وهو يحدثها عن طقوس الديانة األيزيدية‬ ‫وطبقاتها غير أن املعبد األيزي�دي‪ ،‬ومعامله‬ ‫غ�دت أش�به بعص�ا س�حرية بع�د أن دخال‬ ‫إليه س�وية فراحت كاترين ترس�م صو ًرا من‬ ‫خاللها استطاعت حثَّ الرسود عىل استثامر‬ ‫حكاية عشقها لزارا‪ ،‬وهيامه هو اآلخر بها يف‬ ‫الوقت الذي فتحت األبواب للترسير الذي راح‬ ‫يالمس كل مفاصل حياتهما لنتعرف آنذاك‬ ‫على سيرة “زارا” وسيرية “كاترين” عن‬ ‫كثب وعالقته�ا املتوترة بزوجه�ا إضافة إىل‬ ‫اس�تحضار كم كبري من املعلومات التاريخية‬ ‫التي تخص الديانة االيزيدية‪ ،‬وما تعرضت له‬ ‫تلك األقلية اإلثنية من مذابح‪ ،‬ودمار‪ ،‬وترشيد‬ ‫عرب التاريخ‪.‬‬ ‫ني “زارا وكاترين”‬ ‫يكتم�ل نش�يد العاش� َق ِ‬ ‫بلق�اء جنسي حمي�م يثمرعن�ه “اللين”‬ ‫الخطيئة املقدس�ة فيام بع�د‪ ،‬وقبل أن تعود‬ ‫كاترين إىل بالدها تطل�ب من زارا تعميدها‬ ‫يف املعبد األيزيدي بعد أن أصبحت يف نظره‬ ‫“ميان خاتون”‪ ،‬والت�ي تُعد عند اإليزيديني‬ ‫املرأة األهم بني النساء اإليزيديات‪.‬‬ ‫ينه�ل الرسد مجددًا من وقائ�ع العالقة غري‬ ‫املتكافئ�ة يف حي�اة كاتري�ن الزوجية بطلة‬ ‫الرواية‪ ،‬والتي دفعت م�ن أجلها مث ًنا باهظًا‬ ‫رصت على إبقاء الجنين يف رحمها‬ ‫حني أ َّ‬ ‫بعد أن ك ُِش�ف أمرها حيث تتط�ور الحكاية‬ ‫إىل مواجه�ة حقيق�ة بين امرأة مس�يحية‬ ‫أحبت من خارج ملتها رجال أيزيديًا‪ ،‬وحملت‬ ‫من�ه فتصبح عد َّوة للجمي�ع‪ ،‬فبعد أن تنجب‬ ‫“اللني” بعدة أيام تضعه أمام بوابة جمعية‬ ‫خريية لأليتام م َح َّمالً برسالة تويص كاترين‬

‫فيها عدم فتحها‪ ،‬وتس�ليمها إىل اللني حني‬ ‫يبلغ من العمر عرشين عا ًما‪.‬‬ ‫“س�وزان وجورج” هام م�ن تبنيا “اللني”‬ ‫بع�د أخذهما ل�ه م�ن الجمعي�ة الخريية‪،‬‬ ‫واحتضنان�ه حي�ث تب�دأ ظه�ورات جديدة‬ ‫ألصوات رسدي�ة متتح من املعن�ى املجازي‬ ‫للخطيئة املقدس�ة وفق حال�ة من “التبئري”‬ ‫الذي يستحوذ عليه اللني بعد أن يعلم حكاية‬ ‫منبته وجوده ومسألة تبنيه من قبل “جورج‬ ‫وسوزان” يف الوقت الذي تخربنا الرواية أن‬ ‫“اللين” يعيش هو اآلخر قصة حب‪ ،‬وأن ما‬ ‫وجده يف الرس�الة دفعه للبح�ث عن والده‬ ‫“زارا” دون التخيل عن والديه املتبنيني له‪.‬‬ ‫تنته�ي الرواية‪ ،‬وال تنته�ي لتبقى معقودة‬ ‫على أفق مفت�وح يخربن�ا يف الخواتيم بأن‬ ‫اللين غ�ادر املدين�ة الت�ي ع�اش فيها إىل‬ ‫كردستان العراق بحثا عن والده‪.‬‬ ‫رمبا تك�ون رواية اللني ه�ي األكرث اختالفًا‬ ‫بني العديد من األعامل الروائية التي تصدت‬ ‫ملس�ألة الالهوت‪ ،‬وقصص الحب التي تدور‬ ‫رحاها بين محبني من ديانتين مختلفتني‬ ‫متثلاً مبا قاله موالنا جلال الدين الرومي‪:‬‬ ‫“دين الحب منفصل عن كل أشكال الديانات‪،‬‬ ‫العاشقون أمة واحدة وهذا هو الله” ‪.‬‬ ‫أما مسألة اختالف رواية “اللني” عن كوكبة‬ ‫تلك األعامل الروائية املهمة فيعود إىل مسألة‬ ‫أساس�ية‪ ،‬وه�ي أن أغل�ب األعمال الروائية‬ ‫العربي�ة الت�ي اش�تغلت عىل ه�ذا الجانب‬ ‫اس�تثمرت “الالهوت والح�ب” اعتامدا عىل‬ ‫الديانات الكربى “اإلسلام واملس�يحية” أو‬ ‫“اليهودية واإلسالم” خالفًا ملا اشتغلت عليه‬ ‫رواية اللني الت�ي انكبت عىل تأثيث أحفورة‬ ‫املذاه�ب الديني�ة الصغ�رى أم�ام الديانات‬ ‫األصيلة الكربى‪ ،‬وهي بذلك تكون قد حققت‬ ‫ولفتت إىل مس�ألة غاي�ة يف األهمية طالت‬ ‫تغيبً�ا تاريخيً�ا لتلك املذاه�ب‪ ،‬وامللل داخل‬ ‫السرود الروائي�ة العربي�ة‪ .‬محقق�ة بذلك‬ ‫حضو ًرا جميالً للنهاية املفتوحة يف خواتيم‬ ‫نصه�ا الروايئ وهذا ما س�اهم يف انتش�ال‬ ‫الق�ارئ والحدوث�ة من ق�اع الرتابة محققة‬ ‫“أي الروائي�ة” بذل�ك كسر حال�ة انتظار‬ ‫القارئ “نهاي�ة الحكاية” وذل�ك من خالل‬ ‫اس�تدخال األح�داث املريع�ة الت�ي متر بها‬ ‫بلدان الرشق األوس�ط واس�تحضار حكاية‬ ‫الربيع العريب والعصف الذي يلتهم سوريا‬ ‫والعراق واليمن مؤكدة عىل مجريات الثورة‬ ‫الس�ورية‪ ،‬وتحوالته�ا من خلال اختيارات‬ ‫حاذق�ة حاول�ت عربها تربي�ط األحداث مع‬ ‫الحضور الطاغي لشخصية كاترين “كراوية‬ ‫عليم�ة” حيث جعلت منه�ا الروائية قناصة‬ ‫للحظ�ات الهارب�ة داخ�ل املت�ون الرسدية‬ ‫محققة بذلك تغيبًا حاذقًا لرتاخي الرسود‪.‬‬ ‫وال�ذي خ�دم بص�ورة أو بأخ�رى املعاين‬ ‫الكبرى لرواية اللين وانحيازه�ا الرصيح‬ ‫إىل أمثول�ة االعتقاد بانتص�ار الحب يف كل‬ ‫حروبه الضارية‪.‬‬

‫امل ُنجزاتُ التي أرويها لكُم‬ ‫ٌ‬ ‫أشواك يف حديق ٍة ه َج َرتْها األزها ُر‬ ‫الجرائ ُم ال تسق ُط بالتّقادُم‬ ‫تُولَ ُد وتنمو وتستب ُّد مبا تستطي ُع ترويضَ ُه‬ ‫ني تمَ ِي ُع وال تل َم ُع‬ ‫كالذّاكر ِة ح َ‬ ‫حفر ٍة قدمية‬ ‫يف‬ ‫َها‬ ‫د‬ ‫شاه‬ ‫وتص ُّب َم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أو كيومٍ من أيام ال َّرفيق نرص‬ ‫حينام و َّز َع أوام َر االحتفال يف املدرسة‬ ‫وكل ََّف ك َُّل‬ ‫ٍ‬ ‫طالب ب َدفْعِ َمبلَغٍ‬ ‫ص َو ٍر وأعالم‬ ‫ورشا ِء ُ‬ ‫فامل ُناسب ُة وطن ّية عظيمة‬ ‫وسيأيت الطَّبّ ُال وال َّز ّما ُر‬ ‫حلَقاتُ الدَّبكة ستُع َق ُد‬ ‫وستُلقى الكلامتُ الخالدة‬ ‫َ‬ ‫خوف من مكانٍ ال يُ َج ُّن في ِه ق َم ٌر‬ ‫فال‬ ‫رسمِ االبتسامات‬ ‫وال دا ٍع للتَّ َع ِب عىل ْ‬ ‫فيق عالِ ٌم بك ُِّل يشء‬ ‫ال َّر ُ‬ ‫وحدقاتُ ال ُعيون مهام اتّس َع ْت‬ ‫ني (استار ِْح واستا ِعدْ)‬ ‫ب َ‬ ‫ل ْن تخرت َع ح َدث ًا جديدًا‬ ‫جمي ُع الصرُّ وح ال ِعمالقة‬ ‫بُنيَ ْت زم َن الفُتوحات‬ ‫قت م َن ال ُعقو ِل شُ علَ َة ال ّنار‬ ‫والكهربا ُء سرَ َ ْ‬ ‫اإلسفلت‬ ‫مسدَها‬ ‫ُ‬ ‫ك ُُّل ال ّنتوءات الشّ اذّة َّ‬ ‫والتّشابُ ُه ن َح َر ك َُّل خُصوص ّية‬ ‫فال يش َء يف األعايل قد يُ َرفْرف‬ ‫وال َّ‬ ‫سموح ب ِه بع َد اآلن‬ ‫شك َم‬ ‫ٌ‬ ‫فيق نرص مرا ًرا‪-‬‬ ‫هكذا ر َّد َد ال َّر ُ‬‫العسكري‬ ‫وإلاّ رسبتُ ْم يف مادّة التّدريب‬ ‫ّ‬ ‫وفشلتُ ْم يف ِّ‬ ‫فك وتركيب البارودة ال ُّروسيّة‬ ‫أو ربمّ ا طُ ِر ْدت ُ ْم من الحزب‬ ‫حتّى لو كنتُ ْم تحرضو َن االجتامعات‬ ‫وتدفعو َن ال ُّرسوم‪!!..‬‬ ‫‪ . . .‬امل ُنجزاتُ التي أرويها لكُم‬ ‫تلتق�ي جمي ُعه�ا كال ّر ِ‬ ‫واف�د يف َ‬ ‫ذل�ك الي�وم‬ ‫اريخي‬ ‫التّ‬ ‫ّ‬ ‫فيق نرص‪:‬‬ ‫ني أعل َن ال َّر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫"غدًا‪..‬‬ ‫تفتيش ِ‬ ‫ٍ‬ ‫واسعة‬ ‫ح ْملَ ُة‬ ‫َ‬ ‫إيّاكُم أ ْن تنس�وا ال ُقبّع� َة العس�كريّة أو ال ُّرت َب‬ ‫املدرسيّة‬ ‫ِ‬ ‫حد ًة كاللّيل‬ ‫عىل‬ ‫املالبس أ ْن تكو َن ُمو َّ‬ ‫َص كال َخ َونة‬ ‫وعىل األظاف ِر أ ْن تُق َّ‬ ‫خلف الحَماّ مات‬ ‫ومن‬ ‫يهرب َ‬ ‫ُ‬ ‫ني‬ ‫حيثُ امل َال ُذ اآل ِم ُن لل ُمدخِّن َ‬‫وحيثُ العاد ُة السرِّ ِّ يّة‬ ‫ت ُرت ُِّب العالق َة م َع اآلخَر‪-‬‬ ‫سأُعل ُِّق ِمشنقتَ ُه‬ ‫يل أمرِه‬ ‫وأستدعي و َّ‬ ‫و َم ْن يُخالفُني يف يش ٍء‬ ‫ني َ‬ ‫فوق الحىص‬ ‫ح ُف لساعت ِ‬ ‫سيز َ‬ ‫ويتدح َر ُج كج َّر ِة الغاز‬ ‫فيق نرص‬ ‫أنا ال َّر ُ‬ ‫ح ّراس الدّول ِة األُمناء‬ ‫ح ُد ُ‬ ‫أ َ‬ ‫ٍ‬ ‫اختصاص تودُّو َن‬ ‫أي‬ ‫َسلُوين يف ِّ‬ ‫ئ بالَكُم‪:‬‬ ‫وسأُجي ُبكُم‪ ،‬وأُطَ ْم نِ ُ‬ ‫امثيل‬ ‫الص َو ُر والتّ ُ‬ ‫ستتكاث َ ُر ُّ‬ ‫والهال ُة امل ُ َذهَّب ُة َ‬ ‫حول التّلفاز‪]..‬‬ ‫‪ . . .‬شا َرك ُْت يف حربي‬‫ج ُت ثالث م ّرات‬ ‫وتز َّو ْ‬ ‫فتَ ْح ُت ُدكّانًا يف الحا َرة‬ ‫قريبي اللّوا ُء‬ ‫وسا َعدَين‬ ‫َ‬ ‫عىل تسديد دُيوين‬ ‫ج ٌل‬ ‫لساين ِم ْر َ‬ ‫لِعبارات التّأنيب ال َّزنِخة‬ ‫فال تُراوغُوين أبدًا يا بهائِم‬ ‫تحت أظافر ِه‬ ‫ني َم ْن سيُنظ ُِّف ما َ‬ ‫مسك ٌ‬ ‫بحافَّة املِسطرة البالستيكيّة‬ ‫سيقرض َمخالبَ ُه‬ ‫ني َم ْن‬ ‫ُ‬ ‫مسك ٌ‬ ‫عيناي عن ُه‬ ‫داع ًيا الل َه أ ْن تزي َغ‬ ‫َ‬

‫ني َم ْن سيرُ ِّد ُد يف قلب ِه‬ ‫مسك ٌ‬ ‫ارأيف بحالنا أيَّتُها ال ُجدران‪-‬‬‫أري ُد أ ْن يس َم َع الكو ُن غدًا‬ ‫الصارِمة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫خ ْب َط األحذي ِة العسكريّة ّ‬ ‫ُ‬ ‫تجرف الشُّ جريات كالقُاممة‬ ‫امل ُنجزاتُ التي‬ ‫باحي‬ ‫طيرَّ َ ِت ال ّندى ّ‬ ‫الص َّ‬ ‫بعيدًا بعيدًا عن ُعيون األجيال‬ ‫أهلَك َْت طُيو َرنا ِ‬ ‫ذات ال َّزغ َِب ال َحنون‬ ‫السامء العبقريّة‬ ‫بتُهم ِة التّآ ُم ِر عىل‬ ‫وطنِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫حائط السرّ اب‬ ‫وظَّفُوا دُمو َعنا يف مجلاّ ِت‬ ‫وكا َن ال َّزيْ ُف ُمرا ِق َب دوام األغاين‬ ‫ه َ‬ ‫ُناك حيثُ ازدا َد ال ُّذ ْع ُر رشاق ًة‬ ‫وامتص ال َع ْج ُز دما َءنا‬ ‫َّ‬ ‫قوف ِ‬ ‫األحال ُم طائراتُ و َرقٍ تحت ُس ٍ‬ ‫واطئة‬ ‫والطُّفول ُة عروس ُة لبنة ُمم َّهدة بالوحل‪.‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪...‬‬ ‫واآلنَ‪..‬‬ ‫السياط‬ ‫َؤوب الذّكرياتُ ال ّنامئ ُة َ‬ ‫تحت َ‬ ‫صليلِ ِّ‬ ‫ت ُ‬ ‫ُروج َد ْم َغ ًة يف رئ ِة العبَث‬ ‫تستيق ُظ امل ُ‬ ‫وعىل طريقِ العود ِة إىل البيت‬ ‫تُغوي محطّاتٌ جميلة اللَّ ِع َب‬ ‫ح ّباً عىل مْت�نْ ِ الحياة‬ ‫ُ‬ ‫يك‬ ‫َ‬ ‫تفي�ض التّ‬ ‫فاصي�ل ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫يايض‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫القايس‬ ‫كعضَ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫معارك مع املسافة‬ ‫نخوض‬ ‫ُ‬ ‫ري الثّاني ُة ده ًرا‬ ‫نُطَ ِّولُها باللَّ ْه ِو كاملعكرونة‪ ،‬فتص ُ‬ ‫طالب يتقيَّأُ خوفَ ُه اللّعني‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫يقف العالَ ُم عىل إبهامِ‬ ‫ٍ‬ ‫فراشات يف ُعلب ِة تلوين ال ّزميلة‬ ‫حقل‬ ‫فيتأ َّو ُه ُ‬ ‫كُراتٌ طائشة تتعاضَ ُد يف سلّ ِة ال ُوجود‬ ‫وآله ٌة ت ُِش ُّع كح ِّد شَ فْر ِة الضَّ ِحك‬ ‫أو ُس ٌ‬ ‫خيِلة‬ ‫يول‬ ‫ليست من ما ٍء‪ ،‬إنمّ ا من أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫وأطفال يُقلِّبو َن تالالً‬ ‫يئ بعد‪.‬‬ ‫العشوا‬ ‫ء‬ ‫البنا‬ ‫َها‬ ‫ق‬ ‫فو‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫مل يتم‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ . . .‬يا َ‬ ‫لتلك األيام‪!!..‬‬ ‫جلِ الوقت‬ ‫كم سرَ َقنا الهرول َة من أر ُ‬ ‫وه َّربْنا الرباء َة يف طُ ُرقٍ فرعيّة‬ ‫ح َ‬ ‫لول الكوارث‬ ‫َّ‬ ‫حل علينا ال َّر ُ‬ ‫فيق نرص ُ‬ ‫احتل حقائ َبنا‬ ‫َّ‬ ‫مألَ‬ ‫بالعيص‬ ‫األدراج‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ني‬ ‫تل َّذ َذ‬ ‫بشهقات الباك َ‬ ‫ج ُل واجباتِ ِه الكثري َة للتّ ِّو‬ ‫فَ َم ْن م ّنا سيُؤ ِّ‬ ‫يت من شقاء‪:‬‬ ‫رص َخ بك ُِّل ما أو َ‬ ‫لي ُ‬ ‫خ َر‪!!..‬‬ ‫[فَتِّشوا يف مكانٍ آ َ‬ ‫هي بضع ُة أظاف َر ُم َه َّربة‬ ‫َ‬ ‫قفل سجن‬ ‫تفل َ‬ ‫ال تذبَ ُح ع ُنقاً‪ ،‬وال ُّ‬ ‫حيا َء ال ُع ْم ِر‬ ‫ُ‬ ‫هي بالكا ِد‬ ‫تخدش َ‬ ‫َ‬ ‫أو ُّ‬ ‫َ‬ ‫أرداف ال ُّرعب]‬ ‫تحك‬ ‫خ َر؛‬ ‫[فَتِّشوا يف مكانٍ آ َ‬ ‫ليس سيّار ًة نقودُها‬ ‫املقع ُد َ‬ ‫إنَّ ُه حصا ُن الك َرز الطَّليق‬ ‫ياح الد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّيك امل َحفو ِر عىل الخشب‬ ‫وص ُ‬ ‫طَ ْو ُق نجا ِة خَيالِنا يف ال َع ِ‬ ‫واصف]‬ ‫خ َر؛‬ ‫[فَتِّشوا يف مكانٍ آ َ‬ ‫ج ُهوا حمالتكُم إىل أبعد ما يمُ ِكن‬ ‫وو ِّ‬ ‫ُلوب ت ُري ُد أ ْن ت َ‬ ‫ُرفرف كأُغنية‬ ‫الق ُ‬ ‫قوس قُ َزح‬ ‫ُالمس َ‬ ‫واألصاب ُع ت ُري ُد أ ْن ت َ‬ ‫ل ْن أفتَ َح يدي للعصيِ ِّ مهام حدَثَ‬ ‫ل ْن ِ‬ ‫أنبط َح تنفيذًا أليّ ِة ُعقوبة‬ ‫ّقيل‬ ‫الكيس الث ُ‬ ‫أيُّها‬ ‫ُ‬ ‫عىل ظَ ْه ِر املايض‬ ‫متى ستنأى ع ِّني‪..‬؟!!‬ ‫متى ستنأى‪..‬؟!!]‬ ‫‪...‬‬ ‫‪...‬‬ ‫خ َر‬ ‫ح ُه يف مكانٍ آ َ‬ ‫َم ْن ُرو ُ‬ ‫س فَ ْردَتا حذائ ِه الشّ وار َع‬ ‫َّ‬ ‫تتحس ُ‬ ‫ص َعدا خطأً‬ ‫ب َح َذ ِر فأريْنِ َ‬ ‫ق ْع َر سفين ٍة أثنا َء تحميلِها بالبَضائِعِ‬ ‫ث ُ َّم ن َزال غريبينْ ِ‬ ‫يف مينا ِء مدين ٍة ِ‬ ‫قص ّية‪.‬‬

‫باب أرابيسك‬

‫‪25‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 13‬كانون األول والثاني ‪Dezember - Januar • 2017‬‬

‫رسائل من سوريا‪ :‬كم تدفع لتحصل على جثة ابنك؟‬

‫أري�د أن أبتدئ قراءة ه�ذا الكتاب من زاويت�ي الخاصة هذه‬ ‫امل ّرة‪ ،‬فأحداث حلب األخرية كرست قلبي بقدر ما أثارت رعبي‬ ‫ممن هم "رشكاؤنا" يف األوطان والبالد‪ ،‬استمعت هذه األيام‬ ‫مطوالً لحديث البعض الواثق بأ َّن النظام الس�وري وحلفاءه‬ ‫يحاربون اإلرهاب ويحمون "جميع" الدول العربية ألنّه دون‬ ‫منازع "س�يد املقاوم�ة واملامنعة"‪ ،‬وألنّه الوحي�د الذي قهر‬ ‫بحق الر ّد حسب‬ ‫ارسائيل‪- ،‬عىل الرغم من أنَّه زعيم االحتفاظ ّ‬ ‫مالحظايت‪ ،-‬وهكذا وجدت نفسي عىل مدى األيام املاضية‬ ‫أش�اهد صور الدم�ار والجثث والعي�ون الزائغة واألجس�اد‬ ‫واملب�اين املثقوب�ة‪ ،‬ويف الخلفي�ة يتردد ص�وت املوالين‬ ‫كل حرب هناك ضحايا وال‬ ‫والرماديين وهم يؤك�دون أ َّن يف ّ‬ ‫رضر من ذلك فاألولوية اآلن هي ملحاربة اإلرهاب!‬ ‫سألتني "صديقة"‪" :‬من أين لك املعلومات وكيف تعرفني أن‬ ‫األسد مجرم حقًّا"؟‬ ‫ألجد نفيس بعد خمس س�نني من القتل املتواصل أضطر إىل‬ ‫إجابة أسئلة بديهية كهذه‪ ،‬وال أعلم من أين أبدأ فأقول بكلامت‬ ‫متدفقة ال تتوق�ف‪" :‬من تاريخ حزب البعث‪ ،‬من تاريخ أبيه‪،‬‬ ‫من مجازره‪ ،‬من س�جونه‪ ،‬من الناس‪ ،‬من قصص الناس‪ ،‬من‬ ‫أولئ�ك الذين عاش�وا تح�ت رحمته وش�اهدوا حياتهم تنهار‬ ‫قطعة قطعة عىل يده"!‬ ‫اخترت ه�ذا الكتاب ألقدم�ه يف ه�ذا الوقت تحدي�دًا ألنني‬ ‫ش�عرت بحاجة مل ّحة لتوثيق قصص هؤالء الناس‪ ،‬وال أتوقع‬ ‫بالتأكي�د أن يرتاج�ع "محارب�و اإلره�اب" عن رأيه�م أو ألاّ‬ ‫يرقص�وا "النتصارات" قائدهم‪ ،‬ولكنني عىل األقل سأش�عر‬

‫‪،،‬‬

‫نيرمينة الرفاعي‬

‫ش�خصا واحدًا أع�اد التفكري‬ ‫بشيء من األمل ل�و علمت أ َّن‬ ‫ً‬ ‫فرتدد قبل أن يقدم إنس�انا‪- ،‬ق�د يكون أنا ذات يوم‪ ،-‬قربانًا‬ ‫يف سبيل محاربة "اإلرهاب"‪.‬‬ ‫بدأت "وجدان ناصيف" بكتابة هذه الرسائل يف آذار ‪2012‬‬ ‫باسم مستعار هو "جامنة معروف"‪ ،‬وكانت ت ُنرش دوريًا يف‬ ‫"بلوج"‪" :‬عني عىل س�وريا"‪ .‬وكانت مجرد محاولة إليصال‬ ‫صوت س�وريا إىل العامل‪ ،‬كام تقول‪ ،‬ويف النصف الثاين من‬ ‫عام ‪ 2013‬أبدت "بويش شاس�تيل‪ -‬سلس�لة الوثائق" رغبة‬ ‫بنشر الرس�ائل ضم�ن كتاب ص�در عام ‪ 2014‬تحت اس�م‬ ‫"رسائل من سوريا – "‪"Lettres de Syrie‬‬ ‫ومع خ�روج الكاتبة من بالدها ع�ام ‪ 2014‬كانت قد أكملت‬ ‫املئة وخمسين رسالة صدرت بالفرنس�ية برتجمة صديقتها‬ ‫"نت�ايل بونتان"‪ ،‬ثم نرشته�ا بالعربية بدعم م�ن بدعم من‬ ‫املنظمة األورو‪-‬متوسطية لدعم املدافعني عن حقوق اإلنسان‬ ‫وذل�ك ضم�ن سلس�لة ش�هادات س�ورية الصادرة ع�ن دار‬ ‫املواطنة وأصبحت الكتاب رقم ‪ 13‬ضمن السلسلة‪.‬‬ ‫تحيك الرس�ائل يوميات الكاتبة يف دمشق‪ ،‬تبدأ األوىل منها‬ ‫بوصف رحلتها اليومية من وإىل العمل مرو ًرا بساحة السبع‬ ‫بحرات‪ ،‬فتحكي تفاصيل اليوم حول ذلك املكان وتس�تذكر‬ ‫كي�ف ش�قّت الريح م� ّرة صورة الرئي�س الت�ي تغطّي ثلثي‬ ‫وتص�ف وج�وه الناس كيف‬ ‫واجه�ة مبن�ى البن�ك املركزي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تراوحت بني الشماتة والخوف‪ ،‬وكيف ت ّم اس�تبدال الصورة‬ ‫رسي ًعا بأخرى جديدة من نسيج أقوى هذه امل ّرة‪.‬‬ ‫يف آذار ‪ 2012‬كان�ت "وج�دان ناصي�ف" املنتحل�ة الس�م‬ ‫"جامنة" تتحدّث عن العجوز الذي حاول م ّرة إيقاف س�ائق‬ ‫الرسفي�س قائلاً ‪" :‬قف‪ ،‬قف أرجوك‪ ،‬أحتاج لقضاء الحاجة"‪،‬‬ ‫فأجابه السائق‪" :‬عمي‪ ..‬اعملها هون بالرسفيس وما تخليني‬ ‫وق�ف‪ ..‬الله وكيلك بيخربوا بيت�ي"!‪ ،‬فعىل طريق "القرص"‬ ‫يف رحلة الخروج من دمشق إىل أطرافها كانت عقوبة ت ّوقف‬ ‫أي س�يارة قد تكلّ�ف األرواح! وتحيك ع�ن التفجريات التي‬ ‫وكل يعني من يعنيه‪ ،‬ويبقى املوت‬ ‫يقوم الجميع بلعن فاعلها ٌّ‬ ‫هو املنترص األكبر يف املدينة التي يحاول س�كّانها الحفاظ‬ ‫كل يشء‪.‬‬ ‫عىل عاداتهم القدمية فيها رغم ّ‬ ‫ومن الالف�ت أن الحوارات التي كانت تدور بني الناس أيامها‬ ‫هي ذاتها التي تتكرر اليوم يف كل مكان يف سوريا وغريها‪،‬‬ ‫حوارات قصرية متقطة عىل شكل أسئلة‪:‬‬ ‫ "هلق الرئيس لو ما داعمته أمريكا كان بقي"؟‬‫ "انت جدبة؟ ليش أمريكا بتقدر للرئيس"؟‬‫ "عن جد شعبنا متخلف"!‬‫ "والله العظيم ما يف أحىل من شعبنا"!‬‫وت�ذوب الحوارات يف مأس�اة أ ّم ذهبوا ملواس�اتها يف ابنها‬ ‫الذي قتل عىل يد الجيش ومل يعيدوا لها جثته أبدًا‪ ،‬ابنها الذي‬ ‫اعتقل مرتني وعالمات التعذيب تش�هد عىل جسده ما تشهد‪،‬‬ ‫قال ألمه يومها إن املوت أهون عليه من االعتقال‪ ،‬وعندما أىت‬ ‫الجن�ود العتقاله للم ّرة الثالثة هرب يف س�يارة فقصفوها ثم‬ ‫ج ّروه جري ًحا إىل دبابتهم ومل يُر له أث ٌر بعد ذلك!‬ ‫يف يوم من أيام نيس�ان ‪ 2012‬كان الباص الذي يفرتض أنَّه‬ ‫باص نقل مدين مييش ببطء يف ش�وارع دمشق‪ ،‬عىل أبوابه‬

‫يقف رجال أس�لحتهم مص ّوبة نحو املا ّرة‪ ،‬م�ن وراء الزجاج‬ ‫ُ‬ ‫رجال بثياب مدني�ة‪ ،‬يقفون مهانني متعبين وأيديهم خلف‬ ‫ظهورهم ورؤوس�هم مطأط�أة‪ ،‬كان الجنود يريدون أن يرى‬ ‫املا ّرة املعتقلني يك يتعظوا!‬ ‫مل ترح�م املدينة وال حتى أطفالها‪ ،‬فامتألت املدارس بحلقات‬ ‫الدع�م النفسي غير املعلن�ة يف محاول�ة إلع�ادة التوازن‬ ‫والطفول�ة إىل أحمد ال�ذي يغ ّني أغانٍ مليئ�ة بثقافة العنف‬ ‫والكراهية وقتل اآلخر‪ ،‬ومحمد الذي يحيك عن جثة أبيه كام‬ ‫يتحدث طبيب رشعي بكل بس�اطة‪ ،‬يشري مباوس الحاسوب‬ ‫إىل وج�ه أبي�ه املش�وه‪ ،‬إىل تجويفني م�كان العينني‪ ،‬وإىل‬ ‫س�اقيه حيث اقتلع�وا ركبه‪ ،‬وإىل آثار املس�امري عىل ذراعيه‬ ‫وصدره املش�قوق‪ ،‬وأمل التي ال تعرف أمها إن كانت طفلتها‬ ‫قد بلغت أم أنَّها نزفت من رعبها عندما س�قط س�قف البناية‬ ‫املجاورة تحت قصف الدبابة‪..‬‬ ‫أ ّم�ا الج�دران التي تل ّونت عام بعب�ارات بداية الثورة ‪2011‬‬ ‫فقد أصبحت لوحات تحمل األلوان فوق األلوان فوق األلوان‪،‬‬ ‫كان الجن�ود والش�بيحة ال ينس�ون تس�جيل "انتصاراتهم"‬ ‫وراءه�م كاتبين‪" :‬األس�د أو ال أح�د"‪ ،‬فيأيت أحد الش�باب‬ ‫ليلاً ويح ّول العبارة إىل "األس�عد أو ال أح�د"‪ ،‬فريجع األمن‬ ‫ويحاول تصحي�ح العبارة مجددًا فال ينج�ح فيطيل العبارة‬ ‫كامل�ة باألس�ود‪ ،‬وهكذا يس�تمر الك� ّر والف ّر بني الش�بيحة‬ ‫و"الرجل البخ�اخ" الذي أصبح لق ًبا متداولاً للش�باب الثائر‬ ‫ال�ذي ما زال يق�اوم الطغي�ان بطريقته الذكي�ة يف تحوير‬ ‫العبارات عىل جدران املدينة‪.‬‬

‫سنبقى نحن السوريين‬ ‫ملح األرض وزادها‪،‬‬ ‫أمتارا في األرض‬ ‫نتقاسم‬ ‫ً‬ ‫جميعا”!‬ ‫جثثنا‬ ‫تحوي‬ ‫ً‬

‫تحكي ناصي�ف عن زميله�ا يف العم�ل‪ ،‬مازن ال�ذي دخل‬ ‫الغرف�ة يو ًما غاض ًبا ش�امتًا املعارضة واإلرهاب واملس�لحني‬ ‫وه�و يقول‪" :‬بيجي ع بايل حط حزام ناس�ف وانزل ع يش‬ ‫مظاهرة فجرهن كلهن‪ ،‬سوريا تالتة وعرشين مليون‪ ،‬ميوت‬ ‫منهم طنعش شو يعني"؟‬ ‫يضع من يف الغرفة يده عىل قلبه أو فمه‪ ،‬فمعظمم س�يكون‬ ‫م�ن "الطنع�ش مليون" غير املهمني! هنا تحدي�دًا يف هذه‬ ‫اللحظة أتذكر أنا "الصديقة" التي قالت يل قبل يومني‪" :‬شو‬ ‫يعني؟ هاي حرب وفيها ضحايا‪ ،‬عادي"!‬ ‫ويف تل�ك الفرتة التي كان يخطب فيها األس�د ويلقي كلامته‬ ‫الطويل�ة جدًا‪ ،‬كان�ت أرواح الش�باب الس�وري توضع أمام‬ ‫املعادلة الصعبة‪" :‬إ ّما الجيش أو تقتل‪ ،‬إ ّما قاتل أو قتيل"!‬ ‫ويك ال ننسى حكاية وليد أيضً ا‪ ،‬وليد ال�ذي ظهر عىل قناة‬ ‫"دنيا" وهو يعرتف بأنَّه رئيس عصابة مس�لّحة وبأنَّه يتلقى‬ ‫األموال من أمري قطر يك يوزعها عىل زمالئه املسلحني‪ ،‬وليد‬

‫ريوه بع�د أربعني يو ًما يف املنفردة بني الظهور عىل‬ ‫الذي خ ّ‬ ‫التلف�از أو إيصال صورة جثت�ه إىل أ ّمه فاخت�ار التلفاز وال‬ ‫يتذكر سوى أنَّه تف ّوه مبا لقّنوه‪.‬‬ ‫يف حزيران ‪ 2012‬تتحول نربة رسائل ناصيف قليالً لتصبح‬ ‫مش�بعة بالخ�وف أكثر م�ن ذي قب�ل‪ ،‬طلقات الرشاش�ات‬ ‫ال ته�دأ وعس�كري يفتخر بأنَّ�ه اغتصب امرأة أم�ام زوجها‬ ‫رشا‪،‬‬ ‫وأطفالها وآخر يتسّل�ىّ بقنص القط�ط ليالً إذا مل يجد ب ً‬ ‫ب�كاء األطفال وت ّرحم الناس عىل أي�ام القصف املدفعي بعد‬ ‫أن امتلأت السماء بالطائ�رات املقاتل�ة‪ ،‬ورنا الت�ي هربت‬ ‫من حمص إىل دمش�ق وه�ي تروي كي�ف كان الجنود عىل‬ ‫الحواجز يفتش�ونها ويرفعون ثيابه�ا قطعة قطعة عىل املأل‬ ‫ثم يدوسونها‪..‬‬ ‫ويف متوز انقس�مت دمش�ق إىل جزئني‪" :‬األس�د أو ال أحد"‬ ‫و"املوت وال املذل�ة"‪ ،‬تصفها الكاتبة بعبارة "املدينة املقطعة‬ ‫األوص�ال"‪ ،‬ولك َّنه�ا تقول بعد صفحات من األمل‪" :‬س�نبقى‬ ‫نح�ن الس�وريني مل�ح األرض وزادها‪ ،‬نتقاس�م أمت�ا ًرا يف‬ ‫األرض تحوي جثثنا جمي ًعا"!‬ ‫بلغته�ا املبارشة املتدفقة البس�يطة تس�تذكر ناصيف أحداث‬ ‫أيلول وقيام الجنود بجمع الجثث يف الش�احنات الكبرية بعد‬ ‫نبش�ها م�ن الحدائق‪ ،‬وثرث�رة الناس وتس�اؤالتهم حول أين‬ ‫تذه�ب الجثث‪ ،‬وهل هو نوع م�ن االنتقام املضاعف أم ماذا؟‬ ‫وانترشت األحاديث عن ماكينات يف الساحل تفرمها وتلقيها‬ ‫يف البح�ر‪ ،‬أو ع�ن حرقها ورميها يف مك�ب القاممة‪ ،‬تقول‪:‬‬ ‫ربا عليه ش�اهدة‪ ،‬ش�اهدات القبور‬ ‫"رمبا ال يريدون للجثة ق ً‬ ‫تبقى شاهدة عىل جرميتهم حتى يغرب الزمان"‪..‬‬ ‫على م ّر األي�ام كان إحس�اس األمل يتعاظم‪ ،‬يرافقه ش�عور‬ ‫العجز‪ ،‬متزام ًنا مع الكثري من ملفّات "الوورد" البيضاء التي‬ ‫أغلقتها الكاتبة وهي تجيب عىل س�ؤال الحاس�وب إن كانت‬ ‫ترغب بحفظها ب "ال"‪ ،‬محاولة ترتيب األوراق يف ذهنها بعد‬ ‫أن استطاع األس�د خلط األوراق أمام املجتمع الدويل بنجاح‪،‬‬ ‫فاستبدل كلمة "ثورة" بكلمة "حرب"‪ ،‬وكلمة "شعب" بكلمة‬ ‫"س ّنة" وكلمة "نظام" بكلمة "دولة"‪.‬‬ ‫تتواىل الرس�ائل حتى تاريخ ‪ 28‬نيسان ‪ ،2014‬وتختلط يف‬ ‫الرسافيس أغاين عيل الديك بأغنية أخرى تقول‪" :‬متل الطلقة‬ ‫الروس�ية إذا م�ا قتلتي بتشّل�يّ "‪ ،‬وكانت شاش�ة التلفزيون‬ ‫ربا عاجالً يفيد برتشح الرئيس لوالية جديدة!‬ ‫السوري تبثُّ خ ً‬ ‫الي�وم‪ 17 ،‬كان�ون األول م�ن ع�ام ‪ ،2016‬أنا أش�عر باألمل‬ ‫والعج�ز أيضً �ا‪ ،‬وحاس�ويب يخبرين أنن�ي تج�اوزت عدد‬ ‫الكلمات املتاحة لهذه القراءة التي حاول�ت بها أن أ ّوثق نز ًرا‬ ‫ضئيالً مام م ّر عىل رأس الس�وري الثائر الذي ما زالت متزقه‬ ‫رصاعات النظام املجرم املس�تبد واالط�راف املتقاتلة األخرى‬ ‫الت�ي ال دين لها س�وى هواه�ا‪ ،‬ولكن قبل أن أنه�ي أريد أن‬ ‫أخربكم ع�ن األم التي وصلها هاتف م�ن مجهول وهو يقول‬ ‫لها‪" :‬ابنك فطس‪ ،‬ابنك فطيس�ة‪ ،‬بقديش بتشتري جثته"؟‬ ‫لتجيب�ه‪" :‬ابني ش�هيد" وتطلق زغرودة‪ ،‬وحني س�ألوها مل‬ ‫زغردت قال�ت وهي تبيك بحرقة‪" :‬كنت ب�دي أقهره متل ما‬ ‫قهرين‪ ،‬كنت بدي أٌقهره"!‬ ‫سأنهي كالمي هنا بزغرودة‪.‬‬

‫برلينيات – الجزء السادس‬ ‫راما جرمقاني‬ ‫‪-1-‬‬

‫عندم�ا ودعت�ك ببرود ألين كن�ت أعل�م بأين‬ ‫س�أعود‪ ،‬أخربتني أين فيام لو ع�دت‪ ،‬لن يكون‬ ‫يل مكان يف حياتك‪ .‬الي�وم‪ ،‬وبعد عام‪ ،‬مل أعد‪،‬‬ ‫لكن مل يعد يل مكان يف حياتك أيضً ا‪ .‬لقد كنت‬ ‫تكذب منذ البداية!!‬ ‫‪-2-‬‬

‫الي�وم أمت�م عام�ي األول بعيدًا عن دمش�ق‪ .‬ال‬ ‫أش�عر بيشء‪ .‬لست حزينة‪ .‬ولس�ت سعيدة‪ .‬ال‬ ‫أنتظ�ر‪ .‬ولكنن�ي متلهفة لتغيري م�ا‪ .‬لدي عمل‪.‬‬ ‫لكنني عاطلة ع�ن العمل أيضً ا‪ .‬لدي منزل‪ ،‬لكن‬ ‫ال أعيش به‪ .‬محاطة بأناس كرث‪ .‬لكنني وحيدة‪.‬‬

‫ل�دي أحب�اء ال حبيب‪ ،‬لكن وال واح�د منهم يل‪.‬‬ ‫إال أن الشيء الوحيد املتأكدة من�ه‪ .‬أنه ال حياة‬ ‫مبعنى الحياة يل هنا بعد‪.‬‬

‫يعيدها أحدهم يل كنت قد أقرضتها له ونسيتها‪.‬‬ ‫رس�الة ما قبل النوم‪ .‬اتصال غري متوقع‪ .‬افتقد‬ ‫كل هذه املتع‪ ..‬كم كان لها معنى!‪.‬‬

‫‪-3-‬‬

‫‪-5-‬‬

‫أحيانًا أش�عر بعبثية ما أقوم به‪ ،‬أش�عر بعبثية‬ ‫وجودي يف حد ذاته‪ .‬أفتقد أي حافز لالستمرار‬ ‫بالحياة‪ .‬بعد عدة جلس�ات مع الطبيبة النفسية‬ ‫أخربتني أن هذا يدعى اكتئاب من النوع الحاد‪.‬‬ ‫‪-4-‬‬

‫هناك متع يومي�ة كنت اعتاد عىل تلوين حيايت‬ ‫به�ا‪ .‬كفرحت�ي أثناء ع�ودة التي�ار الكهربايئ‪.‬‬ ‫فرحت�ي عندما أص�ل إىل املنزل وأج�ده دافئًا‪.‬‬ ‫سعاديت بالعثور عىل مكان لركن سياريت أمام‬ ‫املنزل‪ .‬أغنية أس�معها صدفة يف الراديو‪ .‬نقود‬

‫كن�ت أُع� ّرف الوط�ن بأنه امل�كان ال�ذي أكون‬ ‫مرتاح ًة فيه‪ .‬لدي عمل ومنزل وأصدقاء‪ .‬لكنني‬ ‫اليوم اكتشفت أن الوطن هو الذاكرة فقط‪..‬‬ ‫‪-6-‬‬

‫تعب�ت من أن أُع ّرف بنفسي‪ .‬أن أقول لآلخرين‬ ‫من أنا‪ .‬لكل ش�خص أنتقي جانبً�ا مني ألقدمه‬ ‫له‪ ،‬جانبًا يناسبني ويناسبه‪ .‬أحاول أحيانًا جمع‬ ‫نفيس‪ ،‬أفش�ل‪ ،‬وال أظن أن هناك آخر قادر عىل‬ ‫جمعي أيضً ا‪ .‬لقد أضعت كُيل باألجزاء املبعرثة‪..‬‬

‫‪-7-‬‬

‫أتأمل أحيانًا من أشياء أعلم مدى تفاهتها‪ .‬وأعلم‬ ‫أنها لن تعني يل ش�يئًا بعد حني‪ ..‬لكن ماذا عن‬ ‫الوقت الراهن؟؟ من يعالج األمل الحايل؟‬ ‫‪-8-‬‬

‫كنت أحل�م بأال أخسر مج�ددًا‪ .‬اآلن‪ ،‬أمتنى أن‬ ‫أتعل�م كي�ف أتقبل الخس�ارة فق�ط‪ .‬ألاّ أجرف‬ ‫أشخاصا ال ذنب لهم مع موجة غضبي‬ ‫بطريقي‬ ‫ً‬ ‫العارمة‪ .‬وأال أؤذي نفيس‪.‬‬ ‫‪-9-‬‬

‫تركت الكثري من حيايت السابقة هناك‪ .‬لكن أهم‬ ‫ما خلعته عىل الحدود كان الخوف‪ .‬ال ميكن ألي‬ ‫ش�خص أن يتخيل طع�م الحياة بال خوف دون‬ ‫أن يجربها‪ .‬متع ٌة من نوع مختلف‪.‬‬

‫‪- 10 -‬‬

‫أعش�ق فريوز ككثريين غريي‪ ،‬لكن ما ال أحتمل‬ ‫اس�تامعه من أغنياتها‪" :‬نس�م علين�ا الهوى"‪.‬‬ ‫أعت�دت أن أغنيه�ا "يا هوا خ�دين من بالدي"‪.‬‬ ‫اليوم أس�معها بشكل مختلف هنا‪ .‬أبيك بحرقة‬ ‫عىل كلامتها‪ .‬أكره الحنني الذي يدفعني للتعلق‬ ‫بأكرث األشياء التي أكرهها‪.‬‬ ‫‪- 11 -‬‬

‫ريا يف حيايت‪ .‬سقطت‪ ،‬تأملت‪ ،‬وبكيت‬ ‫تعرثت كث ً‬ ‫م�ن األمل‪ .‬لكنني نهضت وع�دت ألحارب‪ .‬اليوم‬ ‫ال أعل�م إذا م�ا كنت أمتل�ك الطاقة لالس�تمرار‪،‬‬ ‫للنه�وض‪ ،‬وإذا مازلت أريد فعالً القتال مجددًا‪.‬‬ ‫"متعب�ة"‪ ،‬بعد عام‪ ،‬هذا ه�و الوصف األدق لـ‬ ‫"حيايت"‪.‬‬

Auf Deutsch

Dezember - Januar • 2017 ‫ كانون األول والثاني‬- 13 ‫ العدد‬- ‫السنة الثانية‬

Der Fluch des fremden Namens Von Reem Rashdan

ie kann ich es akzeptieren, nach all den Jahren plötzlich mit einem neuen Namen gerufen zu werden? Mit diesem Problem sind viele Geflüchtete konfrontiert, die neu nach Europa gelangt sind. Ist es nicht schwierig genug, eine fremde Sprache, fremde Orte, eine unbekannte Kultur und Gebräuche zu erleben, ohne dass man auch noch fremde Namen und Familiennamen verpasst bekommt? Als wir ankamen und zum ersten Mal unsere Namen in lateinischen Buchstaben schreiben sollten, schrieben wir sie, wie sie auf Englisch ausgesprochen werden, ohne dabei zu berücksichtigen, dass die Aussprache mancher Buchstaben sich im Englischen und Deutschen stark unterscheidet. Dadurch bekamen viele von uns neue Namen, mit denen wir nun leben müssen, solange wir hier sind. So haben wir nicht nur unsere Heimat und unsere Identität verloren, sondern auch unsere Namen. Wir sind hier Geflüchtete in einer seltsamen Realität, in der man sich nicht dafür interessiert, wie viel Mühe sich unsere Eltern gegeben hatten, diese Namen auszuwählen. Als ob die ewigen Flüche, die unsere Namen tragen, nicht genug sind. Man erwartet von Said, dem Glücklichen, dass er immer lächelt, und von Hanan, der Liebevollen, dass sie in ihrem Herzen genug Raum hat, um noch einen weiteren Verlust zu ertragen! Unsere Namen, die viel zu unserer Persönlichkeit beitragen, sind wie kleine Gefängnisse, an deren Grenzen wir gewöhnt sind. Aber die Fremde hat sie sich ähnlich werden lassen, weder stark noch schwach. Es bleibt nur eine große Verlorenheit und die Suche nach einem neuen Ich,

das die Geschichte des neuen Namens erzählt. Aus meinem Sohn Hamza wurde in der Schule und bei seinen Freunden „Hamtza“. Mein Mitschüler im Sprachkurs, ein gestandener Mann, wurde von Djouwdat zu „Yodat“. Die angesehene Familie Nadjar wurde zu „Nayar“

will hier nur eine nennen: Bis heute erinnere ich mich daran, wie der deutsche Arzt, als ich für eine Schwangere in der Erstaufnahme dolmetschte, der Frau sagte, dass sie eine gesunde Tochter bekommen würde. Er fragte sie, wie sie das Mädchen nennen wolle, und sie sagte „Sham“ (der umgangssprachliche Name von Damaskus bzw. der Region,

und fragte: „Wie heißt du?“, da antwortete sie mir: „Yudi Nayar.“ „Mmmh“ sagte ich, „Nadjar ist also dein Familienname, aber dein Vorname?“ Sie antwortete: „Djoudi.“ Dann fügte sie schnell hinzu: „Aber hier nennen mich alle Yudi.“ Ich nahm ihre kleine Hand, küsste sie auf die Wange und sagte zu ihr: „Gib deinen Namen nicht auf. Dein

bleiben wir immer Freunde, so wie unsere Namen bleiben, und es soll sich nichts daran ändern.“ Auch Sikra, die berühmte tunesische Sängerin, wusste nicht, dass sich unter dem Vorwand der Integration alles ändern kann, als sie sang: „Die Namen bleiben, nur die Herzen haben sich geändert.“ Erinnert ihr euch an Djoudi? Ich traf sie das nächste

und der schöne junge Mann mit dem passenden Namen Wassim, der Gutaussehende, wurde kurzerhand zu „Vassim“. Also, keine Ausnahmen! Aala und Ala sind vor dem deutschen Gesetz gleich und werden auch gleich ausgesprochen. Die Bedeutungen der Namen füllen ganze Geschichten, für die der Raum nicht ausreichen würde, wollte ich sie erzählen. Ich

die Syrien, Libanon, Palästina und Jordanien einschließt, Anm. d. Red.). Der Arzt blickte sehr verwundert. Wenn man aber die Bedeutung des Wortes im Deutschen kennt, ist man über seine Reaktion nicht mehr verwundert. Lasst mich von „Yudi Nayar“ erzählen, einem hübschen fünfjährigen Mädchen mit strahlenden Augen. Als ich sie zum ersten Mal traf

Name ist Djoudi, sie können ihn hier nur nicht aussprechen“. Leider verlieren die Namen in der Fremde ihre ursprüngliche Bedeutung. Das ist manchmal so ironisch wie der Fall eines Atheisten, dem das Schicksal den Namen Abdallah, also „Diener Gottes“, gegeben hat. Ich lachte, als ich mich an den Satz erinnerte, den wir als Kinder in Poesiealben schrieben: „Hoffentlich

Mal im Jobcenter, wo sie zusammen mit ihrer Mutter und ihrer Schwester wartete. Nach ein paar Minuten wurde ihr Name gerufen: „Yudi Nayar.“ Djoudi kam in dem Moment ganz ruhig auf mich zu, küsste mich und sagte: „Mein Name ist Djoudi, sie können ihn hier nur nicht aussprechen.“ Diese Artikelserie wird in Kooperation mit WDRforyou übersetzt und veröffentlicht.

‫ أبواب‬ABWAB www.abwab.eu | CHEFREDAKTEUR Ramy Al-Asheq alasheq@abwab.de | REDAKTION info@abwab.de | REDAKTEURIN FRAUENSEITEN Walaa Kharmanda | REDAKTEURIN DEUTSCHE SEITEN Lilian Pithan | WEBSITE Souad Abbas | LAYOUT Ramia Attoum ramiaatoum@gmail.com | VERLEGER New German Media Ltd – Unit 5 Cavendish House - 369-391 Burnt Oak Broadway - Edgware HA8 5AW UK info@neweuropeanmedia.com | DISTRIBUTION distribution@abwab.de | WERBUNG nhd consulting GmbH +49 69 904 75410 marketing@nhd-consulting.com

Dezember - Januar • 2017 ‫ كانون األول والثاني‬- 13 ‫ العدد‬- ‫السنة الثانية‬

Auf Deutsch

Was vom Familiennachzug geblieben ist Von Fady Jomar, Lyriker „Jetzt endlich kann ich den Familiennachzug beantragen.“ Das war das Erste, was mir in den Sinn kam, als die Mädchen im Zimmer riefen: „Komm, steh auf, du hast die Aufenthaltserlaubnis bekommen!“ Ein ganzes Jahr hatte ich auf dieses Papier gewartet: ein Jahr, in dem ich die Bombenangriffe auf Aleppo gezählt habe, in dem ich über die Bilder der zerstörten Häuser strich wie eine werdende Mutter über ihren Bauch. Ich spürte die Einschläge der Bomben wie das Strampeln eines Fötus in der Gebärmutter. Ich hörte die Schreie der Menschen und den Lärm der einstürzenden Häuser, hörte die Frequenz des Herzens meines Kindes und meines eigenen. Wie konnte es auch anders sein, wenn mein einziger Sohn dort feststeckte? Ein ganzes Jahr, in dem ich mir die Augenlider mit den Händen zuhalten musste, damit ich schlafen konnte. Ich fürchtete mich vor jeder neuen Nachricht aus Aleppo. Gleichzeitig war ich süchtig nach diesen Informationen und Hinweisen, auf die zu warten quälend und die zu erhalten schmerzhaft war. Ich erinnere mich an jede Welle und jeden Schritt auf dem Weg zur „Sicherheit“, als hätte ich an zwei langen Seilen gezogen, die in Aleppo endeten: eines in der Hand meines Mannes und eines in der Hand meines einzigen Sohnes. Wie drei Ertrinkende zwischen Zerstörung und Hoffnung, wenn jeder denkt, der andere sei sein Retter. Ich versuche, nicht an den Moment zu denken, wo eines dieser Seile gerissen ist. Der Moment, in dem die ganze Bedrückung und Furcht in dem einen Satz zusammentrafen: „Er wurde gestern bei einem Angriff getötet.“ In diesem Moment waren meine Muttergefühle stärker als alles andere. Ich ignorierte die Nachricht, als ob nichts passiert sei, und antwortete nur: „Und mein Sohn?“ Erleichtert atmete ich auf: „Gott hat ihn

beschützt.“ Mein Mann starb, als ich in Wien war. Wie kann man in einer Stadt wie Wien einen Luftangriff als Todesursache akzeptieren? In dieser Stadt war der Widerspruch zwischen dem, was ich sah, und dem, woran ich dachte, abgrundtief. Er ähnelte dem Widerspruch zwischen dem, was ich meinem zehnjährigen Sohn sagte, der in der Hölle Aleppos gefangen war, und dem, was ich über meine gemarterte Stadt hörte. Verzweiflung und Hilflosigkeit überwältigten mich. Ich hatte meinen Lebenspartner verloren und mein Sohn irrte heimatlos in den Ruinen einer zerstörten Nachbarschaft herum, in einer Stadt, die jeden Tag zahlreiche neue Tote gebar. Manchmal gab es tagelang keine Nachricht aus Aleppo, das vom Hunger und den Schrecken der Belagerung zerfressen wurde. Würde ich zurückkehren, um meinen Sohn zu retten? Doch wie kann eine Mutter ihren einzigen Sohn vor Luftangriffen retten, außer indem sie ihn an einen Ort bringt, an dem es keine Luftangriffe gibt? Wir müssen den Weg weitergehen, auf dem es keine Hoffnung für ihn oder mich gibt. Die Hoffnung besteht allein darin weiterzugehen. Ich beschloss, nicht aufzugeben, und kam mit dem einzigen mir verbliebenen Seil wie mit einer Rettungsleine in Deutschland an. Dort begann das qualvolle Warten. Ein ganzes Jahr, in dem ich mit meinem Mobiltelefon lebte, aus dem schmerzhafte Nachrichten kamen, und mit dem Briefkasten, in dem ich nur Enttäuschungen fand. Während dieses Jahres beobachtete ich, wie ich mich in eine egoistische, hartherzige Person verwandelte. Die Namen der anderen Opfer ignorierte ich. Außer dem Namen meines Sohnes hatte nichts eine Bedeutung für mich. „Steh auf, steh auf, deine Aufenthaltsgenehmigung ist

gekommen.“ Die Stimmen der Mädchen aus der Gemeinschaftswohnung erklangen wie ein Jubeltrillern, denn meine Geschichte war die bekannteste auf der ganzen Etage. Wenn ich mit meinem Sohn über Skype sprechen konnte, war es eine Freude für alle. Sie teilten meine Liebe und Sehnsucht, aber meine Rettungsleine teilte ich nicht mit ihnen, sie gehörte nur mir. Meine Hände zitterten, als ich das Schreiben öffnete. Ich wusste nicht, was es enthielt, obwohl der Absender keinen Raum für Zweifel ließ. Aber die Enttäuschungen, die der Briefkasten immer wieder aufs Neue vor mir ausbreitete, hinderten mich daran, diesem Brief zu vertrauen. Die Aufenthaltserlaubnis wurde unter den Mädchen herumgereicht wie ein Hennateller bei einer Hochzeit auf dem Land. Doch das Licht in ihren Augen erlosch, als sie weiterlasen. Endlich wagte es eine von ihnen, mir zu sagen, dass mir nur Schutz für die Dauer eines Jahres zugestanden wurde und kein vollständiges Asyl. Die Rettungsleine glitt mir aus der Hand und legte sich um meinen Hals. Schutz für ein Jahr bedeutete, dass ich den Familiennachzug erst

nach drei Jahren würde beantragen können. Drei Jahre würden aus meinem Sohn einen Kämpfer machen, wenn er bis dahin nicht getötet worden wäre. Ich brach auf meinem Stuhl zusammen, konnte weder weinen noch schreien noch atmen. Die Stimmen der Mädchen hörte ich wie aus der Ferne: „Hab Geduld, morgen kannst du Widerspruch einlegen. Hab keine Angst, Gott ist gnädig!“ Ich konnte die ganze Nacht nicht schlafen. Mit dem ersten Sonnenstrahl begann ich, einen Anwalt zu suchen, um Widerspruch einzulegen. Damit begann mein Leidensweg. Vier Wochen verbrachte ich in den Warteräumen der Behörden. Die Beamten kannten mein Gesicht und meine Geschichte. Sie begannen, mich nach meinem Sohn zu fragen. Manchmal bedauerten sie, dass die Behördenvorgänge so lange dauerten, und rieten mir, Geduld zu haben. Am Ende der vierten Woche überwältigte mich ein schreckliches Gefühl. Ich mied mein Mobiltelefon, um vor den Nachrichten zu fliehen. Eine ganze Stunde lang ignorierte ich es. Doch am Ende bezwang mich das Seil in meiner Hand, ich konnte mich nicht mehr zu-

rückhalten und begann wieder, die Nachrichten zu lesen. Ich fühlte mich dem Ersticken nahe: „Schwerer Angriff auf unsere Straße in Aleppo und keine weiteren Einzelheiten.“ Am nächsten Morgen stand ich im Schlafanzug vor dem nächsten Kopierladen und wartete darauf, dass er geöffnet werde. Der Besitzer kam freundlich lächelnd auf mich zu: „Guten Morgen.“ Ich sagte zu ihm: „Ich möchte ein Foto kopieren.“ Mein rauer Ton ließ ihn zurückschrecken, bis er das Foto sah, das ich kopieren wollte. Da verschlug es ihm die Stimme. Ich stürmte in das Büro des Leiters der Ausländerbehörde. Nichts hätte ihn daran hindern können, den Sicherheitsdienst zu rufen – außer dem Umstand, dass er meine Geschichte kannte. „Ich brauchte eine Aufenthaltserlaubnis für drei Jahre, um meinen Sohn in die Arme zu schließen, aber ich habe nur ein Jahr bekommen. Erlaubt euer Gesetz es mir wenigstens, seine sterblichen Überreste in dieses Land zu bringen?“ Diese Artikelserie wird in Kooperation mit WDRforyou übersetzt und veröffentlicht.