Abwab issue 22_October 2017

Page 1

‫‪ABWAB‬‬

‫‪Geschichten‬‬ ‫‪von syrischen Morgen‬‬ ‫‪" Das Leben der Europäer hatte niemals‬‬ ‫‪irgendwelche Berührungspunkte mit unserem‬‬ ‫‪Leben als Syrer, bis wir plötzlich auf den‬‬ ‫‪Fernsehbildschirmen und in den Nachrichten‬‬ ‫" ‪auftauchten und Teil ihres Lebens wurden‬‬

‫‪Die Frage der‬‬ ‫‪Zukunft‬‬ ‫‪seite 23‬‬

‫المساهمون‪:‬‬ ‫الخضر شودار‪ ،‬أحمد الرفاعي‪ ،‬أسامة اسماعيل‪ ،‬تمام النبواني‪ ،‬توماس هاينه ‪Heyne‬‬ ‫‪ ،Thomas‬جبر الشوفي‪،‬‬ ‫‪ENYEH SAMOHT‬‬ ‫جالل محمد أمين‪ ،‬خولة دنيا‪ ،‬ديار حاجي‪ ،‬رعد أطلي‪ ،‬ريتا باريش‪ ،‬ريما القاق‪ ،‬زينة قنواتي‪ ،‬سرى الدين‪ ،‬سلمى الدمشقي‪،‬‬

‫أول صحيفة عربية في ألمانيا‬

‫‪www.abwab.eu | info@abwab.de | facebook.com/abwab.de‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول ‪2017‬‬

‫‪Jahrgang II - Ausgabe 22 - Oktober 2017‬‬

‫سياسية ‪ -‬ثقافية ‪ -‬مجتمعية ‪ -‬شهرية ‪ -‬مستقلة ‪ -‬توزع مجانًا‬

‫‪Die erste bundesweite Zeitung in arabischer Sprache - kostenlos‬‬

‫طارق فكري‪ ،‬عبود سعيد‪ ،‬علياء أحمد‪ ،‬فراس عالوي‪ ،‬مازن أكثم سليمان‪ ،‬محمد داوود‪ ،‬محمد صوافته‪ ،‬مصطفى الولي‪،‬‬ ‫مكسيم عيسى‪ ،‬مها حسن‪ ،‬موسى الزعيم‪ ،‬ميديا داغستاني‪ ،‬الجمعية األلمانية السورية للبحث العلمي‪ ،‬مجموعة‬ ‫‪Make it German‬‬ ‫مهارة للترجمة ‪Mahara-Kollektiv‬‬ ‫‪.NAMREG‬‬ ‫‪ ،VITKELLOK-ARAHAM‬منظمة ‪TI EKAM‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪ :‬أسامة اسماعيل اإلخراج الفني‪ :‬طارق شيخ سليمان رئيسة التحرير‪ :‬سعاد عباس‬

‫يف الصورة‪ :‬من اليمني دميا أورشو مع نوريا ريال يف عرض "أم ‪ - "Mutter /‬تصوير‪ :‬معن موصيل‬

‫سعاد عباس‬ ‫رئيسة التحرير‬

‫المحكومون‬ ‫بالخوف‬ ‫ال تتناول هذه األسطر مبارش ًة الحدث األهم مؤخرا ً يف‬ ‫أملانيا؛ االنتخابات‪ ،‬وال وجهها األسوأ املتمثل بصعود اليمني‪،‬‬ ‫وال املجزرة املر ّوعة التي وقعت يف الس فيغاس‪ ،‬لكنها‬ ‫تالمس جذر هذه املواضيع جميعاً‪ :‬الخوف‪.‬‬ ‫الخوف من اإلرهاب‪ ،‬ومن االتهام باإلرهاب‪ ،‬ومن‬ ‫العنرصية واالتهام بالعنرصية‪ ،‬من الفقر ومن نظام‬ ‫املساعدات االجتامعية‪ ،‬من املنافسة االقتصادية‪ ،‬ومن‬ ‫القلق عىل املستقبل‪ .‬الخوف اليومي من غريب يقطن‬ ‫الشقة املقابلة‪ ،‬من عنرصي عابر‪ ،‬ومن أسمر ملتحي‪ .‬رمبا‬ ‫اليشء يجمع بني املهاجر وبني األملاين بقدر ما تجمعهام‬ ‫رشاكة الخوف‪ ،‬هذا الشعور الذي يطال البرش كافّة عىل‬ ‫اختالفاتهم‪.‬‬ ‫غالباً ما يستدعي الخوف وجود عدو‪ ،‬ورغم أن األسلم‬ ‫يف هذه الحال معرفة العدو‪ ،‬غري أ ّن الخطر يكمن‬ ‫يف إمكانية االنزالق بسهولة يف دوامة السياسة‬ ‫والربوباغاندا التي تحول املهاجر إىل إرهايب‬ ‫واملواطن إىل عنرصي‪ ،‬فيسقط الطرفان يف الصور‬ ‫النمطية املك ّرسة واستسهال تب ّني آراء معلّبة جاهزة‬ ‫تع ّزز الجهل‪ ،‬بدالً من محاولة التعرف عىل اآلخر‬ ‫ٍ‬ ‫عداوات‬ ‫فعالً‪ .‬هكذا تستحيل املنافسات السياسية‬ ‫وهمية عىل األرض تستغلها مختلف القوى والتيارات‬ ‫لتعديل حظوطها ونتائجها االنتخابية‪.‬‬ ‫بديهي أن نسبة "األجانب" مهام بلغت بعد موجات‬ ‫الالجئني األخرية ماتزال نسبة ضئيلة‪ ،‬فال ميكن أن تهدّد‬ ‫تغي الوجه الحضاري للبالد‬ ‫أمن املجتمع األملاين‪ ،‬وال أن ّ‬ ‫أو تخلخل ما يس ّمى "الثقافة الرائدة"‪ .‬ومخاطر اإلرهاب‬ ‫محدودة‪ ،‬أقلّه ليست بالقدر الذي ير ّوجه اإلعالم‪.‬‬ ‫من جه ٍة أخرى‪ ،‬رمبا يكون بني ناخبي حزب "البديل"‬ ‫هذا العام مواطنون تظاهروا قبل أعوامٍ لفتح الحدود أمام‬ ‫الالجئني واستقبلوهم بالهدايا والقلوب املتعاطفة‪ .‬بينهم‬ ‫العامل‪ ،‬الطالب‪ ،‬املتقاعد‪ ،‬األم العزباء‪ ،‬املوظف‪ ..‬هؤالء‬ ‫املتشابهون يف موافقهم‪ ،‬بغض النظر عن انتامءاتهم‬ ‫السياسية‪ ،‬كام جمعتهم حينها "ثقافة الرتحيب" جمعهم‬ ‫اآلن الشك والخوف أيضاً‪ ،‬ليس فقط تجاه اآلخر الغريب‬ ‫وإمنا تجاه أداء الحكومة واألحزاب التقليدية التي‬ ‫خذلتهم‪ ،‬ومل تقدم سياسات تخفف من قلقهم إزاء ظاهرة‬ ‫اللجوء‪ ،‬التي غزت عناوين الصحف والشوارع وباتت عبئاً‬ ‫عىل دافعي الرضائب‪.‬‬ ‫بالطبع ال ميكن قبول االنزالق نحو التط ّرف‪ ،‬لكن ردود‬ ‫األفعال األولية تشري إىل أن املواطن الغريب الخائف عىل‬ ‫دميقراطيته وأمنه واقتصاده وتعدديته والغارق يف اآلن‬ ‫ذاته يف هموم حياته اليومية‪ ،‬يشارك املهاجر قلقه من‬ ‫نتائج االنتخابات‪ ،‬ففي النهاية ليس كالهام سوى بيادق‬ ‫يستثمرها كل اتجاه سيايس عىل حساب اآلخر‪.‬‬

‫ديما‬

‫أورشو‪..‬‬

‫نريد إبراز ما قدمته الحضارة التي ينتمي إليها هؤالء القادمون الجدد‪ ،‬وما‬ ‫يمكنها إضافته للحضارة الألوروبية‪ .‬وخصوصاً أن موسيقانا الشرقية متواصلة‬ ‫كثير ًا مع الموسيقا األوروبية القديمة صفحة ‪20‬‬ ‫غونتر غراس‬ ‫يعتبر واحد ًا من أهم الروائيين العالميين في حقبة ما بعد‬ ‫الحرب العالمية الثانية‪ ،‬ولد في مدينة داينتسيغ األلمانية في‬ ‫العام ‪ ،1927‬وتوفي في العام ‪ 2015‬في مدينة لوبيك شمال‬ ‫ألمانيا‪ ،‬حيث قضى سنواته األخيرة‪.‬‬

‫صفحة ‪15‬‬

‫‪02‬‬ ‫‪06‬‬

‫مع أليس مفرج‬ ‫بين اللجوء في ألمانيا ومتطلبات العمل السياسي‬

‫‪10‬‬

‫أليس هي سياسية سورية لمع اسمها في األوساط السورية‬ ‫بعد اختيارها كنائب لرئيس الوفد التفاوضي للمعارضة‬ ‫السورية في جنيف‪.‬‬ ‫هل تمت مطالبتها بضرورات االندماج التي تفرض على جميع‬ ‫الالجئين من لغة وسكن وعالقات مع المجتمع المحلي؟‬

‫‪18‬‬

‫صفحة ‪11‬‬

‫قراءة في نتائج االنتخابات األلمانية‪..‬مخاوف‬ ‫الالجئين بعد صعود اليمين‬

‫متى وكيف يستطيع الالجئ االعتراض على‬ ‫القرارات اإلدارية في ألمانيا‬

‫ابنتي وأنا وأنغيال ميركل‬

‫خولة دنيا‪:‬‬ ‫أن تكون الجئاً تسكن العالم االفتراضي‬


‫‪202‬‬

‫باب ألمانيا‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 21‬أيلول ‪September • 2017‬‬ ‫الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول ‪Oktober • 2017‬‬ ‫السنة‪2017‬‬ ‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول‬

‫‪32.9%‬‬ ‫االتحاد المسيحي‬

‫‪20.5%‬‬

‫الحزب االشتراكي الديمقراطي‬

‫‪12.6%‬‬ ‫البديل أللمانيا‬

‫باب ألمانيا‬

‫‪10.7%‬‬ ‫الحزب الديمقراطي الحر‬

‫‪9.2%‬‬ ‫اليسار‬

‫‪8.2%‬‬ ‫الخضر‬

‫احتماليات التحالف الجديد لحكم ألمانيا‬ ‫رعد أطلي‬ ‫ناشط سياسي سوري‬ ‫لن يكون الرابع والعرشون من أيلول‪/‬سبتمرب‬ ‫الفائت يوماً عادياً يف تاريخ أملانيا‪ ،‬بسبب‬ ‫نتائج االنتخابات التي ُوصفَت من قبل وسائل‬ ‫إعالمية عدة بأنها مبثابة زلزال أملّ بأملانيا‬ ‫عىل مستوى السياسة واملجتمع األملاين‪،‬‬ ‫ويتمثل ذلك الزلزال بنقطتني‪ ،‬األوىل‪ :‬خسارة‬ ‫األحزاب الكربى العديد من الناخبني لصالح‬ ‫األحزاب الصغرية‪ .‬والثانية فوز حزب مييني‬ ‫متطرف يُتهم بأنه نازي التوجه والطروحات‪،‬‬ ‫ليكون أقوى تلك األحزاب بعد الحزبني‬ ‫التقليدين‪ ،‬املسيحي الدميقراطي واالشرتايك‬ ‫الدميقراطي‪.‬‬

‫مباشر ًة بعد نهاية االنتخابات‪ ،‬حزب‬ ‫ميركل يواجه المهمة األصعب‬ ‫بعد أن اتجه الحليف السابق ملريكل "الحزب‬ ‫االشرتايك" إىل صفوف املعارضة‪ ،‬إثر نتيج ٍة‬ ‫هي األضعف بتاريخه بعد الحرب‪ ،‬أصبح االتحاد‬ ‫املسيحي الدميقراطي مجربا ً عىل تشكيل تحالف‬ ‫مع حزبني آخرين لتشكيل الحكومة‪ .‬وترفض‬ ‫جميع األحزاب التحالف مع حزب البديل‪ ،‬بينام‬ ‫يُستبعد متاماً دخول اليسار يف تحالف مع االتحاد‬ ‫املسيحي‪ ،‬وبذلك يبقى الخيار بتشكيل ما ُس ّمي‬ ‫بتحالف جامايكا نسب ًة أللوان األحزاب الثالثة‬ ‫"األسود‪ ،‬األصفر‪ ،‬األخرض"‪ ،‬وهو التحالف األكرث‬ ‫ترجيحاً يف حال تشكلت حكومة ائتالفية بني‬ ‫الليرباليني واالتحاد املسيحي والخرض‪ .‬وتجدر‬ ‫اإلشارة إىل أن الحكومات االئتالفية تكون عاد ًة‬ ‫بعيدة عن منوذج الحكومات القوية‪ ،‬ألنها قامئة‬ ‫أساساً عىل تنازالت أطر ٍ‬ ‫اف عدة‪ ،‬ومن السهل‬ ‫تفككها الختالف توجهاتها‪.‬‬ ‫من السهل تحالف الليرباليني مع املسيحي‪ ‬الدميقراطي‬ ‫رغم اختالف الربامج االنتخابية‪ ،‬حيث توجد توافقات‬ ‫حول األمن واالقتصاد وملف الهجرة واللجوء‪ .‬بينام‬

‫يصعب ذلك مع الخرض‪ ،‬إذ رصح زعيم الخرض جيم‬ ‫ازدمري بأن حامية البيئة تأيت يف مقدمة أولويات‬ ‫الحزب يف مفاوضات املشاركة يف الحكومة‪ .‬وحول‬ ‫ملف الهجرة يختلف االتحاد املسيحي عن الخرض‬ ‫يف موضوع رئييس متمثل بالوجه الثقايف ألملانيا؛‬ ‫ففي حني يفضل االتحاد املسيحي الدميقراطي مبدأ‬ ‫الثقافة الرائدة‪ ،‬وما قد يتبعه من تضييق عىل الحريات‬ ‫الشخصية لبعض الجامعات املهاجرة‪ ،‬يرص حزب‬ ‫الخرض عىل مبدأ التعددية الثقافية‪.‬‬ ‫ويبدو الخالف أكرب بني حزيب الخرض واالتحاد‬ ‫املسيحي االجتامعي (وهو الشقيق البافاري‬ ‫للحزب الدميقراطي املسيحي)‪ .‬حيث كان قياديون‬ ‫يف الحزب االجتامعي قد طالبوا رئيسه بالتخيل‬ ‫عن التحالف التاريخي مع الحزب الدميقراطي‬ ‫املسيحي‪ ،‬إثر هزميته يف االنتخابات يف والية‬ ‫بافاريا التي ينشط فيها‪ ،‬لصالح حزب البديل‪،‬‬ ‫والذي ارتفعت نسبته يف الوالية من الصفر تقريباً‬ ‫لتتجاوز ‪ .12%‬علامً أن الحملة ضد التحالف مع‬ ‫حزب مريكل قد بدأت قبل االنتخابات‪ ،‬نتيجة‬ ‫ملفات عديدة يف مقدمتها سياسة الباب املفتوح‬ ‫أمام الالجئني‪.‬‬

‫وحول مفاوضات الحكومة االئتالفية أعلن زعيم‬ ‫الحزب املسيحي االجتامعي هورست زيهوفر‪ ،‬أنه لن‬ ‫يتحالف مع الخرض الذي يطالب بالتعددية الثقافية‬ ‫مقابل إرصار االجتامعي املسيحي عىل الثقافة‬ ‫الرائدة‪ ،‬يف الوقت نفسه لو تشكل ذلك التحالف‬ ‫سيكون الحزب االجتامعي يف املرتبة األخرية بني‬ ‫الحلفاء األربعة يف الحكومة‪ ،‬وعىل الرغم من نسبته‬ ‫الضئيلة من األصوات واملقاعد يف الربملان والتي تبلغ‬ ‫‪ ،6,2%‬فإن الحزب االجتامعي املسيحي ميكنه أن‬ ‫يشكل عائقاً يف وجه حكومة ائتالفية بني االتحاد‬ ‫املسيحي والليرباليني والخرض‪ ،‬حيث لن تتخطى‬ ‫األحزاب الثالثة نسبة الـ ‪ 50%‬الالزمة لتشكيل‬ ‫حكومة يف حال تفكك تحالف االتحاد املسيحي‪.‬‬

‫تأثير تحالف األحزاب الثالثة على‬ ‫المهاجرين والالجئين في ألمانيا‬ ‫سيكون التأثري إيجابياً‪ ،‬رغم أنه قد يحدد الهجرة‬ ‫أكرث‪ ،‬وهو ما بدأ بخطوات عملية قبل االنتخابات‪،‬‬ ‫كترسيع عمليات الرتحيل ومنح اإلقامة لسنة واحدة‬ ‫فقط عىل أساس الحامية الدولية ملعظم الالجئني‪،‬‬ ‫ولكنه قد يرسع عمليات إدماج الالجئني يف‬ ‫سوق العمل األملاين‪ ،‬بحسب الربنامج االنتخايب‬

‫لليرباليني الذي يتوافق مع الخرض ونوعاً ما مع‬ ‫الدميقراطي املسيحي‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى فإن توجه الحزب االشرتايك إىل‬ ‫املعارضة يصب يف صالح الالجئني واملهاجرين‬ ‫واملجتمع األملاين عموماً‪ ،‬حيث سيمنع حزب البديل‬ ‫من تزعم املعارضة يف الربملان‪ .‬ومع وجود تحالف‬ ‫جامايكا يف الحكم والحزب االشرتايك الدميقراطي‬ ‫يف املعارضة إىل جانب اليسار‪ ،‬قد يرى قانون‬ ‫الهجرة النور كخطوة توافقية بني أحزاب التحالف‬ ‫أوالً‪ ،‬وبني الحكومة واملعارضة ثانياً‪.‬‬

‫احتمال ضعيف قد يودي بكل االحتماالت‬ ‫السابقة إلى الهاوية‬ ‫وهو تخيل الحزب االجتامعي املسيحي عن االتحاد‬ ‫املسيحي‪ ،‬سيتسبب بشبه استحالة تشكيل حكومة‪،‬‬ ‫وبالتايل الذهاب النتخابات مبكرة‪ ،‬أو يؤدي أيضاً‬ ‫وهو احتامل أضعف إىل توجه الحزب االجتامعي‬ ‫املسيحي للمعارضة‪ ،‬وقد يلتقي يف بعض امللفات‬ ‫حول الالجئني والثقافة الرائدة مع البديل ألملانيا‪،‬‬ ‫ليشكال منافساً ضخامً للحكومة‪ ،‬مع وجود الحزب‬ ‫االشرتايك الرئييس يف املعارضة اليوم‪.‬‬

‫قراءة في نتائج االنتخابات األلمانية‬

‫مخاوف الالجئين بعد صعود اليمين‬

‫مكسيم العيسى ـ أبواب‬ ‫صحفي سوري مقيم في ألمانيا منذ‬ ‫عام ‪2003‬‬ ‫كان أمرا ً محسوماً متكن حزب البديل من أجل أملانيا‬ ‫(‪ )Alternative für Deutschland\AFD‬من‬ ‫تجاوز عتبة الـ‪ 5% ‬التي تفتح له أبواب البوندستاغ‬ ‫(الربملان األملاين) يف االنتخابات االتحادية التي‬ ‫جرت أواخر الشهر املايض‪ ،‬وذلك بعد دخوله‬ ‫الربملانات املحلية يف أغلب الواليات‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫حزب مييني متطرف شعبوي بنسبة ‪12,6%‬‬ ‫دخول ٍ‬ ‫من أصوات الناخبني‪ ،‬وألول مرة إىل الربملان األملاين‬ ‫اعتربه كثريون سابقة تاريخية يف ميدان السياسة‬ ‫األملانية‪ ،‬خصوصاً أنه ترافق بخسارة الحزبني‬ ‫الكبريين االتحاد املسيحي الدميقراطي (‪Christlich‬‬ ‫\‪Demokratische Union Deutschlands‬‬ ‫‪ )CDUU‬واالشرتايك الدميقراطي (�‪Die Sozial‬‬ ‫‪)demokratische Partei Deutschlands\SPD‬‬

‫‪ ‬أسباب صعود اليمين‪:‬‬ ‫‪ ‬ساهمت عوامل كثرية يف تحقيق حزب البديل‬ ‫ألجل أملانيا هدفه يف الجلوس تحت قبة الربملان‬ ‫االتحادي منها‪:‬‬ ‫ •خسارة االتحاد املسيحي الدميقراطي\‪CDU‬‬ ‫بنسبة التقل عن ‪ 5%‬بحسب استطالعات الرأي‬ ‫التي جرت قبل االنتخابات بعدة أيام‪ ،‬حيث‬ ‫حصل الحزب البديل\‪ AFD‬عىل ما ال يقل عن‬ ‫مليون صوت فقط من حزب مريكل‪.‬‬ ‫ •الهزمية التاريخية التي مني بها الحزب‬ ‫االشرتايك الدميقراطي\‪ SPD‬بحصوله عىل‬ ‫‪ 20,5%‬من األصوات‪ ،‬فحصد البديل نحو نصف‬ ‫مليون صوت من هذه الهزمية لصالحه‪.‬‬ ‫ •االستياء وامللل الشعبي من حكومة االئتالف‬ ‫الكبري التي حكمت أملانيا لدورات متتالية‪ ،‬إضاف ًة‬ ‫إىل الحاجة املاسة لوجه جديد يف منصب‬ ‫املستشارية بدالً من أنغيال مريكل‪.‬‬ ‫ •موجة اللجوء التي اجتاحت أملانيا عام ‪،2015‬‬ ‫ووصول ما اليقل عن مليون الجئ‪ ،‬استغلها‬ ‫البديل\‪ AFD‬لصالحه مستفيدا ً من بعض‬ ‫األحداث التي تعرضت لها أملانيا‪ ،‬كحادثة الدهس‬ ‫يف برلني وغريها‪.‬‬ ‫ •االستفادة من أصوات الواليات الرشقية (املعقل‬ ‫األسايس لليمني املتطرف) وخصوصا الريف‬

‫الرشقي‪ ،‬بعد تأسيس منظمة بيغيدا املناهضة‬ ‫لالجئني‪ ،‬فهناك بلدات وقرى مل يصلها الالجئون‬ ‫بتاتاً ومل يحدث فيها احتكاك بني األملان‬ ‫والالجئني‪ ،‬وهذا ما استغله البديل بأن حذّر‬ ‫سكان تلك املناطق من خطر الالجئني ومن‬ ‫مساعي حكومة مريكل بفتح املجال ألسلمة أملانيا‬ ‫واستقبال الغرباء مبئات اآلالف‪.‬‬ ‫‪ ‬هذه العوامل وغريها جاءت ملصلحة البديل الذي‬ ‫استغلها بشكل جيد‪ ،‬إضاف ًة إىل كسب األصوات التي‬ ‫امتنعت عن املشاركة يف الدورات السابقة أو من‬ ‫يسمون بـ (‪ )Nicht Wähler‬يف العرف االنتخايب‬ ‫األملاين‪.‬‬

‫اليمين المحاصر‪:‬‬ ‫مع إعالن نتائج االنتخابات االتحادية وفوز‬ ‫البديل\‪ AFD‬بأربعة وتسعني مقعدا ً يف الربملان‪،‬‬ ‫تبدو النتيجة مخيفة‪ ،‬لكن ذلك لن يصل لدرجة‬ ‫تغيري القرارات املتعلقة باللجوء‪ ،‬السيام بعد‬ ‫محارصته سياسياً بأن أعلن املرشح الرئييس‬ ‫للحزب االشرتايك الدميقراطي\‪ SPD‬مارتن‬ ‫شولتز‪ ،‬عدم استعداد حزبه الدخول يف ائتالف‬ ‫كبري مع االتحاد الدميقراطي املسيحي وبذلك يكون‬ ‫قد أمن زعامة املعارضة قاطعاً الطريق أمام البديل‪.‬‬

‫الصدمة األخرى للبديل‪ ،‬كانت بإعالن زعيمته‬ ‫فراوكه بيرتي أثناء املؤمتر الصحفي فور إعالن‬ ‫نتائج االنتخابات‪ ،‬أنها لن تنضم لكتلة الحزب يف‬ ‫الربملان‪ ،‬األمر الذي وضع قيادة الحزب وقواعده‬ ‫ٍ‬ ‫إرباك شديد‪ ،‬لتعلن بيرتي عن تأسيس‬ ‫يف حالة‬ ‫حزب جديد باسم (حزب الزرق\‪)Die Blauen‬‬ ‫سيسعى لتشكيل كتلة برملانية جديدة تختلف عن‬ ‫حزب البديل وتتبع سياسة واقعية حسبام رصحت‪.‬‬

‫الحزب اليميني عرب طرح أفكا ٍر منطقية تعيد الثقة‬ ‫لالجئ‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ •رضورة االنخراط الرسيع يف مشاريع االندماج‬ ‫املقدمة من الحكومة‪ ،‬وتعلم اللغة وااللتزام‬ ‫بالقوانني الخاصة يف هذا املجال‪.‬‬ ‫ •السعي لدخول سوق العمل مام يسهل حصول‬ ‫الالجئ عىل الجنسية األملانية بعد ست سنوات‬ ‫من وصوله ألملانيا‪ ،‬وهذا سيفيد الحقاً يف‬ ‫العملية االنتخابية‪ ،‬إذ سيتمكن الالجئون‬ ‫أنفسهم ‪-‬بعد حصولهم عىل الجنسية‪ -‬من‬ ‫التصويت لصالح األحزاب التي تدعمهم‪.‬‬ ‫ •وضع خطط وبرامج للتواصل مع املواطنني‬ ‫األملان الذي مل يختلطوا بالالجئني‪ ،‬لتبديد‬ ‫مخاوف هؤالء الناس من األفكار التي ر ّوج لها‬ ‫حزب البديل وبعض التيارات اليمينة املتطرفة‪ .‬‬

‫مخاوف الالجئين والمساهمة في‬ ‫إسقاط اليمين‪:‬‬ ‫رسعان ما اشتعلت مواقع التواصل االجتامعي‬ ‫بعد فوز البديل مبقاعد يف الربملان‪ ،‬حيث عرب‬ ‫البعض عن نية العودة إىل بالدهم خوفاً من اليمني‬ ‫املتطرف‪ ،‬يف حني حاولت عدة مراكز ومنظامت‬ ‫تقدم الدعم واالستشارات لالجئني‪ ،‬التخفيف من‬ ‫هذه املخاوف والدعوة لسحب البساط من تحت‬

‫خالصة القول ‪..‬‬ ‫صعود اليمني املتطرف يف أملانيا يأيت يف إطار‬ ‫املوجة اليمينية التي تعصف بالعامل الغريب برمته‪،‬‬ ‫وخصوصاً الواليات املتحدة األمريكية‪ .‬ومن هنا‬ ‫تأيت رضورة اهتامم الالجئ بالحياة السياسية‬ ‫والرصاع االنتخايب يف أملانيا‪ ،‬يك يتكمن من امليض‬ ‫يف الطريق الصحيح الذي يحدد مستقبله يف هذه‬ ‫البالد‪ .‬‬

‫كام أن االتحاد الدميقراطي املسيحي لن يتحالف‬ ‫معه بأي شكل كان‪ ،‬ولعل السيناريو الوحيد‬ ‫املتبقى لتشكيل الحكومة املقبلة هو تحالف‬ ‫"جامايكا" مع حزيب الخرض والليربايل‪ .‬وبهذا‬ ‫يصبح البديل محارصا ً‪ ،‬فال تضمه الحكومة وال‬ ‫يتزعم املعارضة‪.‬‬


‫‪Oktober‬ةنسلاباب ألمانيا ‪033‬‬ ‫‪2017‬دع•لا ‪ -‬ةيناثلا‬ ‫األول ‪ 12‬د‬ ‫تشرينوليأ ‪-‬‬ ‫العدد‪ 7102- •22re‬ل‬ ‫الثانية‪bme-tp‬‬ ‫السنة ‪eS‬‬

‫باب ألمانيا‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول ‪2017‬‬

‫يشعر البعض من سكان واليات رشق أملانيا_ بغض النظر‬ ‫عن أعامرهم وجنسهم_ بالخوف والحزن الشديدين بسبب‬ ‫قيام الكثري من الناخبني حولهم باختيار حزب البديل من‬ ‫أجل أملانيا ‪AFD‬‬

‫رئيسة حزب البديل من أجل أملانيا قبل استقالتها من الحزب‪:‬‬ ‫املستحيل أصبح حقيقة‪ :‬أملانيا تعيش اآلن زلزاالً سياسياً ال‬ ‫ينىس‪ .‬فلنعالج ذلك!‬ ‫‪Das Unmögliche ist wahr geworden:‬‬

‫‪Es gibt viele Ostdeutsche jeden Alters und‬‬

‫‪erlebt ein unvegleichliches politisches‬‬

‫‪Geschlechts, die sind tieftraurig und haben‬‬ ‫‪Angst, dass so viele um sie rum AfD wählen.‬‬ ‫‪#BTW17‬‬

‫أعد الصفحة ‪ -‬أحمد الرفاعي‬

‫‪Erdbeben.‬‬

‫‪Annett Meiritz‬‬

‫‪Frauke Petry‬‬

‫!‪Packen wir es an‬‬

‫‪@ annmeiritz‬‬

‫‪@ FraukePetry‬‬

‫‪#TrauDichDeutschland #AfD #Btw17‬‬

‫مفاجئ‬

‫األلماني ضد الروسي في ستالينغراد‪..‬‬

‫هل تُصلح الرياضة ما أفسدته الحروب!‬ ‫أعرب حاكم مدينة "فولجوجراد"‬ ‫الروسية في آخر موسم رياضي قبل‬ ‫مونديال ‪ ،2018‬الذي ستستضيفه‬ ‫روسيا‪ ،‬عن رغبته في مشاهدة لقاء‬ ‫سالم بين ألمانيا‪ ،‬صاحبة لقب مونديال‬ ‫البرازيل ‪ ،2014‬وروسيا على أرض‬ ‫مدينة "ستالينجراد" القديمة‪ ،‬معتبر ًا‬ ‫كد‪:‬‬ ‫أن لهذه المباراة رمزية كبرى‪ ،‬وأ ّ‬ ‫"مباراة كهذه سوف تسعدنا جميعاً"‪،‬‬ ‫هذا ما قاله "أندريه بوشاروف" في‬ ‫خطاب جماهيري بمناسبة بدء أعمال‬ ‫بناء الستاد‪ ،‬الذي سيشهد جزءا من‬ ‫فعاليات المونديال‪ ،‬مشدد ًا على أن‬ ‫الفكرة ال تزال قائمة‪ :‬روسيا في‬ ‫مواجهة ألمانيا في مباراة كرة‬ ‫قدم‪ ،‬هناك في المكان نفسه الذي‬ ‫هاجم فيه الجيش األلماني قبل ‪75‬‬ ‫عاماً "ستالينجراد" المدينة‪ ،‬والتي‬ ‫مازال التاريخ يذكر لها بطولتها في‬ ‫واحدة من أشرس المعارك التي امتدت‬ ‫لشهور طويلة أثناء الحرب العالمية‬ ‫الثانية‪ ،‬وأسفرت عن سقوط ثالثة أرباع‬ ‫مليون قتيل‪.‬‬ ‫وكان "بوشاروف" قد أطلق مبادرته للمرة األوىل‬ ‫قبل عامني مبناسبة بناء الستاد الضخم املطل عىل‬ ‫نهر الفولجا‪ .‬ومل يتأخر ر ّد االتحاد األملاين لكرة‬ ‫القدم (‪ )DFB‬كالعادة‪ ،‬وأفصح عن حرصه وحذره‬ ‫الشديد تجاه مثل هذه الدعوات‪ .‬الحجة التي كانت‬ ‫وراء التحفّظ األملاين هي صعوبة تحديد موعد‬ ‫عىل جدول أعامل املنتخب األملاين‪ ،‬املمتلئ بسبب‬ ‫مواعيد املباريات التحضريية لصاحب اللقب‪ ،‬حيث‬ ‫من املفرتض أن يخوض مباريات مهمة يف مواجهة‬ ‫إسبانيا يف ‪ 23‬ويف مواجهة الربازيل يف ‪ 27‬آذار‪/‬‬ ‫مارس املقبل‪.‬‬

‫رغم صعوبة األمر‪ ،‬فيام من املرجح أن تكون اإلقامة‬ ‫يف سويش أو موسكو‪ ،‬حيث ستكون لكلٍ من‬ ‫"فولجوجراد" و"يكاترينبورج" و"سارانساك"‬ ‫أدوار ثانوية خالل البطولة‪ ،‬فال متلك أي من هذه‬ ‫املدن فريقاً يلعب يف الدوري املمتاز‪ ،‬وقد وقع‬ ‫االختيار عليها كمقرات الستضافة بعض املباريات‬ ‫ألسباب سياسية عىل األرجح‪.‬‬

‫رغم ذلك ال تزال إقامة مباراة ملنتخب أملانيا عىل‬ ‫استاد "الفولجوجراد" ممكنة ضمن فعاليات‬ ‫املونديال نفسه‪ ،‬حيث قال "بوشاروف"‪" :‬علينا‬ ‫انتظار نتيجة القرعة"‪ ،‬مؤكدا ً "نحن نرحب‬ ‫بكل الفرق التي تزورنا"‪.‬‬ ‫ويف حال تصدر املنتخب األملاين‪ ،‬يف مطلع‬ ‫كانون األول‪ /‬ديسمرب املقبل‪ ،‬املجموعة (هـ)‬ ‫فسوف يلعب آخر مبارياته يف املجموعة عىل‬ ‫ستاد "الفولجوجراد"‪ .‬ويجدر القول بأن قيام‬ ‫مواجهة بني منتخبي أملانيا وروسيا تكتنف عىل‬ ‫يشء من الصعوبة‪ ،‬نظرا ً ألن البلد املضيف هو‬ ‫متصدر املجموعة (أ)‪ ،‬كام أنه من املنتظر أن‬ ‫تأيت القرعة بأملانيا لتلعب مباراة االفتتاح‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إىل أن "بوشاروف" ليس هو‬ ‫الوحيد الذي يتمنى حدوث مثل هذا اللقاء‬ ‫بني فريقي البلدين‪ ،‬خاصة بعد األداء الرائع‬ ‫الذي قدمه املنتخب األملاين يف بطولة كأس‬ ‫الكونفيدرالية‪ .‬كام أن هناك اليوم ترقباً كبريا ً‬ ‫النطالق البطولة يف املدن الكربى مثل موسكو‬

‫وسان بطرسربج وسويش وكازان‪ ،‬تلك التي‬ ‫اعتادت عىل استضافة األحداث الرياضية‬ ‫الكربى‪.‬‬ ‫"لدينا عالقات جيدة مع أملانيا"‪ ،‬يؤكد "بريتور‬ ‫تولتاييف" عمدة مدينة "سارانساك"‪ ،‬واملعروف‬ ‫عنه بأنه عاشق لألضواء مام يجعله يستغل‬ ‫املونديال يك ير ّوج ملدينته الصغرية عىل الصعيد‬ ‫الدويل‪" .‬تعالوا إىل سارانساك‪ ...‬ال توجد هنا دببة‬ ‫يف الشوارع"‪ ،‬ميزح قائالً‪" :‬أما األملان فيسعدنا‬ ‫الرتحيب بهم‪ ،‬إنهم شعب منظم"‪.‬‬ ‫أما عمدة "يكاترينبورج" "يفيجيني كويفشيف"‬ ‫بقميصه األبيض وهيئته الرياضية‪ ،‬والذي يشبه‬ ‫إىل ح ّد بعيد "أوليفر بريهوف" العب املنتخب‬ ‫األملاين السابق واملدير اإلداري الحايل للامكينات‪،‬‬ ‫فيقول‪" :‬سيكون من دواعي رسوري التعرف إليه‪،‬‬ ‫األملان مرحب بهم دامئاً هنا"‪.‬‬ ‫من جانبه متنى عمدة إقليم األورال أن يختار‬ ‫املنتخب األملاين بلدته كمقر إلقامته خالل املونديال‬

‫كانت رغبة الرئيس "فالدميري بوتني" اختيار‬ ‫أماكن لها ثقل رمزي كبري يف املقام األول‪ ،‬وهذا‬ ‫الرشط متوفر بشدة يف مدينة مثل "فولجوجراد"‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل حرص السلطات عىل إبراز‬ ‫معامل ونصب تذكارية تخلّد فرتة الحرب‪ ،‬إال أن‬ ‫"بوشاروف" يحرص من جانبه عىل إبراز الجانب‬ ‫املتعلّق بالعالقات الجيدة جدا ً التي تتمتع بها‬ ‫مدينته مع أملانيا‪ ،‬فهو ال يزال يحمل انطباعاً طيباً‬ ‫منذ الزيارة األخرية التي قام بها وزير الخارجية‬ ‫األملاين السابق "فرانك فالرت شتاينامير" قبل‬ ‫سنوات إىل بالده‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إىل أن أعامل بناء الستاد‪ ،‬الذي‬ ‫سيحمل بعد املونديال اسم‪" :‬حلبة النرص"‪،‬‬ ‫صادفت بعض املشاكل‪ ،‬فقد ت ّم العثور عىل‬ ‫بعض األلغام القدمية التي مل تنفجر‪ ،‬وكذلك عىل‬ ‫بقايا جثامني جنود روس سقطوا أثناء معركة‬ ‫"ستالينجراد"‪" .‬نعرف أعامرهم ورتبهم العسكرية‪،‬‬ ‫ولكننا ال نعرف أسامءهم"‪ ،‬أوضح املرشف عىل‬ ‫املرشوع "سريجي كامني"‪ .‬فقد كان من املفرتض‬ ‫بالقامئني عىل األعامل استيفاء العديد من الرشوط‪،‬‬ ‫منها عىل سبيل املثال أال يزيد ارتفاع سقف الستاد‬ ‫عن طول متثال "الوطن األم ينادي" أو "ماماييف‬ ‫كورجان"‪ ،‬بسيفه العمالق والذي يبلغ ‪ 33‬مرتا ً‪،‬‬ ‫والذي ت ّم تشييده تخليدا ً ملعركة ستالينجراد العام‬ ‫‪ .1942‬لذلك فقد تقرر تخفيض ارتفاع املبنى ليبلغ‬ ‫عرشة أمتار ليس إال‪.‬‬

‫قطع فنية من القرن ‪19‬‬ ‫تعرض قاعة الفنون يف مدينة ميونخ األملانية قطعاً فنية من البالط املليك الفرنيس تعود إىل القرن التاسع عرش تحت عنوان‪" :‬جيد‪ .‬صحيح‪.‬‬ ‫جميل"‪ .‬ويستمر عرض هذه القطع حتى ‪ 28‬كانون الثاين‪/‬يناير املقبل‪.‬‬ ‫تضم هذه األعامل الفنية ‪ 100‬لوحة زيتية ورسومات وأعامل نحتية وغريها من إنتاج فنانني سبق وعرضوا أعاملهم يف معرض "صالون باريس"‬ ‫للفنون‪ .‬الجدير بالذكر أن هذه األعامل الفنية هي من مقتنيات متحف "أورسيه" البارييس‪.‬‬

‫إشتراك أبواب للشركات والمنظمات والمدارس‬ ‫إشتراك أبواب لألفراد أبواب تصل إلى بيتك‬ ‫إن كنت ترغب باالشتراك في أبواب‪ ،‬يرجى إرسال بريد إلكتروني إلى‪:‬‬ ‫‪info@Abwab.de‬‬

‫أو قم بتعبئة الطلب على موقعنا اإللكتروني من خالل هذا الرابط‪:‬‬ ‫‪http://www.abwab.eu/subscribe-to-abwab/‬‬

‫‪VERLAG‬‬ ‫‪New German Media Ltd, Unit 7 Cavendish House, 369-391‬‬ ‫‪Burnt Oak Broadway, HA8 5AW Edgware Middlesex, UK.‬‬ ‫‪Email: info@newgermanmedia.com‬‬ ‫‪WERBUNG‬‬ ‫‪Community sales: sales@abwab.de‬‬ ‫‪Corporate sales: nhd consulting GmbH‬‬ ‫‪marketing@nhd-consulting.com |+49 69 904 7541 20‬‬ ‫‪LAYOUT/GESTALTUNG‬‬ ‫‪Tarek Sulaiman‬‬ ‫‪tarek.sulaiman78@gmail.com‬‬ ‫‪DRUCKZENTRUM‬‬ ‫‪Frankenpost Verlag GmbH‬‬

‫أنهت رشطة برلني عملية احتال ٍل ملرسح "برلني‬ ‫الشعبي"‪ ،‬بعد أن اعتصم فيه مئة ناشط سيايس‬ ‫ملدة سبعة أيام‪ ،‬احتجاجاً عىل تعيني "كريس‬ ‫ديركون" مديرا ً جديدا ً للمرسح والذي كان يدير‬ ‫حل‬ ‫قبالً متحف "تيت مودرن" بلندن‪ .‬وقد ّ‬ ‫"ديركون" محل "فرانك كاستورف" الذي أدار‬ ‫املرسح عىل مدى أكرث من عقدين‪.‬‬

‫سرعة‬ ‫أظهرت دراسة أملانية أن سائقي السيارات يف مدينة‬ ‫هامبورغ أقل التزاما بحدود الرسعة من سائقي‬ ‫السيارات يف مدينة ميونخ أو يف كولونيا أو برلني‪،‬‬ ‫وبذلك تصبح هامبورغ العاصمة األملانية لرسعة‬ ‫السيارات‪ .‬فخالل تلك الدراسة تم رصد رسعة نحو‬ ‫‪ 513‬ألف سيارة ضمن عينة عشوائية‪ ،‬وتبني من‬ ‫خالل ذلك أن ‪ 18%‬من سائقي هذه السيارات كانوا‬ ‫يقودون السيارات برسعة زائدة‪.‬‬

‫الوحدة‬ ‫يف صباح ‪ 3‬ترشين األول وتحت شعار "معاً نكون‬ ‫أملانيا" انطلقت مراسم االحتفال بالذكرى السنوية‬ ‫السابعة والعرشين لتوحيد شطري أملانيا يف مدينة‬ ‫ماينتس يف متحف "جوتنربج"‪ ،‬أحد أقدم متاحف‬ ‫املطبوعات يف العامل‪ ،‬من قبل ممثيل أبرز خمس‬ ‫سلطات يف الدولة‪ ،‬عىل رأسهم الرئيس األملاين‬ ‫فرانك شتاينامير واملستشارة أنغيال مريكل باإلضافة‬ ‫لرئيسة مجلس الواليات ورئيسة حكومة والية‬ ‫راينالند‪-‬بفالتس مالو دراير التي اعتربت هذا اليوم‬ ‫بأنه "أهم عيد لدينا بوجهة نظري‪ ،‬فالوحدة تعطينا‬ ‫القوة يف مواجه التحديات"‪.‬‬

‫‪ABWAB‬‬ ‫‪www.abwab.eu‬‬ ‫‪REDAKTION‬‬ ‫‪info@abwab.de‬‬ ‫‪c/o nhd consulting GmbH,‬‬ ‫‪Ernst-Griesheimer-Platz 6,‬‬ ‫‪63071 Offenbach, Germany‬‬ ‫‪CHEFREDAKTEUR‬‬ ‫‪Souad Abbas‬‬ ‫‪editor@abwab.de‬‬ ‫‪ONLINE EDITOR‬‬ ‫‪Ousama Ismael‬‬ ‫‪ousama@abwab.de‬‬


‫‪404‬‬

‫باب العالم‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 21‬أيلول ‪September • 2017‬‬ ‫الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول ‪Oktober • 2017‬‬ ‫السنة‪2017‬‬ ‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول‬

‫باب العالم‬

‫أعد الصفحة ‪ -‬تمام النبواني‬

‫مجزرة الس فيغاس‪..‬‬ ‫تنظيم الدولة اإلسالمية يتبنى‪ ،‬والشرطة الفيدرالية تنفي!‬ ‫لقي ‪ 58‬شخصاً مرصعهم‪ ،‬وأصيب ‪515‬‬ ‫آخرون يف حادث إطالق نار أثناء حفل‬ ‫موسيقي يف الس فيغاس يف والية‬ ‫نيفادا األمريكية‪.‬‬ ‫فقد فتح مسلح‪ ،‬يدعى ستيفن بادوك‪ ،‬يبلغ من‬ ‫العمر ‪ 64‬عاماً‪ ،‬النار من الطابق الـ ‪ 32‬من فندق‬ ‫“مانداالي باي” نحو مهرجان للموسيقى يف‬ ‫الهواء الطلق يف الجهة املقابلة للفندق‪.‬‬ ‫وقد أطلق املهاجم الرصاص عىل نفسه عند دخول‬ ‫رجال الرشطة إىل غرفة فندقه‪ ،‬حيث تم العثور‬ ‫عىل عدد من األسلحة األخرى‪.‬‬ ‫ويعد هذا الهجوم اسوأ حادثة إطالق نار جامعي‬ ‫يف تاريخ الواليات املتحدة الحديث‪ .‬وتعمل الرشطة‬ ‫األمريكية عىل تحديد الدافع وراء جرمية إطالق النار‪.‬‬ ‫ومل يجد املحققون أية صلة باإلرهاب الدويل‪،‬‬ ‫رغم ادعاء تنظيم الدولة اإلسالمية مسؤوليته عن‬ ‫جح التحقيق أن بادوك كان يعاين من‬ ‫الهجوم‪ .‬وير ّ‬ ‫خللٍ نفيس‪ ،‬ولكن دون تأكيد لذلك بعد‪.‬‬

‫ترامب غاضب من سياسة الفيسبوك‬ ‫وقد ادعى تنظيم داعش أنه وراء الهجوم قائالً إن‬ ‫بادوك اعتنق اإلسالم منذ اشهر‪ .‬ولكن التنظيم مل‬ ‫يقدم دليالً عىل صحة ذلك‪ .‬وقال العميل الخاص‬ ‫ملكتب التحقيقات الفيدرايل "إف يب آي" هارون‬ ‫روس‪ ،‬يف مؤمتر صحايف "لقد خلُصنا يف هذه‬ ‫املرحلة إىل عدم وجود عالقة بني الجاين وأي‬ ‫منظمة إرهابية دولية"‪.‬‬

‫وعلّق الكاتب املتخصص بشؤون الجامعات‬ ‫الجهادية‪ ،‬مينا االمي‪،‬بأن ادعاء الدولة اإلسالمية‬ ‫باملسؤولية عن الهجوم ال ميكن أن يكون‬ ‫صحيحاً‪ ،‬حيث أن مواصفات الجاين ال تتناسب‬ ‫مع مايصفهم التنظيم بـ "جنوده"‪ .‬وإذا كانت‬ ‫صحيحة فان انتحاره سيعترب "غري أسالمي"‬ ‫بالكامل‪.‬‬

‫االستفتاء التاريخي لالستقالل عن العراق‪..‬‬

‫معارضة دولية واتهامات بزعزعة استقرار المنطقة‬ ‫أصدرت املفوضية العليا لالنتخابات يف‬ ‫أربيل يوم األربعاء املوافق ‪ 26‬أيلول‪/‬‬ ‫سبتمرب ‪ ،2017‬نتائج االستفتاء عىل‬ ‫استقالل األكراد عن العراق‪ ،‬حيث أيد‬ ‫‪ 92.73%‬من الناخبني إنشاء دولة كردية‬ ‫مستقلة بينام عارض ‪ 7.27%‬فقط من‬ ‫املصوتني االنفصال عن العراق‪ .‬ووصلت‬ ‫نسبة املشاركة يف االستفتاء ألكرث من‬ ‫‪ 72%‬أي حوايل ‪ 3.3‬مليون شخص ممن‬ ‫يحق لهم التصويت‪.‬‬ ‫جرى االستفتاء وسط معارضة وتنديد دوليني‪،‬‬ ‫ابتدا ًء من الحكومة املركزية يف بغداد وصوالً‬ ‫لألمم املتحدة التي رفضت إرسال مراقبني دوليني‬ ‫لإلرشاف عىل سري العملية‪ .‬واعتربت بغداد‬ ‫االقرتاع غري دستوري السيام أنه امتد إىل مناطق‬ ‫متنازع عليها وتخضع لسيطرة األكراد شامل‬ ‫العراق‪.‬‬ ‫وتعد إيران وتركيا من أشد الرافضني لقيام‬ ‫دولة كردية خشية انتقال عدوى االنفصال إىل‬

‫سكانهم األكراد‪ .‬وقال الرئيس الرتيك رجب‬ ‫طيب إردوغان يوم السبت ‪ ،2017\10\1‬إن‬ ‫السلطات يف كردستان العراق ستدفع الثمن‬ ‫إلجرائها االستفتاء‪ .‬ومن جانبه أعلن حزب الله‬ ‫اللبناين أن االستفتاء عىل استقالل كردستان‬ ‫العراق يشكل خطوة أوىل نحو تقسيم الرشق‬ ‫األوسط‪ ،‬مام سيؤدي إىل ”حروب داخلية“‬ ‫ويجب معارضته‪.‬‬ ‫كام رفضت الواليات املتحدة والدول األوروبية‬

‫يذكر أن إدارة الفيسبوك أبدت منذ أسابيع‬ ‫استعدادها الكامل للتعاون مع الكونغرس‬ ‫األمرييك من أجل التحقيق يف قضية التأثريات‬ ‫املحتملة لروسيا يف االنتخابات األمريكية‪ ،‬حيث‬ ‫تم الكشف عن عنارص تعمل لحساب الروس‬ ‫اشرتت إعالنات عىل فيسبوك وأنشأت حسابات‬ ‫وهمية لتأجيج التوتر السيايس يف الواليات‬ ‫املتحدة األمريكية خالل فرتة االنتخابات‪ .‬ومن‬ ‫املنتظر أن يقوم فيسبوك بتسليم أكرث من ثالثة‬ ‫آالف إعالن سيايس ملحققي الكونغرس للنظر‬ ‫بشأنهم‪.‬‬ ‫من جهة أخرى سيتعني عىل تويرت و غوغل‬ ‫أيضاً املثول أمام لجنة االستخبارات يف مجلس‬ ‫الشيوخ يف األول من شهر ترشين الثاين‪ ،‬لسامع‬ ‫شهادتهام مبا يخص مزاعم التدخل الرويس يف‬ ‫االنتخابات‪.‬‬

‫استفتاء كتالونيا لالنفصال عن إسبانيا‬

‫عنف وإضرابات واتهامات متبادلة‬ ‫ٌ‬

‫هاجمت مندوبة الواليات املتحدة باألمم‬ ‫املتحدة نييك هييل‪ ،‬يوم الخميس املوافق‬ ‫‪ 28‬أيلول‪/‬سبتمرب حكومة بورما‪ ،‬خالل‬ ‫أول اجتامع علني ملجلس األمن الدويل‬ ‫حول بورما منذ مثاين سنوات‪ ،‬قائلةً‪( :‬ال‬ ‫نخىش أن نصف أفعال سلطات بورما مبا‬ ‫تبدو عليه‪ ،‬بأنها حملة وحشية ومستدامة‬ ‫لتطهري بلد من أقلية عرقية)‪.‬‬

‫وتشكل هذه الترصيحات موقفاً جديدا ً لإلدارة‬ ‫األمريكية من انتهاكات املجلس العسكري البورمي‪،‬‬ ‫حيث هي املرة األوىل التي تعترب فيها واشنطن بأن‬ ‫نزوح مئات اآلالف من والية راخني تطهريا ً عرقياً‪.‬‬

‫من جهته دافع مارك زوكربريغ املدير‬ ‫التنفيذي واملؤسس ملوقع الفيسبوك عن‬ ‫رشكته‪ ،‬رافضاً اتهامات ترامب بأن املوقع‬ ‫منحاز ضده‪ .‬وقال مارك يف منشور كتبه يف‬ ‫نفس اليوم األربعاء عىل صفحته الشخصية‬ ‫عىل الفيسبوك‪( :‬يقول ترامب أن الفيسبوك‬ ‫ضده‪ ،‬الليرباليني يقولون أننا ساهمنا يف‬ ‫صعود ترامب‪ ،‬وهذا يعني أن الجانبني‬ ‫يعربان عن عدم رضاهام عن املحتوى الذي‬ ‫ليس يف صالحهام‪ ...‬هكذا يكون الحال عند‬ ‫إدارة منصة مفتوحة لكل األفكار)‪ .‬وأشار‬ ‫زوكربريغ إىل الدور الكبري الذي لعبه موقعه‬ ‫يف االنتخابات األمريكية األخرية خريف العام‬

‫والقت ترصيحات مارك ردود فعل مرحبة من‬ ‫قرابة ربع مليون متابع خالل يومني من نرشها‪،‬‬ ‫كام متت إعادة مشاركتها حوايل ‪ 15‬ألف مرة‪.‬‬

‫االستفتاء ملا سيسببه من زعزعة االستقرار يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬يف ظل الحرب عىل تنظيم الدولة‬ ‫اإلسالمية حسب تعبريهم‪.‬‬ ‫وطالبت بغداد السلطات الكردية بإلغاء االستفتاء‬ ‫كرشط للحوار وتسليم املطارين الدوليني يف‬ ‫اإلقليم‪ ،‬وقوبل هذا الطلب بالرفض‪ .‬من جهته‬ ‫شجع الربملان العراقي حكومته‪ ،‬عىل توجيه‬ ‫قوات عسكرية للسيطرة عىل حقول النفط‬ ‫املوجودة يف مناطق سيطرة القوات الكردية‪.‬‬

‫أمريكا تتهم حكومة بورما بتطهير البالد من األقلية المسلمة‬

‫ووفقاً لوكالة رويرتز لألنباء‪ ،‬فإن املندوبة‬ ‫األمريكية دعت املجموعة الدولية إىل تعليق إمداد‬ ‫بورما بالسالح‪ ،‬كام طالبت الجيش البورمي‬ ‫باحرتام حقوق اإلنسان والحريات األساسية‪،‬‬ ‫وبإجراء تحقيقات فورية حول أعامل العنف ضد‬ ‫مسلمي الروهينغا ملحاسبة القادة العسكريني‬ ‫املسؤولني عن قمع األقلية املسلمة يف البالد‪.‬‬

‫اتهم الرئيس األمرييك دونالد ترامب‬ ‫موقع التواصل االجتامعي فيسبوك‪ ،‬أنه‬ ‫كان دامئا ضده‪ .‬جاء ذلك عرب تغريدة‬ ‫نرشها يوم اإلربعاء ‪ 27‬أيلول‪ /‬سبتمرب‬ ‫عىل حسابه عىل" تويرت"‪ ،‬موجهاً خاللها‬ ‫انتقادات مامثلة للصحيفتني األمريكيتني‬ ‫األشهر"نيويورك تاميز" و"واشنطن‬ ‫بوست" مبعاداته ونرش األخبار املزيفة‪،‬‬ ‫ليختتم تغريدته متسائالً‪( :‬هل يتعلق األمر‬ ‫بتواطؤ ما؟)‪.‬‬

‫‪ ،2016‬من خالل توفري منرب لجميع الناس‬ ‫ليستطيعوا التواصل مع مرشحيهم‪.‬‬

‫من جهته رفض مستشار األمن القومي يف بورما‬ ‫ثاونج تون أمام مجلس األمن الدويل يوم الخميس‪،‬‬ ‫االتهامات األمريكية نافياً وجود تطهري عرقي أو‬ ‫إبادة جامعية يف بالده‪ ،‬كام وجه الدعوة لألمني‬ ‫العام لألمم املتحدة أنطونيو جوترييش لزيارة‬ ‫بورما لإلطالع عىل واقع الحال هناك عن قرب‪.‬‬

‫العاملة يف بورما بياناً مشرتكاً‪ ،‬جاء فيه‪( :‬تشعر‬ ‫املنظامت الدولية غري الحكومية يف بورما بقلق‬ ‫متزايد من القيود املشددة عىل الدخول ألغراض‬ ‫إنسانية ومن العراقيل أمام تسليم مساعدات‬ ‫إنسانية رضورية بشدة يف جميع أنحاء والية‬ ‫راخني)‪.‬‬

‫وأكدت الصني وروسيا موقفهام الدائم والداعم‬ ‫للسلطات يف بورما‪ ،‬ما يضمن حاميتها من أي‬ ‫إجراء محتمل من جانب مجلس األمن الدويل‪.‬‬

‫وذكر البيان أن إجاميل عدد املسلمني الذين فروا من‬ ‫العنف واالضطهاد باتجاه بنغالدش‪ ،‬بلغ ‪502000‬‬ ‫الجئ حتى اآلن‪ ،‬ما دعا األمني العام لألمم املتحدة‬ ‫لوصف الوضع عىل أنه‪( :‬أرسع أزمة الجئني طارئة‬ ‫آخذة يف التصاعد وكابوساً لحقوق اإلنسان)‪.‬‬

‫بالتزامن مع ذلك أصدرت منظامت اإلغاثة الدولية‬

‫نظمت الحكومة املحلية إلقليم كتالونيا‬ ‫اإلسباين يوم األحد املوافق ‪ 1‬ترشين‬ ‫األول‪ /‬أكتوبر‪ ،‬استفتا ًء عىل استقالل‬ ‫اإلقليم عن اململكة اإلسبانية‪ ،‬ليعلن‬ ‫املتحدث الرسمي باسم حكومة اإلقليم‬ ‫جوردي تورول‪ ،‬يف مؤمتر صحفي بعد‬ ‫انتهاء عملية فرز األصوات أن ‪ 90%‬من‬ ‫الناخبني قد صوتوا ب (نعم) رداً عىل‬ ‫سؤال‪( :‬هل تريد أن تصبح كتالونيا دولة‬ ‫مستقلة عىل شكل جمهورية؟)‪ ،‬مضيفاً‬ ‫أن عدد الذين أدلوا بأصواتهم يف االقرتاع‬ ‫بلغ ‪ 2.26‬مليون كتالوين‪.‬‬

‫من جهته جدد رئيس الوزراء اإلسباين ماريانو‬ ‫راخوي رفض حكومته الستفتاء كتالونيا‪ ،‬قائالً‬ ‫يف كلمة بثها التلفزيون الرسمي بالتزامن مع‬ ‫بدء عملية فرز األصوات‪( :‬اليوم مل يكن هناك‬ ‫استفتاء تقرير مصري يف إقليم كاتالونيا‪ .‬دولة‬ ‫القانون تبقى بكل قوتها)‪.‬‬

‫إال أن االستفتاء مل يج ِر بسالم عىل النحو املعتاد‬ ‫يف الدول الدميقراطية‪ ،‬إذ حاولت حكومة‬ ‫مدريد املركزية الرافضة لالستفتاء منع إجرائه‬ ‫بالقوة‪ ،‬فقامت قوات الرشطة اإلسبانية ووحدات‬ ‫مكافحة الشغب التابعة للحرس املدين مبداهمة‬ ‫قرابة مئة مركز انتخايب ومصادرة صناديق‬

‫وبعد يومني من االستفتاء‪ ،‬بدأ إقليم كتالونيا‬ ‫إرضاباً عاماً للدفاع عن حقوقه والتنديد بعنف‬ ‫قوات األمن اإلسبانية‪ ،‬ليشمل اإلرضاب ميناء‬ ‫برشلونة والجامعات العامة ووسائل النقل‬ ‫ونادي كرة القدم بربشلونة والعديد من املراكز‬ ‫الثقافية يف اإلقليم‪.‬‬

‫االقرتاع‪ ،‬األمر الذي أدى ملواجهات عنيفة بني‬ ‫الرشطة واملقرتعني وخاصة يف مدينتي برشلونة‬ ‫وجريون‪ ،‬أسفرت عام يقرب من ‪ 9000‬جريح‬ ‫من الناخبني جراء استخدام الرشطة للهراوات‬ ‫والرصاص املطاطي‪.‬‬


‫‪SMART‬‬ ‫‪L‬‬

‫‪WORLD‬‬

‫‪ +‬سرعة عالية حتى ‪3 GB‬‬ ‫‪ 300 +‬دقيقة‬ ‫في ألمانيا و‪ 50‬دولة أخرى‬

‫‪ +‬التصفح واالتصال في‬ ‫دول االتحاد األوروبي‬ ‫‪On-Net Flat +‬‬

‫ساري في ألمانيا فقط على شبكات‬

‫‪19‬‬

‫‪Telefónica Deutschland‬‬

‫*‬

‫‪99 €‬‬

‫‪ 4/‬أسابيع‬

‫إتصاالت وتصفح‬ ‫إنترنت‬ ‫في المانيا‬ ‫في أوروبا‬

‫‪ +‬أفضل من التجوال‬

‫االتصال بدول أوروبا‬ ‫االتصال في دول العالم‬

‫**‬ ‫**‬

‫شبكة الهاتف الثابت‬

‫الشحن‬ ‫‪Ortel Mobile GmbH, E-Plus-Str.1, 40472 Düsseldorf‬‬

‫**‬

‫**‬

‫نحن نتكلم لغتك‬

‫تسجيل الوقت ‪ .60/60‬المكالمات داخل ألمانيا‪ 9 :‬سينت‪/‬دقيقة‪ ،‬باإلضافة إلى رسوم التوصيل غير المتكررة والتي تبلغ ‪ 9‬سينت لكل مكالمة؛ أما بالنسبة للمكالمات خارج ألمانيا فتبدأ من ‪ 1‬سينت للدقيقة الواحدة‪ ،‬باإلضافة إلى رسوم التوصيل غير المتكررة التي تبلغ ‪ 15‬سن ًتا لكل مكالمة (يمكنك اإلطالع على جميع األسعار عبر زيارة موقعنا‪ .)www.ortelmobile.de :‬سعر الرسالة ‪SMS‬‬ ‫(الرسائل النصية القصيرة) ‪ 15‬سن ًتا‪ 49 .‬سنت‪/‬ميجا بايت‪ .‬كل األسعار الموضحة تشمل ضريبة المبيعات (القيمة المضافة)‪( Smart World L‬فترة تشغيل خيارات تبلغ ‪ 28‬يومًا بقيمة ‪ 19.99‬يورو)‪:‬عدد دقائق يصل إلى ‪ 300‬دقيقة للمكالمات التي تتم في ألمانيا والمكالمات الواردة من ألمانيا سواء إلى شبكات التليفون األرضي أو الجوالة في دول االتحاد األوروبي اآلتية‪ ،‬باإلضافة إلى المكالمات‬ ‫التي تتم داخل أو بين الدول اآلتية‪ :‬بلجيكا‪ ،‬بلغاريا‪ ،‬الدانمارك‪ ،‬إستونيا‪ ،‬فنلندا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬اليونان‪ ،‬بريطانيا العظمى‪ ، ،‬أيرلندا‪ ،‬أيسلندا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬كرواتيا‪ ،‬التفيا‪ ،‬ليشتنشتاين‪ ،‬ليتوانيا‪ ،‬لوكسمبورج‪ ، ،‬مالطا‪ ،‬هولندا‪ ،‬النرويج‪ ،‬النمسا‪ ،‬بولندا‪ ،‬البرتغال‪ ،‬رومانيا‪،‬السويد‪ ،‬سلوفاكيا‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬التشيك‪ ،‬المجر‪ ،‬بدون أرقام خاصة‪ ،‬خدمات (القيمة المضافة) وتحويل المكالمات‪ُ .‬تستخدم الدقائق المشتملة للمكالمات داخل‬ ‫ألمانيا ومكالمات من ألمانيا إلى شبكات التليفون األرضي والجوال في الدول التالية‪ :‬بنغالديش والبرازيل وتشيلي والصين وهونغ كونغ والهند وإندونيسيا والعراق وإسرائيل واليابان وكندا وماليزيا وباكستان وبورتو ريكو وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايالند والواليات المتحدة األمريكية باإلضافة إلى الخطوط األرضية في كازاخستان وروسيا وسلوفينيا‪ ،‬دون أرقام خاصة‪ ،‬وخدمات (متعددة القيمة)‬ ‫والتجوال وتحويل المكالمات‪ .‬تسجيل الوقت ‪ .60/60‬في جميع أنحاء ألمانيا‪ ،‬يشتمل سعر الخيار على المكالمات من شبكة ‪ Telefónica‬ألمانيا (مثل من ‪ .)Ortel Mobile, E-Plus, o2, AY YILDIZ, blau( )On-Net Flat‬بعد انتهاء الوحدات الحصرية ُتطبق شروط ‪ Ortel Mobile‬التعريفية القياسية طب ًقا لالئحة األسعار الحالية‪ .‬يشمل سعر اإلنترنت الموحد في جميع أنحاء ألمانيا وفي‬ ‫دول االتحاد األوروبي حتى حجم البيانات ‪ 3‬جيجا بايت بسرعات تصل إلى ‪ 21.6‬ميجابت‪/‬ثانية (تنزيل) و ‪ 8.6‬ميجابت‪/‬ثانية (رفع)‪ ،‬ثم حتى ‪ 56‬كيلو بت‪/‬الثانية للرفع والتنزيل‪.‬‬

‫‪Ortel.‬‬


‫‪606‬‬

‫باب مفتوح‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 21‬أيلول ‪September • 2017‬‬ ‫الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول ‪Oktober • 2017‬‬ ‫السنة‪2017‬‬ ‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول‬

‫باب مفتوح‬

‫متى وكيف يستطيع الالجئ االعتراض على القرارات اإلدارية في ألمانيا‬ ‫“ االعتراض ال يحتاج إلى‬ ‫محامي بل يستطيع المتضرر‬ ‫مراجعة أي مركز استشاري‬ ‫لمساعدة الالجئين في كتابة‬ ‫االعتراض أو االدعاء‪”.‬‬

‫جالل محمد أمين‬

‫محامي ومستشار قانوني سوري‪ ،‬مقيم‬ ‫في ألمانيا ‪ /‬برلين‬ ‫متنح القوانني األملانية سلط ًة تقديرية كبرية‬ ‫للموظف ليقوم بعمله دون قيود‪ ،‬إال أن ذلك‬ ‫رشع‬ ‫قد يتسبب بأخطاء كبرية‪ ،‬ولذلك وضع امل ّ‬ ‫األملاين إىل جانب هذه الحرية طرقاً لتصحيح‬ ‫األخطاء وهي االعرتاض والطعن‪.‬‬

‫من صدوره عن جهة إدارية‪ ،‬والسبب أن هذه‬ ‫الدوائر تستند إىل قوانني الضامن االجتامعي‬ ‫وليس إىل قانون اللجوء‪ ،‬وبالتايل نالحظ أن‬ ‫هذه الدوائر غري خاصة بالالجئني فقط بل‬ ‫تشمل األملان أيضاً‪.‬‬

‫يعترب التواصل الكتايب بني الفرد وكافة‬ ‫اإلدارات األملانية هو الوسيلة القانونية‬ ‫األساسية لتنفيذ القرارات الصادرة‪ ،‬وبالتايل‬ ‫فإن أي قرار صادر عن موظف بصورة شفهية‬ ‫ال يؤخذ بعني االعتبار‪ ،‬بالتايل عىل الشخص‬ ‫الذي يريد التقدم بأي طلب إىل تلك اإلدارات‬ ‫أي رد‬ ‫ّأل يقدم طلبه شفه ّياّ ّ‬ ‫وأل يع ّول عىل ّ‬ ‫شفهي من املوظف سواء كان سلباً أم إيجاباً‪.‬‬

‫اإلجراءات المتبعة في حالة االمتناع‬ ‫عن الرد‪:‬‬ ‫يعترب االمتناع عن الرد عن أي طلب معاقباً‬ ‫عليه‪ ،‬وبالتايل يستطيع صاحب الطلب أن‬ ‫يتقدم بدعوى االمتناع عن العمل ال سيام إذا‬ ‫استمر اإلهامل ملدة ثالثة أشهر‪ ،‬حينها يتقدم‬ ‫صاحب املصلحة إىل املحكمة املختصة وفق‬ ‫املوضع فإما أمام املحكمة اإلدارية أو أمام‬ ‫املحكمة االجتامعية‪.‬‬ ‫طبعاً يجوز للمترضر أن يخترص الوقت‬ ‫ويراجع املحكمة االجتامعية دون انتظار نتيجة‬ ‫االعرتاض‪ ،‬حتى أنه غري ملزم باالعرتاض‪.‬‬ ‫وتنظر املحكمة باملوضوع بشكل مستعجل‪.‬‬

‫أنواع القرارات اإلدارية‬ ‫القرارات اإلدارية قد تكون ملزمة بعملٍ ما‬ ‫أو مانعة من حقٍ ما‪ ،‬أو تكون رفضاً أو قبوالً‬ ‫لطلب ما‪ .‬وقد يكون القرار اإلداري قابالً‬ ‫ٍ‬ ‫لالعرتاض عليه أمام نفس الدائرة أو أمام‬ ‫القضاء‪.‬‬ ‫والفرق بني األمرين أن االعرتاض يقدم إىل‬ ‫نفس الدائرة التي أصدرت القرار‪ ،‬فإذا تم‬ ‫رفض االعرتاض ميكن الطعن بالقرار أمام‬ ‫القضاء‪ .‬أما يف الحالة الثانية فإن القرار‬ ‫ال ميكن االعرتاض عليه أمام نفس الجهة‬ ‫املصدرة للقرار بل أمام املحكمة اإلدارية‬ ‫مبارشة‪.‬‬ ‫واملقصود باالعرتاض أمام نفس الجهة أي‬ ‫أن القرار الذي أصدره املوظف قد تكون فيه‬ ‫مخالفة للقوانني‪ ،‬وبالتايل يُرفع االعرتاض إىل‬

‫رئيس القسم ليبحث يف صحة قرار املوظف‬ ‫التابع له‪ ،‬ومن حق رئيس القسم إلغاء هذا‬ ‫القرار واستبداله بآخر‪.‬‬ ‫وتبدأ صلة الالجئ باإلدارات األملانية مبجرد‬ ‫دخوله األرايض األملانية‪ ،‬وتعترب الدائرة‬ ‫االتحادية للهجرة التي متنحه أو ترفض حقه‬ ‫يف اللجوء أول دائرة يحق له االعرتاض عىل‬ ‫قرارها‪.‬‬ ‫وال بد من التوضيح أن هذه الدائرة ليست‬ ‫محكمة والشخص املرشف عىل االستجواب‬ ‫ٍ‬ ‫بقاض‪ ،‬بل هو موظف لدى هذه الدائرة‬ ‫ليس‬ ‫وهو الذي يقرر إن كان طالب اللجوء يستحق‬ ‫اللجوء أم ال‪.‬‬ ‫االعتراض على قرارات الدائرة‬ ‫االتحادية للهجرة‪:‬‬ ‫القرار الصادر عن هذه الدائرة هو قرار‬ ‫غري قابل لالعرتاض‪ ،‬بل قابل للطعن أمام‬

‫“تعتبر الدائرة االتحادية للهجرة‬ ‫التي تمنح أو ترفض اللجوء أول‬ ‫دائرة يحق للشخص االعتراض‬ ‫على قرارها”‬ ‫املحكمة اإلدارية ومدة الطعن إما أسبوع أو‬ ‫أسبوعني‪ ،‬فإذا كان القرار فيه رفض وترحيل‪،‬‬ ‫عىل الطاعن أن يطلب وقف تنفيذ القرار وال‬ ‫يشرتط أن يذكر أسباب الطعن يف طعنه‬ ‫مبدئياً‪ ،‬ألن الغاية هي إيقاف تنفيذ الرتحيل‪.‬‬ ‫إال أنه عىل الطاعن أن يتقدم بأسباب الطعن‬ ‫خالل مدة أقصاها شهر من تاريخ التبليغ‪.‬‬ ‫لذلك يستطيع من مل يسعفه الوقت لتوكيل‬ ‫محامي‪ ،‬أن يذهب إىل املحكمة اإلدارية مع‬ ‫مرتجم ويخرب املحكمة بأنه يريد الطعن‪،‬‬ ‫فيقوم حينها أحد موظفي املحكمة بكتابة‬

‫الطعن دون مقابل ليتدارك مدة الطعن‪ ،‬ومن‬ ‫ثم يوكل محامياً ملتابعة الدعوى‪.‬‬ ‫أكرث الدوائر التي يقوم الالجئ بالتواصل‬ ‫معها الحقاً هي‪ :‬الجوب سنرت‪،‬‬ ‫فاميلياكاسا‪ ،‬يوغند آمت‪ ،‬رات هاوس‪.‬‬ ‫وعىل اعتبار أن القرارات الصادرة عن هذه‬ ‫الدوائر هي قرارات إدارية أيضاً‪ ،‬لذلك يحق‬ ‫للشخص الصادر بحقه أي قرار‪ ،‬أن يعرتض‬ ‫عليه خالل مدة شهر واحد من تاريخ تبلغه‬ ‫القرار‪ .‬ويجدر بالذكر أن وثيقة (بيشايد) التي‬ ‫تثبت املبالغ املدفوعة لالجئ هي أيضاً قرار‬ ‫إداري قابل لالعرتاض خالل شهر من التبليغ‪.‬‬ ‫فإذا صدر القرار برد االعرتاض‪ ،‬حينها يحق‬ ‫للفرد االدعاء أمام املحكمة االجتامعية خالل‬ ‫شهر من تبلغه رفض االعرتاض‪ ،‬وال يكون‬ ‫االدعاء هذه املرة أمام املحكمة اإلدارية بالرغم‬

‫أهم الحاالت التي ينصح فيها بمراجعة‬ ‫المحكمة مباشرة‪:‬‬ ‫ •الحصول عىل عرض سكني ورفض‬ ‫املوظف ذلك العرض؛ وخشية ضياع‬ ‫الفرصة يستطيع املترضر مراجعة املحكمة‬ ‫االجتامعية مبارشة‪.‬‬ ‫ •قطع املعونة املالية عن العائلة بشكل‬ ‫مفاجئ وخاصة بوجود أطفال يف األرسة‪،‬‬ ‫ويتم البت يف هذه الدعاوى أمام القضاء‬ ‫بصورة مستعجلة‪.‬‬

‫هل يحتاج الالجئون للمطالبة بحقوق الرجل في ألمانيا؟‬

‫ريما القاق‬

‫ماجستير في إدارة النزاعات بين الثقافات‬ ‫المختلفة‪ ،‬مسؤولة مركز االستشارة‬ ‫والتواصل المتنقل لالجئين ‪ /‬برلين‬

‫أثناء كتابتي لهذا املقال‪ ،‬أخربتني صديقتي عن‬ ‫مجموعة يف برلني توصل أشخاص أملان مع‬ ‫الجئني بغرض التبادل اللغوي أو ما يسمى‬ ‫بالتانديم‪ ،‬لكنها أردفت أن هذه املجموعة‬ ‫مخصصة للنساء فقط‪.‬‬ ‫دليل آخر ألتأكد من كرثة‬ ‫وكأنه ينقصني ٌ‬ ‫العروض املقدمة للنساء مقارنة مع الرجال‪،‬‬ ‫حيث يصل بريدي اإللكرتوين الخاص بالعمل‬ ‫عرشات العروض الخاصة بالسيدات الالجئات‬ ‫واملهاجرات‪ ،‬مثل دورات تعليم اللغة‪ ،‬مجموعات‬ ‫الطبخ والرقص واليوغا‪ ،‬غرف أجار‪ ،‬مجموعات‬ ‫لدعم البدء بأعامل صغرية‪ ،‬مجموعات نسائية‬ ‫للبوح‪ ،‬الدردشة‪ ،‬كتابة القصص والعمل‬ ‫باملرسح‪ ،‬دورات كمبيوتر وتطول القامئة‪.‬‬

‫حقيقةً‪ ،‬تساعد هذه التجارب النساء عىل تخطي‬ ‫حواجز عديدة مثل اللغة والعوامل النفسية‬ ‫الناتجة عن ظروف الحرب واالختالفات الثقافية‪،‬‬ ‫ما يؤكد أهمية الدعم النفيس االجتامعي لسيدات‬ ‫أتني من مناطق نزاع‪ ،‬وعانني من مجتمعات‬ ‫غالباً ما تسودها قوانني منحازة للرجل‪ ،‬وأعراف‬ ‫اجتامعية تسبب لهن االضطهاد وعدم املساواة‪.‬‬ ‫لكن يف نفس الوقت‪ ،‬ال ميكن للمرء إغفال حقيقة‬ ‫أن الرجال أتوا من مناطق نزاع أيضاً‪ ،‬وهم ضحايا‬ ‫لنفس املجتمع الذي أعطاهم هذه االمتيازات‪ ،‬وال‬ ‫يوجد دعم حقيقي لهم كام يوجد للسيدات‪.‬‬ ‫من املمكن أن يكون التخوف من التعامل‬ ‫مع الرجال القادمني من خلفيات عربية أو‬ ‫إسالمية سبباً لهذا اإلهامل‪ ،‬فمن املالحظ سوء‬ ‫الصورة النمطية للرجل العريب‪/‬املسلم يف‬ ‫السياق الغريب‪ ،‬خصوصاً بعد أحداث اعتداءات‬ ‫كولونيا والعمليات اإلرهابية يف أكرث من‬ ‫مدينة أوروبية‪ ،‬وتداعيات هذه األحداث من‬ ‫اتهامات لعرب أو مسلمني بالقيام بها‪ .‬فقد‬ ‫أصبح الرجل األسمر ذو اللحية محط شبهات‬ ‫واتهامات مسبقة حتى يثبت العكس‪ ،‬تم‬ ‫الحديث عن حوادث اشتباهات من هذا النوع‬ ‫يف املطارات ومحطات القطار والبارات وحتى‬ ‫يف الشوارع‪ ،‬وتتضمن هذه الصورة النمطية‬ ‫سبغ الرجال بالتعصب الديني واضطهاد‬ ‫النساء أو التحرش بهن‪.‬‬

‫معاناة بصمت‬ ‫أث ّر قرار وقف مل الشمل يف أملانيا عام ‪ ٢٠١٦‬ملدة‬ ‫عامني عىل مصري عائالت بأكملها‪ .‬يف حني تجد‬ ‫الكثري من النساء طرقاً مختلفة للتأقلم واالنشغال‪،‬‬ ‫مثل تربية األطفال‪ ،‬القيام مبهام املنزل والطبخ‪،‬‬ ‫االستفادة من العروض والربامج املقدمة لهن‪،‬‬ ‫متابعة حياتهن الدراسية واملهنية‪ .‬مييل الكثري‬ ‫من الرجال إىل العزلة بحالة انتظار‪ ،‬ويرفضون‬ ‫البدء بحياتهم الجديدة فعلياً قبل قدوم زوجاتهم‬ ‫وعائالتهم‪ ،‬يعيشون قسوة حالة ما نسميه‬ ‫”وحداين“ بصمت‪ ،‬ما يتفاقم عنه يف كثري من‬ ‫الحاالت اضطرابات نفسية واجتامعية‪ .‬يف هذا‬ ‫السياق‪ ،‬يحتاج الرجل أيضاً إىل دعم نفيس‬ ‫اجتامعي‪ ،‬يتضمن أنشطة وهوايات مختلفة‪ .‬كام‬ ‫يحتاج إىل جمعيات تخرجه من عزلته وتساعده‬ ‫عىل تخطي حاجز اللغة واألهم الحاجز الثقايف‪.‬‬ ‫تشكل الفجوة بني أملانيا وسوريا فيام‬ ‫يخص حقوق املرأة قانونياً واجتامعياً صدمة‬ ‫حقيقية‪ ،‬ليس من السهل استساغتها أو‬ ‫التعامل معها عىل الرجل الرشقي‪ .‬حيث‬ ‫يعامل القانون األملاين األفراد مبساواة بغض‬ ‫النظر عن الجنس‪ ،‬ما عدا بعض الحاالت‬ ‫التي ال تزال شائكة أو قابلة للجدل‪ .‬كام أن‬ ‫املرأة تعامل يف املجتمع مبا يف ذلك األرسة‬ ‫واملدرسة والعمل والشارع بشكلٍ مسا ٍو‬ ‫للرجل دون وجود أي فوارق‪.‬‬

‫الرجل بالغنب وانعدام الثقة بينه وبني املجتمع‬ ‫الجديد‪.‬‬ ‫يف ظل هذه االختالفات‪ ،‬تبدو معاناة الالجئني‬ ‫أكرب من معاناة الالجئات‪ ،‬اللوايت وجدن يف‬ ‫املجتمع والقانون األملاين متنفساً وفرجاً بعد‬ ‫ضيق‪ .‬فكرثت حاالت الطالق‪ ،‬التفكك األرسي‪،‬‬ ‫االستقالل املادي‪ ،‬االستقواء بالقانون والتهديد‬ ‫به‪ .‬يف الوقت الذي يشعر فيه بعض الالجئني‬ ‫بفقدانهم السلطة املطلقة املعتادين عليها يف‬ ‫العائلة‪ ،‬كام تؤدي صعوبة إيجاد عمل إىل‬ ‫عدم اعتامد العائلة عىل الرجل كمعيل‪ .‬فتسبب‬ ‫هذه املتغريات ككل انعكاسات نفسية ال ميكن‬ ‫تجاهلها‪ ،‬أو تجاهل أثرها‪.‬‬ ‫تحتاج كافة األطراف (رجال‪ ،‬نساء‪ ،‬جهات‬ ‫أملانية من أفراد وجمعيات) إىل مزيد من الوقت‬ ‫لتفهم اآلخر والتأقلم مع الوضع الجديد‪ ،‬واألهم‬ ‫بناء الثقة والعمل كمجموعة واحدة بدالً من‬ ‫التعامل كأطراف منفصلة‪.‬‬ ‫تعترب ردات الفعل املتمثلة بالرفض أو عدم‬ ‫التأقلم مع هذه التغيريات‪ ،‬إحدى العوامل‬ ‫التي فاقمت النظرة لالجئ كرافض لحقوق‬ ‫املرأة‪ ،‬وللالجئة كضحية مرتني‪ ،‬مرة ضحية‬ ‫الحرب ومرة ضحية الرجل‪ .‬بدوره‪ ،‬يشعر‬

‫متت الدعوة إىل ورشة عمل يف برلني‬ ‫تتناول هذا املوضوع الشهر املقبل (قلة‬ ‫العروض والربامج لالجئني الرجال)‪ ،‬قد‬ ‫يحتاج األمر إىل عملية إدماج الرجال يف‬ ‫عملية االندماج نفسها ما يعقد املوضوع‬ ‫أكرث مام هو معقد‪.‬‬


‫‪Oktober‬ةنسلاباب مفتوح ‪077‬‬ ‫‪2017‬دع•لا ‪ -‬ةيناثلا‬ ‫األول ‪ 12‬د‬ ‫تشرينوليأ ‪-‬‬ ‫العدد‪ 7102- •22re‬ل‬ ‫الثانية‪bme-tp‬‬ ‫السنة ‪eS‬‬

‫باب مفتوح‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول ‪2017‬‬

‫دراسة وتعديل الشهادات المهنية األجنبية (قانون تعديل السنوات الخمس)‬ ‫تأليف‪ :‬غرفة التجارة والصناعة في‬ ‫فرانكفورت (‪)IHK-Frankfurt‬‬

‫يزيد‪ ‬التكاليف‪ .‬بيد أن السلطات تحاول إبقاء‬ ‫العبء املايل عىل مقدمي الطلبات منخفضاً‬ ‫قدر املستطاع‪.‬‬

‫ترجمة‪ :‬الجمعية األلمانية السورية‬ ‫للبحث العلمي (ضمن مشروع التعاون‬ ‫بين الجمعية وغرف التجارة والصناعة‬ ‫األلمانية)‬ ‫يتمتع العديد من املهاجرين يف أملانيا بتعليم‬ ‫جيد يف بلدانهم‪ .‬لكن كثريا ً ما ال يتم االعرتاف‬ ‫مبهاراتهم‪ ،‬لصعوبة تقييم محتوى ونوعية‬ ‫التعليم والتدريب الذي حصلوا عليه يف بلدانهم‪.‬‬ ‫يقدم “قانون االعرتاف” (قانون معادلة‬ ‫املؤهالت املهنية)‪ ،‬الذي بدأ تنفيذه يف ‪ 1‬نيسان‪/‬‬ ‫أبريل ‪ ،2012‬مساعدة كبرية حيث منذ ذلك‬ ‫الوقت يحق لجميع األشخاص ذوي املؤهالت‬ ‫املهنية األجنبية ‪-‬بغض النظر عن جنسيتهم‬ ‫ووضع إقامتهم‪ -‬أن يخضعوا الختبار كفاءاتهم‬ ‫املهنية من قبل هيئة مختصة (مثل غرفة‬ ‫الصناعة والتجارة أو غرفة الحرفيني) ملعادلتها‬ ‫مع كفاءة مرجعية أملانية‪ .‬وتم تعريف املهنة‬ ‫املرجعية بأنها املؤهالت املهنية األملانية الحالية‬ ‫(مثل نظام التدريب ملهنة معرتف بها للنظام‬ ‫الدرايس املزدوج‪ ،‬مثل حرفيي الكهرباء)‪ ،‬وهو ما‬ ‫يقارن مع املؤهالت املهنية األجنبية الحالية‪.‬‬ ‫“قانون االعتراف” هو قانون اتحادي‪:‬‬ ‫املهنة املرجعية األملانية يحكمها القانون‬ ‫االتحادي‪ ،‬ومن خالله يتم تقييم الكفاءات‪.‬‬ ‫ينطبق ذلك عىل املهن املنظمة وغري املنظمة‪.‬‬ ‫يتم تنظيم معظم املهن الخاضعة للتنظيم‪،‬‬ ‫مثل األطباء أو الصيادلة‪ ،‬من خالل ترشيعات‬

‫مهنية خاصة بهم‪ ،‬وتضم أيضاً األحكام‬ ‫الخاصة ملواطني االتحاد األورويب واملنطقة‬ ‫االقتصادية األوروبية‪ .‬أما أصحاب الجنسيات‬ ‫األخرى فقانون االعرتاف الحايل هو املسؤول‬ ‫عن التعديل‪ ،‬ويشمل ذلك عىل وجه الخصوص‬ ‫نحو ‪ 330‬دورة تدريبية مهنية يف نظام التعليم‬ ‫املزدوج ودورات تدريبية أخرى‪.‬‬ ‫أما الدرجات والشهادات األكادميية‪ ،‬التي ليست‬ ‫رشطاً مسبقاً ملهنة منظمة‪ ،‬فلها قوانني مختلفة‪،‬‬ ‫ويقوم املكتب املركزي للتعليم الخارجي (‪،)ZAB‬‬ ‫بتعديلها‪.‬‬ ‫مع حوايل ‪ 330‬مهنة مختلفة ضمن نظام‬ ‫التعليم املزدوج‪ ،‬ميكن للرشكات استخدام نظام‬ ‫االعرتاف الرسمي لتقييم أكرث سهولة وتحديد‬ ‫الحاجة املحتملة ملزيد من التدريب‪ .‬وهذا القانون‬ ‫ال يغطي املؤهالت املهنية فحسب‪ ،‬بل يشمل‬ ‫أيضاً إتقان املهن (صفة معلم ملهنة ما) أو‬ ‫تحصيل مؤهالت فنية إضافية‪.‬‬ ‫قرار التعديل‪ ،‬مينح صورة واضحة عن القدرات‬ ‫واملعارف الخاصة مبقدمي الطلبات‪ .‬وميكن‬ ‫للعديد من حملة الشهادات املهنية التقديم‬

‫لتعديل معارف إضافية لديهم مل يتم معادلتها‬ ‫سابقاً‪ ،‬مام يزيد فرص الحصول عىل عمل أفضل‬ ‫أو الرتفع يف الرشكات التي يعملون بها‪.‬‬ ‫إجراءات تعديل الشهادات والخربات املهنية‪:‬‬ ‫ •يتم يف املرحلة االوىل تقديم االستشارة‬ ‫األولية املجانية‪ ،‬يف مراكز خاصة‪ .‬مثل غرف‬ ‫الصناعة والتجارة‪ ،‬والغرف الحرفية‪ ،‬ومراكز‬ ‫تعليم اللغة‪.‬‬ ‫ •يقدم بعدها طلب التعديل ضمن نظام‬ ‫الدراسة املزدوج يف غرفة التجارة والصناعة‬ ‫املركزية يف نورنربغ‪ :‬حيث يتم ملء النموذج‬ ‫الخاص باملعادلة‪ ،‬وتجهيز الوثائق الالزمة‪،‬‬ ‫واالنتباه إىل التعريفات والتكاليف الالزم‬ ‫دفعها‪.‬‬ ‫ •الفحص‪ :‬تفحص االختالفات الرئيسية بني‬ ‫املؤهالت األجنبية واملهنة املرجعية األملانية‪.‬‬ ‫ •عاد ًة يتم اتخاذ القرار يف غضون ثالثة‬ ‫أشهر‪ ،‬ويحدد أيضاً االختالفات املحتملة‪ .‬وال‬ ‫تبدأ فرتة اتخاذ القرار إال بعد تقديم جميع‬ ‫الوثائق املطلوبة‪.‬‬ ‫تخضع إجراءات دراسة األوراق ومعادلة‬

‫املؤهالت املهنية لرسوم مختلفة‪ .‬يعتمد مقدارها‬ ‫عىل لوائح الرسوم الخاصة مبجالس املهن‬ ‫وفقا للوائح الواليات‪ .‬كام تعتمد الرسوم عىل‬ ‫التكاليف الفردية الالزمة‪ ،‬واحتياجات مقدمي‬ ‫الطلبات‪ ،‬ولذلك ال ميكن إصدار بيانات عامة‬ ‫بشأن التكاليف‪.‬‬ ‫معظم غرف الصناعة والتجارة تعترب غرفة‬ ‫التجارة والصناعة املركزية يف نورنربغ مرجعها‬ ‫األسايس يف تسعري تكاليف التعديل‪ .‬ترتاوح‬ ‫الرسوم بني ‪ 100‬و‪ 600‬يورو‪ ،‬وفقاً ملتوسط‬ ‫غرفة التجارة والصناعة املركزية فاملبلغ هو ‪420‬‬ ‫يورو للمهن األساسية و‪ 550‬يورو لألخرى‪.‬‬ ‫وقد وافقت الدوائر الحرفية عىل تعرفة وطنية‬ ‫ترتاوح بني ‪ 100‬و‪ 600‬يورو‪.‬‬ ‫وكقاعدة عامة‪ ،‬تزيد تكاليف الوثائق املطلوبة‬ ‫بسبب كلفة إحضار الوثائق من البلد األم‪،‬‬ ‫واملراسالت والربيد والطباعة والنسخ (يف‬ ‫حاالت فردية حتى نفقات السفر)‪ ،‬والتصديق‬ ‫أو الرتجمة‪ .‬وإذا كانت الوثائق املركزية مفقودة‬ ‫أو ال ميكن الحصول عليها‪ ،‬ميكن تقييم‬ ‫الشهادات القامئة‪ ،‬بإجراء تحليل للمؤهالت مام‬

‫ويتوقف تاريخ استحقاق الرسوم أيضاً عىل‬ ‫السلطة املختصة‪ .‬فقد تُطلب رسوم يف البداية‬ ‫أو عند االنتهاء من اإلجراءات‪ .‬وكقاعدة عامة‪،‬‬ ‫ينص جدول الرسوم عىل إمكانية الدفع‬ ‫كأقساط‪ .‬لكن مل يتم هذا إال نادرا ً جدا ً‪ .‬وأي‬ ‫شخص يسعى ملعادلة كاملة بعد معادلة‬ ‫جزئية لكفاءاته املهنية‪ ،‬سيدفع تكاليف‬ ‫التعديل لهذه املؤهالت‪ .‬ويجدر بالذكر أنه منذ‬ ‫نهاية عام ‪ ،2016‬قدمت الوزارة االتحادية‬ ‫للتعليم والبحوث دعامً مالياً لألجانب الراغبني‬ ‫باالعرتاف مبؤهالتهم املهنية يف أملانيا‪.‬‬

‫للتواصل مع غرفة التجارة والصناعة‬ ‫يف مدينة فرانكفورت للسؤال عن‬ ‫تعديل الكفاءات املهنية املختلفة ميكن‬ ‫التواصل مع‪:‬‬ ‫غابرييال كريشري‬

‫‪0692197-1239‬‬ ‫‪g.kaercher@frankfurt-main.ihk.de‬‬

‫املعلومات الخاصة بتعديل الدراسات‬ ‫الفنية واملهنية ميكن إيجادها تحت‬ ‫الرابط التايل‪:‬‬

‫‪Industrie und handelskammer‬‬ ‫‪Frankfurt am Main‬‬

‫منح دراسية للجامعات والدراسات العليا تقدمها مؤسسة ابن سينا في ألمانيا‬ ‫تُعد مؤسسة ابن سينا“ ”�‪Avicen‬‬ ‫‪ ”na-Studienwerk‬من المنضمين‬ ‫للمنظمات الحكومية المعترف‬ ‫بها والمدعومة حكومياً‪ ،‬التي‬ ‫تقدم الدعم للموهوبين لتحقيق‬ ‫طموحهاتهم الدراسية‪ ،‬من‬ ‫خالل دعم الطالب المسلمين‬ ‫ذوي المعدالت العلمية العالية‬ ‫والمنخرطين في العمل التطوعي‬ ‫االجتماعي بشكل كبير‪ ،‬وذلك‬ ‫في كافة التخصصات سواء‬ ‫للدراسات العليا أو البكالوريوس‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن المؤسسة‬ ‫قدمت منحاً للطالب المسلمين‬ ‫للمرة األولى في ألمانيا عام‬ ‫‪ ،2014‬بعد أن كان في ألمانيا‬ ‫سابقاً مؤسسات تدعم المسيحيين‬ ‫واليهود فقط‪.‬‬ ‫تهدف املؤسسة إىل بناء شاب مسلم ُمتحمل‬ ‫للمسؤولية‪ُ ،‬مؤهل علمياً‪ ،‬ومن الناحية الشخصية‬ ‫ميكن تقدميه الحقاً إىل املجاالت العلمية‬ ‫واألبحاث واالقتصاد والتجارة كام الحال يف‬ ‫املجالني الثقايف والسيايس‪.‬‬ ‫يُقدَّم الدعم ملنظمة ابن سينا من قبل الوزارة‬ ‫االتحادية للتعليم والبحث العلمي“ “�‪Bun‬‬ ‫‪desministerium für Bildung und‬‬ ‫‪ ،“ Forschung‬ومؤسسة مريكاتور إضاف ًة إىل‬ ‫التربعات الخاصة”‪ ”Die Stiftung Mercator‬‬ ‫كام سبق وذكرنا تقدم منظمة ابن سينا الدعم‬ ‫الفكري واملادي للطالب‪ ،‬وسنتطرق بالتفصيل‬ ‫لكل منهام‬

‫الدعم المادي ‪ :‬‬ ‫الطالب الجامعيين‬ ‫(طالب البكالوريوس والماجستير) ‪:‬‬ ‫ •يستطيع الطالب الحصول عىل منحة ابتدائية‬ ‫لغاية ‪ 670‬يورو شهرياً‪ُ .‬ينح لكل الطالب‬ ‫شهرياً بدل رسوم دراسة مقدارها ‪ 300‬يورو‪.‬‬ ‫ •باإلضافة إىل املنحة االبتدائية ميكن أيضاً منح‬ ‫زيادة للعائالت مبقدار ‪ 155‬يورو شهرياً‪،‬‬ ‫زيادة لالعتناء باألطفال مبقدار ‪ 113‬يورو‬ ‫شهرياً للطفل األول‪ ،‬و ‪ 85‬يورو لكل طفل‬ ‫بعد الطفل األول‪.‬‬ ‫ •ال تتجاوز املدة القصوى للدعم عدد الفصول‬ ‫الدراسية املخصصة للفرع الجامعي‪.‬‬ ‫طالب الدكتوراه ‪ :‬‬ ‫ •يستطيع طالب الدكتوراه الحصول عىل منحة‬ ‫ابتدائية لغاية ‪ 1150‬يورو شهرياً‪ .‬تعتمد‬ ‫قيمة املنحة االبتدائية للمتقدم عىل الدخل‬ ‫الشهري للطالب‪/‬الطالبة‪.‬‬ ‫ •باإلضافة إىل املنحة االبتدائية ميكن أيضاً منح‬ ‫زيادة للعائالت مبقدار ‪ 155‬يورو شهرياً‪،‬‬ ‫زيادة لالعتناء باألطفال مبقدار ‪ 113‬يورو‬ ‫شهرياً للطفل األول و ‪ 50‬يورو لكل طفل‬

‫بعد الطفل األول للوصول ملبلغ أقصاه ‪255‬‬ ‫يورو شهرياً‪.‬‬ ‫ •مدة املنحة املقدمة لطالب الدكتوراة‬ ‫غالباً سنتان (وهي فرتة الدعم يف أغلب‬ ‫األحيان)‪ ،‬ومن املمكن متديدها من خالل‬ ‫تقديم طلب متديد ُمفرس بالتفصيل‪ ،‬حيث‬ ‫ميكن متديد فرتة الدعم لسنة واحدة عىل‬ ‫األكرث‪.‬‬ ‫إضاف ًة ملا سبق تدفع املؤسسة رسوم اإلقامات‬ ‫للطالب والباحثني وطالب اللغة واملتقدمني‬ ‫للتدريب‪ .‬املنحة امل ُقدمة غري مسرتدة وال يتوجب‬ ‫دفعها مستقبالً للمنظمة‪.‬‬ ‫تفاصيل املنحة القانونية محددة ومفصلة يف‪ ‬‬ ‫‪Richtlinien des BMBF‬‬ ‫الدعم العلمي والفكري‪:‬‬ ‫ال تقترص املنحة لدى “ابن سينا” عىل قيمتها‬ ‫املادية فقط‪ ،‬بل تتيح الفرصة للحصول عىل‬ ‫استشارات من محارضين جديرين بالثقة‪،‬‬ ‫كام تساعد عىل التواصل الفعال بني الطالب‬ ‫الحاصلني عىل املنحة من أجل تبادل الثقافات‬ ‫والخربات‪ ،‬كام تقيم ندوات حول الديانات‬ ‫املختلفة‪ ،‬إضاف ًة إىل املدارس الصيفية وكورسات‬

‫اللغة‪ ،‬كل هذا يعد أساس الدعم العلمي والفكري‪.‬‬ ‫وإضاف ًة إىل قيام املؤسسة بتقديم الدعم الالزم‬ ‫واملناسب لحاجات الطالب‪ ،‬فإنها تهتم أيضاً‬ ‫باألفكار املطروحة من قبل الحاصلني عىل املنحة‬ ‫وباألعامل التطوعية للمنخرطني فيها‪ ،‬ولذلك‬ ‫يعترب العمل التطوعي نقطة يجب توافرها يف‬ ‫سرية امل ُتقدم الذاتية‪.‬‬ ‫شروط تقديم الطالب الجامعيين‬ ‫وطالب الثانوية العامة للمنحة‬ ‫‪:Bewerbung‬‬ ‫ •الديانة اإلسالمية‪ ،‬ويف حاالت مفرسة ميكن‬ ‫أحياناً لغري املسلمني التقديم والحصول عىل‬ ‫املنحة‪.‬‬ ‫ •أن يكون امل ُتقدم حامالً لجنسية أوروبية أو‬ ‫من أحد الطالب األجانب املتقدمني إلحدى‬ ‫الجامعات األملانية بشهادات الثانوية العامة‬ ‫من البلد األم حسب البند الثامن من قانون‬ ‫الـ ‪BAFÖG‬‬ ‫ •أن يكون املتقدم مسجالً يف جامعة حكومية‬ ‫أملانية معرتف بها‪.‬‬ ‫ •أن يكون متبقياً إلنهاء دراسة املتقدم‬ ‫عىل األقل خمسة فصول دراسية من‬ ‫فرتة الدراسة املنتظمة‪ .‬وال يقبل أي طلب‬ ‫بعد كتابة مرشوع التخرج “‪Bachelor‬‬ ‫‪.”Abschluss‬‬

‫شروط تقديم طالب الدكتوراه‪:‬‬ ‫ •الديانة اإلسالمية‪ ،‬ويف حاالت مفرسة ميكن‬ ‫أحياناً لغري املسلمني التقديم والحصول عىل‬ ‫املنحة‪.‬‬ ‫ •أن يكون املتقدم مسجل أو حاصل عىل قبول‬ ‫من جامعة حكومية أملانية معرتف بها‪.‬‬ ‫ •أن يكون امل ُتقدم يف بداية الدراسة‪.‬‬ ‫ •امل ُتوقع من املتقدمني واملتقدمات للطالب‬ ‫الجامعيني وطالب الدكتوراه‪:‬‬ ‫ •معدل جامعي‪/‬مدريس فوق املتوسط‪.‬‬ ‫ •التطوع االجتامعي‪.‬‬ ‫ •تفسري منطقي ومقنع للتقديم ملؤسسة ابن سينا‪.‬‬ ‫الموعد النهائي للتقديم للطالب‬ ‫الجامعيين وطالب الدكتوراه‪:‬‬ ‫ميكن التقديم يف كال الفصلني الصيفي‬ ‫والشتوي‪:‬‬ ‫ •شهر نيسان\إبريل‪ :‬يبدأ الدعم املادي‬ ‫ابتداءا ً من الفصل الشتوي الالحق‪.‬‬ ‫ •شهر ترشين األول\أكتوبر‪ :‬يبدأ الدعم‬ ‫املادي ابتداءا ً من الفصل الصيفي الالحق‪ .‬‬ ‫ميكن للطالب التقديم مرة أخرى بعد ميض مدة‬ ‫عام كامل عىل آخر تقديم‪.‬‬

‫ترجمة وإعداد‪ :‬محمد صوافته‬

‫طالب هندسة طبية في جامعة مانهايم‬ ‫للعلوم التطبيقية‪ ‬‬ ‫معيد ف ي �‪Mannheimer Abendakad‬‬ ‫‪emie und Volkshochschule GmbH‬‬

‫املصادر‪Avicenna Studienwerk :‬‬


‫‪808‬‬

‫باب مفتوح‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 21‬أيلول ‪September • 2017‬‬ ‫الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول ‪Oktober • 2017‬‬ ‫السنة‪2017‬‬ ‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول‬

‫باب مفتوح‬

‫جربة – الجزء السابع (القهوة)‬ ‫دليل المواد الغذائية األساسية في ألمانيا ونصائح م َّ‬ ‫كولومبيا‬

‫تنقسم القهوة من حيث نوع‬ ‫الحبة إلى نوعين رئيسيين‪ ،‬أرابيكا‬ ‫‪ Arabica‬وهي األكثر جودة‪،‬‬ ‫تنمو حبوبها على ارتفاعات‬ ‫عالية في التربة الغنية‪ ،‬وفي‬ ‫المرتبة الثانية روبوستا ‪Robusta‬‬ ‫التي تفضل زراعتها بدرجة حرارة‬ ‫أعلى وفي ارتفاعات أقل‪.‬‬

‫ريتا باريش‬

‫مدونة سورية متخصصة في مجال‬ ‫المطبخ ومؤسسة مشروع “مطبخ‬ ‫غربة”‪ ،‬وهو مساحة مناقشة مفتوحة‬ ‫وحميمة لالجئين‪/‬المغتربين السوريين على‬ ‫الفيسبوك‪ ،‬متخصصة باألكالت المنزلية‬ ‫السورية المع ّدة في دول االغتراب‪.‬‬ ‫‪ ‬تلقي‪ ‬هذه السلسلة من املقاالت الضوء‬ ‫عىل تنوع املواد الغذائية األساسية‬ ‫املوجودة يف أملانيا‪ ،‬كاألرز والسكر والزيت‬ ‫والقهوة والشاي والبطاطا والطحني‬ ‫والحبوب األخرى‪ ،‬لتكون دليالً يعمل‬ ‫عىل زيادة معرفتكم بها وبأماكن توفر‬ ‫أفضلها‪.‬‬ ‫‪ ‬القهوة‬ ‫ترتبط ثقافتنا ارتباطا ً وثيقا ً بالقهوة‪،‬‬ ‫فهي حارضة يف كل مكان‪ :‬يف املقاهي‪،‬‬ ‫عند بداية النهار وعند العرص‪ ،‬يف‬ ‫الزيارات الرسمية وغري الرسمية‪ .‬يف‬ ‫األفراح واملآتم‪.‬‬ ‫تأيت القهوة يف بالدنا غالبا ً من الربازيل‪،‬‬ ‫وأحيانا ً من كولومبيا‪ ،‬ت ُصنع يف بالدنا‬ ‫بتحميص حبات النب مع الهيل أو بدونه‪،‬‬ ‫وتطحن جيدا ً لتصبح ناعمة كالطحني‪.‬‬ ‫تفضل الغالبية القهوة جيدة التحميص‬ ‫إال من يحبون الطعم الحامض للقهوة‪.‬‬ ‫تغىل القهوة يف “الدلة” مع السكر‪،‬‬ ‫وبالتايل يُسأل الضيف عن كيفية تفضيله‬ ‫لقهوته قبل التقديم (سادة‪ ،‬حلوة أوعىل‬ ‫الريحة)‪ .‬ويقدم الرائق يف فناجني‬ ‫صغرية‪ .‬تخصص القهوة املرة للآمتم‬

‫ويف األرياف تكون حارضة يف األفراح‬ ‫أيضا ً‪ ،‬وهي تصنع من القهوة املحمصة‬ ‫جيدا ً واملطحونة بشكل خشن واملغلية‬ ‫طويالً مع حبات الهيل ثم تصفى وتصب‬ ‫يف مصبات النحاس املبيض وتقدم يف‬ ‫فناجني خاصة‬ ‫تنمو القهوة تقريباً يف كل جزء من املنطقة‬ ‫االستوائية ضمن مايدعى “حزام القهوة”‪ ،‬بني‬ ‫خطوط العرض ‪ 25‬درجة شامالً و ‪ 30‬درجة‬ ‫جنوباً‪.‬‬ ‫كل يشء تقريباً يؤثر عىل نوعية ونكهة‬ ‫القهوة‪ :‬املناخ والصنف ونوعية الرتبة‪ ،‬األمطار‬ ‫وأشعة الشمس‪ ،‬الرطوبة واالرتفاع عن سطح‬ ‫األرض‪ ،‬إضاف ًة إىل طريقة التخمري والتحميص‬ ‫والطحن والتحضري‪.‬‬ ‫تزرع القهوة في أكثر من ‪ 50‬بلد ًا‬ ‫وهذه أهم خصائصها‬ ‫الكاريبي وأمريكا الوسطى‬ ‫تنحدر جميع أصناف األرابيكا يف منطقة‬ ‫البحر الكاريبي واألمريكتني من شتلة واحدة‬ ‫أخذها شخص يدعى ‪Gabriel de Clieu‬‬

‫غابريييل دي كليو إىل املارتينيك خلس ًة من‬ ‫حدائق امللك لويس الرابع عرش‪.‬‬ ‫كوستاريكا‬ ‫لها أقوى نكهة يف أمريكا الالتينية‪ ،‬كاملة‬ ‫القوام وحمضية‪ .‬وتزرع أفضل األصناف عىل‬ ‫الجبال عىل طول ساحل املحيط الهادئ‪.‬‬ ‫جامايكا‬ ‫أغالها قيمة تزرع عىل ارتفاعات عالية‪ .‬أندر‬ ‫األنواع وأجودها هي ‪ Blue Mountain‬الجبل‬ ‫األزرق‪ ،‬تحتكر الدولة اإلنتاج يف تلك املزارع‪.‬‬ ‫وتتسم حبوبها املحمصة بالحالوة والنكهة‬ ‫والقليل من الحموضة والقوام الكامل‪.‬‬ ‫غواتيماال‬ ‫تتميز بنكهة مدخنة وحموضة عالية‪..‬‬ ‫هايتي‬ ‫تحمص جيدا ً‪ ،‬ويصدر معظم اإلنتاج‬ ‫إىل فرنسا وإيطاليا‪ .‬من سامتها النكهة‬ ‫الكاملة‪ ،‬وهي حلوة قليالً متيل إىل‬

‫الحموضة ولألصناف املزروعة يف‬ ‫بورت أو برنس رائحة نفاذة وطعم‬ ‫حريف‪.‬‬ ‫المكسيك‬ ‫القهوة املكسيكية غنية القوام وحامضة قليالً‬ ‫ورائحتها عطرية‪ .‬أغالها تلك التي تزرع يف‬ ‫املرتفعات‪.‬‬ ‫امريكا الجنوبية‬ ‫أدخلت القهوة ألول مرة إىل أمريكا‬ ‫الجنوبية يف القرن ‪ ،18‬من قبل‬ ‫املستعمرات الهولندية والفرنسية‪ .‬وتم‬ ‫تهريب حبوب النب الحقاً إىل الربازيل‪.‬‬ ‫وبفضل الظروف املناخية املواتية‪ ،‬تزرع‬ ‫القهوة اليوم يف العديد من البلدان أمريكا‬ ‫الجنوبية‪.‬‬ ‫البرازيل‬ ‫أكرب منتج لحبوب اآلرابيكا يف العامل‪ .‬أهم‬ ‫أصنافها ‪ Maragogipe‬ماراغوجيب ذات‬ ‫الحبة العمالقة‪ ،‬وهي نتيجة لطفرة نباتية‬ ‫لصنف اآلرابيكا‪.‬‬

‫ثاين أكرب منتج يف العامل بفضل التضاريس‬ ‫والظروف املناخية املستقرة‪ ،‬وهي األوىل من‬ ‫حيث الجودة‪ .‬أغىل األصناف تأيت من ميديلني‬ ‫‪ ، Medellin‬غنية القوام‪ ،‬وهناك أيضاً القهوة‬ ‫الكولومبية املعتقة التي تعتق حبوبها حتى ‪8‬‬ ‫سنوات قبل تحميصها وطحنها لتنتج قهوة‬ ‫ذات قوام مركز‪.‬‬ ‫فنزويال‬ ‫أجود األنواع تنمو عىل طول الحدود‬ ‫الكولومبية‪ ،‬وتعترب األرقى رغم عدم شهرتها‪.‬‬ ‫ومتتاز أصناف مرييدا وكراكاس‪ ،‬بحموضة‬ ‫منخفضة وقوام خفيف‪ ،‬تحظى بشعبية‬ ‫خاصة يف أوروبا‪.‬‬ ‫إفريقيا‬ ‫أصبحت منتجاً متزايد األهمية يف السوق‬ ‫الدولية‪ .‬ورغم أن أرابيكا أتت من إثيوبيا‪ ،‬فإن‬ ‫‪ 75٪‬من حبوب النب اإلفريقية هي من أنواع‬ ‫روبوستا‪ ،‬األكرث مقاومة لألمراض وتضمن‬ ‫حصادا أكرث وفرة من أرابيكا‪ .‬وتعترب أنغوال‬ ‫وساحل العاج وأوغندا أكرب منتجى روبوستا‪.‬‬ ‫وإثيوبيا وكينيا هام الوحيدتان املنتجتان‬ ‫لألرابيكا‬ ‫آسيا و هاواي‬ ‫تعد الهند أكرب منتج للنب يف آسيا وينمو فيها‬ ‫أرابيكا وروبوستا‪ .‬أما جاوة وسومطرة وجزر‬ ‫هاواي فكانوا من أول املنتجني الدوليني‪ .‬أما‬ ‫اليمن فينبت أجود أنواع اآلرابيكا “املخا”‪،‬‬ ‫ومنه كلمة موكا وتشغل اليوم زراعة القات‬ ‫املساحات املناسبة لزراعة النب العدين‪ ،‬مام‬ ‫جعل إنتاج اليمن يتدىن باضطراد خالل القرن‬ ‫املايض‪.‬‬

‫المطبخ السوري في برلين‬

‫مبادرة سالم وخطوة نحو االندماج‬ ‫زينة قنواتي‬

‫صحافية سورية مقيمة في براغ‪،‬‬ ‫حاصلة على شهادة تدريبية في عالج‬ ‫الصدمة عند األطفال‪.‬‬

‫يقول أحد الشبان الذين يعملون في‬ ‫محل لصناعة الحلويات اإلدلبية في برلين‪،‬‬ ‫ّه يمارس مهنته منذ أن كان في‬ ‫بأن ُ‬ ‫ّه‬ ‫ن‬ ‫وبأ‬ ‫سوريا‪،‬‬ ‫في‬ ‫أريحا‬ ‫بلدة‬ ‫في‬ ‫الثامنة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫لم يدخل المدرسة أو يتعلم القراءة‬ ‫والكتابة باللغة العربية أبداً‪ ،‬على أنه‬ ‫ملزَم بتعلم اللغة األلمانية اآلن‪ .‬ويقول‬ ‫لي بفخر وهو يتابع عمله بشغف‪:‬‬ ‫تقن قراءة وكتابة اللغة‬ ‫أنا اآلن أُ ِ‬ ‫األلمانية‪.‬‬

‫ُفس هذه الظاهرة بأنها املرحلة األوىل‬ ‫وهنا ت َ‬ ‫لشفاء الكسور التي خلّفتها الحرب السورية‪،‬‬ ‫وذلك بدمج املجتمع السوري املتباين يف مدينة‬ ‫برلني‪ ،‬ومل شمله تحت سقف الطعم الطيب‪.‬‬ ‫وستأيت يف املرحلة الثانية البيئة الحاضنة‬ ‫األملانية‪ ،‬لتُصبح امل ُستهدَف األسايس والحقيقي‬ ‫للمطبخ السوري يف برلني‪.‬‬

‫يخلق السوريون أينام حلّوا بيئتهم املالمئة‪،‬‬ ‫ويلجؤون من أجل ذلك للعديد من الطرق‪،‬‬ ‫أه ُّمها املطبخ‪ .‬فعندما متيش يف برلني يف‬ ‫شارع الزونن آيل (شارع العرب)‪ ،‬تتبادر إىل‬ ‫ذهنك شوارع مدينتك السورية التي كانت تعج‬ ‫باملطاعم‪ ،‬والروائح الزكية‪ ،‬والعائالت الكثرية‬ ‫األوالد‪ ،‬والشباب الذي يلتهمون صواريخ‬ ‫الشاورما‪ ،‬والكباب‪ ،‬ويتبعونها بطبق املدلوقة‬ ‫الشهية‪.‬‬ ‫وتتفاوتُ مشاعر الوافد الجديد عندما مييش‬ ‫يف هذا الشارع‪ ،‬فهو يشبه املكان الذي جاء‬ ‫منه إىل حد التطابق أحياناً‪ ،‬ولك َّنه ليس هو‪،‬‬ ‫وتتالعب الذاكرة بالصور القدمية لت َم ِ‬ ‫وضعها‬ ‫يف مكانها الجديد‪ ،‬وتُساهم بخلط أوراق‬ ‫السوري عالِقاً يف‬ ‫القديم مع الحديث‪ ،‬فيبقى‬ ‫ُّ‬ ‫مكانٍ وسطي ما بني ٍ‬ ‫ماض مل ي ُعد باإلمكان‬ ‫رض يُشبهه بطريقة مربكة‪.‬‬ ‫الوصول إليه‪ ،‬وحا ٍ‬ ‫االندماج السوري السوري قبل‬ ‫السوري األلماني‬ ‫ينحدر السوريون عموماً من خلفيات ُمتباينة‬ ‫رغم انتامئهم لنفس البلد‪ ،‬ولك ّنهم يشرتكون‬ ‫بالقضية ذاتها؛ الحرب الدائرة يف بالدهم‬

‫ولعل للمطبخ الدور األهم‬ ‫واللجوء الحديث‪ّ .‬‬ ‫يف تحقيق االندماج السوري الداخيل‪ ،‬قبل‬ ‫االندماج مع البيئة الحديثة‪ ،‬فالسوريون‬ ‫يتشاركون ذكرياتَ املطبخ نفسها‪ ،‬والتي‬ ‫خ روتيني مل‬ ‫تعود بهم إىل مكان آمنٍ ‪ ،‬وتاري ٍ‬ ‫يكن يجتمع فيه السوريون غالباً يف حدث ّإل‬ ‫بوجود الطعام‪ ،‬هذا إن مل يكُن اجتامعهم من‬ ‫أجل الطعام وحده‪.‬‬ ‫ومنهُ‪ ،‬فإن أصحاب املطابخ واملحالت السورية‬ ‫يف برلني‪ ،‬يَ ِ‬ ‫ستهدفون الزائر السوري قبل‬

‫األملاين‪ ،‬ويتوجهون إليه لغةً‪ ،‬وطعامً‪ ،‬وذاكرة‪،‬‬ ‫ويُقدّمون له عربون الثقة‪ ،‬والتواصل اآلمن‪،‬‬ ‫فالطعام كان الوسيلة األوىل للتواصل‪،‬‬ ‫جنيت‬ ‫َهب ما‬ ‫َ‬ ‫ولِتقدميه دالالتٌ كثرية‪ ،‬منها أنك ت ُ‬ ‫ٍ‬ ‫لشخص‪َ ،‬‬ ‫يهبك يف املقابل الثقة‬ ‫صنعت‬ ‫وما‬ ‫َ‬ ‫ويتناول ما لديك دون ٍ‬ ‫شك أو خوف‪.‬‬

‫المطاعم السورية تتمسك باسم‬ ‫العاصمة دمشق‬ ‫حظ أن النسبة الكُربى من املطاعم ومحالت‬ ‫يُال َ‬ ‫بيع الطعام السوري قد أطلقت اسم شام أو‬ ‫دمشق عىل محالها‪ ،‬وذلك رغم تقدميها ألنوا ٍع‬ ‫تخصصية من الطعام‪ ،‬الذي ينحدر من املطبخ‬ ‫الحميص‪ ،‬والديري‪ ،‬واإلدلبي‪ ،‬وغريها‪ .‬وعند‬ ‫الحديث مع أصحاب املحال عن هذه الظاهرة‪،‬‬ ‫تفاوتت اإلجابات‪ ،‬ولكن اإلجامع كان عىل‬ ‫شهرة املدينة وأصالتها‪ ،‬فبال ُد الشام كانت اسامً‬ ‫إلقليم كامل‪ ،‬كام أن سوريا تعرف بكلمة شام‪.‬‬

‫والسوريون يف هذه الحالة‪ ،‬يتجاهلون البيئة‬ ‫الحاضنة إىل ح ٍّد ما‪ ،‬فعىل الرغم من وجود‬ ‫رواد أملان لهذه األماكن‪ّ ،‬إل أن الوجود السوري‬ ‫هو الطاغي‪ ،‬وهو املستهد ُ‬ ‫َف األول‪.‬‬

‫ورمبا تحمل هذه الظاهرة رغبة غري مبارشة‬ ‫تحت اسمٍ‬ ‫بتوحيد الهوية السورية ودمجها َ‬ ‫واحد‪ ،‬ال يرتبط بالحرب واألزمات ارتباطاً‬ ‫وثيقاً كام ترتبط كلمة‪ :‬سوريا‪.‬‬


‫قم بإجراء املكاملات الهاتفية لخارج البالد بسعر مناسب مع البطاقة ُمسبقة الدفع‬ ‫مع ‪ Ortel Mobile‬ميكنك مواصلة االستمتاع مبزايا إجراء املكاملات الهاتفية مع بطاقة الج ّوال ُمسبقة الدفع‪ .‬واعتبا ًرا من هذه اللحظة‪ ،‬أصبحت الخيارات‬ ‫تشتمل عىل املزيد من الدول وميكنك استخدام جوالك يف الدول األوروبية كام يحلو لك‪.‬‬

‫هكذا يتم إجراء املكاملات الهاتفية الدولية من خالل ‪Ortel‬‬

‫‪ 1‬قم بإجراء املكاملات الهاتفية بسعر‬ ‫مناسب من أملانيا إىل بلدك‪.‬‬

‫‪ 2‬إجراء املكاملات الهاتفية‬ ‫والتصفّح من أملانيا‪.‬‬

‫‪ 3‬مع الخيارات العاملية‪ :‬قم بإجراء املكاملات الهاتفية‬ ‫والتصفّح من أملانيا إىل جميع دول االتحاد األورويب‬ ‫والعكس‪ .‬وال يتوفر هذا لدى معظم الباقات املحجوزة‬ ‫ذات السعر الثابت يف أملانيا‪ ،‬والتي تقدمها رشكات‬ ‫الجوال األخرى‪ .‬ومن خالل إلغاء رسوم التجوال‪ ،‬يصبح‬ ‫سعر املكاملات الهاتفية من خارج البالد أقل‪ .‬بينام تظل‬ ‫املكاملات الهاتفية من أملانيا إىل دول االتحاد األورويب‬ ‫األخرى مرتفعة السعر نتيجة لتغري القانون ‪ -‬أو مع‬ ‫‪ :Ortel Mobile‬بسعر مناسب مل يتغري‪.‬‬

‫‪ 4‬كام ميكنك إجراء املكاملات‬ ‫الهاتفية‪ ،‬والتصفّح‪ ،‬وإرسال‬ ‫الرسائل من خالل خدمة املراسلة‬ ‫واستخدام شبكات التواصل‬ ‫االجتامعي خارج البالد‪ :‬ميكنك‬ ‫االستمتاع بكل هذه املزايا يف‬ ‫جميع دول االتحاد األورويب‪.‬‬

‫تظل بطاقات ‪ُ SIM‬مسبقة الدفع ُمف ّعلة‬ ‫‪..................................................................................................‬‬ ‫ •مرنة‪ :‬بدون عقد‪ ،‬ميكن حجز الخيارات وخصم قيمتها‪.‬‬ ‫ •التحكم الكامل يف التكاليف‪ :‬ال تلزم نفقات مرتبطة وال بيان باالرتباط بالحساب البنيك‪.‬‬ ‫ •مجانية‪ :‬ال يلزم توفر سكن ثابت يف أملانيا‪.‬‬ ‫ •بسعر مناسب‪ :‬إجراء املكاملات الهاتفية واتصال عايل الرسعة باإلنرتنت خارج البالد‪.‬‬

‫تقديم إثبات الشخصية مع بطاقات ‪ُ SIM‬مسبقة الدفع‬

‫القوانني الجديدة سارية منذ ‪ 1‬يوليو ‪ 2017‬عىل جميع‬ ‫مقدمي خدمات االتصاالت يف أملانيا‪ .‬لذلك‪ ،‬عليك تقديم‬ ‫إثبات شخصية ساري لتسجيل بطاقة ‪ SIM‬الخاصة بك‪.‬‬ ‫وميكن أن يكون إثبات شخصية أجنبي أيضً ا‪،‬‬

‫أو جواز سفر‪ ،‬أو ترصيح إقامة‪ ،‬أو ما شابه ذلك‪ .‬عند‬ ‫استخدامك لبطاقة ‪ُ SIM‬مسبقة الدفع‪ ،‬لن يتغري أي يشء‬ ‫بالنسبة لك‪ .‬ميكنك االستمرار يف إجراء املكاملات الهاتفية‬ ‫والتصفّح باستخام بطاقة ‪ SIM‬الخاصة بك دون تغيري‬


‫باب القلب‬

‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 21‬أيلول ‪September • 2017‬‬ ‫الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول ‪Oktober • 2017‬‬ ‫السنة‪2017‬‬ ‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول‬

‫يسميه‪ ،‬وقبل ثالثة أعوام يف انتخاباته‬ ‫الرئاسية التي سمح فيها لشخصني أن‬ ‫يرتشحا مقابله‪ .‬وحدث أيضاً أين عشت كل‬ ‫تلك التمثيليات‪ ،‬لكن مل يتح يل إال التعليق‬ ‫عليها والسخرية منها يف الرس بطبيعة‬ ‫الحال‪ ،‬دون أن أمتكن من املشاركة فيها‬ ‫كوين فلسطيني‪ ،‬وليس لفلسطينيي الشتات‬ ‫الحق يف املشاركة يف انتخابات بلد أجنبي‬ ‫عنهم‪ .‬وحقيقة ليس لهم الحق يف املشاركة‬ ‫بأي انتخابات كونهم سيبقون أجانب وبدون‬ ‫وطن‪ ،‬كام تسميهم الحكومات األوروبية‬ ‫جهرا ً‪ ،‬والحكومات العربية رسا ً‪.‬‬ ‫وألنني من النوع الفلسطيني النادر‬ ‫(فلسطينيو السبعين)‬

‫أحلم أن أنتخب‬ ‫محمد داود‬ ‫كاتب سوري ‪ /‬فلسطيني‬ ‫مقيم في هولندا‬

‫ربع قرن ونيّف هي الفرتة التي كان يُفرتض‬ ‫أن يحق يل خاللها االنتخاب والرتشح‪ ،‬سواء‬ ‫النتخابات برملانية أورئاسية يف أي وطن‬ ‫جل حيايت‬ ‫أعيش فيه‪ .‬وأنا عشت يف سوريا ّ‬ ‫ولألسف كانت كلها يف عهد نظام األسد‬ ‫(األب واالبن)‪.‬‬ ‫وحدث أن قام نظام األسد بإنتاج متثيلية‬ ‫الدميقراطية وقدم منوذجه يف االنتخابات‬ ‫والرتشح عىل األقل فيام يتعلق بانتخابات‬ ‫الربملان أو مجلس الشعب كام يحب أن‬

‫مل أمتكن من حمل بطاقة اإلقامة املؤقتة يف‬ ‫سوريا ومل أنعم بصفة الالجئ التي تتيح‬ ‫لفلسطينيي سوريا العمل يف املؤسسات‬ ‫العامة والحكومية وعضوية النقابات التي‬ ‫تحدث فيها انتخابات ويستطيع من يعمل‬ ‫ملنصب ما‪.‬‬ ‫فيها أن يرشح نفسه‬ ‫ٍ‬ ‫أنا الفلسطيني الـ”بدون”‪ ،‬الذي رمته‬ ‫األقدار ذات حرب على أطراف غوطة‬ ‫دمشق‬ ‫أنا من قرأ عن الدميقراطيات يف العامل‬ ‫منذ بدء التاريخ وعرف جان جاك روسو‬ ‫وعقده االجتامعي متلمساً خطى أرسطو‬ ‫وأفالطون يف جمهوريته الفاضلة‪ .‬من‬ ‫قرأ آداب سكان األرض وعرف عن حياتهم‬ ‫وعاداتهم وحقوقهم وواجباتهم واملظامل‬ ‫والظلم الذي تعرضوا له‪ ،‬ليس يل الحق بأن‬ ‫أكون مثلهم‪ ،‬بل ليس يل أن أقرر فيام إذا‬ ‫ٍ‬ ‫مجلس‬ ‫شخص ما مؤهالً لتمثييل يف‬ ‫كان‬ ‫ٌ‬ ‫قد يستطيع مواجهة السلطة إن طغت‬ ‫وتجربت‪ ،‬ويستطيع سن القوانني وإقرارها‬

‫باب القلب‬ ‫أو تعديلها أو التصويت ضدها‪ .‬ال يحق‬ ‫يل أن أكون مم ِثالً لجامع ٍة انتخبتني‪ ،‬وال‬ ‫أستطيع مبوجب هذا االنتخاب مساندتها يف‬ ‫وجه املظامل‪.‬‬ ‫كنت أرى خيام المرشحين في العرس‬ ‫الديمقراطي األسدي‪ ،‬وأرى حفالت‬ ‫الدبكة والشاي والقهوة والطعام في‬ ‫كثير منها‪.‬‬ ‫أعرف الكثريين ممن عملوا يف خدمة هذا‬ ‫املرشح أو ذاك‪ ،‬وكذلك خطاطني ورسامني‬ ‫يعتربون فرتة االنتخابات موسامً مثمرا ً‬ ‫إلنتاج الالفتات التي تلفق الوعود املجانية‪،‬‬ ‫وأعرف الكثريين ممن ينتظرون الـخمسامئة‬ ‫لرية والحقاً األلف لرية وأحياناً أشياء يتاجر‬ ‫بها املرشح‪ ،‬وصلت حتى ملواد الدهان‪،‬‬ ‫يتلقونها من خدم املرشح مقابل بيع‬ ‫صوتهم‪ ،‬وحتى هذه املفسدة الصغرية مل‬ ‫يتح يل املشاركة فيها أو االستفادة منها‪.‬‬ ‫هل أريد أن أترشح لمنصبٍ ما‪ ،‬كعضوية‬ ‫نقابة مثالً‪ ،‬أو برلمان‪ ،‬أو لرئاسة‬ ‫الجمهورية ال سمح اهلل؟‬ ‫بالتأكيد ال‪ .‬ال يسمح عقيل بهذه الرفاهية‬ ‫املطلقة يف التفكري‪ ،‬فقط أريد حقي يف‬ ‫رؤية صويت رقامً يف نتائج مرشح ما‪ ،‬حقي‬ ‫باملساواة مع البرش حتى لو مشوا كالقطيع‬ ‫يف بلد يحكمه التيس‪.‬‬ ‫أنا يف هولندا منذ عامني تقريباً وحصلت‬ ‫أخريا ً عىل صفة الالجئ‪ .‬يف منتصف آذار‬ ‫املايض انتخب الشعب الهولندي مرشحيه‬ ‫لعضوية الربملان‪ ،‬هذه االنتخابات التي‬ ‫تؤدي لتشكيل الحكومة الجديدة‪ ،‬والتي حل‬ ‫فيها حزب الشعب للحرية والدميقراطية‬ ‫بزعامة مارك روته يف املرتبة األوىل‪ ،‬وجاء‬

‫األصوات لن تحسب ولكنهم يهتمون‬ ‫مبعرفة رأينا"‪.‬‬ ‫وهكذا صارت االنتخابات األملانية حارض ًة‬ ‫يف بيتنا يومياً‪ ،‬وال بأس من االعرتاف‬ ‫أنها كانت مناسبة يل يك أعرف أكرث عن‬ ‫الربامج االنتخابية لألحزاب‪ ،‬مبا كانت‬ ‫زيا (‪ 10‬سنوات) تضيفه ملعلومايت كل‬ ‫يوم‪" .‬ماما اليوم جاؤوا إىل املدرسة‬ ‫وطلبوا منا التصويت‪ ،‬ووضع األوراق‬ ‫يف الصندوق دون أن يرى أحد ما نكتب‪،‬‬ ‫قالوا إنه صوتنا ويجب أال نخرب أحدا ً عن‬ ‫قرارنا‪ ،‬ألن هذا حقنا واختيارنا"‪.‬‬ ‫بعد قليل من التمنع ستخربين ابنتي أنها‬ ‫صوتت لالتحاد الدميقراطي املسيحي‬ ‫(‪" .)CDU‬ألنو حزب أنغيال مريكل‬ ‫وأنا بحبها وبحب كل يشء بتقوله"‪.‬‬ ‫وزيادة بالتربير لقرارها‪ ،‬بدأت بتعداد‬ ‫عدد من األحزاب ورشح بسيط (يتناسب‬ ‫وعمرها)‪" :‬ماما أنا بحب حزب الخرض‬ ‫بس البيئة ما هيي كل يش بالحياة‪.".....‬‬

‫ابنتي وأنا وأنغيال ميركل‬

‫ميديا داغستاني‬ ‫ناشطة سورية في مجال حقوق اإلنسان‬ ‫مقيمة في ألمانيا‪ .‬تكتب في المواقع‬ ‫العربية‪ ،‬ولها تحقيقات صحفية مترجمة‬ ‫لأللمانية‪.‬‬

‫بالفضول الطبيعي لدى األطفال كانت‬ ‫ابنتي "زِيا" تقرأ‪ ،‬ونحن نسري يف‬ ‫الشارع‪ ،‬إعالنات املرشحني لالنتخابات‬ ‫الربملانية األملانية التي ستجري قريباً‬ ‫مع أسامء االحزاب والشعارات وتسالني‬ ‫عنهم‪ ،‬وعن معاين بعض التعابري التي‬ ‫تستغلق عليها‪ .‬السؤال األهم هو الذي‬ ‫أىت تالياً‪" :‬ماما انت مني رح تنتخبي؟"‪.‬‬ ‫رغم أن كلمة تنتخبي هكذا مرفقة مع ياء‬ ‫امل ُخاطَب والذي هو أنا يف هذه الحالة‬ ‫قد بدت يل غريبة (أجنبية)‪ ،‬إال أين‬ ‫بصفتي أم اضطررت للتامسك واإلجابة‪:‬‬

‫أنا لست أملانية‪ ،‬وال يحق يل االنتخاب"‬ ‫وأتبعت إجابتي برشح عن الفارق بني‬ ‫املواطن واملقيم وأنواع اإلقامات والحقوق‬ ‫وغريها‪.‬‬ ‫قبل االنتخابات بأسبوعني وبينام كنا‬ ‫عائدتني إىل البيت ستخربين زيا بتفاخر‬ ‫ظاهر‪" :‬ماما أنت ال تستطيعني االنتخاب‬ ‫ولكن أنا استطيع‪ .‬اليوم رشحوا لنا‬ ‫باملدرسة عن األحزاب املرشحة‪ ،‬وأخربونا‬ ‫أن كل طفل يف أملانيا سواء كان أملاين‬ ‫أم ال‪ ،‬يحق له التصويت‪ .‬وقالوا أن هذه‬

‫كانت زيا تتابع حديثها‪ ،‬وأنا استحرض‬ ‫يف ذاكريت املدرسة والبدلة العسكرية‬ ‫التي كنا نرتديها‪ ،‬ومدربات الرتبية‬ ‫العسكرية (الفتوة)‪ .‬العقوبات‬ ‫واإلهانات‪ ،‬واالتهام بالوقاحة وقلّة‬ ‫األدب عند إبداء أي رأي‪ .‬تذكرت مدرسة‬ ‫الديانة يف الصف الثامن اإلعدادي‬ ‫وكيف طردتني من حصتها لفصل‬ ‫كامل بسبب سؤايل عن القضاء والقدر‬ ‫وعن معضلة اإلنسان إن كان مخريا ً‬ ‫أم مسريا ً‪ ،‬التي مل أفهمها حقا ً‪ .‬قالت‬ ‫أستاذة الديانة أن سؤايل فاسد‪ ،‬يف‬ ‫البيت قال أيب ليس هناك من سؤال‬ ‫فاسد يف الحياة‪.‬‬

‫حزب الحرية اليميني املتطرف بزعامة‬ ‫خريت فيلدرز يف املرتبة الثانية‪ ،‬ورأيت‬ ‫الهولنديني وحامسهم وترقبهم للنتائج‬ ‫التي تعترب مفصالً أوروبيا حاسامً يف‬ ‫ظل صعود التيارات الشعبوية والعنرصية‬ ‫املعادية لالجئني واألجانب ويف ظل دعوات‬ ‫االنفصال عن أوروبا‪.‬‬ ‫تابعت النقاشات حول االنتخابات عىل‬ ‫التلفزيون الهولندي ويف الشارع واملدرسة‬ ‫وشاركت يف بعضها‪ .‬بعضهم قال أن‬ ‫الهولنديني ال يفضلون رئيس الوزراء‬ ‫الحايل لكنهم بطبيعة الحال لن يصوتوا‬ ‫لليميني املتطرف‪ ،‬وإن متكن من الفوز فلن‬ ‫يتمكن من تشكيل حكومة ألن األحزاب‬ ‫املعتدلة القوية لن تشاركه فيها‪ .‬بالطبع‬ ‫ليست االنتخابات يف هولندا أو يف أي‬ ‫دول ٍة أخرى هاجساً‪ ،‬إمنا هاجيس هو أن‬ ‫أمتكن من املشاركة فيها والتعبري عن رأيي‪،‬‬ ‫واستطاعتي يف قول‪ :‬ال أريد هذا املرشح‬ ‫وأريد ذاك‪ ،‬أو أن أحتفظ بحقي يف عدم‬ ‫التصويت‪ ،‬نعم ال أريد التصويت هذه السنة‪،‬‬ ‫هذه حريتي‪ ،‬ال أريد التصويت وأنا قادر عىل‬ ‫التصويت‪ ،‬وليس ألنني ال أستطيع‪.‬‬ ‫قد أحصل في العام القادم أو الذي يليه‬ ‫على هذا الحق‪ ،‬قد أمارسه أو أحجبه‬ ‫عن المرشحين‪ ،‬وقد يزداد طموحي‬ ‫فأفكر برفاهية هذه المرة بأن أرشح‬ ‫نفسي‪ ،‬حتى لو كنت مشروع مواطن‬ ‫مفلس في دولة ثرية‪.‬‬ ‫وبالتأكيد سينال طفالي هذا الحق بعد‬ ‫سنوات‪ ،‬ولن يكون يف ذاكراتهم خيم‬ ‫العرس الدميقراطي السوري أو العريب‪،‬‬ ‫سيرتشحون أوسينتخبون‪ ،‬ويحققون أبسط‬ ‫األحالم؛ املساواة مع باقي البرش يف أبسط‬ ‫الحقوق‪.‬‬

‫زيا تتابع رشحها وأنا أفكر‪ ،‬لطاملا كنت‬ ‫سيئة ووقحة وقليلة أدب باملقاييس‬ ‫السورية‪ ،‬ولطاملا كرهت القوانني‪،‬‬ ‫وسعيت ملخالفتها‪ .‬ارتدي كنزة سوداء‬ ‫بدل العسكرية‪ ،‬أفرد شعري‪ ،‬وأحرص‬ ‫عىل عدم اعتامر القبعة (السيدارة)‬ ‫العسكرية‪ .‬لدي صعوبة يف تذكر عدد‬ ‫املرات التي فصلت فيها من املدرسة‪ ،‬أو‬ ‫أُهنت وعوقبت "مشية البطه"‪ .‬مشية‬ ‫البطة؟ مصطلح رمبا لن يعرفه سوى من‬ ‫كان طالباً يف املدارس السورية يف زمن‬ ‫البعث واألسد‪.‬‬ ‫أحاول اليوم وأنا هنا يف أملانيا‪ ،‬أن أفهم‬ ‫كيف لطفلٍ أن يعيش يف هذا النظام‬ ‫القمعي القائم عىل تحقري وتبخيس‬ ‫مقدراته‪ ،‬بل وحتى أسئلته؟ كيف ميكن‬ ‫لطفلٍ كهذا أن يكون سوياً فيام بعد؟‬ ‫كيف لحياة قامئة برمتها عىل القمع‬ ‫من األرسة إىل املدرسة ثم إىل عموم‬ ‫عنف منزيل‬ ‫الدولة‪ ،‬أن تكون سويّة؟‪ٌ .‬‬ ‫ومدريس‪ ،‬ومعايري يحددها األب (تقابله‬ ‫يف املدرسة آنسة الفتوة) ملا يجوز وما ال‬ ‫يجوز‪ .‬عقوبات يف البيت ويف املدرسة‪،‬‬ ‫لينتهي األمر بسلطة كاملة يف البلد‬ ‫قامئة عىل القمع واالستبداد‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬وأنا أرى ابنتي بكل ما متلكه‬ ‫من ثقة بالنفس‪ ،‬ومبدى إدراكها‬ ‫ألهمية وجودها عموماً‪ ،‬وأهمية صوتها‬ ‫االنتخايب وهي مازالت يف العارشة‪،‬‬ ‫وهي تجيد الرشح عن التاميزات بني‬ ‫األحزاب األملانية‪ ،‬أخبئ دمعتي عنها‪،‬‬ ‫وأحلم أنه يف يوم ما‪ ،‬سوف تذهب لجنة‬ ‫انتخابية لتدرب األطفال يف مدرسة‬ ‫ابتدائية سوريّة عىل أن يكون لهم‬ ‫صوت‪ ،‬مجرد صوت‪.‬‬


‫باب القلب‬ ‫‪11‬‬ ‫‪ Oktober‬ةنسلا‬ ‫‪2017‬دع•لا ‪ -‬ةيناثلا‬ ‫األول ‪ 12‬د‬ ‫تشرينوليأ ‪-‬‬ ‫العدد‪ 7102- •22re‬ل‬ ‫الثانية‪bme-tp‬‬ ‫السنة ‪eS‬‬ ‫‪11‬‬

‫باب القلب‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول ‪2017‬‬

‫موسم الهجرة‬ ‫إلى الشمال‬ ‫سلمى الدمشقي‬ ‫موسم الهجرة إىل الشامل‪ ،‬عنوان رواية للكاتب السوداين‬ ‫"الطيب الصالح" قرأتها يف بداية التسعينات‪ ،‬لفتني‬ ‫حلم بلدان الجنوب بالهجرة إىل بلدان الشامل‪ ،‬إىل القارة‬ ‫األوروبية حيث حرية اإلنسان والعدالة‪ ،‬واآلن وقد مرت‬ ‫أكرث من خمس سنوات عىل بدء نزوح السوريني إىل بالد‬ ‫الشتات‪ ،‬منهم مازال يف املخيامت أو دول الجوار العريب‪،‬‬ ‫ومنهم من حالفه الحظ ووصل إىل أوروبا‪ ،‬وحقق حلمه‪.‬‬ ‫تعددت أسباب الهجرة السورية‪ :‬الخوف من االعتقال‪،‬‬ ‫الهروب من قمع النظام‪ ،‬الخوف من قصف الطائرات‬ ‫والقذائف‪ ،‬الهرب من داعش ومشتقاتها‪ ،‬والحلم بحياة‬ ‫أفضل لألطفال‪ .‬وبعد خمس سنوات من النزاع قليلة هي‬ ‫العائالت التي مل يسافر أحد أفرادها خارج البلد‪.‬‬

‫تم التعامل مع وضع‬ ‫ •كيف َّ‬ ‫أليس الخاص؟‬ ‫تم‬ ‫ •هل كان هناك تسهيالت معينة َّ‬ ‫تقديمها لها؟‬ ‫ •هل تمت مطالبتها بضرورات االندماج‬ ‫التي تفرض على جميع الالجئين من‬ ‫لغة وسكن وعالقات مع المجتمع‬ ‫المحلي؟‬

‫أما البقية الباقية من السوريني الذين مل يغادروا‪ ،‬فجز ٌء‬ ‫منهم مل تساعده ظروفه املادية عىل السفر ومل يستطع‬ ‫مواكبة موجة التهريب التي انتهت عملياً بنهاية عام‬ ‫‪ ،2015‬وجزء آخر كان لديه قرار ذايت وواعي بعدم‬ ‫السفر‪ ،‬وجزء مل يسافر ألنه يخىش فكرة الهجرة أو ألنه‬ ‫مل يترضر بشكل يدفعه للهرب‪.‬‬

‫مع أليس مفرج‬ ‫بين اللجوء في ألمانيا ومتطلبات العمل السياسي‬ ‫أليس مفرج سياسية سورية لمع‬ ‫اسمها في األوساط السورية‬ ‫بعد اختيارها كنائب لرئيس الوفد‬ ‫التفاوضي للمعارضة السورية‬ ‫في جنيف‪.‬‬ ‫حاصلة على حق الحماية‬ ‫السياسية في ألمانيا منذ نهاية‬ ‫‪ .2015‬استمرت في نشاطها‬ ‫السياسي والمدني‪.‬‬ ‫حاورتها‪ :‬خولة دنيا‬

‫بالتأكيد قدمت الحكومة األملانية جميع‬ ‫التسهيالت بدءا ً باستثناء عدم االلتحاق‬ ‫مبدرسة اللغة األملانية كرشط لعملية‬ ‫االندماج‪ ،‬وتقايض راتب اللجوء الذي‬ ‫مل يقطعوه عني بعد تواصل الخارجية‬ ‫األملانية مع البلدية املسؤولة عني‪ ،‬فهم‬ ‫حارضون بقوة يف امللف السوري‬ ‫ضمن العملية السياسية يف جنيف‬ ‫كام أنهم تواصلوا مع األمم املتحدة‪،‬‬ ‫ومل يتخذوا هذا القرار إال بعد التأكد‬ ‫بأين ال أتقاىض راتباً مقابل تواجدي‬ ‫يف الوفد التفاويض‪ ،‬ومراعاة سفري‬ ‫املستمر خارج أملانيا‪ ،‬علامً أن قانون‬ ‫اللجوء اليسمح إال ب‪ 21‬يوماً يف السنه‪،‬‬ ‫آخذين بعني االعتبار أن الحل السيايس‬ ‫سيساهم يف رفع العبء الثقيل بتحمل‬ ‫كلفة الالجئني السوريني‪ ،‬حيث قالت‬ ‫املستشارة مريكل عبارتها الشهريه‬ ‫"ميكننا القيام بذلك" لكنها قابلت‬ ‫اليمني املتطرف الذي حملها املسؤولية‪.‬‬

‫األستاذة أليس مفرج نائب رئيس‬ ‫وفد الهيئة العليا للتفاوض حالياً‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫حصلت عىل حق اللجوء‬ ‫لقد‬ ‫السيايس مع عائلتك يف أملانيا‪،‬‬ ‫أخربينا عن تجربتك هذه وماقدمت‬ ‫لك من حامية‪.‬‬ ‫يف نهاية عام ‪ 2014‬انتقلنا لبريوت‬ ‫اضطرارياً من سوريا ومل نستطع‬ ‫توفري عمل لنا أو مدارس ألوالدنا‬ ‫كغالبية السوريني‪ ،‬فطلبنا اللجوء ألملانيا‬ ‫التي منحتنا حق الحامية السياسية‬ ‫يف نهايه ‪ ،2015‬قبل الحصول عىل‬ ‫اللجوء السيايس لثالث سنني‪ ،‬وبالطبع‬ ‫هذه الحامية ساهمت بالتفرغ للعمل‬ ‫السيايس وتأمني االستقرار عىل صعيد‬ ‫العائلة من الناحية األمنية واملادية‪ ،‬بعد‬ ‫كل مامررنا به يف سوريا ولبنان‪.‬‬

‫عدا أنهم يحاولون أخذ دور سيايس‬ ‫فاعل ومؤثرمن خالل تحقيق الحل‬ ‫السيايس عرب بوابة محاربة اإلرهاب‬ ‫لكرس القرار املحتكر بني الروس‬ ‫واألمريكان ضمن اسرتاتيجية االتحاد‬ ‫األرويب التي قرص دورها عىل العامل‬ ‫اإلنساين يف السنوات السابقة وصوالً‬ ‫لتبني قرار إعادة اإلعامر يف سوريا‬ ‫مستقبالً متهيدا ً لعودة الالجئني‪.‬‬

‫بحكم عملك كناشطة مدنية ومن‬ ‫ثم سياسية‪ ،‬ما يستدعي سفرك‬ ‫الدائم وتواجدك يف الخارج‪ .‬هل‬ ‫متت مراعاة هذا الجانب من عملك؟‬ ‫وهل تم تقديم تسهيالت لك من قبل‬ ‫البلدية وباقي املؤسسات املختصة‬ ‫بالالجئني يف منطقتك؟‬

‫بالتأكيد عملك السيايس جعلك‬ ‫تبتعدين عن متطلبات االندماج مثل‬ ‫اللغة العمل‪ ،‬حدّ ثينا عن هذا الجانب‬ ‫وكيف تحاولني تحقيق االنسجام بني‬ ‫السياسة واالندماج؟‬ ‫موضوع االندماج يتعلّق بالرضورة بعميل‬ ‫السيايس النسوي‪ ،‬وذلك بنشاط مستمر‬

‫بدأته مع لجنة النشطاء األملان يف منطقتي‬ ‫براون فيلس‪ ،‬ومحارضات شاركت فيها‬ ‫عىل سبيل املثال مع مراكز ثقافية وجهات‬ ‫رسمية جمعتني مع أعضاء الربملان‬ ‫بفرانكفورت‪ ،‬وضمن فعاليات الباب‬ ‫املفتوح يف الخارجية بربلني‪ ،‬لتوضيح‬ ‫دور اإلعالم الدويل وتحمله املسؤولية عن‬ ‫الوضع املرتدي يف سوريا بوصفها حربا‬ ‫أهلية وبؤرة لإلرهاب املتطرف الذي يهدد‬ ‫األمن والسلم العامليني‪ ،‬ولتغيري الصورة‬ ‫النمطية عن الالجئ السوري الذي واجه‬ ‫جرائم نظام األسد‪ ،‬النظام الذي ساهم‬ ‫بتحريف بوصله الثورة وتصدير التطرف‬ ‫اإلرهايب للعامل‪ ،‬واملطالبة بالضغط يف‬ ‫قضية املعتقلني\ت كأولوية لإلفراج‬ ‫عنهم‪ ،‬وربط االنتقال السيايس باملساءلة‬ ‫واملحاسبة‪ ،‬والعمل عىل محاربة اإلرهاب‬ ‫ومكافحته بالتوازي مع تحقيق الحل‬ ‫السيايس‪.‬‬ ‫نعلم أنك ناشطة مدنية وعضوة يف‬ ‫شبكة املرأة السورية‪ ،‬هل تعملني‬ ‫عىل هذا الجانب املهم من اهتاممك‬ ‫من خالل مجتمع الالجئات يف‬ ‫املانيا؟‬ ‫من الطبيعي تزاوج العمل السيايس‬ ‫مع املدين عىل األرض‪ ،‬بصفتي نسوية‬ ‫والشبكة تدعم متكني النساء سياسياً‬ ‫والضغط لتمثيلهن يف العملية‬ ‫التفاوضية‪ ،‬وضامن مشاركتهن يف جميع‬ ‫هيئات الحكم االنتقايل بنسبة التقل‬ ‫عن ‪ ،30%‬وصوالً للمناصفة واملشاركة‬ ‫األهم يف لجنة صياغة الدستوراملستقبيل‬ ‫لضامن إلغاء جميع القوانني التمييزية‬ ‫بحقنا‪ .‬قمنا بالتنسيق مع منظمة الفائزات‬ ‫بجائزة نوبل للسالم بحملة "افتحوا‬ ‫الحدود"‪ ،‬ومشاركة املنظامت الدولية‬ ‫النسوية واإلنسانية لدعم الالجئات‪،‬‬

‫لتفعيل مبدأ حامية املدنيني وخاصة‬ ‫النساء اللوايت تعرضن للعنف واالستغالل‬ ‫عىل طرق الهروب واللجوء غري الرشعية‪.‬‬ ‫عدا التنسيق املستمر مع بعض املراكز‬ ‫التي تحمي النساء املعنفات وإعادة‬ ‫تأهيلهن‪ ،‬والتنسيق مع اللجنة االستشارية‬ ‫النسائية يف الهيئة العليا يف مخيامت‬ ‫اللجوء اللبنانية والرتكية‪.‬‬ ‫أخرياً‪ِ ،‬‬ ‫أنت بالنسبة للسوريات قصة‬ ‫نجاح يعقد عليها اآلمال لسوريا‬ ‫املستقبل بدون حروب ولجوء وآالم‪،‬‬ ‫كيف ترين نفسك اليوم وأنت الالجئة‬ ‫كذلك مثل مئات آالف السوريني‬ ‫الالجئني؟‬ ‫مقياس النجاح ألي سورية\ي يتطلب‬ ‫عمالً جمعيّاً تشاركيّاً أولويته الوصول‬ ‫إىل استقاللية القرار السوري املغ ّيب‪،‬‬ ‫وصوالً لحل سيايس عادل وشامل غري‬ ‫قابل للتجزيء وفق بيان جنيف ‪ ،1‬وعرب‬ ‫مفاوضات سياسية كحل وحيد مع نظام‬ ‫مجرم مدعوم دولياً‪ ،‬ومحاسبة مجرمي‬ ‫الحرب لضامن عودة آمنة من املنفى‬ ‫متنحها دولة القانون القامئة عىل أساس‬ ‫املواطنة املتساوية‪ .‬ورضورة تفعيل‬ ‫آليات عمل منظمة تشاركية بني جميع‬ ‫السوريني\ت بعيدا ً عن االصطفافات‬ ‫السياسية‪ ،‬والتوجه للرأي العام العاملي‬ ‫لرشح قضيتنا‪.‬‬ ‫أرى نفيس الجئة بإقامة مؤقتة مثقلة‬ ‫ومصممة عىل استمرارية الفعل‪،‬‬ ‫ببوصلة مطالب ثورتنا؛ ثورة جميع‬ ‫السوريني عىل قاعدة احرتام االختالف‬ ‫والعمل باملشرتكات‪ ،‬لذا أي دور يف أي‬ ‫موقع يجب بالرضورة أن مييض يف‬ ‫هذا املسار وإالّ لن نحصد سوى املزيد‬ ‫من التم ّزق‪.‬‬

‫اآلن وقد هدأ العنف قليالً يف أغلب املناطق وعاد قسم‬ ‫من النازحني إىل مناطقهم مل يتحسن وضع السوري بل‬ ‫تضاعف حلم الهجرة إىل الشامل لدى الكثريين‪ ،‬حتى‬ ‫بعض أولئك الذين اتخذوا قرارا ً بالبقاء يف البلد رغم‬ ‫توفر الفرصة لديهم للهجرة يف وقت سابق‪ ،‬اآلن بدأوا‬ ‫مبراجعة قرارهم بالبقاء‪ .‬هل أخطأؤا يف حق أطفالهم؟‬ ‫أالزالت الفرصة سانحة لاللتحاق بركب املهاجرين إىل‬ ‫الشامل؟‬ ‫مع انتشار وسائل االتصال االجتامعي بشكل كبري‪،‬‬ ‫أصبحنا نسمع ونرى عن نجاحات السوريني يف بلدان‬ ‫االغرتاب‪ ،‬كثريون شاهدوا سوريني مل يكونوا معروفني‬ ‫يف الداخل تحولوا إىل أبطال يف الغربة ويف أغلب‬ ‫املجاالت‪ .‬نساء كثريات يعانني من فشل زيجاته ّن‪ ،‬بدأت‬ ‫تدغدغ مشاعرهن قصص سوريات يف أوروبا استطعن‬ ‫االنفصال عن أزواجهن وساعدتهن الدولة يف تأمني‬ ‫مسكن له ّن والطفالهن‪ .‬شبان موهوبون فشلت أحالمهم‬ ‫يف الداخل شاهدوا أشخاصاً يشبهونهم ينجحون يف‬ ‫تحقيق أحالمهم يف الخارج‪ .‬ويبقى الهاجس األكرب‬ ‫للهجرة من نصيب الشباب الذين يخشون عىل حياتهم‬ ‫من فكرة املوت الرسيع تحت راية التجنيد اإلجباري يف‬ ‫الجيش السوري النظامي‪.‬‬ ‫حملة عودة االستقرار املزعوم التي تبثها جميع وسائل‬ ‫االعالم السورية رمبا تقنع املشاهدين يف الخارج‪ ،‬ولكنها‬ ‫التقنع السوري داخل البلد وهو يرى بعينه انتشار‬ ‫السالح بني اغلب فئات الشباب دون أي رقيب‪ ،‬حيث‬ ‫ميكن أن يكون أي شخص ضحية لرصاصة طائشة يف‬ ‫عرس أو جنازة أو اختالف مع مسلح عىل ركن سيارة‪.‬‬ ‫انتشار الفساد يف جميع مؤسسات الدولة مع ارتفاع‬ ‫ٍ‬ ‫وثبات باألجور‪ ،‬يدفع املواطن العادي‬ ‫هائل باألسعار‬ ‫إىل البحث عن وسيلة لتأمني متطلبات منزله‪ ،‬فإذا كان‬ ‫رافضاً االنخراط يف منظومة الفساد سيضطر للبحث‬ ‫عن وظيفتني أو ثالثة وللعمل أكرث من ‪ 12‬ساعة لتأمني‬ ‫رضورات الحياة أو للعيش يف فقر مدقع‪.‬‬ ‫تراكم نتائج الحرب والقتل والهدم دون تعويض عادل‬ ‫للمترضيني‪ ،‬وال اعرتاف باألخطاء املرتكبة ودون محاسبة‬ ‫مرتكبي الجرائم‪ ،‬تجعل الجميع يشعر بأنه يعيش فوق‬ ‫فوهة بركان ميكن أن يشتعل مجددا ً يف أي لحظة ليحرق‬ ‫االخرض واليابس‪.‬‬ ‫هذا كله يجعل حلم بعض السوريني بالفيزا التي‬ ‫ستوصلهم إىل القارة العجوز يكرب يوماً بعد يوم‪ ،‬وإن‬ ‫مل تتحقق العدالة عىل أرضهم فسيخرتعون من الحلول‬ ‫مايوصلهم إىل حلمهم يوماً ما‪.‬‬


Bild: Razan Sabbagh: 2017, Mischtechnik auf Leinwand,100x70 cm

Die von MoneyGram geförderte Ausstellung „Syrien, Kunst und Flucht“ findet an folgenden Terminen statt: Filiale MoneyGram München: Bayerstr. 8 80335 München Laufzeit: 2.10.-7.10.2017 Mit: Ibrahim Bargoud, Mustafa Ilktefan, Mohammad Al Helal und Wail Alsukkari

Filiale MoneyGram Hamburg: Neue Große Bergstr. 12-16 22767 Hamburg Laufzeit: 16.10.-21.10.2017 Mit: Mohhammad Sabbagh, Ahmad Naffori, Myriam Alobaid und Razan Sabbagh

Filiale MoneyGram Frankfurt: Konigsteinstr. 15 65929 Frankfurt Laufzeit: 30.10.-11.11.2017 Mit: Ahmad Karno, Ahmad Al Khatib, Zolfaqar Shaarani, Zahran Alaqqel und Khawla Abdullah

Hauptzentrale MoneyGram Frankfurt: Junghofstr. 26 60311 Frankfurt Laufzeit: 18. - 19.11.2017 Mit: Sari Kiwan, Layali Alawad, Nader Hamzeh, Bahzad Sulaiman, Ayman Darwish, Jihad Issa, Omar Zalak, Merwan Omar, Houssam Alloum, Mahmoud Khaldi, Ahmad Albandakji und Keam Tallaa


SYRIEN, KUNST KUNST UND UND FLUCHT FLUCHT SYRIEN, EineAusstellung Ausstellungvon vonund undmit mitsyrischen syrischenKünstler_Innen. Künstler_Innen. Eine

MoneyGram, der weltweit zweitgrößte Geldtransferanbieter, geht mal wieder neue Wege in Sachen Integration. Ausgewählte MoneyGram-Standorte öffnen ihre Türen, um Kunden und interessierten Besuchern die Möglichkeit zu geben, die Ausstellung „Syrien, Kunst und Flucht“ in Auszügen hautnah zu erleben. Die Ausstellung, welche bisher als klassische Kulturveranstaltung in Köln zu sehen war, soll nun einer breiteren Öffentlichkeit vorgestellt werden und ist ein weiterer Baustein in der diesjährigen „Integrationskampagne“ von MoneyGram. Den Anfang machen zwei einwöchige Veranstaltungen in MoneyGram-Standorten in München und Hamburg, gefolgt von einer zweiwöchigen Veranstaltung im MoneyGram-Standort Frankfurt-Höchst. Hierbei werden ausgewählte Exponate der Ausstellung während der normalen Geschäftszeiten in MoneyGram-Filialen zu sehen sein. Während der jeweiligen Veranstaltungen wird es somit sicher für den einen oder anderen MoneyGram-Kunden überraschend sein, dass klassische Werbematerialien in Teilen durch ansprechende Kunst ersetzt werden. Ziel ist es, ein Bewusstsein für das „Syrien, Kunst und Flucht“ zu vermitteln und die Betrachter der Kunstwerke zum Nachdenken zu animieren.

Die Ausstellungen in den MoneyGramFilialen sind für Besucher kostenfrei Als krönender Abschluss fungiert die zweitägige Finissage in der MoneyGram -Zentrale im Herzen Frankfurts. An einem kompletten Wochenende öffnet MoneyGram hier sein Innerstes und empfängt interessierte Besucher in seinen normalerweise für Publikumsverkehr geschlossenen Räumen. „Dank MoneyGram ist es uns möglich, die Arbeiten unserer Künstler einem größeren Publikum vorzu-

stellen. Wir freuen uns auf eine spannende Ausstellungsreihe“ (Jabbar Abdullah, Ausstellungsinitiator). In mehreren Themenräumen werden hier unterschiedlichste Werke aus verschiedenen Kunstgattungen zu sehen sein. Eingeladen ist jeder interessierte Besucher, egal ob Bankangestellter, Flüchtling oder einfach nur Kunstinteressierte. MoneyGram freut sich, durch diese Ausstellung eine Plattform zu schaffen, die Menschen unterschiedlicher Herkunft und Lebenssituationen zusammenbringen und somit ein Statement für ein gemeinsames Miteinander sein soll.

Die Ausstellung in einer Kurzbeschreibung Wie verarbeiten syrische Künstler_Innen den Krieg in Ihrer Heimat? Wie beeinflussen Zerstörung, Gewalt, Tod, Vertreibung und Flucht die Kunst? Seit nunmehr sechs Jahren herrscht in Syrien ein Bürgerkrieg, der viele Menschen dazu zwang, das Land zu verlassen. Die Geschehnisse und Begegnungen in ihrem Heimatland und auf der Flucht prägen die Geflüchteten und hinterlassen Spuren in jeder/jedem Einzelnen. Die Kunst kann helfen, diese Geschehnisse zu verarbeiten. Zahlreiche Künstler_Innen aus Syrien nutzen auch hier in Europa das Medium der

Kunst, um sich auszudrücken. Das von Jabbar Abdullah im Mai 2016 initiierte Ausstellungsprojekt „Syrien, Kunst und Flucht“ möchte genau jene entstandene Kunst und die Gedanken und Erfahrungen der syrischen Künstler_Innen der Öffentlichkeit präsentieren. In dieser Annäherung erhalten hier lebende syrische Künstler_Innen die Möglichkeit, ihre Sichtweise zur politischen Lage in Syrien zu artikulieren sowie am gesellschaftlichen und öffentlichen Leben in ihrer neuen Heimat aktiv teilzunehmen und wahrgenommen zu werden. Aber auch in der Umkehrung erhalten Interessierte Einblicke in die gesellschaftlichen und politischen Umbrüche der Heimatländer der Migrant_Innen sowie Informationen über die beschwerliche Flucht. Sodass in dieser Begegnung eine kritische Auseinandersetzung mit diesen Themen erfolgen kann. Vor der Flucht studierten viele der Künstler_Innen an der Universität von Damaskus Bildende Kunst und konnten bereits erste Ausstellungserfahrungen in Galerien sammeln. Im Studium erlernten Sie die handwerklichen und künstlerischen Möglichkeiten und konnten ihre Ideen allerdings nur soweit umsetzen, wie es die künstlerische Freiheit zugelassen hat. Nicht alles durfte in der Kunst zum

Ausdruck kommen oder gar gezeigt werden. Auch war der offene Austausch mit anderen Künstler_Innen unterbunden, da Organisationen und Versammlungen verboten waren und Ausstellungen zuvor beim Geheimdienst angemeldet werden mussten. Heute wollen Sie, die syrischen Künstler_Innen, die Freiheit der Kunst nutzen,

Hoffnung wider. Kugelschreiberzeichnungen zeugen von Gefühlsausbrüchen über die erlebte Zeit, Fotografien zeigen die Brutalität und das Ausmaß des Krieges: Zerbombte Häuserfassaden, zerstörte Straßenzüge, Kinder, die einsam durch die Gassen laufen, Flüchtlingscamps. „Wir freuen uns sehr über die Kooperation mit Money-

Bild: Keam Tallaa: Asyl (2017). Acryl auf Papier, 80x60 cm

um durch sie die Menschen in Europa für die Situation in Syrien zu sensibilisieren und darüber aufzuklären. Es ist Ihnen wichtig, als Sprachrohr zu fungieren und Ihre Perspektive und Erlebnisse der aktuellen politischen Situation widerzuspiegeln sowie zu einer kritischen Reflexion anzuregen. Losgelöst von der Kontrolle und Überwachung drücken sich die Künstler_Innen in den verschiedenen Medien der Malerei, Fotografie, Video oder Skulptur aus. Farbenfrohe Bilder spiegeln die Schönheit des Landes und der Kultur sowie die

Gram, die es uns ermöglicht, eine Auswahl an Bildern in verschiedenen Filialen an unterschiedlichen Standorten Deutschlands zu zeigen. Über diesen unmittelbaren Austausch möchten wir den interkulturellen Dialog öffnen und neue Perspektiven vermitteln. An jedem Ort werden verschiedene syrische Künstler_Innen mit unterschiedlichen Werken vertreten sein, sodass letztendlich ein Eindruck der syrischen Kunstszene entstehen kann“ (Jabbar Abdullah, Ausstellungsinitiator).

Über MoneyGram: MoneyGram – mehr als weltweiter Geldtransfer MoneyGram ist mit mehr als 350.000 Standorten in über 220 Ländern einer der weltweit führenden Anbieter im weltweiten Geldtransfer. Innerhalb von wenigen Minuten können Kunden mit MoneyGram Geld um die ganze Welt verschicken und empfangen (abhängig von den Öffnungszeiten der Vertriebspartner und örtlichen Regelungen). Mit Mitarbeitern aus so gut wie jedem Land dieser Erde, versteht sich

MoneyGram als weltoffenes Unternehmen. Mehr noch, MoneyGram setzt es sich zum Ziel, Menschen auf allen Kontinenten zu helfen. Neben der MoneyGram Foundation, die karitative Projekte weltweit unterstützt, gibt es viele weitere soziale Projekte für Groß und Klein. Das Motto „MoneyGram verbindet“ ist somit eine gelebte Unternehmensphilosophie.


‫باب القلب‬

‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 21‬أيلول ‪September • 2017‬‬ ‫الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول ‪Oktober • 2017‬‬ ‫السنة‪2017‬‬ ‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول‬

‫باب القلب‬

‫مدنيو ديرالزور الخسارة الكبرى‬ ‫فراس عالوي‬

‫البادية عىل الحدود األردنية حيث مخيم الركبان‪.‬‬ ‫معاناة املخيامت واحدة‪ ،‬فهي تفتقر للرعاية‬ ‫واملرافق الصحية‪ ،‬والطعام واملاء الصالح للرشب‪،‬‬ ‫عدا عن املعاملة الالإنسانية للقامئني عليها‪.‬‬ ‫لك ّن املعاناة األكرب كانت يف الوصول ملخيامت‬ ‫الحسكة حيث الطريق صعب ميلء باأللغام‪ ،‬عدا‬ ‫عن الحر الشديد والعطش‪ ،‬مام تسبب مبوت‬ ‫الكثريين‪ ،‬وما زاد من معاناة النازحني داخلها‬ ‫اتهامهم بأنهم من عنارص داعش مبا فيهم‬ ‫العجائز واألطفال والنساء‪ ،‬فكان يتم أخذ أوراقهم‬ ‫واحتجازهم لعدة أشهر‪ .‬املف ّر إذا ً إما االعتامد‬ ‫عىل مهرب للخروج من املخيم‪ ،‬أو كفيل كردي‪،‬‬ ‫مام يستلزم يف الحالتني دفع مبلغ مايل يصل‬ ‫لـ ‪ $ 400‬للشخص‪ ،‬وحتى بعد الخروج يبقى‬ ‫احتامل االعتقال واإلعادة إىل املخيم من قبل‬ ‫حواجز قسد واردا ً‪.‬‬

‫كاتب سوري‬

‫قلق أشهر الجئة في ألمانيا‬

‫ينتهي!‬

‫قبل عامني تغريت حياة ريم سحويل‪،‬‬ ‫الالجئة الفلسطينية التي أثرت دموعها‬ ‫بالجميع عندما بكت يف برنامج تلفزيوين‬ ‫كانت تشارك فيه أمام املستشارة مريكل‪،‬‬ ‫واشتهرت ج ّراء ذلك يف جميع أنحاء أملانيا‪.‬‬ ‫أما اليوم‪ ،‬فقد حصلت مع عائلتها عىل‬ ‫اإلقامة الدامئة‪.‬‬ ‫وكان لقاء الطفلة مع املستشارة يف صيف‬ ‫عام ‪ ،2015‬أثناء لقائها بتالميذ مدارس‬ ‫يف مدينة روستوك‪ ،‬قد أثار موجة من‬ ‫ردود الفعل عىل مستوى أملانيا كلّها‪.‬‬ ‫وأبدى الناس تعاطفاً كبريا ً معها‪ .‬وقالت‬ ‫التلميذة‪ ،‬التي كانت تواجه خطر الرتحيل‬ ‫حينها‪ ،‬للمستشارة‪" :‬لدي أحالم كغريي‪،‬‬ ‫أرغب يف الدراسة الجامعية وهذا هدف‬ ‫وأمنية أمتنى تحقيقها‪ .‬ليس من السهل‬ ‫رؤية الغري وهم يستمتعون بحياتهم وأنا‬ ‫ال أستطيع فعل اليشء نفسه"‪ .‬وتساءلت‬ ‫الطفلة يومها فيام إذا كان سيتم ترحيلها‬ ‫بالفعل من أملانيا‪ ،‬لكن املستشارة مل تعطها‬ ‫جواباً مطمئناً بشكل ٍ‬ ‫كاف بالنسبة لها‪،‬‬ ‫فانفجرت بالبكاء‪.‬‬ ‫قلق ريم وعائلتها تبدّد اآلن‪ ،‬بعد أن‬ ‫منحتهم مدينة روستوك حق اإلقامة‬ ‫املفتوحة‪ .‬وقد بينت ريم يف مقابلة سابقة‬ ‫مع "دوتيش فيلليه"‪ ،‬أنها مل تكن تعلم إن‬ ‫كانت ستحصل عىل اإلقامة الدامئة بعد أن‬ ‫تنتهي صالحية إذن اإلقامة املؤقت (منع‬ ‫ترحيل)‪ ،‬والذي كان من املفرتض أن ينتهي‬ ‫يف شهر ترشين األول‪/‬أكتوبر القادم‪.‬‬ ‫أما اآلن فقد باتت األمور مستقرة قانونياً‬ ‫بالنسبة للفتاة البالغة من العمر ‪ 17‬عاماً‪.‬‬

‫منذ انطالقة الثورة السورية دخلت‬ ‫ديرالزور الحراك الثوري‪ ،‬وشهدت ساحاتها‬ ‫مظاهرات عارمة في منتصف عام ‪.2011‬‬ ‫ومع نهاية ‪ 2012‬كان الجيش الحر قد حرر‬ ‫الريف كامالً وعدة أحياء من المدينة‪.‬‬ ‫قوبل الحراك بتصعيد من قبل قوات األسد‪ ،‬فمن‬ ‫حمالت االعتقال التعسفي إىل مجازر النظام يف‬ ‫أحياء الجورة والقصور واملطار القديم وغريها‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫محاوالت للضغط‬ ‫عدا عن القصف املتواصل‪ .‬يف‬ ‫عىل الحاضنة الشعبية للثورة‪ .‬وفشلت هذه‬ ‫املحاوالت رغم الفوىض التي شهدتها املحافظة‪،‬‬ ‫والرصاع الذي ساعد النظام وحلفاؤه بتأجيجه‬ ‫وانتهى بسيطرة داعش منتصف عام ‪،2014‬‬ ‫وخروج الجيش الحر‪.‬‬ ‫فصل جديد من معاناة المدنيين‬ ‫بدأ مع دخول داعش‬ ‫حاول التنظيم فرض منطجديد بدأ بتصفية‬ ‫ناشطي الثورة‪ ،‬والتضييق عىل املدنيني الذين‬ ‫رفضوا وجوده كرفضهم للنظام‪ ،‬لكن سياسة‬ ‫التصفيات واالعتقاالت والتغييب القرسي مكنت‬ ‫التنظيم من السيطرة‪ ،‬فقُتل اآلالف إما بسبب‬ ‫فتاوى داعش أو قصف طريان التحالف الذي‬ ‫دخل عنرصا ًجديدا ً يف املعادلة بذريعة الحرب‬ ‫عىل اإلرهاب متسبباً بتهجري قرى بأكملها‪ ،‬يف‬ ‫حرب كان الخارس األكرب فيها هم املدنيون‪.‬‬ ‫بني داعش وطريان النظام والروس وحصارهم‬ ‫للمدنيني‪ ،‬وبني قصف التحالف‪ ،‬اضطر‬ ‫األهايل للنزوح الداخيل والخارجي‪ ،‬السيام أن‬ ‫النظام وحلفاءه اعتربوا كل من يف املحافظة‬ ‫هم من عنارص داعش‪ .‬يف ٍ‬ ‫وقت كانوا يعانون‬ ‫فيه من ويالت التنظيم وتقطيعه لأليدي‬ ‫والرؤوس‪ ،‬عدا عن معاناة املرأة من فتاوى‬ ‫التنظيم ومنعها من مغادرة منزلها ما مل تحقق‬ ‫رشوط اللباس والنقاب واملحرم‪ ،‬كام حرم‬ ‫األطفال من مدارسهم بسبب منع التدريس‬ ‫مبناطق داعش‪.‬‬

‫كل هذا جعل من النزوح الداخلي‬ ‫الخيار األمثل‬ ‫كان الريف الرشقي عىل الحدود العراقية‬ ‫يحظى آنذاك بهدوء نسبي‪ ،‬فعدد الغارات‬ ‫أقل‪ ،‬مام يبعد املوت قليالً عن أطفال العائالت‬ ‫الهاربة‪ .‬اللجوء إىل الدول املجاورة هو الحل‬ ‫اآلخر‪ ،‬والذي اصبح روتيناً لجميع املناطق‬ ‫املستهدفة‪ .‬ويف بداية مراحل اللجوء كان‬ ‫الوصول للحدود الرتكية سلساً‪ ،‬بسبب سيطرة‬ ‫الجيش الحر عىل معظم الطرق‪ .‬ولكن مع‬ ‫سيطرة داعش عىل الرقة وحلب وأريافها أصبح‬ ‫الخروج يحتاج ملوافقات التنظيم ودواوينه‬ ‫(الحسبة والرشطة)‪.‬‬

‫مع قرب انتهاء معركة الرقة واقرتاب إعالن معركة‬ ‫ديرالزور‪ ،‬يف سباقٍ بني النظام وحلفائه من‬ ‫جهة‪ ،‬وقوات سوريا الدميوقراطية وحلفائها‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬واشتداد القصف عىل املدنيني‪،‬‬ ‫ازدادت نسبة النزوح هرباً من القصف ومن إعالن‬ ‫تنظيم داعش التجنيد االجباري عىل ٍ‬ ‫حد سواء‪.‬‬ ‫كانت طرق الهروب محددة بثالثة طرق أساسية‪:‬‬ ‫وجميعها تبدأ بالهروب من مناطق داعش التي‬ ‫مل تعد تسمح مبغادرة أراضيها‪ ،‬فصار الهروب‬ ‫يتم عن طريق مهربني يتقاضون مبالغ ضخمة‬ ‫إلخراج املدنيني ترتاوح بني ‪ 200‬و‪400$‬‬ ‫للشخص‪ ،‬إليصاله ملناطق سيطرة قسد يف الرقة‬ ‫والحسكة‪ ،‬حيث تستقبلهم املخيامت‪ ،‬أو إىل‬

‫المعاناة األكبر تكمن في اشتداد‬ ‫المعارك على جميع الجبهات‬ ‫تقدم قوات النظام بات يهدد حياة األهايل أيضاً‪،‬‬ ‫نتيجة األعامل االنتقامية التي يرجح أنجنوده‬ ‫سيقومون بها كام فعلوا يف مرات سابقة‪ ،‬وحتى‬ ‫التجاء املدنيني إىل شاطئ الفرات يف خيم من‬ ‫البطانيات والشوادر‪ ،‬مل مينع استهدافهم من قبل‬ ‫الطريان الرويس الذي يعترب كل شخص يف‬ ‫ديرالزور عنرصا ً يف داعش‪ ،‬موقعاً خالل ‪72‬‬ ‫ساعة ‪ 153‬مدنياً‪ .‬فيام يستمر الناشطون بتوثيق‬ ‫أعداد الشهداء والنازحني‪.‬‬ ‫من أصل مليون و‪ 600‬ألف هم تعداد سكان‬ ‫محافظة ديرالزور‪ ،‬نزح حوايل ‪ 800‬ألف‬ ‫خارجها‪ ،‬والباقون أرسى يستخدمهم التنظيم‬ ‫كدروع برشية أوكأهداف للطريان‪ .‬ورغم كل‬ ‫ما جرى ويجري للمدنيني‪ ،‬مازالوا يؤكدون‬ ‫عىل ثورتهم ومبادئها ويرون أن انتهاء‬ ‫معاناتهم يبدأ برحيل نظام األسد‪ ،‬كخطوة‬ ‫لزوال اإلرهاب‪ ،‬ويؤكدون أنهم ليسوا حاضنة‬ ‫لداعش‪ .‬لهذا ندعو املجتمع الدويل لدعم الحل‬ ‫السيايس الذي البديل عنه ملحاربة اإلرهاب‪،‬‬ ‫بعد أن تجاوزت مصالح الدول معاناة‬ ‫السوريني ‪ ..‬مدنيو ديرالزور ليسوا دواعش هم‬ ‫ضحايا جميع أنواع االستبداد‪.‬‬

‫حافلة اإلسكان العسكري‬ ‫ديار حاجي‬ ‫كاتب سوري‬ ‫اليزال مشهد حافلة مؤسسة اإلسكان‬ ‫العسكري ذات اللون األحمر ماثالً أمام‬ ‫ناظري‪ ،‬كانت تقل عاملها وموظفيها‬ ‫من مدينة الحسكة إىل بلدة الشدادي‬ ‫الغنية بحقول النفط والغاز يف الريف‬ ‫الجنويب‪ ،‬حيث كانت املؤسسة تنفذ يف‬ ‫تلك البلدة مرشوع إنشاء مشفى منذ‬ ‫سنني‪ ،‬وكنت أعمل يف إحدى ورشات‬ ‫املرشوع لصالح متعهد من خارج‬ ‫املؤسسة وكنت أستخدم ذلك الباص يف‬ ‫الذهاب إىل العمل‪ ،‬فتحولت إىل شاه ٍد‬ ‫عىل قصص الباص املمتلئ بتفاصيل‬ ‫تخص املؤسسة والواقع اإلداري واألمني‬ ‫والحيايت يف الحسكة‪ ،‬والتحوالت‬ ‫والتغيريات القادمة يف تلك الفرتة‪ ،‬حيث‬ ‫كانت قد مضت يف ذلك الوقت خمسة‬ ‫شهور عىل بدء الثورة يف سوريا‪ ،‬وكنت‬ ‫أتابع ردة الفعل املبارشة لألحداث التي‬ ‫تحصل يف عموم املناطق السورية يف‬ ‫ذلك الباص‪.‬‬

‫دفعني الفضول إىل الغوص يف تفاصيل هذه‬ ‫املؤسسة التي أنشئت عام ‪ 1975‬مبرسوم‬ ‫ترشيعي حيث كانت اإلصدار الجديد عن‬ ‫املؤسسة العامة لإلسكان ذات الطابع املدين‬ ‫والتي أنشئت قبل تويل البعث زمام الحكم‬ ‫بسنوات‪ ،‬وأوكلت لها يف البداية مهمة‬ ‫إنشاء مباين سكنية للعسكريني يف الجيش‬ ‫السوري‪ ،‬إال أنه كان من الواضح أن من خطط‬ ‫إلستحداث هذه املؤسسة العمرانية العسكرية‬ ‫والتي ستوكل إليها مهمة بناء "سوريا‬ ‫األسد"‪ ،‬أراد أن يكون عملها واسع النطاق‪،‬‬ ‫فامتدت أذرعها إىل كافة املشاريع الحيوية‬ ‫واإلسرتاتيجية والتنموية يف البالد‪ ،‬مضيف ًة‬ ‫إليها طابع التخطيط العسكري الخاضع‬ ‫لرشوط ومعايري أمنية واعتبارات خاصة‬ ‫بالسلطة الحاكمة وحدها‪.‬‬ ‫ورسعان ما أصبحت املؤسسة الراعي األول‬ ‫والحرصي لإلعامر والبناء‪ ،‬راسم ًة املعامل‬ ‫والتفاصيل واملالمح األساسية يف سوريا‬ ‫لعرشات السنني بدءا ً بالطرق والجسور‬ ‫وانتها ًء باملراكز الثقافية والجامعات واملسارح‬ ‫واملجمعات الرياضية يف كافة املحافظات‬

‫السورية يف مشهد جديل بني العسكرة‬ ‫والعمران ممزوجاً برغبات السلطة الحاكمة‬ ‫ومخططاتها األمنية‪ .‬بدت هذه األشياء كلها‬ ‫واضحة أمامي مع ترنح ذلك الباص القديم‬ ‫املنهك وكأنه كان يرمز إىل أشياء أكرب منه ومن‬ ‫أحاديث أولئك املوظفني الحزبيني‪.‬‬ ‫مل يكن يخطر ببايل عىل اإلطالق يف ذاك‬ ‫الوقت أن ذلك املبنى الكبري الذي أعمل فيه‬ ‫سيصبح بعد عدة سنوات أكرب مقرات القيادة‬ ‫لتنظيم داعش يف املنطقة‪ ،‬كان بركان من‬ ‫التغيريات يتهيأ ليجتاح الحسكة وسوريا كلها‪،‬‬ ‫مع االستغراب من السياسة الهادئة التي يتبعها‬ ‫النظام السوري يف الحسكة‪ ،‬رغم استخدامه‬ ‫العنف املفرط يف املناطق األخرى‪ ،‬رمبا كنا‬ ‫نحتاج لسنوات لنعلم أن تلك السياسة الهادئة‬ ‫كانت تندرج تحت مسمى سياسة املناطق‬ ‫الهادئة‪.‬‬ ‫استمرت األحداث يف سوريا بالتطور‬ ‫التدريجي‪ ،‬والحظت مع األيام انتشار الرسقات‬ ‫يف املرشوع وإهامل املوظفني للعمل‪ ،‬وسيطرة‬ ‫الفوىض عىل كل يشء‪ ،‬ويف أحد األيام سمعت‬

‫أحد املرشفني عىل العامل يقول لهم بأن‬ ‫عليهم أن يتجمعوا مسا ًء يف مقر حزب البعث‬ ‫يف البلدة حتى يتم توزيع السالح عىل كافة‬ ‫األعضاء‪ .‬أشد ما كنت أخشاه حني سمعت ذلك‬ ‫الكالم الرهيب أن هذا األمر رمبا يتكرر يف‬ ‫كل مناطق سوريا‪ ،‬ويف كل أماكن وجود هذه‬ ‫املؤسسة حينها أدركت الغاية األكيدة من إنشاء‬ ‫هذه املؤسسة وتوسيع نطاق عملها يف إطار‬ ‫أمني حزيب استخبارايت‪ ،‬فها هي اليوم بصدد‬ ‫تحويل املوظفني الحزبيني الذين تنترش قراهم‬ ‫الجافة الفقرية من الحسكة إىل الشدادي‪ ،‬إىل‬ ‫جنو ٍد مدافعني عن نظام سيحرق كل يشء‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك املشفى الذي لن يكتمل بنائه‪،‬‬ ‫وسيصبح الشاهد األبرز والوحيد عىل التغريات‬ ‫التي سوف تعصف يف مدينة الشدادي التي‬ ‫كان سكانها من أكرث الناس بساطة يف العيش‬ ‫وطيبة يف القلب واملعرش‪.‬‬ ‫أما املوظفون فكانت نقاشاتهم السياسية‬ ‫محدودة حسب مستوياتهم الفكرية‪ ،‬متتد‬ ‫طوال الطريق ويف العمل‪ ،‬بعضهم كان مدافعاً‬ ‫رشساً عن النظام ومامرساته األمنية العنفية‬ ‫والبعض استبرش الخري بقرارات اإلصالح‬

‫املزعومة‪ ،‬والبعض كانوا يخافون قول‬ ‫ما يف قلوبهم‪ ،‬يسكتهم الراتب الشهري‬ ‫وهو سبيل الحياة الوحيد يف تلك األرض‬ ‫القاحلة‪.‬‬ ‫كان املشهد يرتنح مع الحافلة بني التناقض‬ ‫واملنطق واملجهول‪ ،‬وكإنسان كردي يف‬ ‫ذلك املشهد كان دوري يقترص كرفاقي‬ ‫عىل الصمت والتعاطف القلبي مع الثورة‪،‬‬ ‫أستمع خلس ًة طوال الطريق ألغاين سميح‬ ‫شقري والفنان الكوردي "شفان برور" التي‬ ‫أطلقها لنرصة الثورة السورية ملبياً نداء‬ ‫شقري بعد عرشات السنني‪ ،‬كلامته كانت‬ ‫رياحاً تدخل الروح ألول مرة‪.‬‬ ‫تتالت األيام واألحداث وأىت اليوم الذي‬ ‫انتهى فيه مخزون مؤسسة اإلسكان‬ ‫العسكري من املازوت ومل تستطع‬ ‫تأمينها مع تدهور األوضاع األمنية بشكل‬ ‫كبري‪ ،‬توقفت الحافة وتبعرث املشهد كله‬ ‫ليتسع بشكل كبري وتتحول سوريا كلها‬ ‫إىل حافلة حمراء مرتنحة ذاهبة نحو‬ ‫املجهول‪.‬‬


‫باب أرابيسك‬ ‫‪15‬‬ ‫‪ Oktober‬ةنسلا‬ ‫‪2017‬دع•لا ‪ -‬ةيناثلا‬ ‫األول ‪ 12‬د‬ ‫تشرينوليأ ‪-‬‬ ‫العدد‪ 7102- •22re‬ل‬ ‫الثانية‪bme-tp‬‬ ‫السنة ‪eS‬‬ ‫‪15‬‬

‫باب أرابيسك‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول ‪2017‬‬

‫كيف‬ ‫تكتب نصاً‬ ‫الفتاً‬ ‫خالية من القيمة‪ ،‬ورمبا بلغة السوق ذاتها تطرد‬ ‫العملة الرديئة تلك الجيدة‪.‬‬

‫مها حسن‬

‫كاتبة وروائية سورية‬

‫كلام دخلت إىل مكتبة شعرت بالهلع أمام‬ ‫كرثة العناوين والكتب املصفوفة بازدحام‪،‬‬ ‫وقلت لنفيس‪ :‬يا إلهي‪ ،‬ما أهمية ما أكتبه‬ ‫ضمن هذا الزحام؟‬ ‫يتفاقم السؤال عن جدوى الكتابة‪ ،‬يف ظل إغراق‬ ‫السوق بالكتب مع موجات الكتابة الطارئة‪،‬‬ ‫واستسهال النرش بسبب انفتاح فرص ومنابر‬ ‫عديدة‪ ،‬ألسباب قد ال تكون إبداعية من األصل‪،‬‬ ‫كنوع من (التجييش) اإلعالمي امل ُسيّس لخدمة‬ ‫قضايا وأجندات‪ ،‬أو المتالك بعض الجهات موارد‬ ‫مالية متكنها من استقطاب أشخاص يرغبون‬ ‫بالظهور‪ ،‬أكرث مام يكون لديهم هاجس إبداعي‬ ‫حقيقي‪.‬‬ ‫وعىل العكس من موقف الروايئ إمربتو إيكو‬ ‫املعرتض عىل تدفق أساليب وفرص التعبري‬ ‫ألشخاص ال يحق لهم هذا‪ ،‬قائالً بأن املواقع‬ ‫االجتامعية (متنح حق الكالم لفيالق من الحمقى‪،‬‬ ‫ممن كانوا يتكلمون يف البارات فقط بعد تناول‬ ‫كأس من النبيذ‪ ،‬دون أن يتسببوا بأي رضر‬ ‫للمجتمع‪ ،‬وكان يتم إسكاتهم فورا ً‪ ،‬أما اآلن فلهم‬ ‫الحق بالكالم مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل‪ .‬إنه‬ ‫غزو البلهاء)‪ ،‬أجد أنه من حق أي شخص أن يكتب‬ ‫وأن يعرب وأنا ضد احتكار الكتابة‪ ،‬ولكن هذا يف‬ ‫الوقت ذاته‪ ،‬يغرق السوق األديب والفكري مبنتجات‬

‫ليس هذا ما أود التعبري عنه هنا‪ :‬إشكالية الكتابة‬ ‫الكميّة وصعوبة التمييز ضمن هذا الكم عىل النوع‪،‬‬ ‫إمنا رغبت أن أقدم تجربتي الصغرية‪ ،‬حول كيفية‬ ‫النجاة من سوق يعرض منتجات مدهشة التنوع‬ ‫نصه‬ ‫والكرثة‪ ،‬ليكون أحدنا محافظاً عىل منتَجه‪ ،‬أي ّ‬ ‫اإلبداعي‪.‬‬ ‫سأرضب مثاالً حول مواقع التواصل االجتامعي؛‬ ‫تصل أغلبنا الكثري من الرسائل اليومية عرب‬ ‫الفيسبوك والتويرت وغريهام‪ .‬وغالباً نقوم بإهامل‬ ‫هذه الرسائل‪ ،‬إالّ البعض منها‪ .‬وهنا كام يقول املثل‬ ‫الجمل”‪ .‬ملاذا نستثني (هذا البعض) من‬ ‫“حطّنا ّ‬ ‫قاعدة اإلهامل؟ وكيف ميكن لرسالة تصل من بني‬ ‫العرشات‪ ،‬أن تلفت نظر أحدنا ليهتم بها ويرد عليها‪.‬‬

‫بيل غيتس رأس املال‪ ،‬وفيفالدي املوسيقا‪،‬‬ ‫وفيلليني السينام‪ ،‬وجون ترافولتا الرقص‪،‬‬ ‫وبيكاسو الرسم‪ ،‬وغيفارا النضال‪ ،‬وكازانوفا‬ ‫العهر‪ ،‬وأرماين املوضة‪ ،‬بينام أرشف بشهية‬

‫العمل للفنان العراقي اإليطايل جرب علوان من مجموعة "موسيقيون"‬

‫وحني يجتهد البعض من هواة الكليشيهات‪،‬‬ ‫البتداع جمل مختلفة‪ ،‬يقعون يف مطب ( الفزلكة)‬ ‫أو التقعري اللغوي الخايل من املعنى‪ .‬كأن يكتب‬ ‫أحدهم‪ :‬أناملك التي تخط الضوء وتخلق اإلبداع‪.‬‬ ‫تبدو العبارة لصاحبها متميزة‪ ،‬بينام أجدها متكّلفة‬ ‫وغري مؤثرة‪ .‬وهذا طبعاً يتوقف عىل الذائقة‪ ،‬التي‬ ‫تختلف من متلقٍ آلخر‪.‬‬ ‫تكتب يل إحداهن‪ :‬يومك يجعل من نهاري جميالً‬ ‫حني أقرأك‪ .‬لتجربين عىل الرد‪ ،‬فهي ال تتكلّف‬ ‫وال تبتذل الكلامت‪ :‬بسيطة وواضحة وال تحتمل‬ ‫التأويل‪.‬‬ ‫الرسالة التي تصل‬ ‫هذه هي الكتابة التي تصل متاماً كالرسائل عىل‬ ‫مواقع التواصل‪ ،‬تستطيع الكتابة اإلبداعية الترسب‬ ‫من بني عرشات املؤلفات‪ ،‬لتحتل مكانها ال عىل‬ ‫رفوف املكتبات‪ ،‬بل يف غرفة القارئ‪ ،‬قرب رسيره‪،‬‬ ‫يف ركنه املفضّ ل لالستمتاع بالقراءة واكتشاف‬ ‫العامل‪.‬‬

‫الوقوع في الكليشيه‬ ‫السمة املشرتكة ألغلب هذه الرسائل هي التشابه‪.‬‬ ‫كأن الذين يكتبونها يجلسون يف غرفة واحدة‪ ،‬أو‬ ‫صف واحد كتابة خالية من التفرد‪ .‬وهذا القانون‬ ‫ذاته ينطبق عىل أغلب الصادرات التي نخاف من‬ ‫كميتها‪ ،‬وهي تحتل رفوف املكاتب تقلّب األوراق‪،‬‬ ‫وال تشعر بالجديد‪ .‬كأنك قرأت هذا الكتاب من‬ ‫قبل أو هذه الرواية‪ .‬حيث تكاد تكون الصفحات‬ ‫الكثرية مجرد نسخ ولصق لفكرة ما أو كتابة ما‪،‬‬ ‫تسعى فقط هذه املطبوعات الجديدة إىل التنويع‬ ‫اللغوي ومحاولة ابتكار صور جديدة للتعبري عن‬ ‫الفكرة ذاتها‪.‬‬

‫هذا التميز ال يحتاج إىل التقعري اللغوي ونحت‬ ‫رصف بجمل‬ ‫الصور ونبش كتابات اآلخرين للت ّ‬ ‫مشهورة وعبارات رائجة‪ ،‬ليصل أحدنا إىل (عقل)‬ ‫اآلخر أي القارئ‪ ،‬كل ما تحتاجه أن تكون أنت‬ ‫واضحاً بسيطاً ومختلفاً‪.‬‬

‫غياب االختالف أو فقدان الفردية يف التعبري‪ ،‬هو‬ ‫أحد أسباب انتشار التكرار والكالم النمطي املتشابه‬ ‫الذي بتنا نعرب عنه شفوياً بوصفه‪ :‬بالبالبال‪ ...‬أي‬ ‫مجرد لغو‪.‬‬

‫االختالف هو األساس‪ .‬االختالف بامتالك لغتك أنت‪،‬‬ ‫بصمتك مهام كانت هذه البصمة بسيطة‪ ،‬وكنت‬ ‫تخىش من كونها قليلة األهمية‪ ،‬فهي تفعل العكس‪،‬‬ ‫تصل بصدقها وبراءتها‪.‬‬

‫"ما تمتلكه‪ ،‬يفضي إلى امتالكك"‪ ..‬نادي القتال‬ ‫ذاك الفتى كان يعمل يف "فندق بريسمنت"‬ ‫الفاخر‪ ،‬ثم طردوه بعد أن تغوط يف حساء‬ ‫الفطر وبال يف كؤوس الرشاب‪ .‬ذاك الفتى‬ ‫م ّر يب مرارا ً قابعاً بني رصاصري مراكز‬ ‫التسوق‪ ،‬مكفّناً ببدلتي الرسمية حول طاوالت‬ ‫فنادق الخمس نجوم‪ ،‬محاوالً أن أكون ويف‬ ‫الوقت نفسه‪:‬‬

‫غونتر غراس‬

‫حساء الفطر وكؤوس الرشاب‪.‬‬ ‫ذاك الفتى اقتلع مني بلكمة واحدة رسابايت‬ ‫وأوهامي وكل ما لقّنوين إياه بأنني قد أكون‪:‬‬ ‫بيل غيتس رأس املال‪،‬‬ ‫وفيلليني السينام‪..‬‬ ‫وجون ترافولتا الرقص‬ ‫و‪...‬و‪...‬و‪...‬‬ ‫مصحوبة بصف أسناين األمامية املتباعدة‬ ‫ودمي‪ ..‬ذاك الفتى اللعني تايلر ِدردن‪ ،‬إلهي‬ ‫املسيَّف‪ ،‬يسوعي الذي ال يرحم‪ ،‬وجع خارصيت‬ ‫الدائم‪.‬‬

‫هكذا رحتُ أنتبه‪ ،‬وأنا أفصل بني رسائل كثرية ال‬ ‫تلفت اهتاممي‪ ،‬وبني رسائل قليلة ال تخفي متيزها‬ ‫يف ركام رسائل اآلخرين‪.‬‬

‫‪Fight Club‬‬ ‫تاريخ اإلنتاج‪1999 :‬‬

‫إخراج‪ :‬ديفيد فينش ‪David Finsher‬‬

‫سيناريو وحوار‪ :‬جيم أولز ‪،Jim Uhls‬‬ ‫مأخوذا ً عن رواية تشاك بالنيوك الشهرية‬ ‫بنفس العنوان‬ ‫بطولة‪ :‬براد بيت‪ ،‬إدوارد نورتون‪ ،‬هيلينا‬ ‫بونام كارتر‪ ،‬ميت لووف‬ ‫املوسيقا التصويرية‪ :‬األخوين داست ‪Dust‬‬ ‫‪ ،Brothers‬جون كينغ ‪John King‬‬ ‫التصوير السيناميئ (سينامتاغرويف)‪:‬‬ ‫جيف كرونينويذ ‪Jeff Cronenweth‬‬ ‫مونتاج‪ :‬جيمس هايغود ‪James Haygood‬‬

‫وهذا ينطبق عىل اإلبداع‪ .‬االختالف هو اإلبداع‪ .‬ماذا‬ ‫يهم العامل أن يفيق عىل ديستويفسيك جديد‪ ،‬أو‬ ‫عىل كافكا جديد‪ ،‬أو محمود درويش جديد‪ ،‬أو حتى‬ ‫عىل أحالم مستغامني بنسخة جديدة؟‬ ‫أن تكون مؤثرا ً‪ ،‬يعني أن تُطلق اسمك أنت‪ ،‬ال أن‬ ‫تكون ظالً أو تابعاً السم سبق واشتغل ليصنع‬ ‫مكانه‪.‬‬ ‫كتابة جديدة‬ ‫ككاتبة سبق يل أن نرشت عدة روايات‪ ،‬وأكتب‬ ‫بني الحني واآلخر يف الصحافة العربية‪ ،‬تصلني‪،‬‬ ‫كغريي من الكتّاب دون شك‪ ،‬العديد من األسئلة‬ ‫واالستفسارات حول ‪ :‬كيف نكتب؟ كيف ننهي عمالً‬ ‫عالقاً منذ وقت وال نستطيع التقدم به؟ كيف نرتب‬ ‫صفحات طويلة لتتحول إىل نص إبداعي؟ وأسئلة‬ ‫كثرية تتعلق بنصائح الكتابة‪ ،‬وأحياناً تصلنا نحن‬ ‫الكتّاب‪ ،‬مخطوطات ُمنجزة يطلب أصحابها آراءنا‬ ‫بها قبل النرش‪ .‬يف كل مرة‪ ،‬يكون جوايب تقريباً‬ ‫نصك أنت ال نصوص اآلخرين‪ .‬كلّام‬ ‫هو ذاته‪ :‬اكتب ّ‬ ‫نصك أنت) هناك‬ ‫نصك قوياً‪ .‬يف ( ّ‬ ‫كنت أنت كان ّ‬ ‫الكثري من الخوف‪ ،‬من مواجهة الذات‪ ،‬من عزل املهم‬ ‫عن العادي‪ ،‬من هلع صورتنا لدى اآلخر‪ ،‬كل هذه‬ ‫املخاوف تشري صوب اإلبداع فالتميز مخيف يعني‬ ‫نص اآلخر املك ّرس واملألوف‪ ،‬لتُخاطر‬ ‫أنك تخرج عن ّ‬ ‫بتقديم بالهات رمبا‪ .‬هذه البالهات أو الحامقات‬ ‫أراها شخصياً جذوة الكتابة الحقيقية‪.‬‬ ‫يف كل يوم أكتشف كتابة جديدة‪ ،‬كتابة أعجز عن‬ ‫اإلتيان بها‪ ،‬من أسامء جديدة مج ّربة‪ ،‬تحاول تطويع‬ ‫الخوف من رأي اآلخر‪ .‬هذه الكتابة هي الرهان‬ ‫النص روح صاحبه‪ ،‬كان أقرب‬ ‫اإلبداعي كلام حمل ّ‬ ‫إىل روح اآلخرين‪ ،‬دون أن يضطر صاحب النص‬ ‫حتى إىل كتابة األحرف األوىل من اسمه‪ ،‬أو اسمه‬ ‫نصه يصبح اسمه‪.‬‬ ‫كامالً‪ ،‬ألن ّ‬

‫يعتبر الكاتب األلماني “غونتر غراس”‬ ‫واحد ًا من أهم الروائيين العالميين‬ ‫في حقبة ما بعد الحرب العالمية‬ ‫الثانية‪ ،‬ولد في مدينة داينتسيغ‬ ‫األلمانية في العام ‪ ،1927‬وتوفي‬ ‫في العام ‪ 2015‬في مدينة لوبيك‬ ‫شمال ألمانيا‪ ،‬حيث قضى سنواته‬ ‫األخيرة‪.‬‬ ‫تعترب روايته‪“ :‬طبل الصفيح” من أهم‬ ‫إنتاجاته التي القت رواجاً كبريا ً بعد‬ ‫نرشها يف العام ‪ ،1959‬وترجمت إىل‬ ‫‪ 24‬لغة منها اللغة العربية‪ ،‬وهي الجزء‬ ‫األول من “ثالثية داينتسيغ”‪ ،‬حيث أعقبها‬ ‫بـ “القط والفار” و”سنوات الكالب”‪،‬‬ ‫ولغونرت غراس الكثري من الكتب املهمة‬ ‫األخرى‪ ،‬منها‪“ :‬يف خطو الرسطان”‪،‬‬ ‫“مئويتي”‪“ ،‬تخدير موضعي” و”الجرذ”‬ ‫وغريها من األعامل‪.‬‬ ‫يقول كاتب سرية غراس “ميخائيل‬ ‫يورغس” عن طفولته بأنها كانت مزيجاً‬ ‫بني الروح القدس وهتلر‪ ،‬فقد شارك‬ ‫غونرت غراس وهو مل يبلغ بعد سنته‬ ‫السابعة عرشة كمساعد يف‪ ‬سالح الطريان‬ ‫األملاين العام‪ 1944 ‬السنة األخرية من‬ ‫الحرب العاملية الثانية‪ ،‬كام قىض أشهرا ً‬ ‫كأسري حرب يف العام ‪ 1946‬لدى الجيش‬ ‫األمرييك يف مدينة بايرن األملانية‪.‬‬ ‫يف العام ‪ 1999‬حاز “غونرت غراس”‬ ‫عىل‪ ‬جائزة نوبل‪ ‬لآلداب‪ ،‬ولكن بعد ذلك‬ ‫بسنوات طويلة اعرتف بأنه سبق وأُجرب‬ ‫عىل االنضامم إىل وحدات الشبيبة‬ ‫النازية الخاصة الـ “فافن‪ -‬أس أس”‪،‬‬ ‫األمر الذي أثار جدالً كبريا ً وصل إىل‬ ‫ح ّد تفكري األكادميية امللكية السويدية‬ ‫بسحب الجائزة منه‪ ،‬مع العلم بأنه مل‬ ‫يكن يبلغ الثامنة عرش من عمره وقتها‪،‬‬ ‫وبأن كتاباته ركّزت دوماً عىل فظائع‬ ‫الحروب والشعور بالندم الذي الزم أملانيا‬ ‫بعد الحقبة النازية التي س ّببت كل ما‬ ‫سبّبته من حرب ودمار‪.‬‬ ‫اتّخذ “غونرت غراس” موقفاً معادياً‬ ‫إلرسائيل‪ ،‬ووصفها بأنها متثل تهديدا ً‬ ‫للسالم العاملي‪ ،‬كام انتقد رغبتها يف‬ ‫ش ّن هجوم عسكري عىل إيران‪ .‬وقد‬ ‫أغضب السلطة اإلرسائيلية عندما أشاد‬ ‫بالخبري النووي “موردخاي فعنونو”‪،‬‬ ‫الذي كشف تفاصيل الربنامج النووي‬ ‫اإلرسائييل الرسي يف العام ‪،1986‬‬ ‫وذلك يف قصيدة تحمل عنوان‪“ :‬بطل‬ ‫من أيامنا”‪ .‬نتيجة مواقفه املعادية لها‬ ‫منعته السلطة اإلرسائيلية من دخول‬ ‫أراضيها‪ ،‬واصفة إياه بأنه “شخص غري‬ ‫مرغوب فيه”‪.‬‬


‫باب أرابيسك‬

‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 21‬أيلول ‪September • 2017‬‬ ‫الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول ‪Oktober • 2017‬‬ ‫السنة‪2017‬‬ ‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول‬

‫باب أرابيسك‬

‫الثقافة والهويات الثقافية وتنازع اإلرادات‬ ‫جبر الشوفي‬ ‫كاتب سوري‬ ‫بني اتساعٍ وتعميم‪ ،‬ظلّت الثقافة مصطلحاً توصيفياً حديثاً متأرجحاً‪،‬‬ ‫ليشمل كل املعارف والخربات والعادات والتقاليد والفنون واآلداب والعلوم‬ ‫بأنواعها‪ ،‬وما قد يضاف إليها من ثقافات مستحدثة‪ ،‬كالذي دفعت به‬ ‫العوملة منذ مثانينيات القرن املايض‪ ،‬ومتركز يف مجال االتصاالت وامليديا‬ ‫وكل ما يتبعها‪،‬‬ ‫وثورة املعلومات وثقافة الوجبات الرسيعة واألزياء ّ‬ ‫تغي يف أمزجة الجيل وسلوكه ومنط حياته وتفكريه وما يعانيه‬ ‫من ّ‬ ‫من مشكالت‪ ،‬وبني تحديد للمصطلح وحرصه بالنشاط الثقايف قراء ًة‬ ‫وإنتاجاً مبدعاً يف مجاالت الفكر والفنون واآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫عامة‪ ،‬بحيث يُخرج من دائرته هذه‪ ،‬وفقاً للمفهوم املتداول رسمياً‬ ‫ٍ‬ ‫وشعبياً‬ ‫ثقافات مجتمعية شعبية عامة‪ ،‬ترتبط بالوعي االجتامعي‬ ‫وخصوصيات الثقافة املحلية ومورثاتها‪ ،‬والتي شقّت مؤخراً بعد طول‬ ‫تغييب طريقها‪ ،‬لتدخل يف الفضاء الثقايف العام‪ ،‬وتغدو عنارص أساسية‬ ‫يف منظومته الرسمية كالشعر الشعبي والفنون الشعبية وحكايا‬ ‫الفروسية واألساطري وغريها!‬ ‫المواطنة كتشارك بين مجموعة‬ ‫هويات ثقافية صغرى‪:‬‬ ‫أما حينام نذهب مبصطلح الثقافة‬ ‫إىل ما هو شعبي ومشرتك وعام‪،‬‬ ‫وإن ظهر بنسب متفاوتة بني فرد‬ ‫وآخر من أبناء الجامعة سواء كانت‬ ‫إثنية أو دينية أو غريها‪ ،‬فنكون قد‬ ‫وصلنا باملصطلح إىل ما نسميه‬ ‫(الهوية الثقافية) للجامعة‪ ،‬وهي التي‬ ‫تتبل ّور عرب شمولها األوسع واألعم‬ ‫للخصائص واملكونات املشرتكة‪ ،‬حتى‬ ‫تغدو من خصوصيات هذه الجامعة‬ ‫ودال ًة عليها‪ ،‬بحيث نستطيع عزلها‬ ‫وفرزها‪ ،‬عام تتشارك به مع غريها‪،‬‬ ‫من دون أن نفقدها خصوصيتها‪،‬‬ ‫فكل السوريني يشرتكون بهوية‬ ‫سورية مشرتكة‪ ،‬ولكل جامعة دينية‬ ‫وطائفية أو إثنية عىل حدة هوية‬ ‫ثقافية خاصة بها‪ ،‬وهذا ما نالحظه‬ ‫بني الكرد والعرب واألثوريني‬ ‫والرتكامن وغريهم‪ ،‬فكل فرد من‬ ‫هذه الجامعات مواطن سوري له‬ ‫نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات‪،‬‬ ‫وهو يرتبط بالنضال الوطني‬

‫الهو َّية‬

‫د‪ .‬مازن أكثم سليمان‬ ‫شاعر وناقد سوري‬

‫حدِّقْ بالجام ِل‬ ‫وال ترش ِح األشيا َء كثريا ً‬ ‫الغافل‬ ‫َ‬ ‫لن تُقن َع‬ ‫َ‬ ‫أنك مسا ُر أحالمه‬ ‫َ‬ ‫الشقيق الثّام ُن‬ ‫وأنك‬ ‫ُ‬ ‫أليام األسبوع‬ ‫فال أحد سيصدّقُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫عظامك الحادّة‬ ‫نتوءات‬ ‫أن‬ ‫خلقتْ من ثوانٍ وماء‪..‬‬ ‫َ‬ ‫أهدابك‬ ‫أ َّن‬ ‫تلف الهوا َء وشاحاً عىل ال ُّرؤى‪..‬‬ ‫ُّ‬ ‫وأ ّن مزا َر َك‬ ‫حارة الحب املنس ّية يف كل مدينة!‬ ‫‪...‬‬ ‫حدّق بالجامل‬ ‫وخُذ نفَساً عميقاً‬ ‫كأنه ِ‬ ‫آخ ُر َ‬ ‫بالدروب واملصائر‬ ‫عهدك‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫فرمبا يصدقُ‬ ‫األطفال‬ ‫أ َّن أصابعك األسطواني َة‬ ‫مثلَّجاتٌ إ ْن ِ‬ ‫ذابت امل ُثلَّجات‬ ‫املشاغب‬ ‫أ َّن ضجيجهم‬ ‫َ‬

‫واملساواة بني الجميع‪ ،‬كام ميكن أن‬ ‫تركّز عىل الجانب اإلنساين املشرتك‬ ‫بني الديانات الساموية‪ ‬املختلفة‪،‬‬ ‫وتعميمه عىل بقية التباينات الطائفية‬ ‫والعرقية‪ ،‬فاالعرتاف باللغة والثقافة‬ ‫القوميتني‪ ،‬الكردية واآلثورية‬ ‫والرتكامنية وغريها كلغات رسمية‬ ‫يف مناطقها‪ ،‬إىل جانب العربية‬

‫وإعطائها مجاالً إلبراز ثقافتها‬ ‫وتنميتها‪ ،‬يشكل عامل إغناء للثقافة‬ ‫الوطنية العامة‪ ،‬إذ أ ّن متازج الثقافات‬ ‫وتالقحها‪ ،‬يعطي زخامً ثقافياً‬ ‫هائالً‪ ،‬يؤدي إىل تطور الجميع‪،‬‬ ‫وهو ما ملسته البرشية منذ الحضارة‬ ‫الهلينستية والحضارة اإلسالمية يف‬ ‫العرصين األموي والعبايس‪.‬‬

‫وبالتضحيات ويشارك باالعتزاز‬ ‫بانتامئه السوري‪ ،‬ولكل منهم يف‬ ‫مجتمعه الخاص عاداته وتقاليده‬ ‫وسريته الشعبية ومعتقداته التي قد‬ ‫تتباين إىل حد بعيد‪ ،‬لتغدو املواطنة‬ ‫تشاركاً‪ ،‬بني مجموعة هويات ثقافية‬ ‫صغرى‪ ،‬تكونت من اإلثنيات أواألديان‬ ‫والطوائف واملذاهب أو باختالط أكرث‬ ‫من عنرص فيها‪.‬‬ ‫وإذا كانت هذه املشرتكات والتباينات‬ ‫عند الجامعات الوطنية‪ ،‬هي واقع‬ ‫موضوعي‪ ،‬يختلف بنسبة تشاركه‬ ‫وتباينه مع الهوية الوطنية السورية‬ ‫الجامعة‪ ،‬فإن الدولة الوطنية‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬تستطيع بل يجب عليها‪،‬‬ ‫أن تعمل باتجاه ما يخفف من أثر‬ ‫هذه التباينات ومن إمكانية توظيفها‪،‬‬ ‫يف إثارة النزاعات والحروب‪ ،‬وذلك‬ ‫عرب تعزيز ثقافة االختالف واالعرتاف‬ ‫املتبادل باآلخر‪ ،‬وأن تنمي روح‬ ‫االنتامء واملواطنة‪ ،‬عرب االلتفاف‬ ‫حول املرشوع التحرري ومرشوع‬ ‫التنمية الشاملة‪ ،‬وإحالل العدل‬

‫اللوحة للفنانة رؤيا عيىس‬

‫انزالقُ الضّ و ِء عىل خديك‬ ‫وأ َّن اللعب َة الرسِي َة بينهم‬ ‫يستطيعو َن مامرستها يف قلبك ذاته!‬ ‫‪...‬‬ ‫‪ ...‬ك ْن مثل َ‬ ‫ظلك‬ ‫إ ْن أظلمتْ ‪..‬‬ ‫ينفصل َ‬ ‫عنك بال واز ٍع‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫جسدك يوماً‬ ‫يعتنق‬ ‫كأنه مل‬ ‫ْ‬ ‫الغياب‬ ‫فالذهاب إىل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫فرص ٌة أُخرى للغنا ِء والتَّهور‬ ‫والعود ُة إىل الهوى‬ ‫كناي ٌة عن سؤا ٍل قديمٍ يتجذ ُر يف ال َغرابة‬ ‫فهل تُصدّقُ األنثى‬ ‫أ َّن صد َر َك دفرتُ رس ِمها‬ ‫يك متد َد شفتيها عىل بساط اللّون الذي‬ ‫تهواه‪..‬‬ ‫الفقري محو ُر سفينتها‬ ‫أ َّن عمود َ​َك‬ ‫َّ‬ ‫الساريةَ‪ ،‬فرتى ما بع َد‬ ‫يك تصعد ّ‬ ‫األشجا ِر الغامضة‬ ‫وأ َّن ذر َ‬ ‫اعيك املرسا ُة الكامنة لنهديها‬ ‫َ‬ ‫جزيرتك اآلمنة عىل‬ ‫تظل أحضانُها‬ ‫يك َّ‬ ‫الدَّوام‪!!..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫كُ ْن والد ًة كاملة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بنصف َمكيدة‬ ‫تكتف‬ ‫وال‬ ‫ال تض ْع قدَماً عىل ال َّرصيف‬ ‫وأُخرى عىل ف َّوه ِة الربكان‬ ‫ُص دُفع ًة واحدة‬ ‫غ ْ‬

‫َ‬ ‫كأنك انتقا ُم املسا ِء من الغروب‬ ‫وال تهت ّم إ ْن صد ِ‬ ‫ّقت الحديق ُة‬ ‫أم مل تُصدِّقْ‬ ‫َ‬ ‫ذاكرتك مخز ُن العطّار األمني عىل‬ ‫أ َّن‬ ‫ِ‬ ‫روائحها‪..‬‬ ‫َ‬ ‫أعشاش فراشاتها‬ ‫ُ‬ ‫مسامك‬ ‫أ َّن‬ ‫التي ل ْن تح َّط رحالَها أبدا ً‪..‬‬ ‫َ‬ ‫وأنك واملط ُر عىل قراب ٍة دمويّة‪:‬‬ ‫َ‬ ‫دموعك ذاتُها منابعه‬ ‫مناب ُع‬ ‫مظل َ​َتك ذاتُها دندن ُة هُطوله‬ ‫وما ِ‬ ‫نسي ُه صديقُك من زخ ٍ‬ ‫جيب‬ ‫ّات يف ِ‬ ‫معطف ِه‬ ‫مصيد ٌة تُع ّو ُل عليها االستعار ُة كثريا ً‪!!..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪ ...‬تا ِب ْع حيات َ​َك‬ ‫كام لو أن ما حدثَ‬ ‫مل يحدثْ ‪،‬‬ ‫أو كام لو أن األحداثَ‬ ‫ٍ‬ ‫مختلف يف كل خطوة‪.‬‬ ‫ال تتكر ُر بتوقيعٍ‬ ‫تا ِبعِ املمك َن من َ‬ ‫بهائك‬ ‫الصخرة‬ ‫ما دمتَ تعلو فوقَ تلك َّ‬ ‫َ‬ ‫كأنك بني ُة القلَقِ الفوقيّة‬ ‫محاوالً بال هوادة إقنا َع البح ِر‬ ‫َ‬ ‫استفهامك بداي َة كل‬ ‫أ َّن املنار َة إشار ُة‬ ‫نهار‪..‬‬ ‫قالب الحلوى األزرق‬ ‫أ َّن‬ ‫َ‬ ‫األمواج تقطّ ُع َ‬ ‫بينك وبني س ّباح األُفُق‪..‬‬ ‫وأنك نا َد ْمتَ الب ّحار َة‬

‫سياسة النظام السوري في‬ ‫وجدان الجماعات التقليدية‬ ‫ولكن حني ك ّرس األمويون والعباسيون‬ ‫من بعدهم سياسة جائرة‪ ،‬اعتمدت‬ ‫عىل العنرص العريب وإقصاء األعاجم‪،‬‬ ‫وارتكبت املجازر بحقهم‪ ،‬برزت ظاهرة‬ ‫الشعوبية وتفاقم رصاع الهويات‬ ‫الثقافية بني العرب والفرس وغريهم‪،‬‬ ‫ومن ث ّم أدت إىل إضعاف الدولة‬ ‫العربية اإلسالمية وتعرضها للغزو‬ ‫وتدمري مدنها( بغداد والبرصة وحلب)‬ ‫وسقوطها بيد الغزاة واملحتلني‪ ،‬كذلك‬ ‫ك ّرست سلطة البعث يف سوريا والعراق‬ ‫مفهوماً للقومية العربية املدعاة‪ ،‬يقوم‬ ‫عىل إلغاء اآلخر غري العريب وطمس‬ ‫هويته ومحاولة صهره‪ ،‬مام أدى إىل‬ ‫تنازع الهويات الثقافية القومية‪ ،‬وبهذا‬ ‫األسلوب الرجعي املتعصب‪ ،‬تعاملت مع‬ ‫اآلخر املختلف عن طائفة الحكام ومع‬ ‫السيايس املعارض‪ ،‬حتى دفعت البالد‬ ‫والعباد أفدح األمثان الروحية واملادية‪،‬‬ ‫وج ّرت عملية تصليب النواة املذهبية‬ ‫وجعلها ركيزة لسياسة السلطة عىل‬ ‫مستوى الوطن‪ ،‬إىل هبة كل أصحاب‬ ‫الحقوق املغتصبة‪ ،‬وبدالً من اإلصالح‬ ‫وإحقاق الحقوق‪ ،‬ذهب النظام إىل‬ ‫تدمري أسس التعايش الوطني‪ ،‬والتغيري‬ ‫الدميغرايف وقتل وترشيد املاليني‪،‬‬ ‫ليرتك بالدنا ساحة لرصاع اإلرادات‬ ‫الدولية واإلقليمية والعربية‪ ،‬وإخراج‬ ‫السوريني من دائرة الفعل وااللتفاف‬ ‫حول عملية التغيري السيايس املطلوب ‪.‬‬ ‫يشري هذا الواقع إىل سياسة مربمجة‪،‬‬ ‫انتهجها النظام السوري وك ّرس‬ ‫مفاعيلها يف وجدان الجامعات‬ ‫بالتحصن بحاضن‬ ‫التقليدية‪ ،‬وعرب عنها‬ ‫ّ‬ ‫طائفي‪ ،‬لتفوز مبكاسبه املادية واملعنوية‬ ‫حلقة ضيقة من أبناء الطائفة‪ ،‬وتدفع‬ ‫بالفائض منهم ومن بقية طوائف‬ ‫املجتمع السوري خارجاً‪ ،‬بعد أن‬ ‫تنتقي بعض مناذج منهم‪ ،‬ليكونوا‬ ‫أدوات رخصية يف شبكة فسادها‬

‫فاض النبي ُذ بدُمو ِع عشيقاتهم‬ ‫يوم َ‬ ‫املنتظر ِ‬ ‫ات عىل الشاطئ‪!!..‬‬ ‫أنتَ َمركب ُة الطَّلْع الذهبية‬ ‫ُّ‬ ‫الوردي يف ال َّرحيق‬ ‫ُستحض‬ ‫حواف امل‬ ‫أو‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫حدِّقْ طويالً بال َجام ِل‬ ‫وضعه قبع ًة عىل رأس الجهات‬ ‫إىل أ ْن يُصدّقَ الل ُه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بكتابك املقدس‬ ‫أنك تربعتَ‬ ‫لتجارب النوارس واملارقني‬ ‫َ‬ ‫روحك مؤمتَن ٌة عىل شيطان الشك‬ ‫أ َّن‬ ‫وأ َّن األسئل َة املوهوبة لك‬ ‫ستُصانُ‪ ،‬وإ ْن مل تلتحق بها أجوبة!‬ ‫‪...‬‬ ‫األعرج للفنون‬ ‫أيُّها املتف ّحص‬ ‫ُ‬ ‫يا بهلوا َن ال َّرمز املهد ِد باملعنى‬ ‫ل ْن يُصدِّقَ املوتُ‬ ‫أ َّن املوىت ما زالوا يحرضو َن ك َُّل اجتام ٍع‬ ‫عن السعاد ِة والخوف والحنني‬ ‫فاملقاب ُر ق َُّباتُ البداية‬ ‫وكلام احتُ ِ‬ ‫ض ِت املسافاتُ‬ ‫ِ‬ ‫الكشف‬ ‫تجدَّدت نشو ُة‬ ‫تحمل ك َ‬ ‫ُرسيك معك‬ ‫ْ‬ ‫فال‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫روحك‬ ‫استطال من‬ ‫أنتَ مبا‬ ‫مقع ُد التوت ِر الوثري‬ ‫دليل التاريخ يك يُصدقَ‬ ‫أنتَ ُ‬ ‫أنك ُّ‬ ‫تفك لكن َة َمجاهيل ِه من دون قواعد‪..‬‬ ‫أن نداء ُه البدي َع‬ ‫َ‬ ‫ني التَّطابقِ ‪..‬‬ ‫الكوليسرتول من رشاي ِ‬ ‫يطر ُد‬

‫وأن ُه إ ْن زا َر َك ذاتَ يومٍ‬ ‫ُ‬ ‫ترتك ل ُه رسي َر َك‬ ‫الصالون‪!!..‬‬ ‫وتنا ُم عىل أريكة ّ‬ ‫‪...‬‬ ‫‪ ...‬خلّص إطاللتك َ‬ ‫منك‬ ‫ف ّجر اللُّغ َة يف حرك ِة الهجرة املحمومة‬ ‫وعندَها‪..‬‬ ‫ل ْن ترتدد الحري ُة طويالً‬ ‫قبل أن تُصدقَ‬ ‫َ‬ ‫أنك جرس الكامن الواصل‬ ‫والكواكب‬ ‫ني املواكب‬ ‫ِ‬ ‫ب َ‬ ‫رت َ‬ ‫تك أجنحة‬ ‫أن لس َ‬ ‫ُخلخل باط َن كل عاصفة‪..‬‬ ‫ت ُ‬ ‫َ‬ ‫وأنك مهام كنت مشغوالً‬ ‫ستساعدها إذا علقتْ عجالتُها‬ ‫طب وس َط ال ّزحام‪!!..‬‬ ‫يف َم ٍّ‬ ‫‪...‬‬ ‫كأنك ينابي ُع ال ّز ِ‬ ‫تأنق َ‬ ‫فاف‬ ‫ْ‬ ‫ستوصل الرسال َة إىل ِ‬ ‫بيت ال َّرماد امل ُطلق‬ ‫ُ‬ ‫وستحدّقُ حتامً مبا بع َد ال َجام ِل‬ ‫َ‬ ‫يأخذك العط ُر إىل الذُّرى‬ ‫ل ْن‬ ‫ِ‬ ‫الغوايات واملهارة‬ ‫إلّ به ِويّ ِة‬ ‫وستصدقُ َ‬ ‫ذاتك املفصومة‬ ‫خ َر َك‬ ‫أو سيصدقُ الش ْع ُر أن آ َ‬ ‫سيبت ِك ُر مشطاً َمجازيّاً‬ ‫س ُح به شَ ْع َر الوجود‪..‬‬ ‫يُ َ ِّ‬ ‫كل صور ٍة شعريّة‬ ‫أن ُه سيحمي ّ‬ ‫من فنادق البالغة ذات الخمس نجوم‪..‬‬

‫بدالً من اإلصالح وإحقاق‬ ‫الحقوق‪ ،‬ذهب النظام إلى تدمير‬ ‫أسس التعايش الوطني‪ ،‬والتغيير‬ ‫الديمغرافي وقتل وتشريد‬ ‫الماليين‬ ‫املادي والسيايس والخلقي وجعلهم‬ ‫أتباعاً‪ ،‬يرطنون بأيديولوجيات النظام‬ ‫الكاذبة‪ ،‬وهم رشيحة واسعة نسبياً‬ ‫من أصحاب املصالح املادية والطبقة‬ ‫الوسطى‪ ،‬التي اشرتاها حافظ األسد‬ ‫يف أحداث الثامنينيات‪ ،‬وليس املفتي‬ ‫أحمد الحسون ورجال الكنيسة ومن‬ ‫يسمون بشيوخ العقل وغريهم‪ ،‬إال تجلّياً‬ ‫لصوتها وصورتها املبتذلة‪ ،‬التي قادت‬ ‫إىل غياب نسبي لهذه الفئات من أبناء‬ ‫املدن والسيام دمشق وحلب عن التفاعل‬ ‫الخالق مع الثورة السورية‪ ،‬وغلبة‬ ‫الطابع الريفي عليها!‬ ‫وإذا كان هذا االخرتاق لجبهة أنصار‬ ‫الحرية والكرامة‪ ،‬قد شكل اخرتاقاً‬ ‫عمودياً للهويات الثقافية ملختلف‬ ‫الطوائف واإلثنيات واتخذ له أنصارا ً‬ ‫من بني صفوفها وإن بتفاوت‪ ،‬وعمل‬ ‫عىل تنمية هوية كانت هامشية‪ ،‬ثم‬ ‫منت وأخذت دورها يف الرصاع‬ ‫املديد بني الحرية بوصفها تجسيدا ً‬ ‫لضمري مجتمع أهيل وشعبي‪ ،‬وبني آلة‬ ‫اإلرهاب والقتل والدمار السلطوية‪ ،‬إنها‬ ‫االنتهازية واملصالح املادية التي شبكت‬ ‫هذه األوساط بالسلطة املجرمة‪ ،‬بعد‬ ‫أي اشرتاك حقيقي‬ ‫أن خلصتهم من ّ‬ ‫بالقرار السيايس‪ ،‬بل سلختهم عملياً عن‬ ‫هوياتهم الخاصة‪ ،‬وأدخلتهم يف حظرية‬ ‫السلطة‪ ،‬التي ال هوية حقيقية لها خارج‬ ‫فسادها ومصالحها‪ ،‬بدالً من أن تحكمه‬ ‫حكامً رشيدا ً يستقوي بالحرية‪ ،‬وتشيع‬ ‫الشفافية واملحاسبة ورعاية املصالح‬ ‫ستظل هاجس‬ ‫ّ‬ ‫املشرتكة للمجتمع‪ ،‬التي‬ ‫السوريني ومحور عملهم يف التصدي‪،‬‬ ‫لكل ما يفرضه نظام الخراب العام وكل‬ ‫منارصيه وحامته الدوليني!‬ ‫َ‬ ‫َشاعي‬ ‫الحارس امل‬ ‫وأنك‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫س بامل ُنزا ِح وامل ُوحي‬ ‫ما زلتَ تح ّم ُ‬ ‫حصا َن املراوغة‪!!..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫َ‬ ‫يل املورق‪!!..‬‬ ‫يا‬ ‫لوهجك الجد ّ‬ ‫َ‬ ‫زواياك القبل‬ ‫أقىص‬ ‫والقريب من َ‬ ‫يديك‬ ‫ُ‬ ‫يستدي ُر كالشمس‪ ،‬ويتالىش‪..‬‬ ‫حدّق بالجامل‬ ‫وأفرج عن النوافذ‬ ‫ْ‬ ‫وال تُ َنظِّر عىل الرِيح أبدا ً‬ ‫خُذها من ذراعيها‬ ‫وأسكنهاكنجد ٍة‬ ‫تحتَ عباءات امل ُغايَ َرة‬ ‫عندَها سيصدّق الكو ُن‬ ‫َ‬ ‫أنك أمضيتَ عم َر َك تبحث عن ُه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والحانات وال َحامقات‪..‬‬ ‫النصوص‬ ‫بني‬ ‫َ‬ ‫أنك تقتفي آثا َر ُه حتى يف فزاع ِة الحقلِ‬ ‫وإ ْن كُنْتَ أنتَ َ‬ ‫ذاتك عصفورا ً‪..‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ظهرك‬ ‫وأنك ستستلقي قريباً عىل‬ ‫امل َغدو ِر‬ ‫َ‬ ‫ني ألعىل‬ ‫قدميك كدَعامت ِ‬ ‫سرتفع‬ ‫وتسند بهام السام َء املتعبة‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫صاعد نح َوها‪:‬‬ ‫واشامً عىل أول منطا ٍد‬ ‫[ال َج ُ‬ ‫امل _هُنا_ سا ٍه‬ ‫والغيم ُة كُلَّام تثا َءبَتْ‬ ‫خ َر َج من ف ِمها موع ُد غرام]‪.‬‬ ‫َ‬


‫باب أرابيسك‬ ‫‪17‬‬ ‫‪ Oktober‬ةنسلا‬ ‫‪2017‬دع•لا ‪ -‬ةيناثلا‬ ‫األول ‪ 12‬د‬ ‫تشرينوليأ ‪-‬‬ ‫العدد‪ 7102- •22re‬ل‬ ‫الثانية‪bme-tp‬‬ ‫السنة ‪eS‬‬ ‫‪17‬‬

‫باب أرابيسك‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول ‪2017‬‬

‫الفراق الظالم بين شفتينا‬ ‫نينا كاسيان (رونيه آين ستيفانيسكو) شاعرة رومانية ولدت عام ‪1924‬‬ ‫مبدينة غااليت عىل ضفاف الدانوب‪ .‬تعلمت العزف عىل البيانو يف الصغر‬ ‫وناضلت يف ما بعد يف صفوف الشيوعيني وتزوجت عام ‪ .1943‬ثم‬ ‫نرشت أول كتاب شعري لها بعد نهاية الحرب العاملية الثانية متأثرة مباكس‬ ‫جاكوب وأبولينري وكانت قد ترجمت لشعراء فرنسيني من قبل‪ .‬تأثرت‬ ‫أيضا مبهاي إمينسكو وتودور آرغيزي ويون باربو واقرتبت من الفولكلور‬ ‫الروماين‪ .‬توقفت عن الكتابة الشعرية يف منتصف الخمسينيات واتجهت‬ ‫إىل التأليف املوسيقي ثم عادت من جديد يف ‪ 1965‬اىل الكتابة بغزارة‪ .‬يف‬ ‫عام ‪ 1985‬انتقلت اىل الحياة يف أمريكا بعد وفاة زوجها الثاين وعملت‬ ‫أستاذة لتدريس الكتلبة اإلبداعية يف جامعة نيويورك حيث ماتت مبدينة‬ ‫نيويورك عام ‪.2014‬‬ ‫الشاعرة نينا كاسيان‪ ،‬توفيت يف ‪ 2014\4\16‬عن عمر ‪ 89‬عام يف نيويورك حيث عاشت‬ ‫منذ ‪1985‬حني هاجرت إليها من رومانيا‪ .‬الصورة من ميديافاكس ( ‪)FOTO Mediafa‬‬

‫حب ‪...‬‬ ‫سامحني ألين أبكيتك‪،‬‬ ‫باألحرى‪ ،‬كان عيل أن أقتلك‪،‬‬ ‫أن أسحب روحك‬ ‫و أجلدك بها‪.‬‬ ‫يل أن أرى دمك‬ ‫كان ع ّ‬ ‫يسيل‪ ،‬دفقة بعد أخرى‪،‬‬ ‫أن أتركك ببثورك هزيالً ووحيدا ً‪،‬‬ ‫بال ملسة حن ٍّو عىل عينيك أو أنفك أو‬ ‫فمك‪.‬‬ ‫سامحني ألين عذّبتك‪،‬‬ ‫يل أن أُ ْر ِعبك‪،‬‬ ‫باألحرى‪ ،‬كان ع ّ‬ ‫لست الله – املنتقم –‬ ‫لك ّني ُ‬ ‫و إمنا مخلوقه الرتايب وحسب‪.‬‬ ‫أمتنى أن تحرتق أصابعك ‪...‬‬ ‫قلت‬ ‫“كل يشء يق ُع دامئا أل ّول م ّرة” ُ‬ ‫له‪.‬‬ ‫فأجابني “ال”‬ ‫كيف ِ‬ ‫لك أن متيّزي ضفدعة‪ ‬‬ ‫إن مل تري واحدة من قبل؟‬ ‫كيف لك أن تتحايش حرقا يف أصابعك‬ ‫إن مل يلسعك‪ ،‬ولو م ّرة‪ ،‬لهب نار؟‬ ‫قلت‪.‬‬ ‫لدي ذكريات‪ ،‬وليس اختبارات‪ُ ،‬‬ ‫حبي الجديد غريب ومتسلّط‬ ‫كحبي األ ّول‪.‬‬ ‫الضفدعة التي ترى‬ ‫ليست تلك التي رأيت‪.‬‬ ‫و كم أمتنى أن تحرتق أصابعك‪ ‬‬ ‫م ّر ًة تِل َو املرة ‪....‬‬ ‫***‬

‫كم أغار من ذلك الفراق الظامل بني‬ ‫شفتينا ‪...‬‬ ‫تظن نفسك حيّا ؟ أعدك بأن‬ ‫غبار األثاث سيصيبك بالصمم‬ ‫و ستشعر بأن حاجبيك جرحان‬ ‫و بأن كل ذكرى من ذكرياتك ‪ -‬ستبدأ‪ ‬‬ ‫منذ عهد التكوين‬ ‫***‬ ‫قبالتنا باملئات‪ ،‬باآلالف‬ ‫وحتى باملاليني‪ -‬من يدري !‬‫مل أعدها يف حيايت‪:‬‬ ‫فاكهتي‪ ،‬سناجبي‪ ،‬تعاويذي‬ ‫أنهاري‪ ،‬وسكاكيني‪،‬‬ ‫يف وسعي أن أنام وأحلم داخل فمك‪،‬‬ ‫أن أغني وأموت هناك‪،‬‬ ‫مرة بعد أخرى‪:‬‬ ‫ذلك الفم ملجأ بعيد‬ ‫للمبيت ليالً بعد سفر طويل‪،‬‬ ‫أن أصل إليه‪ ،‬ال زلت أتوق إىل الوصول‬ ‫إليه ‪...‬‬ ‫معارك هي قبالتنا‬ ‫ثقيلةٌ‪ ،‬بطيئ ٌة ومؤملة‪،‬‬ ‫حيث يلتقي الدم والصخب‬ ‫والذاكرة‬ ‫كم أغار أنا من املاء الذي ترشب‬ ‫و الكلامت التي تقول ‪-‬‬ ‫من تنهداتك الحزينة ‪...‬‬ ‫أغار من ذلك‬ ‫الفراق الظامل بني شفتينا‬

‫رعشة كربياء عىل خدي األيرس ‪...‬‬ ‫كنت سأكتب إليك منذ زمن بعيد‬ ‫لكني أحببت الخروج من عزلتي أوالً‪ ‬‬ ‫من تلك اململكة حيث األشجار‪،‬‬ ‫يف هيئة صالة‪ ،‬تركع لنفسها‬ ‫كاألنهار التي تجري يف نفسها‪،‬‬ ‫و ألين جسد وروح يف آن‬ ‫يستحيل الفصل بينهام‪ :‬إنتظرتُ أيضاً‬ ‫أن تبتعد العنكبوت‪،‬‬ ‫العنكبوت التي رسمت نفسها بقلم‬ ‫فيض‪ ‬‬ ‫عىل كتفي‬ ‫و ها أنا اآلن‪ ،‬مستعدة متاما ألقول لك‬ ‫بأين ال أحبك‪.‬‬ ‫***‬ ‫هم دامئا يحرمونني من يشء ما‬ ‫من برتقالة‪ ،‬أو قصيدة‪ ،‬أو مكانة‬ ‫إجتامعية –‬ ‫هويتي تزيد أكرث فأكرث غموضا‪،‬‬ ‫عبثا أن أوقّع بإسمي كل هذه الكتب‪،‬‬ ‫إسمي؛ ما إتفق عليه اآلخرون‪،‬‬ ‫و كينونتي؛ مثال مجرد‪،‬‬ ‫أما عالمايت املميزة؛ فال يشء‬ ‫(آه‪ ..‬هناك رعشة كربياء عىل خدي‬ ‫األيرس)‬ ‫يف النهاية‪ ،‬الجحود الذي أحاطني‬ ‫هو ما صنع وجودي‪ ‬‬ ‫ك َر ْم ٍي بهلواين لسكاكني يف سريك‬ ‫تخرتق ستارة املرسح‬ ‫و ترسم بدقة مالمح‪ ‬‬

‫ضحية وهمية‪.‬‬ ‫طوال الليل‪ ،‬ظلت النافذة مفتوحة‪.‬‬ ‫فدخلت الغابة واتكأت عىل الحائط‪.‬‬ ‫و بدأ سنجاب يتأرجح عىل املصباح‪.‬‬ ‫و ثلج يهبط عىل ذراعي الكريس‪.‬‬ ‫و حني أوشك الفجر جاء املوت ليتأكد‬ ‫أن وصاياه نفذت كام ينبغي‪.‬‬ ‫كنت غارقة يف نوم عميق‬ ‫أستمتع بجامل املشهد‪.‬‬ ‫***‬ ‫استفقت فقلت‪ :‬أنا انتهيت‪.‬‬ ‫هذا الخاطر األول عند الفجر‪.‬‬ ‫يا لها من طريقة رائعة لبداية النهار‬ ‫بفكرة كهذه قاتلة‪.‬‬ ‫إلهي‪ ،‬كن رؤوفاً يب‬ ‫هذا الخاطر الثاين‪ ،‬ثم‬ ‫قمت من عىل الرسير‬ ‫ألعيش كام لو أين‬ ‫مل أقل شيئا‪.‬‬ ‫***‬ ‫‪‎‬ال أحد منحني مقعدا ‪...‬‬ ‫ظللت واقفة عىل مدار الرحلة؛‬ ‫ال أحد منحني مقعدا ً‬ ‫بالرغم من أين أكرب مبائة عام ممن هم‬ ‫عىل املنت‪،‬‬ ‫بالرغم من آثار ثالثة تشوهات عظيمة‬ ‫عىل األقل‬ ‫ظاهر ٍة عيل‪:‬‬ ‫الكربياء والوحدة والفن‪.‬‬

‫لوحة للفنان السوري وليد نظامي‬

‫أليكس‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫عجائب‬ ‫عبود سعيد‬ ‫قبل أن ينرش كتايب يف أملانيا‪ ،‬كنت أسمع عن أملانيا يف املونديال‪ ،‬وكنت‬ ‫أعرف أيضاً “‪ ”Modern Talking‬واملرسيدس وبالطبع هتلر‪ ،‬إىل أن‬ ‫جاء أليكس‪ ،‬وهو صحفي أملاين يعمل يف تلفزيون ‪ ZDF‬جاء إىل مدينة‬ ‫منبج ليصور فيلامً عني‪.‬‬ ‫بحث عني أليكس كثريا ً‪ ،‬وكان قد خاطر بحياته تحت القصف يف‬ ‫ظروف صعبة جدا ً‪ ،‬حيث ال اتصاالت‪ ،‬وال طرقات آمنة‪ ،‬سأل عني يف‬ ‫مدينتي وكل الذين قابلهم كان يسألهم “أين أجد الكاتب عبود سعيد”‬ ‫فكانوا يجيبونه هكذا “كاتب؟ نحنا ما عنا كتاب بها االسم!”‬ ‫غادر أليكس املدينة حزينا ً خائبا ً إىل الحدود الرتكية حيث رآين‬ ‫هناك صدفة‪.‬‬ ‫مل يصدق أليكس نفسه وراح يرقص مثل أرخميدس ويقول‬ ‫“وجدتها! وجدتها! ليست التفاحة إمنا عبود سعيد!” أخذته هو‬ ‫واملرتجم الذي يرافقه إىل مكتب أحد األصدقاء عىل الحدود‪ ،‬أجرينا‬ ‫املقابلة وطلب مني أليكس أن أجلس عىل الكمبيوتر ليصورين وأنا‬ ‫أفتح حسايب الفيسبويك وأكتب شيئا ً‪ ،‬باعتباري أفهم شخص عىل‬ ‫الفيسبوك‪ ،‬فكتبت “أنا وأليكس يف بالد العجائب”‬ ‫طلب مني أليكس بعدها أن آخذه معي ليصور أمي والبيت من أجل‬ ‫فيلمه‪ .‬عىل الطريق أوقفتنا عدة حواجز منها كانت ميليشيات إسالمية‬ ‫وبعضها للجيش الحر‪ ،‬وأحد عنارص الجيش الحر تساءل عن هوية‬ ‫أليكس فقلنا له أنه أملاين ‪ ،‬فقال “يعني أكيد أملاين مو إرسائييل؟”‪،‬‬ ‫فقلنا له “والله أملاين وهذه هويته!”‬ ‫أكملنا الطريق‪ ،‬وصلنا إىل البيت‪ ،‬أدخلت إليكس واملرتجم إىل غرفة‬ ‫الضيوف‪ ،‬وأنا ذهبت إىل أهيل وقلت لهم أن لدينا ضيف أملاين صحفي‬ ‫ويجب علينا أن نكرمه ونحرتمه‪ .‬بدأ أهيل بتحضري الطعام‪ ،‬ما أن جهز‬ ‫حتى طلبت أمي أن نذهب إىل الغرفة التي وضعنا فيها مائدة الطعام‬ ‫عىل األرض‪ ،‬وبحكم العادات والتقاليد كان يتوجب عىل أليكس أن يخلع‬ ‫حذاءه ليجلس معنا ويأكل‪ ،‬وما أن خلع أليكس حذاءه حتى انطلقت‬ ‫رائحة كريهة من جواربه غمرت البيت فتجاوزت البيت وغمرت الحارة‬ ‫كلها‪ ،‬وصارت أمي ترمقني بنظرات غاضبة وهي تفتح الشبابيك وتقول‬ ‫يل ‪:‬‬ ‫ انت متأكد أنو هذا صاحبك أملاين؟”‬‫وأنا أؤكد لها‪ - :‬أملاين يا ميه والله أملاين حتى شويف يشبه كلينسامن‬ ‫مدرب فريق أملانيا؟‬ ‫ أعوذ بالله! هادا مو متل كلينسامن‪ ،‬كلينسامن مستحيل تكون هيك‬‫ريحة جراباتو‪.‬‬ ‫ بعدين يا ميه الزملة قطع رحلة طويلة وشاقة طبيعي تطلع ريحة‬‫جراباتو‪.‬‬ ‫بارشنا يف الطعام وبارش صديقي أليكس بالتهام الطعام مثل‬ ‫يل بغضب‪ ،‬وأختي ذهبت إىل بيت‬ ‫ّ‬ ‫الحصادة‪ ،‬أمي كانت تراقبه وتنظر إ ّ‬ ‫الجريان وأخربتهم أن يف بيتنا أملاين له رائحة جرابات‪ ،‬فتقول جارتنا‬ ‫أم عمر “ياريت ضلينا سمعانني باألملان وما شفنا وال شمينا ريحة‬ ‫جراباتهم”‬ ‫جارتنا أم عمر أخربت كل سكان الحي وصار أليكس وجراباته حديث‬ ‫كل الحارة‪.‬‬ ‫التهم أليكس كل الصحون ففقدت أمي أعصابها وسألتني‬ ‫ صاير مجاعة يعني بأملانيا؟ وأليكس يأكل ويأكل وال يفهم العربية‬‫واملرتجم يضحك وأنا أقول له “ال ترتجم هذه األشياء”‪.‬‬ ‫ذهبت أختي إىل جارتنا أم عمر وأخربتها أن أليكس أكل ‪ 4‬رغفان خبز‪،‬‬ ‫ومسح كل الصحون وجارتنا أم عمر ترضب عىل رأسها وتقول “ياريت‬ ‫ضلينا نسمع باألملان ونشوفوهن بالتلفزيون وال شفنا فجعهم وال‬ ‫شمينا ريحة جراباتهم”‬ ‫ذهبت أم عمر وأخربت سكان الحي وصارت سرية أليكس وجراباته‬ ‫ومجاعة أملانيا حديث البلد‪.‬‬ ‫انتهينا من تناول الطعام وجلسنا نرشب الشاي مع أمي وأنا أحاول أن‬ ‫ألطف الجو فأقول ألمي إن أليكس معجب بالوشم عىل جبينك‪ ،‬كنت‬ ‫أريدها أن تبتسم يف وجه أليكس قليالً‪.‬‬ ‫انتفخت بطن أليكس وكان قد أنهى تصوير الفيلم‪ .‬غادر أليكس املدينة‬ ‫مرسورا ً جدا ً وسعيدا ً بالفيلم واملغامرة وحسن الضيافة يف منزلنا‬ ‫ليعرض الحدث عىل تلفزيون ‪ ZDF‬من دون أن يعلم أنه هو وجراباته‬ ‫ورغفان الخبز األربعة كانوا هم الحدث يف منبج‪.‬‬


‫باب شرقي‬

‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 21‬أيلول ‪September • 2017‬‬ ‫الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول ‪Oktober • 2017‬‬ ‫السنة‪2017‬‬ ‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول‬

‫باب شرقي‬

‫أن تكون الجئاً تسكن العالم االفتراضي‬ ‫خولة دنيا‬

‫كاتبة سورية الجئة مقيمة بين‬ ‫ألمانيا وتركيا‬

‫أنت الجئ!‬ ‫تبدو الكلمة ذات وقع ثقيل على أسماع‬ ‫السوريين‪ ،‬يحاولون تجميلها وقد ينجحون بينما‬ ‫هم يحاولون رسم حياة جديدة‪ ،‬ومع ذلك ال‬ ‫يمكن التخلص من تبعات كل ما تعنيه هذه‬ ‫الكلمة من حياة يومية قاسية‪ ،‬وظروف نفسية‬ ‫تعرضهم لشتى أنواع االضطرابات‪.‬‬

‫يحاولون التغلب عليها من خالل التمسك بروابطهم‬ ‫مع عائالتهم وأصدقائهم‪ ،‬ومع من شاركوهم نفس‬ ‫ظروفهم خالل سنوات سبع عجاف مروا فيها‬ ‫مبراحل متتالية من االعتزاز بالقيام بيشء مل يكونوا‬ ‫يتخيلون أنهم سيكونون شهودا ً عليه يف يومٍ ما‪ ،‬إىل‬ ‫خسارتهم لبيوتهم‪ ،‬أعاملهم‪ ،‬عائالتهم أو أصدقائهم‪،‬‬ ‫وأخريا ً لبلدهم لينتقلوا خطوة خطوة خارج حدود‬ ‫املكان‪.‬‬ ‫كثريا ً ما تحيلنا الصور ومقاطع الفيديو التي يتدفق‬ ‫بثّها كل ثانية إىل حياة اآلخرين‪ ،‬ليس أ ّي آخرين‪ ،‬بل‬ ‫هم صورتنا يف مرآة‪ .‬كيف يبتسمون‪ ،‬كيف يحزنون‪،‬‬ ‫وكيف يعيشون حياتهم؟ تبدو حياة طبيعية‪ .‬فنغار‬ ‫ونكتئب‪ ،‬ونتساءل كيف نعجز نحن عن الحياة‪،‬‬ ‫بينام يستمر اآلخرون؟ وكيف يتجاوزون إشكالياتهم‬ ‫وبؤسهم بينام نحن مستمرون فيها؟‬

‫يف درب اللجوء “السوشيال ميدياوي”‪ ،‬كثريا ً ما‬ ‫أصابتنا الصدمة كام أصابت اآلخر املستقبِل لنا‪،‬‬ ‫فقرأنا وسمعنا االنتقادات املقدمة لالجئني‪ ،‬أصحاب‬ ‫املالبس األنيقة‪ ،‬والهواتف الحديثة وقصات الشعر‬ ‫الغريبة‪ ،‬صور ت َّم التعامل معها حسب السياسات‬ ‫املرحلية لإلعالم‪ ،‬لتغلب صورة البؤس واملوت‬ ‫والدمار‪ .‬فمن نحن حقاً ومن هم هؤالء السوريون‬ ‫البادون سعداء يف صور ترحالهم وتنقلهم عرب‬ ‫حدود البلدان؟‬ ‫ٍ‬ ‫إحصائيات نرشتها منظمة الصحة العاملية‪،‬‬ ‫يف‬ ‫وتناولت حاالت االنتحار يف بلدان العامل‪ ،‬ذُكر أن‬ ‫سوريا شهدت بعد عام ‪ 2011‬ارتفاعاً يف معدالت‬ ‫االنتحار مقارن ًة مبا قبله‪ ،‬وخاصة بني الالجئني‬ ‫السوريني‪.‬‬ ‫وأظهرت دراسة صندوق األمم املتحدة للسكان‬ ‫عىل الالجئني السوريني يف لبنان‪ ،‬أن نحو ‪41%‬‬ ‫من الشباب السوري يف لبنان سبق لهم التفكري‬ ‫باالنتحار‪ ،‬من بينهم ‪ 17%‬متكنت منهم الفكرة ملدة‬ ‫طويلة‪ ،‬بينام شعر ‪ 24%‬أن االنتحار خيار لديهم‬ ‫عندما تصبح جميع األبواب مغلقة‪.‬‬ ‫من جهة ثانية ويف مقال نرش عىل موقع ‪DW‬‬ ‫االملاين ذكر فيه أن إحصائيات أملانية كشفت أن‬ ‫معدالت االنتحار بني الالجئني ارتفعت لتتجاوز ‪400‬‬ ‫محاولة خالل الفرتة بني العامني ‪ 2014‬و‪.2016‬‬ ‫وأشارت تحقيقات صحفية إىل أن أبرز أسباب‬ ‫االنتحار بني الالجئني السوريني نتيجة يأسهم من‬ ‫مل شمل عائالتهم‪ .‬إضافة إىل القلق املتعلق بقبول‬ ‫طلبات لجوئهم وإقاماتهم يف أملانيا والخوف من‬ ‫الرتحيل‪.‬‬ ‫قد يكون الخوض يف موضوع انتحار الالجئني‬ ‫يحتاج الكثري من الدراسات واملقاالت والتحقيقات‪،‬‬ ‫فمن حني آلخر نسمع عن قصة مأساوية ملوت الجئ‬ ‫أو الجئة‪ ،‬ولعل ما يثري التساؤل أكرث هو انتحار‬

‫اللوحة للفنان رياض نعمة‬

‫الفتيات وخاصة القارصات‪ ،‬وعالقة تزويجهن‬ ‫باختيارهن املوت كسبيل للخالص‪ .‬غري أن ما يلفت‬ ‫النظر أكرث هو هذا االرتباط الجديد بني اختيار‬ ‫االنتحار كطريقة للموت‪ ،‬وبني صورتنا ما بعد‬ ‫املوت‪ ،‬وما نريد قوله من طريقة موتنا املختارة هذه‪.‬‬ ‫اختيار توثيق االنتحار عرب الكامريا والبث املبارش‬ ‫للحظة املوت هذه‪ ،‬نقلت هذا الخيار من الشخيص‬ ‫إىل العام‪ ،‬فهي ال تشبه رسائل االنتحار التي كنا‬ ‫نسمع عنها سابقاً والتي يحاول صاحبها أن يقول‬ ‫شيئاً أو يلقي عرب ًة تربر موته‪ ،‬ولكنها تحول املوت‬ ‫إىل لحظة مشاركة مع جمهور عىل الرغم من أنه‬ ‫افرتايض‪ ،‬غري أنه يكتسب مرشوعية الرأي العام‬

‫واملشاهد غري الصامت‪ ،‬واملتابع املشارك بهذا القرار‬ ‫إن كان خالل بث املوت عىل العلن أو من خالل‬ ‫التعليقات التي تكتب مبارشة وتعرب عن موقف‬ ‫كاتبها مع أو ضد‪ ،‬أو يف تداعيات ما بعد املوت‪،‬‬ ‫من تحليالت وتربيرات وتخوفات تصل يف وضع‬ ‫الالجئني إىل نقاش تدخالت نفسية عاجلة لتدارك‬ ‫أوضاع مشابهة قبل فوات األوان‪.‬‬ ‫هنا ننفتح أيضاًعىل تجربة السوشيال ميديا‪ ،‬ليس‬ ‫من كونها وسائل إعالمية مل نكن منلكها بشكل‬ ‫شخيص فحسب‪ ،‬ولكن أيضاً بكل األزمات النفسية‬ ‫التي تصيبنا ولو كنا وراء الشاشة فقط ال غري‪،‬‬ ‫فنصبح مندمجني ومنفعلني ومكتئبني‪ ،‬متوترين‬

‫ومجهدين‪ ،‬نعاين عاطفياً‪ ،‬أو نشعر باالشباع‬ ‫العاطفي االفرتايض‪ ،‬نشعر أننا لسنا وحيدين‪ ،‬أو‬ ‫نزداد عزلة عن محيطنا الفيزيايئ لنندمج مبجتمع‬ ‫آخر نظن أنه يتقبلنا ويحتضننا‪ ،‬مدمنون عىل هذا‬ ‫العامل لدرجة إرشاكه يف لحظة موتنا‪.‬‬ ‫ويف عالقة لجوئنا مبوتنا العلني‪ ،‬فكأننا نصفع‬ ‫العامل لنرتقب أثر ما بعد موتنا عىل العامل االفرتايض‬ ‫الشاسع‪ ،‬وبني هذا وذاك كل فكرة بحاجة لكثري من‬ ‫التمحيص قبل قولها‪ .‬ولكن‪ ،‬كم نحن مستعجلون!‬ ‫ففي كل ثانية خرب جديد يسجله سوري الجئ يف‬ ‫مكان ما‪ .. ،‬مرآة لنا وعلينا‪.‬‬

‫اإلشكالي دوماً “أنا حاقد في أعمق أعماقي”‬ ‫راهيم حساوي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أبواب – برلين‬

‫أنت شخصية إشكالية‪ ،‬عدواين‪ ،‬متهكم‪،‬‬ ‫هل تتقصد تصدير نفسك لآلخرين بهذا‬ ‫الشكل؟ وملاذا؟‬ ‫العدوانية ذات شكلني؛ شكل يتعلق بالبحث عن‬ ‫النتائج‪ ،‬وشكل يقوم عىل الدوافع‪ ،‬لدي ما يكفي‬ ‫من دوافع ليك أكون عدوانياً‪ ،‬ولست من الذين‬ ‫يبحثون عن النتائج بقدر ما أنا ممن يلتمسون‬ ‫طيفاً من العدالة عن طريق هذه الدوافع‪.‬‬

‫في روايته األولى الشاهدات رأساً على‬ ‫عقب الصادرة عن دار العين بالقاهرة‬ ‫‪ ،2013‬وفي روايته الثانية الباندا‬ ‫الصادرة عن هاشيت أنطوان ببيروت‬ ‫‪ ،2017‬قدم الروائي راهيم حساوي‬ ‫إهداءه على الشكل التالي‪( :‬للذين ال‬ ‫أعرفهم وال يعرفونني)‪.‬‬ ‫التقت أبواب بالروايئ حساوي بعد وصوله‬ ‫إىل أملانيا كضيف عىل مؤسسة “هايرنيش‬ ‫بول” الثقافية‪ ،‬ومن إهدائه يف روايتيه‬ ‫جاء السؤال األول‪ :‬من هم هؤالء الذين ال‬ ‫تعرفهم وال يعرفونك؟‬ ‫كل إنسان مل ألتقِ به ويلتقِ يب‪ ،‬كل إنسان مل‬ ‫تتش ّوه لديه الصورة املبنية عىل ما يجمعنا‬ ‫من وحدة حال عىل هذه األرض بعيدا ً عن كل‬ ‫النزعات التي تصيب املرء عاد ًة بعد معرفته‬ ‫باآلخر‪ ،‬ببساطة شديدة ما أ ْن ينطق املرء مع‬ ‫اآلخر حتى تبدأ تتكرس لديه الصورة ‪-‬وال أتحدّث‬ ‫عن نفيس يف هذا األمر بل عن كل واحد منا‪-‬‬ ‫املعرفة يشء مييل للنقص أكرث منه للكامل‪ ،‬أ ْن‬ ‫أتخيّل شخصاً ال أعرفه وال يعرفني خري يل وله‬ ‫من الذين عرفتهم أو الذين عرفهم‪ ،‬وهذا يقودنا‬ ‫للحفاظ عىل أنفسنا من تدهور صورة اإلنسان‬ ‫يف داخلنا ويف خيالنا‪ ،‬أمام التدهور الذي نشعر‬ ‫به عىل مقرب ٍة ممن نعرفهم ويعرفوننا‪.‬‬ ‫قمت بتوقيع روايتك الجديدة “الباندا” يف‬ ‫مدينتي كولونيا وبرلني يف شهر أيلول‬

‫“حين يغيب الحب والصدق ما الذي يفعله المرء بما تبقى من دراما الحياة!‬ ‫ال شيء سوى ٌ‬ ‫بعض من العدوانية وكثي ٌر من االحتقار”‬ ‫املايض‪ ،‬هذه الرواية تناولت بحدة مسألة‬ ‫جائزة نوبل للسالم‪ ،‬فهل يؤزمك مفهوم‬ ‫الجوائز والتتويج‪ ،‬وملاذا؟‬ ‫بداي ًة وقبل كل يشء الرواية تبقى رواية بكافة‬ ‫عنارصها من رسد وشخصيات وطرح وأمكنة‬ ‫وعوامل خاصة بها‪ ،‬واملوضوع العام ليس‬ ‫بالرضورة أ ْن يخترص رواية بحالها يف حال‬ ‫كانت رواي ًة جيدة‪ ،‬ولكن نستطيع القول أنها‬ ‫تطرقت لجائزة نوبل للسالم تحديدا ً من بني‬ ‫بقية جوائز نوبل التي ال مشكلة لدي معها‪ ،‬لكن‬ ‫مشكلة عاصم التل ومن بعده ابنه عمران كان‬ ‫لديهام رؤية فلسفية وتحليلية لهذه الجائزة عىل‬

‫وجه الخصوص‪ ،‬لنجد يف نهاية الرواية كيف‬ ‫أ ّن جميع البرش أبطال بشكل أو بآخر‪ ،‬وبالتايل‬ ‫ما قيمة أ ْن يتم منح هذه الجائزة لشخص عىل‬ ‫حساب مليارات البرش القابعني يف الظالم دون‬ ‫معرفة القامئني عىل الجائزة بهم‪.‬‬ ‫نعم يؤرقني هذا األمر‪ ،‬ولو مل يكن كذلك ملا‬ ‫تناولته بهذه الرواية‪ ،‬ولدي يقني كامل بأنه‬ ‫سيأيت يوم وتتوقف فيه هذه الجائزة الخليعة‬ ‫واملبتذلة‪ ،‬ويف حال عدم توقفها يجب علينا أ ْن‬ ‫ننظر للذي يحظى بها نظرة استخفاف‪ ،‬وكأنه‬ ‫مجرد شخص سعيد بقطعة سكاكر كالتي‬ ‫يتناولها األطفال‪ ،‬هذا يف أحسن أحواله‪ ،‬حتى لو‬

‫كان يستحقها‪ ،‬فام بالك بالذين ال يستحقونها!‬ ‫بجميع األحوال ال نريد ألحد أ ْن يت ّوج شخصاً‬ ‫تحت ذريعة السالم واإلنسانية‪ ،‬مادام هناك‬ ‫املاليني من البرش عىل هذه األرض‪ ،‬فام يفعله‬ ‫اإلنسان من أمور تتعلق بالسالم والحب واملحبة‬ ‫تعود للشخص ذاته‪ ،‬وليس لتصديره من أجل‬ ‫الوصول إىل جائزة ما هي إال فخ النتهاك ما‬ ‫تبقى من برش‪.‬‬ ‫لدي مع ما تبقى من جوائز‪ ،‬فهي قامئة‬ ‫ال مشكلة ّ‬ ‫عىل دوائر ال متس كل البرش‪ ،‬هي جوائز يف‬ ‫مجاالت األدب والكيمياء والعلوم والطب وغريها‪.‬‬ ‫ال بأس بها‪ ،‬وقد تكون جيدة يف بعض األحيان‪.‬‬

‫من جه ٍة ثانية‪ ،‬حني يغيب الحب والصدق ما‬ ‫الذي يفعله املرء مبا تبقى من دراما الحياة!‬ ‫ري من‬ ‫ال يشء سوى‬ ‫ٌ‬ ‫بعض من العدوانية وكث ٌ‬ ‫االحتقار‪ ،‬بعيدا ً كل البعد عن الكراهية‪ .‬وكم كان‬ ‫جميالً لو أ ّن العدوانية تقوم عىل يشء من ال ُنبل‬ ‫بعيدا ً عن النذالة وعن تلك األسباب الوضيعة‬ ‫والرخيصة والتي ال تربرها حتى النفس األ ّمارة‬ ‫بالسوء‪.‬‬ ‫لو أتيح لك أن تلتقي فقط مبن تحب يف‬ ‫هذه الحياة كيف كانت ستكون شخصيتك؟‬ ‫هل يبقى راهيم كام هو دون كل أولئك‬ ‫الذين يكرههم؟‬ ‫أكرر لك أنا ال أكره أحدا ً أبدا ً‪ ،‬أنا حاقد يف أعمق‬ ‫أعامقي‪ ،‬وبذات الوقت أنا حزين عىل ما نحن‬ ‫عليه ( أنا والذين أمقتهم )‪.‬‬ ‫أحب أ ْن أحظى مبليون دوالر وأرحل إىل البعيد‬ ‫يك أعيش مع راهيم الذي أحبه‪ ،‬والذي أرهقته‬ ‫جه كقاتل مأجور‪ ،‬أنا متورط بهذا‬ ‫بأوامري‪ ،‬وبز ّ‬ ‫السيناريو‪ ،‬وال يُخرجني منه سوى رؤية الحب‬ ‫يف عيون الناس‪.‬‬


‫باب شرقي‬ ‫‪19‬‬ ‫‪ Oktober‬ةنسلا‬ ‫‪2017‬دع•لا ‪ -‬ةيناثلا‬ ‫األول ‪ 12‬د‬ ‫تشرينوليأ ‪-‬‬ ‫العدد‪ 7102- •22re‬ل‬ ‫الثانية‪bme-tp‬‬ ‫السنة ‪eS‬‬ ‫‪19‬‬

‫باب شرقي‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول ‪2017‬‬

‫مهرجان الكاريكاتير العربي في دورته الثانية في بلجيكا‬ ‫أبواب – بروكسل‬ ‫تنطلق فعاليات الدورة الثانية من‪ ‬مهرجان‬ ‫الكاريكاتير العربي في الفترة مابين‬ ‫السادس والواحد والعشرين من تشرين األول‪/‬‬ ‫أكتوبر ‪ ،2017‬ويجري بالتوازي مع مهرجان‬ ‫الواحة السينمائي‪ ،‬وبتنظيم من مؤسسة‬ ‫اومنس بالتعاون مع “الواراندا” بيت الثقافة‬ ‫ومهرجان موف السينمائي الدولي‪.‬‬

‫ويتمحور مهرجان هذا العام حول ما يصيب‬ ‫مجتمعاتنا من تصدعات انطالقاً من توايل‬ ‫ٍ‬ ‫أحداث مؤمل ٍة عىل عاملنا خالل األعوام التي خلت‪،‬‬ ‫ما بني كوارث إنسانية‪ ،‬انهيارات اقصادية‪،‬‬ ‫واعتداءات إرهابية ترضب يف كل مكان‪ ،‬بدا‬ ‫كل يش ٍء بات يسري من يسء اىل اسوأ‪،‬‬ ‫جلياً أن ّ‬ ‫وكمواطنني يف هذا العامل كان البد أن نتتبع ما‬ ‫يحصل مرغمني عىل الرضوخ لتلك التحوالت‪ ‬التي‬ ‫تؤثر بتفاصيل حياتنا اليومية لنصل اىل نتيجة‬ ‫مفادها إن مجتمعاتنا تتفكك‪.‬‬ ‫فعىل الرغم من أن اإلنرتنت ووسائل التواصل‬ ‫الحديثة تأخذنا بضغطة زر من أوروبا إىل‬ ‫أسرتاليا أو رمبا أالسكا‪ ،‬حتى رصنا أقرب إىل‬ ‫بعضنا البعض من أي ٍ‬ ‫وقت مىض‪ ،‬ولكننا يف‬ ‫الحقيقة رصنا أكرث وحد ٍة من قبل‪ ،‬وقد غسلت‬ ‫ادمغتنا وسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫انتم مدعوون مللء الفراغ بني املجتمعات‬ ‫بالدعابة ورسم االبتسامة عىل وجوه الجميع‬ ‫ألن الكاريكاتري يعترب عنواناً للقاء ونقطة بداية‬ ‫تتيح الكشف عن الصور النمطية التي تحدد‬ ‫رؤيتنا للمجتمعات االخرى‪ ،‬وترسم شكل عالقتنا‬ ‫بها بخالفاتها واختالفاتها؛ كانت ثيمة املهرجان‬ ‫لهذا العام هي تصدعات املجتمع‪ .‬لذلك تم وضع‬

‫من األفالم املشاركة يف مهرجان (‪ ،)OASE FILM FESTIVAL‬الفيلم الجزائري تيمجاد ‪TIMGAD‬‬

‫بدعم من مدينة تورنهوت ومؤسسة موسم‪ ،‬وتجري فعالياته في ثالث مدن‪:‬‬ ‫يقام المهرجان هذا العام‬ ‫ٍ‬

‫ •تورنهوت باستضافة الواراندا بيت الثقافة‪ ،‬يو جي سي تورنهوت‪.‬‬ ‫ •أنتوربن باستضافة ‪ ‬مسرح هيتباليس‬ ‫ •العاصمة بروكسل باستضافة من بوزار‬ ‫برنامج املهرجان بحيث يقدم صورة عامة عن‬ ‫الفنون القادمة من منطقة الرشق األوسط وشامل‬ ‫إفريقيا فجاء الفنانون مبشاركاتهم من دو ٍل متتد‬ ‫ٍ‬ ‫جنسيات‬ ‫ما بني السعودية واملغرب‪ ،‬إضاف ًة إىل‬ ‫أخرى مختلفة‪ .‬وسيتم عرض مجموعة كبرية من‬ ‫رسوم الكاريكاتري كام سيتضمن املهرجان عروضاً‬ ‫مرسحية وموسيقية‪ .‬ستقدم كلها للجمهور العريب‬ ‫املقيم هنا‪ ،‬جنباً إىل جنب مع الجمهور البلجييك‬ ‫وبالتايل خلق حوار بني الجمهور اآليت من‬ ‫مختلف الثقافات واألعراق واألجناس‪.‬‬ ‫مهرجان الواحة السينمائي‬ ‫وبالتوازي مع مهرجان الكاريكاتري العريب‬

‫تنطلق فعاليات مهرجان الواحة السيناميئ‪ ،‬الذي‬ ‫يسلط الضوء عىل األفالم التي تتناول النزاعات‬ ‫يف مجتمعاتنا‪ ،‬إضاف ًة إىل الضغوط الشديدة‬ ‫التي تعرتي العالقات السياسية والثقافية بني‬ ‫الرشق األوسط وشامل إفريقيا من جهة وأوروبا‬ ‫من جهة اخرى‪ ،‬سواء نتيجة مآيس الالجئني أو‬ ‫ألسباب أخرى كثرية‪.‬‬ ‫تم اختيار أفالم قوية ذات مواضيع صادمة‬ ‫ٍ‬ ‫قصص حقيقية‪ ،‬ومنها ما‬ ‫بعضها يستند إىل‬ ‫يروي قصص نسا ٍء يحاولن تأكيد هوياته ّن‬ ‫وحامية مساحاته ّن الخاصة من خالل لغ ٍة برصي ٍة‬ ‫مبدعة‪ .‬أفال ٌم أخرى تناولت أيضاً الرصاعات‬

‫االجتامعية ضمن سياقاتها السياسية‪ ،‬يف ٍ‬ ‫تأكيد‬ ‫دائم عىل أن الكرامة هي التي سرتسم معامل‬ ‫الهوية الجديدة‪ ،‬الكرامة هي اساس كل يشء‪.‬‬ ‫دعوة مفتوحة للتعرف على المطبخ‬ ‫المحلي للبلدان المختلفة المشاركة في‬ ‫المهرجان‬ ‫املهرجان يقدم أيضاً دعو ًة للتعرف عىل األطباق‬ ‫الشهية اآلتية من مطابخ شامل إفريقيا والرشق‬ ‫األوسط‪ ،‬وتذوق نكهات شهية‪ ‬جديدة‪.‬‬ ‫الفن هو أداتنا للتغيير‪ ،‬هو اللغة التي‬ ‫نتكلم‪:‬‬

‫يقول السيد عيل نزير عيل مدير مؤسسة‬ ‫أومنس أن القوى ذاتها التي تطوع اآلخرين‬ ‫بشكلٍ ما يف جميع أنحاء العامل‪ ،‬قد‪ ‬جعلتنا‬ ‫مرتابطني إال أنها تكشف الصدوع العميقة‬ ‫يف النظام الدويل القائم‪ .‬فالصحف متتلئ‬ ‫يومياً بقصص الالجئني الهاربني من أماكن‬ ‫الرصاعات الوحشية‪ ،‬إضاف ًة إىل انهيار‬ ‫منظومات األمن األساسية يف أنحاء واسعة‬ ‫من الرشق األوسط‪ ،‬فيام ال تزال االضطرابات‬ ‫ٍ‬ ‫مجتمعات بأكملها‪ .‬وتواصل‬ ‫املالية تؤثر عىل‬ ‫الكثري من الحكومات اضطهاد الصحفيني‪،‬‬ ‫وإلغاء املعارضة‪ ،‬وتفرض رقابتها عىل تدفق‬ ‫املعلومات‪ .‬وتستخدم الشبكات اإلرهابية‬ ‫شبكات التواصل االجتامعي لغسل عقول شبابنا‬ ‫وتعريض املجتمعات املفتوحة للخطر ومن ث ّم‬ ‫تحفيز الغضب ضد املهاجرين األبرياء‪.‬‬ ‫كل هذا يرتافق مع رفض الدول القوية للقيود‬ ‫التي فرضها عليها القانون الدويل‪ .‬وهذه هي‬ ‫املفارقة التي تحدد عاملنا اليوم‪ .‬يضيف عيل‬ ‫نزير عيل‪“ :‬بعد ربع قرن من انتهاء الحرب‬ ‫الباردة‪ ،‬أصبح العامل أقل عنفاً وأكرث ازدهارا ً من‬ ‫أي وقت مىض‪ ،‬ومع ذلك فإن مجتمعاتنا مليئة‬ ‫بعدم اليقني وعدم االرتياح‪ .‬عىل الرغم من‬ ‫التقدم الهائل‪ ،‬يفقد الناس الثقة يف املؤسسات‪،‬‬ ‫يصبح الحكم أكرث صعوبة والتوترات بني‬ ‫الدول تصبح أكرث رسعة يف الظهور مبارشة‬ ‫عىل السطح‪”.‬‬ ‫ويتابع‪“ :‬سنقدم مرة أخرى برنامجاً متعدد‬ ‫التخصصات يف الفنون البرصية‪ ،‬فنحن نقدم‬ ‫مع مهرجاناتنا اليوم صورة واضحة عن الواقع‬ ‫يف العديد من األماكن يف العامل للجمهور الراغب‬ ‫بالتواصل مع اآلخر من أي مجتمعٍ كان‪ ،‬فالفن‬ ‫هو أداتنا للتغيري‪ ‬وهو اللغة التي نتكلم‪.‬‬

‫ندوة حوارية في برلين‬

‫معوقات الديمقراطية في سورية‬

‫أبواب – برلين‬ ‫يف إطار األنشطة واللقاءات الثقافية‬ ‫والسياسية التي تعقدها منظمة‬ ‫“كامبوس كوزموبوليس\‪Campus‬‬ ‫‪ ،”Cosmopolis‬بالتعاون مع مختصني‬ ‫سوريني مقيمني يف أملانيا‪ ،‬دعت‬ ‫املنظمة إىل لقاء مفتوح مع الدكتور‬ ‫حسام الدين درويش‪ ،‬تحت عنوان‬ ‫“يف مع ِّوقات تحقيق الدميقراطية يف‬ ‫سورية‪ :‬العالقة بني الثقافة والسياسة”‪،‬‬ ‫حيث حاوره وأدار اللقاء الكاتب طارق‬ ‫عزيزة‪ ،‬وذلك مساء السبت ‪ 23‬أيلول\‬ ‫سبتمرب ‪ ،2017‬يف مقر املنظمة‪ ‬بربلني‪،‬‬ ‫غصت‬ ‫بحضور عرشات املهت ّمني الذين ّ‬ ‫بهم القاعة‪.‬‬ ‫خالل اللقاء‪ ،‬ركّز الدكتور درويش عىل‬ ‫العالقة ما بني الثقافة والسياسة يف‬ ‫تفس غياب الدميقراطية‬ ‫ظل شيوع آراء ّ‬ ‫بالعامل الثقايف والذي يتم اختزاله‪،‬‬ ‫غالبًا‪ ،‬إىل العامل الديني‪ ،‬كام قال‪.‬‬ ‫وناقش العالقة املمكنة و‪/‬أو الفعلية‬ ‫بني الثقافة والسياسة أو نظام الحكم‬ ‫للتوصل‬ ‫غري الدميقراطي‪ ،‬يف محاولة‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫إجابات عن أسئلة من قبيل “إىل‬ ‫إىل‬ ‫معنى‪ ،‬ميكن تبني هذه‬ ‫وبأي‬ ‫أي حدٍّ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫الرؤية الثقافوية للسياسة‪ ،‬تبن ًّيا نقديًّا‪،‬‬ ‫أو انتقادها إىل درج ٍة قد تسمح برفضها‬ ‫كامل”‪.‬‬ ‫رفضً ا جزئيًّا أو ً‬ ‫يرى درويش أن املقاربة الثقافوية تقوم‬

‫الثقايف يف زحمة الرتكيز عىل نقد‬ ‫الثقافوية‪.‬‬

‫عىل اختزا ٍل يفرس السياسة بالثقافة‪،‬‬ ‫أي أن السياسة هي وليدة الثقافة وال‬ ‫ميكن أن تفرس بدونها‪ ،‬وأنّها الفكرة‬ ‫التي تبناها طرفا الرصاع السوري‬ ‫السوري‪ ،‬ما بني مؤيد ومعارض‪،‬‬ ‫ريا إىل االختزال املقابل الذي يفرس‬ ‫مش ً‬ ‫الثقافة بالسياسة‪ ،‬مبعنى أن هذه‬ ‫املجتمعات هي نتاج السلطات الحاكمة‬ ‫وال ميكن تفسري الثقافة بذاتها وإمنا‬ ‫تفرس بالسلطات التي تصوغ الثقافات‪.‬‬ ‫وع ّرج عىل األسباب التي جعلت‬ ‫املقاربة الثقافوية أكرث انتشا ًرا‪ ،‬مؤكّدًا‬ ‫عىل أهمية التمييز بني نشأة النظام‬ ‫السيايس وبني سريورته‪ ،‬فحتى مع‬ ‫قبول افرتاض أن الثقافة هي من أنتجت‬ ‫السياسة‪ ،‬فإن من طبيعة األمور القبول‬ ‫بأنه يف النظام الديكتاتوري يكون‬ ‫تأثري السلطة يف الشعب والثقافة أكرب‬ ‫بكثري من تأثري الثقافة يف السلطة‪ .‬كام‬ ‫تطرق إىل سذاجة الدعوات إىل اإلصالح‬ ‫الديني يف ظل األنظمة الديكتاتورية‪،‬‬ ‫فهذه الدعوات ال تعدو كونها لعب ًة يف‬ ‫يد السلطة‪ ،‬فالميكن إصالح الوعي‬

‫إال بتغيري النظام نفسه‪ ،‬من حيث أن‬ ‫السبب الحاسم الذي مينع أي تغيري هو‬ ‫املسألة السلطوية وعالقات القوة‪ .‬وختم‬ ‫حديثه باإلشارة إىل مسألة العلامنية‬ ‫وحضور الدين يف الحياة االجتامعية‬ ‫ريا إىل أن الواقع ال‬ ‫والسياسية‪ ،‬مش ً‬ ‫يسمح بإنشاء دميقراطية علامنية‬ ‫باملعنى الذي يقتيض إبعاد الدين‬ ‫بقيمه وأفكاره األساسية عن السياسة‪،‬‬ ‫وفق رأيه‪.‬‬ ‫بدوره‪ ،‬عقّب الكاتب طارق عزيزة عىل‬ ‫بعض ما تحدّث به درويش‪ ،‬مش ّددًا عىل‬ ‫رضورة التمييز بني الدين واإليديولوجيا‬ ‫الدينية وبالتايل بني نقد هذا وتلك‪،‬‬ ‫كام حذر من خطورة أن يؤدّي تج ّنب‬ ‫الثقافوية إىل استبعاد النقد الثقايف‬ ‫أو نقد البنى الثقافية واأليديولوجية‬ ‫القامئة‪ ،‬فضالً عن خطر الوقوع يف‬ ‫كل يشء‬ ‫تفس ّ‬ ‫“السياسوية” التي ّ‬ ‫بالسياسة‪ ،‬وفق رأيه‪ .‬كام أبدى عزيزة‬ ‫تحفّظه عىل أطروحات درويش التي‬ ‫من شأنها أن تقلّل من دور وأهمية النقد‬

‫بعد ذلك فُتح باب النقاش مع الحضور‪،‬‬ ‫الذين تفاعلوا مع املوضوع باألسئلة‬ ‫والتعليقات‪ ،‬وقد تراوحت اآلراء بني‬ ‫من أشاد بأهمية ما جرى طرحه وإبداء‬ ‫بعض املالحظات عليه‪ ،‬وبني من انتقد‬ ‫االبتعاد عن موضوع اللقاء الذي ييش‬ ‫به العنوان‪ .‬وكان من بني الحضور‬ ‫املفكر السوري جاد الكريم جباعي‪،‬‬ ‫الذي قدّم مداخلة تناول فيها العالقة‬ ‫ربا أن‬ ‫بني العلامنية والدميقراطية‪ ،‬معت ً‬ ‫العلامنية رشط الزم للدميقراطية‪ ،‬وقوام‬ ‫العلامنية هو حرية الضمري واالعرتاف‬ ‫املتبادل بحرية العقائد لدى األفراد‬ ‫والجامعات والنخب‪ .‬وأن العلامنية هي‬ ‫سريورة تحول تاريخية معقدة من‬ ‫القبيلة والعشرية وامللة إىل األمة مبعناها‬ ‫الحديث وإىل املجتمع املدين والفرد‬ ‫املستقل‪ ،‬فهي أساس املواطَنة‪ .‬وختم‬ ‫بالتأكيد عىل هذه رضورة مناقشة هذه‬ ‫اإلشكاليات بغض النظر عن التشنجات‬ ‫التي أثارتها الحرب‪.‬‬ ‫يُذكر أ ّن الدكتور حسام الدين درويش‪،‬‬ ‫أستا ٌذ مساع ٌد يف قسم الدراسات‬ ‫الرشقية يف جامعة كولونيا‪ ،‬وباحث‬ ‫مشارك يف قسم الفلسفة يف جامعة‬ ‫ديسبورغ‪-‬إيسن‪ ،‬وله عدّة كتب منشورة‬ ‫باللغتني الفرنسية والعربية‪ ،‬وعرشات‬ ‫املقاالت واألبحاث والدراسات‪.‬‬

‫ممثلون سوريون في ٍ‬ ‫مسرحي في فرانكفورت‬ ‫عرض‬ ‫ٍّ‬ ‫فيه الشعر والرقص واألحالم‬ ‫أبواب – فرانكفورت‬ ‫قدم مرسح فييل برامل يف فرانكفورت عروضاً ملرسحية جديدة مأخوذة‬ ‫من قصائد للكاتب األمرييك ولت ويتامن فلسفتها أن الكون مادة واحدة‪،‬‬ ‫تتساوى فيه األجساد واألرواح‪ ،‬ألوان البرش‪ ،‬وكل يشء متصل مع كل يشء‪.‬‬ ‫يشارك يف املرسحية ثالثة ممثلني سوريني هم؛ معاوية حرب‪ ،‬ابراهيم‬ ‫محمود‪( ،‬وهام يؤديان شخصيتي لوريل وهاردي أو السمني والغبي‬ ‫املعروفتان عاملياً)‪ ،‬كام يشارك يف العمل بهاء الشعار بدور رائد الفضاء نيل‬ ‫أرمسرتونغ‪ .‬أما باقي الشخصيات فيلعبها ممثلون من كافة أنحاء أملانيا‪.‬‬ ‫يتناول العمل كل مواضيع الحياة‪ ،‬حيث قام املخرج باختيار ‪ 11‬شخصية‬ ‫تاريخية ممن ميثلون الحلم األمرييك مثل سكارليت أوهارا بطلة القصة‬ ‫الشهرية ذهب مع الريح‪ ،‬الرئيس األمرييك إبراهام لنكون‪ ،‬لوريل و‬ ‫هاردي‪ ،‬رائد الفضاء نيل أرمسرتونغ‪ ،‬والعم سام‪ .‬قُدّمت املرسحية بأسلوب‬ ‫االستعراض األمرييك جمعت مع النصوص الشعرية التي ألقيت بشكل‬ ‫مرسحي‪ ،‬مجموع ًة من عروض الرقص النقري‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫مرسحيات عدة شارك فيها‬ ‫يجدر بالذكر أن مرسح فييل برامل‪ ،‬سبق وقدم‬ ‫ممثلون سوريون الجئون‪ ،‬متكنوا من دخول عامل املرسح األملاين والتألق يف‬ ‫تجارب مرسحية متميزة‪ ،‬التقت فيها الثقافات وتنوع الجمهور‪ ،‬مام يعكس‬ ‫جا جديدًا يف العمل املرسحي‪.‬‬ ‫منوذ ً‬ ‫امتدت العروض ما بني ‪ 14‬أيلول \ سبتمرب وحتى الثامن من ترشين األول‬ ‫\ أكتوبر‪ .‬يف مرسح فييل برامل‪Theater Willy Praml Naxoshalle:‬‬


‫باب شرقي‬

‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 21‬أيلول ‪September • 2017‬‬ ‫الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول ‪Oktober • 2017‬‬ ‫السنة‪2017‬‬ ‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول‬

‫باب شرقي‬

‫شاعرات‪ ،‬شعراء‬ ‫وروائي‪..‬‬ ‫سوريون تجمعهم “حالة”‬ ‫في ألمانيا‬ ‫أبواب – كولن‬ ‫شهدت مدينة كولونيا األملانية فعاليات‬ ‫الشعري الذي نظمته جامعة‬ ‫امللتقى‬ ‫ّ‬ ‫“حالة” الثقافية االجتامعية‪ ،‬وذلك يوم‬ ‫الجمعة‪ 15 ،‬أيلول‪ /‬سبتمرب ‪.2017‬‬ ‫امتدت الفعاليات عىل مدى يومني‪ ،‬جمعت‬ ‫شاعرات وشعراء سوريني مقيمني يف‬ ‫أملانيا ودول أوروبية أخرى‪ ،‬قرأوا شعرا ً‬ ‫يف الحب والوطن والثورة والحرب‪ .‬بدأت‬ ‫الفعاليات باملوسيقى وانتهت بتوقيع‬ ‫الروايئ راهيم حساوي لروايته “الباندا”‪.‬‬ ‫وكانت جامعة “حالة” الثقافية االجتامعية‬ ‫والتي يعود تاريخ تأسيسها إىل عام‬ ‫‪ ،2010‬قد أعلنت معاودة نشاطها يف‬ ‫األول من أيلول‪ /‬سبتمرب املايض‪ .‬وجاء‬ ‫يف بيان صادر عنها تأكيدها عىل االلتزام‬ ‫بتقديم املشهد الثقايف االجتامعي السوري‬ ‫وتنشيط العالقة الندية بني الثقافة‬ ‫السورية والغربية‪ ،‬وتجاوز الذهنية‬ ‫القامئة عىل‪ ‬فكرة‪ ‬الجئ وأرض وثقافة‬ ‫جديدة‪ ،‬وأكدت أنها ستتناول املنتج‬ ‫األديب‪ ،‬ونقدَه‪ ،‬واإلعال َم‪ ،‬والفنو َن عىل‬ ‫تن ّو ِعها‪.‬‬ ‫واختارت جامعة “حالة” إقامة امللتقى‬ ‫الشعري يف الديوان الرشقي الغريب يف‬ ‫مدينة كولون‪ ،‬الذي يعود تأسيسه إىل‬ ‫عام ‪ 2007‬بهدف خلق روابط متينه ما‬ ‫بني املجتمع األملاين من جهة والجالية‬ ‫العربية من جه ٍة أخرى ‪-‬العراقية عىل‬ ‫وجه الخصوص‪ -‬حيث لطاملا قام الديوان‬ ‫بطرح املواضيع الحيوية واألدبية والرتاثية‬ ‫من خالل النشاطات واللقاءات التي‬ ‫استضافها‪ .‬كام أقيمت فيه الكثري من‬ ‫األمسيات األدبية والثقافية واملوسيقية‬ ‫واملحارضات إضاف ًة إىل استقباله‬ ‫العديد من الشخصيات األدبية والفنية‬ ‫واألكادميية واملواهب الشابة‪.‬‬ ‫أما برنامج امللتقى فقد ابتدأ أنشطته يف‬ ‫اليوم األول مبقطوعة موسيقية عىل “آلة‬ ‫السنطور” للفنان العراقي قاسم عبد‪ .‬يف‬ ‫حني رافقت موسيقى الفنان جامل التايه‬ ‫عىل العود فعاليات اليوم الثاين‪ .‬وتلت‬ ‫املوسيقى يف كيل اليومني قراءات شعرية‪.‬‬ ‫اليوم األول شارك الشعراء فريد ياغي‪،‬‬ ‫ميسون شقري‪ ،‬محمد زادة‪ ،‬وجيهة عبد‬ ‫الرحمن‪ ،‬حسن إبراهيم الحسن‪ ،‬محمد‬ ‫املطرود‪.‬‬ ‫اليوم الثاين أقيمت ورشة ملناقشة ورقة‬ ‫بحثية بعنوان “الشعر بوصفه حال ًة‬ ‫معرفيّة”‪ .‬تلته األمسية الشعرية التي‬ ‫شارك فيها‪:‬‬ ‫جوزيف كورية‪ ،‬حسن شاحوت‪ ،‬رودي‬ ‫سليامن‪ ،‬عارف حمزة‪ ،‬فايز العباس‪.‬‬ ‫ختام الربنامج جاء بتوقيع رواية‬ ‫“الباندا” للكاتب راهيم حساوي‪.‬‬

‫عندما تسمع دندنات ديما أورشو‪ ،‬تسمع ما اليقال عادةً‪ ،‬وتبوح بما ال ُيباح به عادةً‪.‬‬ ‫يناديك الفرات البعيد‪ ،‬وتسترجع تجاعيد وجوه الج ّدات بذقونهن المدقوقة‪ .‬وعندما‬ ‫يعلو صوتها بثبات‪ ،‬ترفعك موجة متوسطية‪ ،‬وتلقي بك في أزقة دمشق القديمة‪،‬‬ ‫لتضمخك رائحة الملح والخبز‪..‬‬

‫ديما‬

‫أورشو‪..‬‬

‫يف الصورة‪ :‬من اليمني نوريا ريال مع دميا أورشو يف عرض "أم ‪- "Mutter /‬تصوير‪ :‬معن موصيل‬

‫في صوتها الكثير مما نحب أن تكون سوريا عليه‬ ‫التقينا بديما في يوم برليني مشمس‬ ‫يشبه روحها قبل البدء بجولتها‪ ،‬وجرى‬ ‫الحديث التالي حول جولتها األخيرة في‬ ‫ألمانيا‪.‬‬ ‫حاورها أسامة اسماعيل‬ ‫حدثينا عن حفالتك يف أملانيا‬ ‫ٍ‬ ‫لعرض‬ ‫بدأنا جولتنا يف مناطق مختلفة من أملانيا‬ ‫بعنوان “أم ‪ ،”Mutter /‬عملت دانيا سيغال‬ ‫عىل الفكرة‪ ،‬وهي منتجة العرض واملخرجة‬ ‫الفنية له‪ .‬فاختارت مجموعة من األغاين‬ ‫الكالسيكية القدمية شخصياتها ه َّن أمهات من‬ ‫خلفيات متعددة األطياف‪ ،‬يتخللها وصلة إىل‬ ‫عاملنا الرشقي تضفي نفس اإلحساس لكل أغنية‪.‬‬ ‫معظم األغاين هي تهويدات نوم‪ ،‬واحدة من‬ ‫الكنيسة الرشقية “وا حبيبي” التي غنتها فريوز‪،‬‬ ‫وأخرى تهويدة قدمية من القرن السابع عرش‬ ‫بعنوان “نيني”‪ ،‬وتهويدة من تأليفي بعنوان‬ ‫“هدوة”‪ ،‬كلامتها تأيت من جدّة إحدى صديقايت‬ ‫من مدينة دير الزور يف سوريا‪.‬‬ ‫املقطوعة الختامية بعنوان “عشتار‪ :‬األم‬ ‫الكربى”‪ .‬وتأيت لتلخص أشكال األم واملرأة‬ ‫بآنٍ واحد‪ .‬تتألف مقطوعة عشتار من ثالث‬

‫حركات‪ ،‬الحركة األوىل تحمل عنوان عشتار‬ ‫النبوءة‪ ،‬ومن خاللها أقدّم عشتار كإلهة قدمية‬ ‫وعظيمة‪ ،‬وتعكس الحركة الثانية عشتار‬ ‫الخصوبة ووالدة الحياة‪ ،‬وكونها الذكر واألنثى‬ ‫يف آن واحد‪ .‬أما يف الثالثة فتظهر عشتار‬ ‫رشع‬ ‫املتعالية‪ ،‬التي تعود لتؤكد أنها هي من ي ّ‬ ‫ويس ّن القوانني وميسك زمام األمور‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عليك‬ ‫ما هي مشاعرك عندما طرحت دانيا‬ ‫تأليف مقطوعة خاصة لهذه العروض؟‬ ‫حني طلبت مني دانيا تأليف املقطوعة‪ ،‬اخرتت‬ ‫موضوع عشتار العتقادي أنه ميكن أن يلخص‬ ‫ويربط جميع خيوط العمل‪ ،‬وأعجبها ذلك‬ ‫كثريا ً‪ .‬لكن أول شعور انتابني حينها كان‬ ‫الخوف‪ ،‬أعتقد أنه نابع من حس املسؤولية‬ ‫العايل كونها تجربة جديدة أن اكتب املوسيقا‬ ‫لهذا النمط من آالت عرص الباروك‪ ،‬ال أعتقد أنه‬ ‫سريتاح يل بال قبل سامع أول بروفة ألكتشف‬ ‫ما ارتكبته من ذنوب‪ ،‬وساعتها إما أن أكتئب‬ ‫أو أفرح‪.‬‬ ‫ما أهمية هذا الطرح الرشقي للموسيقا‪،‬‬ ‫هل له عالقة بوضع الالجئني السوريني‬ ‫يف أملانيا؟‬ ‫نتشارك أنا ودانيا فكرة إبراز ما قدمته‬

‫الحضارة التي ينتمي إليها هؤالء القادمون‬ ‫الجدد‪ ،‬وما ميكنها إضافته للحضارة‬ ‫الألوروبية‪ .‬وخصوصاً أن موسيقانا الرشقية‬ ‫متواصلة كثريا ً مع املوسيقا األوروبية القدمية‪.‬‬ ‫للتهويدات أساس مشرتك بني البرش‬ ‫باختالف أعراقهم وأصولهم‪ ،‬فهل ساهم‬ ‫ذلك يف تعزيز فكرة العمل؟‬ ‫بالتأكيد‪ ،‬لكننا سنتعمق أكرث بهذه الفكرة يف‬ ‫مرشوعي التايل يف كانون األول‪/‬ديسيمرب‬ ‫القادم‪ ،‬وهو بالكامل بعنوان “هدوة”‪،‬‬ ‫وفيه تهويدات سورية قدمية‪ ،‬باإلضافة إىل‬ ‫تهويدات من أزربيجان وبولندا‪.‬‬ ‫إن دققنا يف التهويدات القدمية لدى أغلب‬ ‫الشعوب‪ ،‬سنكتشف أنها غالباً ما تكون‬ ‫تجسد كلامتها حال ًة من النواح‬ ‫سوداوية‪ّ ،‬‬ ‫والبوح باألمل‪ ،‬وكأن األم تغنيها ال لهدهدة‬ ‫الطفل فقط‪ ،‬بل للفضفضة وإزاحة حملٍ ثقيل‬ ‫عن قلبها أيضاً‪.‬‬ ‫ويف حديثنا مع املنتجة واملخرجة‬ ‫الفنية “دانيا سيغال” من أين أتت فكرة‬ ‫التهويدات‪ ،‬وملاذا هي دون غريها؟‬ ‫أي تناول ملوضوع األم هو موضوع عاطفي‬ ‫غني بطبيعة الحال‪ ،‬والتهويدات غالباً ما‬ ‫متس إحساس الناس‪ ،‬وكام قالت دميا‪ ،‬غالباً‬ ‫ما تتجاوز الكلامت لتحمل قصة حياة أولئك‬ ‫األمهات كاملةً‪ .‬وقد اخرتت بدء العرض‬ ‫بتهويدة أملانية قدمية يعرفها أغلب األملان‪،‬‬ ‫عندما منعن يف كلامتها‪ ،‬نكتشف أن األم تبوح‬ ‫بحزنها جراء الفقد‪ ،‬فاألب قد مات وهي تغ ّني‬ ‫موته‪.‬‬ ‫األم هي األم‪ ،‬سواء كانت السيدة مريم أم السيد‬ ‫املسيح‪ ،‬أم االمرباطورة الرومانية آغريبينا أم‬ ‫نريون‪ ،‬والتي كانت امرأة فظيعة‪ ،‬حاولت قتل‬ ‫إبنها‪ ،‬كام حاول قتلها هو أيضاً‪.‬‬

‫تُعتبر ديما أورشو واحد ًة من أهم‬ ‫مغنيات السوبرانو العربيات‪ ،‬وهي‬ ‫موسيقية متنوعة اإلنتاج‪ ،‬تحمل‬ ‫الماجستير في الغناء األوبرالي من‬ ‫كونسرفاتوار بوسطن‪ ،‬والباكالوريوس‬ ‫في علوم الغناء و العزف على‬ ‫الكالرينيت من المعهد العالي‬ ‫للموسيقى بدمشق‪ .‬تعددت أعمالها‬ ‫بين الكالسيك والجاز والموسيقى‬ ‫العربية إلى الموسيقى التجريبية‬ ‫والمعاصرة وموسيقى العالم‪.‬‬ ‫ظهرت أورشو على مسارح عريقة‬ ‫عديدة في الشرق األوسط و أوروبا و‬ ‫أمريكا‪ ،‬مع العديد من األسماء الهامة‬ ‫في عالم الموسيقى‪ .‬قدمت أعماالً‬ ‫للمسرح و الراديو و التلفزيون و لها‬ ‫تجارب مؤثرة في التأليف الموسيقي‪.‬‬ ‫قامت أيضاً بتسجيل اسطوانة بعنوان‬ ‫‪ awakening beyond‬إلى جانب‬ ‫خمسة مغنيات عالميات على رأسهن‬ ‫مغنية البوب االميركية تينا تيرنر‪،‬‬ ‫ليتم إصداره في أوكتوبر ‪ ،2017‬كما‬ ‫شاركت في ألبوم ‪ Sing me home‬مع‬ ‫يويوما و فرقة طريق الحرير‪ ،‬الذي حاز‬ ‫جائزة غرامي كأفضل ألبوم موسيقى‬ ‫من العالم لعام ‪.2017‬‬


‫باب شرقي‬ ‫‪21‬‬ ‫‪ Oktober‬ةنسلا‬ ‫‪2017‬دع•لا ‪ -‬ةيناثلا‬ ‫األول ‪ 12‬د‬ ‫تشرينوليأ ‪-‬‬ ‫العدد‪ 7102- •22re‬ل‬ ‫الثانية‪bme-tp‬‬ ‫السنة ‪eS‬‬ ‫‪21‬‬

‫باب شرقي‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 22‬تشرين األول ‪2017‬‬

‫زاوية أخرى الندماج الالجئين‬ ‫في ألمانيا‬ ‫مصطفى الولي‬

‫مشهد من الفيلم الرتيك "‪ \Winter sleep‬البيات الشتوي" للمخرج ‪ ‬نوري بيلجي جيالن‬

‫التوظيف السياسي لسايكولوجيا الخوف‬ ‫طارق فكري‬

‫كاتب وباحث سياسي من مصر‬

‫يُعترب الخوف السيايس أدا ًة من أدوات األنظمة‬ ‫السياسية الديكتاتورية إلخضاع األفراد واملؤسسات‪،‬‬ ‫صناع القرار املعارض‬ ‫وإحداث حالة توازن لدى ُ‬ ‫تصب يف صالح النظم الديكتاتورية‪ ،‬حيث يؤدي‬ ‫ّ‬ ‫العنف السيايس واستخدام القوة العسكرية مثالً إىل‬ ‫تحقيق العنف لوظيفتني؛ إحداهام إخراس املعارض‬ ‫وإحداث حالة من الخرس السيايس‪ ،‬واألخرى‬ ‫صناعة طبقة من املؤيدين للنظام بدافع االستقرار‪،‬‬ ‫وهذا ما ذكره ميكافيليل يف كتابه األمري؛ كام يؤدي‬ ‫ذلك لوجود طبقية شعبية سياسية‪ ،‬وعىل سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬ما حصل عندما أحرق الفرنسيون القاهرة‬ ‫واغتصبوا نساءها وسلبوا أموالها‪ ،‬فكان ضحية‬ ‫التوظيف السيايس للخوف حينها “شيخ بندر”‬ ‫التجار الحاج مصطفى البشتييل‪ ،‬وهو من قادة‬ ‫املقاومة ضد االحتالل‪ ،‬والذي تم تجريسه وإجالسه‬ ‫عىل الحامر باملقلوب وامليش به يف شوارع القاهرة‪،‬‬ ‫فنال موتَه عىل يد دعاة االستقرار الذين رضبوه‬ ‫وشتموه واتهموه هو ورجاله بالتسبب مباحدث‬

‫للمحروسة وأهلها‪ .‬مل يجد الرجل آنذاك فرقة مقاومة‬ ‫َ‬ ‫الخوف أخرس أهل‬ ‫تنقذه من يد الفرنسيني ألن‬ ‫مرص‪.‬‬

‫السيايس إىل دين يعبد‪ ،‬فتسن له السنن وتقام له‬ ‫الفتاوى ليؤصل للظامل ظلمه‪ ،‬ويبخت من عاش‬ ‫مظلوماً ال ظاملاً‪.‬‬

‫تم أيضاً توظيف الخوف سياسياً تحت شعار “أنا أو‬ ‫الفوىض”‪ ،‬وذلك عرب املراهنة عىل سلوكيات الشعب‬ ‫وأخالقياته يف حالة غياب سلطة الدولة‪ ،‬مع استخدام‬ ‫أذر ٍع للسلطة إلرباك الوضع املجتمعي وإشاعة‬ ‫الفوىض؛ مام يؤدي إىل محصلة التأسف عىل النظام‬ ‫الديكتاتوري بأيامه املستقرة‪ ،‬ولهذا يتوجب أن نبني‬ ‫داخل الوجدان الشعبي أ َّن “أنا أو الفوىض” هي يف‬ ‫واقع األمر فوىض منظمة تصب يف صالح النظام‪،‬‬ ‫فوىض قد تبقى لسنوات‪ ،‬بل قرون‪.‬‬

‫أما النظم الدميقراطية يف العامل الغريب‪ ،‬فقد‬ ‫استخدمت الخوف السيايس إلحكام سلطتها ومترير‬ ‫قراراتها‪ ،‬وهذا ما قام به ترامب مثالً يف حملته‬ ‫االنتخابية‪ ،‬حيث استخدم قضية املهاجرين والالجئني‬ ‫كفزاعة‪ ،‬ووظفها توظيفاً جيدا ً فانتخبه األمريكيون‬ ‫الخائفون‪ ،‬من أجل وقف تدفق املهاجرين الذين قد‬ ‫يشكلون خطرا ً سواء يف االستيالء عىل فرص العمل أو‬ ‫تغيري وجه الهوية األمريكية‪ .‬ويف هذا مقاربة ملا قام‬ ‫به بوش اإلبن حني استخدم فزاعة اإلرهاب إثر رضب‬ ‫برجي التجارة يف نيويورك‪ ،‬لينال املوافقة الشعبية‬ ‫والنيابية لحرب القاعدة يف افغانستان‪.‬‬

‫كام استخدمت األنظمة االستبدادية وسائل اإلعالم‬ ‫ورجال الدين‪ ،‬لتوظيف الخوف سياسياً‪ ،‬فكان‬ ‫لإلعالم الحظ األوفر من هذه املهمة‪ ،‬ولرجال الدين‬ ‫دو ٌر هام أيضاً‪ ،‬حيث قام رجال الكهنوت الديني‬ ‫بالتأصيل لهذا التوظيف السيايس للخوف عن طريق‬ ‫فتاوى متنع املواطن العادي من الخروج عىل الحاكم‬ ‫‪-‬وإن جلد ظهره وسلب ماله‪ -‬ليتحول الخوف‬

‫البد من اإلشارة أخريا ً إىل أن الخوف السيايس ليس‬ ‫دليالً عىل غياب الوعي السيايس‪ ،‬فكالهام عرضة‬ ‫لإلستغالل من خالل التوظيف السيايس للخوف‪،‬‬ ‫حتى يف أنضج املجتمعات يف مسار الحرية‬ ‫والدميقراطية‪.‬‬

‫كاتب وقاص سوري من أصول فلسطينية‪.‬مقيم في المانيا‬ ‫له مجموعتين قصصيتين وكتيبات في النقد األدبي والفكر‬ ‫السياسي‬

‫يرتدد مصطلح “االندماج” عىل ألسنة الالجئني العرب والسوريني يف أملانيا‪،‬‬ ‫ويربطونه مبارش ًة حسب ما يعلمونه عن القوانني األملانية‪ ،‬برشطني‪ :‬تعلُم‬ ‫اللغة‪ ،‬وعدد معني من ساعات العمل‪ .‬وتحقيق هذين الرشطني يفتح الطريق‬ ‫نحو الحصول عىل الجنسية األملانية‪ ،‬إذا خال ملف الالجئ من املخالفات التي‬ ‫يعاقب عليها القانون‪.‬‬ ‫وكان آالف الالجئني يف أوروبا ‪-‬ويف أملانيا تحديدا ً– قد حصلوا سابقاً عىل‬ ‫الجنسية بعد اكاملهم رشطي االندماج‪ .‬لكن غالبيتهم بقيوا غري مندمجني من‬ ‫الناحية الفعلية اجتامعياً وقيمياً وثقافياً‪ ،‬هم فقط اكتسبوا الجنسية‪ ،‬دون‬ ‫أن يحققوا االرتباط مع املجتمع الذي يعيشون فيه‪ .‬وأشري هنا إىل أن عددا ً‬ ‫من املتهمني باإلرهاب‪ ،‬أو املشكوك بأمرهم‪ ،‬هم ممن “اندمجوا” نظرياً أو من‬ ‫الحاصلني عىل الجنسية‪.‬‬ ‫وأعتقد أن رشطاً مهامً‪ ،‬يساعد الالجئ عىل تعميق الصلة باملجتمع األملاين‪،‬‬ ‫وهو معرفته بالقيم االجتامعية للناس عاداتها وتقاليدها‪ ،‬أعيادها ومناسباتها‬ ‫االحتفالية‪ ،‬سواء العامة التي تشمل البالد كافة‪ .‬والخاصة مبقاطعة دون‬ ‫غريها‪ ،‬وصوالً إىل الخاص األصغر يف املدن الصغرية والبلدات‪ .‬وهذا من‬ ‫مسؤولية البلديات واملنظامت املدنية “الفنية والثقافية وسواهام”‪ .‬فالالجئ‬ ‫بحاجة ماسة ليتعرف عىل الحياة حتى وهو يجهل اللغة‪ ،‬واشرتاكه ولو‬ ‫بالحضور عىل األقل يف االحتفاالت واالنشطة املختلفة‪ ،‬يشجعه عىل تعلم‬ ‫اللغة‪ ،‬كرضورة للحياة والتفاعل مع ما حوله‪ ،‬وليس كرضورة قانونية‬ ‫للحصول عىل إقامة مفتوحة أو جنسية‪.‬‬

‫َم ْسرحة اللوحة عند الفنان فؤاد ك ّيالي‬

‫ِ‬ ‫أقدر الضغط الكبري عىل مؤسسات الدولة لتلبية حاجات الالجئني‪،‬‬ ‫واستيعابهم بحسب القوانني واألنظمة‪ ،‬إال أن تشجيعهم عىل فهم قيم‬ ‫وعادات واهتاممات الناس يف أملانيا‪ ،‬وإرشاكهم بكرنفاالت الفرح واملناسبات‬ ‫السعيدة‪ ،‬التاريخية والدينية واالجتامعية‪ ،‬يشجعهم بطريقة غري مبارشة‪،‬‬ ‫طوعية وليست إلزامية‪ ،‬عىل إزالة الحواجز النفسية واللغوية‪ ،‬ويوطد‬ ‫اإلمكانية والقناعة برضورة االندماج بتعريفه القانوين‪.‬‬

‫بأدوات ف ّنية بسيطة‪ ،‬استطاع الفنان فؤاد كيايل‬ ‫َ‬ ‫استئناف مرشو ِعه الف ّني يف الرسم والنحت بعد‬ ‫وصوله إىل أملانيا منذ سنتني تقريباً‪.‬‬

‫ورمبا يحتاج مثل هذا التوجه لوجود مرتجمني بني املنظامت املدنية‬ ‫والبلديات من جهة وبني الالجئني من جهة أخرى‪ ،‬قد يكونون متطوعني أو‬ ‫مبقابل رمزي‪ ،‬مع االعتامد عىل الالجئني الذين تعلموا اللغة وعىل الفتيان‬ ‫الذين اندمجوا يف املدارس األملانية‪.‬‬

‫موسى الزعيم‬

‫صحفي سوري مقيم في برلين‬

‫فؤاد كيايل الذي أحرق َْت الكثري من لوحاته ومألت‬ ‫بقايا متاثيله أرصفة حارته يف إدلب‪ ،‬وناله من‬ ‫الضب ما نالهُ‪ ،‬ليُ َ‬ ‫قال له فيام بعد أن ّهذا التّرصف‬ ‫ّ‬ ‫خطأ فردي‪ .‬يلتق ُط اليوم أنفاسهُ‪ ،‬ويسعى إلنجا ِز‬ ‫معرض ِه الثامن‪ .‬يتحدث الف ّنان عن بداياته الفن ّية يف‬ ‫كل أعاميل هدايا لألصدقاء‬ ‫أملانيا؛ “يف البداية كانت ّ‬ ‫وملن قدّم يل املساعدة‪ ،‬امله ّم عندي أنني عُدتُ للرسم‬ ‫وال ّنحت‪ ،‬مل يكنِ “الكامب” مكاناً مناسباً إلمارس‬ ‫أعمل بعد أن ينا َم‬ ‫كنت ُ‬ ‫أي عمل فني‪ ،‬مع ذلك ُ‬ ‫فيه ّ‬ ‫اآلخرون‪ .‬وساعدين تواصيل مع عد ٍد من الفنانني‬ ‫الصعوبات التي تواج ُه‬ ‫األملان‪ ،‬رغم رشحهم دامئاً عن ّ‬ ‫الف ّنان هنا‪ ،‬بعكس ما كنت أتوقع‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ونحت األعامل‬ ‫كان هاجيس األكرب إعادة رسم‬ ‫حتى اللّحظة إنجاز‬ ‫التي أُحرقت‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫واستطعت ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ربا بتقنية جديدة‪ ،‬لك ّني‬ ‫القسم األكرب منها‪ّ ،‬‬ ‫لكل منها‪ ،‬مع ذلك أنا‬ ‫خرستُ الّدهشة األوىل ٍّ‬ ‫سعي ٌد ألين أعدتُ لها الحياة فهي جزء من ذايت”‪.‬‬ ‫استطاع الكيايل بالتعاون مع فنانتني صديقتني‬ ‫ٍ‬ ‫معرض مشرتك‪،‬‬ ‫بولندية وفرنسية‪ ،‬إقامة أ ّول‬ ‫املعرض فقط‬ ‫يقول عنه “مل تشاركني الفنانتان‬ ‫َ‬ ‫بل تشاركنا األدوات واأللوان”‪ .‬أ ّما املعرض الثاين‬ ‫بعنوان”الج ّنة” شارك فيه ستون فناناً أملانياً‪.‬‬ ‫والثالث بعنوان “حريّة” أُقيم مبساعدة بورفيسور‬ ‫أغلب األعامل‬ ‫بالفن‬ ‫أملاين‪ ،‬مهتم‬ ‫ّ‬ ‫الرشقي‪ُ ،‬‬ ‫ّ‬

‫املعروضة فيه مستوحاة من البيئة السورية‬ ‫والرصاع الدائر فيها‪.‬‬ ‫معريض الرابع “والدة من ِ‬ ‫تحت ال ّرماد”‪ ،‬لوحاته‬ ‫مستوحاة من البيئة األوروبية والحياة الجديدة‪،‬‬ ‫ت ّم مبساعدة فنانة مرسحيّة أملانية استم ّر ملدّة‬ ‫شهر يف صالة كنيسة دومينكان يف مونستري‪.‬‬ ‫تاله معرض مشرتك مع فنانني سوريني بعنوان‬ ‫رشقي” يف مدينة راينه‪ .‬املعرض السادس‬ ‫“مرو ٌر‬ ‫ّ‬ ‫ت ّم مبناسبة افتتاح فرع جديد للجوب سنرت‬ ‫يف املدينة‪ .‬والطريف باألمر يقول الكيايل “إن‬ ‫الجوب سنرت طلب م ّني قبل املعرض أن أفّكر‬ ‫بعملٍ آخر غري الفن”‪ .‬كام غطى التلفزيون‬ ‫األملاين املحيل معريض السابع “مونسيرت َ‬ ‫بيتك”‬ ‫ملدّة أسبو ٍع كامل‪.‬‬ ‫يشتغل الفنان كيايل عىل مفهوم اإلنسان يف‬ ‫كينونته‪ ،‬وإ ّن الحرب هي محرقة لإلنسان‪ ،‬وعىل‬ ‫أهمية املرأة السورية (ماريا‪ ،‬األرض‪ ،‬األم‪ )...‬حيث‬ ‫بكف يدها الكبري دالل ًة عىل دورها‬ ‫تظه ُر دامئاً ّ‬

‫يف تح ّمل القسم األكرب من أعباء الحرب‪ .‬لوحاته‬ ‫متثل مشهدا ً مرسحياً درامياً‪ ،‬مع الرتكيز عىل‬ ‫البؤ ِر الضّ وئية يف أماك َن ال تتوقعها‪ ،‬واعتامده‬ ‫عىل ألوان إضاءة غري متوقّعة‪ ،‬كلونِ العفنِ مثالً‬ ‫ِ‬ ‫“الخوف والعزلة”‪ ،‬يعلل ذلك بقوله‬ ‫يف لوحة‬ ‫مزيج من النور واألمل واألمل”‪ .‬أحياناً أخرى‬ ‫“هو‬ ‫ٌ‬ ‫يتكئ الكيايل عىل امليثولوجيا واألسطورة‪ .‬وهذا‬ ‫ليس غريباً‪ ،‬فهو القادم من مدرسة السيناريو‬ ‫البرصي‪ ،‬إذ عمل مع عدّة فرق مرسحية‪ ،‬يف تصميم‬ ‫الديكور و”السينوغرافيا”‪ .‬يُذكر أنه تخ ّرج من‬ ‫معهد ِالفنون التطبيقية‪ ،‬بدأ بدراسة الحقوق ثم‬ ‫تركها‪ ،‬عندما وجد املسافة شاسعة بني مترد الفن‬ ‫ج مرسحي‪ ،‬ثم‬ ‫والتزام القانون‪ .‬خض َع لدورة اخرا ٍ‬ ‫درس لفرتة يف املعهد العايل للفنون املرسحية‪،‬‬ ‫قسم تكنولوجيا املرسح تقنيات االضاءة والصوت‪.‬‬ ‫مع بداية الحرب انحاز لإلنسان‪ ،‬فعمل يف الهالل‬ ‫األحمر وألف عمالً مرسحياً ُعرض يف املخيامت‬ ‫واملدارس‪ .‬اليوم يتابع الفنان مرشوعه الفني بهدوء‪،‬‬ ‫ويطمح أن يدخل خشبة املرسح كمنفذ للديكور‬ ‫بأدوات وتقن ّي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ات فنية متطورة‪.‬‬ ‫واإلضاءة‬

‫ولتسهيل معرفة الالجئ باملناسبات واملواعيد واألماكن‪ ،‬ليس مكلفاً أن‬ ‫يتضمن اإلعالن أو الدعوات فقرات مرتجمة إىل العربية‪ ،‬مام له مردوده‬ ‫اإليجايب عىل نفسية الالجئ وعىل استعداده لحثّ الخطى يف بيئته الجديدة‬ ‫التي يجهلها‪ ،‬لكنه يعيش فيها‪.‬‬ ‫تصادف‪ ،‬أكرث من مرة‪ ،‬أن رأيت يف البلدة الصغرية التي أعيش فيها‪،‬‬ ‫تجمعات احتفالية تتعلق مبناسبة عامة‪ ،‬دون أن أعرف ماذا تعني‪ ،‬وكيف‬ ‫ميكن املشاركة بها‪ ،‬ومثل بقية الالجئني الحديثني يف البلدة‪ ،‬وألننا مبتدئون‬ ‫يف تعلم اللغة‪ ،‬مل يكن مبقدورنا االستيضاح عام يجري ومعناه ورمزيته‪ ،‬إال‬ ‫بعد ميض املناسبة‪ ،‬وبجهود بطيئة ومتعرثة نعلم عن ماهيتها وسبب قيامها‪،‬‬ ‫ويكون الوقت الذي يتيح لنا الحضور ولو من باب الفرجة واملشاهدة قد‬ ‫مىض‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫الشك أنه حتى لو متت تلك املساعدة بالرتجمة لتعريف الالجئني مبا يجري‬ ‫من احتفاالت‪ ،‬فلن يندفعوا جميعهم للمشاركة‪ ،‬غري أن هناك أعداد ستجد يف‬ ‫تلك التسهيالت ما يشجعها عىل االقرتاب واالحتكاك والتعرف واالكتشاف‪،‬‬ ‫األمر الذي يرسِع بتوطيد العالقة بالحياة وبالناس‪ ،‬ويكون حافزا ً لالندماج‬ ‫الطوعي بغض النظر عن الرشوط التي يعرفها الالجئ‪ ،‬ويسعى لها لتحسني‬ ‫وضعه القانوين وأحواله الشخصية‪ ،‬وضامن مستقبل أفضل‪.‬‬ ‫نأمل أن تأخذ الجهات املعنية هذا املوضوع بعني االعتبار‪ ،‬كام نتمنى‬ ‫من الالجئني الجدد االستجابة لدعوات املشاركة يف هذه النشاطات‬ ‫واالحتفاالت‪.‬‬


September • 2017 ‫ أيلول‬- 21 ‫ العدد‬- ‫الثانية‬Auf ‫ السنة‬Deutsch Oktober • 2017 ‫ تشرين األول‬- 22 ‫ العدد‬- ‫الثانية‬ 2017‫السنة‬ ‫ تشرين األول‬- 22 ‫ العدد‬- ‫السنة الثانية‬

22 22

Auf Deutsch

Sich selbst im Anderen erkennen:

Was deutsche und geflüchtete Frauen voneinander lernen können In Deutschland genießen Frauen ein deutlich höheres Maß an rechtlicher Gleichstellung, als es in den Herkunftsländern geflüchteter Frauen der Fall ist. Sie erfahren dort nicht nur offene Diskriminierung durch Gesetze, sondern auch durch Bräuche und Gewohnheiten in ihrer Gesellschaft. Eine genauere Betrachtung beider Seiten offenbart allerdings Interessantes. Von Aliaa Ahmad | Übersetzung: Thomas Heyne Die junge Syrerin Heba* ist seit zwei Jahren in Deutschland und geht mittlerweile auf die Universität. Sie erzählt: „Ich dachte zum Beispiel immer, dass hier alle sexuell freizügig sind. Da habe ich mich allerdings gründlich getäuscht.“ Ihre Freundin Anna meint dagegen: „Ich dachte alle verschleierten Frauen werden unterdrückt und misshandelt. Ich war total überrascht, als ich Frauen im Hidschab begegnete, die ihre eigenen Entscheidungen treffen, studieren und alleine reisen.“ Medial reproduzierte Stereotypen: Durch die Reproduktion stereotyper Bilder tragen die Medien zur Bildung von Vorurteilen und Vorbehalten gegenüber anderen Kulturen bei. Sanaa, Hausfrau aus Syrien und seit vier Jahren in Deutschland, schildert ihr Bild von deutschen Frauen zum Beispiel so: „Ich habe Mitleid mit ihnen! Die Gleichberechtigung, auf die sie so stolz sind, hat sie ihre

Weiblichkeit gekostet.“ Nach ihrer Stellung als Frau in einer orientalischen Gesellschaft gefragt, antwortet sie: „Es stimmt, ich bin nicht so frei wie deutsche Frauen, aber in unserer Gesellschaft ist die Frau eine Königin in ihren vier Wänden. Sie trägt nicht all die Verantwortung, die die Gleichberechtigung den deutschen Frauen aufzwängt. Die „orientalische Königin“ ist eine Schimäre, aber was ist mit der deutschen Frau? Viele geflüchtete Frauen wie Sanaa vergessen, oder übersehen geflissentlich, dass diese idealisierte „Königin“ in Wirklichkeit eine Gefangene in ihren eigenen vier Wänden ist, ihrer Entscheidungsfreiheit beraubt und abhängig von demjenigen, der für sie aufkommt. Schuld daran sind Erziehung und Sozialisierung, die ihnen nicht vermitteln, wie man ein wirklich selbstbestimmtes Leben führt. Und so erleben wir, dass viele geflüchtete Frauen Zuflucht im Gebären von Kindern

suchen, um nicht Deutsch lernen zu müssen, oder um zu rechtfertigen, warum sie nicht arbeiten. Freundschaften zwischen deutschen und geflüchteten Frauen ermöglichen es zu erkennen, wie sich die patriarchale Diskriminierung ähnelt: Während die orientalischen Gesellschaften stolz sind auf ihre patriarchale Kultur, lauert sie in Deutschland hinter einer Fassade, nur um hier und da plötzlich ihr wahres Gesicht zu zeigen. Man begegnet ihr nicht nur im Arbeitsrecht. Ulrike, die in der Arbeit mit Geflüchteten aktiv ist, erzählt zum Beispiel: „Bevor die Geflüchteten nach Deutschland kamen, hielt ich mich für absolut frei und selbstbestimmt. Als mehr Geflüchtete kamen und ich Freundschaften schloss, merkte ich allerdings, dass das einigen meiner Bekannten nicht gefiel. Das sind keine Nazis, aber trotzdem lehnen sie Beziehungen zwischen einer Deutschen und einem Geflüchteten ab.“

"Während die orientalischen Gesellschaften stolz sind auf ihre patriarchale Kultur, lauert sie in Deutschland hinter einer Fassade, nur um hier und da plötzlich ihr wahres Gesicht zu zeigen."

Beide Gesellschaften urteilen auf die gleiche Art über Aussehen und Verhalten von Frauen: Komisch findet Ulrike, dass diese Leute sich scheinbar keine Sorgen um die jungen deutschen Männer machen, die Beziehungen zu geflüchteten Frauen eingehen. „Ich hatte plötzlich das Gefühl, ich wäre Eigentum der Gesellschaft, Besitz, um den man Angst hat, nur weil ich eine Frau bin. Dann sind mir andere Dinge aufgefallen, die ich vorher nicht bemerkte. Wer zum Beispiel als Mann viel Erfolg bei Frauen hat, der wird von seinen Freunden beneidet. Als Mann kann er stolz darauf sein. Eine sexuell aktive Frau gilt dagegen als Schlampe.“ Der Punkt sei nicht, ob man dieses Verhalten gut fände oder nicht, sagt sie noch, es ginge darum, dass beide Gesellschaften auf Basis einer durch und durch patriarchalen Haltung über Verhalten und Aussehen von Frauen urteilen. Für die Fanatiker unter den Deutschen und Geflüchteten stellt die Beeinflussung der Frauen durch „das Fremde“ eine der zentralen Gefahren dar, die abgewehrt werden müssen. Diese Männer missbrauchen die Frauen für ihre patriarchale Ideologie der Abschottung. Sie verkaufen ihr Gift als Sorge um „ihre Frauen“ und behaupten, sie wollen sie vor den Gefahren auf der anderen Seite beschützen. Leider übernehmen viele Frauen auf beiden Seiten bewusst oder unbewusst diese männlichpatriarchale Denkweise, ohne

"Deutsche und Geflüchtete gleichen sich in einigen durch und durch patriarchalen Denkweisen: Ein Mann, der mit vielen Frauen schläft, kann stolz darauf sein. Eine sexuell aktive Frau gilt dagegen als Schlampe. Und sie fällen aufgrund Aussehens oder Verhaltens Urteile über Frauen." zu erkennen, dass sie als Frauen viel mehr verbindet als die Identitätskorsette, die die Männer erst erfinden und dann „beschützen“ wollen. Diese Frauen verkennen, wie wertvoll die Erfahrungen sein können, die aus der Auseinandersetzung mit ihrem Gegenüber auf der anderen Seite entstehen. Wer eine funktionierende und gerechte Gesellschaft anstrebt, die die Menschenrechte aller respektiert, muss die Rechte der Frauen in den Blick nehmen. Geschieht dies nicht, wird dieses Streben lediglich Unrecht zementieren und die gesellschaftlichen Krisen perpetuieren, denn die Schlüssel für Stabilität und Fortschritt der Gesellschaften halten die Frauen in ihren Händen.

*Namen auf Wunsch der Beteiligten geändert


Auf Deutsch

23 23

‫ةنس‬-Oktober ‫الثانيةلا‬ ‫السنةةيناث‬ - ‫دع•لا‬2017 ‫ د‬12 ‫األول‬ - ‫تشرينوليأ‬ ‫ ل‬7102- •22re‫العدد‬ bme-tp‫الثانية‬ eS 2017 ‫ تشرين األول‬- 22‫العددلا‬

Auf Deutsch

‫السنة‬

Geschichten

von syrischen Morgen Die syrische Tradition des Geschichten-Erzählens lässt das Projekt "Haus der syrischen Geschichten" in Berlin wiederaufleben, wo das Theaterstück "Syrische Morgen" ("Sabahat Suriyya") unter der Leitung des syrischen Theaterschaffenden Bassam Dawood zur Aufführung kam. Auf der Bühne standen Fatin Obaid, Taghreed Dawas, sowie der Firas Younis, welche ihre Geschichten aus Syrien, Geschichten, sie sie selbst erlebt hatten, vortrugen. Musikalisch begleitet wurde der Abend von Athil Hamdan, Gastgeberin war die Frauenorganisation "Saiedat Souria". Mit Bassam Dawood sprach Souad Abbas. Übersetzung: Serra Al-Deen, Mahara-Kollektiv, aldeen@mahara-kollektiv.de

D

as Projekt "Haus der syrischen Geschichten" möchte Erzählenden und Zuhörenden einen Raum zu bieten, um Geschichten auszutauschen, erklärt Bassam Dawood. Dieser Raum sei offen für alle Menschen, die persönliche Erlebnisse im Rahmen einer Theatervorstellung mit einem Publikum teilen wollen, wobei jede Vorstellung einen eigenen Titel trägt. Dieses Mal wurden Geschichten über syrische Morgen erzählt, ein anderes Mal ging es unter dem Titel "Punkt am Anfang der Zeile" um Neuanfänge. Die Veranstaltung beginnt damit, dass jeder selbst zunächst eine Geschichte erzählt. Denn das Ziel des Projektes sei es es, sagt Dawood, die Menschen zu

ermutigen, ihrem Inneren Ausdruck zu verleihen. Dies geschähe nicht dadurch, dass sie ihre Geschichten aufschreiben, um sie von Anderen vorlesen zu lassen, sondern dadurch, dass sie selbst in die Rolle des Geschichtenerzählers schlüpfen. So bekämen sie ein Gefühl für das Wort und den Rhythmus, in dem es gesetzt werden muss, sie erfühlen die Reaktion der Zuschauer und könnten direkt interagieren. Denn niemand sei in der Lage, die eigene Geschichte glaubwürdiger zu erzählen als man selbst. Wir teilen unsere Geschichten mit der Öffentlichkeit Über den Anfang des Projekts und die Zusammenarbeit mit Erzählenden und Zuhörenden, sagt Dawood, dass das Projekt

um sich selbst und seinen Gefühlen Ausdruck zu verleihen. Gleichzeitig kann es eine psychische Stütze sein, wir alle brauchen das sehr. Wir dürfen nicht abstreiten, dass die meisten von uns im Zuge der erlebten Veränderungen traumatisiert wurden. Deshalb sind das Erzählen und der eigene Ausdruck wichtig, um Altes hinter uns zu lassen und Neues zu beginnen. Nachdem wir es geschafft haben, das, was in unserem Innersten ist, nach außen zu öffnen, werden wir in der Lage sein, genau zu wissen, was wir gerne möchten." Der Künstler sieht in der Reaktion des Publikums den Beweis, dass dieses Ziel erreicht wird.

habe vor ungefähr eineinhalb Jahren begonnen habe. Ihm sei eine Reihe von Workshops und Abendveranstaltungen im Rahmen anderer kultureller Aktivitäten vorausgegangen. Allerdings sei dieses Projekt weiterhin in der Entwicklung, um in der Zukunft noch dokumentarischer mit den Geschichten der Menschen umzugehen. Andererseits bestünde eine Schwierigkeit darin, erklärt der Künstler, die Menschen dazu zu bewegen, zu erzählen. Denn nicht jeder sei es gewöhnt und besitze den Mut in der Öffentlichkeit zu sprechen und eigene Geschichten mit Fremden zu teilen. Manche würden durch die Teilnahme Anderer ermutigt, außerdem spielten die sozialen Medien bei der Verbreitung eigener Ideen und der Einladungen zu Veranstaltungen eine Rolle. Letztlich nähmen Menschen teil, die die Fähigkeit besäßen, ihre Ideen in Worte zu fassen. Hier setze das Projekt an und versuche ihnen beizubringen, wie "man seine Geschichte nachvollziehbar und mit einfachen Mitteln vorträgt, wie man Gefühle rüberbringt."

" Das Leben der Europäer hatte niemals irgendwelche Berührungspunkte mit unserem Leben als Syrer, bis wir plötzlich auf den Fernsehbildschirmen und in den Nachrichten auftauchten und Teil ihres Lebens wurden "

Die Geschichten richten sich sowohl an Syrer als auch Europäer. Das Hauptziel des Projekts, sagt Dawood, sei es, den Menschen eine Gelegenheit zu bieten, sich auszudrücken: "Das Teilen von Geschichten ist ein erster Schritt,

Auf der anderen Seite habe das Projekt "Das Haus der syrischen Geschichten" zum Ziel, das deutsche Publikum anzusprechen, um auf die kleinen, menschlichen Details dessen, was Syrerinnen und Syrer erlebt haben, aufmerksam

zu machen. Denn auf dieser Bühne werde nicht von Revolution und Krieg erzählt, sondern vom syrischen Menschen und seinen Erfahrungen in Syrien. Dabei ginge es darum, zu zeigen, dass die Ereignisse in Syrien nicht bloß ein Konflikt zwischen verschiedenen Staaten und verschiedenen Interessen seien, sondern die Geschichte von Menschen, die seit mehr als 50 Jahren in Unfreiheit lebten und deren Geist und deren Fähigkeiten unterdrückt wurden. Das sei die Botschaft, die das deutsche Publikum erreichen solle, so dass der Umgang Syrern nicht bloß darauf beruhe, dass er ein Mensch ist, der vom Krieg geflüchtet ist, oder der die Resignation einer Revolution, die zum Krieg wird in sich trägt. Ganz besonders, wenn die weltweite Berichterstattung sich auf Krieg, Extremismus und den IS reduziere und dabei außer Acht lässt, dass es da eine Bevölkerung gab, die einst gegen ein mörderisches Regime der Unterdrückung aufbegehrte. Deshalb versucht das Projekt bei jeder Veranstaltung einen der Bereiche des syrischen gesellschaftlichen Lebens auf der Bühne darzustellen. Das sei deshalb so wichtig, sagt Dawood, da das Leben der Europäer niemals auch nur irgendwelche Berührungspunkte mit dem Leben der Syrer gehabt habe, "bis wir plötzlich auf den Fernsehbildschirmen auftauchten und Teil ihres Lebens wurden." „Wir wollen sie zumindest mit dem Umfeld bekannt machen, aus dem wir hervor gegangen sind, und sie mit unserem früheren Leben bekannt machen", sagte er, und damit sie verstehen können "warum Syrer sagen, die wirkliche Krise sei nicht der IS, sondern das Regime, welches diesem Zustand des Extremismus eine Grundlage gegeben hat. Denn ganz besonders in Syrien hat eine Terrororganisation wie der IS keine Basis, denn der syrische Islam ist ein sozialer, gemäßigter Islam und nicht radikal oder extremistisch." Über die Zukunft syrischer Geschichten Der nächste Schritt ist es, die Geschichten der Menschen zu sammeln und zu übersetzen und sie dem deutschen Publikum zu präsentieren, das braucht einiger Nachbearbeitung. Es seien zwar viele Deutsche im Publikum anwesend, sagt er, allerdings handle es sich bei dieser Gruppe um Menschen, die sich ohnehin schon für Geflüchtete und ihre Situation interessierten. Darüber hinaus sei es wichtig einen weitere Kreis zu erreichen. Was jedoch gleich bleiben soll, ist, dass es sich um Menschen und ihre Geschichten handelt. ▄


Linguistic support for a good start. Erste Worte für einen guten Anfang.

.‫دﻋﻢ ﻟﻐﻮي ﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺟﻴﺪة‬

Dictionary Sprachführer Arabic Arabisch

‫اﻟﻘﺎﻣﻮس‬

‫اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

Erste Worte für einen guten Anfang. Holen Sie sich Ihren kostenlosen Sprachführer – ab sofort in allen MoneyGram eigenen Filialen (solange der Vorrat reicht)

Über MoneyGram:

MoneyGram – mehr als weltweiter Geldtransfer MoneyGram ist mit mehr als 350.000 Vertriebspartnern in über 220 Ländern einer der weltweit führenden Anbieter im weltweiten Bargeldtransfer. Innerhalb von wenigen Minuten können Kunden mit MoneyGram Geld um die ganze Welt verschicken und empfangen (abhängig von den Öffnungszeiten der Vertriebspartner und örtlichen Regelungen). Mit Mitarbeitern aus so gut wie jedem Land dieser Erde, versteht sich MoneyGram als weltoffenes Unternehmen. Mehr noch, MoneyGram setzt es sich zum Ziel, Menschen auf allen Kontinenten zu helfen. Neben der MoneyGram Foundation, die karitative Projekte weltweit unterstützt, gibt es viele weitere soziale Projekte für Groß und Klein. Das Motto „MoneyGram verbindet“ ist somit eine gelebte Unternehmensphilosophie.

moneygram.de © 2017 MoneyGram. MoneyGram und der "Globe" sind eingetragene Marken von MoneyGram. MoneyGram International Limited ist ein autorisiertes Zahlungsinstitut für den Europäischen Wirtschaftsraum (EWR), welches von der Financial Conduct Authority in Großbritannien reguliert ist.

Ihre nächste MoneyGram-Filiale


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.