بواب Abwab Issue 36 - December 2018 by ABWAB أبواب

‫‪ABWAB‬‬

‫‪Grenzüberschreitende Reflektionen‬‬ ‫‪über ältere und neue Literaturen‬‬ ‫‪der Flucht und des Exils Teil III‬‬ ‫المساهمون‪:‬‬ ‫بطرس المعري‪ ،‬جالل محمد أمين‪ ،‬رشا الخضراء‪ ،‬ريما القاق‪ ،‬شتيفان ميليش ‪ ،Stephan Milich‬شريف الرفاعي‪ ،‬ضحى عاشور‪ ،‬علياء أحمد‪،‬‬ ‫غيثاء الشعار‪ ،‬النا إدريس ‪ ،Lanna Idriss‬محمد عبيدو‪ ،‬محمد عبد الوهاب الحسيني‪ ،‬ميساء سالمة فولف‪ ،‬ميركو فوغل ‪،Mirko Vogel‬‬ ‫نعمت األتاسي‪ ،‬هيفاء بيطار‪ ،‬يحيى األوسي‪ ،‬مجموعة مهارة للترجمة ‪ ،Mahara-Kollektiv‬منظمة ‪.Make it German‬‬

‫محرر مواد المرأة‪ :‬خولة دنيا‪ ،‬محرر مواد العمل والتعليم‪ :‬د‪ .‬هاني حرب‪ ،‬محرر باب ألمانيا‪ :‬أحمد الرفاعي‪،‬‬

‫أول صحيفة عربية في ألمانيا‬

‫‪www.abwab.eu | info@abwab.de | facebook.com/abwab.de‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬كانون األول ‪2018‬‬

‫‪Jahrgang III - 36 - Dezember 2018‬‬

‫سياسية ‪ -‬ثقافية ‪ -‬مجتمعية ‪ -‬شهرية ‪ -‬مستقلة ‪ -‬توزع مجانًا‬

‫‪Die erste bundesweite Zeitung in arabischer Sprache - kostenlos‬‬

‫محرر باب العالم‪ :‬تمام النبواني‪.‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪ :‬أسامة اسماعيل اإلخراج الفني‪ :‬طارق شيخ سليمان الكاريكاتير‪ :‬سارة قائد‪ ،‬عبد المهيمن بدوي‪.‬‬ ‫األعمال الفنية‪ :‬نغم حديفة التدقيق اللغوي‪ :‬جان داوود رئيسة التحرير بالنيابة‪ :‬روزا ياسين حسن‬

‫روزا ياسين حسن‬

‫السجادة المزخرفة‬ ‫العام ‪ 1896‬كتب "هرني جيمس" نصه‪ :‬النموذج يف‬ ‫السجادة‪ .‬وتتلخّص مقولته بأن العمل األديب وحدة زخرفية‬ ‫تغص بالوحدات الزخرفية األخرى‪،‬‬ ‫صغرية يف سجادة‬ ‫ّ‬ ‫وتشكّل املشهد األديب العاملي‪ .‬جامل السجادة آت من جامل‬ ‫العمل األديب كعمل متف ّرد وناقل لخصوصية ثقافته‪ ،‬وكذلك‬ ‫من اندماجه يف املشهد األديب العاملي‪ ،‬أي تواصله مع‬ ‫الوحدات الزخرفية األخرى‪.‬‬ ‫أحب أن أسحب هذه املقولة إىل حياتنا اليوم‪ :‬مير الزمن‬ ‫عىل معظمنا كالجئني يف منايف أشبه بالربزخ‪ ،‬فال نحن‬ ‫يف الوطن وال يف املنفى‪ ،‬عالقون يف مكان بني املكانني‬ ‫كاألرواح الهامئة‪ ،‬يحكم معظمنا شعور ذنب قاتل‪ ،‬ملجرد‬ ‫أننا نجونا! نرفض وصفنا بالالجئني‪ ،‬بل نحن‪" :‬قادمون‬ ‫جدد"‪ ،‬رمبا كنوع من إزاحة املعنى املفرط ببشاعته‪ .‬وليك‬ ‫نحل معضلتنا الجديدة نقنع أنفسنا بأننا عشنا حياتنا كلها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يف وطننا كذلك‪ ،‬نوعاً من املنفى غري الواعي‪.‬‬ ‫نشعر باإلهانة من كوننا الجئني‪ ،‬قصصنا تتناقلها وسائل‬ ‫اإلعالم بينام منوت يف الوطن ومخيامت اللجوء‪ ،‬أما يف‬ ‫املنايف فال أحد يعرفنا أو يدرك شيئاً عن ثقافتنا‪ ،‬نحن غرباء‬ ‫تالحقنا األسئلة الغريبة الجاهلة‪ ،‬كلنا موضوعون يف سلة‬ ‫واحدة بدون متايزات‪ :‬قادمون من مكان مجهول متخلّف‬ ‫صحراوي حيث النساء عاطالت والرجال مسيطرون!‬ ‫مع الزمن ندرك آسفني معنى املنفى‪ ،‬وندرك أن العامل‬ ‫مبعناه السابق انتهى! بعضنا ال ميكنه استيعاب الفكرة‪،‬‬ ‫فيهرب منها بأن يقيض عىل حياته‪ ،‬وال ينحرص هذا باملوت‬ ‫املبارش‪ ،‬ميكننا االنتحار ونحن عىل قيد الحياة بوسائل‬ ‫شتى‪ ،‬بالكحول‪ ،‬باملخدرات‪ ،‬بالعدمية‪ ،‬الحالة التي راحت‬ ‫تتمدّد عىل حيوات كثريين منا خصوصاً الشباب! لسنا‬ ‫أحرارا ً يف تقرير حيواتنا أو عاملنا لكننا أحرار يف أن نغادر‬ ‫هذا العامل الظامل بطريقتنا‪.‬‬ ‫نحن متعبون‪ ،‬مثقلون بذاكرة بشعة‪ ،‬وبعد كل ما كان‬ ‫مل يعد لدينا طاقة‪ .‬معظمنا صار يتج ّنب القضايا العامة‬ ‫ويبحث عن خالصه الفردي‪ .‬ومن هنا تبدأ هويتنا الوطنية‬ ‫بالتخلخل‪ ،‬يفقد معظمنا اإلميان بالوطن‪ ،‬ويف سقوط‬ ‫متسارع ألخالق الدول والحكومات نشهده بعيوننا يسقط‬ ‫اإلميان بها أيضاً‪ ،‬وتسقط املفاهيم التي كانت مقدسة‪،‬‬ ‫كحقوق اإلنسان مثالً!‬ ‫لكننا وريثام نجد خالصنا من هذه املآزق علينا أال ننىس‬ ‫أن احتفاظنا بخصوصيتنا الثقافية ينبغي أال يتعارض مع‬ ‫انسجامنا مع املحيط‪ ،‬متاماً كام كتب "هرني جيمس" كوحدة‬ ‫زخرفية جميلة يف سجادة كبرية تسعى للتكامل وتسمى العامل‪.‬‬

‫أنغيال ميركل‪...‬‬

‫كيف قتلها شغفها للمساعدة‪،‬‬ ‫سياسياً؟‪ ..‬ص ‪17‬‬ ‫لنجعل مساجدنا من بلّلور شفاف‬

‫حوار مع الشيخ "محمد طه صبري"‬ ‫إمام مسجد "دار السالم" في برلين ص ‪16‬‬

‫‪03‬‬

‫أزمة نقص العاملين في المجال الصحي في ألمانيا‬

‫هل المهاجرون هم الحل؟‬

‫‪04‬‬

‫طرق الحصول على المساعدة القضائية‬ ‫‪Kosteneinziehungsstelle‬‬

‫‪07‬‬

‫كولونيا ديجنيداد ‪Colonia Dignidad‬‬

‫‪13‬‬

‫مستعمرة التعذيب األلمانية في تشيلي‬ ‫مثل نهر حيث الفضاء شحيح‬

‫مع من يجب أن يندمج الالجئون؟‬

‫‪02‬‬

‫باب العالم‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬كانون األول ‪2018‬‬

‫رسام الفتات كفرنبل ورفيقه وداعاً ‪..‬‬ ‫نعى ناشطون وأحرار سوريون الشهيدين رائد فارس وحمود جنيد وهام من أبرز‬ ‫وجوه العمل السلمي يف مدينة كفرنبل يف إدلب‪ ،‬حيث قام ملثمون يستقلون “فان”‪،‬‬ ‫بإطالق النار عليهام وسط املدينة يوم ‪ 23‬ترشين الثاين ‪.2018‬‬ ‫تعرفت سوريا عىل رائد فارس مع بدايات الثورة مع الفتات كفرنبل الشهرية‪ ،‬حيث استطاع مع‬ ‫رفاقه أن يحول كفرنبل إىل واحد ٍة من أجمل املدن التي ساهمت يف الثورة بحراك مدين سلمي‪،‬‬ ‫من خالل الالفتات التي عكست مشاعر وآمال وإحباطات السوريني‪ ،‬ولفتت أنظار العامل إىل‬ ‫ثورتهم الحقيقية بعيدا ً عن تلفيقات النظام وترهات الفصائل اإلسالمية‪.‬‬ ‫ولطاملا كان رائد فارس ناشطاً يف املظاهرات السلمية ضد النظام السوري‪ .‬كام عمل مدي ًرا‬ ‫لراديو “فريش” يف كفرنبل املعروف بانتقاداته للجامعات املتشددة ومديرا ً التحاد املكاتب‬ ‫الثورية (‪ ،)URB‬وعمل معه رفيقه الناشط حمود جنيد مصو ًرا عمل طوال سنوات عىل‬ ‫توثيق أحداث الثورة بكامريته إضاف ًة إىل رصد القصف والتدمري الذي ارتكبه النظام السوري‪.‬‬ ‫وكان فارس وهو من مواليد عام ‪ ،1972‬قد تعرض ملحاولة اغتيال عىل يد مجهولني عام‬ ‫‪ ،2014‬بالتزامن مع تهديدات من قبل “جبهة النرصة”‪ ،‬التي داهمت مقر “راديو فرش” حيث‬ ‫يعمل عدة مرات‪ .‬كام تعرض لالعتقال من قبل النرصة عام ‪ 2014‬مع املصور حمود جنيد‬ ‫عىل حاجز يف معرة النعامن‪ ،‬ومرة أخرى مع الناشط هادي العبد الله عام ‪ 2016‬من مقر‬ ‫الراديو يف كفرنبل‪ .‬وقد أرص فارس رغم التهديد الدائم عىل البقاء يف سوريا ورفض عروضاً‬ ‫إلخراجه من البالد‪.‬‬ ‫اغتيال رائد فارس وحمود جنيد أطفأ بعضاً مام تبقى من أمل يف سوريا الثورة‪ ،‬فخرجت‬ ‫إدلب لتبكيهام يف يوم أسو ٍد آخر‪ ،‬بينام رثاهام سوريو الداخل والشتات عىل وسائل التواصل‬ ‫االجتامعية‪.‬‬

‫موجات غضب فرنسية تشعلها احتجاجات "السترات الصفراء"‬ ‫انطلقت تظاهرات "السرتات الصفراء"‬ ‫يف فرنسا باألساس احتجاجاً عىل ارتفاع‬ ‫سعر املحروقات‪ ،‬لكنها رسعان ما اتسعت‬ ‫لتشمل النظام الرضيبي وتراجع القدرة‬ ‫الرشائية واملعاشات التقاعدية املتدنية‪،‬‬ ‫والخدمات العامة يف األرياف‪ ،‬فتحولت‬ ‫إىل موجة احتجاجات غري سياسية‬ ‫تخلّلتها أعامل شغب‪،‬‬ ‫فشهدت العاصمة باريس السبت املايض‬ ‫صدامات بني املحت ّجني والرشطة التي‬ ‫استخدمت لتفريقهم الغاز املسيل للدموع‬ ‫وخراطيم املياه واعتقلت كثريين‪.‬‬ ‫وأعرب الرئيس "ماكرون" عن شعوره‬

‫مطالبات من مجلس الشيوخ األمريكي بمعاقبة‬ ‫قتلة "جمال خاشقجي"‬

‫فهل يستجيب ترامب؟‬ ‫يف رسالة للرئيس األمرييك "دونالد‬ ‫جهها أعضاء يف لجنة‬ ‫ترامب"‪ ،‬و ّ‬ ‫الشؤون الخارجية يف مجلس الشيوخ‪،‬‬ ‫متّت مطالبته بفتح تحقيق يف مقتل‬ ‫الصحفي السعودي "جامل خاشقجي"‬ ‫وذلك مبوجب "قانون ماغنيتسيك"‪،‬‬ ‫الذي يتيح فرض عقوبات عىل الجهة‬ ‫املتورطة يف مقتله‪.‬‬ ‫ويلزم قانون "ماغنيتسيك" الرئيس‬ ‫األمرييك بفتح تحقيق بعد تلقيه طلباً من‬ ‫أعضاء يف اللجنة‪ ،‬وذلك ضد أي أجنبي متهم‬ ‫بانتهاك حقوق االنسان كالقتل والتعذيب‬ ‫وغريها من االنتهاكات املنصوص عليها‬ ‫يف الئحة حقوق اإلنسان الدولية‪ .‬كام يُلزم‬ ‫القانون الرئيس بإصدار تقرير خالل ‪120‬‬ ‫يوماً من تلقي الرسالة‪ ،‬يتضمن قرارا ً بشأن‬ ‫العقوبات‪.‬‬ ‫وقد صدر قانون "ماغنيتسيك" الدويل‬ ‫مبوافقة الحزبني الدميوقراطي والجمهوري‬ ‫يف الواليات املتحدة ‪ ،2012‬بتوقيع من‬

‫الرئيس "باراك أوباما"‪ .‬ويف ‪ 2016‬اعتمد‬ ‫الكونغرس النسخة الدولية من القانون‬ ‫الذي مينح الرئيس األمرييك صالحية فرض‬ ‫العقوبات‪.‬‬ ‫أطلق اسم "ماغنيتسيك" عىل هذا القانون‬ ‫تكرمياً للمحامي ومدقّق الحسابات الرويس‬ ‫"سريغي ماغنيتسيك" الذي قتل يف ظروف‬ ‫غامضة خالل وجوده يف السجن يف روسيا‬ ‫‪ .2009‬بعد أن كشف قضية تهرب رضيبي‬ ‫ضخمة تصل قيمتها إىل ‪ 230‬مليون دوالر‪،‬‬ ‫كان أبطالها متنفّذين مقربني من الكرملن‪.‬‬ ‫من أبرز من يخضعون للعقوبات مبوجب‬ ‫القانون الزعيم الشيشاين املوايل ملوسكو‬ ‫"رمضان قديروف"‪ ،‬وهيئتان تابعتان‬ ‫للجيش يف ميامنار‪ ،‬لدورهام يف االنتهاكات‬ ‫الواسعة التي تعرض لها مسلمو الروهينجا‪.‬‬ ‫كام طالب أعضاء الكونغرس مؤخرا ً بتطبيق‬ ‫القانون ضد املسؤولني الصينيني املتهمني‬ ‫بارتكاب انتهاكات ضد مسلمي الويغور يف‬ ‫شاميل الصني‪.‬‬

‫بـ"العار" إزاء هذه الصدامات‪ ،‬مندّدا ً مبن‬ ‫"اعتدوا" عىل قوات األمن و"أساؤوا معاملة‬ ‫مواطنني آخرين"‪.‬‬ ‫بلغت حصيلة الجرحى يف العاصمة ‪24‬‬ ‫شخصاً‪ ،‬بينهم خمسة رشطيني‪ ،‬وبلغ عدد‬ ‫املوقوفني يف عموم البالد ‪ 130‬شخصاً‪.‬‬ ‫هذا وقد نجحت االحتجاجات يف جمع أكرث‬ ‫من ‪ 300‬ألف شخص من غري أن يكون لها‬ ‫زعيم سيايس أو نقايب‪ ،‬لتفتح فصالً جديدا ً‬ ‫يف تاريخ فرنسا الطويل مع االحتجاجات‬ ‫الرضيبية‪ .‬مذكرة بانتفاضة الفالحني أيام‬ ‫امللكية ‪.1358‬‬ ‫وتؤكد دراسة لـ"املرصد الفرنيس لألوضاع‬ ‫االقتصادية" تراجع الدخل السنوي لألرس‬

‫الفرنسية مبقدار ‪ 440‬يورو بني العامني‬ ‫‪ 2008‬و‪ .2016‬فيام يتوقع مدير الدراسات‬ ‫يف معهد "ريكسكود" "إميانويل جيسوا" أن‬ ‫العام ‪ 2018‬سيشهد تحسناً إجاملياً للقدرة‬ ‫الرشائية‪ ،‬لكنه لن يشمل األرس األكرث تواضعاً‪،‬‬ ‫بل سيس ّجل دخلها تراجعاً‪.‬‬ ‫وقال "غي غرو" من مركز "سيفيبوف"‬ ‫لألبحاث "ليس لدينا اليوم شخصية مثل بيبي‬ ‫غريلو (مؤسس حركة خمس نجوم) قادر أن‬ ‫يكون جامعاً‪ .‬ليس هناك شخصية معرتف‬ ‫بها لتجمع هذه الحركة ومتثلها لدى السلطات‬ ‫العامة" مضيفاً "الحركة متنوعة متاماً عىل‬ ‫صعيد التطلعات والطموحات وحتى الهويات‬ ‫السياسية"‪.‬‬

‫جرأة ترامب الالمحدودة‬ ‫هل تتحول إلى هجوم على حكم القانون‬ ‫في الواليات المتحدة‬ ‫بعد يوم من ترصيحات الرئيس األمرييك‬ ‫"دونالد ترامب"‪ ،‬والتي وصف فيها أحد‬ ‫القضاة الذين أصدروا حكامً ضد سياسته‬ ‫بتحريم دخول بعض املهاجرين إىل‬ ‫الواليات املتحدة بأنه "قاض من قضاة‬ ‫أوباما"‪ ،‬خرج رئيس املحكمة األمريكية‬ ‫العليا "جون روبرتس" ليؤكّد عىل‬ ‫استقالل القضاء االتحادي‪ ،‬يف أول ردة‬ ‫فعل يبديها إزاء انتقادات ترامب للمحاكم‬ ‫االتحادية‪ .‬غري أن "ترامب" أطلق موجة‬ ‫جديدة من االنتقادات وصفها معارضوه‬ ‫بأنها هجوم عىل حكم القانون يف‬ ‫الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫وقال "روبرتس" يف بيان نرشته املحكمة‬ ‫العليا "ليس لدينا قضاة أوباما أو ترامب‪،‬‬ ‫وال قضاة بوش أو كلينتون‪ ..‬بل لدينا‬ ‫مجموعة فذة من القضاة املخلصني يبذلون‬ ‫قصارى جهدهم لتحقيق العدالة‪ .‬ذلك‬ ‫القضاء املستقل يشء ينبغي أن نفخر به‬ ‫جميعاً"‪.‬‬

‫يبدو مستغرباً أن يصدر رئيس املحكمة‬ ‫األمريكية العليا والتي تضم تسعة قضاة‬ ‫بياناً كهذا ردا ً عىل رئيس البالد‪ .‬حيث أن‬ ‫الدستور األمرييك يعترب القضاء االتحادي‬ ‫مساوياً للحكومة يف إطار نظام يفرض عىل‬ ‫السلطة قيودا ً وتوازنات‪ .‬فيام يرشّ ح رؤساء‬ ‫البالد القضاة االتحاديني ويصدق مجلس‬ ‫الشيوخ عىل هذه الرتشيحات‪.‬‬ ‫وكان "دونالد ترامب" قد استهدف‬ ‫أيضاً قايض املحكمة الجزائية األمريكية‬ ‫"جون تيجار" والذي عرقل بصفة مؤقتة‬ ‫أمرا ً أصدره الرئيس بعدم منح اللجوء‬ ‫للمهاجرين الذين يدخلون البالد من‬ ‫املكسيك بطرق غري مرشوعة‪ .‬وكان الرئيس‬ ‫الدميقراطي السابق "باراك أوباما" هو‬ ‫الذي سبق وعني "جون تيجار" يف منصبه‪،‬‬ ‫ومل يتوانَ "ترامب" أن يعيد الك ّرة معه‬ ‫قائالً‪" :‬هذا قاض من قضاة أوباما‪ .‬وأقول‬ ‫لكم شيئاً‪ ..‬لن يحدث يشء كهذا مرة‬ ‫أخرى"‪.‬‬

‫باب ألمانيا‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬كانون األول ‪2018‬‬

‫‪03‬‬

‫أعد الصفحة ‪ -‬أحمد الرفاعي‬ ‫آخر أخبار الرتشيحات لرئاسة الحزب‬ ‫املسيحي الدميقراطي (‪:)CDU‬‬

‫أحد املرشحني اشرتايك‪ ،‬ولكن لديه هوموفوبيا (رهاب من املثليني)‪.‬‬ ‫أحد املرشحني مثيل‪ ،‬ولكن لديه إسالموفوبيا (رهاب اإلسالم واملسلمني)‪.‬‬ ‫أحد املرشحني مؤيد ألوروبا‪ ،‬ولكنه ليربايل جديد‪.‬‬ ‫أال يوجد إذا ً من يجمع بني تأييده ألوروبا‪ ،‬الفكر االشرتايك ومنارصة‬ ‫حقوق اإلنسان؟‬

‫بىل‪ ..‬حزب الخرض‪.‬‬

‫‪ 100‬عام عىل نهاية الحرب العاملية األوىل‪ 19 ..‬مليون قتيل‪.‬‬ ‫نحن ننحدر من هناك‪ ،‬ولذلك ال نريد الرجوع أبدا ً‪ .‬ال للقومية‪،‬‬ ‫أنا أوروبية مؤمنة بأوروبا دامئاً‪.‬‬

‫‪Sven Lehmann‬‬

‫‪Franziska Brantner‬‬

‫‪@svenlehmann‬‬

‫‪@ fbrantner‬‬

‫أزمة نقص العاملين في المجال الصحي في ألمانيا‬

‫هل المهاجرون هم الحل؟‬ ‫يرى خرباء أن هناك فجوة يف عدد‬ ‫العاملني يف مجال الرعاية الصحية يف‬ ‫أملانيا‪ ،‬والتي تبدو يف طريقها لالستمرار‬ ‫يف النمو‪ ،‬وأن املهاجرين يف غاية األهمية‬ ‫للحفاظ عىل استمرار عمل املستشفيات‪.‬‬

‫وقالت مديرة الرعاية يف مشفى (لوكاس‬ ‫نويس) "أندريا ألربشت"‪" :‬لألسف‪ ،‬أملانيا‬ ‫متغطرسة بعض اليشء عندما يتعلق األمر‬ ‫باالعرتاف مبؤهالت الدول األخرى"‪ .‬وهذا يعني‬ ‫أنه عىل الرغم من أن الناس قد يكونون مؤهلني‬ ‫كعاملني يف مجال الرعاية يف بلد آخر‪ ،‬إالّ أنهم‬ ‫يضطرون للسعي للتعليم والتدريب يف أملانيا‪.‬‬

‫"يف املناطق الريفية‪ ،‬وصلنا بالفعل إىل مرحلة‬ ‫لن تكون الرعاية الصحية فيها متاحة بدون‬ ‫األطباء األجانب"‪ ،‬هذا ما قاله "يورغن هريدت"‬ ‫العضو يف رابطة العاملني يف الرعاية الصحية‬ ‫مبنطقة فيستفاليا‪-‬ليبّه‪.‬‬ ‫يف نهاية العام ‪ ،2017‬مل يكن لدى ما يقرب من‬ ‫‪ 12%‬من األطباء يف أملانيا جنسية أملانية‪ ،‬وهم‬ ‫حوايل ‪ 45‬ألف طبيب‪ .‬وهذا العدد ميثل زيادة‬ ‫كبرية عن السنوات السابقة‪.‬‬ ‫وأوضح "هريدت"‪" :‬كلام كانت املنطقة أكرث‬ ‫ريفية‪ ،‬ارتفعت نسبة األطباء األجانب"‪ .‬يف بعض‬ ‫املناطق تصل نسبة األطباء الشباب الذين تقل‬ ‫أعامرهم عن ‪ 35‬عاماً من األجانب إىل ‪.80%‬‬ ‫وقالت "مايكه توله" من رابطة املستشفيات‬ ‫الكاثوليكية (‪" :)KHWE‬يف الوقت الراهن‪،‬‬

‫تويف شاب سوري (‪ 26‬عاماً) يف التاسع‬ ‫والعرشين من أيلول‪/‬سبتمرب املايض متأثرا ً‬ ‫بجراحه يف أحد املشايف بعد أسبوعني من‬ ‫إصابته بحروق خطرية بعد أن قام بإشعال‬ ‫النريان يف زنزانته (بهدف االنتحار كام يُعتقد)‪.‬‬ ‫وظل السوري مسجوناً ظلامً عىل مدى أكرث من‬ ‫شهرين بسبب تشابه اسمه مع اسم لص‪ .‬لكن‬ ‫بعض النساء اتهمنه بالتحرش الجنيس بهن‪ ،‬وهو‬ ‫ما جعله ال يعرتض عىل اعتقاله ويرفض تفويض‬ ‫محام للدفاع عنه‪ ،‬حسبام أوضح وزير العدل‬ ‫بوالية شامل الراين‪.‬‬

‫وأوضحت "ألربيشت" إن املمرضات األجنبيات‬ ‫ما زلن يواجهن العديد من العقبات‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫التناقضات حول منح تصاريح العمل‪.‬‬ ‫الهجرة هي الخيار الوحيد"‪ ،‬وتابعت أنه ال‬ ‫يتم تدريب عدد كاف من األطباء وغريهم‬ ‫من العاملني يف املجال الصحي بأملانيا‪،‬‬ ‫فـ"السياسيون ال يقدمون سوى القليل‬ ‫ملساعدتنا يف هذا الصدد‪ .‬إذا مل يكن لدينا أطباء‬ ‫مبتدئون وعامل رعاية صحية من الخارج‪ ،‬فإن‬ ‫النظام الصحي سوف ينهار متاماً"‪.‬‬ ‫استجابت الحكومة االئتالفية األملانية‬ ‫للضغوطات بالتعهد باتخاذ تدابري ملعالجة‬ ‫النقص يف عدد املمرضات والعاملني يف‬

‫ألمانيا تحتاج إلى المزيد من‬ ‫مهندسي الكهرباء‬ ‫انتهت دراسة متخصصة أجرتها رابطة الهندسة الكهربائية‬ ‫واإللكرتونيات (‪ )VDE‬إىل استمرار الرتاجع يف أعداد املهندسني‬ ‫يف أملانيا‪ ،‬والتي أظهرت أن البالد ستحتاج خالل السنوات العرش‬ ‫املقبلة نحو مئة ألف مهندس كهربايئ‪.‬‬ ‫من جانبه قال "غونرت كيغل" رئيس الرابطة‪ ":‬سيتعني علينا بذل‬ ‫الجهود لرفع أعداد املهندسني الكهربائيني عن طريق الهجرة"‪،‬‬ ‫وعزا تخلف الكثريين عن إمتام دراسة الهندسة إىل اإلعداد‬ ‫اليسء‪" :‬فالتعليم التمهيدي املهم يف مادة الرياضيات يسء‬ ‫كمً‬ ‫للغاية‪ ،‬ما يجعل الطالب يف الجامعة مضطرا ً إىل أن يُ َح ِّ‬ ‫صل ّ‬ ‫كبريا ً زائدا ً عن الحد من هذه املادة"‪.‬‬ ‫إشتراك أبواب للشركات والمنظمات والمدارس‬ ‫إشتراك أبواب لألفراد أبواب تصل إلى بيتك‬ ‫إن كنت ترغب باالشتراك في أبواب‪ ،‬يرجى إرسال بريد‬ ‫إلكتروني إلى‪:‬‬

‫‪info@Abwab.de‬‬ ‫أو قم بتعبئة الطلب على موقعنا اإللكتروني من خالل‬ ‫هذا الرابط‪:‬‬

‫‪www.abwab.eu/subscribe-to-abwab/‬‬

‫مجال الرعاية‪ .‬كام اعرتف وزير الصحة‬ ‫"ينس شبان" أنه من دون عاملني أجانب يف‬ ‫مجال الرعاية الصحية‪ ،‬فإنه بالكاد سيكون‬ ‫من املمكن إبقاء العديد من العيادات ومرافق‬ ‫الرعاية مفتوحة‪.‬‬ ‫وقال "توبياس ماير" من املعهد االتحادي‬ ‫للتدريب املهني (‪ )BIBB‬إنه إذا استمرت األمور‬ ‫عىل ما هي عليه‪ ،‬فإن أملانيا ستشهد عجزا ً‬ ‫يقدر بنحو ‪ 280‬ألف وظيفة يف مجال الرعاية‬ ‫الصحية بحلول عام ‪.2035‬‬

‫وفقاً ملوقع (‪)Mediendienst Integration‬‬ ‫إلحصاءات الهجرة‪ ،‬كان هناك حوايل ‪134‬‬ ‫ألف ممرضة وممرض من األجانب يعملون‬ ‫يف مختلف أنحاء أملانيا عام ‪ ،2017‬حوايل‬ ‫‪ 3900‬منهم ينتمون إىل مثانية من أكرث الدول‬ ‫تصديرا ً لطالبي اللجوء مثل سوريا وأفغانستان‬ ‫والعراق‪.‬‬ ‫الجدير بالذكر أنه يتعني عىل األطباء من خارج‬ ‫االتحاد األورويب أن يجتازوا اختبارا ً يف جميع‬ ‫جوانب املامرسة الطبية األملانية‪ ،‬وغالباً يجب‬ ‫عليهم أيضاً اجتياز اختبار لغوي منفصل‪.‬‬

‫من أرض الخلود إلى ألمانيا‬

‫تصاميم عصرية عمرها‬ ‫ستة آالف عام‬

‫إجهاد عصبي‪ ..‬كشف استطالع عاميل‬ ‫يف أملانيا أن أكرث من ‪ 25%‬من املوظفني ال‬ ‫يحصلون عىل فرتات اسرتاحة خالل دوامهم‪.‬‬ ‫ورصد االستطالع أن أكرث املجاالت التي ال يتمكن‬ ‫فيها املوظفون من أخذ فرتات اسرتاحة هي‬ ‫الضيافة والرعاية الصحية والرتبية والتعليم‪.‬‬ ‫تستند هذه البيانات إىل "استطالع أوقات العمل‬ ‫‪ ،"2017‬الذي أجراه املعهد االتحادي للسالمة‬ ‫والصحة املهنية‬

‫تعرض متاحف (‪ )Reiss-Engelhorn‬يف مدينة "مانهايم"‬ ‫مجموعة كبرية من األواين التي تعود إىل الحضارة املرصية‬ ‫القدمية‪ .‬وحتى ‪ 10‬شباط‪ /‬فرباير املقبل سيُعرض نحو مئة وعاء‬ ‫تحت عنوان (‪ ،)Steinart‬وهو جزء من معرض أكرب يحمل اسم‬ ‫"مرص‪ ،‬أرض الخلود"‪ .‬يبلغ عمر أقدم هذه األواين ‪ 6‬آالف عام‪،‬‬ ‫ولكن تصميامتها البسيطة تعد عرصية بشكل مثري للدهشة‪ .‬ووفقاً‬ ‫للمتحف استخدم صانعو هذه األواين أنواعاً من الحجر يصعب‬ ‫تشكيلها‪ ،‬مثل البازلت‪ ،‬الجرواق والديوريت‪.‬‬ ‫‪ONLINE EDITOR‬‬ ‫‪Ousama Ismael‬‬ ‫‪ousama@abwab.de‬‬ ‫‪HERAUSGEBER‬‬ ‫‪New German Media Ltd, Unit 7 Cavendish House, 369-391‬‬ ‫‪Burnt Oak Broadway, HA8 5AW Edgware Middlesex, UK‬‬ ‫‪Email: info@newgermanmedia.com‬‬

‫‪ABWAB‬‬ ‫‪www.abwab.eu‬‬ ‫‪WERBUNG & DISTRIBUTION‬‬ ‫‪marketing@nhd-consulting.com‬‬ ‫‪+49 69 2073 1117‬‬ ‫‪nhd consulting GmbH,‬‬ ‫‪Ernst-Griesheimer-Platz 6, 63071‬‬ ‫‪Offenbach, Germany‬‬

‫‪LAYOUT/GESTALTUNG‬‬ ‫‪Tarek Sulaiman‬‬ ‫‪tarek.sulaiman78@gmail.com‬‬

‫‪REDAKTION‬‬ ‫‪info@abwab.de‬‬

‫‪DRUCKZENTRUM‬‬ ‫‪Frankenpost Verlag GmbH‬‬

‫‪CHEFREDAKTEUR‬‬ ‫‪Souad Abbas‬‬ ‫‪editor@abwab.de‬‬

‫تلوث املياه يف أملانيا‪ ..‬أعلن الصندوق العاملي‬ ‫للطبيعة أن ثلث احتياطي املياه الجوفية يف‬ ‫أملانيا "يف حالة كيميائية سيئة" بسبب تلوثها‬ ‫بالنرتات الناتجة عن قطاع الزراعة وكذلك‬ ‫بالزئبق‪ .‬وكانت املساحات املائية يف واليات‬ ‫"بافاريا"‪" ،‬راينالند بفالتس" و"شليسفيج‬ ‫هولشتاين" من أفضل املياه يف أملانيا من‬ ‫ناحية نسبة التلوث‪ ،‬بينام األسوأ هي يف واليات‬ ‫"برلني"‪" ،‬شامل الراين فيستفاليا"‪" ،‬سكسونيا‬ ‫كل‬ ‫أنهالت" و"سكسونيا"‪ .‬ومل تشمل املقارنة ّ ً‬ ‫من والية "هامبورغ" ووالية "برمين"‪.‬‬

‫‪04‬‬

‫باب مفتوح‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬كانون األول ‪2018‬‬

‫طرق الحصول على المساعدة القضائية ‪Kosteneinziehungsstelle‬‬ ‫يف تقديم الطلبات واالعرتاضات بشكل مجاين ويسمى‪:‬‬ ‫‪ .Rechtsantragstelle‬يتبع هذا املكتب (املركز) للمحاكم‪،‬‬ ‫ويستقبل االدعاءات أو الطلبات أو التوضيحات املنصوص‬ ‫عليها يف القوانني وأمام املحاكم البدائية ومحاكم العمل‬ ‫ومحاكم املالية ومحاكم العمل واملحاكم اإلدارية املدنية‬ ‫واإلدارية والجزائية والعائلية‪ .‬ويقوم املركز بواجباته من‬ ‫خالل املساعد القضايئ‪ ،‬وأهم ما يف ذلك أن هذا املركز يقوم‬ ‫بكتابة الطلب أو االدعاء بالنيابة عن الشخص غري القادر عىل‬ ‫كتابة أي طلب!‬

‫جالل محمد أمين‬ ‫محامي ومستشار قانوني سوري مقيم في ألمانيا‬

‫ •ما هو مركز الطلبات القضائية‬ ‫‪Rechtsantragstelle‬؟‬ ‫ • وماذا يعني ‪Beratungshilfe / Prozzeskostehilfe‬؟‬ ‫ •هل ميكن للشخص أن يتقدم بأي ادعاء أو اعرتاض‬ ‫محام؟‬ ‫مجاناً ودون توكيل‬ ‫ٍ‬ ‫ •هل ميكن أن تقوم بتوكيل محام مع تكفّل املحاكم‬ ‫بدفع النفقات؟‬ ‫ •وهل يشمل ذلك االستشارات القانونية؟‬ ‫مكتب الطلبات القضائية‬ ‫من الطبيعي أن نتوقع وجود جهات حكومية مستعدة‬ ‫ملساعدة الناس يف تقديم الطلبات أمام القضاء‪ ،‬فهناك‬ ‫مثالً مكتب الطلبات القضائية يف كل محكمة‪ ،‬وهو يساعد‬

‫عىل سبيل املثال‪ ،‬يف حال حصول طالب اللجوء عىل الرفض‬ ‫ٍ‬ ‫الكاف لتوكيل محامٍ ‪،‬‬ ‫أو الحامية‪ ،‬ومل يكن لديه الوقت‬ ‫ويخىش أن متيض مدة االعرتاض بدون أن يقدمه‪ ،‬يستطيع‬ ‫مراجعة هذا املركز ليساعده يف تقديم اإلدعاء لدى املحكمة‬ ‫اإلدارية‪ ،‬وذلك لتفادي فوات مدة االعرتاض‪ ،‬ومن ثم ميكن‬ ‫للشخص أن يقوم بعدها بتوكيل محامٍ ملتابعة الدعوى‪ .‬ألن‬ ‫عمل هذا املركز ينحرص يف التقدم بالطلبات واالدعاءات دون‬ ‫التوسع يف أسباب االعرتاض‪ .‬وهذه املساعدة تعترب رضورية‬ ‫جدا ً يف حال عدم الحصول عىل موعد من املحامي بسبب‬ ‫ضغط العمل الزائد عىل املحامني‪.‬‬ ‫وال يخوض هذا املكتب يف التفاصيل‪ ،‬وليست له أية صفة‬ ‫استشارية‪ ،‬وال يقدم أية استشارات قانونية‪.‬‬ ‫ولكن ماذا لو احتاج الشخص إىل استشارات قانونية لدى‬ ‫محامٍ ‪ ،‬ومل يكن لديه املبلغ الكايف ليحصل عىل استشارة‬ ‫مدفوعة األجر؟‬

‫يستطيع الشخص الذي يحصل عىل املساعدات من الدولة‬ ‫حينها أن يتقدم بطلب اسمه( (�‪Antrag auf Beratungshil‬‬ ‫‪ ،)fe‬وهو طلب املساعدة االستشارية من املحكمة املختصة‪،‬‬ ‫ويحصل عىل وثيقة تسمى (‪)Beratungshilfegutschein‬‬ ‫يقدمها للمحامي ومبوجبها تقدم له االستشارة مجاناً‪ ،‬ويأخذ‬ ‫املحامي قيمة االستشارة من املحكمة‪ .‬ويشرتط أن يتم تقديم‬ ‫"وثيقة دخل" ملقدم الطلب إىل املحكمة ليت ّم البت يف الطلب‪،‬‬ ‫مثل بيان الراتب الصادر عن الجوب سنرت أو السوسيال‪ .‬وال‬ ‫يعترب منح هذه املساعدة إلزامياً يف كل األحوال‪ ،‬فأحياناً يتم‬ ‫رفض الطلب إذا كان متعلقاً بأمر جزايئ مثالً‪.‬‬ ‫أما مصاريف املحاماة للدعوى كامل ًة فهي تسمى‬ ‫‪ Prozzeskostenhilfe‬وهي خاصة أيضاً بذوي الدخل‬ ‫املحدود‪ ،‬وطلب هذه املساعدة مؤلف من عدة صفحات فيها‬ ‫تفاصيل كثرية‪ ،‬فال يكفي تقديم بيان الدخل فقط‪ ،‬بل أيضاً‬ ‫قيمة اإليجار وعدد غرف املسكن‪ ،‬والكثري من األمور الخاصة‬ ‫بالشخص مقدم الطلب‪ .‬هذه املساعدة تقدم يف املحاكم‪:‬‬ ‫املدنية– اإلدارية‪ -‬محاكم العمل‪ -‬املالية‪ -‬االجتامعية– املحكمة‬ ‫الدستورية‪ -‬وبراءات االخرتاع‪ .‬أما يف القضاء الجزايئ فقد‬ ‫حرص القانون املعونة باملدعني املدخلني بالدعوى أو طالبي‬ ‫تنفيذ القرارات‪ .‬والدولة هي التي تدفع هذه املصاريف‬ ‫مشمولة بأتعاب املحاماة مع الرسوم القضائية‪.‬‬ ‫أما رشوط الحصول عىل املساعدة فتتلخّص مبا ييل‪:‬‬ ‫ •متنح املعونة ألي طرف كان‪ ،‬مدّعي أو ُمدّعى عليه‪ ،‬سواء‬ ‫أكان شخصاً طبيعياً أو شخصاً اعتبارياً (رشكات مثالً)‬ ‫وسواء أكان اجنبياً أو عديم الجنسية‪.‬‬

‫ •ال متنح هذه املساعدة دون طلب‪ ،‬وال بد من رشح الوضع‬ ‫االقتصادي للمحكمة‪.‬‬ ‫ •يجب أن يقدم طلب املعونة قبل أو مع تقديم االدعاء‪،‬‬ ‫أو أثناء السري يف الدعوى‪ ،‬أما تقديم الطلب بعد انتهاء‬ ‫اإلجراءات فسيقابل بالرفض‪.‬‬ ‫ •الوضع االقتصادي هو األساس ملنح هذه املعونة‪،‬‬ ‫وحصول الشخص عىل الدعم من الدولة (جوب سنرت‪-‬‬ ‫السوسيال) كاف للحصول عىل هذه املساعدة‪ ،‬ولكن من‬ ‫املمكن لألشخاص الذين يعملون وال يحصلون عىل الدعم‬ ‫أن يحصلوا عىل هذه املعونة كذلك‪ ،‬برشط أن يثبتوا أن‬ ‫دخلهم ضعيف‪ ،‬وأنهم غري قادرين عىل دفع تكاليف‬ ‫الدعوى‪.‬‬ ‫ •تنظر املحكمة إىل فرص نجاح الدعوى حتى متنح‬ ‫املعونة (لذلك نالحظ أن املحكمة اإلدارية ال متنح هذه‬ ‫املعونة للمعرتضني عىل قرار الرتحيل وفق اتفاقية دبلن‬ ‫(البصمة)‪ ،‬ألنها تعلم أن نجاح املعرتض يف هذا ضعيف‬ ‫جدا ً) وعىل العكس من ذلك فإن املحكمة الخاصة بشؤون‬ ‫األرسة متنح هذه املعونة بكل سهولة‪ .‬وإذا رأت أن املدعى‬ ‫عليه لديه الفرصة بالنجاح أيضاً تقوم املحكمة مبنحه‬ ‫إياها‪.‬‬ ‫أما لو تم رفض طلب املعونة فيمكن االعرتاض فورا ً‪ ،‬إال إذا‬ ‫كانت قيمة اليشء املتنازع عليه ال تتجاوز ‪ 600‬يورو‪ ،‬فعندها‬ ‫يعترب القرار قطعياً وغري قابل للطعن‪.‬‬

‫العمل غير النظامي "باألسود" مساوئه وأضراره‬

‫ريما القاق‬ ‫ماجستير في إدارة النزاعات بين الثقافات المختلفة‬

‫ميكن مبدئياً تناول سبل معيشة الالجئني يف أملانيا‬ ‫وفق ثالثة محاور عامة‪ :‬العمل النظامي‪ ،‬املساعدات‬ ‫االجتامعية‪ ،‬أو العمل باألسود أي العمل دون وجود عقد‬ ‫نظامي بني صاحب العمل والعامل‪.‬‬ ‫يتأرجح بعض الالجئني بني االحتاملني الثاين والثالث‪ ،‬فقد‬ ‫يواجهون صعوبة يف االندماج بسوق العمل ألسباب عدة‬ ‫كاللغة واملنافسة وصعوبة إيجاد عمل مناسب‪ .‬لكن املثري‬ ‫لالنتباه هو انتشار ذهنية لدى البعض تشجع عىل العمل‬ ‫باألسود والبطالة الخيارية وتذ ّم العمل النظامي باعتباره‬ ‫أمرا ً "غبياً"‪ ،‬فيام العمل باألسود "شطارة وحربئة"‪.‬‬ ‫أظهرت نتائج بحث أجرته محطة اإلذاعة الوطنية املستقلة‬ ‫(‪ )NDR‬عام ‪ ٢٠١٦‬أن حوايل مئة ألف الجئ يعملون بشكل‬ ‫غري نظامي‪ .‬يف مجاالت متنوعة بني خدمات التنظيف‪،‬‬ ‫الخدمات اللوجستية‪ ،‬األعامل الحرة كالنجارة‪ ،‬السمكرة‪ ،‬النقل‪،‬‬ ‫والعمل يف املطاعم‪.‬‬ ‫جع هذه الذهنية ويدفع أصحابها لتاليف‬ ‫فام الذي يش ّ‬ ‫العمل النظامي؟‬

‫التهرب من الرضائب‪:‬‬ ‫وهي جرمية ال يستهان بها يف أملانيا عىل مستويات رسمية‬ ‫وشعبية‪ ،‬فالدولة تعتمد كثريا ً عىل الرضائب يف نظامها‪ .‬ولكن‬ ‫بالطبع لها مربراتها لدى مرتكبيها‪ ،‬فبعد إجراء الحسابات‬ ‫وحسم أجرة البيت واملصاريف وما يتم إرساله إىل العائلة‬ ‫يف الداخل السوري‪ ،‬يجدون أنه من غري املجدي اقتصادياً‬ ‫العمل بشكل نظامي‪ ،‬بل الحفاظ عىل مساعدات مركز العمل‬ ‫"الجوب سنرت" والحصول عىل مبالغ صافية "إكسرتا" من‬ ‫العمل باألسود‪.‬‬ ‫والشك أن طبيعة الحياة والنظام االقتصادي واملعاشات‬ ‫املحدودة يف أملانيا تفرض رضورة عمل كال الزوجني‪ ،‬كام‬ ‫يستقل األبناء مادياً حني يبلغون الثامنة عرش‪ ،‬ما يعني‬ ‫استقاللية كل فرد يف مورده املادي‪ .‬بينام قد يكون احتامل‬ ‫عمل الزوجة غري مطروح يف بعض العائالت العربية‪ ،‬ويبقى‬ ‫األب مسؤوالً عن كامل األرسة حتى بعد أن يكرب األبناء وكذا عن‬ ‫والديه وأفراد آخرين من أرسته‪.‬‬

‫الجوب سنرت يقوم بكل يشء‪:‬‬ ‫يواجه قسم آخر الخوف من االنفصال عن الجوب سنرت‪ ،‬فهو‬ ‫ينجز لهم الكثري من املعامالت ويرشدهم يف عدة أمور كالتأمني‬ ‫الصحي‪ ،‬التعليم‪ ،‬عقود اإليجار‪ ،‬بطاقات النقل وغريها‪.‬‬ ‫وبالتايل االنفصال عن الجوب سنرت يعني أن عىل الشخص‬ ‫القيام بكل األمور وحده‪ ،‬وتح ّمل مسؤولية قد ال يقدر عليها‪.‬‬ ‫اآلثار السيئة للعمل باألسود‪:‬‬ ‫ •عىل الصعيد الفردي‬ ‫العمل باألسود هو جرمية يعاقب عليها القانون‪ ،‬تبدأ العقوبة‬ ‫بغرامة خمسة آالف يورو‪ ،‬وقد تصل للسجن‪ ،‬الرتحيل‪ ،‬عدم تجديد‬ ‫اإلقامة أو عدم الحصول عىل اإلقامة الدامئة وبالتايل الجنسية‪.‬‬ ‫واملستفيد األكرب من العمل باألسود صاحب العمل‪ ،‬وذلك لعدم‬ ‫دفعه الرضائب والضامنات االجتامعية‪ .‬بينام يخرس العامل‬ ‫باألسود الكثري من امليزات التي يقدمها العمل النظامي عىل‬ ‫املدى الطويل‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫ •التقاعدية؛ يف حال الوصول إىل سن التقاعد‪ ،‬يتم الحصول‬ ‫عىل راتب يتناسب مع راتب العمل وعدد سنواته‪.‬‬ ‫ •اإلجازات املرضية املدفوعة‪.‬‬ ‫ •اإلجازات السنوية املدفوعة‪.‬‬ ‫ •التعويض املايل لساعات العمل اإلضافية يف حال موافقة‬ ‫املوظف عىل العمل اإلضايف‪.‬‬ ‫ •ضامن الحقوق الكاملة للموظف وقدرته عىل االشتكاء أو‬ ‫املطالبة بحقوقه بشكل قانوين ما يضمن عدم استغالله‪.‬‬ ‫ •الحصول عىل راتب يتناسب مع الشهادات والخربة وطبيعة‬ ‫وساعات العمل‪ ،‬فالرواتب مراقبة وال ميكن أن تكون أقل من‬ ‫‪ ٨.٨٤‬يورو للساعة‪ ،‬بينام قد يهبط باألسود إىل ‪ ٨٠‬سنت!‬ ‫ •عدم التهديد بخسارة العمل حتى انتهاء العقد‪ ،‬إال ألسباب‬ ‫خاصة مثل مخالفة القوانني أو ارتكاب جرم‪.‬‬ ‫ •تأمني ضد فقدان العمل؛ ففي حال انتهاء عقد العمل يحصل‬ ‫العامل عىل إعانة مادية تتناسب وسنوات العمل وتبلغ ‪٪٦٠‬‬ ‫من الراتب أو أكرث يف حال وجود أوالد‪.‬‬ ‫ •إجازة األمومة املدفوعة وهي ستة أسابيع قبل الوالدة‬ ‫ومثانية أسابيع بعدها‪.‬‬ ‫ •إجازة االعتناء باملولود ‪ ٣‬سنوات‪ ،‬ميكن للوالدين تقاسمها‬ ‫بالطريقة التي يريدانها‪ ،‬كام قد يحصال عىل حوايل‪٦٠‬‬ ‫إىل ‪ ٪٧٠‬من الراتب ملدة عام من هذه اإلجازة مع وجود‬ ‫مساعدات اجتامعية لألم‪.‬‬ ‫عىل الصعيد الجمعي‪:‬‬ ‫ال يجد الكثري من دافعي الرضائب األمر منصفاً أن يدفعوا‬ ‫وحدهم الرضائب والتأمينات االجتامعية‪ ،‬بينام اآلخر ال يقوم‬ ‫بذلك‪ ،‬ويستمر بأخذ املعونات االجتامعية‪ .‬لذا تكرث الحمالت‬ ‫اإلعالمية املركزة عىل العائالت الالجئة كبرية العدد وكمية‬ ‫املساعدات التي تنالها بينام يقوم املواطنون بالدفع‪ .‬ولعل هذه‬ ‫الحجة أهم أسباب ازدياد العدوانية تجاه الالجئني‪..‬‬ ‫ميكنك قراءة هذا املقال كامالً عىل املوقع اإللكرتوين ألبواب‬

‫‪www.abwab.eu‬‬

‫باب مفتوح‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬كانون األول ‪2018‬‬

‫الضريبي للطالّب‬ ‫البيان‬ ‫ّ‬

‫‪05‬‬

‫‪STEUERERKLÄRUNG‬‬ ‫ملحة عن حدود مبلغ اإلعفاء الرضيبي للسنوات السابقة‬ ‫والحالية‪:‬‬

‫مقال من مجموعة ‪Make it German‬‬ ‫يشارك أصحاب البيان الرضيبي ‪Steuererklärung‬‬ ‫املعلومات الخاصة بالدخل الشهري خالل كل أشهر‬ ‫السنة السابقة مع املكتب الرضيبي‪ .‬وبعد أن يُدقَّق البيان‬ ‫الرضيبي تقوم دائرة الرضائب بإرسال مستن ٍد رسمي‬ ‫يسمى ‪ Steuerbescheid‬أو ما ميكن تسميته بالعربية‬ ‫باإلقرار الرضيبي‪ .‬ويف هذا اإلقرار تتوفر املعلومات‬ ‫الخاصة بحساب الرضائب املدفوعة‪ ،‬فإما أن يكون عىل‬ ‫يحق له اسرتداد‬ ‫صاحب البيان سداد مبالغ إضافية‪ ،‬أو ّ‬ ‫مبالغ من الرضائب التي دفعها سابقاً‪.‬‬ ‫ميكن الحصول عىل نسخة مجانية من طلب البيان الرضيبي‬ ‫‪ Steuererklärung‬من أي مكتب رضائب ‪ ،Finanzamt‬أو‬ ‫بإمكانك تعبئة البيان الرضيبي وتقدميه للمكتب الرضيبي عىل‬ ‫الشبكة العنكبوتية عن طريق موقع ‪.ELSTER‬‬ ‫هل هناك فرتة زمن ّية محدّدة يجب تقديم البيان الرضيبي‬ ‫خاللها؟‬ ‫نعم‪ ،‬لكن عندما يُقدَّم البيان الرضيبي بشكل طوعي‪ ،‬فيمكنك‬ ‫أن تتأخّر بتقدميه حتى مدة أقصاها أربع سنوات‪ ،‬فعىل سبيل‬ ‫املثال املهلة النهائية لتقديم البيان الرضيبي لعام ‪ 2015‬هي‬ ‫‪ 31.12.2019‬لكن يف حال كنت من أولئك املجربين قانونياً‬ ‫عىل تقديم البيان الرضيبي‪ K‬فبإمكانك تقديم البيان الرضيبي‬ ‫الخاص بعام ‪ 2015‬حتى مدة أقصاها ‪ ،31.06.2016‬أي ما‬ ‫يعادل ستة أشهر بعد نهاية عام ‪.2015‬‬ ‫الرضيبي‪:‬‬ ‫املستندات املطلوبة لتقديم البيان‬ ‫ّ‬ ‫املستندات املطلوبة لتقديم البيان الرضيبي هي رقم التعريف‬ ‫الرضيب ي ‪ ،Steuer-ID‬ورقة حساب رضيبة الدخل �‪Lohn‬‬ ‫‪ steuerberechnung‬ومستندات أخرى كالتي يتم جمعها‬ ‫خالل العام مثل الفواتري واإليصاالت‪.‬‬ ‫الرضيبي للطالب‪:‬‬ ‫البيان‬ ‫ّ‬ ‫يف حال كنت طالباً يف إحدى الجامعات أو مراكز التعليم‬ ‫األملانية ولديك عمل وتدفع من خالله رضيبة دخل من راتبك‬ ‫الشهري فأنت ممن يجب عليهم تقديم البيان الرضيب ي �‪Steu‬‬ ‫‪ ererklärung‬ملكتب مصلحة الرضائب ‪ ،Finanzamt‬لكن ما‬ ‫الفائدة من ذلك؟‬ ‫يف حال كنت تعمل خالل فرتة الدراسة الجامعية‪ ،‬أو خالل‬ ‫العطل بني الفصول الدراسية‪ ،‬فمن املحتمل أن تكون من‬ ‫دافعي الرضائب‪ ،‬ومن خالل تقديم البيان الرضيبي من املمكن‬ ‫أن تُعفى كطالب من الرضائب التي قمت بدفعها وإرجاعها لك‪.‬‬ ‫هل يُل َزم الطالب قانونياً بتقديم البيان الرضيبي؟‬ ‫قانونياً ال يعترب الطالب مجربا ً عىل تقديم البيان الرضيبي‪.‬‬ ‫لكن يف بعض الحاالت االستثنائية يجرب الطالب عىل تقدميه‪،‬‬ ‫مثل ذلك الذي يعمل كجهة مستقلة ‪ Selbstständig‬ويتجاوز‬ ‫دخله السنوي املبلغ املنصوص لإلعفاء الرضيبي وهو ‪9,000‬‬ ‫يورو أو يف حال كان الطالب يعمل لدى أكرث من جهة عمل‬ ‫يف نفس الوقت‪.‬‬ ‫مبلغ اإلعفاء الرضيبي ‪ Steuerfreibetrag‬هو الحد األعىل‬ ‫للدخل السنوي الذي يسمح للطالب بالحصول عليه دون أن‬ ‫ترتتّب عليه أي رضائب عىل الراتب‪ .‬من يتجاوز دخله السنوي‬

‫مبلغ اإلعفاء الرضيبي فهو مجرب عىل تقديم البيان الرضيبي‪.‬‬ ‫يف حال كنت تعمل خالل الفرتة الدراسية بعقد عمل ‪Minijob‬‬ ‫ودخلك الشهري ال يتجاوز مبلغ ‪ 450‬يورو‪ ،‬فلست ملزماً‬ ‫بتقديم بيان رضيبي ملكتب الرضائب‪ ،‬ولست مجربا ً عىل ذلك‬ ‫معفى مسبقاً‬ ‫قانونياً‪ ،‬ألنك لن تُع َّوض بأي مبالغ مالية كونك‬ ‫ً‬ ‫من الرضائب وال تدفعها يف هذا النوع من العقود‪.‬‬ ‫هل يُل َزم طالّب التعليم املزدوج ‪ Duales Studium‬عىل‬ ‫تقديم البيان الرضيبي؟‬ ‫نعم‪ ،‬طالب التعليم املزدوج مجربون عىل تقديم البيان‬ ‫الرضيبي وذلك ألنه من املؤكد أن يكون لديهم دخل شهري يف‬ ‫هذا النظام التعليمي‪ ،‬خصوصاً إذا كان الدخل السنوي لطالب‬ ‫التعليم املزدوج يفوق مبلغ ‪ 9,000‬يورو فهو يعترب من دافعي‬ ‫الرضائب‪.‬‬

‫ما هي األمور التي يعفى الطالب منها رضيبياً ويتم‬ ‫تعويضه بها عند تقديم البيان الرضيبي؟‬ ‫يتم إعفاء الطالب وتعويضه عن الرضائب املدفوعة لعدد من‬ ‫األمور أهمها‪:‬‬ ‫ •التأمني الصحي ‪Kranken & Pflegeversicherung‬‬ ‫ •التأمني ضد الحواد ث �‪Unfal & Haftpflichtversi‬‬ ‫‪cherung‬‬ ‫ •تأمني التقاعد ‪Rentenversicherung‬‬ ‫ •رضائب الكنسية ‪Kirchensteuer‬‬ ‫ •جميع التكاليف املدفوعة فيام يخص الدراسة والعمل‪.‬‬ ‫ •رسوم الدراسة الجامعية ‪Studiengebühren‬‬ ‫ •الرسوم الفصلية ‪Semesterbeiträge‬‬ ‫ •امتحانات القبول ‪Aufnahmetests‬‬ ‫ •اإليجار ‪Miete‬‬ ‫ •تكاليف السمسار يف حال البحث عن بيت ‪Maklerprovision‬‬

‫مبلغ اإلعفاء الرضيبي‬

‫العام‬

‫‪€ 8.004‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪€ 8.130‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪€ 8.354‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪€ 8.472‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪€ 8.652‬‬

‫‪2016‬‬

‫‪€ 8.820‬‬

‫‪2017‬‬

‫‪€ 9.000‬‬

‫‪2017‬‬

‫ •التكاليف الجانبية ملكان اإلقامة ‪Nebenkosten‬‬ ‫ •اإلنرتنت والهاتف األريض والجوا ل �‪Festnetz & Mobil‬‬ ‫‪funk & Internet‬‬ ‫ •أجهزة الحاسوب واألجهزة اللوحية وملحقاتها & ‪PC‬‬ ‫‪Notebook & Zubehör‬‬ ‫هل أحتاج إىل مستشار رضيبي من أجل إرشادي إىل‬ ‫خطوات تقديم البيان الرضيبي؟‬ ‫يستطيع املستشار الرضيبي أن يعطيك إرشادات ونصائح‬ ‫مهمة حول كيفية الحصول عىل إعفاء وتعويض رضائب‬ ‫الرسوم أو القروض الدراسية‪ .‬لكن ليس بالرضورة أن تأخذ‬ ‫هذه املعلومات من مستشار رضيبي خاص‪ ،‬بل ميكنك‬ ‫االستفسار عن هذه النقاط من موظفي مكتب الرضائب‪ ،‬فهم‬ ‫سيعطونك نصائح مجانية ومصادر مفيدة مرتبطة بالبيان‬ ‫الرضيبي الخاص بك كطالب‪.‬‬

26055_Abwab-TÃ¼r_AR_231,5x325_RZ_RU_251018.pdf

CMY

25.10.18

09:36

‫باب مفتوح‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬كانون األول ‪2018‬‬

‫كولونيا ديجنيداد‬

‫‪Colonia Dignidad‬‬

‫مستعمرة التعذيب األلمانية في تشيلي‬ ‫غيثاء الشعار‬ ‫موسيقية وتربوية سورية مقيمة في‬ ‫ألمانيا‬

‫فرض شيفر نفسه كإله عىل سكان املستعمرة‪،‬‬ ‫أجربهم عىل العمل الطويل دون اسرتاحة أو‬ ‫مقابل‪ُ ،‬منع التلفاز والراديو والتقويم وأي‬ ‫اتصال خارجي‪ ،‬كام كان يغتصب يومياً ثالثة أو‬ ‫أربعة أطفال‪ ،‬وال وسيلة لحاميتهم بغياب أهلهم!‬

‫(كولونيا ديجنيداد) مستعمرة الكرامة التي مل‬ ‫يكن لها من اسمها نصيب‪ ،‬والتي تبني الحقاً‬ ‫أنها كانت مرتعاً للتعذيب والتحرش الجنيس‬ ‫باألطفال‪.‬‬

‫م ّرت ثالثة عرش عاماً منذ تأسيس ديجنيداد‬ ‫حتى تسلم بنوشيه الحكم يف تشييل عرب‬ ‫انقالب عسكري‪ .‬مل تجر خاللها محاوالت جدية‬ ‫ملعرفة ماذا يجري داخل املستعمرة‪ ،‬رغم تداول‬ ‫معلومات عن انتهاكات‪ .‬وبعد أن ح ّو َل بنوشيه‬ ‫تشييل إىل سجن كبري ارتفعت نسبة البطالة‬ ‫وهبطت األجور‪ ،‬واختفى اآلالف من معارضيه‬ ‫الذين تم تعذيبهم وقتلهم يف ديجنيداد‪ ،‬حيث‬ ‫وجد بنوشيه نفسه بحاجة إليها فقدم الحامية‬ ‫لشيفر‪ ،‬ووفّر له األخري معقالً لتعذيب معارضيه‬ ‫وسجنهم‪.‬‬

‫بدت للوهلة األوىل مجتمعا أملانياً صغريا ً يف‬ ‫تشييل‪ ،‬أناس بالزي األملاين التقليدي‪ ،‬يزودون‬ ‫البلدة القريبة بالخبز والزبدة والخضار‪،‬‬ ‫أوركسرتا وكورال‪ ،‬مدرسة‪ ،‬مدرجات‬ ‫للطائرات‪ ،‬ومستشفى تقدم خدمات مجانية‬ ‫حتى للتشيليني القاطنني بجوار املستعمرة‬ ‫الستاملتهم وكسب ثقتهم‪.‬‬ ‫تحولت هذه الصورة املثالية بعد عدة‬ ‫سنوات إىل جحيم بدا الهروب منه مستحيالً‪،‬‬ ‫فأحيطت املستعمرة باألسالك الشائكة وأبراج‬ ‫املراقبة وشبكة تجسس‪ُ ،‬عزل السكان عن‬ ‫بعضهم‪ ،‬النساء والرجال كل عىل حده‪،‬‬ ‫حظرت مامرسة الجنس‪ .‬حتى األطفال‬ ‫و ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫وسلِموا ملجموعة‬ ‫ُصلوا عن أهاليهم ُ‬ ‫ممرضات‪ ،‬فلم يعرف غالبية عائالتهم! أُ ِ‬ ‫جب‬ ‫السكان عىل تناول األدوية املخدرة‪ ،‬وتم‬ ‫صعقهم بالكهرباء لتسهيل السيطرة عليهم‬ ‫وإجبارهم عىل النسيان‪ ،‬ومل يتجرأ كثريون‬ ‫عىل العصيان ألن العقوبات كانت شديدة‬ ‫أسهلها الحبس االنفرادي أليام بدون طعام‪.‬‬ ‫الجميع كانوا تحت سيطرة شيفر وتأثري‬ ‫األدوية املخدرة‪ ،‬وغالبيتهم أجربوا عىل‬ ‫الوشاية وتعذيب بعضهم البعض‪.‬‬ ‫أنشئت (كولونيا ديجنيداد) جنوب تشييل‬ ‫العام ‪ 1961‬عىل يد "باول شيفر" املمرض‬

‫تحت االحتالل الشيوعي‪ .‬الكثري من األطفال‬ ‫اختطفوا‪ ،‬بعد أن أخرب شيفر األهايل‬ ‫أنهم ذاهبون اىل مخيم كورال‪ ،‬وبعد أن‬ ‫وقّع األهايل موافقتهم تم تهريب األطفال‬ ‫بالطائرات إىل تشييل! نهاي ًة وصل ثالمثائة‬ ‫أملاين غالبيتهم أطفال‪ ،‬انضم إليهم الحقاً‬ ‫مواطنون تشيليون‪ ،‬واستقروا يف مستعمرة‬ ‫بلغت مساحتها ‪ 137‬كم‪.‬‬

‫العمل الفني‪ :‬نغم حديفة‬ ‫السابق يف الجيش النازي‪ ،‬والذي عمل الحقاً‬ ‫بالرعاية االجتامعية لألطفال واملراهقني‪ ،‬يف‬ ‫منظمة تابعة لكنيسة كاثوليكية يف مدينة‬ ‫ترويسدورف‪ ،‬الوظيفة التي طرد منها بداية‬ ‫الخمسينيات إثر اتهامه بالتحرش الجنيس‬ ‫باألطفال‪ ،‬ومل تتم مالحقته قانونياً‪.‬‬ ‫عمل بعدها واعظاً دينياً مستقالً حتى العام‬ ‫‪ 1954‬حيث أنشأ (طائفة) مسيحية مبساعدة‬ ‫اثنني من أصدقائه‪ ،‬وتبعه بعض األملان‬ ‫املحبطني وفاقدي الدعم املعنوي بعد الحرب‬

‫العاملية الثانية‪ ،‬خاصة األطفال واملراهقني‬ ‫اليتامى أو القادمني من عائالت فقرية أو‬ ‫لديها مشاكل‪ .‬قدم لهم شيفر ملجأً ونظّم لهم‬ ‫مخيامت صيفية‪ ،‬وهذا كله باسم الرب‪ ،‬لكن‬ ‫عام ‪ 1960‬أخرب أحد األطفال والديه أن شيفر‬ ‫يتحرش به‪ ،‬فحاول والدا الطفل مقاضاته‪،‬‬ ‫فقرر الهروب إىل تشييل‪.‬‬ ‫دعا أتباعه ملرافقته ووعدهم بحياة مثالية‪،‬‬ ‫فتطوع بعضهم للذهاب ألسباب دينية‪،‬‬ ‫ومنهم وافق بعد إقناعهم بأن أملانيا ستقع‬

‫حتى السفارة األملانية يف تشييل كانت تحت‬ ‫سيطرة بنوشيه‪ ،‬فرغم املراقبة الشديدة‬ ‫والصعوبات الجغرافية‪ ،‬نجح بعض األملان‬ ‫باللجوء اليها‪ ،‬لكن السفارة أعادتهم إىل‬ ‫املستعمرة‪.‬‬ ‫يف هذه األثناء كانت منظمة العفو الدولية توثق‬ ‫كل ما تحصل عليه من معلومات‪ ،‬وتحاول‬ ‫رفع قضايا ولفت النظر ملا يحدث هناك دون‬ ‫جدوى‪ .‬حتى عندما كان ينجح أحد بالهروب اىل‬ ‫أملانيا ويتحدث إىل وسائل االعالم أو الرشطة‬ ‫عن التعذيب واالغتصاب‪ ،‬كان شيفر يجرب‬ ‫سكان املستعمرة عىل االرضاب احتجاجاً‪ ،‬ويتم‬ ‫تصويرهم وترسيب الفيديوهات إىل وسائل‬ ‫اإلعالم‪ .‬وكلام قررت الرشطة الذهاب إىل هناك‬ ‫كان أحد املتعاونني مع شيفر يخربه مسبقاً‪،‬‬

‫‪07‬‬

‫فيجرب سكان املستعمرة عىل الترصف بشكل‬ ‫طبيعي أمام الرشطة‪.‬‬ ‫ورغم أن الحكم يف تشييل أصبح دميقراطياً‬ ‫عام ‪ 1990‬بعد ‪ 17‬عاماً من حكم بنوشيه‪،‬‬ ‫وازدياد الشكاوى عىل املستعمرة‪ ،‬وزيارتها من‬ ‫قبل رئيس حزب أملاين وترصيحه أن مثة أشياء‬ ‫ال تسري كام يجب‪ ،‬إال أن أحدا ً مل يحرك ساكنا!‬ ‫ولكن ارتفاع أصوات املنظامت اإلنسانية وبعض‬ ‫املحامني والناجني الذين رفعوا دعاوي ضد‬ ‫املستعمرة‪ ،‬زاد من االستياء العام تجاهها‪ ،‬فأمر‬ ‫الرئيس التشييل الجديد السلطات بالتحقيق‪،‬‬ ‫ليهرب شيفر كام فعل قبل أربعني عاماً‪.‬‬ ‫بدأت الحقائق املرعبة تتكشف‪ ،‬غسيل اموال‬ ‫ومراكز تعذيب‪ ،‬اغتصاب‪ ،‬كميات كبرية من‬ ‫الذخرية‪ ،‬رشاشات‪ ،‬قاذفات صواريخ‪ ،‬أسلحة‬ ‫جلبت من أملانيا‪ .‬عام‬ ‫بيولوجية وكيميائية‪ ،‬وكلها ُ‬ ‫‪ 2005‬حصل صحفي عىل معلومات تفيد أن‬ ‫شيفر مختبئ منذ مثاين سنوات يف حقل قرب‬ ‫العاصمة األرجنتينية‪ ،‬فتعقبه واعتقله البوليس‬ ‫وسلِم اىل تشييل‪ ،‬حيث حكم‬ ‫االرجنتيني‪ُ ،‬‬ ‫عليه ملدة ‪ 20‬عاماً‪ ،‬لكنه تويف بعد ‪ 5‬أعوام يف‬ ‫السجن عن عمر ‪.88‬‬ ‫بعد تفكيك املستعمرة اختار بعض الضحايا‬ ‫مواصلة الحياة هناك‪ ،‬وعاد حوايل ‪ 50‬منهم إىل‬ ‫أملانيا‪ ،‬مازالوا يطالبون بتعويض عن سنوات‬ ‫التعذيب‪ .‬ويعتقد بعضهم أن املخابرات األملانية‬ ‫متورطة بشكلٍ ما فيام حدث‪ ،‬ألنها مل تقم بأي‬ ‫تحرك يذكر‪.‬‬ ‫مازالت األبحاث جارية حول املستعمرة من‬ ‫قبل الحكومتني األملانية والتشيلية‪ ،‬وهناك‬ ‫خطة إلنشاء متحف لتوثيق ما حدث‪ ،‬وتحتفظ‬ ‫أملانيا بوثائق مل ترفع عنها الرسية بعد‪ ،‬لرمبا‬ ‫تعطي إجابات عن الكثري من التساؤالت التي‬ ‫بقيت دون أجوبة حول ديجنيداد‪ ،‬التي تحولت‬ ‫منتجعاً سياحياً يحمل اسم فيال بافاريا‪ ،‬يقيض‬ ‫فيها السياح عطلهم الصيفية‪ ،‬مام يثري حفيظة‬ ‫املنظامت اإلنسانية والضحايا الذين مازالوا عىل‬ ‫قيد الحياة‪ ،‬ألن أعامالً سياحية وتجارية تقوم‬ ‫عىل آالمهم وعذاباتهم‪.‬‬

‫اإليدز هل هو مرض أم وصمة عار!‬ ‫تقرير رشا الخضراء‬ ‫إعالمية سورية مقيمة في ألمانيا‬

‫اإليدز‪ ،‬ذاك املرض املتغافل عنه والفتاك الذي يرافقه‬ ‫العار دوماً وأبداً‪ ،‬يعترب من أبرز األمراض التي‬ ‫تنتقل عن طريق الجنس‪ ،‬مام ك ّرس النظر إىل‬ ‫منحل أخالقياً و"داير عحل‬ ‫ّ‬ ‫املصاب به باعتباره‬ ‫شعره" كام يُقال بالعامية‪.‬‬ ‫يف سياق التوعية حول مرض اإليدز‪ ،‬يتوجب ذكر التفصيل‬ ‫التايل؛ عندما نقول إن الشخص مصاب بفريوس ‪ ،HI‬ال‬ ‫يعني هذا أنه مصاب باإليدز‪ ،‬وامنا هو حامل للفريوس‪،‬‬ ‫وهناك فرق كبري ألن الشخص الحامل للفريوس قد يعيش‬ ‫عىل هذا النحو من ‪ 8-10‬سنوات دون أن يشعر‪ ،‬خاص ًة‬ ‫أن أعراض املرض املتمثلة بزكام متكرر وإنفلونزا ومن ثم‬ ‫طفح جلدي‪ ،‬هي أعراض غري نوعية وغري مستمرة‪ ،‬فيظن‬ ‫الشخص أنها وعكة صحية عابرة‪.‬‬ ‫كام ال ميكن اكتشاف الفريوس عن طريق فحص الدم‬ ‫الروتيني‪ ،‬وامنا من خالل فحص نوعي يف أماكن خاصة‪.‬‬ ‫وهنا تكمن الخطورة فلو تم اكتشاف الفريوس يف الوقت‬

‫املناسب ميكن تناول عالج يومي مدى العمر‪ ،‬يجعل الشخص‬ ‫قادرا ً عىل العيش بطريقة طبيعية متاماً والزواج واإلنجاب دون‬ ‫نقل الفريوس للرشيك! يف حني إذا تحولت اإلصابة إىل حالة‬ ‫إيدز بتمكن الفريوس من الجسم فال ميكن محارصة املرض‪،‬‬ ‫والنهاية حتامً ستكون باملوت‪.‬‬ ‫أما طرق نقل الفريوس فهي السوائل الحيوية يف الجسم‪،‬‬ ‫أي الدم والسائل املنوي والسائل املهبيل وحليب األم‪،‬‬ ‫بالتايل أي طريقة يكون فيها متاس مبارش لهذه السوائل‬ ‫مع بعضها ستنقل الفريوس‪ ،‬مثل نقل الدم امللوث‪ ،‬وهذا‬ ‫مستبعد جدا ً يف أملانيا بسبب نظام الضبط الصحي‪ ،‬أو‬ ‫استعامل إبر ملوثة كام يحدث عند متعاطي املخدرات أو إبر‬ ‫الوشم امللوثة‪ ،‬كام ينتقل عن طريق الجنس وخاصة الجنس‬ ‫الرشجي‪ ،‬بسبب كرثة األوعية الدموية وسهولة نزفها يف‬ ‫منطقة الرشج‪ ،‬كام ينتقل عن طريق اإلرضاع‪ .‬وميكن أن‬ ‫ينتقل الفريوس طبعاً بشكل قرسي مثل االغتصاب وهنا‬ ‫لألسف تُظلم الضحية مرتني!‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن الحامل املصابة بالفريوس قد تلد‬ ‫طفالً سليامً ال يحمل الفريوس بنسبة قد تصل إىل ‪!70%‬‬ ‫كام أن تناول العالج بشكل منتظم يحمى املولود من‬

‫العدوى‪ ،‬وهذا يُربز األهمية القصوى لتحليل الدم والكشف‬ ‫عن الفريوس يف الوقت املناسب‪.‬‬ ‫من املهم أن نع ّرج عىل الفكرة املنترشة بأن عيادة طبيب األسنان‬ ‫أو الحالق هام املكانان األهم النتقال فريوس اإليدز‪ ،‬والحقيقة‬ ‫أن االحتامل بسيط بسبب نظام الضبط الصحي والتعقيم‬ ‫العايل‪ ،‬إضاف ًة إىل أن هذا الفريوس ضعيف جدا ً يف الهواء‬ ‫الطلق‪ ،‬وهناك إمكانية كبرية أن ميوت قبل استخدام اآللة‬ ‫الحادة امللوثة‪ ،‬ولكن يبقى االحتامل قامئاً‪.‬‬ ‫عهدنا أن نرى يف املسلسالت العربية أن مريض االيدز يتم‬ ‫الحجر عليه ومعاملته كاملعتوه أو املجرم الخطر عىل املجتمع‪،‬‬ ‫وعندما قمت بسرب معلومات ضمن عينة عشوائية من‬ ‫األشخاص‪ ،‬وطرحت األسئلة حول هذا املوضوع‪ ،‬وعن رأيهم‬ ‫برضورة الحجر الصحي للمصاب أجمع الكل عىل وجوب هذا‬ ‫الحجر ضامنة ألمن املجتمع!‬ ‫يف أملانيا ال يوجد حجر صحي للمصاب‪ ،‬حتى أن تناول‬ ‫العالج رغم أهميته اختياري‪ .‬ويتم فحص الدم يف مراكز‬ ‫مخصصة‪ ،‬بشكل مجاين‪ ،‬أو مقابل مبلغ ال يتجاوز عرشة‬ ‫يورو وبرسية كاملة‪.‬‬

‫قمت بهذا االستبيان بالتعاون مع منظمة ‪ Via‬يف برلني لرفع‬ ‫الوعي باملرض وإظهار أهمية تحليل الدم املبكر للكشف عن‬ ‫الفريوس ومحارصته‪.‬‬ ‫أشكر جمعية ‪( Via‬اتحاد العمل ما بني الثقافات اإلقليمي‬ ‫برلني‪ -‬براندنبورغ) لتقدميها املعلومات وتناولها لهذا‬ ‫املوضوع وأخص بالشكر السيدة هالة الحايك املسؤولة‬ ‫خصوصاً عن هذا املرشوع التوعوي‪.‬‬ ‫أضيف أين شخصياً واجهت صعوبة يف إعداد هذا‬ ‫التقرير بسبب إحجام الناس عن الحديث عن املوضوع‪،‬‬ ‫كأن مجرد ذكر كلمة إيدز تستدعي بالرضورة وصمة‬ ‫العار! وكنت قد سألت األشخاص ضمن التقرير عن‬ ‫شعورهم تجاه املصاب‪ ،‬فكان يرتاوح بني الشفقة‬ ‫واالمتعاض مع عدم غياب للتعاطف‪ .‬غري أين مل أض ّمن‬ ‫هذا السؤال ضمن التقرير املص ّور بسبب الرغبة باختصار‬ ‫املدة ليتسنى للمشاهد متابعة الفيديو كامالً واالستفادة‬ ‫من معلوماته‪...‬‬ ‫ميكنك قراءة هذا املقال كامالً عىل املوقع اإللكرتوين ألبواب‬

‫‪www.abwab.eu‬‬

‫‪08‬‬

‫باب أرابيسك‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬كانون األول ‪2018‬‬

‫شخصية العدد‬

‫السينما األلمانية‪ :‬معالجات جريئة للواقع والتاريخ ج‪1‬‬ ‫عبر هذه السلسلة من المقاالت التي يكتبها الكاتب‬ ‫والناقد السينمائي السوري محمد عبيدو سنسلط‬ ‫الضوء على تفاصيل السينما األلمانية تاريخها‬ ‫وواقعها واه أفالمها ومخرجيها‪ .‬وهذه المقاالت‬ ‫ستنشر في كتاب سيصدر قريباً‪.‬‬

‫محمد عبيدو‪ .‬صحفي وناقد سينمائي سوري‬

‫إيميل زوال‪..‬‬

‫الطبيعية بشكلها األعمق‬

‫ارتبط اسم هذا الروايئ الفرنيس باملدرسة الطبيعية يف‬ ‫األدب‪ ،‬هو الذي ولد يف باريس ‪ 1840‬ألم فرنسية وأب‬ ‫إيطايل يوناين‪ .‬فشل يف االمتحانات الثانوية‪ ،‬وعاش‬ ‫سنتني من البؤس والفقر يف الحي الالتيني‪ ،‬قبل أن ينقذه‬ ‫أحد أصدقائه بتأمني عمل له يف ترتيب الكتب للشحن‪.‬‬ ‫تأثر زوال يف كتاباته بالرومانسيني الكبار أمثال "روسو"‬ ‫و"هوغو" و"المارتني"‪ ،‬لكنه مل يبدأ مسريته كأديب إال‬ ‫يف العام ‪ 1864‬بـ"حكايات إىل فينون" التي حازت عىل‬ ‫اهتامم نقدي واسع‪ .‬عرب سيل من املقاالت ومراجعات‬ ‫الكتب تبلورت رؤيته يف الواقعية‪ ،‬لكنه مع الزمن راح أبعد‬ ‫إىل املدرسة الطبيعية‪ .‬فهو يرى أن الرواية يجب أن تعكس‬ ‫عملية البحث واملالحظة كام يف املخترب‪ ،‬أشبه بدراسة‬ ‫للمجتمع املعارص‪ ،‬ويجب أن ترسم الشخصيات يف بيئة‬ ‫مصورة بشكل دقيق‪ ،‬مبا يتفق مع علم النفس واالجتامع‪،‬‬ ‫كام يجب استثناء التخييل والذاتية والشذوذ الشخيص من‬ ‫العملية اإلبداعية‪ ،‬وقد نظّر لذلك يف مقدمة كتابه‪" :‬مرياث‬ ‫روغونز" ‪ 1871‬ويف "الرواية التجريبية" ‪.1870‬‬ ‫ليحتفظ بنظريته ويؤكد عليها كتب سلسلة من الروايات‬ ‫تتابع التاريخ االجتامعي والطبيعي ألرسة يف فرتة‬ ‫اإلمرباطورية الثانية ‪ 1870-1852‬بعنوان‪" :‬روغون‬ ‫ماكوار"‪ ،‬وبلغت عرشين جزءا ً‪ ،‬حيث يركّز كل جزء‬ ‫عىل أفراد من العائلة‪ ،‬ويكشفت تأثري الوراثة عىل هذه‬ ‫الشخصيات‪ ،‬وكذلك التاريخ النفيس واالجتامعي لحقبة‬ ‫بكاملها‪ .‬ومنها "ثروة روغون" ‪ ،1871‬باسكال الطبيب‬ ‫‪.1893‬‬ ‫تعاون "زوال" مع "موباسان" وكتاب "طبيعيني" آخرين‬ ‫عام ‪ 1880‬لينتجوا مجموعة قصص قصرية‪" :‬أمسيات‬ ‫يف ميدان"‪ ،‬ثم كتب سلسلتني عن املدن منها "لورديس"‬ ‫‪ 1894‬و"روما" ‪ ،1896‬و"باريس" ‪ .1898‬وكتب رباعية‬ ‫مل تكتمل‪ ،‬تحتوي الكثري من الشخصيات املؤثرة واملشاهد‬ ‫القوية‪ ،‬مل يعد فيها مراقباً بل مبرشا ً مبذاهب اجتامعية‬ ‫متعددة‪ .‬وقع يف هذه الرباعية يف أخطاء القطعية‬ ‫والتبسيط‪ ،‬األمر الذي نجم باعتقاد النقاد من كونه يكتب‬ ‫كرا ٍع اجتامعي أراد لرواياته أن تأخذ شكل عمل فني!‬ ‫لعب "إمييل زوال" دورا ً يف "قضية دريفوس" التي‬ ‫شكلت رصاعاً اجتامعياً وسياسياً يف عهد الجمهورية‬ ‫الفرنسية الثالثة‪ ،‬بعد أن اتهم النقيب "دريفوس"‪ ،‬فرنيس‬ ‫الجنسية يهودي الدين‪ ،‬بالخيانة وإرسال ملفات رسية‬ ‫ألملانيا‪ .‬فش ّد االهتامم إليها عرب رسالة افتتاحية رنانة‬ ‫موجهة إىل الرئيس‪ ،‬تحدّث عن الرصاع يف البالط وهروب‬ ‫األخري أو اختبائه يف إنكلرتا‪ ،‬وفكرة معاداة السامية‬ ‫التي كانت رائجة آنذاك‪ .‬قيل عنها إنها لحظة يف ضمري‬ ‫الجنس البرشي‪ .‬وبعد العفو عن "دريفوس" كان "زوال"‬ ‫قد أصبح أشبه ببطل قومي‪ .‬لكنه ألسف اختنق بالدخان‬ ‫وأسلم الروح عام ‪ 1902‬قبل أن يشهد إعالن براءة‬ ‫"دريفوس" رسمياً‪.‬‬ ‫إن تح ّول زوال من الرواية الطبيعية إىل الرواية النفسية‬ ‫أدى إىل انحدار شهرته‪ ،‬لكنه مع ذلك مارس تأثريا ً عاملياً‬ ‫عىل الروائيني الطبيعيني األمريكيني من أمثال "دريزر"‬ ‫و"فرانك نوريس"‪ ،‬ومازال الجدل الذي أثري حول رواياته‬ ‫قامئاً‪ ،‬وعمل عىل تقييم ميزاتها ومساوئها مرارا ً‪ ،‬عىل‬ ‫الرغم من أن معظمها تم نسيانه الحقاً‪.‬‬

‫تعترب السينام األملانية من أعرق السينامت يف العامل‬ ‫وأكرثها عمقاً وجدية عرب تاريخها الحافل‪ ،‬فقد بدأت‬ ‫السينام األملانية بالعرض قبل اإلخوة لوميري حيث أن‬ ‫اإلخوة سكالدانوفسيك قاموا بتصوير فيلم "الحديقة‬ ‫الشتوية" وعرض للجمهور يف مرسح برلني بداية ترشين‬ ‫الثاين ‪( 1895‬أي قبل شهر من عرض اإلخوة لوميري‬ ‫التاريخي يف الجراند كافيه)‪.‬‬ ‫استغل قيرص أملانيا هذه الوسيلة مبكرا ً‪ ،‬وأعطى أوامر بإخراج‬ ‫أفالم وثائقية متجد تاريخه‪ ،‬ومن هنا ُعبّد الطريق لالستعامل‬ ‫السيايس لهذا الفن‪ ،‬وقد عرف هذا االتجاه منوا ً متزايدا ً نهاية‬ ‫الحرب العاملية األوىل‪ ،‬فضالً عن وصول السلطة آنذاك إىل قناعة‬ ‫مفادها أن السينام تشكل الدعامة االوىل للدعاية السياسية‪.‬‬ ‫فاتحد أصحاب املصارف والصناعات الكيميائية والتسليح‪،‬‬ ‫لتأسيس رشكة (يونيفرسوم فيلم) العام ‪ ،1917‬بصفة منتج‬ ‫مهيمن عىل الفيلم االملاين‪ ،‬حيث تم حظر األفالم الفرنسية‬ ‫واإلنكليزية واألمريكية باعتبارها أعداء ألملانيا أثناء الحرب‪،‬‬ ‫فاضطرت صناعة السينام األملانية إىل زيادة اإلنتاج الذي وصل‬ ‫إىل ‪ 300‬فيلم سنوياً‪ ،‬فازدهرت املعالجات اإلخراجية‪ ،‬وتنوعت‬ ‫املوضوعات‪ ،‬فظهرت أفالم ممتازة ومخرجني أكفاء يقف عىل‬ ‫رأسهم "أرنست لوبتش"‪ ،‬إذ أخرج مجموعة من األفالم منها‪:‬‬ ‫كارمن‪ ،‬األمرية ذات املحار‪ ..‬وبرز ما أطلق عليه أفالم "سينام‬ ‫فيامر" التي اعتربها العامل واحدة من أغنى وأكرث الفرتات ابتكارا ً‬ ‫يف تاريخ السينام‪.‬‬ ‫بعد الحرب العاملية األوىل واملشاكل االقتصادية التي تخبّطت فيها‬ ‫الصناعة األملانية‪ ،‬تخلصت الدولة من تسيري استديوهات اإلنتاج‬ ‫نحس بتيار التغيري يهب‬ ‫لفائدة أشخاص آخرين‪ ،‬ومن هنا بدأنا ّ‬ ‫عىل السينام األملانية باتجاهها نحو تصوير الحالة االقتصادية‬ ‫واالجتامعية والنفسية التي كان يعيشها املواطن األملاين‪.‬‬ ‫السينام التعبريية‪:‬‬ ‫بدأت هذه السينام بالظهور بعد الحرب العاملية األوىل‪،‬‬ ‫واستوحت تقنياتها واتجاهاتها من املدرسة التعبريية‪ ،‬وهي‬ ‫حركة فنية ظهرت يف عرشينيات القرن املايض وشملت فنون‬ ‫املرسح والتصوير والرسم والنحت والتصميم املعامري والسينام‬ ‫أيضاً‪ ،‬وهي تعتمد عىل توظيف الخيال بشكل خارق للعادة‪،‬‬ ‫يف تصوير للحظة ما بعيون ناقدة للواقع املعاش‪ ،‬إنها الشاشة‬ ‫الشيطانية‪ .‬وكان افتتاح فيلم "خزانة الدكتور كاليغاري"‬ ‫للمخرج " روبرت وين " يف شباط من عام ‪ 1920‬يوافق بداية‬ ‫السينام التعبريية‪ ،‬وفيه وظّف "روبرت وين" الضوء والرسوم‬ ‫التشكيلية املبالغ بها‪ ،‬مع توظف الظالل واملرايا يف تحقيق‬

‫واقعي لالزدواجية التي تعيشها الشخصية‪ .‬جرأة التجريب‬ ‫وأسلوبه بالتمثيل‪ ،‬تجاهله الواضح للواقعية ولغته البرصية‬ ‫املبتكرة‪ ،‬والتجريد والتحريف والتفكيك الصادم أكسبه هويته‬ ‫كإنتاج ينتمي للتعبريية‪.‬‬ ‫ثم اىت فيلم " نوسفرياتو" ‪ 1922‬للمخرج "فردريش وليم‬ ‫مورناو" عبارة عن سيمفونية من الرعنب بدأت رحلة مشابهة‬ ‫لتأريخ عامل غريب موصوم بـ"القتل الجامعي" مثلام أعلن‬ ‫العنوان الداخيل للفيلم‪ .‬ورغم أن أحداث الفيلم تدور يف‬ ‫بلدة أملانية صغرية‪ ،‬ويعتمد عىل أسطورة مصايص الدماء‬ ‫القدمية‪ ،‬إال أنه يرمز إىل تجربة املوت الجامعي أثناء الحرب‬ ‫العاملية الثانية‪.‬‬ ‫سينام الصوت‪:‬‬ ‫جاءت املحاوالت األوىل لظهور الصوت يف الفن السيناميئ‬ ‫بإنتاج أفالم روايات خيالية‪ ،‬اشتهر بها املخرج األملاين "أريخ‬ ‫مومر"‪ ،‬يف فيلمه (طريق الفردوس)‪ ،‬وكذلك ظهر املخرج‬ ‫"إريك شاريل" من خالل فيلم (املؤمتر ميرح)‪ ،‬وهو فلم هزيل‬ ‫كوميدي‪ ،‬وظّف النكات املاجنة يف بنية السيناريو‪ .‬كام كان‬ ‫لظهور السينام الناطقة يف أملانيا تأثري كبري يف انجاز عدد‬ ‫من روائع السينام العاملية مثل فيلم "املالك االزرق" للمخرج‬ ‫"جوزيف سترينربغ" مع املمثلة األسطورة "مارلني ديرتيتش"‪،‬‬ ‫باعتباره لوحة فنية فائقة الجامل‪ .‬ورافقت هذه الفرتة ظهور‬ ‫املخرج "بابست"‪ ،‬وهو يحاول عكس املآيس واالمل من خالل‬ ‫فلمه (أربعة يف فرقة املشاة)‪ ،‬يف حني عاد "فريتز النغ" من‬ ‫جديد يف فلمه (امللعون)‪.‬‬

‫المعرض الفني المشترك للفنانين السوريين الشباب‬

‫جانب ظهور الصوت صعود نجم هتلر وانتشار النازية‪،‬‬ ‫وسيطرتها عىل كل يشء‪ .‬حيث تغري منط اإلنتاج السيناميئ‬ ‫يف أملانيا‪ ،‬فتصاعد القوى النازية أدى إىل هجرة العديد من‬ ‫الفنانني السينامئيني املهمني العاملني يف أملانيا حيث غادر أكرث‬ ‫من ‪ 1000‬شخص كانوا يعملون يف املجال السيناميئ هرباً من‬ ‫قمع النظام وتضييق مجال التعبري والسجن والقتل‪ ،‬ومن هؤالء‬ ‫"فريتز النغ" و"روبريت سيودماك" و"مايكل كريتز"‪ .‬لقد‬ ‫خرست أملانيا آنذاك نخبتها املثقفة يف لحظة وهي التي كانت‬ ‫تعترب املنافس الوحيد للسينام األمريكية‪.‬‬ ‫السينام اإليديولوجية‪:‬‬ ‫اهتم وزير دعاية النازية "غوبلز" بالسينام بوصفها آلة حرب‬ ‫دعائية‪ ،‬وقد استلمت هذه املهمة املخرجة "ليني ريفينشتال"‪،‬‬ ‫وابتداء من سنة ‪ 1934‬قامت بإخراج عدة أفالم دعائية للنازية‬ ‫من أهمها فيلم (انتصار اإلرادة) الذي يعترب أكرب فيلم دعايئ يف‬ ‫تاريخ السينام العاملية‪ .‬هذا النوع من األفالم كان يصور انتصار‬ ‫الجنس اآلري يف جميع املجاالت‪.‬‬ ‫بانتهاء الحرب العاملية الثانية وجدت صناعة السينام األملانية‬ ‫نفسها يف مواجهة إكراهات دمار آلة الحرب وفساد االختيارات‬ ‫السياسية‪ .‬املخزون النفيس والسيايس ملخلفات الحرب الكونية‬ ‫كان كافياً إلعادة بعث هذه الصناعة من رحم املعاناة‪ ،‬فكانت‬ ‫إعادة تدوين التاريخ سينامئياً من خالل تسليط الضوء عىل‬ ‫جرائم النازية وما حملته معها من معاناة خلدتها الذاكرة الفردية‬ ‫والجامعية‪ ،‬أو إعادة الرصد ملا تبقى من أرشيفات مبعرثة يف‬ ‫أركان جغرافيا أملانيا الحديثة‪.‬‬

‫يف ‪ 15‬نوفمرب‪ /‬ترشين الثاين ‪ 2018‬تم يف غالريي بوستل ‪ Galerie Postel‬مبدينة هامبورغ األملانية افتتاح املعرض الفني املشرتك لكل من الفنانني التشكيليني السوريني الشباب‪ :‬هبة‬ ‫األنصاري‪ ،‬رزان صباغ‪ ،‬عامر العقيل وفادي الحموي‪ .‬وقد عرض كل من الفنانني أعامله املختلفة والتي تحمل كل منها طابعاً مميزا ً عن األخرى‪ ،‬فرزان صباغ عرضت بعض أعاملها ومنها‬ ‫عمله ا ‪ Holding the memory‬حفظ الذاكرة ‪ 2018‬وهو عبارة عن وسادة إسمنتية محمولة بخيوط سوداء ومليئة برسومات الذاكرة‪ .‬فيام عرض عامر عقيل أعامله وإحداها بعنوان �‪Bau‬‬ ‫‪ ernopferr‬الجنود الضحايا ‪ 2017‬وهو عبارة عن طاولة شطرنج كبرية تصطف عليها قطع الشطرنج كبيادق‪ ،‬هبة األنصاري عرضت مجموعة من لوحاتها بعنوان �‪Despoten der Ge‬‬ ‫‪ genwart‬طغاة الحارض ‪ ،2018‬فيام عرض فادي الحموي من ضمن ما عرض منحوتته من اإلسمنت بعنوان‪ irrational loop of dust :‬حلقة غري عقالنية من الغبار ‪ 2016‬وأعامل أخرى‪.‬‬ ‫يستمر املعرض حتى ‪ 12‬يناير‪ /‬كانون الثاين ‪2019‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬كانون األول ‪2018‬‬

‫‪09‬‬

‫الجديد من شركة ‪ :Ortel Mobile‬راوتر ‪ LTE‬ببطاقة سيم ُمسبقة الدفع‬

‫تعاقدي‬ ‫اإلنترنت لالستخدام المنزلي دون التزام‬ ‫ّ‬

‫دوسيلدورف‪ ،‬يوليو ‪2018‬‬

‫المهاجرة يودون البقاء على اتصال دائم عبر اإلنترنت مع عائلتهم وأصدقائهم في وطنهم‪ .‬وعلى ذلك‪ ،‬ال يمتلك الجميع وصلة‬ ‫األشخاص من ذوي الخلفية ُ‬ ‫إنترنت مزلية‪ ،‬حيث أن هناك التزامات تعاقدية ُمعقدة للقيام بذلك‪ .‬تقدم شركة ‪ Ortel Mobile‬الحل الفوري المناسب‪ :‬كبديل لوصلة اإلنترنت ‪ DSL‬يحصل‬ ‫مستقبل على رواتر ‪ LTE‬يعمل ببطاقة سيم مدفوعة مقد ًما‪.‬‬ ‫العمالء‬ ‫ً‬ ‫تعاقدي تصفح اإلنترنت في المنزل بمنتهى الراحة ‪ -‬يسري ذلك باستخدام رواتر ‪ LTE‬الجديد‪ .‬في حزمة البدء* ستحصل على بطاقة سيم ورواتر‬ ‫دون أي التزام‬ ‫ّ‬ ‫‪ LTE‬ثابت‪ .‬مع خيار «اإلنترنت المنزلي» يحصل العمالء مقابل ‪ 29,99‬يورو* على باقة بيانات بحجم ‪ 40‬جيجابايت‪ُ ،‬يمكنهم بها تصفح اإلنترنت بسرعة ‪ .LTE‬هذا‬ ‫االختيار ُيجدد نفسه تلقائياً بعد ‪ 28‬يو ًما عند شحن البطاقة بمبلغ ‪ 29,99‬يورو على األقل‪ .‬ومقابل ‪ 14,99‬يورو ُيمكن في أي وقت طلب ‪ 10‬جيجابايت إضافية‪.‬‬

‫وفقا‬ ‫حلول ُمبتكرة ً‬ ‫لطلبات العمالء‬ ‫وعن طريق طلبات العمالء في بوابة ‪ ،Ortel Connect‬فقد‬ ‫ألقت البوابة اإللكترونية الخاصة الضوء على مشكلة األشخاص‬ ‫من ذوي الخلفية المهاجرة من عمالء الشركة‪ .‬حيث أعرب‬ ‫الكثير من المشاركين عن رغبتهم في الحصول على ُمدخل‬ ‫سريع لإلنترنت دون التزام تعاقدي‪ ،‬ودون استخدام طرق‬ ‫تثبيت ُمعقدة للراوتر‪ ،‬ودون عقد مزدوج للهاتف‪ ،‬والتلفاز‪،‬‬ ‫واإلنترنت‪ .‬وتلبية لهذه الرغبات أعدت شركة ‪Ortel Mobile‬‬ ‫الحل المناسب والمبتكر لذلك‪.‬‬

‫لمحة عامة عن‬ ‫كافة المزايا‬ ‫بفضل بطاقة السيم ُمسبقة الدفع ال ُيطلب من العمالء‬ ‫إبرام عقد‪ ،‬وفحص المالئمة المالية‪ ،‬وتقديم تفاصيل‬ ‫البنكي‪.‬‬ ‫الحساب‬ ‫ّ‬ ‫ومن النقاط اإليجابية األخرى هي مرونة الرواتر‪ُ :‬يمكن‬ ‫اصطحابه بسهولة عند االنتقال‪.‬‬ ‫تقدم شركة ‪ Ortel Mobile‬لعمالئها دليل استعمال‬ ‫خطوة بخطوة وكذلك فيديو توجيهي لضمان التركيب‬ ‫السهل للراوتر وكذلك شحن البطاقة بطريقة سلسة‪.‬‬ ‫التعاقدي‬ ‫ال ُيمكن الحصول على المنتج سوى من الشريك‬ ‫ّ‬ ‫المختار من شركة ‪ Ortel Mobile‬وذلك لكي تكون‬ ‫ُ‬ ‫الشركة قادرة على تقديم الرعاية المثلى للعمالء‬ ‫النهائيين‪.‬‬

‫الضبط عن طريق تطبيق‬ ‫شركة ‪Ortel Mobile‬‬ ‫مع تطبيق شركة ‪ Ortel Mobile‬يمكن االطالع في أي‬ ‫وقت على رصيد االستهالك والرصيد‪ ،‬وكذلك إجراء الشحن‬ ‫الفوري عن طريق الرمز‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫باب أرابيسك‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬كانون األول ‪2018‬‬

‫عن سطوة األساطير في مخيال البشرية‬

‫أسطورة أوديب مثاالً‬ ‫محمد عبد الوهاب الحسيني‬

‫يرى بعض الباحثني‪ ،‬أن الثورة العلمية الحديثة كادت يف إحدى مراحلها‬ ‫أن تقيض عىل األسطورة‪ ،‬خصوصاً بعد أن حولتها إىل مجرد حكاية‬ ‫مسلية‪ ،‬لكن القرن التاسع عرش جلب معه ثورة فنية وجاملية‪ ،‬أعادت‬ ‫إىل األسطورة مكانتها الرفيعة كشكل من أشكال التعبري الفني واألديب‪.‬‬ ‫ومن جهته يرى فرويد أن األسطورة هي أصل الفن والدين والتاريخ!‬ ‫والحقيقة أن األسطورة منذ القدم‪ ،‬كانت موظفة برباعة يف األدب‪ ،‬كام هو‬ ‫الحال يف اليونان القدمية‪ ،‬فقد جرى تناول أسطورة أوديب يف املرسحيات‬ ‫اليونانية منذ ألفني وخمسامئة سنة قبل امليالد‪ ،‬حيث نجد مأساة ملك طيبة‬ ‫املدعو أوديب يف مرسحية "سبعة ضد طيبة" لكاتبها "إيسخيلوس" ثم بعده‬ ‫تناول مواطنه "سوفوكليس" أسطورة أوديب يف مرسحياته الثالث‪" :‬أوديب‬ ‫ملكاً" و"أوديب يف كولون" ومرسحيته "أنتيغون"‪ ،‬لقد كان "سوفوكليس"‬ ‫األكرث براعة أدبية يف تناول هذه الحكاية األسطورية ومأساة بطلها أوديب‪،‬‬ ‫الذي نسجت له اآللهة قدرا ً ال فكاك منه‪ ،‬فهو الطفل الذي كان يتوجب موته‬ ‫إال أنه حسب نبوءة العرافات فإن هذا الطفل الوليد يعيش ويقتل أباه‪ ،‬دون‬ ‫أن يدري أن القتيل املسمى "اليوس" إمنا هو والده‪ .‬كام كان قدره الذي‬ ‫كتبته اإللهة دلفي أن يتزوج أمه أيضاً دون أن يدري حقيقة ذلك‪ ،‬وحينام علم‬ ‫بالحقيقة فقأ عينيه عقاباً إلمثه الكبري‪ .‬وهكذا تاه يف الرباري وع ّمر طويالً يف‬ ‫مأساته بعد أن أنزل بنفسه القصاص املؤمل‪ ،‬وهو حقيقة املذنب الذي الذنب له‪،‬‬ ‫ولكن األمر كان مد ّوناً مسبقاً يف سرية قدره منذ أن كان وليدا ً‪.‬‬ ‫إن تناول هذه األسطورة يف اآلداب قدمياً وحديثاً جا ٍر عىل قدم وساق‪ ،‬فقد تطرق‬ ‫إليها "هومريوس" يف مالحمه املعروفة‪ ،‬ونعني بها اإللياذة واألوديسة‪ .‬ومن جهته‬ ‫تناولت هذا املوضوع األوديبي مرسحيات شكسبري مثل مرسحيته "هاملت" طبعاً‬ ‫مبعالجة فنية خاصة بكاتبها‪ ،‬ناهيك عن أعالم أدبية كثرية تناولت هذه املأساة مثل‬ ‫"فولتري" و"أندريه جيد" و"جان كوكتو" يف مرسحيته "اآللة الجهنمية" ونجد‬ ‫يف العامل العريب كاتباً مرموقاً مثل "توفيق الحكيم" قد تناول بطريقته مأساة امللك‬ ‫أوديب يف مرسحيته "امللك أوديب" وقام بإسقاطات سياسية عليها‪.‬‬ ‫تعب عن النفس‬ ‫إن هذه األسطورة ستبقى حية وموضوعاً لألدب أبد الدهر ألنها ّ‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬وتقوم عىل العقدة األوديبية التي تحدّث عنها "سيغموند فرويد" يف‬ ‫كتاب له‪.‬‬ ‫نظرية التحليل النفيس يف أكرث من ٍ‬ ‫ويف سبعينات القرن املايض‪ ،‬صدر كتاب للباحث "إميانويل فاليكوفسيك"‬ ‫تحت عنوان "أوديب وأخناتون" حيث يذكر أن مأساة أوديب ليست مجرد حكاية‬ ‫خيالية بل هي قصة واقعية جرت حوادثها ليس يف مدينة طيبة اليونانية التي‬ ‫بناها "قدموس" األوغاريتي بعدما سافر من جبيل إىل اليونان‪ ،‬وإمنا الواقعة‬ ‫جرت يف مرص القدمية حسب هذا الباحث‪ ،‬ويرى أنها قصة امللك املرصي القديم‬ ‫"أخناتون"‪ ،‬حيث يذكر أن كلمة "أوديب" تعني باليونانية‪ :‬القدم املتورمة‪ ،‬وتص ّور‬ ‫رسوم "تل العامرنة" يف مرص‪ ،‬وهي املدينة التي بناها أخناتون وأطلق عليها اسم‬ ‫"أخيتاتون"‪ ،‬أخناتون نفسه بفخذين منتفخني‪ ،‬األمر الذي دفع باحثاً آخر وهو‬ ‫"جيمس برستيد" إىل القول إن أخناتون كان يعاين تشوهاً طبيعياً يف أطرافه‪،‬‬ ‫وكان أخناتون قد أطلق عىل نفسه لقب "ذلك الذي عاش طويالً" وهذا هو معنى‬ ‫اسمه‪ .‬وباملقارنة نجد يف أسطورة أوديب اليونانية‪ ،‬أن الطفل الذي كان مقدّرا ً له‬ ‫أن ميوت طفالً قد عاش بالفعل طويالً !!‪.‬‬ ‫من جهة أخرى مل يظهر أخناتون قط يف الرسوم الكثرية لوالده‪ ،‬ألنه عاش عىل‬ ‫األرجح يف بالد امليتانيني يف سوريا‪ ،‬لكن بعد موت والده‪ ،‬تقلّدت أمه "تاي"‬ ‫العرش‪ ،‬فظهر ابنها فجأة عىل مرسح األحداث وتسلم مقاليد السلطة وأنشأ ديانة‬ ‫"آتون" بدالً عن ديانة أبيه أمنحوتب الثالث "آمون"‪ ،‬هذا وقد تزوج أخناتون أمه‪،‬‬ ‫علامً أن الزواج من األم مل يكن محظورا ً يف مرص القدمية‪ ،‬بينام كان ذلك جرمية‬ ‫يف اليونان آنذاك!‬ ‫ثم تآمر الكهنة الذين رفضوا ديانة أخناتون الجديدة‪ ،‬وقاموا ضده بثورة من داخل‬ ‫القرص‪ ،‬وهذه الواقعة متاثل حكاية أوديب يف مرسحية سوفوكليس اليونانية !!‪..‬‬ ‫أغلب الظن أن الحكايات قدمياً كانت تتنقل شفاهية من خالل القوافل التجارية‪،‬‬ ‫وعىل مر السنوات تضيف املخيلة البرشية إضافات من هنا وهناك‪ ،‬واألساطري‬ ‫كانت ثقافة القدماء وأساس ترشيعاتهم الدينية‪ ،‬وتأيت للتعبري عن الواقع املعاش‪،‬‬ ‫وبالتايل ليس من املستبعد أن تكون مأساة أوديب حكاية مرصية تم تداولها يف‬ ‫األدب املرسحي القديم والحديث‪.‬‬

‫الفنانة السورية نغم حديفة‬ ‫يعم بدهشته على العالم‬ ‫األخضر ّ‬ ‫بقدر ما يبدو واضحاً شغف الفنانة التشكيلية‬ ‫السورية "نغم حديفة" بالرسم وتقنياته‬ ‫املبتكرة‪ ،‬بقدر ما تشغلها بحوثها يف الفنون‬ ‫وتاريخها‪ ،‬وبقدر ما يشغلها املعنى واملفهوم‬ ‫الفني واألخالقي للعمل‪ ،‬بقدر ما يبدو هاجس‬ ‫التكنيك حارضاً يف عملها‪ ،‬هي التي تصنع‬ ‫ألوانها بنفسها خالطة زيت الكتان بالصمغ‬ ‫واأللوان وصباغ الجوز وغريها من املكونات‬ ‫لتخلق ألواناً لها بصمة خاصة بها‪.‬‬ ‫ولدت "نغم حديفة" العام ‪ 1981‬يف قرية الكفر‬ ‫التابعة للسويداء جنوب سوريا‪ ،‬ودرست الفنون‬ ‫الجميلة يف دمشق وكذلك الدراسات العليا (قسم‬ ‫التصوير)‪ ،‬قبل أن تغادر إىل فرنسا لتكمل دراسة‬ ‫تاريخ الفن وتنال املاجستري والدكتوراه من جامعة‬ ‫السوربون‪ .‬شغفها البحثي جعلها تقيض سنوات‬ ‫يف دراسة مفصلة عن الوجوه لدى الفنان السوري‬ ‫العاملي "مروان قصاب بايش"‪ ،‬لتنال الدكتوراه‬ ‫بامتياز رشف مع شهادة تقدير باإلجامع من قبل‬ ‫اللجنة املحكّمة العام ‪ ،2015‬وقد نرشت رسالة‬ ‫الدكتوراه يف كتاب طبع بالفرنسية وحمل اسم‪:‬‬ ‫"مروان وجهاً لوجه" عن دار "بيرت النغه ‪Peter‬‬ ‫‪"Lang International Academic Publishers‬‬ ‫بسويرسا العام ‪.2018‬‬ ‫تحض‬ ‫يف السنوات التي قضتها "نغم حديفة"‬ ‫ّ‬ ‫يقل إثارة‪،‬‬ ‫لرسالتها انشغلت ببحث فني آخر‪ ،‬ال ّ‬ ‫وهو دراسة مقارنة بني الرشق األوسط والغرب‬ ‫مبا يتعلّق مبوضوعة الوجوه‪ ،‬ليس مبنحى فلسفي‬ ‫وفني فحسب بل مبنحى أنرثوبولوجي‪ ،‬مبعنى‬ ‫نبش تاريخ الوجه كتيمة قدمية قدم فنون البرش‪،‬‬ ‫تلتصق بالجنائزية واملوت والخلق! كام تلتصق‬ ‫الجصية‬ ‫بثقافات املنطقة‪ ،‬كاكتشافات الوجوه‬ ‫ّ‬ ‫ومتاثيل الوجوه يف تل الرماد األثري بسوريا‪.‬‬ ‫أث ّرت الدراسات الفنية النظرية كثريا ً عىل تط ّور‬

‫األداء الفني لـ"نغم حديفة" هي التي تعترب الثقافة‬ ‫الفنية مغنية للفنان ولكن خطرية‪ ،‬ألنها قد تهدّد‬ ‫عفوية العمل الفني‪ ،‬األمر الذي يجب أال يتنازل عنه‬ ‫أي فنان‪ .‬لكن ذلك اإلرصار عىل العفوية مل مينعها‬ ‫من االشتغال لسنوات عىل بعض لوحاتها‪ ،‬فظلت‬ ‫تشتغل عىل لوحتها "قميص نوم ‪ "2‬مثالً ألكرث‬ ‫من ‪ 11‬عاماً‪ ،‬واستمرت بعض مشاريعها لسنوات‪،‬‬ ‫لتتنقّل معها من وطنها سوريا إىل باريس‪.‬‬ ‫منذ العام ‪ 2002‬وحتى ‪ 2006‬انشغلت حديفة برسم‬ ‫أدوات الرسم‪ ،‬لتت ّوج عمل تلك السنوات مبرشوع‬ ‫أطلقت عليه‪" :‬عصارات ألوان‪ ،‬رضوريات الفنان"‬ ‫لتحتفل باألدوات‪ ،‬قبل أن تبدأ مرشوعها األضخم والذي‬ ‫سيستمر لسنوات طويلة قادمة‪ :‬مرشوع اللوحات‬ ‫البانورامية يف سوريا‪ ،‬وهو عبارة عن مجموعة من‬ ‫اللوحات الكبرية تتصل مع بعضها تكاملياً ليبلغ‬ ‫عرضها ‪ 10‬أمتار‪ ،‬يسيطر عليها اللون األخرض‬ ‫الصارخ‪ ،‬اللون األخرض ذو الداللة الخاصة والقريب‬ ‫من قلبها‪ ،‬والذي يرمز للدهشة والطبيعة والفرح‪،‬‬ ‫كذلك الحقل الذي شكل لها صدمة من السعادة حني‬ ‫رأته ألول مرة يف رحلة مدرسية‪ .‬واستمرت عىل هذا‬ ‫املرشوع بعد انتقالها إىل فرنسا لتقيم معرضها الفني‬ ‫الفردي يف مدينة ليون ‪ 2006‬بعنوان‪" :‬الفارغ‬ ‫واملمتلئ" والثاين ‪ ،2007‬وأول معرض فني فردي يف‬ ‫باريس ‪ 2008‬بعنوان "مقدمة"‪.‬‬ ‫العيش يف باريس ويف املدينة الدولية الجامعية‬ ‫بني عرشات الجنسيات والثقافات واأللوان املختلفة‬ ‫جعل "نغم حديفة" تنفتح عىل عامل جديد غني‬ ‫ومتن ّوع‪ ،‬أث ّر للغاية يف رؤيتها الفنية ومشاريعها‪،‬‬ ‫فبدأت يف ‪ 2009‬مجموعة من املشاريع الفنية ذات‬ ‫االختصاصات املتعددة استخدمت فيها اللوحات‬ ‫البانورامية‪ ،‬حيث تتناغم فيها اللوحات مع املوسيقا‬ ‫مبصاحبة الراقصات اللوايت يتحاورن بأجسادهن‬ ‫مع ألوان اللوحات وتشكيالتها ليخرج مزيج فني‬ ‫خلب‪ ،‬جعل نغم تتطلع إىل مفهوم مغاير للجسد‬ ‫ّ‬

‫وجاملياته‪ ،‬وتصقل ثقافتها الفنية من خالل العمل‬ ‫مع اآلخرين‪.‬‬ ‫هذه املشاريع الفنية املشرتكة تنو ّعت باالشرتاك مع‬ ‫وسائط فنية متباينة كالفيديوهات وغناء األوبرا‬ ‫والرقص واملوسيقا والتمثيل اإلميايئ‪ ،‬ويف عمل‬ ‫سنة ‪ 2010‬بدأ الحارضون برسم اللوحة باللون‬ ‫األخرض مبرافقة مغنية أوبرا يابانية وراقص‬ ‫إفريقي‪ ،‬وبعد سنوات من العمل عليها خرجت‬ ‫اللوحة ذاتها سنة ‪ 2013‬باسم "قميص نوم ‪."2‬‬ ‫وهنا يبدو كم أن الوقت أمر ال قيمة جليلة له يف‬ ‫التط ّور الفني لنغم‪ ،‬حيث قد متيض سنوات طويلة‬ ‫وهي تعمل عىل عمل فني واحد‪.‬‬ ‫ينصب عىل الجسد‬ ‫يف تلك املرحلة راح اشتغالها‬ ‫ّ‬ ‫والقامش‪ ،‬وبدأت تتبلور رؤيتها للجسد املتحرك‬ ‫الراقص‪ ،‬لتبدأ يف العام ‪ 2015‬العمل عىل مرشوع‬ ‫"القفازات"‪ ،‬الذي كانت قد بدأته يف العام ‪،2012‬‬ ‫القفازات باعتبارها مثارا ً للفرح‪ ،‬ماسكات لأليدي متاماً‬ ‫كامسكات الوجوه التي عملت عليها مرارا ً‪ ،‬اليد التي‬ ‫تبني وتهدم‪ ،‬الفاعلة والخالقة لعالقة الفرد مع العامل‪.‬‬ ‫تيمة قميص النوم التي تعود "نغم حديفة" دوماً‬ ‫إليها‪ ،‬والتي بدأت ‪ 2009‬حني أهدتها جدتها ألمها‬ ‫وقت السفر قميص نوم‪ ،‬ترتبط عميقاً لديها بتيمة‬ ‫األغطية والقمصان‪ ،‬تلك الحميمية العميقة للجسد‬ ‫املسرتخي يف بيته‪ ،‬والتي ال تبتعد عن الطبيعة‬ ‫األم‪ ،‬التي سنعود إليها يوماً ونتامزج برتابها كجزء‬ ‫حيوي منها‪ .‬ويظهر هذا واضحاً يف لوحاتها‬ ‫"الخروج من املرآة ‪ "2012‬و"منخوليا ‪"2012‬‬ ‫واملقتناة يف متحف العامل العريب بباريس‪.‬‬ ‫تستخدم نغم يف اللوحة نفسها تقنيات متنوعة‬ ‫ومختلفة من حفر وزيت وإكرليك وألوان ترابية‬ ‫وحرب وألوان مائية وصباغ جوز وترسم عىل الورق‬ ‫والقامش‪.‬‬

‫*‪Max 21,6 Mbit/S‬‬

‫ب‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫زام‬ ‫تعاقدي‬

‫‪INTERNET‬‬ ‫‪FÜR‬‬

‫‪ZUHAUSE‬‬ ‫‪ ü‬قم بتوصيل‬ ‫الجهاز بالكهرباء‬ ‫‪ ü‬ابدأ التصفح‬

‫‪40 GB ü‬‬

‫‪99 €4/‬‬ ‫*‬

‫أسابيع‬

‫‪29‬‬

‫ال يشمل السعر مصروفات األجهزة‪.‬‬ ‫التعريفة صالحة فقط مع األجهزة‪.‬‬

‫قم بتوصيل الجهاز‬ ‫بالكهرباء و ابدء التصفح‬

‫سهل االستعمال و بدون التزامات تعاقدية‬ ‫يمكن استخدام خدمة االتصاالت الصوتية عبر اإلنترنت (‪.)Voice over IP‬‬

‫الشحن‬

‫نحن نتكلم لغتك‬

‫‪Ortel.‬‬

‫*‪ Datentarif: Ortel Mobile GmbH, E-Plus-Straße 1, 40472 Düsseldorf: 49‬سنت‪/‬ميجابايت‪ .‬يتم ذلك في خطوات حجم كل منها ‪ 100‬كيلوبايت‪ .‬خطة بيانات شركة ‪ Ortel Mobile‬يُمكن استخدامها فقط في ألمانيا (خدمات التجوال واالتصاالت الهاتفية غير ممكنة من الناحية التقنية)‪ .‬يشترط لالستخدام‪ :‬الحصول على اإلنترنت لالستخدام المنزلي‪،‬‬ ‫حزمة البدء (سعر التجزئة الموصى به غير الملزم قانو ًنا ‪ 69.99‬يورو)‪ .‬حزمة البدء تحتوي على بطاقة ‪ SIM‬وجهاز راوتر ثابت ‪ .LTE‬الستخدام الجهاز‪ ،‬يجب توصيله بالتيار الكهربائي‪ Internet für Zuhause )29,99 .‬يورو كل ‪ 28‬يومًا مدة تشغيل اختيارية) يُمكن حجزها من ‪ :Ortel Mobile Datentarif‬وذلك في جميع أنحاء ألمانيا بحجم بيانات يصل إلى‬ ‫‪ 40‬جيجا بايت وبسرعات تصل إلى ‪ 21.6‬ميجابت‪/‬ثانية (للتنزيل) و ‪ 8.6‬ميجابت‪/‬ثانية (للرفع)‪ ،‬ثم حتى ‪ 56‬كيلو بت‪/‬الثانية للرفع والتنزيل‪ .‬السرعات المحددة هي أقصى سرعة ممكنة فنيًا‪ .‬وقد يحيد متوسط السرعة الذي يتم الوصول إليه في الواقع عن ذلك‪ .‬يتم ذلك في خطوات حجم كل منها ‪ 100‬كيلوبايت‪ .‬يُمكن حجز خيار االستخدام في جهاز الراوتر الثابت ‪ .LTE‬إذا لم‬ ‫تلغ الباقة في نهاية المدة المعنية‪ ،‬فسيتم التجديد تلقائيًا إذا كان لديك رصيد كاف‪ .‬قد ال يكون هذا الخيار تجاريًا على سبيل المثال‪ ،‬ال يُمكن إعادة بيعها أو عرضها تجاريًا‪ .‬يقتصر االستخدام على االستخدام المتجول أو الثابت‪ ،‬ويتم استبعاد االستخدام الجوال‪WEEE- Nr. DE 10160685 .‬‬

‫‪22.10.18 12:26‬‬

‫‪2018_10_08--Abwab_Spot-Router_255x350.indd 1‬‬

‫‪12‬‬

‫ملف العدد‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬كانون األول ‪2018‬‬

‫أكشاك بيع المطبوعات في برلين‪:‬‬

‫حرية التعبير فوق الرفوف‬ ‫يحيى األوسي‬ ‫صحفي وكاتب سوري مقيم في ألمانيا‬

‫تثري رؤية الصحف واملجالت األملانية واألجنبية املعروضة يف أكشاك برلني ومكتباتها‬ ‫لدي شعورا ً باالرتياح‪ ،‬فهي جزء ال يتجزأ من إحسايس بحرية الفكر والتعبري‪ ،‬وتحديدا ً‬ ‫شعوري بالحرية اإلعالمية يف هذا البلد‪ .‬قد يكون مرد هذا الشعور املتّقد هو أنني أنحدر‬ ‫من بلد ال ترى يف أكشاكه سوى صحف السلطة الهزيلة ومجالت التسلية والتابلويد‪.‬‬ ‫يف كل مرة أتوقف أمام املراكز الكبرية التي تعرض املجالت‪ ،‬أتعرف عىل مطبوعات‬ ‫جديدة مل يسبق يل أن رأيتها قبالً‪ ،‬صحف ومجالت محلية وأجنبية من بلدان مختلفة‬ ‫بلغات متعددة‪ ،‬مطبوعات سياسية‪ ،‬علمية‪ ،‬كاريكاتري‪ ،‬طب‪ ،‬أزياء‪ ،‬ثقافة‪ ،‬رياضة‪،‬‬ ‫صحف ذات توجهات ثورية يسارية وأخرى راديكالية محافظة‪ ،‬حتى املجالت الجنسية‬ ‫تجد لها مكاناً وسط هذه الفوىض الرائعة بعيدا ً من مقص الرقيب الذي ال يبقِ وال يذر‪.‬‬ ‫طوال ثالثة سنوات يف أملانيا مل أسمع عن منع توزيع مطبوعة أو منعها من الدخول إىل‬ ‫أملانيا أو سحبها من األسواق‪ ،‬وال أمتنى أن يحدث‪ ،‬ألن هذا من شأنه تعكري الصورة التي‬ ‫يحملها كل صحفي أو مثقف طريد وصل إىل هذه البالد فارا ً من جمهوريات القمع‪.‬‬ ‫تقص توجهات الصحف األملانية الرئيسية أمرا ً أساسيا‬ ‫عندما وصلت إىل برلني كان‬ ‫ّ‬ ‫بالنسبة يل‪ ،‬ليس لكوين صحفياً وحسب‪ ،‬بل ألن التعرف إىل الخطاب اإلعالمي‬ ‫للصحف الرئيسية‪ ،‬ونهجها السيايس واالجتامعي‪ ،‬يس ّهل عملية فهم واستيعاب‬ ‫السياسة التي تُدار بها البلد‪ ،‬رغم صعوبة األمر الناجمة عن عدم إتقاين للغة األملانية‪،‬‬ ‫فقد متكنت مبساعدة زمالء أملان من متييز توجهات الصحف الرئيسية‪ .‬مل يكن‬ ‫التصنيف يرتاوح بني صحافة اليسار واليمني والصحف املحافظة وحسب‪ ،‬بل تعداه‬ ‫إىل تصنيفات أخرى مثل املستقل والحزيب‪ ،‬الليربايل والوسطي‪ ،‬الفكري واألكادميي‬ ‫باإلضافة إىل اعتبارات أخرى عديدة‪.‬‬ ‫أعرف أنه ليس من العدل املقارنة بني توجهات الصحف السائدة يف أملانيا والصحف‬ ‫يف سوريا‪ ،‬نظرا ً للفوارق القامئة بني نظام يقدّس حرية التعبري وآخر يقوم عىل ك ّم‬ ‫األفواه‪ ،‬لكن التفاوت الشاسع يثري حفيظة الصحفيني دوماً‪ ،‬فجميع الصحف الرسمية‬ ‫والتي يطلق عليها "الخاصة" تتبع للنظام الحاكم يف سوريا‪ ،‬وال تختلف سوى يف شدّة‬ ‫تبعيتها له‪ ،‬حتى الصحافة الحزبية التي يفرتض أنها تنطق باسم ما يعرف بــ "أحزاب‬ ‫الجبهة الوطنية التقدمية"‪ ،‬فهي يف كثري من األحيان تكون "ملكية أكرث من امللك"‪.‬‬ ‫أن ترى صحفاً أمريكية أو فرنسية يف أكشاك مدينة كونية كربلني‪ ،‬فهذا يعني نظرياً‬ ‫أنها وجدت هنا من أجل األمريكيني أو الفرنسيني الذين يقيمون ويعملون هنا‪ ،‬وهم‬ ‫كرث وال شك‪ ،‬لكن هذا ليس دقيقاً متاماً‪ ،‬ففي الواقع ستجد أن الكثري من األملان يقومون‬ ‫برشاء هذه الصحف واملجالت لقراءتها بلغتها األصلية‪ .‬أحد معاريف األملان يقرأ صحيفة‬ ‫ٍ‬ ‫لسنوات يف فرنسا قبل أن يعود إىل‬ ‫اللوموند منذ عرش سنوات كام قال يل‪ ،‬فقد عمل‬ ‫أملانيا‪ ،‬وهو يفضّ ل أن يستقي معلوماته من الصحف الفرنسية نفسها حتى اليوم‪ .‬كام‬ ‫أنني أشاهد صحفاً أمريكية يف منزل صديقتي األملانية يف كل مرة أقوم بزيارتها‪.‬‬ ‫لكن األمر قد يبدو مختلفاً قليالً لدى رؤية الصحف الرتكية التي تحتل موقعاً بارزا ً يف‬ ‫أكشاك العرض‪ ،‬وأحياناً مكاناً خاصاً بها بالنظر لكرثتها وتنوعها‪ ،‬فمع التسليم أن أخبار‬ ‫تركيا تقع ضمن دائرة اهتامم املواطنني األملان‪ ،‬بالنظر للعالقة التاريخية بني البلدين‪،‬‬ ‫إال أن املصدر الرئيس لألخبار عن تركيا ليست الصحف الناطقة بالرتكية‪ ،‬وإمنا الصحف‬ ‫األملانية التي تقوم بتغطية اخبار تركيا‪ ،‬وعىل األرجح فإن زبائن الصحف الرتكية هم‬ ‫األتراك‪ ،‬وبصورة خاصة األتراك الذين ال يتحدثون األملانية‪ ،‬هؤالء يجدون فيها نوعاً من‬ ‫املواساة كونهم ال يتقنون قراءة الصحف األملانية‪.‬‬ ‫فيام يتعلق بالصحف العربية‪ ،‬فأنا مل أر صحفاً عربية مشهورة يف أكشاك برلني‪ ،‬مرة‬ ‫واحدة العام ‪ 2015‬أصدرت صحيفتان أملانيتان هام‪" :‬بيلد" و"برليرن تسايتونج" أربع‬ ‫صفحات باللغة العربية كملحق موجه لالجئني العرب تم توزيعه مع النسخ الورقية‪،‬‬ ‫يف كرس لقانون االعتزاز اللغوي الذي يحظر استخدام أية لغة أجنبية يف املطبوعات‬ ‫الرسمية‪ .‬القانون تم تجاهله أيضاً مؤخرا ً عند زيارة الرئيس الرتيك أردوغان إىل برلني‪،‬‬ ‫عندما وضعت إحدى الصحف عنواناً كبريا ً باللغة الكردية قالت فيه‪" :‬إردوغان ال أهالً‬ ‫وال سهالً"‪ ،‬وبرأيي كانت هذه واحدة من أبرز تعابري الحرية اإلعالمية يف الصحافة‬ ‫األملانية‪.‬‬ ‫بالعودة إىل الصحف العربية‪ ،‬املؤكد أن عادة رشاء الصحف يف البالد العربية عادة‬ ‫غري جامهريية‪ ،‬وال أعتقد أن هناك من يطلبها أصالً هنا يف برلني‪ ،‬لكن السنوات‬ ‫القادمة ال بد وأن تحمل بعضاً من الصحف العربية لتأخذ مكانها بني مثيالتها من‬ ‫الصحف األجنبية األخرى‪ ،‬وما أخشاه أنها سوف تكون محاكاة لتجربة الصحافة‬ ‫الرتكية‪ ،‬مبعنى أنها ستكون إلرضاء حاجات القراء العرب فقط‪ ،‬طبعاً هذا إذا ما‬ ‫سلمنا بأن الصحافة الورقية سوف تبقى عىل قيد الحياة أصالً‪.‬‬

‫ضعف المشاركة السياسية عند النساء الالجئات‬ ‫علياء أحمد‬ ‫باحثة ومد ّربة في قضايا المرأة والطفل‬

‫للوهلة األوىل قد يبدو العنوان غريباً‪ ،‬فهل‬ ‫ميلك الالجئون أساساً‪ ،‬نسا ًء كانوا أم رجاالً‪،‬‬ ‫الحق يف املشاركة السياسية يف البلدان التي‬ ‫ّ‬ ‫تستضيفهم حتى ميكن قياس هذه املشاركة‬ ‫وتقييم فعاليتها؟‬ ‫للمشاركة السياسية أشكال مختلفة تبعاً لنوع‬ ‫األنظمة السياسية يف الدول‪ ،‬ويتناسب اتساع‬ ‫املشاركة وتعدّد مجاالتها طردا ً مع وجود قوانني‬ ‫تحفظ حقوق اإلنسان وتضمن الحريات‪ ،‬كام أ ّن‬ ‫العالقة متعدية بني طريف املعادلة‪ ،‬حيث أن فعالية‬ ‫األنشطة التي يقوم بها املواطنون يف الشأن العام‪،‬‬ ‫بصورها املختلفة‪ ،‬تؤثر عىل الوضع السيايس‬ ‫والقرارات الحكومية يف الدول التي تتيح لألفراد‬ ‫حرية التعبري عن آرائهم‪ ،‬وترجمتها إىل وقائع‬ ‫ومشاريع ملموسة عىل األرض‪ ،‬عرب األحزاب‬ ‫السياسية ومنظامت املجتمع املدين والنقابات‬ ‫والحركات الثقافية وحمالت املنارصة‪ ،‬وغريها من‬ ‫اآلليات التي تساهم يف صنع القرار السيايس‪.‬‬ ‫ ليس باالنتخابات وحدها‪...‬‬‫عىل ذلك‪ ،‬التنحرص املشاركة السياسية يف شكل‬ ‫واحد كاالنتخابات‪ ،‬وهو شكل املامرسة السائد‬ ‫الذي اعتاد مشاهدته كثري من القادمني الجدد‬ ‫يف بلدان أوروبا الغربية كأملانيا‪ .‬حيث تسود‬ ‫يف أذهان الكثريين فكرة خاطئة بأن املشاركة‬ ‫السياسية محصورة بحق الرتشّ ح واالنتخاب‬ ‫واالنضامم لألحزاب السياسية‪ ،‬األمر الذي مل يكن‬ ‫يجري يف أطر من الحرية يف بلدانهم‪ ،‬وإمنا ضمن‬ ‫لعبة هزلية ال تعدو كونها متثيلية سياسية سمجة‪.‬‬ ‫ورغم تواجد عرشات آالف الالجئني يف أملانيا‪،‬‬ ‫إال أن تأثريهم يف عملية صنع القرارات املتعلقة‬ ‫بهم ضعيف للغاية‪ ،‬العتقادهم بأن مشاركتهم‬ ‫بال جدوى وغري فعالة‪ ،‬وأنهم الميلكون الحق‬ ‫يف اإلدالء بدلوهم‪ ،‬فتنحرص همومهم بتفاصيل‬ ‫حياتهم اليومية مثل دورات اللغة ومتابعة‬ ‫األمور البريوقراطية يف مركز العمل "الجوب‬ ‫سنرت" أو مكتب األجانب "األوسلندر بيهورده"‪.‬‬ ‫فربغم وجود مئات املنظامت التي تعمل ألجل‬ ‫الالجئني واملشاريع الكبرية التي تستهدفهم‪ ،‬إال أن‬ ‫انخراطهم يف هذه املشاريع ومشاركتهم فيها دون‬ ‫املستوى املطلوب‪ ،‬وتكاد تنحرص يف األنشطة‬ ‫الرتفيهية كالرحالت والحفالت!‬ ‫ أنت تشارك سياسياً دون حتى أن تدرك ذلك‪..‬‬‫ال يدرك كثري من الالجئني أن حضور اجتامع‬ ‫أولياء األمور يف مدارس أطفالهم‪ ،‬واملشاركة يف‬ ‫انتخاب املجلس املدريس مثالً هي من أشكال‬ ‫املشاركة السياسية‪ ،‬وأن املشاركة يف املظاهرات‬ ‫ضد العنرصية أو سياسة الرتحيل‪ ،‬هي أيضاً من‬ ‫املامرسات السياسية الرضورية للتأثري والضغط‬ ‫عىل ص ّناع القرار‪ .‬املفارقة أن مشاركة الالجئني يف‬ ‫املظاهرات الداعمة لهم واملطالبة بحقوقهم ضئيلة‪،‬‬ ‫وغالباً مايكون األملان املشاركون يف املظاهرة أكرث‬ ‫من الالجئني‪.‬‬ ‫أما فيام يتعلق مبشاركة النساء فتظهر أبعاد أخرى‬ ‫للمسألة أكرث تعقيدا ً‪ ،‬إذ تعيق عوامل كثرية مشاركة‬ ‫النساء الالجئات وانخراطهن يف الحياة العامة‬ ‫للمجتمع الجديد‪ ،‬بدءا ً من حضور االجتامعات‬ ‫املدرسية‪ ،‬وليس انتها ًء بالتظاهر‪ ،‬ومن أهمها‬

‫العمل الفني‪ :‬نغم حديفة‬

‫" تسليط األضواء على حاالت نساء تم ّردن بشكل صارخ على‬ ‫المجتمع لتقديمهن كنماذج "سلبية" عن تحرر النساء‬ ‫و"انفالتهن" في المجتمع الجديد‪ ،‬يساهم في انحسار‬ ‫الغالبية الصامتة من النساء‪ ،‬ويدفعه ّن للتراجع خطوات خلفاً"‬ ‫تع ّمق السلطة الذكورية وترسخ محموالتها العنفية‬ ‫ضد النساء‪ ،‬إذ وجدت غالبية الالجئات أنفسهن‬ ‫محارصات بالقيود ذاتها التي رافقتهن من املجتمع‬ ‫األصيل إىل بلدان اللجوء‪ ،‬بل إن قيودا ً جديدة‬ ‫فرضت عىل الكثريات ملنع انفتاحهن عىل املجتمع‬ ‫الجديد الذي متتلك املرأة فيه حرية أكرب عىل‬ ‫الصعيد القانوين واالجتامعي‪.‬‬ ‫ما من ّ‬ ‫شك أن الجمعيات واملنظامت املعنية بحقوق‬ ‫النساء والهادفة لتحقيق العدالة لهن‪ ،‬تتحمل قسطاً‬ ‫من املسؤولية أيضاً ألسباب عدّة‪ ،‬منها ضعف آلياتها‬ ‫يف قياس وتحليل واقع النساء واحتياجاتهن‪ ،‬وبناء‬ ‫الربامج والخطط بعيدا ً عن مشاركة النساء أنفسهن‬ ‫بشكل منظم وجدّي يف وضعها‪ .‬لكن حتى عندما‬ ‫تصب يف مصلحة‬ ‫يجري تنظيم فعاليات هامة‬ ‫ّ‬ ‫تعليم النساء ومتكينهن من حقوقهن‪ ،‬أو إرشادهن‬ ‫إىل كيفية الحصول عىل فرص دراسة أو عمل أو‬ ‫مساعدتهن يف تيسيري بعض أمور حياتهن اليومية‪،‬‬ ‫تأيت النتيجة الصادمة بعدم مشاركة النساء وضياع‬ ‫كثري من الجهود واألموال سدى‪ ،‬يف مقابل مشاركة‬ ‫أعداد كبرية منهن يف األنشطة الرتفيهية أو لقاءات‬ ‫املرح والتسلية! هذا يعكس خلالً كبريا ً يف العالقة‬ ‫بني املنظامت وفئتها املستهدفة‪ ،‬يجب مالحظته‬ ‫ومعالجته بشكل منهجي يساهم يف رفع وعي‬ ‫ني ونَشَ أْ َن ضمن قوالب تسعى‬ ‫الذات عند نساء ُربّ َ‬ ‫لإلبقاء عليهن محدودات األفق‪" ،‬قارصات أبديات"‬ ‫الميلكن من أمرهن شيئاً مامل يق ّره الرجل‪ ،‬أباً أو‬ ‫زوجاً أو أخاً أو حتى ابناً‪.‬‬

‫ العنف عىل الهواء مبارشةً‪..‬‬‫تجدر اإلشارة إىل وسائل التواصل االجتامعي‬ ‫ودورها يف هذا املوضوع‪ ،‬فقد باتت تتحكم‬ ‫إىل حد كبري يف توجيه الرأي العام وتسيطر‬ ‫عليها العقليات الذكورية‪ ،‬فساهمت بقوة‬ ‫يف محاربة مشاركة النساء‪ ،‬وعملت عىل‬ ‫ترهيبهن والتحريض ض ّدهن‪ .‬األمثلة العنفية‬ ‫التي راحت ضحيتها نساء يف بث حي‬ ‫ومبارش التخفى عىل أحد‪ ،‬وكذلك التعليقات‬ ‫املؤيدة لهذه الجرائم والتربيرات الذكورية‬ ‫للمجرمني ال تقل جرمية عن الفعل‪ .‬كام أن‬ ‫تسليط األضواء عىل حاالت نساء مت ّردن‬ ‫بشكل صارخ عىل املجتمع لتقدميهن كنامذج‬ ‫"سلبية" عن تحرر النساء و"انفالتهن" يف‬ ‫املجتمع الجديد‪ ،‬يساهم يف انحسار الغالبية‬ ‫ويدفعهن للرتاجع‬ ‫الصامتة من النساء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫خطوات خلفاً‪.‬‬ ‫مثة نسا ٌء كثريات يكافحن يف مسارهن‬ ‫الخاص سواء يف تعلّم اللغة أو الدراسة‬ ‫نسبتهن األكرب بعيدة عن‬ ‫والعمل‪ ،‬إال أن‬ ‫ّ‬ ‫املشاركة يف الحياة العامة والسياسية أو يف‬ ‫النضال النسوي‪ ،‬فتقترص جهودهن عىل‬ ‫اإلنجاز الشخيص‪ ،‬ال لضيق الوقت بقدر‬ ‫الشعور بعدم االنتامء لهذه القضايا‪ ،‬أو عدم‬ ‫الثقة بأن املشاركة ستكون مؤثرة ومفيدة‪،‬‬ ‫وأحياناً الخوف من املشاركة‪.‬هذه وغريها‬ ‫مسائل تستدعي البحث والتفكري فيها‪.‬‬

‫ملف العدد‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬كانون األول ‪2018‬‬

‫‪13‬‬

‫احتفاالت الهدنة‬ ‫وآلة الحروب‬ ‫التي لن تتوقف‬ ‫شريف الرفاعي‬ ‫كاتب ومعماري سوري مقيم في باريس‬

‫فيام كنت أتابع قبل أيام االحتفاالت الفرنسية بذكرى الهدنة‬ ‫والذكرى املئوية النتهاء الحرب العاملية األوىل‪ ،‬تذكرت رواية‬ ‫اسمها‪ :‬صرب العصافري الالمتناهي‪ ،‬وهي تخرج عن املألوف يف‬ ‫صياغتها وموضوعها‪.‬‬

‫مثل نهر حيث الفضاء شحيح‬

‫مع من يجب أن يندمج الالجئون؟‬

‫ضحى عاشور‬ ‫كاتبة وناشطة سورية مقيمة في فرنسا‬

‫تعليقاً عىل املناظرة األخرية بني مارين لوبن وماكرون‬ ‫العام املايض‪ ،‬قال أحد الصحافيني‪" :‬مل ينقص املناظرة‬ ‫إال قفازات املالكمة"‪.‬‬ ‫ح ّملت لوبن مسؤولية معظم األوضاع املرتدية يف فرنسا‬ ‫لالجئني والسياسات الحكومية املتساهلة معهم‪ ،‬وطالبت بطرد‬ ‫قسم منهم والتوقف عن استقبال املزيد‪ ،‬وحرمانهم من حقوق‬ ‫الصحة والتعليم املجانيني وحرصها باملواطنني الفرنسيني‪.‬‬ ‫ولألمانة مل تذكر لوبن السوريني‪ ،‬لكنها كانت ساخطة عىل‬ ‫الجميع واألجانب عموماً‪ ،‬ودعت إىل خروج فرنسا من االتحاد‬ ‫األورويب‪ ،‬معللّة كل مطالبها بأن الفرنسيني "يشعرون بأن‬ ‫هويتهم وسيادتهم تُنتزع منهم"‪.‬‬ ‫مل يكسب ماكرون املناظرة فحسب‪ ،‬بل فاز بالرئاسة أيضاً‪.‬‬ ‫لكنه يف خطاب التنصيب أكد "يجب التغلب عىل االنقسامات‬ ‫تفش‬ ‫والتمزق يف مجتمعنا"‪ ،‬وأشار يف أكرث من مناسبة إىل ّ‬ ‫التهرب الرضيبي واستغالل النفوذ واالثراء غري املرشوع‬ ‫يف املستويات العليا‪ ،‬وكان قد قطع يف برنامجه االنتخايب‬ ‫ستني وعدا ً بينهم‪ :‬تخفيض النفقات العامة‪ ،‬كام الرضائب‬ ‫عىل الرشكات (كانت لوبن قد اتهمته بدعم العوملة املتوحشة)‪،‬‬ ‫ترميم مليون منزل‪ ،‬خفض البطالة‪ ،‬توظيف عرشة آالف‬ ‫رشطي جديد‪ ،‬وزيادة خمسة عرش ألف مكان يف السجون‪.‬‬ ‫هذه إشارات رسيعة إىل طبيعة األزمة التي تواجه الجمهورية‬ ‫الفرنسية‪ ،‬وتجد تعبرياتها يف الشارع حيث االرضابات ضد‬ ‫قانون العمل مازالت مستمرة منذ عامني‪ ،‬كام ارضابات‬ ‫واعتصامات الجامعات وعامل السكك الحديدية‪ ،‬وأقربها‬ ‫اعتصامات مارسيليا إثر انهيار منزل أودى بحياة مثانية‬ ‫أشخاص‪ ،‬وآخرها "الغضب األسود" حيث عطّلت جامعات‬ ‫"السرت الصفراء" حركة السري يف معظم املدن احتجاجاً عىل‬ ‫رفع الرضيبة عىل الوقود وغالء املعيشة‪.‬‬ ‫يف كل موجة احتجاجات تقرأ وتسمع الكثري من التعليقات‬ ‫فتتوقع أنها بداية لثورة تشبه ثورة مايو ‪ ،1968‬األمر الذي‬ ‫يظهر عمق األزمات التي تواجهها فرنسا‪.‬‬ ‫مع من يجب أن يندمج الالجئون؟‬ ‫كام أن املجتمع الفرنيس ليس كتلة واحدة كذلك هم الالجئون‬

‫ليسوا مجموعة موحدة‪ .‬ومن الطبيعي أن يتوزعوا يف أهوائهم‬ ‫وأفعالهم وانحيازاتهم وفق مصالحهم وثقافاتهم املختلفة‬ ‫وطموحاتهم‪ ،‬وهذا ما يحدث فعالً‪ ،‬فالالجئون أصحاب‬ ‫األموال واألعامل والسياسة يندمجون برسعة يف مجاالتهم‪،‬‬ ‫تيس االندماج‪ ،‬وكذلك أهل املوضة واألزياء‬ ‫بسبب العوملة التي ّ‬ ‫واليوغا واإلتيكيت ومحبو الحيوانات وجدوا ضالتهم يف‬ ‫املجتمع الجديد‪ .‬حتى لوبن لها جمهور من الالجئني األقدم‬ ‫الذين ذهبوا أبعد مام يتخيله دعاة االندماج أنفسهم‪ ،‬يف حني‬ ‫تجد أكرثية الالجئني مندمجة موضوعياً مع غالبية الذين‬ ‫يعانون من أزمات البلد من الفرنسيني (هناك أفراد وجمعيات‬ ‫من الالجئني وبينهم سوريني شاركوا يف االحتجاجات)‪.‬‬ ‫من املعروف يف علوم االجتامع أن كل مظاهر النزق والتهرب‬ ‫والتكاسل واالنطواء والتشيك تندرج ضمن إطار االحتجاج‬ ‫السلبي‪ ،‬األمر الذي يحتمل توافره بني الالجئني الذين لهم‬ ‫الحق بفرتة حداد عىل ما فقدوا‪ ،‬وبوقت واجراءات مالمئة‬ ‫تهيئهم للتعرف عىل بيئتهم الجديدة والتكيف معها‪.‬‬ ‫فرنسا مثالً تستقبل هجرات والجئني منذ خمسينيات القرن‬ ‫املايض‪ ،‬ما يضعها يف موقع املسؤولية واملساءلة بخصوص‬ ‫الالجئني وقضية االندماج‪ ،‬يف الوقت الذي تتواىن فيه‬ ‫الحكومات املتعاقبة عن االلتحاق مبثيالتها األوربيات حتى يف‬ ‫مجال تعليم اللغة لالجئني‪.‬‬ ‫الكلامت السحرية والالجئ‪..‬‬ ‫بعد الكلامت املفتاحية ذات التواتر األسبوعي‪ ،‬كيف ستقيض‬ ‫عطلة نهاية األسبوع؟ وقرينتها املوسمية‪ :‬أين ستميض العطلة‬ ‫الصيفية؟ تحتل املرتبة األوىل يف التداول اليومي كلامت‬ ‫سحرية تكاد تكون "مقدسة" مثل‪ :‬طفل‪ ،‬كلب‪ ،‬كتاب‪ ،‬تطوع‬ ‫وجمعيات ونشاطات وفعاليات‪..‬‬ ‫توحي معظم االهتاممات املذكورة مبيل املجتمع الفرنيس إىل‬ ‫التعاطي مع العامل الخارجي مبختلف مكوناته وموجوداته‪.‬‬ ‫ولكن مهالً‪ ،‬مثة رابط بني االهتاممات السابقة ميكن لحدس‬ ‫الالجئ‪/‬ة التقاطه وتلمسه كإنسان يحاول فهم الثقافة‬ ‫املطلوب االندماج فيها‪ .‬هذا الرابط يشكل الجذر األساس‬ ‫للفردية‪ ،‬أنا أوالً وأساساً‪ .‬ولكن أنا تحتاج إىل آخرين لتكسب‬ ‫رىض أكرب‪ ،‬ومبا أن اآلخرين مصدر محتمل للمتاعب‬ ‫وااللتزامات وتقييد األنا‪ ،‬ميكن أن يكون الحل األمثل املتاح أمام‬ ‫األنا اختيار العنارص األكرث مرونة وقابلية للتطويع والتكيف‬ ‫نظرا ً لحاجتها للحامية والرعاية‪ .‬رغم ما تفرضه هذه العنارص‬

‫من التزامات عىل األنا‪ ،‬إال أنها تحفظ لها حق السيطرة‬ ‫والتحكم واحتكار الكلمة األخرية‪.‬‬ ‫العالقة مع الالجئ هي من فصيلة العالقة مع الطفل‪ ،‬الكلب‪،‬‬ ‫الكتاب‪ .‬عالقة قامئة عىل هرمية تحفظ املسافة بني املانح‬ ‫واملمنوح له‪ ،‬بني رئاسة املنظمة واملتطوعني وبني املستفيدين‬ ‫من الخدمة املرشوطة‪ ،‬وال يبقى لالجئ الذي أنشئت املنظمة‬ ‫باسمه وألجله أكرث من ابداء مالحظة ومتني‪.‬‬ ‫ال أحد يستطيع إنكار ما تفعله منظامت املجتمع املدين من س ّد‬ ‫ثغرات املؤسسات الحكومية بتقديم املساعدات العاجلة لألفراد‬ ‫والعائالت‪ ،‬لكنها تنحو باتجاه خطاب يحتكر صوت الالجئني‬ ‫وإراداتهم املتنوعة‪ ،‬ويعمل عىل تنميطها وقولبتها‪.‬‬ ‫اإلنسان يسكن ثقافة أكرث مام يسكن أرضاً‬ ‫هذه املالحظة اللامحة لفوكو ما تزال تفعل فعلها‪ ،‬حيث‬ ‫يعيش الفرنسيون يف ثقافتهم وتاريخ ثورتهم امللهمة وآدابهم‬ ‫وفلسفتهم وفنونهم أكرث مام يعيشون واقعهم الراهن‪ ،‬خاصة‬ ‫عندما يتعلق األمر بالتفاعل واالنفتاح عىل اآلخر‪ .‬مع األخذ‬ ‫باالعتبار أن الثقافة ليست معطى جامدا ً‪ ،‬لكنه بالتأكيد ليس‬ ‫سهل التأثر‪.‬‬ ‫مثل نهر‪ ،‬أضيق من فضاء‬ ‫يف سوريا‪ ،‬عندما كنت يف السجن‪ ،‬متاهيت مع شجرة‪ .‬مثلها‬ ‫كانت خيارايت وقدرايت وحيايت كلها مهدّدة باالندثار ما مل‬ ‫أتشبث بجذوري وأغذي كياين بنسغ األمل والتطلع خارج‬ ‫الجدران ألبقى مورقة مثمرة‪.‬‬ ‫يف فرنسا‪ ،‬حيث البالد الغزيرة املتنوعة طبيعة وتاريخاً‬ ‫وحضارة‪ ،‬وجدتني أمتاهي بنهر "املارن" الذي مي ّر يف بلديت‪.‬‬ ‫مثله أسري وأجري وأتدفق‪ ،‬أصفو وأتعكر وأفيض‪ ،‬أتذمر‬ ‫وأمترد وأنحت جانبي ألوسع مجراي‪ ،‬لكني أبقى مقيدّة إىل‬ ‫ضفتني‪ ،‬محكومة مبنبع ومصب ورسير‪.‬‬ ‫يف فرنسا‪ ،‬مل أعد شجرة‪ ،‬رصت نهرا ً دائم الجريان‪ ،‬تتبدّد‬ ‫سنوايت وأنا أسعى ملالقاة قدري‪ :‬أن أندمج وأذوب يف النهر‬ ‫األكرب‪ ،‬نهر السني‪.‬‬ ‫من محنة األقدار تولد القدرات‪ ،‬هذا ما أعرفه وما خربته‪ ،‬ولكن‬ ‫مل أكتشفه بعد كالجئة تريد أن تتفاعل وتتشارك فضاء الحرية‬ ‫الذي فتحته الثورة الفرنسية العظيمة للجميع‪.‬‬

‫يروي كاتبها األسرتايل دافيد معلوف (وهو من أب لبناين وأم‬ ‫بريطانية) قصة شاب اسرتايل مولع بالطيور‪ ،‬يراقب تحركاتها‬ ‫ويسجل أنواعها وطقوسها ومواعيد هجراتها يف مستنقعات‬ ‫وبراري أسرتاليا الشاسعة‪ .‬ثم تندلع الحرب العاملية األوىل‬ ‫ويذهب متطوعون للمشاركة يف القتال‪ ،‬ومنهم جيم‪ ،‬الذي يعلل‬ ‫ذلك بأنه "إذا مل يذهب فإنه لن يفهم أبدا ً‪ ،‬عندما سينتهي كل‬ ‫ذلك‪ِ ،‬ملَ تغريت حياته وكل ما عرفه حتى اآلن‪ ،‬وأن أحدا ً لن يكون‬ ‫مبقدوره أن يقوله له‪ .‬وسيميض حياته متسائالً عام جرى له‬ ‫باحثاً يف عيون اآلخرين عن إجابة"‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫طرف محدد‬ ‫يذهب جيم إىل الحرب إذا ً‪ ،‬دون االنتامء إىل‬ ‫ودون إيديولوجيا أو إميان بجدواها‪ ،‬وسيكتشف هناك أن‪:‬‬ ‫"الحروب ستستمر حتى األزل‪ .‬الحرب‪ ،‬أو يشء يشبهها‬ ‫يحمل اسامً آخر‪ ،‬سيستمر باالنتشار من هنا وحتى يطال‬ ‫األرض كلها؛ اآللة الهائلة واملجرمة التي تشتغل يف املقدمة‬ ‫تتطلب مزيدا ً من الرجال ومزيدا ً من الدماء يك تعمل‪ ،‬ومل يعد‬ ‫باإلمكان السيطرة عليها"‪.‬‬ ‫ال تبحث الرواية عن مذنب وبريء‪ ،‬وال تقول كلمة واحدة عن‬ ‫سبب اندالع الحرب العاملية األوىل التي حصدت املاليني والتي‬ ‫تحتفل فرنسا اليوم مبرور قرنٍ كامل عىل نهايتها‪ .‬فبعد مرور‬ ‫الزمن ال يبقى من الحروب سوى ذكرى مآسيها وضحاياها‬ ‫الذين مل يختاروا بالرضورة خوضها‪.‬‬ ‫إذا ً تذكرت كل هذا وأنا أتابع االحتفاالت الفرنسية‪ ،‬والحقيقة‬ ‫أنها كانت جميلة ومتقنة عىل كافة األصعدة‪ ،‬حتى خطاب‬ ‫ماكرون كان جيدا ً ومؤثرا ً وهو يتحدث عن السالم وعن‬ ‫إمكانية تجنب األسوأ يف كل لحظة‪ .‬وبينام كانت املوسيقى‬ ‫تعزف مقطوعة باخ ثم مقطوعة البولريو لرافيل‪ ،‬كنت أتأمل‬ ‫وجوه الحارضين يف الصف األول‪ :‬بوتني‪ ،‬ترامب‪ ،‬نتانياهو‪،‬‬ ‫ثم تساءلت عن جدوى الكالم املنمق يف حرضة هذا الجمع‬ ‫ربر‬ ‫الغفري! فإذا كانت مقتضيات السياسة والربوتوكول ت ّ‬ ‫دعوة روسيا وأمريكا باعتبارهام طرفان يف الحرب‪ ،‬فإنها‬ ‫حتامً ال تقتيض دعوة نتنياهو الذي مل تكن دولته قد ُوجدت‬ ‫ربر‬ ‫أصالً حينها‪ .‬وحده توازن القوى يف أسوأ صوره ي ّ‬ ‫وجوده‪.‬‬ ‫كانت الصورة تتناقض مع الخطاب واملوسيقا واألشخاص‬ ‫عىل جاملهم‪ ،‬وعندما سألتني ابنتي برباءة عمرها‪ ،‬من هو‬ ‫الجندي املجهول؟ تلكأت باإلجابة مخفياً تحرشج صويت‪،‬‬ ‫وانتبهت أنني مل أملحه بني الحضور رغم كل العسل‬ ‫وإتقان املشهد‪ .‬اكتشفت أيضاً كم أن الحزن بات متغلغالً‬ ‫يف داخيل لدرجة العجز عن التفاؤل‪ ،‬وكنت أرى عىل‬ ‫إيقاع البولريو كل حروبنا املستمرة وطابور اآلالم املستمر‬ ‫عىل جغرافيتنا وناسها‪.‬‬ ‫مل يعد جيم‪ ،‬عاشق الطيور‪ ،‬من الحرب التي مل يفهم عبثيتها‬ ‫حتى راح ضحيتها‪ ،‬هو واملاليني من أمثاله‪ ،‬هو والخيول‬ ‫والكالب والطيور التي دفعت أيضاً دون أن تدري رضيبة‬ ‫الحرب‪ .‬ثم اكتشف يف تلك اللحظة املتأرجحة بني الحياة‬ ‫واملوت كم هي طيبة رائحة األرض التي بدأ بحفرها‪ ،‬وهو‬ ‫يسمع صوت صديقه الذي قىض نحبه قبله يقول‪" :‬مل يعد‬ ‫ج آخر‪ ،‬إال أن نحفر عميقاً يك نخرج من الجانب‬ ‫هناك من مخر ٍ‬ ‫اآلخر"‪ ،‬من الجانب اآلخر لألرض!‬

‫‪14‬‬

‫باب شرقي‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬كانون األول ‪2018‬‬

‫أصحاب القمصان الحمر‬ ‫هيفاء بيطار‬

‫الساعة الزرقاء‬ ‫"معرض الفنان السوري خالد بركة في هامبورغ األلمانية"‬

‫كاتبة وروائية سورية‬

‫خاص أبواب‬ ‫غصت مواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬وتحديدا ً تبادل الرسائل عرب الفيسبوك‪ ،‬مبا‬ ‫ّ‬ ‫ييل حرفياً وما أكتبه موثق يف مواقع التواصل‪" :‬علامنيو سوريا الرافضون ملنطق‬ ‫(دولة داخل الدولة) األوقايف متفقون عىل حركة حضارية لطيفة (يا سالم شو‬ ‫جاية يف السياق الصحيح كلمة لطيفة) يوم األحد ‪ .7-10-2018‬والتجول يف‬ ‫شوارع سوريا من الساعة الرابعة حتى السادسة مساء مرتدين بلوزة أو قميص‬ ‫أحمر فاقع وفا ًء لدم شهداء سوريا‪ ،‬ورفضاً للتغول األوقايف يف الدولة السورية‬ ‫يف لدماء‬ ‫(ال تظاهر وال اعتصام وال إزعاج ألحد‪ ،‬مشوار بالطريق) كل سوري و ّ‬ ‫الشهداء راغب يف سوريا عرصية مدنية مدعو للمشاركة‪ .‬سوريا لك السالم–‬ ‫لوزارة األوقاف خط أحمر"‪.‬‬ ‫هذا هو النص الحريف الذي تبادله مئات األلوف من السوريني الذين يعتقدون‬ ‫أنهم علامنيون‪ ،‬وسوف ينفد القامش األحمر من سوريا‪ .‬طبعاً كنت واحدة من‬ ‫مئات األلوف الذين وصلتهم هذه الرسالة‪ .‬وأجدين مضطرة لتحليلها ألن القرف‬ ‫مألين والنفاق أطاش صوايب‪ .‬بداي ًة ال أعرف أن هنالك مظاهرة احتجاجية توصف‬ ‫باللطيفة! عادة تستعمل كلمة "سلمية"‪ ،‬وهؤالء الذين يدّعون العلامنية احتاجوا‬ ‫ألكرث من مثاين سنوات حتى يقدّروا دم الشهداء!! ولوال املرسوم ‪ 16‬لوزارة‬ ‫األوقاف السورية ملا اهتموا ال بالشهداء وال بدمائهم‪ ،‬ولعلهم يسهرون يومياً حتى‬ ‫الفجر يف أغىل املنتجعات‪ .‬أرض سوريا أصبحت رطبة من نزيف دم أبنائها‬ ‫(إضافة لنزوح أكرث من ثلث شعبها)‪ ،‬والشهداء بريئون من هؤالء املمثلني مدعي‬ ‫العلامنية‪.‬‬ ‫هؤالء مل يخرجوا إحتجاجاً عىل مجازر سوريا مثل مجزرة الحولة‪ ،‬التي مات فيها‬ ‫عرشات األطفال‪ ،‬ومل يحتجوا عىل استعامل الرباميل املتفجرة من قبل النظام وال‬ ‫عىل تهجري حوايل مليوين حلبي إىل الساحل‪ ،‬ألن جحيم حلب أصبح ال يطاق‪،‬‬ ‫مل يلبس هؤالء قميصاً أحمر أبدا ً وال خطر ببالهم لبس القميص األحمر متذرعني‬ ‫بأنهم يقدسون الشهداء وبأن األحمر يرمز لدمهم‪ ،‬كام أنهم مل يخرجوا طوال‬ ‫مثاين سنوات من الثورة السورية والجحيم السوري احتجاجاً عىل جرائم داعش‪،‬‬ ‫عىل األقل من واجبكم محاربة جرائم داعش املروعة وإحتاللها للرقة ولعدة مدن‬ ‫سورية وسيطرتها عىل جزء كبري من النفط‪ .‬مل يخرج علامنيو سوريا أصحاب‬ ‫املظاهرة اللطيفة احتجاجاً عىل خطف املطرانني وموت مئات اآلالف من املعتقلني‬ ‫يف أقبية النظام تحت التعذيب‪ ،‬مل يعنهم منظر الشاحنة العمالقة املحملة‬ ‫باألطراف اإلصطناعية من أقدام وأيادي‪ ،‬والتي تسري يف شوارع الالذقية مكشوفة‬ ‫دون أن تغطي محتوياتها ومتجهة إىل املشفى العسكري بعد أن سيطر الروس‬ ‫عىل مشفى األسد الجامعي‪ .‬مل يخرج هؤالء العلامنيون اللطيفون طوال مثاين‬ ‫سنوات مبظاهرة ضد الفقر املدقع وانهيار اللرية السورية‪.‬‬ ‫ومن باب النزاهة املطلقة وألنني مسيحية بالصدفة (ألن والدي مسيحيني) أرسل‬ ‫يل أصحاب القمصان الحمر رسائل عديدة يقولون فيها إنهم واثقون أن أي ُمسلم‬ ‫لن يُشارك يف هذه املظاهرة‪ ،‬وبأن غالبيتها ستكون من الطائفة املسيحية! يا سالم‬ ‫عىل العلامنية وسوء الظن باملسلمني‪ ،‬كام لو أنهم سعداء بقانون وزارة األوقاف‪،‬‬ ‫كام لو أن سوريا مقسومة إىل وطنني أحدهام مسيحي واآلخر مسلم!‬ ‫العلامنية ليست لقباً بل سلوك حياه وقبول لآلخر وإحساس بالوحدة الوطنية‪.‬‬ ‫عىل من تضحكون يا أصحاب القمصان الحمراء؟ هل تعتقدون أن أبسط مواطن‬ ‫سوري ساذج سيصدقكم؟ أنتم أشبه بأم مات ابنها ومل تحزن عليه ومل تدفنه ومل‬ ‫تقم له عزاء إال بعد مثاين سنوات! ألنها يف الحقيقة ليست أمه‪ ،‬وأنتم ال متثلون‬ ‫الشعب السوري املسحوق واملنتهك الكرامة والفقري‪ ،‬وعار عليكم أن تدّعوا بأنكم‬ ‫تلبسون القميص األحمر إكراماً للشهداء‪.‬‬ ‫إحدى املشاركات يف هذه املظاهرة اللطيفة امرأة مؤمنة وأم وجدة وكان رأيها يوم‬ ‫مجزرة الحولة بأنها مل تذرف دمعة بل باركت تلك املجزرة وقالت يل علناً‪" :‬منيح‬ ‫ماتوا ألنهم بعد عدة سنوات سيصريون إرهابيني كأهاليهم"‪ .‬هذه السيدة تعتقد‬ ‫أنها علامنية‪ ،‬وهنا تكمن الكارثة‪ ،‬وقد غضبت عليها ذات يوم وقلت لها عيب أنت أم‬ ‫وجدة فكيف تفرحني ملجزرة راح ضحيتها عرشات ورمبا مئات األطفال! وصدقاً‬ ‫ال هدف يل بفضح هكذا عقلية وهي منترشة بشدة يف املجتمع الذي يظن نفسه‬ ‫رمز العلامنية‪ ،‬ولكن غايتي كشف أعراض األمراض اإلجتامعية املروعة يف املجتمع‬ ‫السوري وعدم فهمه للعلامنية عىل اإلطالق‪ ،‬ومثة جهات تغذي هذه العقلية‬ ‫وتستغلها‪.‬‬ ‫شهداء سوريا براء منكم يا أصحاب القمصان الحمراء يا من تتجولون مبسرية‬ ‫لطيفة يف شوارع سوريا‪.‬‬

‫تم افتتاح معرض الفنان السوري "خالد بركة" يوم الخميس ‪15‬‬ ‫ّ‬ ‫نوفمرب‪ /‬ترشين الثاين ‪ ،2018‬بعنوان‪" :‬الساعة الزرقاء" وذلك‬ ‫يف متحف الفنون والحرف مبدينة هامبورغ األملانية ‪Museum‬‬ ‫‪ ،für Kunst und Gewebe Hamburg‬بحضور أملاين وعريب‬ ‫الفت‪ .‬عنوان املعرض‪" :‬الساعة الزرقاء"‪ ،‬هو استعارة لوصف‬ ‫الفرتة الفاصلة بني غروب الشمس والغسق‪ ،‬وبني رشوق الشمس‬ ‫والفجر‪ .‬فرتة ما قبل العتمة أو ما قبل النور‪.‬‬ ‫املعرض كان أشبه بعرض بانورامي ملعظم مراحل عمل الفنان وأعامله‬ ‫الفنية املختلفة‪ ،‬هو املقيم منذ عام ‪ 2010‬يف أملانيا‪ ،‬كام مل يغب مفهوم‬ ‫الفن املفاهيمي عن أي عمل منها‪ ،‬حتى أن فكرة العمل طغت يف أحيان‬ ‫عىل التقنيات الفنية املستخدمة‪ .‬ابتداء من مناذج الصور لسوريني‬ ‫مفجوعني برحيل أحبتهم خالل الحرب‪ ،‬مستعرضاً وحشية ما قام‬ ‫به النظام ضد معارضيه‪ ،The Untitled Images 2014 :‬وقد ف ّرغ‬ ‫فيها "خالد بركة" أجساد الضحايا لتبدو بيضاء متاماً‪ ،‬كأنه يحمي‬ ‫قدسية املوت وحرمته من أعني امليديا واملنتهكني‪ .‬إىل لوحة "خرائط‬ ‫مرنة" ‪ 2018‬حيث يحايك فيها تقنية كينتسوغي اليابانية التي تجمع‬ ‫املكس من جديد بخيوط الذهب‪ ،‬وهنا يعيد بركة جمع دول‬ ‫السرياميك‬ ‫ّ‬ ‫العامل املشتتة بحدود وصدوع بلحام من ذهب‪" .‬الساعة ستون دقيقة‬ ‫وبالعكس" ‪ 2018‬تسري فيها عقارب الساعة عكس املعتاد وتذكّرنا‬ ‫بالتصورات املتباينة للثقافات واختالفات الوقت فيها‪ ،‬والكريس‬ ‫املتشظية التي تتمدّد أشالؤها الخشبية عىل أرض املعرض لها دالالتها‬ ‫كذلك‪ ،‬أما محاكاة متثال اإليرلندي "موريس هارون" ‪Hands Across‬‬ ‫‪ the Divide‬فكانت متثيالً لحالة الشقاق السوري السوري الذي يبتعد‬ ‫فيه شخصان متقابالن ويتقاربان وهام ميدّان أيديهام لبعضهام دون‬ ‫أن ينجحا بالتالمس‪ .‬وقد سمي العمل‪:‬‬

‫"‪The Shake, Materialised Distance"2013‬‬ ‫يستمر املعرض حتى تاريخ ‪ 13‬يناير‪ /‬كانون الثاين ‪.2019‬‬

‫خالد بركة‪:‬‬

‫فنان سوري من مواليد ريف دمشق العام ‪ ،1976‬حصل عىل األستاذية‬ ‫يف فن الرسم من كلية الفنون الجميلة يف جامعة دمشق‪ ،‬ثم عىل‬ ‫ماجستري يف الفنون الجميلة من أكادميية الفنون بالدمنارك قبل انتقاله‬ ‫إىل فرانكفورت كطالب ماجستري باملدرسة العليا للفنون‪ .‬منذ ‪2017‬‬ ‫يدير ورشات عمل يف جامعة برلني للفنون‪.‬‬

‫عيادة أونالين لالستشارات النفسية والجنسية‬ ‫باتت حاجتنا للحصول عىل االستشارات‬ ‫النفسية والجنسية عن بعد (أونالين) بدءاً‬ ‫من اإلرشاد ووصوالً للعالج إحدى الحاجات‬ ‫امللحة يف حياتنا اليومية يف ظل التغريات‬ ‫الج ّمة التي طرأت عىل حياة اإلنسان‬ ‫املعارص يف السنوات املاضية‪ .‬ترافق ذلك مع‬ ‫ازدياد الوعي واالهتامم بالصحة النفسية‬ ‫والجنسية‪ ،‬ملا اكتشفه الناس من أهميتهام‬ ‫يف الوصول للتك ّيف اإليجايب والتوازن‪،‬‬ ‫عىل مستوى األداء الفردي‪ ،‬العائيل واملهني‪،‬‬ ‫خاصة أن املعروض يف مجال هذه الخدمات‬ ‫قارص عن تغطية االحتياجات الواسعة‪ .‬عالوة‬ ‫عىل ذلك فقد ساهمت ثورة االتصاالت بذلك‬ ‫عندما أصبح التواصل عرب اإلنرتنت هو سمة‬ ‫الحارض واملستقبل‪.‬‬ ‫وترافقاً مع توسع استخدامنا لإلنرتنت يف تيسري‬ ‫معظم أمورنا الحياتية‪ ،‬طرح الدكتور بسام عويل‪،‬‬ ‫منذ أكرث ‪ 15‬سنة يف بولندا‪ ،‬فكرة استخدام اإلنرتنت‬ ‫يف مجال الخدمات النفسية واالستشارات العيادية‪،‬‬ ‫وكان من أوائل الذين ط ّوروا مناهجه وأدواته وأجروا‬ ‫األبحاث العيادية والعلمية يف مجاالته‪ .‬وقد استفاد‬ ‫الكثريون من كتاباته والتدريبات املهنية التي قام‬ ‫بتنظيمها للسيكولوجيني واالختصاصيني الجنسيني‬ ‫يف الجمعية البولندية للمعالجني التي يرأسها‪،‬‬ ‫بهدف حصولهم عىل شهادات الخربة املهنية التي‬ ‫تؤهلهم نظرياً وعيادياً ملامرسة مهنة تقديم الخدمات‬ ‫النفسية عن بعد‪.‬‬

‫ولدت فكرة املوقع الذي أطلقه الدكتور بسام‬ ‫عويل مؤخرا ً‪" :‬بسام عويل لالستشارات النفسية‬ ‫والجنسية أونالين" كامتداد لعمله العيادي يف‬ ‫مركزه الخاص يف بولندا‪ ،‬بعد تل ّمس الحاجة‬ ‫املاسة من قبل الكثري من السوريني يف بالد‬ ‫الشتات إىل الخدمات التخصصية يف مجاالت‬ ‫الصحة النفسية والجنسية باللغة العربية عرب‬ ‫التواصل املبارش‪ ،‬مبا يسمح بتجاوز حاجز اللغة‬ ‫من جهة‪ ،‬والحواجز الثقافية األخرى التي تجعل‬ ‫كثريين يخشون زيارة األخصايئ النفيس أو‬ ‫الجنيس يف أماكن إقامتهم‪ ،‬لشعورهم بعدم فهم‬ ‫خصوصياتهم ومشكالتهم من قبل املعالجني‬ ‫األجانب‪.‬‬ ‫تم التصميم األويل للموقع وفق آليات واضحة‬ ‫تجعل العالقة بني طالبي اإلستشارة و ُمقدمها‬ ‫ذات طابع مهني‪ ،‬يقوم عىل أسس من الجدية‬ ‫واملسؤولية لكون هذه الخدمات ُمنظمة‬ ‫ومأجورة‪.‬‬ ‫يهدف موقع "بسام عويل لالستشارات النفسية‬ ‫والجنسية أونالين" باللغة العربية للوصول إىل‬ ‫كل من يحتاجها بغض النظر عن مكان إقامته‪،‬‬ ‫ويسمح له بالحصول عىل خدمات مهنية‬ ‫عالية الجودة وذلك عرب نرش الوعي والتثقيف‬ ‫النفيس وتقديم االستشارات املتخصصة من‬ ‫تشخيص وتقييم واستشارة وإرشاد وعالج‬ ‫نفيس وجنيس‪ ،‬وكذلك التدخل يف األزمات‬

‫النفسية والجنسية‪ ،‬والعالج الفردي واألرسي‪،‬‬ ‫واملتابعة والدعم والتعزيز‪ ،‬وكذلك مساندة املرىض‬ ‫وأرسهم يف مواجهة عبء االضطرابات واملشاكل‬ ‫النفسية والجنسية التي ترافق املرض واإلعاقة مع‬ ‫الرتكيز عىل الحفاظ عىل خصوصية من يطلب‬ ‫اإلستشارة‪.‬‬ ‫يقدم املوقع االستشارات النفسية فيام يخص‬ ‫االكتئاب واضطرابات الخوف والقلق واإلدمان‬ ‫واملشاكل العاطفية والصدمات النفسية وكذلك‬ ‫االضطرابات واملشكالت املتعلقة باألداء الجنيس‬ ‫وانخفاض مستوى الرغبة الجنسية‪ ،‬اضافة‬ ‫للمشكالت املتعلقة بامليول املثلية الجنسية وغريها‬ ‫من املشكالت التي تعيق الوصول إىل املتعة‬ ‫الجنسية‪.‬‬ ‫د‪ .‬بسام عويل‪ ،‬دكتوراه علم النفس‪ ،‬اختصايص علم‬ ‫النفس العيادي والصحة النفسية وكذلك علم النفس‬ ‫الجنيس والصحة الجنسية‪ .‬حائز عىل العديد من‬ ‫شهادات التخصص والخربة يف اإلرشاد والعالج‬ ‫النفيس والجنيس‪ .‬عمل يف الجامعات البولندية‬ ‫مبنصب بروفيسور أكادميي مايقرب من ‪ 24‬سنة‪.‬‬ ‫رئيس الجمعية البولندية للمعالجني‪ .‬له ما يقرب من‬ ‫مائة مقالة علمية وفصول يف كتب منشورة باللغات‬ ‫البولندية والعربية والروسية واإلنكليزية‪ .‬كام نرشت‬ ‫له مجموعة كبرية من الكتب ما بني إعداد وتأليف‬ ‫آخرها مؤلفه الجديد باللغة العربية‪" :‬علم النفس‬ ‫الجنيس العيادي"‪.‬‬

Bildquelle: Adobe Stock / Tatjana Balzer

Integration. Mitmachen. Die richtigen Medien im Fokus Die Integration von Flüchtlingen und Migranten liegt dem Geldtransfer-Anbieter MoneyGram besonders am Herzen. Seit dem Start der Kampagne Integration.Mitmachen. im Frühjahr 2018 hat das Unternehmen zahlreiche Projekte aus dem Sport-, Kultur-, Media und Sozialbereich gefördert. Das jüngste Förderprojekt ist das „Flüchtling - Magazin“, ein Online-Medium, das sich für den multikulturellen Austausch einsetzt“. Die MoneyGram-Förderung unterstützt die Macher, auch im nächsten Jahr ein Sprachrohr für mehr Akzeptanz und Toleranz unter Menschen unab-

hängig ihrer Herkunft zu sein.

Was macht das Magazin so besonders? „Geflüchtete kommen nicht zu Wort“, dies belegt eine Studie bezüglich der Medienberichterstattung über Flüchtlinge, von Prof. Dr. Hestermann, Hochschule Macromedia. Abhilfe will die Plattform www.fuechtling-magazin. de schaffen und fördert den Dialog zwischen Geflüchteten und Deutschen auf Augenhöhe. Gegründet wurde das Online-Magazin im Februar 2017 von dem geflüchteten syrischen Journalisten

Hussam Al Zaher. Seitdem berichten er und sein Team von 24 ehrenamtlichen Mitarbeitern über die Situation von Flüchtlingen in Deutschland. „Das Magazin soll eine Stimme der Geflüchteten sein – und zwar auf Deutsch“, beschreibt Al Zaher sein Anliegen. Geflüchtete schreiben über ihre Kultur, ihre Gedanken, über Integration und ihre Erfahrungen in Deutschland. Viele der veröffentlichten Texte werden von den Flüchtlingen selbst verfasst. Außerdem werden Interviews online gestellt, Berichte über Projekte von und für Geflüchtete. Es gibt rechtliche

Tipps, Rezepte und Berichte über aktuelle Ereignisse. Das Flüchtling-Magazin und seine Facebook-Seite https://www.facebook.com/ fluechtlingmagazin/ mit mehr als 12.000 Followern ist auch eine Plattform für den kulturellen Austausch. Kommunikation zwischen Flüchtlingen und Deutschen soll gefördert werden, Barrieren, Vorurteile und gegenseitige Ängste abgebaut werden.

Erfolgreicher Kampagnenstart auch in Großbritannien Seit Mitte November ist Integration. Mitmachen. nun

Über Integration.Mitmachen.

auch offiziell International aktiv. Zusammen mit dem Partner Migrant Voice wurde die Kampagne unter dem Arbeitstitel „PARTICIPATE. iNTEGRATION“ in London zahlreichen Vertretern unter anderem von Charity-Organisationen und ausländischen Communities vorgestellt. Die Resonanz war beeindruckend und bereits wenige Tage nach dem offiziellen Kampagnenstart, ist eine Vielzahl an spannenden Projektanfragen über die englische Seite www.participate-integration.eu eingegangen. Über den Fortlauf der Kampagne werden wir auch künftig hier berichten.

Auf Initiative von MoneyGram ruft Integration.Mitmachen. dazu auf, Integration aktiv mitzugestalten. MoneyGram selbst geht mit gutem Beispiel voran und unterstützt bzw. initiiert zahlreiche Integrationsprojekte aus den Bereichen Sport, Bildung und Kultur. Gleichzeitig ist MoneyGram daran interessiert, im Rahmen von Integration. Mitmachen. neue Integrationsprojekte zu fördern und freut sich auf den regen Austausch mit Vereinen, Vertretern ausländischer Gemeinden und allen, denen das Thema genauso am Herzen liegt.

Über MoneyGram

MoneyGram ist weltweit der zweitgrößte Anbieter für internationale Geldtransfers und Zahlungsdienstleistungen. Egal ob Geld von einer Filiale oder online als Barauszahlung, auf ein Bankkonto oder Mobile Wallet gesendet wird – wir bringen Freunde und Angehörige mit unserem breiten Serviceangebot auf die für sie bequemste Art näher, auch wenn sie viele tausende Kilometer voneinander entfernt leben. In ausgewählten Märkten bieten wir unter anderem auch Zahlungsanweisungen und Rechnungszahlungsmöglichkeiten an. Weitere Informationen unter www.moneygram.de. Im Rahmen des Gemeinschaftsprojektes Integration.Mitmachen. wird MoneyGram unterstützt von Kalic Media e. K. und IT hilft gGmbH.

‫‪16‬‬

‫باب شرقي‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬كانون األول ‪2018‬‬

‫لنجعل مساجدنا من بلّلور شفاف‬

‫حوار مع الشيخ "محمد طه صبري" إمام مسجد "دار السالم" في برلين‬ ‫حاورته سعاد عباس‬

‫فقيمة قبول واحرتام اآلخر لديه كانت ومازالت‬ ‫قيمة كبرية مهيمنة يف املجتمع األملاين‪ ،‬سواء‬ ‫كانت يف املزاج العام أو يف السياسات‪.‬‬

‫رئيسة التحرير‬

‫هل ميكن القول إن األقلية املسلمة يف‬ ‫أملانيا ستؤثر عىل الدميوقراطية واملبادئ‬ ‫التي يفتخر بها املجتمع األملاين؟ مل كل‬ ‫هذه التخوفات من املسلمني؟ هذا وأسئلة‬ ‫أخرى طرحناها عىل الشيخ "طه صربي"‬ ‫إمام مسجد "دار السالم" يف برلني يف‬ ‫هذا اللقاء‪:‬‬

‫وبالطبع نسمع ببعض االعتداءات عىل بعض‬ ‫األقليات‪ ،‬إن كانت لفظية أو بشكل مبارش أو‬ ‫اعتداء عىل سيدات وغريها‪ ،‬لكن ورغم ذلك‬ ‫فهي تبقى سلوكيات فردية ومضبوطة نوعاً ما‪.‬‬ ‫ويف نفس الوقت هذه السلوكيات تولد عند‬ ‫بعض الفئة املسلمة بعض الضغوطات‪،‬‬ ‫والتي من شأنها أن تولد تخوفات مضادة من‬ ‫املجتمع األملاين‪ ،‬فاالنفتاح الذي كان من قبل‬ ‫يف التعامل مع األقليات املسلمة وغريها مل يعد‬ ‫كالسابق‪ ،‬اآلن يرغب الطرفان يف أخذ مسافة‬ ‫واضحة بينهام للتعامل‪ ،‬ويعود ذلك بالطبع‬ ‫إىل الهجامت اإلرهابية التي حصلت يف الفرتة‬ ‫األخرية والتي نسبت جميعها لإلسالم‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إىل األعداد الهائلة للمهاجرين القادمني من‬ ‫منطقة الرشق األوسط‪.‬‬

‫ال أعتقد أن األقلية املسلمة يف أملانيا تشكّل‬ ‫خطرا ً عىل سري الدميقراطية بالقدر الذي‬ ‫تشكله املجموعات املتطرفة‪ .‬فحتى األحزاب‬ ‫الشعبية التقليدية تبنت بعض مقوالتها برأيي‪،‬‬ ‫وذلك يف محاولة منها لكبح جامح بعض‬ ‫األحزاب اليمينية املتطرفة‪ .‬نحن كمسلمني‬ ‫وكأقلية يف هذا املجتمع نشكّل الحلقة‬ ‫األضعف‪ ،‬كوننا ال منلك هيكلية واضحة وال‬ ‫مؤسسات تتكلم باسمنا‪ ،‬وردود أفعالنا غالباً‬ ‫ما تأيت فردية وليست كجامعة‪ ،‬ولدينا تخبّط‬ ‫واضح نحن املسؤولون عنه‪ ،‬كوننا مل نس َع إىل‬ ‫إيجاد كيان واحد‪ ،‬ومل ِ‬ ‫نعط الفرصة للجميع‬ ‫لنكون كذلك‪.‬‬ ‫ كيف ميكن أن يكون هناك انتامء أو ما‬‫الذي ميكن لألكرثية أن تفعله حتى يتحقق‬ ‫هذا االندماج؟‬ ‫يتحقق ذلك باالعرتاف بأن هذه األقلية ليست‬ ‫غريبة وإمنا أصيلة‪ ،‬حيث أن الرفض من قبل‬ ‫األكرثية هو غري مقبول ويذهب باألقلية املسلمة‬ ‫باتجاه االنعزال واالنكفاء‪.‬‬ ‫كيف ميكن أن نعترب املسلم من إيران‬ ‫أو باكستان أو املسلم العريب‪ ،‬وباقي‬ ‫الجنسيات املسلمة املختلفة‪ ،‬تحت مظلة‬ ‫األقلية املسلمة الواحدة وكل واحدة منها‬ ‫تحمل خلفية ثقافية مختلفة عن بعضها‬ ‫البعض؟‬ ‫بالنسبة يل‪ ،‬لدي سياسة واضحة إلدماج هذه‬ ‫األقلية بحيث يصبح البعد القطري مرتبطاً‬ ‫بهذه األرض مبا يسمى إبراز الهوية الدينية‪،‬‬ ‫فمثالً قبل وجود مايسمى العامل األجانب‬ ‫يف الستينات‪ ،‬كانت املساجد موزعة عىل كل‬ ‫جنسية بحد ذاتها‪ ،‬أي أنه كان هناك مسجد‬ ‫للتونسيني وآخر لألتراك وأخر للمغاربة‪ ،‬وال‬ ‫يوجد أي شكل من أشكال التواصل بينهم‪،‬‬ ‫ولكن مع الزمن تنامى هذا الشعور الجمعي‬ ‫لديهم بشكل عام‪ ،‬حيث أصبحنا قادرين عىل‬ ‫القول "نحن األقلية املسلمة"‪ ،‬أي أنه أصبح‬ ‫لدينا هوية عامة برصف النظر عن البلد‬ ‫األصيل‪.‬‬ ‫و ما يخفف أيضاً من حجم هذا االنكفاء هو‬ ‫ظهور الفئة الناشئة من الشباب من مختلف‬ ‫الجنسيات املسلمة بحيث يساعد هذا الجيل‬ ‫الناشئ عىل االنصهار واالندماج بشكل كبري‬ ‫يف بوتقة هوية جامعة‪.‬‬ ‫أما بالنسبة يل فأنا لدي ما يكفي من القناعة‬ ‫بأن هؤالء الشباب أو هذا الجيل هم أوالدي‬

‫وليسوا أوالد سوريا فقط أو املغرب أو‬ ‫تركيا‪ ،‬فلقد ساهموا بشكل رسيع جدا ً يف‬ ‫عملية االندماج مبنطق علمي وثقايف والذي‬ ‫سيساعدهم يف املستقبل عىل االندماج التام يف‬ ‫املجتمع األملاين كأقلية مسلمة‪ .‬ولكن بالطبع إذا‬ ‫كان هناك رغبة متبادلة من الطرفني‪ ،‬حيث أنه‬ ‫لآلن يوجد خلل برغبة االندماج من الطرفني‪.‬‬ ‫أين كان الخطأ يف التعامل مع األقلية‬ ‫املسلمة يف أملانيا عىل مستوى مؤسسات‬ ‫الدولة؟‬ ‫القانون ينظم األشياء وال ينتجها‪ ،‬نحن نرى أن‬ ‫هناك أوضاع كثرية أوجدها القانون‪ ،‬كقضية‬ ‫املرأة ونسبة مشاركتها يف العمل‪ ،‬وقضية‬ ‫املثليني‪ ،‬وقضايا ذوي االحتياجات الخاصة‪،‬‬ ‫كل هذه القضايا القانون من أوجدها‪ ،‬فلامذا ال‬ ‫يكون هناك نرش ثقافة عامة‪ ،‬وال أقول قانون‪،‬‬ ‫لتقبل األقلية املسلمة كجزء من املجتمع األملاين‪،‬‬ ‫ولالعرتاف بهم وإعطائهم حقوقهم االقتصادية‬ ‫والثقافية والدينية وحتى اللغوية‪ ،‬ما املانع؟‬ ‫فاليوجد قانون يف أملانيا يعرتف باإلسالم‪،‬‬ ‫ولكن يف الدستور األملاين هناك ما يضمن‬ ‫حرية اإلنسان وحقه بشكل فردي يف التعامل‬ ‫والعيش كام يريد‪.‬‬ ‫كيف برأيك يكون االعرتاف الرسمي‬ ‫باإلسالم؟ أو ماهي الحقوق التي من‬ ‫املمكن أن يأخذها املسلمون أكرث مام هو‬ ‫لديهم حالياً؟‬ ‫مثالً هذا املسجد هو جمعية‪ ،‬ألنه ليس من‬ ‫حقي كمسلم أن يكون لدي مسجد‪ ،‬فعندما‬ ‫يصبح لدي الحق يف ذلك يصبح بالنتيجة لدي‬ ‫عقود مع الدولة يف مسائل التمثيل للمسلمني‬ ‫يف مراكز ومؤسسات الدولة‪ ،‬وأيضاً التمويل‪،‬‬ ‫فعندما يكون لدي عقد مع الدولة يصبح من‬

‫حقي طلب متويل منها لتطوير وتعزيز بعض‬ ‫املشاريع التي تسهم يف اندماج األقلية املسلمة‬ ‫يف املجتمع األملاين‪.‬‬ ‫وغريها أيضاً من الحقوق كحق الذبح الحالل‬ ‫للحيوانات وحقوق األعياد وغريها‪ ،‬فعىل سبيل‬ ‫املثال ال منلك الحق بإيجاد مسالخ للذبح عىل‬ ‫الطريقة اإلسالمية‪ ،‬فنحن بحاجة إلذن من‬ ‫املحكمة حتى نقوم بهذا األمر‪ ،‬وتختلف هذه‬ ‫األوراق من مقاطعة ألخرى وهناك العديد من‬ ‫املتابعات القانونية التي يجب اتباعها للحصول‬ ‫عىل هذا اإلذن‪ ،‬حتى أنها ممكن ان تصل إىل‬ ‫املحكمة الدستورية‪.‬‬

‫إن اعتداء شاب على فتاة هو‬ ‫عمل إجرامي والبد أن يحاسب‬ ‫ويحاكم عليه‪ ،‬ولكن يتم دوماً‬ ‫استغالل هذه الجرائم من قبل‬ ‫اليمينيين واألطراف التي كانت‬ ‫ومازالت ضد سياسة ميركل‬ ‫للتجييش ضد القادمين الجدد‪.‬‬

‫وغريها من القضايا كقضية املدارس‬ ‫والجامعات‪ ،‬فأنا ال أستطيع أن أفتح جامعة أو‬ ‫مدرسة خاصة باملسلمني‪.‬‬ ‫هل حصل عىل حد علمك اضطهاد ضد‬ ‫األقلية املسلمة‪ ،‬سواء فردياً أو عىل‬ ‫املستوى العام؟‬ ‫يف نهاية األمر نحن نعيش يف دولة مجتمعها‬ ‫هو مجتمع مابعد حدايث‪ ،‬تحكمه تقاليد‬ ‫وقوانني كثرية‪ ،‬فهو مجتمع متطور استطاع‬ ‫مبا سعى إليه‪ ،‬عند توقيع معاهدة السالم‬ ‫بعد الحرب التي دامت ثالثني عاماً‪ ،‬أن يشكل‬ ‫الدولة الحديثة التي قامت بفصل السلطات‬ ‫وفصل الدين عن الدولة‪ ،‬كام بني املجتمع‬ ‫عىل الدميقراطية والحرية الفردية والليربالية‬ ‫كقيم‪ ،‬فهو مجتمع ليس ببسيط‪ ،‬له تاريخ‬ ‫معقد وطويل‪ ،‬لكنه اآلن مجتمع مستقر‬ ‫عىل مبادئه وقيمه التي قام بتطويرها‪ ،‬ومن‬ ‫الصعوبة مبكان هدمه أو تراجعه إىل الوراء‪،‬‬ ‫رغم املحاوالت الكثرية لسحبه إىل جهات‬ ‫معينة‪.‬‬

‫ال بد لنا أن نمتلك شجاعة كبيرة‬ ‫جد ًا حتى نبدد خوف اآلخر منا‪،‬‬ ‫فإذا توجب علينا أن نجعل‬ ‫مساجدنا من بللور فلتكن‪ ،‬البد أن‬ ‫نذهب لآلخر بكل شفافية‪ ،‬وبدون‬ ‫اللقاء سنبقى نعيش جنباً إلى‬ ‫جنب ولكن ليس مع بعض‪..‬‬

‫لكن ومن الجدير بالذكر أن األملان عندما بدأت‬ ‫عملية تدفق الالجئني يف الخمس أو ست سنوات‬ ‫األخرية‪ ،‬نشأت بينهم ظاهرة تسمى ظاهرة‬ ‫الرتحاب‪ ،‬حيث أن اآلالف من األملان خرجوا‬ ‫الستقبال الالجئني وهذا يدل عىل أن عمق القيم‬ ‫لدى هذا الشعب متأصل‪ ،‬وأنا أتكلم عن تجربتي‬ ‫معهم خالل ثالثني عاماً قضيتها بينهم‪.‬‬ ‫اآلن املسلمون والالجئون واملهاجرون‬ ‫عموماً هم يف دائرة الشك‪ ،‬ماهي الخطوة‬ ‫األوىل التي ميكن أن يُدفع باتجاهها‬ ‫للخروج من هذه الدائرة؟‬ ‫ليس لدينا أي حل نحن كأقلية مسلمة‬ ‫مبؤسساتنا وبأفرادنا إال أن ننفتح أكرث فأكرث‬ ‫عىل املجتمع األملاين‪ ،‬فنحن مطالبون أكرث‬ ‫بفتح أبوابنا‪ ،‬وبدعوتهم إلينا‪ ،‬وإن مل يأتوا‬ ‫نذهب إليهم‪ ،‬وأن نتواصل معهم عرب اللقاء‬ ‫بهم‪ ،‬فال بد لنا أن منتلك شجاعة كبرية جدا ً‬ ‫حتى نبدد خوف اآلخر منا‪ ،‬فإذا توجب علينا‬ ‫أن نجعل مساجدنا من بللور فلتكن‪ ،‬البد أن‬ ‫نذهب لآلخر بكل شفافية‪ ،‬وبدون اللقاء سنبقى‬ ‫نعيش جنباً إىل جنب ولكن ليس مع بعض‪.‬‬ ‫التعايش املشرتك وتقديم أنفسنا كأقلية مسلمة‬ ‫بسلبياتنا وإيجابياتنا إىل اآلخر ميكن أن يزيل‬ ‫حائط الجليد املبني بيننا‪.‬‬ ‫هل هذا املوضوع قابل للتطبيق؟‬ ‫نعم جدا ً‪ ،‬بدأنا العمل كأقلية مسلمة مع العديد‬ ‫من الجوامع من جنسيات وخلفيات ثقافية‬ ‫مختلفة للعمل عىل هذه القضايا‪ ،‬ولكن نحن‬ ‫لألسف أتينا من خلفيات منغلقة وثقافة خائفة‬ ‫كام قال ابن خلدون‪" :‬املغلوبون مولعون‬ ‫بتقليد الغالب"‪ ،‬فنحن اآلن كمغلوبني نخاف‬ ‫من اآلخر والذي هو الغالب‪ ،‬نخاف عىل أوالدنا‬ ‫وبناتنا‪ ،‬نخاف عىل هويتنا وثقافتنا من‬ ‫تغيريها أو طحنها ضمن املجتمع الغالب‪ ،‬لذلك‬ ‫فإن الخائف دامئاً يتقوقع عىل نفسه وينصب‬ ‫جدارا ً بينه وبني اآلخر حتى يشعر باألمان‪،‬‬ ‫ولكن نحن نقول إن مقاومة الخوف تتم‬ ‫باجتياز الحدود وليس برسمها‪.‬‬

‫باب شرقي‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬كانون األول ‪2018‬‬

‫‪17‬‬

‫أنغيال ميركل‪ ..‬كيف قتلها شغفها للمساعدة سياسياَ؟‬ ‫د‪ .‬هاني حرب‬

‫الستقبال الالجئني "القادمون الجدد" والتعرف‬ ‫عليهم ومساعدتهم مادياً ومعنوياً‪ .‬وتم إنشاء‬ ‫عرشات املنظامت األهلية ضمن املدن والبلدات‬ ‫والقرى ملساعدة القادمني الجدد إليجاد طريقهم‪.‬‬

‫باحث في جامعة هارفارد ‪،US -‬‬ ‫باحث سابق في جامعة فيليبس‬ ‫ماربورغ ‪ -‬ألمانيا‬

‫أعلنت املستشارة األملانية "أنغيال مريكل"‬ ‫عدم رغبتها بالرتشح لرئاسة حزبها‬ ‫املسيحي الدميقراطي خالل االنتخابات‬ ‫القادمة يف كانون أول‪/‬ديسمرب هذا‬ ‫العام‪ .‬يف الوقت نفسه أعلنت بأنها ترغب‬ ‫أن تظل مستشارة ألملانيا حتى ‪ ٢٠٢١‬ثم‬ ‫ستتنحى بعدها وتعتزل السياسة نهائياً‪.‬‬

‫العقبات البريوقراطية األملانية التي طاملا كانت‬ ‫سبباً يف تأخر عديد األمور يف أملانيا‪ ،‬كانت سبباً‬ ‫يف خلق املشاكل بني ‪ ٢٠١٦‬و‪ ٢٠١٧‬وتسببت‬ ‫نهاية األمر بعزوف العديد من األملان عن مساعدة‬ ‫الالجئني‪ ،‬أو حتى بتغيري والءاتهم السياسية‪،‬‬ ‫والذي أدى نهاية ‪ ٢٠١٧‬لخسارة فادحة يف‬ ‫االنتخابات الربملانية الفيدرالية‪ ،‬وحصول حزب‬ ‫البديل من أجل أملانيا‪ ،‬الحزب اليميني الشعويب‬ ‫املتعصب عىل أكرث من ‪ ٪١٢‬من أصوات األملان‪.‬‬

‫تباينت ردود األفعال يف الشارع األملاين فرأى‬ ‫املرحبون أن هذه الخطوة تعني تجديد دماء‬ ‫الحزب املسيحي الدميقراطي لدخول انتخابات‬ ‫‪ ٢٠٢١‬بشكل أقوى وليتابع سيطرته عىل‬ ‫السياسة األملانية بعد ‪ ١٣‬عاماً من حكم مريكل‬ ‫و‪ ٣‬أعوام أخرى متوقعة لحكمها‪.‬‬

‫اشتعال األزمة بني مريكل ورئيس شعبة‬ ‫املخابرات‬ ‫خسارة األحزاب الشعبية الكالسيكية أدت لرتاجع‬ ‫شعبية املستشارة األملانية‪ ،‬رغم هذا بدأت الحكومة‬ ‫الرابعة بقيادتها العمل نهاية ‪ ٢٠١٧‬وأنهت‬ ‫عدة أزمات‪ ،‬منها أزمة مدينة كالوستال‪ ،‬حيث‬ ‫قام رئيس شعبة حامية الدستور األملانية "يف‬ ‫املصطلحات العربية شعبة املخابرات" مبعارضة‬ ‫ترصيحات املستشارة بقوله إنه مل يكن هنالك‬ ‫أية عمليات استهداف لالجئني واألجانب يف‬ ‫كالوستال‪ .‬هذا أدى ألزمة ضخمة ضمن االئتالف‬ ‫الحاكم‪ ،‬انتهت بإقالة رئيس شعبة حامية الدستور‬ ‫من منصبه وانتصار املستشارة‪.‬‬

‫كيف وصلت "أنغيال مريكل" لتكون أقوى‬ ‫أمرأه عىل األرض؟‬ ‫رمبا تعترب مريكل أقوى سياسية عىل مدى‬ ‫عقود طويلة‪ ،‬ففي العام ‪ ٢٠٠٠‬كانت قد‬ ‫وصلت لرئاسة الحزب املسيحي الدميقراطي‪،‬‬ ‫ويف ‪ ٢٠٠٢‬وبعد خسارته االنتخابات أزاحت‬ ‫"فريدريش مريز" من قيادة كتلة األحزاب‬ ‫املسيحية يف الربملان‪ .‬يف ‪ ٢٠٠٤‬استقال‬ ‫"فريدريش مريز" الذي كان نائب رئيس كتلة‬ ‫األحزاب املسيحية يف الربملان اعرتاضاً عىل‬ ‫سياسات مريكل ضمن الحزب‪ .‬قمت بذكر مريز‬ ‫ألنه سيكون ذا دور كبري يف مستقبل الحزب‬ ‫بداية ‪ ٢٠١٩‬حسب استطالعات الرأي الحالية‪.‬‬ ‫يف ‪ ٢٠٠٥‬وبعد الدعوة النتخابات مبكرة من‬ ‫قبل املستشار "جريهارد رشودر" فاز الحزب‬ ‫الدميقراطي املسيحي بقيادة مريكل باالنتخابات‬ ‫األملانية‪ ،‬وقامت بتشكيل حكومتها األوىل‬ ‫باالئتالف مع الحزب الدميقراطي االشرتايك‪.‬‬ ‫منذ ‪ ٢٠٠٥‬وحتى ‪ ٢٠١٥‬قادت "أنغيال‬ ‫مريكل" أملانيا وأوروبا عرب العديد من املطبات‬ ‫واملشاكل السياسية واالقتصادية‪ ،‬وأهمها األزمة‬ ‫االقتصادية العاملية ‪ ٢٠٠٩‬لتكون أملانيا من أكرب‬ ‫الرابحني فيها لناحية انتعاش االقتصاد الداخيل‬ ‫وزيادة الصادرات والصناعة الوطنية األملانية‪.‬‬ ‫بنفس الوقت قامت مريكل باتخاذ عديد التدابري‬ ‫عرب االتحاد األورويب لدعم الدول األوروبية‬

‫املترضرة كاليونان‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬الربتغال‪ ،‬إيطاليا‬ ‫وإيرلندا‪ ..‬كام عملت لسنوات كمدبرة ملشاكل‬ ‫االتحاد األورويب من جهة‪ ،‬ومشاكل دول أخرى‬ ‫كأوكرانيا‪ ،‬الرشق األوسط وآسيا‪.‬‬ ‫عام ‪ 2009‬فازت باالنتخابات األملانية‬ ‫مجددا ً لتشكل حلفاً جديدا ً مع الليرباليني‬ ‫الدميقراطيني بدالً عن الحزب االشرتايك‬ ‫الدميقراطي والذي شاركها الحكم بني ‪٢٠٠٥‬‬ ‫و‪ .٢٠٠٩‬ويف العام ‪ ٢٠١٣‬نجحت مريكل‬ ‫بالفوز بوالية ثالثة لحكم الحزب املسيحي‬

‫الدميقراطي‪ ،‬لتدخل ائتالفاً حاكامً مجددا ً مع‬ ‫منافسها األكرب الحزب االشرتايك الدميقراطي‪.‬‬ ‫القرار األهم يف حياة مريكل السياسية‬ ‫يف العام ‪ ٢٠١٥‬اتخذت "أنغيال مريكل" القرار‬ ‫األهم يف حياتها السياسية‪ ،‬وهو فتح الحدود‬ ‫ألكرث من مليون الجئ قادم عرب طريق البلقان‬ ‫وتركيا إىل أملانيا‪ .‬خالل هذا العام أطلقت‬ ‫مريكل شعار‪" :‬ميكننا أن ننجح بذلك"‪.‬‬ ‫كان هذا الشعار محركاً ملئات اآلالف من األملان‬

‫الخسارة األكرب لألحزاب الشعبية األملانية‬ ‫يف العام ‪ ٢٠١٨‬خرس الحزبان االشرتايك‬ ‫الدميقراطي واملسيحي الدميقراطي‪ ،‬وأخوه‬ ‫األصغر الحزب املسيحي االشرتايك‪ ،‬يف واليتي‬ ‫بافاريا وهيسن االنتخابات املحلية عىل حساب‬ ‫حزيب الخرض وحزب البديل من أجل أملانيا‪،‬‬ ‫لتكون أكرب خسارة لألحزاب الشعبية األملانية منذ‬ ‫نهاية الحرب العاملية الثانية‪ .‬هاتان الخسارتان‬ ‫كانتا القشة التي قسمت ظهر البعري وأدت إىل‬ ‫تراجع املستشارة عن رغبتها بقيادة الحزب مع‬ ‫نهاية العام‪ ،‬وكذلك التنازل عن املستشارية بنهاية‬ ‫الفرتة الربملانية الحالية نهاية ‪.٢٠٢١‬‬ ‫فام هي األسباب التي أوصلت مريكل إحدى‬ ‫أقوى سياسيي العامل للرتاجع واالنسحاب؟‬ ‫السياسة التي انتهجتها املستشارة األملانية منذ‬ ‫‪ ٢٠١٥‬بفتح باب اللجوء والهجرة إىل أملانيا دفعت‬ ‫الكثريين من صقور الحزب املسيحي ملعارضتها‪،‬‬ ‫ومنهم وزير الداخلية الحايل زيهوفر‪ ،‬والذي‬

‫الحقوقي السوري "أنور البني"‬ ‫أحد الفائزين بجائزة حقوق اإلنسان األلمانية=الفرنسية‬ ‫والدويل لحامية وتعزيز حقوق اإلنسان أو املبادرات التي أنشئت لتعزيز سيادة القانون يف الحياة‪.‬‬ ‫املك ّرمات واملك ّرمون ميثلون الكثري من املدافعات واملدافعني عن حقوق اإلنسان والذين ال يزالون‬ ‫يعانون من عدم االعرتاف‪ ،‬كام يعانون غالباً من ظلم كبري يف كفاحهم ألجل العدالة‪.‬‬

‫أعلن وزير الخارجية األملاين "هايكو ماس" ووزير الخارجية الفرنيس "جان يفيس يل‬ ‫دريان" أسامء الفائزات والفائزين بجائزة حقوق اإلنسان وسيادة القانون الفرنسية األملانية‬ ‫للعام ‪.Der Deutsch-Französischen Preises für Menschenrechte 2018،2018‬‬ ‫وهو عام الذكرى السنوية السبعني لإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان‪ ،‬ولذلك ستكرم كل من‬ ‫أملانيا وفرنسا يف ‪ 10‬ديسمرب‪ /‬كانون األول القادم ‪ 15‬فائزا ً وقفوا بشجاعة لحامية حقوق‬ ‫اإلنسان يف العامل‪ .‬وكان املحامي السوري "أنور البني" أحد املكرمني يف هذه الجائزة‪.‬‬

‫عرب هذه الجائزة املهمة ترسل كل من أملانيا وفرنسا إشارة واضحة عىل التزامهام وتعاونهام‬ ‫املشرتك يف مجال حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫هذه هي السنة الثالثة التي ستُمنح فيها الجائزة تكرمياً ودعامً لشخصيات عاملية قدّموا‬ ‫ويقدّمون مساهامت بارزة يف أوطانهم ويف البلدان األخرى‪ ،‬أي عىل املستوى املحيل‬

‫وقد ت ّم تكريم أربعة حقوقيني عرب لهذا العام باإلضافة إىل األستاذ "أنور البني" من مرص ولبنان‬ ‫وموريتانيا‪.‬‬

‫يعترب املسبب األول لخسارة حزبه االنتخابات‬ ‫املحلية يف بافاريا‪ ،‬وسبباً رئيسياً النخفاض‬ ‫شعبية املستشارة مقارنة باألعوام السابقة‪.‬‬ ‫إضافة إىل ذلك فإن املشاكل األوروبية املختلفة‬ ‫التي ظهرت‪ ،‬ومنها خروج بريطانيا من االتحاد‬ ‫األورويب ونجاح األحزاب اليمينية الشعوبية‬ ‫املتطرفة يف عديد البلدان األوروبية كإيطاليا‪،‬‬ ‫بولندا‪ ،‬اليونان وغريها‪ ،‬دفع املستشارة ألن تتخذ‬ ‫موقفاً دفاعياً للحفاظ عىل املكتسبات الدميقراطية‬ ‫األوروبية عموماً واألملانية خصوصاً‪.‬‬ ‫املشكلة األساسية التي اعرتضت املستشارة خالل‬ ‫األعوام الثالثة املاضية هي مشكلة القادمني‬ ‫الجدد إىل أملانيا‪ .‬هذه املشكلة‪ ،‬ورغم أن القادمني‬ ‫اندمجوا بشكل كبري ضمن مجتمعاتهم عىل‬ ‫صعيد التعليم والعمل‪ ،‬إال أن الرتكيز املبارش‬ ‫وغري املبارش ضمن اإلعالم املحيل عليهم وعىل‬ ‫املشاكل املتعلقة بهم وتضخيمها‪ ،‬كأن األملان أو‬ ‫األقليات املهاجرة األخرى ليس لها نفس املشاكل‪،‬‬ ‫كان له كبري األثر عىل تعاطي املجتمع األملاين‬ ‫مع معطيات اللجوء‪ ،‬وكذلك عىل تغيري الساحة‬ ‫السياسية األملانية‪.‬‬ ‫سقوط املستشارة مل يكن إال مسألة وقت‬ ‫إن سقوط "أنغيال مريكل" مل يكن مفاجئاً‬ ‫ملن يتابع السياسة األملانية عىل وجه التحديد‬ ‫واألوروبية عموماً‪ .‬فالتغيري كان واضحاً من‬ ‫حكومة منفتحة تحمل شعارا ً رناناً كـ"ميكننا‬ ‫أن ننجح بذلك" إىل شعار‪ :‬كيف ميكننا إغالق‬ ‫الحدود وتحديد عدد املهاجرين‪ ،‬والتضييق‬ ‫عليهم! يعني أن من دفع بالشعار األول مل‬ ‫يعد قادرا ً عىل توجيه الدفة بالشكل املناسب‪.‬‬ ‫وخسارة االنتخابات الفيدرالية أوالً ومن ثم يف‬ ‫اثنني من أهم الواليات‪ :‬هيسن وبافاريا‪ ،‬يعني أن‬ ‫الحزبني الشعبيني يف أملانيا مقبالن عىل تغيري‬ ‫كبري ليستطيعا محاربة التقدّم الرهيب لحزب‬ ‫البديل من أجل أملانيا خالل االنتخابات الفيدرالية‬ ‫واملحلية املاضية يف مختلف الواليات‪.‬‬ ‫إن سقوط املستشارة القوية مل يكن إال مسألة‬ ‫وقتية‪ ،‬إما ضمن حزبها لتجديد الدماء أو عرب‬ ‫االنتخابات‪ .‬وعلينا أن نستقي العرب واالحكام‬ ‫من الوقائع‪ ،‬لنعرف كأقليات مهاجرة يف أملانيا‬ ‫كيف لنا متابعة حياتنا وأن نكون فاعلني يف‬ ‫املستقبل للتأثري اإليجايب عىل نظام الحكم‪،‬‬ ‫الربملان وغريها من األنظمة املحلية يف الواليات‬ ‫املختلفة‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫باب القلب‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬كانون األول ‪2018‬‬

‫حديث سوري‬

‫وحشا الهالوين‬ ‫على بابي‬ ‫بطرس المعري‬ ‫فنان وكاتب سوري مقيم في ألمانيا‬ ‫تبدأ هذا الشهر االحتفاالت بعيدي امليالد ورأس السنة‪،‬‬ ‫فتتزين مراكز املدن األملانية والغربية عموماً وأحياؤها‬ ‫الكبرية بـ "أسواق امليالد"‪ ،‬كام تتألأل الشوارع واملتاجر‬ ‫باألضواء وبالشجرة الشهرية بكراتها الرباقة وبشخص‬ ‫بابا نويل‪ .‬منا من اعتاد هذه املظاهر وأحبها‪ ،‬ومنا من‬ ‫وجد فيها إرسافاً وابتعاداً عن قيم البساطة التي عاشها‬ ‫صاحب العيد الحقيقي‪ ،‬السيد املسيح‪ ،‬فصار األمر‬ ‫بالنسبة إليه مناسبة للتربم‪.‬‬ ‫وقبل هذا العيد‪ ،‬ع ّيدنا مع الغرب عيد الهالوين‪ ،‬وقد‬ ‫شهدت مواقع التواصل االجتامعي هجوما كبرياً عىل‬ ‫طقوسه‪ ،‬عىل اعتباره أنه يحتفل باملوت واألكفان‬ ‫وباألشباح والشياطني‪ ،‬كام اعتربه البعض كفراً أو‬ ‫ابتعاداً عن التدين‪.‬‬ ‫يف الحقيقة هناك يشء من الصحة يف كل هذا‪ ،‬لكن ما‬ ‫يزعجنا بالفعل‪ ،‬ليس األمر الديني عىل أهميته بالنسبة‬ ‫ملجتمعاتنا‪ ،‬بل هو ك ّم البذخ واإلرساف يف هذه املناسبات‪،‬‬ ‫أو لنقل كم التجارة التي تروج خالله‪ .‬يقول أحد األصدقاء‬ ‫إنه "ضد استرياد األعياد الغريبة عن ثقافتنا"‪ ،‬بل هو مع‬ ‫أعياد الناس األصيلة الشعبية التي تجمعهم وتسعدهم‬ ‫مهام كانت إمكانياتهم املادية متواضعة‪.‬‬ ‫ولكننا ال نستطيع أن نتّهم الغريب فقط باإلرساف‪ ،‬طاملا‬ ‫يرسف امليسورون من أبناء جلدتنا أيضاً يف أعيادهم‬ ‫كام الغريب ورمبا أكرث‪ .‬كذلك ال ميكننا أن ننكر أن‬ ‫األفكار االستهالكية قد غزت مجتمعاتنا‪ ،‬فرصنا نهتم‬ ‫بالطقوس أو االحتفاالت املدنية واملادية أكرث مام نهتم‬ ‫بقيم األعياد وجوهرها‪ .‬ونحن إن وجدنا هنا يف الغرب‬ ‫هذه املظاهر أقوى وأوضح‪ ،‬فذلك مرده كام نعرف‬ ‫جميعاً إىل غنى البالد بأغلب أهلها‪ ،‬وبالطبع هذا الغنى‬ ‫هو من نتائج العمل الجاد ال الكسل والفساد!‬ ‫كنت كغريي من الرشقيني‪ ،‬ال أكرتث لألعياد املستوردة‬ ‫عىل قول صديقنا‪ ،‬وهذا الهالوين مل أحبه من أول لقاء‬ ‫معه جرى يف باريس قبل أكرث من عقدين من الزمن‪.‬‬ ‫لكن يف هذه السنة جرى أمر بسيط جعلني أتأمل قليالً‬ ‫يف األمور وأراجع نفيس‪.‬‬ ‫فقد سمعت مساء يوم الهالوين جرس مرسمي يرن‪،‬‬ ‫وكنت أتوقع قدوم صديق‪ ،‬فاستغربت أنه قد أىت من‬ ‫دون أن يؤكد حضوره هاتفياً كعادته‪ .‬ضغطت عىل زر‬ ‫املفتاح يك يفتح باب البناء الخارجي لكنه مل يفتح‪،‬‬ ‫فخرجت الفتحه بنفيس وإذا يب أقف قبالة "وحشني"‬ ‫صغريين يلوحان من وراء الزجاج ففتحت مبتسامً‪.‬‬ ‫قاال يل شيئاً مل أفهمه‪ ،‬ولكني عرفت أنهام يعايدان‬ ‫يل بالهالوين‪ .‬تذكرت حينها كيف أن ابني قبل بضعة‬ ‫ع ّ‬ ‫سنوات قد أىت إىل املنزل ووجهه مطيل بالدهان األسود‬ ‫ومعه أنواع شتى من الحلوى‪ ،‬فرحبت بهام وعدت‬ ‫إىل املرسم ليتبعاين ويقفان عىل الباب‪ .‬دخلت إىل‬ ‫املطبخ حائرا‪ ،‬ما هذه الورطة! ورحت أبحث عام لدي‬ ‫من أطايب‪ ،‬لكن لألسف مل أجد غري املوز وثالث قطع‬ ‫صغرية من الشوكوالته‪ ،‬فجمعتها يف كيس وقلت لهم‬ ‫هذا ما عندي‪ ،‬فتناواله وتشكرا لطفي! وأغلقت الباب‬ ‫سعيداً بهذه املفاجأة‪.‬‬ ‫وتخ ّيلت أن ابني كان أحدهام‪ ،‬كام تخيلت كيف‬ ‫سيتقاسم الولدان قطع الشوكوالته‪ .‬هام ال‬ ‫الشيطان وال صاحب الكفن‪ .‬واألمور ال تقاس دامئاً‬ ‫باالبتعاد أو االقرتاب الظاهر عن‪/‬من القيم الدينية‪.‬‬

‫يوميات مهاجرة‬

‫صديقتي البرجوازية في طابور الالجئين‬ ‫د‪ .‬نعمت األتاسي‬ ‫كاتبة سورية‪ ،‬دكتورة في األدب الفرنسي مقيمة‬ ‫في باريس‬

‫لصديقتي السورية بورجوازية األصل حكاية أخرى مع‬ ‫املنفى ال تشبه بقية الحكايات‪ .‬فبعد عدة أشهر من الهجرة‬ ‫املرفهة مادياً وفكرياً قضتها يف باريس‪ ،‬بدأت تسمح لنفسها‬ ‫أخريا َ بالتفكري بطريقة واقعية‪ .‬مرحلة االنتظار ليشء ما‬ ‫كانت تجهله قد مضت‪ ،‬أمورها املادية أخذت تتصاعب‪ ،‬ال‬ ‫تص عىل لعب دور السائحة‬ ‫وجود رسمي لها‪ ،‬وهي ما تزال ُ‬ ‫املثقفة يف عامل ال يعرتف بالسياح األجانب إال كمحفظة‬ ‫نقود‪ .‬بعد مرور فرتة من الزمن اضطرت صديقتنا أن تدخل‬ ‫حيز الفراغ الرمادي‪ ،‬وذلك بانتهاء صالحية أوراقها الثبوتية‪.‬‬ ‫وعليها اتخاذ أصعب قرار للدخول إىل ما أسمته‪ :‬قفص‬ ‫اللجوء الذهبي‪.‬‬ ‫استيقظت صديقتي باكرا ً لتذهب إىل املكان الذي سيسمح‬ ‫لها أن تبدأ املرحلة األوىل‪ ،‬لتصبح رقامً بني بقية األرقام‪.‬‬ ‫تسلّحت ضد الربد بشالها الصويف ذي املاركة العاملية وهي‬ ‫تقول يف نفسها كنوع من أنواع العزاء الذايت‪" :‬ال يهم هذا‬ ‫التناقض‪ ،‬فأنا بكل األحوال مل أشرت هذا الشال وإمنا كان‬ ‫هدية من شخص ما يف حيايت السابقة"‪.‬‬ ‫تحسباَ لالنتظار الطويل أخذت معها بعض (الكرواسان)‬ ‫ومألت الرتمس الذي كانت قد ابتاعته من (ستارباكس)‬ ‫بالقهوة الساخنة‪ .‬وأخريا َ ومبا أنها تعترب نفسها من الجالية‬ ‫املثقفة‪ ،‬فلم تنس كتابها الذي كانت تقرأه بتمعن (البحث‬ ‫عن السعادة)!‬ ‫يف متام الساعة السادسة صباحاً وصلت صديقتنا مقر‬ ‫املؤسسة لطلب اللجوء‪ ،‬معتقد ًة بأنها ستكون من أوائل‬ ‫املوجودين‪ ،‬لتجد أمامها املئات من الشباب والنساء من‬ ‫كل الجنسيات‪ .‬متلكتها الحرية وبدأ الخوف ينهش قلبها‪،‬‬ ‫خصوصاَ عندما بدأ بعض الشباب بالتصفري– وإن كانت قد‬

‫استبعدت متاماً فكرة اإلعجاب بها وذلك لتقدم عمرها‪ -‬وهنا‬ ‫مل متنع نفسها من االبتسام والتكلم مع نفسها‪" :‬قد يكون‬ ‫هذا بسبب الشال"‪.‬‬ ‫بعد فرتة من الحرية أخذت دورها بني مجموعة الشباب‬ ‫وبدأت تتبادل معهم بعض الكلامت‪ ،‬وبلغة هي مزيج من‬ ‫العربية واإلنكليزية والفرنسية استطاعت التواصل معهم‪.‬‬ ‫تقول صديقتي‪ :‬تأخذ املناقشة طابعاً طريفاً‪ ،‬فال حاجة‬ ‫لقواعد اللغة للتواصل‪ ،‬نحن بحاجة فقط ملهارات يدوية يف‬ ‫اإلشارات‪.‬‬ ‫= أنت من وين؟ سودان؟‬ ‫ أنا سوريا‪..‬‬‫– أنت يف بيت؟‬ ‫ته ّز صديقتي برأسها إيجاباً ولكن مع بعض الخجل لوجود‬ ‫بيت يأويها‪.‬‬ ‫– فامييل؟‬ ‫تقول صديقتي‪ :‬نو‪...‬‬ ‫هنا لحظات من التعاطف طغت عىل لحظات الغيظ من‬ ‫تواجد البيت‪.‬‬ ‫– أنتي يف أكل؟‬ ‫وهنا تذكرت صديقتي الكرواسان وترمس القهوة يف‬ ‫حقيبتها‪ ،‬ولكنها خجلت من نفسها ومل تستطع إخراجهم‪،‬‬ ‫حتى ولو راودتها فكرة تقاسمهم مع أصدقائها الجدد‪.‬‬ ‫تتابع‪ " :‬كان الربد قارصاً وكنا نرتجف كأننا نرقص كلنا عىل‬ ‫لحن واحد"‪.‬‬ ‫تسأل صديقتنا جارها السوداين الذي يرتدي كنزة رقيقة‪،‬‬ ‫فالسرتة املشُ مع كان يستعملها كغطاء للرأس ألنها كانت‬ ‫متطر بغزارة‪" :‬بردان؟"‪.‬‬

‫يضحك كأنه سمع لتًوه نكتة طريفة ويقول‪" :‬نووووو"‪،‬‬ ‫ولكنه يستدرك بعد ذلك ليقول وهو يرتجف بردا ً‪" :‬شوية"‪.‬‬ ‫طبعاً ال مجال لصديقتنا تحت املطر أن تخرج كتابها لتقرأ‬ ‫يص مؤلفه عىل أن‬ ‫به كيفية البحث عن السعادة‪ ،‬والذي ً‬ ‫السعادة تأيت حرصا ً من داخلنا (ال أدري إن كان سيحافظ‬ ‫عىل رأيه يف حال تواجده معنا يف هذا الطابور)‪ .‬وهنا‬ ‫سألت جارها األفغاين‪ :‬يو‪ ...‬أنت‪ ...‬مبسوط؟ هايب؟‬ ‫يقول‪" :‬أنا يف تيكيت‪ ...‬أنا هايب"‪.‬‬ ‫يجدر التنويه هنا أن التيكيت هي فقط إلعطائهم الدور‬ ‫للدخول إىل مبنى املؤسسة‪ ،‬وطلب تحديد موعد لتسجيل‬ ‫طلب اللجوء‪ .‬هي املرحلة صفر يف هذا الطريق السوريايل‬ ‫الطويل‪.‬‬ ‫كان الرشطي الفرنيس يرصخ بني فرتة وأخرى‪Heyyyy, :‬‬ ‫‪ one by one‬ويدفعهم ليرشح لهم عملياً بأن التدافع ممنوع‪،‬‬ ‫وأنهم يجب أن يقفوا يف الطابور بانتظام‪ .‬عبثاً حاولت‬ ‫صديقتي أن ترشح للرشطي بلطف أنهم يقفون تحت مزراب‬ ‫املاء الذي يدلف فوقهم بغزارة‪ ،‬وأنهم يحاولون تفاديه‪ ،‬لكنه‬ ‫كان يرصخ وكأنه عىل خصام مع زوجته ويحاول أن يخرج‬ ‫ما بجعبته من غضب قبل الرجوع إىل منزله!‬ ‫بعد ست ساعات من االنتظار تحت املطر والربد كانت‬ ‫الساعة قد أصبحت الثانية عرشة ظهرا ً‪ ،‬وقد حان وقت غذاء‬ ‫املوظفني‪ .‬فأغلقوا األبواب وتأجل كل يشء لليوم الثاين‪ .‬أما‬ ‫أفراد الرشطة فقد هاجوا وماجوا وبدأوا يدفعون الواقفني‬ ‫صارخني‪.go… Tomorrow :‬‬ ‫تقول صديقتي بأنها ستذهب غدا ً مرة ثانية لتأخذ دورها‪،‬‬ ‫وستكون أكرث نشاطاً لتصل هناك الساعة الخامسة فجرا ً‪،‬‬ ‫وأضافت‪" :‬لن آخذ معي ترمس القهوة وال الكرواسان‪،‬‬ ‫وقطعاً لن آخذ كتايب الذي يتكلم عن السعادة"‪.‬‬

‫باب القلب‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬كانون األول ‪2018‬‬

‫الرضوض النفسية (التراوما) في آداب المنافي واللجوء‪:‬‬

‫‪19‬‬

‫مهاجرون في ألمانيا‬

‫تأمالت حول قديم وجديد آداب المنافي ج‪ 3‬واألخير‬

‫بقلم المستشرق األلماني‪ :‬شتيفان ميليش‬ ‫ترجمة‪ :‬روزا ياسين حسن‬ ‫ميكن للخسارة بالطبع أن تخلق شيئاً جديدا ً‪ ،‬مبعنى أن‬ ‫يتح ّول الفراغ والفقد الذي يعيشه املنفي إىل رشطني‬ ‫ومطلبني أساسيني لبدء مرشوع جديد‪ ،‬فيُمأل الفراغ‬ ‫بالحياة‪ ،‬والفقد بالبناء والعالقات والقصص والخربات‬ ‫الجديدة‪ .‬لذلك فإن إعادة خلق املعنى املفقود أمر رضوري‬ ‫جدا ً‪ ،‬هذا يعني أن الكتابة وجميع عمليات وأشكال إنتاج‬ ‫املعنى تنوجد حني يكون معنى الحياة والعامل مهدّد‬ ‫ترتسخ لتغدو‬ ‫للغاية‪ ،‬متاماً كام يحدث يف املنايف‪ ،‬كأنها‬ ‫ّ‬ ‫أقرب إىل موارد قيمة أو مصادر حيوية للحياة‪.‬‬ ‫مع ذلك مثة حقيقة تبدو أقرب إىل عزاء صغري‪ ،‬فخسارة‬ ‫عب "إدوارد سعيد" بوضوح بكتابه "يف‬ ‫املنفي‪ ،‬كام ّ‬ ‫تأمالت حول املنفى"‪ ،‬تبقى غري قابلة للتعويض‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يطرح أمامي معضلة غري قابلة للحل‪ ،‬فمن ناحية‬ ‫أعتقد أن الواقع الحقيقي مهم أكرث من أي فن‪ ،‬ومن‬ ‫ناحية أخرى فالواقع االفرتايض هو ما ميكن أن يعطيك‬ ‫القوة حني تتفاعل ثانية مع الواقع االجتامعي الحقيقي‪.‬‬ ‫ومع ذلك أعتقد أن ليس علينا محاربة أي يشء بقدر ما‬ ‫علينا محاربة (الواقع الصناعي) واستبداله وتغيريه!‬ ‫وعىل البرش حول العامل أن يتّحدوا ألجل ذلك‪ ،‬فكل يشء‬ ‫حقيقي ومهم اليوم مهدّد باالستعاضة عنه باالفرتايض‬ ‫والصناعي بدل الواقعية املحيطة‪ ،‬حيث ينشغل األطفال‬ ‫يومياً بها ولساعات طويلة وهم عائدون إىل بيوتهم التي‬ ‫مل تعد موجودة!‬ ‫تبدو جهود وزارات األوطان املشكّلة حديثاً‪ ،‬أو وكالئها‪،‬‬ ‫مثرية للسخرية بل ومحزنة‪ ،‬كام قال شاعر عراقي قبل‬ ‫بضع سنوات‪" :‬أن متلك وطناً فهذا يعني كثريا ً من سوء‬ ‫وأل متلك وطناً فهذا يعني الكثري من سوء الحظ‬ ‫الحظ‪ّ ،‬‬ ‫كذلك"‪.‬‬ ‫يبدو من العبث حقيقة التحدث بأمور مشابهة من موقعي‬ ‫كأملاين غريب مشبع بالرفاهية‪ ،‬ومع ذلك من املهم أن‬ ‫تتضافر وجهات النظر املختلفة والقصص معاً‪ ،‬مبعنى‬ ‫أن نضع قصصنا ضد التفرقة لفهم هذا العامل بشكل‬ ‫أفضل‪ ،‬ولنقرتب خطوة أكرث من بعضنا‪ .‬رمبا هي آثار‬ ‫املايض غري الواعية التي تؤثر عىل واقعك املبارش دون‬ ‫أن تكون جزءا ً حقيقياً منه‪ ،‬كحقيقة أن أجدادي مثالً كان‬ ‫عليهم أن يغادروا مدنهم وبيوتهم ما بني عامي ‪1945‬‬ ‫و‪ 1946‬كسوديت أملان وأن يعيشوا الجئني لشهور عديدة‬ ‫يف جنوب غرب أملانيا‪ ،‬قبل أن يعودوا ببطء ليصبحوا‬ ‫مواطنني عاديني‪ .‬يف الحقيقة مل تلعب هذه القصة دورا ً‬ ‫مهامً يف عائلتي حتى اليوم‪ ،‬وعىل الرغم من انقسام‬ ‫البالد إىل رشق وغرب آنذاك إال أن املنفى انتهى بالنسبة‬ ‫لالجئني برسعة كبرية‪ ،‬وعادت الحياة لتغدو طبيعية مرة‬ ‫أخرى‪ .‬فلو أراد بعض كتاب املنفى العودة إىل أملانيا فإن‬ ‫ذلك ممكن‪ ،‬فيام هو محال منذ عقود بالنسبة لبعض‬ ‫البلدان واملجموعات السكانية من الرشق األوسط وشامل‬ ‫أفريقيا وغريها من املناطق‪.‬‬ ‫أصبح املنفى لدى العرب دامئاً وطبيعياً لألسف‪ ،‬ولكن‬ ‫القليل منهم اكتشفوا ذلك بشكل عميق كـ"محمود‬ ‫درويش"‪ ،‬والذي ربط تجارب النفي املتعددة بدقة مع نقد‬ ‫للتحديث الزائف واملسيطر‪ .‬كام قال يف قصيدته خطبة‬ ‫"الهندي األحمر ما قبل األخرية‪ ،‬أمام الرجل األبيض" يف‬ ‫العام ‪ ،1992‬ويف إحدى نصوصه األخرية عام ‪2008‬‬ ‫كتب "محمود درويش" هذه الرسالة ترحيباً بضيوف‬ ‫"احتفالية فلسطني لألدب" قائالً فيها‪" :‬نحن اآلن يف‬ ‫العام الستني من عمر النكبة‪ .‬هنالك من يرقصون اآلن‬ ‫عىل قبورنا‪ ،‬ويعتربون نكبتنا عيدهم‪ .‬لكن النكبة ليست‬ ‫ذكرى‪ ،‬إنها عملية اقتالع مستمرة‪ ،‬تجعل الفلسطينيني‬

‫إعداد ميساء سالمة فولف‬ ‫يف هذه الزاوية نع ّرفُ القراء بشخصيات من املهاجرين الذين‬ ‫ٍ‬ ‫سنوات طويلة‪ ،‬ومتكنوا من إعادة بناء‬ ‫وصلوا إىل أملانيا منذ‬ ‫حياتهم ومستقبلهم بعيداً عن أشكال وحدود االنتامء التقليدي‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫مجاالت عديدة‪ ،‬فاحتضنتهم هذه البالد‬ ‫وحققوا نجاحات يف‬ ‫وصارت لهم وطناً‪.‬‬

‫الدكتور عمار عرب‬ ‫هو االبن البكر ألرسة دمشقية متوسطة‪ُ ،‬ولد يف دمشق عام‬ ‫‪ .١٩٧٨‬واجتاز الثانوية العامة بتفوق ليختار كلية الطب البرشي‬ ‫بدمشق لدراسته الجامعية‪ ،‬وتخرج منها العام ‪.٢٠٠١‬‬ ‫اهتاممه بالجراحة العصبية جعله يتابع اختصاصه يف هذا املجال‬ ‫يف مشفى دمشق التابع لوزارة الصحة‪ .‬وهناك أنهى تخصصه‬ ‫بأعىل املعدالت‪.‬‬

‫العمل الفني‪ :‬نغم حديفة‬ ‫أكرث قلقاً عىل وجودهم‪ ،‬النكبة مستمرة ألن االحتالل‬ ‫مستمر‪ .‬واستمرار االحتالل يعني استمرار الحرب"‪.‬‬ ‫ورغم السياقات املختلفة متاماً‪ ،‬يستطيع املرء أن يتمنى‬ ‫فحسب أال يعيش السوريات والسوريون وغريهم من‬ ‫املنفيني واملرشدين مصريا ً مشابهاً للفلسطينيني‪.‬‬ ‫يبدو أن نظام الدولة القومية‪ ،‬الذي يحكمه مبدأ البحث‬ ‫عن الربح والتنافس‪ ،‬مص ّمم إلنتاج أشخاص عدميي‬ ‫الجنسية‪ ،‬أشبه برضر جانبي إلنتاج "حياة عارية"‪ ،‬دون‬ ‫أن يتمكن أي سيايس حتى اآلن من القيام بأي يشء ضد‬ ‫ذلك‪ ،‬أو وضع بديل آللة القتل الجامعي هذه‪ .‬األسوأ من‬ ‫ذلك أن ما أصبح اليوم مكان الدول القومية هي الرشكات‬ ‫العاملية الكربى‪ ،‬ألنها يف الواقع فوق القانون‪ ،‬وعىل‬ ‫من سنلقي اللوم؟! الرشكة التي تخضع فقط ملبدأ الربح‬ ‫والنمو ال تهتم بالحياة البرشية أو اإلنسانية إال إذا كانت‬ ‫من أجل الربح‪ .‬أال ينبغي أن يكون كل ما حدث كافياً لنا؟‬ ‫خسارة شخص لوطنه ميكن أن تؤدي إىل ترشد شخص‬ ‫آخر‪ ،‬وليس التاريخ األملاين اليهودي الفلسطيني هو‬ ‫وحده من أظهر ذلك‪ ،‬كام ذكرت "حنة أرنت" أوائل‬ ‫‪" :1950‬منذ الحرب العاملية األوىل زادت كل حرب وكل‬ ‫ثورة من كتلة املرشدين ومعدومي الحقوق برتابة ال‬ ‫مثيل لها‪ .‬يتم ترحيل مشكلة انعدام الجنسية إىل دول‬ ‫وقارات جديدة‪ ،‬ال مشكلة أخرى تعود مبثل هذا اإللحاح‬ ‫وانعدام األمل املتشابه دوماً حني محاوالت إيجاد الحل‬ ‫يف املؤمترات الدولية"‪.‬‬ ‫مل تكن السياسة يوماً أقل استدامة من اليوم‪ ،‬ومل‬ ‫يستخدم السياسيون أبدا ً كلمة "االستدامة" كام‬ ‫يستخدمونها اليوم‪ .‬نحن يف العام ‪ 2018‬أي بعد ‪100‬‬ ‫سنة من نهاية الحرب العاملية األوىل‪ ،‬وبعد ‪ 200‬سنة‬ ‫من والدة "كارل ماركس"‪ ،‬وبعد مرور ‪ 70‬سنة عىل‬ ‫النكبة‪ ،‬و‪ 527‬سنة عىل ما يسمى اكتشاف أمريكا من‬ ‫قبل البيض "الكولومبوسيني‪ -‬أكلة لحوم البرش"‪ ،‬وبعد‬ ‫سبع سنوات من القمع الوحيش الذي مارسه نظام‬

‫األسد ضد االنتفاضة السورية‪ ،‬واليوم تغريت السياسة‬ ‫الخارجية بشكل جذري‪ ،‬فلم يعد هناك وجود لدولة قوية‬ ‫فاعلة يف العامل‪ .‬ألن التنافس اإلمربيايل الذي وضعته‬ ‫أوروبا‪ ،‬والذي هو أكرب سناً رمبا وهذه جذوره الحديثة‬ ‫يف معركة الهيمنة بني القوى املتوسطية‪ ،‬ال يزال يطرح‬ ‫مبدأ املساومة عىل كل يشء من السياسة إىل االقتصاد‬ ‫إىل املجتمع‪ .‬واليوم تص ّوت أملانيا واالتحاد األورويب‬ ‫ضد اتفاقية دولية تعمل عىل إخضاع الرشكات يف جميع‬ ‫أنحاء العامل إىل معيار حقوق اإلنسان! سأعيد ما قالته‬ ‫الشاعرة السورية "وداد النبي" يوماً فحسب‪ :‬أنتم "عار"!‬ ‫عىل الرغم من أنها ليست قصيدة عن الهروب والنفي‪،‬‬ ‫لكني أود أن أقتبس السطور األخرية لقصيدة "محمود‬ ‫درويش" الطويلة التي ذكرتها سابقاً‪ ،‬ألننا نحتاج أيضاً‬ ‫إىل التفكري فيام وراء رحلة الهروب والنفي إىل العامل‪،‬‬ ‫لتطوير شكل آخر من أشكال السياسة‪ ،‬وذلك بالطبع بعد‬ ‫استشارة عدد ال يحىص من القتىل!‬ ‫السطور األخرية من قصيدة عام ‪ 1992‬خطبة "الهندي‬ ‫األحمر ما قبل األخرية أمام الرجل األبيض"‪:‬‬ ‫هنالك َموىت ينامون يف ٍ‬ ‫غرف َسوف تَبْنونَها‬ ‫هنالك َموىت يَزورون ماضَ يهم يف امل َكان الّذي‬ ‫ِ‬ ‫تهدمو ْن‬ ‫َ‬ ‫هنالك َموىت مي ّرون ف َ‬ ‫سوف‬ ‫َوق الجسو ِر الّتي‬ ‫ت َبنونَها‬ ‫وت‬ ‫هنالِك َموىت يُضيئون لَيْل الفَراشات‪َ ،‬م َ‬ ‫ني‬ ‫يجيئو َن فَجرا ً ليك يَ ْ‬ ‫شبُوا شايهم َمعكُم‪ ،‬ها ِدئ ْ‬ ‫كام ت َ َركَتْه ْم بنادُقكُم‪ ،‬فاتركوا يا ضُ َ‬ ‫يوف امل َكا ْن‬ ‫ني‪ ..‬يك يَقْرأُوا‬ ‫َمقا َعد خالي ًة للْ ُمضيف َ‬ ‫شو َ‬ ‫السالمِ َم َع املَيّتني!‬ ‫علي ُك ْم ُ‬ ‫ط ّ‬ ‫حتى لو كانت هذه القصيدة تخاطب املجتمع اإلرسائييل‪،‬‬ ‫وقبل كل يشء دولة إرسائيل‪ ،‬فإنها تتجاوز السياق‬ ‫األصيل لرصاع الرشق األوسط‪ ،‬فـ"بشار األسد" هو أيضاً‬ ‫ضيف يف سوريا اليوم‪ ،‬لكنه ضيف لن يرتك كرسيه مهام‬ ‫حصل‪ ،‬فلقد أثبت ذلك بالفعل ومبا فيه الكفاية!‬

‫طموحه مل يتوقف هنا‪ ،‬فحاول الحصول عىل منحة لتعميق‬ ‫اختصاصه يف أوروبا‪ ،‬لكنه مل يتمكن من الفوز بها بسبب عدم‬ ‫وجود "واسطة"‪ ،‬األمر الذي كان يف غاية األهمية يف سوريا‬ ‫كام هو معروف‪ ،‬لذلك قرر السفر عىل حسابه الشخيص إىل‬ ‫أملانيا عام ‪ ،٢٠١٠‬بعد حصوله عىل قبول من إحدى املشايف‬ ‫هناك لتعميق اختصاصه يف مجال الجراحة العصبية الدماغية‬ ‫املجهرية‪ ،‬مع أن تدبّر األمور املادية آنذاك مل يكن شيئاً يسريا ً‪.‬‬ ‫يف أملانيا عاىن د‪ .‬عامر عرب‪ ،‬كام غريه الكثري من املهاجرين‪ ،‬من‬ ‫بعض التمييز ضده يف سعيه للحصول عىل شهادة ‪Facharzt‬‬ ‫األملانية‪ ،‬لكن إرصاره عىل تجاوز العقبات مكّنه من الحصول عىل‬ ‫التعي كاختصايص يف مستشفى مدينة كوبلنز‬ ‫الشهادة‪ ،‬ثم‬ ‫ّ‬ ‫التابع لجامعة ماينز األملانية‪ .‬هناك عمل عىل تعميق اختصاصه‬ ‫يف مجال الجراحة املجهرية الدقيقة للدماغ‪ ،‬وجراحة أمهات الدم‬ ‫الدماغية‪ ،‬واستئصال األورام العصبية واآلفات الوعائية للدماغ‬ ‫بطريقة ‪ ،minimal invasive surgery‬وجراحة تثبيت العمود‬ ‫الفقري باستخدام ‪ O-Arm‬وتقنيات الروبوت و‪.Navigation‬‬ ‫العام ‪ ٢٠١٨‬كان عاماً مليئاً بالفرص والنجاح‪ ،‬فقد ُعرضت عليه‬ ‫فرصة العمل يف سلسلة مشايف ‪ Westpfalz-klinikum‬يف‬ ‫مدينة ‪ Kusel‬التابعة ملنطقة كايزرسالوترن‪ ،‬والتابعة علمياً‬ ‫وإرشافياً لجامعتي هايدلربغ وهامبورغ املعروفتني‪ .‬وعرض عليه‬ ‫العمل بصفة ‪ Oberarzt‬للجراحة العصبية‪ ،‬كذلك أتيحت فرصة‬ ‫الحصول عىل تحت اختصاص مبجال‪Neurochirurgische‬‬ ‫‪ Frührehabilitation‬إعادة التأهيل الجراحي العصبي‪ ،‬وهو‬ ‫اختصاص موجود يف قليل من دول العامل‪ .‬وبعد التحاقه بالعمل‬ ‫يف هذا املشفى بستة أشهر فقط حاز منصب رئيس قسم ثاين‬ ‫بالوكالة ونائباً للمدير بصفة ‪.leitender Oberarzt‬‬ ‫من الناحية الفكرية كانت للدكتور عرب مقاالت وأبحاث عديدة يف‬ ‫كثري من املواقع والجرائد املعروفة‪ ،‬يف مجال التعريف بالعلامنية‬ ‫ومناهضة األفكار العرقية ومكافحة التمييز‪ ،‬ومحارضات يف‬ ‫مراكز عدة يف أملانيا حول حقوق اإلنسان واملرأة والطفل‪ ،‬دون أن‬ ‫ننىس بأنه متزوج ولديه ولدان وبنت‪.‬‬ ‫أما من الناحية السياسية فقد انتسب إىل "تيار بناء الدولة‬ ‫السورية"‪ ،‬وأصبح نائباً لرئيس التيار‪ ،‬قبل أن يستقيل يف العام‬ ‫‪ ٢٠١٧‬ألسباب شخصية‪ .‬وكان من الداعني إىل حل سيايس شامل‬ ‫لبناء وطن دميقراطي علامين للجميع‪.‬‬ ‫بعد حصوله عىل الجنسية األملانية التحق د‪ .‬عرب بحزب ‪SPD‬‬ ‫الذي يوافق ميوله الدميقراطية واالشرتاكية املعتدلة‪ ،‬ليستمر يف‬ ‫العمل ألجل حقوق اإلنسان ونبذ العنرصية والتشدّد والتمييز‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫‪Kinder‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬كانون األول ‪2018‬‬

‫باب شرقي‬

‫‪Kinder‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬كانون األول ‪2018‬‬

‫‪21‬‬

Auf Deutsch 2018 ‫ كانون األول‬- 36 ‫ العدد‬- ‫السنة الثالثة‬

wurden. (Diese Geschichte hat in meiner Familie bis heute keine Rolle gespielt.) Aber während für die geflüchteten Deutschen trotz späterer Teilung in Ost und West das Exil wenigstens formal sehr rasch ein Ende nahm, ein normales Leben wieder möglich wurde, und z. B. ExilautorInnen wieder nach Deutschland zurückkehren konnten, wenn sie wollten, ist dies für einige Länder und Bevölkerungsgruppen im Nahen Osten und Nordafrika, aber auch anderen Regionen seit Jahrzehnten nicht möglich. Das Exil, arabisch manfan (Ort und Zustand des Exils) oder nafī, (Exil/Negation), ist zum Dauerzustand geworden, zur Normalität, und wenige haben dies so tiefgründig ausgelotet wie Mahmud Darwisch, der eben genau die eigene multiple Erfahrung des Heimatverlusts mit einer Kritik an der falschen, aber dominanten Modernisierung verband, wie z. B. in Gedichten wie Die vorletzte Rede des Indianers vor dem weißen Mann von 1992. In einer seiner letzten Texte, einem Brief an die Organisatoren des Palästinensischen Literaturfestivals 2008, also vor etwa 10 Jahren, schrieb er:

‫ نغم حديفة‬:‫العمل الفني‬

Grenzüberschreitende Reflektionen über ältere und neue Literaturen der Flucht und des Exils Teil III Aber natürlich kann aus dem Verlust auch Neues entstehen, Leere und Verlust als Bedingung und Voraussetzung für ein neues Projekt, die Leere mit Leben zu füllen und den Verlust mit neuen Gebäuden, Beziehungen, Geschichten und Erlebnissen. Deshalb ist das Erschaffen von Sinn so essentiell. Das heißt, Schreiben und alle Prozesse und Formen der Sinnproduktion sind gerade in einer Situation, in der der Sinn des Lebens und der Welt so extrem gefährdet ist, wertvolle Mittel, vitale Ressourcen. Dennoch ein schwacher Trost, weil der Verlust, wie Edward Said in Reflections on Exile klar zum Ausdruck bringt, unwiderruflich, unwiederbringlich bleibt. Hier eröffnet sich für mich ein Dilemma, das unauflösbar scheint. Einerseits denke ich, dass die Realität immer mehr zählt als irgendeine Kunst. Andererseits sind es gerade die virtuellen Welten, die einem auch Kraft geben können und wieder zurückwirken können in die soziale Realität. Von dem Orientalist - Stephan Milich Dennoch glaube ich, dass wir nichts so sehr bekämpfen müssen wie den Ersatz und die Ersatzstücke, das Künstliche, etwas, das vielleicht alle vereint auf dieser Welt oder vereinen müsste, da alles Wirkliche und Echte durch Virtuelles und Künstliches ersetzt zu werden droht, von der sie umgebenden Realität, mit der sich Kinder täglich stundenlang beschäftigen bis hin zur Heimat, die es nicht mehr gibt. Die Bemühungen der neu gegründeten Heimatministerien oder

Beauftragten wirken diesbezüglich lächerlich und traurig. Wie sagte ein irakischer Dichter vor ein paar Jahren: Hast du keine Heimat, heißt das, du hast ganz schön Pech gehabt. Und hast du eine Heimat, heißt das, du hast ganz schön Pech gehabt. Aus einer westdeutsch wohlstandsgesättigten Position ist es eigentlich absurd, dass ich über all dies spreche. Und doch ist es wichtig, dass mehrere Perspektiven und Geschichten zusammenkommen, dass wir gegen die

Fragmentierung unsere Geschichten setzen, um diese Welt besser zu verstehen und eben ein Stück weit dadurch wieder zusammenfügen. Und vielleicht sind es ja die unbewussten Wege und Spuren der Vergangenheit, die einen selbst zu Dingen bringen, die nicht unmittelbar Teil der direkten eigenen Wirklichkeit sind, so wie die Tatsache, dass meine Großeltern 1945/46 als Sudetendeutsche ihr Haus und ihre Stadt verlassen mussten und ein paar Monate als Flüchtlinge im deutschen Südwesten lebten, bevor sie langsam zu normalen ‚Mitbürgern‘

„Wir sind nun im sechzigsten Jahr der Nakba, und es gibt da welche, die jetzt auf unseren Gräbern tanzen und uns als Festmahl betrachten. Die Nakba aber ist keine Erinnerung; sie ist vielmehr ein ständiger Prozess der Entwurzelung, der die Palästinenser noch sorgenvoller ob ihres Daseins macht. Die Nakba setzt sich fort, weil die Besatzung sich fortsetzt. Und die Besatzung fortsetzen heißt, den Krieg weiterführen. Auch wenn es zwei völlig unterschiedliche Kontexte sind: Man kann nur wünschen, dass die Syrerinnen und Syrer und alle anderen Vertriebenen nicht das gleiche Schicksal ereilt wie die PalästinenserInnen. Und doch scheint die nationalstaatliche Ordnung, die dem Prinzip des Profitstrebens und des Konkurrenzkamps unterliegt, geradezu dafür geschaffen zu sein, Staatenlose zu produzieren, als Kollateralschaden „nacktes Leben“ hervorzubringen, ohne dass auch nur ein Politiker, der jemals etwas ausrichten könnte, wirklich eine Alternative zu dieser Massenmordmaschinerie in die Tat umzusetzen bemüht war. Schlimmer noch: Das, was sich nun an die Stelle der Nationalstaaten setzt, die globalen Wirtschaftskonzerne, sind noch übler, weil sie derzeit faktisch über dem Gesetz stehen, und dagegen, so scheint es, ist kein Kraut gewachsen, wen will man verantwortlich machen? Ein Konzern, der nur dem Prinzip Profit und eigenes Wachstum unterliegt, schert sich nicht um Menschenleben und auch nicht um Menschlichkeit, außer, es dient dem Profit. Aber das reicht nicht, das darf uns nicht reichen. Sie können den ganzen Artikel auf der Website der Zeitung “Abwab“ lesen www.abwab.eu

Auf Deutsch 2018 ‫ كانون األول‬- 36 ‫ العدد‬- ‫السنة الثالثة‬

Ein GDiesen Gedanken möchte ich auf unsere aktuelle Lebenssituation als Geflüchtete übertragen. Die meisten von uns sind für lange Zeit in einem Schwebezustand gefangen: Wir haben die Heimat verlassen und sind im Exil noch nicht angekommen. Wie umherirrende Seelen, die unter der Last ihrer Schuld fast zerbrechen. Wir sind schuldig, weil wir überlebt haben!

Von: Rosa Yassin Hassan

Wie die Ornamente eines Teppichs In seiner 1896 erschienen Kurzgeschichte "The Figure in the Carpet" vergleicht Henry James die Weltliteratur mit einem Teppich, dessen komplexes Muster von der Gesamtheit aller literarischen Werke gebildet wird. Jedes Werk entspricht einem Ornament, das in doppelter Hinsicht zur Schönheit des Teppichs beiträgt: Zum einen ist es eine ästhetische Einheit, die für sich steht und von der kulturellen Besonderheit seines Entstehungskontexts Zeugnis ablegt. Zum anderen steht es in Beziehung zu anderen Werken der Weltliteratur: Die ästhetische Wirkung des Ornaments entsteht auch durch seine Interaktion mit allen anderen Ornamenten.

Wir lehnen die Bezeichnung "Flüchtlinge" ab; stattdessen nennen wir uns "Neuankömmlinge" oder "Fliehende", um zumindest einen Teil der übermäßigen Hässlichkeit abzuschütteln, die diesem Wort anhaftet. Um uns mit den Schwierigkeiten des Exils zu arrangieren, reden wir uns ein, dass wir bereits unser ganzes Leben lang, in Syrien, in einer Art unbewusstem Exil gelebt hätten. Flüchtling zu sein ist eine Schande. Wenn wir in Flüchtlingslagern und im Krieg in Syrien sterben, erzählen die Massenmedien unsere Geschichten. Aber im Exil kennt uns niemand. Niemand weiß etwas über unsere Kultur. Wir sind Fremde, denen Ahnungslose merkwürdige Fragen stellen. Eine einzige Schublade muss für uns alle reichen: Migranten aus einem rückständigen Land in der Wüste, das niemand kennt, wo die Frauen zu Hause sitzen und die Männer das Sagen haben! Nach und nach müssen wir erkennen, was Exil bedeutet: Dass die Welt, so wie wir sie früher verstanden, untergegangen ist.

Ein Wort so lang wie der Weg: Das Allgemeine Gleichbehandlungsgesetz Rassismus oder Benachteiligung am Arbeitsplatz können in Deutschland belangt werden, doch die wenigsten Betroffenen gehen diesen Schritt. Lanna Idriss Brauchen wir eine Reform des Allgemeinen Gleichbehandlungsgesetzes? Arbeitnehmerverbände, linke Parteien, Gewerkschaften u.a. meinen: JA. Das Antidiskriminierungsgesetz, so wird es im täglichen Umgang meist genannt, bedarf einer zielgerichteten Überholung. Denn gut 12 Jahren nach Entstehung muss resümiert werden: Strukturell geholfen hat das Gesetz nicht viel. Anlass für die erneute Diskussion, ist u.a. ein kürzlich ergangenes Urteil, das

den Kirchen in Deutschland ihre existierende Ausnahmeregelung nicht weiter zu gesteht, und an dessen Ergebnis sich Vertreter beider Seiten aufreiben. Im Falle einer Überarbeitung des AGGs kündigen Vertreter der Wirtschaft Widerstand an. Das Wachstum – also der heilige Gral - der deutschen Unternehmen, ist ihrer Meinung nach sonst in Gefahr. Erinnern wir uns gemeinsam an das Jahr 2006, als das Gesetz in Kraft trat. Tsunamiartige Klagewellen, AGG Hopper Schwärme und fantastischen Kosten

Manche halten diese Erkenntnis nicht aus und begehen Selbstmord – womit nicht nur der Tod im medizinischen Sinne gemeint ist. Es gibt viele verschiedene Mittel, sich das Leben nehmen, ohne tatsächlich zu sterben: Alkohol, Drogen – und Nihilismus. Letzterer ist ein weit verbreitetes Phänomen, insbesondere unter jungen Menschen. Wir sind nicht frei, über unser Leben zu bestimmen. Aber wir können diese ungerechte Welt auf unsere Weise verlassen. Wir sind müde und unsere schrecklichen Erinnerung rauben uns die letzte Kraft. Die meisten von uns vermeiden die Beschäftigung mit öffentlichen Angelegenheiten und suchen nach individueller Erlösung im Privaten. So beginnt unserer nationale Identität sich aufzulösen. Die meisten von uns glauben nicht mehr an "Heimat". Und mit dem zunehmenden moralischen Verfall der Staaten, den wir heute beobachten müssen, schwindet auch ihre Glaubwürdigkeit. Dieser Verfallsprozess macht auch vor ehemals heiligen Konzepten, wie etwa den Menschenrechten, nicht Halt. Vielleicht kann Henry James uns einen Ausweg aus dieser schwierigen Lage aufzeigen. Denn das Bewahren unserer kulturellen Eigenheiten sollte nicht im Widerspruch dazu stehen, dass wir uns in unser Umfeld einfügen. Wir sollten danach streben, Ornamente zu sein, in diesem großen, nach

Vollendung strebenden Teppich – der Welt.

wurden prophezeit. Und was ist passiert? Nicht wirklich viel. Also warum annehmen, dass es dieses Mal so sein wird. Wer hat also ein Interesse daran diesen Eindruck zu vermitteln?

der Start-up Branche gelingt eine völlig andere Zusammensetzung ihrer Arbeitnehmerschaft, insbesondere in Bezug auf kulturellen Hintergrund und sexueller Orientierung.

Fragen wir uns lösungsorientiert, was müsste denn getan werden? Die ehemalige Leiterin der Antidiskriminierungsstelle des Bundes Christine Lüders, nannte das Gesetz 2016 einen Meilenstein. Aber gemäß der ebenfalls von der Antidiskriminierungsstelle des Bundes beauftragten letzten großen Studie, haben in den Jahren 2014-2016 ca. 50% der Bevölkerung Erfahrungen mit Diskriminierung am Arbeitsplatz gemacht. Eine erschreckend hohe Zahl. Die Diskriminierungs-Favoriten sind Alter (14,2 %) und Geschlecht (9,2%). Ein Ergebnis, dass nicht wirklich überrascht.

Bezüglich des Alters ist es ohnehin demographisch geboten ältere Kollegen integrativ einzubinden und zu fördern. Selbst wenn es gelingen würde, einen gewissen Prozentsatz der bisher nicht erwerbstätigen Migranten und Frauen in Fach- und Führungspositionen zu entwickeln, wird das rein zahlenmäßig nicht reichen. Die über 60zig Jährigen werden dringend gebraucht. Aber Diversitäts-Management ist bei der Mehrheit der deutschen Unternehmen noch nicht richtig angekommen. Ausnahme wieder die Start-Up Branche, die sich über die Abwehrkräfte der Old Economy verschmitzt lächelnd wundert.

Das AGG war zwar hilfreich bei der Schärfung der öffentlichen Wahrnehmung, hat aber deutlich weniger zu einer Disziplinierung der Arbeitgeber geführt, als damals erhofft. Denn kaum jemand der diskriminiert wird, zieht tatsächlich vor Gericht. Das liegt zu einem an den Prozesshürden, die das Gesetz mit sich trägt, wie z.B. kurze Fristen und geringe Schadensersatzsummen und zum anderen vielleicht an der Übermacht der Entscheider. Das AGG hat es auch nicht geschafft eine strukturelle Benachteiligung z.B. bei Frauen in den Griff zu bekommen. Die Anzahl der Frauen im Bundestag: rückläufig (ganz im Gegensatz z.B. zu den Midterm-Wahlergebnis der USA), der geringen Anteil an weiblichen Dekanen an deutschen Universitäten: Besorgnis erregend und die Anzahl der weiblichen CEOs in DAX und MDAX Unternehmen: zu vernachlässigen. Einzig

Denn Unternehmen, die Vielfältigkeit in ihrer Ressourcenbeschaffung berücksichtigen, sind und werden erfolgreicher sein als andere. So zeigt eine kürzlich veröffentlichte Studie McKenzies: Diversität in Vorstandsetagen und Projektteams zahlt sich aus – bis zu 43% höhere Renditen konnten nachgewiesen werden. Kluge Köpfe in allen Farben, Geschlechtern und Kulturen werden benötigt und ihre Benachteiligung ist kontraproduktiv. Eine Überholung des AGGs ist zwar notwendig, reicht aber nicht aus. Es bedarf im Rahmen einer Wirtschaftsförderung Diversitätsmaßnahmen, weitreichende Aufklärung sowie Anreizsysteme. Nur so wird sich die Diskriminierung in der Arbeitswelt nachhaltig verringern und der Weg zur Gleichbehandlung kürzer.

pmp_MG_18-04255_Germany_Umbrella_Print_advs_A_ABWAB_255x350mm_v02.pdf

17/04/2018

14:39

CMY

Vielfalt verbindet.

Sei dabei.

Mach mit: integration-mitmachen.de Entdecke

Auf moneygram.de/myway stellen wir die Vielfalt des Geldversands vor.

Bargeld • Bankkonto • Mobile Wallet • Online

© 2018 MoneyGram. MoneyGram, „bringing you closer“ und der "Globe" sind eingetragene Marken von MoneyGram. MoneyGram International Limited ist ein autorisiertes Zahlungsinstitut für den Europäischen Wirtschaftsraum (EWR), welches von der Financial Conduct Authority in Großbritannien reguliert ist. 18-04255