مناهج البحث العلمي اعداد الطالب :خالد جبير تحت إشراف أ.د .ابراهيم ميدة
مناهج البحث العلمي قبل البدء بالتحدث عن ما تحتويه هذه المادة فالعنوان يتطلب منا التعرف على عناصرها الثلث أي المناهج والبحث وما المقصود بالعلمي. المناهج -:جمع منهج في اللغة أي الطريق الواضح البين اصطلح ًا :فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الفكار العديدة إما من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون بها جاهلين أو من أجل البرهان عليها للخرين حين نكون بها عارفين. وعليه فإن المنهج في الصطل ح فن تنظيم سلسلة الفكار الذي نريد أن نعبر عنها للخرين ونتمكن من إيصالها في طريق واضح وأسلوب نتمكن من خلله أن نبلغ ما نريد ,إما أن نكشف عن حقيقة نحن نجهلها ولذلك نبحث عنها أو أننا نعرفها ولكن الخرين ينكرونها ونريد أن نثبتها لهم ,وهذا المنهج له أساليب فالمناهج متعددة فمنها التاريخي والوصفي والتجريبي والستقرائي والستنباطي . البحث -:لغوي اً يقصد بها الطلب – التفتيش – التقصي عن حقيقة من الحقائق أو أمر من المور. اصطلح ًا :هو تيقن الشيء على ما هو عليه ،أو إدراك الشيء بحقيقته العلمي -:كلمة تنسب إلى العلم والعلم معناه المعرفة والدراية وإدراك الحقائق ويعني أيض اً الحاطة واللمام بالحقائق وكل ما يتصل ويتعلق بها.
إن ما تم التطرق له أعله يذهب بنا إلى التعريف بمفهوم البحث العلمي فالمفهوم يتكون من كلمتين الولى هي "البحث" التي قد تعني عند البعض التحري أو التقصي وعند البعض الخر السؤال أو الستفسار عن شيء أو موضوع ما له أهمية معينة لديهم .أما الكلمة الثانية فهي " العلمي" نسبة إلى العلم الذي يعني للفراد وببساطة شديدة المعرفة الموثقة الشاملة حول موضوع محدد من خلل تحديد واضح لمختلف أبعادها أو أركانها التي تكون حقيقتها المدركة من قبل الجهات أو الطراف ذات العلقة بها.
تعريف البحث العلمي
هناك تعريفات عديدة للبحث العلمي تعكس منطلقات فكرية وتاريخية مختلفة نطرحها فيما يلي كما جاءت تاركين للباحث والقارئ حرية الختيار للتعريف الذي يرى فيه الدقة والموضوعية. عملية تقصي منظمة بإتباع أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية بغرض التأكد من صحتها وتعديلها أو إضافة الجديد لها. استقصاء منظم يهدف إلى اكتساب معارف جديدة وموثقة بعد الختبار العلمي لها. التحري والستقصاء المنظم الدقيق الهادف للكشف عن حقائق الشياء وعلقتها مع بعضها البعض وذلك من أجل تطوير الواقع الممارس لها فعلً أو تعديله. عرض مفصل أو دراسة متعمقة تمثل كشف لحقيقة جديدة أو التأكيد على حقيقة قديمة سبق بحثا وإضافة شيء جديد لها أو حل لمشكلة كان قد تعهد بها شخص باحث بتقصيها وكشفها وحلها. نشاط علمي منظم وطريقة في التفكير واستقصاء دقيق يهدف إلى اكتشاف الحقائق معتمدًا على مناهج موضوعية من اجل معرفة الترابط بين هذه الحقائق واستخلص المبادئ العامة والقوانين التفسيرية.
يستنتج من ذلك أن البحث العلمي يثير الوعي ويوجه النظار إلى المشكلة المراد دراستها أو معالجتها بحثيا ً وباختصار يمكن القول أن البحث العلمي هو مجموعة الطرق الموصلة إلى المعرفة الحقيقة وفي العادة يطلق اسم الباحث على الشخص الذي يبحث عن الحقيقة العلمية بغض النظر عن المنهج العلمي المتبع.
المعرفة والعلم
المعرفة عبارة عن مجموعة المعاني والتصورات والراء والمعتقدات والحقائق التي تتكون لدى النسان نتيجة لمحاولته المتكررة لفهم الظواهر والشياء المحيطة بها. ومفهوم المعرفة ليس مرادف اً لمفهوم العلم فالمعرفة تتضمن معارف علمية وأخرى غير علمية .فكل علم معرفة ,إل أنه ليس بالضرورة أن كل معرفة علم. كما أن المعرفة أوسع وأشمل من العلم لنها تشمل كل الرصيد الواسع والهائل من المعارف والعلوم التي استطاع النسان أن يجمعه عبر مراحل التاريخ النساني الطويل بحواسه وفكره وعقله. فالمعرفة ضرورية للنسان لن معرفة الحقائق تساعده على فهم القضايا التي تواجهه في حياته ,وبفضل المعلومات التي يحصل عليها يستطيع النسان أن يتعلم كيف يجتاز العقبات التي تحول دون بلوغه لهدافة والغايات التي ينشدها وتساعده على تدارك الخطاء واتخاذ الجراءات الملئمة التي تمكنه من تحقيق ما يريد. ول بد من الشارة إلى أن المعرفة العلمية تختلف عن المعرفة العادية التي تكون قد بلغت درجة عالية من الصدق والثبات وأمكن التحقق منها ,أما المعرفة العلمية هي التي يتم تحقيقها بالبحث والتمحيص ) العلم (. يفرق الباحثون بين العلم والمعرفة على أساس السلوب أو المنهج التفكيري التي تم من خلله تحسين المعرفة. فالعلم عبارة عن المعرفة المنسقة التي تنشأ من الملحظة والدراسة والتجريب ,والتي تتم بهدف تعرف طبيعة وأصول الظواهر التي تخضع للملحظة والدراسة.
أنواع البحث العلمي
نستخلص مما تقدم أن الهدف الساسي من البحث العلمي في مجالت المعرفة المختلفة يتمثل في الوصول إلى المعرفة الدقيقة والبحث عن أسبابها ومعطياتها وذلك من خلل التقصي الموضوعي للظاهرة موضوع البحث ,الذي يمكن أن يتم من خلل أحد الشكال التالية للبحث العلمي. أوًل -:-البحوث التطبيقية )(Applied Research هي بحوث عملية تكون أهدافها محددة بشكل أدق من البحوث النظرية وتكون موجه لحل مشكلة من المشاكل العلمية أو لكتشاف معارف جديدة يمكن تسخيرها والستفادة منها فوراً في واقع حقيقي وفعلي موجود لدى المؤسسات الجتماعية والقتصادية ,ويمكن الستعانة بنتائجها فيما بعد لمعالجة مشكلة من المشاكل القائمة بالفعل واقترا ح مجموعة من التوصيات العلمية التي يمكن أن تسهم في التخفيف من هذه المشكلت أو معالجتها نهائيًا.
ثانيًا -:-البحوث النظرية أو الساسية أو المجردة فهي بحوث تعمل أساساً من أجل الوصول إلى المعرفة بحد ذاتها وتشتق عادة من المشاكل الفكرية أو البدائية ويمكن تطبيق نتائجها فيما بعد على مشاكل قائمة بالفعل ويكون هدفها المباشر تطوير مضمون المعارف الساسية المتاحة في مختلف حقول العلم والمعرفة النسانية. ومما تجدر الشارة إليه هنا أنه من الصعب الفصل بين هذين النوعين من البحوث )التطبيقية والنظرية( وذلك للعلقة التكاملية بينهما .فالبحوث التطبيقية غالب اً ما تعتمد في بناء فرضياتها أو السئلة التي تحاول إيجاد إجابات لها على الطر النظرية المتاحة في الدبيات المنشورة .كما أن البحوث النظرية في الوقت نفسه تستفيد أيض اً وبشكل مباشر أو غير مباشر من نتائج تلك الدراسات التطبيقية من خلل إعادة النظر في منطلقاتها النظرية وملءمتها مع الواقع. كما تمثل بعض البحوث والدراسات التي تقوم بتنفيذها بعض مؤسسات البحث العلمي الرسمية والهلية تجسيداً مقبو ً ل للبحوث النظرية الهادفة إلى إغناء المعرفة العلمية في الحقول الجتماعية والنسانية بالرغم من عدم معالجتها لمشكلت آنية. )( Theoretical Research
خصائص البحث العلمي يتميز البحث العلمي عن بقية الساليب الفكرية بعدة ومجموعة خصائص أساسية مترابطة فيما بينها والتي لبد من توافرها حتى تتحقق الهداف المرجوة منه ويمكن بيان هذه الخصائص على النحو التالي: الموضوعية )(The Objectivity وتعني خاصية الموضوعية أن تكون خطوات البحث العلمي كافة قد تم تنفيذها بشكل موضوعي وليس شخصي متحيز .ويحتم هذا المر على الباحثين أن ل يتركوا مشاعرهم وآراءهم الشخصية تؤثر على النتائج التي يمكن التوصل إليها بعد تنفيذ مختلف المراحل أو الخطوات المقرر للبحث عنها.
الدقة وقابلية الختيار )(The Testability & Accuracy
وتعني هذه الخاصية بأن تكون الظاهرة أو المشكلة موضع البحث قابلة للختيار أو الفحص فهناك بعض الظواهر التي يصعب إخضاعها للبحث أو الختبار نظراً لصعوبة ذلك أو لسرية المعلومات المتعلقة بها.
إمكانية تكرارية النتائج )(Replicability وتعني هذه الخاصية أنه يمكن الحصول على النتائج تقريبا ً نفسها بأتباع المنهجية العلمية نفسها وخطوات البحث مرة أخرى وتحت الشروط والظروف الموضوعية والشكلية مشابهة.
التبسيط والختصار )(Parsimony إن التبسيط والختصار في الجراءات والمراحل المتبعة في البحث العلمي أمر مهم جداً مع الخذ بعين العتبار عدم تأثيرها على دقة نتائج البحث وإمكانية تعميمها وتكرارها حيث أن الكثير من البحوث يتطلب الكثير من الوقت والجهد والتكلفة .لذلك يلجأ الباحثون إلى تحديد أكثر العوامل تأثيراً وارتباطا ً بالمشكلة موضوع الدراسة وبما يحقق الهداف الموضوعة.
أن يتناول البحث العلمي غاية أو هدف إن تحديد هدف البحث بشكل واضح ودقيق هو عامل أساسي يساعد في تسهيل خطوات البحث العلمي وإجراءاته كما أنه يساعد في سرعة النجاز والحصول على البيانات الملئمة ويعزز النتائج التي يمكن الحصول عليها.
التعميم والتنبؤ استخدام نتائج البحث لحقا ً في التنبؤ في حالت ومواقف مشابهة فنتائج البحث ل تقتصر مجالت الستفادة منه واستخدامها على معالجة مشكلة آنية بل قد تمتد إلى التنبؤ بالعديد من الظواهر والحالت قبل وقوعها.
دور العنصر البشري للبحث العلمي
1. 2. 3. 4. 5.
يمثل العنصر البشري القلب المحرك لمختلف مراحل البحث العلمي وفي شتى حقول المعرفة النسانية .ذلك أن النسان في الحقيقة هو الذي يقوم بتخطيط مختلف مراحل البحث العلمي وتنظيمها وتنفيذها وتوجيهها وصو ً ل إلى النتائج التي يجب ترجمتها ووضعها بصورة علمية ومنطقية أمام متخذ القرار .لهذا السبب لبد أن تتوافر في الباحث صفات محددة حتى يستطيع إنجاز البحث المطلوب منه بالشكل المطلوب ,ومن أهم تلك الصفات ما يلي: إتقان المهارات الساسية اللزمة للبحث العلمي. المعرفة الواسعة في مفهوم البحث. أن تتوافر لدى الباحث المعرفة ببعض الساليب الحصائية. الموضوعية والحياد في تصميم البحث وفي عرض النتائج ومناقشتها. الصبر والقدرة على التحمل.
المؤسسات والبحث العلمي على مستوى الدولة والشركات
تحتاج المؤسسات العامة والخاصة إلى إجراء البحوث والدراسات إما لمعالجة المشكلت التي تواجهها ,أو لتطوير منتجاتها وخدماتها, أو إيجاد خطوط إنتاج ,أو أساليب عمل أو تكنولوجيا جديدة. وتخصص الدول والشركات جزءاً من موازناتها لغايات البحاث والتطوير والتدريب ,لتحقيق مزي ٍد من الكفاءة والفاعلية. ُتعد الجامعات مراكز أبحاث ودراسات ,كما تنشئ الحكومات مراكز متخصصة أو مجالس عليا لتولي البحوث والدراسات أو رعايتها .وبعض هذه المراكز تكون متخصصة في مجالت الدارة, أو التربية ,أو التسويق ,أو التكنولوجيا أو الصناعة أو الطب مثل: المركز الوطني للبحث والتطوير التربوي. الجمعية العلمية الملكية. المجلس العلى للعلوم والتكنولوجيا في الردن للتكنولوجيا.
بالضافة إلى وحدات البحث والدراسة التي تخدم أهداف الوزارات والمؤسسات الحكومية. وتواجه المؤسسات الحكومية والخاصة كثيراً من المشكلت مثل انخفاض المبيعات وانخفاض الرو ح المعنوية لدى العاملين لديها وارتفاع حد المنافسة من قبل المنشآت الخرى وغيرها من المشكلت والحالت التي تتطلب ضرورة معالجة تلك المشكلت للتغلب عليها أو الحد من آثارها .وفي كثير من الحالت يتطلب المر ضرورة القيام بجمع بيانات عن الظاهرة أو المشكل وإجراء دراسة عليها ومن ثم العتماد على نتائج تلك الدراسة في عملية اتخاذ القرار .وهناك طريقتان يمكن أن يتم من خللهما القيام بذلك هما: وجود قسم بحث داخلي لدى الشركة أو المؤسسة. الستعانة بأطراف خارجية عن طريق مؤسسات أبحاث متخصصة تتولى تقديم خدمات البحاث والستشارات للمؤسسات المختلفة.
مزايا وجود قسم داخلي للبحاث وعيوبه إن وجود قسم داخلي في المؤسسات ينطوي على مزايا وعيوب يمكن تلخيصها بالتي: المزايا من أهم المزايا التي يمكن أن توفرها عملية استحداث قسم داخلي للبحاث ما يلي :- وجود فريق داخلي للبحث يكون لديه في الغالب معرفة واطلع واسع ومستمر على سياسات الشركة وأوضاعها وظروفها ,لذا تكون النتائج والحل الذي يقدم بواستطه اعمق وأشمل. وجود فريق متخصص في المؤسسة يساعد على متابعة المشكلة من أول مرحلة ولغاية إيجاد حل للمشكلة وتطبيق هذا الحل ,وفي حالة عدم نجا ح الحل يمكن الرجوع إلى الفريق لمعرفة الخلل في ذلك. تكلفة كل وحدة بحث في حالة وجود فريق بحث داخلي أقل منها في حالة الستعانة بأطراف خارجية .وهذا بالطبع يعتمد على توقع الشركة للحالت التي تتطلب إجراء بحث لها ,فإذا كانت الحاجة لجراء البحوث محدودة وبسيطة فإنه قد يكون من الفضل في هذه الحالة الستعانة بفريق بحث خارجي ,أما إذا كانت الحاجة للبحوث متكررة ومتعددة فيفضل هنا وجود بحث داخلي لدى المؤسسة. الحفاظ على سرية المعلومات. أن مدى تقبل موظفي المؤسسة وتعاونهم يكون أكبر للفريق الداخلي منه للفريق الخارجي. أعضاء الفريق الداخلي يكونون أكثر ولء للمؤسسة وإن ظهر هناك بعض التحيز وبخاصة إذا كانت المشكلة تتعلق بهم. وجود قسم خاص يؤدي إلى حل فوري للمشكلة بالضافة إلى استمرارية البحوث والتطوير في المؤسسات والشركات ,مما يساعد المديرين على التخطيط الستراتيجي.
العيوب بالرغم من المزايا التي يوفرها وجود قسم داخلي للبحاث لدى الشركات والمؤسسات الخاصة أو العامة إل هناك بعض العيوب أو المآخذ على ذلك ,وتتمثل العيوب بما يلي :- زيادة التكاليف الكلية وبخاصة في حالة عدم الحاجة للبحث المستمر, أو في حالة كون عدد الحالت التي تستدعي إجراء البحوث محدودة. احتمالية التحيز من قبل أعضاء الفريق وبخاصة إذا كانت المشكلة تتعلق بموظفي الشركة أو المؤسسة العامة وبالتالي أعضاء فريق البحث أنفسهم بصفتهم موظفين في الشركة ,وفي هذه الحالة قد يعمد أعضاء الفريق إلى عدم إظهار نقاط الضعف أو نتائج البحث بشكله الصحيح والدقيق. قد يتخذ فريق العمل الداخلي عملية البحث كمهنة أو وظيفة فتصبح عملية روتينية تخلو من العمق والتحليل.
مزايا وعيوب الستعانة بفريق بحث خارجي كما هو الحال بالنسبة لوجود قسم بحث داخلي فإن الستعانة بفريق بحث خارجي ينطوي على مزايا وعيوب منها :- المزايا يؤدي فريق البحث الخارجي في الغالب خدماته لكثر من مؤسسة أو جهة ,وبالتالي تتكون لديه الخبرة الواسعة ,والنظرة العامة الشاملة مع مرور الزمن فيما يتعلق بتعرف المشكلت وحلها. عدم التحيز في إجراء البحث على اعتبار أن الفريق الخارجي فريق محايد ل يتأثر بالعلقات الشخصية ,أو المصالح الذاتية ,وبالتالي تتحقق الموضوعية في إجراء البحث وفي نشر النتائج. يعمل الفريق الخارجي على استخدام كوادر مؤهلة كما يعمل على متابعة التدريب لعضائه لكسابهم الخبرات والمهارات اللزمة للبحث العلمي ,وبالتالي تكون خبراتهم في هذا المجال واسعة مما يضفي على البحاث التي توكل إليها المزيد من العمق.
العيوب حاجة أعضاء الفريق الخارجي إلى وقت أطول مما يحتاجه الفريق الداخلي للتعرف على الشركة أو المؤسسة وأوضاعها وسياستها. احتمالية عدم تعاون موظفي أو مستخدمي المؤسسة مع أعضاء الفريق الخارجي. التكلفة العالية التي يطلبها الفريق الخارجي لجراء البحث وبخاصة إذا كان ينتمي إلى أحد المكاتب المشهورة. ملحظة هناك بعض المواقف أو المشكلت التي يفضل فيها الستعانة بفريق خارجي وهي المشكلت الهامة التي تتطلب خبرات مؤهلة وعالية غير متوافرة في الشركة ,في حين أن العمليات الروتينية المتكررة يمكن إسنادها إلى فريق البحث الداخلي لدى المؤسسة.
البحث العلمي :-المراحل والخطوات يعد تصميم البحث العلمي الجوهر والبداية التي ل يمكن بدونها المضي بالدراسة العلمية حيث أن تصميم البحث هو الذي يوفر الدليل المتسلسل لكافة الخطوات الواجب إتباعها خطوة بخطوة وصو ً ل إلى تحقيق الهدف المرجو من البحث العلمي المتمثل بتحديد السباب التي أدت أو دفعت الباحث أو المؤسسة المعنية إلى القيام بإجراء البحث العلمي إضافة إلى اقترا ح كافة السبل الكفيلة لمعالجة المشكلة أو الظاهرة موضوع البحث.
تصميم البحث العلمي يمر تصميم البحث العلمي في العلوم الجتماعية والنسانية بمراحل عدة تتصف بالتدرج والتسلسل لكل مرحلة من هذه المراحل وتنفيذها. هناك أكثر من اعتبار لبد من مراعاته عند تصميم البحث منها :- مراعاة طبيعة الموضوع أو الظاهرة موضوع الهتمام من قبل الباحثين مع التدرج أو التسلسل المنطقي لمراحل سيتم إتباعها لمعالجة الظاهرة أو المشكلة. مراعاة الوقت الكافي الذي يجب أن يعطى للباحثين عند تنفيذ كل مرحلة من المراحل بحسب المنهجية العلمية. الستعانة بالخبراء أو المتخصصين في موضوع البحث من أجل الوصول إلى التصميم الفعال والشمولي للبحث العلمي المراد تنفيذه بحسب الهداف المرجوة.
خطوات البحث العلمي
تختلف خطوات البحث العلمي من بحث لخر من حيث ترتيبها أو وجودها إل أن أهم تلك الخطوات تتمثل بالتي: -1تحديد المشكلة :- من المعروف أن العديد من البحوث والدراسات العلمية تفشل بشكل كبير لخفاقها في تحديد مشكلة البحث تحديداً واضحا ً يتم من خلله التعرف على السباب التي أدت إلى المشكلة من جهة والبعاد المكونة للمشكلة نفسها من جهة أخرى. وحتى نتمكن من فهم المشكلة موضوع الهتمام فهما ً واضحا ً لبد من وجود درجة عالية من التعاون بين الدارات المعنية بالبحث العلمي في المؤسسات المعنية مع الستعانة بالخبراء المختصين والمؤهلين في البحث داخليا ً وخارجيًا. كما لبد ذكره أن تحديد المشكلة أو المشكلت التي تعاني منها المؤسسات ليس بالمر السهل حيث لبد من توفر مؤشرات عامة داخل المؤسسات يجب تحليلها مبدئي اً من أجل الوقوف على صحتها وتحديد وزنها الفعلي وتأثيرها على إنتاجية المؤسسات .لذلك لبد من اختيار المشكلت التي تم التعرف عليها بشكل علمي اً وموضوعي ومعالجتها وإل فإن كافة الجهود والتكاليف التي تم بذلها ستكون ضائعة وبدون أي جدوى اقتصادية وإدارية.
* كما انه على الباحثين أن يقوموا بالحصول على إجابات علمية ومقنعة لعدد من السئلة النظرية التي ترتبط بموضوع الظاهرة: ما حدة المشكلة – أو الظاهرة – موضوع الهتمام من قبل المؤسسة؟ ما تاريخ بروز هذه المشكلة أو الظاهرة في المؤسسة؟ هل هناك مؤشرات كافية حولها نستطيع تحديدها بوضو ح رغم التعقيدات الدارية والبيئية أم ل ؟ هل ستكون إيرادات تنفيذ اقتراحات الدراسة المأمول إجراؤها أعلى بكثير من تكاليف إجراء الدراسة نفسها أم ل؟ هل تستطيع المؤسسة القيام بهذه الدراسة وهل لديها الخبرات العلمية والمحايدة لتنفيذها أم ل؟ هل هناك دراسات سابقة حول المشكلة أو الظاهرة يمكن الحصول عليها بتكاليف أقل وخلل فترة زمنية معقولة أم ل ؟
بناًء على نوعية الجابات التي يمكن الحصول عليها عن هذه السئلة يمكن تحديد المشكلة وبشكل واضح ودقيق يستدل منه على نوعية العلقة بين مسبباتها والعوامل التي أدت إليها .إن الحصول على إجابات واضحة وكافية يشكل حافزاً قوياً لبناء الطار النظري المناسب لنتقال إلى مرحلة أخرى من مراحل البحث العلمي.
-2مراجعة الدراسات السابقة :- إن العديد من السس النظرية للدراسات المقترحة وكما هو معروف يعتمد على نتائج دراسات نظرية أو ميدانية سابقة عكست آراء الباحثين أو المؤسسات التي قامت بها في أوقات سابقة . يلجأ الباحثون في العلوم الجتماعية وغيرها إلى قراءة تلك الدراسات النظرية والميدانية قراءة تحليلية لستخلص العبر ومدى مساهمة النتائج التي تم التوصل إليها في الدراسات السابقة وتأثيرها على الدراسات ذات الصلة بموضوع البحث المراد تنفيذه. وللوقوف على أهمية الدراسة يجب على الباحث أن يوضح كيف يختلف أو يتميز بحثه أو دراستها المقترحة عن الدراسات السابقة مع توضيح عيوب أو نقاط الضعف في تلك الدراسات. عملي اً تؤدي المراجعات النظرية للدراسات السابقة إلى تحديد قوة أو أساس الطار النظري للموضوع وفي النتيجة النهائية أيضا ُ تساعد على تعديل هذا الطار بحسب المستجدات البيئية التي تفرض أحيانا ً بعض التغير في السس النظرية والفرضيات التي تقوم عليها الدراسة العلمية. كما تساعد القراءة التحليلية للدراسات السابقة الباحثين في تكوين أفكار واضحة عما يتحتم عليه من واجبات في هذا المجال.
1. 2.
-3صياغة الفرضيات تعتمد صياغة الفرضيات بشكل عام على المراحل السابقة من البحث ) تحديد المشكلة ومراجعة الدراسات السابقة( حيث يتم وضع القتراحات النظرية القابلة للختبار عن أسباب المشكلة ,وأبعادها المختلفة وكيفية علجها. وما أن يتم تحديد المشكلة المراد دراستها ومعالجة بدقة وبوضو ح ,يبدأ الباحث بتطوير الفرضيات -وهي كافة الحتمالت أو المسببات للمشكلة – بشكل يوضح مختلف التفسيرات المحتملة والمقترحة للعلقة بين عاملين: العامل المستقل ) السبب(. العامل التابع )النتيجة( .التي حدثت نتيجة كافة العوامل المستقلة أو المسببة. ويمكن من خلل ما تقدم تعريف الفرضية بأنها عبارة عن جملة أو جمل عدة تعبر عن إمكانية وجود علقة بين عامل مستقل وعامل آخر تابع. كما تعبر الفرضيات عن المسببات والبعاد التي أدت إلى المشكلة والتي تم تحديدها بوضو ح على سبيل المثال كلما زاد المنفق على ترويج سلعة أو خدمة كلما زادت مشتريات المستهلكين منها.
فوائد الفرضيات :- تساعد على تحديد الساليب المناسبة لختبار العلقات المحتملة بين عاملين أو أكثر ) العلقات بين العوامل المستقلة والتابعة (. توجه الباحثين نحو الطرق السليمة لما يجب جمعه من معلومات أو بيانات لنجاز أهداف الدراسة التي تم وضعها لتحديد مسببات المشكلة. أشكال الفرضيات :- صياغة الثبات حيث يتم صياغة الفرضية بشكل يثبت علقة بين عاملين إما بشكل إيجابي أو سلبي ) .الفرضيات المباشرة(. صياغة النفي حيث يتم صياغة الفرضية بشكل ينفي وجود أية علقة بين العامل المستقل والعامل التابع ).الفرضية الصفرية (.
-4تحديد أنواع البيانات اللزمة للبحث ومصادرها :- هناك نوعان من البيانات البيانات الثانوية ):(Secondary Data وهي التي يتم تجميعها في فترات زمنية سابقة ويتم نشرها لسباب مختلفة قد ل تكون متفقة بدرجة كبيرة مع أهداف الدراسات التي تقوم بها المؤسسات من وقت لخر .ويمكن الحصول على البيانات الثانوية من مصدرين رئيسين: أ -مصادر داخلية أي من داخل المؤسسة ومختلف القسام والدارات مثل أرقام عن النشاط المالي – المبيعات – وتكاليف النتاج والتخزين وغيرها من المصاريف الدارية. ب -مصادر خارجية فقد تشمل كافة البيانات المنشورة في مختلف وسائل العلم مثل الصحف والمجلت وجهات رسمية أخرى كالبنوك ودائرة الحصاءات العامة وسوق عمان المالي وغيرها. تتميز البيانات الثانوية بسرعة جمعها وانخفاض تكلفة الحصول عليها ,أما أهم ما يعيبها هو ضعف إمكانية الستفادة منها لن تجميعها يتم أصلً لتحقيق أهداف أخرى غير تلك التي تهدف إليها البحاث والدراسات الميدانية.
البيانات الولية ):- (The Primary Data هي التي يبدأ العمل بالحصول عليها خلل مختلف مراحل البحث العلمي ,يمكن تجميع هذه البيانات إما عن طريق المسوحات الشاملة ) إذا كان مجتمع الدراسة صغير يمكن التعامل مع كافة مفرداته ( أو عن طريق عينات ممثلة لمجتمع الدراسة من الفراد أو المؤسسات. تتميز البيانات الولية بانسجام أو اتفاق ما يتم تجميعه من بيانات مع أهداف البحث أو الدراسة موضوع الهتمام إضافة إلى ارتفاع درجة الثقة أو المعقولية في هذه البيانات على الرغم من ارتفاع تكاليفها.
-5مراجعة وتحليل البيانات :- سواء تم تجميع بيانات ثانوية أو أولية فلبد من إجراء مراجعة شاملة لما تم الحصول عليه من بيانات وذلك بهدف استبعاد تلك الجزاء من البيانات غير المكتملة من جهة بالضافة إلى إهمال تلك النوعية من البيانات غير المترابطة بشكل مباشر أو غير مباشر بموضوع البحث أو الدراسة. إن عملية تحليل البيانات تبدأ الخطوة الولى بمراجعتها واستبعاد الستبيانات غير المكتملة ثم إدخالها وفق رموز محددة بالضافة إلى وضعها في جداول التوزيع التكراري وغيرها من الجداول بحسب الساليب الحصائية المستخدمة.
-6كتابة نتائج الدراسة وعرضها :- إن مرحلة كتابة النتائج التي تم التوصل إليها ومناقشتها من أجل نشرها أو عرضها على أصحاب العلقة تعد عملياً من أهم المراحل ,لن النجا ح في تنفيذها يعتمد على مهارات الباحثين وموضوعيتهم وإلى نوعية التحليل الحصائي ومستواه وطريقة استخلص النتائج بمعنى ) المضامين والتوصيات التي يجب تقديمها لمتخذي القرار في المؤسسات المعنية بالدراسات التي جرى تنفيذها(.