Al badeel 135

Page 1

‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ 2014/04/13‬م‬ ‫العدد (‪)135‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫‪01‬‬

‫ا�سبوعية‪�-‬سيا�سية‪-‬م�ستقلة‬ ‫العدد (‪ 2014/04/13 )135‬م‬

‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫رئي�س التحرير ‪ :‬ح�سام مريو‬ ‫‪www.al-badeel.org‬‬

‫‪Issue (135) 13/04/2014‬‬

‫النظام و«املعار�ضة»‪ :‬ب�ؤ�س العقل ال�سيا�سي‬

‫معركة ك�سب‬

‫يحار املرء يف تو�صيف طبيعة الفكر ال�سيا�سي‬ ‫ال�سوري‪ ،‬وهو �إن انتمى �إىل م�شارب عدة‪ ،‬لكن ما‬ ‫يتمخ�ض من نتائج عن ال�سيا�سات املتبعة ي�شري �إىل‬ ‫�أن تعدد امل�شارب لي�س �سوى ق�رشة رقيقة‪ ،‬ما �أن يتم‬ ‫نزعها‪ ،‬حتى تتو�ضح جملة من املت�شابهات يف �آليات‬ ‫التفكري التي حتكم معظم القوى ال�سورية املنفعلة‬ ‫والفاعلة يف الأزمة‪.‬‬ ‫يف مرجعيات النظام حت�رض القوة العمياء كحكم يف‬ ‫معادلة البقاء‪ ،‬ولقد �أوجد منظومة من ال�شعارات التي‬ ‫مار�سها منذ بدء االحتجاجات ولغاية اللحظة‪ ،‬وهو‬ ‫يقدم �شعاراً على �آخر بح�سب متطلبات املرحلة‪ ،‬لكن‬ ‫يف حم�صلة الأمر‪ ،‬ف�إن النظام ما زال م�رصاً على عدم‬ ‫االقتناع بتاريخية التاريخ‪ ،‬وهو يعترب بذلك بوعي‬ ‫منه �أو من دون وعي �أن التاريخ جمرد م�ؤامرة‪� ،‬أو �أن‬ ‫التاريخ ميكن حكمه والتحكم به بالآليات ذاتها على‬ ‫الدوام‪ ،‬وهو �أمر يتنافى مع منطق التاريخ‪ ،‬ومنطق‬ ‫العلوم ال�سيا�سية‪ ،‬ومنطق امل�صالح املتغرية‪.‬‬ ‫�إذاً‪ ،‬فنحن �أمام نظام مل يي�أ�س من منظومته الفكرية‪،‬‬ ‫وما زال يعتقد ب�صالحها‪ ،‬كما �أنه يعترب نف�سه‬ ‫ا�ستثناء يف التاريخ‪ ،‬وهو ما �أكد عليه الأ�سد يف غري‬ ‫ً‬ ‫مقابلة �إعالمية‪ ،‬حيث اعترب قبل بدء االحتجاجات �أن‬ ‫�سورية ال ت�شبه م�رص �أو تون�س‪ ،‬وبعد �أزمة �أوكرانيا‬ ‫�أر�سل �إىل الكرملني ر�سالة مفادها �أنه ال ي�شبه رئي�س‬ ‫ما�ض يف‬ ‫�أوكرانيا‪ ،‬و�أنه لن يهرب من �سوريا‪� ،‬أي �أنه ٍ‬ ‫ا�ستكمال معركته‪ ،‬ولن يثنيه عنها �أي �شيء‪.‬‬

‫لكن النظام‪ ،‬يف م�سعاه لالنت�صار على ال�شعب قبل‬ ‫الثورة‪ ،‬ال ي�أخذ بعني احل�سبان �أن معطيات الواقع‬ ‫ال�سوري منذ اندالع ال�رصاع الع�سكري بينه وبني‬ ‫قوى املعار�ضة امل�سلحة بات حمكوم ًا بحالة من‬ ‫اال�ستع�صاء‪ ،‬و�أنه ال خمرج لتحقيق انت�صارات متلي‬ ‫على الأطراف الأخرى القبول ب�رشوط الأ�سد‪� ،‬أي‬ ‫القبول فعلي ًا بالهزمية‪ ،‬كما �أنه ال يدرك‪� ،‬أو ال يريد‬ ‫�أن يدرك‪� ،‬أن االنت�صار يرتب على املنت�رص جملة من‬ ‫امل�س�ؤوليات‪ ،‬وقد باتت امل�س�ؤوليات التي تفر�ضها‬ ‫الأزمة ال�سورية �أثقل من �أن يتحملها العامل‪ ،‬فكيف‬ ‫احلال �إذاً بالنظام؟‪.‬‬ ‫يف املقابل‪ ،‬ف�إننا ال جند تفكرياً �سيا�سي ًا خمتلف ًا‬ ‫لدى �أطياف �أ�سا�سية يف املعار�ضة‪ ،‬ف�إذا ما نزعنا‬ ‫ال�شعارات الكثرية التي تتبناها‪ ،‬لتحري امل�سالك‬ ‫ال�سيا�سية التي مت�ضي بها ف�إننا �سنجد حتت ق�رشة‬ ‫االدعاء بقبول احلل ال�سيا�سي نزوع ًا �إىل �سحب‬ ‫ال�سيا�سة من التداول‪ ،‬حيث ما زال احلديث يدور عن‬ ‫�رضورة التوازن الع�سكري‪ ،‬وعن �رضورة و�صول‬ ‫�أ�سلحة نوعية‪ ،‬وعلى وجه اخل�صو�ص‪ ،‬م�ضادات‬ ‫الطريان‪ ،‬يف الوقت الذي بات جل تلك القوى مقتنع ًا‬ ‫ب�أن ك�رس حالة التوازن �أو اال�ستع�صاء �أمر غري‬ ‫م�سموح فيه �إقليمي ًا ودولياً‪ ،‬ولئن وجدت بع�ض الدول‬ ‫الراغبة يف الأمر‪� ،‬إال �أنها غري قادرة على حتويل‬ ‫الرغبة �إىل واقع‪.‬‬ ‫يف حقيقة الأمر �إن كلٍ من النظام والقوى املعار�ضة‬

‫ح�سام مريو‬

‫(امل�سلحة �أو التي تدعي متثيل ال�شعب ال�سوري) يرغب‬ ‫يف �إحراز الن�رص الع�سكري‪ ،‬وكالهما يف مكان ما من‬ ‫وعيه ال�سيا�سي يرى الآخر يف بعده الطائفي وامتداه‬ ‫الإقليمي‪ ،‬و"رمبا" لدى الطرفان رغبة يف التق�سيم‬ ‫يف نهاية املطاف‪ ،‬فالنظام ال يرى من احلكم والوطن‬ ‫�سوى ال�سلطة‪ ،‬واملعار�ضة امل�سلحة التي بات كل‬ ‫ف�صيل منها يحكم منطقة ما من "الأرا�ضي املحررة"‬ ‫يخ�شى �أن يحوله احلل ال�سيا�سي من �صاحب �سلطة‬ ‫�شبه مطلقة يف منطقته �إىل جزء �صغري من ال�سلطة‬ ‫التي ميكن �أن ينتجها حل �سيا�سي ما‪ ،‬ورمبا كان‬ ‫التق�سيم بالن�سبة له �أو دوام احلال على ما هو عليه‪،‬‬ ‫بالن�سبة له‪ ،‬هو دوام ال�سلطة التي حققها خالل فرتة‬ ‫ال�رصاع امل�سلح‪.‬‬ ‫متى ميكن للطرفني �أن ي�شعرا بالي�أ�س؟ هما حتى‬ ‫اللحظة م�ستمران بادعاء متثيل ال�شعب ال�سوري‪،‬‬ ‫وم�ستمران من خالل دور �إقليمي ودويل‪ ،‬ومن خالل‬ ‫اقت�صاد العنف الذي ازدهر على ح�ساب �إفقار ال�شعب‬ ‫ال�سوري‪ ،‬وت�رشيده‪ ،‬وموته‪ ،‬وحتويله �إىل كجرد‬ ‫م�ستهلك للإعانات الإن�سانية‪.‬‬ ‫يف حلظة الي�أ�س تلك‪ ،‬ميكن �أن يولد �أمل ما‪� ،‬أمل‬ ‫يف �أن ت�سقط ال�شعارات مل�صلحة الإن�سان ال�سوري‪،‬‬ ‫وم�ستقبل �سوريا‪ ،‬لكن اخل�شية‪ ،‬كل اخل�شية‪� ،‬أن ت�أتي‬ ‫تلك اللحظة يف وقت ال يعود يف ال�ساحة ال�سورية غري‬ ‫املتقاتلني �أنف�سهم‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.