Al badeel 143

Page 1

‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ 2014/06/8ádGó``Y‬م‬ ‫العدد (‪)143‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫‪01‬‬

‫ا�سبوعية‪�-‬سيا�سية‪-‬م�ستقلة‬ ‫العدد (‪ 2014/06/8 )143‬م‬

‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫رئي�س التحرير ‪ :‬ح�سام مريو‬ ‫‪www.al-badeel.org‬‬

‫‪Issue (143) 8/06/2014‬‬

‫خطة املعار�ضة ال�سيا�سية بعد الوالية الثالثة للأ�سد‬

‫�أخذ ب�شار الأ�سد والية ثالثة يف حكم �سورية‪ ،‬بعد‬ ‫انتخابات و�صفها الغرب ب�أنها "مهزلة"‪ ،‬وال تعرتف‬ ‫بها املعار�ضة ال�سيا�سية‪ ،‬وجرت يف ظل ظروف �أمنية‬ ‫م�شددة على من ذهبوا لالنتخاب‪ ،‬وبعد �أن �أ�صبحت‬ ‫�سوريا مثا ًال على التدمري الذاتي املمنهج‪ ،‬حيث �أ�رشفت‬ ‫الدولة‪ /‬ال�سلطة على عملية التدمري بكفاءة ق ّل نظريها‪،‬‬ ‫كما خلقت كل مربرات الذهاب نحو التطرف‪ ،‬لت�صبح بعد‬ ‫تقدم‬ ‫ثالث �سنوات ونيف من عمر االحتجاجات ال�شعبية ّ‬ ‫نف�سها بو�صفها اجلهة القادرة على مكافحة الإرهاب‪،‬‬ ‫يعول عليه النظام‪� ،‬إىل جانب �أمور �أخرى‪ ،‬يف‬ ‫وهو ما ّ‬ ‫�إعادة ت�أهيل نف�سه‪.‬‬ ‫الأ�سد ما زال يف ال�سلطة‪ ،‬واملعار�ضة ال�سيا�سية يف حالة‬ ‫ت�رشذم‪ ،‬وف�شلت كل حماوالت التن�سيق فيما بينها‪ ،‬على‬ ‫الرغم من اجلهود التي بذلتها �أطراف �سيا�سية �سورية‬ ‫عدة‪.‬‬ ‫�أما املعار�ضة امل�سلحة‪ ،‬ف�إذا ا�ستثنينا القوى الراديكالية‬ ‫ف�إن القوى الإ�سالمية "املعتدلة" واجلي�ش احلر‪ ،‬ال‬ ‫ي�شكلون القوى ال�ضاربة على �ساحة الف�صائل التي تقاتل‬ ‫قوات النظام‪ ،‬وما زالت �إيران تعمل على دعم النظام‪،‬‬ ‫لي�س فقط من خالل مده باملال وال�سالح‪ ،‬و�إمنا بت�سخري‬ ‫قوى مبا�رشة لدعمه‪ ،‬واال�ستفادة من �أوراق �إقليمية‬ ‫�سيا�سية جتعل من �سقوط النظام �أمراً �صعباً‪.‬‬ ‫ما هي خطة املعار�ضة‪� ،‬أو املعار�ضات‪ ،‬ال�سيا�سية‬ ‫ال�سورية يف املرحلة املقبلة؟‪ ،‬وهل �سيبقى االئتالف‬ ‫الوطني يطالب مبزيد من الدعم الغربي؟ وهو دعم‪ ،‬و�إن‬ ‫�أتى‪ ،‬فهو ال يخرج عن الر�ؤية الأمريكية التي لن ت�سمح‬

‫بدعم كبري‪ ،‬و�إمنا مبا يبقي املعار�ضة حية‪ ،‬وهو كالم‬ ‫قاله �سا�سة �أمريكيون م�ؤخراً يف �أكرث من منا�سبة‪،‬‬ ‫ومرروه عرب �أكرث من قناة‪.‬‬ ‫وبات معروفاً‪� ،‬أن الغرب يركز يف املرحلة الراهنة على‬ ‫املخاوف من عودة اجلهاديني الأوروبيني �إىل بلدانهم‪،‬‬ ‫كما �أن الغرب‪ ،‬و�أمريكا‪ ،‬من خالل �سياق الأزمة ال�سورية‬ ‫مل يظهروا عم ًال جدي ًا لإنهاء الأزمة‪ ،‬و�إيجاد املخارج‬ ‫ال�سيا�سية لها‪ ،‬ومن غري املتوقع �أن تتغري ال�سيا�سة‬ ‫الغربية ب�شكل خمتلف كلي ًا عما كانت عليه‪ ،‬فعلى ماذا‬ ‫تعول "املعار�ضة" ال�سيا�سية ال�سورية؟‪.‬‬ ‫ميكن �أن ّ‬ ‫والأ�سد الذي ح�صل على والية ثالثة يركز على ما ي�سميه‬ ‫"الدولة املفيدة"‪� ،‬أي املناطق اخلا�ضعة ل�سيطرته‪ ،‬مع‬ ‫عملية تنظيف لب�ؤر معار�ضة عرب امل�صاحلات والهدن‪،‬‬ ‫وت�أمني �أكرب قدر من ال�رشعية والتوا�صل والإمداد يف‬ ‫مناطق "الدولة املفيدة"‪ ،‬وترك باقي املناطق يف حالة‬ ‫�إنهاك متوا�صل‪ ،‬حيث تتقاتل الف�صائل وامليلي�شيات‬ ‫على النفوذ‪ ،‬وحيث تزداد الأو�ضاع املدنية �صعوبة‪،‬‬ ‫وتزداد النقمة من �سكان املدن واملناطق التي يحكمها‬ ‫"داع�ش" من �أ�سلوب �إدارة التنظيم حلياتهم‪ ،‬والتدخل‬ ‫يف م�أكلهم وملب�سهم و�رصتهم ومعظم �ش�ؤون حياتهم‪،‬‬ ‫وهي تتمكن من �ضم الكثري من ال�شباب �إليها عرب ما‬ ‫متتلكه من �إمكانات مالية قوية يف ظل �ضعف املوارد‪،‬‬ ‫وحاجة ال�شباب للمال‪ ،‬حتى لو كان ذلك عرب القتال مع‬ ‫"داع�ش"‪.‬‬ ‫وبغ�ض النظر عن قدرة النظام �أو عدمها يف حتقيق‬ ‫ا�سرتاتيجيته‪� ،‬إال �أن �رشائح كثرية من ال�سوريني غري‬

‫ح�سام مريو‬

‫املوالني للنظام‪ ،‬وممن ت�أذوا منه‪ ،‬ولهم برقبته دم‪،‬‬ ‫ي�س�ألون عن ا�سرتاتيجية "املعار�ضة" وما متتلكه من‬ ‫�إمكانات و�أوراق حلل الأزمة ال�سورية التي بات ي�صح‬ ‫عليها و�صف النكبة‪ ،‬ولي�س جمرد �أزمة‪.‬‬ ‫يف املعطى الظاهر والعملي‪ ،‬ال تبدو "املعار�ضة"‬ ‫مالكة ال�سرتاتيجية جتاه امل�ستقبل‪ ،‬كما �أن م�سار عملها‬ ‫يربز بو�ضوح �أنها راهنت على �أح�صنة خا�رسة‪ ،‬و�أنها‬ ‫مل تتمكن من م�أ�س�سة عملها‪ ،‬وخا�ضت يف خالفاتها‬ ‫الداخلية �أكرث مما خا�ضت يف العمل ال�سيا�سي والثوري‪،‬‬ ‫وما زال م�سل�سل اخلالفات جارياً‪ ،‬من دون �أفق لتجاوز‬ ‫�أخطاء املراحل املا�ضية‪.‬‬ ‫لي�س كافي ًا يف العمل ال�سيا�سي كيل االتهامات للخ�صم‬ ‫ب�أنه غري �أخالقي‪ ،‬و�أنه غري وطني‪ ،‬وغري �إن�ساين‪ ،‬و�أن‬ ‫العامل كله كذب علينا‪ ،‬فهذا بات معروفاً‪ ،‬ولو كان‬ ‫اخل�صم �أخالقي ًا ووطني ًا ملا و�صلت �سوريا �إىل حالها‬ ‫الكارثي‪ ،‬ولو كان العامل �صادق ًا من موقع حماية الأمن‬ ‫وال�سالم وحماية املدنيني ملا كان ال�شعب ال�سوري اليوم‬ ‫الجئ ًا ونازحاً‪.‬‬ ‫املطلوب من "املعار�ضة" ال�سيا�سية �أن تعيد الكثري من‬ ‫ح�ساباتها‪ ،‬و�أن تقف نقدي ًا على جوهر �أزمتها‪ ،‬و�أن تقدم‬ ‫خطاب ًا جديداً‪ ،‬و�أن يقف بع�ض رموزها ليقولوا �إننا‬ ‫نتحمل جزءاً من امل�س�ؤولية‪ ،‬ورمبا من املفيد �أن يخلي‬ ‫البع�ض مكانه لآخرين‪ ،‬معطي ًا بذلك مثا ًال على ن�ضج‬ ‫�سيا�سي‪ ،‬ونزاهة‪ ،‬وموقف وطني حقيقي‪.‬‬ ‫هل �سيحدث �شيء من ذلك عند "املعار�ضة" ال�سيا�سية؟‬ ‫�أم �أننا �سنبقى نعمي ب�رصنا وب�صريتنا عن الواقع‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.