Al badil 123

Page 1

‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ 2014/01/19‬م‬ ‫العدد (‪)123‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫‪01‬‬

‫ا�سبوعية‪�-‬سيا�سية‪-‬م�ستقلة‬ ‫العدد (‪ 2014/01/19 )123‬م‬

‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫رئي�س التحرير ‪ :‬ح�سام مريو‬ ‫‪www.al-badeel.org‬‬

‫‪Issue (123) 19/01/2014‬‬

‫على �أبواب جنيف‪ :‬كيف يفكر العامل ب�سورية؟‬

‫ح�سام مريو‬

‫منذ �أن بد�أ النظام ال�سوري يواجه االنتفا�ضة بالقمع‬ ‫تطلع �سوريون كرث �إىل دور فاعل للمجتمع الدويل‪،‬‬ ‫وكان النموذج الليبي ما زال حي ًا وماث ًال يف الذهن‪،‬‬ ‫�إذ �سارعت دول �أوروبية يف ليبيا �إىل دعم تدخل‬ ‫فاعل للغرب من �أجل �إ�سقاط القذايف‪ ،‬وهو ما ح�صل‬ ‫بالفعل‪ ،‬لكن الغرب بقي �إزاء الو�ضع ال�سوري ظاهرة‬ ‫وركز دعمه على‬ ‫�صوتية فاقدة لأي مفعول عملي‪ّ ،‬‬ ‫ملفات �إغاثية و�إن�سانية‪ ،‬وهو دعم ال يرتقي بطبيعة‬ ‫احلال �إىل حجم الكارثة الإن�سانية يف �سورية‪ ،‬كما �أنه‬ ‫ال يرتقي �إىل املكانة التي مينحها الغرب لنف�سه على‬ ‫خارطة ال�سيا�سة العاملية‪.‬‬ ‫ومن جملة التحوالت يف امللف ال�سوري �أن الغرب‬ ‫مال مع الوقت �إىل بناء ت�صورات احلل على �أ�سا�س‬ ‫املخرج التفاو�ضي‪ ،‬باعتباره املخرج الأقل تكلف ًة‪،‬‬ ‫والذي ي�أخذ بعني االعتبار جمموعة من امل�صالح‪،‬‬ ‫ويف مقدمتها م�صالح �أمريكا مع رو�سيا‪ ،‬لكن يبقى‬ ‫الأ�سا�س هو غياب الرغبة الغربية يف االنخراط‬ ‫باحلدث ال�سوري‪ ،‬مهما �آلت �إليه الأو�ضاع يف هذا‬ ‫البلد‪.‬‬ ‫وبعد ما يقارب الثالث �سنوات من الو�ضع ال�سوري‪،‬‬ ‫يحاول الغرب �أن يعطي مل�ؤمتر جنيف ‪� 2‬أهمية‬ ‫كبرية يف ر�سم مالمح اال�ستقرار يف �سوريا‪ ،‬و�إعادة‬ ‫بناء اال�صطفافات داخل املعار�ضة ال�سورية‪ ،‬لكن‬ ‫ر�ؤية الغرب املحددة بنق�صان الإرادة‪ ،‬وغياب‬

‫الروافع العملية‪ ،‬جتعل من حتقق توقعاته �أمراً يقارب‬ ‫امل�ستحيل‪.‬‬ ‫يف الفكر الغربي ال�سيا�سي‪ ،‬ويف دوائر �صناعة القرار‬ ‫يف وا�شنطن وعوا�صم �أوروبية كثرية‪ ،‬هناك ر�ؤية‬ ‫�إىل دول ال�رشق الأو�سط تعترب �أن هذه الدول عجزت‬ ‫و�ستبقى عاجزة عن بناء الدولة الوطنية‪ ،‬و�أن معيقات‬ ‫التحول نحو الدميقراطية هي معيقات بنيوية‪ ،‬ومن‬ ‫ال�صعب معاجلتها‪� ،‬أو الت�أثري من �أجل تفكيكها‪.‬‬ ‫ال يعتقد الأمريكان جدي ًا ب�أن جنيف ‪� 2‬سيف�ضي �إىل‬ ‫حلول �سحرية‪ ،‬لكن �إدارة �أوباما تريد قوننة الو�ضع‬ ‫ال�سوري يف �إطار التفاو�ض‪ ،‬بغ�ض النظر عن الواقع‬ ‫الفعلي الذي ال يوحي بوجود �إمكانات التو�صل �إىل‬ ‫حلول جذرية‪ ،‬وجل ما تتطلع نحوه الإدارة الأمريكية‬ ‫هو و�ضع م�سار �سيا�سي موازٍ للأزمة على الأر�ض‪،‬‬ ‫دون التفكري بعواقب الف�شل ال�سيا�سي نف�سه‪ ،‬والذي‬ ‫من املمكن �أن يلغي م�ستقب ًال �أي احتمال للو�صول �إىل‬ ‫حل‪.‬‬ ‫يف هذا ال�سياق‪ ،‬ما زال املوقف الغربي عموماً‪،‬‬ ‫والأمريكي على وجه اخل�صو�ص‪ ،‬يرى �أن �إدارة الأزمة‬ ‫يف �سوريا هي الأ�سا�س‪ ،‬ولي�س حلها‪ ،‬تارك ًا لقوى‬ ‫�إقليمية متناف�سة االنخراط �إىل جانب �أطراف ال�رصاع‪،‬‬ ‫ويف ال�رصاع على الأر�ض ال�سورية‪� ،‬إذ �أن �أي حل‬ ‫جذري هو ح ٌل مكلف‪ ،‬ويحتاج �إىل ترتيبات �إقليمية‬ ‫ودولية مل تن�ضج �أ�س�سها بعد مبا يكفي‪.‬‬

‫ونحن‪ ،‬حتى لو ذهبنا يف افرتا�ضاتنا �إىل �أبعد مدى‬ ‫ممكن حول ما ميكن �أن ي�ؤول �إليه الو�ضع ال�سوري‬ ‫ف�إننا لن جند ما ي�ؤثر جدي ًا على الغرب‪� ،‬أو ما ي�ؤثر‬ ‫ب�شكل مبا�رش‪ ،‬فماذا �سيخ�رس الغرب �إذا حتولت �سورية‬ ‫�إىل دويالت؟ �أو �إذا ا�ستمرت يف دم�شق حكومة �ضعيفة‬ ‫مع وجود قوى مت�صارعة تغيّ‬ ‫ميليه امليدان عليها؟‪.‬‬ ‫لقد �شطح بع�ض ال�سوريني يف املبالغة مبوقع �سورية‬ ‫اال�سرتاتيجي‪ ،‬ومبدى ت�أثريها على الو�ضع العاملي‪،‬‬ ‫م�ستندين يف ذلك �إىل قراءات تعطي الأولوية �إىل‬ ‫اجليو�سيا�سي‪ ،‬غافلني عن جملة التحوالت التي طر�أت‬ ‫يف ال�سيا�سة الدولية‪ ،‬ويف مواقف و�أولويات �أمريكا‬ ‫حتديداً جتاه منطقة ال�رشق الأو�سط‪ ،‬وقد لعبت تلك‬ ‫املبالغات دوراً �سلبي ًا يف ر�سم املخارج الوطنية‬ ‫للحلول‪.‬‬ ‫رمبا �آن الأوان لل�سوريني �أن يعيدوا ح�ساباتهم‪،‬‬ ‫منطلقني من �أولوية امل�س�ألة الوطنية بالدرجة الأوىل‪،‬‬ ‫والتي اتخذت غالب ًا ك�شعار �أكرث من كونها حمدداً‬ ‫للموقف والعمل‪ ،‬و�أن يبتكروا ر�ؤى جديدة يف مقاربة‬ ‫وت�شخي�ص ممكنات احلل‪ ،‬ف�سورية يف نظر العامل مل‬ ‫تعد بلداً‪ ،‬و�إمنا قوى مت�صارعة‪ ،‬وجماعات �سيا�سية‬ ‫متار�س املناكفة ال�سيا�سية‪ ،‬وجلها تابع لقوى‬ ‫خارجية‪ ،‬مبا فيها النظام‪ ،‬وكارثة �إن�سانية حتتاج‬ ‫�إىل مليارات الدوالرات �سنوي ًا ملعاجلة تبعاتها‪.‬‬


‫العدد (‪ 2014/01/19 )123‬م‬ ‫تقارير ‪02‬‬ ‫رو�سيا متد نظام الأ�سد بطائرات من دون طيار وعربات مدرعة‬ ‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫لندن (رويرتز)‬

‫قالت م�صادر مطلعة �إن رو�سيا يف اال�سابيع القليلة‬ ‫املا�ضية كثفت �إمدادات العتاد الع�سكري ل�سوريا مبا‬ ‫يف ذلك عربات مدرعة وطائرات دون طيار وقنابل‬ ‫موجهة‪.‬‬ ‫ويقوي هذا موقف ب�شار اال�سد يف الوقت الذي‬ ‫�ضعفت فيه حركة املعار�ضة امل�سلحة �ضده ب�سبب‬ ‫االقتتال بني اجلماعات املختلفة‪.‬‬ ‫وحتاول مو�سكو زيادة نفوذها الدبلوما�سي‬ ‫واالقت�صادي يف ال�رشق الأو�سط‪ ،‬وهي مورد‬ ‫الأ�سلحة التقليدية الرئي�سي ل�سوريا‪ ،‬ف�أعطت اال�سد‬ ‫دعم ًا مهما خالل احلرب الأهلية التي بد�أت منذ‬ ‫ثالث �سنوات‪ ،‬وعرقلت حماوالت غربية �أو�سع‬ ‫ملعاقبته بفر�ض عقوبات ال�ستخدامه القوة �ضد‬ ‫املدنيني‪.‬‬ ‫وت�أتي الإمدادات الرو�سية اجلديدة يف مرحلة حرجة‬ ‫من ال�رصاع‪ ،‬حيث من املقرر عقد حمادثات �سالم‬ ‫الأ�سبوع اجلاري يف �سوي�رسا‪ ،‬وتفقد املعار�ضة‬ ‫مكا�سبها‪ ،‬بينما ي�شعر الداعمون الغربيون‬ ‫للمعار�ضة امل�سلحة بقلق متزايد �إزاء الدور الذي‬ ‫يلعبه مت�شددون �أجانب‪ .‬بل ان �سوريا ذكرت �أن‬ ‫بع�ض الدول التي كانت معار�ضة للأ�سد فيما �سبق‬ ‫بد�أت تناق�ش التعاون الأمني مع حكومته‪.‬‬ ‫وقالت عدة م�صادر لرويرتز �إن قوات الأ�سد منذ‬ ‫دي�سمرب‪ /‬كانون الأول املا�ضي ت�سلمت �شحنات‬ ‫من الأ�سلحة والإمدادات الع�سكرية الأخرى منها‬ ‫طائرات بدون طيار رتبت رو�سيا ت�سليمها ل�سوريا‬ ‫�إما مبا�رشة �أو من خالل وكالء‪.‬‬ ‫وقال م�صدر �أمني يف ال�رشق االو�سط "تنقل ع�رشات‬ ‫من طائرات انتونوف ‪( 124‬طائرات نقل رو�سية)‬ ‫مدرعات و�أجهزة مراقبة ورادار و�أنظمة حرب‬ ‫�إلكرتونية وقطع غيار لطائرات الهليكوبرت و�أ�سلحة‬ ‫متنوعة منها قنابل موجهة"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف امل�صدر الذي طلب عدم ن�رش ا�سمه "يقوم‬ ‫م�ست�شارون رو�س وخرباء من املخابرات بت�شغيل‬ ‫طائرات ا�ستطالع من طراز يو‪.‬ايه‪.‬يف على مدار‬ ‫ال�ساعة مل�ساعدة القوات ال�سورية يف ر�صد مواقع‬ ‫املعار�ضني وحتليل قدراتهم‪ ،‬و�شن هجمات دقيقة‬ ‫باملدفعية والقوات اجلوية �ضدهم"‪.‬‬ ‫وقال فيا�شي�سالف دافيدنكو املتحدث با�سم �رشكة‬ ‫(رو�سوبورون اك�سبورت) التي حتتكر ت�صدير‬ ‫الأ�سلحة الرو�سية �إنه ال ي�ستطيع التعليق على‬ ‫�شحنات اال�سلحة اىل �سوريا‪.‬‬ ‫كانت رو�سيا قد قالت �إن توفريها �إمدادات ع�سكرية‬ ‫ل�سوريا ال يخالف �أي قوانني دولية‪ ،‬و�إنها ال تبيع‬ ‫لدم�شق �أ�سلحة هجومية‪.‬‬ ‫و�أكد م�صدر من قطاع �صناعة الأ�سلحة الدويل على‬ ‫علم بتحركات الأ�سلحة يف ال�رشق الأو�سط �أن هناك‬ ‫زيادة يف الإمدادات الع�سكرية لقوات الـ�سد مبا يف‬ ‫ذلك الطائرات من طراز يو‪.‬ايه‪.‬يف‪.‬‬ ‫وقال امل�صدر "العتاد يدخل �سوريا ‪ ،‬ورو�سيا �إما‬ ‫متدها بذلك �أو ت�شرتيه حل�سابها من مناطق على‬ ‫البحر الأ�سود مثل بلغاريا ورومانيا �أو �أوكرانيا‪،‬‬ ‫حيث يوجد فائ�ض يف املخزونات"‪ .‬و�أ�ضاف‬ ‫"ال ي�ستطيع املوردون يف هذه املنطقة �إغ�ضاب‬ ‫الرو�س"‪.‬‬ ‫ويقول مراقبون للأ�سلحة �إن بلغاريا ورومانيا‬ ‫و�أوكرانيا لديها جميعا خمزونات من الأ�سلحة‬

‫اخلفيفة رو�سية الطراز التي �أنتجت يف هذه الدول‬ ‫خالل احلقبة ال�سوفيتية حني �أقيمت م�صانع هناك‬ ‫مب�ساعدة مو�سكو‪.‬‬ ‫وقال متحدث با�سم وزارة اخلارجية البلغارية �إن‬ ‫املجل�س احلكومي البلغاري الذي ي�رشف على جتارة‬ ‫الأ�سلحة مل ي�صدر �أي �شهادات ل�صفقات �أ�سلحة‬ ‫متجهة �إىل �سوريا‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف "لدينا بيانات تظهر �أن بلغاريا مل ت�رصح‬ ‫ببيع �أي �أ�سلحة ل�سوريا"‪.‬‬ ‫وقال وزير اخلارجية ال�سابق �سولومون با�سي �إن‬ ‫"من غري املرجح للغاية" �أن يكون لبلغاريا ع�ضو‬ ‫حلف �شمال الأطل�سي واالحتاد االوروبي عالقة‬ ‫بهذه ال�شحنات‪.‬‬ ‫وقال متحدث با�سم وزارة اخلارجية الأوكرانية �إن‬ ‫اجلمهورية ال�سوفيتية ال�سابقة كانت قد نفت بالفعل‬ ‫مزاعم توفري �إمدادات من الأ�سلحة ونقلها العام‬ ‫املا�ضي حني قالت �إن كييف �أوقفت متام ًا وطوع ًا‬ ‫التعاون الع�سكري والفني مع �سوريا منذ مايو‪� /‬أيار‬ ‫‪.2011‬‬ ‫وقالت وزارة اخلارجية الرومانية �إن ادارة الرقابة‬ ‫على ال�صادرات املوجودة بها مل ت�سجل �أو ت�رصح‬ ‫ب�أي عمليات جتارية خارجية تنطوي على منتجات‬ ‫ع�سكرية مبا يف ذلك الأ�سلحة اخلفيفة مع �سوريا‬ ‫خالل عامي ‪ 2013‬و‪.2014‬‬ ‫وقال امل�صدر من قطاع �صناعة الأ�سلحة "من‬ ‫امل�ؤكد �أن ا�شياء تدخل �سوريا ورو�سيا تدرك �أن‬ ‫عليها الإبقاء على الأ�سد يف ال�سلطة اذا كانت‬ ‫تريد االحتفاظ مبا لديها هناك خا�صة يف ظل‬ ‫احتياطيات النفط والغاز املتاحة"‪.‬‬

‫البيانات تظهر �أن بلغاريا مل‬ ‫ت�صرح ببيع �أي �أ�سلحة ل�سوريا‬

‫ووقعت �رشكة �سويوز نفت جاز الرو�سية للنفط‬ ‫والغاز اتفاق ًا قيمته ‪ 90‬مليون دوالر مع وزارة‬ ‫النفط ال�سورية يف دي�سمرب‪ /‬كانون الأول املا�ضي‬ ‫للتنقيب عن النفط و�إنتاجه يف م�ساحة ‪2190‬‬ ‫كيلومرتاً مربع ًا من مياه البحر املتو�سط قبالة‬ ‫ال�ساحل ال�سوري بني طرطو�س وبانيا�س‪.‬‬ ‫ويقول م�س�ؤولون �سوريون يف قطاع النفط �إنهم‬ ‫واثقون من �أن املياه ال�سورية فيها احتياطيات‬ ‫�ضخمة من النفط �أو الغاز‪ ،‬م�شريين �إىل اكت�شافات‬ ‫مهمة يف �رشق البحر املتو�سط قبالة ا�رسائيل‬ ‫وقرب�ص ودرا�سات م�سحية واعدة �أجريت يف مياه‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫ويتيح الو�ضع لرو�سيا فر�صة لإظهار �أنها مازال‬ ‫لها ثقل على ال�ساحة الدولية والفوز بعقود جمزية‬ ‫حمتملة حني ينتهي القتال يف �سوريا واخلالف‬ ‫ب�ش�أن برنامج ايران النووي‪.‬‬ ‫وحتر�ص رو�سيا ب�شدة على تر�سيخ موطئ قدم‬ ‫لها واالحتفاظ به يف ال�رشق االو�سط من خالل‬ ‫�سوريا و�إيران بعد اخل�سارة التي منيت بها خالل‬ ‫انتفا�ضات الربيع العربي‪ ،‬خا�صة يف ليبيا‪ ،‬حيث‬ ‫كانت ت�ساند الزعيم ال�سابق معمر القذايف‪.‬‬ ‫ويف الأ�سبوع املا�ضي ك�شفت رويرتز �أن رو�سيا‬ ‫تتفاو�ض مع �إيران على اتفاق للنفط مقابل ال�سلع‬ ‫قيمته ‪ 1.5‬مليار دوالر �شهريا يهدد بتقوي�ض‬ ‫العقوبات التي �ساعدت يف �إقناع طهران باملوافقة‬ ‫على اتفاق مبدئي للحد من ان�شطة برناجمها‬ ‫النووي‪.‬‬ ‫وقال توم واال�س من جماعة (�سي‪.‬فور‪.‬ايه‪.‬دي‪.‬ا�س)‬ ‫لأبحاث ال�رصاعات التي ال تهدف للربح "من امل�ؤكد‬ ‫�أن اال�سد بحاجة لتجديد عتاده‪ .‬تذهب �أذهان النا�س‬ ‫اىل طلقات الر�صا�ص‪ ،‬لكنهم ي�سيئون تقدير ثقل‬ ‫العبء اللوجي�ستي جلي�ش حديث"‪ .‬و�أ�ضاف‪:‬‬ ‫"جنازير الدبابات ومراوح الطائرات الهليكوبرت‬ ‫ووقود الطائرات و�أجهزة حتديد االجتاه وكل مكون‬ ‫من كل قطعة من العتاد ميكن �أن يتعطل بدون‬ ‫�صيانة �أو �إحالل"‪.‬‬


‫ر�أي‬

‫‪03‬‬ ‫دحرجة �أمامية‪ :‬التوازن احلرج بني ال�سيا�سة والأمن واالقت�صاد‬ ‫العدد (‪ 2014/01/19 )123‬م‬

‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫عالء الدين زيات‬

‫كانت عبارة دحرجة �أمامية �إحدى التي كان‬ ‫يرددها �أ�ستاذ الريا�ضة يف مدر�ستي االبتدائية‪.‬‬ ‫كان متفوق ًا يف اجلمباز ويحبه جداً‪ ،‬وكانت درو�س‬ ‫الريا�ضة (واملو�سيقى والر�سم والأ�شغال ودرو�س‬ ‫اخلط) درو�س ًا فعال ولي�ست ح�ص�ص فراغ‪.‬‬ ‫فيما بعد غابت العبارة لتعود يف دورة �إعداد‬ ‫ال�ضباط املجندين يف كلية املدفعية يف حلب‪ ،‬حيث‬ ‫كانت الأخرية ت�ستقبلنا كخريجني من كلية الزراعة‬ ‫بحكم عالقتنا بالبيئة وقدرتنا على حل الن�رشة‬ ‫اجلوية التي هي عماد �إحكام الإ�صابات وتعديل‬ ‫الرمايات (هكذا قالوا لنا يوم و�صلنا بعد حفلة‬ ‫احلالقة ال�صاخبة)‪.‬‬ ‫اليوم تعود هذه العبارة لتخطر يل و�أنا �أتابع حروب‬ ‫�صغرى ترتدي طابع ًا ميلي�شيوي ًا تريد من املجتمع‬ ‫ال�سوري �أن ُيجري دحرجته الأمامية وينقلب‬ ‫بطريقة ال ته�شم كامل عظامه‪ ،‬ولكن تبقيه �أر�ضا‪.‬‬ ‫خالل ال�سنوات الثالث املا�ضية وعلي �أن �أقول‬ ‫احرتاما للدقة‪ ،‬خالل العقد املا�ضي كان التوازن‬ ‫يف �سوريا حرج ًا دائم ًا بني منهجي احلل ال�سيا�سي‬ ‫والع�سكري‪ ،‬فمنذ �أزمة ‪ 1984‬املنتهية ب�إبعاد‬ ‫املت�صارعني عن جمرد احللم باالقرتاب من كر�سي‬ ‫الرئا�سة غابت ال�سيا�سة كلي ًا‪ ،‬وبقي املجتمع حمكوم ًا‬ ‫ب�آلة �أمنية قوية‪ ،‬ثم يقوم املوت لوحده مبهمة ك�رس‬ ‫اجلليد ال�سيا�سي و�إحداث تغيري يف من�صب الرئي�س‪،‬‬ ‫ولكن دون تغيري يف منظومة الإدارة ذاتها‪ ،‬وحتى‬ ‫دون تغييبه �إال من الناحية الفيزيائية‪.‬‬ ‫يف التوازن بني ال�سيا�سي والع�سكري للعقد الأول‬ ‫من القرن ‪ 21‬كانت املفا�ضلة بني نقاط كولن‬ ‫باول التي متنح القيادة ال�سورية هوام�ش حمر‬ ‫متعددة وبني نهاية تقرير بيكر‪-‬هاملتون التي‬ ‫تعيد لهذه الهوام�ش ر�سم ًا �آخر �أفرزته مالمح الأزمة‬ ‫االقت�صادية العاملية (�أزمة م�ستمرة �شك ًال وم�ضمونا‬ ‫حتى اللحظة)‪.‬‬ ‫و�أتت حتمية جديدة بني الع�سكري وال�سيا�سي‬ ‫عرب حرب متوز ‪ ،2006‬عندما بد�أت مالمح‬

‫ا�ستنفاد �سيا�سة الع�صا الغليظة لبو�ش االبن تنهي‬ ‫بنودها املتبقية‪ ،‬وميكن اعتبار مناو�شات الق�صف‬ ‫الإ�رسائيلي والتحليق فوق الق�رص الرئا�سي وعمليات‬ ‫االغتيال‪-‬متعددة الأهداف ا�ستمراراً لتلك الدحرجة‪،‬‬ ‫�أي الإبقاء على حالة �شحن بال توقف‪.‬‬ ‫يف كل ما �سبق كان ال�ش�أن ال�سيا�سي مغيب ًا كاحتكار‬ ‫يخت�ص بال�صفوة من رجاالت البالط ‪ ،‬وهم وحدهم‬ ‫يدركون �أ�رسار اللعبة وتفا�صيلها‪ ،‬ووحدهم من‬ ‫يجيد اختيار امل�سارات‪ ،‬ومن ن�رص اىل ن�رص قادونا‬ ‫م�شكورين وتوقعوا �أننا عميان و�سنظل م�شغولني‬ ‫بالت�صفيق للربان احلاكم احلكيم‪.‬‬ ‫وبني ن�رصهم وت�صفيقنا �أو ندبنا ال�سلبي كان‬ ‫االقت�صاد يعيد هيكلة ذاته يف منوذج ال �شك �سيكون‬ ‫جديراً بعدة درا�سات حول تداخل الوطني بالأ�رسي‬ ‫باملافيوي بالطائفي ‪،‬و�أي�ضا بالتوازن احلرج‬ ‫للواقع الإقليمي‪ .‬بحيث كانت منظومة احلكم ن�شطة‬ ‫ومبدعة يف ابتكار حلول مل�شكلتها هي‪ ،‬و�ضائقتها‬ ‫هي‪ ،‬وكانت �إيران وتركيا والعراق والإمارات‬ ‫ورمبا رومانيا بع�ض خمارجها من تعرث ال�رشاكة‬ ‫الأوروبية امل�ستمر‪.‬‬ ‫وت�ستمر الدحرجة �إىل نقطتها الفا�صلة الأهم يف‬ ‫�سوق احلريقة‪ .‬هنا احتاد ع�ضوي بني عنا�رص ثالثة‬ ‫مهمة‪ ،‬مفهوم �أمني للدولة‪ ،‬ومفهوم اقت�صادي لقوى‬ ‫الفعل التجاري‪ ،‬ومفهوم �سيا�سي لال�ستناد على‬ ‫تراكم ا�ستحقاقات التحديث‪.‬‬ ‫فيما تال كان ال�شد م�ستمراً وحاداً بني قوى‬ ‫اجتماعية تريد ا�ستعادة الفعل ال�سيا�سي من خزانة‬ ‫احلجر للمنظومة الأمنية ومنظومة تدرك �أن �أي‬ ‫تخلٍ يعني نقطة الالعودة ولها يف تون�س وم�رص‬ ‫�أ�سوة �سيئة‪ .‬يف دائرة الطبا�شري تلك كان املجتمع‬ ‫مو�ضوع ًا يف املنت�صف‪ ،‬وخا�ضع ًا للجر من يديه‬ ‫بني مربيته ال�سلطة �سيئة التاريخ و�أمه احلقيقية‬ ‫املغيبة ق�رساً‪ ،‬وال تعرف بالعمق معنى الأمومة‪،‬‬ ‫وكان القا�ضي الدويل بال حكمة متنحه القدرة على‬ ‫تقدمي مرافعة جيدة وحتى اليوم‪.‬‬

‫الدحرجة اليوم �آخراً هي الأخطر هي من نوع تقافز‬ ‫الكل يف جميع االجتاهات‪ ،‬واالنغما�س جدي ًا يف‬ ‫حروب غائبة الغايات‪ ،‬ويت�ضح من م�سارات الأ�شهر‬ ‫الأخرية وجود حالة ت�آكل مدين – �سيا�سي هي‬ ‫الأ�سو�أ منذ ثالث �سنوات‪ ،‬مظاهره الكربى ميكن‬ ‫ح�رصها بت�آكل امل�رشوع الوطني‪ ،‬وانح�سار مفهوم‬ ‫الهوية ‪ ،‬و�سيادة اقت�صاديات احلرب �سيادة �شبه‬ ‫مطلقة مع م�رسح مك�شوف مبناحيه الثالثة الكربى‬ ‫الأمني والع�سكري واالقت�صادي‪.‬‬ ‫من ال�سابق لأوانه اليوم معرفة هام�ش املرونة‬ ‫املتاح لالعبني الداخليني ال�صغار املنخرطني اليوم‬ ‫ب�رصاعات متعددة الدوافع والأهداف‪ ،‬ولكن جلي‬ ‫متاما �أن جنيف ‪ 2‬لي�س ب�صدد ر�سم هذه احلدود‬ ‫�أو القيام ب�ضبطها على الأقل من الناحية العملية‬ ‫‪� ،‬سي�صعد الق�سم الأكرب اىل رحلة القطار بعربات‬ ‫منف�صلة‪ ،‬وتبد�أ تلك الرحلة �صفارتها معلنة االنطالق‬ ‫‪ ،‬دون ذلك ال �شيء �سيتغري‪ .‬كل التربيرات املرمية‬ ‫على قارعة القتل اليومي ماتزال قائمة ‪ ,‬وبالتزامن‬ ‫الكامل مع تربيرات املراقبني والالعبني الإقليميني‬ ‫والدوليني والتي متتلك ثق ًال كافي ًا لتجديد بنيتها‬ ‫مبا يتوافق مع تطورات احلدث ‪.‬‬ ‫هل يجوز كتابة كل هذا الن�ص للخلو�ص اىل �أن ال‬ ‫�شيء �سيتغري‪ ،‬و�أنه ال خمارج ت�شي ببع�ض الأمنيات‪،‬‬ ‫و�أ�سارع لأقول بلى‪ ،‬الدحرجة الأمامية اليوم‬ ‫للمجتمع بطريقة ال ته�شم كامل عظامه ولكن تبقيه‬ ‫�أر�ض ًا‪ .‬ب�أن يحاول �إجادة ال�سقوط كي ال يته�شم‬ ‫بحدة‪ ،‬كان على امل�رسحي الأملاين “بريخت” �أن‬ ‫يقلب املعادلة‪ ،‬و�أن يدفع الأم املربية لتفلت يد‬ ‫ال�صبي منع ًا لإيذائه‪ .‬هو يقول �أن الأم البيولوجية‬ ‫ال متلك م�شاعر احلب‪ ،‬بل يدفعها حب التملك وب�أن‬ ‫احلياة والع�رشة ومتابعة اليوميات والفرح وال�سهر‬ ‫هي من يجعل الأم �أم ًا‪.‬‬ ‫جمتمعنا ال�سوري �سيختار �أمه احلري�صة الواثقة‬ ‫واحلنونة عليه حلظة ينهي دحرجته ويبد�أ نهو�ضه‬ ‫الالحق‪ .‬وهذه الريا�ضة معلم كبري فع ًال‪.‬‬


‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫العدد (‪ 2014/01/19 )123‬م‬

‫حتليل �سيا�سي‬

‫‪04‬‬

‫ماكينة حلفاء الأ�سد تعمل بطاقتها الكاملة قبل جنيف ‪2‬‬ ‫غازي دحمان‬

‫حلظات �صعبة تعي�شها �سورية قبل انطالق قاطرة‬ ‫الت�سوية يف العا�صمة ال�سوي�رسية‪ ،‬ت�شتغل املكائن‬ ‫قبل هذا املوعد يف حماولة لت�سوية الأو�ضاع مبا‬ ‫يتنا�سب وجالل عملية جينيف‪ ،‬وما يراد لها ومنها‪،‬‬ ‫ويف هذه اللحظات يعمل احللف امل�شغل لب�شار‬ ‫الأ�سد بكامل طاقته الت�شغيلية‪ ،‬دبلوما�سي ًا و�إعالمي ًا‬ ‫وع�سكري ًا‪ ،‬وذلك بهدف ترتيب الأر�ض ال�سائبة‪.‬‬ ‫قبل هذا الوقت‪ ،‬بلحظات ق�صرية‪ ،‬كان احللف قد‬ ‫تو�صل �إىل نتيجة مر�ضية ا�سرتاحت على �ضفافها‬ ‫عقول خربائه ووا�ضعي خططه‪ ،‬بعد �أن فرحوا‬ ‫بدهائهم و�أعجبوا بقدرتهم على حتوير عنا�رص‬ ‫الق�ضية ال�سورية‪ ،‬وجعل م�س�ألة الإرهاب تت�صدر‬ ‫امل�شهد‪ ،‬وتلغي مفاعيل كل ما عداها من العنا�رص‬ ‫الأخرى‪ ،‬فقد �أبدع قائد احلر�س الثوري الإيراين‬ ‫قا�سم �سليماين‪ ،‬الذي يحق عليه و�صف القائد الأعلى‬ ‫للجيو�ش الإيرانية يف العراق و�سورية ولبنان‪،‬‬ ‫ب�إحداث الرتتيبات املنا�سبة جلعل الق�ضية ال�سورية‬ ‫ق�ضية ببعد واحد‪ ،‬وهو الإرهاب الذي �صنعه �شعب‬ ‫�سورية‪� ،‬أو املكون الأكرثي منها‪� ،‬ضد نظام رحيم‬ ‫ومت�سامح ومن�ضبط دولي ًا‪ ،‬كان ذلك امل�شهد �أ�شبه‬ ‫ب�أحالم الع�صافري‪ ،‬ولكنه حتقق ب�صرب و�أناة ومكر‬ ‫�سيا�سي‪.‬‬ ‫وكان �سريغي الفروف يبلغ العامل �أول ب�أول‬ ‫بتفا�صيل ذلك التحول الرهيب‪ ،‬ويزيد امل�شهد‬ ‫ت�شويق ًا باحرتافية دبلوما�سية عالية‪ ،‬عرب �أحاديثه‬ ‫عن مئات القرى العلوية التي يجري ا�ستباحتها‬ ‫وقتل �أهلها من قبل املتطرفني واختطافهم‬ ‫وح�صارهم ومنع الغذاء والدواء عنهم‪ ،‬فيما بدا �أنها‬ ‫�أكرب عملية �رسقة ملظلومية ال�شعب ال�سوري‪ ،‬وقد‬ ‫و�صل الأمر �إىل حد اعتقد معه الفروف �أنه ين�سج‬ ‫ق�ص�صه يف فراغ‪ ،‬وك�أن العامل فقري بو�سائل الر�صد‬

‫واال�ستي�ضاح والتبني‪ ،‬و�أن العامل �سيبني ت�صوره‬ ‫عن الق�ضية ال�سورية من خالل �أعمال �سليماين‬ ‫وتوليفات الفروف‪.‬‬ ‫الواقع �أن ذلك مل يح�صل ب�سبب عبقرية املذكورين‪،‬‬ ‫بل تقف وراءه رغبة عاملية باالنكفاء عن الق�ضية‬ ‫ال�سورية‪ ،‬وقبول �أي رواية لديها قابلية ان تبنى‬ ‫عليها �صيغة ما للحل‪ ،‬ك�أن يقال �إن النظام‬ ‫�أهون ال�رشور وال ب�أ�س بالتعاي�ش معه‪ ،‬وبالفعل‬ ‫بد�أت بع�ض الأ�صوات ت�صدر من وا�شنطن ولندن‬ ‫تطالب باللجوء �إىل هذه املقاربة‪ ،‬وكانت هاتان‬ ‫العا�صمتان قد اكتفيتا من احلدث ال�سوري بالأ�سلحة‬ ‫الكيماوية وتركتا التفاعالت مت�ضي ح�سب �أعنتها‪،‬‬ ‫وخا�صة طريقة �إدارة امل�رسح عمالني ًا‪ ،‬حتى �إن‬ ‫الأمم املتحدة �أعلنت توقفها عن تعداد قتلى �سورية‪،‬‬ ‫فيما بدا �أنه �إبعاد املجهر عن حلف ب�شار الأ�سد‪،‬‬ ‫وتركه يت�رصف ب�ضحاياه بالطريقة التي يرتئيها‪.‬‬ ‫غري �أن املتغريات التي �أطلت بر�أ�سها �أخرياً بعد قيام‬ ‫الثوار ب�إعادة ترتيب م�رسح احلدث وتنظيفه من‬ ‫القوى املتطفلة على ثورة ال�سوريني‪� ،‬شكلت قطع ًا‬ ‫خطرياً يف م�سار ال�سياق املر�سوم‪ ،‬ويف هيكلية بنية‬ ‫احلدث الذي جهد حلف ب�شار الأ�سد يف بنائه‪ ،‬ويدرك‬ ‫احللف �أن تهاوي ذلك البناء معناه انهيار جميع‬ ‫اخلطط والأ�سانيد‪ ،‬وحتى اخلطابات ال�سيا�سية التي‬ ‫جرى جتهيزها لالنق�ضا�ض على ثورة ال�سوريني‬ ‫عرب توجيه ال�رضبة القا�ضية لها يف م�ؤمتر جينيف‬ ‫وحماكمتها بالإرهاب‪ ،‬و�إظهار حليفهم» ب�شار‬ ‫الأ�سد» على �أنه بطل مكافحة الإرهاب‪ ،‬ورمبا حامي‬ ‫احلمى العاملي‪ .‬وقد ظهر مدى اال�ستعجال الرو�سي‬ ‫لعقد م�ؤمتر جنيف ‪ 2‬يف ظل معطيات اعتقدت �أن‬ ‫توفرها �سيغري املعادالت كلها‪ ،‬ويقلب التوازنات‬ ‫ل�صالح حلفهم‪.‬‬

‫بناء على ذلك‪ ،‬لي�س م�ستبعداً �أن يجري اللجوء‬ ‫ً‬ ‫�إىل اخلطط البديلة‪ ،‬والتي تق�ضي بتغيري موازين‬ ‫القوى على الأر�ض ل�صالح النظام‪ ،‬وذلك عرب‬ ‫�سيا�سة الأر�ض املحروقة‪ ،‬وا�ستعمال �أق�صى كثافة‬ ‫نريانية ممكنة‪ ،‬وا�ستقدام املزيد من امليلي�شيات‬ ‫الإجرامية من العراق ولبنان و�إيران لتنفيذ هذه‬ ‫املهمة‪ ،‬ورفع من�سوب عمليات الذبح لدب الرعب‬ ‫يف قلوب البيئات احلا�ضنة للثورة ودفعها للي�أ�س‬ ‫واال�ست�سالم‪ ،‬حينئذ ي�ستطيع احللف القول �إنه لي�س‬ ‫داع لتقدمي التنازالت وال حتى التفاو�ض مع‬ ‫من ٍ‬ ‫املعار�ضة طاملا �أن النظام يب�سط �سيطرته املطبقة‬ ‫على كامل الأر�ض ال�سورية‪ ،‬وكان م�ساعد رئي�س‬ ‫هيئة الأركان الإيرانية‪ ،‬م�سعود جزائري‪ ،‬قد ب�رش‬ ‫ب�أن ب�شار الأ�سد انت�رص‪ ،‬وانه ال داعي لتقدمي �أي‬ ‫نوع من التنازالت ل» �أعداء �سورية»‪ ،‬يف حني �رسب‬ ‫الرو�س مقولة �إما �أن حت�رض املعار�ضة امل�ؤمتر‬ ‫الآن ومناق�شة م�س�ألة حماربة الإرهاب �أو ف�إنهم‬ ‫لن يح�رضوا �أبداً‪ ،‬لأن ب�شار الأ�سد �سي�سرتجع كامل‬ ‫�سورية يف غ�ضون �شهرين �إىل �أربعة �أ�شهر!‪ ،‬طبع ًا مل‬ ‫يف�رس الرو�س كيف �أن النظام الذي تراجع �إىل �أدنى‬ ‫قوته العتادية والعددية ميكنه ا�سرتجاع ما خ�رسه‬ ‫وهو يف عز قواته‪ ،‬كما مل يف�رس «اجلزائري» كيف �أن‬ ‫النظام انت�رص‪ ،‬وهو حما�رص حتى يف ق�رصه‪ ،‬هي‬ ‫لزوم الربوبوغندا وح�سب‪.‬‬ ‫على ذلك‪ ،‬املتوقع �أن يقدم التحالف على �إنقاذ نف�سه‬ ‫ب�أي طريقة‪ ،‬ذلك �أن امل�سار ال�سيا�سي ال ينا�سبه‪،‬‬ ‫ومهما كانت قدرته كبرية يف املناورة ف�إن هناك‬ ‫ا�ستحقاقات قادمة‪ ،‬يف مواجهة احللف ‪� ،‬أما تغيري‬ ‫الأو�ضاع فتلك م�س�ألة م�ستحيلة يف ظل تدهور قوة‬ ‫النظام وا�ستنزاف حلفائه‪ ،‬كل ما �سيفعله النظام‬ ‫مزيدا من الأعمال الإجرامية بحق ال�سوريني‪.‬‬


‫‪05‬‬

‫ق�ضايا‬

‫العدد (‪ 2014/01/19 )123‬م‬

‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫اال�ستثمار ال�سيا�سي واالقت�صادي للأزمة الإن�سانية يف خميم الريموك‬ ‫ح�سام امليالد‬

‫ال زالت �أزمة خميم الريموك م�ستمرة‪ ،‬ويبدو �أنها تزداد‬ ‫تعقيداً‪ ،‬لي�س يف جانبها الإن�ساين فقط‪ ،‬بل والإعالمي‬ ‫�أي�ضا‪ .‬فبحلول الإعالم البديل مكان الإعالم التقليدي‪،‬‬ ‫ُي�ستبدل املزاج الفردي واحل�س ال�شعبوي العفوي‬ ‫مبهنية الأخري‪ ،‬ومي�ضي الأخري م�ضطراً لقبول و�سائل‬ ‫الإعالم البديلة كم�صدر متوفر للخرب‪ ،‬بينما متتلئ‬ ‫مواقع التوا�صل االجتماعي بال�صياغات املختلفة‬ ‫للحدث الواحد‪ ،‬لت�ضعف م�صداقية اخلرب �أمام‬ ‫التحري�ض واالتهامات املتبادلة لأطراف عدة متثل‬ ‫مواقف فردية �أو جماعية‪.‬‬ ‫قبل �أيام‪ ،‬مل تتمكن قافلة �إغاثية م�ؤلفة من عدد‬ ‫من ال�شاحنات من التقدم �أكرث بعد عبورها حاجز‬ ‫الكابالت يف منطقة �سبينة وو�صولها اىل م�شارف‬ ‫خميم الريموك ب�سبب �إطالق النار جتاهها‪ .‬البع�ض‬ ‫�أكد �أن اطالق النار باجتاه القافلة �أتى من مناطق‬ ‫ت�سيطر عليها املعار�ضة امل�سلحة‪� ،‬آخرون ال�صقوا‬ ‫التهمة بدبابات النظام ال�سوري‪ .‬حتى حدود املخيم‬ ‫ونقطة توغل القافلة ونوعية الأ�سلحة مل ت�سلم من تلك‬ ‫ال�صياغات الإعالمية املت�ضاربة ودالالتها االتهامية‬ ‫املتعددة‪.‬‬ ‫م�ؤخراً‪ ،‬خرجت مظاهرة غا�ضبة لأهايل خميم الريموك‬ ‫توجهت �إىل مقرات امل�سلحني‪ .‬م�صادر �إعالمية ر�أت‬ ‫�أن املظاهرة خرجت تندد بامل�سلحني الذين اختطفوا‬ ‫املخيم وجعلوه رهينة ل�سيا�ساتهم وطالبوهم‬ ‫باخلروج منه‪ .‬م�صادر �أخرى ر�أت �أن املظاهرة هدفها‬ ‫مطالبة امل�سلحني بك�رس احل�صار املفرو�ض على‬ ‫املخيم بالقوة وت�سليح املدنيني‪ .‬هكذا تبدو الأمور يف‬ ‫خميم الريموك �إعالمياً‪ ،‬وقد انطبق عليها املثل الدارج‬ ‫"�ضاعت الطا�سة"‪.‬‬ ‫من امل�ستفيد من تلك ال�ضبابية الإعالمية التي تع�صف‬ ‫يف �أزقة خميم الريموك لالجئني الفل�سطينيني؟ ومن‬ ‫امل�ستفيد ا�سا�س ًا من ا�ستمرار الأزمة يف خميم الريموك؟‬ ‫رمبا لن تكون الأمور دائما بالو�ضوح املطلوب‪ ،‬لكننا‬ ‫�سنحاول ت�سجيل بع�ض املالحظات املتعلقة بالأزمة‬ ‫ومبواقف خمتلف الأطراف‪.‬‬ ‫اجلماعات امل�سلحة يف املخيم وبع�ض �أطراف‬ ‫املعار�ضة ال�سيا�سية ال�سورية جتعل من �أزمة خميم‬ ‫الريموك حماولة ال�ستثمار الوجود الفل�سطيني ال�شعبي‬ ‫وحتري�ضه على النظام ال�سوري‪ ،‬وترى فيها ورقة‬ ‫�ضغط و�أداة اعالمية منا�سبة تفند ادعاءات النظام حول‬

‫خرجت مظاهرة غا�ضبة لأهايل‬ ‫خميم الريموك توجهت �إىل‬ ‫مقرات امل�سلحني‬ ‫خ�صو�صية الق�ضية الفل�سطينية واملمانعة واملقاومة‬ ‫وما لف لفيفهما‪ ،‬مع ذلك ترف�ض �إدراج املخيم يف �أي‬ ‫ح�سابات تتعلق باخل�صو�صية الفل�سطينية‪ ،‬وكان ذلك‬ ‫مربراً لرف�ض �أي اتفاق حول خميم الريموك مبعزل‬ ‫عن اتفاق عام ي�شمل املنطقة اجلنوبية من دم�شق‪.‬‬ ‫خ�صو�صية املخيم بالن�سبة لهذا الطرف متوفرة فقط‬ ‫يف حال كان املخيم ورقة �صاحلة للتفاو�ض مع‬ ‫النظام‪� .‬أما االعالم البديل امل�ساند لهذا الطرف في�سعى‬ ‫لتربئة �ساحته بتحميل النظام امل�س�ؤولية الكاملة عن‬ ‫كل ما يجري و�سيجري يف املخيم وال تردعه يف‬ ‫ذلك كم ال�سذاجة الإعالمية التي يدرجها حتت م�سمى‬ ‫"املنطق"‪ .‬فعلى �سبيل املثال‪ :‬تبنى بع�ض النا�شطني‬ ‫االعالميني على �صفحات التوا�صل االجتماعي وجهة‬ ‫النظر التي ترى �أن ال م�صلحة للم�سلحني ب�إطالق‬ ‫النار على القافلة الإغاثية‪ ،‬بل كان يف م�صلحتهم‬ ‫اال�ستيالء عليها لكنهم مل يفعلوا! تتنا�سى احل�سا�سية‬ ‫املهنية املفقودة ا�صال لدى ه�ؤالء �أن اللعبة يف �أحد‬ ‫�أركانها هي لعبة �إعالمية بامتياز‪ .‬وال يخطر يف‬ ‫بال الذين يتبنون وجهة النظر تلك �أن يف�رسوا ملاذا‬ ‫مل ت�سجل �أي حالة للموت جوع ًا يف املناطق الأخرى‬ ‫املحا�رصة املحيطة للمخيم‪ ،‬و�أن احلاالت من ذلك‬ ‫النوع اقت�رصت على خميم الريموك فقط؟‬ ‫النظام ال�سوري بدوره‪ ،‬يهدف �إىل توظيف �أزمة‬ ‫خميم الريموك لتحري�ض الفل�سطينيني على "الثورة"‬ ‫ال�سورية‪ ،‬وتوجيه ر�سالة حتذير للوجود الفل�سطيني‬ ‫الذي طاملا نظر اليه كوجود خطر‪ .‬لذلك ي�ستمر يف‬ ‫تقدمي االعتبارات الأمنية يف التعامل مع خميم‬ ‫الريموك على االعتبارات الأخرى‪ ،‬وت�ستمر �أجهزته‬ ‫الأمنية يف النظر اىل �أولئك الذين رف�ضوا التخلي عن‬ ‫خميمهم �أو الذين بقوا نتيجة عدم توفر الإمكانيات‬ ‫املادية التي ت�ساعدهم حتى على النزوح كحا�ضنة‬ ‫اجتماعية للجماعات امل�سلحة‪.‬‬ ‫ال�سلطة الوطنية الفل�سطينية ومعها ف�صائل منظمة‬ ‫حملت امل�سلحني م�س�ؤولية‬ ‫التحرير الفل�سطينية َ‬

‫ما يحدث يف خميم الريموك‪ ،‬وكانت حذرة من‬ ‫االنتقاد العلني للنظام ال�سوري‪ ،‬وف�ضلت �أن تكون‬ ‫امللفات احل�سا�سة املتعلقة باملفقودين واملعتقلني‬ ‫الفل�سطينيني وغريها خلف الكوالي�س‪ ،‬ال�سيما و�أن‬ ‫مواقف ال�سلطة منذ البداية �ضمن املجموعة العربية‬ ‫كانت حمل انتقاد الذع من قبل النظام ال�سوري‪ .‬وترى‬ ‫ال�سلطة الوطنية الفل�سطينية �أنها ال ت�ستطيع معاجلة‬ ‫ملف خميم الريموك مبعزل عن امللفات الأخرى‬ ‫املتعلقة بالوجود الفل�سطيني ككل يف �سوريا‪ ،‬لذلك‬ ‫تتعامل بحذر �شديد مع �أزمة املخيم بغية احلفاظ على‬ ‫قنوات االت�صال مفتوحة مع النظام ال�سوري الذي ال‬ ‫متلك حياله �أدوات ال�ضغط الكافية‪ .‬وبالإ�ضافة �إىل‬ ‫�ضعف �إمكانياتها املادية وخ�شيتها من �أية ردود فعل‬ ‫عقابية قد ت�صدر عن النظام ال�سوري جتاه الوجود‬ ‫الفل�سطيني‪ .‬بدت ال�سلطة الوطنية وف�صائل املنظمة‬ ‫عاجزة �أمام الر�أي العام الفل�سطيني عن التمثيل‬ ‫العملي لفل�سطيني ال�شتات‪ .‬هذا التمثيل الذي كان‬ ‫دائما عر�ضة للت�شكيك يف �رشعيته من قبل بع�ض‬ ‫االطراف يف ال�ساحة الفل�سطينية‪ ،‬والتي وجدت يف‬ ‫�أزمة املخيم فر�صة ثمينة لالنق�ضا�ض على ال�سلطة‬ ‫واملنظمة‪.‬‬ ‫حركة حما�س التي حاولت يف البداية التو�سط بني‬ ‫النظام واملعار�ضة �صعدت الحقا لهجتها �ضد النظام‬ ‫ال�سوري وقد تنا�سب هذا الت�صعيد طرداً مع احلمالت‬ ‫الإعالمية ال�سورية �ضد م�صداقيتها كحركة مقاومة‪،‬‬ ‫ولكن ال يبدو �أن ت�رصيحاتها النارية بخ�صو�ص خميم‬ ‫الريموك قد ا�سهمت يف حل �أزمته بقدر ما بدا للكثريين‬ ‫على �أنه حماولة لك�سب املزيد من الر�صيد اجلماهريي‬ ‫على ح�ساب ال�سلطة الوطنية وف�صائل منظمة التحرير‬ ‫الفل�سطينية‪ .‬وي�سهم �إعالمها البديل ونا�شطوها يف‬ ‫املخيم مبحاولة ت�ضخيم دور احلركة وفاعليتها داخل‬ ‫املخيم �أكرث بكثري مما هي فعلي ًا على الأر�ض‪� .‬أما‬ ‫حركة اجلهاد الإ�سالمي فقد وجدت يف �صمتها بالغة‬ ‫غري حمدودة تفوق بالغة ت�رصيحاتها الغام�ضة‪.‬‬ ‫اجلبهة ال�شعبية ـ القيادة العامة ـ بقيادة �أحمد جربيل‪،‬‬ ‫ترى يف �أزمة الريموك كعكة لها فيها احل�صة الأكرب‪.‬‬ ‫وقد �أ�سهمت �سيا�ستها التناف�سية وارتهانها للنظام‬ ‫ال�سوري يف عرقلة �أكرث من اتفاق حول املخيم‪،‬‬ ‫وحاولت مراراً رفع �سقف املكا�سب ال�سيا�سية والأمنية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تكتف بان ي�سلم امل�سلحون من الفل�سطينيني داخل‬ ‫فلم‬ ‫املخيم �أ�سلحتهم‪ ،‬بل �أ�رصت على دجمهم �ضمن اللجان‬ ‫ال�شعبية الفل�سطينية التي �شكلتها ل�ضمان الهيمنة‬ ‫الع�سكرية على خميم الريموك‪ ،‬ولتحييد حما�س �أ�رصت‬ ‫على التعامل مع م�سلحي احلركة وت�سوية �أو�ضاعهم‬ ‫ك�أفراد‪.‬‬ ‫�أخرياً‪ ،‬ال يحقق اال�ستثمار يف �أزمة خميم الريموك‬ ‫�أرباح ًا �سيا�سية فقط‪� ،‬إذ وجد جتار الأزمات يف خميم‬ ‫الريموك فر�ص ًا اقت�صادية ا�ستثنائية‪ ،‬ف�أزمة املخيم‬ ‫يف �أحد وجوهها لي�ست �أزمة مواد متوينية وغذائية‪،‬‬ ‫بل هي �أي�ضا �أزمة نتجت عن احتكار هذه املواد‬ ‫لت�سجل �أ�سعارها �أرقام ًا قيا�سية ال ت�ستطيع جميع‬ ‫العائالت �أن ت�ؤمن ثمنها‪ ،‬وقد دعا بع�ض النا�شطني‬ ‫يف خميم الريموك �إىل جمع التربعات املالية لأهايل‬ ‫املخيم وحماولة �إيجاد ال�سبل لإي�صالها‪ ،‬ما ي�ؤكد‬ ‫�أن الأزمة يف جانب منها مفتعلة �أي�ضا‪ .‬وطبعا هذه‬ ‫التجارة لن تكون ممكنة لوال تواط�ؤ جهات خمتلفة قد‬ ‫جتمع العداوة بينها لكن امل�صالح االقت�صادية تقربها‪.‬‬


‫العدد (‪ 2014/01/19 )123‬م‬ ‫موجز ال�شرق ‪06‬‬ ‫جهاديو ال�شي�شان ي�ستعدون ل�شن عمليات �ضد احلكومة الرو�سية‬ ‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫يتدفق املقاتلون ال�شي�شان �إىل جنوب رو�سيا من‬ ‫جميع �أنحاء العامل بهدف �شن عمليات �إرهابية‬ ‫�ضد احلكومة الرو�سية و الرئي�س الرو�سي فالدميري‬ ‫بوتني يف الوقت الذي ت�ستعد فيه البالد ال�ست�ضافة‬ ‫دورة الألعاب الأوملبية ال�شتوية يف مدينة �سوت�شي‬ ‫يف �أوائل فرباير‪�/‬شباط املقبل‪.‬‬ ‫كما �شنت يف الأ�سبوعني املا�ضيني هجمات‬ ‫انتحارية �ضد املحطة املركزية وحافالت ترويل يف‬ ‫فولغوغراد‪ ،‬قتل فيها ‪� 31‬شخ�ص ًا وجرح الع�رشات‪،‬‬ ‫�إىل جانب �سل�سلة من االغتياالت الع�شوائية التي‬ ‫وقعت م�ؤخرا يف مدينة �ستافروبول الواقعة على‬ ‫بعد مائة ميل من �سوت�شى‪.‬‬ ‫وقد دعا �أحد �أهم القادة ال�شي�شان‪ ،‬دوكو عمروف‪،‬‬ ‫الذي يو�صف على نطاق وا�سع با�سم «بن الدن‬ ‫رو�سيا» ويعد الزعيم الروحي والع�سكري حلركة‬ ‫«�إمارة القوقاز املقاتلني ال�شي�شان للعودة �إىل‬ ‫ديارهم من جبهات القتال يف جميع �أنحاء العامل‬ ‫ل�شن حرب مكثفة �ضد رو�سيا يف وقت ت�سلط فيه‬ ‫و�رصح‬ ‫الأ�ضواء الدولية على مدينة �سوت�شي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عمروف م�ؤخراً �أن «النخبة « من املقاتلني‬ ‫اجلهاديني �سوف تعود �إىل جنوب رو�سيا من‬ ‫�أفغان�ستان و�سوريا وغريها من اجلبهات‪ ،‬و «�إذا‬ ‫كان الرو�س ال يفهمون �أن احلرب �سوف ت�صل �إىل‬ ‫�شوارعهم ‪ ،‬ف�سوف ت�رضب عقر دارهم»‪ .‬واجلدير‬ ‫بالذكر �أن اجلماعة االنف�صالية ال�شي�شانية التي‬ ‫يقودها عمروف كانت امل�س�ؤولة عن مذبحة بي�سالن‬ ‫عام ‪ 2004‬التي اختطف وقتل فيها املئات من‬ ‫�أطفال املدار�س‪.‬‬ ‫�أثناء احلرب ال�شي�شانية الأوىل (‪،)1996-1994‬‬ ‫جل�أ حوايل ‪� 15,000‬إىل ‪ 25,000‬من ال�شي�شان‬ ‫�إىل �أفغان�ستان وباك�ستان واليمن وم�رص و مناطق‬ ‫من �أورا�سيا و�أ�صبحوا على مدى عقود العمود‬ ‫الفقري للقاعدة و املنظمات اجلهادية الأخرى‪.‬‬

‫وخا�ض املقاتلون ال�شي�شان احلرب �ضد قوات‬ ‫االحتالل الغربية يف �أفغان�ستان و العراق‪ ،‬و لهم‬ ‫قواعد را�سخة يف املقاطعات احلدودية ال�شمالية‬ ‫الغربية مع باك�ستان‪ ،‬و�شكلوا قوة بارزة بني‬ ‫عنا�رص القاعدة يف املعار�ضة ال�سورية‪.‬‬ ‫م�ؤخراً‪ ،‬عني عمر ال�شي�شاين قائداً يف (داع�ش) ‪،‬‬ ‫وير�أ�س جمموعة من املجاهدين ال�شي�شان يف �شمال‬ ‫القوقاز (جي�ش املهاجرين والأن�صار)‪� ،‬أما القوات‬ ‫املقاتلة اجلورجية فيرت�أ�سها ولد عمر غوركا�شفيلي‪،‬‬ ‫وهي م�ؤلفة من ‪ 1,500‬مقاتل من املت�شددين‬ ‫معظمهم من منطقة القوقاز الرو�سية‪ .‬وقد قاد‬ ‫ال�شي�شاين القوات اخلا�صة اجلورجية خالل احلرب‬ ‫مع رو�سيا قبل عقد من الزمان‪.‬‬ ‫كما �أن الأ�سماء العربية التي يحملها معظم‬

‫املقاتلني ال�شي�شان تدل على عمق التورط ال�شي�شاين‬ ‫على م�ستوى قيادة القاعدة ‪ ،‬ووفقا ملا ذكرته وكالة‬ ‫املخابرات الرو�سية ‪ FSB‬ف�إن القوات ال�شي�شانية‬ ‫تر�أ�ست �صفوف املجاهدين والقادة امليدانيني يف‬ ‫�سوريا والعراق ولبنان‪.‬‬ ‫وقد �أمر فيكتور �إيفانوف رئي�س رو�سيا االحتادية‬ ‫وكالة مكافحة املخدرات‪ ،‬مبنع تدفق املال و‬ ‫الأ�سلحة �إىل منطقة القوقاز‪ ،‬كما بني �أن م�صادر‬ ‫متويل الإرهابيني ال�شي�شان هي تهريب الأفيون و‬ ‫الهريوين من �أفغان�ستان عرب �آ�سيا الو�سطى‪ .‬وقد حث‬ ‫�إيفانوف امل�س�ؤولني يف املخابرات الرو�سية الرتكيز‬ ‫على تركيا التي و�صفها ب�أنها واجهة «الناتو «‬ ‫للتحكم بتوريد الأ�سلحة للمقاتلني املتمردين بني‬ ‫�سوريا و جنوب رو�سيا‪.‬‬

‫احلرب العراقية �ضد «داع�ش» وظروف خمتلفة عن ‪2006‬‬ ‫�أو�ضح نائب الرئي�س الأمريكي جو بايدن ووزير‬ ‫اخلارجية جون كريي الأ�سبوع املا�ضي لرئي�س‬ ‫الوزراء العراقي نوري املالكي �أن الواليات املتحدة‬ ‫ت�ؤيد مبادرة بغداد لتعزيز العملية ال�سيا�سية ال�شاملة‬ ‫يف العراق‪ ،‬ومل تكن تلك املرة الأوىل التي تر�سل فيها‬ ‫وا�شنطن ر�سالة مماثلة للمالكي‪ ،‬فقد تلقى �سل�سلة‬ ‫من املكاملات املماثلة بهذا اخل�صو�ص ( ر�سالتني‬ ‫من بايدن اىل املالكي‪ ،‬ور�سالة من كريي �إىل وزير‬ ‫اخلارجية هو�شيار زيباري) حول ترحيب الواليات‬ ‫املتحدة بالتفاو�ض مع زعماء الع�شائر وزعماء‬ ‫ال�سنة‪ ،‬قرار جمل�س الوزراء العراقي «بدفع التعوي�ض‬ ‫لقوات القبائل الذين قتلوا �أو �أ�صيبوا يف القتال �ضد‬ ‫داع�ش‪ ،‬علم ًا �أن التزام وا�شنطن بهذا املوقف اليزال‬ ‫مو�ضع �شك‪.‬‬ ‫ومما ال �شك فيه �أن بع�ض الأ�صوات امل�ؤثرة يف‬ ‫وا�شنطن يف جمل�س العالقات اخلارجية ي�شككون‬ ‫ب�صدق نوايا املالكي يف التعاون مع زعماء ال�سنة‪.‬‬ ‫وللو�ضع الراهن يف حمافظة االنبار نتائج �سيا�سية‬ ‫على احلكومة العراقية‪ ،‬ولكن‪ ،‬يف الوقت نف�سه‪،‬‬ ‫بالتعاون مع مركز ال�شرق للبحوث‬

‫ي�شكل فر�صة لل�ضغط على املالكي لتغيري �سيا�سته ‪،‬‬ ‫و�إدراج ال�سنة العراقيني ك�رشكاء يف الدولة املوحدة‪.‬‬ ‫فعلى رئي�س الوزراء �أن يطلب من القبائل ال�سنية يف‬ ‫حمافظة الأنبار حماربة تنظيم الدولة الإ�سالمية‬ ‫يف العراق وال�شام «داع�ش» ‪ ،‬على الرغم من ا�ستبعاد‬ ‫ال�سنة من امل�شاركة العادلة يف حكم البالد‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي ي�شكل يف امل�ستقبل الرهان احلقيقي �أمام‬ ‫بغداد‪.‬‬ ‫كما �أن معركة الأنبار �ضد» داع�ش» ت�سري ببطء‪،‬‬ ‫حيث ال يزال مقاتلو ال�صحوة يف جنوب الرمادي‬ ‫ورجال القبائل م�ستهدفون من قبل م�سلحني تابعني‬ ‫لتنظيم القاعدة‪.‬‬ ‫�إن امل�شاكل الناجمة عن غياب احلل ال�سيا�سي‬ ‫يف العراق كانت وا�ضحة عند ال�سنة الذين رف�ضوا‬ ‫ال�سماح بتواجد اجلي�ش على �أرا�ضيهم‪ ،‬وحني حاول‬ ‫اجلي�ش ا�ستعادة الرمادي من «داع�ش»‪ ،‬ا�ضطر �إىل‬ ‫االن�سحاب ب�سبب املقاومة ال�رش�سة التي لقيها من‬ ‫مقاتلي» داع�ش»‪ ،‬و عدم تعاون �سكان املدينة معه‪.‬‬ ‫وقد ان�ضم املقاتلون القبليون �إىل كال اجلانبني‪ ،‬مما‬

‫�شكل اختالف ًا حاداً مع ما حدث يف عام ‪ 2006‬مع‬ ‫«�أبناء العراق» حني هددت القاعدة احلياة القبلية‬ ‫يف الأنبار‪ ،‬وولدت الوحدة بني القبائل ملحاربة‬ ‫«الدولة الإ�سالمية يف العراق»‪.‬‬ ‫الفرق الآخر عما كان عليه الو�ضع قبل �سبعة‬ ‫�أعوام يكمن يف وجود «القوة الثالثة» التي حتارب‬ ‫«داع�ش» والقوات احلكومية على حد �سواء‪ .‬هذه القوة‬ ‫التي تطلق على نف�سها ا�سم «املجل�س الع�سكري يف‬ ‫الأنبار» الذي يتكون من قوات حزب البعث‪ .‬كما‬ ‫ي�ضم كتائب ثورة ‪ ، 1920‬واملنظمات ال�سلفية‬ ‫ال�صغرية‪ .‬يف حني �أن قبائل عديدة قررت عدم‬ ‫الوقوف اىل جانب �أي طرف‪ ،‬واقت�رص دورها على‬ ‫حماية �أرا�ضيها‪ ،‬ما يجعل املجموعة الرئي�سية التي‬ ‫حتمل عبء مواجهة «داع�ش» هي تلك التي يقودها‬ ‫�أحمد ابو ري�شة من �أتباع احلكومة يف بغداد‪.‬‬ ‫بينما يهدد اجلي�ش املدنيني يف الفلوجة ب «العواقب‬ ‫الوخيمة» �إذا مل يطردوا «داع�ش» من املنطقة‪ ،‬بحيث‬ ‫ال يبقى �أمام اجلي�ش �إال «اخليار الوحيد» بق�صف‬ ‫املدينة‪ ،‬و�ستكون النتيجة مدمرة ب�شكل كبري‪.‬‬


‫موجز ال�شرق‬

‫‪07‬‬ ‫فريق املت�شددين يف ايران يقوم بتعديل جلان املفاو�ضني‬ ‫�أجريت م�ؤخراً بع�ض التغيريات على فريق‬ ‫املفاو�ضني الإيرانيني مع ‪ ، P5 1‬بتوجيهات من‬ ‫املر�شد الأعلى علي خامنئي‪ ،‬وف�صيل من �أع�ضاء‬ ‫املجل�س االيراين املت�شدد املتحالف مع الرئي�س‬ ‫�أحمدي جناد واحلر�س الثوري االيراين‪ ،‬وذلك عرب‬ ‫�سل�سلة من التحركات وراء الكوالي�س‪ ،‬و الرامية‬ ‫�إىل احلد من نفوذ الرئي�س ح�سن روحاين ووزير‬ ‫اخلارجية جواد ظريف‪ ،‬ولعرقلة التنفيذ الكامل‬ ‫لالتفاق امل�ؤقت مع ‪. P5 1‬‬ ‫نداء‬ ‫املجل�س‬ ‫أع�ضاء‬ ‫�‬ ‫من‬ ‫ووجهت م�ؤخراً جمموعة‬ ‫ً‬ ‫مبا�رشاً �إىل املر�شد الأعلى علي خامنئي لل�سماح‬ ‫ب�إن�شاء فريق للمراقبة والإ�رشاف‪ ،‬مهمته املوافقة‬ ‫على كل املفاو�ضات التي جتري مع ‪ ، P5 1‬وقد‬ ‫اكت�شف الرئي�س روحاين �أن رجال الدين الأقوياء‬ ‫والرئي�س ال�سابق علي �أكرب ها�شمي رف�سنجاين‬ ‫يقفون وراء هذه اخلطوة بعد �أن طالب روحاين و‬ ‫ظريف تو�ضيح ًا مبا�رشاً من مكتب خامنئي‪ ،‬دون‬ ‫احل�صول على رد وا�ضح‪.‬‬ ‫ويف ‪ 7‬من ال�شهر اجلاري‪� ,‬أدىل نائب وزير‬ ‫اخلارجية عبا�س عرقجي بت�رصيح ر�سمي لوكالة‬ ‫الأنباء الإيرانية نفى فيه معرفته بوجود جمل�س‬ ‫جديد وهيئة رقابة‪.‬‬ ‫وازداد �ضغط املت�شددين حول املفاو�ضات مع ‪P5‬‬ ‫‪ 1‬على تفا�صيل تنفيذ االتفاق امل�ؤقت الذي مت‬ ‫التو�صل �إليه يف نوفمرب‪ /‬ت�رشين الثاين ‪، 2013‬‬ ‫وجتلى ذلك وا�ضح ًا يف �إبطاء العمل على تفا�صيل‬ ‫اخلطة امل�ؤقتة من قبل املفاو�ضني الإيرانيني‬ ‫بالتدقيق على كل كلمة يف الوثيقة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ت�أكيدات عرقجي حول تنفيذ‬ ‫�إيران لبنود االتفاق �إال �أن وكاالت املخابرات‬

‫العدد (‪ 2014/01/19 )123‬م‬

‫الغربية تنتظر ت�أكيداً من الطرف االيراين ‪ ،‬فطب ًقا‬ ‫مل�س�ؤولني �أمريكيني ف�إن املر�شد الأعلى وب�ضغط‬ ‫من رجال الدين املت�شددين الذين يخ�شون الف�شل‬ ‫يف العام القادم يف االنتخابات الربملانية‪ ،‬قاموا‬ ‫بهذا التحرك الآن بهدف هزمية كل من روحاين و‬ ‫رف�سنجاين‪.‬‬ ‫على �أن الهجوم من قبل املت�شددين ال يقت�رص‬ ‫على الداخل االيراين‪ ،‬ذلك �أن م�س�ؤولني من عهد‬ ‫�أحمدي جناد يتحركون دولي ًا‪ ،‬وينتقدون االتفاق‬ ‫على ال�صفقة‪�« .‬إذا كان البع�ض م�رسوراً باالتفاق‬ ‫النووي‪ ،‬فهم يرتكبون خط�أ ج�سيم ًا»‪ .‬وقال عبا�سي‬

‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫دواين ‪ ،‬الذي �شغل من�صب رئي�س هيئة الطاقة الذرية‬ ‫الإيرانية خالل رئا�سة �أحمدي جناد‪« ،‬يف الواقع‪ ،‬ال‬ ‫يوجد �شيء مل مننحه للغرب «‪ ،‬و�أ�ضاف‪« :‬لقد اغلقنا‬ ‫مفاعل �آراك‪ ،‬و توقفنا عن تخ�صيب اليورانيوم‬ ‫بن�سبة ‪ ، 20٪‬ومن ثم تخفي�ض التخ�صيب �إىل �أقل‬ ‫من ‪ 5‬يف املئة‪ ،‬و�أ�صبحنا عر�ضة للخطر‪ .‬كما ال‬ ‫ي�سمح لنا بزيادة عدد �أجهزة الطرد املركزي‪ ،‬وال‬ ‫ميكن تثبيت جيل جديد من �أجهزة الطرد املركزي‪.‬‬ ‫كما �أن اخلطوة التالية �سوف تكون على الأرجح‬ ‫وقف تخ�صيب ‪ 5‬يف املئة �أخرى»‪.‬‬

‫ليبيا‪� :‬إخفاق حماولة اعتقال قاتل ال�سفري الأمريكي‬ ‫�أبو �سفيان بن قومو املعتقل ال�سابق يف غوانتانامو‬ ‫وزعيم جماعة �أن�صار ال�رشيعة يف �إفريقيا وليبيا‬ ‫�أثار جد ًال يف وا�شنطن خالل مناق�شة حول تعريف‬ ‫الإرهاب‪ .‬ولكن على �أر�ض الواقع يف ليبيا ف�إن‬ ‫القوات الأمريكية اخلا�صة تتعقب املهاجمني على‬ ‫املن�ش�آت الأمريكية يف بنغازي يف ‪� 11‬سبتمرب‪/‬‬ ‫�أيلول ‪ ,2012‬حيث لقي ال�سفري كري�س �ستيفنز‬ ‫وثالثة �أمريكيني م�رصعهم‪.‬‬ ‫وبح�سب م�صادر ليبية‪ ،‬حاول رتل ع�سكري �أمريكي‬ ‫يف ‪ 27‬دي�سمرب‪ /‬كانون الأول اعتقال �شخ�صيات‬ ‫بارزة من القاعدة يف جناح �شمال �أفريقيا‬ ‫اجلزائر وتون�س‪ ،‬ولكن املهمة ف�شلت بعد تعر�ض‬‫الرتل لهجوم من جماعة �أن�صار ال�رشيعة‪ ،‬ويف‬ ‫‪ 30‬من ال�شهر نف�سه‪ ،‬داهم رتل ع�سكري �أمريكي‬ ‫مزرعة بالقرب من م�رصاتة‪ ،‬حيث جتتمع بع�ض‬ ‫قيادات جماعة �أن�صار ال�رشيعة‪ ،‬وكان الهدف هذه‬ ‫املرة هو �سفيان بن قومو الرجل الذي يعتقد معظم‬

‫الليبيني �أنه الر�أ�س املدبر للهجوم على القن�صلية‬ ‫الأمريكية يف مدينة بنغازي‪ ،‬يف حني �أنه قبل �أيام‬ ‫قليلة من ذلك ‪ ،‬اختطف �سيف اهلل بن ح�سني (�أبي‬ ‫بنكية) الع�ضو التون�سي يف جماعة �أن�صار ال�رشيعة‬ ‫يف مدينة �رست‪.‬‬ ‫اجلدير بالذكر �أن �أن�صار ال�رشيعة هي جزء من‬ ‫اجلماعة الإ�سالمية ( اجلبهة الإ�سالمية يف درنا)‬ ‫حيث تعر�ضت تلك املدينة اىل �سل�سلة عنيفة من‬ ‫الهجمات الإرهابية‪ ،‬و خالل الأ�سبوع الأول من‬ ‫العام اجلديد هزت �ستة انفجارات كبرية �أرجاء‬ ‫املدينة‪ ،‬قتل خاللها اثنان من ال�سلفيني‪ .‬وا�ستهدفت‬ ‫هذه االنفجارات يف معظمها حمال جتارية متلكها‬ ‫الأ�رس التي رف�ضت دفع الأموال للإرهابيني‪ .‬يف‬ ‫حني �أقفلت البنوك الرئي�سية �أبوابها بعد هجمات‬ ‫م�سلحة متكررة وعمليات �رسقة كميات كبرية من‬ ‫الأموال‪ ,‬واخلطف مقابل فدية‪ ،‬وهناك انفجارات‬ ‫يومية‪ ،‬وقتل بدم بارد‪ ،‬يف حني �أن الو�ضع يف‬

‫بنغازي لي�س �أف�ضل من باقي املدن الليبية‪.‬‬ ‫يف ‪ 8‬كانون الثاين‪/‬يناير‪ ،‬اعرتفت وزارة اخلارجية‬ ‫الليبية بالأحداث التي جتري على الأر�ض‪ ،‬و�أعلنت‬ ‫�أن جماعة �أن�صار ال�رشيعة يف بنغازي و �أن�صار‬ ‫ال�رشيعة يف درنا �شاركت يف اعتداء ‪� 11‬سبتمرب‬ ‫(‪� )2012‬ضد البعثة اخلا�صة للواليات املتحدة‬ ‫‪ ،‬واملدرج يف بنغازي ودرنة وطربق والزاوية‬ ‫ر�سمي ًا على قائمة الإرهاب الأمريكية‪ .‬ومن‬ ‫املتوقع �أن ت�ضاف �أن�صار ال�رشيعة يف تون�س �إىل‬ ‫تلك القائمة‪ ،‬لكن من غري املتوقع �أن ت�ؤدي مثل‬ ‫هذه الإجراءات �إىل اال�ستقرار يف ليبيا‪.‬‬ ‫وتظهر بارقة الأمل مع عودة الرئي�س ال�سابق‬ ‫قدم‬ ‫للم�ؤمتر الوطني م�صطفى عبد اجلليل الذي ّ‬ ‫مبادرة جديدة للم�صاحلة الوطنية‪ ،‬و�إعادة بناء‬ ‫قوات الأمن الوطني‪ ،‬لكن من ال�صعب تخيل كيف‬ ‫ميكن ملبادرة عبد اجلليل �أن تنجح ب�شكل عملي‪،‬‬ ‫حيث ال�صعاب �أكرث من �أن حت�صى‪.‬‬ ‫بالتعاون مع مركز ال�شرق للبحوث‬


‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫العدد (‪ 2014/01/19 )123‬م‬

‫الأخرية‬

‫‪08‬‬

‫�إ�شكاالت التحول الدميقراطي يف العامل العربي‬ ‫الدكتور عبداهلل تركماين‬

‫ي�شهد العامل اجتاه ًا متزايداً نحو الدميقراطية منذ نهاية‬ ‫احلرب الباردة يف العام ‪ ،1989‬ولعل من املفارقة‬ ‫هبت على العامل‬ ‫� ّأن رياح التحوالت الدميقراطية التي ّ‬ ‫انك�رست عند حدود العامل العربي‪ .‬مما يثري ت�سا�ؤالت‬ ‫عديدة‪ :‬هل تتوفر �رشوط حقيقية ل�صياغة م�شاريع‬ ‫حتول دميقراطي يف العامل العربي حتول دون احتمال‬ ‫قيام م�شاريع ظالمية �أو حروب �أهلية تغرق بلداننا‬ ‫يف املزيد من الت�أخر واملزيد من الأزمات ؟ َمن هي‬ ‫القوى امل�ؤهلة ل�صياغة تلك امل�شاريع‪ ،‬وما هي �أدواتها‬ ‫وما هي قدراتها على جعل تلك امل�شاريع قادرة على‬ ‫جذب اجلماهري �إليها‪ ،‬بعد كل اخليبات التي �أُ�صيبت‬ ‫بها م�شاريع ربيع الثورات العربية يف ال�سنوات الثالث‬ ‫الأخرية ؟ وهل ت�ستطيع الدول العربية التي مل تتعاطَ ‪-‬‬ ‫بعد – مع متطلبات التغيري والإ�صالح والدميوقراطية‬ ‫ب�أن تبقى على حالها دون �إ�صالحات وتغيريات وجتديد‬ ‫؟ هل جتاوزت رياح الإ�صالح والدمقرطة املنطقة‬ ‫العربية وتركتها تتخبط يف ا�ستبدادها‪ ،‬وف�شلت يف‬ ‫�إحداث التغيري املن�شود ؟ وهل عادت ال�سيا�سة الأمريكية‬ ‫حتديداً والغربية عموم ًا �إىل �سابق عهدها حيث يت�أ�س�س‬ ‫تعاملها مع املنطقة و�شعوبها و�أنظمتها على قاعدة «‬ ‫الو�ضع القائم « ؟ وهل ما زالت القوى والبنية الداخلية‬ ‫يف �أغلب املجتمعات العربية عاجزة فع ًال عن �إجبار «‬ ‫الو�ضع القائم « على التغيري واالنفتاح نحو دمقرطة‬ ‫حقيقية ؟‬ ‫وعلى م�ستوى �آخر‪ :‬ما هي الأ�سباب احلقيقية ملقاومة‬ ‫التحول الدميقراطي يف العامل العربي ؟ هل هي الثقافة‬ ‫ال�سيا�سية ال�سائدة التي ترف�ض من ناحية املبد�أ القيم‬ ‫الدميقراطية ؟ هل هي التيارات الإ�سالمية التي ترى � ّأن‬ ‫الدميقراطية « نظام غربي م�ستورد « ال يتفق مع مبد�أ‬ ‫ال�شورى الإ�سالمي ؟ �أم لأنه لي�س هناك طلب حقيقي من‬ ‫قبل اجلماهري للدميقراطية ؟ هل لأن املجتمع املدين‬ ‫العربي‪ ،‬مبا فيه من �أحزاب �سيا�سية ومنظمات متنوعة‪،‬‬

‫من اله�شا�شة �أو ال�ضعف بحيث ال ي�ستطيع فر�ض اخليار‬ ‫الدميقراطي على النظم ال�سيا�سية احلاكمة ؟‬ ‫الإجابات على هذه الأ�سئلة وغريها هي يف غالبها‬ ‫حمبطة‪ ،‬ورمبا �أكرث اخلال�صات �إحباط ًا هي م�س�ألة‬ ‫احلاجة �إىل دور حا�سم من اخلارج لل�ضغط باجتاه‬ ‫الدمقرطة والإ�صالح ال�سيا�سي‪ ،‬و�أنه من دون هذا‬ ‫الدور ف� ّإن القوى الداخلية �أ�ضعف من �أن حتقق التغيري‬ ‫لكن املع�ضلة الكبرية هنا تكمن يف � ّأن الدور‬ ‫املن�شود‪ّ .‬‬ ‫اخلارجي فاقد للم�صداقية ال�سيا�سية‪ ،‬واهتمامه بهذه‬ ‫الأجندة �أثار �شبهات عميقة لي�س فقط حول الغايات‬ ‫النهائية‪ ،‬بل ت�سبب �أي�ض ًا يف �إثارة �سمعة �سيئة حول‬ ‫امل�رشوعات الدميوقراطية نف�سها‪.‬‬ ‫ويف الواقع يختلف املحللون يف تقييمهم لطبيعة‬ ‫التطورات التي ت�شهدها بع�ض البلدان العربية على‬ ‫�صعيد التحول الدميقراطي‪ .‬فبني م�شكك يف جدية‬ ‫وم�ستقبل « امل�شهد الدميقراطي «‪ ،‬ومتفائل ب�إرها�صاته‬ ‫ومبا ميكن �أن يفرزه من �آثار جمتمعية �إيجابية‪،‬‬ ‫حتى و�إن كانت بطيئة‪ ،‬على املدى البعيد‪ .‬ولكن تظل‬ ‫هناك بع�ض الظواهر الهامة التي ميكن االتفاق عليها‬ ‫والتي ت�ؤثر ب�شكل كبري على �إمكانات م�سار التحول‬ ‫الدميقراطي‪:‬‬ ‫(‪ - )1‬هيمنة نخبة �سلطوية على عملية التحول‪� ،‬إذ ما‬ ‫تزال النظم حتتكر الهيمنة على ال�سلطة ال�سيا�سية وحتول‬ ‫دون اكت�ساب فاعلني �سيا�سيني اخلربة ال�سيا�سية‬ ‫امل�ؤثرة والقدرة على تفعيل جمتمعاتهم و�أخذ زمام‬ ‫املبادرة‪ ،‬كما يبدو � ّأن عملية التحول تتقدم ببطء �شديد‬ ‫�أو تراوح مكانها �أو ترتاجع يف بع�ض احلاالت‪.‬‬ ‫(‪ - )2‬و�ضوح املطالب وغمو�ض الو�سائل‪ ،‬الظاهرة‬ ‫الأخرى الالفتة لالنتباه هي اتفاق الفاعلني ال�سيا�سيني‬ ‫على التحول واالنتقال الدميقراطي كهدف ا�سرتاتيجي‪،‬‬ ‫مع عدم و�ضوح الر�ؤية حول و�سائل حتقيق هذا الهدف‬ ‫وطرق تعزيز هذه الأهداف‪.‬‬

‫(‪ - )3‬الدور اخلارجي‪ّ � ،‬إن اهتمام الأطراف اخلارجية‪،‬‬ ‫خا�صة الواليات املتحدة الأمريكية واالحتاد الأوروبي‪،‬‬ ‫بالدفع ب�أجندة الإ�صالح ودعم التحول الدميقراطي‬ ‫قد �أثار جد ًال كبرياً و�شكوك ًا كثرية‪� .‬إذ يبدو � ّأن الغرب‬ ‫ما يزال غري قادر على تب ّني اخليار الدميقراطي يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬ملا قد يفرزه من و�ضعية جديدة غري موالية‬ ‫للم�صالح الغربية‪.‬‬ ‫وب�شكل عام ف� ّإن املالحظ حلالة الدميقراطية يف بالدنا‬ ‫ني‏‪:‬‬ ‫العربي ‏ة‏‪ ،‬البد �أن يتو�صل �إىل ا�ستنتاجني �أ�سا�سي ‏‬ ‫�أولهم ‏ا‏‪ّ � ،‬أن املنطقة العربية مازالت من �أقل مناطق‬ ‫مل‏‪،‬‬ ‫العامل ت�أثراً بالتطور الدميقراطي الذي ي�شهده العا ‏‬ ‫والذي يت�ضمن انتقال نظم احلكم من اال�ستبداد �إىل‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬نحو �أ�شكال �أكرث تعددية وتناف�سية‬ ‫واحرتام ًا ملنظومة حقوق الإن�سان‏‪ .‬وثانيهم ‏ا‏‪� ،‬أنه يف‬ ‫�أغلب البلدان العربية توجد جتاذبات عديدة حول منهج‬ ‫و�أ�سلوب تعزيز التطور الدميقراطي وغايت ‏ه‏‪.‬‬ ‫ول ّأن التجارب �أن�ضجتنا واحلوار ال�صعب قد بد�أ ي�أتي‬ ‫�أكله‪ ،‬بعد بروز ظاهرة التالقح بني خمتلف التيارات‬ ‫بعيداً عن العمى الأيديولوجي‪ ،‬ف�إنه �أ�صبح اليوم من‬ ‫املمكن التفكري يف بناء وفاق تاريخي يقوم على‪:‬‬ ‫اعتبار الدميقراطية هي املدخل �إىل النجاعة التنموية‬ ‫الفعلية‪.‬‬ ‫لقد حان الوقت للإ�صالح والتحول الدميقراطي لبدء‬ ‫الطريق نحو التخل�ص من التبعية والتهمي�ش و�إعادة‬ ‫�إنتاج الفقر والت�أخر والتفاوت واجلهل والت�سلط‪ ،‬وذلك‬ ‫من خالل االعرتاف بانهيار ع�رص عربي ب�أنظمته‬ ‫و�أحزابه وم�ؤمتراته وعقائده‪ ،‬و�إجراء مراجعة �شاملة‬ ‫لل�شعارات الكبرية املعتمدة على �أفكار جتاوزها الزمن‪،‬‬ ‫ونقد للذات‪ ،‬والبدء بقبول وفهم الوقائع العاملية‬ ‫اجلديدة وانعكا�ساتها املحلية‪ ،‬وو�ضع حلول للحا�رض‬ ‫وامل�ستقبل ال ُت�ستح�رض من مفاهيم املا�ضي �إال مبقدار‬ ‫ما تنطوي على جدوى للحا�رض وامل�ستقبل‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.