Al badil 124

Page 1

‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ 2014/01/26‬م‬ ‫العدد (‪)124‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫‪01‬‬

‫ا�سبوعية‪�-‬سيا�سية‪-‬م�ستقلة‬ ‫العدد (‪ 2014/01/26 )124‬م‬

‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫رئي�س التحرير ‪ :‬ح�سام مريو‬ ‫‪www.al-badeel.org‬‬

‫‪Issue (124) 26/01/2014‬‬

‫جنيف ‪ : 2‬تهافت اخلطاب الديبلوما�سي للنظام‬

‫ح�سام مريو‬

‫ت�ؤ�رش قراءة �أولية للجل�سة االفتتاحية من جنيف ‪� 2‬إىل‬ ‫جملة من املعطيات املهمة التي ميكن عرب ر�صدها‬ ‫بناء قراءة مل�سار العملية التفاو�ضية‪ ،‬وما ميكن �أن‬ ‫تف�ضي �إليه من نتائج الحقة‪.‬‬ ‫بدايةً‪ ،‬ال بد من التنويه �إىل �أن �سحب الدعوة من‬ ‫�إيران هو حدث له دالالت مهمة يف احلدث ال�سوري‬ ‫والإقليمي‪ ،‬فقد حرم احل�ضور الإيراين الوفد ال�سوري من‬ ‫�سند مهم‪ ،‬و�أكد على �إجماع �إقليمي ودويل على �رضورة‬ ‫�إعادة �إيران ح�ساباتها لي�س فقط جتاه �سورية‪ ،‬و�إمنا‬ ‫جتاه عموم املنطقة‪ ،‬كما �أكد �سحب الدعوة منها على‬ ‫قوة املوقف ال�سعودي الراهن‪ ،‬وعلى امتالك ال�سعودية‬ ‫روافع عملية مهمة يف الو�ضع ال�سوري‪ ،‬وعلى �إ�رصار‬ ‫�سعودي قوي ب�أن ال تتعاظم مكا�سب �إيران من اتفاقها‬ ‫ب�ش�أن ملفها النووي مع �أمريكا والغرب‪.‬‬ ‫الأمر الثاين بخ�صو�ص �إيران مدخله لبنان‪ ،‬فقد‬ ‫تعر�ض حزب اهلل يف ال�شهرين الأخريين �إىل اخرتاقات‬ ‫ّ‬ ‫مهمة ملناطق نفوذه‪ ،‬كما �أن دعم ال�سعودية اجلي�ش‬ ‫اللبناين مببلغ ‪ 3‬مليارات دوالر من �أجل تقويته يعني‬ ‫�أن ال�سعودية تعيد بناء نفوذها يف لبنان‪ ،‬ومتتني‬ ‫حتالفاتها يف وجه نفوذ حزب اهلل‪ ،‬ومن ورائه �إيران‪،‬‬ ‫وقد �أتت زيارة وزير خارجية �إيران �إىل لبنان من �أجل‬ ‫الت�شاور حول الأو�ضاع اجلديدة‪ ،‬وما متخ�ضت عنه من‬ ‫تنازالت قدمها احلزب بخ�صو�ص احلكومة‪� ،‬أتت لت�ؤكد‬ ‫على �أن �إيران ت�شعر بتعدد �ساحات املواجهة يف الوقت‬

‫الذي تريد فيه امل�ضي باالتفاق النووي‪ ،‬وقد �ضغط‬ ‫الإيرانيون على احلزب لتقدمي تنازالت (االنحناء �أمام‬ ‫العا�صفة)‪ ،‬يف حماولة لتربيد ال�رصاع‪.‬‬ ‫وبالعودة �إىل جنيف ‪ ،2‬ف�إن النظام ك�شف من خالل‬ ‫كلمة وليد املعلم عن �إفال�س يف اخلطاب ال�سيا�سي‪،‬‬ ‫وميكن القول �إن الكلمة يف معظمها كانت حماولة‬ ‫يائ�سة لإظهار النظام يف موقع ال�ضحية (�ضحية‬ ‫الإرهاب‪ ،‬و�ضحية الفكر التكفريي‪ ،‬وت�آمر القوى‬ ‫الإقليمية)‪ ،‬مع �إدراك م�سبق ب�أن احل�ضور غري مهتم‬ ‫ي�سع �إىل �إيجاد نقاط‬ ‫مبا يقدمه من مربرات‪ ،‬كما �أنه مل َ‬ ‫التقاء مع الدول الإقليمية (توجيه االتهام على طول‬ ‫اخلط)‪.‬‬ ‫كلمة املعلم جاءت لتتناق�ض مع ما كان يتوقعه كرث من‬ ‫قوة اجلهاز الديبلوما�سي للنظام‪ ،‬فلم تظهر كلمة املعلم‬ ‫مكامن هذه القوة االفرتا�ضية‪ ،‬بل �أ�شارت �إىل مواطن‬ ‫�ضعف كثرية‪ ،‬و�أولها �أن هذا اجلهاز الديبلوما�سي كان‬ ‫حميداً خالل الأعوام الثالثة املا�ضية مل�صلحة الأجهزة‬ ‫الأمنية والع�سكرية‪.‬‬ ‫يف جنيف ‪ 2‬ا�ضطر النظام �أن يجل�س �إىل طاولة‬ ‫تهرب منه وما زال‪� ،‬إذ‬ ‫ال�سيا�سة‪ ،‬وهو الأمر الذي ّ‬ ‫�أنه حاول منذ بداية االحتجاجات �أن يهرب من‬ ‫اال�ستحقاقات ال�سيا�سية‪ ،‬و�أن ُيبقي ال�ساحة الأمنية‬ ‫هي امللعب الذي يح�سم فيه النتيجة �ضد املعار�ضة‬ ‫وال�شعب‪ ،‬فالنظام يدرك ب�أنه ال ي�ستطيع تقدمي تنازالت‬

‫�سيا�سية جدية‪ ،‬لأنها عاج ًال �أم �آج ًال �ست�ؤدي �إىل تفككه‪،‬‬ ‫حتول عرب عقود �إىل بنية مغلقة‪ ،‬و�أي تفكيك‬ ‫فهو قد ّ‬ ‫حللقة من حلقات هذه البنية �سي�ؤدي �إىل �سقوطها‪.‬‬ ‫�إن انطالق جنيف‪ 2‬ال يعني بالت�أكيد �أن امل�سار‬ ‫التفاو�ضي �سيكون �سل�ساً‪ ،‬وهو �سي�سعى بالت�أكيد �إىل‬ ‫خلط الأوراق داخل العملية ال�سيا�سية �أو يف امليدان‪،‬‬ ‫لكن �إ�رصار �أمريكا ورو�سيا على عدم ت�أجيل امل�ؤمتر‬ ‫ي�ؤكد على �إدراك خماطر ت�أجيل العملية ال�سيا�سية‪،‬‬ ‫و�رضورة ك�رس اال�ستع�صاء الداخلي على امل�ستوى‬ ‫الع�سكري من خالل طاولة املفاو�ضات‪ ،‬وهو يوجه‬ ‫ر�سالة �إىل من يهمه الأمر داخل النظام نف�سه ب�رضورة‬ ‫البحث عن خمرج‪ ،‬و�إحداث نوع من خلط الأوراق داخل‬ ‫�أروقة النظام ودوائره‪ ،‬وتغيري ح�سابات البع�ض يف‬ ‫مواقفهم من بقاء الأ�سد يف ال�سلطة‪.‬‬ ‫�إن توقع نتائج مهمة من امل�سار التفاو�ضي �سابق‬ ‫لأوانه‪ ،‬ففي التجربة اللبنانية الأقرب لذاكرة ال�سوريني‬ ‫ا�ستمرت املفاو�ضات ل�سنوات‪ ،‬ومل تنتج نظام ًا‬ ‫دميقراطياً‪ ،‬و�إمنا نظام ًا قائم ًا على املحا�ص�صة‪ ،‬وما‬ ‫زال اخللل الذي جنم عنه اتفاق الطائف يرخي بظالله‬ ‫على لبنان‪ ،‬لذا ف�إن ا�ستباق ما �سي�ؤول �إليه جنيف‪� 2‬أمر‬ ‫غري واقعي‪ ،‬لكن يبقى الأمر املهم‪ ،‬وهو ترميم �ساحة‬ ‫املعار�ضة‪ ،‬وخا�صة املعار�ضة الدميقراطية التي فقدت‬ ‫ت�أثريها ب�شكل كبري يف احلدث ال�سوري‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.