ájô```M 2014/02/2ádGó``Yم العدد ()125 áæWGƒe
01
ا�سبوعية�-سيا�سية-م�ستقلة العدد ( 2014/02/2 )125م
ájô```M ádGó``Y áæWGƒe
رئي�س التحرير :ح�سام مريو www.al-badeel.org
Issue (125) 2/02/2014
�سورية واحلل ال�ضائع :انت�صارات الإعالم وهزائم الواقع
ح�سام مريو
�ش ّكل جنيف 2حمطة يف م�سرية احلل ال�سوري ال�ضائع، �إذ تابع ال�سوريون الإعالم الذي يبث ت�رصيحات وفدي النظام واالئتالف من مونرتو ال�سوي�رسية ،يف الوقت الذي ا�ستمر فيه موت املدنيني يف �سوريا (و�صلت احل�صيلة �إىل � 1900ضحية خالل ع�رشة �أيام) ،ومل مينح امل�ؤمتر ال�سوريني �أية �آمال بوجود اخرتاقات نحو �إيجاد خمرج للأزمة امل�ستمرة منذ ثالثة �أعوام. حتدث كرث عن االنت�صار الإعالمي لوفد االئتالف، قدم �صورة مل يكونوا يتوقعونها، م�ؤكدين على �أنه ّ أداء جيداً مبا يخ�ص الت�رصيحات ،وحماولته الرتكيز و� ً على الق�ضية اجلوهرية يف جنيف ، 1وهي ت�شكيل هيئة حكم انتقايل. املوالون للنظام ال�سوري حتدثوا عن عودة النظام �إىل واجهة احلدث ،وحتدي "وليد املعلم" جلون كريي يف اجلل�سة االفتتاحية ،وعن ف�شل املجتمع الدويل من فر�ض "حلول غري �سورية" ،و�إىل نهاية اال�سطوانة املعروفة مل�ؤيدي النظام. �إذاً ،ال �شيء يف جنيف ،2وقت �آخر ُت�ستنزف فيه �سورية ،وا�ستعرا�ض ملواقف معروفة ،وعر�ض درامي �شيق منقول على الهواء مبا�رشة من مدينة �سوي�رسية هادئة �ش ّكل مادة خ�صبة للإعالم على مدار ع�رشة �أيام ،لكن يف املح�صلة ما من مفاج�آت� ،أو بوادر يف �إيجاد الإبرة يف كومة الق�ش ،فاحلل ال�سوري ما زال م�ستع�صياً ،والتحليالت الر�صينة يف مراكز الأبحاث
املحايدة تتحدث عن �رصاع �سيدوم "رمبا" ل�سنوات مقبلة ،فموازين القوى على الأر�ض ال تعطي النظام �أو املعار�ضة �أف�ضلية لفر�ض ما تراه من حلول. ما الذي يجرب النظام على ت�شكيل هيئة حكم انتقايل؟ وهو الذي ما زال يعول على �إنهاك قوى املعار�ضة الع�سكرية بالدرجة الأوىل ،وحتقيق املزيد من االخرتاقات فيما بينها ،واالعتماد على عدم قدرتها يف التوحد فيما بينها ،وثاني ًا على �ضعف املعار�ضة ال�سيا�سية التي افتقدت هي الأخرى �إىل حتقيق احلد الأدنى من التن�سيق فيما بينها ،وتوحيد اجلهود والدعم ،وخلق قيادة �سيا�سية ت�سيطر على الو�ضع الع�سكري. يف املقابل ،لي�س يف جعبة االئتالف �سوى احلديث عن هيئة احلكم االنتقايل ،والتذكري بالقرار ،2118دون �أن ميتلك على الأر�ض �أية مقومات وازنة جتعل النظام يفكر جدي ًا يف تقدمي تنازالت تدفع م�سار الأمور نحو �إبعاد الأ�سد يف نهاية املطاف ،والبدء مبرحلة انتقالية تطم�أن خمتلف الأطراف. ماذا بعد؟ ،ما زال اال�ستع�صاء قائماً ،وما زال النظام واملعار�ضة عند مواقفهما نف�سها ،وما زالت الدول الداعمة لكل منهما تت�صارع عربهما ،مع واقع تتكر�س فيه كل يوم معطيات كارثية ،وتزداد الفاتورة الوطنية ثق ًال ،فما خ�رسته �سورية وتخ�رسه و�ستخ�رسه مع ا�ستمرار الأزمة الراهنة يجعل من امل�ستحيل ت�صور
�سيناريو لإعادة بناء �سورية يف الأمد املنظور� ،أو تخيل وجود من يعلن انت�صاره فوق كومة الدمار. �إن م�سار التفاو�ض يجب �أن ي�أخذ بعداً �آخر ،وعلى كال الطرفني �أن يبحث عن زاوية ر�ؤية غري تلك التي جربها خالل الأعوام املا�ضية ،وطرح �أ�سئلة تنطلق من الوطني �إىل ال�سيا�سي ،ومن الكلي �إىل اجلزئي، ومن ت�صور �أ�سو�أ االحتماالت التي ميكن �أن ي�سري �إليها الواقع ال�سوري عرب ال�سياق الذي اتخذته الأحداث وما زالت. طرح مثايل �أن نطالب النظام ب�إعادة النظر هو رمبا ٌ يف ثوابته التي قادت �سورية نحو الدمار ،ورمبا من العبث �أن نطالب املعار�ضة مبا عجزت عن حتقيقه خالل الفرتة املا�ضية ،لكن احلل ال�سوري �سيبقى �ضائع ًا طاملا �أننا ننظر �إليه من زاوية �صفرية ،بحيث ينت�رص طرف على �آخر كلياً ،لأن الهزمية املاحقة ل�سورية �ستكون وحدها الأكيدة يف هذه احلالة. هل من يفكر يف ر�ؤية جديدة؟ هل هناك من يبحث عن خمارج حقيقية؟ هل هناك من هو م�ستعد �أن يفكر خارج امل�ألوف؟ ومن ي�ضع على اجلراح جبا ًال من امللح؟ . رمبا من ال�صعب ت�صور ذلك ،فال�رشوخ عميقة ،والهوة ات�سعت بني ال�سوريني ،والأمل كبري ،لكن �إذا كنا جديني يف احلديث عن وطن يبقى فال مفر من مقاربة خمتلفة.