Al badil 130

Page 1

‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ 2014/03/9ádGó``Y‬م‬ ‫العدد (‪)130‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫‪01‬‬

‫ا�سبوعية‪�-‬سيا�سية‪-‬م�ستقلة‬ ‫العدد (‪ 2014/03/9 )130‬م‬

‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫رئي�س التحرير ‪ :‬ح�سام مريو‬ ‫‪www.al-badeel.org‬‬

‫‪Issue (130) 9/03/2014‬‬

‫حتجيم رو�سيا‪ :‬انعكا�س الأزمة الأوكرانية على امل�س�ألة ال�سورية‬

‫ح�سام مريو‬

‫بدا وا�ضح ًا خالل الأعوام الثالثة الأخرية �أن رو�سيا‬ ‫حتاول �أن تلعب دوراً حموري ًا يف ال�سيا�سية الدولية‪،‬‬ ‫م�ستفيدة من توجه �إدارة �أوباما نحو بناء �رشاكة مع‬ ‫رو�سيا تقوم على �إ�سناد دور مهم لرو�سيا يف عملية‬ ‫احتواء النفوذ ال�صيني املتعاظم‪ ،‬و�س ّلمت �أمريكا الرو�س‬ ‫امللف ال�سوري لإدارته‪ ،‬وقد حتملت �إدارة �أوباما الكثري‬ ‫من االنتقادات الداخلية واخلارجية لتوجهاتها التي‬ ‫متنح رو�سيا هذا الدور‪ ،‬خا�صة �أن الرو�س مل يتمكنوا‬ ‫من �إدارة امللف ال�سوري‪ ،‬وعو�ض ًا من القيام ب�إدارة‬ ‫التوازنات انحازوا للنظام‪ ،‬وهو ما �أفقدهم �أية روافع‬ ‫على ال�ضفة الأخرى‪� ،‬أي لدى املعار�ضة ال�سورية‪.‬‬ ‫يف نهاية �شهر دي�سمرب ‪ /‬كانون الأول ‪ 1991‬تفكك‬ ‫االحتاد ال�سوفيتي‪ ،‬وبد�أت تلوح يف الأفق مالمح نظام‬ ‫دويل جديد تتفرد الواليات املتحدة الأمريكية بقيادته‪،‬‬ ‫وعلى الرغم من مرور رو�سيا مبراحل عدة‪� ،‬إال �أن‬ ‫النزوع الرو�سي نحو ا�ستعادة دور فاعل ورئي�س على‬ ‫ال�ساحة الدولية ظل هاج�س ًا لدى القيادة الرو�سية‪ ،‬وهو‬ ‫ما يتنافى مع املعطيات اجلديدة لرو�سيا‪ ،‬وخا�صة يف‬ ‫املجال االقت�صادي‪.‬‬ ‫حاول �أوباما منذ واليته الأوىل �إعادة ترتيب الأولويات‬ ‫يف اال�سرتاتيجية الأمريكية‪ ،‬وبات التوجه �رشق ًا نحو‬ ‫ال�صني �أحد تلك الأولويات‪ ،‬وهو ما يتطلب تعاون ًا‬ ‫مهم ًا مع رو�سيا‪ ،‬لكن الر�ؤية الأمريكية تقوم على منح‬ ‫رو�سيا دور يتنا�سب مع حجمها يف ال�رشاكة‪ ،‬وهو ما‬ ‫ترف�ضه مو�سكو ب�شدة‪� ،‬إذ �أن القيادة الرو�سية – ب�شكل‬

‫من الأ�شكال‪ -‬ترى نف�سها امتداداً لالحتاد ال�سوفيتي‪،‬‬ ‫وترغب بلعب دور ندي للواليات املتحدة الأمريكية‪،‬‬ ‫وهو ما يجايف املعطيات االقت�صادية والع�سكرية لكال‬ ‫الدولتني‪.‬‬ ‫منعت رو�سيا توجه �أوكرانيا نحو �أوروبا‪ ،‬ويف‬ ‫يدها ورقة الغاز‪ ،‬فرو�سيا ت�صدر حوايل ‪ % 30‬من‬ ‫احتياجات الغاز �إىل �أوروبا‪ ،‬لكن هذه الورقة نف�سها قد‬ ‫تكون نقطة �ضعف لرو�سيا‪ ،‬فماذا �ستفعل رو�سيا بنفطها‬ ‫وغازها �إذا ما متكنت �أوروبا من ت�أمني م�صادر بديلة؟‬ ‫وهو �أمر لن ي�ستع�صي على �أوروبا‪ ،‬بينما توقف �ضخ‬ ‫النفط والغاز الرو�سي �إىل �أوروبا �سيكلف رو�سيا املزيد‬ ‫من التدهور االقت�صادي‪ ،‬وتالي ًا ت�صاعد حدة الأزمة‬ ‫االقت�صادية واالجتماعية يف رو�سيا‪ ،‬وحينها لن تنفع‬ ‫العنجهية القومية‪� ،‬أو الرغبة املجافية للواقع بامتالك‬ ‫دور �أكرب من الإمكانات املوجودة لدى رو�سيا‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬كيف �سي�ؤثر ال�رصاع على �أوكرانيا يف امللف‬ ‫ال�سوري؟ وما هو م�صري جنيف ‪ 2‬والعملية التفاو�ضية‬ ‫يف ظل التوتر الأمريكي الرو�سي؟ وهل �ستن�شغل‬ ‫الدولتان بامللف الأوكراين‪ ،‬وهو الأهم بالن�سبة لهما‪،‬‬ ‫عن ال�ش�أن ال�سوري؟‪.‬‬ ‫من ال�صعب التكهن ب�سيناريو واحد للكيفية التي‬ ‫�ستنعك�س فيها امل�س�ألة الأوكرانية على امل�س�ألة‬ ‫ال�سورية‪ ،‬لكن ما هو م�ؤكد �أن عن�رص الثقة بني �إدارة‬ ‫�أوباما وبني قي�رص الكرملني قد انتهى‪ ،‬وهو ما‬

‫�سيتجلى بتوجهات �أمريكية جديدة على ملفات عديدة‪،‬‬ ‫ومن بينها امللف ال�سوري‪ ،‬ف�إدارة �أوباما باتت مت�أكدة‬ ‫من عدم قدرة رو�سيا على الوفاء بالتزاماتها جتاه بناء‬ ‫توافق �أمريكي رو�سي نحو ق�ضايا عدة‪ ،‬ومنها الق�ضية‬ ‫ال�سورية‪.‬‬ ‫ويف �إطار ال�سيناريوهات قد نرى على �سبيل املثال‬ ‫دعم ًا �أمريكي ًا للف�صائل املعار�ضة للنظام ال�سوري‪،‬‬ ‫وبذلك �ستخرج �إدارة �أوباما عن حذرها وترددها‬ ‫جتاه تقدمي �سالح نوعي ي�ضغط على النظام ال�سوري‪،‬‬ ‫وتالي ًا على احلليف الرو�سي‪ ،‬وتوجيه ر�سالة �إىل بوتني‬ ‫والقيادة الرو�سية مفادها �أن على رو�سيا �أن تفكر بدور‬ ‫يتنا�سب مع حجمها‪ ،‬و�أن ما �أعطي لها يف �سوريا ورفع‬ ‫م�ستوى ال�رشاكة معها كان يجب �أن يكون له ثمن‪،‬‬ ‫خا�صة �أن �أمريكا والغرب اعرتفوا �سابق ًا مب�صالح‬ ‫رو�سيا يف حميطها اال�سرتاتيجي‪ ،‬لكن رو�سيا ال تريد‬ ‫االعرتاف مب�صالح الآخرين‪ ،‬كما �أنها ال تتقن فن �إدارة‬ ‫الأزمات‪.‬‬ ‫الثمن الذي كان مطلوب ًا من رو�سيا هو �إعادة تعريف‬ ‫امل�صالح الرو�سية من دون الإ�رضار بامل�صالح‬ ‫الأوروبية والأمريكية‪ ،‬وعدم العودة �إىل منطق‬ ‫احلرب الباردة التي انتهت مقوماتها الأيديولوجية‬ ‫والتكنولوجية واالقت�صادية‪ ،‬لكن رو�سيا ال تريد‬ ‫االقتناع مبنطق التاريخ‪ ،‬وما زال عقلها قيادتها‬ ‫ال�سيا�سية متوقف ًا عند ما قبل دي�سمرب ‪.1991‬‬


‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫العدد (‪ 2014/03/9 )130‬م‬

‫تقارير‬

‫‪02‬‬

‫الالجئون الأطفال ‪ :‬قلق وتبول يف الفرا�ش وعمالة رخي�صة و�ضياع للم�ستقبل‬ ‫كاتي ويل�سفورد – ترجمة و�إعداد «البديل»‪:‬‬

‫وبعد دقائق قليلة يف وقت مت�أخر‪ ،‬كان يف طريقه‬ ‫لالن�ضمام �إىل جمموعة �أطفال �آخرين‪ .‬وقد كان‬ ‫الأطفال الذي يود �أمري* االن�ضمام �إليهم يلعبون‬ ‫على �أنغام مو�سيقى حما�سية من مكربات ال�صوت بود‬ ‫‪ .‬وقال �أمري �إنه ال ميلك بطاقة با�سمه للحفل ‪ ،‬لذلك‬ ‫فقد �أخذ �أحد املتطوعني بيده و قاده اىل طاولة يف‬ ‫ركن من الغرفة‪ " .‬ما ا�سمك ؟ "‪� " .‬أمري " قال بهم�س‬ ‫وخجل‪.‬‬ ‫الغرفة عبارة عن قبو م�ضاء‪ ،‬وهو جزء من كتلة داخل‬ ‫�أحد املباين ال�سكنية يف �ضواحي عمان ‪ .‬ا�ستخدم هذا‬ ‫القبو �سابق ًا كمدر�سة للأطفال الالجئني العراقيني ‪،‬‬ ‫اليوم ي�ستخدمه �أطفال �سوريا النازحني – وهو نوع‬ ‫من احلظ‪ ،‬حيث متكنوا من العثور على منزل م�ؤقت‬ ‫يف العا�صمة الأردنية‪ .‬يف عطلة نهاية الأ�سبوع ‪ ،‬يتم‬ ‫ا�ستخدام الطابق ال�سفلي ال�صغري من قبل املنظمات‬ ‫غري احلكومية‪ ،‬ولكنه ٍ‬ ‫كاف لتوفري �أيام الن�شاط‬ ‫للأطفال ال�صغار من احلي‪.‬‬ ‫�أمري هو �أطول من بقية االطفال يف املجموعة ‪،‬‬ ‫ويحاول �أال يرفع قامته كثرياً يف حماولة منه ليبدو‬ ‫�أقرب بطوله �إىل طول الأطفال الآخرين ‪ .‬وجهه يبدو‬ ‫�أكرب من عمره احلقيقي ‪ .‬و جبينه جمعد ‪ :‬تعبري قلق‬ ‫م�ستمر‪ .‬ذراعاه هزيلتان‪ ،‬ويرتدي تي �شريت �أخ�رض ‪-‬‬ ‫�أكمامه ال تزال طويلة جدا بالن�سبة له ‪ .‬لعب الأطفال‬ ‫الآخرين ‪ ،‬ولكن �أمري مل ينخرط يف اللعب‪ ،‬تبدو عليه‬ ‫عالمات اخلجل‪.‬‬ ‫خلقت الأزمة ال�سورية عدداً هائ ًال من الالجئني ‪-‬‬ ‫وكثري منهم من الأطفال‪� .‬أمري هو واحد فقط من بني‬ ‫‪ 291398‬طفل �سوري يعي�شون حالي ًا يف الأردن ‪،‬‬ ‫وا�ضطروا اىل ترك منازلهم ب�سبب احلرب التي تدور‬ ‫يف بالدهم‪ .‬بينما هم بالت�أكيد حمظوظون يف �أنهم‬ ‫كانوا قادرين على ترك �ساحة ال�رصاع‪ ،‬كرث من‬ ‫الأطفال مثل �أمري ‪ ،‬حتولت �ضغوط هذه احلرب عليهم‬

‫املدار�س بنظام النوبتني ال�صباحية وامل�سائية‪ ،‬الأوىل‬ ‫خم�ص�صة للأطفال الأردنيني‪ ،‬وامل�سائية لالجئني‬ ‫ال�سوريني‪ ،‬ويف الكثري من احلاالت يكون هناك‬ ‫حالة من االحتكاك والعنف بني الأطفال الأردنيني‬ ‫وال�سوريني‪ ،‬و بالن�سبة للعديد من الأطفال ال�سوريني‬ ‫فقد �أ�صبحت املدر�سة �ساحة ترهيب متزايد‪.‬‬ ‫يف كثري من احلاالت‪ ،‬تعتمد الأ�رس على الأطفال‬ ‫من �أجل م�ساعدتهم يف ت�أمني دخل الأ�رسة‪ ،‬وقد‬ ‫و�صلت عمالة الأطفال �إىل م�ستويات عالية ب�شكل‬ ‫مقلق ‪ .‬هناك العديد من الأطفال الذين يعملون يف‬ ‫مهن قا�سية مقابل �أجور هزيلة ‪ .‬فج�أة �أ�صبح ه�ؤالء‬ ‫الأطفال جزءاً من عامل الكبار‪ ،‬وبات عليهم �إعالة‬ ‫�أ�رسهم لتكمل دورة معي�شتها‪.‬‬ ‫اليوم هناك �أطفال يت�سكعون لوحدهم‪ ،‬وهنا مث ًال يف‬ ‫ال�ضاحية التي نتحدث عنها‪� ،‬إنها �آمنة ب�شكل ن�سبي‪،‬‬ ‫حيث ميكن للأطفال اللعب‪ ،‬والتجول داخل الطرقات‪،‬‬ ‫واجللو�س يف مداخل املباين ‪� ،‬أو اللعب يف �أر�ض‬ ‫جرداء �أمام املباين‪.‬‬ ‫عدد قليل من الأطفال ال�سوريني لديهم الدعم الذين‬ ‫يحتاجونه ‪ ،‬والعديد منهم يجربون ‪ ،‬بطريقة �أو‬ ‫ب�أخرى ‪ ،‬للعمل مع من هم �أكرب �سن ًا منهم‪ ،‬وهم‬ ‫على الرغم من �إح�سا�سهم ب�أنهم هربوا من الدمار‬ ‫والفو�ضى �إال �أن الأو�ضاع اجلديدة لي�ست �أف�ضل‪ ،‬وهي‬ ‫تهدد ب�ضياع م�ستقبلهم‪.‬‬ ‫الأطفال مثل �أمري قد هربوا من الأذى اجل�سدي ‪ ،‬ولكن‬ ‫بالن�سبة لهم ف�إن منطق احلرب هو جزء واحد فقط من‬ ‫هذا ال�رصاع‪ .‬فهم يعي�شون يف هذه ال�ضاحية البعيدة‬ ‫لالجئني ‪ ،‬وال يزال هناك معركة يجب �أن تخا�ض ‪.‬‬ ‫املعركة من �أجل طفولتهم ‪.‬‬

‫من �ضغوط مادية �إىل �ضغوط نف�سية ‪.‬‬ ‫بالطبع‪ ،‬العديد من الأطفال ال�سوريني يبدون �سعداء‬ ‫– ال�سعادة هنا االنخراط ب�شكل جيد مع املعلمني ‪،‬‬ ‫والعمل اجلاد‪ ،‬و احلفاظ على الطموحات ال�شخ�صية‬ ‫الكربى – وهذه املرونة حتمل �شهادة عن براءة‬ ‫الأطفال‪ ،‬والأمل يف امل�ستقبل‪.‬‬ ‫ولكن كما �أكد تقرير �صدر م�ؤخرا عن وكالة الالجئني‬ ‫التابعة للأمم املتحدة ف�إن الكثري من الأطفال يعانون‬ ‫من �ضائقة نف�سية حادة ‪ .‬متاما مثل �أمري ‪ ،‬تظهر‬ ‫عليهم بع�ض عالمات مميزة ووا�ضحة من الع�صبية‬ ‫‪ ،‬واالكتئاب‪ ،‬وعدم القدرة على التعامل مع الآخرين‬ ‫‪ ،‬بعد �أن طوقتهم حواجز غري مرئية‪ .‬بع�ض الأطفال‬ ‫تظهر حمنتهم من خالل عدم القدرة على النوم‪ ،‬و‬ ‫التبول املزمن يف الفرا�ش ‪ ،‬والبكاء امل�ستمر‪ ،‬و �ضعف‬ ‫الكالم‪� .‬آخرون يعربون عن �أنف�سهم من خالل الغ�ضب‬ ‫والعنف‪.‬‬ ‫داخل خميمات الالجئني يف الأردن ‪ ،‬توجد مرافق‬ ‫ت�ساعد الأطفال على التعامل مع الآثار النف�سية للحياة‬ ‫التي هربوا منها‪ ،‬و الذكريات امل�ؤرقة لل�رصاع‪ .‬ولكن‬ ‫خارج املخيمات ‪ -‬داخل املجتمعات امل�ضيفة حيث‬ ‫تعي�ش غالبية الالجئني يف الأردن فهناك نق�ص يف‬ ‫الدعم النف�سي‪ ،‬وهو حمدود ب�سبب النق�ص احلاد‬ ‫يف خدمات الرعاية ال�صحية النف�سية التي تديرها‬ ‫الدولة ‪ :‬يف الوقت احلا�رض ‪ ،‬ال يوجد �أطباء نف�سيني‬ ‫متخ�ص�صني بالأطفال ي�ساعدون الأطفال الالجئني‪،‬‬ ‫وما هو موجود عدد قليل من املعلمني يتلقون‬ ‫التدريب الالزم للعمل مع الأطفال الالجئني الذين‬ ‫يعانون من حمن نف�سية ‪.‬‬ ‫‪ 56%‬من الأطفال الالجئني يف ال يح�صلون على‬ ‫التعليم ‪� -‬إما ب�سبب عدم قدرة عائالتهم لتغطية‬ ‫ر�سوم النقل ‪� ،‬أو لأن املدار�س املحلية لي�س لديها * �أمري لي�س ا�سمه احلقيقي ال�صبي‪ .‬وقد مت‬ ‫القدرة على ا�ستيعابهم ‪ .‬وقد مت العمل يف الكثري من تغيريه حلماية هويته‪.‬‬


‫تقارير‬

‫‪03‬‬ ‫النظام ال�سوري يحاول االلتفاف على اتفاقية ت�سليم الكيماوي‬

‫بح�سب م�صادر يف منظمة حظر الأ�سلحة الكيماوية‪،‬‬ ‫ف�إن النظام ال�سوري لن يتمكن من الوفاء بوعوده‬ ‫ب�ش�أن �إنهاء عملية تدمري من�ش�آته التي تنتج‬ ‫الأ�سلحة الكيماوية‪ ،‬وكان االتفاق �أن يتم تدمري هذه‬ ‫املن�ش�آت يف منت�صف ال�شهر اجلاري‪ ،‬لكن املنظمة‬ ‫قالت‪� :‬إن هذا مل يحدث‪ ،‬ولن يحدث‪.‬‬ ‫ومبوجب االتفاق الذي تو�صلن �إليه الواليات‬ ‫املتحدة الأمريكية ورو�سيا ف�إن النظام ال�سوري‬ ‫كان قد �أعلم املنظمة عن وجود ‪ 12‬من�ش�أة لإنتاج‬ ‫ال�سالح الكيماوي‪ ،‬و�أن دم�شق كانت مطالبة بتدمري‬

‫العدد (‪ 2014/03/9 )130‬م‬

‫هذه املن�ش�آت‪ ،‬لكنها مل تلتزم باملهلة املمنوحة لها‪.‬‬ ‫وباتت منظمة حظر الأ�سلحة الكيماوية على علم‬ ‫بعدم التزام النظام ال�سوري بوعوده‪ ،‬وهو ما ك�شف‬ ‫عنه �أحد امل�س�ؤولني الذين �شاركوا يف املباحثات‬ ‫و�رصح �أن «النظام لن يتمكن‬ ‫مع النظام ال�سوري‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫من االلتزام بوعوده خالل الفرتة املحددة»‪ .‬وميتلك‬ ‫النظام ال�سوري �سبع حظائر معززة للطائرات‪،‬‬ ‫وخم�س من�ش�آت حتت الأر�ض‪ ،‬وحتى الآن مل يحرك‬ ‫النظام ال�سوري �ساكن ًا باجتاه تنفيذ االتفاق‪.‬‬ ‫ووافق النظام ال�سوري من خالل االتفاقية على‬

‫تدمري جميع �أ�سلحته الكيماوية‪ ،‬وتنتهي املهلة‬ ‫املحددة يف يونيو‪ /‬حزيران من هذا العام‪ ،‬وعليه �أن‬ ‫ي�سلم ‪ 1300‬طن من املواد الكيماوية للبعثة التي‬ ‫ت�شكلت من الأمم املتحدة ومنظمة حظر الأ�سلحة‬ ‫الكيماوية‪.‬‬ ‫وقالت م�صادر يف املنظمة �إن �سوريا زادت خالل‬ ‫الأ�سبوع املا�ضي «وترية ت�سليم املواد ال�سامة مبا‬ ‫يف ذلك غاز اخلردل لكنها لن تف باملوعد النهائي‬ ‫‪ 30‬من مار�س‪� /‬آذار لإر�سال كل املواد الكيماوية‬ ‫للخارج»‪.‬‬ ‫ويف نقا�ش داخل املنظمة‪ ،‬تو�صل امل�شاركون فيه‬ ‫�إىل �أن النظام ال�سوري ال يتعاطى بجدية كاملة‬ ‫مع االتفاقية‪ ،‬ودائم ًا هناك مربرات من قبله حول‬ ‫م�س�ألة الت�أخري يف االلتزام بتعهداته‪ ،‬وو�صفت‬ ‫املنظمة �أن العملية لرمتها «م�ضطربة»‪.‬‬ ‫وجاءت ت�رصيحات م�ؤخراً من الهاي حيث اجتمع‬ ‫�أع�ضاء منظمة حظر الأ�سلحة الكيماوية‪ ،‬بعد �أن‬ ‫وجهت املبعوثة الأمريكية لدى الأمم املتحدة‬ ‫�سامانثا باور انتقادا حادا حلكومة الرئي�س ال�سوري‬ ‫ب�شار الأ�سد يوم الأربعاء املا�ضي‪.‬‬ ‫وقالت امل�صادر �إن دبلوما�سيني غربيني يف اجتماع‬ ‫املجل�س التنفيذي للمنظمة رف�ضوا اقرتاح ًا قدمته‬ ‫دم�شق خالل الأ�سبوع املا�ضي «ب�إغالق» املواقع‬ ‫بالإ�سمنت‪.‬‬ ‫وقال م�صدر �آ ال يجب ال�سماح لدم�شق بتجاوز‬ ‫االتفاقية‪� ،‬أو االلتفاف عليها‪ ،‬وكلمة تدمري الأ�سلحة‬ ‫تعني التدمري‪ ،‬وال يجب �أن مينح النظام ال�سوري �أية‬ ‫امتيازات بهذا ال�ش�أن‪ ،‬خا�صة �أنه ا�ستخدم الأ�سلحة‬ ‫الكيماوية �ضد �شعبه»‪.‬‬

‫احل�شي�ش يف �سورية‪ :‬زراعة وت�سويق وطلب على الهاتف‬ ‫باتت جتارة احل�شي�ش يف العا�صمة دم�شق �إحدى‬ ‫�أ�شكال التجارة الرائجة‪ .‬ويف ظل غياب �أية‬ ‫�سلطة حقيقية‪ ،‬بات بالإمكان طلب احل�شي�ش‬ ‫على الهاتف‪ ،‬هذا ما قاله "عمر" �أحد �سكان‬ ‫�ضواحي دم�شق التي ما زالت حتت قب�ضة‬ ‫النظام من الناحية الأمنية‪ ،‬لكن عمر �أ�ضاف‪:‬‬ ‫هناك �شبكات اليوم لتجارة احل�شي�ش وتوزيعه‪،‬‬ ‫�إنها جتارة مربحة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من الو�ضع االقت�صادي املتدهور‬ ‫قال عمر ل "البديل" ‪ :‬هناك اليوم من �أ�صبحوا‬ ‫�أثرياء بطريقة فاح�شة خالل العامني املا�ضيني‪،‬‬ ‫نرى �أ�شخا�ص كنا نعرف �أو�ضاعهم املادية‬ ‫ال�صعبة‪ ،‬لكنهم اليوم يف بحبوحة وا�ضحة‪،‬‬ ‫وال�سبب هو العمل يف جتارة احل�شي�ش و�أعمال‬ ‫�أخرى‪.‬‬ ‫�أما �سامر‪ ،‬وهو من �سكان �ضواحي دم�شق‬

‫"الآمنة" فقال ‪� :‬إن �أحد ال�ضباط ال�سابقني‪ ،‬وكان‬ ‫يقطن يف احلي‪ ،‬وي�ست�أجر منزل متوا�ضع‪ ،‬غادر‬ ‫�سوريا وبحوزته �أموال طائلة‪ ،‬ومل يكن يخفي‬ ‫�أن ما يجمعه من �أموال هو من جتارة احل�شي�ش‬ ‫وال�سالح‪ ،‬فقد كان يخدم على منفذ حدودي‬ ‫و�سهل دخول �أطنان من املخدرات‬ ‫مع العر اق‪ّ ،‬‬ ‫والأ�سلحة‪ ،‬ما جعل منه ثري ًا خالل وقت ق�صري‪،‬‬ ‫وقد �أخذ عائلته ومدخراته وغادر �إىل لبنان‪،‬‬ ‫ومن هناك رمبا ي�سافر �إىل بلد �أوروبي ليبد�أ‬ ‫حياة �أخرى‪.‬‬ ‫ي�ضيف �سامر‪ :‬من ال�سهولة مبكان �أن حت�صل على‬ ‫احل�شي�ش �أو بع�ض �أنواع احلبوب التي يتداولها‬ ‫�شباب كرث اليوم‪ ،‬وال�سلطات غري معنية‪ ،‬بل رمبا‬ ‫هي را�ضية كل الر�ضا‪ ،‬املهم �أال تكون معار�ض ًا‪،‬‬ ‫�أو ممن لهم ات�صال بجهات معار�ضة خارجية‪،‬‬ ‫وهي التهمة التي باتت الأكرث �شيوع ًا اليوم‪،‬‬

‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫ومبوجبها يحال كثريون �إىل حمكمة الإرهاب‪،‬‬ ‫والتي �أ�صبحت هي الآخر م�صدر لالبتزاز املايل‬ ‫من قبل رجاالت النظام‪.‬‬ ‫احل�شي�ش ي�أتي من العراق ولبنان‪ ،‬لكنه �أي�ض ًا‬ ‫يزرع يف بع�ض مناطق �سورية‪ ،‬وهو ما �أكد‬ ‫عليه "�أحمد"‪ ،‬وهو �شاب من �سكان ريف حلب‪،‬‬ ‫والذي قال‪ :‬هناك قرى يزرع فيها احل�شي�ش‪،‬‬ ‫هو م�صدر مهم للدخل‪ .‬الكل يحتاج �إىل املال‪،‬‬ ‫وباتت �سورية اليوم من دون �ضوابط وروادع‪،‬‬ ‫ميكن لك �أن تفعل ما ت�شاء بقوة ال�سالح‪.‬‬ ‫�أما عن جتارة احل�شي�ش فقال �أحمد‪ :‬جزء من‬ ‫احل�شي�ش لال�ستهالك املحلي‪ ،‬والآخر يتم‬ ‫تهريبه‪ ،‬وغالب ًا ما يتم ذلك عرب عالقات مع‬ ‫جتار �أتراك‪ ،‬والتعاون قائم يف كل �شيء‪ ،‬من‬ ‫املواد الغذائية وحتى احل�شي�ش‪.‬‬


‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫العدد (‪ 2014/03/9 )130‬م‬

‫حتليل �سيا�سي‬

‫‪04‬‬

‫اخلا�صرةاللبنانيةالرخوةواجل�سد ال�سوري املنهك‬ ‫ح�سام امليالد‬

‫ُبررت ال�سيا�سة ال�سورية التي ان ُتهِ جت حيال ان�سحبت �إ�سرائيل من لبنان تاركة‬ ‫لبنان‪ ،‬منذ �سبعينيات القرن املا�ضي‪ ،‬بكون لبنان‬ ‫اخلا�رصة الرخوة ل�سوريا‪ .‬وكان على هذه اخلا�رصة وراءهابلدامنهكااقت�صادياو�سيا�سيا‬

‫�أن تدفع ثمن رخاوتها دائما‪ .‬مل تنتج هذه الرخاوة‬ ‫فقط عن طائفية لبنان ال�سيا�سية التي ابتلي بها‬ ‫والعن حرب �أهلية ع�صفت به وال عن بوادر ارمتاء‬ ‫بع�ض الفرقاء اللبنانيني يف احل�ضن الإ�رسائيلي‪ ،‬مل‬ ‫تنجم هذه الرخاوة عن كل ذلك فقط‪ ،‬بل الأهم من‬ ‫ذلك �أنها جنمت عن كون لبنان خا�رصة ل�سوريا �أريد‬ ‫لها بطريقة �أو ب�أخرى �أن تكون كذلك‪ .‬فهي تاريخيا‬ ‫كما يراها النظام ال�سوري جزء من هذا اجل�سد‬ ‫ال�سوري‪ ،‬حتى عبد احلليم خدام كان قد هدد ب�ضم‬ ‫لبنان ل�سوريا وا�ستعادة هذا التاريخ‪ ،‬وبالرغم من‬ ‫حماوالت الرئي�س اللبناين الأ�سبق �إليا�س �رسكي�س‬ ‫تربير التدخل ال�سوري يف لبنان و�أنه مت بناء على‬ ‫طلبه‪� ،‬أكد حافظ الأ�سد حينها �أنه دخل لبنان‬ ‫وع ّد لبنان فعلي ًا يف ال�سيا�سة‬ ‫"دون �إذن من �أحد"‪ُ ،‬‬ ‫ال�سورية �إحدى املحافظات ال�سورية التي حتظى‬ ‫مبكانة مميزة‪� .‬إذا ا�ستثنينا اجلانب الأمريكي ف�إن‬ ‫�إ�رسائيل باملثل مل تنتظر �إذنا من �أحد لتبد�أ باحتالل‬ ‫اجلنوب اللبناين يف العام نف�سه‪ .‬ومنذ ‪ 1976‬كان‬ ‫على اخلا�رصة الرخوة �أن تتنازعها �شماال وجنوبا‬ ‫كل من �سوريا و�إ�رسائيل حتى العام ‪.2001‬‬ ‫ان�سحبت �إ�رسائيل من لبنان تاركة وراءها بلدا‬ ‫منهكا اقت�صاديا و�سيا�سيا تعلم �أن االحتفاظ به‬ ‫مل يعد يخدم م�صاحلها‪ ،‬حتى الأمنية منها‪ ،‬طاملا‬ ‫علمت �أن البقاء هناك ال ميكن �أن يدوم �أكرث بحكم‬ ‫املعادالت وامل�صالح املتنامية يف لبنان دولي ًا‬ ‫و�إقليمي ًا‪ .‬وكان الأهم بالن�سبة لإ�رسائيل �سحب‬ ‫الورقة اللبنانية من اليد ال�سورية‪ .‬ويف ن�شوة الن�رص‬ ‫واالحتفال بـ «التحرير»‪� ،‬أدرك ب�شار الأ�سد بعد عام‬ ‫من توليه مقاليد حكم �سوريا خلفا لأبيه �أنه بد�أ‬ ‫يفقد مربرات وجود جي�شه يف لبنان‪ ،‬و�أنه بذلك‬

‫يفقد تدريجي ًا �سيطرته على هذا البلد‪ ،‬لي�ضطر يف‬ ‫العام ‪ 2005‬اىل االن�سحاب من لبنان حتت �ضغط‬ ‫دويل و�إقليمي‪ ،‬و�شعبي لبناين عقب حادثة اغتيال‬ ‫الرئي�س رفيق احلريري‪ ،‬لكنه علم �أنه يرتك هناك‬ ‫ذراعا طويلة ممثلة يف حزب اهلل‪ ،‬وحاجة لبنانية‬ ‫دائمة لالعتماد على �أطراف خارجية‪ ،‬طاملا كان‬ ‫�ضعف لبنان ا�ستثمارا جمديا لل�سا�سة اللبنانيني‪.‬‬ ‫يف بداية الأزمة ال�سورية‪ ،‬جتنب «حزب اهلل»‬ ‫االعرتاف �رصاحة بتورط قواته املبا�رش يف احلرب‬ ‫الأهلية ال�سورية‪ ،‬وادعى �أمينه العام �أن تواجد‬ ‫عنا�رص احلزب هو جمرد تواجد لأهايل قرية‬ ‫حدودية على اجلانب ال�سوري ينت�سبون �إىل حزب‬ ‫اهلل حملوا �سالحهم دفاعا عن �أعرا�ضهم وممتلكاتهم‬ ‫و�أرواحهم‪ ،‬وعلى هذا ف�إن التدخل يحمل طابعا‬ ‫فرديا غري مرتبط بقرار مركزي �أو حزبي للقتال‬ ‫يف �سوريا‪ .‬لكن هذه الربوباغاندا تلونت ب�ألوان‬ ‫عدة كحماية العتبات املقد�سة‪ ،‬وقبل �أن ي�صبح‬ ‫ال�شعار العري�ض لتورط احلزب يف �سوريا حماربة‬ ‫«التكفرييني» كان ال�شعار املعلن هو حماية ظهر‬ ‫املقاومة وحمور املمانعة‪.‬‬ ‫�إىل جانب ت�أجيج ال�رصاع الطائفي على م�ستوى‬ ‫املنطقة‪ ،‬وكما ا�ستجر التدخل ال�سوري يف لبنان‬ ‫تدخال �إ�رسائيليا‪ ،‬بد�أ تدخل «حزب اهلل» يف �سوريا‬ ‫و�سعت‬ ‫ي�ستجر تدخال �إ�رسائيليا هناك‪ ،‬ف�إ�رسائيل ّ‬ ‫خطوطها احلمراء والعمليات الع�سكرية اال�رسائيلية‬ ‫داخل الأرا�ضي ال�سورية تبدو وتريتها مت�سارعة‪.‬‬ ‫منذ �أيام وردت تقارير عن غارة �إ�رسائيل على قاعدة‬ ‫للحزب على احلدود ال�سورية اللبنانية‪ ،‬نفاها «حزب‬

‫اهلل» ثم ا�ضطر الحق ًا لت�أكيدها‪ .‬و�إذا �صدقت الرواية‬ ‫الإ�رسائيلية الأخرية حول �إ�صابة القوات الإ�رسائيلية‬ ‫لعن�رصين من عنا�رص احلزب بينما كانا يقومان‬ ‫بزرع عبوة نا�سفة على احلدود الفا�صلة بني �سوريا‬ ‫والأرا�ضي املحتلة‪ ،‬فهذا يدفعنا للت�سا�ؤل حول‬ ‫م�صلحة الطرفني‪ ،‬النظام و«حزب اهلل»‪ ،‬يف ا�ستجرار‬ ‫تورط �إ�رسائيلي يف �سوريا‪ .‬وهل �سيكون رد احلزب‬ ‫ومعه النظام ال�سوري‪ ،‬امل�ؤجل حتى الآن‪ ،‬انطالقا‬ ‫من الأر�ضي ال�سورية؟‬ ‫ال�شك �أن �إ�رسائيل ا�ستقبلت جرحى �سوريني يف‬ ‫م�شافيها‪ ،‬ولكن ذلك ي�أتي يف اطار اتفاقيات‬ ‫دولية وقعت عليها �إ�رسائيل التي مت نقلهم �إليها‬ ‫عرب ال�صليب الأحمر الدويل‪ ،‬وبالرغم من حماولة‬ ‫نتنياهو وحكومته ا�ستغالل ذلك لإظهار التعاطف‬ ‫الإ�رسائيلي مع ه�ؤالء اجلرحى لأغرا�ض دعائية‬ ‫�أو ًال‪� ،‬إال �أن �إ�رسائيل يف كل حال لن ت�سمح بتدفق‬ ‫الجئني �سوريني �إىل �أرا�ضيها‪ .‬ورمبا كان هذا‬ ‫العامل الأهم وراء عزم �إ�رسائيل �إن�شاء منطقة‬ ‫عازلة على احلدود ال�سورية‪� .‬أما �أمنها فقد اختط لها‬ ‫ا�سرتاتيجية ال�رضبات اال�ستباقية‪ ،‬وهي مع درجة‬ ‫اقل من اال�ستفزاز مقتنعة به حتى الآن‪.‬‬ ‫نقل «حزب اهلل»‪،‬عن وعي منه �أو بدونه‪ ،‬معركته مع‬ ‫إق�صاء‬ ‫«التكفرييني» والذين ال يقل عنهم رف�ض ًا و �‬ ‫ً‬ ‫للآخر �إىل داخل لبنان نف�سه‪ ،‬مما زاد من تورط‬ ‫لبنان �أكرث ف�أكرث يف ال�ش�أن ال�سوري‪ ،‬حتى بدا‬ ‫تدخل احلزب يف �سوريا هو‬ ‫لكثري من اللبنانيني �أن ّ‬ ‫تدخل �سوري مبعنى �أو ب�آخر يف �ش�أنهم‪ ،‬ه�ؤالء بات‬ ‫ا�ستقرار لبنان بالن�سبة لهم �أهم بكثري من امتالكهم‬ ‫املوهبة التي طالبهم بها احلزب للتمييز بني الذهب‬ ‫واخل�شب‪� .‬أما املواجهة مع �إ�رسائيل فقد نقلها احلزب‬ ‫فعلي ًا �إىل الأرا�ضي ال�سورية ليزيد طني ال�سوريني‬ ‫بلة‪ .‬وبهذا يكر�س حزب اهلل املعادلة‪ :‬خا�رصة‬ ‫لبنانية رخوة وج�سد �سوري منهك‪.‬‬


‫ر�أي‬

‫‪05‬‬ ‫ح�ضور اال�سرتاتيجية لدى النظام وغيابها عند قوى الثورة‬ ‫العدد (‪ 2014/03/9 )130‬م‬

‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫غازي دحمان‬

‫على �أكرث من جبهة يف امليدان ال�سوري‪ ،‬تعاين‬ ‫الثورة من ح�صار ‪ ،‬ويح�صل ذلك يف جبهات ذات‬ ‫�أهمية ا�سرتاتيجية‪ ،‬مثل القلمون وحلب وحم�ص‬ ‫والغوطة ال�رشقية‪ ،‬فيما تبدو اجلبهات الأخرى‪� ،‬إما‬ ‫�ساكته ومتلهية ب�رصاعات داخلية بني الثوار‪ ،‬و�إما‬ ‫مهادنة وغري معنية مبا يح�صل يف بقية املناطق‪.‬‬ ‫يطرح هذا الو�ضع �س�ؤ ًال ملح ًا عن طبيعة التخطيط‬ ‫اال�سرتاتيجي للثورة‪ ،‬وما �إذا كان هناك جهداً‬ ‫من هذا القبيل يتم بذله يف هذا ال�سياق‪ ،‬و�إذا كان‬ ‫موجوداً مثل هذا النوع من التخطيط فال �شك �أنه‬ ‫بات يحتاج �إىل �إعادة �صياغة جديدة بر�ؤية خمتلفة‬ ‫مل�رسح املعارك وتن�سيق العمليات امل�شرتكة‬ ‫وعمليات ال�ضبط والربط بني خمتلف الت�شكيالت‬ ‫العاملة على الأر�ض‪ ،‬ف�ض ًال عن عمليات التغذية‬ ‫الالزمة‪ ،‬بالعنا�رص املقاتلة وامل�ؤن والعدد‪ ،‬بني‬ ‫القطاعات املختلفة‪� ،‬أي احلاجة �إىل �إعادة تر�شيق‬ ‫العمل الثوري‪ ،‬وجعله �أكرث جدوى وفعالية من‬ ‫الناحية العمالنية‪.‬‬ ‫تك�شف الأحداث يوم ًا بعد �أخر الأخطاء القاتلة التي‬ ‫ينطوي عليها العمل الثوري امل�سلح يف �سورية‪،‬‬ ‫وهي تكاد ال حت�صى‪ ،‬لكن �أخطرها من الناحية‬ ‫العمالنية‪ ،‬حالة التفكك والال تن�سيق بني خمتلف‬ ‫القوى العاملة على الأر�ض‪ ،‬وكذا حالة االخرتاق‬ ‫الفا�ضحة التي يديرها نظام ب�شار الأ�سد يف �صفوف‬ ‫الثوار‪� ،‬سواء جلهة �إثارة اخلالفات بني الف�صائل‬ ‫املقاتلة‪� ،‬أو جلهة بع�ض الإجراءات امليدانية التي‬ ‫يجريها يف بع�ض املناطق‪ ،‬وكانت �آخرها بدعة‬ ‫الهدن‪ ،‬وخا�صة يف بع�ض مناطق الغوطة ال�رشقية‪،‬‬ ‫والغريب �أن �أحدا مل ينتبه �إىل �أن هدف نظام ب�شار‬ ‫الأ�سد من وراء ذلك‪ ،‬هو توفري مزيد من اجلهود من‬ ‫اجل الق�ضاء على جبهات حتتل �أولوية �أهم بالن�سبة‬

‫تك�شـــف الأحــــــداث الأخطـــــاء‬ ‫القاتلة التي ينطوي عليها العمل‬ ‫الثوري امل�سلح يف �سورية‬ ‫له‪ ،‬ومن ثم بعد ذلك يعود للق�ضاء على بقية الثوار‪،‬‬ ‫�إما عن طريق الق�ضم‪� ،‬أو عرب تفكيك البنية الثورية‬ ‫يف هذه املناطق‪� ،‬أو‪ ،‬وهذا الأخطر‪ ،‬من خالل تعرية‬ ‫تلك البنية �أمام بيئاتها احلا�ضنة مما يدخل بيئة‬ ‫الثورة يف حرب �أهلية ي�صبح نظام ب�شار الأ�سد هو‬ ‫احلكم واملنقذ!‪.‬‬ ‫مقابل كل ذلك‪ ،‬يعمل نظام ب�شار الأ�سد على حت�سني‬ ‫و�ضعه امليداين‪ ،‬على �أمل الو�صول للحظة التي‬ ‫ي�ستطيع فيها الق�ضاء على الثورة‪ ،‬يجري ذلك عرب‬ ‫عملية بناء معقدة على جملة عنا�رص القوة املتوفرة‬ ‫لديه‪� ،‬سواء جلهة حتكمه ب�سماء املعركة من خالل‬ ‫�أ�سلحة الطريان‪ ،‬او من خالل الدعم الذي يتلقاه‬ ‫ملختلف �أنواع الأ�سلحة من املوردين الرو�سي‬ ‫والإيراين‪ ،‬وفوق كل ذلك‪ ،‬ي�ستثمر الطاقات الب�رشية‬ ‫الوافرة التي ي�سنده بها حليفه حزب اهلل اللبناين‬ ‫وحليفه رئي�س احلكومة العراقية نوري املالكي‪،‬‬ ‫حيث ت�شري التقديرات �إىل ان حجم تدفق املقاتلني‬ ‫من العراق ولبنان ي�صل �إىل ع�رشات الآالف‪ ،‬لدرجة‬ ‫باتوا معها يديرون املعارك على بع�ض اجلبهات‬ ‫تزود‬ ‫دون احلاجة لقوات النظام‪� ،‬إ�ضافة لهذا وذاك‪ّ ،‬‬

‫بنية النظام �أ�صيبت بالعطب ما‬ ‫ي�ستحيل معها �إعادة �إ�صالحها‬ ‫وت�أهيلها لل�سيطرة واحلكم‬

‫رو�سيا و�إيران قوات الأ�سد مب�ست�شارين وخرباء‬ ‫ع�سكريني على م�ستوى عالٍ من احلرفية واخلربة‬ ‫ب�إدارة م�سارح املعارك‪.‬‬ ‫يعمل هذا احللف بجدية‪ ،‬ولي�س بق�صد املناورة‪ ،‬يف‬ ‫�سبيل �إ�سقاط الثورة ال�سورية‪ ،‬وتامني ال�سلطة لب�شار‬ ‫الأ�سد‪ ،‬وهو يجعل هذا الهدف �أهم �أولوياته املرحلية‪،‬‬ ‫حيث ت�رصف �إيران مليارات الدوالرات على هذا‬ ‫الهدف الذي ي�ؤثر على عملية التنمية ب�إيران‪ ،‬كما‬ ‫�سخر كل �إمكاناته وقدراته الب�رشية‬ ‫ان حزب اهلل ّ‬ ‫واللوج�ستية يف �سبيل هذا الهدف‪ ،‬وت�شري التقديرات‬ ‫�إىل �أن بوتني وبعد ال�صفعة التي تلقاها يف �أوكرانيا‬ ‫�سيعمل على تكثيف دعمه للنظام ال�سوري بكافة‬ ‫الو�سائل من �أجل �إحباط خطط الغرب يف املنطقة‪،‬‬ ‫ولتعوي�ض خ�سارته يف �أوكرانيا‪.‬‬ ‫يح�صل ذلك‪ ،‬فيما �أ�صدقاء الثورة ال�سورية ال ي�صدر‬ ‫عنهم �سوى الوعيد الذي ال يجد له ترجمة حقيقية‬ ‫على الأر�ض‪ ،‬مرة عن ت�سليح نوعي‪ ،‬ومرة �أخرى‬ ‫عن فتح جبهات رديفة جلبهات الثورة‪ ،‬فيما الأمور‬ ‫تبدو هادئة من الناحية الواقعية‪ ،‬بل �أن تلك الوعود‬ ‫باتت ت�شكل م�صدر متاعب جديدة للثورة ملا تفرزه‬ ‫من م�ساندة ودعم وحالة ا�ستنفار من قبل حلفاء‬ ‫ب�شار الأ�سد حلليفهم‪ ،‬حيث يبدو انهم الوحيدين‬ ‫الذين ي�صدقون تلك الوعود!‪.‬‬ ‫هل يعني ذلك �أن النظام على و�شك ح�سم الو�ضع‬ ‫ل�صاحله‪ ،‬الأكيد ال‪ ،‬فبنية النظام �أ�صيبت بالعطب ما‬ ‫ي�ستحيل معها �إعادة �إ�صالحها وت�أهيلها لل�سيطرة‬ ‫والتحكم ب�سورية‪ ،‬وما كل الدعم الذي يتلقاه �سوى‬ ‫لفرملة تقدم الثورة‪ ،‬لكن �أي�ضا الثورة �إن مل يتم‬ ‫�إعادة ت�شغيلها بطريقة �صحيحة ومدرو�سة �ستنتهي‬ ‫�إىل فو�ضى طويلة لن ي�ستفيد منها غري النظام‬ ‫وحلفه‪.‬‬


‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫ق�ضايا‬

‫العدد (‪ 2014/03/9 )130‬م‬

‫‪06‬‬

‫الكورد بني فكي «داع�ش» و»حال�ش»‬ ‫جان كورد‬

‫يف احلقيقة لي�س الكرد وحدهم بني فكي هذين‬ ‫التنظيمني امل�صنفني �ضمن قائمة التنظيمات‬ ‫الإرهابية يف العامل احلر الدميوقراطي‪ ،‬بل‬ ‫ال�سوريون �إجما ًال‪ ،‬ف�إذا انت�رصت "داع�ش" ال�سنية‬ ‫ق�ضاء مربم ًا لأن‬ ‫ف�إنها �ستق�ضي على �شعبنا الكردي‬ ‫ً‬ ‫فتاوى �شيوخها تعترب الكرد امل�سلمني "مرتدين" ‪،‬‬ ‫واملرتد ماله ودمه وعر�ضه حالل لهم ولأتباعهم‬ ‫ح�سب تف�سرياتهم الدينية‪ ،‬و�إذا ما انت�رص "حال�ش"‬ ‫ف�إن مرجعيته ال�شيعية تعترب الكرد من �أهل ال�سنة‪،‬‬ ‫الذين دما�ؤهم و�أموالهم و�أعرا�ضهم حالل له‬ ‫ولأتباعه �أي�ض ًا‪ ،‬ح�سب ما نعلم عن تاريخ ه�ؤالء‬ ‫جتاه كيفية الت�رصف مع ال�سنة املهزومني يف‬ ‫القتال‪ ،‬فما ارتكبوه من فظائع يف الق�صري ال�سورية‬ ‫ويف بانيا�س ويف حم�ص تثبت �أنهم ال يقلون‬ ‫�إجرام ًا عن النازيني‪ ،‬و�إن املذابح التي �أقامها �آية‬ ‫اهلل خلخايل يف �رشق كورد�ستان امل�سلمة التزال‬ ‫تثري الرعب يف قلوب الكرد ال�سنة الذين عا�رشوا تلك‬ ‫اجلرائم �ضد الإن�سانية‪.‬‬ ‫ولذلك ف�إن خطراً مزدوج ًا كحدي ٍ‬ ‫�سيف واحد هو‬ ‫�سيف "الدين املزيف" يلوح يف الأفق الكردي‪ ،‬ولكن‬ ‫مع الأ�سف ف�إنهم حمائم وادعة �أو �صقور نائمة‪ ،‬ال‬ ‫اتفاق بينهم وال حول وال قوة لهم‪.‬‬ ‫تدعو "داع�ش" يف فتوى من فتاوى �شيوخها �إىل‬ ‫نهب �أ�سواق الذهب واحللي ونهب الغنائم والتقتيل‬ ‫يف حال احتاللهم ملدينة القام�شلي‪ ،‬وارتكاب كل‬ ‫ما كان يفعله �أجدادهم الغزاة "الفاحتون!!!" عندما‬ ‫كانوا يحتلون ديار الكفار وامل�رشكني‪ ،‬يف حني‬ ‫�أن ه�ؤالء "الدواع�ش" ال يدعون �إىل ممار�سة هذه‬ ‫الأفعال الدنيئة جتاه ديار املرتدين العرب مث ًال‪،‬‬ ‫حتى �أن لهجتهم جتاه �إ�رسائيل والإ�رسائيليني‬ ‫لي�ست يف هذا امل�ستوى اخلطري الذي عليه دعوتهم‬ ‫الإرهابية جتاه الكرد‪.‬‬ ‫ونقول للذين يحاولون تربئة "داع�ش" من هكذا‬ ‫موقف �إرهابي جتاه الكرد‪ ،‬فلينظروا �إىل �سل�سلة‬ ‫الأعمال الإجرامية التي اقرتفتها هذه املنظمة‬ ‫الغام�ضة امل�سار التي حتاربها قوى الثورة ال�سورية‬ ‫اليوم‪ ،‬لي�س �ضد الكرد فح�سب‪ ،‬و�إمنا �ضد ال�سوريني‬ ‫فتوى �أو موقف ًا �سيا�سي ًا لداع�ش‬ ‫عام ًة‪ ،‬وليظهروا لنا‬ ‫ً‬ ‫ي�ستنكر مثل هذه الفتاوى املن�شورة بني النا�س‪.‬‬ ‫يف هكذا موقف تفوح منه رائحة كريهة با�سم الدين‬ ‫الإ�سالمي احلنيف‪ ،‬ال يحرك علماء امل�سلمني �ساكن ًا‪،‬‬ ‫ف�إما هم موافقون على ما يدعو �إليه "الدواع�ش"‬ ‫و�إما هم يف �شغلٍ �شاغلون عن �أمر الأمة‪ ،‬ويف كال‬ ‫احلالتني موقف ال�صمت الذي هم عليه يثري الريبة‪.‬‬ ‫كيف بد�أت النزاعات بني بع�ض الف�صائل الكردية‬ ‫وبع�ض الف�صائل "الإ�سالمية!" التي ظهرت على‬ ‫ال�ساحة ال�سورية بذريعة الدفاع عن ال�شعب ال�سوري‪،‬‬ ‫ولي�س ملمار�سة النهب وال�سلب وحجز الأموال وحز‬ ‫الر�ؤو�س وقتل ال�شباب ال�سوري ب�أ�ساليب ب�شعة‪،‬‬ ‫وملاذا بد�أت تلك النزاعات ق�صة طويلة حتتاج‬ ‫�إىل زمنٍ طويل للو�صول �إىل احلقيقة‪ ،‬ولكن هذه‬ ‫الف�صائل ال تهاجم الكرد وحدهم و�إمنا معظم‬ ‫الف�صائل العربية والإ�سالمية التي لي�ست على‬ ‫هواها‪ ،‬ومنها من كان متحالف ًا معها‪ ،‬وهذا يكفي‬

‫لإدانة �سلوكها هذا‪ ،‬الذي يخالف �رشيعة االعتدال‬ ‫الربانية‪ ،‬ال�رشيعة التي لي�ست مع التطرف الغبي‬ ‫بالت�أكيد‪.‬‬ ‫الذين ُيقتلون يف هذه املعارك اجلانبية هم �شباب‬ ‫هدر هي‬ ‫�سوريا بالدرجة الأوىل‪ ،‬والطاقات التي ُت َ‬ ‫الطاقات الوطنية ال�سورية‪ ،‬وغالبية �شباب �سوريا‬ ‫هم م�سلمون‪ ،‬ومنهم �شباب الكرد‪�( ،‬إال �أن منهم‬ ‫عا�ص)‪ ،‬فكيف تقطع ر�ؤو�سهم‬ ‫امللتزم ومنهم من هو ٍ‬ ‫وهم يهتفون �أو يقاتلون من �أجل احلرية للإن�سان‪،‬‬ ‫و�إن ع�صوا؟ فهل ن�سي ه�ؤالء ذلك امل�رشك الذي‬ ‫حمارب م�سلم‪،‬‬ ‫�أعلن �إ�سالمه حلظة �سقوطه يف يد‬ ‫ٍ‬ ‫على �أر�ض املعركة‪ ،‬فقتله رغم �إ�سالمه‪� ،‬إال �أنه لقي‬ ‫العتاب من الر�سول الأكرم (�ص)ـ فقال متذرع ًا ب�أن‬ ‫امل�رشك قد �أ�سلم خوف ًا‪ ،‬ف�أجابه الر�سول (�ص)‪":‬‬ ‫ويحك‪� ...‬أ�شققت على قلبه‪...‬؟" �أو كما ذكر عنه‪.‬‬ ‫فكيف على الكردي امل�سلم �أن يت�رصف اليوم �أمام‬ ‫هكذا هجمة �رش�سة عليه با�سم عقيدته التي ي�ؤمن‬ ‫بها‪ ،‬و�أمام هجمة قد تلحق بهذه عندما يقرتب‬ ‫أ�صبع �إليه‬ ‫"احلوال�ش" من موطنه وي�شريون ب� ِ‬ ‫ويقولون‪ ":‬هذا كردي و�سني فاقتلوه!"؟ فهل فكرت‬ ‫القيادات الكردية يف القيام بعملٍ ما يف هذه‬ ‫اللحظة التاريخية اخلطرية من حياة �شعبها؟ وماذا‬ ‫فعلوا‪� ،‬إن كانوا قد فعلوا �شيئ ًا حق ًا‪...‬؟ نريد �إجابات‬ ‫ولي�س جعجعة بال طحني‪...‬‬ ‫قد يقول قائل‪ ":‬ها �أنذا �أحمل ال�سالح �ضد "داع�ش"‪،‬‬ ‫فتعالوا واحملوا �أنتم �أي�ض ًا‪ "...‬فنقول له‪ ":‬ملاذا‬ ‫ال تدعو �أو ًال رفاقك قبل معار�ضيك وخ�صومك‬ ‫ال�سيا�سيني‪� ،‬أولئك الرفاق الذين حاربت من �أجلهم‬ ‫ٍ‬ ‫�سنوات يف �شمال وجنوب كورد�ستان‪ ،‬لي�أتوا‬ ‫مل�ساعدتك يف القتال‪� ،‬إذ ال يزال بينهم عدد كبري من‬ ‫فتيان وفتيات الكرد ال�سوريني املدربني على حرب‬ ‫الع�صابات؟" كما نقول له‪" :‬ها هو ذا املالكي �أي�ض ًا‬ ‫يحارب "داع�ش"‪ ،‬ومن قبل حاربتهم �أمريكا بكل‬ ‫قواها الع�سكرية واال�ستخباراتية واملالية �أي�ض ًا‪".‬‬ ‫فاحلرب قد ت�ستمر �إىل الأبد‪...‬‬ ‫ولذا ال �أجد ال�سبيل با�ستخدام ال�سالح حمقق ًا للن�رص‪،‬‬ ‫يف حني �أجد‪:‬‬

‫ الت�ضامن القومي الكردي �أو ًال‪.‬‬‫ التحالف الكردي مع املكونات ال�سورية املختلفة‬‫�ضمن املعار�ضة الوطنية والدميوقراطية ثاني ًا‪.‬‬ ‫ اال�ستخدام الناجع الفعال للإعالم الكرد�ستاين‬‫ثالثاُ‪.‬‬ ‫ والتعامل ال�صحيح على �أ�س�س ثابتة مع املجتمع‬‫الدويل ل ٍ‬ ‫إيجاد حلٍ جذري للم�أ�ساة ال�سورية �أخرياً‪،‬‬ ‫خري �ضمانٍ لن�سف �أ�ساطري كل املتطرفني الذين‬ ‫يتداعون على ال�ساحة ال�سورية جلني الغنائم ونهب‬ ‫�أ�سواق الذهب كما تتداعى الأكلة على الق�صعة‪� .‬إذ‬ ‫بقدر ما يبقى يف من�صبه هذا الرئي�س املتهور الذي‬ ‫ال يهمه ما يحدث ل�شعبه يزداد الإرهاب �رشا�س ًة‬ ‫وات�ساع ًا يف ال�ساحة ال�سورية‪ .‬فالنظام هو الذي فتح‬ ‫الأبواب للإرهاب حتى يف�سد الإرهابيون �صورة‬ ‫الثورة املندلعة �ضده‪.‬‬ ‫قد ينتهي "داع�ش" في�أتي "حال�ش"‪ ،‬وقد ينتهي‬ ‫"حال�ش" في�أتي �سواهما ويرى يف الكرد عدواً له‪،‬‬

‫فه�ؤالء جميعاً ال يختلفون عن البعثيني العن�صريني‬

‫يف نظراتهم جتاه الكرد وكورد�ستان‪ .‬لذا البد‬ ‫�أن تفكر "قياداتنا العظيمة ال�ش�أن" يف اخلطوات‬ ‫والأولويات الأهم التي عليها القيام بها الآن‬ ‫ولي�س غداً‪ ،‬لأن الوقت ال ي�سمح مبزي ٍد من هذا‬ ‫الفلتان والتحزب واالن�شقاق والنزاع وقلة ال�شعور‬ ‫مب�س�ؤولية "القيادة" جتاه �شعبنا الكردي خا�ص ًة‬ ‫وال�سوري عام ًة‪ ،‬فالأخطار �أكرب مما يظن البع�ض‪،‬‬ ‫�شعب معر�ض خلطر الإبادة بحد‬ ‫و�أولويات حركة‬ ‫ٍ‬ ‫ال�سيف ومهدد بالنهب وال�سلب والتقتيل و�سبي‬ ‫�أعرا�ضه يجب �أن حتدد من جديد‪ ،‬قبل الت�شدق‬ ‫بعقد امل�ؤمترات احلزبية واخلطب اجلوفاء وتقا�سم‬ ‫املنا�صب‪� ،‬أو الإعالن عن "حمميات" و "وزارات" �أو‬ ‫الأحاديث ال�صبيانية التي ت�صيب الإن�سان الكردي‬ ‫نظام قائم‬ ‫بالغثيان عن "الثورة التي لي�ست �ضد‬ ‫ٍ‬ ‫و�إمنا من �أجل تغيري مفاهيم‪� "...‬أو تلك الدعوات‬ ‫امل�شبوهة للوقوف مع الطاغية �ضد ال�شعب ولل�سعي‬ ‫من �أجل توريط الإخوة الكرد�ستانيني يف احلرب‬ ‫ال�سورية‪.‬‬


‫‪07‬‬

‫عربي‬

‫العدد (‪ 2014/03/9 )130‬م‬

‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫الريا�ض (رويرتز) ‪-‬‬

‫ال�سعودية تعلن «الإخوان» جماعة �إرهابية وعقوبات ت�صل �إىل ‪ 20‬عام ًا‬ ‫�أعلنت ال�سعودية الإخوان امل�سلمني جماعة �إرهابية‬ ‫يوم اجلمعة املا�ضي‪ ،‬يف خطوة ميكن �أن تزيد‬ ‫ال�ضغط على قطر التي �سبب دعمها للجماعة خالف ًا‬ ‫مع دول �أخرى يف جمل�س التعاون اخلليجي‪.‬‬ ‫وقالت وزارة الداخلية ال�سعودية يف بيان ن�رش يف‬ ‫و�سائل الإعالم الر�سمية �إن اململكة �أعلنت �أي�ضا‬ ‫جماعتي "جبهة الن�رصة" والدولة الإ�سالمية يف‬ ‫العراق وال�شام (داع�ش) اللتني تقاتالن يف �سوريا‬ ‫للإطاحة بالرئي�س ب�شار الأ�سد جماعتني �إرهابيتني‪.‬‬ ‫ومن بني املنظمات التي �أعلنتها ال�سعودية �إرهابية‬ ‫حزب اهلل يف ال�سعودية‪ ،‬وجماعة احلوثي‪ ،‬وكذلك كل‬ ‫جماعة �أطلقت على نف�سها م�سمى تنظيم القاعدة‪.‬‬ ‫وجاء يف بيان وزارة الداخلية ال�سعودية �أن العمل‬ ‫بالأمر امللكي يف �ش�أن املنظمات املعلنة �إرهابية‬ ‫�سيبد�أ اعتباراً من اليوم الأحد‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف البيان "من يخالف ذلك ب�أي �شكل من‬ ‫الأ�شكال منذ هذا التاريخ �سيتم حما�سبته على كافة‬ ‫جتاوزاته ال�سابقة والالحقة لهذا البيان‪".‬‬ ‫وتابع "كل من �شارك يف �أعمال قتالية خارج‬ ‫اململكة ب�أي �صورة كانت (مينح) مهلة �إ�ضافية‬ ‫مدتها ‪ 15‬يوما اعتبارا من �صدور هذا البيان‬ ‫ملراجعة النف�س والعودة عاجال �إىل وطنهم‪".‬‬ ‫ت�أتي هذه اخلطوة على ما يبدو تنفيذا ملر�سوم‬

‫ملكي �صدر ال�شهر املا�ضي قالت فيه الريا�ض �إن‬ ‫�أي مواطن �سعودي تثبت م�شاركته يف �رصاعات يف‬ ‫اخلارج �سيعاقب بال�سجن ملدة ترتاوح بني ثالثة‬ ‫�أعوام و‪ 20‬عام ًا‪.‬‬ ‫وت�سعى ال�سلطات يف اململكة �إىل �إثناء ال�سعوديني‬ ‫عن االن�ضمام ملقاتلي املعار�ضة ال�سورية للحيلولة‬ ‫دون حتولهم �إىل م�صدر تهديد �أمني لدى عودتهم‬ ‫�إىل البالد‪ ،‬كما حدث بعد حربي �أفغان�ستان والعراق‪.‬‬ ‫وكان �أئمة �سعوديون قد نددوا يف ال�سابق بذهاب‬ ‫مقاتلني �سعوديني �إىل �سوريا‪ ،‬لكن برغم ذلك تقول‬ ‫وزارة الداخلية ال�سعودية �إن نحو ‪ 1200‬مواطن‬ ‫ذهبوا �إىل هناك‪.‬‬ ‫وتخ�شى الريا�ض �أن تكون جماعة الإخوان‬ ‫حتاول بناء قاعدة دعم داخل اململكة منذ موجة‬ ‫االنتفا�ضات التي اجتاحت عدداً من الدول العربية‪.‬‬ ‫وقالت جماعة الإخوان امل�سلمني يف بيان تلقت‬ ‫رويرتز ن�سخة منه �إنها فوجئت بالإجراء ال�سعودي‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت �إنها "لي�ؤملها �أن ي�صدر هذا الت�رصف عن‬ ‫اململكة التي هي �أول من خرب اجلماعة ومواقفها‬ ‫النا�صعة يف احلفاظ على م�صالح ال�شعوب‪ ،‬ووحدة‬ ‫الدول‪ ،‬وامل�ساهمة الفعالة يف بناء املجتمعات‬ ‫والأوطان ون�رش الفكر الإ�سالمي ال�صحيح‪".‬‬ ‫ويف خطوة مل ي�سبق لها مثيل �أعلنت ال�سعودية‬

‫والإمارات العربية املتحدة والبحرين �سحب‬ ‫�سفرائها من الدوحة‪ ،‬وقالت �إن قطر مل تلتزم باتفاق‬ ‫دول جمل�س التعاون اخلليجي القا�ضي بعدم التدخل‬ ‫يف ال�ش�ؤون الداخلية للدول الأخرى‪.‬‬ ‫ويحظر بيان وزارة الداخلية ال�سعودية يوم اجلمعة‬ ‫"ح�ضور م�ؤمترات �أو ندوات �أو جتمعات يف الداخل‬ ‫�أو اخلارج ت�ستهدف الأمن واال�ستقرار و�إثارة الفتنه‬ ‫يف املجتمع‪.‬‬ ‫ويحظر �أي�ضا "التعر�ض بالإ�ساءة للدول الأخرى‬ ‫وقادتها‪ ...‬التحري�ض او ا�ستعداء دول �أو هيئات �أو‬ ‫منظمات دولية �ضد اململكة‪".‬‬ ‫و�أعلنت احلكومة امل�رصية الإخوان جماعة �إرهابية‬ ‫يف دي�سمرب‪ /‬كانون الأول املا�ضي بعد �أن اتهمتها‬ ‫ب�شن هجوم انتحاري ا�ستهدف مديرية �أمن الدقهلية‬ ‫بدلتا النيل �أ�سفر عن �سقوط ‪ 16‬قتي ًال‪.‬‬ ‫ويف القاهرة قال املتحدث با�سم وزارة اخلارجية‬ ‫بدر عبد العاطي �إن بالده ترحب باخلطوة ال�سعودية‬ ‫باعتبار الإخوان امل�سلمني جماعة �إرهابية‪.‬‬ ‫وتقول ال�سلطات ال�سعودية �إن حزب اهلل الذي ين�شط‬ ‫يف املنطقة ال�رشقية تربطه �صالت ب�إيران وجماعة‬ ‫حزب اهلل اللبنانية‪.‬‬

‫تدرب جنوداً عراقيني و�أردنيني على مكافحة تنظيم القاعدة‬ ‫�أمريكا ّ‬ ‫قال م�س�ؤول يف وزارة الدفاع الأمريكية يوم اجلمعة‬ ‫املا�ضي �إن الواليات املتحدة �أر�سلت م�ؤخرا جمموعة‬ ‫�صغرية من جنود القوات اخلا�صة اىل الأردن لتدريب‬ ‫نظرائهم من العراق والأردن‪.‬‬ ‫ي�أتي هذا �ضمن جهود �إدارة الرئي�س باراك �أوباما‬ ‫مل�ساعدة بغداد يف مكافحة تنظيم القاعدة الذي بد�أ‬ ‫ي�ستعيد قوته‪.‬‬ ‫و�أر�سلت الوحدة الأمريكية للم�شاركة يف تدريب مع‬ ‫قوات مكافحة الإرهاب من العراق والأردن‪ ،‬مما ي�سمح‬ ‫للإدارة باتخاذ خطوة جديدة و�إن كانت متوا�ضعة‬

‫لدعم رئي�س الوزراء العراقي نوري املالكي‪.‬‬ ‫وقال م�س�ؤول يف وزارة الدفاع الأمريكية طلب‬ ‫عدم ن�رش ا�سمه «�سيح�سن التدريب املهارات يف‬ ‫جمال مكافحة الإرهاب‪ ،‬وتكتيك العمليات اخلا�صة‬ ‫والتقنيات والإجراءات‪».‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن التدريب الذي ي�ضم �أقل من ‪ 100‬جندي‬ ‫من الدول الثالث بد�أ مطلع الأ�سبوع‪ .‬و�سي�ستمر‬ ‫التدريب حتى نهاية �أبريل‪ /‬ني�سان املقبل‪ ،‬لكن‬ ‫م�شاركة اجلنود العراقيني �ستنتهي ال�شهر احلايل‪.‬‬ ‫وي�أتي التدريب ا�ستكماال خلطوة زيادة مبيعات‬

‫الأ�سلحة الأمريكية حلكومة املالكي‪ ،‬ويعرب عن‬ ‫املخاوف املتزايدة بني امل�س�ؤولني الأمريكيني ب�ش�أن‬ ‫�أمن العراق بعد �أكرث من عامني من ان�سحاب القوات‬ ‫الأمريكية بالكامل‪.‬‬ ‫ويف غياب اتفاق ب�ش�أن و�ضع القوات ال ت�ستطيع‬ ‫القوات الأمريكية ممار�سة �أن�شطة ع�سكرية يف العراق‪.‬‬ ‫وت�ستطيع �إدارة �أوباما �أن تلج�أ لتدريب القوات‬ ‫العراقية خارج العراق مل�ساعدته على ت�صاعد هجمات‬ ‫امل�سلحني يف العام الأخري‪.‬‬


‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫الأخرية‬

‫العدد (‪ 2014/03/9 )130‬م‬

‫‪08‬‬

‫العنف اجلن�سي «القائم على نوع اجلن�س» يف العامل العربي‬ ‫د‪ .‬عبداهلل تركماين‬

‫املو�سع‪ ،‬الذي ت�ستخدمه ال�رشعة العاملية‬ ‫‪ ‬التعريف‬ ‫ّ‬ ‫حلقوق الإن�سان‪ ،‬للعنف اجلن�سي والقائم على نوع‬ ‫اجلن�س هو « عنف موجه �ضد �شخ�ص على �أ�سا�س نوع‬ ‫اجلن�س �أو اجلن�س‪ ،‬وهو ي�شمل �أفعا ًال توقع �أ�رضاراً‬ ‫�أو معانا ًة بدنية �أو عقلية �أو جن�سية‪ ،‬والتهديد بهذه‬ ‫الأفعال‪ ،‬والق�رس وغري ذلك من �صور احلرمان من‬ ‫احلرية ‪ .« ..‬وهكذا‪ ،‬يفهم من هذا التعريف �أنه ي�شمل ما‬ ‫يلي‪ ،‬و�إن مل يكن مقت�رصاً عليها‪:‬‬ ‫– العنف البدين‪ ،‬واجلن�سي‪ ،‬والنف�سي الذي يحدث يف‬ ‫�إطار الأ�رسة‪ ،‬مبا يف ذلك ال�رضب‪ ،‬واال�ستغالل اجلن�سي‪،‬‬ ‫واالعتداء اجلن�سي على �أطفال الأ�رسة‪ ،‬والعنف املت�صل‬ ‫باملهر‪ ،‬واغت�صاب الزوجة‪ ،‬وختان الإناث‪ ،‬وغري ذلك‬ ‫من املمار�سات التقليدية ال�ضارة بالن�ساء‪ ،‬والعنف‬ ‫غري الزوجي والعنف املرتبط باال�ستغالل‪.‬‬ ‫– العنف البدين واجلن�سي والنف�سي الذي يحدث يف‬ ‫�إطار املجتمع العام‪ ،‬مبا يف ذلك االغت�صاب واالعتداء‬ ‫اجلن�سي‪ ،‬والتحر�ش اجلن�سي‪ ،‬والتهديد يف مكان العمل‪،‬‬ ‫واالجتار بالن�ساء والأطفال و�إجبارهم على البغاء‪.‬‬ ‫– العنف البدين �أو اجلن�سي �أو النف�سي الذي ترتكبه �أو‬ ‫تتغا�ضى عنه الدولة وم�ؤ�س�ساتها �أينما وقع‪.‬‬ ‫وتنتهك �أعمال العنف اجلن�سي والقائم على نوع‬ ‫اجلن�س عدداً من مبادئ حقوق الإن�سان الثابتة يف‬ ‫املواثيق الدولية حلقوق الإن�سان‪ ،‬وي�شمل ذلك من بني‬ ‫جملة �أمور‪:‬‬ ‫احلق يف احلياة واحلرية والأمن ال�شخ�صي‪.‬‬ ‫احلق يف التمتع ب�أعلى م�ستويات ال�صحة البدنية‬ ‫والعقلية املمكنة‪.‬‬ ‫احلق يف التحرر من التعذيب �أو املعاملة �أو العقوبة‬ ‫القا�سية �أو غري الإن�سانية �أو املهينة‪.‬‬ ‫احلق يف حرية التنقل و�إبداء الر�أي‪ ،‬والتعبري‪،‬‬ ‫وامل�شاركة‪.‬‬ ‫احلق يف الزواج بر�ضا الطرفني ب�شكل حر وكامل‪،‬‬ ‫واحلق يف احل�صول على حقوق مت�ساوية خالل انعقاد‬ ‫الزوجية وانحاللها‪.‬‬ ‫احلق يف التعليم وال�ضمان االجتماعي والتنمية‬ ‫ال�شخ�صية‪.‬‬ ‫احلق يف امل�شاركة الثقافية وال�سيا�سية العامة‪،‬‬ ‫وامل�ساواة يف احل�صول على اخلدمات العامة والعمل‬

‫والأجر املت�ساوي لقاء العمل املت�ساوي‪.‬‬ ‫وتعالج مواثيق دولية عديدة العنف اجلن�سي والقائم‬ ‫على نوع اجلن�س �ضد الن�ساء والفتيات والأطفال‪ ،‬ومن‬ ‫�أهمها‪ :‬اتفاقية الق�ضاء على جميع �أ�شكال التمييز �ضد‬ ‫املر�أة التي �أقرتها اجلمعية العامة للأمم املتحدة يف‬ ‫العام ‪ ،1979‬و�إعالن الأمم املتحدة ب�ش�أن الق�ضاء‬ ‫على العنف �ضد املر�أة يف العام ‪ ،1993‬و�إعالن‬ ‫برنامج عمل بكني الذي مت اعتماده يف امل�ؤمتر‬ ‫العاملي للمر�أة يف العام ‪ ،1995‬و�إعالن حقوق الطفل‬ ‫يف العام ‪.1989‬‬ ‫ويحدث العنف اجلن�سي والقائم على نوع اجلن�س يف‬ ‫جميع الطبقات‪ ،‬والثقافات‪ ،‬والديانات‪ ،‬والأعراق‪،‬‬ ‫ويف اجلن�سني‪ ،‬ويف كل الأعمار‪ .‬وميكن تق�سيم �أكرث‬ ‫�أ�شكاله انت�شاراً �إىل خم�سة �أنواع هي‪ :‬العنف اجلن�سي‬ ‫(االغت�صاب واالغت�صاب الزوجي‪ ،‬االعتداء اجلن�سي‬ ‫على الأطفال وانتهاك عفتهم وزنا املحارم بهم‪،‬‬ ‫اال�ستغالل اجلن�سي‪ /‬االجتار بالن�ساء والأطفال‬ ‫و�إجبارهم على البغاء‪ ،‬التحر�ش اجلن�سي‪� ،‬سالح للحرب‬ ‫والتعذيب ‪ .)..‬والعنف البدين (االعتداء البدين‪ ،‬االجتار‬ ‫واال�سرتقاق)‪ .‬والعنف العاطفي والنف�سي (االعتداء‪/‬‬ ‫االمتهان‪ ،‬وحتديد الإقامة)‪ .‬واملمار�سات التقليدية‬ ‫ال�ضارة (ختان الإناث‪ ،‬الزواج املبكر‪ ،‬الزواج بالإكراه‪،‬‬ ‫القتل والت�شويه دفاعا عن ال�رشف‪ ،‬و�أد املولودة و‪/‬‬ ‫�أو �إهمالها‪ ،‬حرمان الفتيات �أو الن�ساء من التعليم)‪.‬‬ ‫والعنف االجتماعي – االقت�صادي (التمييز يف‬ ‫الفر�ص واخلدمات و‪�/‬أو احلرمان منها‪ ،‬اال�ستبعاد‬ ‫االجتماعي‪/‬النبذ القائم على التوجه اجلن�سي‪،‬‬ ‫املمار�سات الت�رشيعية التعويقية)‪.‬‬ ‫وفيما يكون القانون درع ًا حامي ًا �ضد ممار�سات‬ ‫التمييز يف البلدان الدميقراطية‪ ،‬يكر�س القانون هذا‬ ‫التمييز يف �أغلب البلدان العربية‪ .‬ويظهر ذلك جلي ًا‬ ‫يف القوانني العربية‪ ،‬ويف موقف بلدان عربية من‬ ‫االتفاقيات الدولية املناه�ضة للعنف اجلن�سي والقائم‬ ‫على نوع اجلن�س‪ .‬ف�إىل حد ال�سنة املا�ضية �صادقت‬ ‫‪ 16‬دولة عربية فقط على « اتفاقية الق�ضاء على جميع‬ ‫�أ�شكال التمييز �ضد املر�أة «‪ ،‬مرفقة م�صادقتها مع‬ ‫العديد من التحفظات‪ ،‬وكانت املادة ال�ساد�سة ع�رشة‬ ‫املتعلقة باحلياة داخل الأ�رسة قا�سم ًا م�شرتك ًا يف‬

‫التحفظات العربية‪.‬‬ ‫وبالن�سبة لعمل الأطفال‪ ،‬ذكرت التقارير �أنه يتم �سنوي ًا‬ ‫يف م�رص ت�شغيل مليون طفل لفرتة ع�رشة �أ�سابيع‬ ‫لقطف القطن يدوياً‪ .‬ويعمل ه�ؤالء الأطفال‪ ،‬الذين‬ ‫ترتاوح �أعمارهم بني �سبع واثني ع�رشة �سنة‪� ،‬إحدى‬ ‫ع�رشة �ساعة يومياً‪.‬‬ ‫�أما عن جتنيد الأطفال‪ ،‬فقد وردت يف تقارير عديدة‬ ‫عن اجلنود الأطفال الذين يقاتلون يف �سورية مع‬ ‫�شبيحة �سلطة �آل الأ�سد وميلي�شيا حزب اهلل املتحالفة‬ ‫معها وجماعات املعار�ضة امل�سلحة‪.‬‬ ‫وحتى معاك�سات الرجال للن�ساء يف ال�شارع‪ ،‬التي كان‬ ‫تطغى عليها روح الدعابة‪� ،‬أ�صبحت عدوانية‪ ،‬تهاجم‬ ‫املر�أة غري املحجبة‪ ،‬وتوجه �إليها مالحظات قا�سية‬ ‫تتعلق مبالب�سها‪ ،‬وقد تنعتها ب�أقبح ال�صفات‪� .‬أما‬ ‫الدرا�سات التي تناولت العنف �ضد الن�ساء يف �سورية‪،‬‬ ‫خا�صة بعد الثورة يف مار�س‪�/‬آذار ‪ ،2011‬فت�ؤكد � ّأن‬ ‫حاالت العنف �ضد الن�ساء قد تطورت م�ؤخراً ب�أ�شكال‬ ‫متعددة‪ ،‬نتيجة لنزوح وجلوء ماليني ال�سوريني هروب ًا‬ ‫من القتل اليومي‪ ،‬و�سيطرة القوى الإ�سالمية املتطرفة‬ ‫على العديد من املناطق‪ ،‬وزادت �أنواع اجلرائم‬ ‫والأ�ساليب املتبعة يف ذلك‪.‬‬ ‫و�أجمعت كل الدرا�سات على � ّأن املر�أة تتعر�ض يف‬ ‫ابتداء من القتل العمد‪،‬‬ ‫�سورية لكافة �أ�شكال االعتداء‪،‬‬ ‫ً‬ ‫�إىل ال�رشوع بالقتل و�إحلاق الأذى اجل�سدي البالغ‬ ‫الذي قد يحتاج عالجه لعدة �شهور‪ ،‬ورمبا ينجم عنه‬ ‫عاهات م�ستدمية‪ .‬هذا �إ�ضافة �إىل االغت�صاب الذي‬ ‫يح�صل من قبل عنا�رص املراكز الأمنية‪ ،‬وبخا�صة ذاك‬ ‫الذي تقع �ضحيته الفتيات ال�صغريات‪ .‬ومن �أ�شكال‬ ‫العنف ال�شائعة �أي�ض ًا التي تتعر�ض لها الن�ساء التهديد‪،‬‬ ‫وتوجيه الإهانات‪ ،‬واالحتيال بهدف اال�ستيالء على‬ ‫ممتلكات املر�أة و�أموالها �إىل جانب االحتيال العاطفي‪.‬‬ ‫ومن املالحظ � ّأن النظرة �إىل ق�ضايا العنف اجلن�سي‬ ‫والقائم على نوع اجلن�س يف العامل العربي مل تعد‬ ‫حم�صورة بالعنف املادي واجل�سدي‪ ،‬بل ات�سع املفهوم‬ ‫خالل العقد الأخري لي�شمل كل املمار�سات والأفعال‬ ‫التي ميار�سها الأفراد وامل�ؤ�س�سات وال�سلطات جتاه‬ ‫املر�أة والناجتة من النظرة الدونية لها‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.