ájô```M 2014/03/23م العدد ()132 ádGó``Y áæWGƒe
01
ا�سبوعية�-سيا�سية-م�ستقلة العدد ( 2014/03/23 )132م
ájô```M ádGó``Y áæWGƒe
رئي�س التحرير :ح�سام مريو www.al-badeel.org
Issue (132) 23/03/2014
حقائق عن املعار�ضة الإ�سالمية ال�سورية
ح�سام مريو
يف تعرية حقائق الو�ضع ال�سوري ال بد من التطرق �إىل الدور ال�سلبي الذي لعبته القوى الإ�سالمية املعار�ضة يف الثورة ،والذي �أ�سهم يف �أخذها نحو اجتاهات ال تتطابق مع انطالقتها ،كما �أ�سهم يف دفع الو�ضع ال�سوري برمته نحو التعقيد ،حيث لعب الإخوان امل�سلمون منذ بداية ت�شكل املجل�س الوطني دور الو�صي على املجل�س .ولئن و�ضعوا يف �سدة رئا�سته الدكتور برهان غليون املفكر العلماين �إال �أن ذلك كان مبثابة واجهة تك�شفت الحق ًا بفعل هيمنة الإ�سالميني على املجل�س ،وتوزيع الأدوار فيه ،ور�سم حتالفاته مع الدول الإقليمية ،يف ظل تنامي �صعود الإ�سالم ال�سيا�سي يف املنطقة ،وخا�صة يف م�رص مبا تعنيه من رمزية. ومع ع�سكرة الثورة ،ت�شكلت كتائب وف�صائل مقاتلة ذات �صبغة �إ�سالمية وا�ضحة ،بالتوازي مع اجلي�ش احلر الذي يلق الدعم املطلوب ،و�إمنا اتخذته معظم الف�صائل مل َ الإ�سالمية كغطاء للعمل با�سمه ،ثم تك�شف فيما بعد �أن ما من م�صلحة جدية لقوى الإ�سالم ال�سيا�سي يف دعم اجلي�ش احلر ،و�إمنا تكمن م�صلحتها يف تقوية ف�صائل تدين لها بالوالء ال�سيا�سي والعقائدي ،وهو ما يتنافى مع ال�شعارات التي كان يرددها �إ�سالميون يف املجل�س الوطني حول الثورة ال�سورية اجلامعة. �إن �إف�شال توحيد املعار�ضة ال�سورية يف م�ؤمتر القاهرة يف 2و 3متوز 2012يتحمل اجلزء الأكرب منه الإ�سالميون ،فنجاح وحدة املعار�ضة كان �سيف�ضي
بال�رضورة �إىل بلورة خط معتدل ،و�سيقل�ص من ثقل الإ�سالم ال�سيا�سي ،وهو ما يتناق�ض مع م�صالح الإخوان امل�سلمني �آنذاك ،والذين كانوا حتى تلك اللحظة العب ًا مهماً ،قبل �أن يخطف ال�سلفيون منهم جزءاً كبرياً من مكانتهم ونفوذهم. حتفظ الإ�سالميون مع ا�شتداد عود جبهة الن�رصة وتنظيم الدولة الإ�سالمية يف العراق وال�شام "داع�ش" على �إدانة ما تقومان به من �أعمال تتنافى مع القيم ال�سورية العامة ،ومع روح الثورة. ر�أى الإ�سالميون يف "الن�رصة" و "داع�ش" قوتان ع�سكريتان ميكن لهما �أن تقلبا موازين القوى على الأر�ض �ضد القوات النظامية ،كما �أنهما بت�شكيلهما ما عرف وما زال با�سم الهيئات ال�رشعية من �ش�أنه �أن يعزز الأيديولوجيا ومنط ال�سلوك الإ�سالمي ،و�أن ي�صحح من منط احلياة الكافرة التي �أ�شاعها النظام خالل حكمه، متنا�سني ب�أن مطامح ال�سوريني من الثورة هي مطامح تت�صل باحلرية والكرامة والدميقراطية وحماربة الف�ساد و�إىل ما هنالك من تغيريات تطال �رشوط حياتهم املو�ضوعية. ويف امل�سار ال�سيا�سي بدا وا�ضح ًا �أن ممثلي الإ�سالم ال�سيا�سي لي�سوا �أقل ت�شدداً جتاه ق�ضايا �أ�سا�سية يف الثورة ،وحتديداً يف م�س�ألة الدميقراطية ،ففي �أكرث من م�ؤمتر رف�ض "�إ�سالميون" ت�ضمني بيانات امل�ؤمتر كلمة دميقراطية ،وجادل بع�ضهم ب�أنه �شخ�صي ًا "لي�س
لديه م�شكلة مع الدميقراطية ،لكن القوى الع�سكرية لن تقبل بكلمة دميقراطية" ،وحاولوا االلتفاف على كلمة دميقراطية ،وو�ضع كلمة �أخرى مثل "دولة القانون"� ،أو �أن "االنتخابات يحكمها �صندوق االقرتاع" ،وقد ف�شلت معظم تلك امل�ؤمترات يف توحيد املعار�ضة� ،أو يف احلد الأدنى التوقيع على بيان م�شرتك. من جهة �أخرى ،احتكر الإ�سالميون بوابات الدعم املايل والإغاثي ،واحتكروا معظمها ،و�أن�ش�أوا �أذرع �إعالمية ومدنية تعمل من خالل الدعم والتمويل الكبري الذي ي�أتي للقوى الإ�سالمية ،وهو ما م ّكن قوى �إ�سالمية ومت�شددة من التحكم باحلوا�ضن ال�شعبية عرب عمليات تقدمي الدعم والإغاثة. �إن جزءاً مهم ًا من الأزمة ال�سورية يكمن اليوم يف �أننا �أمام نظام مل يعد يهتم �سوى بدميومة احلكم ،من دون ال�س�ؤال حول كيفية تلك الدميومة ،وقوى �إ�سالمية ت�سيطر على املعار�ضة ال�سيا�سية والع�سكرية وحتتكر التمويل الإغاثي ،وغياب فعالية القوى الدميقراطية واملعتدلة التي �أق�صيت من النظام ومن الإ�سالميني على حد �سواء ،وبقبول من القوى "الداعمة للثورة". �إن �أفق الأزمة �سيبقى مغلق ًا عن احللول ،طاملا �أن القوى املت�شددة من النظام واملعار�ضة يرف�ضان احلل ،ومي�سكان مب�صادر القوة والتمويل ،وغالب ًا ف�إن ال�سيناريو الأكرث ترجيح ًا هو االهرتاء املتبادل لطريف املعادلة ،بانتظار حتوالت دراماتيكية.