Al badil 133

Page 1

‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ 2014/03/30‬م‬ ‫العدد (‪)133‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫‪01‬‬

‫ا�سبوعية‪�-‬سيا�سية‪-‬م�ستقلة‬ ‫العدد (‪ 2014/03/30 )133‬م‬

‫‪ájô```M‬‬ ‫‪ádGó``Y‬‬ ‫‪áæWGƒe‬‬

‫رئي�س التحرير ‪ :‬ح�سام مريو‬ ‫‪www.al-badeel.org‬‬

‫‪Issue (133) 30/03/2014‬‬

‫انزالق احللبة يف لعبة ت�سجيل النقاط الع�سكرية‬

‫معركة ك�سب‬ ‫ح�سام مريو‬

‫بني معارك يتقدم فيها النظام كما ح�صل يف يربود‪،‬‬ ‫وبني �أخرى تتقدم فيها الف�صائل الع�سكرية لقوى‬ ‫املعار�ضة كما يف حلب وك�سب‪ ،‬ت�ستمر احلالة ال�سورية‬ ‫بعيداً عن �إنتاج �أية حلول �سيا�سية‪ ،‬وت�ستمر معاناة‬ ‫ال�سوريني يف ظل انعدام الر�ؤية ملا �سيكون عليه م�ستقبل‬ ‫بلدهم‪.‬‬ ‫ينت�شي النظام بتقدم هنا �أو هناك على الأر�ض ال�سورية‬ ‫التي كان يحكمها كام ًال ب�آلة اخلوف قبل ‪ ،2011‬وكان‬ ‫كافي ًا ملفرزة �أمن �سيا�سي خالل �أربعة عقود قبل الثورة‬ ‫�أن تتحكم مبفا�صل منطقة كاملة يف الريف‪ ،‬و�أن تدير‬ ‫توازنات القوى املحلية فيها‪ ،‬لكن اليوم بات دخول‬ ‫قوات النظام‪ ،‬وبدعم من قوات جزب اهلل‪� ،‬إىل مدينة‬ ‫يربود التي خلت من �سكانها‪ ،‬وال يزيد عدد املقاتلني‬ ‫فيها عن ‪ 1000‬مقاتل بح�سب �أعلى تقدير‪ ،‬بات هذا‬ ‫الدخول مبثابة ن�رص‪ ،‬يحتفي به النظام‪ ،‬كما ي�شكل‬ ‫منا�سبة لتوزيع احللوى من قبل موالني حلزب اهلل‪،‬‬ ‫دوخ العامل العربي ببطوالته �ضد‬ ‫وهو الذي كان قد ّ‬ ‫الإ�رسائيليني يف متوز من العام ‪.2006‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬كانت املعار�ضة امل�سلحة قد ك�سبت يف‬ ‫فرتات خمتلفة خالل العامني الأخريين مناطق ومدن‬ ‫عدة‪ ،‬وتراجعت يف �أوقات ما عما كانت احتلته �سابقاً‪،‬‬ ‫وبرزت قوى �أ�سا�سية فيها ما لبث بريقها تراجع بعد‬ ‫حني كما حدث مع لواء التوحيد يف حلب‪ ،‬وبقي �أمر‬ ‫ت�شكيل جي�ش وطني يف خرب كان‪ ،‬وذلك على الرغم من‬ ‫منا�شدات عديدة من قبل ع�سكريني و�سيا�سيني كرث‪ ،‬ويف‬

‫�أكرث من منا�سبة‪ ،‬وكل ذلك ملنع حتكم البعد الإيديولوجي‬ ‫يف طريقة ت�شكيل الف�صائل‪ ،‬وتوحيد القيادة وال�سيطرة‪،‬‬ ‫وتر�شيد ا�ستخدام املوارد‪ ،‬والأهم من ذلك كله و�ضع‬ ‫احلالة الع�سكرية حتت �إمرة القيادة ال�سيا�سية‪ ،‬فالهدف‬ ‫النهائي يجب �أن يكون �سيا�سياً‪ ،‬وهو ت�أمني احلالة‬ ‫االنتقالية من دولة الأ�سد �إىل الدولة ال�سورية‪.‬‬ ‫وبعد موت جنيف ‪ ،2‬الذي عولت عليه بع�ض القوى‬ ‫الدولية ليكون مدخ ًال لت�سوية الأزمة ال�سورية‪ ،‬مل يعد‬ ‫�أمام ال�سوريني منفذاً دولي ًا ي�ؤمن عملية التفاو�ض‪ ،‬ما‬ ‫يعني عملي ًا ترك ال�ساحة ال�سورية لتفاعالتها الداخلية‪،‬‬ ‫واملق�صود به هنا‪ ،‬ترك القتال م�ستمراً‪ ،‬مع علم املجتمع‬ ‫الدويل م�سبق ًا ب�أن طهران �ست�سمر يف دعم الأ�سد‪ ،‬ولن‬ ‫ت�سمح ب�سقوطه ع�سكرياً‪ ،‬فال�سقوط الع�سكري للأ�سد‬ ‫ع�سكري ًا (من دون تفاو�ض) يعني خ�سارة �إقليمية كبرية‬ ‫لطهران‪ ،‬ول�سيا�ستها يف املنطقة‪ ،‬وخ�سارة للحر�س‬ ‫الثوري الإيراين والقوة املت�شددة داخل النظام الإيراين‪،‬‬ ‫والتي بنت �سمعتها من خالل نفوذها‪ ،‬وت�أمني حماية‬ ‫احللفاء‪ ،‬ودعمهم خدمة مل�صالح �إيران اال�سرتاتيجية يف‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫لكن‪� ،‬أي�ضاً‪ ،‬داعمو املعار�ضة امل�سلحة‪ ،‬لن ي�سمحوا‬ ‫للأ�سد ومن خلفه طهران بن�شوة انت�صارات �ساحقة‪،‬‬ ‫وهناك دائم ًا يف الأدراج �سيناريوهات ميكن تناولها‬ ‫من على الرف‪ ،‬وحتويلها لواقع عملي‪ ،‬فاحلديث عن‬ ‫معركة ال�ساحل كان موجوداً دائماً‪ ،‬لكن بو�صفه �أحد‬ ‫ال�سيناريوهات التي من �ش�أنها حتقيق اخرتاق جدي لقوة‬

‫النظام‪ ،‬لكنه هذا ال�سيناريو مل يجد طريقه �إىل التطبيق‬ ‫قبل دخول قوات النظام وحزب اهلل �إىل يربود‪ ،‬وبالفعل‪،‬‬ ‫فقد �أفقدت معركة «ك�سب» النظام ن�شوة انت�صاره يف‬ ‫يربود‪ ،‬والأهم من ذلك �أنها وجهت ر�سالة �إىل مواالة‬ ‫النظام ب�أن ا�ستهداف املدن املح�سوبة على النظام‬ ‫ممكن‪ ،‬و�أن الأ�سد ال ي�شكل �ضمانة لهم‪ ،‬وهو ما يفهم‬ ‫الأ�سد معناه جيداً‪.‬‬ ‫بالن�سبة للدول الإقليمية‪ ،‬ف�إن �شكل املخرج من الأزمة‬ ‫ال�سورية هو �أحد ترتيبات الو�ضع الإقليمي‪ ،‬و�سيتم‬ ‫حتديد نفوذ الالعبني الأ�سا�سيني بدرجة من الدرجات‬ ‫من خالل ال�ساحة ال�سورية‪ ،‬وهو �أمر يحتاج �إىل توافق‬ ‫دويل‪ ،‬خا�صة بني �أمريكا ورو�سيا‪ ،‬وهو توافق مل يحدث‬ ‫حتى اللحظة‪ ،‬وجاءت الأزمة الأوكرانية لتزيده تعقيداً‪.‬‬ ‫يف بلدنا �سورية‪ ،‬ن�شهد لعبة مالكمة متوا�صلة‪ ،‬ومن غري‬ ‫امل�سموح لأحد الأطراف �إنهاء اللعبة بال�رضبة القا�ضية‪،‬‬ ‫و�إمنا ا�ستمرار الأطراف بت�سجيل نقاط �ضد بع�ضهم‬ ‫البع�ض‪ ،‬بينما ت�ستمر �أر�ض املعركة «احللبة» نف�سها‬ ‫باالهرتاء واالنزالق حتت �أرجل الالعبني‪.‬‬ ‫ويف هذا الوقت‪ ،‬والذي معول فيه �أن ت�ستعيد املعار�ضة‬ ‫ال�سيا�سية ر�شدها‪ ،‬ف�إننا ال جند ما ي�شري �إىل ذلك‪،‬‬ ‫فمن دون وجود معار�ضة �سيا�سية وازنة‪ ،‬وذات ر�ؤية‬ ‫مل�ستقبل ال�رصاع‪ ،‬ف�إن ا�ستمرار وهم االنت�صار الع�سكري‬ ‫�سيبقى �ساري املفعول �إىل �أجلٍ غري م�سمى‪� ،‬أما اخلا�رس‬ ‫الوحيد فهو الوطن ال�سوري‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.