إقرأ يف هذا العدد -االفتتاحية
أ :.أمحد معزوز
2
د:.أمحد عبد السالم بلقائد
4
-كلمات نورانية جاد بها رجال السلسلة الذهبية
جلنة اجمللة
6
مساحة الشيخ ّحممد عبد اللطيف بلقايد(قصيدة)
أ.د :.أمحد عمر هاشم
9
-التــــواضـــــــع
احلبيب عمر بن احلفيظ
10
-صفوة الشواهد يف مشروعية اإلنشاد يف املساجد
دّ :. حممد إبراهيم
13
-جماهدة النفس يف طاعة اهلل
د :.طاهر برايك
18
-السماحة واملروءة
أ :.حبيب بن عودة
20
األمانــة من الديانــة -منهج اإلمام مالك d
املشرف العام
أ :.عبد القادر عبد العالي
24
سيدي ّ مساحة الشيخ ّ حممد
أ :.رشيد بومجعة
27
عبد اللطيف بلقايد
-أنوار التنزيل سورة الفتح
جلنة اجمللة
31
-إن العيــن لتدمــع و إن القلــب ليخشــع
أ :.أمحد معزوز
34
يف رحاب امللتقى السابع للدروس ّاحملمدية
أ :.حبيب بن عودة
38
-الندوات احملمدية
احلبيب حممد السقاف
43
-اجلمـــع السنـوي
جلنة اجمللة
47
-تعيني الطلبة املتخرجني
جلنة اجمللة
50
d
-الشيخ قاسم اخلصاصي األندلسي
جملة دورية دينية تصدرها زاوية سيدي ّ الشيخ ّ حممد بلقايد
العدد الثامن ربيع األنور1434هـ -جانفي 2013م
نائب املشرف العام دّ . حممد نورالدين بلقايد رئيس التحرير األستاذ أمحد معزوز املراجعة اللغوية األستاذ حبيب بن عودة
ركــن الطلبــــة -كالم صفوة أهل اهلل
اإلخراج الفين م .نورالدين محداني 52
املقر اإلداري
-ترمجة اإلمام ورش d
53
-من روائع القصص
سيدي ّ زاوية الشيخ ّ حممد بلقايد
55
بسيدي معروف -بلدية ّ ّ سيدي الشحمي
-إسرتاحة اجمللة
57
-والية وهران -اجلزائر
-فقه العدد
59
-ركن املديح
61
-الرحلة الربانية إىل زيارة خري الربية
63
الربيد اإللكرتوني
-ألبوم اجمللة
66
e.elmohamadia@gmail.com
1
041.54.21.10 هاتف /فاكس
االفتتــاحيــة
أ .أمحد معزوز (اجلزائر)
الس��ليمة و ّ العقول ّ الطباع املستقيمة ّ إال وقد نهانا عنه. ّ زكى ّ النفوس ،وط ّهر القلوب ،وأصلح الباط��ن ّ والظاه��رّ ، وق��وم ّ الس��لوك و ّ الغ��راء وس�يرته األخ�لاق بش��ريعته العط��رة ودعوت��ه إىل ا بكالم ا للهّ ّ للهّ ّ صل��ى ا علي��ه وآله تع��اىل وس��نته للهّ ّ وصحبه وسلم. أنزل سبحانه وتعاىل عليه مبدأ حماسن
األخالق القولية فقال س��بحانه َوقُولُواْ َّ��اس ُحْس��ناً {البقرة }38/ث��م ّ ّق��ررا لِلن ِ
ّ ب��كل كم��ال ،مبدأ حماس��ن األخ�لاق الفعلي��ة فقال احلم��د هلل ّ املتف��رد النوال ،بيده عز من قائل َواَلتَسَ��توي حَْ ّ تفضل على عباده جبزيل ّ الَسَنُةَواَل ْ ِ ِّ َ اخلري ومنه اخلري فله احلمد على ّ كل ا َّلس��يَئُة اْدَفْع بالَّ ي أْحَُس��ن ت ِه َ ِ يِ ّ َ كل حال ،أمحده س��بحانه َف��إَذا الَّ��ذِيبَْين َ ح��ال ويف َ��ك َوبَْينَ��ُه َع َ ��داَوةٌَكأنَّ��ُه ِ على م��ا منح م��ن ّ النعماء ،وأش��كره يمَحِيٌم {فصلت.}43/ ّ َولِ ٌّ على واس��ع العطاء ،وأشهد ّ أن ال إله إال فكان��ت حماس��ن األخالق أساس��ا من ّ ّ اللهّ وحده ال شريك له تقدس يف الذات أس��س كم��ال اإلمي��ان و مظه��را م��ن الصفات و األمساء ،و أشهد ّ و ّ أن ّ سيد األنام ّ سيدنا مظاهر اإلسالم يقول ّ صلى ونبين��ا وموالنا ّ حممدا ّ ّ ّ وس��لم س��يد املرس��لني ا علي��ه وعل��ى آل��ه وصحبه للهّ وخامت األنبياء. أكم��ل املؤمن�ين إميان��ا أحس��نهم سيد ضحكه ّ الت ّ ّ بسم و املــ خلقا . شي اهلوينا ونومه اإلغفاء ّ إن مفهوم حماسن األخالق مفهوم واسع ما سوى خلقه ّ النسيم والغــ وش��امل وه��و إتي��ان املؤم��ن باألرفق و ّ حمياه ّ يـــر ّ الروضة الغناء األمح��د م��ن األق��وال و األفع��ال وب��ذل رمحة ّ كله وحزم وعزم ّ وك��ف األذى و أن يك��ون املع��روف ووقار و عصمة وحياء كث�ير احلي��اء ص��دوق ّ اللس��ان قليل ّ صل��ى اللهّ علي��ه وعلى آل��ه وأصحابه الكالم كثري العم��ل ،رفيقا حليما وزوجات��ه منتهى مرض��ات اللهّ تعاىل و شفيقا ال ّ لعانا وال ّ س��بابا ال مغتابا وال مرضاته حقودا ال خبيال وال حسودا. ّ أما بعد: متخلقا بأخالق وباجلمل��ة أن يكون ّ إن اهلل تع��اىل ّ األول�ين و اآلخري��ن ّ ش��رفنا باالنتس��اب إىل س��يد ّ ّ صل��ى ا للهّ س��يد ّ ّ األولني و اآلخرين الذي قال له ر ّبه عليه ّ وسلم القائل ّ أدبين ر ّبي فأحسن الكري��م َوإِنََّكلََعل��ى ُخلٍُقَعِظيم
{القل��م }4/فم��ا م��ن ش��يء تدع��و إليه الفطرة ّ السليمة و العقول احلكيمة ّ إال ودعان��ا إلي��ه ،وما من ش��يء ترفضه
تأدييب و أن جياهد نفس��ه يف تهذيب أخالقه و تقوميها واكتس��اب حماسن اآلداب ومكارم األخالق ففي احلديث ّ الش��ريف الذي رواه اخلطيب البغدادي 2
بالت ّ مّ��ا العل��م ّ عل��م و بس��ند حس��ن إن بالت ّ احللم ّ ّ يتحر اخلري يعطه حلم وم��ن ّ يتوق ّ الش ّر يوقه . و من ّ لقد كان صل��ى ا عليه و على آله للهّ ّ وس��لم ّ برا بالعب��اد ،رحيما يف وصحبه دعوته ،رحيما يف توجيهه وحكمته، باألمة ّ رحيما ّ حتى يف إمامته وصالته كان خلق��ه عظيم��ا يأخ��ذ مبجامع الس��لم و ّ القلوب إىل طريق ّ الرمحة ،ما الن��اس وال ّ كان جي��رح ّ يعنفه��م ،وال يكس��ر خواطرهم وال يش��هر بهم ،بل إذا بلغه عن أحد ش��يئا يكرهه يقول "ما بال أق��وام يفعلون كذاوكذا" وال يذكرهم بأمسائهم. ولو دخل الغريب ال يستطيع أن يعرفه م��ن ب�ين أصحابه م��ن تواضع��ه بأبي ّ وأم��ي صل��وات ا وس�لامه علي��ه للهّ الس��ائل يقول ّأيك��م ّ كان ّ حممدا؟ فض��ا وال ّ م��ا كان ّ صخاب��ا وال ّ لعان��ا
ب��ل كان رمحة للعاملني َفبَِم��اَرْحَمةٍ هّ نتَفًّظ��اَغلِ َ م َ ن��تلَُه��ْمَولَ��ْوُك َ ��ن اللِلِ َ يظ ِّ ن َحْوَلِ��كَفاع ُ ب َالَنفُّضواْ مِ ْ ْفَعْنُهْم الَْقلْ ِ َ اسَتْغفِْرلَُهْمَوَشاوِْرُهْمفِي األْمرِ {آل َو ْ عمران.}951/ كان خلق��ه عظيم��ا ،إذا دخ��ل بيته ملك قلوب أزواجه بالعطف واإلحس��ان الرمح��ة و احلنان ما عاب طعاما ّ و ّ قط، وال ّ س��ب ام��رأة وال ضربه��ا وال أهانه��ا، ّ ّ ي��ذل، ويع��ز وال يك��رم وال يه�ين كانت زوجته إذا جاءت ّ بالشراب أقسم عليه��ا أن تش��رب قبل أن يش��رب وإذا ج��اءت بامل��رق فيه عظم به حلم أقس��م عليها أن تنهش منه قبله ّ ثم يضع فمه يف املوض��ع الذي ش��ربت منه أو نهش��ت منه العظ��م بأبي ّ وأمي صل��وات ر ّبي و س�لامه علي��ه م��ا أكرمه وم��ا أحلمه وما أرمح��ه ال ّ يعنف وال يؤذ وال جيرح
أحدا. م��ا أحوجنا أن منأل مبحبّت��ه قلوبنا وما أحوجن��ا أن نر ّب��ي عل��ى ه��ذه األخالق الكرمية صغارن��ا وكبارنا ونعتقد فضله��ا ّ س��را وجه��ارا ،أن تظه��ر آثارها علينا ليال ونهارا. أيه��ا الق��ارئ الكريم ما من ب��ذرة إالّ وهلا ثـم��رة أو ثـمارا ،فمن بذر يف قلبه حماس��ن األخالق وعامل ّ الناس بها ّ البد أن ين��ال ثـمرة ذلك عاج�لا و آجال يف الدني��ا و اآلخ��رة ّ ّ وإن ثـم��ار م��كارم ّ تع��د وال حتص��ى لك��ن األخ�لاق ال نقف معك عند بعض ه��ذه الثماراليت ففي أخربن��ا عنه��ا س��يد األب��رار الدنيا فإن م��كارم األخالق تبارك يف ّ الديار و األعم��ار يعيش صاحبهاعمرا هنياوعيش��ا رغدا روى اإلمام أمحد يف ق��ال: مس��نده أن س��يدنا رس��ول حس��ن اخللق وحس��ن اجلوار يعمران الديار ويزي��دان يف االعم��ار ،ثم رفع
صاح��ب حس��ن اخللق املصطف��ى إىل األفضلية املطلقة فق��ال فيما رواه احلاكم ع��ن ابن عم��ر dأفضل املومنني أحس��نهم خلقا ،ث��م زاده عزا وكرام��ة يف اجملتمع إذا هو عفا عمن ظلمه فقال عليه الصالة والس�لام يف احلديث املتفق عليه عن أبي هريرة "ما عف��ا أحد ع��ن مظلم��ة إال زاده اهلل بها عزا". هذه بعض ثـمار م��كارم األخالق يف الدنيا فقد صدق و اهلل من قال: إمنا األمم األخالق ما بقيت فإن هم ذهبت أ خالقهم ذهبوا أمــ��ا ثــماره��ا يف اآلخــ��رة فهــ��ي أجــ��ل و أعظ��م :منه��ا حم��و اخلطاي��ا روى البيهق��ي ع��ن س��يدنا رس��ول اهلل ق��ال :اخلل��ق احلس��ن يذي��ب
اخلطايا كما يذيب املاء اجلليد . ومنه��ا ثقل املي��زان :روى الرتمذي أن س��يدنا رسول قال :ما من شيء ا للهّ أثقل يف ميزان املؤمن يوم القيامة من خلق حسن . ومنه��ا بل��وغ درج��ة ّ الصائ��م القائ��م :روى ابن حب��ان أن س��يدنا رس��ول ق��الّ : إن املؤم��ن ا للهّ لي��درك حبس��ن خلق��ه درجة ّ الصائم القائم . ومنها دخ��ول ّ اجلنة فقد: روى اب��ن حب��ان كذل��ك أن س��يدنا رسول ا للهّ الناس ّ س��ئل ما أكثر ما يدخ��ل ّ اجلنة قال :تقوى ا وحسن اخللق . للهّ ننال ه��ذه ّ الثم��ار يف ّ الدنيا فألج��ل أن ونفوز يف ّ الدارين ّ بالس��عادة الكربى ّأدبن��ا ّ فق��ال: س��يدنا رس��ول الل ّ اتق ا حيثما كنت وأتبع ّ الس��يئة للهّ احلس��نة متحه��ا وخال��ق ّ الن��اس خبلق حس��ن ،وإذا كانت هذه بعض ثـمار حماس��ن األخ�لاق يف الدني��ا واآلخ��رة ّ ف��إن لألخ�لاق ثـمرة ال يس��اويها ذلك ّ أجل من ّ كل��ه بل هي ّ كل ّ الثمار ولو ّ تش��ربت قلوبنا معناها ما اس��تبدلناها بشيء وال ساء خلقنا مع أحد. هذه ّ الثمرة اجلليلة أعطانا ّإياها ّ سيد ّ ّ وتفضل به��ا علينا األول�ين واآلخري��ن
وه��و رمح��ة ا للعامل�ين فامجع معي للهّ قلبك أيها القارئ الكريم وأقبل على هدي��ة صاح��ب اخلل��ق العظي��م الذي بعث��ه ا باملؤمن�ين رؤوف رحيم فقد للهّ روى اإلمام أمح��د وابن حبّان و الرتمذي عن أبي هريرة ّ :d أن س��يدنا رسول 3
ا قال :أال أخربكم بأحبّكم للهّ نيّ ّ إلي وأقربكم م جملسا يوم القيامة ؟( قاهل��ا مرت�ين أو ثالثة) قال��وا بلى يا رسول اهلل قال :أحسنكم خلقا . ات��ركك أخ��ي الق��ارئ تتل��ذذ به��ذه اهلدي��ة احملمدي��ة والعطي��ة النورانية و أق��ول يف اخلت��ام إن جمال��س الصالة ال�تي والس�لام عل��ى س��يد األن��ام ّ س��نها مش��ائخنا رض��وان اهلل عليه��م إحي��اء لليالي ربيع األنور هي الس��بيل للتعل��ق الص��وري واملعن��وي باجلن��اب النب��وي وبالتالي التخلق بتلك األخالق املصطفوية واآلداب األمحدية. ّ ه��م ارزقنا حمبّت��ه ّ الل ّ واتباعه وانهج بنا عل��ى ّ س��نته وطريقته واحش��رنا يوم القيامة حتت لوائ��ه ويف زمرته وأوردنا حوضه واس��قنا من يده ّ الشريفة شربة هنية ال نظمأ بعدها أبدا. وصلى اهلل وس��لم وبارك على ّ س��يدنا ونبين��ا و موالن��ا ّ ّ حمم��د و عل��ى آل��ه وصحبه أمجعني ومن تبعهم بإحس��ان إىل يوم الدين.
الشيخ قاسم اخلصاصي األندلسيd (1083 - 1002هـ 1673 /م )
تتزين جملة األنوار ّ احملمدية برتاجم مشايخ سلسلة أهل الطريق شيخا عن شيخ إىل ّ يف كل وقت و حني مقتبسة ذلك من كتاب «مشوش سيد الكونني العارفني» مجع و ترتيب الدكتور أمحد عبد السالم بلقايد جنل شيخنا ّ سيدي ّ حممد عبد اللطيف و الشريف حمسن احلارث و هي تقدم للقارئ الكريم َع َل ًما من أعالم طريق أهل اهلل الشيخ ّ سيدي قاسم اخلصاصي قدس اهلل سره .
هو الش��يخ اإلمام ،العارف اهلمام ،منبع التوحي��د ،ومعدن التجري��د والتفريد، حبر املعرفة الزخار ،وغي��ث املدد الوابل امل��درار ،الواص��ل الكام��ل احملق��ق، اجملذوب املقرب املستغرق ،ذو اإلشارات العلي��ة ،واحلقائ��ق الس��نية ،واملواجد الرباني��ة ،واإلش��راقات العرفاني��ة ،أبو الفضل س��يدي قاس��م بن احلاج قاس��م ب��ن قاس��م اخلصاص��ي (بفت��ح اخل��اء املعجم��ة ،وختفيف الص��اد) .به عرف. األندلس��ي أصال ،الفاس��ي دارا ومولدا ً ومنشئا وضرحيا. وقولنا :اخلصاصي نسبة إىل خصاصة وهي مدينة على ش��اطئ البحر جببل قلعي��ة ،ذات مياه وأجن��ة ،ال عمارة بها اآلن. كان بها س��لفه ،وكان هلم بها شهرة يف الوالية ،ولبعضهم بها ،وهو :سيدي مس��عود اخلصاصي ،مزارة ،ثم انتقلوا عنها بع��د خالئها إىل اجلبل املذكور، ث��م إىل ف��اس .وحك��ي عنه أن��ه قال: "حنن من األندلس ،كان سلفنا هناك قبل ورودهم على قلعية". ولد رمح��ه اهلل يف حدود واحد أو اثنني وأل��ف ،وترب��ى يتيم��ا يف حج��ر أم��ه، ألن وال��ده تويف وترك��ه يف بطن أمه، إىل أن ش��ب وبل��غ احلل��م ،وكانت له صب��وة وخلط��ة مع أت��راب له م��ن أهل حومت��ه وغريهم ،كان ه��و يذكرها
ويذك��ر م��ا صدر عن��ه م��ن األفاعيل بس��ببها ،وليع��رف الن��اس بذلك فضل اهلل وإحسانه إليه. ثم هب��ت علي��ه عواطف التوب��ة ،فجاء إىل ضريح الشيخ أبي احملاسن الفاسي من غري قصد ل��ه به ،إذ كان ال يعرفه وال يعرف امسه ،فناداه" :يا صاحب هذا الق�بر ،إن كنت وليا هلل حقا ،فنطلب من��ك أن جيمع�ني اهلل بش��يخ خندمه هلل ال خيدمه معي أحد غريي" .فجمعه اهلل بع��د ذل��ك بش��يخه األول ،وه��و: سيدي مبارك بن عبابو الكوش ،دفني خ��ارج باب اجليس��ة .فصحب��ه مدة إىل وفاته ،ثم صحب بعده العارف الفاسي، والزم��ه ،وس��لب ل��ه اإلرادة ،وفت��ح ل��ه على يدي��ه الفتح العظي��م ،وبقي يف صحبته حنوا من عش��ر سنني ،وكان يق��ول له" :أنت لي ولس��ت ألحد غريي" يشري واهلل أعلم بذلك أن فتحه كان على يده دون غ�يره ،وكان يقول له أيضا" :أنت غريب ،ليس لك أخ" يش�ير واهلل أعل��م إىل أنه غري��ب يف طريقه وعرفانه وحتقيقه. ثم بع��د وفاته ،صح��ب خليفته ووارثه س��يدي ّ حمم��د ب��ن عب��د اهلل مع��ن األندلس��ي ،وبق��ي يف صحبت��ه س��تة وعشرين سنة .وهؤالء الثالثة األشياخ هم عمدته وإليهم س��لب اإلرادة ،كما ذكره هو عن نفس��ه واحدا بعد واحد 4
د .أمحد عبد السالم بلقايد
وكان يقول :إنه لقي س��تة وعشرين ش��يخا ،أو حنوه��م ،وه��و dال��وارث لش��يخه األخري .وهو س��يدي ّ حممد بن عب��د اهلل ،أخ�بر بذل��ك تلمي��ذه وولد ش��يخه املذكور سيدي أمحد ابن عبد اهلل ويف "املقص��د" "أن��ه جل��س يوم��ا مع أصح��اب س��يدي ّ حممد بع��د موته يتحدث��ون متحريين ،كيف الس��بيل إىل معرفة وارثه؟ وس��يدي قاسم معهم. فقال هلم "ها هو الس��بع يف وس��طكم ولك��ن أين م��ن يس��تخرجه ويتفطن له". وكان رمح��ه اهلل م��ن أه��ل العناية الرباني��ة ،واألح��وال النوارنية ،والغيبة يف التوحي��د ،واالس��تغراق يف حب��ر التحقي��ق ،ق��وي احل��ال ،فائ��ض النور، فياض املدد ،تغلب عليه الغيبة تعتاده زيادتها يف حنو مخس��ة أيام من كل شهر فال يعرف فيها األرض من السماء، وال ي��أكل وال يش��رب ،إال أنه يس��أل ع��ن أوق��ات الص�لاة يف كل س��اعة، وقد يس��أل ع��ن صالة نهاري��ة بالليل. وكان إذا وق��ع ل��ه ذل��ك .ال خيرج من داره .وكانت طريقت��ه احملبة والفناء يف التوحي��د.ال يش�ير يف كالم��ه إال إليهم��ا وال يع��رج إال عليهما ،وينهض بالن��اس إىل اهلل م��ن طريقتهم��ا ،وال
الشيخ سيدي حممد بلقايد قدس اهلل سره يل��وي عل��ى طري��ق اخلوف وال يش�ير إلي��ه ،وال حي��ب م��ن يق��ف م��ع اخلوف وش��هود مس��اويه ،خمافة أن يقصر به ذلك عن النهوض إىل اهلل. وكان حيرك��ه الس��ماع ،وينه��ض قائم��ا يتواجد من غ�ير رقص ،ولكن يقف ويقرب من أهل السماع ،وكان ش��ديد احلزم يف الدين ،واتباع السنة، رفي��ع اهلمة ج��دا ،منقطعا ع��ن الدنيا وأهله��ا ،يف غاي��ة م��ن الزه��د وال��ورع، اَّ وقلة ذات الي��د ،يأكل من عمل يدهَ ،وَم��ا يَْعقِلَُه��ا إِل الَْع مِالُ��ون ويتسبب يف حانوته ،وال يقبل من أحد {العنكبوت}43/وأحوال��ه ومـقاماتــ��ه ش��يئا ولو م��ن أصحابه ،ما عدا س��يدي أمحد اب��ن عب��د اهلل .وكان حمبا آلل البيت ،معظما هلم جدا. وله كرامات كثرية ،ومكاش��فات غزي��رة ،وتصرف��ات كب�يرة ،ذك��ر بعضه��ا يف "املقص��د" وغ�يره ،ورأى اخلض��ر علي��ه الس�لام وأخ�بر ب��ه، وكانت له مع ذلك مالمات وشطحات ينك��ر ظاهرها من مل يعرف حقيقتها ومل يشاركه يف حاله.
5
كثرية ،وكراماته عظيمة ش��هرية، يكف��ي يف مس��و ق��دره وعل��و فخره خترج س��يدي أمحد بن عب��د اهلل على يديه و كانت تربيته وتهذيبه به. ق��ال يف "املقص��د" :وق��د ش��رعت هل��ذا العه��د يف تألي��ف مس��تقل يف أخباره، من كرامات وغريها ،نويت تس��ميته عن��د إمتامه "بالزه��ر الباس��م يف أخبار الش��يخ س��يدي قاس��م" ،يس��ر اهلل يف إكماله مبنه وأفضاله" .ومل تس��اعده بإكماله األقدار ،وال مسح له يإمتامه الزمان والقرار ،فانتدب حفيده العالمة أبو عبد اهلل س��يدي ّ حمم��د بن الطيب القادري لذكر مآثره وأحواله يف مؤلف يف سفر وسط مساه "بالزهرالباسم"، أو الع��رف الناس��م ،يف مناق��ب الش��يخ س��يدي قاس��م ،ومآثر من له من األشياخ واألتباع أهل امل��كارم" ،وخلص القول في��ه يف ثـمانية أب��واب ،فليطالعه من أراده. ت��ويف رمح��ه اهلل و رض��ي عن��ه يف وس��ط ليلة األحد التاسع عشر من شهر رمض��ان املعظم س��نة ث�لاث وثـمانني وألف عن حن��و اثنني وثـمانني س��نة، ودف��ن بروض��ة أش��ياخه أعل��ى مطرح اجلن��ة ،إزاء قبة الش��يخ س��يدي ّ حممد ب��ن عب��د اهلل ،وراءه ،وب�ني عليه بيت، بناه تلميذه سيدي أمحد ابن عبد اهلل، وقربه به مع��روف إىل اآلن ،عليه دربوز يزار ويتربك به .ترمج��ه يف "املقصد"، ويف "اإلمل��اع ببعض م��ن مل يذكر يف ممتع األمساع" ،و"الصفوة" ،والروض"، و"النشر" و"التقاط الدرر" .وغري ذلك.
كلمات نورانية جاد بها رجال السلسلة الذهبية إن أنوار أهل الرتبية و السلوك تسبق ألفاظهم ،فحيث وصل التنوير نفع التعبري ،فكالمهم نور و إشارتهم نور الستمدادهم من نور الوجود و السبب األعظم لكل موجود سيّدنا ّ حممد صلى اهلل عليه و آله وصبحه وسلم .فحيعلى -أيها احملب -إىل قبس من ذلك النور. وأن��ت تطلب من��ه الفضيحة احلم��د هلل وح��ده وهو يطل��ب منك الس�تر قال وصل��ى اهلل على من ش��يخنا س��يدي أبو عزة d ال نيب بعده. يف القصيدة: إخواني فـــي اهلل وحمبنا من فك��ن قائ�لا اهلل دائم��ا ي��ا أجله الفقي��ه يف كالم ربه، فت��ى إىل أن متوت أو تش��اهد املتعبد هلل يف ش��ؤونه بأمره، ذاته ،وكان السلف الصاحل س��يدي أمح��د ب��ن س��ليمان الذي��ن أصل��ح اهلل ظواهرهم علي��ك س�لام اهلل ورمحت��ه وبواطنه��م رض��ي اهلل عنهم وبركاته وبع��د :فقد بلغين ال يطلب��ون من��ه كرام��ة كتاب��ك وقرأت��ه عل��ى دور ظاهر وال كرامة باطن ،إمنا احلروف وفهم��ت ما خاطبتين كانوا يطلبون االس��تقامة ب��ه يف طري��ق رب��ك متح�يرا م��ع ربه��م ،فق��د ق��ال موالن��ا يف أم��ر نفس��ك م��ن حيث مل ع��ز وج��ل لنبي��ه وحبيب��ه تع��رف زي��ادة وال نقصان��ا، صل��ى اهلل علي��ه وعل��ى آله فأمحد اهلل الذي أهلمك لذلك الشيخ سيدي حممد اسَ��تقِْمَكَما وأشكره على ما أنت طالبه اهلربي إبن احلاج حممد اهلربي وصحبه وسلمَ :ف ْ ََ ََ ْ ُ هَّ ُ صاحب الرسالة م��ن م��والك فل��ْوال فض أمِ��ْرت {هود}112/حت��ى ��ل اللِ أوص��اف الربوبية لك��ن كن عبدا له َعَلْيُك��ْمَوَرْحَمتُ��ُهلَُكنتُ��م م َ « :ش��يبتين ه��ود ملا ق��ال ن َ ُ ِّ وال تتش��وف ألمر مل يرده من��ك ،فالذي الَْخا ِسرِ َ اسَ��تقِْم كَم��ا أمِ��ْرت ين {البقرة}64/أمل ق��ال ل��يَ :ف ْ تطلبه منه هو طالبه منك ،وأنت تطلب وأم��ا الوالية فأنت ول��ي اهلل حقا تعل��م أن يف كالمه القدس��ي: احلرية منه وهو يطلب منك العبودية، وصدق��ا ،فالقرآن يش��هد لك بها م��ن تق��رب إل��ي ش�برا عن��د اهلل ملا أودعت��ه يف صدرك تقرب��ت إلي��ه ذراع��ا إىل أن ق��ال: وم��ن أتان��ي ميش��ي وال تنازعه فيما ما أقامك فيه ،فلو كشف وال تقف مع أمر نفس��ك إن قالت أتيت��ه هرول��ة فافه��م ،واحلم��د لك ذلك الدعت نفسك أوصاف الربوبية لكن لك أنت كاذب أو أنت فاس��ق أو أن��ت خبي��ل ،إىل غري ذل��ك ،وإن هلل ال��ذي س�تر عليك ذل��ك ،وال كن عبدا له وال تتشوف ألمر مل يرده منك، قالت لك أنت ول��ي اهلل فصدقها، تنازع��ه فيما ما أقام��ك فيه ،فلو ألن كل م��ن ق��ال ال إل��ه ّ كشف لك ذلك الدعت نفسك فالذي تطلبه منه هو طالبه منك إال اهلل
6
حمم��د رس��ول اهلل صل��ى اهلل علي��ه وعل��ى آل��ه وصحبه وس��لم بش��روطها فه��و ولي اهلل ومن ك��ذب فعليه لعنة اهللّ ، إال أن تلك الوالية والية عامة ،أ ّما الوالي��ة اخلاصة فيتفاضل بعضها عن بالت ّ بعض ّ صفي والرتقي ويعطي اهلل لصاحب اهلمة العالية أكثر م��ن ذلك وم��ا ذل��ك على اهلل بعزيز واهلل يق��ول احلق وهو يهدي الس��بيل وعل��ى العهد والسالم.
تطل��ق عل��ى الق��ول والعمل (حس��ب اإلخ�لاص) اإلنس��ان إذا ص��ار مؤمن��ا كام�لا أقبل عليه ر ّب��ه ،و املؤمن قوله موافق لقلبه. ّ إن الذين ءامنوا وطبقوا ما قيل هلم. اإلميان هو أن اإلنسان يطبق ما أمر به.
س��ئـــــل مــوالنـــ��ا الشيخ س��يدي حممد بلقايد ّ قدس اهلل سره عن قوله تعاىل:
إِ َّ ن الََّذِي��ن آَمنُ��وا َوَعمِلُ��وا ا َّلص َ هَُُم ��ات َس��َيْجَعُل ل ال ِ حِ اَّلرمَْ ح ُ نُودًّا {مريم}96/
ق��ال هذا خ�بر م��ن اهلل تعاىل لعب��اده الصادق�ين ،خبـــ��ر مس��اويّ ، إن الذي��ن ءامن��وا وعملوا الصاحلات من نية وقول وعمل ثم اإلخالص. اإلمي��ان درج��ات ،ومقام��ات ،حس��ب األعم��ال وإلخ�لاص ،حس��ب حس��ن العم��ل وص��دق الني��ة وحس��ن الظن و أفضل ما حيب اهلل أن حتسن ظنك به. الذين ءامنوا مبا نزل على سيدنا حممد وطبقوا ما جاء به الرس��ول صلى اهلل عليه وعلى آله وصحبه وس��لم من الق��ول والعم��ل ،وعمل��وا الصاحلات:
الشيخ سيدي حممد بلقايد قدس اهلل سره
س��يدنا يوس��ف علي��ه الس�لام عندما رماه إخوته يف البئر جاؤوا ألبيهم فقالوا ل��ه أن الذئ��ب أكله مل يؤمنه��م فقالوا َ َ ْ ن لنَا {يوسف}17/ م ؤ م ب نت أ َوَما ُ ِ ِ ٍ ِّ أي وم��ا أن��ت مبص��دق لن��ا ،اإلميان يف اللغ��ة :التصديق ،اإلميان يف الش��رع: النط��ق باللس��ان والتصدي��ق بالقلب والعمل باجلوارح. الق��رآن يب�ين أن اإلمي��ان ه��و العم��ل هُّ ُ َوَم��ا َك َ ضي��َع إِيَمانَك��ْم ان الل لُِي ِ 7
{البقرة}143/أي صالتكم. اإلس�لام ه��و اإلستس�لام واخلض��وع ألوامر اهلل «املس��لم من س��لم الناس من لسانه ويده». اإلس�لام جمموع يف قول��هَ :وَم��ا آتَ ُاكُم ُ اَّلرُس ُ ��ولَفُخ ُ ��ذوهَُوَم��انََهاك��ْمَعْن��ُهَفاَنتُه��وا {الحشر.}7/ املراد من املس��لمني أن يطبقوا ما قيل هلم من رسول اهلل صلى اهلل علي��ه وعل��ى آله وصحبه وسلم. إذا ص��دق اإلنس��ان يف نيت��ه وقول��ه وعمل��ه ص��ار مؤمن��ا كامال ،عند ذلك ميده اهلل. الود إذا حص��ل للعبد حصلت ل��ه الس��عادة األبدي��ة ظاه��را وباطنا ،اإلنسان إذا اتقى اهلل يف ظاهره وباطنه وذكر اهلل وأخل��ص يف عمل��ه عند ذلك حيبه اهلل ألنه خلقه لعبادته. إذا كان ل��ك بس��تان وكان ل��ك ول��د ،وكل ي��وم يعمل وينهمك يف العم��ل ،حتبه أو ال حتبه؟ رمبا تعطيه بس��تان دون حماس��بة فم��ا بال��ك يف اهلل «م��ا تق��رب إلي عبدي بش��يء أحب إلي مما افرتضت��ه عليه وال يزال عبدي يتقرب إل��ي بالنواف��ل حت��ى أحب��ه »..حدي��ث قدسي. العب��د آم��ن ب��اهلل «إذا أح��ب اهلل عبدا ين��ادي جربي��ل :ي��ا جربيل إن��ي أحب فالنا فأحب��ه فيحبه جربي��ل ثم ينادي جربي��ل املالئك��ة ّ إن اهلل حيب فالنا فأحبوه فيحب��وه ،ثم يوضع ل��ه القبول
«من مل يكن يف زيادة فهو يف نقصان» . واملؤمن كل يوم يف زيادة. واملؤمن يربي قلبه على اهلل. «من أكثر ذكر اهلل برئ من النفاق» حديث نبوي شريف. «لكل شيء مصقلة ومصقلة القلوب ذكر اهلل» حديث نبوي شريف. هََّ َ َواَلتَُكونُواَكالَّذ َ ِيننَُس��وا اللَفأ َنس��اُهْم َ أُنفَسُهْم {الحشر.}19/ خلقن��ا اهلل ألجل ذك��ر اهلل َوتََزَّودُواْ َف��إِ َّ َّادِ اَّلتْق��َوى ن َخْي��َر ال��ز {البقرة.}197/ الذكر يا زاهـد الذكــــر والذكر هو اجلبــــرية من ال له نور يف الذكر هذاك خاطي املريـرة الذكر بــواب لــلقلـــب حيظيه من كل ّ عــلــة ال حتقرن ذكر اللسان. أن��ت عليك األم��ر ويأتي ربي بس��اعة الفتح. ل��ه العناية م��ن اهلل أهلم��ه إىل الطريق
يف األرض». ّ ود رب��ي :أن يقبل��ه اهلل واملالئك��ة املس��تقيم «واهلل لوال اهلل مل��ا اهتدينا» حديث نب��وي ،ه��ذا نبينا يق��ول« :من والناس ،وأن يكرهه الشيطان. إشتكى سيدنا موس��ى إىل اهلل فقال أط��اع اهلل أحب��ه اهلل وم��ن عصى اهلل ل��ه ّ إن النــ��اس يكرهوننـ��ي ،فق��ال أبغضه اهلل». ل��ه اهلل :ي��ا موس��ى أن��ا ال��ذي خلقتهم «يا عبادي كلكم ضال إال من هديته فاستهدوني اهدكم» ورزقتهم ويكرهونين». يف جن��ة اهلل ح�ين ندخله��ا جن��د هذه اخلري كله يف تقوى اهلل واآلداب مع اهلل. املودة. 8
مساحة الشيخ ّ حممد عبد اللطيف بلقايد قصيدة لألستاذ الدكتور أمحد عمر هاشم
إىل ص���اح���ب احل���س���ب امل���اج���د
وري�������ث ال�����والي�����ة ع����ن وال����د
ف��ش��ي��خ ال��ت��ق��ى واهل����دى وال��ن��دى
أط������ل ب����إش����راق����ة ال���ع���اب���د
أت���ان���ا وب��ي�ن ي���دي���ه ال��ص��ف��اء
ص����ف����اء امل���س���ب���ح وال���س���اج���د
أت����ان����ا ويف وج����ه����ه م��س��ح��ة
ب����ن����ور ت����ض����رع����ه ال����زائ����د
س���ع���دن���ا خب��ي�ر ق������دوم ع��ظ��ي��م
خل���ي��ر ول��������ي ل����ن����ا رائ������د
ب���أرض ال��ك��ن��ان��ة ك���ان اللقاء
ب����أه����ل احمل����ب����ة م�����ن ت���ال���د
ف��ي��ا رب ب����ارك ل��ع��ب��د اللطيف
ول�����ي اهل������دى واب������ن ب��ل��ق��اي��د
ع��رف��ن��اك ي��ا شيخ عبد اللطيف
ك����رمي����ا وذا خ���ل���ق راش����د
ع��رف��ن��اك ن����ورا وش��ي��خ��ا وق����ورا
ت���ق���ود دع�����اة ال��س��ن��ى ال���واع���د
ع���رف���ن���اك ش��ه��م��ا ت��ق��ي��ا نقيا
وت���دع���و إىل اخل���ال���ق ال���واح���د
وت���دع���و ال��ع��ب��اد ل����رب ال��ع��ب��اد
ل���������رب ال��������������ورى ح����ام����د
ب�����وه�����ران زاوي���������ة أش���رق���ت
ب���ن���ب���ع أله�����ل ال���ت���ق���ى راف����د
ت���ض���م اهل�������داة وط���ل��اب ع��ل��م
ع��ظ��ي��م ب��دن��ي��ا ال������ورى س��ائ��د
وأن�������ت إم���ام���ه���م���و األمل���ع���ي
و خ��ي��ر إم��������ام هل�����م ق���ائ���د
إذا م���ا أت����اك ال��ع��ص��اة اه��ت��دوا
ومل ي��ب��ق يف ال���ق���وم م���ن ش���ارد
ت���ن���ادي ع��ل��ي��ه��م جب��ن��ح ال��دج��ى
ف��ل��م ي��ب��ق يف ال���ق���وم م���ن راق���د
بطلعتك ال��ن��ور ي��ه��دي احل��ي��ارى
وي�����دع�����و مل��س��ت��ق��ب��ل خ���ال���د
ونأتيك يف كل عام بشهر الصيام
ع�����ل�����ى م������وع������د واح�������د
ف��ن��ل��ق��اك ي���ا ش��ي��خ��ن��ا ج��ام��ع��ا
ل���ق���وم���ك يف م���ن���ت���دى ح��اش��د
ف��ي��ا رب ب����ارك ل��ع��ب��د اللطيف
وىل اهل������دى واب������ن ب��ل��ق��اي��د 9
التــــواضـــــــع كثري من املتعلق�ين بالدعوة إىل اهلل وإن كانوا ال خيطر على باهلم احتقار الن��اس وال يرتكز يف بواطنهم نس��بة الغ�ير ّإىل التقص�ير لك��ن م��ن خالل اهتمام��ه وحركته للعمل يغفل عن ابتس��امة ويغف��ل عن س��ؤال عن حال ويغفل عن تقدم يف مشي أو عن إيثار يف ش��يء من الطعام وه��ذه الغفلة عن هذه األش��ياء البس��يطة توجد جباال من
عنه��ا تقوم علي��ك جبال م��ن القواطع واحلواج��ز والعوائ��ق يف دعوت��ك ال�تي إذا حبثت عن أس��بابها لن جتدها إال من َ جهت��ك كم��ا ق��ال اهلل تعاىل :أَولََّم��ا
ٌَ َ َ ُ ��د أَصبْتُ��م مثَْلْيَه��اقُلْتُ��ْم أَصابَتْك��مُّم ِصيَب��ة ق ْ َ َ أنَّىَهَذاقُْلُهَومِ ْ ن ِعنِدِّ أنُْف ِسُكْم {آل عمران }165/فيجب علينا أن ننتبه ملثل هذا.
احلبيب :عمر بن حفيظ (اليمن)
هل��م؟ ال يش��عر أه��ل الدي��ن مبنفعتنا هلم؟ ال يش��عرّأهل امللة بتواضعنا هلم؟ أنك��ون خداما صادق�ين إذا أحدثنا ما يس��ري يف النف��وس م��ن أن ه��ؤالء رأوا أنفس��هم خريا منا؟ فكيف يسري هذا الش��عور إىل قلب مس��لم من واحد ُم ْن َت ٍم إىل ه��ذا امليدان وهذه الدع��وة هذا ما ال يكون أه��ل بلداننا وأهل زمننا جيب أن يشربوا من تعاملنا كأس اإلحسان إىل املس��يء والعف��و عن��د املق��درة والتجاوز عن املخطئ. تفقد نفسك إن كان حيوم يف قلبك أن لك األفضلية واألس��بقية واخلريية عل��ى الغ�ير فاعل��م أن��ك مل تأخ��ذ أول خطوات الس�ير وأول حقيق��ة االتصال بهذا النور هذا النور نور سجود والسجود مظه��ر ذل��ة للمعب��ود ف�لا تستس��قى حقيقة العزة والشرف إال به.
فالبد أن نوط��ن قلوبنا على أننا خدمة أه��ل الكون ويطل��ع اهلل على قلوبنا نعتقد إمكانية أن يش��فع يف أحدنا ي��وم القيامة من هو اآلن كافر يس��لم فيعلو ش��أنه عند احلق فيكون سببا األوه��ام فيظن��ون ب��ك الظن��ون كأن يف الش��رف أن أدرك��وا الذي��ن حن��ن خلالصك يوم القيامة ميكن ذلك. يظن��وا أن��ك ش��امخ بنفس��ك أو مغرت اخلدمة ..فنحن اخلدام ،أنكون خداما بدعوت��ك وم��ا إىل ذل��ك وبه��ذا تع��رف صادقني ثم ال يشعر املسلمون خبدمتنا من الذي أبعد إمكانية هذا؟ ما يبعده عظم��ة اآلداب النبوية ال�تي إذا غفلت 10
إال ع��دوك ال��ذي أب��ى الس��جود ألبيك ويريد أن تتصل حببل��ه أيضا وتقرب م��ن مس��لكه ويبعد عنك ه��ذا فقل ل��ه ال بع��د إذا كان ه��ذا اعتقادنا مع الكافر فكيف مع املس��لم العاصي؟ إذا فكيف يكون أدبنا مع القائمني بالطاع��ة واخلري؟ إذا رس��خ فينا األدب النب��وي حت��ى توقعن��ا حص��ول ه��ذه الش��فاعة من ذل��ك الكاف��ر فكيف أدبنا إذا مع املؤمن الصادق.
حنن عامل��ون ملرضاة مقل��ب القلوب . فألج��ل ذلك عندن��ا ألهل اإلس�لام مع ختالفه��م الكب�ير ،حمب��ة عل��ى ق��در إس�لامهم وم��ا عندهم من إمي��ان وفرح مب��ا لديهم من اخلري إن كان ذرة فذرة أو ذرتني فذرتني أو حبة فحبة أو حبتني فعندنا فرح حبتني.
معارض��ون ومنتق��دون وخمالف��ون م��ن أخيار وأش��رار صاحلني وفاس��قني مس��لمني وكف��ار أن��ت إن كنت يف ش��ك من هذا املس��لك واملنه��ج فاتبع من ش��ئت والساحة عنك غنية وإن كنت على يق�ين أنه اهل��دى وم�يراث النبوة وأن��ه حقيق��ة ترمج��ة العهد م��ع الرب فال تتأث��ر من كالم أح��د يكون من م��ا علينا م��ن البيان نؤدي��ه وما علينا كان. م��ن اإلحس��ان نؤدي��ه ،وم��ا علين��ا من
نتوق��ع ه��ذا ونعل��م إمكانه م��ع متام معنى العزة عل��ى الكافرين فكما أن��ي أقيم احلد على من ثبت عليه ذلك تطه�يرا ومس��اعدة وتعرض��ا بس��ببه لفض��ل اهلل فيكون ذلك س��ببا خلري اجملتمع فكذلك حنم��ل راية اجلهاد عل��ى الكف��ار امتث��اال ألم��ر اجلب��ار وصدق��ا يف حمبته وحمبة رس��وله إس�لامهم أح��ب إلين��ا م��ن أن نغنم من أمواهلم أو جنتاح ديارهم فإسالم الواحد منهم أحب إىل قلوبنا من ملء الدنيا مبا فيها.
هذه آداب النبوة اليت محلها الصحب الذين تعلموا اإلحسان إىل األسرى املشركني فكيف إحسانهم للمؤمنني؟ إن��ه كان��ت لتق��ع يف ي��د أحده��م الكسرة والتمرة فيكتفي بالتمرة ويدف��ع الكس��رة لعزته��ا وقلته��ا ً ن��ادرا وحيبها الناس ولكونها حتصل فيدفعها لألسري املشرك بعد أن مسعوا نبيهم يوصيهم باإلحسان إىل األسرى .املنه��ج عندن��ا جل��ي واحلج��ة عندن��ا الثبات وعدم مباالة مب��ا يقولون نقوم واضح��ة ال تقب��ل الش��ك وال االرتي��اب ب��ه ،وم��ا علين��ا من ربن��ا م��ن رمحتهم حن��ن م��ن ه��ذه اإلنطالقة نكتس��ب ولس��نا مكلفني بتقليب القلوب بل نق��وم به إذا فال تأخر عندنا يف عزم وال ثباتن��ا وق��وة يقيننا وإال فف��ي األرض 11
يف عم��ل ،وال يف قول قائ��ل على ظهر األرض واملهمة توجهت علينا مبواصلة العم��ل والس��رعة فيه واجلد ،واملش��ي احلثي��ث ،فالقي��ام ب��ه عل��ى قاع��دة اللط��ف والعط��ف والرمح��ة والبي��ان واالختيار األنس��ب ،والرتفع عن مجيع س��وء الظن��ون ،والس��باب والش��تائم وشغل أنفس��نا مبا يعود بالنفع على ال��كل ،لس��نا مث��ل ه��ذا ،وال ندع��و هلذا ،وال حنب ه��ذا ،إمنا حنب املقابلة باخللق النبوي إحسانا وتواضعا وثباتا وبيانا ،كل من اليقبل قد علمنا أنه يف ه��ذه احلالة ويف هذه الس��اعة إرادة مقل��ب قلبه فيه غري م��ا أردنا فما حنن بآهلة مع اهلل نقول :سخر إرادتنا واترك إرادتك ،ب��ل نعذر ذلك اإلنس��ان بذلك ونرتق��ب له م��ن مقلب القل��وب عطفة ورمحة توقف��ه على اهل��دى والصواب، وإذا تيقن��ا ل��ه س��يئة ..فال ننس��ى له حس��نة نعرفها وإذا تيقن��ا له مذمة فال ننك��ر فيه حممدة ندريها و إذا تيقنا في��ه معاي��ب ..فال نتغافل ع��ن مناقب حتل��ى به��ا و ش��غلنا يف احلدي��ث عن املناقب والفضائل وذكر احملاس��ن هو األص��ل يف منهجنا وأما األصل يف تلك الرذائل واملس��اوئ والعيوب السكوت عنها ينبغي أن يفيض هذا فينا ،حتى يستجلى ذلك يف كل من مر بنا ورآنا من بعيد فضال عم��ن كلمنا ،فضال عمن جلس معنا ال بد أن تستجلى فينا صفة أذلة على املومنني .وتفيض فينا فائض��ة الرمح��ة خلل��ق اهلل ،وتعظيم املومنني والتواضع والذلة هلم فال بد أن يرتسخ فينا هذا الوصف ،حبيث يشعر كل مؤم��ن لقينا بأن قلوبنا تكن له احملب��ة والتقدي��ر ،وتأمل ه��ذا الوصف
في��ك ،والب��د أن ي��زداد ق��وة على ممر أو ج��اء ش��رعه لنا حبس��ن الظ��ن فيمن األيام ،وإال كنت صورة يستجلى فيها صغ��ر أو كرب م��ن أهل امللة واإلس�لام والعياذ باهلل اإلعراض عن املس��لمني ،كلهم؟! والرتفع والتكرب عليهم . فلماذا ختالف شرعه؟ وتقصر حسن ،ظنك على ظاهر أو مشهور ،أين حسن فهذه ليس��ت م��ن أوصاف س��يدنا (ليس��ت من خ�لال قائدنا) ،ليس��ت من ظنك بهذا الفقري ،وه��ذا الضعيف نعوت قدوتنا وأس��وتنا ،كل واحد منا واملسكني ،أما شرع اهلل عز و جل البد أن يرسخ فيه هذا الوصف ،وصف حسن الظن ب��ه ،أم��ا أح��ب اهلل منك الذلة على املومنني ،والتواضع للصغري إحرتامه ،أما أحب اهلل منك إكرامه. والكب�ير من أج��ل اهلل واحلرص على كان سيد الوجود حممد حبيب أن نك��ون خدام��ا ،فف��ي ذل��ك فوزن��ا الرمحن يبدأ من لقيه بالسالم من وعزن��ا نك��ون خدام��ا أله��ل الدي��ن ،كل صغري أو كبري ،وأبيض وأسود، نكون خداما هلذه امللة نكون خداما وأمحر وأصفر ،حتى صبيان وفقراء للمس��لمني وخصوص��ا م��ن اليؤبه له املسلمني ،بل كان حيب الفقراء ،ب��ل كانت قاص��ر النظ��ر إذا ج��اء صاح��ب املعرفة وجي��ل��س معهم بني الناس بش��يء من املنزلة واملكانة اجلارية من جواري املدينة لتأخذ بيده ينظر إليه بش��كل م��ن التعظيم ،أما فتذهب به حيث شاءت عليه الصالة إذا أت��ى من ال يؤبه له ،فال يلتفت إليه ،والسالم .أين نشاهد هذه األخالق، وال يوس��ع ل��ه يف اجملل��س ،وال يقدمه نسافر إىل أين حتى جندها؟ إن ماتت وه��ذا من احلرم��ان وم��ن النقصان ومن هذه األخ�لاق يف األمة ماتت حقائق اخلس��ران وإذا قص��ر نظ��رك على أهل الدين بينهم ،وحقائق الصلة بصاحب اهليئات أو املعروفني أو املش��هورين بني األخالق ،وصار الناس صوريني الن��اس فأن��ت صاح��ب ح��س ال معنى ،فأين حيصل هلم النظر من اهلل إن اهلل وصاحب شكل ال عقل. ال ينظر إىل صوركم
أصحاب األش��كال هم الذين ميجدون ويعظم��ون وينتبه��ون ألصحـــ��اب الرتب والظه��ور والش��هرة وال يلتفتون إىل الضعف��اء مم��ن مظهره��م مظه��ر املسكنة ممن ال يؤبه هلم . فأي��ن صحة معاملتك مع اهلل تعاىل إذا مل تقب��ل عل��ى الضعيف واملنكس��ر والفقري واخلامل وصاحب الذلة حبسن الظن والتواضع واألدب وإرادة خري ؟ أين صحة معاملتك مع اهلل ،هل ش��رع اهلل لن��ا التواضع مل��ن أظهره و أش��هره فقط 12
جي��ب عل��ى الواح��د من��ا أن حي��رص عليه��ا ،فيكون مظه��ره مظهر لطف، ومظه��ر رمح��ة ،ومظه��ر حس��ن ظ��ن، ومظه��ر تواض��ع ،ومظهر ذل��ة ،ومظهر ح��رص على اخلدمة لكل من صغر أو كرب.
صفوة الشواهد يف مشروعية اإلنشاد والسماع يف املساجد يق��ول اهلل تع��اىل يف حمك��م يَزُِيدفِي الَْخلِْقَمايََشاء {فاطر}1/ َ ُ��و قال س��اداتنا ابن كث�ير والقرطيب يف التنزي��ل قُ��ْل َه��ِذهِ َس��بِيلِي أْدع هّ اللَِعَل��ىبَ ِصَ�يرةٍَأنَْ ��اَوَم��ن تفس�يريهما نق�لا ع��ن اإلم��ام الزهري إِىَل ِ َّاتبَعن {يوس��ف }801/فاملقصود وابن جريج يف ذلك :يعين حسن الصوت َ d
د .الطاهر برايك (اجلزائر)
صحة أعمال املسلم يف الطريق إىل اهلل ورواه ع��ن الزهري س��يدنا البخاري تعاىل والس�ير إليه ،وحتقي��ق األحوال يف األدب املف��رد وإىل ه��ذا ذهب أكثر واألفع��ال واألق��وال على نور الش��ريعة املفس��رين كالنس��في والبيض��اوي فانصر األنصار واملهاجره واخل��ازن ،وهو اس��تدالل على اإلطالق مبيزان الكتاب والسنة النبوية . املكاني الس��يما مبا يكون مرضيا وروى س��يدانا البخاري و مسلم رضي اهلل عنهما يف صحيحيهما عن سيدنا ولق��د كث��ر احلدي��ث ح��ول االنش��اد بعني الشرع . عمر d والس��ماع ومش��روعيته ال س��يما يف م��ر ُ س��عيد بن املس��يب قال َّ : املناس��بات الش��ريفة ال�تي جيتمع فيها وم��ن الس��نة النبوي��ة م��ا رواه س��يدانا فلح َظ��ه يف املس��جد وحس��ان ُينش��دِ ، املس��لمون لذك��ر اهلل تع��اىل وم��دح البخاري ومس��لم رض��ي اهلل عنهما يف عم��ر dأي نظر إليه نظ��رة إنكار، ُ ،ونعمد س��يدنا املصطف��ى فقال :كنت أنش��د وفيه من هو قالت األنصار يوم اخلندق :حنن الذين هن��ا من خ�لال هذه األس��طر إىل خري منك ،يريد رس��ول اهلل ذكر بعض الش��واهد الشرعية بايعوا حممدا على اجلهاد ما بقينا أبدا .ث��م التف��ت إىل أبي هري��رة فقال ُ َ َ نش ُ يف مش��روعية ذلك يف املس��اجد رس��ول أمسعت ��دك باهلل «أ ِ :ال عيش إال عيش اآلخرة عل��ى وج��ه اخلص��وص حلجي��ة فأجابهم النيب يقول « :يا حسان أجب اهلل ع�ني ،الله��م أيده ب��روح ُ اإلنشاد عامة . القدس؟ فانصر األنصار واملهاجره قال :نعم . ونقص��د باإلنش��اد والس��ماع يف هذا الس��ياق م��ا كان يف احلضرة صحيحيهم��ا عن س��يدنا أن��س dأن وروى س��يدنا مس��لم يف صحيح��ه عن كان ينق��ل سيدتنا عائشة gقالت :كان النيب األحدية بالثناء على اهلل الذي ليس من س��يدنا رس��ول اهلل ً ش��يء أحب إليه من��ه والرجاء يف فضله َّ منربا يف املس��جد يض��ع حلس��ان الل�بن م��ع الق��وم يف بناء املس��جد وهم ً قائما يفاخر عن رسول اهلل يقوم عليه والدعاء له ،وم��ا كان متعلقا بذكر يرجتزون : َ وسريته العطرة سيدنا املصطفى حس��ان ،ويق��ول « إن اهلل يؤي��د ُ َ ومعجزات��ه وح��ب الصحاب��ة واملؤمنني اللهم ال عيش إال عيش اآلخرة بروح ُ ُ القدس ما نافح أو فاخر عن رسول ل��ه ووصفه م��ن ناحييت َخ ْلق��ه ُ وخ ُلقه . فانصر األنصار واملهاجرة اهلل وتش��ويق املؤمن�ين لرؤيت��ه وورود وروى س��اداتنا البخ��اري ومس��لم وروى س��اداتنا الرتم��ذي وق��ال حدي��ث احل��وض معه ي��وم القيامة ث��م العيش والرتم��ذي وأمح��د والبيهق��ي fعن حس��ن صحيح والنس��ائي وأب��و يعلى معه يف جنة اخللد على مطية الش��وق س��يدنا أن��س dق��ال :قال��ت األنصار والبغ��وي والبيهق��ي وأب��و نعيم وابن واهليام . يوم اخلندق :حنن الذين بايعوا حممدا حب��ان عن س��يدنا أنس dأن س��يدنا دخ��ل مك��ة واب��ن رواحة واألدل��ة من الق��رآن الكري��م كثرية عل��ى اجلهاد م��ا بقين��ا أب��دا .فأجابهم الن�بي :ال عيش إال عي��ش اآلخرة ميشي بني يديه وهو يقول : يف ه��ذا الص��دد و منها ق��ول اهلل تعاىل الن�بي
13
س��لمة بن األك��وع dق��ال :خرجنا خلوا بين الكفار عن سبيله إىل خيرب فسرنا ليال مع رسول اهلل اليوم نضربكم على تنزيله فق��ال رجل من القوم لعامر بن األكوع أال تس��معنا من هنيهات��ك ،قال وكان ضربا يزيل اهلام عن مقيله عامر رجال ش��اعرا فنزل حي��دو بالقوم ويذهل اخلليل عن خليله يقول : يا رب إني مؤمن بقيله اللهم لوال أنت ما اهتدينا
فق��ال عمر dيا اب��ن رواحة بني يدي ويف ح��رم اهلل تق��ول رس��ول اهلل :خ��ل عنه يا فاغفر فداء لك ما اقتفينا ش��عرا؟ فقال الن�بي عمر فلهي أسرع فيهم من نضح النبل . وثبت األقدام إن القينا وروى اإلمام أمحد يف املسند من حديث وألقني سكينة علينا إحيـــاء ليلة املولد النبوي الشريف بسماع و مدائــح س��يدنا أن��س بن مالك dأن احلبش��ة كان��وا يزفن��ون يف مس��جد س��يدنا إنا إذا صيح بنا أتينا عائش��ة رضي اهلل عنه��ا قالت « كان ،وق��ال اإلم��ام الن��ووي رس��ول اهلل يتناش��دون أصح��اب رس��ول اهلل dيف ش��رحه عل��ى صحي��ح عنده الشعر وهو يبتسم . ال بأس بإنشاد الشعر يف املسجد إذا كان سيدنا مسلم :يزفنون :من الزفن وأما م��ا وقع يف غ��زوة حنني مبا يعين الرقص ،ويقولون بكالم مدحاً للنبوة أو اإلسالم ،أو كان حكمة أو يف رواه س��اداتنا البخ��اري ومس��لم هل��م :حمم��د عبد ص��احل ،فقال أنواع من ذلك وحنو الزهد أو األخالق، مكارم وأمح��د والرتم��ذي و النس��ائي «م��اذا يقولون؟ رس��ول اهلل يف عم��ل الي��وم والليل��ة رض��ي « فقي��ل له إنه��م يقولون حممد اخلري :أنا النيب اهلل عنه��م بقول��ه عب��د ص��احل ،وروى اإلم��ام البزار ال ك��ذب أن��ا اب��ن عبداملطلب، يف مس��نده مبا صحح��ه احلافظ علينا عولوا وبالصياح فقد وقع منظوما من غري قصد منه إىل اب��ن القط��ان يف كتاب��ه « النظ��ر يف َّ أح��كام النظ��ر» أن احلبش��ة كانوا فقال رس��ول اهلل من هذا الس��ائق؟ ذلك لقوله تعاىل َوَماَعلْمنَاهُ الشْعَرَوَما نهُ��َو إاَّل ذْ ِكٌرَوقُْرِّ ٌ قالوا عامر ب��ن األكوع ،فقال :يرمحه يَنَبغِيلَُهإِ ْ آن يقولون :أبو القاسم طيب . ِ اهلل . ني {يس. }96/ ُّمبِ ٌ وانطالق��ا من من قول س��يدنا رس��ول اهلل مب��ا رواه س��يدنا مس��لم dوروى س��يدنا البخ��اري يف صحيح��ه وروى اب��ن أبي ش��يبة يف املصنف ويف َ لخْ ْ وغ�يره وجعل��ت ل��ي األرض مس��جدا بكت��اب األدب وس��يدنا مس��لم يف األدب ْ عن س��يدنا أ ِبي َج ْع َف ٍر ا ط ِم ِّي َ هَّ الل ْب َن َر َو َ اح َة ،d وطهورا فإن إنش��اد الش��عر بني يديه صحيح��ه بكت��اب اجله��اد رضي اهلل َ ،dأ َّن سيدنا َع ْب َد ِ ُ ُ ُ َ بي بن كعب َ ُ ُ َ َ d يف أي مكان حيقق مشروعيته عنهما عن س��يدنا أ ّ َاء : ��ج َد قب ٍ كان َيقول و ُه ْم َي ْبنون َم ْس ِ ال َر ُس ُ ال المَْ َساج َداَ ،ف َق َ قال « إن من « أ ْف َل َح َم ْن ُي َع ُ لدوام حضور وش��هود سيدنا رسول اهلل أن س��يدنا رسول اهلل ول ِ هََّ لمَْ جِ َ َ َ َ َ ُ هَّ ملعية اهلل تعاىل . الشعر حكمة . الل الل ��اجدا ،فق��ال ع ْب��د ِ ِ :اُ َس ِ آن َقائ ًما َو َقاع ًداَ ،ف َق َ ْ ُْ ال ِ َ : dو َيق َرأ الق ْر َ ِ وق��د روى س��يدنا البخ��اري dيف و روى س��يدنا الرتمذي dيف س��ننه هَّ ُ هَّ َ َ َ: َ ُ الل ق الل ��ول س ر اع ًدا ،ف َقال َع ْب ُد ِ ِ ِ صحيح��ه بكت��اب األدب عن س��يدنا وقال حديث حس��ن صحيح عن سيدتنا َ :dوال َيب ُ َّ ��ه َراق َداَ ،ف َقالَ َ ْ ُ َ ي��ت الل ْيل عن ِ ِ
وال تصدقنا وال صلينا
14
ديني
ــح دينية على صاحبها أفضل الصالة و أزكى التسليم
ُ هَّ الل َر ُسول ِ
َ :را ِق َدا .
ومن أقوى الشواهد يف إثبات مشروعية إنش��اد الش��عر يف املس��جد م��ا أخرج��ه س��يدنا مس��لم يف صحيحه ويف فوائد أب��ي احلس�ين ب��ن املظف��ر رض��ي اهلل عنهم��ا َعن س��يدنا أ َنس ْب��ن َما ِل ٍك d َ ِ ِ ِ َ ،ف َق َ َق َ الَ « :جا َء أ ْع َر ِاب ٌّي ِإلىَ الن ِّ ال: َّبيِ َ َ َ َ هَّ الل ،أ َت ْي َن َ اك َو َما َل َنا َب ِع ٌ ري َي ِئ ُّط يا ر ُسول ِ ََ َ ْ َوال َصبيِ ٌّ َي ْصط ِب ُح َوأنش َد ُه : َ أ َت ْي َن َ اك َو ْال َع ْذ َرا ُء ُي ْد َمى ِلب ُ َان َها َ ُ َو َق ْد ُشغ َل ْت أ ُّم الص ِّ َعن ِّ الط ْف ِل ِ َّبيِ ِ الس ِت َ َوأ ْل َقى ب َ ك َّف ْي ِه ْال َف َتى ْ ك َان ٍة ِ َ ُ لجْ َ وع َض ْع ًفا َما يمَ ُ ُّر َو َما يحُ ْ ِلي ِمن ا ِ
َوال َش ْي َء ممَِّ ا َيأ ُ ك ُل َّ الن ُ اس ِع ْن َد َنا ْ لحْ َ َ ْ ام ِّي ْال ِع ْل َه ِز ْال َف ْش ِل ِس َوى ا ْنظ ِل ال َع ِ َو َل ْي َ س َل َنا ِإال ِإ َل ْي َك ِف َرا ُر َنا
هَّ َوأ ْش َخ َ ص ِم ْن ُه ِإ َل ْي ِه ْالب َ َص ْر َص ِع َد المِْ ْنبرَ َ َ ،ف َح َم َد الل َع َّز َو َج َّل َوأ ْث َنى لىَ َ َ َّ��مــاءَ ،و َق َ َ َ : ــال الس ��ه َو َر َف َع َي َد ُه ِإ َع َل ْي ِ ِ ُ َ ْ َ َ َ اء ِّ الر َدا « َّ يعا فل ْم َيك ِإال ك ِإلق ِ ً اس َ َ ً الل ُه َّ ��ر ً ��م ْ ِ ��قنا غ ْيث��ا ُم ِغيث��ا َس ِ َغ َد ًقا َطب ً ء َح َّتى َرأ ْي َنا ُه ُم َ َقا َعاجال َغيرْ َ َرا ِئ ٍث َنا ِف ًعا َغيرْ َ ول ُّ الد َر ْر ِ ِ َ َ تمَ ْ ُ الض ْر َع َو ُت ْن ُب��ت ب ِه َّ الز ْر َ أل بِ��ه َّ ض ٍّ ، ع ار ِ ِ ِ ْ ْ ُ َ َ َ ِدقاق ال َغ َ َّ َ َ اق ُع ب ال م ج ي ل ا ز َ ِ تحُ ْ ض َب ْع َد َم ْو ِت َها َو َ ��ه األ ْر َ ِ كذ ِلك َو ِيي ِب ِ َ َ هَّ هَّ أ َغ َ الل َما َر َّد َي َد ُه ِإلىَ نحَ ْ ِر ِه يخُ ْ َر ُج ��ون .ف َو ِ اث ِب ِه الل َع ِل َّيا ُم َض ْر َ ُ َْ ��ت الس َ َّ��ما ُء ِبأ ْد َوا ِئ َه��اَ ،ف َد َخ َل َحتَّ��ى َألق ِ َ َ َ َ َ َ َ َ هَّ الل َوكان ك َما قال أ ُبو طا ِل ٍب أ ْه ُ ��ل ْالب َط َان��ة َي ِع ُّج َ َ ��ونَ :يا َر ُس��ول ِ ِ ِ َّ��ماءُ ،ث َّم َق َ ��ع َي َد ُه إلىَ َْ ��ر َق َ .ف َر َ َ ان ل َذ َ ْ َ َ ُ َ َ اك الخْ َ برَ ْ ال الس غ ال ف َ َ ِ ِ وهذا ال ِع َي ِ َّ « : َ َ َ نجْ َ َ َ الل ُه َّ ��م َح َو َال ْي َنا َوال عل ْينا .فا اب هَّ ْ َف َم ْن َي ْش ُ كر الل َيل َقى المَْز َ يد اب َع��ن المَْ ِد َ ��ة َح َّتى أ ْح َ َّ��ح ُ ِ الس َ ��د َق ِب َها ِ َ ين ِ ِ َ هَّ َ ُ َ كاإل ْ َ َ ْ َ ْ ُ هَّ ك ِل الل الل َي ْل َقى ْال ِغيرَ ْ يل ،ف َض ِحك َر ُسول ِ و َمن يكف ِر ِ ِ َ ��د ْت َن َو ُ ُ ُ َّ َ َ َح َّتى َب َ هَّ َ ُّ ِ اج��ذه ،ثم ق��ال « :للِ ِ در َ َ َ َ ُ هَّ أبي َطا ِلب َل ْو َ : الل ك َ ان َح ًّيا َق َّر ْت َع ْي َنا ُهَ ،م ْن فقال ر ُسول ِ ٍ َِ َ َ َ َ ُ َ ْ ُ ُ ُ َ ْ َ ْ ُّ َ َ َ َ ُ ب ل ا ط ي ب أ ن ب ي ل ع ام ق ف ؟ ه ل و ق د ش ن َي ِ اع ًرا محُ ْ ِس ًنا فق ْد ْ ِ هٍَّ َِ أح َس ْنت «إ ْن تك ْن ش ِ ِ َ َع َل ْيه الس ُ َ َ الل َّ�لام ،ف َقالَ :أ َنا َيا َر ُس��ول ِ ِ وق��ال احلاف��ظ احملدث الغم��اري رمحه أ َر ْد ُت : َ اهلل :إن الذكر باألنغام يس��هل على َوأ ْب َي ُ ض َي ْس َت ْس ِقي ْال َغ َم َ ام ِب َو ْج ِه ِه النفس اإلكثار من الشعر واملديح بال َ َ امى ِع ْص َم ٌة ِلأل َر ِامل س��آمة وال مش��قة ،فاألنغام مع الذكر َر ِب ُ يع ْال َي َت َ ِ وس��يلة إىل خصلت�ين حمبوبت�ين، َ ُ ُ لهْ ُ ُ اش ٍم آل َه ِ تلوذ ِب ِه ا الك ِم ْن ِ وذلك ألن اإلكثار من الذكر حمبوب َف ُه ْم ع ْن َد ُه ن ْع َمة َو َف َواصل كما أن محل النفس على ما تطيقه ِ فيِ ِ ٍ ِ ِ م��ن األعم��ال حمب��وب كم��ا ج��اء يف هَّ َ َّ الل َيأ ِوي محُ َ َّم ًدا كذ ْب ُت ْم َو َب ْي ُت ِ احلديث الذي رواه الش��يخان رضي اهلل ْ ون ُه َو ُن َناض ُل عنهما عن س��يدتنا عائش��ة رضي اهلل َولمََّا ُن َقا ِت ُل ُد َ ِ عنها «عليكم من العمل ما تطيقون َو ُن ْس ِل ُم ُه َح َّتى ُن ْص َر َع َح ْو َل ُه ف��واهلل ال مي��ل اهلل حتى متل��وا ،وإذا كان كذل��ك فاألنغ��ام م��ع الذك��ر َف ُن ْذ ِه ُل َع ْن أ ْب َنا ِئ َنا َوالحْ َ ال ِئ ِل َ مس��تحبة ألن ما ثب��ت للمقاصد يثبت ُ هَّ َف َق َ « :أ َج ْ ��ل َ .ف َق َ الل ال َر ُس��ول ام للوسائل . ِ َ ََ ََ َ َ ٌ كنانة ،فقال : َر ُجل ِم ْن ِ
َل َك الحْ َ ْم ُد َوالحْ َ ْم ُد ممَِّ ْن َش َ ك ْر ُس ِق َ ينا ِب َو ْج ِه النَّبيِ ِّ المَْ َط ْر
َوأ ْي َن ِف َرا ُر َّ اس ِإال ِإلىَ ُّ الر ْس ِل الن ِ َ هَّ َد َعا الل َخا ِل َق ُه َد ْع َو ًة هَّ ُ َف َق َ َ يجَ ُ ُّ��ر ِر َدا َء ُه َح َّتى الل ام َر ُس��ول ِ
15
أو ما ترى اإلبل اليت هي ويك أغلظ منك طبعا
فل��و كان الغن��اء حراما م��ا كان يف تصغى إىل قول احلداة بيت رس��ول اهلل وقد أنكره أبو بكر وتقطع البيداء قطعا بفضل بظاه��ر احل��ال فأقره الن�بي ه��ذا وق��د أمج��ع كب��ار علم��اء األمة الرخص��ة والرفق باخلليق��ة يف إمجاع وفقهاؤه��ا عل��ى مش��روعية الس��ماع القل��وب ثم ق��ال :وكل حدي��ث يروى واإلنش��اد يف بيوت اهلل تعاىل بل منهم يف التحريم آو آية تتلى فيه فإنه باطل من وظفه��ا ودعا إليها ملا هلا من حتقيق س��ندا باطل معتقدا خربا وتأويال وقد رخص يف الغناء يف لس�ير النف��س عل��ى مطي��ة الش��وق ثبت أن الن�بي وق��ال اإلم��ام الس��هروردي رمح��ه اهلل واألن��س إىل اهلل تع��اىل وح��ب س��يدنا العيدي��ن ويف البكاء عل��ى امليت من تع��اىل :املنك��ر لإلنش��اد والس��ماع غري نوح والتعلق به . رسول اهلل يف املس��جد إما جاهل بالس��نن فقد قال اإلمام النووي d واآلث��ار وإم��ا جاه��ل الطب��ع ال إن الذكر باألنغام يسهل على النفس ذوق ل��ه وأش��ار بالس��نن إىل يف شرح صحيح سيدنا مسلم اإلكثار من الشعر واملديح بال سآمة وال مشقة أن��ه كان م��ا صح عن��ه « ال ب��أس بإنش��اد الش��عر يف ً ل��ه ش��عراء يصغ��ي اليه��م يف مدحا للنبوة املسجد إذا كان أو اإلس�لام ،أو كان حكم��ة أو يف وق��ال احلاف��ظ اب��ن حجر العس��قالني املس��جد وغ�يره منهم حس��ان ب��ن ثابت مكارم األخ�لاق ،أو الزهد وحنو ذلك رمحه اهلل يف فتح الباري ش��رح صحيح وابن رواحة رضي اهلل عنهما واستنشد البخ��اري َّ : حتص��ل من إنش��اد قصيدة أمية بن الصلت واستمع إليه كما يف من أنواع اخلري». d كع��ب بن زه�ير بني يدي رس��ول صحيح مسلم . وق��ال اإلم��ام أب��و بك��ر اب��ن العرب��ي ال�بردة ع��دة وإعطائ��ه اهلل وق��ال اإلم��ام الفقي��ه خلي��ل ب��ن املالكي رمحه اهلل تعاىل ش��ارح سنن سنــــن منهــا إباحة إنشــاد الشعـــر ٍ عبدالق��ادر الش��يباني النح�لاوي الرتم��ذي ال ب��أس بإنش��اد الش��عر يف و اس��تماعه يف املس��اجد و اإلعط��اء الدمشقي رمحه اهلل يف الباب السبعني املس��جد إذا كان يف مدح الدين م��ن كتاب��ه «ال��درر املباح��ة يف وإقامة الش��رع وقال أيضا أما ال بأس بإنشاد الشعر يف املسجد إذا كان احلظ��ر واإلباح��ة» و يف الفتاوى االستعارات والتشبيهات فمأذون اخلريية بعد نق��ل أقوال العلماء بها وإن استغرقت احلد وجتاوزت يف مدح الدين وإقامة الشرع واختالفهم يف مس��ألة الس��ماع : املعتاد واس��تدل بإنش��اد س��يدنا الغناء وهو الس��ماع ،وأما مساع كع��ب ب��ن زه�ير س��يدنا النيب علي��ه ،و هو م��ا قاله اإلمام الس��فاريين الس��ادة الصوفي��ة رض��ي اهلل عنه��م ح�ين ج��اء تائبا حي��ث ق��ال :بانت رمحه اهلل تعاىل يف غذاء األلباب شرح فبمع��زل عن ه��ذا اخلالف ب��ل ومرتفع س��عاد فقليب اليوم متبول وقال أيضا منظومة اآلداب . ع��ن درجة اإلباح��ة إىل رتبة املس��تحب يف كتابه أحكام القرآن «وأما الغناء فإنه من اللهو املهيج للقلوب عند أكثر و ق��ال س��لطان العلم��اء الع��ز بن عبد كما صرح به غري واحد من احملققني العلم��اء منهم مالك ب��ن أنس وليس يف الس�لام رمح��ه اهلل تع��اىل :أما مساع . القرآن وال يف السنة دليل على حترميه اإلنش��اد احمل��رك لألح��وال الس��نية ويقول -بتصرف بسيط : -وملا كانت أم��ا يف احلديث الصحيح فالدليل على املذك��ر لألم��ور األخروية ف�لا بأس به الغاي��ة من اإلنش��اد اإلرش��اد واملواعظ إباحته فإن أبا بكر دخل على عائشة بل يندب عند الفتور وسآمة القلب وال والفوائ��د حيث إن م��ن طبيعة مساعه وعندها جاريتان حاديتان من حاديات حيظ��ر إال عم��ن يف قلبه ه��وى خبيث إث��ارة كوام��ن النف��وس وتهيي��ج األنصار ثم ساق احلديث بتمامه وقال :فإنه حي��رك ما يف القلب .وثم قال العز مكنون��ات القلوب مبا فيها من األنس
يف تفسريه :وأما األشعار والتشبيهات فمأذون بها وقد أنشد كعب dعند بانت س��عاد القصيدة رس��ول اهلل املشهورة فاس��تمعها ومل ينكر عليها ش��يئا وفيها االس��تعارات والتشبيهات حت��ى ش��به الريقة باخلم��رة وكانت حرمت.
16
َ َ َ َْ َ َ باحلضرة القدس��ية والشوق إىل األنوار ويح نفسي ال أراها أبدا ��ب أْو ألَْق��ى ا َّلس��ْمَعَوُهَو كان ل��ُه قل ٌ احملمدي��ة ،فس��ماعهم يث�ير أحواهل��م يد {ق. }73/ يف مجيل ال وال يف أدب َشهِ ٌ
احلس��نة ويظه��ر وجده��م ويبع��ث س��اكن الش��وق وحي��رك القل��ب وملا كان��ت قلوبهم بربه��م متعلقة وعليه عاكف��ة ويف حض��رة قرب��ه قائم��ة فالس��ماع يس��قي أرواحه��م ويس��رع يف س�يرهم إىل اهلل تع��اىل وعلى ذلك الميك��ن قي��اس األب��رار بالفج��ار وال الصاحلني على الطاحلني .
وذك��ر اإلم��ام الش��اطيب رمح��ه اهلل تع��اىل يف كتاب��ه «االعتص��ام» أن أبا احلس��ن القرايف الص��ويف يروي عن س��يدنا احلس��ن البصري رمحه اهلل أن أقواما أتوا سيدنا عمر بن اخلطاب d فقالوا ي��ا أمري املؤمنني إن لن��ا إماما إذا ف��رغ م��ن صالته تغن��ى ،فقال س��يدنا عم��ر :dوحي��ك بلغ�ني عن��ك أم��ر س��اءني ق��ال :وما ه��و يا أم�ير املؤمنني ق��ال :أتتمج��ن يف عبادتك؟ ق��ال :ال يا أم�ير املؤمن�ين لكنها عظ��ة أعظ بها نفس��ي ،فق��ال س��يدنا عمر قله��ا فإن كان كالما حس��نا قلت��ه معك وإن كان قبيحا نهيتك عنه فقال: وفؤادي كلما عاتبته يف مدى اهلجران يبغي تعيب ال أراه الدهر إال الهيا يف متاديه فقد برح بي يا قرين السوء يا هذا الصبا فين العمر كذا يف اللعب
ومم��ا ذكرن��اه يتض��ح أن الش��عر نفس ال كنت وال كان اهلوى واإلنش��اد عامة ويف املسجد خاصة إذا راقيب املوىل وخايف وارهيب كان مما يشوق السامع إىل اهلل تعاىل أو خيوفه من النار أو يش��وقه إىل اجلنة فقال سيدنا عمر :d ، أو كان مدحا يف سيد األكوان نفس ال كنت وال كان اهلوى معين��ا على الطاعة منفرا من املعاصي حاث��ا عل��ى اإلتصاف حبمي��د الصفات راقيب املوىل وخايف وارهيب واإلبتع��اد عن قبيح العادات فال ش��يء ث��م قال س��يدنا عم��ر : dعل��ى هذا فيه بل مستحبا ملا يرتتب عليه . فليغن من غنى . فهذه األدل��ة تبني لنا جب�لاء تام مساع وساداتنا الصحابة وقال اب��ن قتيبة يف إيضاح الدالالت :سيدنا رس��ول ُحكي عن س��يدنا اب��ن جريج dأنه والتابع�ين والس��لف الص��احل لكونه كان ي��روح إىل اجلمع��ة فيم��ر على مساع��ا هادف��ا م��ن حي��ث أن��ه حيي��ي مغن فيدق بابه علي��ه فيخرج فيجلس يف النف��س ج��ذوة اإلمي��ان ويوقظ يف معه على الطريق ويقول :غن ،فيغنيه العقل قب��س الفكر فض�لا على أنه أصواتا فتس��يل دموعه على حليته ثم من اللهو املباح الذي يروح به عن النفس يقول « إن من الغناء ملا يذكر اجلنة .يف س��اعة الضي��ق وي��روي به��ا ظم��أ روحه العطشى إىل السكينة واألمان ولالم��ام جاب��ر اجلازولي dرس��الة مع حف��ظ حدود الش��رع هلل س��بحانه وتعاىل . أساس كل خري حسن االستماع أال يا حمب املصطفى زد صبابة قال اهلل تعالي ولو علم اهلل فيهم وضمخ لسان الذكر منك بطيبه خريا ألمسعهم وقال عزوجل إن وال تعبأن باملبطلني فإمنا يف ذلك لذكري ملن كان له قلب أو عالمة حب اهلل حب حبيبه ألقي السمع وهو شهيد وصلى اهلل تعاىل وس��لم على س��يدنا وموالنا حممد طه األمني وآله الطيبني تن��اول فيه��ا موض��وع الس��ماع ،يقول إىل يوم الدين . فيها :أساس كل خري حسن االستماع
هُّ ق��ال اهلل تعالي َولَ��ْوَعلَِم اللفِيهِ��ْم َخيرًْا ما أرجي بعده إال الفنا لأَّ مَْ سَعُهْ��مَ {األنفال}32/وق��ال عزوجل ضيق الشيب علي مطليب ن فيَذلَكلَذْ ِكَرىلَِمن ِ إِ َّ ِ 17
جماهدة النفس يف طاعة اهلل إن االنس��ان املؤمن التقي املتعبد احملب هلل و رس��وله و الذي حيرس دائما على امتث��ال أم��ر خالق��ه و اتباع س��نة نبيه الب��د و أن يقف أمام نفس��ه مس��تعينا بكتاب اهلل و س��نة سيدنا رسول اهلل و هذا األمر يسري على من يسر اهلل له س��بل اهلداية و أس��باب االستقامة و
االلت��زام ق��ال اهلل تع��اىلَ : فَم��ن هُّ َ يُ��رِدِ الل أن يَْهِديَ��ُه يَْش��َرْح َص ْ ��دَرهُ َ لِإلِْسَ�لامَِوَمِّ��نيُ��رِْد أنيُِضَّل��ُهجَْيَعْل ��دَرهُ َضيقً��ا َحَرًج��اَكَأمَّنَ ُ ف ��د ع ص ي ��ا َص ْ َّ َ َّ يِ ا َّلسَماء {األنعام.}125/ فالطاعة س��هلة يس�يرة ممتعة يفرح به��ا قل��ب املؤم��ن و ته��دأ به��ا نفس��ه و متتلئ حياته بالراحة و السرور و اهلدوء و الربكة والرضا.
قول��ه «عجبا ألمر املؤم��ن إن أمره كله ل��ه خري و لي��س لذلك ألح��د إال للمؤمن إن أصابته س��راء ش��كر فكان خريا ل��ه و إن أصابت��ه ض��راء ص�بر ف��كان خريا له»؛ فاملؤمن من جياهد نفسه اليت تتقلب و تتلون داخله متقبال إرادة ربه و قسمته اليت شاءها له. و حي��اة اإلنس��ان على وج��ه العموم – الديني��ة و الدنيوي��ة – حتتاج إىل هذه املواجه��ة و تل��ك اجملاه��دة للنف��س و لنا يف رس��ول اهلل األس��وة احلسنة و الق��دوة الصادق��ة فالن�بي جاه��د نفس��ه و جاه��د الكف��ار و املنافقني؛ و جاه��د كل الذي��ن و قفوا أمام نش��ر دعوته باحلكمة واملوعظة و اجملادلة بال�تي ه��ي أحس��ن و الص�بر و التحمل فتحم��ل م��ا مل يس��تطع أح��د أن يتحمل��ه و اش��تد األذى علي��ه و عل��ى أصحابه األبرار و حدثت املقاطعة حتى أكلوا أوراق األش��جار من ش��دة اجلوع فظلت هممه��م عالية و عزائمهم قوية فرغ��م ش��دة األذى إال أنهم ثبت��وا على دينهم و عقيدته��م حتى جاء نصر اهلل و كان م��ن املمك��ن أن يدع��و النيب الكريم ربه الذي أرسله باحلق ليهلك الكف��ار و املش��ركني لك��ن األمور عند ُ ك ّمل الرجال و أصحاب الرسائل و العق��ول و الفك��ر و الدعوة ختتلف متاما عنها عند غريهم؛ و كل آية يف كتاب اهلل و كل حديث من أحاديث سيدنا رسول اهلل تتوافق مع فطرة اهلل اليت فطر الناس عليها.
و حي��اة املؤم��ن ممل��وءة باجله��اد و اجملاهدة هو كغريه من البشر يتعرض للمواقف و األزمات و األحداث والظروف اململوءة باملتاعب و املصاعب واملشاق قد يصاب حبالة من عدم الرتكيز الذهين أو الصح��ي أو املعيش��ي فه��و كغريه كم��ا نعل��م ،يتع��رض للم��رض و اخلمول و الضعف و الفقر و االبتالء إال أن املؤم��ن خيتلف عن غريه يف مواجهة هذه األزمات و تلك الظروف باالستعانة ب��اهلل و االعتم��اد عليه و اللج��وء إليه راضيا مبا قس��م اهلل حمتس��با ما حدث له من متاعب و مصاعب و مش��اق عند اهلل عز و جل شاكرا يف الرخاء صابرا فـي الضـراء فــاألمران مــن عنده سواء و يف كل منهما خري للمؤمن و هذا هو فالنف��س يف حاج��ة إىل تقويم و عالج العج��ب ال��ذي أخرب عنه الن�بي يف 18
ّ الشيخ ّ حممد إبراهيم (مصر)
و متابع��ة و ذلك ألنه��ا كثرية التقلب و التغري و ال تثبت على حال فس��رعان ما تك��ون مطمئنة حتى جتدها أمارة بالس��وء أو لوام��ة أو ملهم��ة أو مطوعة أو مس��ولة و اإلنس��ان م��ا مل يك��ن جماهدا هلا مواجها هلا معاجلا حبكمة ملخاطره��ا ذهبت بصاحبه��ا إىل املهالك
و اخلس��ران ق��ال تع��اىلَ :والَّذ َ ِي��ن َّ هََّ َج َ ن اللمَلََع اهُدوافِينَالََنْهِديََّنُهْم ُسبَُلنَاَوإِ مْحُ ني {العنكبوت}69/ الْ ِسنِ َ و اجلنة حماط��ة بامل��كاره و حمجوبة باملش��اق و حمفوف��ة باملصاع��ب و النار حمجوبة و حمفوفة بالشهوات و امللذات ففي حدي��ث أبي هريرة dأن رس��ول اهلل قال « :حجبت النار بالشهوات و حجبت اجلنة باملكاره «متفق عليه» و فى رواية ملس��لم حف��ت بدل حجبت و هما مبعنى واحد. ف�لا ب��د إذن م��ن جماه��دة النف��س بالطاع��ات و األعم��ال الصاحلة فرضا و نفال س��را و جهرا فخ�ير الناس كما أخرب النيب «من طال عمره و حس��ن عمل��ه» و لق��د ع��اش أصحاب س��يدنا ّ حمم��د جياهدون أنفس��هم كما جياه��دون عدوهم فهم خري مثل صاحل يقتدى بهم بعد املربى األعظم و املعلم
األكرم سيدنا ّ حممد .
جيلس��ون يف آخر مسجد سيدنا رسول العب��د من ربه فأقرب م��ا يكون العبد اسُجْد اهلل وكان ال ميل��ك درهم��ا وال من ربه وهو ساجد قال تعاىلَ :و ْ دينارا وال ديارا وكان رس��ول اهلل َ واْقرَتِب {العلق }19/فهكذا يكون حيب��ه وجيل��ه وما ش��عر يوم��ا أنه أقل جه��اد النف��س وجماهدته��ا ألنه��ا إن من غريه ألن اإلس�لام جاء ليس��وي بني تركت وما تش��تهي ذهب��ت بصاحبها الن��اس مجيع��ا واإلنس��ان يف اإلس�لام إىل املهالك ورحم اهلل اإلمام البوصريي: كام��ل اإلنس��انية واآلدمية وال فضل يف اإلنسانية ألحد إال بالتقوى والعمل والنفس كالطفل إن تهمله شب على
إن�ني أكتف��ي بصورت�ين عظيمتني لصحابي�ين جليل�ين األوىل لس��يدنا أن��س بن نضر dالذي جاهد نفس��ه و كبح مجاحها و تغلب عليها يف غزوة أح��د و هو يرى املش��ركني يفتكون باملس��لمني بع��د أن خال��ف الرم��اة أمر رسول اهلل ّ حممد و تركوا مواقعهم هَّ نَأْكرمُ اللَِأتَْق ُ َّ َ ند ع م ك إ م اك .. الصاحل َ َ ِ ْ ْ ِ حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم خاف جيش املسلمني فأقدم سيدنا أنس َّ هََّ ن اللَعلِيٌم َخبِريٌ {احلجرات،}13/ بن نضر dإىل املش��ركني و هو يربأ إِ فعندم��ا طوع��ت النفس إلب��ن آدم قتل مما صنعوا باملس��لمني و قد اس��تقبله ه��ذا الصحاب��ي ه��و س��يدنا أب��و فراس dأخي��ه فقتل��ه وعندم��ا س��ولت ألخ��وة سيدنا سعد بن معاذ dفنادى بأعلى ربيع��ة ب��ن كع��ب األس��لمي يوس��ف ب��أن يلق��و بأخيه��م يف غيابة صوت��ه :يا س��عد بن مع��اذ اجلنة و رب وكان خادم��ا يقول س��يدنا أبو فراس اجلب وق��ال هل��م أبوهم يعق��وب عليه النض��ر إن��ي أج��د رحيها م��ن دون أحد « .كن��ت أبي��ت عن��د رس��ول اهلل َ َ ْ َ َُ َُ ُ َ فآتي��ه بوضوئ��ه وحاجت��ه فقال س��لين الس�لام قالبَل َس َّ��ول ْت لكْم أنفُس��كْم أْمًرا هلل در ه��ذا الصحاب��ي اجللي��ل ال��ذي ٌ هّ اللُ مْالُْسَ��تَع ُ انَعَلى أح��س برائحة اجلنة إحساس��ا حقيقيا قلت أسألك مرافقتك يف اجلنة فقال أو َفَص�ٌْب�رْ مَجِي��لَو غري ذلك قلت ذاك ه��و قال فأعين على َماتَ ِصُف َ ون {يوس��ف }81/وعندما صادق��ا م��ن ش��دة يقينه بإستش��هاده أمرته��ا نفس��ها بالس��وء جعلت ودخوهلا من فض��ل اهلل ورمحته إم��رأة العزي��ز ت��راود فتاه��ا عن يق��ول س��يدنا مع��اذ : dفم��ا فآتيه اهلل رسول عند أبيت كنت نفس��ه ق��د ش��غفها حب��ا جاهد استطعت يا رسول اهلل أن أصنع علي��ه الس�لام نفس��ه َوَم��ا أي أن الرج��ل أبل��ى بالء حس��نا بوضوئه وحاجته فقال سلين قلت أسألك ُ ِّ أبَ��رىُء نَْف ِس��ي إِ َّ ن ث��م خيرب س��يدنا أنس ب��ن مالك مرافقتك يف اجلنة فقال أو غري ذلك؟ قلت ذاك َ النْ dراوي احلدي��ث وه��و اب��ن أخ ��ارةٌبِا ُّلسِّ��وءإَِّالَم��اَرِحَم ��س ألَّم َ َّف َ ِّ ن رب ِ س��يدنا أنس بن نضر dيقول هو قال فأعين على نفسك بكثرة السجود ��يَغُف��وٌر ��يإِ َّ َ َرب َ فوجدن��ا ب��ه بضع��ا وثـمان�ين َّرِحيٌم {يوس��ف .}53/ف�لا بد ضرب��ة بالس��يف أو طعنة برمح من جماهدة النفس واإلس��تعانة نفس��ك بكثرة السجود» رواه مسلم، أو رمية بس��هم ووجدناه قد قتل ومثل فهذا الصحابي اجلليل جاهد نفسه يف باهلل ع��ز وج��ل وبطاعت��ه وباألعمال به املش��ركون فما عرفه أحد إال أخته خدمة س��يدنا رس��ول اهلل ثم زادت الصاحل��ة أعان�ني اهلل وإياك��م على من بنان أصابعه يقول سيدنا أنس d تل��ك اجملاهدة عندما طلب من س��يدنا أنفس��نا وأهوائن��ا وش��ياطيننا حت��ى فكنا نرى أو نظ��ن أن هذه اآلية نزلت رس��ول اهلل أن يسأله ليعطيه وإذا نلقى اهلل وهو عنا راض. فيه ويف أشباهه .مِ َ ني ن مْالُْؤمِنِ َ هََّ اللَعَلي��هَفمنهم بالرج��ل الفقري الذي ال ميلك دينارا وال الله��م آت نفوس��نا تقوايه��ا وزكيه��ا اه ُ ِرَج��اٌل َصَدقُواَماَع َ ��دوا ْ ِ ُِْ اهلل رس��ول مرافقة يطلب درهم��ا أن��ت خري من زكاها أنت وليها وموالها َّم��نَقَض��ىحَْنَب��ُهَومِْنُه��مَّم��ن غري أو يقول اهلل رسول و اجلنة يف وصل��ى اهلل عل��ى س��يدنا ومعلمن��ا يََنتِظ��ُرَوَمابََّدلُ��واتَبْد ِيل {األحزاب .}23/ذلك وهو يؤكد «ذاك هو» فقال رسول ّ حممد وعلى آله وصحبه وسلم والص��ورة الثاني��ة للصحاب��ي اجلليل اهلل « فأعين على نفس��ك بكثرة وهو من أهل الصفة و من الذين كانوا الس��جود» ألن كث��رة الس��جود تقرب 19
السماحة واملروءة إن من مكارم األخالق السماحة و املروءة ،بل إنهما خلقان كرميان تنطوي حتتهما املكارم وتنمو بهما الفضائل ،وهما من آداب الظواهر اليت هي مظاهر آداب البواطن وما حركة اجلوارح إال ثـمرات للخواطر ،فاألعمال نتائج األخالق واألخالق معاني ختتلج يف صدور الناس وتدور يف أفكارهم وإمنا جتسدها أعماهلم وإن املكارم مهما مست واحملامد مهما ارتقت فإمنا مصدرها ومنتهاها سيد املكارم سيدنا ّ حممد
أ :احلبيب بن عودة (اجلزائر)
قال اهليثم بن الربيع بن زرارة النمريي g :وقد سئلت عن خلقه الكريم قال��ت «كان خلقه الق��رآن ،يغضب مروءت��ه ماحنل��ي ب��ه جيدا ه��ذا املقال إن املكارم واملعروف أودية لرض��اه»وكان ويرض��ى لغضب��ه املتواضع ،وإن كان الزاد قليال والقلم أحلك اهلل منها حيث جتتمع سيدنا احلس��ن البصري قدس اهلل سره كلي�لا والكات��ب عليال ق��د خلفه إذا ذك��ر س��يدنا رس��ول اهلل قال :الركب عن��د املنعرج وع��زاؤه أن أهل من مل يكن بأمني اهلل معتصما وجل ع��ز اهلل عل��ى آدم ول��د أك��رم الك��رم ال يواخذون من به عرج ولنبدأ فليس بالصلوات اخلمس ينتفع أعظم األنبياء عليهم الصالة والس�لام حبديث اإلمام مس��لم dالذي رواه عن واإلعتص��ام ه��و اإلستمس��اك فمن مل منزل��ة عند اهلل ،أتي مبفاتي��ح الدنيا ،س��يدنا أنس بن مالك dقال":أن إمرأة يتمس��ك حبب��ل احلبي��ب ومل يك��ن فاخت��ار ماعن��د اهلل تع��اىل ،و كان كان يف عقلها ش��يء فقالت يارسول ي��أكل عل��ى األرض وجيل��س عل��ى اهلل ّ إن ل��ي إلي��ك حاج��ة فقال :ي��اأم ل��ه من م��كارم أخالق��ه نصيب فليس آكل عبد أن��ا ويقول :إمن��ا األرض، فالن ،أنظري أي الس��كك شئت حتى مبنتف��ع وإن أت��ى بكث��رة األعم��ال أقض��ي ل��ك حاجت��ك فمكث وإن الس��ماحة وامل��روءة ب��ل معه��ا حت��ى قض��ى هلاحاجته��ا". املكارم كلها إمنا تس��تمد ّ ألن العامل مظهر جتلّيّات ّ الصفات و وع��ن س��يدنا أنس ب��ن مالك d من��ه روحه��ا كي��ف ال ّ والعظيم جل جالله وتقدست احلبيب مظهر جتليات الذات ،وكما وكان خادم رس��ول اهلل يف م��ا رواه الش��يخان ق��ال« :خدمته الصفات فرع عن ّ أمس��اؤه يث�ني عل��ى حبيب��ه ّ أن ّ الذات ،كذلك العامل عشر س��نني ،فما قال لي أف قط، قائ�لاَ :وإِنَّ َ ُُ ��ق ��كلََع لىخل ٍ َعِظيم {القلــ��م }4/قالــــ��ت فرع عن احلبيب وال ق��ال لش��يء فعلت��ه مل فعلته وال لش��يء مل أفعل��ه مل مل تفع��ل سيدة نساء قريش املصونة أم ك��ذا ؟ وإن م��ن مساحت��ه املومنني س��يدتنا خدجية g بعد أن أخربه��ا برؤيته امللك وقال كما ي��أكل العب��د ،وأجلس كما ومساحته التبارى ومن مروءته ومروءته هلا :لقد خش��يت على نفسي :كلاّ ،جيلس العب��د وال ي��أكل متكيئا ال تضاه��ى ما أ خرب به س��يدنا جابر بن واهلل ال خيزي��ك اهلل ً أب��دا ،إنك لتصل وال عل��ى خ��وان ،وكان ي��أكل خبز عبد اهلل رض��ي اهلل عنهما إذ قال« :ما الرح��م وحتم��ل ال��كل ،وتكس��ب الش��عري غري منخول» واخلوان هو الذي س��ئل رس��ول اهلل ع��ن ش��يء فقال املع��دوم وتقري الضي��ف ،وتعني على تس��ميه العامة عندنا املائ��دة ،واملائدة ال وجيس��د ه��ذا املعنى م��ارواه اإلمام نوائ��ب احل��ق» وقال��ت الصديق��ة بنت إمن��ا هي الطعام ،ولنح��اول أن نقتبس مس��لم ع��ن س��يدنا أن��س dوأرضاه الصدي��ق أم املومنني س��يدتنا عائش��ة من رياض مساحته ونغرف من خلق قال« :إن رجال سأل النيب غنما بني 20
والكري��م ال يك��ون ّ إال مسح��ا فم��ا بش��دة ّ ّ ّ إال ليقيين جترأت عل��ى جذبك العفو احلليم ّ ّ الس ّ السمح ّ ّأنك ّ ألن ��خي الق��رآن خلق��ك و بذل��ك ذاع ّ الصيت و ّ حتدث املأل ،لذا فال أخش��ى منك القود، وهلل د ّر اإلمام شرف ّ الدين البوصريي إذ ّ اهلمزية: يقول يف رائعته
جبل�ين فأعطاه إياها فذه��ب إىل قومه فقال ياقوم أس��لموا ،ف��واهلل ّ إن ّ حممدا ليعط��ي عط��اء من ال خيش��ى الفقر ّ وحتمل والسماحة س��خاء وجود وحلم و عف��و م��ع ق��درة وإلي��ه إنته��ت هذه امل��كارم فه��و اجلام��ع للمكارم ّ كله��ا وه��و ب��در متامه��ا قال ّ س��يدنا عب��د الكريم اجليلي ّقدس اهلل ّ س��ره ألن الع��امل مظهر ّ ّ «: جتل ّي��ات ّ الصفات و احلبي��ب مظه��ر جتليات ّ ال��ذات، الصف��ات ف��رع عن ّ وكم��ا ّ أن ّ ال��ذات، كذلك العامل ف��رع عن احلبيب فهو أبو القاس��م القاسم للعطايا و ّ املمد للربايا ،وحسبنا شاهدا يف حلمه وجوده ومساحته ما رواه ّ الشيخان البيهق��ي و ّ ّ اللف��ظ ل��ه ع��ن ّ س��يدنا و أن��س بن مال��ك dق��ال « :كنت مع ّ الن ّ ّ احلاش��ية يب و عليه ُب ْر ٌد غليظ _وال�برد :ثوب ّ خمطط أو كس��اء من ّ الصوف األسود يلتحف به كالربنوس ّ أعرابي جذبة ش��ديدة عندنا _ فجذبه ّ ّ حاش��ية ال�برد يف صفحة حت��ى ّأث��رت ّ ياحمم��د إمحل لي عنق��ه ،ثمّق��ال « : ّ بعريي هذي��ن من م��ال اهلل الذي عل��ى عن��دكّ ، فإنك ال حتمل لي من مالك وال من مال أبيك فس��كت ّ الن ّ يب ثم ق��ال « :املال مال اهلل و أنا عبده ّ ثم قال ّ أعرابي ما فعلت : ويق��اد منك يا بي _ ويقاد من القود وهو القصاص أي ّ ّ أعرابي ،فقال يقتص منك ما فعلت يا األعرابي ال ؟ فق��ال : مل ؟ قال ّ ّ ألنك الس��يئة ّ ال تكايفء ّ بالس ّيئة ،فضحك ّ ، ث��م أم��ر أن حيم��ل ل��ه على بعري ّ األعرابي: شعري ،وعلى اآلخر متر ،قال الّ ، ألن املعه��ود عن��ك ي��ا رس��ول اهلل الدف��ع بالتيّ هي أحس��ن ّ ّ ألنك الكريم
ما سوى خلقه ّ النسيم وال غري الروضة ّ حمياه ّ ّ الغناء ّ كله وحزم و عزم رمحة
ووقار و عصمة و حياء
الت ّ الرمح��ة ّ و غاي��ة ّ فض��ل و اإلنع��ام، ّ الن��اس برمحت��ه ّ وأح��ق ّ الضعفاء، وم��ا بلغ املادحون يف وصفه س��وى ّأنه��م ّ مثل��وا صفاته ّ للن��اس متثيل املاء ّ للنج��وم ،كم��ا أفص��ح عن��ه اإلم��ام البوصريي إذ قال : مّإنا ّ مثلوا صفاتك ّ للناس كما ّ مثل ّ النجوم املاء لذلك قال ّ سيدي عبد الكريم اجليلي ّ قدس اهلل ّ سره : اهلل حسيب ما ألمحد منتهى
ومبدحه قد جاءنا فرقانه
حاشاه مل تدرك ألمحد غاية
إذ ّ كل غايات ّ النهى بدآنه الس��ماحة جود و سخاء ،و ّ ّ إن ّ إن املروءة عزم و حزم وحلم و رأفة و عفو و جتاوز، س��يدنا زي��د ب��ن س��عنة d حي��اول ّ إس��تجالءها ليطمئن ّقلبه ،وقد كان 21
ّ أجل أحبار اليهود الذين أس��لموا ،حيث روى احلاك��م عنه ّأنه ق��ال « :مل يبق بوة ش��يء ّ من عالمات ّ الن ّ إال وقد عرفته حممد حني نظرت إليه ّ يف وجه ّ إال إثنتني مل أخربهما منه ،يس��بق حلمه شدة اجلهل عليه ّ غضبه ،وال تزيده ّ إال حلما ،فكنت ّ أتلط��ف له ألن أخالطه فأع��رف حلم��ه وجهل��ه _ أي غضب��ه و انتقامه _ فابتعت – أي إشرتيت _ منه مت��را إىل أج��ل فأعطيته ّ الثم��نّ ، فلما كان قب��ل ّ حمل األج��ل -أي موعده – بيوم�ين أو ثالثة أتيته فأخذت مبجامع قميص��ه و ردائ��ه ،ونظرت إلي��ه بوجه غلي��ظّ ، ثم قلت :أال تقضيين يا ّ حممد حقي ،فواهلل ّإنكم يا بين عبد ّ ّ املطلب مطل – م��ن املماطلة وهي تأخري ّ الدين ّ املس��مى -فقال س��يدنا عمر عن أجله ّ ع��دو اهلل أتقول لرس��ول اهلل « : dأي م��ا أمسع فواهلل لوال ما أحاذر فوته – أي املعاهدة التيّ بينكم وبيننا – لضربت بس��يفي رأس��ك ،ورس��ول اهلل ينظ��ر إىل عمر يف س��كون و ت��وأدةّ ، ثم قال « :أن��ا وهو ّ كنا أحوج إىل غري هذا منك يا عمر ،أن تأمرني حبس��ن األداء، و تأم��ره حبس��ن ّ التقاض��ي ،إذه��ب يا عمر؛ فاقضه ّ حقه وزده عشرين صاعا مكان م��ا رعته ففعل ،قال ّ س��يدنا ّ كل سعد بن س��عنة :فقلت يا عمر؟ عالم��ات ّ الن ّ ب��وة ق��د عرفته��ا يف وج��ه حممد حني نظرت إليهّ ، ّ إال إثنتني مل أخربهم��ا ،فق��د إختربتهم��ا ،إش��هد ّأن��ي « ق��د رضيت باهلل ر ّبا و باإلس�لام تعمد d نبي��ا ّ ، ّ مبحمد ّ دين��ا و املش��احنة يف ّ التقاضي بدل ّ السماحة، وواجهه ّ سيدنا عمر يف القضاء مبثلها، فعاتب��ه ّ س��يدنا رس��ول اهلل بقوله
و يكفيك ّ ّ ّ األم��ة « :أال أخربك��م ما حي��رم على كمل حسنه أن اهلل ّ الن��ار و حت��رم عليه ّ ّ كل قريب الن��ار، كمل اخللق و َُ كذلك ّ ّ حقا اخللقا ينّ ه س��هال إذا باع ،س��هال إذا إش�ترى، و يكفيك ّ س��هال إذ إقتض��ى ،يق��ول اهلل تع��اىل أن اهلل أوجد نوره يوم القيامة ل��ه « :أنا ّ أحق بذلك منك، و ّ مساه طه قبل أن خيلق اخللقــا س��احموا عبدي و جت��اوزوا عنه كما أن ّ و يكفيك ّ كان يس��امح يف دار ّ الشمس ّ الدني��ا و هم��ا ردت ألجله م��ن مقتضي��ات العم��ل ّ الص��احل ،ب��ل الفياض قد ّ و من نوره ّ نور األفقا الصاحلات من األعمالّ ، هم��ا جوهر ّ ألن و يكفيك ّ أن عذقا ّ األعمال مّإنا تصلح إذا إش��تملت على خر بأمره روح اإلس��عاد من إخ�لاص هلل و حمبّ��ة خل�ير الف��رد و اجلماعة و فمن ّ السماحة و من املروءة والعدل أداء للحق��وق قال تع��اىل َ :وَما
« :أن تأم��ره حبس��ن األداء ،أي تأم��ر بالسماحة يف األخذ و العطاء و ّ ّ إن من التواضع و ّ الس��ماحة ّ ّ الل�ين و كراهة ميز عن اإلخوان و األصحاب و ّ ّ الت ّ إن من امل��روءة أن يرق��ى امل��رء يف تواضعه إىل درجة من العظمة تق��ف دونها العقول ح�يرى فال متلك م��ا تق��ول ،و عن مثل هذا ّ حيدثنا س��يدنا أب��و هريرة dمن خالل ما رواهااحملب ّ الطربي يف خمتصر بوية إذ يقولّ « ، إن ّ السرية ّ الن ّ ّ النيب ركب مح��ارا ّ عري��ا -أي ّ جمردا من احللس – إىل قباء و أبو هريرة معه ق��ال :يا أبا هريرة أأمحلك ؟ هََّ ُ فق��ال :ما ش��ئت يا رس��ول اهلل ،بل من كمال اإلميان أن يستعمل العبد أمِ��ُرواإِاَّللَِيْعبُ ُ ص�ين ��دوا اللخُْملَِِ ي��ن {البين��ةّ }5/ الشكر ،لَ��ُه الد َ ث��م ق��ال :إركب ،فوثب أب��و هريرة نعم اهلل يف طــاعة اهلل و ذلك هو ّ ِّ قال س��بحانه بعده��ا :إِ َّ ن لريك��ب فلم يقدر فاستمس��ك برس��ول اهلل فوقع��ا معاّ ، ثم فما أكرمك أ ّيها اإلنسان على ر ّبك ،الَّذ َ ات ِين آَمنُ��واَوَعمِلُ��وا ا َّلصالَِح ِ ُ كل شيء ألجلك أْولَئِ َ ركب رس��ول اهلل ّ ث��م قال :لو عرفت ذلك ،خلق ّ ��كُهْم َخْي��ُر الَْبرِيَّةِ {البينة}7/ و أعل��ى العم��ل ّ الص��احل منزلة ي��ا أب��ا هري��رة أأمحل��ك؟ فقال : ألجله وخلقك عند اهلل فضائل األخــالق مــن م��ا ش��ئت ي��ا رس��ول اهلل ،فقال: الوفــ��اء بالعهـــ��د و ّ الصدق يف إرك��ب ،فلم يق��در أب��و هريرة عل��ى ذل��ك ّ القــول و ّ ّ احلــق الش��جاعة فــي فتعلق برس��ول اهلل ّ ّ من النخلة العليا و رد هلا العذقا و ّ فوقعا مجيعاّ ، الليــ��ن للمؤمنيــــ��ن و ّ الصبــر يف ثم قال :يا أبا هريرة الــمعامل��ة و ّ الصبــر عل��ى إحتمــال :أأمحل��ك ؟ فق��ال :ال و ال��ذي بعث��ك ويكفيك لواله ما كانت مسا ّ الـمكاره و عل��ى ّ حتمل أذى الناس و باحل��ق ال رميت��ك ثالثا « و ل��و مل يقلها كذا األرض بل لواله ما كانتا رتقا d الع��دل معهم بــ��أداء حقوقهــم و ّ ّ حــب الاس��تمر يقول ل��ه :أأمحلك سيدنا قتادة dويكفيك من ّ اخليــر و ّ يا أبا هريرة ؟ و خيرب ّ الس��عادة هلم و إعانتهم على صلى عليه فر ّبه ذل��ك و حتذيرهم من ّ ّأن��ه قد وف��د عليه وفد ّ ّ الش ّ ��ر و كراهته جاش��ي، الن ّ ّ عليه يصلي عشرا ثم ال يشقا هل��م و ّ الس��عي يف ختليصه��م من��ه ،و فق��ام خيدمهم فقال ل��ه أصحابه : نكفي��ك ،فق��ال ّ : «إنه��م كانوا ّ إن ّ الس��ماحة و امل��روءة م��ن م��كارم ذل��ك من امل��روءة وه��و م��ن مقتضيات أح��ب أن األخ�لاق التيّ ّ رغ��ب فيه��ا احلبيب اإلميان لقوله فيما رواه ّ ّ الش��يخان ألصحابن��ا مكرم�ين ،و أن��ا الت ّ خل��ق بهما ،فمن :ال يؤم��ن أحدكم ّ أ ّمت��ه و دعاهم إىل ّ حتى ّ حيب ألخيه أكافــئهم . ّ ختلق بهما فق��د نال ّ حي��ب لنفس��ه و ّ ّ إن قــ��وام العمل حظه من املكارم م��ا حدها ّ له صفة ما ّ قط واصف ّ ّ قال ّ الصالــح و مهما تعددت شعبه فالعدل س��يدنا رس��ول اهلل فيما أورده ّ الوهاب ّ و يكفيك ّ س��يدي عبد ّ الشعراني dيف أساس��ه و ه��و مطلــ��وب م��ن ّ ّ الراعي و إنشقا أن البدر من أجله عيــ��ة ،و ال ع��دل ّ إال ّ كتابه « كش��ف ّ الغم��ة عن مجيع ّ الر ّ باتب��اع أوام��ر 22
العرفية التيّ ّ ّ الدي��ن واح�ترام القوان�ين نص��ا وال ّ ال تع��ارض ّ تعط��ل حكم��ا من أح��كام اهلل ،والعدل مثلما ينظم عالق��ات ّ الناس بعضه��م ببعض ينظم أيض��ا عالقاته��م مبحيطه��م و بيئتهم التيّ ّ سخرها اهلل هلم على أساس ّ الصاحل الع��ام و املنفع��ة العا ّم��ة للب�لاد و ذلك ي��ؤدوا ل�لأرض ّ ب��أن ّ حقها م��ن عمران فيستخرجون ما أودع اهلل فيها من قوى ومنافع لتحقيق مراد اهلل من خلق تلك القوى يف ّ الرب و البحر وتسخريها ملنفعة اإلنس��ان ليعرف اإلنس��ان ر ّبه و يعمل على ش��كره وحس��ن عبادته قال اهلل هُّ ات تع��اىل :اللالَّذِي َخَلَق ا َّلسَ��ماَو ِ
هَُ��ْمَولَُيَبدلََّنُه��م م��نبَْع��ِد فه��و به أعلم وما ّ ق��واك عليه فهو عليه ْارتََض��ى ل َخْوفِهِ��ْمَأْمنً��ايَْعبُُدونَ�ِن�يِِّ اَليُِّْش��رُِك َ ون أق��وى ،وما حبّبه إليك فهو له ّ أحب ،و قد هََّ بي َشْيئًاَوَمنَكَفَربَْعَدَذلَِكَفُأْولَئَِك قال اهلل سبحانه َ :ولَِك َّ ن الل َحَّب َب ِ ون {النورّ }55/إن من إلَِْيُك��ُم إْالِمي َ َ ُ َ َ ْ ُ فقُلُوبُِكْمَوَكَّرَه ه ن ي ز و َان َ َ َّ هُ��ُم الفا ِس��ق يِ ُ ُ َ ّ ُ َ ْ الس��ماحة و ّ تز ّي��ى ّ بزي إلِْيك��ُم الْكف��َر َوالْفُس��وق َوالْعِْصَي��ان ختل��ق خبل��ق ّ امل��روءة و ّ حتلى حبلي��ة اإلميان و عمل {احلج��رات ،}7/ف��إذا كان س��بحانه
ّ حي��ب إمي��ان عب��اده فه��و أوىل حبفظ بأركان اإلس�لام قد وعده اهلل بثالثة هي عهد منه سبحانه ومن أوفى بعهده حمبوب��ه ،فلذل��ك ال يس��هو عن��ك م��ن اهلل ثالث��ة ه��ي أمس��ى م��ا يرومه بش��هواتك ،وال يغف��ل عن��ك بله��وك، فاملؤمن ّ حيب اإلميان و يكره الكفر اإلنسان و يتوق لتحصيله . و الفس��وق و العصي��ان ،و اهلل حبّ��ب إس��تخالف العامل�ين ّ ُ الصاحل��ات يف إليه اإلميان وامتدحه فقال :أْولَئَِك ُهُم هَّ ��د َ ونَفْضلاً م َ األرض ،و متكني دينهم الذي إرتضاه اَّلرا ِش ُ ��ن اللَِونِْعَمة هلم ،وتبديلهم بعد اخل��وف أمنا ،ثالثة ِّ {احلج��رات }8/ليش��غلــه بش��كـــر ّ هن ج��زاء العم��ل ّ َ َ َ الص��احل املنبعث عن ّ َواألْر َضَوأن��َزَلمِ َ النعمــة عــن اإلعجــاب فإن اإلعجاب ن ا َّلس��َماءَماءَفأْخَرَج بِهِمِ َ حج��اب « فاملرء إذا عل��م أن ما به ات ِرْزقًالَُّكْمَوَسَّخَر ن اَّلثَمَر ِ لَُك��ُم الُْفلَْكلَِتْج��رِ َ ساحموا عبدي و جتاوزوا عنه كما من ّنعمة فمن اهلل و أن يشكر ي ف الَْبْحرِ يِ َّ ُ َ َ تل��ك ّ النعم��ة باس��تعماهلا يف ارَوَسَّخرلَُكُم بِأْمرِهَِوَس ��خَرلَكُم األنَْه َ ��خر كان يسامح يف دار ال ّدنيا طاعة اهلل ،و طاعة اهلل هي املاء اَّلش��ْم َسَوالَْقَمَرَدآئَِب َ نيَوَس َّ َ ُ ال��ذي تس��قى به ش��جرة اإلميان ��ارَوآتَ ُاكم منُكل لَك��ُم اَّللْيَلَواَّلنَه َ َ ��دواْنِْعَم َِّ َم��ا َس��ألْتُُموهَُوإِنتَُع ُِّّ يف القلب و شجرة اإلميان هي ال ��ت هّ اإلميان ّ الصادق و اإلميان احملبوب ،هلل إل��ه ّ إال اهلل وه��ي التيّ حيبّه��ا اهلل و التيّ اللِ َالحُْتُص َ وها {إبراهي��م }43/فم��ن ّ ّ الس��ماحة و من امل��روءة والعدل بل من الذي زينه يف قلوب عباد ه الصاحلني ،حبّبه��ا إىل عب��اده و ّ ّ زينه��ا يف قلوبهم، فمن أتى اهلل مبحبوبه ش��فيعـا جنــح و ه��و الغ��ارس هلا يف قلوب من ش��اء من كم��ال اإلمي��ان أن يس��تعمل العبد و فاز ،قال أحدهم : عب��اده فمن رعاه��ا و عمل مبقتضاها نع��م اهلل يف طاع��ة اهلل و ذل��ك ه��و ّ الش��كر ،فما أكرمك ّأيها اإلنس��ان عندي حقائق ّ و اقتف��ى أثر احلبيب و لزوم حمبّته ود غرس نعمتكم تأهل للخالفة التيّ ال يصلح هلا ّ عل��ى ر ّبك ،لو عرفت ذل��ك ،خلق ّ ّ إال ذووا كل فلن يعود إخضرار العود إن يبسا الس��ماحة الذين يوثرون ّ املروءة و ّ احلق ش��يء ألجل��ك وخلقك ألجل��ه ،خلقك أمدك بنعمه و ّ لعبادت��ه و ّ على الباطل و ينهلون من منهل ّ سيدنا س��خرلك ما فداركوها و يف أغصانها رمق رس��ول اهلل العذب منه��ل ّ « :أدبين يف مسائ��ه و أرض��ه و ق��ال ملالئكته، ال ترتكونا ّ درسا قد القلب فإن ّإني جاع��ل يف األرض خليفة و ّ ر ّبي فأحسن تأدييب . عرفك بذل��ك يف كتاب��ه إذ خاطبك و غريك ّ إن الكريم إذا أنشأ حديقة هَُّالََّذِي��ن آمنُوا م ُ نكْم بقول��هَ ،وَعَد الل َ ِ من املروءة أن تسقى و أن ،تنحرسا ُ َ َ َْ َ
ف ال ِ َوَعمِل��وا ا َّلص حِ ��ات لَيْس��تخلِفَّنُهم يِ الأَْر َ اسَ��تْخَل َفالَّذ َ ِي��نمِن وقال أحد ّ ض كَم��ا ْ الصاحلني :dما أعلمك به ِْ هَُ َ َّ َقبْلِهِ��ْمَولُيَمكن َّ َ��ن ل��ْم دِيَنُه��ُم ال��ذِي ِّ 23
األمانــة من الديانــة كما أنه كان حيث املؤمنني ُ وي َر ِّغبُهم يف االتصاف بهذه الصفة النبيلة ،ألنها فرع األمانة العظمى اليت َ البشر عليها ،وذلك مبا ينزل ائتمن اهلل عليه من القرآن الكريم كقوله
لقد خلق اهلل تعاىل اخللق ،واختار بين آدم حلم��ل األمانة العظم��ى َا َر َّ كبَه لمِ فيهم من العقل ،ال��ذي فضلهم به على غريه��م ،وجعل��ه من��اط تكليفه��م، فكان��ت ه��ذه األمان��ة أص��ل كل األمانات ال�تي َب َّي َن َها األنبياء واملرس��لون تعاىل َوإِن ُكنتُْم َعَلى َسَفرٍ َومَلْ ان َّمْقبُ َ ألممه��م ،ق��ال اهلل تع��اىل إِنَّ��اَعَرْضنَ��ا جَتُِدواْ َكاتِبًا َفرَِه ٌ وضٌة َفإِ ْ ن
لأَْ لأَْ ا َمانََةَعَلى ا َّلسَماَو ِ ضَوجْالَِبالِ اتَوا ْر ِ َ َ َ َفأَبَ�ْي�نْ أنحَْيمِلَْنَه��ا َوأْش َ��فْق َ ن ��ان إِنَّ��ُه َك َ حَلَه��ا إْالَِنس ُ مِْنَه��ا َومََ ان َظلُومً��ا َجُه��ول {األح��زاب }27/وق��ال اإلم��ام البيهق��ي يف ش��عب اإلمي��ان: "يع�ني واهلل أعل��م :فل��م يك��ن فيه��ا محَ ْ َم ٌل للتكلي��ف لخِ ُ ُل ِّو َها عن احلياة
حَلَها إْالَِنس ُ والعقلَ ،ومََ ��ان يعين: وكان فيه حممل لذل��ك؛ ألنه ُر ِّ ك َب
في��ه احلي��اة والعق��ل ،ث��م ق��ال إِنَّ��ُه َك َ انَظلُومً��ا َجُه��ول ،ه��ذا ابت��داء كالم ،يع�ني أن��ه بع��د احلمل ،قد جيه��ل موضع حظه ويظلم نفس��ه، فيخال��ف األم��ر ،ويرتك��ب النهي، وهذا تعجيب من حاله".
وكان َّأو َل من اضطلع بهذه املهمة األنبياء واملرسلون عليهم الصالة والسالم ،فكان اعتقاد األمانة واجبا يف حقهم ،وكانوا أهال لذلك .وكان نبينا أكملهم فيها ويف كل ُ جمتمعه صفات الكمال ،حتى َل َّقبَه الذي عاش فيه قبل البعثة بالصادق األمني ،وكانوا يستودعونه أماناتهم، رغم خمالفة بعضهم له يف الدين ،كما تدل على ذلك قصة هجرته ،حني استخلف سيدنا علي بن أبي طالب dعلى الودائع اليت كانت عنده.
أ :.عبد العالي عبد القادر (اجلزائر)
َ أمِ� َ �ن بَْعُضُكم بَْع ًضا َفلُْيَؤد الَّ�ذِي َ هَّ ِّ اْؤمُتِ َ ن أَمانََتُه َولَْيَّت ِق الل َربَُّه َوَالتَْكتُُمواْ يف املستدرك عن عبد اهلل بن عمر ُْ ََّ َْ هّ اللُ رضي اهلل تعاىل عنهما عن النيب ا َّلشَهاَدَة َوَمنيَكتْمَها فإِنُه آثٌِم قلبُُه َو ون َعليم {البقرة ،}382/أنه قال :أربع إذا كان ( ويف شعب مِبَا تَْعَملُ َ ِ ٌ َّ كن )فيك اإلميان لإلمام البيهقي: ال يضرك ما فاتك من الدنيا :حفظ أمانة ،وصدق حديث ،وحسن خليقة، وع َّفة ُط ْع َم ٍة . ِ
ومبا يقوله من حديث نبوي شريف، ومثاله ما رواه احلاكم يف املستدرك عن أبي هريرة ،dأنه قال :قال رسول اهلل ِّ : أد األمانة إىل من ائتمنك، ْ وال ختن من خانك .فلم يجُ َ ِّ��وز ونظ��را ألهميتها يف الدين فإن س��يدنا خيانة األمانة بأي مربر .وكان حفظ عمر ب��ن اخلط��اب dجعله��ا معيارا ي��ن املَ ْ ��ر ِء ،مهم��ا كان ِل ِد ِ كن فيك ال يضرك ما فاتك حال��ه يف العب��ادة ،فقد روى أربع إذا َّ البيهق��ي يف ش��عب اإلميان من الدنيا :حفظ أمانة ،وصدق حديث ،ع��ن عمر ب��ن اخلط��اب d أنه قال" :ال يغرنكم صالة وحسن خليقة ،و ِع َّفة ُط ْع َم ٍة وال صيام ،ولك��ن إذا حدث صدق ،وإذا اؤمت��ن أدى ،وإذا األمانة من ضمن األسباب اليت يضمن أشفى ورع" .ومعنى أش��فىْ : أي أشرف بها النيب اجلنة ملن اتصف بها ،فقد عل��ى الدني��ا وأقبل��ت علي��ه .واألمانة روى ابن حبان يف صحيحه عن عبادة ينبغ��ي أن ت��ؤدى إىل أهله��ا كيفما بن الصامت d أن رسول اهلل قال :كان حاهل��م يف الدي��ن ،فق��د روى أبو َ إضمنوا لي ستا ،أضمن لكم اجلنة :نعي��م يف احللية ع��ن ميمون بن مهران ُ اصدقوا إذا حدثتم ،وأوفوا إذا وعدمت ،أنه قال" :ثالث ،املؤم��ن والكافر فيهن وأدوا إذا اؤمتنتم ،واحفظوا فروجكم ،س��واء :األمانة تؤديها إىل م��ن ائتمنك وغ��ض��وا أب��ص��ارك��م ،وك��ف��وا عليها من مسلم وكافر ،وبر الوالدين، أيديكم ، اه َ كما ك��ان حفظها ق��ال اهلل تع��اىل َوإِن َج َ ��د َاك ُ َ َ أيضا من األمور املق َّد َم ِة يف احلياة على َعل��ى أنتُْش��رَِكبِ��يَم��الَْي َس غريها مهما عظم ،فقد روى احلاكم َ 24
َ ْ َ َل�اَ ف ل��كبِهِ ِعل��ٌم ف� تُِطْعُهَم��اَوَصاِحبُْهَما يِ
َ اُّلدنَْي��اَمْعُروفً��اَوَّاتبِ��ْع َس��بِ َ يلَم ْ ��اب ��ن أنَ َ ِّ ُ ��يَمْرِجُعُك��ْمَفأنَبئُُك��ممِبَا ��يثُ َّ��م إلَِ َّ إلَِ َّ ُ كنتُْمتَْعَملُون {لقمان ،}51/والعهد تف��ي ب��ه مل��ن عاه��دت م��ن مس��لم أو كافر".
واألمان��ة ه��ي س��لوك الزم للعام��ة واخلاص��ة عل��ى ح��د س��واء ،فق��د َبينَّ َ ُ الع��امل موقعه��ا يف طري��ق التص��وف ُ الع��ارف ب��اهلل تع��اىل الفضي��ل ب��ن عياض ،فق��د روى البيهقي يف ش��عب اإلمي��ان ،ع��ن مع��اذ بن أس��د أن��ه قال: "مسع��ت الفضيل ب��ن عي��اض يقول: أصل اإلميان عندن��ا ،وفرعه ،وداخله، وخارج��ه ،بع��د الش��هادة بالتوحي��د، وبع��د الش��هادة للن�بي بالب�لاغ، وبع��د أداء الفرائض :ص��دق احلديث، وحف��ظ األمانة ،وت��رك اخليانة ،ووفاء بالعه��د ،وصل��ة الرح��م ،والنصيح��ة جلميع املس��لمني .قال مع��اذ :قلت :يا َ أبا عليِ ،م ْ مسعته؟ ��ن رأيك تقول��ه أو ق��ال :ال؛ ب��ل مسعن��اه وتعلمن��اه م��ن أصحابنا ،ول��و مل أجده ع��ن أهل الثقة والفض��ل مل أتكل��م ب��ه ،ق��ال مع��اذ: وكانت س��بعا ،فنسيت واحدة".النهي عن اخليانة ويف مقابل األمر باألمانة، فق��د نه��ى الش��ارع احلكي��م ع��ن
َ اخليان��ة ،فقال تعاىل يَ��ا أيَُّهاالَّذ َ ِين ْ َخَُ ُ ْ هَّ َ اللَواَّلرُس َ ��ولَوخَُتونُواْ أَمانَاتُِكْم آَمنُ��وا ال تونوا َ َوأنتُْمتَْعَلُم��ون {األنفال ،}72/وهذا
النهي ع��ام يف كل األح��وال ،حتى لو كان ه��ذا الذي ائتمنك ق��د خانك من ُ قبل ،فنهى ُّ النيب أن تعامله باملثل، لش��دة خبث اخليانة ،فق��الِّ : "أد األمانة إىل م��ن ائتمن��ك ،وال ختن م��ن خانك". ونظ��را ملناف��اة هذه الصف��ة ملقتضيات اإلمي��ان ،و ُب ْع ِده��ا ع��ن روح اإلس�لام،
فق��د عده��ا الن�بي م��ن عالم��ات النف��اق ،فقد روى البخاري ومس��لم يف صحيحيهم��ا ،واللف��ظ للبخ��اري ،عن عب��د اهلل بن عم��رو رض��ي اهلل تعاىل عنهم��ا أن النيب قال" :أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ،ومن كانت فيه خصل��ة منهن كان��ت فيه خصلة من النفاق حتى َي َد َعها :إذا اؤمتن خان، وإذا حدث كذب ،وإذا عاهد غدر ،وإذا خاص��م فجر" .قال احلاف��ظ ابن حجر يف فت��ح الباري -عند ش��رح هذا احلديث – ما نصه" :والنفاق لغ��ة خمالفة الباطن للظاه��ر ،فإن كان يف اعتقاد اإلميان فهو نفاق كفر ،وإال فهو نفاق العمل، ويدخل فيه الفعل وال�ترك ،وتتفاوت مراتب��ه" .وروى ابن حب��ان يف صحيحه، ع��ن أنس بن مالك dأنه قال" :خطبنا رس��ول اهلل فق��ال يف اخلطب��ة :ال إمي��ان ملن ال أمانة له ،وال دين ملن ال عهد ل��ه" .يع�ني أن إميان��ه لي��س بكامل، ولي��س املراد َ نفي اإلمي��ان مطلقا ،فقد ترجم له ابن حب��ان يف صحيحه بقوله: "ذك��ر خرب ي��دل عل��ى أن امل��راد بهذه األخب��ار ُ نفي األمر عن الش��يء للنقص عن الكم��ال" .واخليانة أيضا تحَ ْ ِر ُم صاحبه��ا م��ن َ ص املغف��رة م��ن اهلل ف��ر ِ تعاىل ،حت��ى ولو كان الس��بب املرجو َ الشهادة يف سبيل اهلل تعاىل، لذلك هو فق��د روى البيهقي يف ش��عب اإلميان، ع��ن عبد اهلل بن مس��عود dأنه قال: "القت��ل يف س��بيل اهلل ُي َ َ الذنوب ك ِّف ُر َّ كله��ا إال األمان��ة ،قال :يؤت��ى بالعبد ي��وم القيام��ة وإن ق ِتل يف س��بيل اهلل، فيق��الِّ :أد أمانت��ك ،فيق��ولْ : أي رب، كي��ف وقد ذهبت الدنيا ،قال :فيقال: انطلقوا به إىل اهلاويةُ ، في ْن َط َل ُق به إىل اهلاوي��ة ،ويمُ َ ث ُ َّ��ل له أمانت��ه كهيئتها 25
يوم ُد ِف َع ْت إليه ،فرياها فيعرفها ،فيهوي يف أثره��ا حت��ى يدركه��ا ،فيحمله��ا على منكبيه ،حت��ى إذا نظر ظن أنه خارج زلت عن منكبيه ،فهو يهوي يف أثرها أبد اآلبدين". أنواع األمانات: إن معنى األمانة يدخل يف عدة أمور؛ ولذلك ميكن تنويعها إىل عدد كبري من األمانات ،وقد جاء يف بعض األحاديث اإلشارة إىل ذلك ،فقد روى مسلم يف صحيحه ،عن ابن عمر رضي اهلل تعاىل عنهما ،عن النيب أنه قال: "أال كلكم راع ،وكلكم مسؤول عن رعيته ،فاألمري الذي على الناس راع ،وهو مسؤول عن رعيته ،والرجل راع على أه��ل بيته ،وه��و مسؤول عنهم ،واملرأة راعية على بيت َب ْع ِلها وولده ،وهي مسؤولة عنهم ،والعبد راع على مال سيده ،وهو مسؤول عنه ،أال فكلكم راع ،وكلكم مسؤول عن رعيته" .كما ُن ِق َل ما يدخل يف هذا املعنى عن بعض الصحابة،f ، ومن ذلك ما رواه البيهقي يف شعب اإلميان ،عن عبد اهلل بن مسعود ،d أنه قال" :الصالة أمانة ،والوضوء أمانة، والوزن أمانة ،والكيل أمانة ،وأشياء عددها ،وأعظم ذلك الودائع" .وأيضا ُ بعض األئمة ،فقد قال تناول ذلك البيهقي يف شعب اإلميان -بعد ذكر ُ َ اض املتقدم – ما كالم الفض ْي ِل بن ِع َي ٍ نصه" :ويدخل يف هذا الباب :ما ُي َق َّل ُد ُ املؤمن بإميانه من العبادات واألحكام، وما عليه يف مراعاة حقوق نفسه، وحقوق زوجه وولده ووالده ،وحقوق أخيه املسلم بالعون والنصيحة ابتداء وأداء ،والنصح إذا استشاره يف أموره
[أو] استودعه شيئا ،أو ُن ِّص َب وليا يف حمجور عليه ،وحقوق مال اليتيم ،أو ٍ مماليكه أو َم ْن ميلكه إن كان هو مملوكا ،وما ُي َق َّل ُد الوالي من حقوق الرعايا ،وما ُي َق َّل ُد الرعايا من حقوق الوالي ،وأداء األمانة يف مجيع ذلك مشروع" .وأذكر على سبيل االختصار بعض تلك األنواع: - 1أمانة الدين :فيجب على املؤمن أن يعتين بواجبات العب��ادة متام العناية؛ ألن ذلك من األمانة ،ومما نقل يف ذلك كالم س��يدنا عب��د اهلل ب��ن مس��عود dحي��ث ق��ال ،كم��ا تق��دم نص��ه: "الصالة أمان��ة ،والوض��وء أمانة" .ومنه كالم اإلم��ام البيهق��ي ،حي��ث قال يف ش��عب اإلميان ،كما تق��دم ،ما نصه: "ويدخل يف هذا الب��اب :ما ُي َق َّل ُد املؤمن بإميانه من العبادات واألحكام". - 2أمان��ة النصيح��ة :فواج��ب عل��ى كل مس��لم أن ينص��ح ألمت��ه مجل��ة وتفصي�لا ،بكل ما أوتي من أس��باب النص��ح ،ول��و بالكلم��ة الطيب��ة والدع��وة الصاحل��ة .ومم��ا يؤث��ر م��ن ذل��ك م��ا رواه مس��لم يف الصحيح ،عن متي��م ال��داري ،d ،أن الن�بي قال: "الدي��ن النصيحة ،قلنا :مل��ن؟ قال :هلل، ولكتابه ،ولرسوله ،وألئمة املسلمني وعامته��م" .وم��ن ذلك أيضا م��ا رواه أبو داود يف س��ننه ،عن أب��ي هريرة،d ، أنه قال :قال رسول اهلل " :املستشار مؤمتن".
ومم��ا ج��اء يف ذلك م��ا رواه مس��لم يف تقدم" :الصالة أمان��ة ،والوضوء أمانة، الصحيح ،أن رس��ول اهلل ق��ال"َ :م ْن والوزن أمانة ،والكيل أمانة ،وأش��ياء َح َّ ��د َث عين حبدي��ث َي َرى أن��ه كذب ،عددها ،وأعظم ذلك الودائع". فه��و أح��د الكاذب�ين" .وق��ال يف - 7أمان��ة البي��ع والش��راء :وهي ال احلدي��ث املتوات��ر" :م��ن ك��ذب عل��ي تق��ل أهمي��ة عن س��ابقتها .ومم��ا جاء متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" .وهذا َ يف ذل��ك م��ا رواه مس��لم يف الصحيـ��ح مما س��بق به علما ُء املسلمني أصحاب ع��ن أب��ي هري��رة" :d ،أن رس��ول اهلل منهجي��ات احلديث الداعية إىل ضرورة مر على ُص َ�ْب�رْ ة طعام ،فأدخل يده ِ ٍَ الت��زام األمان��ة العلمي��ة ،يف البح��ث ُ أصابع��ه َبلال ،فق��ال :ما فيه��ا ،فنال��ت العلمي؛ بل إنهم تعلموه منهم. َ صاح��ب الطعام؟ ق��ال :أصابته هذا ي��ا َ جعلته - 4أمان��ة بي��ت الزوجي��ة :فعل��ى الس��ما ُء يا رسول اهلل ،قال :أفال كل من الزوجينْ رعاي��ة هذه األمانة ،فوق الطعام كي يراه الناس؟ َمن غش ب��كل م��ا حتمل��ه ه��ذه الكلم��ة فلي��س م�ني" .ومن��ه م��ا رواه احلاك��م م��ن معن��ى ،وذل��ك يف حض��رة الطرف يف املس��تدرك ،عن س��يدنا اب��ن عباس اآلخ��ر ويف غيابه؛ فقد روى مس��لم يف رض��ي اهلل تع��اىل عنهما ،أنه ق��ال" :ملا صحيح��ه ،كما مر ،ع��ن النيب أنه ق��دم رس��ول اهلل املدين��ة ،كان��وا قال" :والرج��ل راع على أهل بيته ،وهو م��ن أخب��س الن��اس كيال ،فأن��زل اهلل �ين مس��ؤول عنهم ،واملرأة راعية على بيت تب��ارك وتع��اىل َويْ��ٌل للُْمَطففِ َ فأحس��نوا الكيل بعدِّ ِّ بعلها وولده ،وهي مسؤولة عنهم". ذل��ك" .ومنه ما - 5أمان��ة احلرم��ات :فواج��ب عل��ى املسلم أن ال حياول االطالع على أمر ال حيب صاحبه اطالع غريه عليه .ومما ُ ُي ْؤ َث ُ كالم عبد اهلل بن عمر ��ر يف ذلك رض��ي اهلل تع��اىل عنهم��ا ،حي��ث روى البيهق��ي يف ش��عب اإلميان عن��ه ،أنه ُّ ُ ور قال" :من تضييع األمانة النظر يف الد ِ ُ واحل َجر". - 6أمان��ة الودائع :وهي مما تتأكد رعايته ،ألنه��ا املقصودة عند اإلطالق
َّ هَّ ْ ن الليَأُمُرُكْم فقد ق��ال اهلل تع��اىل إِ َ َ َ ��اتإِىَل أْهلَِه��اَوإَِذا أنتُ��ؤدُّواْ األَمانَ ِ َ َّ��اسَأنحَْتُكُم��واْ َحكْمتُ��مبَ�ْي�نْ َ الن ِ َّ هَّ بالْعدل إ َّ هَّ ُ ُ ن الل ن اللنِعَِّمايَعِظكمبِهِإِ ِ َْ ِِ َك َ صريًا {النس��اء،}85/ ان مَسِيعً��ابَ ِ
- 3أمانة العلم :فال جيوز لناقل العلم ُ ُ النقص��ان يف م��ا ينقله من الزي��ادة أو عل��م ،ولو كان يف ذل��ك تأييد ملا يراه هو حقا؛ ألنه إذا كان حقا ،فال ُي ْن َصر d بباط��ل ،وأعين ب��ه اخليان��ة العلمية .وق��ال س��يدنا ابن مس��عود ،كما 26
رواه احلاكم أيضا يف املس��تدرك ،عن س��يدنا اب��ن عب��اس ،رض��ي اهلل تعاىل عنهم��ا ،أنه ق��ال" :قال رس��ول اهلل ألصح��اب الكيل وال��وزن :إنكم قد ُو ِّل ُ يت ْم أمرا فيه هلكة األمة الس��الفة". ومما يؤثر عن الس��لف الصاحل من ذلك ما رواه أب��و نعيم يف حلية األولياء ،عن َ يونس أمية بن بس��طام أنه قال" :جاءت ٌ َ َّ��ة َخ ٍّ ��ز ،فقالت له: ب��ن عبيد ام��رأة بجِ ُ ب ِ اش�ترها ،فقال :بكم تبيعيها؟ قالت: ِ ٌ خبمس��مائة ،ق��ال :ه��ي خري م��ن ذاك قالت :بس��تمائة ،قال :هي خري من ذاك فل��م يزل يقول هي خ�ير من ذاك ،حتى بلغ��ت ألفا ،وق��د َب َذ َلتها خبمس��مائة". جعلن��ا اهلل وإياكم ممن يس��تمعون القول فيتبعون أحس��نه ،ويتبعون أثر أفضل نيب بعثه ،وسالم على املرسلني واحلمد هلل رب العاملني.
منهج اإلمام مالك رضي اهلل عنه يف التعامل مع السنة النبوية الشريفة الس��نة ّ ّ الن ّ بوية ّ املشرفة يف املرتبة تأتي ّ الثاني��ة بع��د الكت��اب العزي��ز و ّ إن بالس ّ إمامنا مالك dيأخذ ّ ��نة املتواترة ّ يق��دم اآلح��اد و إن كان خ�بر اآلح��اد علي��ه عمل أه��ل املدينة ال��ذي هو يف الس ّ حك��م ّ ّ العملي��ة املتواترة عند ��نة علماء املذهب .وكان اإلمام مالك d يتمثل بقول ّ ّ الشاعر : كثريا ما
الدين ما كان ّ و خري أمور ّ سنة
و الفقيـ��ه البصيـ��ر مبواض��ع الفتوى و مصادره��ا باإلمج��اع أيض��ا .هذا أمر ّ مقـ��رر ثابت جممع عليه ب�ين الفقهاء احملدثني .فاإلم��ام البخاري الذي ّ و ّ يعد صحيحـ��ه ّ أصح الكت��ب يف احلديث و أقواها نس��بة .يعترب سند اإلمام مالك حنو بع��ض أحاديث��ه التيّ رواه��ا ّ أصح األس��انيد و ه��و مالك عن ناف��ع عن إبن عمر .و يقول أبو داوود ّ السجس��تاني : " ّ أصح األس��انيد مالك عن نافع عن إبن ثم مالك عن ّ الز ّ عمر ّ . هري عن سامل عن ثم مالك عن أبي ّ أبيه أي إبن عمرّ . الزناد
األستاذ :رشيد بومجعة (اجلزائر)
ّ وبعض رجاله ..ومن ّ حيتلون املراتب ثم ّ الث�لاث األول يف ّ ق��وة ّ الس��ند عل��ى ما ّ قرره أبو داوود فهو dثقة حيسن وزن الرجال بشهادة ّ احملققني ّ ّ الراسخني يف هذا العلم .و ّأما األمر ّ الثاني :فهو إمامة اإلمـ��ام مالك فـي احلديث .قال ّ الذهـيب
و هو بصدد تعداد خصاله ّ و ّ "إتفق ّ شر األمور احملدثات البدائع األئمة يذكر مل و هريرة أبي عن األعرج عن عل��ى ّأنه ّ حجة صحيح ّ الرواية " هذا يف أحدا غري مال��ك "و روى الترّ ّ مدي يف آخر ّ ّ احلديث . ّ س��ننه عن حييى بن سعيد القطان أنه مكانــة اإلمــام مالــك يف الفقــه و ّأم��ا يف الفق��ه فق��د ّ تنوع��ت و احلديث: عبارات العلم��اء يف ّ الثناء عليه مالك أستاذي و ال أجد ّ علي يف أمن ّ كان اإلم��ام مال��ك إمام��ا يف و عل��ى منهج��ه يف إس��تنباط احلدي��ث كم��ا كان إمام��ا العلم من مالك و مالك ح ّ جة بيين وبني األح��كام .فاإلم��ام ّ ّ الش ��افعي يق��ول على اإلم��ام مال��ك رضي يف الفق��ه مجع ب�ين اإلمامة يف اهلل. احلدي��ث و اإلمام��ة يف الفق��ه اهلل عنهم��ا إذا ذك��ر العلماء م��ن غ�ير خ�لاف فه��و d راو من فمال��ك جن��م و يق��ول أيض��ا ٍ ّ أصح حديثا من مالك مال��ك أس��تاذي و ال أجد ّ الطبق��ة األوىل يف احلدي��ث و هو فقيه قال " :ما يف القوم ّ أم��ن ّ علي يف ذو بص��ر و رؤية يف الفتيا و إس��تنباط بن أنس كان إماما يف احلديث " وهذه العلم من مال��ك و مالك ّ حجة بيين وبني األحكام ّ الفن ّ ّ ّ ت��دل على اهلل و ق��ال ّ الش��هادة من أهل ه��ذا ّ الش��رعية .و معرفة املصاحل هل��وي ":وكان مال��ك الد و ما يكون مالئما هلا من الفتاوى من أمري��ن يضع��ان اإلم��ام مال��ك dيف من أثبتهم يف احلديث عن رس��ــول اهلل غيـر إبتعــاد علـى ّ ّ الطبقة األوىل ب�ين ّ النص. احملدثني :أ ّما األمر و أوثقهم إسنـادا و أعلمهم بقضايا ّ األول :فه��و حس��ن إختيار اإلم��ام مالك عم��ر و أقاوي��ل عب��د اهلل ب��ن عم��ر و األقضية و الفتاوى املنسوبة ّ ّ للصحابة و لل��ر ّواة الذي��ن ي��روي عنه��م إذ إعتربه عائشة و أصحابهم من الفقهاء ّ السبعة ّ و ّ التابع�ين ،فإمامن��ا مالك ه��و ّ احملدث البخاري و أبو داوود ّ أصح األس��انيد هو و به و بأمثاله قام علم ّ الرواية و الفتوى. الذي ّ الرعي��ل ّ يعد يف ّ األول باإلمجاع. 27
فلما أسند إليه األمر ّ ّ حدث و أفتى و أفاد و أجاد " :وقال اإلمام ّ الذ ّ هيب" :وقد ّإتفق ملالك مناقب ما علمتها إجتمعت لغريه، ّ عل��و ّ الرواية أحدهم��ا :طول العم��ر و وثانيهاّ : الذهن ّ الثــاقب و الفهم و العلم وثالثه��اّ :إتف��اق األ ّم��ة على ّأن��ه ّ حجة صحيح ّ الرواي��ة ،ورابعها :إمجاع األ ّمة على دينه و ّإتباعه ّ السنن و خامسها: ّ تقدمه يف الفتوى و ّ صحة قواعده" .
أنواع ّ السنة يف نظر اإلمام مالك رضي اهلل عنه:
وإعتم��اده يف ال��رأي واملس��ائل عل��ى أق��وال الصحاب��ة وأرآئه��م وعم��ل أهل املدينة أي أهل السنة األثرية ومن شدة إحتياط��ه dيف احلدي��ث أن��ه خترج م��ن رواته ع��دة رج��ال وردت أحاديثهم يف صحيح البخاري ومس��لم كما قال ((dأدرك��ت بهذا البلد مش��يخة هلم فض��ل وصالح حيدث��ون مامسعت من أحد منهم ش��يئا فقيل له ياأبا عبد اهلل في��م ؟ قال:ألنه��م مل يكون��وا يف ذلك يعرف��ون ماحيدثون)) وع��دم معرفتهم مبا حيدث��ون ه��و إس��تنتاج األحكام الصائب��ة من األخب��ار الصحيح��ة وفقا
ملقاص��د الش��ريعة ومص��احل األم��ة ّ إس��تدل اإلم��ام مالك بنوعني من لقد اإلسالمية وحينما نتتبع تطور املذهب ّ السنة : املالك��ي يتب�ين لن��ا أن أصحاب��ه ق��د ّ ّ ّ الن��وع ّ املتمثلة الس��نة املرفوعة األول : َّ كونوا فريقني. يف األحاديث ّ الصحيحة س��واء كانت الفري��ق األول تأث��ر مبدرس��ة احلدي��ث خرب آحاد أو متواترة. وأعط��اه كامل عنايته مثل إبن وهب الن��وع الثان��ي :هو الس��نة األثرية وهي املتوف��ى س��نة 179ه��ـ وإبن املاجش��ون أق��وال الصحابة وفتاويه��م وعمل أهل املتوفى سنة 212هـ وإبن حبيب املتوفى املدين��ة وأعرافه��م ،ولق��د ف��رق اإلم��ام س��نة 237هـ وإب��ن أبي زمن�ين املتوفى مالك يف التدري��س بني هذين النوعني س��نة399هـ لك��ن مل يكت��ب هل��ذا وجعل مس��ائل الفقه أقرب إىل العمل اإلجتاه أن يش��مل املذه��ب كله ،وأما والعرف حتى إنه كان يس��أل الطالب الفريق الثاني فقد تأثر مبدرسة الفقه إذا ج��اءه ه��ل يريد أن يدرس املس��ائل ال�تي إعتمدن على الس��نة األثرية وقد الفقهي��ة أو يري��د دراس��ة احلدي��ث ،إنتش��رت عل��ى يد عب��د الرمح��ان بن ولق��د كان منش��أ ه��ذه التفرق��ة يف القاس��م املتوف��ى س��نة 191ه��ـ ومحل التدري��س مبالغته يف إح�ترام جمالس لواءه��ا يف إفريقي��ة أمث��ال س��حنون احلديث الش��ريف وحرص��ه أال جيعل املتوف��ى س��نة 240ه��ـ وإب��ن أب��ي زيد فتاويه على مس��توى أحاديث س��يدنا القريوان��ي املتوف��ى س��نة 386ه��ـ ويف رس��ول اهلل وه��ذا يفس��ر لن��ا يف األندلس على يد جمموعة من العلماء آن واح��د تش��دده يف رواي��ة احلدي��ث أمثال ابن عيس��ى دينار املتوفى س��نة 28
212هـ وحممد إبن عتباب املتوفى سنة 462ه��ـ فاإلجتاه الذي س��اد يف املذهب املالك��ي هو الفقه ال��ذي إعتمد على الس��نة األثرية وماتقتضي من مسايرة العم��ل ومن اخت��اذ عمل أه��ل املدينة عمال مثاليا ومفسرا للسنة النبوية. ولق��د ق��ام بع��ض متأخ��ري املالكية بالتوفي��ق ب�ين الفريق�ين فاجتهد إبن عبد الرب املتوفى س��نة 463هـ يف وصل بالغ��ات اإلم��ام مالك يف املوط��أ وإهتم القاضي عي��اض املتوفى س��نة 544هـ بربطها باألحكام.
شروط قبول الرواية عند اإلمام مالك رضي اهلل عنه: الس��نة الصحيحة ه��ي األص��ل الثاني عند اإلم��ام يف األحكام كما س��بق ف��إذا صح احلديث فه��و مذهبه ،وصحة احلديث عنده تتوقف على مايلي: أن يك��ون ال��راوي ع��دال :ب��ل إن��هليش�ترط ماه��و أكرب من الع��دل وهو أال يك��ون س��فيها أو أمحقا أو جاهال أو غ�ير مت��زن واحلمق ق��د جيتمع مع العب��ادة والتقى وإمامن��ا dال يقبل من التق��ي األمحق وال م��ن العابد الذي اليزن األمور مبيزانها الصحيح. أن يك��ون ال��راوي ضابط��ا لذل��ك مليقبل رواية من مل يعرف ماحيمل. ً ملم��ا مبقاص��د أن يك��ون ال��راويالس��نة التش��ريعية لذل��ك رد أحاديث كث�يرة م��ن معاصريه مهم��ا كانت
ّ س��يدنا احلس��ن البصري ّ dأنه كان عدالتهم ألنهم مل يكونوا من أهل هذا الش��أن .وقد صح عن��ه dأنه قال يف يقول " :إذا اجتم��ع أربعة من ّ الصحابة ه��ذا الصنف ((ل��و أؤمت��ن أحدهم على عل��ى حدي��ث أرس��لته إرس��اال " ،وق��ال أيض��ا "إذا قلت لك��م ّ حدثين فالن فهو بيت مال ماخان)). حديثه ال غري و متى قلت قال رسول ا للهّ أال يكون الراوي صاحب بدعة يدعو dفقد مسعته من أكثر من سبعني إىل بدعت��ه وق��د كان يس��ميهم رج�لا " ،ولق��د روي ّ أن األعم��ش ق��ال: بأهل األهواء ف��كان ال يقبل روايتهم قل��ت إلبراهي��م ّ النخع��ي ":إذا رويت لي خش��ية أن تدفعهم املذهبية بأن يقولوا حديثا عن عبد ا بن مس��عود فأسند للهّ عل��ى الن�بي م��امل يقل��ه وألنه��م لي فقال :إذا قلت ّ حدثين فالن عن عبد بانتحاهل��م م��ا ينتحل��ون يعتربون يف ا فه��و ال��ذي روى ذل��ك و إذا قلت قال نظر اإلمام dفاس��قني به��ذا اإلبتداع للهّ عبد ا فقد رواه لي غري واحد" .اهـ للهّ وأن فس��ق النف��س والعق��ل أق��وى من ويظهر ّ أن اإلرس��ال كان كثريا قبل فسق اجلوارح.
لكل ّ ّ اطمأن إليه وقبل منه الش��روط مسنده و مرسله ّ . فالت ّ شدد يف االختيار هو س��بب االطمئنان وقبول اإلرس��ـال، و ّ أن قبوله املراس��يل على هذا االعتبار لي��س دلي�لا على أن��ه جييز اإلرس��ال بإط�لاق وجييز قبول املرس��ل بإطالق بل جييز اإلرسال من مثل من قبل منهم إرس��اهلم فالعربة باملرسل الذي أرسل ال باإلرسال يف ذاته. الوج��ه ّ الثان��يّ :أن��ه dمل جيع��ل الس ّ م��ن ّاتصال ّ ��نة حن��و رواي��ة اآلحاد دلي�لا أق��وى من املراس��يل ال�تي تواترت
عن��ه وروته��ا اجلماع��ة ع��ن اجلماعة س��يدنا رس��ول ألن اقتناع��ه الوثي��ق ّ أن يظهر الكذب على ّ أن توات��ر العم��ل خل��ص dهذه ّ ّ الش��روط بقولـه: وقد ّ ا صل��ى ا علي��ه و آل��ه وصحب��ه يس��تحيل أن يكون ص��ادرا عن غري للهّ ممن للهّ "ال يؤخ��ذ العلم من أربع��ة ويؤخذ ّ ّ وس��لم ّ ّ ّ املشرع نفسه . اضط��ر العلماء إىل فلما كثر س��واهم ،ال يؤخ��ذ العلم من س��فيه وال السؤال عن اإلس��ناد ِل ُيعرف ّ ّ الراوي وقد يؤخذ من صاحب ه��وى يدعو إىل هواه ق��ال اإلم��ام ب��ن س�يرين " :مل يكونوا ّ ك��ذاب يكذب يف وبدعت��ه وال م��ن يسألون عن اإلسناد ّ فلما وقعت الفتنة قضايا انتقدت على املالكية بدعوى الناس وإن كان ال ّ أحاديث ّ يتهم على للس ّنة ّ خمالفتها ّ قال��وا ّ النبو ّية وآثار مسوا لن��ا رجالك��م ،فينظر إىل ّ صل علي��ه ا ��ى حدي��ث رس��ول ا للهّ للهّ للهّ ّ الصحابة رضي ا عنهم. أهل ّ الس ّنة فيؤخذ حديثهم وينظر إىل ّ وس��لم وال من ش��يخ له فض��ل وصالح أه��ل البدع ف�لا يؤخذ حديثه��م " ،هلذا زع��م م��ن ي��رى خالف��ا للمالكية يف وعب��ادة إذا كان ال يع��رف ما حيمل ّ ومالك حنيفة أب��و األربعة ة األئم قب��ل مسألة صوم املسافر ّ وما ّ أن املالكية خالفوا حيدث به ". والشافعي وأمحد املرسل من ّ ّ . قات الث الس ّنة ّ ّ النبوية عندما رأوا ختيري املسافر ّ الصوم و الفطر ّ ألن ّ الن ّ والس��ؤال الذي ربمّ ا يرد علينا هو :ملاذا بني ّ يب صلى ا ّ للهّ عليه وآله وصحبه ّ وسلم قال " :ليس من تعامل اإلمام مالك رضي اللهّ عنه كان الإّ مام مالك dيقبل املرسل مع الس��فر " ّ إال ّ ّ الرواية ؟ الرب ّ الصيام يف ّ أن املالكية مع احلديث املرسل: يتش��دد يف قبـول ّ ّأنه هو الذي الذي��ن قال��وا ّ بالتخي�ير ّ حجتهم يف ذلك و اجلواب عن هذا ّ السؤال من وجهني: قبول األخبار املرس��لة كان أمرا شائعا اعتماده��م عل��ى احلدي��ث ّ الصحي��ح ألن ّ مّ يف عص��ر اإلم��ام مال��كّ ، ّ الثق��ات الوج��ه ّ األول :ه��و أن قبوله املرس��ل إنا الذي رواه اإلمام مالك يف ّ املوطأ يف " :أنّ يصرح��ون ّ م��ن ّ التابع�ين كانوا ّ بأنهم كان م��ن رج��ال وث��ق به��م وانتقاه��م ّ ّ الصحابة س��افروا مع رس��ول ا صلى ّ للهّ يتش��دد يف البحث عن ّ الرجل الذي يرس��لون إذا كان��وا رووا احلديث عن فهو ّ ّ ا عليه وسلم فلم يعب الصائم على ّ الصحاب��ة ،فلق��د روى ع��ن يك��ون ثق��ة ف��إذا كان مس��توفيا للهّ ع��دة م��ن ّ املفط��ر وال املفطر عل��ى ّ الصائم " ّأما ما 29
البيعان استحلف البائع هذه عينات إتضح بها سعة فقه اإلمام مالك dو إحاطته باألثر املعمول به. وا أعل��م حبقيق��ة احل��ال ّ وصل��ى للهّ سيدنا ّ ا على ّ حممد املقتدى به يف للهّ األق��وال و األفعال وعلى آله وأصحابه املتبعني له يف احلال و املقال. ضريح اإلمام مالك رضي اهلل عنه يف البقيع ( املدينة املنورة)
رواه أب��و س��عيد اخل��دري ّ dأنه صلى ّ وس��لم ق��ال " :لي��س من الرب ا علي��ه للهّ الس��فر " ّ ّ الصي��ام يف ّ فإنه ورد يف ش��أن ش��خص صائم ق��د ّ ظلل عن الش��مس وهو جيود بنفسه. ك��م��ا ان��ت��ق��د م��ع��ارض��وا امل��ذه��ب املالكي اإلم��ام مالكا بكونه مل يأخذ حبديثّ ": البيعان باخليار ما مل يفرتقا " و روى عنه قوله " :ليس هذا ّ حد معروف عندنا وال أمر معمول به " ّ واضطر بعض املالكية أن يؤول البيع هنا ّ بالسوم .أو بأن االفرتاق هو إبرام أن الذي يظهر هو ّ البيع ،غري ّ أن اإلمام مالكا مل ير هو نفسه هذه ّ التأويالت وال��ذي يفرتض هو أنَّ��ه ملّا ق��ارن بني حديث اخليار وحديث ابن مسعود d القائل " :أيمّ ا بيعني تبايعا فالقول ما ّ يتارادان " وجد أن العمل قال البائع أو الذي أدرك ّ الناس عليه ّ يؤيد حديث ابن مسعود فقضي مبقتضاه ،ويقول أشهب بعدما حكى إمجاع أهل العلم من أهل احلجاز على لزوم البيعّ ،إنه منسوخ بقوله : املسلمون على شروطهم وقوله : إذا اختلف 30
أنوار التنزيل سورة الفتح
أ .أمحد معزوز (اجلزائر)
بالعندي��ة .ال باحل��ور والقص��ور ف�لا تكون اجلنة ف��وزا إال إذا كانت عند اهلل أم��ا إذا مل تكن عند اهلل فليس��ت بفوز ول��ذا قالت الس��يدة آس��ية عليها السالم زوجة فرعون اليت كانت على
أنوار التنزيل -نفحات إميانية يف حلقات من تفسري كالم اهلل تسجلهــا اإلمي��ان ومات��ت علي��ه ؟ َقالَ ْ��ت َرب ندَكبَيتً��ا ف جَْ الن ِّ سيدي ّ و تبثها قناة القرآن الكريم بزاوية الشيخ ّ حممد بلقائد و بعدما نقلها َّة نلِ��ي ِع َ ْ يِ ابْ ِ أبناؤنا الطلبة من املسموع إىل املكتوب نقدمها إىل القارئ الكريم خدمة {التحري��م }11/ومل تق��ل "رب اب��ن ل��ي
لكالم اهلل سبحانه.
بيت��ا يف اجلن��ة "فه��ي أرادت القرب من
كن��ا وقفن��ا يف اللق��اء الس��ابق عند ف��وز أعظ��م م��ن ه��ذا العط��اء الرباني .اهلل .ال اجلن��ة فحس��ب ويف هذا املعنى قول��ه تع��اىل لُِيْدِخ َ ��ل مْالُْؤمِنِ َ �ين لكن م��ن اجملم��ع عليه أن��ه ليس يف تقول السيدة رابعة العدوية قدس اهلل حَْ َ��ات َجن ٍ جَْ َومْالُْؤمِن ِ َّ��ات ترِيمِ��ن تتَِها الق��رآن الكري��م حش��و أي لي��س يف سرها:
لأَْ
َ ِّ
ا نَْهِّ��اُر َخالِد َ ِي��ن فِيَه��ا َويُكف��َر َعْنُه��ْم الق��رآن الكري��م كلم��ة وال حرف ال
َ َس��يئاتِهِْم {الفت��ح }5/ورأين��ا كي��ف يفيد معنى وميكن اإلس��تغناء عنه كلهم يعبدون من خوف نار أن علماءن��ا رض��ي اهلل عنه��م قال��وا وبالتال��ي يف قول��ه تع��اىل َوَك َ ان ويرون النجاة حظا جزي ال هَّ احلكمة يف تأخري تكفري السيئات َذلَِك ِع َ ند اللَِفْ��وًزاَعِظيًما {الفتح }5/لو أو أن يسكنوا اجلنان فيحظوا هَّ
ع��ن إدخ��ال اجلن��ة أن امل��راد بتكفري أنك حذف��ت كلمة ِع َ ند اللِ وقلت
بقصور ويشربوا سلسبيال
الس��يئات أن متح��ى م��ن أذهانه��م يف وكان ذلك َفْوًزاَعِظيًما لعله يظهر ليس لي يف اجلنان والنار رأي اجلنة فال تعكر عليهم صفو مقامهم ألول وهل��ة أن املعنى مل يتغري لكن ملا أنا ال أبتغي حبيب بديــــال
َ
فيها ثم قال سبحانه وتعاىل َوك َ ان كان هذا كالم اهلل كانت كلمة قد ختللت مسلك الروح مين هَّ هَّ َذلِ َ ��ك ِع َ ند اللَِفْوًزاَعِظيًما {الفتح }5/أي ِع َ ن��د اللِ هن��ا تفي��د معن��ى أعظم ولذا مسي اخلليل خليال أن دخ��ول املومن�ين واملومن��ات اجلن��ة وأج��ل .ومل تكن هناك عبثا وحاش��ا
وتكف�ير س��يئاتهم يف الدنيا وحموها ولذا ق��ال علماؤنا رض��وان اهلل عليهم وه��ذا احلال الذي كان عليه س��اداتنا عن أذهانهم يف اآلخرة فال يتذكرونها إمن��ا ذكر "عن��د اهلل "هنا ل�يرد أولياءه رض��وان اهلل عليه��م ه��و حال س��اداتنا كان ذل��ك عند اهلل ف��وزا عظيما وال إىل الق��رب ال إىل اجلن��ة وأن يش��غلهم الصحاب��ة وه��ذا ليس بدعا وحاش��اهم 31
فذلك��م س��يدنا ثوب��ان dخي��رج ش��احب الوج��ه إىل املصطف��ى علي��ه الصالة والسالم فيقول :مابك يا ثوبان فيقول تذكرت اجلن��ة فإن أنا دخلتها مل أرك" أي أن�ني ال أري��د اجلن��ة ال�تي ال أك��ون فيها بقربك ألنه يعل��م أنه إذا
كان عند رسول اهلل
كان عند
اهلل وإن كان يف قرب رسول اهلل كان
املومنني عن املدينة وأن املشركني إمنا جهر بعدوانه و ألجل هذا يقول ساداتنا والسلوك ّ أن عداوة ّ يعذب��وا لذل��ك األم��ر وبالتالي يكون أهل الترّ بية ّ النفس أش��د م��ن ع��داوة ّ ذلك اخلط��اب معلال بعل��ة أنهم صدوا أكث��ر و ّ الش��يطان ّ ألن إبلي��س ال يأم��رك باخلري .فهو ّ عدو ع��ن دخ��ول بي��ت اهلل رس��ول اهلل احلرام ألجل أال ُي َظ َن هذا ،زاد املوىل عز يف ص��ورة ّ عدو إذا إس��تعذت با منه للهّ لكن ّ ّ النف��س ّ األمارة ّ بالس��وء وجل املنافقات واملشركات ليعلم أنهم خن��س. ّ ع��دو بني جنبي��ك يف ص��ورة صديق. يعذب��ون لنفاقهم ال هلذه الواقعة فقط، ّ ويع��ذب املش��ركني واملش��ركات تأمرك بالطاعات لتنال بعدها معصية
يف ق��رب احلق ،الق��رب املعن��وي للحق لش��ركهم كذلك ثم :ملاذا بدأ املوىل
سبحانه وتعاىل مقتضى كلمة عند ع��ز وج��ل باملنافق�ين وق��ال َ :ويَُعذَب هَّ ِّ اهلل َوَك َ انَذلَِك ِع َ ني ات َومْالُْشِ��ركِ َ ند اللَِفْوًزاَعِظيًما مْالُنَافَِقِ�ين َومْالُنَافَِق ِ ات {الفت��ح }6/قالوا يف ذلك {الفتح ،}5/أي ال فوز إال يف القرب من َومْالُْش��رَِك ِ
اهلل سبحانه وتعاىل.
أو تن��ال ّ حظا من حظوظ ّ النفس أو حنو ّ ذل��ك .لذا قال ّ وس��لم " : صلى ا عليه للهّ أعدى أعدائك نفسك التيّ بني جنبيك " ّ ألنها ال تظهر العداوة و مّإنا تظهر الوالء
حك��م جليلة م��ن أهم تل��ك احلكم و ّ الصحب��ة .كم��ا كان املنافق��ون
ني أنه ب��دأ بأخطر الصنفني على املومنني يظه��رون ذلك ثم .ق��ال :اَّلظان َ هَّ ِّ فإن املش��رك عدو يف صورة عدو محل بِ��اللِ َظ َّ ��ن ا َّلس��ْوء {الفت��ح }6/م��ا الس��وء ِ الذي ّ الس�لاح عل��ى املؤم��ن عرف��ت عداوته هو ّ ظ��ن ّ ظن��ه املنافقون و
ني ثم قال اهلل تعاىل َ :ويَُعذَبمْالُنَافِقِ َ ِّ ات ني َومْالُْش��رَِك ِ ��ات َومْالُْش��رِكِ َ َومْالُنَافَِق ِ هَّ ن ا َّلسْوءَعَلْيهِْمَدائَِرةُ نيبِاللَِظ َّ اَّلظان َ هَُّ َ ِّ هَُْم واملنافق عدو يف صورة صديق جيلس املنافقات و املش��ركون و املش��ركات اَّلس��ْوءَوَغ ِض َب اللَعَلْيهِْمَولََعَنُهِْ��مَوأَعَّد ل مع املس��لمني ويتلفظ بالشهادة نفاقا قالوا ّ الس��وء هن��ا :هو ّأنهم ّ إن ّ ظن ّ ظنوا اءتَم ِصريًا {الفتح}6/ َجَهَّنَمَِوَس ْ بعدم��ا ذكراحلق س��بحانه وتعاىل ما ويصلي يف الص��ف األول فلعل بعض ّ أن تلك العصابة العظمى من س��اداتنا ّ الصحابة الكرام ل��ن ترجع إىل املدينة أع��ده لعب��اده املومنني م��ن أن يدخلهم املومن�ين م��ن أصح��اب النية احلس��نة
جن��ات جتري من حتتها األنه��ار خالدين فيه��ا ويكفر عنهم س��يئاتهم وكان ذلك عن��د اهلل فوزا عظيما من كمال حكمته س��بحانه أن يذكر ما توعد
ب��ه الكفار واملنافقني فقال َ :ويَُعذَب ِّ ات {الفت��ح}6/ مْالُنَافَِقِ�ين َومْالُنَافَِق ِ ومثلم��ا س��بق وذكرن��ا أن امل��وىل عز
وج��ل مل��ا ذك��ر املومن�ين يف اجل��زاء والعطاء توعد املنافقني واملش��ركني بالن��كال والعق��اب و ذك��ر معه��م املنافق��ات و املش��ركات لنف��س العلة ألجل أال يقال أن املنافقني إمنا يعذبوا ألنه��م وقفوا مع كف��ار قريش يف صد
يفض��ي إليه س��را م��ن أس��رار املومنني أبدا و س��يقضي عليهم أبو سفيان يف مك��ة ملّ��ا خ��رج املصطفى ّ ّ ّ صل��ى ا ظان��ا ّأن��ه مس��لم فيك��ون أذاه على للهّ العدو الذي عليه ّ ّ ّ وكفار وسلم بألف و أربعمائة، املس��لمني أكثر من ذل��ك ّ ناصبهم العداء و الذي محل ّ العــدة الس�لاح و قريـ��ش مــع ما هــم علي��ه من حصة تلفزيونية أنوار التنزيل
و التقوى حبلفائهم األعراب الذين حول مل��ن ظ��ن ب��اهلل ظ��ن الس��وء ،ذكره��ا جنود رمح��ة ينزهلا عل��ى أوليائه وهلل ّ ظ��ن املنافقون ّ املكرمة ّ ّ أن هذا للمنافق�ين اللعن��ة أي اخل��روج م��ن جنود العذاب والزبانية ،فجنود الرمحة مك��ة اخلروج ال رجوع بعده و ّ ظنوا ّ ظن ّ السوء رمح��ة اهلل والغضب والس��خط من اهلل هناك وجنود العذاب هنا. نبيه ّ ب��ا و ّ أن ا تعاىل يأم��ر ّ صلى س��بحانه وتعاىل وأعد هل��م جهنم ألنهم قال��وا ث��م م��ا احلكم��ة كذل��ك من للهّ للهّ ّ وس��لم بأن خي��رج أصحابه خلق��وا ألجله��ا ذك��ر املوىل ع��ز وجل اس��تبدال "عليم��ا "بقول��ه "عزي��زا" ا علي��ه للهّ ّ ليق��ع اهل�لاك و ه��ذا ظ��ن ّ الس��وء .فإذا ذل��ك ترهيب��ا من هذا العم��ل ليكون اجل��واب أن املقام مقام ع��ذاب َويَُعذَب
ِّ ّ ظن ّ ��ات مق��ام ش��دة الس��وء هو حظ املؤمن حس��ن الظن باهلل فيكون مْالُنَافَِقِ�ينَومْالُنَافَِق ِ
كان جزاء من ّ ظن با للهّ للِهَّ العذاب فليك��ن ّ ات وقسوة على أناس يستحقونها فناسب حظك عكس ذلك ج��زاؤه اجلن��ة َو ِ ُجنُ��وُد ا َّلس��َماَو ِ
لأَْ
َ
هَُّ
ض َوك َ ان الل َعزًِي��زا َحِكيًم��ا مق��ام الع��ذاب اس��م الع��زة كقول��ه "تع��رف األم��ور بأضدادها" ف��إذا ظننت َوا ْر ِ َ َ ب��ا اخل�ير وجدت��ه روى البخ��اري يف {الفتح }7/سبق أن أشرنا إىل ّأن يف قوله تع��اىل َ فأَخْذنَاهُ��ْم أْخَذَعزِي��زٍُّمْقَتِدٍر للهّ هَُّ للِهَّ لأَْ َ َ ّ ّ ��س الل بَِعزِي��زٍ ذِي احلديث القدس��ي أنا عند ظن عبدي تع��اىل َو ُِجنُوُد ا َّلسَ��ماَو ِ اتَوا ْرض {القم��ر }42/ألْي َ ّ فليظن بي ما شاء ويف رواية أنا حتقي��ق لقول��ه يف آي��ة أخ��رى َوَم��ا انتَِقام {الزم��ر }37/فإذا ذكر االنتقام بي
ِّ اَّ َ ّ عند حسن ّ ُ��َو {املدث��ر }31/واألخ��ذ والش��دة ذك��ر الع��زة ومل��ا فليظن بي ما يَْعَل��ُم ُجنُ��وَدَرب��كإِل ه ظن عبدي بي ش��اء .فإذا كان حال املنافق أن ّ ني يظن فجن��ود الس��موات املالئك��ة الكرام ذكر املنافقني َويَُع��ذَب مْالُنَافِقِ َ ِّ الس��وء وجن��ود األرض املؤمن��ون ّ الس��وء با فتدور عليه دائرة ّ ّ ات ني َومْالُْش��رَِك ِ ��ات َومْالُْش��رِكِ َ والصحاب��ة َومْالُنَافَِق ِ للهّ هَّ فإن ش��أن املؤمن ّ فيقع عليه العقاب ّ ن اَّلسْوءَعَلْيهِْمَدائَِرةُ نيبِاللَِظ َّ أال الك��رام والس��كينة ال�تي أنزهل��ا يف اَّلظان َ هَُّ َ ِّ ّ ّ الس��لف قلوب املؤمنني هذا يف اآلية السابقة ّ إال خريا ولذا كان ّ هَُْم ثم ا َّلس��ْوءَوَغ ِض َب اللَعَلْيهِْمَولََعَنُهِْ��مَوأَعَّد ل يظن با للهّ يقول��ون من مات ّ متيقنا ّ أن ا يدخله أعادها ّ صريًا {الفت��ح }6/ذلك م��رة ثانية ،وقف العلماء وقالوا َجَهنَّ��َمَِوَس ْ ��اءتَم ِ للهّ ٍ
اجلن��ة أدخله ّ ّ الس��ر يف ّأنه س��بحانه أعاده��ا ّ ّ مرة احل��ال الش��ديد يس��توجب أن يكون اجلنة لك��ن هذا اليقني م��ا يقتض��ي العم��ل فحس��ن ّ الظ ّ ثانية ّ ثم ما ّ السر كذلك يف ّأنه استبدل ذك��ر العزة هن��ا أحكم ول��ذا ذكر ��ن با للهّ ال ّ ب��د أن يكون مقرتن��ا بالعمل فإذا "عليما" هناك "بعزيزا" يف اآلية الثانية هنا عزي��زا حكيما ومل��ا كان هناك النفاق سوء ّ كان حال أهل ّ اجلواب أنه س��بحانه أعاد ذكرها ّ مرة ذك��ر الصحابة الكرام فذكر جنود الظ ّن با للهّ فح��ال أه��ل اإلميان حس��ن ّ ثاني��ة ّ الظ ّ ألن مناس��بة ذكره��ا يف ّ األول الرمحة قال "عليما" مبا يف قلوبهم وهنا ��ن با للهّ .جاء يف األثر (خصلتان من كانتا فيه تفي��د ّ أن اجلن��ود املذكوري��ن هن��اك عزي��زا عل��ى املنافق�ين وعزي��زا على جن��ا ،خصلتان لي��س بعدهما خصلة ،جن��ود الرمحة وجنود الس��كينة ّ ألنه املشركني. حس��ن الظن باهلل وحسن الظن بعباده) ث��م م��ن حكمت��ه س��بحانه وتع��اىل وترهيب��ه كي�لا يك��ون العبد مثل
حاهلم يف الظن باهلل ظن الس��وء ،ذكر
ما توعدهم به فقال َعَلْيهِْمَدائَِرةُ ا َّلس��ْوء هَُّ َ هَُم جهنمِ ��ب اللَعَلْيهِ��ْمَولََعَنُهْمَوأَع َّ َوَغ ِض َ ��د لْ ََََّ ص�يرًا {الفت��ح ،}6/أرب��ع من َوَس ْ ��اءتَم ِ
قال هُ��َو الَّذِيَأن��َزَل ا َّلس��ِكيَنَ ف ة يِ ُواإِميَانً��اَّمَعإِميَانِهِْم س��يدنا حمم��د وآل��ه وصحب��ه وس��لم وب مْالُْؤمَِنِ�ينلَِيْزدَاد قُلُ ِ للِهَّ لأَْ ض َوَك َ ان تسليما كثريا إىل يوم الدين سبحان ر ا و ات و ا ��م لس ا د ُ��و ن ج َو ُ ِ ِ ُ َ َ َ َّ ْ ِ هَُّ الل َعلِيًم��ا َحِكيًم��ا {الفت��ح( }4/جن��ود رب��ك رب الع��زة عما يصفون وس�لام واهلل ورس��وله أعلم وصل��ى اهلل على
الس��كينة ) فتك��ون اجلن��ود هناك على املرسلني واحلمد هلل رب العاملني . جنود الرمحة ّ ثم ملّا ذكر املنافقني وما ّ أعد هلم من العذاب أعاد ذكر اجلنود يتبع يف األعداد القادمة
أنواع العقاب ذكره��ا املوىل عز وجل لتعلم أن هلل جنود الس��ماوات واألرض إن شاء اهلل 33
إن العيــن لتدمــع و إن القلــب ليخشــع
احلاج حممد أوعامري رمحه اهلل تعاىل
ق��ال أح��د العارف�ين" :الدني��ا دار مم��ر فاعربوه��ا و ال تعمروه��ا" ،و ك��م شاهدنا هذا و نشاهده يف أيامنا ،كم ن��ودع من حبيب و ك��م نفارق من خل صديق إىل غري رجعة و كم نواري من عزيز ال�تراب ،و ننقل��ب تاركني إياه رهن حفرته و كذلك كان ش��أننا مع أخ كري��م و حبيب ص��ادق وخل ويف هو س��يدي احلاج حممد أوعامري الذي ودعن��اه إىل غري رجعة يوم األربعاء 21 حم��رم 1434ه��ـ املواف��ق لـ 5ديس��مرب 2012م ،وفق��دت الطريقة البلقائدية اهلربي��ة بوفات��ه أح��د كب��ار أبنائه��ا ال�بررة ،وودعت زاوية الش��يخ س��يدي
حممد بلقايد أح��د عمارها األوفي��اء ،ففقد الفق��راء بها جوهرة من عقدها النفيس، و ودعت حلقة أهل اللطيف رجال من رجاالتها ،إنه سيدي احلاج حمم��د أوعامري ،لقد ول��د رمح��ه اهلل تع��اىل يف 11س��بتمرب ع��ام 1950م مبنطقة « مسريدة الفواقة» بضواح��ي مغني��ة والي��ة تلمس��ان ،م��ات أب��وه و ه��و
حلق الفكر و يصطفي ما كان يراه َ ��ه ،و كان صاح��ب مب��دأ مناس��با مل ْي ِل ِ ثاب��ت املوق��ف يدل��ي برأيه و ل��و خالفه غريه و كان عنصرا نش��يطا يف نادي الفكر ليستمد منه طريق التفكري و أدوات التحليل و تولدت لديه القناعة أن اإلص�لاح مبدؤه النفس البش��رية و منتهاه هي ،لذلك فإنه مل يندمج يف أية جمموع��ة ومل ينتم إىل أي مجاعة و إن كان قد اخنرط يف بعض التنظيمات الطالبي��ة ،و مل يزل يبحث و يفكر و
طف��ل صغ�ير فنش��أ يتيما يف كن��ف أم��ه و كفال��ة أخوال��ه ،ق��د زاول دراس��ته االبتـدائي��ة و املتوس��طة مبدين��ة آحف�ير املغربي��ة وواص��ل تعليم��ه الثان��وي مبدينة ف��اس ،ليلتحق بعدها بكلية احلق��وق جبامع��ة اجلزائ��ر العاصم��ة أي��ن حتص��ل عل��ى ش��هادة ليس��انس يف احلق��وق ثم ش��هادة الدكتوراه يف القان��ون الدول��ي ،و كان أثناء إقامته باجلامع��ة يبح��ث ع��ن مش��رب روحي ّ يس��د به ظمـ��أه الوجــدان��ي الروحي،
ينشد ضالته حتى ساقه سائق العناية إىل حض��رة أه��ل اهلل فجمع��ه اهلل بس��ماحة الش��يخ س��يدي حمم��د عبد اللطي��ف بلقاي��د حفظ��ه اهلل فأغن��اه بلحظه قبل لفظه ووجد لديه ما كان ينش��ده و لعل ما جذبه هو ما أقنعه به مساحته من أن س��احة الفكر ال تثمر م��ا مل ترتبط بالذكر فانق��اد طوعا و حط الرحال بالساحة البلقائدية و سلم أمره إىل أستاذه و شيخه فطاب مسعاه حي��ث ن��ال مبتغ��اه و جنا ثـم��رة حبثه " إمن��ا تطمئ��ن القل��وب بذك��ر اهلل ". فتعلق بشيخه و أحبه و انتهى به األمر إىل أن صار من أعيان الطريق.
و حي��دث عنه زميله يف الدراس��ة و ابن خالته الدكتور عبد العزيز أوكبدان فيق��ول :كان احلاج حمم��د أوعامري رمحـــه اهلل ميتـاز جبــرأة فكريــة و ش��جاعة أدبي��ة توح��ي ب��أن الرج��ل كان يبحث ع��ن حقيقة جيد لوعتها و ال يكن��ه كنهها و مل يكن عمره إذ ذاك يتجاوز تسعة عشر سنة ،يرتاد 34
و بع��د التخرج أش��تغل س��يدي حممد أوعام��ري أس��تاذا حماض��را بكلي��ة احلقوق بوهران و مارس مهنة احملامــاة لس��نيــن طويلة فكــ��ان حماميــــا و مستش��ارا قانوني��ا لع��دة مص��احل منه��ا :بلدي��ة بري اجلري ،بن��ك الربكة و ش��ركة التأمني CAATو شركة
العق��ار ،AADLكم��ا ت��درج يف ع��دة مناصب يف كلي��ة احلقوق، ف��كان عض��و اجملل��س اإلداري جلامعة وهران و نائب رئيس كلية احلق��وق ،ق��د أطل��ق علي��ه طالبه لق��ب « أب��ا املس��اكني» لعطفــ��ه علــى الفقراء منهـــم ،و مواس��اتهم و االهتمــ��ام بش��ؤونهـــم ،و لس��ت أراني مبالغا إن قلت إن احلاج حممد أوعام��ري كان فريدا يف الرب بأمه، ش��ديد احلرص على راحتها ال يقدم عليه��ا أحدا ،س��ريع االمتثال ألمرها مقدم��ا عل��ى خدمته��ا دون ت��وان و ميتث��ل أمره��ا و ال يبال��ي ق��د رآه ً مبنى أيام التشريق أكثر من واحد و هو حي��وم حول خيمتها و يضع هلا اإلش��ارات لتس��تدل بها عل��ى املمرات، يتفقدها كل حلظة يسأهلا عن حاهلا و يرغب إليها يف قض��اء حاجاتها ،و هو يعلم لرجاح��ة عقله أن حاجتها أن تراه في�تراءى هلا ليطمئ��ن قلبها ،و مبثل ما كان ابنا بارا بأمه كان فقريا صادقا شديد التعلق بشيخه حيبه حبا يرقى ع��ن الوصف ،ق��د أثن��ى عليه ش��يخه األكرب س��يدي حمم��د بلقاي��د قدس اهلل سره و شهد له بطهارة القلب و نقاء الس��ريرة ،و حدث عنه ش��يخنا سيدي حممد عبد اللطيف بلقايد حفظه اهلل تعاىل فقال « نشأ احلاج حممد يتيما، فقد أباه و هو ال يعلم عن مصريه شيئا و ترملت أمه فرتبى غريبا» لقد كان رمحه اهلل تعاىل شديد التعلق بشيخه س��يدي حممد عبد اللطيف حيبه فوق كل حمب��وب و ي�تردد عل��ى زيارت��ه
احلاج حممد أوعامري رمحه اهلل تعاىل مبعية شيخه سيدي حممد عبد اللطيف بلقايد حفظه اهلل تعاىل
صباح مساء ،عظيم االعتقاد فيه و يف آل بيت��ه ،حيب أفراد أس��رتــه و جيلهم و يث�ني عليه��م ،يش��هــد له ش��يخــه س��يدي حممــ��د عبــ��د اللطيــ��ف بــالصــدق و الثبات و التــواضع فقال « ما تغري سيدي حممد منذ أن عرفناه و ظــل متواضع��ا حتــى توفــاه اهلل و كذلك كان ش��أنه مع كل الفقراء ينظ��ر إليهم بعني الكم��ال ،ال يدخر وس��عا يف خدمته��م ق��د ت��وىل الدف��اع ع��ن بعضهم يف بع��ض قضاياهم دون مقابل سوى رغبة يف خدمتهم و تفانيا يف إحق��اق احلق و قد كان رمحه اهلل تعاىل ش��ديد االهتمام باملعرفة كثري الس��ؤال يف الطري��ق ش��غوفا مبطالعة كت��ب األم�ير عب��د القادر ق��دس اهلل س��ره ،و كت��ب الش��يخ س��يدي حمي الدين بن عربي ،و ق��د بلغ من اهتمامه 35
به��ا أنه ملا س��افر إىل اجلزائ��ر العاصمة للع�لاج صحب معه كت��اب فصوص احلك��م ،و قد حتدث عنه أحد الفقراء فقال « كان س��يدي حمم��د أوعامري ش��ديد االهتمام باملعرفة جادا يف طلب العل��م كث�ير الس��ؤال يع�ير اهتماما بالغا مل��ن جييبه فيتلق��ى عنه بصدق ني��ة و مل يك��ن س��ؤاله اس��تظهارا أو تظاهرا بل رغب��ة يف العلم و صدقا يف طلب��ه ،كما أن��ه مل يكن يبخل مبا لدي��ه م��ن عل��وم و معارف فق��د كان يدرس الفقه و الس�يرة و غريها يف أول زاوي��ة للطريق يف وهران حبي اهلضبة ( )PLATEAUو كان متفاني��ا يف خدمة الطريق و خدمة الفقراء ،و حدث عنه أح��د احملامني و قد حض��ر اجلنازة يف الليل��ة الثاني��ة فقال « إن األس��تاذ حممد أوعام��ري كان رج�لا عظيما
و كان حم��ل احرتام و تقدير من طرف احملام�ين و القضاة حض��رت له مرافعة أدىل فيه��ا بعش��رين حج��ة ف��رد كل حج��ة إىل مرجعها و اس��تدل بعش��رين مرجع��ا يف القانون أم��ام اجمللس فلــم يس��توقفه أحد إجالال له و تعظيمــا و ّ حدث عنه أحد أئمة وهران املش��اهري فق��ال« :وجه��ت لن��ا دعوة ع��ن طريق مديري��ة الش��ؤون الديني��ة حلض��ور ن��دوة باجلامع��ة فحضرن��ا حماض��رة قدمها األس��تاذ حمم��د أوعامري فش��د انتباهنا واس��تقطب اهتمامنا بأسلوبه الرائ��ع و منهجيت��ه الدقيقة يف العرض و قوت��ه يف اإلقن��اع» ،و أثن��ى علي��ه أح��د القضاة و ه��و اليوم رئي��س غرفة باجمللس األعلى للقض��اء فقال « :لقد كان احلاج حممد أوعامري على علو منزلته و سعة اطالعه شديد التواضع ال تغ��ادر االبتس��امة حمي��اه ،فكن��ت أحرتم��ه كث�يرا و أحب��ه» ،هك��ذا كان سيدي حممد أوعامري مواطنا و حماميا و أس��تاذا و فق�يرا و ابنا و زوجا و صهرا ،حيدث عنه صهره عبد القادر زروق فيقول «:كان قوي الش��خصية
وحي��دث ع��ن زوجت��ه فيق��ول س��ألتها ع��ن س��يدي حمم��د فقال��ت :كفاني أنه كان أس��تاذا دكتورا قد تزوجين و أن��ا ال أمل��ك س��وى مس��توى إبتدائي بس��يط فعاملين معاملة طيبة وكان يش��ركين يف أف��كاره حت��ى جعلين يف كث�ير م��ن احل��االت أعتق��د أن�ني يف مس��تواه العلمي ثم أذكر نفس��ي ومستوى معرفيت فأتراجع وألتزم حدي، 2007م عام2007م احملمديةعام الدروساحملمدية جلساتالدروس جلسةمنمنجلسات جلسة وق��د حدث وأن��ي فقدت حاس��ة التذوق غزير املطالعة كثري الصمت حيس��ن مدة زمني��ة فكان هو يت��وىل التذوق اللغتني العربية و الفرنسية ،ثم يقول حت��ى ال أتع��رض إىل النق��د م��ن طرف عندم��ا انتق��ل إىل مس��كنه اجلديد ولدت��ه .هك��ذا كان س��يدي حممد كان و عائلت��ه يصل��ون منحرف�ين أوعامري حت��ى إذا أمل به املرض والزمه قليال ع��ن القبلة فأت��اه رجل صالــح مدة مخس��ة عش��ر ش��هرا وفقد القدرة فــي منامــه فأرش��ــده إلــى القبلــة، على ال��كالم جعل الفق��راء يزورونه و اسرتسل يف حديثه عنه فقال «:رأى يف بيت��ه ف��كان يبته��ج لرؤيته��م إذا احل��اج حممد رؤيا فأوهلا بأنه س��يموت ع��ادوه .وإذا حدثه الفقراء عن س��يدنا ش��هيدا ،فأطلع ش��يخه س��يدي حممد الش��يخ انبس��طت أس��اريره واس��تنار عب��د اللطي��ف بلقايد بذل��ك فقال له حمياه وأقبل على اإلستماع بكليته «هكذا س��يكون» فمات رمحه اهلل وقد ترتقرق عيناه فيس��بقه الدمع وهو بذل��ك امل��رض و قد ج��اء يف احلديث أن يس��مع احلدي��ث ع��ن حبيب��ه وكأن من مات مبثل ذلك املرض مات ش��هيدا، لسان احلال فيه يقول : و أخرب عنه أيض��ا «أنه ملا تزوج رأى يف منام��ه أن س��يدتنا أم املؤمنني خدجية واهلل ال نظرت عيين إذا نظرت gو سيدتنا مريــم عليــها الســالم إال حتدر منها دمعها دررا و س��يدتنا عائش��ة gو س��يدتنا فاطم��ة الزه��راء gو س��يدتنا أمن��ة وال تنفست إال ذاكرا لكم بن��ت وه��ب رض��ي اهلل عنه��ا ق��د زرنه وال تبسمت إال كامتا عربا فاستبش��ر بتل��ك الرؤيا و مس��ى بناته اخلمس بأساميهن و ليس له من األوالد لقد كان س��يدي حممد يعلم خطورة الذكور س��وى واحد هو حممد حمسن امل��رض ال��ذي أمل ب��ه وأن عالج��ه أم��ر وه��و طال��ب جامع��ي ،وكل بناته قد ي��كاد يكون مس��تحيال بالنس��بة درس��ن وخترجن يف جامع��ات وهران ،لألطب��اء ولكن��ه م��ع ذل��ك كان 36
مطمئ��ن الب��ال هادئ��ا راضي��ا مس��لما ومستسلما لقضاء اهلل مل يعرف اليأس إىل قلب��ه طريق��ا لكون ذل��ك القلب كان مطمئنا بذكر اهلل فاحلمد هلل الذي أكرمن��ا بصحبة س��ادتنا الذين س��لكوا بنا هذا املسلك . ،مسلك « أال بذكر اهلل تطمئن القلوب ،وجممل الق��ول فإن احل��اج حمم��د أوعامري قد ع��اش مؤمن��ا وع��اش فقريا ب��كل ما حتمل��ه هذه الكلمة من معنى وأفنى حيات��ه يف الذك��ر واملذاك��رة قد فاز برضاء ش��يخه ورض��اء إخوان��ه الفقراء ورض��اء أمه وأهله ب��ل وكل من عرفه ويف ذل��ك دليل على أن��ه مرضي عند ألن رضا اخللق اهلل وعند رس��وله دليل على رضا اخلالق .
لقد أخذ سيدي حممد قسطه من ذلك الظل ،ثم ذهب وتركنا وقد قطع مضمار أيامه وبلغ حده الذي حدده اهلل له ومكث ستة عشر شهرا قد غض فيها بصره وكف لسانه فكان كالمه رمزا وحديثه إشارة قاصرا نظره على جدران غرفته،
وكأني به لو أطلق اهلل لسانه ألوصى أهله وأحبابه وخلاطب حممد حمسن ابنه مبا خاطب به ذلك الرجل الصاحل ابنه فقال له وهو على فراش املوت :يابين إني أرى داعي املوت اليقلع، وأرى من مضى ال يرجع ومن بقي فإليه ينزع، وإني موصيك بوصية فاحفظها «عليك بتقوى اهلل العظيم، وليكن أوىل األمور بك شكر اهلل وحسن النية يف السر والعالنية فإن الشكور يزداد، والتقوى خري زاد ،وكن كما قال الشاعر :
ولست أرى السعادة مجع مال ولكن التقي هو السعيد وتقوى اهلل خري الزاد ذخرا وعند اهلل لألتقى مزيد وما البد أن يأتي قريب
ولكن الذي ميضي بعيد ويف اخلت��ام نس��أل اهلل الكري��م رب الع��رش العظي��م أن يتغم��د س��يدي حممد أوعامري برمحته وأن يسكنه فس��يح جنات��ه وأن يلحق��ه بش��يخه وإخوانه جوار س��يدنا حممد صلى اهلل عليه وعلى آله وصحبه.
ختم املولد يف زاوية الشيخ سيدي حممد بلقايد يف املدينة اجلديدة -وهران 2011 -م
37
يف رحاب امللتقى السابع للدروس ّ احملمدية جلسة من جلسات امللتقى السابع للدروس احملمدية 1433هـ 2012 /م
أ :احلبيب بن عودة (اجلزائر)
أقب��ل رمض��ان ،وه��ل هالل��ه و مضى أس��بوعه األول أو كاد ،وج��اء املوع��د موع��د امللتق��ى الس��ابع و أذن م��ؤذن مجيعن��ا ليلتئ��م مشلن��ا باألمه��ات اجللي�لات يف ملتقانا الس��ابع بوهران وللرقم سبعة وقعه اخلاص يف ثقافتنا اإلس�لامية فأيام األسبوع سبعة وخلق اهلل السماوات سبعا ومن األرض مثلهن واألش��واط يف الطواف والس��عي سبعة واملثان��ي س��بع وج��اء امللتق��ى الس��ابع لل��دروس ّ احملمدي��ة يف الي��وم الس��ابع م��ن رمض��ان ليتمي��ز عن س��ابقيه يف الرتب��ة ويتمي��ز عنه��م يف املوضوع إذ املوض��وع يتعل��ق بأعظم أس��رة عرفها تاري��خ البش��رية إنه��ا أس��رة احلض��رة النبوية تلك األسرة اليت أسست ألعظم حضارة إنس��انية ومهدت ألروع مدنية مل يش��هد هلا اجملتمع اإلنس��اني نظريا إنها أس��رة كانت مهبط الوحي يرتدد عليه��ا أم�ين اهلل عل��ى وحيه س��يدنا جربي��ل علي��ه الس�لام صب��اح مس��اء وهي مص��در األنوار واألس��رار ومركز دائرة الوجود اإلنس��اني مزار املالئكة الك��رام وهي فوق ذلك أس��رة احلبيب املصطف��ى س��يدنا ال�تي خص اهلل هَُّ أهله��ا بقوله ِّع��ز وج��ل إِنََّم��ايُرِ ُ ي��د الل
تَْطهِيًرا {األحزاب}33/هي أس��رة ألزم املؤمن��ون حيا هلا ب��آدب خاصة إكراما لذوات احلجرات وإجالال لسيد السادات وتل��ك آداب تؤهله��م ألن يكونوا يف مس��توى ش��رف اإلضافة اليت خصوا َ ي أْولَى بها يف قوله تع��اىل النَّبِ ُّ
َ َ بِالُْمْؤمِنِ َ ي��ن مِ ْ اجُه ��ن أُنف ِس��هِْمَوأْزَو ُ ُ أَّمَهاتُُه��ْم {األح��زاب }6/إضاف��ة ترقى
به��م إىل أعل��ى الدرج��ات لو أنه��م ذاقوا معنى األمومة هناك وما تشري إليه وما تقتضي��ه اآلداب ولعل ه��ذا هو املعنى ال��ذي قص��ده مساحة الش��يخ س��يدي حممدعبد اللطيف واهل��دف الذي رامه واملغ��زى الذي صوب حنوه عندما اختار مساحت��ه أن يك��ون حم��ور امللتق��ى الس��ابع س��يداتنا أمه��ات املؤمن�ين فإن الغالبي��ة العظم��ى م��ن أبناء اإلس�لام بات��وا ال يعلم��ون ش��يئا ع��ن األمه��ات اجللي�لات ف�لا يعلم��ون عدده��ن وال أمساءه��ن فضال ع��ن مشائله��ن لذلك كان ه��دف ه��ذا امللتق��ى ه��و إع��ادة ربط صل��ة املس��لمني عامة والش��باب منهم خاصة بأصله��م وأصالتهم وإثارة إهتمامه��م للبح��ث أكث��ر يف تراثه��م اإلس�لامي من أج��ل رد اإلعتبار ألمهات املؤمن�ين اجللي�لات وإزال��ة م��ا عل��ق َ ُ ��ل الْبي ِ َ ُ تَويُطهَركْم بأذهان الناس من أفكار س��يئة روجت لُِيْذِه َبَعنكُم الرْج َس أْه َ َْ
ِّ
38
هل��ا بع��ض التي��ارات وتناقلته��ا بعض اجله��ات واختذته��ا بع��ض الشاش��ات مادة خاما وجترأت لقول ماال يليق مما ينبغ��ي أن ين��زه ع��ن ذكره اللس��ان وينزه عنه الس��مع فإن املروءة من شيم الكرام ومقتضاها أن ينهض اإلنسان بالقلم وباللس��ان ليذود ع��ن احلرمات ويوض��ح األغلوط��ات تنزيه��ا لس��احة األمه��ات وذالكم هو الش��أن وهو املراد من امللتقى الس��ابع لل��دروس ّ احملمدية وه��و ملتق��ى جع��ل اهتمام��ه األس��رة املثالي��ة يف مراق��ي أوجها تلك األس��رة التى أجنبت للبش��رية مجعاء خالصة الصفوة م��ن النجباء وصف��وة الصفوة من األبناء أجنبت احلس��نني رضي اهلل عنهم��ا جنلي البت��ول فاطم��ة الزهراء gالس��بطني الكرمي�ين واإلمامني اجلليل�ين وحس��بك أن الزه��راء أمهم��ا وس��يدنا علي أبوهما واملصطفى جدهم��ا و س��يدتنا خدجي��ة الكربى جدتهم��اويف تل��ك احلج��رات كان مولدهم��ا ويف تل��ك األس��رة النبوي��ة اجلليل��ة كان��ت نش��أتهما م��ن هن��ا تتجل��ى أهمي��ة ه��ذا امللتق��ى الس��ابع وبال��غ اإلهتم��ام ال��ذي أواله مساح��ة الش��يخ س��يدي حممدعب��د اللطي��ف
حفظه اهلل تعاىل هذا وقد أبدى السادة العلماء -بعد مراسلتهم -عناية خاصة باملواضيع املقرتحة فجاءت مداخالتهم على النحو التالي : اإلفتتاح :بعد كلمة اإلفتتاح اليت ألقاها نيابة عن مساحة الش��يخ س��يدي حممد عبد اللطيف ممثل الزاوية شكر منخالهلا فخامة رئيس اجلمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الراعي السامي للملتقى الذي بعث مبعالي وزير الدولة السيد عب��د العزي��ز باخلادم ممثال ل��ه حلضور افتتاح امللتقى وبعد أن خص مساحته بالش��كر كل الس��لطات الوالئية املدنية والعس��كرية وعلى رأسها السيد والي الوالية احملرتم الذي ألقى كلمة باملناسبة َن َّو َه فيها بأهمية امللتقى واألهمية اليت توليها هلا الدولةّ . عم مساحته كل ضيوف امللتقى الكرام بالشكر والتقدير ونوه بالدور الذي تقوم به املؤسسة الوطنية للتلفزي��ون اجلزائري وباجملهود الذي بذله ويبذله الس��ادة العلماء األجالء وم��ا يقدمونه من حماضرات ودروس قيمة خدمة لكتاب اهلل وس��نة رس��وله ثم أعلن مساحته عن افتتاح امللتقى بأول درس من الدروس ّ احملمدية تلته بعد ذلك الدروس واملداخالت على النحو التالي: - 1الدكتور ّ حممد بن بريكة من اجلمهورية اجلزائرية: تناول بالعرض والتحليل موضوع تأمالت يف حياة أمهات املؤمنني ففصل أحيانا و أمجل أحيانا أخرى ومل يس��عفه الوقت لتناول كل جوانب املوض��وع بالتفصيل فاكتفى بذكر بعض احملطات يف حياة األمهات اجلليالت ممهدا ملن يأتي بعده ليفصل ما أمجله.
- 2الدكتور الطاهر برايك :من اجلمهورية اجلزائرية: قدم موضوعا عنوانه اإلقتداء بأمهات املومنني يف حمبة اهلل تعاىل ورس��وله ، وبعد توطئة بس��يطة دخل يف املوضوع فاس��تعرض بعض مشائ��ل أمهات املؤمنني فذكره��ن كلهن رضي اهلل عنهن مربزا جوانب من معاشرة احلبيب املصطفى ألهله و مواقف من آدابهن وسريتهن مع احلضرة النبوية.
- 3الدكتور أسامة عبد الرزاق الرفاعي :من مجهورية لبنان الشقيقة :
تن��اول موض��وع مكان��ة العل��م والتعل��م والدع��وة إىل اهلل يف حي��اة أمه��ات املؤمن�ين رض��ي اهلل عنهن بالتحليل فأبرز الدور اجلليل للسيدات أمهات املؤمنني كمتلقيات للعلم من حضرة النيب وملقنات له للمس��لمني وركز خاصة على أم املؤمنني س��يدتنا عائشة الصديقة gوكثرة روايتها وش��دة حاجة الناس إىل علمها كما اس��توقفنا حبديثه عن فقه أم املؤمنني س��يدتنا خدجية الكربى gوحصافة رأيها مع فهمها العالي وما حضيت به من منزلة كرمية عند رسول اهلل .
- 4الدكتور أمحد سعيد اللدن :من مجهورية لبنان الشقيقة: قدم حماضرة كان موضوعها حقوق وواجبات املرأة يف اإلسالم من خالل حياة أمهات املؤمنني تن��اول فيه بالش��رح والتحليل دور املرأة املس��لمة كزوج��ة وكأم وكمربية مس��تعرضا مناذج ملا ينبغي أن تكون عليه املرأة املس��لمة بنتا وزوجة وأما ومربية وقد حاول بهدوء أن يسقط ذلك على واقع املرأة املسلمة اليوم . 39
- 5الدكتور مصطفى أمحد اخلضري :من اململكة األردنية اهلامشية الشقيقة: كان موض��وع مداخلته وقفات مع فضائل بعض األمه��ات حاول من خالله الوقوف على مجلة من مناقب أمهات املؤمنني رضي اهلل عنهن حماوال إبراز جانيب التأثري والتأثر يف سرية أمهات املؤمنني مع ربط ذلك بشمائل احلضرة النبوية اجلليلة.
- 6الدكتور عبد الباسط السيد :من مجهورية مصر العربية الشقيقة:
قدم حماضرة علمية دقيقة موضوعها الرتبية األسرية يف اإلسالم من خالل حياة سيد املرسلني م��ع أمه��ات املؤمن�ين فتمي��ز طرح��ه باألس��لوب العلمي املخ�بري مركزا عل��ى اجلانب الطيب
والصيدالني مقدما أمثلة حية من الطب النبوي الشريف ومربزا الدور اجلليل الذي قامت به أم املؤمنني سيدتنا عائشة gوما حفظته من طب سيدنا رسول اهلل .
العربية ّ ّ - 07 ّ الدكتور أسامة ّ ّ الشقيقة : مجهورية مصر الس ّيد حممود األزهري :من
ّ ّ تقدم مبحاضرة موضوعها«جهود أمّهات املؤمنني يف خدمة ا ّلسّ��نة النّبويّة ا ّ فتحدث بإسهاب لشريفة ، الس ّنة ّ ّ عن ّ ّ عنهن يف خدمة ّ وحتدث الشريفة، الدور اجلليل الذي إضطلعت به أ ّمهات املؤمنني رضي اهلل بإطناب عن أ ّمنا عائش��ة gو كثرة روايتها للحديث ّ س��يدتنا حفصة ّ الش��ريف ،وعن ّ وسيدتنا أ ّم ّ سلمة رضي اهلل عنهما بإجياز ،ثم أمجل احلديث عن باقي ّ عليهن . األمهات رضوان اهلل
املغربية ّ الفتاح ّ الدكتورعبد ّ ّ - 08 ّ الشقيقة : الزنيفي :من اململكة ّ ّ قدم موضوعا علميا دقيقا عنونه بـ املنهج اإلجتهادي عند أمّ املؤمنني عائش��ة . gإستعرض م��ن خالل��ه جمموعة من مواقف أ ّم املؤمنني عائش��ة gإزاء بعض املس��ائل الفقهية ال�ّت�يّ دعت إليها ّ الضرورة واقتضت اإلجتهاد فأبرز ّ الدور اجلليل الذي قامت به gيف اإلستنباط من الكتاب و ّ الس ّنة ملا كانت ّ تتمتع به من فهم عميق ّ للس ّنة و فقهها .
العربية ّ ّ - 09 ّ الشيخ ّ ّ الشقيقة: مجهورية مصر حممد إبراهيم :من ألق��ى حماضرة موضوعه��ا «أمّ الؤمنني حفص��ة العمريّة ،فح��اول من خالهلا إلقاء ّ الض��وء على ّ عدة ّ ّ ّ مش��وق إعتمد فيه طرق والفقهية ،بأس��لوب بيداغوجي العلمية جوان��ب م��ن حياتها gو منزلته��ا ّ كل عنص��ر مبس��اءلة عل��ى حنو :هي حفصة م��ا حفصة ؟ أبوها و م��ا أبوها؟ أخوها و م��ا أخوها ؟ و الس��ؤال مب��ا يكون ع��ن العلم بالوص��ف ،فأعلمنا جبملة من األوص��اف واملناقب التيّ هل��ا gو التيّ ّ ّ ّ صوامة ّ أهلتها لنيل مرتبة جليلة إذ شهد اهلل هلا وأمر حبيبه مبراجعتها «راجع حفصة إنها ّ قوامة . 40
الدكتور مصطفى ّ ّ - 10 ّ ّ اجلزائرية: اجلمهورية الشريف من جيدا من حيث ّ الطرح َع ْن َو َن ُه بـ « النّمودج اإلس�لامي للزوجة تناول من خالله ّ ّ قدم موضوعا ّ بالدراسة التحليل موضوع ّ املثالية املسلمة من خالل ّ الزوجة ّ و ّ ّ ّ النموذج اإلسالمي الذي ارتقى موذجية و املرأة الن النظري ّ بامل��رأة إىل مس��توى منقطع ّ ّ عنهن ّ خاصة أ ّمنا متخذا من ّأمهات املؤمنني الكرمي��ات رضي اهلل عام��ة و ّ خاصة ،نظ��را ملا ّ عالي��ا للمرأة ّ للزوجة ّ خدجي��ة و ّأمنا عائش��ة رض��ي اهلل عنهما مثاال ّ كن ّ ّ جيعلهن مناذج ّ يتمتع��ن به من حصافة يف ّ ال��رأي و ما ّ خاصة و مثال متيزن به من آداب و خلق كريم عليا للمرأة زوجا و أ ّما و رفيقة درب و شريكة حياة يف اجملتمع اإلنساني . ّ ّ ّ اهلامشية، األردنية الدكتورحممد صبحي حسن العايدي من اململكة _11 ّ ّيب من خالل س��ورة األح��زاب :فاس��تعرض أقوال ق��دم حماض��رة حتت عن��وان «زوج��ات الن ّ املفس��رين لقوله تعاىل :مّ «إنا يري��د اهلل ليذهب عنكم ّ العلم��اء و ّ الرجس أه��ل البيت و يط ّهركم تطهريا فذكر من هم أهل البيت الذي عنتهم اآلية ،ثم تدرج مع تفس�ير آيات األحكام و إس��تنباط اآلداب العالية الالزمة لذلك البيت النبوي .
_12الدكتور عبد اهلل pénotمن مجهورية فرنسا : ّ ق��دم حماضرة ّ قيمة كان موضوعها «حقوق املرأة يف اإلس�لام من خالل حياة أمّهات املؤمنني التحليل و ّ حيث تناول ّ بالش��رح و ّ ّ العربية ،موضوع املرأة و حقوقها ليخلص إىل باللغتني الفرنس��ية و ّ أن امل��رأة مل ّ تتمتع حبقوق حفظت هلا مكانتها وكرامتها كتلك التيّ أعطاها هلا اإلس�لام احلنيف ّ و التيّ جتلت من خالل معاشرة احلضرة ّ الن ّ بوية أل ّمهات املؤمنني رضي اهلل عنهن حماوال توجيه رسالة تتمتع به املرأة يف ّ ظل ّ إىل اجملتمع اإلنساني ليعلم ّ متتعت به و ّ أن ما ّ الشريعة اإلسالمية مل ترق إليه ّ ّ إنسانية . أي شريعة أو حضارة _ 13األستاذ عيسى ّ ّ ّ اجلزائرية : اجلمهورية صديقي من ق��دم حماض��رة بعنوان وقفات مع فضائل بعض األمّهات ،حيث ب�ّي�نّ من خالهلا ّ ّ الدور الذي قامت به بعض األمهات يف تيس�ير األحكام و ّ التسهيل على األ ّمة و نشر فقه البيت النبوي و السلوكات الراقية من خالل تعاملهن رضوان اهلل عليهن مع سيد الوجود كصورة لإلقتداء بهن .
ّ _ 14 ّ ّ العربية : مجهوريةمصر الدكتور أمحد عمر هاشم من لس��يّدة عائش��ة gتناول فضيلت��ه املوضوع ّ بالتحليل و كان موض��وع حماضرت��ه « أمّ املؤمنني ا ّ و املناقش��ة ،مربزا ّ الص ّديقة بنت ّ أهم املواقف يف س�يرة ّ الص ّديق ّ g ليوجه من خالل املوضوع رس��الة األمة ّ إىل ّ مركزا فيها على قيمة العفو و ّ ّ اإلنس��انية ،مع إس��قاطه على واقع الس��ماحة يف العالقات ّ خاصة يف يومياتهم املعاصرة ،وحاجتهم إىل ّ املسلمني ّ التحلي بهذه القيمة قيمة العفو . 41
ّ ّ اجلزائرية : اجلمهورية _ 15األستاذ أمحد معزوز من كان موض��وع حماضرت��ه « البش��رى مبناقب س��يّدتنا خدجي��ة الكربى gتن��اول خالله مراحل التحليلّ ، تتمتع به gمن بعد يف ّ مركزا على ما كانت ّ بالدراس��ة و ّ حياة أ ّمنا خدجية ّ g النظر ال��رأي مع صدق الفراس��ة و بإصاب��ة ّ التقدير ،و عل��ى ّ و حصاف��ة يف ّ الدور اجلليل ال��ذي إضطلعت به كزوج��ة مآزرة و مناص��رة ّ مبينا ما إنفردت به gمن كون��ه مل ّ للن ّ يب ّ يتزوج غريها طيلة منية التيّ قضتها س��ائر ّ املدة ّ حياته��ا مع��ه ،gو ّ مدة حياتها معه إس��تغرقت ثلثي ّ أن ّ الز ّ الزوجات الكرميات معه ،كما ّأنها ميزت عليهن بكونها أ ّم س��ائر أبنائه و بناته ما عدا ّ س��يدنا إبراهيم الس�لام ،و بكونها أ ّم البتول موالتنا فاطمة ّ علي��ه ّ الزهراء ّأم احلس��نني رض��وان اهلل عليهم أمجعني و أنها رضي اهلل عنها ّ جدة األشراف ال يشاركها يف ذلك غريها . الس��ابع ّ هذه عجالة قصرية ،و عرض بس��يط جلملة ما ّ احملم ّ للدروس ّ قدم يف ّأيام امللتقى ّ دية خالل شهر رمضان الكريم عام 1433هـ .
ندوة األستاذ الدكتور أسامة الرفاعي على هامش الدروس احملمدية عام 1433هـ 2012م
حماضرة الدكتور DENIS GRILيف الدروس احملمدية عام 1433هـ 2012م
ندوة حول القرءات مع فضيلة الشيخ املقرئ حسن املرعب "لبنان" هامش الدروس احملمدية
ندوة األستاذ الدكتور أمحد عمر هاشم على هامش الدروس احملمدية عام 1433هـ 2012م
عام 1433هـ 2012م
42
املنك��ر وتغيريه واحلديث هنا يش�ير احلبيب حممد بن عبد الرمحن السقاف (اليمن) إىل التغيري واليش�ير إىل إنكار فقط تتم فليغريه بيده فإن مل يستطع فبلسانه دية عقد ّ السادس ّ حمم ّ احملم ّ ديةّ ، عدة ندوات ّ ّ واكب امللتقى ّ للدروس خالهلا اإلستفادة من العلماء احملاضرين يف شتى امليادين ،وكان حيضر باحلكم��ة وباملوعظ��ة احلس��نةِّقال ل َسِ��بيل َرب َ الندوات ّ طالب ّ تلك ّ ��ك الزاوية واملريدون األمر الذي أضفى على ساحة املسجد ّ جوا اهلل تع��اىل اْدُع إِ ىِ ِ ب حْالْكَم��ة َومْالَْوعَظ��ة حَْ الَس��َنةِ َوَجادهْ نورانيا زاده ّ طالب ّ واجملودين هيبة وجالال مبا ّ ِلُ��م ّ ِ ِ قدموه ِ ِ ِ ّ ّ الزاوية املقرئني رمضانيا َ نإِ َّ َّ ي أْحَس ُ نَربََّك من جتويد وترتيل آلي القرءان الكريم. ت ِه َ بِال يِ بعد احلم��د هلل والصالة على س��يدنا ّ قدم الش��يخ يف ندوته رس��ول اهلل نبذة خمتص��رة حول موضوع مداخلته يف امللتقى الس��ابع لل��دروس احملمدية
ن��دوة احلبي��ب حمم��د ب��ن عبد الرمحــن الس��قاف على هامش ال��دروس احملمدي��ة " املس��جد الكبري تلمسان" عام 1432هـ 2011م
بعنوان منهج أرباب السلوك يف الدعوة إىل اهلل حي��ث ركز من خالل هذه
الن��دوة على عظم��ة الدع��وة إىل اهلل عز وجل وحقيقته��ا ودور أهل الرتبية والس��لوك وما حتملوه يف سبيل دعوة اخلل��ق إىل عب��ادة اخلال��ق م��ن خ�لال تهذي��ب النفوس والوص��ول إىل حضرة القدوس اس��تمدادا م��ن وراثتهم ملناهج حاال ومقاال دعوة سيد املرس��لني ونوه ببعض الطرق اليت يعتمدها أهل الرتبية والس��لوك يف الدع��وة إىل اهلل ع��ز وج��ل كالزوايا ُ والر ُب��ط واجملامع الدينية وإطعام الطعام يف املناس��بات الروحية كاملوالد ورمضان وغريها من األوقات املقدسة
كفائ��ي ولي��س نافل��ة كم��ا يظن َ َ َّ َ البعض واملعن��ى أنه لو كان يف قرية ُهَو أعْل��ُممِبَن ضلَعن َس��بِيلِهَِوُهَو من القرى من حيس��ن التعليم والدعوة َأعَ ْلُمبِمْالُْهَتد َ ِي��ن {النحل}521/فإن
إىل اهلل ث��م مل يقوموا بتعليم من جهلوا أمور دينهم ألثـموا .
-2وقد تتع�ين الدعوة إىل اهلل عزوجل عل��ى أف��راد كق��ول س��يدنا رس��ول م��ن رأى منك��م منك��را ث��م ع��رج احلبيب عل��ى وج��وب إدراك اهلل مفه��وم الدع��وة إىل اهلل عزوجل وذلك فليغريه بيده فإن مل يس��تطع فبلسانه من خالل نقطتني : فإن مل يس��تطع فبقلب��ه وذلك أضعف -1الدع��وة إىل اهلل ع��ز وج��ل ف��رض اإلمي��ان ،وه��ذه إش��ارة إىل أن من رأى منك��را وج��ب عليه حق��ا هلل إنكار
43
مل يستطع بلس��انه لسبب من األسباب فبقلب��ه ،وقف أهل الذوق يف التعريف بكيفية تغيري املنكر بالقلب وذلك يف تأثري املؤمن بقلب��ه على من حواليه وهذا س��ر من أس��رار الدع��وة احملمدية وإذا نظ��رت ع�بر التاري��خ لوج��دت أن أرب��اب الرتبي��ة والس��لوك ق��د غ�يروا الش��عوب واألمم بقلوب مفعمة باحلب والرمح��ة والش��فقة وإرادة اخل�ير هل��م
فم��ن رآهم وم��ن خالطهم ومن جالس��هم تأثر بس��ريان أنوار الذكر يف قلوبهم، وم��ن جان��ب فعلينا أن ن��درك حقيقة املس��ؤولية وثق��ل األمان��ة يف الدعوة إىل اهلل ع��ز وجل حبي��اء من اهلل وحياء يف استش��عار العطاء من رس��وله ّ الربان��ي ومبعث الرمح��ة العظمى إىل هاته األمة وم��ا حتمله احلبيب األعظم م��ن مش��اق ومصاع��ب يف تبليغ الدع��وة لكي تنعم أمت��ه يف كنف التوحيد اخلالص.
وم��ن جانب آخ��ر علين��ا أن يكون لنا ن��وع م��ن املش��اركة يف الدع��وة إىل اهلل عز وج��ل حتى يكون لنا نس��بة وذلك من وراثة س��يدنا رسول اهلل باحل��ث والرتغي��ب على اعتن��اق هاته األمان��ة ول��و بش��كل معترب ويس�ير يف آداء مس��ؤولية الدع��وة إىل اهلل عز بلغوا عين ولو آية فإذا وجل قال كان لك س��هم مشاركة يف شركة يكون بذلك لك شرف رسول اهلل هاته النسبة.
فعطاي��ا وأجور الدع��وة إىل اهلل التعد ألن الدع��وة إىل اهلل ع��ز وج��ل نفعه��ا متع��د والعلم��اء يقول��ون أن النف��ع املتع��د أفضل من النف��ع الالزم ألنك إذا أتي��ت بعبادة من نفس��ك تؤج��ر عليها ولكن ألن يه��دي اهلل بك رجال واحدا خ�ير ل��ك م��ن مح��ر النع��م وه��ذا أجره كب�ير وفضل��ه عظي��م فال��دال على اخلري كفاعل��ه وتصور أنك لو هديت بتوفي��ق اهلل عز وجل رجال عاصيا إىل صراط اهلل املس��تقيم لكانت صلوات ذلك الرجل املهدى يف ميزانك وأنت نائم وحس��انتك تعم��ل فه��ذه يف واحد فلو وفقت يف هداية اثن�ين وثالثة وأربعة
وتص��ور أن��ك ل��و ّ علمت أح��دا الفاحتة لكان ث��واب كل ماقرأه كله يعود إلي��ك وتص��ور إذا ه��و ّ علمه��ا ألوالده وأحف��اده فكي��ف يك��ون مرج��ع العطايا واحلسنات للمعلم األول. ففضائ��ل الدع��وة إىل اهلل ع��ز وج��ل كب�يرة وعظيم��ة وجي��ب أن نعل��م أنه��ا نعمة ورزق م��ن اهلل أن يقذف يف قلب��ك ّ ه��م الدع��وة إىل اهلل بأس��لوب الرامح��ون راق��ي ورحي��م ق��ال يرمحه��م الرمحن ارمحوا من يف األرض يرمحك��م م��ن يف الس��ماء أي أ ن ترح��م الكاف��ر يف كفره حت��ى تدله إىل اإلس�لام والعاص��ي يف عصيان��ه حتى تهدي��ه إىل جادة الصواب وكما تعرفون األم برمحتها وش��فقتها عندما يك��ون ولده��ا حمموم��ا أو مريض��ا وه��و مط��روح عل��ى الف��راش جت��دون هذه األم ال تس��تطيع الن��وم وال الطعام وال تس��تطيع الراح��ة لرمحته��ا ف��األمل ال��ذي يف قلبها أش��د م��ن األمل الذي يف قل��ب ولدها املري��ض ألنه��ا حتبه حمبة أكيدة ،فكل وارث لرسول اهلل ه��و راحم هلذه األمة مثل األم ومثل األب جي��د يف دعوته حرارة اهل��م بهذه األمة إذا أراد أن ين��ام تقل��ب عل��ى فراش��ه ويدع��و هلذه األم��ة ثم ه��و ال جيد وقتا للراحة وللش��راب بل يتح��رك للهداية باللس��ان وبالقل��م واليوم أت��اح اهلل لنا وسائل أخرى كاالنرتنيت و التصوير والكمبيوت��ر أت��اح اهلل لن��ا وس��ائل للدعوة كلها وما بقي على اإلنس��ان إال أن ي��ؤدي حق��ه ،ومم��ا يتوهم��ه كث�ير من الن��اس يبعدهم ه��ذا الوهم أن ي��ؤدوا دوره��م يف الدع��وة إىل اهلل تعاىل توهمه��م أن الدعوة إىل اهلل هي وظيف��ة العلماء فق��ط والعلماء الذين
44
يرج��ع إليه��م يف كل ش��يء ولك��ن كلن��ا ينبغ��ي ل��ه أن يدع��و إىل اهلل لكن ال نتسور أسوار مناصب لسنا هلا أه�لا ،أدع��وّإىل اهلل ولكن ال أفيت يف املس��ألة اليت ال أعرفها أرجعها إىل العامل الذي يعرف احلالل من احلرام قال اإلمام الغزال��ي " كل مس��ألة علمته��ا فأنت به��ا عامل ووج��ب علي��ك أن تعلمها من ال يعلمه��ا من املس��لمني " هكذا هي قاعدة أهل العلم يف نظرتهم إىل جمال الدعوة إىل اهلل. الس��ؤال األول :ه��ل كل م��ن يتصدر للوع��ظ واإلرش��اد ل��ه الق��درة عل��ى الرتبية؟ هن��اك ف��رق م��ا ب�ين الدع��وة والفتوى والتعلي��م وأيض��ا هن��اك ف��رق ما بني الدع��وة إىل اهلل العام��ة وب�ين تربي��ة املريدي��ن وتهذيبه��م األم��ر خيتل��ف الدع��وة إىل اهلل باملوعظ��ة أن ّ تع��رف الناس احل�لال واحلرام حتثهم على أداء الصالة حتثهم على بر الوالدين حتثهم عل��ى أن ْ يغش��وا املس��اجد حتذرهم من الغيب��ة والنميم��ة واملعاص��ي والزنى وغري ذل��ك باألس��اليب ال�تي ّ ميكنك اهلل منه��ا لك��ن إذا ج��اء الرج��ل الذي يري��د الس��لوك يري��د الرتبي��ة يري��د الوص��ول إىل مرتبة الصاحل�ين ومرتبة األولي��اء فه��ذا حيت��اج إىل تزكي��ة النفس هذه مهمة املربني الذين عندهم اإلذن بالرتبية يكون اإلنس��ان مربي ل��ه إذن يف الرتبي��ة مث�لا يف األجس��اد ال يقب��ل أحد منك��م أن يعاجله أحد في��ه م��رض يف جس��ده فكذل��ك م��ا يتعل��ق بالنفس وإصالحه��ا هذا أيضا حيتاج إىل طبيب وه��ذا الطبيب جيب أن تك��ون مع��ه ش��هادة الدكت��وراه
ندوة احلبيب حممد بن عبد الرمحــن السقاف على هامش الدروس احملمدية " املسجد الكبري تلمسان" عام 1432هـ 2011م
وهذه ليس��ت ش��هادة دكت��وراه وإمنا على س��بيل املثال تكون معه شهادة م��ن جهة معت�برة اجله��ات املعتربة هي مراج��ع املش��ايخ الذين يأذن��ون ملن رأوا فيه أهلية الرتبية ،فالداعي إىل اهلل إذا وجد إنس��انا رغب يف الرتبي��ة فيحيله إىل رج��ال الرتبية ويبقى هو يف ميدان الدعوة إىل اهلل .
العباد الس��ؤال الثاني :لقد دع��ا إىل اهلل حبال��ه قب��ل مقال��ه وذلك منذ رضاعه إىل وقت بعثته فما هي أهمية احل��ال يف الدع��وة إىل اهلل ؟ وما عالقة احلال بالعمل والقال؟
نع��م لََق َ َ َُ ْ ف َرُس��ولِ ��د كان لك��ْم يِ هَّ َ اللِ أُْسَ��وةٌ َحَس��َنٌة لَ��ن ك َ ان هََّ آْ مِّ َ هَََّ يَْرُج��و اللَوالَْي��ْوَم الِخ��َرَوَذك��َر الل كثِ�يرًا {األحزاب}12/ال ش��ك أن لس��ان احلال أفصح من لس��ان املق��ال وفعل يؤثر يف ألف ش��خص م��ا ال يؤث��ر أل��ف قول يف شخص واحد
فلس��ان احل��ال أفص��ح ف��إذا كان الداعي إىل اهلل خيالف قوله فعله فإن االس��تجابة له لن تكون صادقة فرمبا كان ه��ذا س��ببا يف إح��داث خلخل��ة يف صفوف املس��لمني ألنه يق��ول ما ال يفع��ل كذال��ك يذك��ر أه��ل العلم أن اإلنس��ان ل��و كان مع��ه ش��يء م��ن التقصري فال ميتنع عن الدعوة إىل اهلل س��بحانه و تعاىل بالكام��ل بدواعي أنين لس��ت بكامل و لس��ت مستقيما اس��تقامة كامل��ة يدع��و إىل اهلل و حي��ث نفس��ه عل��ى أن يعم��ل فلع��ل دعوت��ه إىل اهلل و حث��ه الن��اس عل��ى العمل يكون س��ببا يف حتسنه هو و صالحه و ارتقائه هو كذالك بربكة الدع��وة إىل اهلل لكن ال يكون ذالك ديدن للناس كمثل الذي يقول لولده ال تش��رب السجائر فإنها مضرة للصحة و هو ماس��ك للس��جائر يف يده و يقول لول��ده ه��ي مض��رة للصح��ة! فكيف يس��تجيب الول��د لوال��ده! ألن الفع��ل يؤث��ر أكثر من الق��ول و الولد يقتدي 45
بأبي��ه و يتأثر به و لذلك كان احلبيب على ه��ذا النحو كان املصطفى الصحابة مهما اجته��دوا وجدوه أكثر منه��م اجته��ادا و مهم��ا زه��دوا وج��دوه أكث��ر منهم زهدا وهل��ذا كان الدعاة م��ن أه��ل الس��لوك وم��ن أه��ل الرتبية هلم األثر الكبري بس��بب س��لوكهم و بس��بب أخالقه��م يف معامالته��م و هلذا نش��كوا يف زمنن��ا ه��ذا قل��ة الق��دوة احلس��نة و أما املتكلمون و املتفننون يف اخلطاب��ة أكث��ر مم��ا يف األزم��ان الس��ابقة وعنده��م وس��ائل مل تكن موجودة كوس��ائل االتصال احلديثة و اإلع�لام ال�تي تس��مع آالف الن��اس واخلطب��اء والوعاظ الذين يتفننون يف أس��اليب الدعوة كثري لك��ن أخربنا فق��ال أنت��م يف زم��ن رس��ول اهلل كث�ير فقه��اؤه قليل خطب��اؤه ويأتي عليك��م زمان كثري خطب��اؤه قليل فقه��اؤه واملقص��ود هن��ا بالفق��ه ليس ه��و ما يع��رف مبصطل��ح الفق��ه اليوم وإمن��ا صاح��ب الفق��ه صاح��ب املعرفة
الس��ؤال الثالث :م��ا هي أس��س الرتبية والدع��وة إىل اهلل ال�تي ال تتغ�ير بتغري الزمان وال املكان؟ س��ؤال مجيل ،الدعوة إىل اهلل سبحانه وتع��اىل متاح فيها اس��تخدام الوس��ائل كلم��ا أت��اح اهلل س��بحانه وتع��اىل كيفي��ة أو وس��يلة ف�لا ب��د لن��ا أن نس��تخدمها لكي ال تقوم علينا حجة أم��ام اهلل س��بحانه وتع��اىل ،احلبي��ب اس��تخدم الوسائل املتاحة يف زمنه وبيئته عليه الصالة والسالم فال نقول أن اإلنسان ال يس��تخدم ما أتاح اهلل له م��ن الوس��ائل و إمن��ا إذا كان هن��اك وس��ائل أصلية فهي الوس��ائل النبوية وذل��ك ال�تي كان��ت يف زمان��ه يعين ...مس��ألة مهمة :أنه ال ينبغي أن نس��تغين عن األس��لوب النبوي األصلي ألن��ه جي��ب أن ن��درك أن اهلل س��بحانه أعط��اه وتع��اىل مل��ا بع��ث نبي��ه أفضل ش��يء فاألسلوب الذي استخدمه ه��و أفض��ل األس��اليب رس��ول اهلل فكل وس��يلة أو أس��لوب حيدث بعد ذلك نس��تخدمه ولكن ال نفضله عن األس��لوب األصلي! والطريقة األصلية ه��ي املباش��رة ه��ي االجتم��اع بالن��اس ه��ي الذه��اب إىل الن��اس ألن اجلل��وس واالجتماع ل��ه آثار كث�يرة فاجللوس يف املساجد ال نستند فقط إىل فكرة اخلط��اب إمنا هن��اك مالئكة حتضر معن��ا ت�تروح به��ا األرواح ورمح��ات تتن��زل علين��ا وهناك مغف��رة حتصل لن��ا باالجتم��اع يف ذك��ر اهلل هن��اك جوان��ب كث�يرة ال توج��د إال يف مث��ل ه��ذه الكيفي��ة كيفي��ة االجتم��اع وكيفي��ة اجملالس يف بي��ت من بيوت اهلل.
مساحة الشيخ سيدي حممد عبد اللطيف بلقائد يكرم احلبيب حممد بن عبد الرمحــن السقاف
باهلل س��بحانه وتعاىل ال��ذي اكتمل أضع��ف اإلميان كما جاء يف احلديث في��ه مس��ت وصف��ة اإلس�لام كاملة النبوي الشريف؟ مس��لكا ومعرفة وفهما وذوقا هذا هو يف قوله أضعف اإلميان إش��ارة باعتبار بالفقيه املقصود ب��ه يف كالمه أن��ه أضعف م��ا يؤدي��ه اإلنس��ان ألنه فزمانن��ا ه��ذا حيت��اج إىل ه��ذه القدوة إذا أراد أن ينك��ر بي��ده ف�لا ب��د له أن احلس��نة ولألس��ف أن كثريا من أهل يكون مستصحبا للنية احلسنة ألنه املس��لك احلس��ن ال يعرفهم الناس .فنت إذا أنكر بيده يش�ترك القلب مع اليد الزم��ان وما حصل يف العامل من تغريات إذا أنكر بلس��انه فسيش�ترك القلب حيث صار اإلعالم له توجه فصار يقدم مع اللس��ان فإذا مل يتأتى ل��ه ال اليد وال الن��اس الذين ليس��وا بأه��ل و املؤهلون اللسان فس��يكون أقل ش��يء يؤديه م��ن الصاحل�ين والفض�لاء ال يعرفه��م ه��و أن ينك��ر ذلك داخل قلب��ه أما من الكثري من الناس ولكن على املرء أن حيث األثر فقد تكل��م بعض العلماء يبحث وعلى الصادق م��ن أهل القدوة يف ه��ذا احلدي��ث وق��ال قول��ه "أضعف احلس��نة أن جيتهد حتى يأتي أمر اهلل اإلمي��ان" أي مضاعف��ه وأكث��ره وإن ويأتي إذن اهلل سبحانه وتعاىل بظهور كان ه��ذا الق��ول لي��س الراج��ح عند هذه الدعوة. أه��ل العلم ليس هو الراجح عند ش��راح معل��وم أن عم��ل القلب أعظ��م بدليل احلدي��ث الذي��ن ش��رحوا احلدي��ث إمنا "نية املرء خري من عمله" وقوله الق��ول األول ال��ذي ذك��رت ولك��ن قوله عليه الصالة والسالم " إن اهلل ال ينظر بعض أهل الذوق وأهل العلم رأوا القول إىل أجس��ادكم وال إىل صورك��م الثان��ي فليس هناك تعارض يف مفهوم و لك��ن ينظ��ر إىل قلوبك��م" واألمر أن القلب هو األس��اس يف التغيري وبني باملعروف م��ن جنس العم��ل ،فكيف أنه أضعف اإلميان إال من حيث أنه أقل كان إن��كار القل��ب للمنك��ر م��ن جهدا ميكن أن يقوم به اإلنسان.
46
اجلمــــــــع السنـــــــــــــوي اللجنة العلمية
يف كل عام من ش��هر أغسطس حتني عن أبيه ويقول كان الش��يخ س��يدي الذكرى وحت��ن القل��وب إىل صاحبها حمم��د بلقائد يأتي إىل وه��ران ويزور فيتواف��د املريدون واحملبون وأهل العلم الزاوي��ة وه��ي يف ط��ور البن��اء ويقول والق��رآن والص�لاح م��ن كل أصقاع ياليت�ني كنت فيه��ا جذعا هذا املعم��ورة ليحي��وا الذكرى الس��نوية األم��ر الذي جعل ش��يخنا س��يدي عبد النتق��ال حم��ي الطري��ق وت��اج أه��ل اللطيف حفظه اهلل يشمر على ساعد التحقيق الش��يخ سيدي حممد بلقائد اجلد ويك��رس حياته وأبناءه من أجل إىل ج��وار ربه ولق��د دأب ابنه وخليفته خدم��ة الدي��ن وحتقي��ق رغبة ش��يخه م��ن بعده الش��يخ س��يدي حمم��د عبد وأبي��ه وهو يأم��ل أن يرى فرح ش��يخنا اللطي��ف بلقائد حفظ��ه اهلل وعائلته س��يدي حمم��د بلقائد قدس اهلل س��ره الكرمي��ة يف إحي��اء ذك��راه اخلالدة وتق��ر عين��ه بطلب��ة الق��رآن الكريم م��ن كل عام من��ذ انتقاله 28من ربيع واملتخرج�ين م��ن أه��ل العلم الش��ريف الثان��ي لس��نة 1419املوافق ل��ـ 21أوت لك��ن احلكم��ة اإلهلي��ة حال��ت دون 1998م باجلموع واملناس��بات بالزاوية ذلك ورفع شيخنا سيدي حممد بلقائد الكائن��ة بس��يدي مع��روف ناهي��ك ق��دس اهلل س��ره إىل جوار رب��ه قبل فتح ع��ن تعلي��م الق��رآن الكري��م والعلم الزاوي��ة غري أن ش��يخنا س��يدي حممد الش��ريف يف س��ائر أيام الس��نة ولطاملا عبد اللطيف حفظه اهلل تعاىل واصل كان ش��يخنا حفظه اهلل تعاىل يقول ال��درب من بعده على أن يفرح أباه يف ماهذه اجلم��وع والزوايا إال حس��نة من ع��امل األرواح ومن��ذ انتقال الش��يخ إىل حس��ناته وحيكي حفظه اهلل تعاىل
47
ج��وار رب��ه والعائل��ة البلقائدي��ة حتي ذك��رى انتقال��ه إىل يومنا ه��ذا فيما يس��مى باجلمع الس��نوي وفيه حيضر أه��ل العلم والق��رآن والص�لاح واخلري م��ن كل حدب وص��وب حييون الليلة بالق��رآن واملدائ��ح وال��دروس وجتتم��ع القل��وب و يطع��م الطعام عل��ى موائد احملبة واإلك��رام وفيها يكرم الطلبة الذين تفوقوا يف املسابقات اليت أقامتها الوالية أو الزاوية ولقد اتسمت اجلموع يف الس��نوات الثالث��ة األخ�يرة بتخ��رج دفعات طلبة العلم الشريف . ملخص ما جاء يف اجلمع السنوي هلذا العام 1433هـ من��ذ الس��اعات األوىل م��ن ي��وم اجلمعة1433ه��ـ 30 /أوت 2012م بدأ احملبون واملري��دون يتوافدون على الزاوي��ة وبع��د املغ��رب مباش��رة دخ��ل س��يدنا الش��يخ حفظ��ه اهلل وصلي��ت املغ��رب مجاع��ة واهت��ز اجلم��ع بدوي املعقب��ات وذك��ر اهلل جهرة ث��م تليت س��ورة الفت��ح افتتاح��ا للجم��ع ثم قدم
الدكتور أسامة عبد الرزاق الرفاعي من لبنان
الدكتور حممد بن بريكة من اجلزائر
الدكتور املنصر اهلذيلي من تونس
الدكتور أمحد شرف من مصر
ممث��ل الزاوي��ة كلم��ة ترحيبي��ة منوه��ا مبناقب الش��يخ س��يدي حمم��د بلقائد رمحه اهلل وبالدور الفع��ال ال��ذي تق��وم ب��ه الزاوية البلقائدية يف نشر العل��م وحتفي��ظ الق��رآن الكريـ��م بتوجيهـــ��ات و بركات ش��يخنا شافاه اهلل وعاف��اه كم��ا أش��ار إىل جمه��ودات الس��لطات الوالئي��ة يف التكرميات احملف��زة لط�لاب العل��م وحفظة الق��رآن الكريم وبالنياب��ة ع��ن فضيل��ة الش��يخ س��يدي حمم��د عبد اللطي��ف حفظه اهلل تعاىل رحب ممثل الزاوية بكل الضي��وف واحملبني واملريدين. ث��م ُش��رع يف تكري��م الطلب��ة املتخرج�ين م��ن قس��مي الق��رآن الكريم والعل��م الش��ريف وبعدها ق��دم الطلب��ة ملخ��ص أطروحاتهم ال�تي متحورت ح��ول املنه��ج الص��ويف وعقائده وآثاره والذي زاد التكري��م رونق��ا وبه��اءا مالمح الفرح واإلستبشار
48
البادية على أسارير وجه شيخنا حفظه اهلل تعاىل وهو يرى ثـمرات جمهوداته. قد أينعت يف طلبته ويرى فيهم أعالم اهلدى والنور لألمة اإلسالمية. ثم أقيمت صالة العش��اء وبدأ الس��ادة العلم��اء يف مداخالته��م حي��ث ألق��ى فضيل��ة الدكتور أس��امة عب��د الرزاق الرفاعي م��ن جهورية لبنان الش��قيقة درسا علق فيه على عناوين أطروحات الطلب��ة وأش��اد بأهميته��ا يف الوق��ت الراه��ن ث��م تط��رق إىل فض��ل جمال��س الذك��ر والذاكري��ن وبعده��ا يرف��ع الطلب��ة أصواته��م بالق��رآن الكري��م مجاعة ث��م صدع الس��ادة املس��معون يرتمن��ون بقصائد يف مج��ال احلبيب والعشق اإلهلي ،ثم قدم الدكتور حممد ب��ن بريكة م��ن اجلزائر اخلبري الدول��ي يف التص��وف مداخل��ة ح��ول تأم�لات ح��ول أش��راط الس��اعة وبعد كل مداخل��ة وأخ��رى متت��زج األرواح بقداس��ة أس��رار الق��رآن الكريم الذي يتل��ى وقصائ��د أه��ل اهلل ،فطفا على اجلم��ع ٌ ٌ روحان��ي يرق��ى بالنف��س ج��و إىل مع��ارج األن��س والق��رب ،ث��م ق��دم الدكت��ور املنص��ر اهلذيل��ي م��ن دولة تون��س درس��ا موضوع��ه الرمح��ة منهاجــ��ا ،كمــ��ا أش��ــار الدكتور أمحد شرف من مجهورية مصر العربية يف مداخالته حول شرف
األستاذ أ
محد معزوز
من اجلزائر
ولألمة اإلسالمية باألمن واإلس��ت��ق��رار وللجميع بالقبول واخلري والكرم واإلحسان ثم تفرق اجلمع ولسان حاهلم يقول:
القرآن والقراءات وهكذا تنوع اجلمع ب�ين درس وت�لاوة للق��رآن الكري��م وتغذية األرواح باآليات واألبيات خالل ه��ذا اإلجتم��اع الربان��ي والتذاكر يف الكرم اإلهلي مما جعل األستاذ أمحد معــ��زوز يق��دم كلم��ة ح��ول فضل الزي��ارة واجملالس��ة يف اهلل وماأعد اهلل ليالي الوصال هل��ا من األج��ر والث��واب كم��ا تنــاول لو تباع الشرتيتها األس��تاذ عبــد العالي عبد القادر قول سلطان العاشقني اإلما م البوصريي : بروحي ولكن
األستاذ عبد العالي عبد القادر من اجلزائر
ال تباع وال تشرى
فإن من جودك الدنيا وضرتها
ّ ومن علومك علم اللوح والقلم و لكنها مرت
بالشرح و التفصيل. وال���ذي ميز اجل��م��ع ه��ذا ال��ع��ام هو مشاركة الطلبة املتخرجني الذين مت تعيينهم أو املرتبصني يف إلقاء الدروس واملداخالت كالطالب عبد القادر حيدة الذي عني إماما بزاوية مخيس مليانة وكان موضوع مداخلته منزلة القلب يف اإلنسان ثم الطالب دحون سفيان الذي عني فيما بعد إماما يف زاوية البليدة والذي قدم درسا حول املتحابني يف اهلل والطالب املرتبص درق��اوي الطيب الذي كان موضوع درسه احلكم العطائية وأثرها يف السلوك ،ثم اختتم اجلمع بالدعاء بالشفاء لشيخنا
الطلب
ة املتخرجو
ن عام 33 14هـ 12 /
20م
كأحالم نائم فيا ليتها عادت لنا مرة أخرى الطالب املتخرج :عبد القادر حيدة
عل��ى أم��ل أن يلتق��وا يف مناس��بة أخرى على موائد الك��رام واهلل املوف��ق وصل��ى اهلل عل��ى س��يدنا حممد وعلى آل��ه وصحبه وسلم
الطالب املرتبص :دحون سفيان
49 الطالب املرتبص :الدرقاوي طيب
تعيني الطلبة املتخرجني
زيارة جنلي الشيخ سيدي حممد عبد اللطيف بلقايد حفظه اهلل إىل زاوية تقرت و تعيني اإلمام هلا
شرح من طرف بعض القائمني على الزاوية للوفد الزائر
زاوية الشيخ سيدي حممد بلقايد (زاوية فرعية مليانة)
زاوية الشيخ سيدي حممد بلقايد (زاوية فرعية مليانة)
َّ إن اهلل إذا أنع��م على عبد نعمة ٌّ حيب أن يرى أثرهـا علي��ه ،و أن يتحدث بها وأمّا بنعمة ربك فحدث ّ وإن ّ مما أنعم اهلل به على زاوية الشيخ سيدي حممد بلقاي��د dأن ّ خترج فيهـا طلبة العلم الش��رعي ّ ومت تعينه��م أئم��ة خطبـ��اء بالزواي��ا الفرعية التابعـة للزاوية األم، فاحلم��د هلل عل��ى هذه النعم��ة وجزى اهلل ش��يخنا عل��ى رعـايت��ه وعنايت��ه بل وعل��ى حرص��ه لنفع األمـ��ة بأئمة جامعني بني حفظ كتـاب اهلل وسنـة موالن��ا رس��ول اهلل وفقـه وعقيدة أهل الس��نة واجلماعة مع س��لوك أهل اهلل الدال�ين علي��ه باحلال قب��ل املقال، فلله احلمد واملنة . وبفض��ل اهلل وكرم��ه وتوفيقـ��ه ّ مت تنصيب ثالثـة م��ن الطلبـة املتخرجني بزاوي��ة مليانة والبلي��دة وزاوية تقرت باجلن��وب اجلزائري وذلك مـ��ن طــرف ّ جنـلي شيخنـا حفظهمـا اهلل تعــاىل الدكتور حممد نور الدين ،والدكتور حممد عبد الرمحن ،يرافقهما األس��تاذ أمحد معزوز. افتتحت ه��ذه اجلولة بزاوية مليانة بلد العلم والعلماء ،حيث استقبل املريدون الوفـ��د الكري��م بقصائ��د الس��مـاع والذك��ر ،ومظـاهر الف��رح واالبتهـاج متجليـ��ة عـل��ى وجوهه��م ،ث��م بعـ��د زيـارة بعـ��ض مرافـ��ق الزاوية عقدت جلس��ة تل��ي فيه��ا حمض��ر التنصي��ب م��ع بع��ض وصايـ��ا ش��يخنـا حفظ��ه اهلل تعـ��اىل ،وقب��ل مغـ��ادرة مليان��ة زار الوف��د الزاويـ��ة اليت يش��رف عليهـا احلاج قس��طـالي وهي زاوية أ ِذن حمي َ الطريق ّ قدس اهلل روحه ببنائها وس��ط 50
تسر َّ جنة من البساتني ُّ الناظرين ،وهي وهلل احلمد عامرة برباع��م من الفتيان والفتي��ات حيفظ��ون كت��اب اهلل تعاىل. ثم اتجّ ـه اجلمي��ع إىل مدينـة البليدة، وكس��ـابقتها اس��تقبل أهل الزاويـة أبنـ��اء ش��يخنـا بالس��مـاع والذك��ر، وبعـد تالوة مـا ّ تيسر من كتـاب اهلل تعـاىل ،متـت ت�لاوة حمضر التنصيب واف�ترق اجلم��ع عل��ى وصايا ش��يخنا بإعمار الزوايا بالقرآن والذكر والعلم الشرعي. توجـ��ه الوف��د إىل اجلزائ��ر العـاصم��ة ليقـ��ل يف الي��وم املوال��ي الطـائرة حنو مدين��ة تقرت احملط��ة الثالثة واألخرية ليج��د نفس احل��ال ونفس االس��تقبال بقصائ��د الس��مـاع ومظـاهر الس��رور والف��رح ،متت خ�لال النهار زي��ارة أربع زواي��ا صغ�يرة احلج��م كب�يرة األث��ر خرجت والزالت ّ خت��رج حفظة كتـاب اهلل ،ث��م اجتمع الفقراء لي�لا بالزاويـة ال�تي تعت�بر حب��ق جوهرة س��طعت من أعمـ��اق اجلنـ��وب بزخرف��ة عـاليـ��ة ونقش فريـد ،حضـ��ر اجلمع عـدد من العلم��اء فـامت��زج اجملل��س بـالقــ��رآن والس��ماع وال��دروس النافع��ة ،ثم تلي حمض��ر تنصي��ب اإلمام اخلطي��ب الذي أدىل هو كذلك بدلــوه مع العلمـــاء، و اختتم اجلمع بالدعاء لشيخنـا حفظه اهلل تعـاىل بالش��فـاء والعافية والتمين ألبنـائنـ��ا الطلب��ة التوفي��ق والس��داد والرش��د سائلني املوىل العلي القدير أن يوفق باقي أهل الزوايا إىل إمتام بنائها وإعمارها بالقرآن والذكر والعلم.
ركـــــن الطلبــــــة
الطلبة املتخرجون 51 دفعة 1433هـ 2012 /م
ركـــــن الطلبــــــة
كالم صفوة أهل اهلل من روائع كالم األئمة األربعة رضي اهلل عنهم
قال اإلمام أبو حنيفة النعمان
قال سيــدنا عـلــي كرم اهلل وجهه
رضي اهلل عنه قال dيف إظهار نعمة صحبة الصاحلني بعدما صحب سيدنا جعفر الصادق سنتني قال _ لوال السنتان هللك النعمان _
قال سيدنا أبوبكر الصديق أق��ل الناس قيمة أقله��م علما ،إذ قيمة املرء ما حيس��نه وكفى بالعلم ش��رفا رضي اهلل عنه أن يدعي��ه م��ن الحيس��نه ويف��رح به إذا نس��ب إلي��ه ،وكف��ى باجله��ل ذما قال اإلمام مالك رضي اهلل عنه إن العب��د إذا دخل��ه العجب بش��ىء من أن يت�برأ من��ه م��ن ه��و في��ه ،ويغضب الدن��و م��ن الباط��ل هلك��ة والق��ول زين��ة الدني��ا مقت��ه اهلل تع��اىل حت��ى إذا نس��ب إليه والناس ع��امل أو متعلم ،بالباط��ل ُبع��د ع��ن احل��ق ،وال خري يف يفارق تلك الزينة . شيء من الدنيا بفساد دين املر ومروءته وسائرهم همج رعاع. قال سيدنا عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه
من خاف من اهلل تعاىل مل يشف غيظه ومن يتق اهلل مل يضيع ما يريد .
قال اإلمام الشافعي
وقال أيضا رضي اهلل عنه صن النفس وامحلها على ما يزينها
رضي اهلل عنه أص��ل العل��م :التثبي��ت ،وثـمرت��ه: السالمة
تعش ساملا والقول فيك مجيل أصل الورع :القناعة ،وثـمرته :الراحة وإن ضاق رزق اليوم فاصرب إىل غد
أصل الصرب :احلزم ،وثـمرته :الظفر
عسى نكبات الدهر عنك تزول أص��ل العم��ل :التوفي��ق ،وثـمرت��ه : قال سيدنا عثمان بن عفان النجاح رضي اهلل عنه وما أكثر اإلخـــوان حني تعدهم وغاية كل أمر الصدق ولكنهم عند النائبات قليل. اتق��و اهلل ف��إن تق��واه جن��ة م��ن يأس��ه ووس��يلة عنده واحذروا من اهلل الغرية قال اإلمام أمحد رضي اهلل عنه والزم��و مجاعتكم التص�يروا أخدانا إذ أردت أن يكون لك اهلل كما حتب واذك��رو نعم��ة اهلل عليك��م إذ فكن كما حيب كنت��م أع��داء فأل��ف ب�ين قلوبك��م فأصبحتم بنعمته إخوانا .
52
ركـــــن الطلبــــــة
ترمجة ترمجة اإلمام ورش :d مل��ا كان أهل املغرب عموم��ا يقرؤون الق��رآن برواية اإلم��ام ورش كان لزاما على أهل املغرب أن يعرفوا ولو القليل عن اإلمام ورش وكيف كانت سريته ومسريته مع القرآن الكريم ورأينا أنه من الواج��ب أن نرتجم ل��ه ونعرف خلف هذه األمة بسلفها وعلمائها. نسبه ه��و ش��يخ الق��راء احملققني وإم��ام أهل األداء املرتل�ين الذي انتهت إليه رئاس��ة اإلق��راء بالدي��ار املصري��ة يف زمانه من غري من��ازع عثمان بن س��عيد بن عبد اهلل بن عمرو بن س��ليمان ب��ن إبراهيم املصري موىل آلل الزبري بن العوام . d مولده ول��د س��نة عش��ر ومائة بقف��ط بلد من بالد صعيد مصر وأصله من القريوان ، كان dيكنى بأبي سعيد ولقبه شيخه اإلمام نافع رضي اهلل بورش ألنه كان عل��ى قصره يلب��س ثيابا قصارا فإذا مشى بدت رجاله وقيل لقب بورش لش��دة بياض��ه ولزم��ه ذلك حت��ى صار ال يع��رف إال ب��ه ،ومل يك��ن فيما قيل أحب إليه منه فكان يقول « :أستاذي مساني به .
اإلمام ورش d
الق��راءة حس��ن الص��وت حي�بر القرآن حتبريا وجيوده جتويدا قد أوتي مزمارا م��ن مزام�ير آل داوود وحلس��ن صوت��ه كان الطلب��ة يهبونه حصصهم يقول «dفكان��وا يهب��ون ل��ي أس��باقهم حتى كنت أقرأ عليه كل يوم سبعا وختمت يف سبعة أيام فلم أزل كذلك حتى ختمت عليه أربع ختمات يف شهر وخرجت. شيوخه وتالمذته كان اإلمام نافع بن نعيم أش��هر شيوخ ورش فق��د ارحت��ل إليه وع��رض عليه الق��رآن وختم��ه عل��ى مس��امعه عدة م��رات ونقل عنه القراءة أيضا وإضافة إىل اإلم��ام نافع نق��ل ورش القراءة عن امساعيل القسط وعن عبد الوارث عن أب��ي عمرو وأما تالمذته الذين عرضوا علي��ه الق��رآن ف��كان منهم أب��و ربيع امله��ري وأمح��د صاحل ويون��س بن عبد األعلى وداود ابن أبي طيبة وآخرون
خصائص قراءة ورش انتش��رت قراءة ورش يف مشال إفريقيا وغربه��ا ويف األندل��س وه��ي أكث��ر القراءات ش��يوعا يف العامل اإلس�لامي ومن خصائصه��ا ختفيف همزة القطع وإمال��ة األلف إىل الي��اء يف أواخر بعض وجاء يف صفته أنه كان أش��قر ،أزرق الكلمات العينيني أبيض اللون إىل السمن أقرب منه إىل النحافة. اشتهار قراءة اإلمام ورش يف املغرب العربي
إش��تغل dبالق��رآن و بالعربية فمهر فيهما ،رحل إىل اإلمام نافع dفعرض علي��ه أرب��ع ختم��ات وكان dجيد الق��راءة ه��ي« م��ا اتفق علي��ه مجهور 53
ال��رواة عن األئمة الس��بعة أو العش��رة و»الرواية« تعين ما نقله أحد مش��اهري تالم��ذة اإلمام عن��ه (مثال ذل��ك رواية ورش ع��ن ناف��ع و رواي��ة حف��ص ع��ن عاصم) وأم��ا »الطريق« فهي ما أس��ند إىل أح��د كب��ار الق��راء ع��ن ال��راوي املعتمد مثل طريق أبي يعقوب األزرق يف رواي��ة ورش س��عيد يف ق��راءة نافع. و يعت�بر ورش م��ن ب�ين األربع��ة األكث��ر ش��هرة ب�ين ال��رواة ع��ن ناف��ع و الذي��ن رك��ز املقرئ��ون عل��ى رواياته��م و ه��م إمساعي��ل ب��ن جعفر و إس��حاق املس��ييب و قال��ون وورش. و ناف��ع املدني ه��و العلم ال��ذي أمجعت األمة على إمامته و س��نية قراءته حيث قال عنه مالك بن أن��س إنه (إمام الناس يف القراءة) و ق��ال عنه أمحد بن حنبل (إن أحب القراءة إليه قراءة أهل املدينة) وه��ي قراءة نافع .كم��ا روي عن مالك بن أنس أنه قال (قراءة أهل املدينة سنة) قيل ل��ه قراءة نافع؟ ق��ال :نعم( .و ليس معنى ذلك أن قراءة غريه ليس��ت سنة، ب��ل املقصود أنها س��نة أه��ل املدينة أي قراءتهم اليت اختاروها و القراءات السبع بل العش��ر كلها س��نة ثبتت عن النيب بالتوات��ر) و ق��د كان نافع القارئ ش��يخا لإلمام مالك رمحهم اهلل مجيعا. واعت��اد املصنف��ون يف الق��راءات أن يبدؤوا به وبقراءته ،حيث قال الشاطيب عنه يف حرز األماني يف ابتداء ِّ عد ُب ُدور القراءات السبعة:
أما الكريم السر يف الطيب نافع فذاك الذي اختار املدينة منزال
و طري��ق األزرق م��ن الط��رق الثالث��ة اليت اش��تهرت يف اإلج��ازات و ُدونت يف كت��ب الق��راءات و ه��ي باإلضافة إىل الطري��ق األول األكثر ش��هرة »طريق األزرق« ،طري��ق حممد بن عبد الرحيم األصبهان��ي و طري��ق أب��ي األزهر عبد الصم��د ب��ن عب��د الرمحن بن القاس��م. وق��د أخ��ذ األزرق الق��راءة ع��ن ورش عرض��ا و مساع��ا و خلف��ه يف اإلق��راء مبص��ر .و ينق��ل اب��ن اجلزري ع��ن أبي الفض��ل اخلزاعي أن��ه أدرك أهل مصر و املغ��رب على رواية أب��ي يعقوب عن ورش ال يعرفون غريه��ا وإن كان هذا القول فيه ش��يء م��ن البالغة فإنه يعين م��ا هل��ذه الطريق��ة م��ن مكان��ة عند املغارب��ة عموما .و يؤكدها أن الداني يف كت��اب اجلام��ع نقله��ا من تس��عة أس��انيد م��رورا بأبي بكر بن س��يف و إمساعي��ل النح��اس ،و ه��ذه الطريقة هي املعتمدة يف جل اإلجازات املغربية، و أغل��ب أوج��ه األداء به��ا .و ق��د أوردها الدان��ي بواس��طة حمم��د ب��ن س��عيد النماطي ،و بكر بن سهل الدمياطي. و ق��د اش��تهرت ه��ذه الرواي��ة باملغ��رب واعتن��ى به��ا املغارب��ة بق��راءة أه��ل املدين��ة عناي��ة فائق��ة و ذل��ك م��وازاة م��ع املذه��ب املالك��ي ال��ذي اخت��اره املغارب��ة ،فناف��ع الق��ارئ كان ش��يخا لإلم��ام مال��ك رمحه��م اهلل مجيع��ا. وقراءة نافع قراءة املدينة عرفت انتشارا واس��عا يف مجي��ع األمص��ار (كم��ا يقال م��ن األندلس إىل خراس��ان) حيث انطلق��ت من املدين��ة املنورة ش��رقا إىل الع��راق ث��م إىل م��ا وراء النه��ر .فاجتهت بذل��ك إىل مصر و الق�يروان و األندلس و املغ��رب العرب��ي وازده��رت يف مص��ر
يف مدرس��ة اإلم��ام ورش ب��ن س��عيد ثم انتقلت إىل القريوان عند اإلمام حممد ب��ن خريون واب��ن س��فيان و فيها أصدر أح��د القض��اة حكم��ا ب��أن ال يق��رئ غريه .ثم كان التواصل بني القريوان و األندل��س م��ع املش��رق فعرف��ت ه��ذه الق��راءة عهدا ذهبي��ا كان أقطابه أبو حممد مكي القيس��ي و أب��و العباس امله��دوي و أب��و علي األنطاك��ي و أبو عمرو الداني و ابن شريح ،وملا بدأ جنم األندلس يف األفول جل��أت القراءات إىل الزواي��ا املغربي��ة و فيها وق��ع الرتكيز خصوص��ا على ق��راءة أه��ل املدينة يف أقطار املغرب العربي كله.
54
وفاته ملا كانت س��نة س��بع وتس��عني ومائة حضرته املنية وقد بلغ من العمر س��بعا وثـمانني س��نة ودفن مبصر يف خالفة املأم��ون فج��زاه اهلل ع��ن الق��رآن وأهل الق��رآن خ�يرا ورفع بالق��رآن منزلته يف أع�لا عليني وطي��ب اهلل ث��راه وجعل اجلنة .مأواه
الطلبــــــة ركـــــن الطلبــــــة ركـــــن
األسرة املتوكلة حكي أن حامت األصم كان رجال كثري العيال ،وكان له أوالد ذكور وإناث ،ومل يكن ميلك حبة وحدة...فجلس ذات ليلة مع أصحابه يتحدث معهم ،فتعرضوا لذكر احلج ،فداخل الشوق قلبه ،ثم دخل على أوالده ،فجلس معهم حيدثهم ،ثم قال هلم:ماذا لو أذنتم ألبيكم أن يذهب إىل بيت ربه يف هذا العام حاجا ،ويدعو لكم؟ فقالو :أنت وحنن على ما ترى من الفاقة ،فكيف تريد ذلك وحنن بهذه احلالة؟ وكانت له ابنة صغرية فقالت :ماذا عليكم لو أذنتم له ،دعوه يذهب حيث شاء ،فإنه مناول للرزق ،وليس برزاق ،فذكرتهم ذلك. فقالوا :صدقت هذه الصغرية واهلل يا أبانا ،انطلق حيث أحببت. فقام من وقته ،وخرج مسافرا للحج ،وأصبح أهل بيته يدخل عليهم جريانهم يوخبونهم كيف أذنوا له باحلج ،فجعل أوالده يلومون تلك الصغرية ويقولون :لو سكت ما تكلمنا. فرفعت الصغرية طرفها إىل السماء ،وقالت :إهلي وسيدي وموالي، عودت القوم بفضلك وأنك ال تضيعهم فال ختيبهم ،وال ختجلين معهم... فبينما هم على هذه احلالة إذ خرج أمري البلدة للصيد ،فانقطع عن عسكره وأصحابه ،فحصل له عطش شديد ،فاجتاز بيت الرجل الصاحل حامت األصم، فاستسقى منهم ماء ،وقرع الباب... فقالوا :من أنت؟ قال :األمري ببابكم يستسقكم ،فرفعت زوجة حامت رأسها إىل السماء وقالت :إهلي وسيدي سبحانك ،البارحة بتنا جياعا ،واليوم يقف األمري على بابنا يستسقنا ؟ ثم أخذت كوزا جديدا ومألته ماء ،وقالت للمتناول منها :اعذرونا .فأخذ األمري الكوز وشرب منه، فاستطاب الشرب من ذلك املاء .فقال :هذه الدار ألمري؟ فقالوا :ال واهلل ،بل لعبد من عباد اهلل الصاحلني يعرف حبامت األصم. فقال األمري :لقد مسعت به. 55
فقال الوزير :يا سيدي لقد مسعت أنه البارحة سافر للحج ومل خيلف لعياله شيئا ،وأخربت أنهم البارحة باتوا جياعا. فقال األمري :وحنن أيضا قد أثقلنا عليهم اليوم ،وليس من املروءة أن يثقل مثلنا على مثلهم ،ثم حل األمري منطقة(ما يشد به الوسط)من وسطه ورمى بها يف الدار. ثم قال ألصحابه :من أحبين فليلق منطقته ،فحل مجيع أصحابه مناطقهم ورموا بها إليهم ثم انصرفوا.. وقال الوزير :السالم عليكم أهل البيت ،آلتينكم الساعة بثمن هذه املناطق ،فلما أنزل األمري رجع إليهم الوزير ،ودفع إليهم ثـمن املناطق ماال جزيال واسرتجعها منهم. فلما رأت الصبية الصغرية ذلك بكت بكاء شديدا ،فقالوا هلا :ما هذا البكاء؟إمنا جيب أن تفرحي فإن اهلل قد وسع علينا. فقالت :يا أم...واهلل إمنا بكائي كيف بتنا البارحة جياعا ،فنظر إلينا خملوق نظرة واحدة ،فأغنانا بعد فقرنا ،فالكريم اخلالق إذا نظر إلينا ال يكلنا إىل أحد طرفة عني...اللهم انظر إىل أبينا ،ودبره بأحسن التدبري.. هذا ما كان من أمرهم ،وأما ما كان من أمر حامت أبيهم ،فإنه ملا خرج حمرما وحلق بالقوم توجع أمري الركب ،فطلبوا له طبيبا ،فلم جيدوا ،فقال :هل عبد صاحل؟ فدل على حامت ،فلما دخل عليه وكلمه دعا له فعويف األمري من وقته ،فأمر له مبا يركب ،وما يأكل وما يشرب ،فنام تلك الليلة مفكرا يف أمر عياله ،فقيل له يف منامه :يا حامت ،من أصلح معاملته معنا أصلحنا معاملتنا معه...ثم أخرب مبا كان من أمر عياله ،فأكثر الثناء على اهلل تعاىل ،فلما قضى حجه ورجع تلقته أوالده ،فعانق الصبية الصغرية وبكى ،ثم قال :صغار قوم كبار قوم آخرين ،إن اهلل ال ينظر إىل أكربكم ولكن ينظر إىل أعرفكم به ،فعليكم مبعرفته واإلتكال عليه ،فإنه من توكل على اهلل فهو حسبه.
56
ركـــــن الطلبــــــة
إسرتاحة اجمللة اهلم؟؟ عالم ُّ رأى إبراهيم بن األدهم ً ً مهموما، رجال فقال له :أيها الرجل :أجيري يف هذا الكون شيء ال يريده اهلل؟ قال :ال ق�����ال :أي��ن��ق��ص م���ن رزق���ك ش����يء ق�����دره اهلل؟ ق�����ال :ال ق��ال :أينقص م��ن أجلك حلظة كتبها اهلل يف عمرك؟ ق��ال :ال قال إبراهيم :فعالم اهلم إذن؟؟ فقال له الرجل :سر على بركة علوت بقدر علمي سئل أحد العلماء وهو على املنرب اهلل ،فأنت الراكب وأنا املاشي. عن مسألة فقال :اهلل أعلم ال أدري، فقيل له :هذا املنرب ال يرقاه اجلهالء يطفيء السراج لئال يتحرج فقال :إمنا علوت بقدر علمي ،ولو السائل علوت بقدر جهلي لبلغت السماء. روي ع��ن سعيد ب��ن ال��ع��اص أنه ك��ان يطعم الناس يف رمضان فتخلف عنده ذات ليلة شاب من أنت الراكب ..وأنا املاشي خرج إبراهيم ابن اده��م إىل احلج قريش بعدما تفرق الناس ،فقال ماشيا ..ف��رآه رج��ل على ناقته له سعيد :أحسب أن الذي ّ خلفك فقال له :إىل أين يا إبراهيم؟ قال :حاجة؟ قال :نعم :أصلح اهلل األمري أريد احلج .قال :أين الراحلة فإن .فأطفأ سعيد الشمعة ثم قال ما الطريق طويلة؟ فقال :لي مراكب حاجتك؟ قال :تكتب لي إىل أمري كثرية ال ت��راه��ا ..ق��ال :ماهي؟ املؤمنني أن ّ علي دينا ،واحتاج إىل ق����ال :إذا ن��زل��ت ب���ي مصيبة مسكن .قال :كم دينك؟ قال ألفا رك���ب���ت م���رك���ب ال���ص�ب�ر .دينار ،وذكر ثـمن املسكن .فقال وإذا ن����زل����ت ب����ي ن��ع��م��ة سعيد :خذها منا ونكفيك مؤونة رك��ب��ت م��رك��ب ال��ش��ك��ر .السفر ..فكان الناس يقولون :إن وإذا ن�����زل ب����ي ال��ق��ض��اء إطفاء الشمعة أحسن من إعطائه رك���ب���ت م���رك���ب ال���رض���ا .املال ،لئال يرى يف وجهه ذل املسألة. 57
سألتك باهلل أن ال خترب أحد ًا أنين أنقذتك
كان احلجاج بن يوسف الثقفي يستحم باخلليج العربي فأشرف على الغرق فأنقذه أحد املسلمني و عندما محله إىل الرب قال له احلجاج :أطلب ما تشاء فطلبك جماب ف���ق���ال ال����رج����ل :وم����ن أن��ت ح��ت��ى جت��ي��ب ل���ي أي ط��ل��ب ؟ قال :أنا احلجاج بن يوسف الثقفي قال له :طليب الوحيد أنين سألتك باهلل أن ال خترب ً أحدا أنين أنقذتك
فموت يريح منه العباد والبالد
قيل حلكيم :أي األشياء خري للمرء؟ ق�������ال :ع���ق���ل ي���ع���ي���ش ب��ه ق�����ي�����ل :ف�������إن مل ي��ك��ن ق���ال :ف��إخ��وان ي��س�ترون عليه ق�����ي�����ل :ف�������إن مل ي��ك��ن
ق��ال :فمال يتحبب به إىل الناس ق����ي����ل :ف�������إن مل ي��ك��ن ق������ال :ف������أدب ي��ت��ح��ل��ى ب��ه ق����ي����ل :ف�������إن مل ي��ك��ن ق������ال :ف��ص��م��ت ي��س��ل��م ب��ه ق����ي����ل :ف�������إن مل ي��ك��ن قال :فموت يريح منه العباد والبالد
ب�ني ط��ف��وان وب�ن�ي غطسان
ختاصمت قبيلتا ب�ني طفوان وب�ني غطسان يف نسب طفل ادع����ت ك���ل م��ن��ه��م��ا ان���ه هلا فاحتكموا اىل أول ق��ادم إليهم وكان القادم إليهم معتوها(جمنونا) فقال :اطرحوه يف اليم ( البحر ) ف���إن ط��ف��ا ف��ه��و ل��ب�ني ط��ف��وان وإن غطس فهو لبين غطسان
أربـــــعة:
بال حــاصل. " - 5أربعــة من عالمـــات اللــؤم: إفشــاء السر ،واعتقــاد الغدر، وغيبة اإلصــرار ،وإســاءة اجلوار.
- 1أربعــة تولــد احملبة :حسن البشر ،وبذل الرب ،وقصد الوفــاق، وترك النفــاق. - 2أربعــة تؤدي إلـــى أربعة: حصنها بالعدل ونقي طرقها الصمت إىل السالمة ،والرب إىل من الظلم. الكرامة ،واجلود إىل السيادة، كتب أحد الوالة للخليفه عمر بن والشكر إىل الزيــادة. ماال كثرياً عبد العزيز dيطلب ً - 3أربعــة من عالمـــات الكرم: ً سورا حول عاصمة الواليه . ليبين بذل النــدى ،وكف األذى، وتعجيل املثوبة ،وتأخري العقوبة .فأجابه عمر :ماذا تنفع األسوار؟؟ - 4أربعــة ال خيلو منهــا جــاهل :حصنها بالعدل ونقي طرقها من الظلم قول بال معنى ،وفعل بال جدوى، وخصومة بال طــائل ،ومنــاظرة 58
وصية خالدة
أوصى سيدنا علي بن أبي طالب كرم اهلل وجهه إبنه احلسن d ً قائال: ً أرب���ع���ا : ي��اب�ني إح��ف��ظ ع�ن�ي أغ����ن����ى ال���غ���ن���ى ال���ع���ق���ل وأك���ب��ر ال���ف���ق���ر احل���م���ق وأوح�����ش ال��وح��ش��ه ال��ع��ج��ب وأكرم احلسب حسن اخللق
ركـــــن الطلبــــــة
فقه العــــــــــــــدد -له إس��تعمال خامت من فضة كما أم��ا إذا دفنت فيصليه��ا ويعيدها س:1هل ينجس كثريطعام بقليل النجاسة أم ال؟ قال الشيخ خليل رمحه اهلل(وخامت عل��ى الق�بر لق��ول الش��يخ خليل الفض��ة )أي هذا لي��س حمرم على رمحه اهلل(وإن دفن فعلى القرب). ج :1املقص��ود م��ن الطع��ام ه��و الرجل ولكن بشروط: الطعام املائع كاحلليب والسمن _1أن يك��ون متح��داأي أن س :4هل يرتتب على الس��قط والعس��ل فإن سقطت فيه جناسة جيع��ل خامت��ا واح��دا يف ي��ده ال أحكام اجلنازة ؟ ول��و قل��ت وكان ه��و كث�يرا أكث��ر ون��دب ل��ه أن جيعل��ه يف كقل��ة من احللي��ب فإنها تنجس اليد اليسرى. كله��ا قال الش��يخ خلي��ل رمحه اهلل(وينج��س كثري طع��ام مائع _2أن يكون وزنه قدر درهمني ج :4الس��قط مس��ي س��قطا ألنه ول��د ميتا فال يغس��ل وال يكفن بنجس ق��ل) مفهومه أنه إذا كان من الفضة . واليصل��ى علي��ه لق��ول الش��يخ هذا الطعام جامدا وس��قطت عليه _3أن جيعله للسنة ال للعجب أو خليل رمحه اهلل(وغسل دمه ولف جناس��ة فإن��ه ال ينج��س وين��زع الرفاهية. خبرق��ه ووري)أي عليه الرتاب ،أما حبسب قدرالنجاسة، فإذا سقط شرط من هذه الشروط إذاول��د الطفل حي��ا ثم م��ات فإنه يعام��ل معاملة املي��ت الكبريمن فال جيوز له إختاذه. تغس��يل وتكفني وصالة ودفن لقول الش��يخ خليل رمحه اهلل(إال س:3ما حك��م إذا صلى اإلمام أن تتحق��ق احلي��اة)أي بصي��اح على اجلنازة بغري دعاء أو سلم أوحن��وه بآله ثم إن م��ات فإنه بعد يف التكبرية الثالثة؟ ذل��ك مباش��رة يغس��ل ويكفن ويصلى علي��ه ويدفن ،فحكمه ج :3الص�لاة باطل��ة وجي��ب كحكم امليت الكبري. إعادتهاق��ال الش��يخ خليل رمحه س:2ما شروط إستعمال خامت اهلل (وإن وااله أو س��لم بع��د س:5ماحكم م��ن كان يف صالة ث�لاث أع��اد) أي إذا صل��ى عليها الفضة بالنسبة للرجل؟ الصبح فتذكر أن عليه الوتر؟ بالتكبري دون الدعاء أوسلم بعد ج :2ح��رم الش��رع عل��ى الرج��ل التكب�يرة الثالثةجي��ب إع��ادة إستعمال الذهب واحلرير ورخص الصالة وه��ذا إن بقيت ومل تدفن ،ج :5ق��ال الش��يخ خلي��ل رمح��ه 59
اهلل(ن��دب قطعه��ا لف��ذ الم��ؤمت وقام لقضاء ركعة فاته ،فهنا إذا س:8م��ا حك��م اجلن�ين ال��ذي ويف اإلمام روايت��ان)أي ندب للفذ سها فحكمه كحكم اإلمام .خرج من الشاة بعد ذحبها؟ واإلم��ام ال املأم��وم فه��و جائزله ،أي قطع ص�لاة الصبح لص�لاة الوتر ج :8يك��ون ح��ال اجلن�ين على ه��ذا إن مل يت��م ركعة أم��ا إذا أمت س:7ه��ل تعم��ل ال��ذكاة يف أمري��ن إما خيرج ميت��ا وإما خيرج ركوعه��ا كمل صالت��ه وفاته النع��م امليئ��وس حياته وحيل حي��ا ،ف��إن خ��رج ميتا فإن��ه حيل الوتروال يقضيه ألنه قد فات وقته أكل��ه ألن ذكات��ه ذكاة أمه، أكله؟ بصالة الصبح. ولكن حيل أكله بشرطني: ج :7مع�ني النع��م امليئ��وس حياته _1إذا مت نب��ات ش��عر جس��ده، س:6ما حكم إذا س��هى اإلمام أي م��ن غن��م أو بق��ر أوإب��ل مرض واليكف��ي ش��عر ال��رأس أو يف العيد وترك تكبرية أو أكثر؟ مرض��ا ش��ديدا بس��ب انتف��اخ يف العينني. البطن مثال لعشب أكلته ،فخاف عليه��ا مالكه��ا أن مت��وت ف��أراد _2إذا مت��ت خليقت��ه أي ت��ام ج :6فإن تذكر بعد ما قرأ الفاحتة تذكيته��ا ،فإنها حيل أكلها إذا اخللق��ة ،قال الش��يخ خليل رمحه والس��ورة ومل ينح�ني للرك��وع، اهلل (ذكاة اجلن�ين ب��ذكاة ذكيت بشرطني : أت��ى مب��ا نس��يه م��ن التكبريات ّ أم��ه إن مت ،بش��عر )ف��إن س��قط وأع��اد قراءة الفاحتة مع الس��ورة_1 ،أن يس��يل الدم عند تذكيتها ش��رط واحد فال ي��ؤكل ويعترب وكم��ل صالته وعليه الس��جود أي خروجه بقوة، ميتة ،أم��ا إذا خرج حيا تام اخللقة البع��دي ،وهذا معنى قول الش��يخ _2أن تتح��رك حت��ركا قويا بعد والش��عر ،فوج��ب تذكيته ليحل خليل رمح��ه اهلل(وكرب ناس��يه تذكيتها مب��د رجل وضمها ،فال أكله لقول الش��يخ خليل رمحه إن مل يركع وسجد بعده) ،أما إذا يكف��ي ضمــ��أ ومــ��دا فقط أو اهلل (وإن خ��رج حيا ذك��ي) ،فإن احنن��ى للركوع وتذك��ر فهنا ارتعاش.فإن سقط شرط واحد من ت��رك حت��ى م��ات فيح��رم أكله. قد فات حم��ل تدارك التكبريات، هذين الشرطني فال حيل أكلها ،وذكرنا يف هذه املس��الة مثال يف فيكمل صالتة وعليه السجود وه��ذا معن��ى ق��ول الش��يخ خليل الش��اة وقس عل��ى ذلك بالنس��بة القبل��ي ،قال الش��يخ خليل رمحه رمح��ه اهلل (وإن آي��س م��ن حياته لبقية األنعام. اهلل (إال مت��ادى وس��جد غري املؤمت بتحرك قوي مطلقا وسيل الدم). قبل��ه) ،ومفهومه غ�ير املؤمت أي أن املأموم إذا س��هى ع��ن التكبريات يف صل��ب إمام��ه فإن��ه ال يس��جد س��جود الس��هو ألن اإلم��ام حيمل عن��ه ذل��ك ،إال إذا كان مس��بوقا 60
قال األستاذ الدكتور أمحد عمر هاشم حفظه اهلل تعاىل يا أكرم اخللق جئنا يوم ذكراك
والقلب باحلب واإلخ�ل�اص ناجاك
جئنا مدينتك ال��زه��راء يدفعنا
وج���د وش����وق وحت���ن���ان ل��رؤي��اك
كان إمسها يثربا من قبل مقدمكم
فأصبحت طيبة م��ن ي��وم لقياك
كانت كسائر بلدان الدنا فغدت
من بعد هجرتكم تسمو بدنياك
ق��د أصبحت حرما مل��ا سكنت بها
وروض����ة م��ن ج��ن��ان اخل��ل��د ت��ه��واك
ت��ع��ط��رت أرض��ه��ا مل��ا خ��ط��وت بها
وصار مسكا من جنان اخللد هواك
م��ن أرض طيبة ن���ور ع��م عاملنا
ال بشراك يا ع��امل اإلس�لام بشراك
مجعت ك��ل خ�لال ال��رس��ل قاطبة
وب��ال��ك��م��ال إل���ه ال��ع��رش حباك
وم���ا جت��م��ل رس���ل اهلل م��ن خلق
وم��ن فضائل بعض م��ن سجاياك
إن��ا حنبك ع��ن بعد وع��ن كثب
وم���ا نسيناك ي��وم��ا أو سلوناك
أعلى إل��ه ال��ورى ق��در احلياة بكم
من ق��اب قوسني رب العرش أدن��اك
وس�����درة امل��ن��ت��ه��ى مل���ا مس���وت هلا
ق��د ق��ال ج�بري��ل س��ر ف��اهلل يرعاك
وحضرة القدس يف شوق حلضرتكم
ف���اهلل ي��ا س��ي��دي ب��ال��ق��رب واف���اك
فأنت س��ر وج��ود ال��ك��ون بأمجعه
واهلل ب��ال��رمح��ة ال���غ���راء أوالك
صليت بالرسل يف األقصى وقد سعدوا
وب��اإلم��ام��ة روح ال��ق��دس ن���اداك
أن���ت اإلم����ام هل��م ب��ل أن���ت خامتهم
وب��ال��س��م��اح��ة واإلح���س���ان ح�لاك
شفاعة امل��وق��ف العظمى بآخرة
م��ا ن��اهل��ا أح���د يف ال��ك��ون إالك
م���ا ن���اهل���ا م���ن ن�ب�ي ال وال ملك
إشفع تشفع ق��رب العرش ألعطاك
وأش�����رق ال���ن���ور يف ب���ر وم��رمح��ة
مل���ا أط���ل ع��ل��ى ال��دن��ي��ا حم��ي��اك
إن اخل�ل�ائ���ق ي���ا ط���ه ب��ع��امل��ن��ا
ل����والك م���ا خ��ل��ق��ت واهلل ل���والك 61
ي���ا س��ي��دي ي���ا رس����ول اهلل آمل��ن��ا
أن ق��ام غ��ر ب���دار الكفر ع��اداك
وغ��ي�ره ق���ام يف غ���ي ويف حسد
ب��ال��زور وال��ظ��ل��م وال���ع���دوان آذاك
كم راح يظلم آل البيت يف سفه
م��ع��ان��دا ع���ادي���ا ف��ظ��ا وأف����اك
ه���ذا وذاك ي���روم���ان ال���دم���ار لنا
ال ت��ب��ق ي��ا رب ال ه���ذا وال ذاك
ل����وال ت��راج��ع��ن��ا ل����وال ت��ش��رذم��ن��ا
ما كان للكفر يغزو عقر دنياك
ك��ن��ا اع����ز ع��ب��اد اهلل ق��اط��ب��ة
ك��ن��ا أج���ل ال����ورى مل��ا أط��ع��ن��اك
ل��ك��ن أم��ت��ن��ا ي���ا وي����ح أم��ت��ن��ا
قد ضيعت يف زمان الضعف مسراك
كم ضيعت قيما كما أهدرت شيما
رمح���اك مم��ا جنته ال��ي��وم رمح��اك
ق��د ف��رط��ت أم�تي يف دن��ي��اك حقبا
فكيف ب��اهلل ي��وم ال��دي��ن نلقاك
لي يف شفعاتكم يا سيدي طمع
فاشفع لنا حنن بعض من رعاياك
م���ن آل ب��ي��ت��ك ف����رع كنانتنا
من زاره��م ن��ال فضال من عطاياك
إن�����ا ن���ق���دره���م إن�����ا حن��ب��ه��م��و
يف الذكر وصى بآل البيت موالك
ع��ن امل����ودة يف ال��ق��رب��ى جتمعنا
يف اجل��ن��ة اخل��ل��د ي��ا ط��ه ب��أخ��راك
جئنا نناجيك ن��رج��و اهلل يف أمل
وه���ل ي���رد ف��ت��ى ب��احل��ب ن��اج��اك
حاشاك يرجع من ناجاك دون قرى
أو أن يعود حزين القلب حاشاك
أحببت وق��ت الكرى ال أبتغي إربا
يف راح���ة ب��ل لعلي ف��ي��ه أل��ق��اك
ي��ا م��ن أس���أت ب��رس��م يف مشفعنا
شلت مدى العمر والتاريخ كفاك
كيف اجرتأت على خري الورى سفها
ق��د ب��وئ��ت ب��اخل��زي ظ�لام��ا واف��اك
ع��دوت ق��درك يا صعلوك منتقدا
خ��س��رت دن��ي��اك يف زور وأخ���راك
فسيد اخللق ن��ور ال��ك��ون أمجعه
لكن تعامت ع��ن األن���وار عيناك
ي��ا س��ي��دي ي��ا رس���ول اهلل أحزننا
م��ن ق��ال إن��ك ميت ...دام حمياك
ي��ا س��ي��دي ان��ت ح��ي يف مشاعرنا
على اهل��داي��ة وال��ت��ق��وى اتبعناك
م���ن ق����ال م��ي��ت م����ات منطقه
ف��اهلل رب ال���ورى يف ال��ق�بر أحياك
ال م���وت ل��ل��روح ف�����األرواح خ��ال��دة
م��ا ب��ال��ن��ا ب��ك وال���رمح���ن ن��اج��اك
نلقي عليك س�لام��ا يف تشهدنا
وق���د رددت علينا م��ن ث��ن��اي��اك
62
الرحلة الربانية إىل زيارة خري الربية
ي��وم العرض بالس�لام ال��ذى بلغنا عن اهل الش��وق «الس�لام عليك يا سيدي ي��ا رس��ول اهلل الس�لام عليك م��ن هذا اإلنس��ان ال��ذي إش��تاق إىل رؤي��اك وأكرمه اهلل باملث��ول بني يديك فالن بن فالن أش��هد أنك يا س��يدي يا رسول اهلل ق��د بلغ��ت األمانة و أديت الرس��الة و نصح��ت ألمت��ك فج��زاك اهلل خ�ير ما جزى نبي��ا عن أمته ...وبلغنا الس�لام ممن أوصانا بالس�لام عليه ..وس��ألناه الش��فاعة ال�تي قد خص به��ا عن يقني منا يف قوله « من زار قربي وجبت له ش��فاعيت وإنا ملستبشرون بقوله اليقف على قربي شقي ثم سلمنا
هذه بعض احملطات م��ن رحلة ميمونة األنام ْ مباركة جملموع��ة من الطلبة إىل حج َف َ ُّ ـكــأ َّن الـز َّوا َر َمــا َم َّ ـت البَــأ ـس ِ َ ْ ً َ ْ ـم َخـلـقـا َوال َّ َسـا ُء ِم ْ ُ بي��ت اهلل احلرام وزيارة خري األنام حتت ْ ُ ُّ ء ا ــر الض ه ـ ـن َ ي اثْ ْ ف ا م ه ذ إ على َ� ن ن ا ث ُ ْي�نْ َ ِ ِ َ ِ يِ رعاية وكفالة ش��يخنا سيدي حممد فب��دأت الزي��ارة بدخ��ول مس��جده الَْغاِر {التوبة }40/نعم الرفيق سيدنا عب��د اللطي��ف بلقاي��د حفظ��ه اهلل من ب��اب الس�لام للدخ��ول إىل الروضة أبو بكر الصديق dثم سلمنا على تع��اىل الذي عود املتفوق�ين من الطلبة الش��ريفة .وبع��د ص�لاة الصب��ح هب امللهم بالصواب سيدنا عمر بن اخلطاب بأن يكرمهم بزيارة جده األعظم الن��اس إىل املواجهة املش��رفة فدخلنا يف م��ن جعل اهلل احلق على لس��انه وقلبه فكانت الرحل��ة بداية م��ن إجتماعنا س��يل الناس للسالم على س��يد الناس dو أرضاه وعن الصحابة أمجعني. يف الزاوية مع إخواننا وذوينا والقلوب تتشوق إىل زيارة سيد األنام وبعد ورويدا رويدا وإذ بنا أمام س��يد األولني ومضى اليوم الثاني والثالث مع كتاب تودي��ع الوف��د بع�ين ت��ذرف بالدم��وع و اآلخرين . اهلل ختمة بعد ختمة مع ذكر وصالة َو ُو ُجــو ٌه َ كـأ َّنـمــا أ ْلـب َ َـس ْـتـ َهــا احلاملة برقيات احلب والشوق و الدعاء عل��ى صاح��ب طيب��ة الطيب��ة ودع��اء َ َْ لحْ َ ْ َ ـر َبــاءُ َ ــاء ألـوانـهـا ا ِ ْ ِمـن َح َ والس�لام للجناب النبوي ثم إجتهنا إىل ـي ٍ ومواظب��ة عل��ى الص�لاة مجاع��ة م��ع َ َ َّ َ ٌ ْ َ ْ ُ مطار وه��ران الدولي قاصدي��ن املدينة ود ُمــوع كـأن َ ـمــا أر َسـلـتـ َهـــا إحي��اء الليالي يف جمال��س أهل الصفة َ َ ـة َو ْ ـحـا َب ٌ ِم ْ ُ َ ُ َ املن��ورة عل��ى صاحبها أفض��ل الصالة َ ء ـــا ـف ط س ــون رض��ي اهلل عنهم إىل الضحى ثم نتوجه ـن ُجـف ٍ الر َح َ ـح ُّ ـط ْ ـح َ ـي ُ ـث ُي َ و أزك��ى الس�لام وما إن هبت نس��ائم َف َ ـط َـنـا ِّ إىل البقي��ع حيث مثوى آل البيت وعلى ـال َح ْ ـط ْالـو ْز ُر َع َّـنــا َو ُت َ طيب��ة يف الي��وم املوال��ي حت��ى متثلنا ـو َبــا ُء رأس��هم س��يدة النس��اء موالتنا فاطمة ـرف ُ ــع الحْ َ ْ ِ بقول سلطان العاشقني : الس َ ك ََ َ ْ ـال َم أ ْ الزهراء رضي اهلل عنها وسيدنا احلسن َوقـ ََرأ َنــا َّ ــــق ــرم خـل ِ ـم َ ـم َ َ ْ ـت ُر َب َ ـم ْ ــإ َذا ِش ْ ـت أ ْو َش َ ـاهــا َف ــرا ُء بن س��يدنا علي ..و جل أمهات املؤمنني ـي ُ ِ اللـه ِم ْ ُ ُ َ َ اإل ْق َ َ ْ ْ ـع ـم ـس ي ـث ح ـن ِ ِ ــر ٌق َو َف َ كـبَـــا ُ َال َح ِ مـن ْـ َهـا َب ْ ء ـاح ِ رض��ي اهلل عنه��ن ومج��ع م��ن الصحب ِّ ْ ــم أذْ َ َ َ َوذه ِـل َـنــا ِع ْـن َ ــاء َوك ْ ـد اللق ِ ـــور َشـه ْ ــــور َوأ َّي َن ْ ـد َنــا أ ُّي ُن َ الكرام رضي اهلل عن اجلميع . ِ ٍ ٍ ً َ لحْ َ ـن ا ـبـيـب ل َ َ َ َهـل َصـبّـا ِم َ ـقــا ُء ِ ِ ِ يوم أ ْب َ ـد ْت َل َـنـا ْال ِقـب َ َـاب ُ قـبَــا ُء َ ـن المَْـ َهـا َب َ ـة َح َّ ـم َـنـا ِم َ ويف اليوم الراب��ع كعادتنا بعد إحياء َو َو َج ْ ـتــى وبعد وصولنا إىل مط��ار املدينة املنورة ك َ َال َ يـمـــــا ُء اللي��ل وص�لاة الضح��ى زرن��ا بع��ض ـــال ٌم ِم َّـنـــا َو َال ِإ َ قصدن��ا الفن��دق فحجزن��ا األمتع��ة ثم األماك��ن املقدس��ة فبدأن��ا بزي��ارة توجهن��ا إىل احل��رم املدن��ي لزي��ارة خري فس��لمنا على صاحب احل��وض وامللجأ املس��اجد السبعة (مس��جد سيدنا علي 63
و مس��جد س��يدنا عمر مسجد سيدنا عثمان مسجد سلمان رض��ي اهلل عنه��م أمجعني ).. وهي موقع��ة األحزاب ومسيت به��ذه األمس��اء بأمس��اء مواقع أصحاب الرايات يومها. ويعلوه��م مس��جد الفتح الذي صلى فيه رس��ول اهلل يوم عودته من فتح خيرب. ث��م بعده��ا إىل مس��جد ذي القبلت�ين ال��ذي توج��ه في��ه املسلمون وهم يف الصالة حنو الكعب��ة بع��د نس��خ حكم التوج��ه إىل بيت املقدس وبعد الصالة في��ه و الدع��اء اجتهنا إىل مس��جد قباء ال��ذي قال فيه املصطف��ى من توض��أ يف بيته ثم أتى مس��جد قباء فصلى فيه ركعتني كانت له كأجر عمرة وكان يأتي��ه كل يوم س��بت وختام��ا ذهبنا إىل أح��د وزرنا س��يد الش��هداء س��يدنا محزة فقرأن��ا عليه الس�لام وعلى من جب��واره س��يدنا عب��د اهلل ب��ن جحش و سيدنا مصعب بن عمري وعلى الشهداء الس��بعني الذي��ن استش��هدوا يف غزوة أح��د وصعدن��ا جب��ل الرماة فش��اهدنا موقع الغ��زوة وكأننا نعي��ش وقعتها من مكاننا هذا وزمننا هذا . ويف آخ��ر األي��ام يف املدين��ة املنورة قدم سيدنا الشيخ ش��افاه اهلل وعافاه فزرنا مع��ه ج��ده األعظ��م فتعلمن��ا من مست��ه أدب الزيارة وجوهره��ا وبعدها استأذنا منه يف الذهاب إىل مكة . ويف الي��وم املوال��ي ش��ددنا الرح��ال إىل مك��ة فتوجهن��ا إىل ذي احلليف��ة )
فأحرمن��ا بالعمرة و دخلنا مكة زادها اهلل غزا فطفنا ط��واف العمرة وصلينا ركع�تي الطواف ثم س��عينا ثم حتللنا باحللق ومكثنا أياما قبل احلج وحنن ب�ين ط��واف وعم��رة وص�لاة وت�لاوة للق��رآن وذكر حتى أت��ى يوم الرتوية فأحرمن��ا وتوجهنا إىل منى فبتنا ليلتنا ويف الغد س��لكنا طري��ق عرفة ويف خيم��ة القصواء قضين��ا يوما مباركا طيب��ا مع ش��يخنا س��يدي حمم��د عبد اللطيف ش��افاه اهلل ومجع من الس��ادة الفقراء فقضين��ا ذالك الي��وم بالتلبية والذك��ر والت�لاوة وصلين��ا الظه��ر مجع��ا وقص��را وكان خت��ام مجعن��ا بالدع��اء م��ن س��يدنا الش��يخ وبع��ض العلم��اء مم��ن حض��روا وبع��د الغروب نفرن��ا إىل مزدلفة فصلين��ا بها املغرب والعش��اء مجع��ا و قص��را ث��م انطلقنا إىل من��ى ويف الصب��اح وبع��د طل��وع الش��مس ذهبنا لرمي مجرة العقبة ثم عدنا فحلقن��ا وحتللنا التحلل األصغر 64
وبقين��ا يف من��ى ثالث��ة أي��ام عام��رة بالذك��ر و الدع��اء و إقامة الش��عائر ث��م ذهبنا إىل مكة فطفنا ط��واف اإلفاضة وبعده س��عينا س��عي الركن فت��م بذال��ك احل��ج وجعلن��ا م��ا تبق��ى م��ن األي��ام الغتنام الفرص��ة يف اإلتيان بالعمرات ويف ي��وم مب��ارك حضرن��ا مجع��ا مب��اركا م��ع س��يدنا الش��يخ يف الزاوي��ة جب��دة وحضر بعض أع�لام األمة من حمدثني ومفكري��ن وفقهاء كان من بينهم رئيس البعثة الفلس��طينية .وبع��د اإلذن قام واعظا ومذك��را ومباهيا وأعرب لنا عن س��عادته برؤية ش��يخنا وقد كان قد مس��ع عنه وعن ش��يخه وتلميذ ش��يخه مفس��ر العصر الش��يخ الش��عراوي dواستش��هد بقصة وقعت للش��يخ الش��عراوي حني كان مدرس��ا يف جامع��ة أم الق��رى مبك��ة م��ع رئي��س اجلامع��ة ح�ين إس��تأذنه يف الذه��اب لزي��ارة س��يدنا رس��ول اهلل فعقب رئيس اجلامعة عليه وقال له بل قل أريد زيارة املسجد النبوي فقال الشيخ الشعراوي إن أردت ذاك فس��أكون خاس��را يف ذهاب��ي ح�ين أترك أجر الص�لاة مبائة ألف إىل الص�لاة بأل��ف يف املس��جد النب��وي بل أري��د زيارة رس��ول اهلل ف��رد عليه رئي��س اجلامعة قد أفحمتين فاذهب من غري إذن مين وال مشورة ويف آخر يوم طفنا طواف الوداع طواف راج غ�ير م��ودع وال قال س��ائلني املوىل الش��فاء لش��يخنا واألم��ن واإلس��تقرار لألمة احملمدية
ألبوم اجمللة
ألبوم اجمللة
66
حصة أنوار التنزيل 1433هـ 2012 /
67