1
بكر أبوبكر صدر الدماء الحافية! نصوص
دار األمين نهنشز وانتىسيع حقىق انطبع واننشز محفىظت 2012
2
مقدمة نصوص نثرية أخرى من مسار الكاتب الذي أبدع في الكتابة
السياسية والفكرية فألف فييا األبحاث والكتب ،كما أبدع أربع مجموعات قصصية ميمة ىي :لم ال ،وفي الزمن الواقع بإمكانكم أن تطيروا ،والثالثة ثالثة شروط بسيطة والرابعة ليس لمفقير أن يحمم.
تأتي ىذه النصوص النثرية لتجمع ما بين الشعر والمقالة والنص
األدبي معا لمكاتب بكر أبوبكر بعد أن صدر لو مجموعة سابقة ىي :
برق مقيم ،لتضيف إلى جيده العممي مضامينا أدبية إبداعية تستحق
التقدير الكبير.
يتنقل الكاتب واألديب بين المنثور األفقي والمنثور الرأسي
–ألنو
يرفض أن نسمي كتاباتو الرأسية شع ار -فيضيف إلى حالوة الوجدانيات التي يتحفنا بيا طالوة الكمم الرشيق والمعاني الواسعة ،ما يثير فيك
الشجن والتوثب ،كما يثير في روحك األلفة والحنين والمحبة والخيال. من الواضح أن إبداع الكاتب مرتبط بمكونات شخصيتو وثقافتو ،وأيضا ببيئتو المنفتحة عمى األفق العالمي برحابة وتسامح يشيد لو بيا.
الناشر دار األمين لمنشر والتوزيع
فمسطين-رام اهلل -العام 2012
3
المحتويات تباطأت والرذاذ. ذبىا ِس زااع ًا. ياسر في عين الدّ ر. اختراق القمعة. ا طنبىل نشىة اندنيع. مقعمعث بكزويت العربي الداجن يرقص في رفح!
إلى بالغ الحرية في سجن شطة
أرواح
غمسوا بدمي حجارة مستقبميم. ّ ياسر عرفات حين يمقى عصاه! تونس والثالثة (بيبان)!
مقيدة جمست...ىناك! أتنفسيا وتتخمّمني!
صدر السماء الحافية .
خميل الزبن صدى الباكين. من صخيب الميل.
أعيش كذلك !
ىواء الشكل القادم! اغتصاب بيت ! انظـــــم انمزاوغ! اننهز انمتدفك رأيع. أنت كعب حذاء ...أنت الممك!؟ 4
بركة اإلمام أدام اهلل ظمو! تحية إلى جفون الوطن
حاكم المردة
حيث ال ىمس وال وجوه! امعر اننمز انذذبي ! ىناك حيث اليقين !
اليند حيث تتصالح األشياء والكائنات
صديق!
5
تباطأت والرذاذ. تباطأت تموت ،انكمشت انحنت ّ ، تباطأت. توانت عن الصعود تجيّمت وقصرت في الحراث. ّ
آلت إلى الذبول عندي
عندما تقيأت حدقاتيا وغسمت شطآن قمبيا وارتدت ثوب الرحيل وألقت بي في القناة جثة ميشمة ومصباح منفّر وعين قصدير وابرة صدئة. كانت تصنع الشذى وتحزم القصب وتتسع ببل حدود كانت. فأضحت ترمي بعينييا شواظ النوح وتمجم عرق المحبة وتطمق سواد القمب ورعونة الثأر. عندما تعرفت عمييا 6
كانت قارورة عطر وعود خيزران ومرجل نار وفرس لينة وفرصة أكيدة وما فارقتيا إال بعد أن تباطأ الرذاذ وسقط العبير واغتم القمر واختنق الدرب. دىر مضى في األشياء قتمت ّ روح صافية واستئثار كبير وقسوة متوارثة وعنفوان ال يزول وارادة معقودة. بيدييا المعاندتين وعقاليا المربع البموري ونشوزىا ّ
أطفأت مصابيح الصييل
وأقعدت مراكب العشق عن االبحار وحطمت ساقاي. بعد قرنين أبت الصعود وتراكضت نحو األسفل قبمت الذبول والدنية 7
وأدارت لي ظيرىا العريض ووجييا المشقق واندحار سبميا. كانت قد حزمت أمرىا وتولت من وجيي ىاربة ألنني شبلل الكيرمان والنور الصامد والردم العتيق وحياة اليوم وكل يوم ومالك الرذاذ المقيم عمى نافذة الحمم. توارت من حياتي لحظة ببل قدمين.
8
ذبىا ِس زااع ًا. ذىبوا جميعا ما بين متشوق ومتردد حيث النجاة والعيش المريح ذىب الذين أعزىم والباب أوصد ()2 حبواً ْ بخفّة
ثم ركضاً
مالوا عني متسارعين
وارتفعوا في جبيني قم اًر وأرخوا الطرف حالمين ذىبوا وخبلصة العقل نواره ومن القمب ّ اختطفوا
()3 صعدت القطار ببل أنيس ببل أحبلم ببل أيام ببل جميس
9
()4 وفي الشارع المجاور لم يغضب أحد وفي الشقة العميا تعالت الصيحات والعويل وجميرة تشاىد مباراة في الكرة وتمميذات االبتدائية يحممن حقائبين والمدائن تزىر كل يوم والغصن قد مال بما ثقل فتعممت البكاء ونسيت الغضب
()5 آثرت أن أنكفىء
وأىدر بصوت ٍ عال في الغرفة الموحشة تضمني الجدران والماضي ورحب ما انقضى وفات ورياح القادم السموم ممحة في قمب كسير وحاجة ّ وعيون موؤودة وكتف غمامة وبموط أزرق المون ورغبة في التمزق
10
()6 لكنيم ذىبوا سراعا ذىبوا جميعا
ما بين ِ فرح ومستجير والباب أوصد وأغمق النيج وعدت ألغفو في حضن البريق وارسم نشوة العبرة في قمب السديم.
11
ياسر في عين الدّر. مهداة إلى شقٌقً ٌاسر أبوبكر أحد قادة االنتفاضة ،والذي حكم علٌه عام 2004بالسجن ثالثة مؤبدات وأربعٌن عاما فً معتقالت االحتالل الصهٌونً ياسر في عين البيدر طار فوق ربيع الدار وتنقل حفيفا يمس فينا الخدود والصدور ويمقي عمينا بالصباح تحية ياسر في عين الّدر
ويفصل الرجوع يركض فوق كمائن الموت ّ يبني لمغد الحر في حديقة األحبلم مربعا ويتخذ من أقصى المدى سمّما لمشمس يناجي الخندق والرمز وعاىد والنخيل
ويشرب من نبع الحياة ذاكرة ياسر
كان يتعبد في مسجد األطيار ويرش ماء الورد في أرض الخبر يزرع المرافيء ويتوضأ في فجر النوى ثبلثون عاما واألجراس صامتة حتى أقام ياسر لميبلد الحجر عقيدة
12
رجعُ الصوت ياسر ْ يقول في الوطن كبلما ساخنا وين ّقل فؤاده بين جبالو والسيول يطمع من فمقة الصبح وحجارة الندى يرن صوتو في أذن األقحوان والزمان ويعود بين المسافات والدروب مجمجبل ياسر نعمة الصعود ما قبل أن يحشر في منزل ورفاىة أو يسدل الستار عميو في ِخدر وحرير أو يقمع الرغبات والحنين والفوز الكبير فانتفض ألرض تسقى من ربيع القمب وتصل النياط باألوردة بالدمع السخي ياسر في صدر الكون يرفع رأسو دوما وأكتافو عالية هلل يحني الرأس وال ركوع لنازلة يقوم حيث الناس نيام والدنيا غانية في انتثار الصبح يرجو الحبيب ويتمفع بالغيمة. ياسر المكحول درب لألقصى ارتسم في كحل العين ا وحيث رفع ىامتو والتقط العبير وطار نس ار في ضياء العبور
13
اختراق القمعة. لم أكن! لم أكن من ذلك النوع من الناس الذي يتماىى مع اآلخرين :ينشيء وينخرط ويتواصل في عبلقات اجتماعية فعالة ،وآثرت أن أرتبط بعبلقاتي في حدود العمل . أصعد من معظم عبلقاتي إلى درجة أعمى ،ولم أنقل ىذه العبلقات معي لذلك لم ّ إلى البيت حيث المكان والقمعة والصومعة ( ما صحبك إال من صحبك وىو بعيبك عميم ،وليس ذلك إال موالك الكريم ،خير من أن تصحب من يطمبك ال لشيء يعود منك إليو)*. ال أدري مكمن السر في طبيعة عبلقاتي غير المنقولة معي إلى حيث المكان والقمعة ،ربما ألنو مكان وربما ألنيا قمعة .أي ألنني صنعت من انعزالي النسبي، ابتعادي ،انسحابي من العبلقات االجتماعية صنعت منو انعزال المكان وىذه القمعة حيث الراحة واليدوء.حيث التأمل والتفكر ،حيث الصبلة والوجد ،والتخمي عن واقع كان دوما متوت ار شديدا في رأسي ،أي في ركن األسرار ومخزن الفواجع ومفتاح الحقيقة ...الصومعة( .ال تفرحك الطاعة ألنيا برزت منك ،وافرح بيا ألنيا برزت من اهلل إليك :قل بفضل اهلل وبرحمتو فبذلك فميفرحوا ىو خير مما يجمعو
ن(-سورة
يونس.*)58 رزلة البحر. ينزع المفكرون والكتاب واألدباء والمجتيدون والعمماء والمتصوفة إلى العزلة والبحر والجبل والبعد ( ،ما نفع القمب شيء مثل عزلة يدخل بيا ميدان فكرة)*
14
يفضمون قضاء الوقت فيما ييميم ويشغميم ال ما ييم اآلخرين ويشغميم والذي قد يكون ما لآلخرين ىو ما ييميم ويشغميم ،ولكنيم يتعاممون معو بإرادتيم وبترحاب استقبال األنوار دون فرض عمييم ،يتعاممون معو ضمن صيغ تفكيرىم و أولوياتيم وفي حدود رغبتيم وامبلءات السحاب والفيض الوارد الممزوج بوعييم الذاتي ...ربما أكون مع ىؤالء وضمن أحد فئاتيم وربما أكون آثرت التحمل من مشاكل اآلخرين، ومن مشاكمي الخاصة باالعتزال وكف التفكير المفرط في المتعب والضار والمقمق منتقبل إلى مساحة الموج واليواء المنشط وأوراق الموز( متى أوحشك من خمقو فاعمم أنو يريد أن يفتح لك باب األنس بو)*.
كل الحواذي أصول ال أريد الخوض في مراحل التكوين والعجينة حيث وقفت تمك الفترة عمى الدراسة دون حياة اجتماعية فانحصر الوق ت في الغالي والثمين من أفكار اآلخرين عبر الكتب والورق ،درس وبحث وتقصي وخوض في بطون شغوفة لممس األيادي وتدقيق العيون ،بيت فمدرس ة فمكتبة فمبلعب صبا محدودة ،ولربما ساعد انشغال الممِ ّح والنضالي حيث فمسطين تحمل في القموب وبين راحات اليدين في والدي في ُ خمق جو ناضج وجو جدي وجو حصري االتجاه حيث كل األمور قضاي ا ،وكل اليوامش نصوص وكل الحواشي أصول ،وكل الطرائف مفاىيم... فألقى الجفاف بثقمو في الروح والقمب ...ولم أعد أعمم بعد كل ىذه السنوات ة أم
في أم فييم أم في البيئ ومع كثير من الشطحات والتغييرات ىل كان السبب ّ في حياتين حياة فانية قصيرة معاشة مفقود األمل منيا حيث ماذا؟! الميم أنو تشكمت ّ اآلخرين ضمنيا وحيث (أورد عميك الوارد ليستعممك من يد األغيار ويحررك من رق اآلثار ،وأورد عميك الوارد ليخرجك من سجن وجودك إلى فضاء شيودك)* ،وحياة لظى وتشوق ووجد واستقبال مع ذاتي لم تنفصل عني إطبلقا حتى استطعت أن
أنزعيا من مستقرىا لتظير الحقا بالصمت الحاكي والكتابة الناطقة والخطابة والتأمل. 15
رزلة الصخب يرج المدينة ،أنظر وال في عزلة الصخب ألفت العيش وأحببتو ،أتواجد في ُب ُ أنخدع ،أسمع وال أتكمم ،أشاىد وال أشارك بل أختزن في عقمي وذىني وأعيش في فيء الصخب في ذاتي وكياني وأشيائي الصغيرة ،في متاىات عقل
ي ،في رحابة
أفكاري وأفكار اآلخرين ،في ضياء النفس وانفراجيا ،في ضيق خاطري ،في انكماشي وقمقي واندفاعي واحباطاتي ويأسي وأممي ،في لحظات الخيبة والسعادة ،في لحظات األمل والمنى ،في لحظات الرغبة والنشوة والتفجع واأللم ،في شدة اإليمان وتوتر العزم ،في قدرة االستعادة لما مضى أو صنع ما ىو قادم.
في البيت ،حيث محيطو الخالي من األجوار ،وفي قمعتي ،في بيتي ،في ذاتي حيث مستقر الصومعة ،في نفسي امتمك كل شيء ،وأحيط بكل شيء ،أسيطر عمى ما أريد ،أحوز عمى ما أريد وأرفض ما ال أريد ...ال ينقض عمى دماغي أحد ،وال عمي مشاعر أو واقع أو أولويات ال تيمني أو استغبلل لوقتي يفرضو تفرض ّ عمي...يضيعون وقتي وييدرون ثروة فكرية وعمم يتراكم ويتكاثر في أحضان اآلخرون ّ السكينة المتولدة مع انعز ٍ ال محموٍد في مسالك الفكر في وقت محدد في إطار المكان
والقمعة والصومعة( العمم النافع ىو الذي ينبسط في الصدر شعاعو وينكشف بو عن القمب قناعو)*.
في الصومعة آمنت ونيضت ،خططت ونظمت ،استقبمت وجيدت ،نف ّذت
وأنجزت وأوجدت ،وفي الصومعة تأممت واستعدت قوتي وانطمقت ،وكنت ما أصبحت وما أحببت وما لم أقبل فيو التخطيء أو الموم.
16
دون تخطي. اختمطت ضمن عممي في الواقع النضالي بالعديد من الشخصيات واألفكار وبقيت معظميا ضمن الدائرة الواسعة البعيدة ،والقميل منيا اقترب من دائرتي المصيقة ،القريبة فسعدت بأن يكونوا أصدقائي وحتى ضمن ىذه الدائرة بقيت القمعة والمكان والصومعة دون تخطي إال لمقميل من الخاصة أو خاصة الخاصة....من بمد صحراوي مصفر إلى ببلد االخضرار والبيجة والفؤاد المتقد إلى فمسطين ،وتجوال متصل لمدن ودول عديدة في العالم خمّف عبلقات عديدة كميا ارتبطت بواحدة من
الدوائر البعيدة أو القريبة أو الخاصة ،وفي تمك الخاصة المحدودة كان في كل مرحمة
ال يتجاوز العدد أصابع اليدين وربما حتى اآلن.
ال تأنس الصومعة وال تتقبل القمعة الغزاة ،وال يرحب المكان باآلخرين بسيولة تقرب سيل وال انبساط كثير ،فالصومعة قوقعة صعبة الفتح، وال يحتفي بيم...ال ّ مسورة عالية الحوائط ،ال يدخميا إال العدد المحدود طاردة لؤلغراب ،والقمعة مساحة ّ وبتصاريح صعبة المنال...في القمعة حيث الخدمات قميمة والتموين متناقص ال يستقر مقاما إال النساك والزىاد والصوفية ،القمعة تحد وتحاصر وتحيط وتمنع وترفض ،والقمعة كيان حصين وحاوية مقفمة القمعة حجاب من األعداء طارد لؤلشرار ،مستقر أنيس ىي ومحيط ممتع لذيذ ( إنما وسعك الكون من حيث جسمانيتك ولم يسعك من حيث ثبوت روحانيتك)* ال تخطي إال لمقميل وال استقبال حفي إال لمبضع. ّ اختراق وبدط وفرح من حاول دخول القمع ة فشل حتى لو استوطن المكا ن حيث الجيرة ،ومن دق بابيا وجد األقفال ثقيمة واالنتظار ثقيل فانتقل لمدائرة الثانية أو الثالثة...ربما فيم وربما لم يفيم .ومن فيم ظ ّل صديقا في فيم محمود لنظرية العزلة في القمعة والذات، 17
في التكبر أو الترفع عن الناس وما ومن لم يفيم انس ّل بعيدا وانسحب ،وربما ّ ظن ّ تستعزن بعز في من ذلك شيء (إذا أردت أن يكون لك عز ال يفنى فبل ّ كان ّ يفنى)*.
لم يخترق القمعة إال عدد قميل ،مجموعة غالية ،ورفقة حانية وصداقات تقبِل ومرحب بيم إلى أبعد حيث اإلقبال متشارك وتحجم حيث اإلحجام مصان من األذى، ّ الحدود .أما كيف اخترق ىذا العدد المحدود القمعة؟! فالسر فييم كامن والسر فيما يفعمون باق وكامل ( البسط تأخذ النفس منو حظيا بوجود الفرح والقبض ال حظ لمنفس فيو)* ،وربما ىذا ما حصل؟! اقتربوا كثيرا...ثم اختفوا كانت ىي ،وكان ىو ،وكانوا ىم ...ممن اخترقوا ودخموا وتربعوا ،ناقشوا وحاوروا وقالوا وفعموا وأفادوا وقادوا ،لم أكن ممن يبحث عن اآلخرين-وربما يكون ىذا من مساويء ما أرتبط بالعزلة -وكانت ىي وىو وىم ممن يضيئون الدروب ويشيعون الغبطة ،وال يقبمون باليزيمة فاقتربوا كثي ار حتى لم يعد لمعزلة عنيم-ىم فقط -أي معنى ،فارتبط المعنى بالبعد الخامس فييم.
ىي وىو وىم ذىبوا...تفرقوا أو سيتفرقون حيث المكان لم يعد يتسع لنا وليم معا ،أو حيث الخيارات كثرت والبدائل اتسعت والفضاءات انبسطت...بعد أن تخطوا الحواجز كميا فدخموا المكان بروية وثقة ودخموا القمع ة برفعة ولطف وبريق وكثير من األنوار ،وبعد أن نفذوا إلى ذاتي وكياني ونفسي حيث الصومعة تحيط وترسم ،تنشيء وتخط وتقيم وتقعد ،ترحب وتقرب وتبعد وترفض ،تقود األنا في مساحة اآلخرين وتجذب اآلخرين لمساحة األنا...نفذوا دون اقتحام أو زحام أو شقة ،ودخموا بسبلسة دون أن تمتبس عمييم الطريق حيث القمب المكموم المنتفض الناىض ،وكانت منيم 18
زىرة الميمون وكان منيم الموج الصاخب وكانت منيم رائحة الحميب وكان منيم السر الدفين...
ولكنيم فجأة بعد أن دخموا ،بع د أن حققوا الكثير ....اختفوا ،ىكذا ببل سابق إنذار ،اختفوا ...فيل تراني فيما كان مني من عزلة مخطيء أومموم؟؟!
*عبارات مقتبسة من الصوفي الشاذلي أبو الفضل أحمد بن محمد الجذامي السكندري المعروف باسم ابن عطاء اهلل السكندري حيث الحكم العطائية. فمسطين-رام اهلل ،بكر أبوبكر حيث منع االحتبلل العودة لمبيت إثر عممية فدائيةوقعت فأغمقت الحواجز طرقات النفس والدروب.
19
ا طنبىل نشىة اندنيع. ميداة إلى ليمى و بشرى ،وسالل الزىور. عندما تيبط إلى األرض من منفذ اسطنبول شده وتولد تأنس وتُ َ ألنك تحتضن العالم تطوق الجيات األربع بين ذراعيك دون أن تفمت منك بقعة ضوء أو سحابة رضيعة أو قطرة ماء متدفقة أو وجع طائر أو حريق قمب غزال. وعندما تغيب األشياء عن التدفق إلى بئر الذاكرة في حديقة عقمك فإنك تفرغ كميا ،تخوى لتترك البئر-دون إرادة منك-تمتميء بالحماسة والتوثب ،بالتوتر والخجل والترقب النفتاح الباب بشرى الحالمين أين سطوع الشمس في وجو القمر. تخجل المدائن وتتوارى كسوفا حين تط ّل اسطنبول
وتشعر الحواضر بالتوتر حين تقبل من بين الجميبلت مدينة الفاتح بشعرىا األسود الناعم المنسدل
وبخصرىا العطري النحيل، الوضاء الجميل بوجييا ّ وبعينييا الوادعتين. تنيزم السيوف واألسوار وتتوتر القموب أمام رفيف نورس. تنجرح األكباد وتركع الظنون وتنفرج راحة المقيا حين ال راحة تداني ملء الكفين من ماء الخمود 20
عمى ضفاف البسفور المفطوم عمى األنفة واالندحام. عندما وقف الصقر العثماني عمى الشاطيء اآلسيوي وألقى بنظره من فوق حصانو األصيب صوب القسطنطينية كان يغزل الفجر ويرسم خريطة العالم عمى جرح القرن الذىبي كان يستبدل تاريخا بتاريخ وصفحات ِ بسفر
كان يسمع نداء اهلل في الطبيعة البِكر
ويكبر ّ
ويستنشق اليواء المخطط ويمبس أطواق اليديل. ما كان محمد الفاتح ليتغافل عن سمو المحظة واشراق النعيم وعناق البحر المنيمر فوق الرؤوس وبين الضموع
وفي عيون الخيل. ما كان لينتظر طويبل حتى يحتضن األربع بين زنديو والكفين وفي جنبات الروح وما كان ليرفض النداء فاستجاب بكل العشق والجزيل ليمتمك األزمان ويحقق العظمة والسناء. تزور المدينة فتفتح لك الجيب منيا واإلزار فتدخل المظى والنعيم لتجد في (السمطان أحمد) ىوى منقوش وفي الباب العالي اعتصار لمجبروت وفي سياد البحر مرآب لمطيور وفي المسجد األزرق ارتفاع جميل 21
وفي جزيرة األميرات انبجاس لممشاعر وفي قصر السمطان دموع كثيرة وزمن مرتفع وفي انتفاض األنوثة دعوة عمنية لمرقص في ضوء الحريق وفي رقدة األشجار عمى خد الجبل صيحة وفي غسيل البحر الدائم ألقدام السفوح ليمى. مروا في طرقات المدينة الكثيرون ّ وتحسسوا بأيدييم طبلسميا والشواىد ربما ف ّكوا رموز حجارتيا في مساجدىا األسطورية
وفي متاحفيا وفي قصورىا وفي قبلعيا وفي بيوتيا وفي مقابرىا وفي أسواقيا
في م ازراتيا وفي مكتباتيا في أزقتيا وخمر الوجود وفي ثنايا حورياتيا وعرق الصبايا. القمّة مروا في المدينة واستطاعوا اإلمساك بقمبيا
بروحيا
ونفذوا حيث نجوى المحبين تمتزج بجرس أصوات الصوفية وصييل القبور وعازفي الوتر ومترنمي التجويد. قد تدخل المدينة وحدك وقد تدخميا زوجا أما أن تدخميا في أزواج ثبلثة، تتعانق أنت وشريكك وزوجين آخرين من أعز مقربيك وأصدقائك فإنك تمسك بقمة البيجة وصحو النجيع وعزة النوى وجمر الورود وتحقق نشوة الدنيا. ستة في واحد دخمنا قمب اسطنبول والروح 22
كنا مقابل شاىق الجمال وعميق الحبلوة وواحد ّ وكثير الطبلوة في ماء كثير ويتموج ويترقرق بين العيون، يحيط ويدور ّ وفي سماء األلم من انكسار المحظة وانفراج األصابع. عندما تدخل اسطنبول تمتمك ج ّل ما ال يدرك
وتحتضن ما لم يكن مقد ار لك
وال تفمت منك قطرة أو سحابة أو لون وتقدر أنك ما كنت قبل اليوم بين العائشين ّ ألنك في اسطنبول تنال االرتواء وتحقق نشوة الدنيا.
23
مقعمعث بكزويت
1
انكتعبت وانكهمت الكتابة تعبير عن استواء الروح عمى عرش الكمم ،والكتابة انتصاب الفكر في حديقة الكبلم ،والكتابة فعل مبرر ليائس قبل الرحيل ،والكتابة عشق ببل حد وأمل ببل سد .وىي فعل االندماج في القائم واآلفل والقادم ،والقادم اقتطاع لمكثير من األحاسيس واألفكار والذكريات ،والكتابة نور ينبثق قس ار دون قدرة ألحد عمى إطفائو. ال النجارة أو الحدادة أو الرسم أو القصة أوسواقة السيارة يزحزح دبابة ،وانما كل ىذه األعمال ىي اعتراف بعظمة الخالق الذي وىبنا الحياة وجعل منا من يحفظ حق البقاء بالتعبير عن ذلك بمختمف األشكال واألعمال ما ال يزول وفي المقابل يزول االحتبلل وتزول الدبابة .إن الدبابة فعل خوف ،والدبابة فعل مؤقت .بينما الكممة فعل أصيل وفعل ال يزول ،مؤثر وقابل لمتغيير. انىطن الوطن أعجوبة االرتباط بما ىو روحي ومادي بما ىو بسيط ومركب ،الوطن بساطة الحب واالنتماء ،والوطن حاضن المكونات لمشخوص ،وبوتقة الصير لمتناقضات ،والوطن ببساطة أنا وأنت في المجال الواسع الذي يضمنا وينعش لنا األحبلم ويسمح لنا أن نطأ آالءه بمودة . إن الوطن أصبح في الصدور أكبر من مساحتو الجغرافية وفي األفئدة اكبر من قدرات أبنائو عمى تحدى المستحيل والبلمنطق الذي يحكم العالم .إن التسمط العموي واالستعباد العالمي لمفكر والثقافات والناس والجغرافيا يجعل الوطن يتقمص ليندفع في الصدور يتخذ ما يشاء من مساحة .وان كان في ذلك ما يعمي من درجات الوالء لموطن فإنو في المقابل يضع تحدي المفيوم أمام الجميع .فالوطن في 1مه دُار مع الصذافيت مىال خميس ،وشزث في صذيفخي الذياة الجذيذة َالصباح.
24
القمب لدى الجميع وعندما يطرح أماميم تختمف الرؤى إليو وتدب حينيا فوضى التفسير لممصطمح والمفيوم. انهند ت لست شاع ار وأحب الشعراء ،وان كنت ميندسا فقد استفدت من اليندسة التفكير العممي وتحكيم العقل واالقتصاد في الوقت واحترام اإلنجاز ،وأدعي أنني كاتب وأحب ذلك كثيرا ،وعممي في التنظيم السياسي أصبح جزء من كياني ،ولو خيرت بين ىذا وذاك الخترت عناصر كثيرة شكمتني من ىذا وذاك وجعمتني ما أنا عميو اآلن متوافقا مع اهلل والنفس والوطن. األدب أن األدب مشذب لمروح وفي السياسة أوجاع وأفخاخ ومكائد قد ال يداوييا إال األدب والقيم ،في السياسة الحقة قدرة عمى التعاون مع الناس بصدق ومحبة وعيون مفتوحة وفي السياسة ابتكار لمتحايل عمى الضعف وخاصة في ىذا الزمن. وفي األدب اختراع لمحمول قد تبرز حمما لتتحول في الفكر مدخبل لمتعبئة ولمتغيير وفي السياسة خطة وأجنده. جمال اآلداب عامة تعبيرىا عن الكل برموز القمة ،وتعبيرىا عن العالم بعيون الفقراء والناس العاديين ،وال أعتقد أدبا يصل العالمية منطمقا من المريخ أو من سعي لنقض مكونات المحيط.
األدب الممتع ىو األدب الذي يعبر عن ثقافة المرء سواء كانت ثقافتو محمية أو إقميمية أو كونية ولذة التذوق في تعدد التعبير عبر األدوات وكمما تنوعت العناصر تعددت الشرائح الممكن الكتابة وفقيا ما يجعل من األدب والثقافة سيل غير منقطع وموسيقى دىرية. 25
الحداثة واالصالة الحداثة واألصالة ،التجدد والسمفية مفاىيم مختمطة عند الكثيرين.فمو اعتبرنا السمفية توقف وانقطاع لخرجنا من مسار العصر ولو اعتبرناىا منبع التجدد ومدرسة االحتضان والحصانة لحققنا جل االستفادة .أما الحداثة باالنقطاع عن األصالة فيي خروج لئلنسان من ثوب جسده حيث ال انفصال بينيما ،واالستفادة من حضارات اآلخرين واجب دائم وضرورة أكيدة دون إلقاء الثوب جانبا أو نقض إمكانية البحث في األصيل ما يبعث فيو كوامن القوة وامكانية التجدد الدائم .وحضارتنا العربية اإلسبلمية حضارة تجدد وأصالة وتحديث غير منقطع ،وىي تفتح ذراعييا دوما لمن يبتغي االستفادة منيا والتجديد. ىناك من الحداثيين من يرى االنقطاع الكمي عن التاريخ وعن الوعي القومي وعن الوعي الديني أي باختصار يفيم الحداثة تماىي مطمق مع اآلخر ومحو لمخصوصية واندماج بتصاغر ضمن ثقافة اآلخر .وىذا ما ال أراه فالتحديث في الفكر والتجارب والتعبير واألدب ممزم بقدر اعتماده عمى أدوات الوعي الذاتي وبقدر اقترابو من الناس وشؤونيم وليس بعيدا عنيم في تيويمات ال يفيميا أحد .أما الصراع والجوع والحروب فيي من صنع يد االنسان وتعاممو الفظ مع نفسو والطبيعة .وىي من فعل التسيد وعقمية المطمق واالستبداد
المثقف والثقافة المثقف ىو الناس والمثقف ىو الكل وال خصوصية إال ما يعتبرىا الشخص من مكونات ذ اتو بما ال يفصحيا إال لو ولمقمة .وال ثقافة إال نتاج أمة وأفرادىا ىم يصنعونيا ويبتكرونيا او يطورونيا ليصبح رغيف الخبز ثقافة والزعتر والزيت والبرتقال ثقافة واألسير والشييد والحجر والكوفية ثقافة.
26
أما أدوات التعبير وأوعية اإلفصاح فتختمف بين فرد وآخر فيي تظير في
(العواف
ياغانمين) عند الناس جميعا و عندنا ،وقد يحل محميا صباح الخير ،ما تظير في (ميرسي) عند اآلخرين. لست مع اعتبار الثقافة مقصورة عمى فئة من الناس أو طائفة .وال تقاس الثقافة بحركات المسان وفصاحة الكبلم كما ال تقاس بحجم الورق وعدد السطور أو مساحة الظيور العمني في دنيا الناس .وعميو ال أقر أن المتفذلك مثقف أو الوجو التمفزي مثقف أو الشاعر مثقف أو الكاتب مثقف أن الثقافة باعتبارىا نتاج لمكونات كثيرة صادرة من الشعب والعشب واألرض فيي من خبلليم جميعا وبأساليبيم المتنوعة ،إنيا ثقافتيم ...إنيا ىم.
االبداع وان كنت كما ذكرت سابقا لست شاع ار وانما كاتب وقاص ولكن أقول عامة أن التجدد قدرة عقمية نابعة من جدول أعمال يومي ال يقبل الركون والخمول وال يقبل السيل والوضيع وال يقبل الرجوع وعدم القيام .إن عقمية اإلبداع ىي عقمية االتيان بالجديد والبلمع والمضيء والسامق من أشياء بسيطة ال يبدو فييا اإلمكانية أو الحياة .إن بث الحياة فيما يظن اآلخرون فناءه تجدد وابداع.
المغة المغة أعظم اختراع بشري فالمغة أداة التعبير المتقنة عن الحمم والمتراكم والموجع والعميق .وبغيرىا ال تعبير واضح عن شوق أو نفور ،عن سعي أو أفول. إن المغة تعبير عن اندماج لمجسد في فراشات الروح ومفتاح األسرار اإلليية في فكر االنسان.
27
العربي الداجن يرقص في رفح! يجمس عمى األريكة الفارىة ويضع أمامو كأسا مميئا بالسائل األصفر مع قميل من المكسرات والفواكو الجافة والحميب ويتكي عمى عدد من الوسائد الوثيرة ْ نجد يمد رجميو (البغميتين) عمى كرسي ُم ّ يتمطى بعرض الخريف وطول النوم
وينثر من يده اليمنى محطات (التمفزة) وقنوات األثير أنو ال يحب القميل بل يعشق منيا الكثير الكثير ىنا ترقص ميرطقة عمى قموب اليواة يرقص العربي المخدر معيا بيز كتفيو وعنقو المولبي وىناك تتعرى رطبة القوام أمام مبليين النظّارة
وفي قناة الفرنجة (شريط) لم َتر مثمو عين بشر وفي محطة أخرى برنامج يزرع الشيوة وينزع النخوة
يتثاءب (الفطحل الصنديد) بعد منتصف الميل بساعتين ومازال يقمّب القنوات الرقمية ،يقفز ويثبت ؟!
يقفز عن ألوان الدموع وأنيار الدم ونكبات الموجوعين ويثبت عمى آىات وحناجر صدئة وشبكة فاسقات يصارع حاجتو لمنوم ،إن الميل عنده لم يبدأ بعد يصوت لذاك األلمعي الحزين ولتمك الخاسرة ال بد لمعربي المخدر أن ّ رسالة قصيرة أو اتصال غالي الثمن ...ال بأس في ذلك! فالعنوان إلى قمب الحبيب يمر بالياتف النقال ! لم تستيو المعبة زوجة عاثرة الحظ ذات ضمير 28
جمست سعاد تندب المائتين بين جناحي األمة في رفح وجنين تمقي بظبلل بؤسيا في رمل الطريق ومحيط اآلىات تستجدي لمسة اصبع لمعمبة السوداء الثمينة فبل تشاىد ما رطب ورطرط واستدار ذاك الذي استطابو بعميا العربي المخدر المغوار دوي رعود في عيون النيار ّ وفي قفا الميل تتناقل الريح صدى المذبوحين مدفونين تحت األنقاض أو أموات برمشة عين ناجين في رفح يبكون وآخرين يغالبون أو يتجمّدون في شارع السبلم عشرات ينتفضون
بين جروح ساخنة وجثث رطّبت األديم
في رفح يصنعون العسجد الموشى بالصاعقة لمبليين الموحدين
وقف المسيح طويبل فوق الجدار وأط ّل بناظريو يرمق الداخل والخارج في رفح تجاسر الفرح عمى الصديد
وفي رفح حيث يضحكون رغم تواصل النجيع كان المسيح يقف فوق الجدار جدار األلم الممتد من شمال جنين حتى جنوب رفح يعمن ابتداء العويل من ىناك حيث ابن عامر ويربط بحبل كثيف تل السمطان بحي الب ارزيل والعربي المخدر ال يرى إال بعين شيوتو أثداء وأفخاذ ومممس حرير. أنفاس متقطعة ولسان متدل وكرش متراقص وال بديل مازال الغضنفر يقمّب القنوات ويتوقف طويبل
حيث المطايا يتثنين بأرداف تيتز ذات اليمين وذات الشمال يغالب العربي الداجن نعاسو واحتقان أنفاسو سكرتو وانخراسو 29
والرغبة كامنة في عمق ذاتو الباردة الخربة وىي تذرف الدمع السخين عمى قتمى رفح وىناك في جنين سعاد الحاضرة عمى خاصرة الغضنفر الداجن المتثائب تجيل الفكر بين رداءة مجاورة وعقل يحار صاحت بملء اليواء المحتبس في الرئتين وانتظار البريق سقطت قذيفة عمى مسجد ببلل والعربي الداجن يرقص وسقطت قذائف عمى تجمع لمتظاىرين والعربي المخدر يرقص وسقطت قذائف عمى النيام اآلمنين والعربي المخدر يترنم وتنيمر قنابل فوق البيوت وفي أحضان الشجر يحدث ذلك الميمة وكل ليمة ،يا أييا السادة المشاىدين يحدث ذلك في رفح وفي فمسطين وال حياة لمن تنادي و الروح وال أنين ومازال (الزق) العربي المخدر يييم في ما يشين ويكرع ما تبقى من كأس ثميل مازال يرقّص كتفيو ،ويشيح بيده اليسرى يصرخ العربي الكسيح عاليا...
لعمو استيقظ ،أم اتعظ؟؟ أم لعل فيو شيء من نخوة أو حنين؟! موتوا ما شئتم وما أشاء يكون بين أطبلل النيايات ورغبة الجنون مالي ولكم ومالي وأنتم وما تعبدون ! ىي تأسف وىم يأسفون ! عمى عربي كان ذات يوم بنجدة ذوي القربى مسكون.
30
إلى بالغ الحرية في سجن شطة بسم اهلل الرحمن الرحيم األخ ياسر أبوبكر شقيقي سجن شطة-فمسطين بعد السبلم الزمن ينقضي ونحن غارقون في وعاء كبير يحتوينا ،شئنا أم أبينا ،عممنا أم جيمنا .وال يتحدد حجم ومساحة ىذا الوعاء بأبعاده الفيزيائية وانما بأبعاده العقمية التي يرسميا أنا وأنت وكل شخص لنفسو .فكثير ممن يعيشون في رحابة الدنيا ،وما فييا ...مسجونون في صندوق أفكارىم وذكرياتيم وآرائيم ،غير منفتحين وغير مرنين وغير مكافحين ،بل مقيدين بسبلسل غير مرئية قيدوا أنفسيم بيا أشد فتكا من سبلسل الحديد وقيود الزنازين. والميم أننا في ىذا الوعاء الذي يحوينا (الدنيا) أن نكون قادرين عمى توسيع مساحة أفكارنا وآرائنا وأحبلمنا وأىدافنا ،وىي ما ال يستطيع أحد أن يمتمكو غير الشخص نفسو ،وال يستطيع أحد أن يشاركنا فيو إال بإرادتنا ألن البعد الرابع في الوعاء وىو الذات الممتمكة لمزمن والفكر ،ىذه الذات ممك خاص لنا ال يشاطرنا بو أحد. إن المقومات الثبلثة لتوسيع مساحة األمل فينا والحمم فينا ومساحة الرؤيا وفضاء الفكر يعتمد عمى اإليمان الذي يزلزل الكيان ويقمب الموازين ويوسع المساحة أوال ،ويعتمد عمى اإلرادة التي ال تسمب ما كان اإليمان مطمئنا ثانيا ،والتي تجر الشخص بالصبر إلى نور العقل وفضاء النفس فوق السحاب ثالثا.
31
ال أحد يستطيع أن يشاطرنا رغبتنا في التفكر واعمال العقل وما فيو من جيد ننمي فينا أبعاد التأمل يؤدي إلى نتيجة ،وال أحد يستطيع أن ّ يقيد فينا ضرورة أن ّ الذاتي. لذلك أشير عميك واألخوة جميعا أن ال يكموا عقوليم إلى اآلخرين فتسمب ،وال إلى الذكريات فتصدأ ،وال إلى الحفير فتخبو .وأال يسمحوا ألي ظرف أن يمنع عقوليم من التحميق في أفاق الفكر إمتاعا وابداعا وتمخيصا وتحديدا وتنبيا وحبل لمشكمة واستثما ار لموقت واستنياضا لحاسة أو قدرة رياضية أو استنتاجية أو استنباطية أو غيرىا عبر الوسائل التي تبدعونيا أفرادا أو جماعات ثنائيا أو في حمقات. أما ثانيا فإن التأمل راحة والتأمل إصغاء ذاتي والتأمل تفريغ لمدماغ من سيل وتراكم ،وابعاد لممخزون المتكاثف عن التأثير في القدرات .والتأمل كراحة عقمية نفسية ضروري إلبعاد اليواجس واليموم والقمق والكآبة والدمار ،واألفكار المتسمطة - خاصة السمبية منيا والتي قد ال يستطيع اإلنسان دفعيا في ىذا الوعاء الكبير أوضمن األوعية األصغر – تعد عممية مثمرة وقدرة وىابة ال غنى عنيا لمنفس. ولمقيام بالشكل األبسط لمتأمل ىذا (والذي قد تكون الصبلة أيضا أحد أبرز أشكالو) استرِخ ما أمكن بعيدا عن األصوات وفي وضعية غير متوترة ،وال بأس أن
تكون جالسا (متربعا) ،مغمض العينين مرىف الحواس منقطعا عن المحيط ،واعمد
عمى جعل ذىنك لوحة بيضاء ،شاشة بيضاء باستبعاد فيض األفكار التي قد تجيء مندسة .والتي قد تجد في االستجابة ليا ضرورة ولكن زرافات أو وحدانا متسممة أو ّ ال ،أبعدىا ،فالوقت اآلن مخصص لبلسترخاء والتأمل. اجعل ذىنك لوحة بيضاء دون أدنى فكرة أو حالة تذكر ،ما قد يكون صعبا ستتبيض الشاشة وتسترخي الحواس في البداية ولكن باإلصرار الشديد والعزيمة ّ 32
وتطرد كل ما يط أر عمى الذىن من أفكار والتي كمما قدمت أخبِرىا أن وقتيا لم يحن فيو بعد ساعتين أو في الغد مثبل وستستجيب لك عاجبل أم آجبل. بعد أن تمتمك الموحة البيضاء قم باستدعاء الصور التي ترغب بيا وافردىا عمى الموحة من البحر أو الشاطيء وتفاصيمو ودقائقو إلى الزىرة بتفاصيميا إلى السماء إلى المرج إلى الصحراء. وما قد يجعمك منتشيا ال متوت ار أو مفكرا ،تبحر في التفاصيل صورة تقترب وصورة تقترب وصور تتوالى .إن التأمل قد يأخذ منحى إيماني فتصفو النفس وتتصل بالذات اإلليية فتعبر عن المحبة والشكر و الثناء عمى اآلالء واآليات. سبلمي والعائمة لك ولجميع األخوة طرفكم فردا فردا وجماعات ،والفجر يكاد يطل برأسو فبل إظبلم دائم و إال فسد الكون .وال مقدرة ألي كان أن يسمب مني أو منك أو منا مساحة التدفق والفوز في نفوسنا وعقولنا الحرة.
33
أرواح الروح التعبة: روح تعبة قمقة منخورة ،حيث السماء مطر منيمر والسحاب رأس أفعى والقمر جرح نازف والطوفان قادم بين األرجل وتحت السطور ،والنساء شر مستطير والناس في كرب وبؤس غير منقطع. روح نازفة حيث المحاجر دامعة والرؤوس مظممة والذاكرة مثخنة والوداع كل حقيقة وال حقيقة إال السواد في رأس كل مطية أو جبل أو واد . روح مقيورة ميدورة ببل أصابع أو حنايا ببل شطئان أو أبراج ،ببل ىوى أوعشق أو لمسات حانية روح ببل قادم أو أحبلم أو معقول أو معجون أو سمير ،روح تندب وتيرب من البحر وتنكمش من مرآى الوجود ،وتيوي وال تستريح. الروح اليادئة:
روح مستريحة مسترخية ،في السماء حب وعفو ،وفي األرض ِشعر رطب ،وثغر باسم ونغمات في كل صوت
وىواء عميل ،عيون كحيمة وقدود ممفوفة
وعافية ببل مرض أو خدوش ،والبكاء ضحك وغناء حيث األمواج تمتحم بنسمات العبير بين األنوف وأعطاف الصبايا. روح لذيذة حيث الممجوج قابل لبلحتضان والمرفوض متقبل والمأفون محبب والنابت نضج مكتمل والسعادة خان لمكل وخبز الناس.
34
الروح القمقة: روح متشظية ،تستمقي عمى شطئان النفس وبين أقدام العقل وحيث الشراب يدير الرؤوس ،وتتنقل من فضاءات الريح وجروح الفؤاد وفتات األمل وشظايا األحبلم أو دفقات المأمول أو المتوقع ،القادم أو المدفون. الروح القمقة روح منيكة ،مترددة ،ترتدي زيين اثنين وثبلثة وربما أكثر ،قمم من السعادة وقيعان من األلم تتجاور وتتحاور وتتبلقى وتصنع مزيجا ونسيجا وختان لمنوح ورباط لمعبرة وقدح لمحب واسترقاق لمعيون ،وانفجار لممدامع تبكي وتضحك ، تنتيك الرزانة وتقتل التعقل ،تسعى لمكثير وتأمل في الجود والخوف والحرير . روح متشظّية حيث الشقوق تكبر وتصغر ،وروح نافرة بارزة عالية تستمقي
بين حريق الفؤاد وبستان الياسمين ،تقطف من األثمار ما لذ وأوجع ،ما ىز الكثير وبعث الكثير وطال المقموع والمستحيل ،المرجو والمأمول. روح تطير ببل أجنحة وتحمق بتعب وسرج مطيم وبطن ضامر وعيون آسرة، تحيط بالكثير وتمد مساحة تقبل القاتل والضحايا وتعطي الرخيم والفتاك كما تعطي النجوى واألمل. روح ببل مكان ،ببل قرب ،ببل يقظة ،ببل اجتماع دائم وببل رقيق الكبلم في معازف القمب كاألسير في أخدود ببل حد وال مصاطب.
35
غمسوا بدمي حجارة مستقبميم. ّ نسيج ميدى إلى أصدقائي الذين سافروا وأقاموا في البعيد ،وألولئك المقيمين غيبيم المعتقل إلى حين ،والى الذين رحموا عن ىذا العالم في البعيد ،والى الذين ّ بشيادة أو بدونيا حيث المستقر.
()1
مسمول البدن مجزوء الفؤاد ندي القمب نادب الحظ معتم العقل راكع الفكر حزين العين معتل العبرات ضعيف األجفان تركوني كرمة عميمة وبئر فارغة ووردة كسيرة غزالة شاردة وألم عظيم وراية حسيرة لصحراء فبلة وخيمة ببل سقف ودنيا أسيرة تركوني خفيف النيى رفيف اليوى كثير الجوى تركوني
()2
شاىد عمى عصر الرجوع معاصر لدنيا الركوع مرتبك النفس واألنفاس والبتبلت تركوني 36
أعاني السكرات والحيرة والربكة والسقوط وأقارع الخطوب والصديد وصدى اآلىات والمساحات البيضاء واليبوط وأمسي دون أمل في المقيا وكثير من الحسرات والندم وتخنقني العبرات ذىبوا وغابوا وتركوني
()3
أتممس في الذاكرة دنياىم وضحكاتنا ومبلعبنا وفمسفاتنا والصييل وأرسم من سمّم رموشيم وابتساماتنا وطرائفنا ومعاركنا وشما ظميبل
وأكتب بيم نير الفرحة المفقود وعامر الحقائق وقمب القمب وباسق
النخيل وأرجم شياطينيم حيث ابتعدوا بعيدا ،وغابوا طويبل ببل نظرات وتركوني
()4
دنيا الخراب بعدىم أحاطت بي من كل صوب وعشيرة الرماة سددت في صدري كل الرماح وموائد الفتنة أحاطت بي من كل جنب وقعدت عمى باب محبتيم أرجو الصفح واليمسات ولكنيم ذىبوا بعيدا وتركوني حفروا عمى جمد صدري قصيدة الوداع األخيرة وغمسوا بدمي حجارة مستقبميم ّ عيني وقطّعوا مني األرجل واليدين وسمموا ّ
أين تركوني.
37
()5
نصف الدنيا تبخرت والقمر من خمفيم جرجر الشقاء والزاد عقبيم نفذ والطريق مازال طويبل غابوا وتركوني كأنني حمل ثقيل أو يمامة متمردة أو لوح ثمج قمق أو آنية مكسورة أو ىواء لقمب فاسد أو ندبة أو خطيئة
()6
كانت الدنيا إصباحات تعج باألنوار عندما كانوا وكنا وتكتب بيدييا سف ار ببل حدود وتجمع النغمات من حديقة المقيا وتمقي بالسياد والتغضن واألسى وتبرق بالضوء الكريم وتفتح قمبيا ليتافنا والتيافت وكانت الدنيا جماال ببل نسب النوار وفتحا لممستغمق و ّ
وبيم تراجع العجاج وومضت األرواح
وابتدعت الشمس طقس الشروق لكنيم قذفوا بي لمخمف وتركوني 38
أتوجع وفي الحمق مجموعة غصة
()7
وأبكي حتى حد االختناق...وحيدا وأركع ألدعو دون مجيب واهلل رجائي واهلل معتصمي فييم الدنيا ركبت السماء وفييم القرنفل ترك الغفوة وضحك وفي بيتيم كان القمر يستريح ويأنس وفي رحاب األرواح كنا نجتمع يحف بنا السرور والجذوة حيث ال عوائق وال سدود وعند التمة العظيمة أداروا الظو ر سريعا وسافروا ،غابوا ،وتركوني
مالكم أييا المسافرون؟!
()8
ىل من مشاعري وحبي لكم تيزأون! عجبت فيكم الرحيل والسكون! وعجبت منكم كيف ىناك تعيشون! سأترككم وسأظل فيكم وعنكم ....وبدونكم ....ببل سقوف أغني وأندب وأنتحب وأتذكر وأحمم 39
وأكتب وأجيل النظر وأتأمل وأتمنى وأضحك وأتمو وأقفز حتى يدركنى القضاء أو حد الجنون.
40
ياسر عرفات حين يمقى عصاه! قبل العشرين من عمره شيد النكبة فأحدثت في قمبو جرحاً نازفاً وألماً طالما
سني عمره ومراحل حياتو المتقدمة ،انطمق لمدراسة الجامعية ليعوض ج أز استعاده في ّ من اإلحساس بالفقد والحزن فكانت كمية اليندسة حاضنة لفكر متقد ،لثوري ال ييدأ، كثير النشاط غير قميل الحركة .لقد أحدثت نكبة 1948تطو ار في شخصيتو فجعمت من الرجل الذي فكر لبرىة أن يياجر لمواليات المتحدة األمريكية -كما تذكر بعض يسخر قدرتو غير المحددة عمى الحركة الدؤوبة في صالح المصادر -جعمت منو ّ قضية لبسيا في عنقو أعواماً فاقت الخمسين.
ال يستطيعون إدارة الظير لو
عندما يصفو معاصروه أو أترابو ال يستطيعون أن يديروا ظيورىم لو ،وال
يستطيعون إال أن ينصتوا لو .ينبيرون بقدرتو الفائقة عمى الحركة والتنقل والفعل ، وينبيرون بشخصيتو القيادية الجاذبة ،واستقبلليتو حتى كان التنظيم الذي ساىم في تأسيسو ال يشكل حزباً أو جبية أو تجمعاً بل حركة تتماشى مع ما وصف بو ،فيو حركة والتنظيم الذي أنطقو وأخرجو من الظممات إلى النور أصبح حركة مشمسة
تمقى بأشعتيا عمى الشعب البلجئ ،وعمى حركة الثورة العربية وعمى الثورة العالمية. قبل أن يصل الثبلثين من العمر كان قد برز قائداً مياباً ،يحسب لو كل
حساب فمم تكن تجربتو في حرب القنال كمقاتل و كضابط إال ادخار في محصمة قدراتو القابمة لمتطور ،ولم تكن تجربتو السياسية النقابية في جامعة القاىرة إال "بروفة" لقيادة أعمق وأشمل واكبر سرعان ما يصميا قبل األربعين من عمره.
41
لقد صنع التشرد من ياسر عرفات شخصية صمبة ال تعرف التراجع أو التردد بل تصنع الحدث ،وتقبل التحدي .يضع الولولة والدموع والبكاء والندب خمف ظيره ويرسم البسمة واألمل والطموح مقترناً بآليات النضال ،والفعل المتراكم في نطاق
السير عمى الشوك وبين األلغام وبشكل متعرج ما دام اليدف واضحاً ،والوصول إليو
ال يتم إال في عمميات عبور متتالية لحقول متفجرة. صالبة الوطني النيضوي
كان ذو صبلبة استمدت من رحم النكبة وكرست بالفعل الثوري والعسكري عبر سيناء وفي حرب القنال،واقترنت بفيم العبلقة التكاممية بين الصبلبة المطموبة والمرونة المرغوبة وفق الشخوص واألدوار والزمن والمؤثرات المختمفة ،حيث كان لترؤسو رابطة الطمبة الفمسطينيين في جامعة القاىرة أن جمع شتات الفمسطينيين المتوزعين بين التيارات القومية واإلسبلمية حينيا بمرونة التفيم لتعددية األفكار، ورغبات التعبير عن حب الوطن والسعي لتحريره باالرتباط المباشر بالقومي أو االسبلمي. فكان مايحسب لو أنو بمور الوعي الوطني المستقل ،وان كان عمقو عربي إسبلمي وبعده عالمي ما شكل بداية في فكر الرجل الوطني النيضوي مع زمبلئو من مؤسسي الوطنية الفمسطينية وأصحاب تميز الشخصية الفمسطينية أو اليوية التي رغبت زعامات عربية كثيرة في إذابتيا وانيائيا سعياً الستيعاب الوجود اإلسرائيمي في المنطقة عمى حساب الفمسطينيين.
ياسر عرفات ذو القدرات واإلمكانيات المتفوقة خاض الحروب عمى جبيات القتال ،كما خاضيا عمى جبيات السبلم فكان يحمل البندقية بيد وغصن الزيتون بيد كما قال بنفسو في خطابة الشيير في األمم المتحدة عام
.1974و ما كان بذلك
متناقضاً بقدر ما كان يحاول ان يتفيم المرحمة أو المحظة ويضع ليا مقاييس ورؤى تتفق ومعادالت القوة ومعسكرات األعداء واألصدقاء ومساحات الحركة المتاحة 42
وموازين القوى في منطقة تفجر عالمية ىي فمسطين ،وما أطمق عمييا الحقاً الشرق
األوسط.
اوراق وغبار في سن العقل كان ياسر عرفات يعقد التحالفات ويمد جسور التعاون مع األصدقاء واألشقاء .يستخدم ما يمتمك من أوراق قابمة لمكشف أو المساومة أو الحرق وفقاً لرؤية ما حاد عنيا انطمقت من رغبتو برؤية دولة فمسطينية مستقمة بالقدس
عاصمتيا وعودة البلجئين ،ما رفض عكسو حينما ضغط عميو أمريكيا وعالمياً عام
2000في كامب ديفد الثانية فحاصروه إلى حد القتل في المقاطعة في رام اهلل.
شخصية متميزة ،عالمية ،مثيرة لمجدل ،مثيرة لمحركة ،مثيرة لمغبار من حول مجمل تحركاتيا ،يستخدم بالونات االختبار في طروحاتو السياسية ،ويستشف مدى التقبل في عقل زمبلئو وفي وعي الشعب الذي انتخبو منذ أصبح ناطقا باسم فتح، ثم رئيساً لمنظمة التحرير الفمسطينية عام 1969ثم رئيساً لمسمطة الوطنية الفمسطينية عام 1994بانتخابات حرة وديمقراطية وبرقابة عالمية.
يستخدم نظرتو الثاقبة وقدرتو السياسية الفذة ،صبلبة ومرونة ،استراتيجية وتكتيكا بأساليب التمرير لمفكرة أو اآلراء عبر اآلخرين ،كما يستخدم الضغط .بنفس الوقت الذي اتخذ في كثير من األحيان من العاطفة أو العقل أو المال أو التبرير أو التطويع أو التضخيم أو التيوين أو المناخ طرقا تجعل من رؤيتو بضرورة الحصول عمى القرار الذي يراه صحيحا مقدمة الستخدام أي من الوسائل و األطر تمك التي أجاد استخداميا متقابمة في حركة فتح وفي منظمة التحرير الفمسطينية ،وفي القيادة الفمسطينية وفي المجمس الوطني الفمسطيني ثم الحقاً في المجمس التشريعي
الفمسطيني.
43
مرجعية القمم األحمر لقد شكل ياسر عرفات المرجعية الواحدة ،والبلعب األول ،والرمز ،واألب الروحي ،والضابط لئليقاع الفمسطيني فمم يسمح لخيط من الخيوط أن يفمت من بين يديو ،فكان منيم من رأى بذلك ضرورة في ظل ديمقراطية غابة البنادق ،ومنيم من رأى مركزية شديدة أو دكتاتورية ضارة أو استبدادا خاصة عمى الصعيد الداخمي .إن يرض أن يترك القمم الرئيس ياسرعرفات القائد العام لقوات الثورة الفمسطينية لم َ األحمر من بين اصبعيو فالقرار يمر عبر المون ،والتوجو والتحكم والضبط لمنظمات متعددة وآراء متباينة في قضية معقدة يجب أن يمر عبر توقيع مميور عمى جميع أنواع الورق. أحبو الكثيرون في العالم ،فمقد برز كالطود الشامخ بعد حرب الكرامة وظير بالعنفوان كطائر الفينيق في حصار بيروت ،وكان بطل فمسطين ورمزىا في مقاومة الغزو الصييوني لمبنان ،واعترف بو العالم كرجل سبلم حينما تسمم جائزة نوبل بعد أن أقدم عمى خطوة مثيرة لمجدل فمسطينياً ولكنيا شجاعة بتوقيعو عمى اتفاقات اوسمو
وذلك في واشنطن عام ،1994لقد كان يغرس بيديو لواء فمسطين عمى سماء العالم ويصنع الغد القادم ،غدا أفضل. أحبو الفمسطينيون أحبو الشعب الفمسطيني ،حيث قاوم االحتبلل بشخصو اثر احتبلل الضفة
وغزة عام ،1967وحينما قاوم محاوالت شطب الشعب الفمسطيني والكيانية الوطنية، واالستقبللية لمقرار الوطني الفمسطيني المستقل في األعوام 1971و ،1983وما بعد االنتفاضة األولى وثم الثانية. لقد شكل الرجل ضمانة واعية لؤلىداف الوطنية الفمسطينية وكما ظير جمياً
في مواقع القتال السياسي صبلبة دون مرونة ،وتمسك دون تياون ،وىيجان لمتاريخ مقابل مستقبل أريد لو منو أن يكون مدم اًر فمم يقبمو ،فتحدى القوة العظمى األولى في
44
العالم لصالح شعبو فكسب شعبو ،وكسب نفسو ،وخسر اإلسرائيميين واألعداء اآلخرين. لقد نظر إليو الشعب الفمسطيني قائدا ورم از حيا وزعيما تاريخيا ال يمكن تعويضو .كما نظر الفرنسيون إلى ديغول ،والينود إلى المياتما غاندي و مواطنو جنوب إفريقيا إلى مانديبل حيث ألقى الزعماء عصييم كرىو البعض الذين كان منيم قيادات العدو الصييوني فقالوا فيو الكثير، قالوا انو اإلرىابي األول وقالوا انو القاتل المأجور وقالوا انو المخرب ،وقالوا انو ضد السبلم وليس ذو صمة. وقالوا انو المرفوض التعامل معو حتى بعد عودتو لموطن ،وقالوا انو المحرض لممقاومة (اإلرىاب بمصطمحيم) والداعم لكتائب شيداء األقصى استكماالً لدوره في
إنشاء قوات العاصفة منذ العام 1959ثم ،1965ثم في دعمو لئلرىاب الدولي عبر"
أيمول األسود" والعمميات الخارجية ما رفضو وأدانو شخصياً وتنظيمياً ومؤسساتيا. لقد قال اإلسرائيميون في ياسر عرفات -وخاصة اليمين المتطرف مؤخ ار- الكثير مما جعمو والشيطان واحدا ،وىذا متوقع من عدو ،رغم أن الكثير من اإلسرائيميين في االتجاه اآلخر فيموه رجبلً يمد يده لمسبلم .ولكن ليس أي سبلم وانما سبلم الشجعان ،السبلم العادل المحقق لؤلىداف .كرىو عدد من الزعماء العرب ألنو
كشفيم بعطائو وعممو وحركتو وثوريتو وقدرتو عمى التنقل بين المراحل والمساحات والمواقف ما يتيح لمقضية أن تراكم االنتصارات الجزئية وصوال ألن يبصر عرفات القدس عاصمة لفمسطين ليصمي فييا أو يدفن فييا وليرفع طفل عمم فمسطين فوق أسوار ومآذن وكنائس القدس.. بعصييم لتمتقفيا عصا عرفات كرىو الزعماء العرب-عدد منيم -ألنيم القوا ّ فيخر السحرة ساجدين لفرعون مكذبين بموسى فمسطين .فيحاربونو محممينو سبب ّ 45
حروبيم أو االقتتال أو العمالة في األردن أو لبنان أو سورية أو العراق أو الكويت أو ليبيا أو غيرىا ،فيكون ىو الييودي والمتآمر ومجيول النسب وغيرىا من االتيامات المضحكة والفاقعة. الوسط حيث ممعب الرئيس كرىو العربان قيادات منعزلة عن شعوبيا ،أو (راشية) ليم بالمال أو بالتيديد بالسجن والعصا أو بالضغط الجسدي والنفسي ،حيث أمن البمد قبل الجميع والسمطان أوال ،وابن الرئيس يخمف أباه في جميوريات أو ممالك أو إمارات دون ديمقراطية ،ىي قائمة في فمسطين وأزعجت الكثيرحتى يوم وصولو إلى مستشفى بيرسي قرب باريس في فرنسا عام
. 2004وانضم لعربة الكارىين مجموعة من
المنزعجين من توقف الموازنات عنيم ،أو من استخدموا مرحمة ثم انتيى دورىم. أو ممن لم يفيموه جيداً ،أو ممن انتقدوه فمم يستمع ليم ،أو ممن كانوا بالدعم
الخارجي يسيرون .وما كرىو الناقدين أو المعارضين أو المخالفين ولكنيم تمسكوا بنقدىم لو ومعارضتيم لكثير من ق ارراتو وأوامره وتوجياتو أو آراءه ،وخالفوه في
طريقتة األبوية في إدارتو لمثورة ثم لممنظمة ثم لمسمطة ،فقرب عددا من الفاسدين، وغطى عمى عدد من المسيئين ،وسكت عن بعض العصاة والجبابرة..... ىؤالء الناقدون والمعارضون والمخالفون شكموا النصف الثاني اليام لمديمقراطية الفمسطينية التي ال يمكن أن تكتمل إال بالرأي والرأي اآلخر وىؤالء كانوا مع ياسرعرفات في مواقف كثيرة تشيد ليم وتشيد لو ،وفي آخرىا حينما رفض كامب ديفد فحوصر ،وحينما تقرر القضاء عميو فوقف جميع المعارضين والناقدين والمخالفين من اليسار واليمين وقفوا في الوسط حيث ممعب الرئيس ياسر عرفات.
46
عصارة فكره وعممو أحبار كثيرة سالت تكتب عن ياسر عرفات ،وأحبار كثيرة ستسيل كتابة عنو مدحا أو شتماً ،انبيا ار أو مخالفة ،إنصافا أو تجنيا ...وفي بعض ذلك قد يكون
بعض الحق فالرجل ليس مبلكاً وال نبيا ،وانما يظل إنسانا يصيب ويخطيء تتجاذبو األفكار والتيارات واألىواء ،ويظل قائداً متمي اًز وكاريزمياً يسعى جيد فكره وعممو لمتأسي بصبلح الدين فيحرر القدس أو يرسم مسا ار -في ظل فيم المتغيرات-
تؤسس لذلك بعد الرحيل. لقاءاتو األخيرة قبل باريس كان يحاول فييا أن يضع عصارة فكره وحكمتو وآرائو وطرق عممو وسياساتو في ذىن من قابموه من األطر ومن الطبلب ومن الشبيبة ومن النساء ومن أبناء الوطن عامة أو العرب أو األجانب .لقد كانت اإلشارات منو دالالت ،وتكرار المواقف منو مسارات رغب بمن سيمحقو أن يتبعيا فكان مع مبليين العرب( عمى القدس رايحين شيداء بالمبليين) فمم تظير المبليين وألغيت الرحمة وكان يعدد من سرقوا أموال الفمسطينيين من زعماء العرب –ولم يرجعوىا حتى اآلن -ويسمييم باالسم والحدث ،وكان ال يتييب من ذكر مواقفيم المتواطئة والمذلة تجاه شعوبيم واألمة .وألمح وأشار ألساليب قيادتو في االستبعاد واالكتساب وتفريق المعسكرات وتشكيل التحالفات وبعث المخبوء في النفوس ،والتعامل مع المكشوف والمخفي ،والربط الواضح في عقمو بين استخدام األدوات والزمن والمرحمة ،ولكل زمن فيم مرتبط بعوامل التغيير في الواقع. ىل نكون قد فيمنا شخصية قيادية فذة ومربكة في آن معاً كشخصية ياسر
عرفات ،أم يكون لممستقبل أن يتعامل معيا باستعادة لمماضي فيراىا في سياق المستقبل.
47
تونس والثالثة (بيبان)! دخمنا تونس وفي القمب خفقات وفي العيون احتباس ماطر .كيف ال ونحن من بمد األنين الصاخب والفداء الحفيف ،قادمون مجموعة من إطارات ( بالتعبير التونسي لمصطمح أطر عندنا) حركة فتح من الوطن ومن رام اهلل بالتحديد حيث أنشأنا الممتقى الفتحاوي عمى األرض .انطمقت المسيرة في ظل معاناة لم تنقطع ،في لحظات الترقب والواقع المرير ،وفي لحظات الحركة في المسار الصعب من رام اهلل الى جسرالكرامة/الممك حسين /المنبي. عانى الوفد كما ىي العادة لدى الفمسطينيين حيث تم توقيف بعض األخوة لساعات وتم إلقاء القبض عمى آخر ،وسمح لمباقي بالخروج من الشرنقة ليمحقيم بعدىا اآلخرون ليقابموا بصعوبات ال تقل ومعاناة لدى األخ والحبيب حممناىا بالعشق الناجز في قموب الفمسطينيين لكل ما ىو عربي رغم دعوات الغضب عمييم في كل مممة وجفوة أو مذبحة ال يعاني منيا اال الرواسي من أبناء فمسطين في أرض الرباط. بحمد اهلل وصل األخوة الثبلثة عشر دون الرابع عشر الى تونس وىم بجمّيم
يدخمون ألول مرة االخضرار في عمق تربة تونس ،واالحمرار في زىور العاصمة
األولى لمفاطميين وبمد رابعة الثبلثة القيروان( الثبلثة ىي مكة والمدينة والقدس) . وصل الوفد الى تونس حيث قرطاج مازالت ترفع رايتيا و تمقي بالعظمة والوىج والنور والولو في وجوه القادمين من بشر السماء و من زجاج المطار .استقبل األخوة تونس بفرحة لم تنقطع طوال األيام السبعة وبدفء الحبيب ومحبة االخ والشقيق. مقرنا ولما كانت مدينة رادس التي ال تبعد عن تونس العاصمة عشرة كيمومترات ّ
حيث مركز تكوين المكونين وىندسة التكوين (أي إعداد المدربين بمصطمحنا 48
المشرقي) فمقد ألقى األخوة بأعباء السفر جانبا وتماىوا مع غابة رادس ومع شطآنيا فمم يعد ألحد قدرة عمى التفرقة بينيم وبين سكان المدينة وأرضيا وىوائيا وبحرىا وشجرىا وفرحيا وتبرجيا. دخمنا تونس من بوابة أبو القاسم الشابي والطاىر الحداد والثعالبي وخير الدين التونسي والحبيب بورقيبة ،ودخمناىا من أبواب ثبلثة -ولممصادفة وجد في مدينة القيروان الساحرة مسجد ىو مسجد الثبلثة بيبان (أبواب) -الباب األول ىو باب المحبة حيث قيم وسموك االلتزام والتضحية واالنتماء والوالء قيم أصيمة ثابتة تشع من العيون وتبرز من القموب ،ودخمنا من الباب الثاني أيضا وىو باب التنمية والبناء لمفرد والجماعة والمجتمع والتكوين حيث تونس أضحت ورشة عمل لتصعيد الفرد الى درجة التحدى وتحقيق المثابرة ودعم الطموح شعار تونس أبو القاسم الشابي الذي عانقو شوق الحياة فمم يقبل الموت بين الحفر. ومن الباب الثالث دخمنا الى التقدم والتحول والتطوير والتغيير واإلبداع في سنة محمودة أدخمت تونس في القرن الواحد والعشرين من أوسع أبوابو في اإلطارات والنظام واليياكل واآلليات والمجان والتكوين والمعموماتية والفكر ونداء التمكن من النيوض وربطو بعقمية التفتح والمرونة والتسامح. من الثبلثة بيبان دخمنا الى فناء التغيير والتحول والثورة الشبابية في تونس ولم نعجب! كنت قد أقمت في تونس لسنوات سبع سمان وعدت منيا لموطن ،وفي كل مرة أعود ألعبر عن عدم التوبة في عشق تونس -كما يقول (الشاعر ىنا) صخر حبش -أرى مبلمح التجدد والتطور ما يجعل الفمسطيني يطيل الفرح ويطيل إجالة النظر ِ فرحا غير منقطع لتونس السماء واألرض والشعب ،ومغموما بما ال فرحا َ يوصف من غم عمى بمده(فمسطين) التي كمما تقدم فييا المناضمون خطوة أعاد
االحتبلل سنتة المرذولة فييا فيعيد الببلد والشجر والحجر والعباد الى الخمف سنوات. 49
الكثير من اليوى واليدير مما يختمج في القمب والنفس حينما نرى رجاالت ونساء التحرير في تونس ونابل والحمامات والمنستير وبنزرت والقيروان حيث ذىبنا والتقينا ،حيث لدينا الكثير مما قد نكتبو مما اختزنا بين الجوانح عن الجولة الجميمة التي جمنا فييا في بعض أرجاء تونس يحتاج منا إلدراج مجاالت االستفادة في خبزنا اليومي وعيون الفمسطينيين وأبناء حركة فتح ما يحيل الصراع الى تعاون واالختبلف الى مدخل التفيم والتعددية الى فضاء تسامح وتقبل . لتونس دوما رجوع ولتونس دوما عودة وامام الشموخ والعنفوان والمحبة واالحتضان الرفيع ال بد من تحية كبيرة وكثير من الخشوع.
50
مقيدة جمست...ىناك! مقيدة جمست ،ىناك القصي عمى الكرسي ّ تحمل أفكا ار متضاغطة و بضع ىواجس من واقع نبضات القمب الوردية ومن أصيل شحنات الروح المتدافعة. مقيدة جمست تيمس في ذات ذاتيا وترسم ابتسامة غائرة بعيون مغادرة
()2 بانت في سطح السماء كالبرق واستقرت في عمق الكبلم مرآة لمخاطر وجمست أمامي لتقول بملء الفم:ال! حاورتيا دون كبلم وصاغت معي اتفاقا ىامسا دون حروف وأنا أتساءل.
()3 كانت في كرسييا،ىناك تفترش السطور 51
وتتأني متخيرة أرطب الكممات تحاول التحرر من مساحة مقيدة مسيجة وزالزل ّ
وضوابط محددة وجراحات ال تفوت لبيب
()4 دخمت من الباب بكثير من التردد وأممت بالخروج وكأن ال دخول وتكممت عبر الرجاء أكثر من األمل وقالت بالقميل من القول الكثير
()5 تمرق ببصرىا بصمت كالسيم توزعو بيني وبين أصدقاء ذوي ظُمُل جمست ونظرت وألمحت وقالت:
أخرجني من ىذا الفضاء الصعب وأقعدني حيث اتفقنا والنمير
()6 قالت :ال ،لمسجن بين جدران العيون وقالت:ال ،وربي مع سواك ال أكون وقالت:مالي وىم ،ويجمعنا حمو الحمم 52
ثم قالت :خذني بعيدا واألغاني في ركابنا تسير
()7 ماىذا السر الكبير وراء تمك األجفان ؟ وما ىذه األفكار الخافتة؟ األفكار الخائفة الساكنة العصية عمى الظيور؟ لماذا كل ىذا التحفز؟ ولماذا كل ىذا الدخان؟
()8
أأممت أن تصوغ معي اتفاقا دون ِمياد؟ أن نكون في الفكرة واألفكار ممحاحة
أو أن نصون الوصل وفي العيون ىدير أم نسبح في فضاء الكون وال َكمِم دون أصفاد
()9 فكي قيودك وانثري األفكار حفّزي التحفز وابعدي الدخان اتركي الءاتك واعتمري النيار فكي قيودك ،وانثري األسرار. 53
()10 مقيدة جمست والحرير يغفو بين أرائك العيون وصدر البتبلت ىائمة قعدت،ىناك ،في أنفاس الورد تفكر مشدوىة ،وتزفر بصوت عميل بين آالم المسير وفرحة الوصول بين رغبة التخالل ،أو نزح العبير ىل أجابت عن تساؤالتي أم بالطرف أنابت؟
54
أتنفسيا وتتخمّمني! عندما تطل أمي في فجر يومي من شفق الجفون الوادعة عمي بظميا كزيتونة راسخة وتمقي ّ ينتثر في رحاب قدوميا عبير يتناثر فوق جبيني و المكان . وعندما تمتد يدىا المتعبة المطيفة لتداعب خصمة أو اثنتين من شعري المنسدل عمي بسيل ال ينقطع من حنان تفيض ّ يظير باحتضان عيونيا لي ،وميابة اإليمان. نجمي الوحيد ، ومع حمول الميل تكون أمي َ والطيف المنتظر حين الغروب عيني بسرعة عمى طيفيا فأغمض ّ كي ترافق أحبلمي في الشمال وفي الجنوب. عمري وزمن قادم وكثير من الكممات وما ال ينقطع منيا في اآلتي والذكريات ترافقني ،تيزني ،تكيربني ،تحييني ،معيا وفييا حين الضعف وحال الخوف وزمن األحزان. أمي مداد روحي وشييق صدري أتنفسيا وتتخمّمني في عشق المحظة والجنان.
55
صدر السماء الحافية . ميداة إلى األخوة ماىر فاخوري و بشار بدوي وحسن الحسن في برلين بانتظار اإلشارة .
تحس بالوىج ينطمق أنوا ار مدوية من سمائيا ،كما تحس عندما تدخميا ٌّ
باالرتياح .تشعر بشيء من الغموض الطافي عمى سطح الماء المغمف بالفضة ، وربما أيضا تتفاجأ باالتساع والمساحات الكبيرة تبتمعك و تستوعبك من رأسك إلى أخمص القدم ،واألفكار واليواجس التي تتممكك دون انزعاج. رغم أن الغموض المفضض مدعاة لمتوتر واالضطراب والتذبذب ،إال أن ىذا الغموض فييا حافز لبلستكشا ف وأداة حاثة عمى استجبلء ما استتر واماطة المثام عما احتجب ،وفي ك ّل ذلك راحة .راحة قادمة من ضياء مرتبط برغبة
االستكشاف ،وراحة موصولة باالنتعاش القادم مع نسائم الخريف المطيفة المحتجبة
عن الجنوب ،النسائم التي تخممت أغصان األشجار فأسقطت منيا مبليين األوراق الذىبية في رفق ووداعة لترسم لوحة زيتية جميمة أخاذة ....أين ترامت فييا األشجار حول النير والشوارع في صفوف باسقة قائمة ،كما الجند المسربل يستعرض قوتو أمام قصر القيصر في بياء واعصار ، وتقف شامخة بأنفة تشخص لمبعيد بالكثير من التحدي ،ببل وجل ودون استتار. عندما تدخميا تود لو تظل تستنشق اليواء منيا طويبل دون انقطاع حتى يمتميء قفصك الصدري ورئتيك بالحرير واشراق النفس ومضاء الخمود ،في كل شيقة أو زفرة ،وتتمنى لو أن أيامك تدوم حتى لو كانت مربوطة بذيل ثور يدور في ساقية قروية بعيدة ،وال تقصر. 56
تطول وال تمضي . ...ألنك في الحقيقة تدخل عاصمة الحديد واعتدال الخريف وارتجاف الميج وانفراط خيط عيون القمر ،وحيث الجمال غارق بالفخامة والحفيف . وما أن تطأ قدماك أرضيا حتى ترتوي بزقزقة الطيور وتدفق الماء وأنفاس النساء المتبخترات ولفحات الخريف الباردة ،وحتى تتسمل لزوجة األرض الثرية في مسام قدميك فرجميك فصدرك فرأسك حتى النخاع ....كما أرض الختيار . عفي برلين قمر شرس شارد دقيق النظر حيث ال قعود وال ممل ،وحصان ّ جامح يجرى ببل قيود عمّو يدرك األمنيات وخيوط األمل ،برلين قبر المسافات ومثوى المكنة ....وحيث تستطيب القافمة التوقف فما بعدىا من اليدير ،وأرض العنفوان و ُ
مسير.
برلين عيد التوبة عن الميونة والميوعة والركون
،حيث القوة والحديد وما
استحدث من أمور وكل جديد .برلين صدر السماء الحافية تمس األرض بباطن قدمييا مسا خفيفا ....وتشغل الخبلئق . عندما تدخل مدينة برلين ال بد أن تؤخذ بانشغاليا الدائم وبحركتيا وعمميا الدؤوب ،كما تؤخذ فييا باليدوء المنبجس ما بين أعطاف النساء وتحت عيونين ، وحين يظير الرجال كالمسامير وحدانا وجماعات ،وفي عيون األطفال
،وحيث
تتكمم األغصان لغة الحبور ولغة الطيور ولغة الخرير. في برلين تتسامع القناطر والمتاحف والمعارض والمباني والباحات والنوافير والموحات والتماثيل والمطاعم والدور والركبان بخبر التوثب القادم مع مساء برلين الممون بذيل الطاووس ....يفرش ألوانو في سماء المدينة وأمام نواظر الراغبين والمحبين والمنيكين .في برلين ال مكان لموقوف أو التراجع أو الذبول فإما مسير أوقبور.
57
دخمنا برلين من بوابة رام اهلل حيث ماىر خير األخ ونعم الصديق ....رجل من رجال الحديد قُ ّد من نسيج جبال القدس وعيبال والخميل والجرمق ،وحيث تربع جبل العاصور عمى أحد أكتاف مدينة رام اهلل التي قدم عبرىا ماىر من نابمس ... جبال وأرض فمسطين ببلدي تصنع في الحياة أشياء ال تُصنع مثميا وال يصنع من غيرىا ،وتصنع رجاال قمما تجد أمثاليم خارجيا إال في برلين ....فكيف إذا جمع عبر البوابة (أسدية) الصفات من منبعو األصيل في فمسطين ،واشراق النفس حيث ىواء برلين الصافي السافر الممون ( يرد الروح) كما فتىء يردد ماىر. الب َرد الفضي عمى البشر دون استئذان ولكن بمطف ،كما يسقط عمى يسقط َ الشجر ولكن بقميل من القسوة فبل تحتمل األوراق تمك الشدة فتجد طريقيا إلى األرض أسرع وبمطف ....تمثم األوراق أديم األرض مستعجمة الرحيل ،وكأن في الترنح بين معدة مودة ّ ذراعي الريح ....بين األغصان في المسافة الطويمة الممتدة إلى األرض ّ مودة مستردة. ،وكأن في احتضان األرض ُلزَمر األوراق الساقطة المنتظمة ّ تربعت برلين في قمب صديقي فجاورت فيو فمسطين منذ كان طالبا في الجامعة ،فخطا خطواتو األولى نحو ظل المدينة وعيون القمر وزقزقة الطيور وألوان الطاووس .ثم أصبحت بين ضموعو توثبا ونسائم ومضاء ،وحينما بذر في األرض ذرية كانت فييم فمسطين حبل الخمود وبريق الروح والتماع الذاكرة .وكانت برلين منطمق الرجوع ،وآثار أقدام الحقيقة الغامضة في ثمجيا الفضي عبر أيام شتائيا الطويمة الباردة. لممدينة في التعبير عن نفسيا أسموب مختمف متغير متميز .فما تجده في مدينة ما قد ال تجده في مدينة أخرى .
58
وفي المدينة وسائط لمعرض والتقرب من الناس قد ال تنافسيا فيو غيرىا . فمدينة تجذب وأخرى ترجو وثالثة تشمخ ورابعة تنفر القمب وخامسة تبيج النفس وأخرى تشعل النار وأخرى و أخرى. أما برلين فميا من دون المدن أسموب فريد في انتزاع اإلعجاب من قموب األغراب ،ومن أعماق األلباب ال تجارييا فيو غيرىا ...ألن برلين ال ترجو وال تتوسل وال تطمب وال تيرب ....إنيا (تستحوذ) منك عميك ،عمى مكامن الشوق ومنازل العشق ومواطن الولو فتتشبث فييا النفس ببراثن النمر ،وعدو الغزال ،وتكاد ال تتركيا إال والذكرى أصبحت مخممية. عندما طرح ماىر فاخوري رداء الظممة وغطاء الروح حيث االحتبلل الصييوني يدمر ويعطب ،وجد في برلين قدسية الغموض وحصان التحدي ومركب العودة ونير المضاء وقيثارة الزمان. وكانت برلين بين ناظريو طاووس قزح ،وذاك الغموض الفضي الذي يفضي إلى الفعل حافز ماىر وحسن وبشار من ىناك إلى ىنا إلى فمسطين .مدد الروح يبسط أشواقو عمى المؤمنين بكنعان في وطنو وحيث أقام أحمد وفي صدور األبناء . في برلين ال تنسى ما خمفت وراءك أبدا ،ولكنك تزداد تألقا وتكتسب راحة االستجبلء واكتشاف ما احتجب ،وتنطمق لمفعل دون استئذان .فالمدينة ذات األلوان والطاووس والسماء الفضية ال تحجر وال تمنع بل تبسط وتسمح وتكشف وتبوح ، وتميم النفس وتميب الرغبة وتمح في التقرب وتدعو إلى االنطبلق ....حيث القدس تسمو والنجوم و خميرة االستمرار . في برلين كان الحنين إلى رام اهلل يشتد ،فمقد كانت تنتظر .وفي اإلياب استرجاع لقمب مزروع في تراب الوطن
....من االستحواذ المفضض والسماء
الحافية . 59
خميل الزبن صدى الباكين. في عروق الورق ورائحة الحبر، كان يظير باسقا كالنخيل من بين دروب الموت والحياة واحتبلل النفس ظير ىاطبل كالسمسبيل في عتبات القير وعمى شرفات الحب كان يصحو ويغفو. في مسارات متصمة فتح فييا أبوابا وطرق نوافذ وفعل الجميل . في أكمام الورد وعمى صدر بتبلت الموتس وحيث الحنين عند اكتمال الفرق وارتداء الحق وانتشار النور واحتمال األلم وحيث ترك الكثيرون تعبيم والتقطو ىو... كان يبني المستحيل . ال دليل وال معجم وال خارطة حمل... ولكنو توشح القمم وانتصر حيث النور أطل من فوق كتفيو السبابة واإلبيام وبين ّ وتواصل حيث القافمة ّأرقتو ولكنو ركبيا وكان الدليل. ********
60
في تونس حيث التقيتو كان ىاد ار صارخا صائحا كالسديم ال يستقر وال ييدا وال يستكين فبلعتناق (اإلنسان) فك ار ورأيا وحقوقا ...ضريبة بمون الدم وطعم الطين وطريقا غير مذلّل ببل رنين
حمل المصاعب والعواصف والذىب
حمل الدجى والحرية ورفع اإلنسان قيمة ، فمم يتياون مع انتياك جماعة أو فرد أو فرقة وجعل من حياتو سجبلّ
لؤلسرى وسجناء الرأي والمعتقمين في كل آن وحين.
خميل الزبن *
القمب الفسيح وصوت الرعد في عيون الظُّبلم
خميل الزبن رفيق الفقراء وصدى الباكين وراء القضبان في عالم العروبة واألنين . خميل الزبن رجل اإلنسان اإلنسان في كل حين وزمان منا) (منو) ما ُح ِّمل قمبو اقتمعوا ( ّ وعقمو والمسان النمري ولكنو حين ارتقى حيث زميمو ميشيل ّ خمّف ما ال يدركو القتمة
61
النيج والنشرة والصدق وضوء ال يخمد ذو يقين. * استشيد خميل محمد خميل الزبن في مدينة غزة اغتياال يوم الثبلثاء ، 2004/3/2 وىو مستشار الرئيس لمشؤون اإلعبلمية وحقوق اإلنسان ورئيس تحرير مجمة النشرة المتخصصة في حرية الرأي وحقوق اإلنسان .الشييد من مواليد مدينة حيفا في 1944 /12/21 التحق بالثورة منذ االنطبلقة وشارك في كافة معارك ومفاصل الثورة ،والتحق بإعبلم حركة فتح منذ ، 1968 وكان سكرتير تحرير نشرة فتح في دمشق عام ،1971ثم نائب مدير وكالة (وفا) فنائب مسؤول اإلعبلم الموحد ثم مدير المكتب الصحفي لمرئيس عام 1983في تونس،ثم مكمفا بممف حقوق اإلنسان
وحيث رئس تحرير مجمة النشرة ،وبقي كذلك حيث الدخول لموطن حتى استشياده.
62
من صخيب الميل. من أين يأتي ىذا اليدير ؟ في رأسي ،في أذني ،بين الحنايا ،عمى شرفات البصر حقل طنين ال يذوب ،أو يرتوي ،أو يسير ...... مازال يأتي ...في صخيب الميل ،يرىقني ،يبارزني ،ويقتمني كصوت الشمس ،ومر الواقع ،وقنوات االرتداد وأردية الضمير ....... المناص ،وال بد ،وكان المسير مررت عمى الشواىد ،حيث توسد الثرى عمي ...منذ زمن طويل ، وأبي ...منذ سنوات قصيرة وأخي ...منذ برىة ()1 مسافات خاوية ،وقموب مدفونة بالحرير ....... في ىدير الزمان ،زرعت ثبلث زىرات ياسمين ،وورد ،وأقحوان واستنشقت الفجر ...من رائحة أمي، عمى عتبات الفضاء 63
بوابة الصخب ،وصفو النمير ....... ارتج فؤادي...عمى وقع اليدير ومشيت...حقل السابقين دروب خالية، وقموب مغمفة بالحرير ....... عيني ياسر ()2 في ّ تمممل االنتظار حيث ضمو ،وضمني ،عشقا وليبا ما بين الساعة واآلتي ىدير يتموه ...ىدير كثير ....... في صفو الحنايا ،وارتداد الروح حيث الثرى ...يحترق شوقا ظير اليدير ممتذا ،يجري في عيون البصر دون عبير ....... لعمو يأتي ...من صخيب الميل في القبر أو الزنزانة أو فوق السرير
ىدير النور ،وانكسار القمر ،وارتفاع العشق دون صوت في حديد النوى 64
أو صرير ....... في عيد أرواح الموتى واستذكار المطر ،واستمطار الذكرى مفر مكر ّ يتقمب الصمتّ ، ويمازج انتقال المؤلؤ ،وارتفاع النقع يأتي ويذىب ...يؤنسنا ،يسوطنا ،يمسعنا ،يبمعنا دون ىوادة ...في خضم بحر كبير.
)1( استشيدوا جميعا في أزمان متفاوتة. )2( أخو الكاتب واعتقل في نابمس وحكم بالمؤبدات.
65
أعيش كذلك ! ()1 جنة ىي ذكراك ونير ىو الشوق ...لمقياك عيون التفاح تغرد وأغصان التُقى وربيع المبلح وسجدة المنى وارتفاع السموى في انتظار البسمة أو قميل من النظرات في رحيق دنياك أعيش كذلك وألثم.
()2 في جنة الذكرى نركب خيول الحصيد
ونر ِجع الزمن أمياال ُ و أياما كانت وكنا فييا
66
نكثر من العبث والشراب ونقمل من التفكر والنظر نكثر من الميو والجوى ونقمل من الجد والنوى نعتصر يومنا كما البرتقالة ونختزن لما ىو اآلن....ذكرى ألعيش كذلك.
()3 نركب سحاب العيون ونطوف ببيت الحبيب في سماء الفرقة والبوح وجذور التباعد ومستراح األلم نتمنى ساعة طويمة في يوم لقياك رغم األسى كثير وحزن عقيم
و ِرّدة لمطّيف وانبعاث لمشوق ...قاتل مرير
()4 جنة ىي ذكراك ونار حقيقة لقياي فيك . 67
في ساحات الحارات البعيدة لعبنا سويا في اتساع الروح وركضنا ال يحدنا حد وتكممنا حتى حسدتنا الجبال وأطمنا الحكايا والنظر والغزل وكان يتبعنا كمب أنيس ويعدو وما ىو ببالغ ما بمغناه ذات يوم من طريق ببل نياية وعشق وولع ودنف *
()5 في جنة ذكراك ابتسم ...وابتئس وأعيش كذلك دونما حاجة لواقع يسندني أو حقيقة توقظني من حمو ما مر وانقضى في م اررة يوم طويل ال ينقضي . * المرض الثقيل المبلزم .
68
ىواء الشكل القادم! ارتقوا سطح السفينة ليسوا وحدانا جاءوا وانما مع الريح اكتسب الداخمون لون الضباب وشكل البرتقال فكي محيط فأحدىم جاء من بين ّ واآلخر جاء مكسور الجرة والثالث كان صاحب صحيفة مغتالة والرابع والخامس وكانوا رفاقا ارتقى األخوة سطح السفينة يحممون أفكا ار ويممؤون الوادي عيونا مختمفون ،متغيرون ،متمايزون ولكنيم امتشقوا سيف التمرد وصنعوا لموطن اسما ونغما وصييبل ارتقى األخوة سطح السفينة ألقوا بالثعالب في الماء واغتسموا من ذنوب األمس معا وغمسوا من نفس الحديث ّ فكان البيان والتعميم والنشرة مرصد النجوم وكانت فييم الفكرة طيفا ال يفارقيم تجمع األخوة عمى ظير السفينة تكتموا ،تفاعموا ،تواصموا ،تصارعوا ولكنيم رسموا في اليواء شكل القادم 69
أىازيج بيضاء وفرح واسع وفي عيونيم بحرين وسماء خضراء ودموع وكانت (الفتح) يقين أيدييم والشموع أصبح المرتقون لمسطح جموعا كثيرة ،ورافقتيم أشباح كانوا ألوانا في رداء مزركش واحد وأفكا ار في ذات الصحن وأنغاما في لحن واحد وارتجاجات في دماغ مشترك عسمي وأجسادا في ريق ّ حيث ألقت الديمومة شباكيا فوق أعناقيم وبين الضموع وداخل المحاجر وكونت فييم نفس الصابرين والمؤمنين ّ ومرجل الرباط وأمل الناس سارت فييم سفينة التمرد والثورة سنين طويمة وعبرت فييم عظاما ولحوما ودماء ألقت بيم عمى شطئان ممونة وبين أنواء عصفت وقصفت ونسفت وطالت واستطالت فأحدثت فييم الرزايا فروقا وشروخا وصدوعا ودوت بينيم أصوات وعوت ذئاب في ثوب أشباح المركب كادت ترسو ولكن الركاب أصبحوا ىائمين بعيون الىية وعن غير قصد متين كادوا يضيعون وينسون ويتغيرون 70
أم ىل ضاعوا؟ ألن اليواء قتل فييم حاسة السمع وارتفع الطنين .
اغتصاب بيت ! يحقد المغتصبون عمى الفمسطيني إنسانا ،كما يحسدونو روحا حرة منفمتة ، ويكرىونو شج ار وعنفوانا ِ وظبلَّ ،ويشعمون نار أرضو ويموثون ىواءه ،ويقبرون ذكرياتو في رجوم قراه والبيوت ،فيم ال يطيقونو بش ار أو بيتا أو خيمة بأركان أو حتى عريشة ،فيقصفونو ويدمرونو ويجرفونو وينسفونو ،وما أدركوا أن البيت ىيكل الفمسطيني ومسجده أو كنيستو يحممو في كل قطعة من روحو وجسده حيا كان أو ميتا . يغتصب العبريون األرض فيجرمون بحق التاريخ والبيت وبرودة الطين وانتفاض الثرى ولون الشجر وعرق الفبلحين وابتسامة الفراشات وعجين الحوريات و خ ارريف ليالي الصيف والغوليات ،ويفترسون الوديان واألصفر والقبور والعاصور والحب والزنجبيل لتسيل الدماء من أنيار السماء ببل توقف. يكبمون األيادي بحريق االحتبلل وماء نفوسيم اآلسن ،وأجسادىم اليازلة المسمولة القاتمة ،ويعصبون العيون برماد الجمر وفتات المييب وعصف االسوداد ، ويطيمون القتل حتى سويداء الروح الفمسطينية الناجزة ،ويجرفون التراب واألرض حتى انبثاق الدم الفمسطيني أية من آيات اهلل الكبرى وآالئو العميا.
71
في فمسطين يغتصب اإلرىابيون الشجر والبحر والشوارع والبطيخ والتفاح
و َّ الن ْفس والطين والبيت واألماني وطائرات األطفال الورقية واألحبلم ،ويييمون التراب فوق الخياشيم وعمى عيون السوسن ،فيتحولون إلى خفافيش ،إلى حجارة صماء ، إلى أوبئة ،إلى ركام. عندما يطرد المغتصب الناس من جسد الضحية يتشقق الجمد وتمتيب األدمة ،تتبمبل السرائر وتتوه اليمسات المحفورة في الجدران .وعندما يندفع المغتصب ليجرد الضحية من الضموع والحنايا واألطراف ،ينزع من جمده العقيم آخر الجبن اليادر وقميص العيون الفاسقة ،وينفمق خمية تنبض باإلنسانية ،ويمبس ثوب ْ قمبو الواجف ،وأيادي الخزي ،ويتحول المغتصب بإرادة منو إلى دود األرض. وعندما يغمق المغتصب عينيو ويصم اآلذان حين الدوي وتفتت القمب ،ال المنى في الضحية وال النحسار النظرات ودفن الرحابة والعجز والسماحة يأبو النييار ُ والعشق واألنين ،وانفبلت النقمة والثورة والزفير من فوىة بركان الصدمة والفجيعة ، ال يأبو المغتصب ألنو يتحول إلى لوح صفيح بارد أو جعران نتن ،ويغدو مطرقة حديدية ثقيمة قاسية ىادرة. وعندما يجرد المغتصب معصم الضحية من ِسوار الود واألمس المذيذ ، المحشور بين االتجاىات الخمسة و الطنافس والحشايا وفي المتكئات ،وعندما يجرد المغتصب عنق الضحية يتبعثر طوق الذكريات ،ورواسب األيام ورتابة تتالي السنين. وعندما ييم المجرم بفعمتو يكون قد أشعل فتيل المييب في قمب بيت السبلم من رفح إلى رام اهلل ومن خانيونس إلى نابمس ومن غزة إلى الخميل ومن دير البمح
الم َّ حيا نرجسية الحزن :بنسف بيتنا إلى جنين ،فتبكي عجوز فمسطينية عربية طمقة ُ الم َرار؟!. لم نأبو ليم وال لمدمار ،ولكنيم تركوا فينا المقت و َ 72
يتقدم سبعة من جنود يوشع المضبوعين بخسة المصوص ،و وضاعة قُطَّاع
الطرق ،ويطوقون البيت من الداخل وفي الخارج بالمتفجرات وباألسبلك ،بالحقد
الحي فيتفجر ،و يتحول خبلل وبالدماء ،ويضغطون عمى السكين لتقطع الجسد ّ بضع ثوان طويمة إلى ذكريات حريرية شفافة تتطاير ِ فزعة إلى عنان السماء ، حمى عمى جباه وجنوب ويتحول إلى أحجار كريمة تضيء الجبين الفمسطيني ،وتُ َ وصدور وقموب المغتصبين .
73
اجتياح
انظـــــم انمزاوغ!
تجتاحني اليموم مستوحشة قطرة قطرة كالظاىرة األفكار النازفة من شقوق الكيف والماعنديات وترعبني ُ واألصوات الحائرة ويكتوي قمبي بمييب صمت البرايا ورموز الحقيقة وطعنات االحتبلل تعد حمقي حين إغبلق المنابع وقير األوراق وير ُ واعتقال الفكر يتمب ُسني الوجع المشرشر من سبطانة دبابة ّ وم َقمتي الذئب ُ وحديد الرعب
ويركض العشب النابت في المحم الحي بين الوساوس والجنون
صباح ٍ فالت :ىل ما زلت حيا؟! فأتساء ُل كل ٍ أتنفس حبك والعذاب ؟! أم تعجمت الرحيل؟!
ترتدين الماء
تموحين من بياض القمق في وعي الزنبقة 74
لي ٌل يقظٌ
تركبين الفرح وخيول الورد وتكشفين الغد والخضرة وترتدين الماء المطرز بالشجن والعكن وأقفال المغة أسيرة رشفتك ظال
رشفتك ظبل مراوغا
وقعدت في شغف خيولك دندشة وشيقت عمى إيقاع ىواك والعواصف توسمتك شيرا ،توسمتك قُ ْرطا ،توسمتك مط ار وتعبت من إشارات الخيبة وظنون المرايا وتعممق الرماد القادم مع االحتبلل موجات قاحمة احببتك اجتياحا ،احببتك انفتاحا ورفضت فيك الغزو ورقصت في شيب عينيك سعفا شامخا ظال مراوغا
عمي الدنيا بالريش المقصقص تفيض ّ والخريف سر الوقوف وتقصف في صدري ّ وقمح الحبور وتُردي ما تبقى من ألواحي في وحل الحديد 75
وتبقين في عظامي ظبل مراوغا يمب ُسني والخضرة َ والظنون .
اننهز انمتدفك رأيع. أول ما يشدك إليو ابتسامتو الشفافة وعيونو الودودة ....وشعره الخفيف، ووجيو الرائق ...ليجتو المطيفة وقدرتو الفائقة عمى التفيم ،عمى االستماع ،عمى التمثل لما يقال حتى لو كان صعبا صمبا خطي ار. قد تظن أنو يوافقك الرأي فيما تقول إلغراقو في اإلنصات ،أو قد تظن أنو ال يسمعك لطول صمتو ،ولكنك خائب في الحالتين حيث يفاجئك بقدرتو عمى استرجاع أفكارك لربما أفضل منك ثم يفاجئك أن صمتو من حسن التواصل مع اآلخرين وفي مفاجأتو الثالثة يطرح رأيو المخالف لك ولكنو المؤثر المقنع الواضح حتى ترفع حاجبيك عجبا ،وتسند ظيرك إلى الكرسي تعبي ار عن الراحة والتأثر . رجل جامع ىو ،في طميعة الركب دوما ،جماىيري إلى درجة قد ال ترى فييا فارقا بينو وبين العامة ،يحادثيم ،يبلطفيم ،ويستمع إلييم فيما يقولون حتى لو زلّوا.
76
ولكنو رجل المواقف حيث ال يسمح لجماىيريتو أن تكون عمى حساب المبادئ أو القيم أو أصول التعامل الراقي .
صدر ممئ بالربيع ،وعيون توزع مضامين الحديقة ،ولسان عن الفحش مصان ،وأيادي بيضاء في حركة التحرير الوطني الفمسطيني ( -فتح) التي عرفتو في سنوات الصييل و العنفوان من فمسطين إلى عمان إلى لبنان عودة لموطن وعرفتو في مراحل التمبد و االضطراب ،فكان في مرحمة االنشقاق طودا شامخا ،وسدا مييبا في وجو االنحدار ،وتيا ار جارفا في جسد رجل واحد . لقد شكل رجل األقحوان تيا ار مانعا لبلنقسام ،وبابا مفتوحا لروح التوحد، ورغبة الرتق ...فجاىد كما فعل كثير غيره ،جاىد في حوارات طويمة ولقاءات معقدة وتحركات صعبة عمّو يمنع التبعثر في فكر األخوة ويحيطيم بمظمة من مفاىيم االستيعاب ووسطية التفكير ....ما لم يستوعبوه
فتكتموا واختُِرقوا وساروا في دروب اآلخرين.
عندما يكتب يستجمع التاريخ في كممة ....ويعتصر األفق في جممة.... ويرسم رؤية ...وينثر باقات حروفو عمى جمل مكينة ،وفقرات متناسقة وعندما يحمل فانو يمس جوانب لم يصميا اآلخرون ....وعندما يحدد يضع ألوانا حول الكثير من النقاط وعندما يستخمص فانو يحوصل ويستجمع المديات ،ويبرم اتفاقا مع النص السياسي أو األدبي أن يصمد كالحريق . 77
ليس بالضرورة أن تتفق معو في كل شيء ،فيو ال يطمب من أحد ذلك ، انو من مدرسة التعددية ،والصواب الكثيرة .... نير متدفق كبير ىو ،ومن أعبلم الفكر الحر ،و اإلغداق المستديم ...ال يقبل منك تطابقا أو تماثبل ،ويقبل اتفاقا في الرأي أو اختبلفا.... يحب الحقيقة وال يغفل عنيا ...يفيم الصراع ،وال يتواني من خوضو حين الضرورة ،ولضرورة... ليس بالضرورة أن تعبر عن تطابق أو تماثل ،ولكن من الضروري أن تحترم االختبلف وتقدر الرأي اآلخر ،وال تخرج عن أصول الحوار وأسس العمل التنظيمي والسياسي واإلداري السميم .... قد تراه في كثير من المرونة فيو متساىل ،ولكنو حين تيب العواصف وتترنح األشجار الضخمة تراه وقد تحول إلى صقر ال تيزه الرزايا ،وتجد منو صبلبة كنت تظنيا في شخصيتو مؤودة ... يتحول صق ار ال يقبل المساومة كما ىم أبناء الفتح ،وني ار ال يقبل اليدوء.... ويرفض أنصاف الحمول ،ويرفض الخطيئة ،وتسمع صوتو مدويا في الغرف المغمقة وبين الكوادر ،وحيث كان الختيار.
78
أنت كعب حذاء ...أنت الممك!؟ ()1 تخفف من حممك وانطمق فأنت الكبير أنت الممك ميما الدىور تقمبت وميما العصور تبدلت وميما الطيور تمنعت أو زقزقت وميما الحمير سارت أو أحرنت وميما الجماىير أكمت أو جاعت أو تممممت ال ييم إطبلقا أنت الكبير أنت الممك تخفف من أخبلقك واركع أمام عيد ِذلّتك واطمب دوام الديباج
والحرير
واستمرار ِخ ّستك
واطمب الغفران من طاغوت العالم
ومن عنزتِك
وال تجزع من انحراف سريرتك وانجرافك وراء عورتك 79
وشيوتك وأحبلمك المذيذة وانعدام سطوتك أنت المعظّم أنت األج ّل
أنت البارود
أنت الممك
()2 تخفف من قيمك من كبريائك من عزتك ال ضير في ذلك أنت الممك واسجد لربك الجديد ال إلو لك إال ىو ولمدوالر المعمق في رقبتك وألثم قدميو الشريفتين بشفتيك ومبسمك ال ضير في ذلك فمقد تغيرت لمتو كعبتك ولكن ما زلت أنت أنت أنت الممك
80
()3 يقولون : أنت الكارثة واألىوال والخراب وسوء الحال وأكياس الشعير والزلزال فمم تعش في أحضانك إال قوانين سادتك تدك بيا أحبلم المبلئكة والعيون والبيان والسماء ومفقود عزتك ال بأس في ذلك مخابراتك تتكفل بيم وتركل أقفيتيم وترجم صحفيم وتسمل عيونيم وتيتك عرض أخواتيم وتكسر صدورىم واألقبلم واألرقام وِ الع ّزة مما ال تعرف
والعنفوان
وتظل أنت الحقيقة أنت الجبللة أنت السمو 81
أنت األمير أنت الممك أنت الرئيس أنت الزعيم ()4 لك أن تمشي كالثور اليائج كالزعفران كالزىرة كالصابون ككعب حذاء كالطاووس كالبعرة كالكعك سيان ممك أنت ابن ممك ما لك والوغى والدمار ونجدة المجاىدين واألخيار يكفيك اإلنصات لئلخبار أو لموجز مما دار فميس عندك جيش جرار وال شعب يحب ال ُك ّرار
تعيش رغد األذالء والدينار تجر ثيابك واإلدبار وقت الحرب والقرار وان بصقوا عميك 82
بالوا عميك أنت الكبير أنت الطاووس أنت صاحب العظمة أنت الزعيم أنت الممك
()5 تخفف من ضغط مثانتك واشرب وال تصحو فممن تصحو ولماذا تصحو يا ممك؟! اشرب و التفتح جفنا واحدا فأن تغفو عن مشاكل القوم فيذا فعمك المعيود ،فعل الممك اشرب حتى الثمالة أمام الدمار والحصار واليزيمة واالحتبلل والعار واستباحة الحدود والحرائر والببلد والعباد والشجر 83
والجماد والقمر وأمام الدمار وانحبلل الزنار وأفول الربيع وانتحار النيار فما لك إال واحدة ىي :الفرار من وجو أطفال األمة وأحزانيا واالرتباك ال تقمق فما لمقمق ُخمق األمير أو الرئيس أو الممك
()6 تخفف من جذورك وان تكن عمى شعبك كارثة حرامي كبير داعر عظيم رئيس في بزة ممك شيخ زنيم آثم مبمل شر مستطير قاتل مأجور خازوق قرير 84
كمب حقير حمق بعير كمو مغفور لك فأنت الكبير أنت األمير صاحب األمر والنيي في مممكتك في غرفة نومك في سريرك أنت الممك
()7 مرغ شاربيك رمز اإلمارة والممك وربما حاجبيك ولحيتك في عطر الفاجرات وكعب الحذاء وعجيزة المدنس وبئر االرتيان لصناع كوفيتك العربية المغتصبة بين الغرب واألمريكان واستجب وال ترتبك إلشارة من أصبع رجل زوجة سيدك ومعبودك فالكثيرون عبيد مثمك وعبيد لسيدك ال تنزعج فأنت فييم اإلصباح واإلشراق 85
والسبق والرضا والسعادة والثوار ليم الموت والفتك اقتموىم واقتموا ىوشي منو ومانديبل وعرفات وناصر وغيفا ار والعورة في عورتك أنت األمير أنت الكبير أنت الصرير يا صاحب الفخامة يا صاحب الجبللة أنت الممك
()8 طمبوا إياك ودفء حضنك راموا واعمم أن الشجعان ناموا والثعالب قاموا والكرام سقموا والمئام داموا والمرابطين أعدموا 86
والفُّرار حكموا والناس ناموا أو أودعوا السجن في (غوانتينامو) فارقد ثمبل مطمئنا أنت الممك أنت العجالة أنت الوطاء أنت الممك
() 9 تخفف من حممك وال تضطرب أو تزعل أو ترتبك ما شأنك واألمة يكفيك ىموم سريرك حكمك و مضغ أحبلمك والعمك فالناس عمى دين مموكيم تخمة وخوفا وانييا ار وفسقا وتنيدا و وضاعة وعي ار 87
وغزال أرعنا وسيارة فارىة ويوري وعتابا وتنورة عارية وافتتان ونسوان ووقوع في اليوى والشبك شعب الرئيس ،مثل الرئيس شعب الممك ،مثل الممك أنت الرئيس أنت الممك
()10 تخفف من أحمالك من ثيابك من (كيموتك) وأىنأ بحريتك ميما العيون حممقت وميما القامات جندلت وميما األنفس كتمت وميما المشانق عمقت وميما القرابين قدمت ميما الفجاج أغمقت ميما الببلد دمرت 88
ميما الثروات نيبت ميما البيارق مزقت فإنك عيد وامارة وربما عقب سيجارة من يوم مولدك السامي الى أبدك الدامي أنت كعب حذاء وبكارة أنت األمير أنت االمام أنت الرئيس أنت الحرير أنت الخرير أنت المصير أنت الصرير أنت الممك .
* رام اهلل -فمسطين ،كتبت في ظل احتباس األرواح ودفن القومية في نجس االرتيان والخذالن لرمز األمة والثوار والصمود الشريد الطريد الشييد ياسر عرفات.
89
بركة اإلمام أدام اهلل ظمو! مه عالم يسبّخ بذمذ طاغُث عزبي ال يىظز في َجً رعاياي َال دخّ َسرائً إال عبز شاشت حذجبٍم عىً ،ألوً يزِ بىفسً الخلُد َالسيادة َالعلياء َ ،دخّ بعذ قبزي لم يسخطع عبيذي الخذزر… إال أن أدذٌم اخخزق جذار الصمج َأرسل لىا ٌذي المخطُطت مزسُمت علّ جسذي جثت وقلج عبز الذذَد . أعواما طواال انتظرنا نحن وآباؤنا وأجدادنا األوائل لنظفر معا -ولم ال -ببركة اإلمام ونيل الرضا وفسحة الدخول لمجمس ولي النعمة والقضا ألقيت عميكم السبلم يا سيدي إذ حظيت بفرصة رؤياكم فثار غضبك العرمرم وبدا لنا ظيرك العريض وعباءتك السوداء الطويمة والسر الشريد ولم تجب! أدركت أنكم تغتسمون في عالم آخر … الميم آمين ٍ الح ُجب وتتصمون مع ذات زالت لكم عنيا ُ أو ىكذا قال لنا الحاجب …الميم آمين عدت القيقرى ناكصا مدحو ار ذميما حدثتني نفسي -والنفس في ىوى اإلمام متيمة -بالعودة فعدنا -إذ لم أكن وحدي في صحبة اآلباء واألجداد وأنعم عمينا حاجبكم بكرمو …فدخمنا معا مممومين مطأطئي الرؤوس بذلة خانعين وطرحنا عميكم السبلم في ثانيتين 90
قطبتم يا موالنا المعظم الحاجبين والخدين وزممتم الشفتين ىممت والصحبة المنتظرة منذ قرون ىممنا لمحاجبين الشريفين لواء لمنصر المؤزر معقودين الى مجمس اإلمام األكرم والحق المبين عدنا وقد أصبحنا كثرة والنفس الى ىواكم في حنين التبع طبلب النعيم ألقينا عميكم سبلم ّ بصق اإلمام الجميل في وجوه كبار القوم عفوا أراذل القوم عند رمل قدميك الحميم وتناثر الماء النفيس عمى الوجوه والثياب والعمامات عمى القمصان وربطات العنق و البدالت فرحنا … ويا ليتك تدرك عمق فرحنا العميم فنحن وزراؤك مستشاروك أركان دولتك نحن رباط حذائك وثقب بنطالك العقيم نحن خدمك المخمصين يا معممنا من عيد آدم الى يوم الدين قد بوركنا منكم منذ حين مسحنا الجباه بالبصاق المقدس وتمتمنا شاكرين ورجعنا الى الخمف نوزع عشرات البسمات ونقول في حكمتك وحنكتك وعظمتك وعميائك أبيات الشعر ومئات األىازيج في يقين إن موالنا المظفر نظر إلينا ،كمّمنا ،انفرجت شفتيو لرؤيانا
وكرسنا خدما خمّصا …دائمين ّ إن موالنا المجتبى قد باركنا أدام اهلل ظمو …ألميم آمين وألن العود فينا طبع وتأسي من عيد مضى عيد اآلباء والجدود والركع السجود وعند عتبة األمير عدنا وسممنا عميكم باإلمامة والرياسة والجاه والحرير 91
سممنا عميكم بالسمطان والحظ الجدير وكان ابنكم ولي عيدكم يبول عمى كرسي الخبلفة ضحكتم حتى بانت شمس ساطعة وربيع زاىر وانشرحت أسارير وجيكم القمطرير وعيون رأسكم الموزون الثقيل وأسنان ثغركم العاجي األصيل قيقيتم طويبل ومن فرط عجبكم شتمتم وجوه القوم شتمتم خدمكم المخمصين …نحن فأنزلنا البيانات والمقاالت وحبرنا الصفحات وحدثنا العامة عن الخبر الخزين ..وما ىو آت أنو أطال اهلل عمره قد أسبغ عمينا من حكمتو ومن عممو ما ال تدركو البصائر وال تحسو الحرائر السوي وأنو قدس اهلل سره قربنا الى جواره ّ
وقدم لنا من خيرات ولي عيده ما لم نحمم بو وما فاض فينا عن الحاجة أدام اهلل عزكم يا موالنا الجمّي
وأبقى اهلل لنا ذلنا وطاطأة الرؤوس العمي. في مجمسكم األبدي المبارك ّ
92
تحية إلى جفون الوطن وصمنا عزيز خطابكم ونقول : تحية طيبة تحية فمسطين تحية أىازيج الميل وحنون الوطن تحية الرفض المدوي في سماء القرار والتخندق في وجو الغول واإلعصار تحية أعناق الحمام المزركش والعندليب في بمد المزن والرحيق تحية الصبايا المطبلت من شق القمر من فمسطين تحية الحائمات دون توقف في سماء القطوف والذىب تحية الثوار المتحصنين أمام الحريق وخمف المدفع وتحت الضباب وفي صدر الزمن تحية الزمن المشدود في قبضة محمد تحية المقبمين وخيل ال ُك ّرار
تحية الساىرين عمى وجع الفراق
ودمع الشييد وغصة األسير 93
تحية النغمات الذىبية في الصدور والجنبات تحية الوجع الصارخ والعيون الزجاجية تحية مروج الوطن وماء بحر غزة تحية األرجوان وجنين القيامة تحية الواقفين منذ بدء الزمن والى آخر الزمن في وجو الظبلل والحزن في وجو المارد والنازيين واالنين تحية الجبال الصامدين واميات الواقفين تحية الفتح اآلتي ال محالة مسفر كالصبح مبين تحية الجؤذر الثاوي عمى عرق تين تحية األسود المكتوية بنار المساحات المتراجعة تحية الصابرات عمى دم الكرم واإلغماضة األخيرة تحية األسى المعمق في أرواح الزيتون وتحية العشب النابت في فكر الطفولة والرجولة وتيو األيام والكيولة
94
زيتا مقدسا وضحكات وبسمات وخطوات قمحية تحية نبع العقيق والشجر المحمق والجوى تحية المرابطين في أبد النضال وعناد الكفاح ونجوم النصر إليكم يا أىمنا في البعيد في القريب في القمب في المقل والخبليا وحين النشيج تحية من فمسطين ألى جفون الوطن إليكم
95
حاكم المردة. إلى الطفل الفمسطيني الذي استشيد عمى أحد الحواجز اإلرىابية قبل أن يولد ** . ------------------------------------------------التقط روحك البيضاء المحمقة، واقطع أنفاسيم واليدير ، وارفض غضب الميالي ونفير المدحورين وعسجد القمر . التقط حجرك الفضي وصرير البنادق... وارفض شبح البرابرة ورماد العيون . التقط مأساتك ،ممياتك ،شجاعتك ،قمبك الصغير ... وحاكميم . فالمردة خائفون . كاد يسير شرقا واقفا ، ىما واقفا ، ويقعد ّ وينام سعادة واقفا . كان يمتص غذاءه طي ار حالما ، ويتيادى كالحد ،كالجرف ،كالمنعطف ،كموح زجاج ممون ... عشقا وانغماسا في بئر الرضى ، وعقيق العيون والتراب .
ت ِ فرحا عمى كتف أجداده في القرن الماضي يربِ ُ وأوالده وأحفاده في القرن القادم ... 96
ويسقي شعير القمب النابت بالدم والدمع وعصير الرزايا . حاكم المردة المتجردين وال تسامحيم ... واضرب بعصاك قمب نابمس ينبعث منو اثني عشر نو ار ،وحقيقة، وكفاية . التقط حجرك الفضي وامتداد النصل ، وألقميم رجع الريح وانذار الوريد ، وورق الورد . وارجم بقمبك حديدىم وصديدىم واقطع حبمك السري وىاجم ... أكاذيبيم والغرق ، وخياالتيم الياربة من غزة وحمحول ورفح وجنين. التقط آخر أنفاسك جممة واحدة ... وانفث حممك ، براكينك ، لظاك ، في احتقان المردة وخوابييم، وأىنأ وأمك . فالمردة منك مرعوبون .
97
حيث ال ىمس وال وجوه! إلى البعٌد ،نعم هناك ،حٌث تعرف ...حٌث تعاهدنا ذات مرة . ىناك ...حيث الوجوم القاطع ،والفضاء الساطع ...خذني ،وال تتردد . فالمجام الفضي عمى فمي قد ُش ّد ،والفراش قد طوي ،والقافمة في انتظار . ال تتردد ...دعني اكسر قيثارتي ،واقتمع معي أحجار عرشي ، ومزق أوراق أمسي ،وقدني إلى حيث أتمدد في لحدي. قدني فيك حتفا ،ولعنة ،وىاوية . خذني واحدا ،اثنين ،قطعاِ ،م َزقاً ،كتمة واحدة ،أو كتبل وسوائل .
ىل ىناك فرق؟!
خذني حبوا ،أو جريا أو طيرانا . خذني بمطف أو بفظاظة ...أبدا ،الفرق . اقتمعني من جذور النفزة والسياد والحمحمة والريش اقتمعني من وادي الحظوة والكائن إلى الحسرات و الشفير . خذني إلى حيث ال كبلم وال ىبوب وال ألوان وال ىمس وال وجوه وال نظام . خذني إلى حيث الفوضى كحبل في عينيك ،والكوكب يرقص دون انتظام . خذني إلى حيث البلشيء يعسكر ،والجنون يسود ،والكون يغمض الجفن واتركني ...أجمع فيك غيوم الشفاه ببل كممات أو خصام أو أسى . بصمت يعتصرني ،يبيرني ،يصفعني ،يذبحني. دعني والماكان وانتقل بي عمى جناح الرغبة ،وحظوة المظى حيث األعناق ممقاة ببل أحداق ببل أجفان ببل قسمات وال ألحاظ . وحيث النجوم مأزومة مربوكة تصمي دون حركة ،في صمت صاخب مطير خال من الرفعة واألنا واالىتياج والبريق . 98
خذني مقيدا مصفدا مسرببل ،إلى عين الزوال ونوم المتيجد وراحة اليدين الخشنتين، وامتزاج القناة بترياق السنا. خذني ،إلى البعيد ..ىل تذكر ؟ حيث تنيدنا ،تعاىدنا ،تواصمنا ذات قبمة . إلى حيث ال كبلم وال ىبوب ،وال ألوان وال ىمس وال وجوه وال نظام . اعتصرني وال تبقي من دمي قطرة حياة واحدة وال رجفة صدر أو رعشة جوانح أو حمم . اعتصرني و ال تتركني إال ىامدا خامدا ببل ذكريات ...اتركني ال شي . بين حناياك ثناياك رغباتك ،شفتاك ،انفراج ثغرك . وأىمكني ،ثم اقذفني بقوة ،بقسوة ببل رحمة ...ببل روح ،في البعيد .
99
امعر اننمز انذذبي ! عرق األرض وأنبوبة الشفق أخو الشمس وانتصار النور عمار ارتفاع الغيوم وانتزاع القمب من رقيد الدنف عمار راح مرتحبل دون مطر أو قبمة دون يد تموح أو دمعة راح مرتسما عمى شفاه الوجد وغاب دون وجع في لظى الحبيب وتدثر بتراب الحقيقة وخبب النوح كان يمشي مرتينا حضيض الوغى كان يرقد في نار الندى ويؤجج في المدى رحيق األنبياء يتمطى كالنمر ويتقافز كالنمر ينظر كالنمر ويعدو كالنمر 100
عمار فرح الثريا ونذير الوداد في داره صورة التقوى وعبير النجدة في عقمو خباء اإلخبلص ومرار اليوم بين عطفيو إنكسار القمق وسمو الصقور بين يدي عمار جمست أمة وبين أصابع عمار انزاحت غمة وبين عينيو تبصر صدى النفير ووشم االنتصار قد يكون أحب من البرايا أباه امو أخاه زوجو أبنو ولكنو أسقط أنين القمب وكره المادونيات والزخرف واأللم والدمقس وما غير الحصير وطار في ربيع الرخام وطمّق برج النجوى
وأسرج ظير السديم
وعاش 101
ُخر في حيوات أ َ
ونجم آخر
أين ركب جناح الطير ورفرف فوق سماء الروح و في عين اليفوف وقع في سويداء النحر وحنين الماسيكون نمر ذىبي من نمور جنين صعد وارتقى درجات. *عمار أبوبكر اخو الكاتب الذي استشيد في مقاومة االحتبلل في ربوع جنين.
102
ىناك حيث اليقين ! ىناك حيث االنحناء طبع مقدس ، والركوع عمم والسجود ىوى. تمم ُس مواضع األيادي ىناك حيث ُّ واألقدام والجباه سُّنة. تتبع أثر القُبمة والكممة وحيث ّ واليمسة واألنفاس، طقس ال يحترق. ىناك اتركوني لعمي ارتحل . عمى ببلغة النخيل ، ىناك حيث اكتشف ّ وامتمك أبوالطيب فضاء ال َكمِم ، ولبسا ثوب الحكمة. ىناك حيث تقاسمت األقوام انبثاق الندى وعظمة الرافدين واكتشفت سحر بابل. ىناك حيث ارتحمت الحضارات ال تخشى الردى، وانعقدت فييا لممشاىد والبقاع والعشق الجميل رايات دون العدا . اذىبوا وتعمموا واتركوني. ىناك حيث االنحناء في اآلشوريين طبع رفيع والركوع عالم قائم والسجود ببل كمل. 103
ىناك حيث ينحنون لمنخيل ويقبمّون التقوى ،
ويرصدون االشتعال ، ويكتبون عمى وجو الماء وسطح الجريد أسطورة السومريين . انطمقوا عمكم تصيبون منيم شيئا ! في العراق يركعون لؤلغصان وكممات الربيع وانبيار المون ويخضبون الذكرى بالطين المعتق بدم أىل المذبحة ّ في العراق يرتشفون من بئر كرامة األولياء ولطائف األئمة والمجتيدين. ويغتسمون حيث جدائل الشمس تسبح في متن العبور ىناك حيث كتب سعد والرشيد والزبير والمثنى فصول انتصاراتيم . وحيث انبرى الحسين وأبوحنيفة والكاظم لمدفاع عن حقيم المبين . وحيث القافمة تحمل عط ار وحري ار وكتابا وبريقا ولياثا في ركاب العباسيين . ىناك حيث التصوف نِحمَة والحب ديانة
وامتشاق بغداد صبلة والبكاء طائفة والتصالح مع اهلل عنوان . أتركوني أنحني وأركع، وأسجد مميا صبحا وعشيا ، عمني أشبع. ّ 104
ىناك في عراق اليدير وصميل القصائد وتقوى باسق النخيل . دعوني أذوب ،أشيق ،أغرق ، لعمي أتوب ،لعمي الييم أعود . ىناك حيث االنحناء صبلة والركوع دموع والسجود حج مبرور . دعوني واياكم نتنفس حبر دجمة وصفاء الموصل وغبار كرببلء ورطوبة البصرة ولزوجة التاريخ ىناك حيث المجون والنساء والنبيذ غير بعيد عن صرخات اإلمام ولطمات المتشيعين . دعوني أعبث في السقف والعويل في دار بابل حيث الوغى يتراقص بين النخيل في الحمة والناصرية وفي نجف أمير المؤمنين . ىناك حيث االنحناء رقص والركوع فعل قديم والسجود جود ببل حدود دعوني أغسل أقدام الحجر المقيم عندكم من فمسطين وأقبل المراقد واألضرحة والسنين وأعبر الكون وشاىق السحاب ألُدفن في الكوفة و بيداء العرب وليل المميوفين من أجل لحظات النشوة والمذة و اليقين . 105
اليند حيث تتصالح األشياء والكائنات في اليند حيث التجاور فعل مضارع ،تضع الحرب أوزارىا ،وتعقد االتفاقيات، وتتصالح األشياء .تكاد تنصرف عن نفسك ىناك ،حيث األشياء تضع رؤوسيا عمى مخدة واحدة في جوار محمول عمى الزىر. لون السماء ينقمب في األنفس والروائح ومتن األشياء ،فعندما تنظر إلى األزرق يكاد يخيل لك أن الشجر والبحر والبشر والبقر والتوابل والعصافير والناس كميم زرق الوجوه! ينعكس انتعاش الغيم وفرط النعيم وطعم الموج في بطن السماء ،فبل تكاد تفمت من يديك حزمة ضوء.
اخضرار األرض الريانة يمقي بخصره عمى ولع الطبيعة في النماء الخالدٌّ . كل أخضر في ذاتو وحين يطل عمى اآلخرين يجمب لك وليم ولبلتفاقيات واألشياء المتصالحة نسائم السكينة ،وكثي ار من الحظوة ،مع ما ال يدرك من االختبلف...تمحظو وقد ال تراه ولكنو في خطو وئيد نحو التماثل.
تتجاور األشياء المختمفة وتتصالح حيث الحجر في مستقر ،والشجر في تسبيح والوادي يخبر الجبل قصة من كتاب (ألف ليمة وليمة) حيث قدم التاجر العربي ليطأ دليي ينشد الحرير ،فارتفع إلى السحاب ومازال أىمو وأىل دليي ينتظرونو.،قال الراوي :كان قد ألقى بأحمالو بين دعوات الصخور وتيجد النير وارتواء النغم...فارتفع مع أول سحابة حين ىبوب الريح. 106
في اليند تبكر الكائنات لمحاق بثوب األمل ،ولترسم عمى اصبع القدر كممات صغيرة ،و مربعات صغيرة وظبلل حمراء كثيرة بقمم كثيف المون.
وفييا ينتشي النحيب فينسى قسمات األسى ،يتأرجح مع تثنيات األغصان، يرقص في حضرة المرمر...يقدم فروض الوالء والطاعة.
بمد الكل ،وكل شيء ،بمد الواحد والوحدان ،حيث الكثير في واحد ،والوحدان في قمرة المعتقدات واألفكار واألنيار والمغات والميجات واأللوان والمكان وماوراء المكان والعينان والكروان كثير....تتبرع الكائنات دون وجل منك لترسم لك خطة الوصول لعتبة العشق ،وتعممك أصول ّأنات الوجد وصرخات الصوفية حين الوصول إلى الحقيقة ....في اليند صرخت كما صرخ سبلطين المغول المسممين قبمي: وجدتيا وجدتيا.
بمد النفير العام والمؤلؤ والزفير ،بمد التصالح في الذات والجوىر ،في المعنى والمظير ،بمد التصالح بين االتجاىات والرمال والجمال والمتناقضات المتآلفات تدور في أفبلك متجاورة متقاطعة متجاذبة متنافرة متقافزة متشابكة متفرقة....وىل في غير اليند يكون ذلك؟
ال حرب ،وال جدال ،ال نزاع وال قتال....ىناك تتصالح الكائنات مع األشياء فبل ترى فرقا في اختبلف األلوان ،وال ترى عجبا حين تتجاور أنت مع بوذا وشجر 107
الميمون والبقر المقدس والجوز والببغاء في طريق حيدرأباد ،والسمطانة راضية وأبو األعمى المودودي وغاندي وبابا حاجي والمبلريا ،والنير المتوسد والنمر المفجوع بتقدم األغراب وأفيال المحبة وأعياد اليندوس والفطر والميبلد والغدير وعندما وصل الحكيم إلى (النرفانا).
تتحاور السناجب عمى مسمع منك ،عمى أغصان الشجر المجاور لبيتك ،وفي أشجار الحديقة حيث يتنادون ويتناجون ،يتبلومون ،يتوددون ،يديرون ظيورىم ويتوارون ...ثم ال تمبث أن تعود منيم إليك لغة الفعل المباح في دنيا الحقيقة واألرواح والخياالت و(الغورو) من أشوكا وكريشنا إلى راما وغنيش الفيل وصوال إلى أوشو المسجى في مدينة بونا.
تظير األلوان باجتياد ،تتوزع بينك واألشياء وبين أصحاب المذاىب والعبادات فبل تترك مساحة ببل لون أثير أو حضن وثير....تتمدد األبقار بين المنازل وفي الساحات ،تمعب ،تتثاءب ،وتعبث...تأكل ،تتكيء إلى ما شاءت وأينما شاءت، وعندما تقرر تقوم...تتمشى بكل أناقة ،وبرزانة الواثق والمحبوب...ىبل نظرت قميبل إلى ميمنة صالون األبقار لتكتشف جماعات من الكبلب تتحادث بصمت ،تتيامس، وتمقي عميك التحية.
في اليند تغمز األنوار واألقمار واألسماك واألردية بعينيا ،وتركمك الحقيقة والضباب والتصالح بين القافمة والقمعة ،بين الفبلة والمرج ،وحيث التسبيح فعل الزم، في األشياء والكائنات...وليس فيك وحدك .وحيث التسامي والتأمل والقفز بين جبال الروح وفضاءات النفس وغدران القمب رياضة يتقنيا ما ال يتحرك والمتحرك ،العاقل والفطري. 108
ال تكف وأنت في مقام تجاور الحضارات أن تبغض الحروب وتبكر وترسم وتناجي اهلل ،تدعو وتراقب روحك المنقبضة وىي تتمدد وتنبسط وتسمو ،وتتصالح فيك ومعك ومعيم....وترقى فيك من نافذة األريج إلى فك رباط األنا واالندفاع من مذود الرقاب .ىرولة نحو االندغام في لغة األشياء والظبلل.
في اليند تتجانس المختمفات ،وتتآلف المتفرقات ،وتشبع األنظار من كممات القطرات الحانية ،تتقابل الذاريات وتتنحنح النجوم ،فالغمام يستعد لمخطبة ....الكل صامت يترقب اإلشراق بخشوع ،وبعد الكبلم تضج القاعة بالتصفيق...وتستعيد الطبيعة التصالح والسكون.
109
صديق! صديق
كتف وقت الصعاب باألحمال ال ينوء وجبل حين الشدائد ثابت ال يمور وسقف يحمل الخمود بكفيو وال يجور يغرف من عين الياسمين إصباحات كثيرة ويعزف نغم الثوار في صبر الثرى
صديق حاجة الروح المتعبة لقميل من الفرحة ومنية الشقي لقميل من البوح الحزين ومبلىي الطفولة حين ارتداد الفؤاد يغرفني بعينيو ومجالو وحقل قمبو وتردد أزمانو ببل معين صديق عظة األيام ودرس األمس ومسار الغد البلىب حين السكون ،والياديء حين اندالع النار العاذر فيما الخطأ كبير والكريم دون عتب مبين
110
صديق رفقة ريانة وجمسة أثيرة وضحكات صاخبة وكوب قيوة ذكريات قادمة ورحبلت جميمة فاتت وعبور رشيق صديق صدوق ومخمب قط ضد البغاة ،وقطعة حرير ومعدن ثمين جسور ىدى وليل لمظمئى والحالمين والمنكسرين واألسرار لذيذ حبل مودة يرفض زمان القطع في انتشار األثير ،ورذاذ سمين .
صديق انتقال الصدى بين األعماق وتمركز الجذب في مركز النظر كيان االعتصار وذوبان الريح وفضاء التقمب لذة االقتراب ومراوغة الفراق وضمة ورد إعصار جنين في ليل الواىمين وعاصفة غزة في سيف المتنبي وأسطورة رفح في كتب السنين وتمرد نابمس في متكأ القانطين يغرف إحساس فطين
صديق أتحسس فيو أيامي الوادعة والحارقة والحنين وأرسم من شعاع انبثاقو الوردي أحبلمي أركض عبر كمماتو وحركاتو ،وأغوص في معاني ىمساتو أرتحل في برق ندائو دون زاد أو ماء ،وأجمس في فناء قمبو أليفا وىو يغرف من نبع الزبرجد عندي ما يشاء بسبلسة مستكين. 111
صديق ىو عنواني والتئام جرحي وانتشار الرجاء في عيد التوابين ىو الفضاء المنفمت من وتد الصمت العميم والبياض في حمكة القساوة والجشع والذئب األغبر ىو المأمول المفقود في رياض التائيين .
112
مواليد فمسطين 1960
المؤلف
بكالوريوس ىندسة مدنية ،ماجستير عموم سياسية
كاتب وباحث وأديب
لو من النتاج األدبي: -1لم ال -مجموعة قصصية ،بيت الشعر،رام اهلل 2000
-2في الزمن الواقع بإمكانكم أن تطيروا -مجموعة قصصية ،دار الشروق،عمان2003 ، -3برق مقيم (نصوص) اتحاد الكتاب الفمسطينيين-القدس 2004 ،
-4ثالثة شروط بسيطة (قصص) ،اتحاد كتاب تونس ،2007 ،وط 2في 2010 -5ليس لمفقير أن يحمم (قصص) ،بيروت 2010 كتب سياسية وفكرية: -1مفاىيم ال بد منيا ،عناة لمنشر ،رام اهلل 1997
-2مباديء المسؤولية التنظيمية ،عناة لمنشر ،رام اهلل . 1998 -3كيف تقيم معسكرا؟ ،التوجيو السياسي ،رام اهلل . 1997
-4حركة فتح والتنظيم الذي نريد ،عناة لمنشر ،رام اهلل 2003. -5وجوه القيادة،المركز الفمسطيني لمدراسات ،رام اهلل .2005
-6القيادة والعمل بروح الفريق ،التوجيو السياسي ،رام اهلل 2004
-7تحقيق الفوز في قيادة الحممة االنتخابية،اتحاد الطالب ،رام اهلل 1999. ، -8التدريب التنظيمي ،لجنة اعداد الكادر ،رام اهلل ،2005وط 2في 2011 -9حركة حماس سيوف ومنابر-دار عناة .2008 ،وط 2في 2012
113