القدس ترحل المعالم الاسلامية والمسيحية في القدس تتحدى التزييف الصهيوني احدث كتب الكاتب بكر أبوبكر

Page 1


‫القدس ال ترحل!‬ ‫املعامل االسالمية واملسيحية يف القدس‬ ‫تتحدى التزييف الصهيوين‬


‫القدس ال ترحل!‬ ‫املعامل االسالمية واملسيحية يف القدس‬ ‫تتحدى التزييف الصهيوين‬ ‫بكر أبوبكر‬ ‫الطبعة العربية االوىل ‪2020‬‬

‫دار االمني للنرش والتوزيع‬ ‫رام الله فلسطني‬ ‫وطنية ‪+970568549769‬‬ ‫جوال ‪+970599649769‬‬ ‫‪e: mail: daralamin2010@gmail.com‬‬

‫املﺆمتر الوطني الشعبي للقدس‬

‫تصميم الغالف‪ :‬رامي قبج‬ ‫املونتاج الفني‪ :‬دار البريق العريب‬ ‫‪All rights reserved. No part of this book may be reproduced‬‬ ‫‪in any form or by any means without the prior permission of‬‬ ‫‪the publisher.‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة‪ .‬ال يسمح باعادة اصدار هذا الكتاب أو أي جزء‬ ‫منه‪ ،‬بأي شكل من األشكال‪ ،‬إال باذن خطي مسبق من النارش‪.‬‬


‫ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ‬ ‫القدس ال ترحل!‬ ‫املعامل االسالمية واملسيحية يف القدس‬ ‫تتحدى التزييف الصهيوين‬

‫بكر أبوبكر‬



‫القدس ال ترحل!‬ ‫املعامل االسالمية واملسيحية يف القدس‬ ‫بعد اإلطالع عىل ما تفضلتم به من كتابة وبحث وتحقيق يف‬ ‫مجال املعامل اإلسالمية واملسيحية يف القدس والتهويد اإلرسائييل‪،‬‬ ‫تجىل وبشكل واضح اسلوبكم الرائع ورسدكم الدقيق وهدفكم‬ ‫النبيل بالوقوف عىل املسميات العربية الفلسطينية مسيحية‬ ‫كانت أو اسالمية وأهميتها‪ ،‬وابراز الحقائق التاريخية التي تثبت‬ ‫بال مجال للشك الحق الفلسطيني بأرضه وزيف االدع��اءات‬ ‫االرسائيلية ورسقتها املمنهجة للتاريخ الفلسطيني العريق‪.‬‬ ‫وبناء عليه‪ ..‬يعترب الكتاب كنز علمي تاريخي بامتياز‪ ،‬يقف‬ ‫عىل التاريخ الفلسطيني وآثاره العريقة والتي تؤكد عىل الوجود‬ ‫الفلسطيني منذ بداية الحضارة‪ ،‬ويفند بالبحث الدقيق والشواهد‬ ‫العلمية والتاريخية االدعاءات واالكاذيب االرسائيلية حول العديد‬ ‫من املسميات املغلوطة عن االثار واملقدسات املسيحية واإلسالمية‪.‬‬ ‫فاألرض العربية الفلسطينية كام جاء يف بحثكم وما يربزه‬ ‫التاريخ‪ ،‬هي من أ ّول وأقدم البالد املأهولة عىل سطح األرض‪ ،‬منذ‬ ‫الظهور األول لإلنسان عليها يف العصور الحجريّة‪ ،‬وهذا ما دلّت‬ ‫عليه الشواهد واآلثار التي ُعرث عىل الكثري منها‪ ،‬لكن باطن تلك‬ ‫األرض ما زال يحتوي عىل الكثري من اآلثار التي مل يتم الكشف‬ ‫عنها بعد‪ ،‬والتي تحيك مدى عراقة تلك األرض‪ ،‬وتاريخها الزاخر‬ ‫باألحداث‪.‬‬ ‫ومن هنا تربز اهمية علم اآلثار والتاريخ يف كشف ما تبقي‬ ‫من هذه االثار وابرازها واحقاقها امام العامل اجمع الثبات الحق‬ ‫‪5‬‬


‫الفلسطيني واسرتداده بعد عرشات السنني من الرسقة والنهب‬ ‫واالعتداء‪.‬‬ ‫ومن خالل كتابكم الق ّيم نؤكد عىل ما أوردتم فيه‪ ،‬ملا يتعرض‬ ‫له اإلرث العريب الفلسطيني التاريخي والذي يعود آلالف السنني‪،‬‬ ‫من رسقة ممنهجة من قبل االحتالل اإلرسائييل و»مافيات» بيع‬ ‫اآلثار والرتاث والتاريخ‪ ،‬لذا ال بد من وقفة حقيقية تتضافر فيها‬ ‫كافة الجهود الرسمية والشعبية والثقافية لحامية هذا الرتاث‬ ‫والحفاظ عليه‪.‬‬ ‫بقلم‪ :‬أ‪.‬د‪.‬حنا عيىس – أمني عام الهيئة االسالمية املسيحية‬ ‫لنرصة القدس واملقدسات‬ ‫‪2019 /8 /25‬م‬

‫‪6‬‬


‫مقدمة‬ ‫يتضمن بحثنا هذا تحت عنوان‪ :‬القدس ال ترحل‪ ،‬املعامل‬ ‫االسالمية واملسيحية يف القدس تتحدى التزييف الصهيوين‪ ،‬أوما‬ ‫ك ّنا أطلقنا عليه سابقا القدس وفلسطني‪ :‬وحقائق املسميات‬ ‫املغلوطة إطاللة عىل عدد من األسامء املغلوطة واملزورة إرسائيليا‬ ‫بالقدس أساسا‪ 1،‬وعىل الخرافات واألكاذيب الصهيونية التاريخية‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ويف الرواية املتداولة بشأن مدينة القدس العربية‪ ،‬وفلسطني‪.‬‬ ‫كام ويشري خاصة ملا يتعلق باملسجد األقىص املبارك‪ ،‬أوىل‬ ‫القبلتني وثالث الحرمني الرشيفني‪ ،‬وما يس ّمى «الهيكل» التورايت‬ ‫املزعوم عىل ما يس ّمى زو ًرا»جبل الهيكل»‪ ،‬واملُصلىّ املرواين التابع‬ ‫للمسجد األقىص املبارك‪.‬‬ ‫ويتعرض أيضا بالتفنيد لعدد من مسم ّيات معامل مدينة‬ ‫القدس األخرى التي طالها التشويه التورايت املرتبط بالخرافات‪-‬‬ ‫التي ال صلة لها بالواقع أو باألبحاث الحديثة كام ال ِصلة لها‬ ‫‪ -1‬تم تزوير أسامء كل ما يتعلق بتاريخ وتراث‪ ،‬وبجغرافية فلسطني من مدن‬ ‫وأنهار ووديان وجبال وصحاري وقرى ومستعمرات وطرق‪...‬الخ‪ ،‬من خالل لجنة‬ ‫رسمية عبثت وزورت بال أي حياء‪ ،‬حيث أن االسامء التوراتية الحالية يف فلسطني‬ ‫هي محض تلفيق وتزوير مقصود من ما سميت «لجنة تسمية األماكن» التي‬ ‫أنشئت يف الكيان االرسائييل عام ‪ 1949‬من ‪ 9‬مزورين كبار امتدادا لتزوير متصل‬ ‫منذ القرن‪( 19‬مريون بنفنستي‪ -‬املشهد املقدس‪،‬طمس تاريخ االرض املقدسة‬ ‫منذ‪.)1948‬‬ ‫‪ -2‬يف كتابنا املعنون‪ :‬مدينة القدس التاريخ الحقيقي وتهويد االحتالل‪ ،‬من إصدار‬ ‫دار الجندي إشارة أو فصل عن املسميات املغلوطة وهو الفصل الثالث من ‪4‬‬ ‫فصول‪ ،‬ويف هذا البحث‪ /‬الكتاب يشء من التوسع يف املوضوع‪،‬واستطرادات أخرى‬ ‫هامة‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫الصلة مع هذه املعامل لسبب تشابه‬ ‫بعلم اآلثار البتّة‪ -‬بادعاءات ّ‬ ‫‪3‬‬ ‫األسامء ليس إال بال أي دليل‪ ،‬مثل‪ :‬قلعة داود أو برج داود ومقام‬ ‫النبي داوود‪ ،‬و ِب َرك سليامن وكريس سليامن ومغارة سليامن وقرب‬ ‫أبيشلوم‪.‬‬ ‫تحقيق رايئ (=ت��ل��ف��زي) بثته القناة العارشة‬ ‫أظهر‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫منظامت يهودية تعيش‬ ‫اإلرسائيلية‪،‬كام نرش يف ‪ 2014 /1 /27‬أن‬ ‫األساطري برأينا وهي تحظى بدعم حاخامات نافذين وسياسيني‬ ‫إرسائيليني‪ ،‬أنهت استعداداتها لبناء ما يسمونه»الهيكل الثالث»‬ ‫املزعوم متهيدا ً لتدمري األقىص املبارك وضمنه قبة الصخرة املرشفة‪،‬‬ ‫وتهجري املسلمني واملسيحيني من البلدة القدمية من القدس وهدم‬ ‫منازلهم وإقامة مراكز توارتية طبقاً ملا كشفته القناة‪.‬‬ ‫وقال «يهودا عيتصوين» الذي وصفته القناة بالعقل املدبر‬ ‫لبناء ما يسمى»الهكيل الثالث»‪ ،‬ملع ّد التقرير الذي بثه‪،‬رايئ‬ ‫(تلفزة) فلسطني‪ ،‬يف سياق برنامج أضواء عىل االعالم االرسائييل‬ ‫الذي يعده ويقدمه الصحفي أنس أبوعرقوب‪ ،‬أنه اليع ّول عىل‬ ‫انهيار املسجد القبيل (األقىص املغطّى) نتيجة ومضة برق أو قصفة‬ ‫رعد‪ ،‬متعهدا ً أن يتم تدمري املسجد االقىص بأيدى اليهود‪ ،‬بالقول‪:‬‬ ‫«هذا املسجد سيتم تفكيكه بأيدينا‪ ،‬أنا ال أعلق أميل عىل ومضة‬ ‫برق أوعىل قصفة برق‪ ،‬أنا أتامل أننا يف النهاية‪ ،‬سندرك ما هو‬ ‫واجبنا‪ ،‬وسنؤديه»‪.‬‬ ‫‪ -3‬يكتب االسم داود أو داوود سيّان‪ ،‬وتكتب داؤود بالعربية أو ديفد‪ ،‬وما تسمى‬ ‫نجمة داوود هي بالحقيقة نجمة بابل أو عشتار الوثنية التي رسقت منهم فرتة‬ ‫السبي البابيل لقبيلة بني إرسءيل العربية املندثرة (تكتب إرسءيل هكذا للقدماء‬ ‫العرب برأي د‪.‬زياد منى‪ ،‬لتمييزهم عن محتيل بالدنا الذين يتخذون نفس االسم‬ ‫زورا‪ -‬إرسائيل)‪ -‬وملراجعة أبحاث د‪.‬نبيل زمام حول النجمة السورية البابلية‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫وأجرت القناة حسب الوكاالت يف سياق تحقيقها مقابالت‬ ‫مع النشطاء اليهود الضالعني يف انجاز املخططات‪ ،‬وبعضهم انتهى‬ ‫من إعداد املخططات الهيكلية لبناء «الهيكل الثالث» املزعوم‪،‬‬ ‫والبعض اآلخر يعمل يف جمع الحجارة لبناء الهيكل‪ ،‬وتجولت‬ ‫القناة يف مزرعة يف مستعمرة‪ /‬مستوطنة «غوش عتصيون» تتم‬ ‫فيها تربية قطعان الخراف التي ستذبح كقرابني داخل الهيكل‬ ‫املزعوم‪.‬‬ ‫وأك��دت القناة أن عددا كب ًريا من اليهود يؤيدون هدم‬ ‫املسجد األقىص انطالقاً من إميانهم بـ»املعتقدات املسيانية»‪ 4،‬التي‬ ‫تزعم أن تدمري املسجد األقىص سيعقبه اندالع ما يطلقون عليه‬ ‫حرب يأجوج ومأجوج التي سيتخللها ظهور املسيح ثم يتم بناء ما‬ ‫يسمونه «الهكيل الثالث» املزعوم مكان املسجد األقىص املبارك»‪.‬‬ ‫وبناء عليه سنتعرض للمعامل بد ًءا باملسجد األقىص املبارك‬ ‫وعدد محدود من املعامل األخرى من مساجد و ِقالع ومتاحف‪..‬الخ‪،‬‬ ‫التي يدعون كذبا تبعيتها للتاريخ اليهودي‪ -‬بينام كل اآلثاريات‬ ‫وبرواية االرسائيليني أنفسهم من علامء اآلثار أنها عارية عن‬ ‫الحقيقة‪ -‬فلم يشهد أي حجر أوحتى ح ّبة رمل واحدة حتى اآلن يف‬ ‫הּודים מָ שִׁיחַ יים) وتتعدد التسميات حولهم‬ ‫‪ -4‬اليهود املسيانيون (بالعربيّة‪ :‬יְ ִ‬ ‫مثل اليهود املتنرصون‪ ،‬اليهود املسيحيون‪ ،‬املسيحيون اليهود‪ ،‬اليهود املؤمنون‬ ‫باملسيح‪ ،‬العربانيون املسيحيون‪ .‬هي حركة إنجيلية بروتستانتية تؤكد عىل العنرص‬ ‫«اليهودي» يف اإلميان املسيحي ويتكون أتباعها من اليهود املؤمنني باملسيح‬ ‫ويعترب اليهود املسيانيني حركة يهودية عرقيًا مسيحية دينيًا‪ .‬ترفض املؤسسات‬ ‫اليهودية اعتبار اليهود امليسانيني جزءا من الطوائف اليهودية‪ ،‬بسبب إميان‬ ‫اليهود امليسانيون بالعقيدة املسيحية‪.‬يؤمن اليهود املسيانيني بألوهية يسوع‬ ‫ويعرتفون بكونه املسيح ويؤمنون بكافة العقائد املسيحية الرئيسية وأبرزها‬ ‫عقيدة الثالوث‪ .‬ويعرتفون بكل من العهد القديم والجديد كأجزاء من الكتاب‬ ‫املقدس‪ -‬املوسوعة الحرة‬

‫‪9‬‬


‫فلسطني للتاريخ التورايت املح ّرف واملز ّور مطلقا (أنظر علامء اآلثار‬ ‫«ارسائيل فنكلستاين» و»زئيف هرتزوغ» و»نيل أرش سلربمان»)‪.‬‬ ‫كام وسنعرض يف بحثنا لعدد من األسامء والحقائق الخاصة‬ ‫‪5‬‬ ‫بالقدس «وفلسطني» عامة (ونقض املسميات املغلوطة)‬ ‫الصلة االسالمية واملسيحية بالقدس‬ ‫ثم ولغرض تأكيد ّ‬ ‫تع ّرضنا لعدد من املعامل املقدسة املسيحية يف مدينة القدس‬ ‫بالذكر تأكيداً عىل العالقات الحقيقية التي متثل الشعب العريب‬ ‫الفلسطيني الواحد‪.‬‬ ‫كام نتعرض يف هذا البحث‪ 6‬لكشف الزيف أوالتوهان‬ ‫املكلّل بحجارة الفكر الجامد والنقل غري الناقد‪ ،‬أو غري املرتبط‬ ‫بالعلم لكثري من املصطلحات واملس ّميات املتداولة للمعامل أو‬ ‫القضايا ذات ِ‬ ‫تصب طوعا‬ ‫الصلة مبدينة القدس وفلسطني‪ ،‬والتي ُ‬ ‫أوكرها بتأكيد الرواية التوراتية‪،‬وهي الرواية املح ّرفة واملغلوطة‬ ‫والتي ال يُعتد بها ككتاب تاريخ بتاتا‪ ،‬بل هي بحقيقتها الرواية‬ ‫األسطورية‪ 7‬التي تناطح الخرافة‪.‬‬ ‫ومن هنا فإننا بختام كلمتنا يف هذه التوطئة نشكر كافة‬ ‫‪ -5‬ميكن بهذا الصدد أيضا مراجعة بحث خبرية اآلثار املقدسية األستاذة عبري زياد‬ ‫املعنون‪ :‬االشكاليات يف كتب التاريخ العربية حول القدس وفلسطني ‪http: / /‬‬ ‫‪hassan- elhabti.blogspot.com/ 2010/ 05/ blog- post_01.html‬‬ ‫‪ -6‬أعددنا بحثنا يف البداية كمقتطف من كتاب بكر أبوبكر مدينة القدس‪:‬‬ ‫التاريخ الحقيقي وتهويد االحتالل‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ومن دراسة اآلثارية الباحثة عبري‬ ‫زياد السابقة‪ ،‬ثم توسعنا فيه كبحث منفصل‪ ،‬فكتاب‪.‬‬ ‫‪ -7‬ملراجعة عامل اآلثار اإلرسائييل (أ‪.‬د إرسائيل فلنكشتاين)‪ ،‬وعامل اآلثار االرسائييل‬ ‫أيضا زئيف هرتزوغ وغريهم‪ ،‬وعديد املفكرين والبحاثة األجانب والعرب أمثال‬ ‫فرج الله صالح ديب وفاضل الربيعي وكامل الصليبي واحمد الدبش‪ ،‬ود‪.‬ابراهيم‬ ‫عباس‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫األساتذة الكرام الذين دعموا وساندوا هذا البحث وباملراجعة‬ ‫والتدقيق وأبرزهم األخ محمد حنيحن‪ ،‬واألخت نجوى عودة‬ ‫واألخ عامد موىس‪ ،‬ود‪.‬حنا عيىس‪.‬‬ ‫والله موفقنا‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫األبواب الرئيسية من ‪ ،3 1-‬وباب الرحمة مغلق‪ ،‬وابواب األقﴡ‪-‬‬ ‫الحرم من ‪.15 9-‬‬

‫‪12‬‬


13


14


‫الفصل األول‪:‬‬ ‫القدس واملعامل االسالمية‬ ‫تتحدى التزييف الصهيوني‬



‫القدس عربية‬ ‫ النص التورايت (رغم تحريفه)‪ 8‬يشري إىل الحقائق التالية‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬أن صاحب القدس أو «ش��امل» كان يف األص��ل من‬ ‫الكنعانيني أجداد العرب وليس من العربانيني‪ 9‬أجداد اليهود‬ ‫ ثانيا‪ :‬أن الذي وفد عىل هذا املكان وأهله من العرب‬ ‫الكنعانيني‪ ،‬هو أبو األنبياء إبراهيم عليه السالم‪ ،‬ومعنى هذا أن‬ ‫أنبياء اليهود جاءوا من بعده‪ ،‬وهنا تثبت عروبة القدس بنص‬ ‫التوراة نفسها‪.‬‬ ‫ومن املفارقات كام يذكر فتحي حطاب‪ 10‬التي تستحق‬ ‫التأمل‪ ،‬أن الحركة الصهيونية حاولت أن تخلق تاريخا موثقا‬ ‫للقدس «اليهودية» بالتنقيب عن اآلث��ار‪ ،‬للبحث عن وثائق‬ ‫وحفريات الوجود اليهودي!! بينام كشف «ويليام درامييل» يف‬ ‫كتابه عن القدس بعنوان (املدينة املسحورة)‪ ،‬تفاصيل موثقة عن‬ ‫الجهد الذي بذلته سلطات االحتالل اإلرسائييل‪ ،‬من سنة ‪1948‬‬ ‫إىل سنة ‪ 1995‬يف التنقيب عن آثار تدل عىل تاريخ يهودي يف‬ ‫‪ -8‬يف الخطاب االسالمي عرب النص القرآين الكريم ال مراء يف تزوير وتحريف‬ ‫الرواية التوراتية‪ ،‬والتي أثبت علم اآلثار حديثا تحريفها او تزويرها‪ .‬حيث يقول‬ ‫الله تعاىل يف سورة النساء اآلية ‪ِ ( :46‬م َن ال َِّذي َن َها ُدوا يُ َح ِّرفُو َن الْ َكلِ َم َعن َّم َو ِاض ِع ِه‬ ‫َويَقُولُو َن َس ِم ْع َنا َو َع َص ْي َنا َو ْاس َم ْع َغيرْ َ ُم ْس َمعٍ َو َرا ِع َنا لَ ًّيا ِبأَل ِْس َن ِت ِه ْم َوطَ ْع ًنا فيِ الدِّينِ )‬ ‫‪ -9‬يف بعض الروايات أن العربانيني قبائل عربية متمردة (يشبهون الصعاليك‬ ‫يف جاهلية العرب قبل االسالم) وال صلة قبلية لها بقبيلة بني إرسائيل العربية‬ ‫املنقرضة‪ ،‬أو مبعتنقي الديانة اليهودية‪.‬‬ ‫‪ -10‬فتحي حطّاب يف موقع قناة الغد تحت عنوان‪ -‬القدس املحتلة‪ :‬وثائق‬ ‫التاريخ تتحدى «قرار ترامب» وهو اعرتاف الرئيس األمرييك املنحاز دونالد‬ ‫ترامب بالقدس عاصمة ل«إرسائيل»‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫فلسطني‪ ،‬ومل تستطع إكتشاف ماض يبني عليه حارض ومستقبل!!‬ ‫وهوما أجمع عليه علامء آثار يهود بأنه اليوجد أي أثر يهودي يف‬ ‫القدس ‪ ،‬رغم السنوات التي قضتها سلطات اإلحتالل اإلرسائييل يف‬ ‫البحث عن آثار يهودية يف املدينة‪ ،‬من خالل عمليات الحفر يف‬ ‫جنبات املدينة‪ ،‬إلثبات يهوديتها‪.‬‬ ‫وتقول عاملة اآلثار اليهودية الشهرية الدكتورة «شوالميت‬ ‫جيفا» � أستاذ الدراسات اليهودية يف جامعة تل أبيب‪ 11‬إن علم‬ ‫اآلثار اليهودي أريد له تعسفًا أن يكون أداة للحركة الصهيونية‪،‬‬ ‫تختلق بواسطته ِصلة بني التاريخ اليهودي القديم والدولة‬ ‫اليهودية املعارصة‪ ..‬وهي نفس الرؤية التي كشف عنها الكاتب‬ ‫األمرييك اليهودي «كيث ويتالم» يف دراسة بعنوان (إخرتاع التاريخ‬ ‫اليهودي القديم‪ ،‬وخنق التاريخ الفلسطيني كله)‪ ،‬أوكتابه الهام‬ ‫اختالق ارسائيل القدمية‪ ،‬كام الحال مع علامء أجانب وعرب ك ُ​ُرث‪.‬‬

‫‪ -11‬أنظر أيضا بحث الكاتب عيىس القدومي املعنون‪ :‬اآلثار‪ ..‬وتهويد تاريخ‬ ‫القدس!! املنشور يف موقع‪ :‬هيئة علامء فلسطني بالخارج‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫يقول عامل اآلثار اإلرسائييل أ‪.‬د‪.‬إرسائيل فلنكشتاين‪ 12‬يف مؤلفه‬ ‫الثمني (التوراة اليهودية مكشوفة عىل حقيقتها)‪ ،‬إن (العديد من‬ ‫أحداث التاريخ التورايت مل تحدث ال يف املكان و ال بالطريقة و‬ ‫األوصاف التي رويت يف الكتاب املقدس العربي‪ ،‬بل بعض أشهر‬ ‫الحوادث يف الكتاب املقدس العربي مل تحدث مطلقا أصال)‪.‬‬ ‫وتقول الكاتبة د‪.‬نجالء الخرضاء يف دراسة لها عن الرتاث‬ ‫الشعبي الفلسطيني‪( :‬أرشف املؤرخون اليهود يف إطار سعيهم‬ ‫الحتالل التاريخ بعد احتالل األرض عىل دراسات جعلت من بعض‬ ‫املدن الكنعانية الفلسطينية مدناً يف دائرة التهويد مستغلة بعض‬ ‫الروايات التوراتية املختلفة والتي تنقض نفسها بنفسها إال أنهم‬ ‫عملوا عىل إلقاء الضوء عىل األفكار التي يريدونها وإخفاء ما‬ ‫‪13‬‬ ‫يريدون إخفاؤه واألمثلة يف هذا الصدد كثرية)‬ ‫وكمثال آخر نقتبسه من كتاب املفكر العريب فاضل الربيعي‬ ‫الصغري املكون من ‪ 160‬صفحة واملعنون (القدس ليست أورشليم)‬ ‫والذي هو عبارة عن (مساهمة يف تصحيح تاريخ فلسطني)‪.‬‬ ‫يكتب فاضل الربيعي فيه قائال إن‪( :‬إعادة تركيب الرواية‬ ‫التوراتية عن التاريخ الفلسطيني و بنائها استنادا اىل النص العربي)‬ ‫تكشف (حقائق مذهلة غ ّيبها املخيال االسترشاقي القديم طوال‬ ‫القرنني املاض َيني‪ ،‬وذلك عرب الرتويج الزائف ألسطورة أرض امليعاد‬ ‫‪ -12‬أ‪.‬د‪.‬ارسائيل فنكلستاين‪ ،‬نيل سيلربمان‪ ،‬التوراة اليهودية مكشوفة عىل‬ ‫حقيقتها(رؤية جديدة الرسائيل القدمية وأصول نصوصها املقدسة عىل ضوء‬ ‫اكتشاف علم اآلثار)‪ ،‬ترجمة سعد رستم‪ ،‬دار االوائل‪ ،‬دمشق ‪2005‬‬ ‫‪ -13‬د‪.‬نجالء الخرضاء يف بحثها املعنون‪ :‬الرتاث الشعبي الفلسطيني‪ ،‬ترضب عدة‬ ‫امثلة عىل التزوير الصهيوين ومنه ما قامت به الباحثة فرانسواز شاتوين يف كتابها‬ ‫الذي حمل عنوان العالقات بني مدن الساحل الفينيقي ومملكتي إرسائيل ويهود‬ ‫الصادر سنة ‪.1992‬‬

‫‪19‬‬


‫اليهودي) مضيفا يف صـ ‪ 10‬أن (املدهش أن هذا الكشف الذي‬ ‫أقدمه اليوم تطوي ًرا للنظرية التي عرضتها يف مؤلفي السابق‬ ‫فلسطني املتخيلة‪ :‬أرض التوراة يف اليمن القديم قد ال يكون صاد ًما‬ ‫لوجدان اليهود املتعصبني و التوراتيني و االسترشاقيني وحسب بل‬ ‫رمبا يكون صاد ًما أيضا للوجدان الفلسطيني والعريب واإلسالمي‬ ‫عىل حد سواء)! وكيف ال وهو يثبت يف الصفحات الباقية أن‬ ‫هناك ثالث من (القدس) وواحدة (أورشليم) و األربعة غري قدسنا‬ ‫القدس العربية اإلسالمية‪ ،‬وهي أي األربعة (التوراتية) يف اليمن‬ ‫‪14‬‬ ‫القديم!‬ ‫ومام يقوله أيضا فاضل الربيعي يف املجلد الثاين من سفره‬ ‫الكبري»فلسطني املتخيلة» ما يتفق معه فيه متاما العامل اإلرسائييل‬ ‫يف جامعة تل أبيب (إرسائيل فنكلشتاين) و(زئيف هرتزوغ) وذلك‬ ‫صـ‪( 12‬أن علامء التوراة تخ ّيلوا معارك ال نصيب لها من الواقع‬ ‫وملوكًا ال وجود لهم يف سجالت املاملك و اإلمرباطوريات يف العامل‬ ‫القديم‪ ،)....‬وملن يرغب بانفتاح عقله والتأمل ومراجعة الذات‬ ‫واالنتصار للحق‪ ،‬الرجوع للكتب الثمينة ملن ذكرناهم‪.‬‬ ‫واىل كل ذلك فالثابت عىل أرض الواقع أن نتائج الحفريات‬ ‫التي جرت يف القدس منذ عام ‪( 1964‬بل وما قبلها) وحتى اليوم‪،‬‬ ‫أكدت الحقائق التاريخية واألثرية التالية‪:‬‬ ‫(أن اآلثار املوجودة فوق سطح األرض من كنائس‪ ،‬ومساجد‪،‬‬ ‫وعقارات‪ ،‬ومدارس‪ ،‬وأديرة‪ ،‬وتكايا‪ ،‬وزوايا‪ ،‬هي عربية‪ ،‬وبيزنطية‬ ‫رومانية‪ ..‬وأن تخطيط القدس يف أسوارها وشوارعها وموضع‬ ‫كنائسها وأبنيتها العامة ينطبق عىل خارطة مأدبا ( إحدى املدن‬ ‫‪ -14‬تراجع دراستنا املعنونة‪ :‬فلسطني بني املفكر العريب فاضل الربيعي وعامل‬ ‫اآلثار إرسائيل فنكلشتاين يف موقعنا االكرتوين ‪www.bakerabubaker.info‬‬

‫‪20‬‬


‫األردنية األثرية ) التي يرجع تاريخها إىل القرن الخامس امليالدي‪).‬‬

‫‪ -15‬فتحي حطاب‪ -‬املصدر السابق‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫‪15‬‬


‫املسجد األقصى املبارك‬ ‫املسجد األقىص (البعض يطلق عليه اسم‪ :‬الحرم القديس‬ ‫الرشيف) يف مدينة القدس العربية الفلسطينية هو كل الساحة‬ ‫املس ّورة‪ :‬عندما نقول (املسجد األقىص املبارك) تختلط األمور يف‬ ‫أذهان املسلمني‪ ،‬فمنهم من يعترب أن األقىص هو ذلك البناء ذي‬ ‫القبة الذهبية‪ ،‬والبعض اآلخر يظن أن األقىص املبارك هو ذلك‬ ‫البناء ذي القبة الرصاص ّية السوداء‪ .‬ولكن مفهوم األقىص املبارك‬ ‫الحقيقي أوسع من هذا وذاك‪.‬‬ ‫يقع املسجد األقىص املبارك عىل تلة يف الزاوية الجنوبية‬ ‫الرشقية من مدينة القدس القدمية املس ّورة (البلدة القدمية) والتي‬ ‫تقع يف رشقي القدس يف الضفة الغربية‪ .‬واملسجد األقىص له سور‬ ‫أيضاً وهو عىل شكل مضلّع غري منتظم مساحته حوايل ‪ 144‬دونم‬ ‫(‪ 144‬ألف مرت مربع)‪.‬‬

‫حمتويات املسجد األقصى‬ ‫قبة الصخرة املرشفة‪( ،‬املعلم ذو الق ّبة الذهبية) واملوجودة‬ ‫يف موقع القلب بالنسبة للمسجد األقىص (ويستخدم اآلن كمصىل‬ ‫للنساء يوم الجمعة)‪.‬‬ ‫املصىل ال ِقبليِ (املسجد الجنويب أو مبنى املسجد األقىص‬ ‫املغطى)‪ ،‬ذي القبة الرصاصية السوداء‪ ،‬والواقع أقىص جنوب‬ ‫املسجد األقىص‪ ،‬ناحية (ال ِقبلة)‬ ‫فضالً عن نحو ‪ 200‬معلم آخر‪ ،‬ما بني مساجد‪ ،‬ومبانٍ ‪،‬‬ ‫‪22‬‬


‫وقباب‪ ،‬و ُس ُبل (جمع سبيل) مياه‪ ،‬ومصاطب‪ ،‬وأروقة‪ ،‬ومدارس‪،‬‬ ‫وأشجار‪ ،‬ومحاريب‪ ،‬ومنابر‪ ،‬ومآذن‪ ،‬وأبواب‪ ،‬وآبار‪ ،‬ومكتبات‬ ‫وساحات‪ ،‬ومكاتب لدائرة األوقاف وما انبثق عنها من لجان‪ :‬لجنة‬ ‫الزكاة‪ ،‬لجنة الرتاث االسالمي‪ ،‬دور القران والحديث‪ ،‬خلوات غرف‬ ‫األمئة‪ ،‬مباين املسجدين الكبريين‪ ،‬وحراس املسجد األقىص‪ ،‬ومخفر‬ ‫الرشطة‪ ،‬ومركز االسعاف والطواريء والدفاع املدين واالطفاء‪.‬‬

‫إذن نقول بوضوح أن املسجد األقﴡ (أو الحرم القدﳼ‬ ‫الرشيف) هو‪(( :‬كل مادار حوله السور ﻤﺑساحته ‪ُ 144‬دﻤﻧُ ا‪ ،‬أو‬ ‫‪ 144‬الف مرت مربع‪ ،‬هو املسجد األقﴡ املبارك ﻤﺑبانيه وساحاته‬ ‫وأسواره‪.)).‬‬ ‫‪23‬‬


‫أهمية معرفة حدود األقصى‬

‫من دخل حدود األقىص‪ ،‬فأدى الصالة‪ ،‬سواء تحت شجرة‬ ‫من أشجاره‪ ،‬أو قبة من قبابه‪ ،‬أوفوق مصطبة‪ ،‬أو عند رواق‪ ،‬أو يف‬ ‫داخل قبة الصخرة‪ ،‬أو املصىل القبيل‪ ،‬فيحصل عىل مضاعفة األجر‬ ‫إن شاء الله‪ .‬وقد وردت عدة أحاديث يف أن الصالة فيه تعدل‬ ‫‪ 1000‬أو‪ 500‬صالة (وبعضها يقول تعدل ‪ 250‬أو‪ ) 100‬من غريه‬ ‫من املساجد سوى مسجد مكة (الحرم امليك) واملدينة (املسجد‬ ‫النبوي الرشيف)‪.‬‬ ‫‪24‬‬


‫عن أيب الدرداء‪ :‬قال عليه الصالة والسالم‪« :‬فضل الصالة يف‬ ‫املسجد الحرام عىل غريه مائة ألف صالة ويف مسجدي ألف صالة‬ ‫ويف مسجد بيت املقدس خمسامئة صالة» أخرجه البزار‪ -‬البحر‪-‬‬ ‫‪16‬‬ ‫(‪ )4142‬قال هذا إسناد حسن‪.‬‬ ‫و َوردت أحاديث أن الصالة فيه خري من الدنيا وما فيها وأنه‬ ‫سبب ملحو جميع الخطايا أيضاً‪.‬‬ ‫من الجدير بالتنويه إىل أنه مل يطرأ أي تغيري عىل حجم‬ ‫مساحة املسجد األقىص عرب فرتات التاريخ اإلسالمي املتعاقبة‬ ‫وحتى يومنا هذا‪ .‬وقد حفظ الله تعاىل حدود هذا املسجد فلم‬ ‫يتعداه أحد من الناس إىل أن قام األيوبيون واملامليك برتسيخ‬ ‫الحدود وأكملوا سور املسجد األقىص كام نراه اليوم‪.‬‬

‫من بنى املسجد األقصى؟ ومتى ُبين؟‬ ‫حسب الرواية االسالمية املتداولة أن املسجد األقىص هو ثاين‬ ‫مسجد وضع يف األرض منذ أيام آدم عليه السالم‪( ،‬مبساحة ‪144‬‬ ‫ألف مرت مربع)‪:‬‬ ‫آدم عليه السالم – كام املرويات االسالمية‪ -‬أول من خط‬ ‫حدود املسجد األقىص‬ ‫يف الحديث الرشيف أن املسجد األقىص املبارك هو ثاين‬ ‫مسجد وضع يف األرض‪ ،‬عن أيب ذر الغفاري‪ ،‬ريض الله تعاىل عنه‪،‬‬ ‫قال‪ :‬قلت يا رسول الله أي مسجد وضع يف األرض أوال؟ قال‪:‬‬ ‫‪ -16‬الحديث الرشيف عىل موقع طريق االسالم‪ :‬رابط املادة‪http: / / iswy. :‬‬ ‫‪co/ e14pdf‬‬

‫‪25‬‬


‫«املسجد الحرام»‪ ،‬قال‪ :‬قلت ثم أي؟ قال‪« :‬املسجد األقىص»‪،‬‬ ‫قلت‪ :‬كم كان بينهام؟ قال‪« :‬أربعون سنة‪ ،‬ثم أينام أدركتك الصالة‬ ‫فصله‪ ،‬فان الفضل فيه‪( ».‬رواه البخاري)‪.‬‬ ‫ويقال يف مرويات املسلمني أن أول من بناه هو آدم عليه‬ ‫السالم‪ ،‬اختط حدوده بعد أربعني سنة من إرسائه قواعد البيت‬ ‫الحرام‪ ،‬بأمر من الله تعاىل‪ ،‬دون أن يكون قبلهام كنيس وال كنيسة‬ ‫وال هيكل وال معبد‪ .‬وذكر بعض الفقهاء أن املالئكة هم أول من‬ ‫بنوا املسجد األقىص‪.‬‬ ‫ويذكر علامء التاريخ واآلثار حديثًا‪ -‬كام أرشنا سابقا‪ -‬أن‬ ‫الثابت املادي ال يصدق عىل رواي��ات التوراة مطلقا من مثل‬ ‫البناء للهيكل سواء األول أو الثاين ومن يسمونهم ملوك التوراة‬ ‫مثل داوود وسليامن وأدوارهام يف فلسطني أو القدس من حيث‬ ‫الجغرافيا‪ ،‬واألحداث املضخمة‪ .‬فال دليل مطلقًا يف أرض فلسطني‬ ‫اليوم عىل ذلك‪.‬‬ ‫ولنا أن نعرف أن اإلرساء واملعراج واضح املعامل للرسول عليه‬ ‫أفضل الصالة والسالم‪ ،‬وما أكده بناء عمر بن الخطاب للمكان‪،‬‬ ‫‪17‬‬ ‫وتاله الخليفة عبدامللك بن مروان وابنه الوليد ومن تالهم‪.‬‬ ‫وحديثًا فإن منظمة «اليونسكو» رفضت أي عالقة لليهود‬ ‫باملسجد األقىص املبارك‪ ،‬ورفضت إطالق التسمية اليهودية «جبل‬ ‫الهيكل» عىل األقىص‪.‬‬ ‫وأشادت دائرة األوقاف اإلسالمية يف القدس املحتلة ببقاء‬ ‫منظمة األمم املتحدة للرتبية والعلوم والثقافة (يونسكو) عىل‬ ‫‪ -17‬كل الدالئل تؤكد نقضها ملزاعم البعض مبكان آخر للمسجد األقىص‪ ،‬ومنهم‬ ‫الكاتب يوسف زيدان الذي شط كثريا باملوضوع‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫موقفها بخصوص املسجد األقىص املبارك وحائطه الغريب‪ ،‬ورفض‬ ‫متس مبكانتهام‪.‬‬ ‫جميع إجراءات االحتالل التي ّ‬ ‫ووفق بيان األوقاف‪ ،‬فإن قرار اليونسكو أكد املحافظة عىل‬ ‫اعتامد تسمية املسجد األقىص املبارك‪ /‬الحرم القديس الرشيف‬ ‫كمرتادفتني‪ ،‬وذلك يف جميع الفقرات ذات العالقة‪ ،‬وعدم استخدام‬ ‫أية تسمية خاطئة‪ ،‬واعتبار الحائط الغريب (حائط الرباق) وتلة‬ ‫‪18‬‬ ‫وباب الـمغاربة جزءا ال يتجزأ منه‪.‬‬

‫‪ -18‬أنظر بيان األوقاف بالقدس‪ ،‬وقرار اليونسكو عىل الشابكة‪ ،‬حيث تبنت‬ ‫منظمة «اليونسكو» التابعة لألمم املتحدة عديد القرارات بشأن القدس‪ ،‬ومنها‬ ‫يف ‪ 2016 /10 /18‬حيث أصدرت قرارا يؤكد أن املسجد األقىص يف القدس «تراث‬ ‫إسالمي»‪.‬‬ ‫ويف التفاصيل‪ ،‬أق ّر املجلس التنفيذي ملنظمة األمم املتحدة للرتبية والثقافة‬ ‫والعلوم (اليونيسكو) مرشوع قرار عريب كانت إحدى لجان املجلس صوتت عليه‬ ‫سابقا‪ ،‬ويطالب القرار «إرسائيل» بوقف االنتهاكات ضد املسجد األقىص والعودة‬ ‫إىل الوضع التاريخي الذي كان قامئاً قبل العام ‪.1967‬‬ ‫ويؤكد مرشوع القرار الذي تم تبنيه ليصبح قرارا ً نافذا ً أن املسجد األقىص هو‬ ‫موقع إسالمي مقدس وأن ساحة الرباق وباب الرحمة وطريق باب املغاربة أجزاء‬ ‫ال تتجزأ منه ويجب عىل «إرسائيل» أن تسمح لدائرة األوقاف اإلسالمية األردنية‬ ‫بصيانتها‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫مجسم الهيكل املزعوم‬ ‫ّ‬

‫‪28‬‬


‫املسجد األقصى واآلثار‬ ‫إن وجود أحجار تعود للفرتة الرومانية يف جدار األقىص‬ ‫ينقض الروايات التوراتية فيام يسمونه الهيكل لسليامن‪ .19‬فضال‬ ‫‪20‬‬ ‫عن ذلك‪ ،‬فإن العثور عىل آثار تعود للفرتة العربية اليبوسية‬ ‫(‪ 3000‬ق‪.‬م) يف أسواره تدل بشكل قاطع عىل أن املكان مبنشآته‬ ‫كان قامئا حتى قبل بعثة إبراهيم (‪ 1900‬ق‪.‬م ) وقبل موىس‬ ‫وعيىس عليهم السالم‪.‬‬ ‫أما املعامل الحال ّية داخل حدود املسجد األقىص املبارك‬ ‫مثل املسجد ال ِقبيل وقبة الصخرة واملآذن والقباب واملصليات‬ ‫واملحاريب واألسبلة وغريها فهي من بناء املسلمني بعد الفتح‬ ‫اإلسالمي‪.‬‬ ‫واملسجد ال ِق ْبل (الذي يسميه البعض خطأ املسجد األقىص‬ ‫كام يخطيء اآلخ��رون بافرتاض أن قبة الصخرة هي املسجد‬ ‫األقىص) فهو الجامع املسقوف الذي تعلوه ق ّبة رصاصية‪ ،‬والواقع‬ ‫يف جنو ّيب املسجد األقىص يف جهة ال ِقبلة‪ ،‬ومن هنا جاءت تسميته‬ ‫بـ «ال ِقبيل»‪ .‬ويُعترب هذا الجامع املصلىّ الرئيس الذي يخطب فيه‬ ‫الخطيب يف صالة الجمعة‪ ،‬كام أنّه يُعترب املصلىّ الرئيس للرجال‬ ‫داخل املسجد األقىص حيث يقف اإلمام‪ ،‬وحيث يوجد املحراب‬ ‫‪ -19‬عندما نذكر اسم سليامن او اسم داوود مجر ًدا‪ ،‬فإنه نسبة لهام يف التوراة‬ ‫حيث يعتربون ملوكا‪ ،‬بينام نحن املسلمون نعتربهم أنبياء عليهم السالم‪ ،‬بالطبع‬ ‫مع فارق الروايتني املهول‪.‬‬ ‫‪ -20‬يشار اىل بني بوس أو يبوس كقبائل عربية قدمية قطنت فلسطني مع العرب‬ ‫الفلسطينيني‪ ،‬والكنعانيني وغريها من قبائل املنطقة العربية‪( .‬تعد بالد الشام‬ ‫منطقة شامل الجزيرة)‬

‫‪29‬‬


‫واملنرب الرئيسان‪.‬‬ ‫والبناء الحايل يعود للعرص األموي‪ ،‬حيث بَدأ العمل عىل‬ ‫تجديد بنائه الخليفة عبد امللك بن مروان‪ ،‬وأمتّه ابنه الخليفة‬ ‫الوليد بن عبد امللك بني عامي ‪ 86‬هـ‪ 96 -‬هـ املوافق ‪714 705-‬م‪،‬‬ ‫وكان يف األصل مكونًا من ‪ 15‬رواقًا‪ ،‬ثم أًعيد ترميمه بعد تع ّرضه‬ ‫لزالزل أ ّدت لتص ّدعه‪ ،‬واختُصرِ ت أروقته يف عرص الخليفة الفاطمي‬ ‫الظاهر إلعزاز دين الله إىل ‪ 7‬أروقة‪.‬‬ ‫ويف وقتنا الحايل يتك ّون من رواق كبري يف الوسط و‪ 3‬أروقة‬ ‫يف كل جانب‪ .‬وللجامع ق ّبة مرتفعة داخلية مصنوعة من الخشب‪،‬‬ ‫تعلوها القبّة الرئيسة الخارجيّة وامل ُغطّاة بألواح الرصاص‪ .‬وتبلغ‬ ‫مساحة الجامع حوايل ‪ 4‬دومنات‪ ،‬طوله ‪80‬م وعرضه ‪55‬م‪ ،‬عىل‬ ‫اختالف يسري بني طول ضلعه الرشقي والغريب‪ ،‬وله ‪ 11‬بابًا‪ ،‬ويتّسع‬ ‫‪21‬‬ ‫مصل‪.‬‬ ‫إىل حوايل ‪ّ 5500‬‬

‫‪ -21‬معامل املسجد األقىص يف «املوسوعة الحرة» عىل الشابكة‪.‬‬

‫‪30‬‬


31


‫‪22‬‬

‫املسجد األقصى أم «اهليكل»! ؟‬

‫حول ما يسمونه «الهيكل» مكان املسجد األقىص يقول‬ ‫املؤرخ زياد منى أن‪ :‬الخطاب اإلسالمي ما زال أسري مفردات‬ ‫الخطاب «الصهيوين»‪ .‬من املصطلحات التي يستخدمها الخطاب‬ ‫العريب‪ -‬اإلسالمي هو «هيكل سليامن» أو «الهيكل الثاين»‬ ‫ويبوس»‪ .‬وأضاف أن علامء األثار وجدوا يف حفرياتهم ما ال يقل‬ ‫عن ستة هياكل مختلفة يف املرشق العريب‪ ،‬من جزيرة الفيلة يف‬ ‫صعيد مرص‪ ،‬إىل بلدة الدامور يف لبنان»‪.‬‬ ‫ويوضح أن‪« :‬أحد هذه الهياكل هو الهيكل (املعبد) الذي‬ ‫دمره الرومان حوايل عام (‪ 70‬م) يف القدس‪ .‬وحسب الحفریات‬ ‫اآلثاریة لعلامء آثار من مختلف الجنسیات‪ ،‬ومن بينهم علامء‬ ‫أثار ارسائیلیني وأوروبیني‪ ،‬ومن مختلف جنسیات العامل‪ ،‬من‬ ‫بينهم عاملة اآلثار الربیطانیة كاثلین كینون‪ ،‬التي أثبتت عدم‬ ‫وجود ما یسمى (بـهيكل سلیامن) رغم كونها من أصحاب مدرسة‬ ‫‪23‬‬ ‫التوراة»‪.‬‬ ‫يقول املؤرخ والباحث أحمد الدبش‪ :‬يعتقد أن «هيكل‬ ‫سليامن‪ ،‬أو معبد القدس‪ ،‬أو «بيت همقداش» (بيت املقدس) أو‬ ‫«املعبد» حسب التسمية اليهودية املعروف باسم «الهيكل األول»‬ ‫الذي بناه امللك سليامن عليه السالم‪ ،‬بني حسب االعتقاد يف القرن‬ ‫العارش قبل امليالد‪ ،‬ومصدرنا الرئييس لفرضية وجود هذا املعبد‪،‬‬ ‫‪ -22‬بكر أبوبكر وعليان الهندي‪ ،‬االطامع االرسائيلية يف املسجد األقىص‪ ،‬بحث‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪ -23‬زياد منى‪ ،‬التنقیبات املحمومة التي یقوم بها االرسائیلیون أسفل مدینة‬ ‫القدس القدیمة يف محاولة لتزویر التاریخ‪ ،‬مجلة الكشكول‪.2010 /7 ،‬‬

‫‪32‬‬


‫هو العهد القديم‪ /‬التناخ والعهد الجديد‪ .‬وأضاف أن الكتاب‬ ‫املقدس وحده‪ ،‬يزعم دون وجود دليل أثري‪ ،‬أن داود هو صاحب‬ ‫فكرة بناء هيكل ثابت للرب بدل خيمة الشهادة املتنقلة‪ ،‬حيث‬ ‫اي؟ ألَنيِّ لَ ْم أَ ْس ُك ْن‬ ‫ذكر «ه َكذَا ق َ​َال ال َّر ُّب‪ :‬أَأَن َْت تَبْ ِني ليِ بَيْتًا لِ ُس ْك َن َ‬ ‫فيِ بَ ْي ٍت ُم ْن ُذ يَ ْو َم أَ ْص َعدْتُ بَ ِني إِسرْ َائِ َيل ِم ْن ِمصرْ َ إِلىَ هذَا الْ َي ْو ِم‪ ،‬بَ ْل‬ ‫موئيل الثَّاين (‪».)6 5- :7‬‬ ‫كُ ْن ُت أَ ِس ُري فيِ َخيْ َم ٍة َوفيِ َم ْسكَنٍ » سفر َص َ‬ ‫ويضيف الدبش اىل ما سبق أنه‪»:‬من الناحية األثرية‪ ،‬ليس يف‬ ‫بالدنا فلسطني كلها أية إشارة إىل وجود هيكل سليامن‪ ،‬وهذا أمر‬ ‫معروف متاماً لدي أهل االختصاص من علامء اآلثار الذين حاولوا‬ ‫العثور عىل أثر واحد يف موقع املسجد األقىص (الحرم الرشيف)‬ ‫بالقدس‪ ،‬ومل يفلحوا‪ ،‬ولن يفلحوا ألبسط األسباب‪ ،‬وهو أن سليامن‬ ‫مل يمُ لك يوماً عىل بالدنا فلسطني‪ ،‬بل وليس هناك أقل دليل عىل‬ ‫‪24‬‬ ‫أنه وطئ أرضها يف زمانه‪».‬‬ ‫يف هذا الصدد‪ ،‬يقول أوسشكني‪ ،‬أستاذ اآلثار يف جامعة تل‬ ‫أبيب‪« :‬من منظور علم اآلثار ليس هناك ما ميكن معرفته عن‬ ‫جبل الهيكل يف القرنني العارش والتاسع ق‪.‬م»‪ .‬ويدحض «توماس‬ ‫طُمسن» يف كتا ِب ِه «املايض الخرايف (التوراة والتاريخ)‪ ،‬مفهوم بناء‬ ‫هيكل سليامن‪ ،‬بوص ِف ِه مركزا ً لعبادة يهوه‪ ،‬قائالً‪ :‬تلك الصور ال‬ ‫مكان لها يف أوصاف املايض التاريخي الحقيقي‪ ،‬إننا نعرفها فقط‬ ‫ك ِق َّصة‪ ،‬وما نَعرف ُه حول هذه ال ِقصص‪ ،‬ال يُش ِّجعنا عىل معاملتها‪،‬‬ ‫‪25‬‬ ‫كام لو أنها تاريخ َّية»‪.‬‬ ‫‪ -24‬أحمد الدبش يف دراسته اختالق هيكل سليامن واملنشورة ضمن مدونات‬ ‫الجزيرة يف ‪ 2017 /7 /27‬وملراجعة كتابه الهام‪ :‬اختطاف اورشليم‪،‬النايا للدراسات‬ ‫والنرش والتوزيع‪.2013،‬‬ ‫‪ -25‬استنادا لبحث أحمد الدبش السابق اإلشارة له‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫وميكن الرجوع لعلامء اآلثار األجانب واالرسائيليني أيضا‬ ‫أمثال‪« :‬دايفد أوسشكني» و«جني كاهل» و«نايلز ملكة» و«رفكا‬ ‫جونني» التي تؤكد عدم وجود أي دليل عىل الهيكل األول‪ ،‬أو‬ ‫‪26‬‬ ‫الثاين يف فلسطني أوالقدس‪ ،‬بصيغ مختلفة‪.‬‬ ‫يقول «دايفيد أوسشكني»‪ ،‬أستاذ اآلثار يف جامعة تل أبيب‪،‬‬ ‫كنموذج لهؤالء‪« :‬من منظور علم اآلثار ليس هناك ما ميكن‬ ‫معرفته عن جبل الهيكل يف القرنني العارش والتاسع قبل امليالد «‪،‬‬ ‫‪27‬‬ ‫أي الزمن املزعوم لبناء الهيكل‪ -‬زمن داود وسليامن‪.‬‬ ‫يقول‪« :‬أميحاي مازار»‪ ،‬أستاذ اآلثار يف الجامعة العربية يف‬ ‫القدس‪« :‬إن النصوص <الكتابية> ذات الصلة بداوود وسليامن‬ ‫هي بالتأكيد إبداع أديب من نوع قصص املالحم البطولية التي تضم‬ ‫قصصا خيالية وأخرى ذات دوافع أيديولوجية بهدف متجيد عرص‬ ‫ً‬ ‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ذهبي مفرتض يف تاريخ إرسائيل» ‪ ،‬يعني خرافات وأساطري‪.‬‬ ‫‪ -26‬حسب علامء التاريخ واألركيولوجيا فإن القدس فرتة بناء ما يسمى الهيكل‬ ‫االول كانت قرية زراعية صغرية يسكنها ‪ 300‬بالغ فقط من ‪ 1500‬شخص! فال‬ ‫ميكن أن تكون حاضنة ملثل «الهيكل» الضخم املوصوف بالتوراة‪.‬‬ ‫‪David Ussishkin, «Archaeology of the Biblical. Period: On -27‬‬ ‫‪Some Questions of Methodology and Chronology of the Iron‬‬ ‫‪Age», in Understanding the History of Ancient Israel- Proceedings‬‬ ‫‪of the British Academy (Vol. 43- 2007), p. 138‬‬ ‫‪Amihi Mazar, «Remarks on Biblical Traditions and Archaeo� -28‬‬ ‫‪logical Evidence Concerning Early Israel», in William G. Dever‬‬ ‫‪and Seymour Gittin (editors), Symbiosis, Symbolism and the Pow‬‬‫‪er of the Past: Canaan, Ancient Israel and their Neighbors from the‬‬ ‫‪Late Bronze Age through Roman Palestina (Eisenbrauns, 2000),‬‬ ‫‪.p. 89‬‬ ‫‪ -29‬وميكن الرجوع ل»جونار لبامن» األستاذ يف جامعة بن غوريون يف ذات‬ ‫الصدد‪ ،‬واملصادر باالنجليزية‪ ،‬وهذه اإلشارة من بحث أ‪.‬د‪.‬عصام سخنيني‬

‫‪34‬‬


‫هذا من شأن ما يسمى الهيكل األول‪ ،‬أما الهيكل الثاين‬ ‫فالعلامء يشككون بصاحب الرواية وهو «عزرا»‪ ،‬ويعتربه الكثريون‬ ‫شخصية مخرتعة ووهمية‪ ،‬فال هيكل ثاين أيضا‪ ،‬واملوضوع مجرد‬ ‫اخرتاع لتاريخ مفرتض‪ ،‬واآلثار املوجودة هي ملعبد‪ /‬هيكل روماين‬ ‫‪30‬‬ ‫بناه هريود العريب األدومي لكل األديان يف عهده‪.‬‬ ‫وعند الطائفة السامرية يف نابلس يخرج سفر امللوك الذي‬ ‫يتحدث عن بناء سليامن الهيكل من دائرة معتقداتهم واستتباعا‬ ‫هذا الهيكل نفسه‪( .‬ال يعرتفون إال باألسفار الخمسة األوىل من‬ ‫‪ 39‬سفرا يتضمنها كتاب التناخ اليهودي)‪،‬ويعتربون الربكة الربانية‬ ‫مضفاة عىل جبل جرزيم‪ -‬نابلس فقط‪.‬‬ ‫من الناحية اإلسالمية‪،‬ال نجد أي دليل يف كل سور القرآن‬ ‫الكريم التي تتحدث عن داود وابنه سليامن عليهام السالم‪ ،‬أو‬ ‫حتى تلميح عىل وجود مثل هذا الهيكل‪ /‬املعبد املزعوم يف بالدنا‬ ‫فلسطني‪.‬‬ ‫عالوة عىل ذلك‪ ،‬عندما فتح املسلمون بيت املقدس عام ‪636‬‬ ‫ميالدي مل يكن بها أي أثر ملعبد يهودي‪ ،‬بل وال حتى يهود مقيمني‪.‬‬ ‫ويبدو ذلك جلياً من وثيقة األمان التي أعطاها أمري املؤمنني عمر‬ ‫بن الخطاب (ريض الله عنه) ألهل إيليا‪ ،‬التي تضمنت نصاً يقول‪:‬‬ ‫‪31‬‬ ‫«أال يسكن بإيلياء (القدس) معهم أحد من اليهود»‪.‬‬ ‫املعنون‪ :‬الهيكل بني األسطورة وحقائق التاريخ‪.‬‬ ‫‪ -30‬أ‪.‬د‪.‬عصام سخنيني‪ ،‬الهيكل بني األسطورة وحقائق التاريخ‪ ،‬دراسة موثقة‬ ‫منشورة عىل الشابكة‪ ،‬ص‪17‬‬ ‫‪ -31‬كتب الخليفة عمر بن الخطاب ألهل إيلياء (القدس) العربية عندما فتحها‬ ‫املسلمون عام ‪638‬هـ كتابا أ ّمنهم فيه عىل كنائسهم وممتلكاتهم‪ ،‬واشرتط أال‬ ‫يسكن أحد من اليهود الديانة معهم يف املدينة‪ .‬وقد اعتربت العهدة العمرية‬ ‫واحدة من أهم الوثائق يف تاريخ القدس وفلسطني‪ .‬ونص العهدة العمرية جاء‬

‫‪35‬‬


‫ويتضح جلياً من هذا النص أنه مل يكن هناك أي يهودي‬ ‫يف القدس‪ .‬إضاف ًة إىل أن عمر بن الخطاب (ريض الله عنه)‪ ،‬وهو‬ ‫أكرث العادلني عىل وجه األرض لو علم أن هناك قدس ّية ملدينة‬ ‫القدس عند اليهود ملا نص عىل ذلك يف العهدة الشهرية‪ ،‬وهذا‬ ‫يؤكد ما ذهبنا إليه من عدم وجود هيكل سليامن املزعوم يف‬ ‫بالدنا فلسطني‪.‬‬ ‫ومن الناحية الجغرافية‪ ،‬ال يوجد يف فلسطني ما يسمى‬ ‫(جبل موريا)‪ .‬لكن سفر أَ ْخبَا ِر األَيَّ ِام الثَّانيِ (‪ )1 :3‬يقول «‪َ :‬شرَ َ َع‬ ‫ُسلَ ْيماَ ُن فيِ ِب َنا ِء بَ ْي ِت ال َّر ِّب فيِ أُو ُرشَ لِي َم‪ ،‬فيِ َج َبلِ الْ ُم ِريَّا َح ْيثُ تَ َرا َءى‬ ‫َ ِ ‪32‬‬ ‫لِ َدا ُو َد أبِيه»‪.‬‬ ‫كالتايل‪:‬‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‪ -‬هذا ما أعطى عبد الله‪ ،‬عمر‪ ،‬أمري املؤمنني‪ ،‬أهل إيلياء‬ ‫من األمان‪ ..‬أعطاهم أماناً ألنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقمها‬ ‫وبريئها وسائر ملتها‪ ..‬أنه ال تسكن كنائسهم وال تهدم‪ ،‬وال ينقص منها وال من‬ ‫حيِّزها وال من صليبهم وال من يشء من أموالهم‪ ،‬وال يُكرهون عىل دينهم‪ ،‬وال‬ ‫يضا ّر أحد منهم‪ ،‬وال يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود‪.‬‬ ‫وعىل أهل إيلياء أن يُعطوا الجزية كام يُعطي أهل املدائن‪ .‬وعليهم أن يُخرِجوا‬ ‫منها الروم واللصوص‪ .‬فمن خرج منهم فإنه آمن عىل نفسه وماله حتى يبلغوا‬ ‫أمنهم‪ .‬ومن أقام منهم فهو آمن‪ ،‬وعليه مثل ما عىل أهل إيلياء من الجزية‪ .‬ومن‬ ‫أحب من أهل إيلياء أن يسري بنفسه وماله مع الروم ويخيل ِب َيعهم وصلبهم‪،‬‬ ‫فإنهم آمنون عىل أنفسهم وعىل ِب َيعهم وصلبهم حتى يبلغوا أمنهم‪ .‬فمن شاء‬ ‫منهم قعد وعليه مثل ما عىل أهل إيلياء من الجزية‪ .‬ومن شاء سار مع الروم‪.‬‬ ‫ومن شاء رجع إىل أهله‪ ،‬فإنه ال يؤخذ منهم يشء حتى يحصد حصادهم‪.‬‬ ‫وعىل ما يف هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة املؤمنني‪ ،‬إذا‬ ‫أعطوا الذي عليهم من الجزية‪ .‬كتب وحرض سنة خمس عرشة هجرية‪ .‬شهد‬ ‫عىل ذلك‪ :‬خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف وعمرو بن العاص ومعاوية‬ ‫بن أيب سفيان‪».‬‬ ‫‪ -32‬الرواية اليهودية‪ :‬يعتقد اليهود أن املسجد األقىص املقام عىل (ما يسمونه بال‬ ‫دليل جبل موريا) هو «هار هبيت» (جبل البيت) «مسكن الرب»‪ ،‬واملكان الذي‬

‫‪36‬‬


‫حيث أكدت عاملة اآلثار اإلرسائيلية «رفكا غونني»‪ 33‬عىل‬ ‫التزييف الحاصل من اختالط األسامء حني ذكرت‪« :‬إن إحالل‬ ‫جبل موريا حيث بني سليامن املعبد‪ ،‬محل أرض موريا‪ ،‬هو تعبري‬ ‫جغرايف غامض‪ ،‬ال ميكن أن يكون قد حدث خالل فرتة الهيكل‬ ‫األول‪ ،‬ألنه مل تج ِر أي أشارة إىل جبل موريا‪ ،‬يف أي من األسفار‬ ‫باستثناء سفر أخبار اليوم‪ ...‬وسفر األيام كتاب متأخر‪.‬‬ ‫وهو عمل محرر ينفي زمن ما بعد العودة من املنفي يف‬ ‫بابل‪ .‬وعليه‪ ،‬يبدو أن إحالل جبل موريا محل أرض املوريا كان‬ ‫مقصود به سبغ هيكل سليامن‪ ،‬وأكرث من ذلك عىل الهيكل الذي‬ ‫كان قد بني حديثاً [الهيكل الثاين]‪ .‬إذن مل يكن مثة هيكل يف‬ ‫حاول فيه إبراهيم التضحية بابنه إسحاق‪.‬‬ ‫حسب نفس املعتقدات التوراتية فإن اإلنسان األول خلق يف جبل موريا مركز‬ ‫العامل‪ .‬وتفيد نفس الرواية أن امللك داوود عليه السالم (يعتربونه يف التوراة ملكا ال‬ ‫نبيا) اشرتى قطعة األرض بخمسني «شيقل» من أرفانة اليبويس وبنى فيه «مذبحا‬ ‫للرب» وأحرض إليه «تابوت العهد»‪ .‬وبذلك يكون امللك داوود مؤسسا للعمل‬ ‫الرباين يف املكان وباين العالقة بني «شعب إرسائيل «و»هار هبيت» يف القدس‬ ‫عام ‪ 1006‬قبل امليالد‪ .‬وألن الهيكل مل ينتهي يف عهده قام ابنه سليامن بتكملته‪.‬‬ ‫يف عام ‪ 586‬قبل امليالد قام نبوخذ نرص البابيل بتدمري الهيكل وسبي اليهود‪ .‬غري‬ ‫أنه تم بناء ما يعتقدونه الهيكل الثاين بعد أن رخص لليهود بذلك امللك الفاريس‬ ‫كورش عام ‪ 515‬قبل امليالد‪ .‬لكن الرومان دمروه مرة أخرى عام ‪ 70‬ميالدي‪.‬‬ ‫يدعي اليهود اليوم أن بقايا ما يطلقون عليه «الهيكل» األول والثاين موجودة‬ ‫أسفل املسجد األقىص‪ ،‬ولهذا السبب تجري الحفريات أسفله من أجل الكشف‬ ‫عن بقاياه‪ .‬غري أن الحفريات التي أجريت يف املكان منذ ذلك الوقت وحتى هذا‬ ‫اليوم مل تكشف عن أية أثار للديانة اليهودية يف املكان أو يف محيطه األمر الذي‬ ‫يدحض الرواية التاريخية‪ -‬الدينية اليهودية‪ ،‬أو الصهيونية يف هذا املجال‪ ،‬وكل‬ ‫ما كشف عنه هو أثار إسالمية‪ .‬وميكن مراجعة عليان الهندي وبكر أبوبكر يف‪:‬‬ ‫األطامع اإلرسائيلية املستقبلية يف املسجد األقىص‪.‬‬ ‫‪ -33‬للنظر يف بحث الكاتب أ‪.‬د‪ .‬عصام سخنيني املعنون‪ :‬الهيكل بني األسطورة‬ ‫وحقائق التاريخ‪،‬كلية اآلداب والعلوم جامعة البرتا الخاصة (عامن)‬

‫‪37‬‬


‫فلسطني يعرف باسم هيكل سليامن‪ ،‬ألن قصة بناء الهيكل غري‬ ‫قابلة للتصديق‪ ،‬وإنها مجرد اختالق تورايت‪.‬‬ ‫أما املفكر والباحث العريب فاضل الربيعي‪ ،‬فقد ذكر يف‬ ‫كتابه «القدس ليست أورشليم» أن «التيار التورايت يف علم اآلثار‬ ‫والدراسات التاريخية الذي ك ّرس أكذوبة أن القدس هي نفسها‬ ‫أورشليم‪ ،‬سوف يصطدم بجدار صعب من الحقائق التي يصعب‬ ‫تخطيها‪ ،‬ومن بني هذه الحقائق أنه ال دالئل تاريخية تؤكد أن‬ ‫القدس هي ذاتها أورشليم‪ ،‬حتى من داخل النص التورايت نفسه‪،‬‬ ‫ألن التوراة يف النص العربي تتحدث عن مدينة دينية اسمها‬ ‫أورشليم‪ ،‬وعن مكان آخر بجغرافية أخرى اسمه جبل قَ َدس‪ ،‬وهذا‬ ‫أمر يشبه متاما أن يصف أحد الجغرافيني مدينة مكة‪ ،‬ويف مكان‬ ‫آخر يف وصفه يتحدث عن جبل أحد‪ ،‬وبكل تأكيد فجبل أحد ليس‬ ‫مكة‪ ،‬هذا هو الوضع عينه يف التوراة‪ ،‬فهي تتحدث عن مدينة‬ ‫دينية‪ ،‬وعن مكان آخر بجغرافية مختلفة‪ ،‬وتقول عنه إنه «جبل»‬ ‫‪34‬‬ ‫وليس مدينة‪».‬‬ ‫النص التورايت ال يتضمن إشارة أو كلمة أوتلميحاً إىل أن‬ ‫القدس هي أورشليم‪ ،‬والحفريات التي قام بها علامء اآلثار‬ ‫اإلرسائيليون‪ ،‬وآخرهم «إرسائيل فلنكشتاين» (املختص يف العرص‬ ‫الربونزي) و»نيل آرش سيلربمان»‪ ،‬و»زئيف هريتزوغ» أعلنوا نتائج‬ ‫‪ -34‬الربيعي فاضل‪« ،‬فلسطني املتخيلة»‪ ،‬صدر يف مجلدين عن دار الفكر‬ ‫بدمشق عام ‪ ،2007‬وحتى عمله األضخم «إرسائيل املتخيلة» الذي نرش مؤخرا‬ ‫عن دار رياض نجيب الريس يف بريوت بأربعة مجلدات‪ ،‬ينفي فيها املفكر‬ ‫العراقي فاضل الربيعي املرويات التاريخية املتعارف عليها حول مدينة القدس‬ ‫وفلسطني‪ ،‬مستندا يف بحوثه إىل التوراة بنسختها العربية ال العربية‪ ،‬ويحاول‬ ‫تعرية األطروحات التي تعمل الحكومة اإلرسائيلية عىل ترويجها حول «يهودية‬ ‫الدولة» وفرية «أرض ارسائيل»‪ ،‬وإظهار زيفها‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫أبحاثهم‪ ،‬وأكدوا أنه ال وجود ألي أثر عربي يف فلسطني يدل عىل‬ ‫الرواية التوراتية‪.35‬‬ ‫وتأكيدا عىل الرواية اإلسالمية تبنت منظمة الثقافة والعلوم‬ ‫اليونسكو عدة قرارات من ضمنها قرارا يف عام ‪ 2016-‬الذي أرشنا‬ ‫له سابقا‪ -‬أكدت فيها عىل عروبة وإسالمية املكان‪ ،36‬ونفت وجود‬ ‫ارتباط ديني لليهود باملسجد األقىص وحائط الرباق الذي يسميه‬ ‫اليهود «حائط املبىك»‪ .‬ويف عام ‪ 2017‬ص ّوت املجلس التنفيذي‬ ‫لليونسكو عىل قرار يؤكد ق �رارات املنظمة السابقة باعتبار‬ ‫«إرسائيل» محتلة للقدس‪ ،‬ويرفض سيادة «إرسائيل» عليها‪.‬‬ ‫كام اعتمدت لجنة الرتاث العاملي التابعة ملنظمة األمم‬ ‫املتحدة للرتبية والعلم والثقافة «اليونسكو» (‪ )2018 /6 /26‬خالل‬ ‫اجتامعها الـ ‪ 42‬املنعقد يف العاصمة البحرينية املنامة‪ ،‬قرارين‬ ‫هامني باالجامع حول مدينتي القدس والخليل املحتلتني‪ ،‬ينص‬ ‫األول برضورة الحفاظ عىل البلدة القدمية من القدس وأسوارها‪،‬‬ ‫ويطالب سلطات االحتالل بالكف عن االنتهاكات التي من شأنها‬ ‫تغيري الطابع املميز للمدينة‪ ،‬وعليه يبقي القرار القديم للقدس‬ ‫وأسوارها مدرجة عىل الئحة الرتاث العاملي املهدد بالخطر‪ .‬والثاين‪،‬‬ ‫يطالب بالحفاظ عىل البلدة القدمية من الخليل‪ ،‬التي ستبقى‪،‬‬ ‫بسبب االنتهاكات اإلرسائيلية‪ ،‬عىل الئحة الرتاث العاملي املهدد‬ ‫بالخطر‪.‬‬ ‫‪ -35‬ارسائيل فنكلشتاين ونيل آرش سيلربمان لهام الكتاب الكبري‪ :‬التوراة مكشوفة‬ ‫عىل حقيقتها‪ ،‬مصدر سبق اإلشارة له‪.‬‬ ‫‪ -36‬ملراجعة القرارات املتعلقة بالقدس عىل موقع وكالة االنباء الفلسطينية وفا‬ ‫عىل الرابط ‪http: / / info.wafa.ps/ ar_page.aspx?id=3573‬‬

‫‪39‬‬


‫قلعة داود أو بر‪ s‬داود أو قلعة القدس‬ ‫(بناء روماني فقط)‬

‫هي قرص بناه هريودس‪ 37‬الحاكم العريب «األدومي» يف القرن‬ ‫األول امليالدي‪ ،‬احتوى قرصه عىل عدة أبراج أحدها يدعى برج‬ ‫‪ -37‬يعترب امللك اآلدومي لوالية فلسطني يف عهد الرومان «هريودس» املؤسس‬ ‫الفعيل لقلعة القدس كام يقول املرشد خرض نجم‪ ،‬ورغم أن القلعة شيدت قبل‬ ‫توليه حكم املدينة فإنه أضاف إليها إضافات جديدة ومنها ثالثة أبراج (فصايل‪،‬‬ ‫هبيكوس‪ ،‬مريم)‪ ،‬وبقيت راسخة حتى اآلن‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫فصايل‪ .‬ويقع الربج يف الجهة الغربية من املدينة‪.‬‬ ‫والبناء الحايل للقلعة يف غالبيته إسالمي يعود للفرتة األيوبية‬ ‫واململوكية والعثامنية‪.‬‬ ‫يطلق عليها اسم القلعة أو قلعة باب الخليل‪ ،‬ويسميها‬ ‫الصهاينة «قلعة داود»‪ ،‬وهو اسم حديث لها‪ ،‬أطلق عليها يف‬ ‫أواخر العهد العثامين‪ ،‬من قبل جامعات غربية‪.‬‬ ‫يف العام ‪ 70‬ميالدي قدم إىل املدينة املؤرخ «يوسفيوس‬ ‫فيالفيس» وبناء عىل رواية التوراة بأن داود كان يراقب من مكان‬ ‫مرتفع النساء أثناء استحاممهن (! ) وجد «يوسفيوس» أن هذا‬ ‫الربج العايل يطل عىل بركة مياه فسجل يف كتبه أنه برج داود (!‬ ‫) واستمرت التسمية يف العهد البيزنطي‪ ،‬ومن ثم املسلمني الذين‬ ‫أطلقوا عىل الشارع اسم مزراب داوود (مل يكن هناك أي رسداب‬ ‫أويشء يتعلق بداود وما ذكر يف كتاب «األنس الجليل» حول ذلك‬ ‫عار عن الصحة)‪.‬‬ ‫بينام قام صالح الدين ببناء جامع فيه سماّ ه محراب داود‬ ‫واستمر الوضع كذلك نظرا ألهمية النبي داود عند املسلمني‪.‬‬ ‫حتى كانت الحفريات األثرية والتي نفت أي عالقة لداود‬ ‫باملكان وظهر اسم الربج الحقيقي أي برج فصايل‪ ،‬وللحفاظ عىل‬ ‫املسمى تم أطالق االسم عىل مئذنة القلعة العثامنية واليوم هي‬ ‫شعار القلعة بل هي الشعار الذي استخدمه «شارون» خالل‬ ‫‪38‬‬ ‫حملته االنتخابية‪.‬‬ ‫‪ -38‬يقول محرر صحيفة «االندبندنت» الربيطانية (دانيل اسرتين) يف تقرير نرشه‬ ‫حول قلعة النبي داود‪ ،‬يف ‪ 7‬مايو‪ :2014‬إن االدعاء الجديد مثل أغلب اإلدعاءات‬ ‫الخاصة باالكتشافات املتعلقة باالمور الواردة يف اإلنجيل والتوراة تواجه انتقادات‬ ‫كبرية بسبب عدم وجود دليل علمي يؤكدها‪ ،‬ويضيف‪ ،‬أن هذا االدعاء يأيت ضمن‬

‫‪41‬‬


‫مقام النب داود (ال يوجد داوود‪ ،‬والقرب‬ ‫افر‪ß‬ي)‬

‫وهو مقام (ويشار اليه أحيانا كقرب) يقع يف الطابق السفيل‬ ‫من جامع عليّة العشاء األخري‪ ،‬وهو موقع كانت تقوم عليه كنيسة‬ ‫بيزنطية ومن ثم افرنجية (صليبية) تخليدا لحادثة العشاء األخري‬ ‫للسيد املسيح عليه السالم‪ .‬حولها املعظّم عيىس األيويب إىل جامع‬ ‫ِ‬ ‫الفرنسسكان بقطعة‬ ‫ويف الفرتة الرتكية ع ّوض األتراك عنها رهبان‬ ‫ِ‬ ‫الفرنسسكان بالقرب من باب الجديد‬ ‫أرض يقام اليوم عليها دير‬ ‫سلسلة من االدعاءات السابقة بواسطة األثريني اإلرسائيليني بالتوصل إىل مواقع‬ ‫وأماكن متعلقة بالشخصية البارزة يف التوراة والذي يعتربه اليهود مؤسس القدس‬ ‫كعاصمة دينية لدولة اليهود‪ ،‬لكن مل يتمكن أحد من علامء األثار من الحصول‬ ‫عىل دليل واحد يؤكد وجوده‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫للحفاظ عىل الجامع كملكية إسالمية‪.‬‬ ‫يوجد قرب يف الطابق السفيل من املبنى‪ .‬يعود تاريخ بناء‬ ‫القرب إىل العهد ال ِفرنجي (الصليبي) وال ميت بأي صلة كانت بالنبي‬ ‫داود ال من قريب وال من بعيد‪.‬كام هو الحال يف كثري من مقامات‬ ‫األنبياء والشخصيات التي تقام يف كثري من األحيان يف أماكن‬ ‫ماتوا بها‪ ،‬ودفن أشخاص تتوافق أسامئهم مع هذه الشخصيات‬ ‫وبعد زمن ينىس الناس صاحب القرب الحقيقي فيحولونه إىل قرب‬ ‫نبي أوشخصية معروفة كام هو الحال يف ما يسمى قرب النبي‬ ‫يوسف يف نابلس‪ -‬وهو يف الحقيقة قرب الشيخ يوسف دويكات‬ ‫منذ العرص العثامين‪ -‬وال نستبعد أن يكون هذا ما جرى يف ِعليّة‬ ‫العشاء األخري‪ .‬ورغم ملكية املسلمني للمكان أال انه ُمصادر وتمُ نع‬ ‫الصالة فيه من قبل االحتالل‪ ،‬أو نداء األذان يف مئذنته وهو تحت‬ ‫السيطرة اإلرسائيلية ويستخدم اآلن ككنيس يهودي‪ .‬وتم تسميته‬ ‫من قبل االحتالل بباب داوود‪.‬‬ ‫ويقول عنه د‪.‬عفيف بهنيس يف بحثه عن عامرة القدس‬ ‫(مسجد النبي داود الذي أنشأه سليامن القانوين‪،‬هو مجمع‬ ‫معامري‪ ،‬ولقد ح ّوله اإلرسائيليون إىل كنيس وأزيلت الكتابات‬ ‫‪39‬‬ ‫القرآنية منه واستبدلت بكتابة عربية‪ ،‬وكام أنشأ جامع املولوية‬ ‫‪40‬‬ ‫‪995‬هـ‪ 1587 /‬واملسجد القيمري)‪.‬‬

‫‪ -39‬حسب املوسوعة الحرة ومن كتاب‪ :‬مساجد بيت املقدس‪ ،‬محمد الكفراوي‪،‬‬ ‫نادي الخريجني العرب‪ ،‬القدس‪ .1983 ،‬فإن مسجد املولوية أو التكية املولوية‬ ‫مسجد أثري يعود تاريخه إىل الحقبة العثامنية يف فلسطني‪ .‬يقع داخل أسوار‬ ‫البلدة القدمية ملدينة القدس‪ .‬يُنسب هذا املسجد إىل إحدى الطرق الصوفية‬ ‫وهي الطريقة املولوية‪ ،‬ويرجع تاريخ إنشاءه إىل القرن العارش الهجري‪ ،‬حيث‬ ‫أنشأه أحد أمراء القدس (خداوند كار بك) سنة ‪ 995‬هـ‪ 1586 /‬م‪.‬‬ ‫‪ -40‬املسجد القيمري مسجد أثري يعود تاريخه إىل الحقبة العثامنية يف فلسطني‬ ‫(تشري بعض التقديرات إىل أن تاريخ البناء يعود إىل القرن الثالث عرش)‪ .‬يقع‬

‫‪43‬‬


‫كرسي سليمان (اخلليفة سليمان بن‬ ‫‪41‬‬ ‫عبد امللك)‬ ‫مبنى موجود بالقرب من باب األسباط (أحد أبواب املسجد‬ ‫األقىص) وبداخله مقام ويعتقد سكان القدس أنه املكان الذي‬ ‫مات فيه (النبي) سليامن عىل كرسيه‪.‬‬ ‫لكن حقيقة األمر هي أن سليامن بن عبد امللك قد وضع‬ ‫كريس له يف هذا املبنى داخل املسجد األقىص ألخذ البيعة بالخالفة‬ ‫بعد وفاة أخيه الوليد بن عبد امللك ونظ ًرا لتشابه األسامء دخلت‬ ‫الخرافة بالحقيقة‪.‬‬

‫مغارة سليمان (مغارة الكتان‪ ،‬وال‬ ‫يوجد سليمان)‬ ‫هي مغارة الكتّان‪ 42،‬وال أدري متى ظهر مس ّمى مغارة‬ ‫سليامن لهذه املغارة والتي تقع بالقرب من باب العامود‪ ،‬وال‬ ‫يوجد حقيقة للمقولة التي تقول أنها متتد لتصل للصخرة داخل‬ ‫داخل أسوار البلدة القدمية ملدينة القدس‪ ،‬يف حارة النصارى‪ .‬وملراجعة رائف‬ ‫يوسف نجم وآخرون‪ ،‬كنوز القدس‪ ،‬عامن‪ :‬مؤسسة آل البيت‪ ،1983 ،‬ط‪1‬‬ ‫‪ http: / / pal- youth.yoo7.com/ t8425- topic -41‬يراجع بحث األستاذة‬ ‫عبري زياد‪ ،‬مع اإلشارة لبعض اإلضافات التوضيحية البسيطة من قبلنا‪.‬‬ ‫‪ -42‬مغارة الكتان هو اسمها كام أشار مجري الدين الحنبيل قايض القدس (املتويف‬ ‫عام ‪1522‬م)‪ ،‬اما (مغارة سليامن) فهو االسم الحديث املزور الذي تقدم فيه‬ ‫بلدية القدس الصهيونية والجهات اإلرسائيلية وعلامء آثار أجانب من املدرسة‬ ‫التوراتية االثرية هذا األثر‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫املسجد األقىص املبارك‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫�ب ˛رك سليمان (السلطان سليمان القانوني)‬ ‫برك سليامن فقط مسمى‪ ،‬وهذه الربك ال عالقة لها بسيدنا‬ ‫سليامن عليه السالم‪ ،‬وهي ُسميت نسبة اىل السلطان سليامن‬ ‫القانوين الذي قام مبرشوع مايئ متكامل ملدينة القدس ور ّمم كل‬ ‫ِ‬ ‫الربك القدمية والقنوات املوصلة للامء‪.‬‬ ‫أي أنها برك السلطان سليامن القانوين وهي ثالث برك ماء‪،‬‬ ‫انشأها السلطان يف قرية ارطاس جنوب مدينة بيت لحم يف سنة‬ ‫‪44‬‬ ‫‪943‬ه� قرب القدس‪.‬‬ ‫‪ -43‬عبري زياد‪ ،‬املصدر السابق‬ ‫‪ -44‬جهاد ياسني املوظف لدى وزارة السياحة واآلثار الفلسطينية يف مدينة بيت‬ ‫لحم‪ ،‬وموقع آفاق بيئية ‪ http: / / www.maan- ctr.org‬يشري اىل أن الربكتني‬ ‫األوىل والثانية بنيتا يف العهد الروماين‪ ،‬يف القرن الثاين قبل امليالد‪ ،‬أما الربكة الثالثة‬ ‫فقد بنيت يف عهد سليامن القانوين الذي رمم الربكتني الرومانيتني‪ ،‬وبنى بركة ثالثة‬

‫‪45‬‬


‫وتتسع الربك لنحو ‪ 2.4‬مليون مرت مكعب من املياه‪ .‬ويوجد‬ ‫باملنطقة املحاطة بها ثالثة أعني ماء تصب بهذه الربك‪ ،‬وتعترب مياه‬ ‫الربك يف السابق من أهم مصادر املياه ملدينتي بيت لحم والقدس‪.‬‬ ‫واملنطقة تتعرض بشكل متواصل‪ ،‬القتحامات من قبل‬ ‫املستوطنني‪ ،‬بحامية ق��وات عسكرية إرسائيلية‪ ،‬حيث يقيم‬ ‫املستعمرون‪ /‬املستوطنون الصلوات التوراتية‪ ،‬مدعني أنها برك‬ ‫مقدسة‪ ،‬كام الحال مع إدعائهم بقرب يوسف املوصوف بالشيخ‬ ‫يوسف دويكات وليس النبي يوسف قرب نابلس‪ ،‬وكام الحال مع‬ ‫مسجد بالل قرب بيت لحم الذي يدعونه «قبة راحيل»‪.‬‬

‫بجانبهام عام ‪ 943‬ه�‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫باب �ح �طة‬

‫‪45‬‬

‫وهو أحد أبواب املسجد األقىص ويربطه بعض املفرسين‬ ‫املعتمدين عىل التوراة خطأ باآلية الكرمية «وادخلوا الباب سجدا‬ ‫وقولوا ِحطة نغفر لكم خطاياكم»‪ ،‬وببداية هذه اآلية «وإذ قلنا‬ ‫ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا» ويدعون –‬ ‫بال علم من التاريخ‪ -‬أن القدس هي القرية املقصودة‪ ،‬والقدس‬ ‫القدمية هي أرض ليست ذات زرع بل عىل خط الصحراء‪.‬‬ ‫‪ -45‬سمي لذكرى اآلية الكرمية (‪..‬وادخلوا الباب سجدا ً وقولوا حطة نغفر لكم‬ ‫خطاياكم و سنزيد املحسنني)‪ ،‬وبالتايل ال عالقة للجغرافيا باملوضوع‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫وعلينا أن نتذكر أن يف موضع سؤالهم عن الطعام نجد اآلية‬ ‫الكرمية تجيبهم بهبوط مرص مام يجعل تفسري اآلية السابقة حول‬ ‫القرية غري صحيح مطلقا‪ ،‬بل يجب أن يكون موقع ما يف مرص‪( .‬يف‬ ‫‪46‬‬ ‫عدد من األبحاث الحديثة هي منطقة «مرص اليمن»)‪.‬‬

‫‪ -46‬يراجع كتب وأبحاث املفكر العريب فاضل الربيعي‪ ،‬وفرج الله صالح ديب‪،‬‬ ‫وكامل الصليبي (عسري)‪ ،‬واحمد الدبش‪ ،‬وإصدارات جمعية التجديد الثقافية‬ ‫البحرينية‪ ،‬حيث يذكر الربيعي عىل سبيل املثال يف كتابه مرص االخرى‪ -‬دار‬ ‫الريس‪ :‬إن نقوش املسند اليمنية قد أوردت اسم «مرصيم» التورايت يف صورة‬ ‫«مرصن» وهي صيغة تتطابق مع الصيغة التوراتية (ألن مرصيم هو اسم النسبة‬ ‫من مرص)‪ ،‬فضالً عن كون «معني‪ -‬مرصن» هو اسم دال عىل مملكة – مجتمع‬ ‫ينتمي إىل مكان يدعى مرص‪ .‬وحتى اليوم مثة قرية تدعى قرية املرصي يف‬ ‫محافظة «إب» اليمنية (ص‪.)٤٦‬‬ ‫وتفرتض هذه القراءة أن جنوب الجزيرة العربية ـــ اليمن حالياً ـــ هو املرسح‬ ‫املنطقي لألحداث واملعارك بني اآلشوريني وقبائل االرسائيليني من سكان هذه‬ ‫ّ‬ ‫املنطقة‪ ،‬وكذلك األمر‪ ،‬هو مرسح املعارك بني تلك القبائل فيام بينها للسيطرة عىل‬ ‫طرق التجارة البحرية وعىل منتَج البخور الثمني‪ ،‬حاجة املعابد اآلشورية‪ .‬ماملك‬ ‫بني إرسائيل القبيلة العربية القدمية‪ ،‬الوارد ذكرهم يف النصوص القدمية‪ ،‬هم‬ ‫أنفسهم‪ ،‬قبائل ميينة اعتنقت اليهودية‪ ،‬والرصاعات بني ماملك الجنوب والشامل‬ ‫ــ ونعني يهوذا والسامرة هناك‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫حائط الرباق (هل هو املبكى؟)‬ ‫ميثل حائط الرباق الجزء الجنويب من السور الغريب للمسجد‬ ‫األقىص الرشيف‪ ،‬وميتد من جهة الجنوب من باب املغاربة باتجاه‬ ‫الشامل إىل املدرسة التنكزية التي حولها االحتالل اإلرسائييل إىل‬ ‫كنيس ومقرات رشطة‪ ،‬ويبلغ طوله نحو خمسني مرتا وارتفاعه‬ ‫نحو عرشين مرتا‪.‬‬ ‫إذ هو جزء من الحائط الغريب ويعترب جزءا ً ال يتجزأ من‬ ‫الحرم املقديس (املسجد األقىص املبارك)‪ ،‬وسمي بهذا االسم ألنه‬ ‫املكان الذي ربط عنده الرسول صىل الله عليه وسلم براقه ليلة‬ ‫اإلرساء واملعراج‪.‬‬ ‫ويسميه اليهود «حائط املبىك» العتقادهم أنه من بقايا‬ ‫هيكلهم الذي مل يعرث له عىل أثر حتى اآلن‪.‬‬ ‫ي ّدعي اليهود أن الحائط جزء من الهيكل املزعوم‪ ،‬قيام اليهود‬ ‫بالبكاء والنواح عنده يف العصور املتأخرة‪ ،‬عىل خلفية ادعاءات‬ ‫متفرقة منها أن الحائط املذكور‪ ،‬هو جزء من بقايا معبدهم‬ ‫القديم‪ ،‬وهو ما تدحضه املعطيات التاريخية ونتائج التنقيبات‬ ‫عن اآلثار‪ ،‬فاملوسوعة اليهودية تقول إن اليهود مل يصلّوا أمام‬ ‫هذا الحائط إال يف العهد العثامين‪ .47‬يذهب عامل اآلثار اليهودي‬ ‫«إرسائيل فينكلشتاين» للقول أنه‪« :‬ال يوجد أي سند علمي ملا ورد‬ ‫يف العهد القديم بشأن حائط املبىك» ويذهب إىل أبعد من ذلك‬ ‫‪ -47‬حسب العامل «أرنست مارتن» فإن الجدار مل يعرفه اليهود إال يف القرن ‪16‬‬ ‫زمن السلطان العثامين سليم وخليفته ابنه سليامن‪ ،‬وان اليهودي مخرتع حكاية‬ ‫قداسة الحائط الخرافية هو «إسحاق لوريا»‪.‬‬

‫‪49‬‬


‫بتشكيكه بوجود الهيكل أصال‪.‬‬ ‫بعد ثورة ال�رباق يف فلسطني عام ‪1929‬أص��درت اللجنة‬ ‫الدولية تقريرها‪ -‬الذي قدمته لعصبة األمم عام ‪ 1930-‬واختتمته‬ ‫بأن «للمسلمني وحدهم تعود ملكية الحائط الغريب ولهم الحق‬ ‫العيني فيه‪ ،‬لكونه يؤلف جزءا ال يتجزأ من ساحة الحرم الرشيف‬ ‫التي هي من أمالك الوقف اإلسالمي‪ ،‬وللمسلمني أيضا تعود‬ ‫ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط‪ ،‬وأمام املحلة املعروفة بحارة‬ ‫املغاربة‪ ،‬لكونه موقوفا حسب أحكام الرشع اإلسالمي»‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫املنﻈر حيث تم تحويل جزء من الحائﻂ‪ ،‬ملا يسمى (حائﻂ املبﻰﻜ)‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬ليس هناك أي أثر يثبت وجود الهيكل‬ ‫«اليهودي» أو ما ميكن أن ميت إليه بصلة‪ ،‬وأن علامء اآلثار‬ ‫‪ -48‬من املوسوعة الحرة عىل الشابكة‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫واملنقبني اليهود أنفسهم أو الذين استقدمهم اليهود وصلوا إىل‬ ‫صخرة األساس يف املكان ومل يعرثوا عىل أي دليل مادي مهام كان‬ ‫صغريا ً يؤكد صحة الروايات اليهودية‪.‬‬ ‫بالنسبة للمسلمني واملقدسيني ال يعدو األمر أن يكون عملية‬ ‫انتحال مكشوفة يقوم بها اليهود والصهاينة‪ ،‬تنطوي عىل نسبة‬ ‫الحائط إىل تاريخهم‪.‬‬ ‫ف ُهم‪ -‬والرواية الحقّة‪ -‬يرون أن العملية هي استيالء عىل‬ ‫املكان دون أي وجه حق‪ ،‬ال فرق يف ذلك بني انتزاع ملكية األرايض‬ ‫من الفلسطينيني وتهجريهم من بالدهم بالقوة الغاشمة‪ ،‬وبني‬ ‫اغتصاب حائط الرباق الذي يعد ملكًا إسالمياً ومعلامً بارزا ً من‬ ‫معامل املسجد األقىص (الحرم القديس)‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫ّ‬ ‫املصلى املرواني‬

‫هو بناء إسالمي خالص‪ ،‬وليس كام يذكر مؤلف (األنس‬ ‫الجليل بتاريخ القدس والخليل)‪ 49‬بأنه من بقايا األقىص القديم‬ ‫من بناء سليامن (النبي‪ -‬امللك) فال صحة لذلك أبدا‪.‬‬ ‫بل اعتمد مؤلف الكتاب بذلك عىل روايات التوراة التاريخية‬ ‫غري املثبتة‪ ،‬أو ما أسامه يف كتابه املذكور (كتب املتقدمني) التي مل‬ ‫‪50‬‬ ‫يستوعب التاريخ فيها كام يذكر‪.‬‬ ‫‪ -49‬مؤلف كتاب األنس الجليل بتاريخ القدس والخليل هو مجري الدين الحنبيل‪،‬‬ ‫وتحقيق الباحث محمود الكعابنة‪ ،‬وإرشاف د‪.‬محمود عطا الله‪ ،‬مكتبة دنديس‬ ‫عام ‪.1999‬‬ ‫‪ -50‬يقول املحقق محمود الكعابنة لكتاب الحنبيل يف املجلد الثاين ص‪ 21‬ضمن‬ ‫مالحظاته عىل منهج املؤلف أنه‪( :‬كان متضاربا برأيه بالنسبة للتاريخ والجمع من‬ ‫كتب املتقدمني‪...‬عندما قال‪ :‬ومع ذلك مل أستوعب ما هو املقصود من التاريخ‬ ‫لعدم االطالع عىل يشء استمد منه يف هذا املخترص)! ويضيف الحنبيل حسب‬

‫‪52‬‬


‫واآلثار اليوم تؤكد أن املصىل املرواين مسجد إسالمي البناء‪،‬‬ ‫أموي الصنعة‪.‬‬ ‫ويقع املصىل املرواين أسفل الزاوية الجنوبية الرشقية من‬ ‫املسجد األقىص املبارك ويتكون من ستة عرش رواقًا‪ ،‬إذ يع ّد أكرب‬ ‫مساحة مغطّاة للصالة يف املسجد األقىص وكان يطلق عليه قدميا‬ ‫بالتسوية الرشقية ألن األمويني بنوه يف األصل كتسوية معامرية‬ ‫لهضبة البيت املقدس‪ .‬ميكن الوصول إليه من خالل سلم حجري‬ ‫يقع شامل رشق الجامع القبيل أو من خالل بواباته الشاملية‬ ‫الضخمة و املتعامدة عىل السور الرشقي للمسجد األقىص املبارك‪.‬‬

‫املحقق يف سياق آخر (ع ّن يل أن أجمعه من قدم املتقدمني‪ ،‬وأهذب ألفاظه من‬ ‫فوائد املؤرخني‪ -‬ص‪.)479‬‬

‫‪53‬‬


‫قرب أبيشلوم (قرب روماني)‬

‫واالسم معناه «أبو السالم» وتذكر التوراة أنه إبن داود‪،‬‬ ‫وقد قام بثورة ضد والده‪ ،‬حتى يرث الحكم وقتل يف وادي جهنم‬ ‫يف قرية سلوان ودفن يف بناء مكعب الشكل طول ضلعه ‪6.80‬م‬ ‫وفوقه قلنسوة تزيد من ارتفاعه حتى يصل طوله إىل ‪ 15‬م‬ ‫ويدعوه السكان‪ -‬وما يزالون‪ -‬بطنطور فرعون‪.‬‬ ‫وال يجوز نسبة هذا القرب إىل املدعو «أبيشلوم» حيث أن‬ ‫القرب يرجع إىل القرن األول‪ -‬الثاين امليالدي أي الفرتة الرومانية من‬ ‫حيث البناء حديث نسبيا حسب التاريخ‪.‬‬ ‫عدا عن أن تاريخ التوراة‪ -‬التناخ من حيث املرسح الجغرايف‬ ‫ال تشري اآلثار مطلقا يف أي انطباق عىل جغرافيا فلسطني أو القدس‬ ‫‪54‬‬


‫ويف أبحاث أخرى أن جغرافيا أو مرسح أحداث التوراة التاريخي‬ ‫(رغم اشتامل التوراة عىل التحريفات واألساطري واملبالغات‬ ‫والخرافات ما ال تعد معه كتابا تاريخيا) هو يف اليمن القديم‪.‬‬

‫‪55‬‬


‫باب ُجب إرميا‬

‫وهو باب الساهرة ورد ذكره بهذا االسم عند املقديس‬ ‫يف أواخر القرن العارش امليالدي نسبه إىل جب ارميا وهو نبي‬ ‫عند اليهود‪ ،‬وال صلة له بالجب (البﱤ) أوبالباب بل هو من‬ ‫«االرسائيليات» املدسوسة يف تاريخنا العريب واالسالمي‪(.‬كام ال‬ ‫وجود ألي من يسميهم االرسائيليون‪ 51‬اليوم أنبياء أو ملوك اليهود‬ ‫يف أي موقع يف فلسطني)‬ ‫‪ -51‬يقرتح الباحث واملؤرخ د‪.‬زياد منى للتمييز كتابة‪ /‬رسم (إرسءيل) بهذا‬ ‫الشكل مقصورا عىل القبيلة العربية القدمية املنقرضة‪ ،‬و(إرسائيل) عىل محتيل‬ ‫بالدنا اليوم من قوميات وجنسيات مختلفة اعتنقت الديانة اليهودية يف فرتات‬ ‫زمنية مختلفة وجلهم أوربيون وروس‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫نفق حزقيا (هو عني سلوان)‬ ‫وهو النفق املعروف بعني سلوان‪ ،‬وهو نفق حفر حسب‬ ‫االدعاءات يف فرتة حصار «سنحريب» للمدينة‪ ،‬وقد حدث فعال‬ ‫حصار ملدينة القدس‪ .‬ونجد ما يدل عليه من ناحية أثرية يف‬ ‫فلسطني ويف العراق لكن ال نجد ذكر أن ملك القدس كان «حزقيا»‬ ‫كام تدعي التوراة يف أي من هذه الكتابات أو اآلثار‪.‬‬ ‫كام أن املثري لالستغراب –تستطرد عبري زياد‪ -‬هو وجود‬ ‫نفق أكرب ومحصن بشكل أفضل ومعروف بالنسبة للناس الذين‬ ‫قاموا بحفر النفق الجديد إذا ملاذا كان هذا النفق ومل الحاجة‬ ‫له ؟ هذا تساؤل لألثريني مل يتم اإلجابة عنه حتى اآلن والسؤال‬ ‫الثاين الذي يطرح نفسه هو الكتابة باللغة الكنعانية‪( 52‬الجزرية)‬ ‫التي عرث عليها داخل النفق والتي تذكر أن سكان املدينة حفروا‬ ‫هذا الخندق بسبب الحصار وإنهم كانوا فريقي عمل التقيا وسط‬ ‫النفق لكن واقع طبيعة الحفر يف الخندق يدل عىل أن الفريق‬ ‫الثاين من الجنوب مل يعمل سوى أمتار قليلة وليس حتى املنتصف‬ ‫كام يرد بالكتابة‪.‬فام حقيقة هذا الكتابة ؟‬ ‫ويقول عامل اآلثار «اإلرسائييل»‪ ،‬يوناتان مزراحي‪ ،‬يف دراسته‬ ‫ظل ال�صراع»‪( :‬يرى بعض الباحثني‪ ،‬أ َّن «نَقش‬ ‫« ِعلم اآلثار يف ِّ‬ ‫السلوان»‪ ،‬يعو ُد إىل الفرتة الهلنستيَّة) أي أنه ال عالقة لها بفرتة‬ ‫‪ -52‬اللغات الجزرية نسبة لجزيرة العرب‪[ ،‬وليس «السامية» املراد به تزييف‬ ‫الحقائق التاريخية‪ ،‬حيث ال امة اسمها «السامية» ] هي اللغات (األكادية‪،‬‬ ‫اآلرامية‪ ،‬الكنعانية‪ ،‬الفينقية‪ ،‬العربية الجنوبية‪ ،‬العربية الشاملية‪،‬العربية‪،‬‬ ‫األوجاريتية)‪ -‬ملراجعة د‪.‬محمد صالح توفيق‪ ،‬واألستاذ العقاد‪ ،‬ود‪.‬محمد سامل‬ ‫الجرح‪ ،‬وكذلك د‪.‬طه باقر صاحب التصحيح للمصطلح‪ ،‬ود‪.‬حاتم الضامن‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫أحداث التوراة بتاتا‪.‬‬ ‫ويف بحث‪ 53‬بقلم «جون روجرسون» و»فيليب ديوس»‪ ،‬من‬ ‫جامعة شيفلد‪ ،‬إنجلرتا ذكر الباحثان أن هذا النقش يف أصله يرجع‬ ‫إىل القرن الثاين أو الثالث قبل امليالد‪ ،‬وليس من القرن الثامن قبل‬ ‫امليالد‪.‬‬

‫عني سلوان‬

‫‪ -53‬يراجع أحمد الدبش يف مقاله يف صحيفة األخباربعنوان‪ :‬تاريخ القدس وأصل‬ ‫«أورشليم»‪ :‬التوراة‪ ...‬ليست هنا!‬

‫‪58‬‬


‫الفصل الثاني‪:‬‬ ‫املعامل املسيحية يف القدس تتحدى‬



‫‪54‬‬

‫املعامل املسيحية يف القدس‬

‫‪ -54‬من موقع منظمة التحرير الفلسطينية‪ :‬دائرة الدبلوماسية والسياسات‬ ‫العامة بترصف الكاتب‬

‫‪61‬‬


‫كنيسة القيامة‬ ‫تحتوي كنيسة القيامة عىل قرب السيد املسيح‪( 55‬حسب‬ ‫املعتقدات املسيحية)‪ ،‬كام تحتوي عىل قرب يوسف الراعي و‬ ‫أرسته‪ ،‬باإلضافة إىل قبور أخرى‪ ،‬تضم رفات بعض القادة الفرنجة‬ ‫(الصليبيني)‪.‬‬

‫يقول األب د‪.‬حنا كلداين‪ :‬عرفت كنيسة القدس منذ القدم‬ ‫ب� «أم الكنائس»‪ ،‬فمنها انطلق رسل السيد املسيح وعادوا إليها‬ ‫يف مجمعهم األول‪ ،‬ونالت القدس مكانة مرموقة لدى جميع‬ ‫‪ -55‬يف عام ‪ :2017‬الفاتيكان‪ /‬أليتيا (‪ )aleteia.org/ ar‬فيام كان رئيس الحكومة‬ ‫االرسائيلية االرهايب «بنيامني نتنياهو» يذكّر بأن يسوع كان يتكلم العربية‪ ،‬أجاب‬ ‫البابا أن يسوع تكلم اآلرامية…واآلرامية والعربية والفينيقية والعربية كلها من‬ ‫اللغات الجزيرية‪ /‬الجزرية (نسبة للجزيرة العربية والتي يطلق عليها الغرب ومن‬ ‫سار خلفهم السامية)‬

‫‪62‬‬


‫املسيحيني وسعوا إليها يف الزيارة والحج من الرشق والغرب‪.‬‬ ‫وتروي أسفار اإلنجيل األربعة؛ متى ومرقس ولوقا ويوحنا حياة‬ ‫السيد املسيح‪ ،‬بينام يروي سفر أعامل الرسل نشأة الكنيسة األوىل‬ ‫‪56‬‬ ‫يف القدس وانطالقها إىل العامل‪.‬‬ ‫وأول من بنى الكنيسة كانت امللكة «هيالنة» عام ‪335‬م‪،‬‬ ‫بعد اكتشاف الجلجثة‪ ،57‬وهي مكان الصخرة التي صلب عليها‬ ‫السيد املسيح حسب العقيدة املسيحية‪ .‬وسميت كنيسة القيامة‬ ‫بهذا االسم نسبة إىل قيامة املسيح من بني األموات يف اليوم الثالث‬ ‫من موتة عىل الصليب‪ ،‬بحسب العقيدة املسيحية‪.‬‬ ‫ويف عام ‪614‬م‪ ،‬احرتقت الكنيسة عىل يد الفرس ليعيد بناءها‬ ‫الراهب «مود ستوس» بعد عامني من الحريق‪ ،‬لكنها تعرضت‬ ‫لحريق آخر يف عهد «اإلخشيدي» سلطان مرص ‪965‬م‪ .‬وتم إعادة‬ ‫إعامرها عام ‪980‬م‪ ،‬ثم هدمت بكاملها‪ ،‬وبنيت مرة أخرى‪ .‬حتى‬ ‫جاء الفرنجة (أسموا أنفسهم الصليبيني)‪،‬وأجروا عليها الرتميامت‬ ‫‪ -56‬من بحث له تحت عنوان مكانة القدس يف الديانة املسيحية‪.‬‬ ‫‪ -57‬وبحسب املوسوعة الفلسطينية‪ :‬جاء يف األناجيل املقدسة أن املسيح‪ ،‬يوم‬ ‫حمل الصليب‪ ،‬خرج إىل هذا املكان ويدعى «ال ُجلْ ُجثَة» يف اآلرامية‪ ،‬والجلجلة‪ ،‬أو‬ ‫الجولجوليث يف العربية‪ .‬ويقع املكان خارج القدس*‪ ،‬قريباً من بابها ومن بستان‬ ‫مجاور (انجيل القديس يوحنا ‪ .)41 ،20 ،17 :19‬والجلجلة تعني الجمجمة‪،‬‬ ‫وتشري إىل مرتفع صغري من صخر‪.‬‬ ‫وتدل الحفريات األخرية عىل أن املنطقة كانت محجرا ً جعل بستاناً‪ ،‬يف حني ظل‬ ‫مرتفع الجلجلة عىل حاله ألن صخره ال يصلح للبناء‪ .‬وملا ح ّوط امللك هريودس‬ ‫أغريباس (‪44 – 41‬م) املدينة بسور جديد صارت الجلجلة ضمن األسوار‪.‬‬ ‫هذا هو املكان الذي كان يقتل فيه املحكوم عليهم باملوت‪ ،‬والذي يعتقد‬ ‫املسيحيون أن املسيح صلب ومات فيه‪ .‬وخصه املسيحيون بأعظم إكرام منذ‬ ‫اليوم األول‪ ،‬حتى بعد تدمري الرومان للمدينة (‪70‬م)‪ ،‬وما برحوا عىل ذلك عرب‬ ‫القرون‪ .‬واليوم يتوافدون إليه من جميع أطراف األرض‪.‬‬

‫‪63‬‬


‫الالزمة‪ ،‬ووحدوا أبنيتها ومعابدها‪ ،‬وجمعوها يف بناية واحدة‪.‬‬ ‫ومل يتعرض لها القائد صالح الدين األيويب عندما حرر‬ ‫القدس من الصليبيني‪ ،‬بل حافظ عليها‪ ،‬واحرتم مكانتها الدينية‪.‬‬ ‫ويف عام ‪1808‬م‪ ،‬أﻰﺗ عليها حريق كبري‪ ،‬دمر جوانب فنية‬ ‫عديدة‪ ،‬حيث رممت فيام بعد ويف عام ‪1834‬م‪ ،‬رضبها زلزال كبري‪،‬‬ ‫فيام تعهدت فرنسا وروسيا آنذاك بتمويل نفقات تعمريها‪ ،‬عىل‬ ‫أن يتم ذلك تحت إرشاف السلطات العثامنية‪ .‬وتبع ذلك زلزال‬ ‫آخر عام ‪1927‬م أثر عىل أساساتها؛ مام حدا بسلطات االنتداب‬ ‫الربيطاين أن تضع دعامات حديدية وخشبية لحاميتها من الكوارث‬ ‫الطبيعية‪.‬‬ ‫وحاليا ت��رزح الكنيسة العظيمة كام املسجد األقىص‬ ‫واملقدسات االسالمية واملسيحية تحت نري‪ 58‬االحتالل الصهيوين‪.‬‬

‫‪ -58‬النري يف لغتنا العربية هو‪ :‬الخشب ُة املعرتض ُة فوق ُعنق الثَّ ْور أَوعنقَي الثَّ ْو َريْن‬ ‫املقرونني‪ ،‬لج ِّر املحراث أَو غريه‪ ،‬والنري أيضا هو العبوديَّة‪ ،‬واإلكراه املا ّد ّي أو‬ ‫األد ّيب الذي يرهق إنسانًا أو شع ًبا ويستب ّد به مثل نري املستعمرين واملتسلِّطني‬ ‫واملحتلني‪.‬‬

‫‪64‬‬


‫درب اآلالم‬ ‫هو طريق يعتقد أن «السيد املسيح» قد سلكه حامالً‬ ‫الصليب‪ ،‬عندما ساقه جنود الرومان‪ ،‬ويتكون درب اآلالم من ‪14‬‬ ‫مرحلة‪ ،‬تبدأ من مدرسة راهبات صهيون‪ ،‬حيث املوقع الذي أصدر‬ ‫منه الحاكم الروماين «ثيوش» حكمه بصلب السيد املسيح‪ ،‬وتتجه‬ ‫غرباً إىل منطقة الواد‪ 59‬وعقبه املفتي‪ ،‬ثم عرب الطريق الذي تصل‬ ‫الواد بباب خان الزيت وعقبة الخانقاه‪ 60،‬لتصل بالقرب املقدس يف‬ ‫كنيسة القيامة‪.‬‬ ‫وعىل درب اآلالم وقع املسيح مغشياً عليه عدة مرات؛‬ ‫بفعل التعذيب الذي القاه‪ ،‬وثقل الصليب الذي كان يحمله‪ ،‬وتاج‬ ‫الشوك الذي كان يعلو رأسه‪.‬‬

‫‪ -59‬طريق الواد هي طريق وأسواق أثرية تقع داخل أسوار البلدة القدمية يف‬ ‫مدينة القدس‪ ،‬حيث متتد بني باب العامود يف شامل املدينة وحتى حارة الواد‬ ‫بالقرب من حائط الرباق جنوبها‪.‬‬ ‫‪ -60‬حارات القدس القدمية وشوارعها مليئة باألدراج (العقبات)‪ ،‬أنشئت الكثري‬ ‫منها خالل الفرتة األيوبية‪ ،‬ونسبت أسامؤها إىل أشخاص أو عائالت سكنتها أو‬ ‫أماكن احتوتها؛ وتعد هذه العقبات‪ ،‬التي تجمع بني العراقة والجامل‪ ،‬الرشايني‬ ‫التي تربط بني حارات املدينة املقدسة وأسواقها‪.‬‬ ‫وتتعرض هذه العقبات‪ ،‬كغريها من مكونات البلدة القدمية‪ ،‬لهجمة رشسة‬ ‫تستهدف تهويد أسامئها والسيطرة عىل أماكنها املقدسة والتاريخية ومنازلها‬ ‫ومحالتها التجارية‪ ،‬بقرارات حكومية إرسائيلية وإجراءات بلدية عنرصية‪،‬‬ ‫ومخططات جمعيات استيطانية‪ ،‬وحفريات تدمريية مل توصل االحتالل إىل أي‬ ‫أسانيد تثبت روايته التاريخية أو الدينية‪ -‬مركز املعلومات الوطني الفلسطيني‬

‫‪65‬‬


66


‫كنيسة سيدتنا ّ‬ ‫(ستنا) مري‪€‬‬ ‫تقع الكنيسة يف وادي قدرون‪ ،‬يف مكان متوسط بني سلوان‬ ‫وجبل الزيتون وباب األسباط وتحتوي الكنيسة عىل قبور «مريم‬ ‫البتول» ووالديها‪ ،‬وكذلك قرب يوسف النجار‪ .‬وقد بنيت بني عامي‬ ‫‪61‬‬ ‫‪457 450-‬م‪.‬‬

‫‪ -61‬قامت سلطات االحتالل بتجريف قبور يف ساحة كنيسة السيدة مريم‪ ،‬وذلك‬ ‫لتعبيد طريق فوقها‪،‬وقد تم هذا اإلجراء دون إعالم ذوي املوﻰﺗ ليقوموا بنقل‬ ‫رفات موتاهم‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫كنيسة القديسة ّ‬ ‫حنة الصالحية‬ ‫تقع الكنيسة شاميل املسجد األقىص املبارك (الحرم القديس)‬ ‫قرب باب األسباط‪ ،‬حيث أﻰﺗ السيد املسيح يف هذا املوقع بإحدى‬ ‫معجزاته‪ ،‬وقد احرتقت الكنيسة إبان الغزو الفاريس‪ -‬كام التاريخ‬ ‫املتداول‪ -‬عام ‪614‬م‪ ،‬فأعاد الصليبيون بناءها‪.‬‬ ‫وتم تحويلها يف عهد صالح الدين األي��ويب‪ ،‬إىل مدرسة‬ ‫للفقهاء الشافعيني‪ ،‬ثم استلمها الفرنسيون من السلطان «عبد‬ ‫الحميد العثامين» عام ‪1855‬م‪ ،‬فأنشأوا بها مدرسة‪.‬‬

‫‪68‬‬


‫كنيسة ا‪°‬ثمانية‬ ‫تقع هذه الكنيسة يف املنطقة بني سلوان‪ ،‬وجبل الطور‪،‬‬ ‫وباب األسباط‪ ،‬وكنيسة «سيدتنا مريم» وكان قد بناها الالتني عام‬ ‫‪1924‬م‪ ،‬حيث يعتقد أن املوقع شهد عملية القبض عىل السيد‬ ‫املسيح عندما وﳽ به «يهوذا االسخريوطي»‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫الع ّ‬ ‫لية (دير صهيون‪)62‬‬ ‫كنيسة �‬

‫يقع هذا الدير عىل قمة جبل صهيون (وصهيون اسم عريب)‪،‬‬ ‫‪ -62‬صهيون إضافة ملا أرشنا له سابقا هو اسم جبل جنوب غريب مدينة القدس‬ ‫الرشيف وهو اسم عريب بحت وسكن الجبل اليبوسيني ابناء عم الكنعانيني واقاموا‬ ‫عليه حصنا‪ ...‬أي أن سكان هذا الجبل من العرب واسمه عريب ايضا‪ .‬ان سكان‬ ‫فلسطني االصليني هم الكنعانيون و الفينيقون و العموريون‪ ،‬وهم من القبائل‬ ‫التي هاجرت من وطنها االصيل شبه الجزيرة العربية وعاشت بزعامة ملوكها يف‬ ‫فلسطني قبل ظهور جامعة النبي موىس عليه السالم بالفي عام‪ -‬ملراجعة كتاب‬ ‫االنساب والعائالت الشامية‪ ،‬ويرى د‪ .‬محمد بهجت قبييس أن كلمة «صهني»‬ ‫جذرها صه‪ ،‬وكلمة «صهيون» جذرها وصهي «حيث الواو والنون الحقة كنعانية»‪،‬‬ ‫وملراجعة بحث عبدالرحامن غنيم املعنون من أين اقتبس اليهود صهيون‪.‬‬

‫‪70‬‬


‫بالقرب من باب الخليل‪ ،‬ويعتقد بعض املسيحيني أن «السيد‬ ‫‪63‬‬ ‫املسيح» تناول وأتباعه يف الدير عشاؤهم األخري‪.‬‬

‫‪ -63‬معنى كلمة «العلية» هو الغرفة املبنية فوق غرفة أو فوق غرف أخرى تحتها‬ ‫عىل األرض‪ .‬وصل يسوع إىل العلية مع تالميذه قبل الصلب (لوقا ‪ .)٢٢ :١٤‬يف‬ ‫العلية ت ّم العشاء األخري‪ ،‬ويسوع غسل أرجل التالميذ‪ ،‬وإليها التجأ التالميذ بعد‬ ‫إلقاء القبض عىل يسوع يف الجسامنية‪ .‬وفيها اجتمعوا مساء أحد القيامة خوفًا‬ ‫من اليهود‪ ،‬وفيها أعطاهم الروح القدس‪( .‬يوحنا ‪)٢٠ :١٩‬‬ ‫من هذه العلية خرج يسوع مع التالميذ إىل جبل الزيتون ليصعد إىل السامء‪.‬‬ ‫نشأت الكنيسة املسيحية األوىل يف هذه العلية فأصبحت أم الكنائس املسيحية‬ ‫يف كل العامل‪ ،‬وقد مارس املسيحيون عباداتهم يف هذا املكان املق ّدس منذ عهد‬ ‫الرسل وحتّى منتصف القرن السادس عرش‪ -‬علية صهيون من موقع قصة حجر‬ ‫‪storyofstone‬‬

‫‪71‬‬


‫كنيسة الصعود‬ ‫بنيت عىل جبل الزيتون‪ ،‬يف املكان الذي يعتقد أن «السيد‬ ‫املسيح» صعد منه إىل السامء‪.‬‬

‫‪72‬‬


‫من األماكن املسيحية املقدسة األخرى‬ ‫كنيسة نياحة العذراء‪ :‬تقع يف جبل صهيون‪.‬‬ ‫ديرأبونا إبراهيم‪ :‬داخل سور ساحة القيامة من الجهة‬ ‫‪64‬‬ ‫الجنوبية‪.‬‬ ‫دير ماريوحنا املعمدان‪ :‬وهو كنيسة بيزنطية داخل السور‪.‬‬ ‫دير العذراء‪ :‬يقع داخل السور‪ ،‬جنوب كنيسة القيامة‪.‬‬ ‫دير قسطنطني‪ :‬يقع داخل السور‪ ،‬جنوب بطريكية الروم يف‬ ‫حارة النصارى‪.‬‬ ‫دير الثبات‪ :‬وهو مجاور لخان األقباط من الجهة الشاملية‪.‬‬ ‫حبس املسيح‪ :‬يف طريق اآلالم‪.‬‬ ‫دير ماركرا المبوش‪ :‬يقع رشق الصالحية‪.‬‬ ‫دير السيدة‪ :‬عىل مقربة من الخانقاه اإلسالمية‪.‬‬ ‫دير العدس‪ :‬يف حارة السعدية قرب حبس املسيح‪.‬‬ ‫دير مار جرجس‪ :‬بجوار دير الالتني‪.‬‬ ‫دير األرمن‬ ‫دير مارميخائيل‪ :‬شامل بطريك الروم‪.‬‬ ‫دير مار دميرتي‪ :‬يقع يف حارة النصارى‪.‬‬ ‫دير مار نقوال (نيقوالوس)‪ ،‬و دير مارتا‪ :‬بجانب بيت‬ ‫الحجاج‪ /‬كازانوفا‪.‬‬ ‫‪ -64‬ويشار لدير يحمل نفس االسم يف سلوان‪،‬رأس العمود‪ ،‬التلة املقابلة لسور‬ ‫القدس‪.‬‬

‫‪73‬‬


‫دير اليعازر‪ :‬يف العيزرية‪.‬‬ ‫دير أيب ثور‪ :‬يقع يف محلة الثورى‪.‬‬ ‫دير القديس أنوفريوس‪ :‬يقع يف وادي الربابة‪ ،‬بني جبل‬ ‫صهيون‪ ،‬وجبل أيب ثور‪.‬‬ ‫دير القطمون‪ :‬يقع يف القطمون‪.‬‬ ‫دير الجليل‪ :‬يقع فوق جبل الطور‪.‬‬ ‫دير مار الياس‪ :‬يقع عىل طريق القدس بيت لحم‪.‬‬ ‫دير املصلبة‪.‬‬ ‫دير مار سابا‪ :‬بيت لحم قرب العبيدية‪.‬‬ ‫دير املخلص‪ :‬دير الالتني‪.‬‬ ‫املسكوبية‪ :‬قرب باب الخليل‪.‬‬

‫‪74‬‬


‫الفصل الثالث‪:‬‬ ‫مصطلحات يف فلسطني‬ ‫والقدس‪ ،‬والصهيونية‬



‫أوروسامل «أورسامل»‪ ،‬والعرب واليهود‬ ‫أورسامل أو «اورشاليم» إسم عريب كنعاين‪ -‬والكنعانيون أو‬ ‫الكُنانيون‪ 65‬عرب مينيني من بني كُنانة‪ -‬معناه مدينة السالم وهو‬ ‫اسم موجود قبل سنة ‪ 2000‬ق م أي قبل وجود إبراهيم عليه‬ ‫السالم (مل يكن ابراهيم إال عربيا عاش يف الحجاز أو اليمن القديم‬ ‫كام يوضح القرآن الكريم‪ -‬وحسب األبحاث الحديثة‪.‬‬ ‫عدا عن أنه وكام أش��ار الباحث واملفكر العريب فاضل‬ ‫الربيعي يف كتابه النفيس (القدس ليست أورشليم) أن هناك ثالثة‬ ‫قدس‪ ،‬وواحدة هي أورشليم‪ ،‬واألماكن أواملواقع أو الجبال األربعة‬ ‫موجودة جغرافيا يف اليمن القديم‪ ،‬حتى اليوم وكذلك مختلف‬ ‫‪66‬‬ ‫مواقع جغرافيا التوراة املتداولة اليوم‪).‬‬ ‫ويف جميع األحوال أي أن تكون املعامل املذكورة جغراف ًيا يف‬ ‫التوراة موجودة يف فلسطني أم اليمن أم الربازيل أم اسرتاليا! فهي‬ ‫تخص ِحقبة تاريخية غابرة لقوم أو أقوام بادت‪ ،‬ومنهم قوم بني‬ ‫إرسائيل (إرسءيل) العرب املنقرضني كام هو الحال مع مثود وعاد‬ ‫وقوم لوط وقوم نوح‪...‬الخ؟‬ ‫والقوميات الخزرية‪ 67‬اآلسيوية واألوربية املتعددة التي‬

‫‪ -65‬ويف قول آخر أنها‪ -‬أي الكنعانيني‪ -‬تسمية دينية لجامعة أطلقتها قبيلة بني‬ ‫إرسءيل القدماء املنقرضني عىل غري املختونني‪ -‬فاضل الربيعي‪.‬‬ ‫‪ -66‬من إضافاتنا التوضيحية عىل بحث الكاتبة خبرية اآلثار عبري زياد‪ ،‬بني قوسني‬ ‫أوبني شحطتني‪.‬‬ ‫‪ -67‬املفكر جامل حمدان يف كتابه‪« ‬اليهود أنرثوبولوجيا»‪ ‬أثبت أن ‪ % 95‬من‬ ‫اليهود املعارصين ليسوا هم أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطني‪ ،‬كام أثبت‬ ‫كذلك ان االضطهاد الذي تعرض له اليهود مل يكن بسبب‪ ‬التعصب الديني‪ ‬وإمنا‬ ‫يرجع إيل طريقة حياة اليهود واستعالئهم عيل غريهم من األمم‪.‬‬

‫‪77‬‬


‫تحتل بالدنا اليوم واملشكلة لغالب سكان «ارسائيل» هم بال‬ ‫أي صلة جينية وراثية قومية او قبلية بالقبيلة البائدة القدمية‪،‬‬ ‫وانتسابهم الديني ال يؤهل الحتالل أرض مطلقا‪.‬‬ ‫ويف السياق فإن املغالطة التاريخية القول بقرابة يهود أوربا‬ ‫والعامل الجديد بالعرب ال سيام بعد أن اختفى يهود التوراة نهائيا‪.‬‬ ‫وانه ال قرابة بني العرب الساميني واليهود الخزر املنغول اآلسيويني‬ ‫الباقني وال توجد أية صلة قرابة بني العرب واليهود الذين هم‬ ‫أوربيون ُسالف (خزر) أو آريون أكرث منهم ساميون وهذا يصدق‬ ‫عىل كل الطوائف اليهودية وعىل امتداداتهم‪...‬إن اليهود الذين‬ ‫يكونون شعوب «إرسائيل» حاليا والذين جاءوا من أكرث من اثنتني‬ ‫وسبعني دولة ال يؤلفون جنسا واحدا‪ ،‬إمنا مجموعة أجناس وأخالط‬ ‫وانه من الخطأ القول بوجود جنس يهودي وإال كيف يجمع بني‬ ‫يهود الفالشا ويهود التاميل يف الهند ويهود الصني والرتكستان‬ ‫‪68‬‬ ‫وكردستان واليمن وبولندا أو غريها من يهود العامل‪.‬‬

‫‪ -68‬د‪.‬عبدالفتاح الغنيمي‪ ،‬شعوب إرسائيل وخرافة االنتساب للسامية‪ ،‬العريب‬ ‫للنرش‪،‬القاهرة ط‪ 1‬عام‪ 2002‬ص‪8‬‬

‫‪78‬‬


79


‫صهيون (العربية)‬ ‫كل‬ ‫وص ْه َو ُة ّ‬ ‫صهيون كلمة عربية معناها الصخر الصلب‪َ ،‬‬ ‫يش ٍء‪ :‬أَ ْعال ُه كام يقول ابن منظور‪ ،‬حيث البعض يوردها مبعنى‪:‬‬ ‫صهوة (قمة) املرتفع (وجبل صهيون األصل موجود يف اليمن‬ ‫‪69‬‬ ‫القديم)‪.‬‬ ‫(وهذا الجبل –جبل صهيون‪ -‬تقول عنه التوراة أن داود غ ّري‬ ‫اسمه إىل جبل داود‪ .‬واليوم ميكنكم أن تعرفوا أن ما يسمى جبل‬ ‫الدود يف صعدة‪ -‬حيث تدور املعارك مع الحوثيني يف وادي كتاف‪-‬‬ ‫هو نفسه جبل دود(بالعربية دود‪ -‬داود)‪ ،‬بينام يظن بعض العامة‬ ‫من الناس انه عىل اسم دود (الحرشة) علامً أن اسم صعدة ووادي‬ ‫‪70‬‬ ‫كتاف يرِدان بالنص بهذه الصيغة‪).‬‬

‫‪ -69‬من املمكن العودة والتمعن بكتابات هاين نور الدين ومحمد حسن شارب‪،‬‬ ‫وكامل الصليبي‪ ،‬وفراس السواح‪ ،‬و»توماس ل‪ .‬طومسون»‪ ،‬و»كيث وايتالم»‪،‬‬ ‫ود‪.‬عفيف بهنيس‪ ،‬وعامل اآلثار االرسائييل زئيف هرتسوغ وزميله يف جامعة تل‬ ‫أبيب «يرسائل فلكشتاين»‪.‬‬ ‫‪ -70‬الباحث املفكر العريب فاضل الربيعي عىل الرابط املرفق ‪http: / / www.‬‬ ‫‪noqta.info/ page- 53850- ar.html‬‬

‫‪80‬‬


‫‪ß‬مة بابل (أو عشتار)‬ ‫ولي‪ß ä‬مة داوود‬

‫النجمه السداسية موجوده يف الحضارات القدميه منذ آالف‬ ‫السنيني قبل أن يجعلها اليهود يف القرون الوسطى نجمة داوود!‬ ‫وهي من أكرث الرموز السورية فلسفة وروحانية‪.‬‬ ‫النجمة السداسية املؤلفة من مثلثني متقاطعني‪ ،‬واحد‬ ‫قاعدته اىل األعىل ورأسه اىل األسفل وميثل سعي اإللهي للحلول‬ ‫يف البرشي‪...‬‬ ‫ومثلث قاعدته اىل األسفل ورأسه اىل االعىل وهو سعي‬ ‫‪71‬‬ ‫البرشي للفناء يف االلهي‪...‬‬ ‫‪ -71‬ملراجعة شبكة نوى‪ https: / / nawa.ps ،‬تحت عنوان‪ :‬نجمة‬ ‫عشتار‪ ..‬اليهود تأثروا بالحضارة والعبادة البابلية‬

‫‪81‬‬


‫السداسية واملعروفة بني‬ ‫ويقول د‪.‬نبيل زمام‪ 72‬أن‪ :‬النجمة ُ‬ ‫علامء اآلثار بنجمة ِعشتار‪ ،‬بدأت كرمز للعبادة عند السومريني ثم‬ ‫البابليني وقد وجِدت يف معظم الحضارات التي تلتها‪..‬‬ ‫الكثري من البيوت والكنائس واملساجد يف دمشق القدمية‬ ‫تظهر فيها هذه النجمة السداسية‪ ..73‬فهذه النجمة متتلك حضورا ً‬ ‫فنياً وفلسفياً راقياً يف الحضارة السورية قبل العربية واإلسالمية ثم‬ ‫يف النقوش العربية واإلسالمية‪ ،‬وقد قيل عنها (نجمة الحكمة) ملا‬ ‫تحمله من دالالت فلسفية وروحية عميقة ‪.‬‬ ‫ويف حضارة أوغاريت كان املثلث الذي رأسه يتجه إىل‬ ‫األسفل يرمز إىل األنوثة واملثلث الذي رأسه يتجه إىل األعىل يرمز‬ ‫إىل الذكورة وبتداخل املثلثني تولد الحياة‪.‬‬ ‫ويضيف د‪.‬زمام أنه‪ :‬عندما غادر اليهود بابل كانوا متأثرين‬ ‫جدا ً بالحضارة والعبادات البابلية وقد أخذوا معهم الكثري منها‬ ‫وهذه النجمة السداسية العشتارية رمز الخصب والحياة والحكمة‬ ‫هي أكرب مثال عىل ذلك‪..‬‬ ‫أما يف العرص الحايل فقد رسق الصهاينة منا كل يشء‪ ..‬حتى‬ ‫قرص الفالفل يُباع يف أوروبا اليوم عىل أنه (تُراث يهودي) كام‬ ‫الحال مع الثوب الفلسطيني والحمص‪ ،‬بل والكوفية‪ ،‬وغريه الكثري‪.‬‬ ‫«أساف أفرام» الخبري‬ ‫اىل ذلك يقول عامل اآلثار التلمودية ّ‬ ‫يف التاريخ اليهودي‪( :‬أ ّن استخدام النجمة السداسية عىل وجه‬ ‫‪ -72‬من ورقة للدكتور نبيل زمام عىل املوقع‪http: / / orhay.net/ press/ :‬‬ ‫‪?p=4173‬‬ ‫‪ -73‬الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات األثرية والنرش‬ ‫العلمي يف مرص يقول‪ :‬أ ّن نجمة داوود التي تعرب عن علم «إرسائيل» هي إسالمية‬ ‫يف األساس وال عالقة لها بالعلم اإلرسائييل الصهيوين من قريب أو من بعيد‪.‬‬

‫‪82‬‬


‫الخصوص كرمز يهودي بدأ منذ القرن السابع عرش ميالدي‬ ‫حيث ظهرت عىل رؤوس حجرية يف مقربة مبدينة براغ وعىل‬ ‫بعض األسيجة يف مدينة فينا لتضع حدودا بني املناطق املسيحية‬ ‫واملناطق اليهودية يف املدينة‪.‬‬ ‫وأكد أفرام أن الحركة الصهيونية استخدمت هذا الرمز‬ ‫ابتداء من القرن التاسع عرش‪ ،‬فظهر عىل راياتها‪ ،‬التي أصبحت‬ ‫فيام بعد علام «إلرسائيل»‪ ،‬مبينا أن» تعبري نجمة داوود يعود إىل‬ ‫القرن الرابع عرش ميالدي‪ ،‬وليس له جذور تاريخية قدمية ترتبط‬ ‫‪74‬‬ ‫بتاريخ امللك داوود نفسه»‪).‬‬

‫‪ -74‬ملراجعة مقال الرموز الدينية يف رحلتها التاريخية عىل موقع قنطرة‬ ‫بتاريخ ‪ 2016 /2 /7‬عىل الشابكة‪ ،‬ويف ذات املقال يؤكد الدكتورعبد الرحيم‬ ‫ريحان مدير عام البحوث والدراسات األثرية والنرش العلمي يف مرص أ ّن‬ ‫نجمة داوود هي نجمة اسالمية‪.‬‬

‫‪83‬‬


‫ّ‬ ‫الس يْب البابلي‬ ‫ليس للسبي البابيل لليهود مصدر سوى التوراة‪،‬التي ال تصلح‬ ‫تاريخا‪ ،75‬والعدد املذكور لألشخاص الذين تم سبيهم مبالغ فيه‬ ‫ومضخم كثريا حيث تورد التوراة عددا يرتاوح بني ‪ 70 50-‬ألفًا‪،‬‬ ‫وال يوجد ما يدل عىل أنه كان هناك أي وجود لليهود يف فلسطني‬ ‫قبل السبي‪.‬‬ ‫وتضيف الباحثة عبري زياد أنه‪ :‬واملعروف أن نبوخذ نرص‬ ‫كان يسبي عند حدود من كل منطقة احتلها‪ ،‬ومن هنا فان العودة‬ ‫عىل زمن قورش الفاريس‪ ،‬هي ليست عودة بل هي نو ًعا من إقامة‬ ‫كيان بقيادة موالية للدولة الفارسية لتحقيق األغراض السياسية‬ ‫بالدولة الفارسية‪.‬‬ ‫(يف كتاب املفكر العريب فاضل الربيعي الرفيع «حقيقة‬ ‫السبي البابيل» يثبت أن السبي اىل العراق حصل لالمارات‪/‬‬ ‫‪76‬‬ ‫املخاليف‪ /‬املشايخ اليمنية القدمية التي دانت باليهودية)‬ ‫‪ -75‬بغض النظر عن جغرافيا السبي –حيث هناك من يقول أنها حصلت يف‬ ‫فلسطني كام الرواية املتداولة‪ -‬فإنه حصل ألقوام او قبائل انتهت واندثرت من‬ ‫عىل مرسح التاريخ أي بني إرسءيل القدماء املندثرين‪ ،‬أو غريهم‪ ،‬فال صلة ملن‬ ‫يحتلون بالدنا اليوم بهم ال قوميا وال قبليا وال إثنيا وال جينيا‪.‬‬ ‫‪ -76‬يقول فاضل الربيعي‪ :‬يجب (كرس احتكار الرواية التوراتية السائدة واملهيمنة‬ ‫عىل الرسد التاريخي عن السبي البابيل‪ ،‬بإعادة وضعه يف إطاره الصحيح بوصفه‬ ‫حادثا تاريخيا مؤكدا‪ ،‬تعرضت له القبائل العربية البائدة‪ ،‬ومن ضمنها قبيلة‬ ‫عربية تدعى بنو إرسائيل‪ ،‬كانت تدين بدين اليهودية يف اليمن‪ .‬وهذه القبائل‬ ‫مجتمعة ال اليهود وحدهم‪ ،‬كانت ضحية أعامل اضطهاد مأسوية وقعت عىل‬ ‫أيدي اآلشوريني‪ .‬ولكن‪ ،‬مبقدار نقدنا للقراءة االسترشاقية (الغربية) يتعينّ علينا‬ ‫االعرتاف‪ ،‬بحقيقة أن املصادر العربية واإلسالمية املتأخرة‪ ،‬تستحق نقدا الذعا‬ ‫وحتى رفضً ا تاما ملنطوقها ومضمونها‪ .‬إن بعض هذه املصادر تشري دون أي علم‬

‫‪84‬‬


‫حقيقي بالتاريخ‪ ،‬ودون معارف جغرافية رصينة إىل أن‪ ،‬البخت نرص( أي نبوخذ‬ ‫نرص) خ ّرب بيت املقدس يف بالد الشام‪ ،‬بينام هي تتحدث عن الحملة كحدث‬ ‫وقع يف اليمن ؟ وهذا خلط مريع للتاريخ والجغرافيا‪ ،‬كان من شأنه مع مرور‬ ‫الوقت‪ ،‬أن ساهم يف خلق وعي مشوه عند العرب واملسلمني لتاريخهم) يف مقاله‬ ‫املعنون‪ :‬فلسفة التاريخ وهيمنة الرسديات الزائفة املتوفر عىل الشابكة‪.‬‬

‫‪85‬‬


‫اليهود (واليهودية)‬ ‫اليهود عبارة عن ديانة نشأت إثر انهيار إمارة يهودا يف‬ ‫اليمن القديم‪ 77،‬ويهود اليوم كام يورد الباحث الربفسور اليهودي‬ ‫الهنغاري (آرثر كوستلر) واالرسائييل (شلومو زاند)‪ ،‬هم بغالبهم‬ ‫من نسل قبائل الخزر‪ 78‬ودولتهم اليهودية التي أقيمت بني القرن‬ ‫الثامن اىل القرن ‪ 12‬امليالدي يف جنوب روسيا بني بحر قزوين‬ ‫والبحر األسود‪ ،‬وال عالقة لهم بالعربانيني أو يهود التاريخ التورايت‪،‬‬ ‫وهم اليوم ميثلون يهود روسيا وأوربا الرشقية‪ ،‬والغربية بجزء‬ ‫‪79‬‬ ‫منهم‪.‬‬ ‫والقبائل اليهودية التي أقامت يف بالدنا فلسطني نحو ‪200‬‬ ‫‪80‬‬ ‫ق‪.‬م كانت قبائل يهودية مينية عربية‪.‬‬ ‫أن قبيلة بني إرسائيل (إرسءيل) بادت منذ القرن الخامس‬ ‫‪ -77‬بعض البحاثة ينسب اليهود للنبي هود‪ ،‬كام ينسب يف مصادر أخرى السم‬ ‫ملك‪ ،‬وينسب اىل إمارة‪ /‬مملكة يهودا املنشقة عن السامريني يف بالد اليمن‬ ‫القديم‪.‬‬ ‫‪ -78‬يقول أرثر كوستلر‪ :‬الخزر هم األمة أو القبيلة الحاكمة يف إطار املوزاييك‬ ‫اإلثني لبالد الخزر (بحر الخزر هو بحر قزوين اليوم)‪.‬‬ ‫‪ -79‬إثر محاولة اغتيال قيرصروسيا عام ‪ 1881‬تم قتل وتهجري آالف اليهود الذين‬ ‫اتهموا بدمه‪ -،‬يراجع د‪.‬ابراهيم بدران‪ :‬قراءات يف املسالة االرسائيلية‪،‬دارالبريوين‬ ‫ص‪. 86-‬فساحوا يف أوربا الرشقية‪ ،‬والغربية والواليات املتحدة االمريكية اىل ان‬ ‫تم سن قوانني عنرصية ملنع هجرتهم اىل بريطانيا وامريكا‪ ،‬وبرزت فلسطني كحل‬ ‫لطردهم من أوربا اليها وفق املفاهيم االستعامرية االستعالئية وصوال إلعالن‬ ‫بلفور‪.‬‬ ‫‪ -80‬يراجع كتب املفكر العريب فاضل الربيعي وكذلك أحمد الدبش ود‪.‬فرج الله‬ ‫صالح ديب‪ ،‬والعبارة املذكورة ترد نصا يف الرابط املرفق لفاضل الربيعي ‪http: /‬‬ ‫‪/ www.noqta.info/ page- 53850- ar.html‬‬

‫‪86‬‬


‫قبل امليالد‪ ،‬ولو أقر أن للقبائل أو للشعوب حقوقاً تاريخية يف‬ ‫أر ٍ‬ ‫اض معينة تبقى قامئة عىل حساب اآلخرين مهام طال الزمن!‬ ‫فإن أقل ما يقال يف هذا املبدأ أنه غري مقبول إال من أصحاب‬ ‫الهوس العرقي‪.‬‬ ‫من املؤكد عند علامء األجناس أن قبيلة إرسائيل البائدة‬ ‫انصهرت يف مجتمعات عربية وتحولت مع مرور الزمن إىل‬ ‫املسيحية فاإلسالم ومن البديهي أن العرق بحد ذاته ال ميوت‪ ،‬وإمنا‬ ‫الذي ميوت هو املجتمع واالنتامء واالسم وذلك عن طريق التحول‬ ‫‪81‬‬ ‫من واقع اجتامعي تاريخي معني إىل واقع آخر‪.‬‬ ‫ويقول استاذ التاريخ اليهودي يف القرون الوسطى يف جامعة‬ ‫تل أبيب (أ‪ .‬ن‪ .‬بولياك) يف كتابه «خازاريا» أي بالد الخزر الذي‬ ‫صدر بالعربية يف تل أبيب عام ‪ 1944‬وأعيد طبعه عام ‪:1951‬‬ ‫«هناك حاجة لتناول جديد لكل من مشكلة العالقات بني يهود‬ ‫الخزر وبقية املجموعات اليهودية‪ ،‬كذلك ملسألة املدى الذي ميكن‬ ‫أن نذهبه يف اعتبار يهود الخزر بصفتهم نواة الوجود اليهودي‬ ‫الواسع يف أوروبا الرشقية‪.‬‬ ‫إن املتحدرين من ذلك املكان‪ ،‬سواء من بقي منهم يف مكانه‬ ‫وسواء من هاجر اىل الواليات املتحدة وغريها من البلدان أو من‬ ‫ذهب اىل (ارسائيل)‪ ،‬هم من يشكل اآلن الغالبية العظمى من‬ ‫‪82‬‬ ‫يهود العامل»‪.‬‬ ‫‪ -81‬من نص للكاتب محمد حجازي عام ‪ 2010‬معنون‪ :‬اآلثــار والتــوراة فــي‬ ‫فلسطيــن‪..‬ادعــاءات وحقائــق‬ ‫‪ -82‬يذكر الطبيب واألديب املجري (اشتفان روجاهيجي) معلقاً عىل كتاب‬ ‫كوستلر‪« :‬وفقاً للكاتب املجري األصل كوستلر فان اليهود املعارصين ليسوا خلف‬ ‫أسباط ارسءيل االثني عرش‪ ،‬فقد جاؤوا من ضفاف الفولغا وليس من ضفاف‬

‫‪87‬‬


‫ويعلق األستاذ عبد الحميد الدكاكني يف بحث له منشور يف‬ ‫صحيفة الحياة الصادرة يف لندن‪( :‬هؤالء الخزر أقدموا من خالل‬ ‫حركتهم الصهيونية عىل التعتيم عىل موضوع أصلهم التاريخي‪،‬‬ ‫وتصوروا أنه مبزاوجة إنكار وجود الشعب الفلسطيني وإنكار‬ ‫أصولهم الخزرية تتشكل الصورة التي تروق لهم وتتمىش مع‬ ‫‪83‬‬ ‫أيديولوجيتهم‪).‬‬ ‫ميكننا أن نخلص كام يقول الباحث عبدالرحامن الخطيب‬ ‫يف بحثه املعنون (املسلمون مل يضطهدوا اليهود) اىل القول أن‪:‬‬ ‫(اليهود الذين يقطنون أرض فلسطني اآلن أصلهم إما من بالد‬ ‫الخزر‪ ،‬التي دانت باليهودية عن طريق ملكهم بوالن‪ ،‬فهم أحفاد‬ ‫اليهود الذين ظهروا يف بداية القرن الحادي عرش يف أوروبا من‬ ‫بقايا من ف ّر من اجتياح الروس لبالد الخزر‪ ،‬وعرفوا باسم طائفة‬ ‫األشكناز‪ ،‬أو هم من أحفاد طائفة السفارديم الذين يرجعون يف‬ ‫نسبهم إىل بقايا اليهود الذين فروا من محاكم التفتيش يف إسبانيا‪).‬‬

‫األردن‪ ،‬وأصلهم ال يعود اىل أرض كنعان بل اىل أرض القفقاس‪ ،‬ومن حيث العرق‬ ‫ليسوا بساميني‪ ،‬ومن حيث األصل هم أقرب اىل قبائل الهون»‪ .‬املصدر‪ :‬صحيفة‬ ‫الحياة‪ ،‬الكاتب‪ :‬عبدالحميد الدكاكني‪ ،‬تاريخ النرش(م)‪ ،2001 /8 /10 :‬منشأ‪:‬‬ ‫رقم العدد‪ ،14026 :‬الباب‪ /‬الصفحة‪14 :‬‬ ‫الباحث عبدالحميد الدكاكني يف دراسته يف صحيفة الحياة اللندنية املعنونة‬ ‫السبط الثالث عرش‪ .‬دراسة املؤرخ آرثر كوستلر يف الجذور التاريخية لليهود‬ ‫األشكناز ‪1‬من‪ 3‬يف العدد ‪ 14026‬بتاريخ ‪2001 /8 /10‬‬ ‫‪http: / / daharchives.alhayat.com -83‬‬

‫‪88‬‬


‫اخرتاع «الشعب» اليهودي‬ ‫د‪ .‬شلومو ساند‪ ،‬الربوفيسور يف جامعة تل أبيب‪ ،‬يف كتابه‬ ‫«اخرتاع الشعب اليهودي»‪ ،‬الذي رضب رقامً قياسياً يف مبيعاته‪،‬‬ ‫يؤكد أن «القومية اليهودية» هي ميثولوجيا جرت فربكتها قبل مئة‬ ‫عام من أجل تربير إقامة «الدولة اإلرسائيلية»‪.‬‬ ‫ويؤكد «ساند» أن اليهود مل يُطردوا من األرايض املقدسة‪،‬‬ ‫كام أن معظم يهود اليوم ليست لهم أي أصول ِعرقية يف فلسطني‬ ‫‪84‬‬ ‫التاريخية‪ ،‬وأن الحل الوحيد هو إلغاء «الدولة اليهودية إرسائيل»‪.‬‬ ‫كام ينطلق «ساند»‪ -‬و تلفظ أيضا «زاند»‪ -‬يف كتابه «اخرتاع‬ ‫الشعب اليهودي»‪85 ،‬من أن الحركة الصهيونية قد اختلقت‬ ‫املصطلح الديني «أرض إرسائيل»‪ ،‬وحولته إىل مصطلح جيو‪-‬‬ ‫سيايس ال تعرف إىل اآلن ما هي حدوده‪ ،‬وال ما هي تطلعاته‬ ‫املستقبلية‪.‬‬ ‫ويسهب ساند يف هذا الكتاب يف رشح ظهور مصطلح «أرض‬ ‫إرسائيل» عرب التاريخ‪ ،‬وبدايات تغلغله يف أوساط اليهود‪ ،‬مرورا ً‬ ‫باستغالله من قبل الحركة الصهيونية‪ ،‬وانتها ًء بتحوله إىل مصطلح‬ ‫جيوسيايس يعرب‬ ‫عن مساحة معينة من األرض تعرتف بها األمم املتحدة‪.‬‬ ‫‪ -84‬أحمد الدبش يف بحثه الرثي‪ :‬اختالق تاريخ وجغرافيا «إرسائيل»‬ ‫‪ -85‬لدى املؤلف «شلومو ساند» كتاب «اختراع الشعب اليهودي»‪،‬‬ ‫وكتاب هام آخر هو‪« :‬اخرتاع أرض إرسائيل»‪،‬صدربالعربية عام ‪ 2013‬عن املركز‬ ‫الفلسطيني للدراسات اإلرسائيلية مدار يف رام الله‪ -‬فلسطني‬

‫‪89‬‬


90


‫شلومو ساند وكتابيه‪ :‬اخرتاع الشعب اليهودي‪ ،‬واخرتاع ارض‬ ‫«إرسائيل»‪.‬‬


‫إسرائيل‪ ،‬وإسرءيل‪( 86‬واليهود شيء آخر)‬ ‫يقول الباحث واملفكر فاضل الربيعي صاحب كتاب فلسطني‬ ‫املتخيلة‪ :‬أرض التوراة يف اليمن القديم (إن كثريا من الناس‬ ‫يخلطون بني بني إرسائيل واليهود‪ ،‬ويعتقدون أنهام يشء واحد‪،‬‬ ‫وهو غري صحيح مفهوميا‪ ،‬ألن بني إرسائيل قبيلة‪ ،‬واليهودية دين‪،‬‬ ‫ولذلك فليس كل من انتسب إيل أو اعتنقه أوتهود أصبح من‬ ‫بني إرسائيل‪ ،‬وهذا شبيه متاما مبا هو حال اإلسالم‪ ،‬فاإلسالم دين‬ ‫وقريش قبيلة‪ ،‬فليس كل مسلم من قريش‪ ،‬هناك مسلم صيني‪،‬‬ ‫فلبيني‪ ،‬باكستاين إيراين‪...‬‬ ‫‪ ‬لكنه الينتسب تلقائيا ألنه أصبح مسلام إيل قريش‪ ،‬واليهودي‬ ‫الفرنيس هو يهودي لكنه فرنيس و ليس من بني إرسائيل‪ ،‬ألن بني‬ ‫إرسائيل قبيلة عربية قدمية‪ ،‬وبذلك ال يحق للمسلم الصيني أن‬ ‫يطالب بإرث أو حقوق يف األرض مبكة أو الحجاز أو املدينة ملجرد‬ ‫أنه أصبح مسلماً ‪).‬‬ ‫أما (ارسائيل) الدولة القامئة اليوم فهي نشأت إثر قرار‬ ‫تقسيم فلسطني بني املواطنني العرب وبني السكان اليهود يف العام‬ ‫‪ 1947‬وما استعارة االسم اال ألهداف دينية سياسية استعامرية‬ ‫تحاول ايجاد وإسقاط ِ‬ ‫الصلة بني بني ارسائيل العرب املنقرضني‬ ‫يف التوراة وبني السكان اليهود املحتلني لفلسطني القادمني من‬ ‫قوميات مختلفة من العامل‪.‬‬ ‫الكاتب واملفكر والصحايف اإلرسائييل «بوعاز عيفرون»‪،‬‬ ‫‪ -86‬أرشنا سابقا ونعيد التأكيد لألهمية أن هذا الرسم «إرسءيل» هو بتوقيع‬ ‫د‪.‬زياد منى لتمييز القدماء من قبيلة بني إرسءيل املندثرين‪ ،‬عن الجدد يف بالدنا‬ ‫املتسمني بذات االسم إرسائيل وال عالقة بينهام قوميا أو اثنيا أو وراثيا‪.‬‬


‫يف كتابه الهام «الحساب القومي» يقول‪ :‬إن «املفهوم الصهيوين‬ ‫القائل إن اليهود هم شعب له أرض يتطلع إىل العودة إليها‪ ،‬ال‬ ‫يتالءم مع الحقائق‪ .‬وقد أقيمت دولة (إرسائيل) نتيجة ل�‘مصيبة‬ ‫‪87‬‬ ‫اليهود‘ وغايتها حل «املشكلة اليهودية»‪.‬‬

‫فلسطني واالحتالل الصهيوين‬

‫‪ -87‬أنظر نص مقال الكاتب بالل ضاهر يف موقع عرب‪ 48‬تحت عنوان‪ :‬القدس‬ ‫مل تكن عاصمة اليهود أبدا‪.‬‬

‫‪93‬‬


‫العربانيون (البدو أم عابر؟)‬ ‫علينا التمييز بني العربانيني وبني إرسائيل (إرسءيل)‪ ،‬فليس‬ ‫صحي ًحا ما يقال أن هاتني الجامعتني جامعة واحدة‪ ،‬والصحيح‬ ‫أنهام جامعتان مختلفتان‪ ،‬والقول بوجود أوجه شبه بسبب متاثل‬ ‫إسم العربانيني مع اسم اللغة العربية‪ ،‬لكن هذا التامثل العالقة له‬ ‫بوجود قرابات أرسية أو روابط دم‪ ،‬لقد استخدمت هذة األكذوبة‬ ‫لتربير فكرة أن بني إرسائيل عربوا نهر األردن ووصلوا فلسطني‪،‬‬ ‫وأنهم لهذا السبب عربانيون‪ ،‬وهي أكذوبة ر ّوج لها علامء آثار‬ ‫ومسترشقون وكتّاب تاريخ‪ ،88‬ويف أرجح االستدالالت أن العربانيني‬ ‫هم (األعراب) الذين شاكسوا قبائلهم وتم نبذهم‪.‬‬ ‫أما الباحث يف التاريخ القديم األستاذ أحمد الدبش فيقول‪:‬‬ ‫(لننظر إىل مفهومنا الديني عن «العربيني» عرب كتاب الله تعاىل‬ ‫القرآن الكريم‪ :‬فهل مثة ما يشري إىل “العربيني” يف القرآن الكريم!‬ ‫؟ مل ترد كلمة «عربي‪ /‬عرباين» يف القرآن الكريم مطلقاً‪ ،‬فقد ورد‬ ‫ذكر اإلرسائيليني بصيغة «بني إرسائيل» و«قوم موىس»‪ ،‬ذلك مام‬ ‫يدل عىل أن العرب يف زمن النبي محمد(صىل الله عليه وسلم)‬ ‫مل يعرفوا اليهود بغري التسميات املذكورة‪ ،‬فلو كانوا يعرفون بــ‬ ‫‪89‬‬ ‫«العربانيني» أو «العربيني» لورد ذكرهم يف القرآن بهذه التسمية‪.‬‬ ‫‪ -88‬كتاب فاضل الربيعي(أسطورة عبور نهر األردن وسقوط أريحا‪،‬من اخرتع‬ ‫هذا التاريخ؟)‪،‬دار جداول‪.2013 ،‬‬ ‫‪ -89‬هناك من يعترب أن عابر هو الجد االعىل للنبي ابراهيم عليه السالم‪ ،‬وعليه‬ ‫ال صلة له بقبيلة بني ارسءيل املتشكلة الحقا بحيث تخص بالتسمية‪ ،‬وال صلة‬ ‫له مبحتيل بالدنا اليوم رغم تسميتهم بذات األسامء‪ .‬والكتابة للقدماء املنقرضني‬ ‫برسم «إرسءيل» هو من اقرتاح د‪.‬زياد منى‪ ،‬حيث نكرر اإلشارة لها لفهم االختالف‬ ‫ألولئك املنقرضني عن محتيل بالدنا اليوم أي «االرسائيليني»‪ ،‬وحيث ال صلة مطلقا‬

‫‪94‬‬


‫لنضف إىل ذلك أن «العربانيني» مجهولون يف األناجيل‪ ،‬عىل‬ ‫أنه هناك رسالة للعربانيني يف األناجيل‪ ،‬ولكنها مرفوضة ألسباب‬ ‫مادية من قبل شرُ ٌاح الكتاب املقدس‪ ،‬مرفوضة ألسباب مادية قبل‬ ‫كل شئ‪.‬‬ ‫هكذا مل تكن العربية إال بدعة تاريخية إلسقاط جغرافية‬ ‫التوراة عىل فلسطني ومحيطها‪ ،‬وهذا اإلسقاط ج ّر كذباً تاريخياً‬ ‫يهودياً‪ ،‬فعلينا االح�تراس من التامدي يف استخدام مصطلح‬ ‫«العربية» املجهول‪ ،‬الذي يفلت من كل تحليل جاد‪ .‬وإنه ملن‬ ‫الصعب علينا اليوم أن نعرف «العربانيني» بواسطة املكان أو‬ ‫‪90‬‬ ‫الزمان أومبعونة علم االجتامع‪ ،‬أو علم األديان‪).‬‬

‫بني القدماء والجدد االوربيني واآلسيويني من روسيا‪.‬‬ ‫‪ -90‬من مقال للكاتب أحمد الدبش يف جريدة وموقع نقطة واول السطر ‪http:‬‬ ‫‪/ / www.noqta.info/ page- 91461- ar.html‬‬

‫‪95‬‬


‫ّ‬ ‫السامية (أين سام؟)‬ ‫ال يذكر انتساب سام اىل نوح عليه السالم واآلخرين اال يف‬ ‫التوراة‪ ،‬ما ال تق ّره أي من اآلثار والوثائق التاريخية حيث ال تذكر‬ ‫اللغات اليونانية والفارسية والهندية كام تقول الباحثة د‪.‬نادية‬ ‫مصطفى كلمة أو اسم سام أو حام أويافث‪.‬‬

‫حول مصطلح «السامية»‪ ،‬انهم العرب‪« :‬يقول «موسكايت»‪:‬‬ ‫لقد استخدم لفظ الساميني ألول مرة يف أوربا عام ‪ 1781‬حني كتب‬ ‫«شليزر» يقول‪« :‬من البحر املتوسط اىل نهر الفرات ومن وادي‬ ‫‪96‬‬


‫الرافدين اىل الجزيرة العربية سادت‪ -‬كام هو معروف جيدا‪ -‬لغة‬ ‫واحدة‪ .‬وعىل هذا فالسومريون والبابليون والعربانيون والعرب‬ ‫كانوا شعبا واحدا‪ .‬ولقد تكلم الفينيقيون كذلك هذه اللغة التي‬ ‫‪91‬‬ ‫أسميها اللغة السامية”‪.‬‬ ‫ويضيف «موسكايت» إذا أخذنا بالتعريف الحديث لكلمة‬ ‫الشعب لوجدنا أنها تعني مجموعة من الناس قد تتكون من‬ ‫عنارص وأجناس مختلفة لكنها تتجانس فيام بينها وتكون شخصية‬ ‫لها خصائصها املميزة بسبب املوقع الجغرايف واللغة والعوامل‬ ‫التاريخية والثقافية فاذا طبقنا هذا املقياس‪ -‬للشعب‪ -‬عىل‬ ‫الشعوب املتكلمة باللغات «السامية» (هي الجزرية نسبة للجزيرة‬ ‫العربية‪ -‬الباحث) فاننا نجد أن العامل األول وهو املوقع الجغرايف‬ ‫قد تحقق فعال حيث سكنت هذه الشعوب منطقة «سامية»‬ ‫واحدة متتد من شبه الجزيرة العربية جنوبا اىل وادي الرافدين‬ ‫وسوريا شامال‪ ،‬وبالنسبة للغة فرغم تعدد اللهجات «السامية» اال‬ ‫أنها جميعا متقاربة بدرجة كبرية‪ ...‬وعىل ذلك فان الساميني هم‬ ‫سكان الجزيرة العربية يف أول عصور التاريخ وقد عاشوا يف تجانس‬ ‫لغوي واجتامعي وعنرصي وهاجروا اىل الشام والرافدين»‪ ،‬وعليه‬ ‫فإن أكذوبة مصطلح الساميني تسقط‪ .‬فاملقصود هي قبائل عربية‬ ‫‪92‬‬ ‫سكنت املنطقة العربية جنوبا وشامال‪”.‬‬ ‫‪ -91‬العلامء العرب الكبار يقرتحون تسميتها «اللغة الجزرية» أو الجزيرية نسبة‬ ‫للجزيرة العربية حيث ال يوجد تاريخيا دليل عىل مصطلح «سام» االسترشاقي‬ ‫الغريب التضلييل‪ .‬ويتم اإلشارة بذلك للمجموعات البرشية (القبائل) من شبه‬ ‫الجزيرة العربية سواء من شاملها الغريب (منطقة الجزيرة الفراتية ) أو من اجزائها‬ ‫االخرى‪ ،‬حيث يستحسن أطالق لفظة (الجزريون ) أو االقوام العاربة عليها‪.‬‬ ‫‪ -92‬ملراجعة أحمد عبدالوهاب‪ ،‬فلسطني بني الحقائق واألباطيل‪ ،‬مكتبة وهبة‬ ‫القاهرة‪ 1972‬ص‪131 130-‬‬

‫‪97‬‬


‫أما مصطلح “معاداة السامية”‪ 93‬بقصد معاداة اليهود الديانة من‬ ‫االوربيني تحديدا فيشري الباحث عبد الرحامن الخطيب يف مقالته بصحيفة‬ ‫الحياة‪ :‬أن مصطلح»معاداة اليهود»هو ترجمة للعبارة اإلنكليزية (‪Anti-‬‬ ‫‪ ،)Semitism‬والكثري من املؤرخني من قال بأن ما يسمى العداء للسامية‬ ‫بدأ يف األندلس (اسبانيا والربتغال اليوم)‪ ،‬إذ طرد اليهود واملسلمني معاً ويف‬ ‫الوقت نفسه‪ ،‬عىل رغم أن يهود «املارانو» كانوا قد تنرصوا‪.‬‬ ‫ولكن أول من استخدم هذا املصطلح الصحايف األملاين‪ ،‬اليهودي‬ ‫األصل‪« ،‬ولهلم مار» سنة ‪( 1879‬لتمييز الحركة املضادة لليهود‪ ،‬وتم إنشاء‬ ‫جمعية معاداة السامية التي متكنت من جمع ‪ 255‬ألف توقيع يطالب‬ ‫‪94‬‬ ‫بطرد اليهود من أملانيا‪.).‬‬

‫ويف املصطلح يقول (أرثر كوستلر) يف مؤلفه عن أصل الوجود‬ ‫اليهودي الديانة اليوم املسمى «القبيلة ال‪ :»13‬سيغدو‪ -‬مصطلح‬ ‫الالسامية‪ -‬خالياً من أي معنى‪ ...‬فهو يرتكز عىل «سوء فهم»‬ ‫تقاسمه القتلة والضحايا»‪ .‬وكيف ال‪ ،‬ما دام يهود روسيا وأوروبا‬ ‫‪95‬‬ ‫الرشقية من أصل قفقايس كذلك الجرمانية النازية من أصل آري‪.‬‬ ‫‪ -93‬االخرتاعات الغربية املرتاكمة ما بني اخرتاع اليهودية كقومية‪ ،‬واخرتاع‬ ‫«السامية» (والتي تلقفتها الحركة الصهيونية الحقا أعادت تفكيك وتركيب‬ ‫الجغرافيا والتاريخ لتصور أن مرسح التوراة منذ آالف السنني هو كام هو‪ ،‬وهم‬ ‫رغم مواطنيتهم االوربية آلالف السنني ليسوا أوربيني بل هم املعنيون بإعادة‬ ‫موضعة التاريخ البائد من جديد!‬ ‫‪ -94‬مراجعة بحث أو مقالة الكاتب عىل العنوان التايل‪ :‬الحياة‪ -‬الكاتب‪:‬‬ ‫عبدالرحمن الخطيب‪،‬تاريخ النرش(م)‪ ،2008 /7 /16 :‬رقم العدد‪،16539 :‬الباب‪/‬‬ ‫الصفحة‪ 14- :‬وجهات نظر‬ ‫‪ -95‬تاريخ املصطلح‪ :‬كان الصحفي «وليام مار» أول من استخدم مصطلح معاداة‬ ‫السامية عام ‪ 1879‬وذلك لتمييز الحركة املضادة لليهود‪.‬وبدأت تظهر الكتابات‬ ‫املعادية لليهود يف أملانيا مثل كتابات «يوغني دورنغ» ضد السيادة اليهودية عىل‬ ‫الحياة األملانية والداعية إىل اتخاذ معايري لتصحيح هذا الوضع‪ ،‬وذلك بعدما‬ ‫لقيت هذه الحركة دفعة قوية عىل يد املستشار األملاين بسامرك‪.‬‬

‫‪98‬‬


‫اس‪ €‬فلسطني والقدس‬ ‫ذكر اسم فلسطني أو الفلسطينيون «الفلستيون» يف نصوص‬ ‫التوراة ذاتها‪ ،‬كام كان أول ذكر لها خارجها من خالل أبوالتاريخ‬ ‫هريودوت (القرن الخامس قبل امليالد)‪.‬‬ ‫يقول الباحث أحمد الدبش‪ :96‬دعونا نعود بذاكرتنا إىل ذلك‬ ‫املؤرخ اإلغريقي الذي عاش يف القرن الخامس قبل امليالد‪ ،‬والذي‬ ‫يُعرف باسم‪ :‬أبو التاريخ‪ ،‬وألَّف كتاب «التاريخ»‪ ،‬حوايل سنة ‪440‬‬ ‫ق‪.‬م‪[ .‬ترجمه إىل العربية‪ ،‬حبيب أفندي بسرتس عن طبعة الريش‬ ‫الفرنيس‪ ،‬تحت عنوان «تاريخ هريودوتس الشهري»‪��1886( ،‬‬ ‫‪ .)1887‬وأيضاً عبد اإلله املالح‪ ،‬تحت عنوان «تاريخ هريودوت»‪،‬‬ ‫(‪.)2001‬‬

‫وقد نشأت جامعة أو «جمعية معاداة السامية» بعدما متكنت من جمع ‪255‬‬ ‫ألف توقيع يطالب بطرد اليهود‪ ،‬كام قامت مظاهرات عدة يف بعض املدن‬ ‫األملانية مؤيدة لهذا االتجاه‪ .‬وقد رفعت ضد اليهود تهمة القتل الطقويس (تهمة‬ ‫الدم) التي وجهت لهم يف العصور الوسطى‪ .‬املرجع –الجزيرة – اليهود وفكرة‬ ‫العداء للسامية‪ -‬الكاتب محمد خليفة حسن‬ ‫‪ -96‬ملراجعة الباحث أحمد الدبش يف «كنعان وملوك بني إرسائيل يف جزيرة‬ ‫العرب» (‪ ،)2005‬و«عورة نوح ولعنة كنعان وتلفيق األصول» (‪ ،)2007‬و«سلسلة‬ ‫التاريخ اليمني املجهول‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬اليمن الحضارة واإلنسان‪ :‬بحثاً عن الجذور»‬ ‫(‪.)2011‬‬

‫‪99‬‬


‫ما يهمنا من مؤلَّفه هو ما كتبه عن «فلسطني»‪ ،‬فقد ذكر‬ ‫هريودوت‪ ،‬أ ّن السكيثيني‪ ،‬اجتاحوا آسيا‪« ،‬وملا ت ّم لهم هذا زحفوا‬ ‫إىل مرص لالستيالء عليها‪ .‬فلام بلغوا فلسطني وجدوا أمامهم‬ ‫ملك مرص بسميتاك‪ ،‬ومعه الهدايا وهو يلهج بالدعاء لهم‪ ،‬راجياً‬ ‫التوقف عن زحفهم»‪.‬‬ ‫ويقول هريودوت مشريا لفلسطني االقليم والبالد بالقول‬ ‫بكل وضوح (ذلك الجزء من سورية املسمي فلسطني) ما يكذب‬ ‫نتنياهو والعقل االستعامري الصهيوين االمرييك معا‬ ‫ومام كتبه أبوالتاريخ أيضا‪( :‬يسكن البالد املمتدة من أرض‬ ‫الفينيقيني حتى حدود مدينة كاديتس [غزة] السوريون الذين‬ ‫يسمون «الفلسطينيون»)‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬تعرف هذه املنطقة من سورية وما يليها جنوباً حتى‬ ‫‪97‬‬ ‫مرص ب(فلسطني)‪.‬‬ ‫وعن القدس يقول فراس السواح كام ورد يف كتابه «الحدث‬ ‫التورايت والرشق األدىن القديم» أنه (بخصوص أورشليم القدس‬ ‫اليبوسية القدمية‪ ،‬التي ال عالقة لها أبدا ً باليهود أو بني إرسائيل‬ ‫أوالعربانيني‪ ،‬نجد األدلة اآلثارية اآلتية‪ :‬عندما بدأت التنقيبات‬ ‫األثرية يف العرص الحديث‪ ،‬اتجهت إىل مدينة القدس مبوقعها‬ ‫الحايل‪ ،‬فلم يجدوا فيها شيئاً ذا عالقة باليهود أو العربانيني أو بني‬ ‫‪ -97‬يقول املفكر الفرنيس بري رويس‪ ،‬يف كتابه «مدينة إيزيس‪ ،‬التاريخ الحقيقي‬ ‫للعرب»‪”:‬إن إعادة اسم فلسطني الوحيد إىل هذه األرض يصبح إذا ً ليس فقط‬ ‫مطابقاً للقاعدة التاريخية األدق واألصح‪ ،‬ولكن لرفض تدخل أووساطة أحكام‬ ‫علمية تعسفية ومسبقة‪ .‬إنه ليس هذا العرق أو ذاك‪ ،‬هذا الدين أو ذاك الذي‬ ‫استفاد من انتخاب الطبيعة‪ ،‬ولكنها‪ ،‬فلسطني‪ ،‬القطر ذاته‪ ،‬الذي أخىل الشكل‬ ‫الخارجي يف البحر املتوسط ملركز ثقايف مختار‪ .‬فإىل غالبية سكانه إمنا يعود دور‬ ‫نارشي الفنون والعلوم»‪.‬‬

‫‪100‬‬


‫إرسائيل‪ ،‬ثم اكتشفوا أن أورشليم اليبوسية تقع بكاملها إىل جنوب‬ ‫املدينة الحالية عىل سلسلة تالل القدس الرشقية‪).‬‬ ‫بينام يجادل املفكر والباحث فاضل الربيعي كام الحال مع‬ ‫د‪.‬كامل الصليبي وفرج الله صالح ديب وأحمد الدبش وغريهم‬ ‫من البحاثة الكبار بان جغرافيا أو مرسح التوراة ليس يف فلسطني‬ ‫إطالقا‪ ،‬بل يف اليمن القدمية ويف ذلك يذكر فاضل الربيعي أن هناك‬ ‫ثالثة قدس وواحدة اورشليم يف كتابه «القدس ليست أورشليم»‪،‬‬ ‫واملواقع األربعة موجودة يف اليمن‪.‬‬ ‫بينام يؤكد بحاثة آخرون مثل فراس السواح وزياد منى‪،‬‬ ‫ود‪.‬ابراهيم عباس وحسني الحايك‪...‬وغريهم‪ -‬وحسب الرواية‬ ‫املتداولة‪ -‬أن الجغرافيا لالحداث هي ذاتها‪ ،‬ولكنها ليست كام‬ ‫ُوصفت أحداثها املزورة يف التوراة‪.‬‬

‫‪101‬‬


102


103


‫تزوير التاريخ‪ ،‬واحلقيقة‬ ‫يقول الربوفيسور «تومس طمسن»‪ ،98‬يف كتابه «التاريخ‬ ‫القديم للشعب اإلرسائييل»‪« :‬إن أية محاولة لكتابة تاريخ فلسطني‬ ‫يف أواخر األلف الثانية قبل امليالد‪ ،‬أو بدايات األلف األوىل قبل‬ ‫امليالد‪ ،‬عىل الضوء التام ملصادر الكتاب املقدس‪ ،‬لتبدو عىل الفور‬ ‫محاول ًة فاشل ًة وميؤوساً منها‪ ،‬بل ميكن اعتبارها محاولة هزلية‬ ‫‪99‬‬ ‫بالكامل‪ ،‬وتبعث عىل الضحك والفكاهة‪.‬‬ ‫إن قصص العهد القديم ما هي إال مأثورات وحكايات كُتبت‬ ‫أثناء القرن الثاين قبل امليالد‪ ،‬وإنه مضيعة للوقت أن يحاول أي‬ ‫إنسان أن يثبت مثل هذه األحداث التوراتية من خالل علم اآلثار‬ ‫‪100‬‬ ‫القدمية‪ ،‬فالعهد القديم ليس له أي قيمة كمصدر تاريخي»‪.‬‬ ‫ويف كتابه املعنون‪ :‬املايض الخرايف‪ ،‬التوراة والتاريخ وعرب‬ ‫خمسة عرش فصال وعىل امتداد ‪ 620‬صفحة يذهب «طمسن»‬ ‫ال إىل نفي تاريخية التوراة فحسب بل اىل التأسيس لتاريخ جديد‬ ‫لفلسطني القدمية واقوامها الكثرية‪ ،‬تاريخا لألقوام واالقاليم التي‬ ‫‪ -98‬توماس ل‪ .‬طومسون ‪( Thomas L. Thompson‬و‪ 7 .‬يناير ‪ 1939‬يف‬ ‫دترويت‪ ،‬ميتشگن)‪ ،‬هو عامل يف الكتب املقدس وعامل الهوت ارتبط بالحركة‬ ‫املعروفة مبدرسة كوپنهاگن‪ .‬كان أستاذ الالهوت يف جامعة كوپنهاگن من عام‬ ‫‪ 1993‬حتى ‪ ،2000‬ويقيم يف الدمنارك ويحمل حالياً الجنسية الدمناركية‪ .‬ويركز‬ ‫طومسون يف كتبه وأبحاثه عىل العالقة بني الكتاب املقدس (خاصة العهد القديم)‬ ‫وعلم اآلثار‪.‬‬ ‫‪ -99‬التاريخ القديم للشعب االرسائييل لطومسون من ترجمة صالح عيل سوداح‪،‬‬ ‫مكتبة بسان‪1995 ،‬‬ ‫‪ -100‬كام ميكن مراجعة كتاب توماس طومسون‪ :‬أسفار العهد القديم يف التاريخ‪،‬‬ ‫اختالق املايض‪ ،‬ترجمة عبدالوهاب علوب‪،‬املجلس األعىل للثقافة‪2000 ،‬‬

‫‪104‬‬


‫تجاهلتها التوراة لصالح بني ارسائيل ومن ثم اليهودية التي‬ ‫‪101‬‬ ‫شكلت الحقا اطارا لبناء كيان ارسائيل‪.‬‬

‫‪ -101‬ويشري برأيه اىل أن علم اآلثار أوضح ان اماريت‪ /‬مملكتي يهوذا وارسائيل‬ ‫كانتا مملكتني عاديتني كباقي ماملك فلسطني يف الشامل والوسط والجنوب وليس‬ ‫كام يصورهام التوراة عىل انهام متثالن كل تاريخ فلسطني‪( .‬كتاب آخرون كام‬ ‫أرشنا يرفضون أن يكون مرسح التاريخ فلسطني ويرصون عىل اليمن القديم)‬

‫‪105‬‬


‫يقول عامل اآلثار اإلرسائييل أ‪.‬د‪.‬إرسائيل فلنكشتاين (ورشيكه‬ ‫بالكتاب نيل سيلربمان) يف مؤلفه الثمني‪( :‬التوراة اليهودية‬ ‫مكشوفة عىل حقيقتها ) صــ‪ 28‬كام أرشنا ونعيد‪ :‬إن (العديد من‬ ‫أحداث التاريخ التورايت مل تحدث ال يف املكان و ال بالطريقة و‬ ‫األوصاف التي رويت يف الكتاب املقدس العربي‪ ،‬بل بعض أشهر‬ ‫الحوادث يف الكتاب املقدس العربي مل تحدث مطلقًا أصالً)‪.‬‬ ‫ويضيف إىل استنتاجاته إىل أن بعض علامء القرن ‪ 18‬قد‬ ‫اقتنعوا إن (أسفار الكتاب املقدس العربي الخمسة األوىل‪ -‬عىل‬ ‫وسعت وزيّنت الحقا من قبل محررين‬ ‫األقل‪ -‬قد كتبت ثم ّ‬ ‫مجهولني‪ ،‬ومراجعني متعددين عىل مدى عدة قرون) وذلك صــ‪36‬‬ ‫ويضيف صــ‪ 39‬إن بعض العلامء يرى (إن هذا التاريخ تم تأليفه‬ ‫أثناء فرتة النفي يف محاولة للحفاظ عىل تاريخ و ثقافة وحضارة‬ ‫وهوية األمة املقهورة بعد كارثة دمار أورشليم‪ )....‬ويضيف إن‬ ‫أجزاء أخرى قد أضيفت بعد قرون‪.‬‬ ‫أما بشأن األماكن الوارد ذكرها يف التوراة فيقول يف صــ‪41‬‬ ‫(إن مئات األماكن األخرى التي ذكرت يف الكتاب املقدس العربي‬ ‫بقيت مجهولة)‪.‬‬ ‫وعن التزوير املقصود يقول‪( :‬لقد زودنا علم اآلثار بأدلة‬ ‫اللب و الجوهر التاريخي للتوراة‬ ‫كافية لدعم االعتقاد الجديد بان ّ‬ ‫والتاريخ التثنوي‪ ،‬إمنا تم تدوينه جوهريا يف القرن ‪ 7‬ق‪.‬م‪،)..‬‬ ‫مضيفا(وسنثبت باألدلة إن األسفار الخمسة للتوراة يف معظمها إمنا‬ ‫هي َخلْق‪ 102‬مليك متأخر يهدف إىل الدعوة إىل عقيدة و حاجات‬ ‫مملكة يهودا) وذلك إشباعا (لطموحات سياسية وإصالحات‬ ‫دينية معينة‪ ،‬وتربيرات أيدولوجية ) يف عهد امللك يوشيا‪ ،‬كام يرى‬ ‫‪ -102‬أي اختالق وتزييف‪.‬‬

‫‪106‬‬


‫العلامء بالتاريخ التثنوي‪ -103‬اليهودي (صــ‪.)40‬‬ ‫ويضيف «فنكلستاين»‪ :‬أن (معظم ما أخذ عموما عىل أنه‬ ‫تاريخ صحيح و دقيق و مسلّم به كقصص اآلباء والخروج وغزو‬ ‫كنعان وحتى قصة الحكم املليك املتحد املجيد لداوود وسليامن‬ ‫– ليس يف الواقع سوى تعبريات خالقة‪ 105‬أبدعتها حركة اإلصالح‬ ‫الديني القوية التي ازدهرت يف مملكة يهودا)‪.‬‬ ‫واليكم ما يقوله العامل التورايت األملاين (يوليوس فيلهاوزن)‬ ‫الذي يرى‪( :‬أنه يجب النظر إىل القصص التوراتية كأساطري وطنية‬ ‫ال يزيد أساسها التاريخي عىل األساس التاريخي ألسفار «أوريوس»‬ ‫يف ملحمة هومريوس «أو قصة تأسيس «إينياس» ملدينة روما يف‬ ‫ملحمة «فريجل») عدا عن أن «ألربيخت ألت» و»مارتن نوث»‬ ‫أثبتا حسب املؤلف صـ‪ 130‬ان بعض قصص يشوع ليست سوى‬ ‫تقاليد و أساطري تم تأليفها مع بعض عرب القرون‪.‬‬ ‫ويف ذات السياق يكتب عديد العلامء والبحاثة ناقضني‬ ‫صحة مرسح أحداث التوراة أنه يف فلسطني ليؤكدوا أنه يف اليمن‬ ‫القديم كام أرشنا لهم امثال‪ :‬كامل الصليبي وفرج الله صالح ديب‬ ‫وفاضل الربيعي واحمد الدبش وغريهم‪ ،‬يف ظل وجود الرواية‬ ‫اآلخرى املتداولة التي تقول أن مرسح األحداث يف فلسطني‪ ،‬كام‬ ‫الحال مع فراس السواح ود‪.‬ابراهيم عباس وأخرون‪ ،‬ولكن برفض‬ ‫صحة الحوادث أو االماكن او األقوام كام وردت يف التوراة‪ ،‬وبتاكيد‬ ‫عروبة فلسطني والقدس‪.‬‬ ‫‪104‬‬

‫‪ -103‬التاريخ التثنوي نسبة ِ‬ ‫لسفر التثنية يف التوراة‪.‬‬ ‫‪ -104‬ملراجعة كتابه التوراة مكشوفة عىل حقيقتها‪ ،‬ومقال بكر أبوبكر حوله‬ ‫تحت عنوان‪ :‬فلسطني بني املفكر العريب فاضل الربيعي وعامل اآلثار إرسائيل‬ ‫فنكلشتاين يف موقعه الخاص عىل ‪www.bakerabubaker.info‬‬ ‫‪ -105‬وهنا يج ّمل عملية التزوير باعتبارها عمل خلاّق!‬

‫‪107‬‬


‫ويف جميع األحوال وبغض النظر عن الروايتني فإننا نتحدث‬ ‫عن قبيلة بني إرسائيل العربية املندثرة تاريخيا‪ ،‬والتي ال ِصلة‬ ‫لها مبحتيل فلسطني اليوم من اتباع الديانة اليهودية ال قوميا وال‬ ‫قبليا وال وراثيا وال جينيا‪ ،‬كام أن الديانة ال تؤسس لحق تاريخي‬ ‫أو خالفه‪.‬‬

‫‪108‬‬


‫الفصل الرابع‪:‬‬ ‫استمرار التزوير والصحوة‬



‫حملة تزوير جديد وعنصرية‬ ‫من كلمة رئيس الحكومة اإلرسائيلية نتنياهو يف الكنيست يوم‬ ‫‪2014 11- 26‬‬‫هذه هي املبادئ األساسية لقانون الدولة القومية الذي‬ ‫أنوي تقدميه‬ ‫ ‪.‬أإن أرض (إرسائيل) هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي ومكان‬ ‫إقامة دولة (إرسائيل)‬ ‫ ‪.‬بإن دولة (إرسائيل) هي الوطن القومي للشعب اليهودي الذي‬ ‫يجسد فيها حقه يف تقرير املصري بنا ًء عىل تراثه الحضاري‬ ‫والتاريخي‪.‬‬ ‫ ‪.‬جإن حق تقرير املصري القومي يف دولة (إرسائيل) مقصور عىل‬ ‫الشعب اليهودي‪.‬‬ ‫ ‪.‬دإن دولة (إرسائيل) هي دولة دميقراطية تقوم عىل أسس الحرية‬ ‫والعدالة والسالم عىل ضوء رؤية أنبياء (إرسائيل) وتلتزم بحامية‬ ‫الحقوق الشخصية لجميع مواطنيها مبقتىض القانون‪.‬‬

‫أرجو أن ترشحوا يل [مخاطباً نواب املعارضة] ما هي النقاط‬ ‫التي ال توافقون عليها‪ ،‬أريد أن أعرفها تحديدا ً‪.‬‬ ‫ومام قاله أيضا‪ :‬أولئك الذين يتكلمون بصورة متزامنة عن‬ ‫الحل املحبَّذ للقضية الفلسطينية]‬ ‫فكرة الدولتينْ للشعبينْ [بصفتها ّ‬ ‫وعن معارضتهم للدولة القومية الخاصة بالشعب اليهودي هنا‪-‬‬ ‫‪111‬‬


‫أي يف إحدى هاتينْ الدولتينْ ‪ -‬إمنا يقولون اليشء ونقيضه‪ .‬إذ يقول‬ ‫هؤالء من جهة إنه يحق للفلسطينيني بالطبع أن تكون لهم دولة‬ ‫قومية خاصة بهم‪ ،‬دولة قومية فلسطينية‪ ،‬وال خالف حول األمر‬ ‫(رغم أنه يجب القول باملناسبة إن تلك الدولة لن تشهد حالة‬ ‫من تساوي حقوق اليهود [مع العرب الفلسطينيني] ألنها ستكون‬ ‫خالية من اليهود حيث يتم طردهم من أراضيها‪)..‬؛ أما دولتنا‬ ‫القومية فهي [بنظر هؤالء] مرفوضة أصالً‪ ،‬حيث يرى هؤالء‬ ‫أن الدولة التي توجد هنا [يف (إرسائيل)] ستكون دولة هجينة‬ ‫يهودية‪ -‬عربية أو «الدولة فوق القومية»‪ .‬إنني أعارض الدولة‬ ‫ثنائية القومية وعليه أدعم قانون الدولة القومية‪ .‬‬ ‫املصدر‪ :‬ديوان رئيس الحكومة اإلرسائيلية‬ ‫مركز اإلعالم‪ /‬قسم الرتجمة‪ ‬‬ ‫تاريخ النرش‪2014 11- 28- :‬‬

‫‪112‬‬


‫هل من آثار يهودية يف القدس؟‬ ‫يف عام ‪ 2016‬زعم علامء آث��ار إرسائيليون أنهم عرثوا‬ ‫عىل «بردية» ترجع إىل ألفني و‪ 700‬سنة‪ ،‬كتب عليها بالعربية‬ ‫«يروشَ الِمه»‪ ،‬وهو االسم العربي ملدينة القدس‪ ،‬مشريين إىل أن‬ ‫هذه «الربدية» املزعومة تسلط الضوء عىل «العالقة التاريخية‬ ‫لليهود بالقدس»‪ ،‬وفق موقع «املصدر» اإلرسائييل‪ ،‬وهي مخطوطة‬ ‫أكد باحثون إرسائيليون أنها «مزيفة‪.»106.‬‬ ‫وأكد الباحث املختص يف علم اآلثار‪ ،‬عبدالرازق متاين‪ ،‬املقيم‬ ‫بفلسطني املحتلة عام ‪ ،1948‬أن مزاعم «إرسائيل» حول اكتشافات‬ ‫أثرية مهمة «ليس له أي قيمة علمية أو أثرية؛ ألن علم اآلثار‬ ‫اإلرسائييل املسيس ال يعتمد املنهجية العلمية‪ ،‬ويفتقد للمصداقية‬ ‫واملوضوعية»‪.‬‬ ‫يقول الكاتب سليامن الشيخ يف القدس العريب‪،107‬وما نؤكد‬ ‫عليه يف ثنايا هذا البحث كله‪ ،‬أنه ال وجود آلثار لليهود يف القدس‪،‬‬ ‫وال أي أثر ل»جبل الهيكل» أو»اسطبالت داوود»‪ ،‬وال وجود حتى‬ ‫لجرة أو فخارة تشري إىل عالقة لها باليهود‪ .‬وهذه النتائج وغريها‬ ‫الكثري ال يقوله مسلمون أو مسيحيون متعصبون ملقدساتهم يف‬ ‫القدس‪ ،‬بل قاله وذكره عرشات الباحثني والعلامء من جنسيات‬ ‫وأديان مختلفة ومن بينهم يهود‪.‬‬ ‫وكنموذج عىل التزوير املتواصل والتزييف للتاريخ يف القدس‬ ‫وفلسطني فإنه‪ :‬يف افتتاح معرض اآلثار املنهوبة من الضفة الغربية‪،‬‬ ‫‪ -106‬عن موقع «عريب‪« 21‬عىل الشابكة تحت عنوان‪ :‬مختصون‪ :‬علم اآلثار‬ ‫اإلرسائييل مس ّيس واكتشافاته كاذبة‪.‬‬ ‫‪ -107‬سليامن الشيخ يف القدس العريب يف بحث‪ :‬ال آثار لليهود يف القدس‪.‬‬

‫‪113‬‬


‫خاطبت ما تسمى وزيرة الثقافة اإلرسائيلية حينها «مريي رغيف»‪،‬‬ ‫الحضور‪ ،‬قائلة عن املعرض أنه ميثل‪« :‬خري دليل عىل حقنا يف هذه‬ ‫األرض»‪ ،‬لكن التدقيق يف املنشور الوصفي املصور للمعروضات‪،‬‬ ‫يظهر أن املعرض ال يتضمن أي عالقة باليهود أواليهودية وعالقتهم‬ ‫بأرض فلسطني‪.‬‬ ‫املعرض املذكور‪ ،‬تم افتتاحه بتاريخ ‪ 30‬كانون أول‪ /‬ديسمرب‬ ‫‪ 2018‬يف ما ُس ّمي متحف «أرض التوارة» يف القدس‪ ،‬بالتعاون بني‬ ‫وزارة الثقافة اإلرسائيلية وجيش االحتالل الذي يدير عمليات نهب‬ ‫اآلثار يف الضفة الغربية منذ احتاللها عام ‪.1967‬‬ ‫منهوب من‬ ‫‪ 20‬قطعة أثرية ُعرِضت يف املتحف‪ ،‬جز ٌء منها‬ ‫ٌ‬ ‫العراق‪ ،‬والجزء اآلخر هي قط ٌع أثرية من أصل ‪ 40‬ألف قطعة‬ ‫أثرية نهبها االحتالل من الضفة الغربية‪ ،‬وليس بني كل تلك القطع‬ ‫األثرية أي قطعة لها عالقة باليهود‪ ،‬وفقًا للمنشور الوصفي املصور‬ ‫املثبت عىل مدخل املعرض‪ ،‬بل عىل العكس‪ ،‬فإن الوصف والقطع‬ ‫يشريان إىل وجود العرب الكنعانيني يف هذه البالد‪.‬‬

‫‪114‬‬


115


‫اخلرافات القد‪¥‬ة واحلديثة‬ ‫كشف الكاتب االرسائييل «إيالن بابيه» األكاذيب والخرافات‬ ‫الصهيونية يف كتابه‪ :‬عرش خرافات عن «إرسائيل»‪ 108،‬كذلك األمر‬ ‫ما فعله كتاب منصفني ك ُ​ُرث ممن أرشنا لهم أو مل نرش لهم يف هذا‬ ‫البحث القصري‪.‬‬ ‫ولكن سنشري هنا للكاتب البلجييك «ميشيل كولون» يف كتابه‬ ‫الهام‪ :‬لنتكلم عن «ارسائيل»‪ :‬عرشون حوارا مع علامء وباحثني‬ ‫ومناضلني‪ ،‬والصادر يف عام ‪.2012‬‬

‫‪ -108‬ملخص االكاذيب الصهيونية التي يدحضها كتاب «إيالن بابيه» هي‪ )1 :‬أ ّن‬ ‫فلسطني عشية وصول الصهاينة أواخر القرن التاسع عرش كانت أرضاً خالية قاحلة‬ ‫أقرب ما تكون إىل صحراء؛ ‪ )2‬وكانت بال شعب حني استوطنها شعب (يهودي)‬ ‫بال أرض؛ ‪ )3‬الصهيونية تساوي اليهودية‪ ،‬ومعاداة الصهيونية هي معاداة‬ ‫للسامية بالرضورة؛ ‪ )4‬ليس مثة صلة بني االستعامر والصهيونية‪ ،‬أل ّن األخرية حركة‬ ‫تحرر قومية ليربالية؛ ‪ )5‬حرب ‪ 1948‬كانت‪ ،‬بذلك‪ ،‬حرب استقالل من الجانب‬ ‫اإلرسائييل؛ ‪ )6‬حرب ‪ 1967‬فُرضت عىل «إرسائيل»؛ ‪« )7‬إرسائيل» دولة دميقراطية‬ ‫لكل مواطنيها؛ ‪ )8‬عملية أوسلو للسالم مل تتعرث بسبب «إرسائيل»؛ ‪ )9‬مأساة غزة‬ ‫ّ‬ ‫حل الدولتني هو السبيل الوحيد للسالم‪.‬‬ ‫سببها حركة «حامس»؛ و‪ّ )10‬‬

‫‪116‬‬


‫وهو الكتاب الذي شارك فيه إيالن بابيه باإلضافة إىل بول‬ ‫ديلموت أستاذ العالقات الدولية والتاريخ املعارص باملدرسة العليا‬ ‫لألبحاث االجتامعية بربوكسل‪ ،‬بلجيكا‪،‬و»شلومو سند» أستاذ‬ ‫التاريخ يف جامعة تل ابيب‪ ،‬و»بني موريس» املؤرخ االرسائييل‬ ‫الذي ميثل املدرسة الجديدة يف كتابة التاريخ‪ ،‬وأالن غريش الصحايف‬ ‫الفرنيس املهتم بقضايا الرشق األوس��ط‪ ،‬ونصري عروري أستاذ‬ ‫العلوم السياسية يف جامعة مسشوست‪ ،‬ونعوم تشومسيك عامل‬ ‫يف اللسانيات‪ ،‬وسمري أمني االقتصادي املرصي املعروف وغريهم‪.‬‬ ‫حيث ميكن تلخيص األكاذيب االعالمية‪ 109‬التي خلص إليها‬ ‫الكاتب يف خامتة كتابه (‪ ،)322 – 313‬والتي تحتاج بال شك إىل‬ ‫مناقشة مفصلة‪ ،‬عىل النحو اآليت‪:‬‬ ‫‪5.5‬تأسست «إرسائيل» من أجل أن متنح لليهود ملجأً آمنا‬ ‫بعد املجازر التي لحقت بهم من ‪ 1940‬إىل غاية ‪.»1945‬‬ ‫خطأ‪ ،‬ملاذا؟ ألن مرشوع تأسيس «إرسائيل» بدأ يف عام‬ ‫‪ 1897‬يف املؤمتر الصهيوين يف بال ‪ .Balle‬وضم يهودا من‬ ‫أوروبا قرروا تأسيس دولة ميكن أن يلجأ إليها اليهود‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬املرشوع الصهيوين بغزو فلسطني ليس نتيجة للحرب‬ ‫العاملية الثانية‪ ،‬وإمنا هو نتاج الحقبة االستعامرية‪.‬‬ ‫ ‪«6.‬يعود اليهود إىل أرضهم التي هجروها منذ ‪ 2000‬سنة»‪.‬‬ ‫خطأ‪ .‬مل يحدث التهجري أبدا‪ .‬فمنذ ألف سنة (ق‪.‬م) إىل‬ ‫غاية اليوم سكان فلسطني بقوا‪ ،‬باملجمل‪ ،‬يف مناطقهم‪،‬‬ ‫رغم وجود الهجرات والغزوات واالختالطات‪ .‬وفكرة‬ ‫شعب يهودي خالص مجرد اختالق إيديولوجي‪ ،‬وعبثية‬ ‫‪ -109‬لخصها الكاتب الزواوي بغورة أستاذ الفلسفة يف جامعة الكويت يف مقال‬ ‫له يف صحيفة القبس ‪ 14‬مايو‪.2018‬‬

‫‪117‬‬


‫من الناحية الجينيالوجية‪ ،‬وعنرصية مبا أنها تستبعد‬ ‫السكان غري اليهود الذين كانوا يحيون يف هذه املنطقة‬ ‫ ‪«7.‬قبل عام ‪ 1948‬كانت فلسطني مجرد صحراء‪ ،‬وأرض‬ ‫بال شعب»‪ .‬خطأ‪ .‬كانت فلسطني دامئا عامرة بسكانها‪.‬‬ ‫واالحصاءات تقول‪ % 85 :‬مسلمون‪ % 11 ،‬مسيحيون‪،‬‬ ‫‪ % 4‬يهود‪ .‬يف عام ‪ 1914‬كان يف فلسطني‪ 1236 :‬مصنعا‬ ‫وورشة‪ ،‬و‪ 600‬كلم من السكة الحديدية‪.‬‬ ‫ ‪«8.‬يف عام ‪ 1948‬هاجر الفلسطينيون من تلقاء أنفسهم‪،‬‬ ‫أو تلبية لنداء الحكام العرب»‪ .‬خطأ‪ .‬ملاذا؟ ألنه يف عام‬ ‫‪ 1948‬قررت األمم املتحدة تقسيم فلسطني وإعطاء ‪54‬‬ ‫‪ %‬من األرايض الفلسطينية إىل الصهاينة من دون وجه‬ ‫حق‪ .‬وخاضت «إرسائيل» معارك وحروبا ومجازر سمحت‬ ‫لها باالستيالء عىل ‪ % 78‬من األرايض الفلسطينية‬ ‫‪«9.9‬إرسائيل» دولة القانون‪ ،‬وتعترب الدولة الدميوقراطية‬ ‫الوحيدة يف الرشق األوسط»‪ .‬خطأ‪ .‬ملاذا؟ ألن طرد‬ ‫الفلسطينيني من أرضهم يف عام ‪ ،1948‬ورفض عودتهم‬ ‫أمر غري رشعي وفقا لألمم املتحدة‪ .‬وغزو واستعامر‬ ‫أرايض أخرى غري رشعي‪ .‬ومنع الفلسطينيني من العيش‬ ‫عىل أرضهم‪ ،‬غري رشعي‪ .‬وهدم منازلهم غري رشعي‪.‬‬ ‫وسجن األطفال غري رشعي‪ .‬وبناء جدار الفصل العنرصي‬ ‫غري رشعي‪ .‬والخالصة‪« :‬إذا كان اللصوص يتحدثون فيام‬ ‫بينهم بطريقة دميوقراطية حول طرق الرسقة‪ ،‬فإن ذلك‬ ‫ال يجعلهم دميوقراطيني أبدا»‬ ‫‪«1010‬تساند الواليات املتحدة األمريكية «إرسائيل» دفاعا‬ ‫عن الحرية والدميوقراطية»‪ .‬خطأ‪ .‬أمريكا تساند أسوأ‬ ‫‪118‬‬


‫الدكتاتوريات يف العامل من أجل تحقيق مصالحها‪ .‬وتقوم‬ ‫«إرسائيل» بدور الرشطي يف املنطقة من أجل ضامن‬ ‫تدفق النفط‪.‬‬ ‫‪«1111‬أوروبا محايدة‪ ،‬وتقف عىل مسافة واحدة يف الرصاع‬ ‫اإلرسائييل الفلسطيني»‪ .‬خطأ‪ .‬ملاذا؟ ألن هنالك أوال‬ ‫املسؤولية التاريخية ألوروبا‪ .‬ويف ‪ ،2009‬قال ممثل‬ ‫السياسة الخارجية يف االتحاد االورويب «اسمحوا يل أن‬ ‫أقول لكم‪« :‬ارسائيل» عضوة يف االتحاد االورويب من غري‬ ‫أن تكون عضوة يف مؤسساته»‬ ‫‪«1212‬الذين ينتقدون «إرسائيل» مناهضون للسامية»‪ .‬خطأ‪.‬‬ ‫ملاذا؟ ألن العنرصية ضد اليهودية يجب رفضها ومقاومتها‪،‬‬ ‫مثلها مثل بقية أشكال العنرصية‪ .‬ولكن نقد الحكومة‬ ‫اإلرسائيلية ليس عنرصية ضد اليهود‪ ،‬وإمنا هو رفض‬ ‫للسياسة االستعامرية ولواقع عنرصية الدولة اإلرسائيلية‬ ‫‪«1313‬تتمثل املشكلة املطروحة يف العنف الفلسطيني‪،‬‬ ‫وبخاصة من قبل حامس»‪ .‬خطأ‪ .‬ملاذا؟ ألنه يجب عدم‬ ‫قلب الحقائق‪ .‬العنف االستعاري واالستيطاين هو األساس‪،‬‬ ‫وليس العكس‬ ‫ ‪«14.‬سيبقى هذا الرصاع دامئا‪ ،‬ألنه رصاع بال حل»‪ .‬خطأ‪،‬‬ ‫ملاذا؟ ألن «إرسائيل» ترفض إجراء مفاوضات حقيقية‪،‬‬ ‫مثنها التخيل عن األرض التي احتلتها‪ ،‬وتوقيف عمليات‬ ‫االستيطان‪.‬‬

‫‪119‬‬


120


‫خامتة‬ ‫يف خامتة هذا البحث نس ّجل بوضوح ووفق الدالئل العديدة‬ ‫املتوفرة سواء التاريخية أواآلثارية‪ ،‬وغريها‪ ،‬ومن أبحاث ودراسات‬ ‫وتنقيبات‪ ،‬وجهود العديد من العلامء األجانب منهم والعرب‪،‬‬ ‫بل واإلرسائيليني املنصفني أن خرافات الحركة الصهيونية الحديثة‬ ‫كانت امتدادا لخرافات االسترشاق وتزويرات التوراة والتناخ‬ ‫اليهودية القدمية‪.‬‬ ‫تلك الخرافات التي حاولت أن تصنع أمة أوشعب أو أرض‬ ‫لقبيلة هالكة‪ ،‬ا ّدعوا االنتساب اإلثني‪ /‬القومي لها‪ ،‬تم إذاللها من‬ ‫قوى عظمى يف زمانها البائد‪.‬‬ ‫ورغم أن الديانة اليهودية مل تكن مقترصة عىل تلك القبيلة‬ ‫الجزرية العربية البائدة (بني إرسءيل) إال أن اإلرث التاريخي‬ ‫الذي ربط بني الديانة والقبيلة قد جعل من كل من يعتنق الديانة‬ ‫حل‬ ‫اليهودية الحقًا ذو صلة مركبة بينه وبني القبيلة املندثرة وكأنه ّ‬ ‫بها أو هو هي!‬ ‫تدا َخ َل الديني اإلمياين مع الخرافات واألمنيات والقصص‬ ‫املفربكة‪ ،‬والنسيج األديب‪ ،‬ومع االندماج النفيس ليهود قوميات‬ ‫العامل املختلفة يف ذات القبيلة القدمية!‬ ‫ولتظهر الحركة الصهيونية يف السياق حديثا امتدا ًدا للعمل‬ ‫الفج الذي سبق ظهورها كثريا‪ ،‬والذي ما كان‬ ‫األوريب االستعامري ّ‬ ‫له إال اإلرضار بيهود الديانة من األوربيني اىل الدرجة التي شكّلت‬ ‫مذابحهم ضدهم لقرون طويلة عقدة تجمع ما بني فكرة التخلص‬ ‫منهم أو تبجيلهم أو استخدامهم وتوظيفهم يف رصاعاتهم‪.‬‬ ‫‪121‬‬


‫نشأت العالقة بني العقلية االسترشاقية املناهضة لنا ثم‬ ‫االستعامرية األوربية اإلقصائية (ثم األمريكية الحقا) مع الحركة‬ ‫الصهيونية‪ ،‬فتقاطعت السياسة املصلحية البغيضة مع املعتقدات‬ ‫الدينية الخرافية‪.‬‬ ‫ومع األطامع االستعامرية يف منطقتنا العربية كلّها‪ ،‬حاول‬ ‫الغرب املوبوء بالخرافة الكتابية والعنرصية استنطاق الحجر‪،‬‬ ‫فواصل التزييف‪ ،‬لتظهر لدينا عملية استعامرية استغاللية بحتة‬ ‫ألرض فلسطني‪ ،‬وطننا فلسطني وشعبها‪ ،‬تلك األرض العربية‬ ‫األصيلة التي أكدت أن ال ِصلة لها بالوافدين ال ُجدد عليها من‬ ‫أصقاع األرض‪.‬‬ ‫تحولت فلسطني اىل أرض الرصاع‪ ،‬وشكّلت القدس‪،‬العربية‬ ‫الواثقة األصيلة التي الترحل‪ ،‬بؤرة االحتكاك األكرب‪ ،‬ملا لها من‬ ‫قدسية يف االس�لام واملسيحية‪ ،‬وملا ت ّدعيه الحركة الصهيونية‬ ‫والحاخامات واألحزاب اليهودية من قدسية مامثلة‪.‬‬ ‫وتعمل كل مرك ّبات الكيان الصهيوين بعد إنشائه – مدعوما‬ ‫بالعقل االستعامري األوريب‪ ،‬والعقل الديني الغريب الخرايف‬ ‫املتطرف‪ -‬عىل استكامل حلقات التزوير النظري التاريخي‬ ‫والجغرايف والسكاين والقانوين والسيايس‪...‬الخ يف الرواية‪ ،‬والعميل‬ ‫مبا متثل بفرض حقائق محددة عىل أرض فلسطني ويف القدس‪،‬‬ ‫وعىل شعب فلسطني وعىل أمة الغفلة‪ ،‬وعىل العامل منذ النكبة‬ ‫وما قبلها حتى اليوم‪.‬‬ ‫إن كل ه��ذا يحملنا العبء األك�بر كفلسطينيني وأمة‬ ‫عربية وإسالمية للجهاد واملقاومة والكفاح والتصدي للخرافات‬ ‫واألكاذيب التناخية‪ 110‬املنشأ‪ ،‬واالستعامرية االستغالل والصهيونية‬

‫‪ -110‬حسب املوسوعة الحرة‪ :‬التناخ بالعربية תנ״ך هو أكرنيم (ت ن خ)‬

‫‪122‬‬


‫التنفيذ نظريا وعمليا وتعبويا‪.‬‬ ‫فبجهدنا املوحد بإذن الله ستسطع شمس الحق‪ ،‬وتنعم‬ ‫فلسطني بالسالم‪.‬‬ ‫بكر أبوبكر‬

‫(توراة‪ -‬نبيئيم‪ -‬كتوبيم‪ /‬ختوبيم) (أي رشيعة‪ /‬أنبياء‪ /‬كتب) متثل الكتاب املقدس‬ ‫اليهودي‪ ،‬وهو أكرث أسامء الكتاب املقدس العربي شيوعاً يف األوساط العلمية‪.‬‬ ‫أحياناً يسمى التناخ املقرأ מקרא‪ .‬ومتثل التناخ حسب عديد العلامء أنها عمل‬ ‫تركيب موسيقي مختلف املصادر كل منها كتب بظروف تاريخية مغايرة‪ ،‬ليعرب‬ ‫عن وجهات نظر دينية وأكرث سياسية مختلفة‪ .‬وهي ‪ 39‬سفرا (كتابا) ال يعرتف‬ ‫السامرويون اال بالخمسة االوىل فقط وهي‪ :‬التكوين والخروج والالويني والعدد‬ ‫والتثنية‪.‬‬

‫‪123‬‬


‫ملحق‬ ‫سجل تاريخي إسالمي يف القدس‬ ‫كمقدمة فإن «فلسطني» الوطن واالقليم املحدد هي ما‬ ‫أشار لها بوضوح وباالسم الرصيح فلسطني أبو التاريخ هريودوت‬ ‫(عاش يف القرن الخامس قبل امليالد)‪.‬‬ ‫ومل يذكر أو يشرِ ال مللوك اليهود وال إلماراتهم وال ل»إرسائيل»‬ ‫وال للهيكل املزعوم‪ ،‬وال غريه من خرافاتهم‪.‬‬ ‫وفلسطني القدس عربية منذ األزل منذ الحضارة النطوفية‬ ‫(‪10000‬عام ق‪.‬م) بل وما قبلها‪ ،‬وما تالها‪ ،‬يف مرحلة الوثنية‪ ،‬أو‬ ‫مع اعتناق التوحيدية مع الديانات املسيحية أواليهودية لعدد من‬ ‫القبائل‪.‬‬ ‫اما عن السجل االسالمي يف القدس فنضع الجدول التايل‪:‬‬ ‫ـ يف ليلة ‪ 27‬من شهر رجب قبل الهجرة النبوية بسنة‬ ‫أَرسى الله برسوله صىل الله عليه وآله وسلم من املسجد الحرام‬ ‫إىل املسجد األقىص‪.‬‬ ‫ـ يف شعبان سنة ‪ 2‬هـ صلىّ الرسول صىل الله عليه وآله‬ ‫وسلم أوىل صالته باتجاه القدس ثم حولت القبلة إىل الكعبة‬ ‫املرشفة يف هذا التاريخ‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 7‬هـ‪ 628 /‬م استطاع اإلمرباطور البيزنطي هرقل أن‬ ‫يطرد الفرس من إيلياء (القدس الحقا)‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 8‬هـ‪ 629 /‬م وقعت معركة مؤتة‪.‬‬ ‫‪124‬‬


‫ـ سنة ‪ 9‬هـ‪ 630 /‬م وقعت معركة تبوك‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 13‬هـ‪ 634 /‬م وقعت معركة أجنادين وانترص‬ ‫املسلمون فيها عىل الروم‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 15‬هـ‪ 636 /‬م وقعت معركة الريموك وانترص‬ ‫املسلمون فيها‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 17‬هـ‪ 638 /‬م دخل عمر بن الخطاب إيلياء (عرفت‬ ‫بالقدس الحقا) وصالح أهلها‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 40‬هـ‪ 661 /‬م أخذ معاوية بن أيب سفيان البيعة يف‬ ‫القدس‪ ،‬واختار مدينة دمشق عاصمة لخالفته‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 65‬هـ‪ 684 /‬م وقعت ثورة فلسطني بزعامة نائل‬ ‫الجذامي تأييدا ً لعبد الله بن الزبري‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 72‬هـ‪ 691 /‬م أخذ سليامن بن عبد امللك البيعة يف‬ ‫القدس‪ ،‬وبنى يف الرملة قرصا ً له‪.‬‬ ‫ـ يف الفرتة بني سنة ( ‪ 163‬ـ ‪ 218‬هـ ) زار فلسطني الخليفة‬ ‫املهدي العبايس ومن بعده املأمون العبايس‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 264‬هـ ضم أحمد بن طولون فلسطني إىل دولته يف‬ ‫مرص‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 385‬هـ‪ 968 /‬م سيطر الفاطميون عىل فلسطني‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 417‬هـ وقعت معركة عسقالن وانتصار حلف األمراء‬ ‫العرب عىل الفاطميني‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 492‬هـ استيالء الوزير الفاطمي األفضل بن بدر‬ ‫الجاميل عىل القدس‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 493‬هـ احتل الفرنجة (الصليبيون) القدس‪ ،‬وارتكبوا‬ ‫‪125‬‬


‫مجاز دموية يف ساحة املسجد األقىص ورفعوا الصليب عىل الصخرة‬ ‫املقدسة‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 583‬هـ‪ 1187 /‬م اسرتداد بيت املقدس من الصليبني‬ ‫عىل يد النارص صالح الدين األيويب يف أعقاب معركة حطني يف‬ ‫فلسطني‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 586‬هـ‪ 1190 /‬م وقعت حملة ريتشارد قلب األسد‬ ‫ملك إنكلرتا وفيليب الثاين ملك فرنسا (الحملة الصليبية الثالثة)‪،‬‬ ‫واستيالئه عىل فلسطني يف معركة «أرسوف»‪.‬‬ ‫ سنة ‪ 637‬هـ‪ 1239 /‬م استوىل األيوبيون عىل القدس‪.‬‬‫ عام ‪ ،1244‬قام امللك النارص داوود أحد خلفاء صالح‬‫الدين بتسليم القدس للفرنجة‪ ،‬فجهز امللك الصالح أيوب جيشاً‬ ‫تحت قيادة األمري ركن الدين بيربس البندقداري‪ ،‬وبالتحالف مع‬ ‫الخوارزمية استعادوا القدس يف العام ‪ 1244‬للمرة الثالثة بعد‬ ‫تحريرها عىل يد عمر بن الخطاب ثم صالح الدين األيويب‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 651‬هـ‪ 1253 /‬م استوىل املامليك عىل فلسطني‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 659‬هـ‪ 1260 /‬م وقعت معركة «عني جالوت»‬ ‫واندحار املغول‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 690‬هـ‪ 1291 /‬م أنهى السلطان «األرشف بن قالوون»‬ ‫مملكة بيت املقدس الصليبية‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 922‬هـ‪ /‬استوىل السلطان «سليم العثامين» عىل‬ ‫القدس‪.‬‬ ‫ يربز ظاهر العمر الزيداين عىل مرسح األحداث يف فلسطني‬‫منيشء أول دولة فلسطينية عربية بحدود العام ‪1740‬م‬ ‫‪126‬‬


‫ـ سنة ‪ 1831‬م سقطت القدس بأيدي «إبراهيم باشا‬ ‫العثامين»‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 1854‬م أقيم أول حي يهودي يدعى «حي مونتفيوري»‬ ‫يف القدس نسبة إىل رجل يهودي استطاع رشاء أرض فلسطينية‬ ‫مبساعدة السلطان العثامين‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 1920‬م وضعت فلسطني تحت االنتداب الربيطاين‬ ‫من أجل إنشاء دولة اليهود فيها‪ .‬ثم كان صك االنتداب عام ‪.1922‬‬ ‫ يف العام ‪ 1948 1974-‬وإثر املجازر للعصابات الصهيونية‬‫املتفوقة عسكريا وعدديا والتطهري العرقي للفلسطينيني (أنظر‬ ‫االرسائييل‪ :‬إيالن بابيه) احتلت معظم فلسطني و القدس الغربية‬ ‫لتلحقها الرشقية عام ‪.1967‬‬ ‫ يف إعالن االستقالل الفلسطيني عام ‪ 1988‬بالجزائر بصوت‬‫الخالد يارس عرفات تعد القدس عاصمة دولة فلسطني‪ ،‬وهي‬ ‫كذلك عند قبول دولة فلسطني عام ‪ 2012‬بحضور الرئيس محمود‬ ‫عباس دولة عضو مراقب يف االمم املتحدة‪.‬‬ ‫ ترزح مدينة القدس اليوم تحت نري االحتالل الصهيوين‬‫بقسميها الغريب والرشقي رغم انها وضعت حسب قرار التقسيم‬ ‫رقم ‪ 181‬تحت الوصاية الدولية‪ ،‬وتعاين من كل مامرسات التهويد‬ ‫ضد املدينة وضد املقدسات املسيحية واإلسالمية‪ ،‬وضد العرب‬ ‫الفلسطينيني املقدسيني‪.‬‬ ‫انتهى‬ ‫والله موفقنا‪ ،‬وما النرص اال من عند الله‬ ‫‪127‬‬


‫الكاتب‪ :‬بكر أبو بكر‬ ‫ مواليد فلسطني عام ‪ ،1960‬تخرج يف العام ‪ 1985‬هندسة مدنية‪.‬‬‫ حاصل عىل شهادة الدراسات العليا يف العلوم السياسية‪.‬‬‫ عضو األمانة العامة التحاد الكتاب واألدباء الفلسطينيني (السابق)‪،‬‬‫وعضو االتحاد حاليا‪.‬‬ ‫ رئيس املعهد الوطني لتدريب الكوادر‪ ،‬ثم مسؤول التعبئة الفكرية‪،‬‬‫فرئيس أكادميية فتح الفكرية أكادميية عثامن أبوغربية منذ العام ‪.2019‬‬ ‫ عضو املجلس الوطني الفلسطيني‪ ،‬ثم املجلس الثوري لحركة فتح‬‫(سابقا)‪ ،‬فقيادي بحركة فتح عضو املجلس االستشاري‪.‬‬ ‫ كاتب وأديب و مفكر وباحث متخصص‪ ،‬ومدرب متمرس‪.‬‬‫ باحث وله العديد من الدراسات واألبحاث واملحارضات والندوات‬‫والدورات‪ ،‬ومشاركة املؤمترات‪ ،‬وعضوية عدد من مراكز الدراسات‪ ،‬وله‬ ‫عديد الكتابات املنشورة‪.‬‬

‫من كتبه‪:‬‬ ‫‪1.1‬مفاهيم ال بد منها – عناة للطباعة والنرش – رام الله ‪1997‬م‪.‬‬ ‫‪2.2‬مبادئ املسؤولية التنظيمية‪ -‬عناة للطباعة والنرش‪.1998 -‬‬ ‫‪3.3‬حركة (فتح) والتنظيم الذي نريد‪ ،‬دار عناة‪.2003 ،‬‬ ‫‪4.4‬وجوه القيادة‪ ،‬املركز الفلسطيني للدراسات‪ ،‬رام الله‪.2005،‬‬ ‫‪5.5‬حركة حامس سيوف ومنابر‪ ،‬دار عناة‪ ،‬رام الله‪.2008 ،‬‬ ‫‪6.6‬التفكري والتعبئة يف االخوان املسلمني وحركة حامس ‪.2014‬‬ ‫‪7.7‬أوعية الفكر االسالموي‪ ،‬محاولة للفهم‪ ،‬دار الجندي‪ ،‬القدس‪،‬‬ ‫‪.2016‬‬

‫‪128‬‬


‫‪8.8‬مدينة القدس التاريخ الحقيقي وتهويد االحتالل‪ ،‬دار الجندي‪،‬‬ ‫‪.2016‬‬ ‫‪9.9‬حركة فتح واالسالم والعلامنية‪ ،‬دار األمني‪ ،‬فلسطني‪.2016 ،‬‬ ‫‪1010‬أساطري اليهود وأرض فلسطني يف القرآن الكريم‪ ،‬دار االمني ‪.2017‬‬ ‫‪1111‬االنطالقة‪ :‬االغتسال يف املطر واالنتصار‪ ،‬دار االمني‪.2018،‬‬ ‫‪1212‬الوتر املشدود‪ ،‬أبناء فتح بني الفكر والتنظيم والسياسة‪ ،‬فلسطني‬ ‫عام ‪.2019‬‬ ‫‪1313‬طريق مغلق‪،‬الدميقراطية والتعبئة يف التنظيامت اإلسالموية دار‬ ‫االمني ‪.2017‬‬

‫من النتاجات األدبية‬ ‫‪1.1‬مل ال! (مجموعة قصصية)‪ -.‬دار الزاهرة‪.2000 -‬‬ ‫‪2.2‬يف الزمن الواقع بإمكانكم أن تطريوا (مجموعة قصصية)‪ ،‬دار‬ ‫الرشوق‪.2003 ،‬‬ ‫‪3.3‬برق مقيم (نصوص نرثية) –اتحاد الكتاب الفلسطينيني‪ -‬القدس‪،‬‬ ‫‪.2004‬‬ ‫‪4.4‬ثالثة رشوط بسيطة (مجموعة قصصية)‪ ،‬اتحاد كتاب تونس‬ ‫‪.2007‬‬ ‫‪5.5‬ليس للفقري أن يحلم (مجموعة قصصية)‪ -‬لبنان‪.2009 -‬‬ ‫‪6.6‬صدر السامء الحافية (نصوص)‪ -‬رام الله‪ -‬دار األمني للنرش‪.2011 -‬‬ ‫‪7.7‬بيدي أن أصري دبابة (نصوص)‪ -‬رام الله‪ -‬دار األمني للنرش‪.2013 -‬‬

‫‪129‬‬


‫مواقعه على الشابكة‬ )‫ يوتيوب‬،‫ توتري‬،‫ لنكد إن‬،‫ فيسبوك‬،‫(املوقع الشخيص‬

www.bakerabubaker.info https: / / twitter.com/ bakerabubaker https: / / ar.scribd.com/ user/ 27293740/ Baker- AbuBaker https: / / www.facebook.com/ baker.abubaker https: / / www.youtube.com/ user/ bakerabubaker13

130


‫الفهرس‬ ‫كلمة ‪5 ......................................................................................‬‬ ‫مقدمة ‪7 ...................................................................................‬‬ ‫الفصل االول‪ :‬القدس واملعامل االسالمية تتحدى التزييف الصهيوين ‪15‬‬ ‫القدس عربية ‪17 ............................................................‬‬ ‫املسجد األقىص املبارك ‪22 .................................................‬‬ ‫محتويات املسجد األقىص ‪22 ............................................‬‬ ‫أهمية معرفة حدود األقىص ‪24 .........................................‬‬ ‫من بنى املسجد األقىص؟ ومتى بُني؟ ‪25 .............................‬‬ ‫املسجد األقىص واآلثار ‪29 .................................................‬‬ ‫املسجد األقىص أم «الهيكل»! ؟ ‪32 .....................................‬‬ ‫قلعة داود أو برج داود أو قلعة القدس (بناء روماين فقط) ‪40‬‬ ‫مقام النبي داود (ال يوجد داوود‪ ،‬والقرب افرنجي) ‪42 .............‬‬ ‫كريس سليامن (الخليفة سليامن بن عبد امللك) ‪44 ................‬‬ ‫مغارة سليامن (مغارة الكتان‪ ،‬وال يوجد سليامن) ‪44 ............‬‬ ‫ِب َرك سليامن (السلطان سليامن القانوين) ‪45 .........................‬‬ ‫باب ِحطَّة ‪47 .................................................................‬‬ ‫حائط الرباق (هل هو املبىك؟) ‪49 ......................................‬‬ ‫املصلىّ املرواين ‪52 ...........................................................‬‬ ‫قرب أبيشلوم (قرب روماين) ‪54 ............................................‬‬ ‫باب ُجب إرميا ‪56 ..........................................................‬‬ ‫نفق حزقيا (هو عني سلوان) ‪57 ........................................‬‬ ‫الفصل الثاين‪ :‬املعامل املسيحية يف القدس تتحدى ‪59 ...........................‬‬

‫‪131‬‬


‫كنيسة القيامة ‪62 .......................................................‬‬ ‫درب اآلالم ‪65 ............................................................‬‬ ‫كنيسة سيدتنا (ستّنا) مريم ‪67 ......................................‬‬ ‫كنيسة القديسة ح ّنة الصالحية ‪68 ................................‬‬ ‫كنيسة الجثامنية ‪69 ....................................................‬‬ ‫كنيسة ال ِعل ّية (دير صهيون) ‪70 .......................................‬‬ ‫كنيسة الصعود ‪72 .......................................................‬‬ ‫من األماكن املسيحية املقدسة األخرى ‪73 ........................‬‬ ‫‪75‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬مصطلحات يف فلسطني والقدس‪ ،‬والصهيونية‬ ‫أوروسامل «أورسامل»‪ ،‬والعرب واليهود ‪77 ............................‬‬ ‫صهيون (العربية) ‪80 .....................................................‬‬ ‫نجمة بابل (أو عشتار) وليس نجمة داوود ‪81 .....................‬‬ ‫السبي البابيل ‪84 ...........................................................‬‬ ‫اليهود (واليهودية) ‪86 ....................................................‬‬ ‫اخرتاع «الشعب» اليهودي ‪89 .........................................‬‬ ‫إرسائيل‪ ،‬وإرسءيل (واليهود يشء آخر) ‪92 .........................‬‬ ‫العربانيون (البدو أم عابر؟) ‪94 .........................................‬‬ ‫السام ّية (أين سام؟) ‪96 ..................................................‬‬ ‫اسم فلسطني والقدس ‪99 ................................................‬‬ ‫تزوير التاريخ‪ ،‬والحقيقة ‪104 .............................................‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬استمرار التزوير والصحوة ‪109 ....................................‬‬ ‫ملحة تزوير جديد وعنرصية ‪111 .........................................‬‬ ‫هل من آثار يهودية يف القدس؟ ‪113 ...................................‬‬ ‫الخرافات القدمية والحديثة ‪116 .........................................‬‬

‫‪132‬‬


‫خامتة ‪121 ......................................................................‬‬ ‫ملحق سجل تاريخي إسالمي يف القدس ‪124 ......................................‬‬

‫‪133‬‬




Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.