القدس 2018 التاريخ الحقيقي والتهويد بكر أبوبكر

Page 1

1


2


‫مدينـة القـدس‬ ‫التاريخ احلقيقي وتهويد االحتالل‬ ‫بكر أبوبكر‬ ‫الطبعة الثانٌة ‪*8108‬المحتوٌات‬ ‫العنوان‬ ‫شكر‬ ‫ممدمة‬ ‫الفصل األول‪ :‬المدس جغرافٌا ومعالم‬ ‫المولع‬ ‫المعالم الجؽرافٌة‬ ‫األماكـن ال ُمحكمة البنـاء فً المـدس ‪:‬‬ ‫المعالم االسبلمٌة فً المدس‬ ‫البلدة المدٌمة والمدارس والمساجد‬ ‫المدس العربٌة الثمافٌة‬ ‫المعالم المسٌحٌة فً المدس‬ ‫معالم تهوٌدٌة‬ ‫بلدٌة المدس‬ ‫أسماء عاببلت مدٌنة المدس‬ ‫الفصل الثانً‪ :‬المدس عبر التارٌخ الحمٌمً‬ ‫تؤسٌـس المدس حسب "الرواٌة المتداولة"‬ ‫المدس وتصحٌح الرواٌة‬

‫‪3‬‬

‫الصفحة‬


‫المدس التارٌخٌة وكشؾ الزٌؾ الٌهودي‬ ‫التوسـعة واإلعمـار التارٌخً للمدٌنة‬ ‫السلطان ظاهر العمر وأول دولة فلسطٌنٌة والمدس‬ ‫االحتبلل البرٌطانً ‪ 1948 - 1917‬م‪ ،‬والتدوٌل‬ ‫حرٌك المسجد المبلً فً المسجد األلصى‬ ‫األساطٌر لهدم المسجد األلصى‬ ‫الجهات العاملة إلعادة بناء "الهٌكل" المزعوم‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬تصحٌح المسمٌات المغلوطة فً المدس‬ ‫أسماء وحمابك بالمدس "وفلسطٌن" (نمض المسمٌات المؽلوطة)‬ ‫سجل تارٌخً إسبلمً فً المدس‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬المدس الٌوم والتهوٌد والمانون‬ ‫العرب الممدسٌّون والحرب السكانٌة‬ ‫من وسابل التهوٌد المبرمج للمدس‬ ‫تهوٌد المدس وآثار ذلن على الفلسطٌنٌ​ٌن‬ ‫تهجٌر الفلسطٌنٌ​ٌن وسحب الهوٌات منهم‬ ‫المساندة االمرٌكٌة (السرابٌل) بالمدس‪.‬‬ ‫لرار الربٌس ترامب عام ‪ 2017‬بشؤن المدس‬ ‫مدٌنة المدس فً لرار التمسٌم عام ‪1947‬‬ ‫وضع المدس فً المانون الدولً‬ ‫ضم المدس المحتلة ضد المانون الدولً وتكرٌس للتطرؾ‬ ‫اٌ‪ٙٛ‬غ اٌَ‪١‬بٍ‪ٌٍ ٟ‬ملً اٌ‪َٛ١‬‬ ‫خاتمة‬

‫‪4‬‬


‫شكر‬ ‫أتمدم بالشكر الجزٌل لؤلخ الشاعر مصدق السرطاوي الذي حفّزنً إلعداد هذا‬ ‫الكتاب عن المدس إذ ابتؽى إلماء محاضرة عن المدس لدٌما وحاضرا لعدد من‬ ‫الطلبة‪ ،‬فسؤلته‪ :‬عن أي لدس تتحدث؟ لاصدا التزوٌر فً التارٌخ والمعالم الذي طال‬ ‫المدس كما طال كل فلسطٌن فً المدٌم والحدٌث‪ ،‬فكان رأٌه الكرٌم أن نعرض‬ ‫الرواٌة المتداولة خاصة ما ٌتعلك بالتارٌخ المدٌم للمدس (الرواٌة التوراتٌة األصل‬ ‫والمنمول عنها عربٌا بحٌث تع ّج بها كتب تارٌخنا فً كل ببلد العرب والمسلمٌن)‪،‬‬ ‫وننتمل بسبلسة اإلشارة السرٌعة لما اكتشفه اآلثارٌون والب ّحاثة الكبار الٌوم الذٌن‬ ‫ٌنمضون المروٌات التوراتٌة األسطورٌة وبشكل علمً‪ ،‬وٌإكدون ولابع لصص‬ ‫المرآن الكرٌم‪ ،‬وٌدحضون األكاذٌب التوراتٌة‪ ،‬ثم نتعرض للمدس والتهوٌد والمانون‪.‬‬ ‫وإن كانت هذه الفكرة الربٌسة فإننا تعاملنا أٌضا مع سٌاق التؽٌ​ٌر الذي ٌُحدثه‬ ‫االحتبلل االسرابٌلً فً المدس الٌوم ارضاء ألحبلم صهٌونٌة‪-‬تلمودٌة تفترض أن‬ ‫هنان عبللة موهومة بٌن سكان دولة (اسرابٌل) الٌوم وأولبن المذكورٌن بالتناخ‬ ‫(التوراة وملحماتها) وبٌن أرض فلسطٌن عبر التارٌخ‪ ،‬وبٌن ما ٌدعونه أرضا لهم‪.‬‬ ‫وأشكرفً البدء المفكر العربً الكبٌر فاضل الربٌعً الذي حمك كشفا مذهبل فً‬ ‫التارٌخ والمروٌات العربٌة المستندة لآلثار وعلم الممارنات والوثابك ودٌوان العرب‬ ‫ما أثبت فٌه وعدد من العلماء اآلخرٌن‪ 1‬زٌؾ التارٌخ التوراتً المتعلك بفلسطٌن‬ ‫‪1‬ممن تماطعوا مع المفكر العربً فاضل الربٌعً فً تصحٌح التارٌخ العربً والعالمً‪ ،‬ومنه تارٌخ‬ ‫فلسطٌن والمدس نذكر د‪.‬جواد علً وفرج هللا صالح دٌب وأحمد الدبش‪ ،‬والجمعٌة الثمافٌة االجتماعٌة‬ ‫‪5‬‬


‫والمدس والمنطمة‪ ،‬كما أشكر األستاذة سلوى هدٌب وكٌلة وزارة شإون المدس على‬ ‫اسهاماتها الجمٌلة‪ ،‬كما أشكر األستاذ دمحم لاروط أبورحمه على التراحاته الهامة‪،‬‬ ‫وأعرج ممتنا للمفكر العربً الراحل عثمان أبوؼربٌة الذي أعطى من ولته الكثٌر‬ ‫للمدس‪.‬‬ ‫كما أن الشكر موصول لؤلستاذة نجوى عودة ود‪.‬حنا عٌسى وللباحثة عبٌر زٌاد‬ ‫وعدد آخر من األخوة واألخوات الكرام الذٌن كانوا عونا وسندا‪.‬‬ ‫لعلنا توفمنا فً تصوٌب وتحدٌث الصورة عن المدس التً ما كانت اال عربٌة منذ‬ ‫فجر التارٌخ‪.‬‬

‫ممدمة‬ ‫المدس إنها مدٌنة المدن‪ ،‬ومصباح الكشؾ المنٌر‪ ،‬المدس كشافة التارٌخ والنواٌا الراكدة‬ ‫والمشتعلة‪ ،‬إنها لاعدة الحضارات والزواٌا‪ ،‬و مفتاح الزمن المادم ٌجر ذٌول التارٌخ الصعب‬ ‫لماض ٌبكً الحمٌمة‪..‬‬ ‫لكنه الجلً‪ ،‬فً المدس ٌرسم الخاطفون الٌوم معالم ما كانت‬ ‫ٍ‬ ‫هً عتبة الصعود إلى مدارن النفس الواسعة‪ ،‬وتبارٌح الصدر الممتلا باآلهات والزفرات‬ ‫والتنهدات‪.‬‬ ‫حٌنما نسٌر فً شوارعها وساحاتها وتحت لبابها وأركانها نبلمس الروح الشاملة المتكاملة‬ ‫الحابمة فوق الرإوس المطؤطبة حبا أو احتراما أو تمدٌسا أو خجبل أووجبل أو كلها معا‪.‬‬ ‫فً سعً حثٌث نحو ضوء النهار‪ ،‬واشتعال النفس بفٌض العشك‪ ،‬ورؼبة جمٌع الكابنات‬ ‫لسماع هدٌر األرض‪ ،‬المطهرة الممدسة العذراء‪ ،‬تظهر المدس بؤبهى صورة وأجمل حلة رؼم‬ ‫البحرٌنٌة‪ ،‬وزٌاد منى ودمحم علً األكوع الحوالً‪ ،‬وفراس السواح وعبدهللا الشماحً وباسم رعد‪ ،‬وجمٌل‬ ‫خرطبٌل ‪ ،‬ومن األجانب الكثٌر منهم "بٌ​ٌر روسً" فً أصل ما ٌسمى خطؤ السامٌة‪ ،‬وجٌرالد دي ؼوري‬ ‫وفرتز هومل‪.‬‬ ‫‪6‬‬


‫أنؾ الحاسدٌن‪،‬ترفض العنؾ والسٌؾ والموت‪ ،‬و تكافح المحتل ذا وطؤة المدم الثمٌلة والعٌون‬ ‫‪2‬‬ ‫الؽادرة وطلمات السموم بمزٌد من شحنات الؽضب الموسوم بالحب‪.‬‬ ‫(المدس ممٌاس العدل فً الزمان والمكان‪ ،‬أكثر مدن األرض إشؽاالا للبشرٌة جمعاء‪ .‬مدٌنة‬ ‫أشؽلت سكان األرض على مر الزمان‪ ،‬فً صراع دٌنً وحضاري ‪ ،‬وأبعاد صراع التصادي‬ ‫وثمافً وسٌاسً‪ .‬هً ثانً مدن األرض بناء لمعابدها‪ ،‬نراها أول الكون وآخره‪.‬‬ ‫مدٌنة بنٌت من أحجار األرض ودماء العباد الزاهدٌن والصالحٌن واألولٌاء و المدٌسٌن‪ ،‬فٌها‬ ‫كما ٌمول الشاعر تمٌم البرؼوثً‪:‬‬ ‫فالمدس تمب ُل من أتاها كافرا ا أو مإمنا‬ ‫ُ‬ ‫األرض‬ ‫ت أه ِل‬ ‫أُمرر بها والرأ شواه َدها بك ِّل لؽا ِ‬ ‫ِ‬ ‫بلب والبُ ْشن ُ‬ ‫فٌها الزن ُج واإلفرن ُج وال ِم ْف َج ُ‬ ‫َاق‬ ‫ص ْم ُ‬ ‫اق وال ِ ّ‬ ‫والفجار والنسانُ ‪،‬‬ ‫والتاتار واألترانُ ‪ ،‬أه ُل هللا والهبلن‪ ،‬والفمرا ُء والمبلن‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ا الثَّرى‪.‬‬ ‫فٌها ك ُّل من وط َ‬ ‫أسمعتم أو خطر ببالكم مدٌنة حظٌت باهتمام البشر كمدٌنتنا‪ ،‬مدٌنة السبلم والتسامح والصراع‪،‬‬ ‫مدٌنة السبلم والحرب منها ٌبدأ السبلم أو ٌنتهً‪.‬‬ ‫نعم إنها المدس‪ ،‬فٌها كنا والزلنا وسنبمى‪ .‬نعم إنها المدس ومن هً إن لم تكن المدس‪).‬‬

‫‪3‬‬

‫المدس أولى المبلتٌن وثالث الحرمٌن الشرٌفٌن بعد مكة المكرمة والمدٌنة المنورة‪ ،‬وهً حاضنة‬ ‫كنٌسة المٌامة‪ ،‬وستبمى‪ ،‬ومحط أنظار واهتمام المإمنٌن منذ المدم‪ .‬إنها زهرة المدابن وصفوتها‪.‬‬ ‫هً مسرح الصراع االمس والٌوم والمستمبل‬ ‫لم تح َ‬ ‫ظ مدٌنة من المدن فً التارٌخ العربً بما حظٌت به مدٌنة المدس من اهتمام سٌاسً‬ ‫وسراطً (=استراتٌجً) وتارٌخً وأدبً‪ .‬وذلن نظرا ا لمكانة المدٌنة الممدسة على الصعٌد‬ ‫الدٌنً (ٌتوجه إلٌها أكثر من ثلث سكان المعمورة)‪ ،‬والحضاري والثمافً والتارٌخً‬ ‫والمعنوي‪.‬‬

‫‪ ٔ​ٔ ِٓ2‬أكث‪ ٟ‬ف‪ ٟ‬اٌملً ثمٍُ اٌىبرت ‪ٚ‬االك‪٠‬ت اٌؼوث‪ ٟ‬اٌفٍَط‪ ٟٕ١‬ثىو أث‪ٛ‬ثىو‬ ‫‪ ِٓ3‬ئ‪ٙ‬بفبد األٍزبم دمحم اٌمبه‪( ٛٚ‬أث‪ٛ‬هؽّخ)‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫وفً الحدٌث عن المدس رمزٌة الصراع مع العدو الصهٌونً لٌس على مدٌنة‪ ،‬مهما بلؽت‬ ‫لدسٌتها‪ ،‬وال اختصار لمساحة هذا الصراع‪ ،‬بمدر ما هو تكثٌؾ له فً رمز من الرموز النادرة‬ ‫فً التارٌخ والثمافة والسٌاسة والحضارة العربٌة اإلسبلمٌة باالثراءات المسٌحٌة‪.‬‬ ‫ان المدس رمز ٌجمع كل الحدود والوجود‪ ،‬وكل ما بٌن البحر والنهر والبحٌرة ومن رأس‬ ‫النالورة فً شمالها إلى ألصى زاوٌة فً جنوبها عند لرٌة أم الرشراش (أصبحت مدٌنة‬ ‫إٌبلت)‪ ،‬بما تضم هذه الحدود من مساجد وكنابس وممدسات‪.‬‬ ‫وان افتتحنا باب الحدٌث عن مدٌنة المدس بالشعر الجمٌل من ممال الكاتب ٌاسر علً حول‬ ‫المدس فً الشعر العربً فان األستاذ ٌوسؾ العظم ٌمول‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫نٌران وسجٌل‬ ‫حجارة المدس‬

‫أطٌار أبابٌل‬ ‫وفتٌة المدس‬ ‫ُ‬ ‫ومنطك المدس آٌات وتنزٌل‪.‬‬

‫وساحة المسجد األلصى تموج بهم‬ ‫وٌمول الشاعر حسن علً شهاب‬ ‫المبة الصفراء تاجن والكنٌسة مهد روحن‬ ‫ومدار أرضن وردة حمراء تٌنع فً جروحن‬ ‫وٌمول الشاعر الشهٌر اٌلٌا أبوماضً فً المدس‬ ‫مهبط الوحً مطلع األنبٌاء‬

‫كٌؾ أمسٌت مهبط األرزاء‬

‫نبو‬ ‫فً عٌون األنام‬ ‫ِ‬ ‫عنن ٌّ‬

‫ولم ٌكن فً العٌون لو لم تُسابً‬

‫وفً لصٌدة أخرى له ٌدعو أبو ماضً نفسه وأمته إلى حمل هم التحرٌر وٌستحثها للعمل له‬ ‫دون تمٌ​ٌز بٌن دٌانات‪ ،‬وٌخاطب فٌها الٌهود بموله‪:‬‬ ‫فبل تحسبوها لكم موطنا‬ ‫ولٌس الذي نبتؽٌه محاالا‬ ‫وإما أبٌتم فؤوصٌكم‬ ‫فإنّا سنجعل من أرضها‬

‫فلم تن ٌوما ا لكم موطنا ا‬ ‫ولٌس الذي ُرمتم ممكنا ا‬ ‫بؤن تحملوا معكم األكفنا‬ ‫لنا وطنا ا ولكم مدفنا ا‬

‫وتحدث الشاعر هارون هاشم رشٌد مع المدس المرأة‪ ،‬بما هً سبٌّة ٌبكً ؼٌابها‪ ،‬فٌمول‪:‬‬ ‫‪8‬‬


‫س ِجنت‬ ‫لعٌنٌها‪ ..‬مدٌنتً التً ُ‬ ‫لمسجدها أللصاها‪ ..‬لحرمتها التً انتهكت‬ ‫لخطو دمحم فٌها لما حملت‪ ،‬وما حفظت‬ ‫وفوق جبٌنها المشجوج آي هللا لد ُ‬ ‫ط ِمست‬ ‫ومن ألطؾ المعانً التً نُظمت لصٌدة للشاعر عبد الناصر محمود النادي‪ ،‬الذي ٌلمً اللوم‬ ‫على جمالها الذي جعلها هدفا ا للطامعٌن‪:‬‬

‫‪9‬‬

‫ال المدس أنساها وال تنسانً‬

‫أؼصانها فً الملب واألبدان‬

‫مؤلت فإادي من مفاتنها التً‬

‫ستظل طول العمر فً الوجدان‬

‫سحرت للوب الطامعٌن فبدّلوا‬

‫نوار عٌنٌها بشون كٌان‪.‬‬ ‫ّ‬


‫انفصم األول‪ :‬انقذس جغرافُا ويعانى‬ ‫انًـىقـع‪:‬‬ ‫تمع مدٌنة المدس "مفتاح الحرب مفتاح السبلم" كما أسماها الربٌس الراحل ٌاسر عرفات فً‬ ‫للب فلسطٌن تمرٌبا إلى الشرق من البحر المتوسط ضمن سلسلة جبال ذات سفوح تمٌل الى‬ ‫الشرق مستمبلة دؾء الشمس‪ ،‬وتمٌل الى الؽرب معطٌة الؽروب معنى متفردا ورونما وجماال‬ ‫أخاذا بانعكاس أشعتها على لبة صخرتها الخالدة‪ ،‬ولباب مساجدها وكنابسها‪.‬‬ ‫وتسمو المدٌنة البهٌة عن سطح البحر المتوسط نحو ‪ 750‬م وعن سطح البحر المٌت نحو‬ ‫‪ 1150‬م‪ ،‬وتمع على خط طول ‪ 35‬درجة و‪ 13‬دلٌمة شرلاا‪ ،‬وخط عرض ‪ 31‬درجة و‪52‬‬ ‫دلٌمة شماال‪ .‬تبعد المدٌنة مسافة ‪ 52‬كم عن البحر المتوسط فً خط مستمٌم‪ ،‬و‪ 22‬كم عن‬ ‫البحر المٌت و‪ 250‬كم عن البحر األحمر‪ ،‬وتبعد عن عمان ‪ 88‬كم‪ ،‬وعن بٌروت ‪ 388‬كم‪،‬‬ ‫وعن دمشك ‪ 290‬كم‪ .‬وعن الماهرة ‪ 425‬كم‬

‫انًعـانـى انجغرافُح‪:‬‬ ‫كانت أرض مدٌنة المدس فً لدٌم الزمان –كما تمول الرواٌات‪-‬صحراء تحٌط بها من جهاتها‬ ‫الثبلثة الشرلٌة والجنوبٌة الؽربٌة األودٌة‪ ،‬أما جهاتها الشمالٌة والشمالٌة الؽربٌة فكانت‬ ‫مكشوفة وتحٌط بها كذلن الجبال التً ألٌمت علٌها المدٌنة‪ ،‬وفٌها بنً المسجد األلصى المبارن‬ ‫(بما ٌتضمنه من المسجد المبلً ولبة الصخرة والمسجد المروانً والساحات واألسوار بمساحة‬ ‫‪ 144‬دونما)‪ ،‬وٌرتفع نحو ‪ 770‬م عن سطح البحر‪ ،‬وجبل (ٌسمى الهضبة الؽربٌة)‪ ،‬ومولع‬ ‫الكنٌسة ٌسمى الجلجلة باآلرامٌة ) وجبل اُكر حٌث توجد كنٌسة المٌامة وجبل نبرٌتا بالمرب من‬ ‫باب الساهر ة‪ ،‬وجبل صهٌون الذي ٌعرؾ بجبل داود فً الجنوب الؽربً من المدس المدٌمة‬ ‫(وأن كان ال عبللة للنبً داوود بالمولع)‪ .‬ولد لدرت مساحة المدٌنة بـ ‪ 19331‬كم‪ ،‬وكان‬ ‫‪4‬‬ ‫ٌحٌط بها سور منٌع على شكل مربع ٌبلػ ارتفاعه ‪ 40‬لدما ا وعلٌه ‪ 34‬برج منتظم‪.‬‬ ‫" ‪ِ4‬ب ‪ َّٗٔٛ٠‬اٌ‪١ٙ‬ىً=اٌّؼجل اٌ‪ٛٙ١‬ك‪ ٞ‬اٌىج‪١‬و‪٠ ٌُ ،‬جٓ ف‪ ٟ‬اٌملً ل‪ ٜ‬؛ ثً ئْ أٍ‪ٛ‬اه أ‪ٚ‬هٍّ‪ ُ١‬اٌز‪ ٟ‬أّوف‬ ‫ٔؾّ‪١‬ب‪-‬ف‪ٍ ٟ‬فو ِٓ أٍفبه اٌزٕبؿ‪ -‬ػٍ‪ ٝ‬ئػبكح روِ‪ّٙ١‬ب ال ‪ٚ‬ع‪ٛ‬ك ٌ‪ٙ‬ب ٕ٘بن إٔال ؛ ‪ٚ‬ف‪ٛ‬ق مٌه ٌ‪ ٌ١‬صّخ ٘‪١‬ىً‬ ‫ٌٍَ‪ّ١‬بْ رؾذ لجخ اٌٖقوح اٌّْوفخ ؛ ف‪ّ١‬ب ٔغل اٌ‪١ٙ‬بوً ف‪ِٕ ٟ‬طمخ عجبي اٌَواح اٌ‪١ّٕ١‬خ وّب ‪ٕٚ‬ف‪ٙ‬ب اٌ‪ّٙ‬لأ‪ٟ‬‬ ‫‪10‬‬


‫وٌؤخذ السور شكل شبه المنحرؾ‪ٌ ،‬بلػ محٌطه مٌبلن ونصؾ المٌل‪ ،‬وطوله من‬ ‫الشمال ‪ 3930‬لدماا‪ ،‬ومن الشرق ‪ 2754‬لدماا‪ ،‬ومن الجنوب ‪ 3245‬لدماا‪ ،‬ومن‬ ‫الؽرب ‪ 2086‬لدماا‪ ،‬وله أربعة وثبلثون برجاا‪ ،‬وأشهرها برج اللملك‪ ،‬وبرج كبرٌت‪.‬‬ ‫ولهذا السور سبعة أبواب وهً‪:5‬‬ ‫‪-1‬باب الخلٌل وٌسمى أٌضا باب ٌافا‪ ،‬وٌمع فً الحابط الؽربً‪.‬‬

‫‪-8‬باب األسباط‪ٌ :‬مع فً الحابط الشرلً‪ ،‬وٌشبه فً الشكل باب الساهرة‪ٌ ،‬عود‬ ‫تارٌخه إلى عهد السلطان سلٌمان المانونً‪ .‬وسمً أٌضا باب المدٌس‪ ،‬إسطٌفان‪،‬‬ ‫وباب األسود‪ ،‬لوجود تمثالٌن ألسدٌن على جانبً مدخله‪.‬‬ ‫‪ -3‬باب الحدٌد ‪ٌ :‬مع فً الجانب الشمالً للسور‪ ،‬على مسافة كٌلو متر ؼربً باب العمود‪.‬‬ ‫فتح عام ‪1898‬م إبان زٌارة اإلمبراطور األلمانً (ؼلٌوم الثانً) للمدس‪.‬‬ ‫‪ -4‬باب العامود‪ٌ :‬مع فً منتصؾ الحابط الشمالً لسور المدس‪ ،‬وٌعود تارٌخه إلى عهد‬ ‫السلطان سلٌمان المانونً العثمانً‪ ،‬تعلو هذا الباب لوس مستدٌرة لابمة بٌن برجٌن‪ .‬ألٌم فوق‬ ‫أنماض باب ٌعود إلى العهد الصلٌبً‪ ،‬وٌسمى أٌضا باب دمشك‪ ،‬ألنه كان مخرج الموافل إلٌها‪.‬‬ ‫‪ -5‬باب الساهرة‪ٌ :‬مع إلى الجانب الشمالً من سور المدس‪ ،‬على بعد نصؾ كٌلو متر شرلً‬ ‫باب العمود‪ .‬وهو بسٌط البناء‪ ،‬ضمن برج مربع‪ ،‬وٌرجع إلى عهد السلطان سلٌمان المانونً‪،‬‬ ‫وٌعرؾ أٌضا باسم باب هٌرودوتس‪.‬‬ ‫‪ -6‬باب المؽاربة‪ٌ :‬مع فً الحابط الجنوبً لسور المدس‪ ،‬وهو عبارة عن لوس لابم ضمن برج‬ ‫مربع‪ ،‬وٌعتبر أصؽر أبواب المدس‪.‬‬ ‫‪ -7‬باب النبً داود‪ :‬وهو باب كبٌر منفرج‪ ،‬أنشا فً عهد السلطان سلٌمان المانونً‪،‬‬ ‫وٌسمى أٌضا باب صهٌون‪.‬‬ ‫واألبواب المؽلمة هً ‪-8‬باب الرحمة و‪-9‬الباب الواحد و‪-10‬الباب المثلث و‪-11‬الباب‬ ‫المزدوج‬ ‫(ٕبؽت وزبة ‪ٕٚ‬ف عي‪٠‬وح اٌؼوة) ‪ ،‬ثبٌزالىَ ِغ موو أٍّبء اٌمجبئً اٌ‪١ّٕ١‬خ اٌ‪ٛٙ١‬ك‪٠‬خ [ فب‪ ًٙ‬اٌوث‪١‬ؼ‪ ٟ‬ف‪ٟ‬‬ ‫وزبثٗ فٍَط‪ ٓ١‬اٌّزق‪ٍ١‬خ‪:‬أهٗ اٌز‪ٛ‬هاح ف‪ ٟ‬اٌ‪ ّٓ١‬اٌمل‪٠‬ل ‪ :‬ط‪[13 ،1‬‬ ‫‪ٌّ 5‬واعؼخ أث‪ٛ‬اة اٌملً ف‪ِ ٟ‬ووي اٌّؼٍ‪ِٛ‬بد اٌ‪ ٟٕٛ​ٛ‬اٌفٍَط‪ٚ-ٟٕ١‬فب‬ ‫‪11‬‬


‫األودٌـة التً تحٌط بالمـدس‪:‬‬ ‫‪ -1‬وادي جهنم‪ :‬واسمه المدٌم "لدرون" وٌسمٌه العرب "وادي سلوان‪".‬‬ ‫‪ -2‬وادي الربابة‪ :‬واسمه المدٌم "هنوم‪( ".‬هنوم بمعنى جهنم وهو اسم وادي بالٌمن بالمدٌم‬ ‫والٌوم)‬ ‫‪ -3‬الوادي أو"الواد"‪ :‬ولد ٌسمى "تٌروبٌون" معناه "صانعوالجبن‪".‬‬

‫الجبـال المطلّـة على المـدس‪:‬‬ ‫‪ -1‬جبل المكبر‪ٌ :‬مع فً جنوب المدس وتعلو لمته ‪ 795‬م عن سطح البحر‪ ،‬وعلى جانب هذا‬ ‫الجبل ٌموم لبر الشٌخ ـ أحمد أبً العباس ـ الملمب بؤبً ثور‪ ،‬وهو من المجاهدٌن الذي اشتركوا‬ ‫فً فتح المدس مع صبلح الدٌن األٌوبً‪.‬‬ ‫‪-2‬جبل الطور أو جبل الزٌتون‪ :‬وٌعلو ‪ 826‬م عن سطح البحر وٌمع شرلً البلدة الممدسة‪،‬‬ ‫وهو ٌكشؾ مدٌنة المدس‪ ،‬وٌعتمد أن المسٌح صعد من هذا الجبل إلى السماء‪.‬‬ ‫‪ -3‬جبل المشارؾ‪ :‬وٌمع إلى الشمال من مدٌنة المدس‪ ،‬وٌمال له أٌضا "جبل المشهد" وهو الذي‬ ‫أطلك علٌه الؽربٌون اسم "جبل سكوبس" نسبه إلى لابد رومانً‪.‬‬ ‫‪ -4‬جبل النبً صموٌل‪ٌ :‬مع فً شمال ؼربً المدس وٌرتفع ‪ 885‬م عن سطح البحر‪(.‬أسماء‬ ‫مختلؾ األنبٌاء فً المدس تبركا فمط‪ ،‬وال صلة مادٌة مع أي نبً)‬ ‫‪ -5‬تل العاصور‪ :‬تحرٌؾ "بعل حاصور" بمعنى لرٌة البعل وٌرتفع ‪ 1016‬م عن سطح‬ ‫البحر‪ ،‬وٌمع بٌن لرٌتً دٌر جرٌر وسلواد ‪ ،‬وهو الجبل الرابع فً ارتفاعه فً فلسطٌن‪.‬‬ ‫وٌصؾ مجٌر الدٌن‪ 6‬الحنبلً ‪7‬المدس فً نهاٌة المرن التاسع سنة ‪ 900‬هـ بموله‪:‬‬

‫‪ 6‬لب‪ ٟٙ‬اٌم‪ٚ‬بح ػجل اٌوؽّٓ ثٓ دمحم ثٓ ػجل اٌوؽّٓ ثٓ دمحم اٌؼٍ‪ ّٟ١‬اٌّملٍ‪ ٟ‬اٌؾٕجٍ‪ ،ٟ‬أث‪ ٛ‬اٌ‪ِ ،ّٓ١‬غ‪١‬و اٌل‪ٓ٠‬‬ ‫لب‪ِ ٟٙ‬إهؿ ػوث‪ٌٚ ٟ‬ل ف‪ ٟ‬اٌوٍِخ ػبَ ‪ َ 1456‬أزمً ٌٍؼ‪ ِ١‬ف‪ ٟ‬اٌملً ٌمت ثمب‪ ٟٙ‬اٌم‪ٚ‬بح أث‪ ٛ‬اٌ‪ّٓ١‬‬ ‫اٌمب‪ِ ٟٙ‬غ‪١‬و اٌل‪ ٓ٠‬اٌؾٕجٍ‪ .ٟ‬أٌف وزبة" األٌٔ اٌغٍ‪ ً١‬ثزبه‪٠‬ـ اٌملً ‪ٚ‬اٌقٍ‪". ً١‬ر‪ٛ‬ف‪ِ ٟ‬غ‪١‬و اٌل‪ ٓ٠‬ػبَ‬ ‫‪.1522‬‬ ‫‪12‬‬


‫" مدٌنة عظٌمة محكمة البناء بٌن جبال وأودٌة‪ ،‬وبعض بناء المدٌنة مرتفع على علو‪ ،‬وبعضه‬ ‫منخفض فً واد وأؼلب األبنٌة التً فً األماكن العالٌة مشرفة على ما دونها من األماكن‬ ‫المنخفضة وشوارع المدٌنة بعضها سهل وبعضها وعر‪ ،‬وفً أؼلب األماكن ٌوجد أسفلها أبنٌة‬ ‫لدٌمة‪ ،‬ولد بنً فولها بناء مستجد على بناء لدٌم‪ ،‬وهً كثٌرة اآلبار المعدة لخزن الماء‪ ،‬ألن‬ ‫ما َءها ٌجمع من األمطار‪".‬‬

‫األياكـٍ انًحكًح انثُـاء فٍ انقـذس‪:‬‬ ‫أسـوالها‪:‬‬ ‫سوق المطـ ّانٌن‪ :‬المجاور لباب المسجد من جهة الؽرب‪ ،‬وهو سوق ٌزٌده جماال واتساعا‬ ‫ارتفاعه الكبٌر ‪ ،‬وما ٌتمٌز به من اإلتمان الذي لم ٌوجد مثله فً كثٌر من الببلد‪ ،‬بناه االمٌر‬ ‫تنكز الناصري فً العهد المملوكً‪.‬‬ ‫األسواق الثالثة‪ :‬المجاورة بالمرب من باب المحراب المعروؾ بباب الخلٌل‪ ،‬وهو من بناء‬ ‫الروم‪ .‬وأول هذه األسواق سوق العطارٌن وهو الؽربً ‪ٌ ،‬مع فً الجهة الؽربٌة‪ ،‬ولد أولفه‬ ‫صبلح الدٌن األٌوبً على مدرسته الصبلحٌة (نسبة لصبلح الدٌن األٌوبً)‪ ،‬واالسواق الثبلثة‬ ‫هً بناء صلٌبً داخل السوق االصلً (الكاردوا) والسمؾ مملوكً‪.‬‬

‫‪٠7‬م‪ٛ‬ي اٌجبؽش هائف ٔغُ ف‪ ٟ‬وزبثٗ وٕ‪ٛ‬ى اٌملً‪ :‬أْ ‪ٙ‬و‪٠‬ؼ ِغ‪١‬و اٌل‪ ٓ٠‬اٌؾٕجٍ‪ ٟ‬وبْ ‪٠‬مغ ّوق ِمجوح ثبة‬ ‫اٌوؽّخ ػٍ‪ ٝ‬ثؼل ث‪ٚ‬ؼخ أِزبه ِٓ وٕ‪َ١‬خ ٍِزْٕب ِو‪ ،ُ٠‬صُ ٔمً ئٌ‪ِ ٝ‬ىبْ لو‪٠‬ت‪ ،‬ثَجت أػّبي اٌؾفو ٌز‪١ٍٛ‬غ‬ ‫اٌطو‪٠‬ك‪ٚ .‬لل ثٕ‪١‬ذ لجخ ٕغ‪١‬وح ػٍ‪ ٝ‬اٌمجو‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫حـاراتها‪:‬‬ ‫الحارات المشهورة فً المدس هً‪:‬‬ ‫حارة الواد وحارة السعدٌة وحارة باب حطة وحارة النصارى‪ ،‬أما الحارات التً ازٌلت لتصبح‬ ‫الٌوم المربع الٌهودي فهً‪ :‬حارة المؽاربة‪ ،‬وحارة الشرؾ‪ ،‬حارة العلم‪ ،‬حارة الحٌادرة‪ ،‬حارة‬ ‫الصلتٌن‪ ،‬حارة الرٌشة‪ ،‬حارة بنً الحارث‪ ،‬حارة الضوٌة‪.‬‬

‫المـلعـة‪( :‬للعة المدس)‬ ‫وهً حصن عظٌم البناء بظاهر بٌت الممدس من جهة الؽرب‪ ،‬وكان لدٌما ٌعرؾ بمحراب‬ ‫داود ‪ ،‬وفً هذا الحصن برج عظٌم البناء ٌسمى برج داود‪ ،‬وهو من البناء المدٌم السلٌمانً‬ ‫(نسبة للسلطان سلٌمان المانونً)‪ ،‬وكانت تدق فٌه الطبلخانة (مكان دق الطبول) فً كل لٌلة‬ ‫بٌن المؽرب والعشاء على عادة المبلع بالببلد‪.‬‬ ‫وفً حمٌمة األمر فالملعة بناء رومانً ال عبللة لداود النبً(علٌه السبلم) فٌها والبرج الذي‬ ‫ٌطلك علٌه برج داود اسمه برج فصاٌل‪ ،‬واآلن ٌطلك الٌهود االسرابٌلٌون اسم برج داود على‬ ‫المبذنة العثمانٌة المابمة بالملعة‪.‬‬ ‫الملعة رممت خبلل الفترة االموٌة وبنً بها برج دابري ضخم ومن ثم حدث ترمٌم فاطمً‬ ‫واعادة بناء وحفر خندق بعهد صبلح الدٌن ثم ترمٌم واضافة فً عهد السلطان العثمانً سلٌمان‬ ‫ومن ثم فً عهد السلطان عبد الحمٌد وبمٌت الملعة ممر الجنود والحامٌة العسكرٌة حتى تم بناء‬ ‫‪8‬‬ ‫المشلة واالسم االفضل لبلستخدام للعة المدس‪.‬‬

‫عٌـن سـلوان‪:‬‬ ‫وهً بظاهر المدس الشرٌؾ من جهة المبلة بالوادي‪ٌ ،‬شرؾ علٌها سور المسجد الجنوبً‪ ،‬ولد‬ ‫ورد فً بعض األخبار أهمٌة هذه العٌن ووصفها ومكانتها‪ ،‬وربما تكون هً إحدى العٌون‬ ‫ان) (الرحمن‪.)50/‬‬ ‫الجارٌة التً ورد ذكرها فً الكتاب العزٌز‪( :‬فٌِ ِه َما َ‬ ‫َان ت َ ْج ِرٌَ ِ‬ ‫ع ٌْن ِ‬

‫‪8‬ا‪ٙ‬بفبد األٍزبمح ٍ​ٍ‪٘ ٜٛ‬ل‪٠‬ت‬ ‫‪14‬‬


‫وهً نبع الماء الذي كان ٌشكل مصدر المٌاه الوحٌد المتوفر فً المدٌنة‪ ،‬بعد برن سلٌمان*‬ ‫وحولها نشؤت مدٌنة المدس فً األساس وبمٌت داخل اسوار مدٌنة المدس خبلل الفترات‬ ‫التارٌخٌة المختلفة وخرجت فمط خارج االسوار التً بناها السلطان العثمانً سلٌمان المانونً‬

‫آبـار المدس‪:‬‬ ‫ببر أٌوب‪ ،‬وهً بالمرب من عٌن سلوان نسبة إلى سٌدنا أٌوب علٌه السبلم‪ ،‬وٌمال إن هللا تعالى‬ ‫اب} (سورة ص‪)42/‬‬ ‫ار ٌد َوش َ​َر ٌ‬ ‫ار ُك ْ‬ ‫لال لنبٌه أٌوب علٌه السبلم‪ْ ( :‬‬ ‫ض ِب ِر ْج ِل َن َه َذا ُم ْؽت َ َ‬ ‫س ٌل َب ِ‬ ‫ال ٌوجد ما ٌثبت وجود أٌة عبللة مع سٌدنا اٌوب (علٌه السبلم) بالموضوع‪ ،‬والببر تسمتد‬ ‫مٌاها من نبعة سلوان ولٌست نبعة مستملة‪ ،‬وعلى عادة الناس فً تسمٌة الموالع الهامة باسم‬ ‫أنبٌاء أو لادة كبار أو صحابة ‪...‬الخ‪ ،‬دون سند تارٌخً‪.‬‬

‫برن سلٌمان فً بلدة أرطاس‪ ،‬سمٌت بذلن نسبة إلى السلطان العثمانً سلٌمان المانونً‬ ‫الذي بناها‪ .‬ولمد شٌدت هذه البرن لتجمٌع مٌاه المطر ولد زودت هذه البرن مدٌنة بٌت لحم‬ ‫ومدٌنة المدس بماء الشرب لمرون عدة‪ ،‬وخاصة ألنها كانت توصل المٌاه إلى المسجد‬ ‫األلصى‪ ،‬وحتى أوابل عهد االنتداب البرٌطانً إذ استبدلت المناة الفخارٌة بمناة ومضخة من‬ ‫المعدن‪ ،‬وذلن عام ‪1919‬م‪ .‬ولؤلسؾ الشدٌد هذه البرن أصبحت فارؼة فً ولتنا الحاضر‪.‬‬ ‫(تارٌخ وتراث بٌن لحم – نصري حزبون ‪( ،‬مركز حفظ التراث الثمافً)‬

‫انًعانى االصاليُح فٍ انقذس‬ ‫‪-1‬المسجد األلصى الشرٌف‬

‫‪10‬‬

‫‪9‬‬

‫‪ :‬المسجد األلصى وٌسمى أٌضا الحرم المدسً‪ ،‬وهو‬

‫داخل البلدة المدٌمة بالمدس‪ ،‬وهو كامل المنطمة المحاطة بالسور‪ ،‬واسم لكل ما هو داخل سور المسجد‬

‫‪ٌ9‬مكن الرجوع لمولع دابرة الثمافة واالعبلم فً منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة على الرابط التالً‬ ‫‪http://dci.plo.ps/index.php?option=com_content&view=article&id=444%3A2‬‬ ‫‪013-02-25-16-53-59&catid=79%3A2013-02-03-17-54‬‬‫‪49&Itemid=389&lang=ar‬‬

‫‪ 10‬مساحة المسجد االلصى هً ‪ 144‬دونم هً وتحوي داخلها مجموعة مبانً وال تصح‬ ‫تسمٌة المسجد بالحرم النه ال تنطبك شروط الحرم الشرعٌة علٌه أو على المسجد االبراهٌمً‬ ‫‪15‬‬


‫األلصىالوالع فً ألصى الزاوٌة الجنوبٌة الشرلٌة من البلدة المدٌمة المسورة‪ ،‬فً وسطه الصخرة الشرٌفة‬ ‫(وٌمثل كامل المساحة ‪ 144‬دونما‪ ،‬التً تضم المسجد المبلً (المسموؾ)‪ ،‬ولبة الصخرة‬ ‫والمصلى المروانً‪ .....‬والفناء وما حوله اسم المسجد األلصى (الذي ٌسمٌه الصهاٌنة تلفٌما‬ ‫وكذبا تارٌخٌا جبل الهٌكل وما كان هنا هٌكل أو خبلفه مطلما‪ ،‬وٌسعون الٌوم لتمسٌمه (دٌنٌا‬ ‫وزمانٌا ومكانٌا كما هو الحال فً الحرم الخلٌلً)‪.11‬‬ ‫ً‬ ‫‪-2‬الجامع المبلً‪ :‬وهو الجامع المسموؾ الذي تعلوه لبّة رصاصٌة‪ ،‬والوالع فً جنوب ّ‬ ‫المسجد األلصى فً جهة ال ِمبلة‪ ،‬ومن هنا جاءت تسمٌته بـ "ال ِمبلً"‪ .‬وٌُعتبر هذا الجامع‬ ‫المصلّى الربٌس الذي ٌخطب فٌه الخطٌب فً صبلة الجمعة‪ ،‬كما أنّه ٌُعتبر المصلّى الربٌس‬ ‫للرجال داخل المسجد األلصى حٌث ٌمؾ اإلمام‪ ،‬وحٌث ٌوجد المحراب والمنبر الربٌسان‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫والبناء الحالً ٌعود للعصر األموي‪ ،‬حٌث َبدأ العمل على تجدٌد بناءه الخلٌفة عبد الملن بن‬ ‫مروان‪ ،‬وأت ّمه ابنه الخلٌفة الولٌد بن عبد الملن بٌن عامً ‪ 86‬هـ‪ 96-‬هـ الموافك ‪-705‬‬ ‫تعرضه لزالزل أدّت‬ ‫‪714‬م‪ ،‬وكان فً األصل مكوناا من ‪ 15‬روالاا‪ ،‬ثم أاعٌد ترمٌمه بعد ّ‬ ‫صرت أرولته فً عصر الخلٌفة الفاطمً الظاهر إلعزاز دٌن هللا إلى ‪ 7‬أرولة‪،‬‬ ‫لتصدّعه‪ ،‬واخت ُ ِ‬ ‫ٌتكون من رواق كبٌر فً الوسط و‪ 3‬أرولة فً كل جانب‪.‬‬ ‫وفً ولتنا الحالً ّ‬ ‫وللجامع لبّة مرتفعة داخلٌة مصنوعة من الخشب‪ ،‬تعلوها المبّة الربٌسة الخارجٌّة وال ُم ّ‬ ‫ؽطاة‬ ‫بؤلواح الرصاص‪ .‬وتبلػ مساحة الجامع حوالً ‪ 4‬دونمات‪ ،‬طوله ‪80‬م وعرضه ‪55‬م‪ ،‬على‬ ‫اختبلؾ ٌسٌر بٌن طول ضلعه الشرلً والؽربً‪ ،‬وله ‪ 11‬باباا‪ ،‬وٌتّسع إلى حوالً ‪5500‬‬ ‫مص ّل‪.‬‬ ‫وكان ّأول من بناه هو عمر بن الخطاب عند الفتح اإلسبلمً عام ‪ 15‬هـ‪ ،‬وذلن بعد أن استشار‬ ‫كعب األحبار فً مكان بناء المسجد‪ ،‬فؤشار علٌه فً مكان الصخرة‪ ،‬فرفض ذلن عمر ولال‪:‬‬ ‫سلَّ َم لبلة مساجدنا صدورنا»‪،‬‬ ‫صلَّى هللا َ‬ ‫علَ ٌْ ِه َو َ‬ ‫«بل نجعل لبلته صدره كما جعل رسول هللا َ‬ ‫فً الخلٌل‪ ،‬واسم الحرم هو اسم اصطبلحً ظهر بعد االحتبلل الفرنجً "الصلٌبً"‪ ،‬كما تورد‬ ‫سلوى هدٌب‪.‬‬ ‫‪11‬ػٕلِب أص‪١‬و اٌوئ‪ ٌ١‬االِو‪٠‬ى‪ ٟ‬وٍٕز‪ ْٛ‬ف‪ِ ٟ‬جبؽضبد وبِت ك‪٠‬فل اٌضبٔ‪١‬خ ػبَ ‪ 2000‬لبي ألث‪ ٟ‬ػّبه أٔب هعً‬ ‫ِإِٓ ‪ٕ٘ٚ‬ب‪-‬ػٓ األلٖ‪ ٝ‬ثبٌملً‪٠-‬مغ اٌ‪١ٙ‬ىً فأٔىو مٌه أث‪ٛ‬ػّبه‪ ،‬فَأٌٗ وٍٕز‪ ْٛ‬أ‪ ٛ٘ ٓ٠‬ئمْ؟ فأعبة‪ٕ٘ :‬بن ف‪ٟ‬‬ ‫اٌ‪ ّٓ١‬اٌمل‪ٌٚ ،ُ٠‬طبٌّب لبي ٌٕب اٌوئ‪ ٌ١‬اٌواؽً ‪٠‬بٍو ػوفبد أْ اٌ‪ ٓ١١ّٕ١‬ف‪ ٟ‬ى‪٠‬بهارٗ ٌٍ‪ ّٓ١‬لل أه‪ ٖٚ‬عجً اٌ‪١ٙ‬ىً‬ ‫ػٕلُ٘‪ ٛ٘ٚ ،‬ثبٌ‪ٚ‬ج‪ِ ٜ‬ب رم‪ ٌٗٛ‬األثؾبس اٌغل‪٠‬لح اٌّْبه ٌ‪ٙ‬ب ِٓ لجً وجبه اٌؼٍّبء‪-‬اٌىبرت‬ ‫‪ 12‬ػٓ اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌؾوح ف‪ ٟ‬اٌْبثىخ ؽ‪ٛ‬ي اٌَّغل األلٖ‪.ٝ‬‬ ‫‪16‬‬


‫وكان بناإه من الخشب‪ ،‬وكان ٌتّسع حوالً ‪ 1000‬مص ّل‪ ،‬ث ّم جدّده معاوٌة بن أبً سفٌان‪،‬‬ ‫فصار ٌتّسع حوالً ‪ 3000‬مص ّل‪.‬‬ ‫سموا الجامع المبلً إلى ثبلثة ألسام‪ :‬أحدها‬ ‫وعندما سٌطر الفرنجة (الصلٌبٌون) على المدس ل ّ‬ ‫تحول إلى مكاتب‪ ،‬واآلخر إلى سكن لفرسان المعبد‪ ،‬والثالث إلى كنٌسة‪ ،‬وبمً األمر كذلن‬ ‫ّ‬ ‫حتى عهد صبلح الدٌن األٌوبً فر ّمم المسجد عام ‪ 538‬هـ الموافك ‪ ،1187‬ثم توالت‬ ‫الترمٌمات فً عصر الدولة المملوكٌة والدولة العثمانٌة الحماا‪ .‬وفً العصر الحدٌث‪ ،‬وبعد‬ ‫احتبلل الٌهود لفلسطٌن‪ ،‬بمً الجامع المبلً تحت تهدٌد الٌهود‪ ،‬فعمدوا إلى أعمال حفر تحت‬ ‫أؼلب الجدار الجنوبً للمسجد وتحت أساسات الجامع المبلً كلها (فً عملٌة بحث بابسة عن‬ ‫تعرض الجامع المبلً لحرٌك مفتعل وذلن ٌوم ‪21‬‬ ‫الهٌكل المزعوم) مما هدّدت أساساته‪ ،‬كما ّ‬ ‫أؼسطس ‪ 1969‬فاحترق منبر نور الدٌن زنكً‪،‬وامتد الحرٌك لٌشمل أؼلب األرولة الثبلثة‬ ‫الشرلٌة‪ ،‬باإلضافة إلى سمفه الخشبً‪.‬‬

‫‪-3‬المصلى المروانً فً المسجد األلصى‪.‬‬ ‫ُعرؾ لدٌ اما "بالتسوٌة‬ ‫وٌمع فً أسفل الزاوٌة الجنوبٌة الشرلٌة للمسجد األلصى‪ ،‬وكان ٌ َ‬ ‫الشرلٌة"‪ ،‬ولد بناه األموٌون كتسوٌة معمارٌة لهضبة بٌت الممدس األصلٌة المنحدرة جهة‬ ‫وٌتكون المصلّى المروانً من ‪ 16‬روالاا‪،‬‬ ‫ً‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الجنوب‪ ،‬حتى ٌتسنّى البناء فوق لسمها الجنوب ّ‬ ‫مترا مربعاا‪ ،‬وهً أكبر مساحة ُمؽطاة للصبلة فً‬ ‫وتبلػ مساحته اإلجمالٌة أكثر من ‪ 4000‬ا‬ ‫المسجد األلصى‪ .‬عندما سٌطر الصلٌبٌون على المسجد األلصى‪ ،‬لاموا بتحوٌل المصلّى‬ ‫المروانً إلى إسطببلت للخٌول‪ ،‬وس ّموه "إسطببلت سلٌمان"‪ ،‬وهً تسمٌّة توراتٌة نسبةا إلى‬ ‫النبً سلٌمان (علٌه السبلم) تبركا دون وجود له هنا‪.‬‬ ‫وبعد تحرٌر المسجد األلصى فً عهد صبلح الدٌن األٌوبً‪ ،‬أعاد المصلى المروانً إلى‬ ‫استعماله السابك باعتباره تسوٌةا ومخزناا‪ .‬وبمً األمر كذلن حتى عام ‪ ،1996‬حٌث تم افتتاحه‬ ‫سمً ٌومب ٍذ بال ُمصلّى المروانً نسبةا إلى عبد الملن بن مروان‪.‬‬ ‫ك ُمصلّى و ُ‬ ‫وكان سبب افتتاحه ك ُمصلّى هو تسرٌب وثٌمة سرٌّة لتمسٌم المسجد األلصى باعتبار ما تحت‬ ‫األرض للٌهود وما فوق األرض للمسلمٌن وذلن فً عام ‪ ،1995‬بعد ذلن لررت عدة هٌبات‬ ‫إسبلمٌة البدء بالعمل على فتح المصلّى المروانً‪ ،‬فبدأت بتنظٌؾ المكان‪ ،‬وم ّد الكهرباء إلٌه‬ ‫وإضاءته‪ ،‬ثم تبلٌط المصلّى‪ ،‬وتبرعت مصر بفرش المصلّى‪ ،‬وتم فتح عدّة أبواب له‪ .‬وكان هذا‬ ‫العمل الذي تم هو السبب ال ُمعلَن للزٌارة التً لام بها أربٌل شارون للمسجد ٌوم الخمٌس ‪28‬‬ ‫سبتمبر ‪ ،2000‬والتً أدّت النطبلق انتفاضة األلصى والتً استمرت ‪ 5‬سنوات‪.‬‬ ‫‪17‬‬


‫س ّمً بذلن‬ ‫‪-4‬مسجد البراق‪ :‬وٌمع فً الناحٌة الجنوبٌة الؽربٌة من المسجد األلصى‪ ،‬و ُ‬ ‫نسبةا إلى المكان الذي ربط فٌه النبً دمحم صلى اله علٌه وسلم دابته البراق فً رحلة اإلسراء‬ ‫والمعراج‪ ،‬وفٌه حلمة عثمانٌة ٌُمال أنّها ُوضعت فً مكان الحلمة التً ُربط عندها البراق‪ .‬كما‬ ‫ٌحتوي المسجد على محراب أموي‪ ،‬وكان ٌوجد فً جهته الؽربٌة باب لدٌم ٌُس ّمى "باب‬ ‫البراق" ولد اُؼلك بعد العهد األموي‪ ،‬والذي كان ٌصل مباشرة إلى ساحة البراق خارج المسجد‬ ‫األلصى‪ ،‬وٌنزل إلى مصلّى البراق حالٌاا من خبلل الرواق الؽربً لؤللصى بدرجات حجرٌة‪،‬‬ ‫والذي ٌُفتح كل ٌوم جمعة للزٌارة‪.‬‬ ‫‪-5‬جامع المغاربة‪:‬وٌمع فً الزاوٌة الجنوبٌة الؽربٌة من المسجد األلصى جنوبً حابط‬ ‫البراق‪ ،‬وله بابان‪ ،‬واحد ُمؽلك فً الجهة الشمالٌة‪ ،‬وآخر مفتوح فً الجهة الشرلٌة‪ .‬وٌُستعمل‬ ‫الٌوم كماعة عرض ألؼراض المتحؾ اإلسبلمً الذي نُمل من الرباط المنصوري إلى هذا‬ ‫المسجد وذلن فً عام ‪ 1348‬هـ الموافك ‪ .1929‬ولد لٌل ّ‬ ‫أن ّأول من بناه هو صبلح الدٌن‬ ‫األٌوبً سنة ‪ 590‬هـ الموافك ‪ ،1193‬وكانت تُمام فٌه الصبلة على المذهب المالكً‪.‬‬ ‫‪-6‬جامع النساء‪:‬وٌمع داخل المسجد األلصى‪ ،‬وٌمثّل الجزء الجنوبً الؽربً منه‪ ،‬حٌث‬ ‫ٌمتد بمحاذاة حابطه الجنوبً بد اءا من الجدار الؽربً للجامع ال ِمبلً وحتى الحابط الؽربً‬ ‫سم إلى ثبلثة ألسام‪ :‬أولها ؼربً ملحك بالمتحؾ اإلسبلمً‪ ،‬وثانٌها فً‬ ‫للمسجد‪ .‬وهو الٌوم ُمم ّ‬ ‫الوسط وبه توجد مكتبة األلصى الربٌسٌة‪ ،‬وثالثها شرلً مبلصك للجامع المبلً‪ ،‬وٌُستعمل اآلن‬ ‫كمستودع‪ .‬وجامع النساء عبارة عن بناء كبٌر واسع مرتفع عن مستوى الجامع المبلً‪ ،‬وٌرى‬ ‫باحثون بؤن بناءه ٌعود إلى العهد الصلٌبً‪ ،‬حٌث بُنً ككنٌسة‪ ،‬لٌعٌده صبلح الدٌن األٌوبً‬ ‫صص للنساء‪.‬‬ ‫ل ُمصلّى ُخ ّ‬ ‫‪-7‬مسجد لبة الصخرة‪ :‬ولد شٌده الخلٌفة عبد الملن بن مروان‪ ،‬وهو مثمن الشكل‪ .‬حٌث‬ ‫تتوسط لبة الصخرة المشرفة تمرٌبا ا ساحة الحرم الشرٌؾ‪ ،‬حٌث تموم على فناء (صحن) ٌرتفع‬ ‫عن مستوى ساحة الحرم حوالً ‪4‬م‪ ،‬وٌتوصل إلٌها من خبلل البوابن (المناطر) التً تحٌط بها‬ ‫‪13‬‬ ‫من جهاتها األربع‪.‬‬ ‫بنى هذه المبة المباركة الخلٌفة األموي عبد الملن بن مروان (‪86-65‬هـ‪705-684 /‬م)‪ ،‬حٌث‬ ‫بدأ العمل فً بنابها سنة ‪66‬هـ‪685 /‬م‪ ،‬وتم الفراغ منها سنة ‪72‬هـ‪691 /‬م‪ .‬ولد اشرؾ على‬ ‫‪13‬اٌزجو‪٠‬و اٌَ‪١‬بٍ‪ ٟ‬اٌن‪ ٞ‬أ‪ٚ‬هكٖ اٌّإهؿ اٌْ‪١ٙ‬و اٌ‪١‬ؼم‪ٛ‬ث‪ٌ ٟ‬جٕبء اٌمجخ ار‪ ُٙ‬ف‪ ٗ١‬اٌقٍ‪١‬فخ األِ‪ ٞٛ‬ػجل اٌٍّه ثٓ‬ ‫ِو‪ٚ‬اْ ثٕ‪١‬خ رؾ‪ ً٠ٛ‬لجٍخ اٌؾغبط ػٓ اٌىؼجخ اٌّْوفخ ف‪ِ ٟ‬ىخ اٌّىوِخ ئٌ‪ ٝ‬اٌٖقوح ف‪ ٟ‬ث‪١‬ذ اٌّملً ِبٔؼب ً ف‪ٟ‬‬ ‫مٌه ِجب‪٠‬ؼخ اٌؾغبط ٌؼجلهللا ثٓ اٌيث‪١‬و ف‪ِ ٟ‬ىخ‪.‬‬ ‫‪18‬‬


‫بنابها المهندسان العربٌان (الفلسطٌنٌان) رجاء بن حٌوة وهو من بٌسان فلسطٌن وٌزٌد بن سبلم‬ ‫‪14‬‬ ‫مولى عبد الملن بن مروان وهو من المدس‪.‬‬

‫باإلضافة الى كل ما سبك والذي ٌمع كله داخل المسجد األلصى (داخل السور ‪ 144‬ألؾ‬

‫مترمربع) هنان بالمدس أٌضا‬ ‫‪-8‬مسجد سٌدنا عمر رضً هللا عنه‪ :‬ولد شٌد من األعمدة و ُ‬ ‫ؼطً بالمماش كان ٌسع‬ ‫لـ ‪ 3000‬آالؾ إنسان‪ ،‬شٌده الخلٌفة عمر عند فتح المدس فً السنة السادسة بعد وفاة رسول‬ ‫هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪( .‬وال ٌوجد اي بماٌا لهذا المسجد الٌوم)‬ ‫‪-9‬جامع النبً داود علٌه السالم‪ :‬وهو مسجد تارٌخً ٌمع فً حً آل الدجانً جنوب‬ ‫ؼرب المسجد األلصى المبارن‪،‬وٌعود تارٌخ المسجد إلى المرن السابع عشر‪ ،‬ومنذ ذلن الولت‬ ‫لم ٌتم ترمٌمه وبمً السٌرامٌن الفاخر ٌكسو جدرانه حتى تمت إزالته من لبل بعض الجماعات‬ ‫الٌهودٌة المتطرفة حٌث السعً لتحوٌله الى كنٌس‪ ،‬وهو ما تم‪.‬‬ ‫وال عبللة السم داوود علٌه السبلم بفرضٌة وجوده بالمدس وإنما سمً على عادة المسلمٌن‬ ‫بتسمٌة المساجد باسم األنبٌاء والمرسلٌن أو الصحابة والصالحٌن تبركا‪.‬‬ ‫‪-10‬أبواب المسجد األلصى‪ :‬أبواب المسجد المفتوحة هً التالٌة‪ :‬باب االسباط وباب‬ ‫حطة وباب الملن فٌصل (وٌسمى الباب العتم وباب الدوادارٌة )‪،‬وباب الؽوانمة وباب المجلس‬ ‫(وٌسمى باب الناظر )‪ ،‬وباب الحدٌد وباب سوق المطانٌن وباب المطهرة وباب السكٌنة وباب‬ ‫السلسلة وباب المؽاربة‪ ،‬اما االبواب المؽلمة فهً الباب المفرد والباب المزدوج والباب الثبلثً‬ ‫وباب الجنابز وباب الرحمة (الذهبً )‪.‬‬ ‫‪-11‬المآذن للمسجد األلصى‪ :‬أربع مآذن ٌعود إنشاإها للعصر المملوكً وهً المبذنة‬ ‫الفخرٌة ‪ /‬مبذنة باب الؽوانمة ‪ /‬مبذنة باب السلسلة (وتسمى اٌضا مبذنة االشرفٌة )‪ /‬مبذنة باب‬ ‫األسباط‪.‬‬

‫‪-12‬حائط البراق‪:‬‬

‫هو الجزء الجنوبً الؽربً من جدار المسجد األلصى ٌبلػ طوله‬

‫‪14‬مجٌر الدٌن (‪ ،)1973‬ج‪ . 273-272 ،1‬وللرجوع الى المولع ‪http://www.palestine-‬‬ ‫‪info.com/arabic/alaqsa/aldaleel/qubatdaleel.htm‬‬

‫‪19‬‬


‫حوالً ‪ 50‬مترا ا وارتفاعه حوالً ‪ 25‬مترا ا‪( .‬وٌستولً دون وجه حك الٌهود على جزء منه‬ ‫بادعاء أنه ما ٌسمونه حدٌثا حابط المبكى)‬ ‫‪-13‬المنابر(المصاطب) وعدٌد األرولة‪ :‬ولد جعلت المصاطب لٌجلس علٌها طلبة‬ ‫العلم الشرعً االسبلمً‪ ،‬وعدٌد األرولة‪ ،‬وأٌضا كما أشرنا سابما لملعة المدس‪.‬‬ ‫‪-14‬المباب‪ :‬مثل لبة السلسلة ولبة األرواح ولبة النبً خضر ولبة المعراج ولبة المٌزان‬ ‫ولبة النبً داود ولبة النبً موسى علٌهما السبلم ولبة ٌوسؾ أؼا ولبة عشاق النبً ولبة الشٌخ‬ ‫الخلٌلً ولبة النبً عٌسى علٌه السبلم‪.‬‬

‫انثهذج انقذًَح وانًذارس وانًضاجذ‬ ‫تعتبر البلدة المدٌمة كلها إحدى المعالم التارٌخٌة الممدسٌة‪ .‬تبلػ مساحة المدس المدٌمة‪ ،‬ضمن‬ ‫كٌلومترا مربعاا وٌمع المسجد األلصى فً الناحٌة الشرلٌة من المدٌنة وأسوارها‪.‬‬ ‫األسوار لرابة‬ ‫ا‬ ‫وتمسم المدٌنة إلى حارات أو خطط‪ ،‬وفً هذه األحٌاء أسواق محلٌة صؽٌرة استملت عن‬ ‫األسواق الربٌسة‪ ،‬وكانت األحٌاء تضم مجموعات سكانٌة منسجمة فً بٌبتها االجتماعٌة‬ ‫والدٌنٌة‪ ،‬وطرق المدٌنة المدٌمة متعرجة‪ُ ،‬‬ ‫ؼطً بعضها بعمود‪ ،‬ولد تموم منشآت أو امتدادات‬ ‫عالٌة للبٌوت‪.‬‬ ‫ومن أهم هذه المنشآت المساجد والمآذن والمدارس‪ ،‬وإذا استثنٌت لبة الصخرة والمسجد المبلً‪،‬‬ ‫فإن أكثر المساجد والمآذن فً المدس تعود إلى العصر المملوكً‪ ،‬مثل المبذنة الفخرٌة عام‬ ‫‪ ،1278‬ومبذنة باب الؽوانمة من عام ‪ ،1329‬ومبذنة باب األسباط عام ‪.1367‬‬ ‫ومن المساجد فٌها مسجد الملعة الذي بُنً عام ‪ ،1310‬والمسجد المٌمري الذي شٌد مع نهاٌة‬ ‫العصر األٌوبً عام ‪ 1276‬وجامع الخانماه الصبلحٌة‪ ،‬وتعود مبذنته إلى عام ‪.1395‬‬ ‫ومن المساجد التً بنٌت فً العهد العثمانً مسجد النبً داود علٌه السبلم الذي أنشؤه السلطان‬ ‫العثمانً سلٌمان المانونً من بناء "صلٌبً" األصل فؤضاؾ علٌه ‪ ،‬وهو مجمع معماري‪ ،‬ولمد‬ ‫حولته (إسرابٌل) إلى كنٌس وأزٌلت الكتابات المرآنٌة منه واستبدلت بكتابة عبرٌة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ومن المساجد العثمانٌة نجد مسجد المبذنة الحمراء ومسجد الشٌخ رٌحان‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫إن أكثر المبانً اإلسبلمٌة فً المدس هً المدارس التعلٌمٌة‪ 15.‬حٌث أن عدد المدارس‬ ‫والزواٌا فً المدس خبلل المرن ‪ 11‬الهجري كان ‪ 630‬مدرسة وزاوٌة‪ ،‬ومن ألدم المدارس‬ ‫المدرسة المنصورٌة التً أنشؤها الملن المنصور لبلوون‪.‬‬ ‫كما ٌوجد مدارس ألدم كالتً انشابها السلطان صبلح الدٌن األٌوبً وهً الصبلحٌة‪ ،‬والتً‬ ‫انشابها المعظم عٌسى مثل النحوٌة وؼٌرهم الكثٌر لبل مدرسة المنصور لبلوون‪.‬‬ ‫وتمتاز عمارة المدارس بالفناء ذي البركة تشرؾ علٌه األواوٌن‪ 16‬والؽرؾ‪ ،‬أما الواجهة‬ ‫الجمٌلة التً تدخل منها إلى المدرسة من خبلل "دركاه"‪ ،17‬فهً من مٌزات العمارة المملوكٌة‪،‬‬ ‫وإذا كانت المدارس المملوكٌة فً المدس لم ترق إلى مستوى المدارس فً الماهرة التً تمٌزت‬ ‫باالتساع والفخامة كمدرسة السلطان حسن‪ ،‬فإنها مع ذلن تتمتع باألنالة والبساطة والوحدة‪،‬‬ ‫ومن أهم المدارس المملوكٌة البالٌة حتى الٌوم‪ :‬المدرسة السبلمٌة (‪1300‬م)‪ ،‬المدرسة‬ ‫الجاإلٌة (‪1320‬م)‪ ،‬المدرسة التنكزٌة (‪1329‬م)‪ ،‬المدرسة األمٌنٌة (‪1330‬م)‪ ،‬المدرسة‬ ‫الملكٌة (‪1340‬م)‪ ،‬المدرسة الفارسٌة (‪1353‬م)‪ ،‬المدرسة األرؼونٌة (‪1356‬م)‪ ،‬المدرسة‬ ‫المشتمرٌة (‪1358‬م)‪ ،‬المدرسة المحدثٌة (‪1360‬م)‪ ،‬والمدرسة الطشتمرٌة (‪1384‬م)‪.‬‬

‫ممـابرهـا‪:18‬‬

‫‪15‬ثؾش ٌٍلوز‪ٛ‬ه ػف‪١‬ف ث‪ِْٕٛ َٟٕٙ‬ه ػٍ‪ ٝ‬اٌواث‪ ٜ‬اٌّوفك‬ ‫‪ 16‬اإل‪ٛ٠‬اْ (اٌغّغ أ‪ٚ‬ا‪ ٛ٘ )ٓ٠ٚ‬لبػخ َِم‪ٛ‬فخ ثضالصخ علهاْ فم‪ٚ ٜ‬اٌغ‪ٙ‬خ اٌواثؼخ ِفز‪ٛ‬ؽخ رّبِب ٌٍ‪ٛٙ‬اء اٌطٍك أ‪ٚ‬‬ ‫لل رى‪ِٖ ْٛ‬ف‪ٛ‬فخ ثأػّلح أ‪٠ ٚ‬زملِ‪ٙ‬ب ه‪ٚ‬اق ِفز‪ٛ‬ػ ‪ٚ‬رطً ػٍ‪ ٝ‬اٌٖؾٓ أ‪ ٚ‬اٌفٕبء اٌلافٍ‪-ٟ‬اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌؾوح‬ ‫‪17‬الدركاة‪ :‬لفظ فارسً مركب من كلمتٌن ‪" :‬در" بمعنى‪ :‬باب‪ ،‬و "كاة" بمعنى‪ :‬محل‪ ،‬وهً المساحة‬ ‫الصؽٌرة المربعة أو المستطٌلة التً تلً باب الدخول إلى داخل المبنى‪.‬‬ ‫‪http://alqudslana.com/print.php?id=337‬‬

‫‪ 18‬مراجع ٌإخذ منها بعٌن فاحصة‪ :‬بٌت الممدس والمسجد األلصى دراسة تارٌخٌة موثمة تصنٌؾ ‪ :‬دمحم‬ ‫حسن شراب ‪ /‬ط‪ / 1‬سنة ‪ 1994‬م بٌروت‪- .‬موسوعة العتبات الممدسة ‪ /‬لسم المدس ‪ /‬جعفر الخلٌلً ‪ /‬ط‪2‬‬ ‫‪ /‬سنة ‪ 1987‬م بٌروت‪- .‬تارٌخ سورٌة ولبنان وفلسطٌن ‪ /‬فٌلٌب حتً ‪ /‬ج‪ / 2‬ص‪.- 35‬األنس الجلٌل فً‬ ‫تارٌخ المدس والخلٌل ‪ /‬مجٌر الدٌن الحنبلً ‪ /‬ج‪.- 1‬ممدمة فً تارٌخ الحضارات المدٌمة ‪ /‬طه بالر ‪ /‬ج‪/ 1‬‬ ‫ص‪ / 209‬ط‪ / 2‬سنة ‪ 1955‬بؽداد ‪.-‬تارٌخ فلسطٌن فً العصور اإلسبلمٌة الوسطى ‪ /‬د‪ .‬فاروق عمر ـ د‪.‬‬ ‫محسن دمحم حسٌن ‪ /‬سنة ‪ 1987‬م بؽداد ‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫‪"-1‬ممام" النبً موسى (فمط‬

‫اسم)‪ :‬الوالع شرلً بٌت الممدس‪.19‬‬

‫‪ -2‬ال ٌوجد مدفن للنبً داود فً المدس نهائٌا (على عكس ما تشٌر بعض‬ ‫المصادر ؼٌر الموثمة بوجود لبر لداوود وزكرٌا وٌحٌى)‪ ، 20‬وسٌدنا ٌحٌى لبره ؼٌر معروؾ‬ ‫ولم ٌمتل بالمدس اما سٌدنا زكرٌا فٌوجد لبر ٌعود الى عصره التارٌخً بوادي جهنم اسفل‬ ‫الجثمانٌة مكتوب علٌه لبر كاهن المعبد زكرٌا والد ٌوحنا ولم ٌتم العثور على جثة بداخله‪.‬‬ ‫‪-3‬لبر مرٌم علٌها السالم‪ :‬لبر مرٌم هو فً كنٌسة مرٌم وهً بالمرب من كنٌسة‬ ‫الجثمانٌة الى الشمال منها ولٌس داخل كنٌسة الجثمانٌة وال تحوي الجثمانٌة اٌة لبور‪.‬‬ ‫‪-4‬ممبرة الساهرة‪ :‬وهً البمٌع المعروؾ بالساهرة فً ظاهر مدٌنة المدس من جهة‬ ‫‪21‬‬ ‫الشمال وفٌها ٌدفن موتى المسلمٌن ومعنى "الساهرة" االرض الواسعة المبسوطة البٌضاء‪.‬‬ ‫‪-5‬ممبرة باب الرحمة‪ :‬وهً بجوار سور المسجد األلصى وهً ممبرة اموٌة وتحوي‬ ‫لبور عدد من الصحابة ‪ ،‬ومنع الدفن بالجزء الجنوبً الؽربً من الممبرة‬ ‫‪-6‬ممبرة الشهداء‪ :‬ممبرة مؤمن هللا (مامال)‪ :‬وهً أكبر ممابر البلد تمع بظاهر‬ ‫المدس من جهة الؽرب‪ .‬وهً ممبرة من الدم الممابر االسبلمٌة وتحوي عدد من المحدثٌن‬ ‫والعلماء والشٌوخ المسلمٌن وتحتوي على زواٌا صوفٌة ‪ ،‬وال ٌسمح للمسلمٌن الٌوم استخدامها‬

‫‪-7‬ممبرة الٌوسفٌة‪:‬‬

‫وهً ممابل ممبرة الرحمة من الشمال وهً ممبرة مملوكٌة تعود لفترة‬

‫السلطان المملوكً لانصوه (للنسوة) الؽوري ٌسمح للمسلمٌن الدفن فٌها‪.‬‬ ‫‪19‬هغُ أْ إٌج‪ ٍِٝٛ ٟ‬ػٍ‪ ٗ١‬اٌَالَ ٌُ ‪٠‬لفً فٍَط‪ ٓ١‬ؽَت ِو‪٠ٚ‬بد اٌز‪ٛ‬هاح ٔفَ‪ٙ‬ب‪ ،‬ثً ِٓ كفٍ‪ٙ‬ب ‪ّٛ٠‬غ‪،‬‬ ‫‪ٚ‬ف‪ ٟ‬اٌؾم‪١‬مخ ٌُ ‪٠‬لفٍ‪ٙ‬ب ال ٘‪ٚ ٛ‬ال فٍ‪١‬فزٗ ؽَت اٌّو‪٠ٚ‬بد اٌؾل‪٠‬ضخ‪ٚ ،‬ونٌه األِو ِغ األٔج‪١‬بء (اٌز‪ٛ‬هاح رؼزجوُ٘‬ ‫ٍِ‪ٛ‬ن فم‪ )ٜ‬كا‪ّ١ٍ​ٍٚ ٚ​ٚ‬بْ اٌـ ف‪ ٟ‬األثؾبس اٌؾل‪٠‬ضخ (أٔظو أٍط‪ٛ‬هح ػج‪ٛ‬ه إٌ‪ٙ‬و ‪ٚ‬كف‪ٛ‬ي أه‪٠‬ؾب ٌٍّفىو اٌؼوث‪ٟ‬‬ ‫فب‪ ًٙ‬اٌوث‪١‬ؼ‪ٚ ،ٟ‬أٔظو فواً اٌَ‪ٛ‬اػ أ‪ٚ٠‬ب ؽ‪ٛ‬ي آهاَ ‪ٚ‬كِْك ‪ٚ‬اٍوائ‪.)ً١‬‬ ‫‪ٚ20‬ال ‪ّ٠‬ذ ثأ‪ٍٕ ٞ‬خ وبٔذ ثبٌٕج‪ ٟ‬كا‪ٚ‬ك ػٍ‪ ٗ١‬اٌَالَ ال ِٓ لو‪٠‬ت ‪ٚ‬ال ِٓ ثؼ‪١‬ل‪.‬وّب ٘‪ ٛ‬اٌؾبي ف‪ ٟ‬وض‪١‬و ِٓ‬ ‫اٌّمبِبد األٔج‪١‬بء ‪ٚ‬اٌْقٖ‪١‬بد‪-‬ف‪ ٟ‬فٍَط‪ٚ ٓ١‬فبهع‪ٙ‬ب‪ -‬اٌز‪ ٟ‬رمبَ ف‪ ٟ‬وض‪١‬و ِٓ األؽ‪١‬بْ ف‪ ٟ‬أِبوٓ ِبد ث‪ٙ‬ب ‪ٚ‬كفٓ‬ ‫أّقبٓ رز‪ٛ‬افك أٍّبئ‪ِ ُٙ‬غ ٘نٖ اٌْقٖ‪١‬بد‪ٚ ،‬ثؼل ىِٓ ‪ َٕٝ٠‬إٌبً ٕبؽت اٌمجو اٌؾم‪١‬م‪ ٟ‬ف‪١‬ؾ‪ ٌٗٔٛٛ‬ئٌ‪ ٝ‬لجو‬ ‫ٔج‪ ٟ‬ا‪ّ ٚ‬قٖ‪١‬خ ِؼو‪ٚ‬فخ وّب ٘‪ ٛ‬اٌؾبي ف‪ ٟ‬لجو "إٌج‪ٍٛ٠ "ٟ‬ف ف‪ٔ ٟ‬بثٌٍ وّضبي‪ٚ ،‬اٌن‪ ٛ٘ ٞ‬لجو ٌٍْ‪١‬ـ‬ ‫اٌفٍَط‪ٍٛ٠ ٟ ٕ١‬ف ك‪٠ٚ‬ىبد ِٕن ىِٓ اٌؼضّبٔ‪ ٓ١١‬ف‪ ٟ‬فٍَط‪ٚ ،ٓ١‬غ‪١‬وٖ اٌىض‪١‬و‪ِ ٛ٘ٚ ،‬مبَ إٔال ‪ ٌ١ٌٚ‬لجو وّب‬ ‫رنوو ثؼ٘ اٌّٖبكه اٌّْ‪ّٛ‬خ‪..‬‬ ‫‪21‬ف‪ِٖ ٟ‬له آفو ‪١ْ٠‬و أْ اٌّؼٕ‪ ٛ٘ ٝ‬أهٗ ال ‪ٕ٠‬بِ‪ ْٛ‬ػٍ‪ٙ١‬ب ‪َٙ٠ٚ‬و‪ْٚ‬‬ ‫‪22‬‬


‫‪ٌ-8‬وجد ممابر صؽٌرة ودفن داخل المنازل لدٌما فً البلدة المدٌمة‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫مـدارسـها‪:‬‬ ‫فً المدٌنة مدارس ومعاهد علمٌة ودٌنٌة وخٌرٌة عدٌدة منها‪:‬‬ ‫مدارس حكومٌة‪ :‬وهً دار المعلمٌن‪ ،‬ودار المعلمات‪ ،‬والمدرسة الرشٌدٌة‪ ،‬والمؤمونٌة‪،‬‬ ‫والبكرٌة‪ ،‬والعمرٌة‪ ،‬والرصاصٌة‪ ،‬ومدرسة البمعة‪ .....‬الخ‪.‬‬ ‫مدارس لدٌمة‪ :‬وهنالن نحو ‪ 70‬مدرسة لدٌمة أهمها المدرسة النحوٌة‪ ،‬الناصرٌة‪ ،‬التذكرٌة‪،‬‬ ‫البلدٌة‪ ،‬الخاتونٌة‪ ،‬األرؼونٌة ‪ ....‬الخ‪.‬‬

‫مـكتـباتـها‪:‬‬ ‫هنالن ‪ 34‬اسما ا (أو أكثر الٌوم) لمكتبات مختلفة نذكر ألدمها‪:‬‬ ‫‪-1‬مكتبة المدٌس المخلص‪ :‬تؤسست عام ‪ 1558‬م‪.‬‬ ‫‪-2‬مكتبة الخلٌلً‪ :‬تؤسست عام ‪ 1725‬م‪.‬‬ ‫‪ -3‬مكتبة البطرٌركٌة األورثوذوكسٌة‪ :‬تؤسست عام ‪ 1865‬م‪.‬‬ ‫‪ -4‬مكتبة الجامعة العربٌة‪.‬‬ ‫‪ -5‬المكتبة الخالدٌة‪ :‬تؤسست عام ‪ 1900‬م‪.‬‬ ‫‪ -6‬مكتبات خاصة تعود لبعض األسر المدٌمة منها‪ :‬المكتبة الفخرٌة ومكتبة آل البدٌري‪ ،‬مكتبة‬ ‫آل لطٌنة‪ ،‬ومكتبة آل المولت‪.‬‬

‫متـاحـفها العربٌة‪:‬‬ ‫‪ -1‬المتحؾ الحكومً لآلثار‪ :‬أنشا عام ‪ 1927‬م‪ .‬وهو المتحؾ الوطنً الفلسطٌنً واحتل‬ ‫عام ‪ 67‬وتم مصادرة ما بداخله وٌسمى الٌوم متحؾ روكفلر‪.‬‬ ‫‪22‬اٌزؼل‪٠‬الد ف‪ِ ٟ‬بكح اٌّؼبٌُ ‪ٚ‬فبٕخ ف‪ ٟ‬ا‪ٙ‬بفبد ِمجوح اٌْ‪ٙ‬لاء‪ ،‬صُ ا‪ٙ‬بفبد ‪ ِٓ 8ٚ 7‬االٍزبمح ٍ​ٍ‪ٜٛ‬‬ ‫٘ل‪٠‬ت‪.‬‬ ‫‪23‬‬


‫‪ -2‬المتحؾ اإلسبلمً‪ :‬أسسه المجلس اإلسبلمً األعلى عام ‪ 1341‬هـ ‪ 1923 /‬م‪.‬‬

‫انقذس انعرتُح انثقافُح‬ ‫‪ٌ-1‬ستضٌؾ مسرح المدس فً حارة الطالبٌة ما ٌزٌد عن ‪ 150‬حفبلا موسٌمٌاا فً السنة‪،‬‬ ‫إلى جانب عروض مسرحٌة ورالصة لفنانٌن عالمٌ​ٌن‪( .‬احتل عام ‪)1948‬‬ ‫ضا "مسرح خان" الذي ٌمع فً (الكاروانسرا) ممابل محطة المطارات المدٌمة‪،‬‬ ‫‪-2‬وهنان أٌ ا‬ ‫وهو "مسرح الذخابر" الوحٌد بالمدٌنة (احتل عام ‪)1948‬‬

‫‪-3‬ومن البرامج الثمافٌة الخاصة بالمدس‪ ،‬مهرجان المدس‬

‫السٌنمائً‪ ،‬الذي تُعرض فٌه‬

‫أعمال سٌنمابٌة إسرابٌلٌة وعالمٌة‪(....‬برنامج صهٌونً )‬ ‫كما تؤوي المدس بعض معارض اللوحات مثل "بٌت تٌخو"‪ ،‬فً وسط المدٌنة‪ ،‬وهو منزل لدٌم‬ ‫تحول إلى متحؾ حالٌاا‪(. .‬برنامج صهٌونً )‬ ‫ّ‬ ‫‪ -4‬هنان معرض الحوش‪ ،‬وهو معرض فنً فلسطٌنً تؤسس فً سنة ‪ 2004‬تُعرض فٌه‬ ‫عدّة أعمال فنٌّة لفنانٌن فلسطٌنٌ​ٌن‪.‬‬ ‫ممرا للمسرح الوطنً الفلسطٌنً‪ ،‬الذي ٌعمل على الحفاظ على‬ ‫‪ - 5‬تُشكل المدٌنة ا‬ ‫الثمافة والهوٌّة العربٌة واالسبلمٌة والمسٌحٌة‪ ،‬والفلسطٌنٌة للمدس‪ ،‬باإلضافة إلجراء عدّة‬ ‫نشاطات تهدؾ إلى إحٌاء اهتمام الفلسطٌنٌ​ٌن بالفن‪.‬‬ ‫‪ٌ-6‬رعى معهد إدوارد سعٌد الوطنً للموسٌمى األوركسترا الشبابٌة الفلسطٌنٌة‪،‬‬ ‫التً لامت بجولة فنٌّة شملت دول الخلٌج العربً وؼٌرها من دول الشرق األوسط فً سنة‬ ‫‪23‬‬ ‫‪.2009‬‬

‫‪ِ23‬ؼ‪ٙ‬ل ئك‪ٚ‬اهك ٍؼ‪١‬ل اٌ‪١ٌٍٍّٛ ٟٕٛ​ٛ‬م‪ِ ٝ‬إٍَخ ‪١ٕٛٚ‬خ فٍَط‪١ٕ١‬خ رزقن ِٓ ِل‪ٕ٠‬خ اٌملً اٌْو‪٠‬ف ِموا ً ٌ‪ٙ‬ب‬ ‫‪ٚ‬رَؼ‪ٌ ٝ‬زْٕئخ ع‪ ً١‬فٍَط‪١ٍِٛ ٟٕ١‬م‪ ٟ‬عل‪٠‬ل لبكه ػٍ‪ ٝ‬أؽلاس رغ‪١‬و ٔ‪ٛ‬ػ‪ ٟ‬ف‪ ٟ‬اٌ‪ٛ‬الغ اٌضمبف‪ ٟ‬اٌفٍَط‪ ٟٕ١‬ثْىً‬ ‫ػبَ‪ .‬رأٌٍ اٌّؼ‪ٙ‬ل ػبَ ‪ 3771‬ف‪ِ ٟ‬ل‪ٕ٠‬خ هاَ هللا رؾذ ِظٍخ عبِؼخ ث‪١‬وى‪٠‬ذ‪ٌٍّ .‬ؼ‪ٙ‬ل فو‪ٚ‬ع صالس ف‪ ٟ‬وً ِٓ‬ ‫اٌملً‪ ،‬هاَ هللا ‪ٚ‬ث‪١‬ذ ٌؾُ ر‪ ُٚ‬ؽ‪ٛ‬اٌ‪ٛ 466 ٟ‬بٌت ‪ٛٚ‬بٌجخ ِّٓ ‪٠‬زؼٍّ‪ ْٛ‬اٌّ‪١ٍٛ‬م‪ ٝ‬اٌىالٍ‪١‬ى‪١‬خ اٌؼوث‪١‬خ‬ ‫‪24‬‬


‫‪ٌ -7‬مع المتحف اإلسالمً فً المدس على متن المسجد األلصى (= الحرم المدسً‬ ‫كثٌرا من المطع األثرٌة‬ ‫الشرٌؾ)‪ ،‬ولد تؤسس هذا المتحؾ فً سنة ‪ ،1923‬وهو ٌضم‬ ‫ا‬ ‫اإلسبلمٌة‪ ،‬التً تتراوح من أدوات الكحل صؽٌرة الحجم والمخطوطات النادرة‪ ،‬إلى العوامٌد‬ ‫الرخامٌة الضخمة‪.‬‬ ‫حظرت (إسرابٌل) احتفاالت إعبلن المدس عاصمةا للثمافة العربٌة (عام ‪ )2013‬بحجة أنها‬ ‫ضا عن‬ ‫كانت برعاٌة السلطة الوطنٌة الفلسطٌنٌة‪ ،‬فؤلٌم احتفال فً بلدة بٌت عنان الممدسٌة عو ا‬ ‫ذلن‪ ،‬وعلى مدى ‪ 4‬أٌام‪ ،‬وحضره ما ٌزٌد عن ‪ 150000‬شخص‪ .‬والٌم بالمدس العدٌد من‬ ‫المعالٌات واضاءة الشعله وتم اعتمال ومبلحمة المحتفلٌن ولمعهم‬ ‫‪-8‬هنان عدد من المإسسات والمنظمات الالربحٌّة فً المدس‪ ،‬التً تسعى‬ ‫للتمرٌب بٌن السكان من العرب واإلسرابٌلٌ​ٌن‪ ،‬ومن شاكلة هذه المنظمات‪" :‬الصندوق‬ ‫اإلبراهٌمً" و"مركز التبادل الثمافً الممدسً"‪ ،‬اللذان ٌُشجعان على المٌام بمشارٌع ثمافٌة‬ ‫مشتركة بٌن اإلسرابٌلٌ​ٌن والفلسطٌنٌن‪ ،‬كذلن "مركز المدس للموسٌمى والرلص الشرلً"‬ ‫الذي ٌُخصص حلمات عمل لئلسرابٌلٌ​ٌن والعرب على حد سواء‪ ،‬وٌهدؾ إلى تعزٌز لؽة‬ ‫ضا‬ ‫الحوار والتواصل بٌن الطرفٌن عن طرٌك تشجٌعهم على المٌام بؤعمال فنٌّة مشتركة‪ ،‬أٌ ا‬ ‫هنان األوركسترا الٌهودٌة العربٌة الشبابٌّة‪ ،‬التً تإدي عروض موسٌمٌة تملٌدٌة أوروبٌة‬ ‫وشرق أوسطٌّة‪ .‬لام الفنان البولندي "تشٌسبلو دزاڤٌگاي" بصنع منحوتة تمثّل التعاٌش السلمً‬ ‫الذي ٌُطمح إلٌه بٌن الفلسطٌنٌ​ٌن واإلسرابٌلٌ​ٌن‪ ،‬وأطلك علٌه "نصب التسامح" ونُصب فً سنة‬ ‫‪ 2008‬على تلة فاصلة بٌن مستوطنة تلبٌوت الشرلٌة وجبل المكبر‪ ،‬كعبلمة على نضال‬ ‫الممدسٌ​ٌن فً سبٌل الحصول على السبلم‪.‬‬

‫‪-9‬كما ٌوجد مإسسات فلسطٌنٌة‬

‫أخرى تعمل داخل مدٌنة المدس فً سبٌل المحافظة‬

‫على هوٌتها العربٌة الفلسطٌنٌة‬

‫‪ٚ‬اٌغوث‪١‬خ‪ ،‬ئ‪ٙ‬بفخ ئٌ‪ ٝ‬ؽ‪ٛ‬اٌ‪ٛ 346 ٟ‬بٌجب ‪ٛٚ‬بٌجخ ِٓ ثؤبِظ اٌزؼٍ‪ ُ١‬اٌقبهع‪٠ .ٟ‬ؼًّ ف‪ ٟ‬اٌّؼ‪ٙ‬ل ‪ِٛ 46‬ظفب‪،‬‬ ‫ِٕ‪ 26 ُٙ‬اٍزبما ٌٍّ‪١ٍٛ‬م‪ ِٓ ٝ‬ك‪ٚ‬ي ِقزٍفخ‪ِٛ 06 ٚ ،‬ظفب ئكاه‪٠‬ب ِ‪ٛ‬ىػ‪ ٓ١‬ػٍ‪ ٝ‬اٌفو‪ٚ‬ع اٌضالس ‪ٚ‬اإلكاهح‬ ‫اٌّووي‪٠‬خ ف‪ ٟ‬اٌملً‪ .‬ف‪ ٟ‬اٌّؼ‪ٙ‬ل ثؤبِغ‪ ٓ١‬رؼٍ‪ ٓ١١ّ١‬األ‪ٚ‬ي ٘‪ ٛ‬اٌجؤبِظ إٌظبِ‪ ًّْ٠ٚ ٟ‬االفزٖبٓ‬ ‫ثبٌّ‪١ٍٛ‬م‪ّٕ٠ ٝ‬ؼ اٌطبٌت ثؼل ئٔ‪ٙ‬بء وبفخ اٌّواؽً اٌزؼٍ‪١ّ١‬خ اٌضّبٔ‪١‬خ اٌْ‪ٙ‬بكح اٌّز‪ٍٛ‬طخ‪ٚ ،‬ثؤبِظ اٌ‪ٛٙ‬اح‪ٕ٠ .‬ظُ‬ ‫اٌّؼ‪ٙ‬ل ‪ٛ​ٛ‬اي اٌؼبَ اٌجواِظ اٌّ‪١ٍٛ‬م‪١‬خ اٌز‪ ٟ‬رَز‪ٙ‬لف اٌطٍجخ ‪ٚ‬اٌغّ‪ٛٙ‬ه ثْىً ػبَ ِضً رٕظ‪ ُ١‬األَِ‪١‬بد‬ ‫اٌّ‪١ٍٛ‬م‪١‬خ‪ ،‬اٌَّبثمبد ‪ٚ‬ئٔزبط اإلٍط‪ٛ‬أبد ‪ٚ‬اٌىزت‪ ،‬ئ‪ٙ‬بفخ ئٌ‪ ٝ‬رط‪٠ٛ‬و ا‪ٚ٢‬هوَزواد األهثغ اٌزبثؼخ ٌٍّؼ‪ٙ‬ل‪-‬‬ ‫اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌؾوح‬ ‫‪25‬‬


‫بٌت الشرق كان ممر لٌادة منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة ما بٌن ‪ 1980‬و ‪ٌ .1990‬مع فً المدس‬ ‫تم بنابه فً سنة ‪ 1897‬من لبل إسماعٌل موسى الحسٌنً‪ ،‬و تم وراثته من لبل عابلة الحسٌنً‬ ‫منذ ذلن الحٌن‪ ،‬التحمه اإلسرابٌلٌون سنة ‪ ،2001‬وأولفوا العمل به‪ ،‬ونعرض له فٌما ٌلً‬ ‫بشًء من التفصٌل‪.‬‬

‫بٌت الشرق‬ ‫بٌت الشرق‪.. 24‬كل شًء فً بٌت الممدس ‪ٌ،‬متلن معنى خاصا‪ ..‬وهكذا كان ممدرا لمنزل‬ ‫ممدسً ٌملكه آل الحسٌنً ‪،‬أن ٌتحول إلى لضٌة فً المدس ‪ .‬لعب فٌصل الحسٌنً دورا كبٌرا‬ ‫فً خوض معركة الدفاع عن المدس ‪،‬وكان مهجوسا بإلامة مإسسات فلسطٌنٌة فً المدٌنة‬ ‫‪،‬فؤنشؤ جمعٌة الدراسات العربٌة التً تفرع عنها مكتب للخرابط وأخر لئلحصاء ‪،‬وثالث‬ ‫للدراسات ‪..‬وؼٌرها‪ .‬لاومت سلطات االحتبلل نشاط الحسٌنً ‪،‬وأؼلمت عام ‪ 1988‬ممر‬ ‫الجمعٌة والمإسسات التابعة لها ‪،‬وتكررت أوامر اإلؼبلق أكثر من مرة على مدى سنً‬ ‫االنتفاضة األولى (‪2004-1987‬م)‪.‬‬ ‫كانت سلطات االحتبلل تركز على منع لٌام إي مإسسة فلسطٌنٌة فً المدس‪ ،‬وفً الممابل نجح‬ ‫الحسٌنً فً جعل بٌت الشرق ممرا فلسطٌنٌا رسمٌا فً المدٌنة تتبع له مإسسات عدٌدة ‪،‬وٌموم‬ ‫بنشاط سٌاسً واجتماعً واسع‪ .‬وبعد مباشرة نشاطه بشكل عملً وفاعل ‪،‬بدأت التهدٌدات‬ ‫اإلسرابٌلٌة بإؼبلق بٌت الشرق عام ‪، 1994‬ثم شرعت سلطات االحتبلل فً التحام‬ ‫المإسسات الفرعٌة التابعة لبٌت الشرق ومصادرة محتوٌاتها ‪،‬وهددت بإؼبلق الممر نفسه إذا‬ ‫واظب الحسٌنً على استمبال مبعوثٌن سٌاسٌ​ٌن أوربٌ​ٌن فٌه ‪،‬وسن الكنٌست اإلسرابٌلً لانونا‬ ‫خاصا للحد من فعالٌة بٌت الشرق ونشاطاته ‪،‬ثم طبمت حكومة االحتبلل عموبات خاصة ضد‬ ‫الدبلوماسٌ​ٌن الذٌن ٌلتمون الحسٌنً فً الممر ‪،‬الذي أخذ ٌشهد تظاهرات للمستوطنٌن الصهاٌنة‬ ‫تهدد بإحراله ألنه ٌعطً ملمحا بسٌطرة فلسطٌنٌة على شرلً المدس حسب ما لالوا ‪.‬‬ ‫مع حلول عام خمسة وتسعٌن وتسعمابة وألؾ تزاٌدت المضاٌمات اإلسرابٌلٌة لؤلنشطة‬ ‫الفلسطٌنٌة فً بٌت الشرق ‪،‬وأصدرت محكمة إسرابٌلٌة لرارا بمنع أعمال الترمٌم الجارٌة‬ ‫فٌه‪،‬ألنها تتم بدون إذن خاص من البلدٌة اإلسرابٌلٌة فً المدس ‪،‬ولام المستوطنون الصهاٌنة‬

‫‪ 24‬وً اٌّؼٍ‪ِٛ‬بد ػٓ (ث‪١‬ذ اٌْوق) ٔمال ػٓ اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌؾوح ػٍ‪ ٝ‬اٌْبثىخ‪ِٛٚ ،‬لغ ث‪١‬ذ اٌْوق‬ ‫‪26‬‬


‫بنصب خٌمة احتجاجٌة أمام البٌت الذي ٌرفع العلم الفلسطٌنً ‪،‬فٌما انطلمت تظاهرات فلسطٌنٌة‬ ‫لحماٌة الممر‪.‬‬ ‫صعدت السلطات اإلسرابٌلٌة من إجراءاتها ضد بٌت الشرق ولالت أنها لررت منع‬ ‫الشخصٌات األجنبٌة من دخوله حتى لو التضى األمر استخدام الشرطة ‪،‬وطالبت فً عام‬ ‫‪ 1996‬بإؼبلق مكتبً الشباب والرٌاضة ‪،‬والمساحة والخرابط الموجودٌن فً الممر ‪،‬ما‬ ‫رفضه الحسٌنً ‪،‬فمرر نواب اللٌكود فً الكنٌست اإلسرابٌلً لرارا بإؼبلق بٌت الشرق‬ ‫نهابٌا‪،‬فٌما بدأوا بممارسة ضؽط للمٌام بمضم تدرٌجً ألنشطته ومإسساته وهو ما حدث بمٌام‬ ‫السلطة الفلسطٌنٌة باؼبلق المكاتب التً طالب الصهاٌنة بإؼبللها أي مكتب الشباب والرٌاضة‬ ‫ومكتب الجؽرافٌا‪.‬‬ ‫أتبعت السلطات اإلسرابٌلٌة هذه االستجابة ‪،‬بتسلٌم مكاتب فٌصل الحسٌنً والخرابط‪،‬والعبللات‬ ‫الدولٌة لرارات بإؼبللها الفوري سنة ‪.1999‬ما اضطر الحسٌنً إلى نمل نشاطاته مإلتا إلى‬ ‫مشفى المماصد بالمدس ‪،‬وتوالى إؼبلق المكاتب التابعة للبٌت ‪،‬ومنها مركز المعلومات‬ ‫لحموق اإلنسان‪ .‬فً أٌار من عام ألفٌن وواحد كشفت تمارٌر صحٌفة إسرابٌلٌة عن نٌة حكومة‬ ‫االحتبلل ‪،‬إؼبلق كافة المإسسات الفلسطٌنٌة فً المدس ‪،‬وبضمنها بٌت الشرق الذي استولت‬ ‫علٌه لوات االحتبلل فعلٌا فً آب من العام نفسه ‪،‬ورفعت فوله العلم اإلسرابٌلً وصادرت‬ ‫الكثٌر من محتوٌاته ‪،‬من وثابك وصور وأجهزة حاسوب ‪.‬‬ ‫جوبه المرار اإلسرابٌلً بتظاهرات واسعة لام بها الفلسطٌنٌون فً المدس ‪،‬وسط حملة انتماد‬ ‫عربٌة ودولٌة واسعة لئلجراء الذي اتخذته سلطات االحتبلل ‪،‬فٌما منعت الوالٌات المتحدة‬ ‫مجلس األمن من تمدٌم مشروع لرار ٌدعو الصهاٌنة إلى االنسحاب من بٌت الشرق ‪.‬‬ ‫توالت االحتجاجات الفلسطٌنٌة على اإلجراء اإلسرابٌلً بإضراب عام فً الضفة والمطاع ‪،‬فٌما‬ ‫رفض جواد بولس ‪،‬محامً عابلة الحسٌنً التوجه إلى ما ٌسمى محكمة العدل العلٌا فً‬ ‫(إسرابٌل) لعرض أمر االحتبلل اإلسرابٌلً لبٌت الشرق أمامها ‪،‬موضحا أن هذا األمر ٌعتبر‬ ‫اعترافا باالحتبلل اإلسرابٌلً‪ ،‬فٌما لم ٌظهر الصهاٌنة أي استجابة للمطالبات المتكررة دولٌا‬ ‫لهم ‪،‬باالنسحاب من المكان ‪ ]1[.‬جاء احتبلل الممر بعد وفاة فٌصل الحسٌنً (فٌصل عبد المادر‬ ‫الحسٌنً (‪ٌ 17‬ولٌو ‪ 31-1940‬ماٌو ‪ 2001‬م)) بملٌل وكؤن فً ذلن دلٌبل على عمك الرابط‬ ‫الذي جمع بٌن اسم الحسٌنً وبٌت الشرق‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫انًعانى انًضُحُح فٍ انقذس‬ ‫كبٌرا من األنبٌاء‬ ‫ضا‪ ،‬أن عدداا‬ ‫مما ٌجعل من المدس مدٌنة مهمة فً اإلسبلم والمسٌحٌة أٌ ا‬ ‫ا‬ ‫والصالحٌن الذٌن ٌتشارن المسلمون والمسٌحٌون عمو اما باإلٌمان بهم‪ ،‬مع اختبلؾ النظرة‬ ‫إلٌهم‪ ،‬حٌث ٌعتبر المسلمون والٌهود أن عدد منهم أنبٌاء أو رسل (تم التبرن بهم رؼم عدم‬ ‫وجودهم المادي كؤنبٌاء فً فلسطٌن مطلما حسب علم اآلثار)‪ ،‬بٌنما ٌنظر المسٌحٌون إلٌهم‬ ‫بصفتهم لدٌسٌن‪ ،‬لطنوا المدٌنة عبر التارٌخ أو عبروها‪ ،‬ومنهم داود وسلٌمان وزكرٌا وٌحٌى‪.‬‬ ‫والمدس مدٌنة سٌدنا المسٌح عٌسى بن مرٌم كما هً بٌت لحم والناصرة وأرٌحا والبماع التً‬ ‫تجول فٌها فؤخذت المداسة‪.‬‬ ‫والمدٌنة ممدسة فً نصوص اإلنجٌل‪ ،‬كما فً المرآن الكرٌم الذي اعتبر المسجد األلصى فٌها‬ ‫مباركا وما حول ه حٌث ٌرجع المسلمون البركة للمدس أو لكل فلسطٌن او لكل ببلد الشام فً‬ ‫ألوال أخرى‪ ،‬وحسب المروٌات "المتداولة" (ش ّكلت لبلة لؤلنبٌاء ومهب ا‬ ‫طا للمبلبكة والوحً وأن‬ ‫‪25‬‬ ‫الناس ٌُحشرون فٌها ٌوم المٌامة‪ ،‬وهذا بُعد آخر ألهمٌة المدٌنة لدى المسلمٌن والمسٌحٌ​ٌن‪).‬‬

‫من أهم الممدسات المسٌحٌة فً مدٌنة المدس‪:‬‬ ‫‪ .1‬كنٌسة المٌامة‪:‬‬ ‫تحتوي كنٌسة المٌامة على لبر السٌد المسٌح‪-‬وفك المعتمدات المسٌحٌة‪ ،-‬كما تحتوي‬ ‫على لبر ٌوسؾ الراعً و أسرته‪ ،‬باإلضافة إلى لبور أخرى‪ ،‬تضم رفات بعض‬ ‫المادة الفرنجة (الصلٌبٌ​ٌن)‪.‬‬ ‫وأول من بنى الكنٌسة كانت الملكة "هٌبلنة" عام ‪335‬م‪ ،‬بعد اكتشاؾ الجلجثة‪،‬‬ ‫وهً مكان الصخرة التً صلب علٌها السٌد المسٌح‪ .‬وسمٌت كنٌسة المٌامة بهذا‬

‫‪25‬أ‪ٙٚ‬ؾٕب ِٕطك االفزالف ِغ ٘نٖ اٌّو‪٠ٚ‬بد اٌزٕبف‪١‬خ (اٌز‪ٛ‬هاح ‪ٍِٚ‬ؾم‪ٙ١‬ب)غ‪١‬و اٌٖؾ‪١‬ؾخ ثبٌَٕجخ ٌألٔج‪١‬بء‬ ‫‪ٚ‬اٌٍّ‪ٛ‬ن اٌّنو‪ٛ‬ه‪ ٓ٠‬ف‪ ٟ‬اٌز‪ٛ‬هاح‪.‬‬ ‫‪28‬‬


‫االسم نسبة إلى لٌامة المسٌح من بٌن األموات فً الٌوم الثالث من موتة على‬ ‫الصلٌب‪ ،‬بحسب العمٌدة المسٌحٌة‪.‬‬ ‫وفً عام ‪614‬م‪ ،‬احترلت الكنٌسة على ٌد الفرس لٌعٌد بناءها الراهب "مود ستوس"‬ ‫بعد عامٌن من الحرٌك‪ ،‬لكنها تعرضت لحرٌك آخر فً عهد "اإلخشٌدي" سلطان‬ ‫مصر ‪965‬م‪ .‬وتم إعادة إعمارها عام ‪980‬م‪ ،‬ثم هدمت بكاملها‪ ،‬وبنٌت مرة أخرى‪.‬‬ ‫حتى جاء الفرنجة وأجروا علٌها الترمٌمات البلزمة‪ ،‬ووحدوا أبنٌتها ومعابدها‪،‬‬ ‫وجمعوها فً بناٌة واحدة‪.‬‬ ‫ولم ٌتعرض لها المابد صبلح الدٌن األٌوبً عندما حرر المدس من الصلٌبٌ​ٌن‪ ،‬بل‬ ‫حافظ علٌها‪ ،‬واحترم مكانتها الدٌنٌة‪ ،‬ما هو سمة التسامح الممثل لحمٌمة الدٌن‬ ‫االسبلمً الحنٌؾ‪.‬‬ ‫وفً عام ‪1808‬م‪ ،‬أتى علٌها حرٌك كبٌر‪ ،‬دمر جوانب فنٌة عدٌدة‪ ،‬حٌث رممت‬ ‫فٌما بعد وفً عام ‪1834‬م‪ ،‬ضربها زلزال كبٌر‪ ،‬فٌما تعهدت فرنسا وروسٌا آنذان‬ ‫بتموٌل نفمات تعمٌرها‪ ،‬على أن ٌتم ذلن تحت إشراؾ السلطات العثمانٌة‪ .‬وتبع ذلن‬ ‫زلزال آخر عام ‪1927‬م أثر على أساساته؛ مما حدا بسلطات االنتداب البرٌطانً أن‬ ‫تضع دعامات حدٌدٌة وخشبٌة لحماٌتها من الكوارث الطبٌعٌة‪.‬‬

‫‪ .8‬درب اآلالم‪:‬‬ ‫هو طرٌك ٌعتمد أن "السٌد المسٌح" لد سلكه حامبلا الصلٌب‪ ،‬عندما ساله جنود‬ ‫الرومان‪ ،‬وٌتكون درب اآلالم من ‪ 14‬مرحلة‪ ،‬المحطة االولى تبداء فً مدرسة‬ ‫العمرٌة والمحطة الثانٌة كنٌسة الحكم والجلد ‪ ،‬وتتجه ؼربا ا إلى منطمة الواد وعمبه‬ ‫المفتً‪ ،‬ثم عبر الطرٌك الذي تصل الواد بباب خان الزٌت معمبة الخانماه‪ ،‬لتصل‬ ‫بالمبر الممدس فً كنٌسة المٌامة‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫وعلى درب اآلالم ولع المسٌح مؽشٌا ا علٌه عدة مرات؛ بفعل التعذٌب الذي اللاه‪،‬‬ ‫‪26‬‬ ‫وثمل الصلٌب الذي كان ٌحمله‪ ،‬وتاج الشون الذي كان ٌعلو رأسه‪.‬‬

‫‪ .3‬كنٌسة سٌدتنا مرٌم (مرٌم العذراء)‪:‬‬ ‫تمع الكنٌسة فً وادي لدرون‪ ،‬فً مكان متوسط بٌن سلوان وجبل الزٌتون وباب‬ ‫األسباط وتحتوي الكنٌسة على لبور "مرٌم البتول" ووالدٌها‪ ،‬وكذلن لبر ٌوسؾ‬ ‫النجار‪ .‬ولد بنٌت بٌن عامً ‪457 -450‬م‪.‬‬

‫‪ .4‬كنٌسة المدٌسة حنه (حنا) الصالحٌة‪:‬‬ ‫وتمع الكنٌسة شمالً الحرم المدسً لرب باب األسباط‪ ،‬حٌث أتى السٌد المسٌح فً‬ ‫‪27‬‬ ‫هذا المولع بإحدى معجزاته‪ ،‬وهً مولع مٌبلد "ستنا مرٌم" (مرٌم العذراء)‬ ‫ومكان سكن والدٌها ‪ ،‬ولد احترلت الكنٌسة إبان الؽزو الفارسً عام ‪614‬م‪ ،‬فؤعاد‬ ‫الصلٌبٌون بناءها وتم تحوٌلها فً عهد صبلح الدٌن األٌوبً‪ ،‬إلى مدرسة للفمهاء‬ ‫الشافعٌ​ٌن‪ ،‬ثم استلمها الفرنسٌون من السلطان "عبد الحمٌد العثمانً" عام ‪1855‬م‪،‬‬ ‫فؤنشؤوا بها مدرسة‪.‬‬

‫‪26‬تشٌر األستاذة سلوى هدٌب أن هذه التمالٌد ؼٌر مذكورة باالنجٌل بٌنما احداث المحطات االخرى مذكورة‬ ‫باالنجٌل‬ ‫‪١ٍ27‬لرٕب أ‪ٍ ٚ‬ز‪ ٟ‬أ‪ٍ ٚ‬زٕب ثبٌٍ‪ٙ‬غخ اٌؼوث‪١‬خ اٌْبِ‪١‬خ اٌفٍَط‪١ٕ١‬خ رْ‪١‬و ٌٍَ‪١‬لح ِو‪ ُ٠‬اٌؼنهاء أَ اٌَّ‪١‬ؼ ػٍ‪ٗ١‬‬ ‫اٌَالَ‪.‬‬ ‫‪30‬‬


‫‪ .5‬كنٌسة الجثمانٌة‪:‬‬

‫‪28‬‬

‫تمع على سفح جبل الزٌتون فوق وادي لدرون‪ ،‬فً المنطمة بٌن سلوان‪ ،‬وجبل‬ ‫الطور‪ ،‬وباب األسباط‪ ،‬وكنٌسة "سٌدتنا مرٌم" وكان لد بناها البلتٌن عام ‪1924‬م‪،‬‬ ‫حٌث ٌعتمد أن المولع شهد عملٌة المبض على السٌد المسٌح عندما وشى به " ٌهوذا‬ ‫االسخرٌوطً"‪.‬‬

‫‪ .6‬كنٌسة العلٌّة (دٌر صهٌون)‪:29‬‬ ‫ٌمع هذا الدٌر على لمة جبل صهٌون (صهٌون اسم عربً ٌمنً)‪ ،‬بالمرب من باب‬ ‫الخلٌل‪ ،‬وٌعتمد بعض المسٌحٌ​ٌن أن "السٌد المسٌح" تناول واتباعه فً الدٌر عشاإهم‬ ‫األخٌر‪ .‬وهً ما ٌسمى الٌوم لبر داود وهً ولؾ اسبلمً‪ ،‬ودفع للمسٌحٌ​ٌن أرض‬ ‫دٌر الفرنسسكان ثمن لها‪.‬‬

‫‪ .7‬كنٌسة الصعود ولبة الصعود‪:‬‬ ‫بنٌت على جبل الزٌتون‪ ،‬فً المكان الذي ٌعتمد أن "السٌد المسٌح" صعد منه إلى‬ ‫السماء وهً تتبع الكنٌسة االرثوذكسٌة الروسٌة‪ ،‬أما لبة الصعود فهً بناء صلٌبً‬ ‫وهً ولؾ اسبلمً اآلن مفتوح للمسٌحٌن للصبلة‪ ،‬وهً المكان الذي ٌإمن اؼلب‬ ‫المسٌحٌن أنها مكان الصعود‪ ،‬إضافة لعشرات األماكن المسٌحٌة األخرى الممدسة‬ ‫والهامة‪.‬‬

‫‪ 28‬ػٓ األهّ‪١‬ف اٌفٍَط‪ ٟٕ١‬ف‪ ٟ‬عبِؼخ ث‪١‬وى‪٠‬ذ‪-‬فٍَط‪ٓ١‬‬ ‫‪ ْٛ١ٕٙ29‬اٍُ ػوث‪ ٛ٘ٚ ّٟٕ٠-ٟ‬ؽز‪ ٝ‬اٌ‪ َٛ١‬عجً ف‪ ٟ‬اٌ‪ٔ ّٓ١‬مً االٍُ ِغ اٌ‪ٙ‬غواد وبٍُ اٌ‪ ٝ‬فٍَط‪ٓ١‬‬ ‫‪31‬‬


‫يعانى ذهىَذَح‬ ‫المدس مدٌنة ذات أهمٌّة دٌنٌّة كبرى عند المسٌحٌ​ٌن والمسلمٌن‪ ،‬وٌدعى أتبع الدٌانة‬ ‫الٌهودٌة (الٌهود) الصلة بها‪ ،‬وهذا ما أنكرته كل اآلثار واألبحاث الحدٌثة‪.‬‬ ‫أظهرت إحدى اإلحصابٌات من سنة ‪ 2000‬أن المدس تحوي حالٌاا ‪ 1204‬كنسات‬ ‫أو ُكنُس (ٌهودٌة) ‪ 158 ،‬كنٌسة‪ ،‬و ‪ 73‬مسجداا‪ 30،‬والبعض من دور العبادة هذه‬ ‫سا عند أتباع هذه الدٌانة أو تلن‪ ،‬إن لم ٌكن ألدسها‬ ‫ٌُعتبر من بٌن أكثر الموالع تمدٌ ا‬ ‫فً بعض األحٌان‪ ،‬لذا فمد كان انتهان ُحرمة إحدى هذه الدور من بٌن األسباب التً‬ ‫أدّت دو اما إلى حصول مواجهات ونزاعات كبٌرة فً المدٌنة والمنطمة ككل‪ ،‬ولٌس‬ ‫آخرها ما سمً بؽضبة أو هبة او انتفاضة المدس التً ابتدأت مع حرق الطفل دمحم‬ ‫أبوخضٌر فً ‪ 2014/7/2‬ثم حرق عابلة الدوابشة فً نابلس والممارسات الوحشٌة‬ ‫األخرى‪ ،‬ثم االشتداد للؽضبة منذ شهر أكتوبر ‪.2015‬‬ ‫ٌُعتبر ما ٌسمى زورا المتحف اإلسرائٌلً (الصهٌونً) أحد أهم الموالع الثمافٌة‬‫بالمدٌنة‪ ،‬حٌث ٌستمبل نحو ملٌون زابر سنوٌاا‪ٌُ ،‬شكل السٌّاح ثلثهم‪.‬‬ ‫ومن المتاحؾ األخرى ذات األهمٌة‪ ،‬متحف روكفلر فً المدس الشرلٌة أو‬‫"متحؾ فلسطٌن لآلثار" سابما المتحؾ الوطنً الفلسطٌنً ‪ ،‬الذي بُنً أٌام االنتداب‬ ‫البرٌطانً فً سنة ‪ ،1938‬وهو ٌُعد ّأول متحؾ لآلثار ُ‬ ‫شٌّد فً الشرق األوسط‪.‬‬ ‫والذي تتخذه الٌوم سلطة اآلثار اإلسرابٌلٌة ممرا لها‪.‬‬ ‫تؤوي المدس النصب التذكاري المعروف باسم نصب "ٌاد ڤاشٌم" (بالعبرٌة‪:‬‬‫יד ושם)‪ ،‬المخصص إلحٌاء ذكرى الٌهود الذٌن لضوا فً المحرلة النازٌة‪ ،‬كما‬ ‫تذكر المروٌات الصهٌونٌة‪.‬‬

‫‪David E. (2006-10-02). Protecting Jerusalem's Holy Sites: A ،30 ^ Guinn‬‬ ‫‪Strategy for Negotiating a Sacred Peace‬‬ ‫‪32‬‬


‫ممرا لها‪ ،‬ومن هذه األوركسترا السمفونٌة‬ ‫تتخذ عدّة فرق فنٌّة من المدس‬‫ا‬ ‫الممدسٌّة التً تؤسست فً عمد األربعٌنات من المرن العشرٌن‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫األوركسترا اإلسرائٌلٌة التً تإدي أعمالها الفنٌة فً مركز المإتمرات الدولٌة الذي‬ ‫ضا المركز الموسٌمً فً المدس وؼٌرها‪.‬‬ ‫ٌمع بالمرب من مدخل المدس الؽربٌّة‪ ،‬وأٌ ا‬ ‫استضافت المدس "المهرجان اإلسرابٌلً" طٌلة ‪ 25‬عا اما‪ ،‬وهذا المهرجان ٌُمام‬ ‫سنوٌاا منذ سنة ‪ 1961‬وتإدى فٌه عدّة أعمال مسرحٌة خارجٌة وداخلٌة باإلضافة‬ ‫لحفبلت موسٌمٌة لمؽنٌن اسرابٌلٌ​ٌن وعالمٌ​ٌن‪.‬‬

‫تهذَح انقذس‬

‫‪31‬‬

‫تمتد أراضً بلدٌة المدس الٌوم لتشمل مناطك شاسعة كانت فً السابك لرى أو‬ ‫ضواحً للمدٌنة‪ ،‬فتشمل حدود البلدٌة كل من‪ :‬بٌت حنٌنا‪ ،‬كفر عمب‪ ،‬شعفاط‪ ،‬التل‬ ‫(التلة) الفرنسً‪ ،‬جبل المشارؾ‪ ،‬الشٌخ جراح‪ ،‬وادي الجوز‪ ،‬جبل الزٌتون‪ ،‬البلدة‬ ‫المدٌمة‪ ،‬سلوان‪ ،‬العٌسوٌة‪ ،‬رأس العمود‪ ،‬أبو الطور‪ ،‬جبل المكبر‪ ،‬صور باهر‪ ،‬أم‬ ‫طوبا‪ ،‬جبل أبو ؼنٌم‪ ،‬بٌت صفافا والولجة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬ألامت (إسرابٌل) العدٌد من المستوطنات‪ ،‬كما لامت بضم‬ ‫مستوطنات لدٌمة أخرى خارج حدود البلدٌة بعد احتبللها للمدس الشرلٌة عام‬ ‫‪ 1967‬وبناءها لجدار الفصل عام ‪ ،2002‬والذي عزل العدٌد من البلدات العربٌة‬ ‫عن المدس‪ ،‬كالعٌزرٌة‪ ،‬أبو دٌس‪ ،‬الرام‪ ،‬حزما‪ ،‬عناتا‪ ،‬السواحرة الشرلٌة‪ ،‬بٌت‬ ‫إكسا‪ ،‬الشٌخ سعد وللندٌا ‪ -‬حٌث مطار المدس الدولً‪ ،‬والتً من المفترض أن تشكل‬ ‫االمتداد الطبٌعً لتوسع األحٌاء العربٌة فً المدٌنة مستمببلا‪ .‬وهذه المستوطنات هً‪:‬‬ ‫مستوطنة عطروت‪ ،‬مستوطنة نٌڤٌه ٌعموب‪ ،‬مستوطنة بٌسؽات زبٌؾ‪ ،‬مستوطنة‬ ‫رامات أشكول‪ ،‬مستوطنة ؼٌلو‪ ،‬مستوطنة هماطوس ومستوطنة نالٌبوت مزراح‪.‬‬

‫‪31‬اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌؾوح ػٍ‪ ٝ‬اٌْبثىخ (‪)=internet‬‬ ‫‪33‬‬


‫انقذس انغرتُح (ضًد عاو ‪)0948‬‬ ‫ألدمت (إسرابٌل) بعد لٌامها عام ‪ ،1948‬على تدمٌر معظم المرى الوالعة ؼرب‬ ‫المدس‪ ،‬من أهمها‪ :‬المالحة‪ ،‬دٌر ٌاسٌن‪ ،‬عٌن كارم‪ ،‬لفتة‪ ،‬والمسطل‪ .‬وألامت مكانها‬ ‫العدٌد من المستوطنات التً أصبحت تشكل فٌما بعد مناطك المدس الؽربٌة‪ ،‬وهً‪:‬‬ ‫گفعات شاإول‪ ،‬بٌت هٌكرم‪ ،‬جبل هرتزل‪ ،‬كرٌات هٌوفٌل‪ ،‬عمٌك زٌفابٌم‪ٌ ،‬مٌن‬ ‫‪32‬‬ ‫موشٌه‪ ،‬ربحامٌا‪ ،‬نحبلإوت‪ ،‬محانٌه ٌهودا‪ ،‬مبة سٌعارٌم‪ ،‬رومٌما وگفعات رام‪.‬‬

‫قري يذَُح انقذس‬ ‫لرى المدس عدٌدة وكثٌرة فمد اختلؾ التحاق بعض المرى لمدٌنة المدس وفماا‬ ‫للتؽٌرات التارٌخٌة التً مرت بها المدٌنة‪ .‬كان آخر تؽٌ​ٌر لحدود مدٌنة المدس‬ ‫اإلدارٌة فً ٌونٌو سنة ‪ 1967‬بموجب لرار أصدرته الحكومة اإلسرابٌلٌة بعد‬ ‫احتبلل الضفة الؽربٌة من األردن ‪.‬‬ ‫نص هذا المرار على ضم ‪ 7004‬كٌلومترات مربعة إلى منطمة البلدٌة الممدسٌة‬ ‫اإلسرابٌلٌة وفرض المانون اإلسرابٌلً علٌها‪ .‬كانت ‪ 604‬كٌلومترات مربعة من‬ ‫المساحة المضمومة تابعة للبلدٌة الممدسٌة األردنٌة لبل حرب سنة ‪ ،1967‬أما‬ ‫البالً فكان من أراضً بعض المرى المجاورة للمدس‪.‬‬ ‫ى ومستوطنات‬ ‫ألدم اإلسرابٌلٌون على هدم عدد من المرى الفلسطٌنٌة وبناء لر ا‬ ‫جدٌدة على أنماضها‪ ،‬ولد سمحت الحكومة االسرابٌلٌة فً ولت الحك لبعض‬ ‫ى‬ ‫المهجرٌن من الفلسطٌنٌن بالعودة إلى لراهم‪ ،‬فؤلاموا بجانب المستوطنات لر ا‬ ‫جدٌدة‪.‬‬

‫‪32‬الخرٌطة التفاعلٌة لمناطك بلدٌة المدس "باللؽة العبرٌة" ‪ -‬مولع بلدٌة "أورشلٌم المدس" اإلسرابٌلٌة‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫حاز سكان المنطمة المضمومة أي الفلسطٌنٌ​ٌن على مكانة "ممٌم دابم" ولٌس مواطن‬ ‫فً (إسرابٌل)‪ ،‬أي دون أن ٌحصلوا على المواطنة‪ ،‬أما المرى التً بمٌت خارج‬ ‫حدود المدس اإلدارٌة وسكانها‪ ،‬فٌخضعون لسٌطرة الحكم العسكري أو لسٌطرة‬ ‫السلطة الوطنٌة الفلسطٌنٌة وكانت الحكومة اإلسرابٌلٌة لد أصدرت لانون أمبلن‬ ‫الؽابب عام‪ ، 1950‬الذي منح (إسرابٌل) صفة الوصً على على أمبلن الفلسطٌنٌن‬ ‫الؽاببٌن‪ ،‬وأعطاها الحك فً االستٌبلء علٌها وإدارتها‪.‬‬ ‫من المرى العربٌة التً كانت بجوار المدس ‪،‬من جانبها الؽربً‪ ،‬لبل حرب سنة‬ ‫‪1948‬م‪ ،‬لم تبك إال ثبلثاا ‪:‬أبو ؼوش(أكبرها) عٌن رافه‪ ،‬وعٌن نموبا ‪.‬وتعتبر هذه‬ ‫المرى الثبلث الٌوم تجمعات عربٌة إسرابٌلٌة‪.‬‬ ‫ومن لرى المدس األخرى‪ :‬أشوع‪ ،‬البرٌج‪ ،‬بٌت أم المٌس‪ ،‬بٌت عطاب‪ ،‬بٌت‬ ‫‪33‬‬ ‫محسٌر‪ ،‬جرش‪ ،‬خربة العمور‪ ،‬خربة اللوز‪ ،‬دٌر الشٌخ‪ ،‬وؼٌرها‪.‬‬

‫انرركُثح انضكاَُّح‬ ‫الجمهرة الممدسٌّة (المصطلح هذا هو المستخدم فً الموسوعة الحرة‪-‬وٌكٌبٌدٌا‪،‬‬ ‫المرجح أنه كً ال ٌتم التمٌ​ٌز بٌن المواطنٌن‪ ،‬وأولبن ممن تدعوهم "إسرابٌل"‬ ‫الممٌمٌن‪ ،‬وأٌضا بٌن العرب والٌهود فٌها)‬

‫‪http://www.alquds-online.com/index.php?s=12&ss=9&id=69‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪33‬‬


‫السنة‬

‫اإلجمالً‬

‫‪1980‬‬

‫‪4070100‬‬

‫‪1844‬‬

‫‪150510‬‬

‫‪1985‬‬

‫‪4570700‬‬

‫‪1876‬‬

‫‪250030‬‬

‫‪1990‬‬

‫‪5240400‬‬

‫‪1896‬‬

‫‪450420‬‬

‫‪1995‬‬

‫‪6170000‬‬

‫‪1922‬‬

‫‪620578‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪6570500‬‬

‫‪1931‬‬

‫‪900053‬‬

‫‪2005‬‬

‫‪7060400‬‬

‫‪1944‬‬

‫‪1570000‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪7800000‬‬

‫‪1948‬‬

‫‪1650000‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪8390000‬‬

‫‪1967‬‬

‫‪2630307‬‬

‫إحصائُح صكاٌ يذَُح انقذس انعرب وانُهىد‬

‫‪34‬‬

‫أجرى مكتب اإلحصاء المركزي (االسرابٌلً) إحصاء بعدد سكان المدس بمناسبة‬ ‫ٌوم المدس فً عام ‪ ، 2010‬وكانت نتابج اإلحصاء كما ٌلً‪:‬‬ ‫‪ٌ %21‬صنفون أنفسهم بؤنهم ال دٌنٌون أو علمانٌون‪.‬‬ ‫هنان ‪ 19800‬فردا تركوا السكن فً المدس عام ‪ 2009‬فً ممابل ‪12800‬‬ ‫سكنوها فً الفترة نفسها ‪.‬‬ ‫بلؽت زٌادة الموالٌد ‪14000‬وهً نسبة توالد عالٌة‪-‬حسب تمدٌرات االسرابٌلٌ​ٌن ‪.‬‬ ‫‪http://www.alzaytouna.net/permalink/4536.html34‬‬ ‫‪36‬‬


‫المدس هً المدٌنة األكثر اكتظاظا فً (إسرابٌل) ‪.‬‬

‫ٌبلغ عدد سكان المدٌنة ‪ 774111‬منهم ‪ٌ 488111‬هودي بنسبة ‪%63‬‬ ‫‪ 860111‬مسلم بنسبة ‪ %34‬وهنان ‪ 05111‬مسٌحً بنسبة ‪%8‬‬ ‫هنان ‪ 10000‬هم ؼٌر مصنفٌن فً أي إطار دٌنً حسب وزارة الداخلٌة‬ ‫االسرابٌلٌة ‪.‬‬ ‫‪ %30‬من مجموع السكان هم من سن العشرٌن فما فوق وهم من (الحاردٌم)‪. 35‬‬ ‫أفاد مركز المدس للدراسات اإلسرابٌلٌة بؤن ‪ %50‬من النساء الٌهودٌات هن‬ ‫عامبلت‪ ،‬بٌنما نسبة الرجال العاملٌن ألل تبلػ ‪ %47‬فمط ‪.‬‬ ‫تتساوى نسبة الوالدة بٌن العرب والٌهود ‪ ،‬فمنذ عام ‪ 1998‬ارتفعت نسبة الموالٌد‬ ‫الٌهود فً المدس ‪ ،‬بٌنما نمصت نسبة الموالٌد العرب‪.‬‬ ‫ضمت بعد حرب ‪ 1967‬وفٌه ‪ %42‬من‬ ‫‪ %60‬من السكان ٌمطنون المناطك التً ُ‬ ‫‪36‬‬ ‫الٌهود و‪ %58‬هم من العرب‪.‬‬ ‫ومن الممكن أن نمارن باإلحصاءات اإلسرابٌلٌة الرسمٌة الصادرة نهاٌة عام‬ ‫‪ 2000‬حٌث أشارت حٌنها إلى ّ‬ ‫أن تعداد السكان فً المدٌنة ارتفع بنسبة ‪ %2‬من‬ ‫إجمالً السكان البالػ آنذان ‪ 64603‬ألؾ نسمة‪ ،‬بٌنهم ‪ 43607‬ألؾ ٌهودي بنسبة‬ ‫‪ ،%6706‬فً حٌن بلػ عدد السكان العرب ‪ 20905‬آالؾ عربً بنسبة ‪.%32.4‬‬ ‫ولد تبٌّنَ فً إحصابٌة أخرى ‪،‬من نفس السنة‪ ،‬أن نسبة السكان من الٌهود تتراجع‬ ‫تدرٌجٌاا بٌنما نسبة العرب فً ازدٌاد ّ‬ ‫مطرد‪ ،‬وٌرجع ذلن إلى نسبة الوالدات األعلى‬ ‫عند العرب وإلى هجرة البعض من الٌهود إلى مدن وبلدان أخرى‪ .‬كذلن أفادت نفس‬ ‫‪ 35‬اٌؾوك‪ ُ٠‬عّبػخ ِٓ اٌ‪ٛٙ١‬ك اٌّزل‪٠ٚ ٓ١ٕ٠‬ؼزجو‪ ْٚ‬وبألٕ‪ ٓ١١ٌٛ‬ؽ‪١‬ش ‪٠‬طجم‪ ْٛ‬اٌطم‪ ًٛ‬اٌل‪١ٕ٠‬خ ‪٠ٚ‬ؼ‪ْْٛ١‬‬ ‫ؽ‪١‬بر‪ ُٙ‬اٌ‪١ِٛ١‬خ ‪ٚ‬فك اٌزفبٕ‪ ً١‬اٌلل‪١‬مخ ٌٍْو‪٠‬ؼخ اٌ‪ٛٙ١‬ك‪٠‬خ‪٠ٚ .‬ؾب‪ٚ‬ي اٌؾو‪٠‬ل‪ ُ٠‬رطج‪١‬ك اٌز‪ٛ‬هاح ف‪( ٟ‬ئٍوائ‪،)ً١‬‬ ‫‪ٚ‬رؼٕ‪ ٟ‬اٌٍفظخ األٔم‪١‬بء أ‪ ٚ‬اٌّؼزيٌ‪ٚ ٓ١‬لل رى‪ ْٛ‬أفند ِٓ اٌؾوك ثبٌؼوث‪١‬خ ثّؼٕ‪ ٝ‬اٌغ‪ٚ‬ت ‪ٚ‬االثزؼبك ‪.‬‬ ‫‪36‬صحٌفة "ٌدٌعوت" االسرابٌلٌة‪ ،‬ومولع أرٌج الثمافات‪2010/5/11 ،‬‬

‫‪37‬‬


‫الدراسة أن حوالً ‪ %9‬من جمهرة البلدة المدٌمة البالؽة ‪ 320488‬نسمة كانوا‬ ‫ٌهوداا‪.‬‬ ‫بلؽت نسبة الكثافة السكانٌّة بالمدٌنة فً نهاٌة عام ‪ 2005‬حوالً ‪ 50750.4‬نسمة‬ ‫فً الكٌلومتر المربّع (‪ 140893.5‬نسمة‪/‬مٌل مربّع)‪ ،‬وفً نهاٌة سنة ‪2006‬‬ ‫أظهرت إحصابٌة أعدّتها مإسسة إسرابٌلٌة للدراسات حول مدٌنة المدس إن عدد‬ ‫سكان المدس بلػ ‪ 733‬ألؾ شخص بٌنهم ‪ 481‬ألؾ ٌهودي و ‪ 252‬ألؾ فلسطٌنً‬ ‫‪37‬‬ ‫صا فً األحٌاء الشرلٌة من المدٌنة‪.‬‬ ‫ٌعٌشون خصو ا‬ ‫وفً شهر دٌسمبر من سنة ‪ ،8117‬وصل عدد سكان المدس إلى ‪747,611‬‬ ‫نسمة‪ %64 ،‬منهم ٌهود و ‪ %38‬مسلمٌن و ‪ %8‬مسٌحٌ​ٌن‪.‬‬ ‫ ٌبلغ عدد سكان مدٌنة المدس ‪ 933,003‬ألف نسمة‪ ،‬وذلن حسب إحصائٌّات عام‬‫‪8108‬م‪ ،‬حٌث تبلغ الكثافة السكانٌّة ‪ 7.464‬ألف نسمة لكل كم مربع‪ ،‬حٌث السكان عبارة‬ ‫‪38‬‬ ‫ً‪).‬‬ ‫عن خلٌط من السكان العرب الفلسطٌنٌٌّن‪ ،‬وسكان االحتالل اإلسرائٌل ّ‬

‫أسماء عائالت مدٌنة المدس‬ ‫لكل إسم سبب و معنى فؤسماء عاببلتنا ال تؤتً من الفراغ‪ 0‬و سنؤخذ أسماء بعض‬ ‫‪39‬‬ ‫العاببلت الممدسٌة العرٌمة و سنبٌن سبب تسمٌتها‪ 0‬و تلن العاببلت هً‪:‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪http://www.alquds.com/node/1434‬‬ ‫‪ 38‬اٌّوعغ ف‪ِٛٙٛ ٟ‬ع ػٍ‪ ٝ‬اٌواث‪ٜ‬‬ ‫‪: http://mawdoo3.com/%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A9_%‬‬ ‫‪D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%8‬‬ ‫‪2%D8%AF%D8%B3‬‬ ‫‪39‬من اعداد م‪ .‬عدنان فضل الهندي استنادا للمراجع‪ :‬األنس الجلٌل فً تارٌخ المدس و الخلٌل‪ -‬مجٌر الدٌن‬ ‫العلٌمً الحنبلً‪ ،‬اعٌان االشراؾ فً بٌت الممدس‪ -‬عبد الهادي التازي‪ ،‬المفصل فً تارٌخ المدس‪ -‬عارؾ‬ ‫العارؾ‪ ،‬معاهد العلم فً بٌت الممدس‪ -‬كامل العسلً‪ ،‬ولفٌات و حجج و مستندات ممدسٌة‪ ،‬وفً المولع‬ ‫‪http://moidev.moi.gov.ps/quds/dataDetails.aspx?Nid=198&CATID=3‬‬

‫‪38‬‬


‫آل الحسٌنً‪-‬آل النشاشٌبً‪-‬آل الخالدي‪-‬آل الؽوانمة‪-‬آل العلمً‪-‬آل الخطٌب‪-‬آل االمام‪-‬‬ ‫آل نسٌبة‪.‬‬ ‫عابلة الحسٌنً‪ :‬عرؾ أل الحسٌنً بهذا االسم نسبة لجدهم الحسٌن السبط حفٌد‬‫رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‪ 0‬فالحسٌنً هو اسم لكل من هم من نسل الحسٌن بن‬ ‫علً بن ابً طالب كرم هللا وجهه‪ 0‬وهم منتشرٌن فً العالم العربً و االسبلمً‪.‬‬ ‫أل النشاشٌبً‪ :‬عرؾ أل النشاشٌبً بهذا االسم نسبة لمهنة جدهم الذي كان ٌعمل‬‫بصناعة الموس و النشاب‪ 0‬و عابلة النشاشٌبً هً عابلة برزت فً الثورة الفلسطٌنٌة‬ ‫فً بداٌة المرن العشرٌن المٌبلدي كاحد العاببلت السٌاسٌة فً فلسطٌن‪.‬‬ ‫أل الخالدي(بنً خالد)‪ :‬عرؾ أل الخالدي بهذا االسم نسبة لجدهم خالد المخزومً‬‫المرشً‪ 0‬و هً عابلة لرٌشٌة عرٌمة كان لها اثر فً بٌت الممدس‪ 0‬فٌها شٌوخ كثر‬ ‫عرفوا فً بٌت الممدس على مدار سنٌن طوٌلة و من اثارها مكتبة أل الخالدي فً‬ ‫المدس‪.‬‬ ‫أل الؽوانمة (بنً ؼانم)‪:‬عرؾ أل الؽوانمة بهذا االسم نسبة لجدهم الشرٌؾ الشٌخ‬‫ؼانم بن علً‪ 0‬و أل الؽوانمة هم من الساده الحسنٌن الشفشاونٌن األدارسة األشراؾ‪0‬‬ ‫دخل جدهم الشٌخ ؼانم بن علً المدس بعد التحرٌر االٌوبً و الام فً بٌت الممدس‬ ‫عند باب الولٌد الذي عرؾ فٌما بعد بباب الؽوانمة‪ 0‬ومن آثارهم تربة الؽوانمة‬ ‫وحارة الؽوانمة و تربة االمٌر عبد الداٌم الؽوانمة‪.‬‬ ‫أل العلمً(بنً العلم)‪ :‬عرؾ أل العلمً بهذا االسم نسبة لجبل العلم فً المؽرب‬‫الذي لدموا منه فً اواخر المرن الخامس عشر المٌبلدي‪ 0‬و أل العلمً هم من الساده‬ ‫الحسنٌن العلمٌن االدارسة االشراؾ‪ 0‬و من اثارهم فً المدس تربة االمٌر شرؾ‬ ‫الدٌن موسى العلمً و ممام دمحم عمر العلمً‪.‬‬ ‫أل الخطٌب(بنً جماعة)‪ :‬عرؾ أل الخطٌب بهذا االسم النه تولوا منصب الخطابة‬‫بالمسجد االلصى سنٌن طوٌلة‪ 0‬و كانوا لبل ذلن ٌعرفون ببنً جماعة الكنانً نسبة‬

‫‪39‬‬


‫لجدهم بدر الدٌن دمحم بن ابراهٌم بن جماعة ال ُكنانً‪ 0‬و أل الخطٌب عابلة لرٌشٌة من‬ ‫بنً هاشم تسكن بٌت الممدس منذ التحرٌر األٌوبً‪.‬‬

‫أل اإلمام‪ :‬عرؾ أل االمام بهذا االسم نسبة لبلمامة بالمسجد االلصى المبارن‪ 0‬فمد‬‫تولوا امامة المسجد سنٌن طال امدها و هً من العاببلت المعروفة بالورع و التموى‬ ‫فً بٌت الممدس‪.‬‬ ‫أل نسٌبة‪ :‬عرؾ أل نسٌبة بهذا االسم نسبة لنسٌبة المازنٌة‪ 0‬و هً عابلة خزرجٌة‬‫عرٌمة ٌحمل ابناءها مفاتٌح كنٌسة المٌامة منذ دهر طوٌل‪.‬‬ ‫تجمع ألبناء العاببلت الممدسٌة العرٌمة فً محاولة للحفاظ على تارٌخ المدس‬ ‫الشرٌؾ من خبلل تارٌخ عاببلتها األصٌلة األصلٌة شرٌفة النسب و عرٌمة التارٌخ‪0‬‬ ‫و ٌمكن ان تمسم العاببلت الممدسٌة تارٌخٌا و زمنٌا الى لسمٌن اثنٌن هما‬ ‫‪ -0‬العائالت الممدسٌة المدٌمة‬ ‫‪ -8‬العائالت الممدسٌة الجدٌدة‬

‫العائالت الممدسٌة المدٌمة‬ ‫و هً التً دخلت المدس محررة فً ركاب التحرٌر الصبلحً االٌوبً او بعده‬ ‫وتتابعت فً دخولها و استمرارها فً بٌت الممدس حتى عام ‪ 1100‬هجري‬ ‫الخالدي‪/‬البدٌري‪/‬الشهابً‪/‬العفٌفً‪/‬الخطٌب بنً جماعة الكنانً‪/‬الدجانً‪/‬الؽوانمة‪/‬جار‬ ‫هللا‪/‬السروري‪/‬االمام‪/‬النمٌب‪/‬المفتً‪/‬ابوالسعود‪/‬الفتٌانً‪/‬العلمً‪/‬بومدٌن‪/‬نسٌبة‪/‬النشاشٌب‬ ‫ي ‪/‬العسلً‪/‬الحسٌنً‪/‬الجاعونً‪/‬دروٌش‪/‬األنصاري‪/‬جودة‪/‬النمري‬ ‫لطٌنة‪/‬الداودي‪/‬العارؾ‪/‬رصاص‪/‬البخاري‪/‬كمال‪/‬الترجمان"الصالح"‪/‬ؼنٌم‪/‬المإلت‬ ‫شتٌة‪/‬شرؾ‪/‬نور الدٌن‪/‬الشعبانً‪/‬األٌوبً‬ ‫‪40‬‬


‫العائالت الممدسٌة الجدٌدة‬ ‫و هً التً استمرت و نزلت فً المدس الشرٌؾ ابان الحكم العثمانً و بالتحدٌد فً‬ ‫الفترة الوالعة بٌن عامً ‪ 1100‬و ‪ 1280‬هجري‬ ‫الجبشة‪/‬هندٌة‪/‬البشٌتً‪/‬الوعري‪/‬الموسوس‪/‬المظفر‪/‬الترهً‪/‬البؽدادي‪/‬الهدمً‪/‬البامٌة‬ ‫الكلؽاصً‪/‬الٌوزباشً‪/‬المتولً‪/‬اسطمبولً‪/‬األلجاوي‪/‬معتوق‪/‬حب رمان‪/‬المرجولً‬ ‫نجم‪/‬طه‪/‬عبده‪/‬سموم‪/‬نجٌب‪/‬ؼوشة‪/‬اهرام‪/‬لرش‪/‬الكالوتً‪/‬حجازي‪/‬زحٌكة‪/‬جعفر‬ ‫ازحٌمان‪/‬الحواش‪/‬المضمانً‪/‬طوطح‪/‬الشاوٌش‪/‬بدرٌة‪/‬ابو الحاج‪/‬البٌطار‪/‬صٌام‬ ‫للٌبو‪/‬ارناإوط‪/‬الشرفاء‪/‬الحبلق‪/‬المملون‪/‬السمان‪/‬طمش‪/‬وهبة‪/‬عبد اللطٌؾ‪/‬طزٌز‬ ‫السٌفً‪/‬عوٌضة‪/‬المطب‪/‬الطحان‪/‬النجار‪/‬المبانً‪/‬عكاوي‪/‬الدٌسً‪/‬الزمامٌري‬ ‫التوتنجً‪/‬الحلوانً‪/‬المزاز‪/‬المانً‪/‬الدلاق‪/‬الشامً‪/‬سومٌرة‪/‬ابو عٌد‪/‬الخلفاوي‬ ‫الدسولً‪/‬المؽربً‪/‬أفؽانً‪/‬مراد‪/‬زالطٌمو‪/‬سرندح‪/‬مشعشع‬

‫‪41‬‬


‫انفصم انثاٍَ‪:‬انقذس عثر انرارَخ انحقُقٍ‬ ‫ذأصُـش انقذس حضة "انرواَح انًرذاونح"‪:‬‬

‫‪40‬‬

‫إن ألدم جذر تارٌخً فً بناء المدس ٌعود إلى اسم بانٌها‪-‬حسب مروٌات التوراة فمط‪ -‬وهو‬ ‫إٌلٌاء بن ارم بن سام بن نوح علٌه السبلم‪- 41‬إٌلٌاء أحد أسماء المدس‪ -‬ولٌل أن "ملٌن صادق"‬ ‫أحد ملون الٌبوسٌ​ٌن ‪-‬وهم أشهر لبابل الكنعانٌ​ٌن‪ -‬أول من اختط وبنى مدٌنة المدس وذلن سنة‬ ‫‪42‬‬ ‫(‪ 3000‬ق‪.‬م) والتً سمٌت بـ "ٌبوس" ولد عرؾ "ملٌن صادق" (أو الملن الصادق)‬ ‫بالتموى وحب السبلم حتى أُطلك علٌه "ملن السبلم"‪ ،‬ومن هنا جاء اسم مدٌنة سالم أو شالم أو‬ ‫"أور شالم" بمعنى دع شالم ٌإسس‪ ،‬أو مدٌنة سالم‪.‬‬ ‫وبالتالً فان أورشلٌم كان اسما ا معروفا ا وموجودا ا لبل أن ٌؽتصب اإلسرابٌلٌون هذه المدٌنة‬ ‫من أٌدي أصحابها الٌبوسٌ​ٌن‪ ،‬وسماها اإلسرابٌلٌون أٌضا "صهٌون"‪ 43‬نسبة لجبل فً فلسطٌن‪،‬‬

‫‪40‬اٌو‪ٚ‬ا‪٠‬خ اٌّزلا‪ٌٚ‬خ ٘‪ ٟ‬اٌو‪ٚ‬ا‪٠‬بد اٌز‪ ٟ‬رؾفً ث‪ٙ‬ب ِؼظُ وزت اٌزبه‪٠‬ـ اٌؼوث‪ٚ ٟ‬االٍالِ‪ٌ ٟ‬ألٍف ‪ٚ‬إٌّم‪ٛ‬ي ف‪ٟ‬‬ ‫عيء وج‪١‬و ِٕ‪ٙ‬ب ئْ ٌُ ‪٠‬ىٓ عٍ‪ٙ‬ب ِٓ اٌزٕبؿ (اٌز‪ٛ‬هاح ‪ٍِٚ‬ؾمبر‪ٙ‬ب) ‪ٚ‬ثّب رؾ‪ٛ‬ثٗ ِٓ أٍب‪١ٛ‬و ‪ٚ‬أوبم‪٠‬ت ‪ٚ‬أؽالَ ‪ٚ‬آِبي‬ ‫‪ٚ‬فوافبد صجزذ ‪ٚ‬وأٔ‪ٙ‬ب ؽمبئك‪ِٚ ،‬بىاالد رلهً ف‪ِ ٟ‬ؼظُ ثالكٔب‪.‬‬ ‫‪41‬‬ ‫٘نا اٌىالَ أ‪ ٞ‬أْ اٌّإٌٍ ٍبَ ثٓ ٔ‪ٛ‬ػ ِأف‪ٛ‬ك ِٓ اٌز‪ٛ‬هاح ِجبّوح‪ٚ ،‬ال ِٖله آفو‪٠ٚ ،‬جلأ اٌقٍ‪ِٕ ٜ‬ن‬ ‫اٌجلا‪٠‬خ ث‪" ٓ١‬اٌملً" ‪"ٚ‬ا‪١ٍ٠‬بء" ‪٘ٚ‬ىنا ِب ال رموٖ ا‪٢‬صبه ‪ٚ‬اٌّٖؾؾبد اٌؾل‪٠‬ضخ ِٓ اٌزبه‪٠‬ـ‪ ،‬ػلا ػٓ ػلَ ‪ٚ‬ع‪ٛ‬ك‬ ‫أ‪ ٞ‬أصو ٌّب ‪ ٗ١َّ٠‬اٌزٕبف‪ٍ ْٛ١‬بَ أ‪ ٚ‬ؽبَ أ‪٠ ٚ‬بفش ؽَت أٍط‪ٛ‬هح اٌز‪ٛ‬هاح اٌز‪ٍ ٟ‬مطذ ربه‪٠‬ق‪١‬ب‪.‬‬ ‫‪ 42‬اٌٍّه ٍِى‪ٕ ٟ‬بكق اٌن‪ ٞ‬ال ‪٠‬وك أ‪ ٞ‬موو ٌٗ ٍ‪ ٜٛ‬ثبٌز‪ٛ‬هاح وٍّه ػٍ‪ ٝ‬اٌملً ‪ٚ‬اٌزمبئٗ ثَ‪١‬لٔب ئثوا٘‪ ُ١‬ػٍ‪ٗ١‬‬ ‫اٌَالَ ٘‪ ٟ‬لٖخ ر‪ٛ‬هار‪١‬خ أفو‪ ٜ‬ال ‪ٛ٠‬عل ِب ‪٠‬لػّ‪ٙ‬ب ‪٠ ٌُٚ‬نوو أ‪ِٖ ٞ‬له ِٓ اٌّٖبكه اٌمل‪ّ٠‬خ‪٠-‬واعغ كهاٍخ‬ ‫ػج‪١‬و ى‪٠‬بك اٌّْبه ٌ‪ٙ‬ب‪ ،‬وّب رواعغ وزبثبد عّؼ‪١‬خ اٌزغل‪٠‬ل اٌضمبف‪١‬خ االعزّبػ‪١‬خ ف‪ ٟ‬اٌجؾو‪ ٓ٠‬ؽ‪ٛ‬ي ٍ‪١‬لٔب اثوا٘‪ُ١‬‬ ‫‪ٚ‬ؽ‪١‬برٗ ‪ِّٚ‬برٗ ف‪ ٟ‬اٌغ‪٠ٛ‬وح اٌؼوث‪١‬خ‪.‬‬ ‫‪43‬وهو أصبل جبل فً الٌمن (راجع فرج هللا صالح دٌب وفاضل الربٌعً ود‪.‬أحمد داود ود‪.‬زٌاد منى وسهٌل‬ ‫زكار وؼٌرهم الكثٌر)‪ ،‬والمتداول الٌوم أن صهٌون هو اسم كنعانً للجبل صهٌون فً المدس وتعنً الكلمة‬ ‫الصخر الصلب ولم ٌتم استخدامها من لبل الٌهود الى فً العصر الحدٌث‪ ،‬أما النجمة السداسٌة التً أصبحت‬ ‫رمزا فهً (نجمة بابل) الوثنٌة التً سرلتها لبٌلة بنً اسرابٌل العربٌة الٌمنٌة المنمرضة أثناء السبً البابلً‬ ‫ونسبتها لنفسها‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫ولد ؼلب على المدٌنة اسم "المدس" الذي هو اسم من أسماء هللا الحسنى‪ ،‬وسمٌت كذلن بـ "بٌت‬ ‫الممدس" الذي هو بٌت هللا‪.44‬‬ ‫وفً رواٌة أخرى‪( :‬تؤسست مدٌنة المدس كمرٌة لبل عشرة آالؾ عام فً العصر الحجري‬ ‫الحدٌث وذلن فً لرٌة سلوان واستمرت كمرٌة فً العصر الحجري النحاسً للتحول الى مدٌنة‬ ‫فً العصر البرونزي (عصر الدول المدٌنٌة ) ‪.‬‬ ‫سمٌت مدٌنة المدس فً العصر البرونزي باسم اورسالم نسبة لبلله سالم احد آلهة الكنعانٌن‬ ‫العرب‪ ،‬وسمٌت المبٌلة الكنعانٌة التً سكنت المدٌنة باسم لبٌلة الٌبوسٌن ومن هنا ٌؤتً اسم‬ ‫ٌبوس‪.‬‬ ‫ولد ورد ذكر اسم مدٌنة أورسالم فً المراسبلت الواردة بٌن المدٌنة وبٌن "الفراعنة"‬ ‫وثابك تل العمارنة كما ورد اسم ملكها عبدو حبٌا فً حٌنه ‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫ضمن‬

‫وورد اسم اورسالم فً تماثٌل اللعنات "الفرعونٌة" مما ٌإكد ان اسم أورسالم هو اسم عربً‬ ‫‪46‬‬ ‫كنعانً ال ٌمت باي صلة للتارٌخ الٌهودي‪-‬التوراتً‪).‬‬ ‫نعود للمول فً المسار األول أن تارٌخ مدٌنة المدس ٌرجع إلى أكثر من خمسة آالؾ سنة ‪،‬‬ ‫وهً بذلن تعد واحدة من ألدم مدن العالم ‪ ،‬وتدل األسماء الكثٌرة التً أطلمت علٌها على عمك‬ ‫التارٌخ‪.‬‬ ‫ولد أطلمت الشعوب واألمم التً استوطنتها أسماء مختلفة ‪ ،‬فالكنعانٌون‪ 47‬الذٌن هاجروا إلٌها‬ ‫فً األلؾ الثالثة لبل المٌبلد‪-‬من جزٌرة العرب‪ -‬أسموها " أورسالٌم " وتعنً مدٌنة السبلم أو‬ ‫مدٌنة اإلله سالٌم ‪ ،‬واشتمت من هذه التسمٌة كلمة " أورشلٌم " التً تنطك بالعبرٌة " ٌروشالٌم"‬ ‫ومعناها البٌت الممدس‪ ،‬ثم عرفت فً العصر الٌونانً باسم اٌلٌاء ومعناه بٌت هللا‪.‬‬

‫‪ِٛ ِٓ 44‬لغ اٌى‪ٛ‬صو ‪http://www.al-kawthar.com/quds/tareek/qudsmadina.htm‬‬ ‫‪٘ 45‬ىنا روك أ‪ِٖ ٞ‬طٍؼ "اٌفواػٕخ" ِغ أٔٗ ال ‪٠‬وك ِٖطٍؼ فوػ‪ ْٛ‬أ‪ ٚ‬فواػٕخ ِطٍمب ف‪ ٟ‬ا‪٢‬صبه اٌمجط‪١‬خ أ‪ٞ‬‬ ‫اٌّٖو‪٠‬خ اٌ‪ٚ ،َٛ١‬ف‪ ٟ‬اٌموآْ اٌىو‪ْ٠ ُ٠‬به ٌفوػ‪ ْٛ‬وفوك َِزجل ‪ٚ‬ؽبوُ ظبٌُ ‪ ٚ‬واٍُ ّقٔ وغ‪١‬وٖ ِضً ٘بِبْ‬ ‫‪ٚ‬لبه‪ٚ ْٚ‬غ‪١‬وّ٘ب ‪ٚ‬ال ئّبهح ثبٌّطٍك ٌّغّ‪ٛ‬ػخ ِب رَّ‪ ٝ‬اٌفواػٕخ‪.‬‬ ‫‪ ِٓ46‬ا‪ٙ‬بفبد األٍزبمح ٍ​ٍ‪٘ ٜٛ‬ل‪٠‬ت ‪ٚ‬و‪ٚ ً١‬ىاهح ّإ‪ ْٚ‬اٌملً‬ ‫‪٠47‬واعغ اٌّإهف‪ ْٛ‬اٌغلك اٌّفىو اٌؼوث‪ ٟ‬فب‪ ًٙ‬اٌوث‪١‬ؼ‪ٚ ٟ‬فوط هللا ٕبٌؼ ك‪٠‬ت ‪ٚ‬أؽّل اٌلثِ ‪ٚ‬غ‪١‬وُ٘ ِّٓ‬ ‫اػزجو‪ٚ‬ا اٌىٕؼبٔ‪=ٓ١١‬اٌىٕبٔ‪ =ٓ١١‬ثٕ‪ ٟ‬وٕبٔخ اٌؼوة (ٌفع وٕؼبْ ِٓ وٕبْ وّب رم‪ٛ‬ي ثؼ٘ اٌمجبئً اٌؼوث‪١‬خ اٌ‪ َٛ١‬ف‪ٟ‬‬ ‫اٌؼواق ِضال اٌموػبْ ثّؼٕ‪ ٝ‬اٌموآْ) ‪ٚ‬ونٌه األِو ثْأْ اٌ‪١‬ج‪ ٓ١١ٍٛ‬اٌؼوة‪ٚ ،‬اٌفٍَط‪=ٓ١١ٕ١‬اٌفٍَز‪ ٓ١١‬اٌؼوة‬ ‫ارجبع اإلٌٗ (فٌٍ) اٌؼوث‪ ٟ‬اٌ‪ٛ‬صٕ‪ ٟ‬لجً االٍالَ ف‪ ٟ‬اٌ‪ ّٓ١‬اٌمل‪.ُ٠‬‬ ‫‪43‬‬


‫واسم اٌلٌاء كما تورد الباحثة سلوى هدٌب هو اسم رومانً ولٌس ٌونانً‪ ،‬وسمٌت المدٌنة عام‬ ‫‪ 135‬م من لبل هٌدرٌانوس باسم (اٌلٌا كابتولٌنا) النه بناها لعظمته وعظمة الهة روما (فالٌا)‬ ‫هو اسم عابلة المٌصر و(كابتولٌنا) نسبة لجبل كابتول جبل االلهة فً روما‪.‬‬ ‫ومن أهم األعمال التً لام بها الكنعانٌون فً المدس شك نفك لتؤمٌن وصول المٌاه إلى داخل‬ ‫المدٌنة‪.‬‬ ‫‪48‬‬ ‫سكنت لبٌلة الٌبوسٌ​ٌن ـ أحد البطون الكنعانٌة العربٌة ـ المدٌنة حوالً عام ‪ 2500‬ق‪ .‬م‬ ‫‪49‬‬ ‫فؤطلموا علٌها اسم ٌبوس‪.‬‬ ‫خضعت مدٌنة المدس لنفوذ الممالن المبطٌة (تسمى المنطمة باسم مصر الٌوم‪ ،‬وهً ببلد المبط‬ ‫تارٌخٌا وهو اسمها المثبت‪ ،‬وال أثر فً اآلثارٌات لكلمة "فراعنة" لنطلك على ملوكهم هذا‬ ‫االسم) بدءا ا من المرن ‪ 16‬لبل المٌبلد ‪ ،‬وفً عهد الملن اخناتون تعرضت لؽزو " الخابٌرو "‬ ‫وهم لبابل من البدو‪ 50،‬ولم ٌستطع الحاكم المصري (وٌمال الكنعانً) عبدي‪/‬عبدو خٌبا أن‬ ‫ٌنتصر علٌهم ‪ ،‬فظلت المدٌنة بؤٌدٌهم إلى أن عادت مرة أخرى للنفوذ المصري فً عهد الملن‬ ‫سٌتً األول ‪ 1301 - 1317‬ق ‪ .‬م ‪.‬‬ ‫وحول (الخبٌرو=العبٌرو) ال ٌوجد ما ٌثبت بؤي مرجع أو مصدر تارٌخً أن لبابل العبٌرو‬ ‫سٌطروا على المدس وال ٌوجد اي دلٌل اثري على ذلن كما تورد األستاذة سلوى هدٌب‪.‬‬ ‫والعبٌرو أو العبرانٌ​ٌن فً أرجح األلوال هً بدعة تارٌخٌة إلسماط جؽرافٌة التوراة على فلسطٌن‬ ‫ومحٌطها أو هم مجموعات بدوٌة منشمة عن لبابلها العربٌة‪ ،‬وال ٌوجد ما ٌدلل على أن بنً‬

‫‪ 48‬ػبٌُ ا‪٢‬صبهاالٍوائ‪ ٍٟ١‬اٌْ‪١ٙ‬و ئٍوائ‪ ً١‬فٕىٍْزب‪ٚ ٓ٠‬ىِ‪ ً١ٔ ٍٗ١‬أّو ٍج‪ٍ١‬ج‪١‬وؽ ‪٠‬ؼزجواْ االٍوائ‪ ٓ١١ٍ١‬اٌملِبء‬ ‫ُ٘ عيء ِٓ اٌىٕؼبٔ‪( ٓ١١‬اٌؼوة) ف‪ ٟ‬وزبث‪ّٙ‬ب (اٌز‪ٛ‬هاح ِىْ‪ٛ‬فخ ػٍ‪ ٝ‬ؽم‪١‬مز‪ٙ‬ب)‬ ‫‪49‬‬ ‫ِغٍخ إٌ‪ٙ‬به األكث‪١‬خ ف‪4 ٟ‬رْو‪/1ٓ٠‬أوز‪٠ٛ‬و ‪2013‬‬ ‫‪http://www.hamza.ps/portal/index.php/history-and-geography/801-alquds‬‬‫‪history‬‬

‫‪ 50‬هم لٌسوا االسرابٌلٌ​ٌن=لوم ولبٌلة‪ ،‬وال الٌهود=أتباع دٌانة‪ ،‬رؼم الخطؤ الشابع أن‬ ‫العبرانٌ​ٌن هم الٌهود‪ ،‬وللفابدة فان اسرابٌل=بنً اسرابٌل لبٌلة عربٌة ٌمنٌة انمرضت كما معظم‬ ‫أمم المرآن فً لصصها كعاد وثمود ولوم نوح ولوط وأصحاب األٌكة الخ‪ ،‬أما الٌهودٌة فدٌن‬ ‫أصله فكرة االسبلم والتوحٌد كما سابر األدٌان‪ ،‬اختلط بما لام به الكهنة بالوثنٌة بعد انهٌار‬ ‫مشٌخة‪/‬مملكة‪/‬مخبلؾ‪/‬امارة ٌهودا فً الٌمن المدٌم‪ ،‬ومن هنا نشؤت الٌهودٌة كدٌانة ال ٌعترؾ‬ ‫بها السامرٌون حتى الٌوم الذٌن ٌرون أنهم أتباع الدٌانة الموسوٌة الحمة (وهنان رأي آخر‬ ‫لفرج هللا صالح دٌب أنهم اتباع النبً هود)‬

‫‪44‬‬


‫ا سرابٌل العرب الٌمنٌ​ٌن هم أنفسهم العبرانٌ​ٌن أو تناظر لفظتهم معنى الٌهود من المبابل األلوام‬ ‫‪51‬‬ ‫المختلفة‪.‬‬ ‫المارون علٌها ولٌسوا من‬ ‫وتستمر الرواٌة عن المدس (فً فلسطٌن) إذ تمول بتداول الح ّكام‬ ‫ّ‬ ‫أهلها أبدا من العصر البابلً ‪586 - 537‬لبل المٌبلد والفارسً ‪537 - 333‬لبل المٌبلد‬ ‫‪52‬‬ ‫والرومانً ‪333 - 63‬لبل المٌبلد‪.‬‬ ‫نمل اإلمبراطور الرومانً لسطنطٌن األول عاصمة اإلمبراطورٌة الرومانٌة من روما إلى‬ ‫بٌزنطة ‪ ،‬وأعلن المسٌحٌة دٌانة رسمٌة للدولة فكانت نمطة تحول بالنسبة للمسٌحٌ​ٌن فً المدس‬ ‫حٌث بنٌت كنٌسة المٌامة عام ‪ 326‬م ‪.‬‬ ‫انمسمت اإلمبراطورٌة الرومانٌة عام ‪ 395‬إلى لسمٌن متناحرٌن مما شجع الفرس على‬ ‫اإلؼارة على المدس ونجحوا فً احتبللها فً الفترة من ‪ 614‬إلى ‪628‬م ثم استعادها الرومان‬ ‫مرة أخرى وظلت بؤٌدٌهم حتى الفتح اإلسبلمً عام ‪ 636‬م‪.‬‬

‫‪ٌ 51‬راجع الكاتب والمفكر العربً فاضل الربٌعً والكاتب والمإرخ أحمد الدبش فً ‪ 2015/12/2‬والذي‬ ‫ٌمول فً ممال له فً (نمطة واول السطر)‪(( :‬ال العمارة وال الكتابات المنموشة على اآلثار ‪ ،‬وال الموانٌن‬ ‫والدساتٌر تكشؾ أثرا ا للٌبلا «للعبرانٌ​ٌن»‪ .‬فعلى آالؾ النصوص المسمارٌة أو المصرٌة التً تإلؾ المكتبة‬ ‫المصرٌة ‪ ،‬أو مكتبة رأس شمرا أو نٌنوي ‪ ،‬وحتى فً الرواٌات اآلرامٌة ‪ ...‬فً ذلن كله ال تذكر كلمة‬ ‫«عبرٌة»‪ .‬وأشهر ملون التوراة داود وسلٌمان لم ٌصبحا لط موضوع ولابع تارٌخٌة ‪ ،‬ولٌس هنان أبدا ا ذكر‬ ‫ٌ‬ ‫المعزوة لعبور «العبرانٌ​ٌن» ولٌس هنان أي انمطاع حضاري ثبت بالحفرٌات التً تمت فً‬ ‫للملحمة‬ ‫فلسطٌن منذ عام ‪1880‬ــ ‪ 1925‬فالعدم كامل مثلما هو لطعً وجازم ‪ )).‬وٌضٌؾ ((لم تكن العبرٌة إال‬ ‫جر كذبا ا تارٌخٌا ا ٌهودٌا ا ‪،‬‬ ‫بدعة تارٌخٌة إلسماط جؽرافٌة التوراة على فلسطٌن ومحٌطها‪ ،‬وهذا اإلسماط ٌ‬ ‫فعلٌنا االحتراس من التمادي فً استخدام مصطلح «العبرٌة» المجهول ‪ ،‬الذي ٌفلت من كل تحلٌل جاد‪ .‬وإنه‬ ‫لمن الصعب علٌنا الٌوم أن نعرؾ «العبرانٌ​ٌن» بواسطة المكان أو الزمان أوبمعونة علم االجتماع‪ ،‬أو علم‬ ‫األدٌان‪)).‬‬

‫‪52‬فً مصادرنا أن كل هذه الفترة كانت فً الٌمن المدٌم أٌضا‪ ،‬وحدثت بالطبع هجرات للمبابل‬ ‫العربٌة فً فترات مختلفة ‪-‬أبرزها بعد عودتهم من السبً البابلً لهم من الٌمن المدٌم ‪ -‬ومنها‬ ‫لبٌلة بنً اسرابٌل بمسلمٌهم ووثنٌ​ٌهم الى الشمال من الجزٌرة العربٌة أي الى الشام‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫انقذس وذصحُح انرواَح‪:‬‬ ‫كل ما سبك (تحت عنوان التؤسٌس أعبله) ٌمثل ‪-‬فً ؼالبه إال بما أشرناه له تصحٌحا‪ -‬الرواٌة‬ ‫المتداولة عن المدس فً المروٌات العربٌة‪-‬االسبلمٌة والمستنسخة مع بعض التعدٌبلت من‬ ‫ألاصٌص التناخ (التوراة وملحماتها)‪ ،53‬اال أن علم اآلثار الحدٌث وعدٌد األبحاث الرصٌنة‬ ‫الٌوم التعترؾ بهذا التارٌخ المزور مطلما‪ ،‬حٌث استنتج العالم االسرابٌلً (أ‪.‬د‪.‬إسرابٌل‬ ‫فلكنشتاٌن) وزمٌله (نٌل أشر سبٌلبٌرغ) ‪ ،‬وكذلن (د‪.‬زبٌؾ هرتزوغ) وأٌضا الكاتب‬ ‫االسرابٌلً (شلومو زاند) خداع التوراة ومروٌاتها ولصصها فٌما ٌتعلك باألشخاص واألزمنة‬ ‫واألماكن ما هو خلٌط بٌن األحبلم واآلمال واألساطٌر‪.‬‬ ‫‪54‬‬

‫لٌؤتً البحاثة الكبار أمثال المفكر العربً الكبٌر فاضل الربٌعً ود‪.‬فرج هللا صالح دٌب‬ ‫وأحمد الدبش واستنادا ألبحاث د‪.‬جواد علً وجمعٌة التجدٌد الثمافٌة البحرٌنٌة‪ ،‬ود‪.‬زٌاد منى‬ ‫ود‪.‬أحمد داود ود‪.‬سهٌل زكار ود‪.‬دمحم المبٌسً ود‪.‬كمال صلٌبً‪ ،‬والمإرخ حسنً الحاٌن وإن‬ ‫‪55‬‬ ‫فً سٌاق مختلؾ‪ ،‬وؼٌرهم من األجانب أمثال (كٌث واٌتبلم) و(توماس‪.‬ل‪.‬تومبسون)‬ ‫والكندي (جون فان سٌترز) ‪ ،‬لٌثبتوا من خبلل مناهج البحث الوثابمً الممارن‪ ،‬وعلم األلسن‪،‬‬ ‫ودٌوان العرب‪ ،‬والتارٌخ واللمٌّات واآلثار أن المدس المدٌمة سواء أسمٌت المدس أو أورشلٌم‬ ‫فً التوراة (فً الحمٌمة تحتوي التوراة على ‪ 3‬لدس وواحدة أورشلٌم)‪ ، 56‬انما هً أماكن‬ ‫‪53‬الرواٌات المتداولة بالتارٌخ ومنه العربً والفلسطٌنً ثبلثة‪ :‬األولى وهً التوراتٌة والثانٌة الؽربٌة‬ ‫المعتمدة بؽالبها على التوراة أو تعٌد بناء أي مكتشؾ أو فكرة لتتطابك مع العهد المدٌم ولو بلً عنك الحمابك‪،‬‬ ‫والرواٌة الثالثة هً الرواٌة العربٌة‪-‬االسبلمٌة والتً لؤلسؾ الشدٌد تسبح بؽالبها فً بحر الرواٌة التارٌخٌة‬ ‫التوراتٌة تحت إدعاء أنها تتفك مع المرآن الكرٌم (أنظر بحث الكاتب بكر أبوبكر حول تفنٌد الموضوع‬ ‫المعنون‪ :‬الٌهود وفلسطٌن والمرآن الكرٌم)‪ ،‬حٌث لجؤ الكثٌر من الرواة والمإرخٌن ومفسري المرآن لما‬ ‫ٌسمى ب"االسرابٌلٌات" وهً المروٌات التارٌخٌة من التوراة لتصبح فً العمل المسلم جزء ال ٌتجزا من‬ ‫الرواٌة‪( .‬رؼم أن المرآن الكرٌم ٌدٌن كتبة التوراة من الكهنة بوضوح‪ :‬فهم ٌحرفون الكلم عن مواضعه‪،‬‬ ‫وٌشترون به ثمنا للٌبل)‬ ‫‪ٌ 54‬مول الباحث د‪.‬فرج هللا صالح دٌب فً كتابه الثمٌن (كذبة السامٌة وحمٌمة الفٌنٌمٌة) " لم ٌعثر اطبللا ا‬ ‫على نموش او آثار باللؽة العبرٌة المدٌمة او المعاصرة سواء فً فلسطٌن او فً اي مكان آخر من العالم‬ ‫العربً" ‪ ،‬وٌسمى أ‪.‬د‪.‬فنكلشتاٌن عدٌد فصول التوراة أساطٌر وخرافات وىمال واحبلم نصا‪.‬‬ ‫‪ 55‬تومبسون من رعٌل المإرخٌن الذٌن ضربوا على وتر التارٌخٌة التوراة‪ ،‬وأنها من صنع واختبلق‬ ‫كاتبٌها‪ ،‬ألنها تتعارض مع األحداث والولابع التارٌخٌة التً نعرفها عن طرٌك البٌنات اآلثارٌة والوثابك‬ ‫التارٌخٌة المدٌمة‪ .‬ولحمه بذلن الكندي سٌترز ثم االسرابٌلً فنكلستاٌن وآخرون‪.‬‬ ‫‪ 56‬فب‪ ًٙ‬اٌوث‪١‬ؼ‪ ،ٟ‬اٌملً ٌ‪َ١‬ذ أ‪ٚ‬هٍّ‪َِ ،ُ١‬بّ٘خ ف‪ ٟ‬رٖؾ‪١‬ؼ ربه‪٠‬ـ فٍَط‪ ،ٓ١‬ه‪٠‬بٗ اٌو‪ٌٍ ٌ٠‬ىزت‬ ‫‪ٚ‬إٌْو‪ ،‬ث‪١‬و‪ٚ‬د ‪0636‬‬ ‫‪46‬‬


‫مختلفة موجودة حتى الٌوم فً الٌمن المدٌم على لمم الجبال مع آثار ما أسمً "الهٌكل" أي‬ ‫البناء العالً‪.‬‬ ‫بمعنى أن مروٌات التناخ (التوراة‪ 57‬وملحماتها) حتى عهد موسى وٌوشع ثم األنبٌاء الملون‬ ‫‪59‬‬ ‫سلٌمان وداوود علٌهم السبلم أجمعٌن‪ ، 58‬ومن تبلهم حتى العصور البابلٌة والمبطٌة‬ ‫والرومانٌة كان مسرح األحداث الذي تعاملوا فٌه لٌس فلسطٌن مطلما أو ما جاورها‪ ،‬وانما فً‬ ‫‪60‬‬ ‫الٌمن المدٌم‪.‬‬ ‫إذن لم ٌكن وجود ألساطٌر أنبٌاء وملون التناخ (التوراة وملحماتها) فً فلسطٌن مطلما‪ ،‬ولم‬ ‫تكن "لدس" التوراة هً "أورشلٌم"‪ ،‬فكبلهما بلدات مختلفة وفً مكان بعٌد عنا‪ ،‬وما كانت فً‬ ‫فلسطٌن‪ .‬وما سبك المدس العربٌة االسبلمٌة التً أسفر وجهها الصبوح مع الفتح االسبلمً‬ ‫كانت "اٌلٌاء" البلدة الصؽٌرة لما تواجد سٌدنا المسٌح مع بماٌا بنً إسرابٌل المبٌلة العربٌة‬ ‫الصؽٌرة بصدد االنمراض التً سرعان ما تبلشت عن مسرح األحداث‪ ،‬ومن هنا انطلمت‬ ‫الرواٌة الحمٌمة‪.‬‬

‫‪57‬اٌز‪ٛ‬هاح (صُ ِب أ‪١ٙ‬ف ػٍ‪ٙ١‬ب ِٓ ‪ٛ‬جمبد ري‪٠ٚ‬و ف‪ ٟ‬أٍفبه األٔج‪١‬بء ‪ٚ‬األٔبّ‪١‬ل=اٌزٕبؿ) وزجذ ثؼل فزوح ‪ٍ٠ٛ​ٛ‬خ لل‬ ‫رًٖ ئٌ‪ ٝ‬أٌف ػبَ ِٓ ِ‪ ٍٝٛ‬ػٍ‪ ٗ١‬اٌَالَ‪ ٛ٘ٚ،‬وزبة ‪٠‬ؾز‪ ٞٛ‬ػٍ‪ ٝ‬وض‪١‬و ِٓ اٌىزبثبد اٌَّز‪ٛ‬ؽبح ِٓ ؽ‪ٚ‬بهاد‬ ‫أفو‪ٜ‬‬ ‫‪58‬نمل التفاصٌل التً لم ٌذكرها المرآن الكرٌم والحدٌث الصحٌح حول األنبٌاء عن التوراة ومنها أن العرب‬ ‫أبناء إسماعٌل بٌنما الٌهود أبناء إسحاق‪ ،‬ومنها ذكر سٌدنا سلٌمان وداود علٌهما السبلم فً المدس دون وجود‬ ‫دلٌل ٌدعم ذلن من المران أو الحدٌث الصحٌح (او العلم الٌوم)‪ .‬لهو خطاء فادح ولع به المإرخون المدماء‬ ‫وال زال ٌرتكبه بعض مإرخً العصر الحدٌث‪(-‬عبٌر زٌاد فً اشكالٌات تارٌخ المدس‪http://hassan--‬‬ ‫‪elhabti.blogspot.com/2010/05/blog-post_01.html‬‬

‫‪59‬ال ٔم‪ٛ‬ي وٍّخ اٌّٖو‪٠‬خ ألْ ِٖو اٌل‪ٌٚ‬خ اٌؼوث‪١‬خ اٌ‪ َٛ١‬اٍُ كفً ػٍ‪ ٝ‬أهٗ إٌ‪ِ ً١‬غ اٌفزؼ اٌؼوث‪ٟ‬‬ ‫االٍالِ‪ ٟ٘ٚ ،ٟ‬ػوفذ ف‪ّ١‬ب ٍجك ثبٍُ ثالك اٌمج‪( ٜ‬أٔظو وّضبي ٌقطبة اٌوٍ‪ٛ‬ي ػٍ‪ ٗ١‬اٌَالَ ٌؼظ‪ ُ١‬اٌمج‪ٜ‬‬ ‫‪ ٌ١ٌٚ‬ػظ‪ِٖ ُ١‬و) اِب ِٖواٌّنو‪ٛ‬هح ف‪ ٟ‬اٌموآْ ف‪ ٟٙ‬ؽَت اٌجؾبصخ اٌىجبه اٌ‪ َٛ١‬ف‪ِ ٟ‬ىبْ عغواف‪ ٟ‬آفو‪ٚ ،‬ال‬ ‫‪٠‬ؼٕ‪ ٝ‬ث‪ٙ‬ب ِٖو اٌّؼو‪ٚ‬فخ ؽبٌ ‪١‬ب‪ٚ .‬اٌمج‪ ُ٘ ٜ‬وً ٍىبْ ِٖو اٌ‪ٚ َٛ١‬ثبألٌِ ‪َٛ١ٌٚ‬ا فم‪ ٜ‬اٌَّ‪١‬ؾ‪ٌٚ ٓ١١‬ه أْ‬ ‫رالؽع االٍُ األعٕج‪ٌّٖ ٟ‬و ‪( ٛ٘ٚ‬ا‪٠‬غجذ) أ‪ ٞ‬اٌمج‪ ٜ‬ف‪ِ ٟ‬قزٍف اٌٍغبد‪ٌّٚ ،‬ي‪٠‬ل ِٓ اٌجؾش ف‪ ٟ‬اٌّ‪ٛٙٛ‬ع‬ ‫ِواعؼخ وزت أؽّل اٌلثِ ‪ٚ‬اٌوث‪١‬ؼ‪ٚ ٟ‬عّؼ‪١‬خ اٌزغل‪٠‬ل اٌجؾو‪١ٕ٠‬خ‪.‬‬ ‫‪ 60‬ألّ٘‪١‬خ اٌوع‪ٛ‬ع ٌىزت اٌّفىو اٌؼوث‪ ٟ‬فب‪ ًٙ‬اٌوث‪١‬ؼ‪ِٕٙٚ ٟ‬ب (فٍَط‪ ٓ١‬اٌّزق‪ٍ١‬خ‪ :‬أهٗ اٌز‪ٛ‬هاح ف‪ ٟ‬اٌ‪ّٓ١‬‬ ‫اٌمل‪ٚ )ُ٠‬وزبث‪( ٗ١‬اٌملً ٌ‪َ١‬ذ أ‪ٚ‬هٍّ‪(ٚ )ُ١‬أٍط‪ٛ‬هح ػج‪ٛ‬ه األهكْ ‪ٚ‬غي‪ ٚ‬أه‪٠‬ؾب) ‪ٚ‬اٌؼ‪ٛ‬كح ٌىزبة فوط هللا ٕبٌؼ‬ ‫ك‪٠‬ت (اٌ‪ٚ ّٓ١‬أٔج‪١‬بء اٌز‪ٛ‬هاح)‪ٌٚ ،‬ىزبة عّؼ‪١‬خ اٌزغل‪٠‬ل اٌضمبف‪١‬خ اٌجؾو‪١ٕ٠‬خ (ري‪٠ٚ‬و عغواف‪١‬ب األٔج‪١‬بء) ‪ٚ‬وزت ٍّ‪ِٛٛ‬‬ ‫ىأل (افزواع اٌْؼت اٌ‪ٛٙ١‬ك‪(ٚ )ٞ‬افزواع أهٗ اٍوائ‪ٚ )ً١‬وزبة اٍوائ‪ ً١‬فٕىٍْزب‪ ً١ٔٚ ٓ٠‬آّو (اٌز‪ٛ‬هاح‬ ‫ِىْ‪ٛ‬فخ ػٍ‪ ٝ‬ؽم‪١‬مز‪ٙ‬ب ِٓ ػٍُ ا‪٢‬صبه ‪) the bible unearthed‬‬ ‫‪47‬‬


‫انقذس انرارَخُح وكشف انزَف انُهىدٌ‬ ‫تحت عنوان لراءة فً كتاب "المدس لٌست أورشلٌم" المدس التارٌخٌة وكشؾ الزٌؾ الٌهودي‪،‬‬ ‫ٌكتب الباحث أحمد العبري‪ 61‬ما ٌإكد مروٌات علماء اآلثار بعدم وجود صلة ألنبٌاء التوراة‬ ‫بفلسطٌن إذ ٌمول فً لراءته لكتاب المفكر العربً فاضل الربٌعً‪:‬‬ ‫بدأت فً النصؾ الثانً من المرن العشرٌن دراسات حدٌثة فرٌدة من نوعها‪ ،‬توجهت لمراءة‬ ‫التارٌخ برإٌة أخرى ومن منطلمات ؼٌر معهودة‪ ،‬تمثلت فً البحث التارٌخً‪/‬الجؽرافً‬ ‫لخارطة األنبٌاء‪ ،‬وأنبٌاء بنً إسرابٌل باألخص‪ ،‬وولفت هذه الدراسات على اكتشافات‬ ‫واستنتاجات أثارت الصدمة وكشفت حجم الزٌؾ التارٌخً الذي نمل جؽرافٌا األنبٌاء من‬ ‫جنوب شبه الجزٌرة العربٌة إلى شمالها عبر ممارسات تزوٌر وتحرٌؾ لدٌمة وممنهجة‬ ‫أصبحت الٌوم مستندا ا للكٌان الصهٌونً فً االدعاء بؤحمٌته فً فلسطٌن وما بٌن النهرٌن وفكرة‬ ‫أرض المٌعاد الزابفة‪.‬‬ ‫هذه الدراسات ال زالت طرٌة‪ ،‬وتحتاج فً نظري إلى علوم مساندة إلثبات نتابجها؛ كالبحث‬ ‫ي والجٌولوجً‪ ،‬ولعل الحابل األهم فً عدم وصول نتابجها إلى الٌمٌن المطلوب ما تمر‬ ‫اآلثار ّ‬ ‫به المنطمة العربٌة من اضطرابات وما تشهده الٌمن – التً تمثل المسرح األهم – من عدم‬ ‫استمرار وضعؾ الوعً بدورها التارٌخً والحضاري‪.‬‬ ‫فالٌمن المدٌم وما جاوره شهد حركة حضارٌة كبٌرة‪ ،‬وتر ّكزت فً هذه الدابرة حركة لعدد من‬ ‫النبوات‪ ،‬وجاءت جؽرافٌا التوراة متطابمة مع المنطمة الممتدة من جبال عسٌر نزوالا إلى الٌمن‬ ‫عمان‪ ،‬وهو ما أ ّكد علٌه باحثوا جؽرافٌا األنبٌاء أمثال كمال الصلٌبً وأحمد داوود‬ ‫وامتدادا ا إلى ُ‬ ‫وجمعٌة التجدٌد البحرٌنٌة وفرج هللا صالح دٌب وؼٌرهم‪ ،‬ووافمهم فً ذلن بعض المستشرلٌن‪.‬‬ ‫الكتاب الذي بٌن أٌدٌنا "المدس لٌست أورشلٌم‪ :‬مساهمة فً تصحٌح تارٌخ فلسطٌن" للدكتور‬ ‫فاضل الربٌعً‪ ،‬وهو أحد المشتؽلٌن بكشؾ الزٌؾ التارٌخً وله عمل آخر مع ّمك فً أربعة‬ ‫مجلدات بعنوان "فلسطٌن المتخٌّلة‪ :‬أرض التوراة فً الٌمن المدٌم" نشرته دار الفكر فً‬

‫‪61‬تجد المراءة فً كتاب المدس لٌست أورشلٌم للباحث أحمد العبري‪-‬الذي نسطره هنا‪ -‬على عدٌد الموالع‬ ‫ومنها فً‪http://morethan1life.blogspot.com/2013/01/blog-post_6.html‬‬ ‫‪48‬‬


‫‪2009‬م‪ ،‬وكتاب المدس لٌست أورشلٌم إنما ٌمثل امتدادا ا لهذه الدراسة الموسعة التً ٌموم بها‬ ‫الربٌعً‪ ،‬والذي جاء فً ‪ 167‬صفحة من نشر رٌاض الرٌس فً ‪2010‬م‪.‬‬ ‫ٌخلص الربٌعً فً كتابه هذا إلى نتٌجة مفادها أن المدس الواردة فً التوراة موضع ٌمع إلى‬ ‫الجنوب من مدٌنة تعز بالٌمن‪ ،‬وأن كل ما ٌمال عن أن المكان الوارد ذكره فً التوراة باسم‬ ‫"لدش – لدس" لصد به المدٌنة العربٌة‪ ،‬أمر ٌتنافى مع الحمٌمة التارٌخٌة والتوصٌؾ الجؽرافً‬ ‫وال صلة له بالعلم ال من لرٌب وال من بعٌد‪ ،‬وأن المدس لٌست هً أورشلٌم كما تزعم الكتابات‬ ‫المعاصرة للكتاب الممدس‪ ،‬أما المدس العربٌة فمد كان اسمها التارٌخً الذي عرفه العرب فً‬ ‫الجاهلٌة ثم مع اإلسبلمً ٌتداخل مع اسم "بٌت الممدس"‪ ،‬باعتبار أن تسمٌة "المدس" العربٌة‬ ‫بهذا االسم حدٌث نسبٌا ا‬ ‫ٌ‬ ‫والحك على التوراة‪.‬‬ ‫وٌرى الربٌعً أن هذا الكشؾ لد ال ٌكون صادما ا لوجدان الٌهود المتعصبٌن والتوراتٌ​ٌن‬ ‫االستشرالٌ​ٌن وحسب‪ ،‬بل ربما ٌكون صادما ا أٌضا ا للوجدان الفلسطٌنً والعربً واإلسبلمً‪،‬‬ ‫باعتبار أن الفكرة الرابجة بورود اسم المدس فً التوراة هً فكرة جذابة ومؽرٌة فً الثمافة‬ ‫الروحٌة ٌصعب المساس بها الرتباطها بالجانب العاطفً من لدسٌة المدٌنة ولِ َدمها‪.‬‬ ‫وباعتبار أن التوراة كتاب دٌنً من كتب ٌهود الٌمن‪ ،‬س ّجلوا فٌه تجربتهم التارٌخٌة والدٌنٌة‬ ‫فمن المنطمً أن ال تكون لفلسطٌن أدنى صلة بهذه التجربة‪ ،‬وذلن هو السر فً فشل الٌهود‬ ‫المعاصرٌن فً العثور على أي مكان أو موضع أو اسم لبٌلة مما ورد فً األسفار الدٌنٌة‬ ‫المعتمدة‪.‬‬ ‫وٌنطلك الربٌعً فً بحثه من فض االشتبان بٌن مسمى المدس – أو " َل َدش – لَ َدس" بحسب‬ ‫التعبٌر التوراتً – وبٌن "أورشلٌم" التً ٌُجمع بٌنهما زٌفا ا لٌكونا اسمٌن مترادفٌن للمدٌنة‬ ‫العربٌة الفلسطٌنٌة‪ ،‬فً محاولة الٌهود التؤكٌد على أحمٌتهم فً "أورشلٌم‪/‬المدس" ووجودهم‬ ‫المدٌم بها‪ ،‬وادعابهم المعاصر بفلسطٌن واالمتداد الزابؾ الذي ٌطالبون به لما بٌن النهرٌن‪.‬‬ ‫وٌستند الربٌعً فً تمرٌره لهذه النتٌجة إلى البحث التارٌخً‪/‬الجؽرافً لهذه األماكن ومحاولة‬ ‫مطابمتها جؽرافٌا ا – بحسب الوصؾ التوراتً – مع األماكن الموجودة بفلسطٌن وتلن‬ ‫الموجودة بالٌمن؛ فالرواٌة التوراتٌة تتحدث عن "لدس" على جبل‪ ،‬بٌنما المدس العربٌة فً‬ ‫فلسطٌن لٌست جببلا وال تمع فً جبل‪ ،‬ولٌس فً جوارها المرٌب أو البعٌد لجبل بهذا االسم‬ ‫ٌمكن أن ٌنسب إلٌها وتعرؾ به‪ ،‬وٌإكّد أن أسماء األماكن والمبائل الواردة فً التوراة‬

‫بشؤن المدس ال تنطبك إال على سراة الٌمن‪ ،‬وال تنطبك مع فلسطٌن الحالٌة‪.‬‬

‫‪49‬‬


‫وبحسب الربٌعً فإنه سعى فً كتابه إلى تمدٌم البرهان على األمور المترابطة التالٌة‪:‬‬

‫أوالا‪ :‬أن لدس – لدش الوارد ذكرها فً التوراة حسب الزعم االستشرالً‪،‬‬ ‫لٌست المدس العربٌة التً نعرفها‪ ،‬وهً ال تدعى أورشلٌم إطاللا ا‪.‬‬ ‫ثانٌا ا‪ :‬والمدس المدعى أن التوراة سجلت اسمها‪ ،‬لم تذكر لط إال فً صورة "جبل لَ َدش" ولصد‬ ‫به ثبلثة مواضع (أماكن – جبال) ولٌس جببلا أو مكانا ا واحدا ا‪ .‬وهً بحسب المطابمة الجؽرافٌة‬ ‫التارٌخٌة تمع إلى الجنوب من مدٌنة تعز بالٌمن كما تمدَّم‪.‬‬

‫ثالثا ا‪ :‬كما أن المدس العربٌة لٌست فوق جبل وال لرب جبل‪ ،‬بٌنما تصفها‬ ‫التوراة كجبل‪.‬‬ ‫رابعا ا‪ :‬إن جبل صهٌون الذي ٌإدي إلى أورشلٌم ال وجود له فً فلسطٌن‪ ،‬ومن ؼٌر المنطمً‬ ‫تخٌل اختفاء جبل من الجؽرافٌا‪ ،‬أو زوال اسمه أو تحول طرٌمة نطمه‪ ،‬بٌنما ٌزعم التوراتٌون‬ ‫أن كل األسماء الواردة فً التوراة صمدت على مر الزمن‪ ،‬وأنها ال تزال موجودة فً فلسطٌن‬ ‫منذ ألفً عام‪ ،‬برؼم أن الكثٌر منها مجرد آبار لدٌمة أو ٌنابٌع وعٌون ماء أو لرى ٌسهل‬ ‫زوالها ونسٌان أسمابها‪.‬‬ ‫خامسا ا‪ :‬إن التوراة لم تذكر اسم فلسطٌن لط‪ ،‬كما لم تشر أو تل ّمح مجرد تلمٌح إلى اسم‬ ‫الفلسطٌنٌ​ٌن (ذكروا باسم فلستٌ​ٌن رؼم وجود حرؾ الطاء بالعبرٌة)‪ ،‬وكل ما ٌزعم وٌمال عن‬ ‫وجود أي ذكر لهما فً كتاب الٌهودٌة الممدس‪ ،‬إنما ٌدخل فً باب الخٌال االستشرالً‬ ‫االستعماري الذي تم توظٌفه بدهاء من أجل تبرٌر عملٌة "تهوٌد المدس"‪.‬‬ ‫ولد اعتمد الربٌعً فً عملٌة المطابمة الجؽرافٌة التارٌخٌة على كتاب الهمدانً "صفة جزٌرة‬ ‫العرب" وباعتماد النص ال ِعبري للتوراة بعٌدا ا عن التحرٌفات التً طالتها والدراسات‬ ‫االستشرالٌة التً حاولت تشوٌه جؽرافٌتها ونملها من الجنوب الجزٌرة إلى شمالها‪.‬‬ ‫الكتاب مشحون بؤسماء األماكن والمرى والمبابل ومكتنز بالتحلٌل اللؽوي الجؽرافً التارٌخً‬ ‫فً ربط جمٌل ٌكشؾ لن بطرٌمة علمٌة منهجٌة تحلٌلٌة حمٌمة المدس جؽرافٌا ا وما ارتبط بها‬ ‫من أحداث تارٌخٌة دارت فً الٌمن المدٌم وما جاوره‪ ،‬ولذلن فالمارئ الٌمنً ربما ٌجد متعة‬ ‫أكبر فً لراءة هذا العمل باعتباره ابن المكان والشاهد على ما تبمى من آثار‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫ختاما ا فإن هذه الدراسات فً جؽرافٌا النصوص الدٌنٌة وما ٌساندها من حفرٌات وبحوث فً‬ ‫تموض أبنٌة كثٌرة من الوهم والزٌؾ التارٌخً بل وتصحح الكثٌر من‬ ‫اآلثار من شؤنها أن ّ‬ ‫األفكار والمسلّمات لدى المسلمٌن أنفسهم‪ ،‬مثلما رأٌنا كٌؾ أن البحث فً حمٌمة المدس ٌنسؾ‬ ‫ٌروج لها الٌهود وٌجعلون منها مبررا ا لوجودهم فً فلسطٌن‪،‬‬ ‫تماما ا فكرة أرض المٌعاد التً ّ‬ ‫وٌنسؾ معها أدبٌات مترسخة فً تفكٌر كثٌر من المسلمٌن كؤحداث آخر الزمان بحسب ما‬ ‫صورته الرواٌات اإلسرابٌلٌة المبثوثة فً المدونات الحدٌثٌة والتارٌخٌة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وفً لراءة للباحث جمٌل حسٌن خرطبٌل تحت عنوان (تهود تارٌخ فلسطٌن المدٌم) وبعد أن‬ ‫ٌستعرض األخطاء الفادحة حول تارٌخ فلسطٌن والمدس للكاتب د‪.‬طارق السوٌدان وأٌضا ما‬ ‫ورد فٌما ٌسمى أطلس التارٌخ العربً االسبلمً وأطلس المرآن للكاتب شولً أبوخلٌل‪ٌ ،‬مول‪:‬‬ ‫‪((-1‬كثرة الكتب عن المدس وعروبتها ومكانتها لدٌما ا وحدٌثا ا تعبر عن إٌمان المإلفٌن بعروبة‬ ‫المدس ومكانتها ولكنهم ٌشوهون تارٌخها المدٌم ‪ ، 62‬فكتبهم نسخ كربونٌة عندما تتحدث عن‬

‫نشوء المدس وتارٌخها المدٌم؛ ألنها تكرر الرواٌة التوراتٌة وال سٌما فً عهد داود‬ ‫وسلٌمان! كما أن البعض ادعى أن المدس هً محور الصراع العربً الصهٌونً‪ ،‬وهذا‬ ‫ؼباء وتزٌ​ٌؾ للحمابك ألن جوهر الصراع العربً الصهٌونً هو استعمار فلسطٌن منذ عام‬ ‫‪ ،48‬وأٌة مدٌنة فلسطٌنٌة أو لرٌة ال تمل أهمٌة عن المدس المستعمرة! نعم عندما ننظر إلى‬ ‫المدس من الجانب الدٌنً فمط نجد أنها تتمٌز عن ؼٌرها من المدن والمرى الفلسطٌنٌة بتلن‬ ‫المكانة الدٌنٌة اإلسبلمٌة المسٌحٌة‪ ،‬إضافة إلى مدن أخرى لها أهمٌتها الدٌنٌة كبٌت لحم‪ ..‬أما‬ ‫إذا نظرنا من الجانب الوطنً فهً مساوٌة ألٌة مدٌنة أو لرٌة أو ذرة رمل فً فلسطٌن كلها‬ ‫من النهر إلى البحر‪.‬‬ ‫‪ -2‬هنان من ٌنظر إلى موضوع الصراع العربً الصهٌونً من جانب دٌنً‪ /‬إسبلمً فمط‪،‬‬ ‫وهو ما ولع فٌه بعض الباحثٌن اإلسبلمٌ​ٌن‪ ،‬فصراعنا وطنً لومً وإنسانً ولٌس دٌنٌاا‪،‬‬

‫ونسؤل‪ :‬هل إذا أسلم الٌهود الصهاٌنة ٌصبح لهم الحك فً البماء فً المدس‬ ‫وفلسطٌن؟! إنهم مستعمرون ٌجب طردهم وإن أسلموا وإن صلوا وإن صاموا‪ ،‬فالجانب‬ ‫‪٠.62‬ؼوٗ اٌقو‪ٛ‬ج‪ ً١‬اٌّواعغ اٌزبٌ‪١‬خ ف‪٘ ٟ‬بِْٗ‪ :‬من هذه الكتب الحديثة‪" :‬القدس بين رؤيتين‪ ،‬هل تحسم‬

‫النبهءات الصراع" للد‪ .‬حسن مصطفى الباش الذي ظهر عام ‪ .7991‬وكتاب "القدس‪ ..‬صراع وتاريخ" لطارق‬

‫عزب الذي ظهر عام ‪ ..1007‬وكتاب "القدس أوالً" لعبد الحكيم مشهح السلهم الذي ظهر عام ‪. 1001‬‬

‫‪51‬‬


‫الوطنً والمومً هو األصل‪ ،‬ولن ٌنفع الٌهود إسبلمهم فً شًء‪ ،‬فهم ؼرباء من جنسٌات‬ ‫متنوعة ال تمت بؤٌة صلة إلى فلسطٌن!))‬

‫‪( -3‬لم تكن فلسطٌن أرض األنبٌاء وهذه حمٌمة تارٌخٌة) كما ٌمول‬ ‫الخرطبٌل ونمول نحن بالنسبة لنا كمسلمٌن (وكمسٌحٌ​ٌن) فوجود االنبٌاء لطعا حمٌمً‪،‬‬ ‫فالمرآن الكرٌم‪ ،‬ومنهم األنبٌاء المسلمٌن داوود وسلٌمان علٌهما السبلم‪ ،‬وكل حوادث المرآن‬ ‫الكرٌم نإمن بها وال تتعارض مع العلم مطلما‪ ،‬ولكن محرفو التوراة كذبوا بالولابع وحرفوها‬ ‫كما ٌذكر المرآن الكرٌم‪ ،‬ما أصبح الرواٌة المتداولة وٌحاولون أن ٌسمطوها على فلسطٌن‪،‬‬ ‫بٌنما هذه األحداث‪-‬بعد تجرٌدها من االكاذٌب والمبالؽات واألحبلم واآلمال‪ -‬حسب علم اآلثار‬ ‫والعلم الحدٌث لم تمع فً فلسطٌن وإنما ولعت فً مسرح جؽرافً مختلؾ أي فً الٌمن المدٌم‬ ‫أو الجزٌرة العربٌة‪ ،‬ما ال ٌتنالض مطلما مع تفاسٌر المرآن الكرٌم الخالٌة من االسرابٌلٌات‪.‬‬ ‫ٌضٌؾ الخرطبٌل ((إال أن بعض الباحثٌن اإلسبلمٌ​ٌن ٌهاجمون الذٌن ٌنكرون وجود األنبٌاء‬ ‫على أرض فلسطٌن وٌمولون إن هدفهم التشكٌن باألدٌان والكفر‪ ،‬ففلسطٌن أرض األنبٌاء!‬ ‫فتزوٌر حمٌمة التارٌخ المدٌم للمدس وفلسطٌن ال تؤتٌنا من الؽرب والصهاٌنة فحسب‪ ،‬بل وأٌضا ا‬ ‫من الكتبة العرب الذٌن لم ٌتؽٌر خطابهم بعد‪ ،‬وما زال ٌدور فً طاحونة أولبن االستعمارٌ​ٌن!‬ ‫لمد لعبت الصهٌونٌة على وتر الدٌن لتبرر اؼتصابها لفلسطٌن وال سٌما المدس التً تجعلها‬ ‫الحلمة المركزٌة الجامعة للٌهود‪ ،‬وهذا اللعب البراؼماتً االستعماري ال ٌستند إلى أٌة حمٌمة‬ ‫علمٌة‪ ،‬ولٌس سوى تلفٌمات لتارٌخ دٌنً مزٌؾ‪ ،‬وؼشاء لحجب حمٌمة الماعدة االستعمارٌة التً‬ ‫تخدم أهداؾ اإلمبرٌالٌات الؽربٌة وعلى رأسها أمرٌكا‪ .‬ولد ذكرت فً مماالت عدٌدة بؤن‬ ‫الباحث لٌست مهمته فمط أن ٌفضح اإلمبرٌالٌة والصهاٌنة فً تزٌ​ٌؾ التارٌخ الفلسطٌنً المدٌم‪،‬‬ ‫وإلناع الشارع الؽربً بذلن‪ ،‬بل أٌضا ا علٌه أن ٌمنع الكثٌر من المتدٌنٌن العرب المسلمٌن‬ ‫‪63‬‬ ‫والمسٌحٌ​ٌن‪ ،‬بخرافة تارٌخٌة التوراة على أرض فلسطٌن!))‬

‫‪٠63‬واعغ اٌجؾش ٌٍىبرت عّ‪ ً١‬فو‪ٛ‬ج‪ ً١‬ػٍ‪ِٛ ٝ‬لغ ِإٍَخ اٌملً ٌٍضمبفخ ‪ٚ‬اٌزواس‬ ‫‪ٚ http://alqudslana.com/index.php?action=article&id=2575‬اٌىبرت ٌٗ ِٓ اٌىزت اٌ‪ٙ‬بِخ‬ ‫(فلسطين والمؤرخهن العرب القدماء)‬ ‫‪52‬‬


‫انرىصـعح واإلعًـار انرارَخٍ نهًذَُح‪:‬‬ ‫‪-1‬من ببلد كنعان فً المناطك المتاخمة لصنعاء‪-‬لبل المٌبلد والبعثة النبوٌة‪-‬انتملت العشابر‬ ‫الكنعانٌة على طول الشواطا وصوالا الى فلســـطٌن‪-‬فلسطٌننا الٌوم‪ ،‬حٌـــث تركت أسماءها‬ ‫اٌضاا‪ ،‬ولهذا السبب "نجد اســـماء المدن والعشابر الٌمنٌة وبطونها مترددة فً فلسطٌن وببلد‬ ‫الشام والمحٌط العربً" كما ٌذكر المإرخ والباحث د‪.‬فرج هللا صالح دٌب‪.‬‬ ‫‪-2‬كانت فلسطٌن لبل الفتح العربً ممرا ا للموافل العربٌة تؤتً من أنحاء شبه الجزٌرة العربٌة‪.‬‬ ‫وكان المسافرون ٌمٌمون فٌها بعضاا من الولت وتكون لهم تجارة ومصاهرة مع سكانها‪ .‬وٌمول‬ ‫اإلصطخري إن هاشم بن عبد مناؾ والد جد الرسول دفن فً ؼزة‪ .‬وأن أبا سفٌان والد معاوٌة‬ ‫اشترى ضٌعة فً البلماء ٌمال لها بمنس‪ ،‬كما أنشؤ عمرو بن العاص لصرا فً ببر السبع أسماه‬ ‫«عجبلن»‪.‬‬ ‫‪-3‬مع اإلسبلم أصبح للمدس منزلة خاصة عند المسلمٌن بعد أن نزلت آٌة اإلسراء الكرٌمة‬ ‫وأصبح بٌت الممدس لبلة للمصلٌن حتى ‪ 15‬رجب ‪2‬هـ ـ ‪ 12‬كانون الثانً‪ٌ/‬ناٌر ‪623‬م‪ .‬إذ‬ ‫تحولت المبلة إلى البٌت الحرام حٌث الكعبة المشرفة‪.‬‬ ‫واستمر فٌها عدد كبٌر من كبار الصحابة من أمثال أبً عبٌدة بن الجراح وشرحبٌل بن حسنة‬ ‫وأبً الدرداء ومعاذ ابن جبل وؼٌرهم‪ .‬ولام بعض هإالء بنشر المعرفة وتؤسٌس دور العلم‬ ‫واللؽة وألٌمت المساجد فً جمٌع المدن‪ .‬وٌذكر ابن عساكر طرٌمة التدرٌس فً ذلن العصر‬ ‫‪64‬‬ ‫كما ٌذكر أسماء المدرسٌن وأخبارهم وطبلبهم‪.‬‬ ‫‪-4‬لام الخلٌفة الثانً عمر بن الخطاب رضً هللا عنه بعدة إصبلحات فٌها‪.‬‬ ‫بعد أن فتح أبو عبٌدة عامر بن الجراح الشام عاد من لَّنسرٌن إلى بٌت الممدس لٌساعد عمرو‬ ‫بن العاص فً فتحها‪.‬‬ ‫ولما اشتد على أهلها الحصار استسلموا وطلبوا الصلح على مثل ما صالح علٌه أهل الشام‪،‬‬ ‫وطلبوا فً ذلن عهدا ا على أن ٌولِّعه أمٌر المإمنٌن عمر بن الخطاب‪ .‬فجاء عمر بنفسه لزٌارة‬ ‫بٌت الممدس‪ ،‬ونزل الجابٌة لرب دمشق ثم سار إلى بٌت الممدس فؤصلح أهلها وكتب لهم‬ ‫العهدة العمرٌة المعروفة فً عام ‪16‬هـ‪637/‬م‪ ،‬وأعطاهم األمان على دمابهم وأموالهم‬

‫‪ِ 64‬إٍَخ اٌملً ٌٍضمبفخ ‪ٚ‬اٌزواس ‪http://alqudslana.com/print.php?id=337‬‬ ‫‪53‬‬


‫وكنابسهم‪ .‬وكانت كنٌسة المٌامة محجاا للمسٌحٌ​ٌن‪ .‬وفً كنٌسة لسطنطٌن صلى عمر بن‬ ‫‪65‬‬ ‫الخطاب عند لمة الدرج المإدي إلى المدخل‪.‬‬ ‫أمر عمر رضً هللا عنه أن ٌنشؤ على لمة ما ٌسمٌه البعض "جبل مورٌا" مسجدا ا للمسلمٌن‬ ‫على شكل مظلة فوق الصخرة الممدسة‪ ،‬وبمٌت هذه المظلة حتى استبدل بها عبد الملن بناء‬ ‫‪66‬‬ ‫رابعا ٌتناسب مع ما لهذه الصخرة من مكانة فً للب المسلمٌن‪.‬‬ ‫‪-5‬سنة ‪ 72‬هـ بنى الخلٌفة عبد الملن بن مروان لبة الصخرة والمسجد (المبلً=األلصى‬ ‫المؽطى)‪ 67.‬فً الفترة ‪682 - 691‬م ‪ ،‬وأعٌد بناء المسجد المبلً من لبل الخلٌفة الولٌد بن‬ ‫عبد الملن عام ‪709‬م‪ 68.‬ولمد أنفك عبد الملن ماالا وفٌرا ا فً المدس إلنشاء هذٌن الصرحٌن‬ ‫للداللة على لوة اإلسبلم وانتصاره‪ ،‬وأمر بتعبٌد الطرق بٌن الشام والمدس‪ ،‬لتسهٌل سبل‬ ‫الزٌارة للمدٌنة الممدسة‪ ،‬و للمسجد األلصى الذي ٌضم كل المساجد والمبانً المؽطاة أي المبلً‬ ‫والصخرة والساحات واألسوار بمساحة ‪ 322‬ألؾ متر (ٌطلك علٌه البعض اسم الحرم‬ ‫‪69‬‬ ‫المدسً)‪.‬‬ ‫‪-4‬ورؼم إهمال العباسٌ​ٌن لببلد الشام (ومنها المدس) كما ٌذكر د‪.‬عفٌؾ بهنسً‪ ،‬فلمد زار‬ ‫المدس عدد من الخلفاء مثل المنصور والمهدي والمؤمون‪ ،‬وترن كل منهم أثره فً إجراء‬ ‫إصبلحات هامة فً المسجد األلصى وفً لبة الصخرة‪ ،‬وٌعود إلى الخلٌفة المهدي إعادة بناء‬ ‫المسجد األلصى سنة ‪336‬هـ ‪522‬م‪ .‬بعد زلزال أتى علٌه‪.‬‬ ‫‪ِ65‬إٍَخ اٌملً ٌٍضمبفخ ‪ٚ‬اٌزواس ‪http://alqudslana.com/print.php?id=337‬‬ ‫‪66‬أْ اٌٍِعك األلٕ‪ ٝ‬اٌِمو‪ٚ‬ه ف‪ ٟ‬ا‪٠٢‬خ اٌوه‪ِ٠‬خ ٍ ْج َؾبَْ اٌَّنِ‪ ٞ‬أٍَ َْو ٰ‪ ٜ‬ثِؼَ ْج ِل ِٖ ٌَ‪ًْ ١‬ال ِ​َِٓ ْاٌ ََّ ِْغ ِل ْاٌ َؾ َو ِاَ ئٌَِ‪ٝ‬‬ ‫ٖ‪١‬و‪-‬االٍواء‪ ، 1‬ال ‪٠‬ؼٔ‪ ٟ‬اٌٍِعك اٌم‪ٞ‬‬ ‫به ْوَٕب َؽ ْ‪ِ ٌِٕ ٌَٗٛ‬و‪ ْٓ ِ​ِ َٗ٠‬آ‪َ٠‬برَِٕب ۚ ئَِّٔٗ ٘ َ‪ ٛ‬اٌ َّ‬ ‫َ ِّ‪١‬غ ْاٌجَ ِ‬ ‫ْاٌ ََّ ِْغ ِل ْاأل َ ْل َ‬ ‫ٖ‪ ٝ‬اٌَّنِ‪ ٞ‬ثَ َ‬ ‫أّٔأٖ ػثك اٌٍِن ثْ ِه‪ٚ‬اْ الؽمبً‪ٕٚ ،‬أِب ٍُعك ف‪ ٗ٠‬هللا رؼبٌ‪ ٝ‬ف‪ِ ٟ‬وبْ لٕ‪٠ ٟ‬ثؼك ػْ اٌٍِعك اٌؾواَ ف‪ِ ٟ‬وخ‬ ‫اٌِوهِخ‪ ،‬اٌِوبْ اٌم‪٠ ٞ‬ؼٔ‪ ٟ‬اٌِوبْ اٌِمكً اٌم‪ ٍِٝ ٞ‬اٌؽهَ اٌّه‪٠‬ف‪(.‬ك‪.‬ػف‪١‬ف ث‪ِ-َٟٕٙ‬غٍخ اٌّؼوفخ اٌؼلك‬ ‫‪ِٛٚ )44‬لغ ‪http://alqudslana.com/print.php?id=337‬‬ ‫‪67‬رْ‪١‬و ػلك ِٓ اٌو‪ٚ‬ا‪٠‬بد أْ غو‪ ٗٙ‬وبْ أْ ‪٠‬ؾ‪ٛ‬ي ئٌ‪ٙ١‬ب أف‪ٛ‬اط اٌؾغبط ِٓ ِىخ اٌز‪ ٟ‬اٍزمو ف‪ٙ١‬ب ِٕبفَٗ ػجل‬ ‫هللا ثٓ اٌيث‪١‬و ئٌ‪ ٝ‬اٌملً‪.‬‬ ‫‪٠ 68‬م‪ٛ‬ي اٌّإهؿ ِٓ اٌموْ اٌؼبّو‪ ،‬دمحم ثٓ أؽّل ّ​ٌّ اٌل‪ ٓ٠‬اٌّملٍ‪ ،ٟ‬أْ ػجل اٌٍّه ثٓ ِو‪ٚ‬اْ ثٕ‪ ٝ‬لجخ‬ ‫ً‬ ‫ثبهىا ‪ٍ٠‬فذ ٔظو‬ ‫اٌٖقوح ‪ٚ‬عؼً ِٕ‪ٙ‬ب م٘ج‪١‬خ و‪ ٟ‬رطغ‪ ٝ‬ػٍ‪ ٝ‬لجت اٌىٕبئٌ إٌّزْوح ف‪ ٟ‬اٌملً‪ٌٚ ،‬زٖجؼ ِؼٍ ًّب‬ ‫اٌيائو ّأ‪ٚ‬ي ِب ‪٠‬وا٘ب‪.‬‬ ‫‪http://islamicarchaeology.blogspot.com/2012/06/blog‬‬‫بهنسً‬ ‫‪69‬د‪.‬عفٌؾ‬ ‫‪post_23.html‬‬

‫‪54‬‬


‫‪-7‬سنة ‪ 425‬هـ لام الحاكم الفاطمً المثٌر للجدل الحاكم بؤمر هللا فً بناء سور لمدٌنة المدس‬ ‫بعد بناء سور الرملة‪ ،‬وفً العصر الفاطمً بنً أول مستشفى كبٌر فً المدس‪ .‬وفً‬ ‫‪70‬‬ ‫وتعرضت حٌاة الحجاج األوروبٌ​ٌن للخطر‪.‬‬ ‫عهده ُهدمت كنٌسة المٌامة‬ ‫ّ‬ ‫‪ٌ-6‬عود الفضل العظٌم للبطل صبلح الدٌن األٌوبً الذي حرر المدس سنة ‪361‬هـ‪3365 /‬م‬ ‫وسجل هذا التارٌخ على محراب المسجد األلصى الذي لام بتجدٌده‪ ،‬وما زالت الكتابة لابمة‬ ‫حتى الٌوم فً المسجد بعد تحرٌره‪ .‬ثم لام بإعادة ترمٌم مسجد لبة الصخرة‪ ،‬وسجل ذلن فً‬ ‫محٌط المبة من الداخل ‪.‬‬ ‫‪-7‬فً مدٌنة المدس وحدها لام صبلح الدٌن بإعادة بناء سور المدس سنة ‪365‬هـ‪3373 /‬م‪ ،‬وفً‬ ‫رواٌة أخرى توردها األستاذة سلوى هدٌب (صبلح الدٌن رمم الملعه والخندق حول المدس‬ ‫وأمر بهدم أ سوار المدس لمنع تحصن الصلٌبٌن داخلها وبمٌت المدس دون أسوار خبلل الفترة‬ ‫االٌوبٌة والمملوكٌة )‪ ،‬وتابع أوالده ذلن‪ ،‬كما لام بحفر الخندق حول األسوار‪ ،‬وأنشؤ الملن‬ ‫العادل أخ صبلح الدٌن الجامع العمري سنة ‪367‬هـ‪3371 /‬م وبنى سماٌة لحفظ الماء وتموٌن‬ ‫المدس‪ .‬وأنشؤ ابنه األفضل المدرسة األفضلٌة‪ ،‬والمسجد وأنشؤ لبة المعراج سنة ‪376‬هـ‪/‬‬ ‫‪3063‬م‪ ،‬ولبة سلٌمان والزاوٌة الجراحٌة والمدرسة الناصرٌة وزاوٌة الدركاه وزاوٌة الهنود ‪.‬‬ ‫‪-10‬سنة ‪ 651‬هـ ‪ 1253 /‬م وفً زمن الممالٌن ؼدت المدس مركزا من أهم المراكز العلمٌة‬ ‫فً العالم اإلسبلمً‪ .‬وكمثال فإنه خبلل حكم الملن الناصر دمحم بن لبلوون المملوكً‪ ،‬الذي امتد‬ ‫ثبلثة وأربعٌن عاماا‪ ،‬حفلت المدس بالعمابر المملوكٌة التً كانت نموذجا ا رابعا ا لتطور العمارة‬ ‫اإلسبلمٌة (د‪.‬عفٌؾ بهنسً)‪.‬‬ ‫‪ -11‬فً الفترة المملوكٌة لم ٌنس سبلطٌن الممالٌن متابعة االهتمام بمبة الصخرة والحفاظ‬ ‫علٌها‪ .‬فمد لام السلطان الملن الظاهر بٌبرس (‪676 – 658‬هجرٌة‪– 1260 /‬‬ ‫‪1277‬مٌبلدٌة) بتجدٌد الزخارؾ الفسٌفسابٌة التً تكسو األلسام العلوٌة الوالعة فً واجهات‬ ‫‪71‬‬ ‫التثمٌنة الخارجٌة وذلن سنة ‪ 699‬هجرٌة‪ 1270 /‬مٌبلدٌة‪.‬‬

‫‪ 70‬اٌّٖ‪ٛ‬ه ف‪ ٟ‬اٌزبه‪٠‬ـ‪ ،‬اٌغيء اٌَبكً‪ ،‬رأٌ‪١‬ف‪ّ :‬ف‪١‬ك عؾب‪ ،‬ث‪١ٙ‬ظ ػضّبْ‪١ِٕ ،‬و اٌجؼٍجى‪ .ٟ‬كاه‬ ‫اٌؼٍُ ٌٍّال‪ٕ .ٓ١٠‬فؾخ ‪69‬‬ ‫‪71‬اٌوع‪ٛ‬ع ٌٍّووي اٌفٍَط‪ٌ ٟٕ١‬الػالَ ف‪ِ ٟ‬مبي كٌ‪ ً١‬اٌَّغل األلٖ‪ ٝ‬اٌّجبهن‪ :‬لجخ اٌٖقوح اٌّْوفخ‬ ‫‪55‬‬


‫‪-30‬فً عهد السلطان األشرؾ لاٌتباي تم إنشاء األشرفٌة وسبٌل لاٌتباي فً الحرم الشرٌؾ‪،‬‬ ‫والمدرسة المزهرٌة‪ ،‬وأنشؤ السلطان برلوق المدرسة الجهاركٌة ورمم بركة السلطان وخان‬ ‫السلطان ودار السبت‪.‬‬ ‫‪-31‬وتبل هذا العهد مباشرة العهد العثمانً منذ عام ‪701‬هـ‪3335 /‬م‪ ،‬الذي ابتدأ بؤعمال الترمٌم‬ ‫التً لام بها السلطان سلٌمان المانونً فً سور المدس وألام برج اللملك وبرج الكبرٌت‪،‬‬ ‫وأبراجا ا أخرى‪ ،‬كما جدد أبواب المدس‪ ،‬مثل باب العامود (هو ذاته باب دمشك) وباب الساهرة‬ ‫‪724‬هـ‪ ،3315 /‬وباب األسباط (هو نفسه باب ستنا مرٌم) وباب الخلٌل ‪725‬هـ‪3316 /‬م‪.‬‬ ‫وباب النبً داود ‪726‬هـ‪3326 /‬م‪ ،‬وباب المؽاربة ‪.‬‬ ‫وأنشؤ عددا ا من السببلن (أو أسبلة وهً جمع سبٌل ماء) فً الطرق المإدٌة للحرم المدسً منها‬ ‫على سبٌل الذكر ‪( :‬سبٌل السلطان وسبٌل ستنا مرٌم وسبٌل سلٌمان وسبٌل باب السلسلة وسبٌل‬ ‫الواد وسبٌل باب الناظر‪.‬‬ ‫ورمم عدة برن مثل‪ :‬بركة جورة العناب (بركة السلطان) وبركة مؤمن هللا وبركة االجراس‬ ‫(األ لباط ) وبركة السنونو وبركة حسدا ورمم لنوات المٌاة المادمة من الخضر المناة العلٌا‬ ‫‪72‬‬ ‫والسفلى)‬ ‫وكان السلطان العثمانً سلٌمان المانونً لد اهتم بتوسعة هامة فً الحرم المكً فً مكة‬ ‫المكرمة‪ ،‬كذلن لام فً المدس باستبدال الزخارؾ الفسٌفسابٌة التالفة فً واجهة لبة الصخرة‬ ‫وأمر بتؽطٌتها بؤلواح المٌشانً (تم تؽٌر المٌشانً بزمن السلطان محمود خان) التً ما زالت‬ ‫لابمة تحمل اسمه وتارٌخ الترمٌم‪.‬‬ ‫واستمرت الترمٌمات للمسجد األلصى المبارن طوال العهد العثمانً وفً العهد األردنً أٌضا‪.‬‬

‫انقذس إتاٌ انحًالخ "انصهُثُح"‬ ‫سمطت المدس فً أٌدي الصلٌبٌ​ٌن (هم من أسموا أنفسهم الصلٌبٌ​ٌن بٌنما العرب أسموهم‬ ‫الفرنجة نسبة للؽة التً كان ٌتحدثها أؼلب الواصلٌن من أوروبا وهً اللؽة الفرنسٌة) عام‬ ‫‪1099‬م بعد خمسة لرون من الحكم اإلسبلمً نتٌجة صراعات على السلطة بٌن السبلجمة‬ ‫والفاطمٌ​ٌن وبٌن السبلجمة أنفسهم ‪ ،‬ولتل الصلٌبٌ​ٌون فور دخلوهم المدس لرابة ‪ 70‬ألفا من‬ ‫‪72‬ا‪ٙ‬بفبد ‪ٚ‬رؼل‪٠‬الد األٍزبمح ٍ​ٍ‪٘ ٜٛ‬ل‪٠‬ت ‪ٚ‬و‪ٚ ً١‬ىاهح ّإ‪ ْٚ‬اٌملً‪.‬‬ ‫‪56‬‬


‫المسلمٌن وانتهكوا الممدسات اإلسبلمٌة‪ 73،‬ولامت فً المدس منذ ذلن التارٌخ مملكة التٌنٌة‬ ‫تحكم من لبل ملن كاثولٌكً فرض الشعابر الكاثولٌكٌة على المسٌحٌ​ٌن األرثوذكس مما أثار‬ ‫ؼضبهم‪.‬‬

‫انعصر اإلصاليٍ انثاٍَ‬ ‫استطاع صبلح الدٌن األٌوبً استرداد المدس من الفرنجة (الؽزاة هم من أسموا أنفسهم‬ ‫الصلٌبٌ​ٌن ولٌس العرب) عام ‪1187‬م بعد معركة حطٌن ‪ ،‬وعامل أهلها معاملة طٌبه ‪ ،‬وأزال‬ ‫الصلٌب عن لبة الصخرة ‪ ،‬واهتم بعمارة المدٌنة وتحصٌنها‪.‬‬

‫انفرَجح‪( 74‬انصهُثُىٌ) يرج أخري‬ ‫ولكن الفرنجة نجحوا فً السٌطرة على المدٌنة بعد وفاة صبلح الدٌن فً عهد الملن فرٌدرٌن‬ ‫ملن صملٌة ‪ ،‬وظلت بؤٌدي الصلٌبٌ​ٌن ‪ 11‬عاما ا إلى أن استردها نهابٌا الملن الصالح نجم الدٌن‬ ‫أٌوب وبمٌادة بٌبرس البندلداري والخوارزمٌ​ٌن عام ‪1244‬م ‪ ،‬بعد أن فرط فٌها خلفاء صبلح‬ ‫الدٌن االٌوبً من عابلته نتٌجة نزاعاتهم الداخلٌة‪.‬‬

‫انً​ًانُك‬ ‫وتعرضت المدٌنة للؽزو المؽولً عام ‪ 1243 / 1244‬م ‪ ،‬لكن الممالٌن هزموهم بمٌادة سٌؾ‬ ‫الدٌن لطز والظاهر بٌبرس فً معركة عٌن جالوت عام ‪1259‬م ‪ ،‬وضمت فلسطٌن بما فٌها‬ ‫المدس إلى الممالٌن الذي حكموا مصر والشام بعد الدولة األٌوبٌة حتى عام ‪1517‬م‪.‬‬

‫انعثًاَُىٌ‬ ‫دخلت جٌوش العثمانٌ​ٌن فلسطٌن بمٌادة السلطان سلٌم األول بعد معركة مرج دابك (‪– 1615‬‬ ‫‪1616‬م )‪ ،‬وأصبحت المدس مدٌنة تابعة لئلمبراطورٌة العثمانٌة ‪ ،‬ولد أعاد السلطان سلٌمان‬ ‫المانونً بناء أسوار المدٌنة ولبة الصخرة ‪ ،‬وفً الفترة من عام ‪1840 - 1831‬م أصبحت‬ ‫فلسطٌن جزءا ا من الدولة المصرٌة التً ألامها دمحم علً (باشا) ثم عادت إلى الحكم العثمانً‬ ‫مرة أخرى ‪ ،‬وأنشؤت الدولة العثمانٌة عام ‪ 1880‬متصرفٌة المدس ‪ ،‬وأزٌل الحابط المدٌم‬ ‫للمدٌنة عام ‪ 1898‬لتسهٌل دخول المٌصر األلمانً ولٌام الثانً وحاشٌته أثناء زٌارته للمدس‪،‬‬ ‫‪ 73‬اٌمزً ّ​ًّ عّ‪١‬غ ٍىبْ اٌّل‪ٕ٠‬خ ِٓ ٍَِّ‪١َِٚ ٓ١‬ؾ‪ٚ ٓ١‬رُ ‪ٛ‬وك ثبل‪ ٟ‬اٌَىبْ‪ٚ ،‬االهص‪ٛ‬موٌ اٌن‪ٍ ٓ٠‬ىٕ‪ٛ‬ا‬ ‫اٌملً ف‪ ٟ‬اٌؼ‪ٙ‬ل اٌٍٖ‪١‬ج‪٠ ٌُ ٟ‬ى‪ٛٔٛ‬ا ِملٍ‪ ٓ١١‬ثً رُ اٍزملاِ‪ّ ِٓ ُٙ‬وق االهكْ ٌنا ٍّ‪ٛ‬ا ثبٌّْبهلخ ‪ٍٚ‬ىٕ‪ٛ‬ا‬ ‫ؽبهح اٌَؼل‪٠‬خ اٌز‪ ٟ‬ػوفذ ثبٍّ‪ ُٙ‬ؽبهح اٌّْبهلخ‪٘ ٍٜٛ​ٍ-‬ل‪٠‬ت‬ ‫‪ ِٓ ُ٘ 74‬أ‪ٍٛ‬م‪ٛ‬ا ػٍ‪ ٝ‬أٔفَ‪ ُٙ‬اٌٍٖ‪١‬ج‪ ٓ١١‬أِب اٌؼوة فوك‪ ُ٘ٚ‬ألٍٕ‪ ُٙ‬اٌم‪ ِٟٛ‬أ‪ ٞ‬اٌفؤغخ‪.‬‬ ‫‪57‬‬


‫وظلت المدٌنة تحت الحكم العثمانً حتى الحرب العالمٌة األولى التً هزم فٌها األتران‬ ‫"العثمانٌون" وأخرجوا من فلسطٌن‪.‬‬

‫انضهطاٌ ظاهر انعًر وأول دونح فهضطُ​ُ​ُح وانقذس‬

‫‪75‬‬

‫ألام السلطان ظاهر العمر الزٌدانً ( ‪(1106 - 1196‬هـ ‪ 1775 - 1695 /‬م) (بدأ بالعهد‬ ‫العثمانً فً استٌبلبه على طبرٌا متجها الى صفد و الناصرة‪ ،‬فعكا فحٌفا وٌافا وؼزة ونابلس‬ ‫والمدس‪....‬فً انشاء دولته‪ ،‬وخاصة فً الجلٌل وشمال فلسطٌن للفترة االطول حتى سمً ملن‬ ‫تحررٌا عربٌّا‪.‬‬ ‫الجلٌل كما فً رواٌة ابراهٌم نصر هللا‪ ،‬واستمرت ‪ 60‬عاما) مشروعا ّ‬ ‫مشروع حاول االستمبلل مدافعاا عن سٌادة رلعة أرض تس ّمى فلسطٌن أو لسم كبٌر من فلسطٌن‬ ‫الٌوم‪ .‬حٌث شكل مشروعه حٌنها شهادة ُملكٌّة لعروبة هذه األرض ّ‬ ‫وإن على هذه األرض‪ ،‬كان‬ ‫هنان عرب فلسطٌنٌّون ٌعملون وٌناضلون‪.‬‬ ‫عمران‪ ،‬حٌاة‬ ‫حٌث كانت هنان مإ ّ‬ ‫سسة تحكم هذه النّاس‪ ،‬كان هنان جٌش‪ ،‬كان هنان حالة ُ‬ ‫ي كان هنان دولة‬ ‫التصادٌّة‪ ،‬كان هنان زراعة‪ ،‬حٌاة مدنٌّة آمنة موفّرة من الدّولة والمانون‪ .‬أ ّ‬ ‫سسات ولو ّ‬ ‫سسات كانت “مزاجٌّة” جدًّا‪ ،‬لكنّها كانت موجودة وفعّالة‪.‬‬ ‫أن هذه المإ ّ‬ ‫مإ ّ‬ ‫الحدٌث عن مشروع ظاهر لنمول للعالم ّ‬ ‫أن على هذه األرض كانت إمارة‪-‬دولة‪ ،‬كانت هنان‬ ‫صهاٌنة عن فراغ هذه األرض‪.‬‬ ‫أرض ٌسكنها ناس وتدٌرها مإ ّ‬ ‫سسات‪ ،‬مكذبٌّن خرافات ال ّ‬ ‫(مشروع كان ٌحتوي على أركان الدولة كما فً الفمه الدستوري هً األرض والشعب والسلطة‬ ‫أو السٌادة‪).‬‬ ‫نتحدّث عن هذا المشروع لنتعلّم منه أنّنا نستطٌع داب اما أن نبنً شٌبا جمٌبل ‪ ...‬ونظام‬ ‫سسات تسعى لتحمٌك فكرة بصدق وعمل‪.‬‬ ‫ومإ ّ‬

‫‪75‬‬ ‫ً فً‬ ‫ً الفرنس ّ‬ ‫محاضرة لدّمها د‪ .‬أنور أبو بندورة من لرٌة اكسال فً فلسطٌن‪ ،‬جرت فً المركز الثّماف ّ‬ ‫النّاصرة‪ ،‬بتارٌخ ‪ .2006/6/24‬المحاضرة حملت عنوان “العبللات الفرنكو‪-‬فلسطٌنٌّة فً المرن الثّامن‬ ‫عشر فً عهد ظاهر العمر‪http://www.mona.ws/c/content/view/157/34/ .‬‬

‫‪58‬‬


‫االحرالل انثرَطاٍَ ‪ 0948 - 0907‬و‪ ،‬وانرذوَم‬ ‫سمطت المدس بٌد الجٌش البرٌطانً فً ‪ 1917/12/9‬بعد البٌان الذي أذاعه الجنرال‬ ‫البرٌطانً اللنبً ‪ ،‬وأعطت عصبة األمم (المإسسة الدولٌة ما لبل األمم المتحدة الٌوم) برٌطانٌا‬ ‫حك االنتداب على فلسطٌن‪ ،‬وأصبحت المدس عاصمة فلسطٌن تحت االحتبلل =االنتداب‬ ‫البرٌطانً (‪.)1948 - 1920‬‬ ‫ومنذ ذلن الحٌن دخلت المدٌنة فً عهد جدٌد كان من أبرز سماته زٌادة أعداد المهاجرٌن‬ ‫الٌهود إلٌها خاصة بعد وعد بلفور عام ‪1917‬والذي ضمن فً صن االنتداب على فلسطٌن‬ ‫عام ‪.1922‬‬

‫يشروع ذذوَم انقذس‬ ‫أحٌلت لضٌة المدس إلى األمم المتحدة بعد الحرب العالمٌة الثانٌة ‪ ،‬فؤصدرت الهٌبة الدولٌة‬ ‫لرارها فً ‪ 29‬نوفمبر ‪ /‬تشرٌن الثانً ‪ 1947‬بتدوٌل المدس ‪ ،‬وكما هو واضح فً لرار‬ ‫التمسٌم رلم ‪181‬الصادر عن الجمعٌة العامة التابعة لهٌبة األمم المتحدة لذي ٌمول بتمسٌم‬ ‫‪76‬‬ ‫فلسطٌن إلى ‪ 3‬كٌانات جدٌدة‪ ،‬كالتالً‪:‬‬ ‫‪ .1‬دولة عربٌة‪ :‬وتمع على الجلٌل الؽربً‪ ،‬ومدٌنة عكا‪ ،‬والضفة الؽربٌة‪ ،‬والساحل الجنوبً‬ ‫الممتد من شمال مدٌنة أسدود وجنوبا حتى رفح‪ ،‬مع جزء من الصحراء على طول الشرٌط‬ ‫الحدودي مع مصر‪.‬‬ ‫‪ .2‬دولة ٌهودٌة‪ :‬على السهل الساحلً من حٌفا وحتى جنوب تل أبٌب‪ ،‬والجلٌل الشرلً بما‬ ‫فً ذلن بحٌرة طبرٌا وإصبع الجلٌل‪ ،‬والنمب بما فً ذلن أم الرشراش أو ما ٌعرؾ بإٌبلت‬ ‫حالٌا‪.‬‬ ‫‪ .3‬المدس وبٌت لحم واالراضً المجاوالة‪ ،‬تحت وصاٌة دولٌة‪.‬‬

‫‪76‬أظو ٔ​ٔ لواه اٌزمَ‪181 ُ١‬‬ ‫‪http://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/2df9147e-222a-45a7-9383‬‬‫‪d035f7b1eb91‬‬ ‫‪59‬‬


‫إَهاء االَرذاب انثرَطاٍَ‬ ‫فً عام ‪ 1948‬أعلنت برٌطانٌا إنهاء االنتداب على فلسطٌن وسحب لواتها ‪ ،‬فاستؽلت‬ ‫العصابات الصهٌونٌة (أهمها الهاؼاناه وشتٌرن ولٌحً) حالة الفراغ السٌاسً والعسكري‬ ‫وبتسهٌل برٌطانً‪ ،‬وأعلنت لٌام الدولة اإلسرابٌلٌة ‪ ،‬وفً ‪ 3‬دٌسمبر‪ /‬كانون األول ‪1948‬‬ ‫أعلن "دٌفٌد بن ؼورٌون" ربٌس وزراء (اسرابٌل) أن المدس الؽربٌة عاصمة للدولة‬ ‫اإلسرابٌلٌة الولٌدة (ما سمى فلسطٌنٌا "النكبة" التً أنتجت التشرد والحرب والطرد واللجوء‬ ‫ألالؾ الفلسطٌنٌن الذٌن هم المبلٌ​ٌن الٌوم) فً حٌن خضعت المدس الشرلٌة للسٌادة األردنٌة‬ ‫حتى هزٌمة ٌونٌو ‪ /‬حزٌران ‪( 1967‬النكسة) التً أسفرت عن ضم المدس بؤكملها لسلطة‬ ‫االحتبلل اإلسرابٌلً‪.77‬‬

‫حرَق انًضجذ انقثهٍ فٍ انًضجذ األقصً‬ ‫بعد االحتالل الصهٌونً لفلسطٌن (الضفة الغربٌة) عام ‪ 1967‬بدأت المدس رحلة المعاناة‬ ‫المستمرة حٌث تُمٌّد باألغالل‪ ،‬والتهوٌد والطرد‪ ،‬وكانت البداٌة الصاخبة حٌن (أضرم‬ ‫االسرائٌلٌون حرٌما ً فً داخل المسجد المبلً من المسجد األلصى بتارٌخ ‪1969 / 8 / 21‬م‪،‬‬ ‫أتى على منبر المسجد‪ ،‬واشتعلت النار فً سطحه الجنوبً‪ ،‬وأتت على سمف ثالثة أرولة‬ ‫وجزء كبٌر من هذا المسم‪ ،‬بفعل أٌد مجرمة تعمدت الجرٌمة مع سبك اإلصرار‪ ،‬وادعت‬ ‫سلطات «إسرائٌل» أن مرتكب الجرٌمة معتوه‪ ،‬وما لبثت أن أطلمت سراحه‪.‬‬ ‫والوالع أن السلطات اإلسرائٌلٌة دبّرت الجرٌمة‪ ،‬إذ لطعت المٌاه عن منطمة الحرم فور‬

‫‪٠77‬ووي اٌم‪ ْٛ١ِٛ‬اإلٍوائ‪ ْٛ١ٍ١‬ػٍ‪ ٝ‬اٌؾمجخ اٌزبه‪٠‬ق‪١‬خ اٌز‪ ٟ‬اٍز‪ ٓٛ​ٛ‬ف‪ٙ١‬ب ثٕ‪ ٛ‬ئٍوائ‪-ً١‬اٌمج‪ٍ١‬خ‬ ‫اٌؼوث‪١‬خ اٌ‪١ّٕ١‬خ أهٗ فٍَط‪ِ( ٓ١‬ب صجذ اٌ‪ َٛ١‬ػلَ ٕؾزٗ ثبٌّطٍك وّب أ‪ٙٚ‬ؾٕب‪-‬‬ ‫اٌىبرت) ‪٠ٚ‬يػّ‪ ْٛ‬ثأْ عّ‪١‬غ ‪ٛٙ٠‬ك اٌؼبٌُ اٌ‪٠ َٛ١‬زؾله‪ ِٓ ْٚ‬أ‪ٌٚ‬ئه اٌم‪ َٛ‬ئٌ‪ ٝ‬عبٔت اٌّىبث‪،ٓ١١‬‬ ‫ِّب ‪٠‬لػُ ل‪١ٚ‬ز‪ ُٙ‬اٌ‪ٙ‬ب كفخ ئٌ‪ ٝ‬ر‪ٛٙ٠ ٓ١ٛ​ٛ‬ك اٌؼبٌُ ف‪ ٟ‬فٍَط‪٠ٚ ٓ١‬ؼيى ِٓ ِ‪ٛ‬لف‪ ُٙ‬أِبَ اٌْؼ‪ٛ‬ة‬ ‫اٌّقزٍفخ‪ ،‬ؽ‪١‬ش ‪٠‬ظ‪ٙ‬و‪ ْٚ‬أٔ‪ ُٙ‬اٌ‪ٛ‬هصخ اٌْوػ‪ٌٍّ ٓ١١‬ل‪ٕ٠‬خ ‪ٚ‬اٌجالك وىً‪-‬ػٓ ‪٠ٚ‬ى‪١‬ج‪١‬ل‪٠‬ب اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ‬ ‫اٌؾوح‪ٔٚ ،‬م‪ٛ‬ي ٔؾٓ أْ وً اٌؼٍ‪ َٛ‬رضجذ ػلَ ٕؾخ ٘نا االٔزَبة ٌمج‪ٍ١‬خ ثٕ‪ ٟ‬اٍوائ‪ ً١‬إٌّمو‪ٙ‬خ‪،‬‬ ‫ا‪ٙ‬بفخ اٌ‪ ٝ‬أْ اٌؼوة اٌ‪ٛٙ١‬ك لٍخ ِمبثً األوضو‪٠‬خ ف‪ ٟ‬اٍوائ‪ ً١‬اٌ‪ َٛ١‬اٌن‪ٛٙ٠ ُ٘ ٓ٠‬ك اٌقيه=اٌّ​ٍّىخ‬ ‫اٌز‪ْٔ ٟ‬أد ف‪ ٟ‬اٌموْ ‪ 8‬اٌّ‪١‬الك‪ِ ٞ‬ب ث‪ ٓ١‬ثؾو لي‪ٚ ٓ٠ٚ‬األٍ‪ٛ‬ك‪٠-‬واعغ ف‪ ٟ‬مٌه اٌّإٌف اٌ‪ٕٙ‬غبه‪ٞ‬‬ ‫اٌ‪ٛٙ١‬ك‪ ٞ‬أهصو و‪ٍٛ‬زٍو ف‪ِ ٟ‬إٌفٗ ٍِّىخ اٌقيه اٌمج‪ٍ١‬خ ‪ٚ ،13‬ونٌه ٍّ‪ ِٛٛ‬ىأل اٌ‪.َٛ١‬‬ ‫‪60‬‬


‫ظهور الحرٌك‪ ،‬وحاولت منع المواطنٌن العرب وسٌارات اإلطفاء التً هرعت من البلدٌات‬ ‫‪78‬‬ ‫العربٌة للمٌام بإطفائه‪ ،‬ولكنهم اندفعوا وأطفؤوا الحرٌك‪).‬‬ ‫وفضالً عن ذلن فإن أعمال الحفرٌات ‪ -‬بأمر من هذه السلطات ‪ -‬مستمرة مند عام ‪1967‬م‬ ‫حول المسجد المبلً وتحته‪ ،‬وتحت المسجد األلصى كله (الحرم الشرٌف) والمساجد‬ ‫والمدارس وبٌوت السكان العرب هنان‪ ،‬على رغم استنكار العالمٌن اإلسالمً والعربً‪،‬‬ ‫والمؤتمر العام للٌونسكو‪.‬‬ ‫ولد كانت جرٌمة إحراق المسجد األلصى من أبشع االعتداءات بحك المسجد األلصى‬ ‫(=الحرم المدسً الشرٌف)‪ ،‬كما كانت خطوة ٌهودٌة فعلٌة فً طرٌك بناء "الهٌكل"‬ ‫المزعوم مكان المسجد األلصى المبارن‪ ،‬وكانت الكارثة الحمٌمٌة والصدمة التً أعمبت هذا‬ ‫االعتداء اآلثم أن لامت محاكم الكٌان الصهٌونً بتبرئة ساحة المجرم االسترالى بحجة أنه‬ ‫«مجنون» !! ثم أطلمت سراحه دون أن ٌنال أي عموبة أو حتى إدانة!!‬ ‫(وصرح المجرم «دٌنٌس ماٌكل» لدى اعتماله أن ما لام به كان بموجب نبوءة فً سفر‬ ‫زكرٌا مؤكدا أن ما فعله هو واجب دٌنً كان ٌنبغً علٌه فعله‪ ،‬وأعلن أنه لد نفذ ما فعله‬ ‫كمبعوث من هللا!!‬ ‫وعلى الرغم من أن الدالئل وآثار الحرٌك كانت تشٌر إلى تورط مجموعة كاملة فً‬ ‫الجرٌمة وأن هنان شركاء آخرٌن مع الٌهودي المذكور إال أن لوات األمن الصهٌونٌة لم‬ ‫تجر تحمٌما فً الحادث ولم تحمل أحدا مسؤولٌة ما حدث وأغلمت ملف المضٌة بعد أن‬ ‫اكتفت باعتبار الفاعل مجنونا!!‬ ‫وٌمول الٌهود إن «تٌطس» لد دمر ما ٌسمونه كذبا "الهٌكل الثانً" ‪79‬الذي ٌزعمون أنه كان‬ ‫مماما مكان المسجد األلصى فً ‪70/8/21‬م‪ -‬بٌنما فً حمٌمة األمر وحسب األبحاث‬ ‫‪78‬ك‪.‬دمحم ػط‪ٛ‬اد ف‪ِ ٟ‬مبٌٗ ؽو‪٠‬ك اٌَّغل األلٖ‪http://www.palestine-ٝ‬‬ ‫‪info.com/arabic/palestoday/readers/recentarticles/aqsa1.htm‬‬ ‫‪79‬اٌمجبئً اٌ‪ٛٙ١‬ك‪٠‬خ اٌ‪١ّٕ١‬خ اٌؼبئلح ِٓ األٍو اٌجبثٍ‪ ٟ٘ ٟ‬اٌز‪ ٟ‬أػبكد ثٕبء اٌ‪١ٙ‬ىً ف‪ ٟ‬عجبي اٌَواح اٌ‪١ّٕ١‬خ ‪ٌ١ٌٚ‬‬ ‫ف‪ ٟ‬فٍَط‪٘ .ٓ١‬نا ِب ر‪ ًٕٛ‬ئٌ‪ ٗ١‬اٌىبرت ‪ٚ‬اٌجبؽش ‪ٚ‬اٌّفىو اٌؼوث‪ ٟ‬اٌؼوال‪ ٟ‬فب‪ ًٙ‬اٌوث‪١‬ؼ‪ ٟ‬ف‪ ٟ‬وزبثٗ “فٍَط‪ٓ١‬‬ ‫اٌّزق‪ٍ١‬خ” اٌن‪ٕ ٞ‬له ف‪ِ ٟ‬غٍل‪ ٓ٠‬وج‪١‬و‪ ٓ٠‬ػٓ كاه اٌفىو ٌٍْٕو ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬ى‪٠‬غ ف‪ٍٛ ٟ‬ه‪٠‬ب‪.‬‬ ‫‪٠ٚ‬م‪ٛ‬ي اٌّفىو اٌؼوث‪ ٟ‬فب‪ ًٙ‬اٌوث‪١‬ؼ‪ ٟ‬ف‪ ٟ‬وزبثٗ اٌضّ‪" ٓ١‬اٌملً ٌ‪َ١‬ذ أ‪ٚ‬هٍّ‪ " "ُ١‬أْ أٍ‪ٛ‬اه أ‪ٚ‬هٍّ‪ ُ١‬اٌز‪ ٟ‬أػبك‬ ‫ٔؾّ‪١‬ب روِ‪ّٙ١‬ب ِغ اٌمجبئً اٌؼبئلح ِٓ األٍو اٌجبثٍ‪ ٟ‬رْ‪١‬و ث‪ٛٙٛ‬ػ ربَ ئٌ‪ٍٍَ​ٍ ٝ‬خ عجٍ‪١‬خ ثأٍّبء ال ‪ٚ‬ع‪ٛ‬ك ٌ‪ٙ‬ب ف‪ٟ‬‬ ‫فٍَط‪ .ٓ١‬وّب أْ اٌمجبئً اٌز‪ّ ٟ‬بهوذ ف‪ ٟ‬أػّبي اٌجٕبء رؾًّ أٍّبء لجبئً ػوث‪١‬خ ‪١ّٕ٠‬خ ِؼو‪ٚ‬فخ ف‪ ٟ‬اٌزبه‪٠‬ـ‬ ‫اٌؼوث‪ ٟ‬اٌمل‪ٚ ُ٠‬وزت األَٔبة‪ٚ .‬ف‪٘ ٟ‬نا اٌَ‪١‬بق ‪٠‬جو٘ٓ اٌّإٌف ثلالئً لب‪ٛ‬ؼخ ػٍ‪ ٝ‬أْ اٌمجبئً اٌؼبئلح ِٓ األٍو‬ ‫اٌجبثٍ‪ ٟ٘ ٟ‬لجبئً ػوث‪١‬خ ‪ٚ‬لل ػبكد ئٌ‪ ٝ‬أ‪ٚ‬هٍّ‪ ُ١‬اٌَواح اٌ‪١ّٕ١‬خ ‪ ٌ١ٌٚ‬ئٌ‪ ٝ‬فٍَط‪ٚ ."ٓ١‬ف‪ِ ٟ‬ل‪ٔٚ‬خ اٌجبؽش ِبىْ‬ ‫ّ​ّب ‪٠‬م‪ٛ‬ي ِٕج‪ٙ‬وا ثبٌجؾش اٌوٕ‪ٌٍ ٓ١‬وث‪١‬ؼ‪( ٟ‬وزبة اٌوث‪١‬ؼ‪ ٟ‬ل‪ ُ١‬رٍن لواءرٗ ٌٍؼمً ئال أْ اٌمبه‪ٜ‬ء ِٓ فالٌٗ‬ ‫ٍ‪١‬غل ٔفَٗ ػٍ‪ ٝ‬األهعؼ "‪٠‬وفغ لجؼزٗ" ٌٍوث‪١‬ؼ‪)... ٟ‬‬ ‫‪61‬‬


‫التارٌخٌة واآلثارٌة الموثمة فان كل السٌاق لمصص التوراة كان هنان فً الٌمن المدٌم‬ ‫والحدٌث ٌدور فٌها عن صراع لبائل عربٌة منها لبٌلة بنً إسرائٌل الٌمنٌة المنمرضة‪،‬‬ ‫والتً ال عاللة لٌهود الٌوم بها مطلما‪ 80-‬ومع ذلن ٌدعون أن هذا التارٌخ ٌمثل ذكرى حزٌنة‬ ‫لدٌهم ( ) ؟ وعلٌه لدٌهم الدافع الرتكاب اعتداءات ضد المسلمٌن وضد المسجد األلصى‬ ‫لإلسراع فً بناء "الهٌكل الثالث" المزعوم‪ ،‬ولهذا ٌالحظ أن االعتداءات الٌهودٌة عادة ما‬ ‫تزداد فً شهر آب اغسطس من كل عام منذ احتالل الٌهود ألرض فلسطٌن!!‬ ‫ولم ٌكتف الٌهود باحراق المسجد االلصى لبل ‪ 31‬عاما‪ ،‬كما لم تكن جرٌمة االحراق حدثا‬ ‫عابرا‪ ،‬بل كانت خطوة على طرٌك طوٌل ٌسٌرون فٌه)‪ 81‬وما زالوا حتى الٌوم‪.‬‬

‫األساطٌر لهدم المسجد األلصى‬

‫‪82‬‬

‫ٌ‬ ‫تحمٌك رابً (=تلفزي) بثته المناة العاشرة اإلسرابٌلٌة‪،‬كما نشر فً ‪ 27-01-2014‬أن‬ ‫أظهر‬ ‫منظما ٍ‬ ‫ت ٌهودٌة تعٌش األساطٌر برأٌنا وهً تحظى بدعم حاخامات نافذٌن وسٌاسٌ​ٌن‬ ‫إسرابٌلٌ​ٌن‪ ،‬أنهت استعداداتها لبناء ما ٌسمونه"الهٌكل الثالث" المزعوم تمهٌدا ا لتدمٌر األلصى‬ ‫المبارن وضمنه لبة الصخرة المشرفة‪ ،‬وتهجٌر المسلمٌن من البلدة المدٌمة من المدس وهدم‬ ‫منازلهم وإلامة مراكز توارتٌة طبما ا لما كشفته المناة‪.‬‬ ‫ولال "ٌهودا عٌتصونً" الذي وصفته المناة بالعمل المدبر لبناء ما ٌسمى"الهكٌل الثالث"‪ ،‬لمعد‬ ‫التمرٌر الذي بثه‪،‬رابً (=تلفزة) فلسطٌن‪ ،‬فً سٌاق برنامج أضواء على االعبلم االسرابٌلً‬ ‫الذي ٌعده وٌمدمه الصحفً‪ ،‬أنس أبوعرلوب‪ ،‬أنه الٌعول على انهٌار المسجد المبلً (األلصى‬ ‫المؽطى) نتٌجة ومضة برق أو لصفة رعد‪ ،‬متعهدا ا أن ٌتم تدمٌر المسجد االلصى بؤٌدى‬ ‫الٌهود‪ ،‬بالمول‪ " :‬هذا المسجد سٌتم تفكٌكه بؤٌدٌنا‪ ،‬أنا ال أعلك أملً على ومضة برق أو على‬ ‫لصفة برق‪ ،‬أنا أتامل أننا فً النهاٌة‪ ،‬سندرن ما هو واجبنا‪ ،‬وسنإدٌه"‪.‬‬ ‫وأجرت المناة فً سٌاق تحمٌمها مماببلت مع النشطاء الٌهود الضالعٌن فً انجاز المخططات‪،‬‬ ‫وبعضهم انتهى من إعداد المخططات الهٌكلة لبناء الهٌكل الثالث والبعض اآلخر ٌعمل فً جمع‬ ‫الحجارة لبناء الهٌكل‪ ،‬وتجولت المناة فً مزرعة فً مستوطنة "ؼوش عتصٌون" تتم فٌها‬ ‫تربٌة لطعان الخراؾ التً ستذبح كمرابٌن داخل الهٌكل المزعوم‪.‬‬

‫‪80‬اٌّل‪ ْٚ‬ث‪ّ ٓ١‬ؾطز‪ - - ٓ١‬رؼٍ‪١‬ك ِٕب ػٍ‪ ٝ‬إٌٔ اٌّمزجٌ ِٓ ِ‪ٛ‬لغ ‪ َٛ٠‬اٌملً اٌؼبٌّ‪ٟ‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪ِٛhttp://www.qudsday.com/burn.html‬لغ ‪ َٛ٠‬اٌملً اٌؼبٌّ‪ٟ‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪http://www.fatehorg.ps/index.php?action=show_page&ID=17874&lang=ar‬‬ ‫‪62‬‬


‫وأكدت المناة أن عدد كبٌر من الٌهود ٌإٌدون هدم المسجد األلصى انطبللا ا من إٌمانهم‬ ‫بـ"المعتمدات المسٌانٌة"‪ ،‬التً تزعم أن تدمٌر المسجد األلصى سٌعمبه اندالع ما ٌطلمون علٌه‬ ‫حرب ٌؤجوج ومؤجوج التً سٌتخللها ظهور المسٌح ثم ٌتم بناء ما ٌسمونه "الهكٌل الثالث"‬ ‫المزعوم مكان المسجد األلصى المبارن"‪.‬‬ ‫وأضافت المناة " الحلم بـ ببناء الهٌكل الثالث المزعوم‪ ،‬على انماض المسجد األلصى المدمر‪،‬‬ ‫تحول الى هدؾ للكثٌرٌن‪ ،‬وتشهد الشهور األخٌرة زٌارا ٍ‬ ‫ت لرجال ونساء‪ ،‬رجال ٌمٌن‪،‬‬ ‫وحاخامات‪ ،‬وأعضاء كنٌست‪ ،‬للمكان األكثر لداسة ( ) للشعب ( ) الٌهودي" (هذا كبلم دجل‬ ‫وتزوٌر تارٌخً وؼٌر مثبت ال تارٌخٌا وال آثارٌا وجود هٌكل أو ممالن لداوود أو سلٌمان‬ ‫حسب نصوص التوراة التارٌخٌة‪ ،‬بل على العكس فانه إن وجد الهٌكل=المعبد فهو فً فضاء‬ ‫جؽرافً بعٌد عن فلسطٌن‪-‬لمراجعة اآلثارٌ​ٌن "فلكنستاٌن وهرتزوع" االسرابٌلٌ​ٌن فً جامعة‬ ‫تل أبٌب‪ ،‬والبحاثة فاضل الربٌعً وفرج هللا صالح وأحمد الدبش والكثٌرٌن‪ ،‬كما لم ٌثبت مطلما‬ ‫أن لبٌلة بنً اسرابٌل العربٌة المنمرضة شكلت "شعبا" او أن كان لها شًء اسمه "أرض"‬ ‫أو"وطن اسرابٌل")‪.‬‬ ‫وعرض "ٌهودا عتصٌونً" أمام المناة كتابا ا ٌتضمن المخطط الهٌكلً لبناء ما ٌسمٌه "الهٌكل‬ ‫الثالث" بعد تدمٌر المسجد االلصى مشٌرا ا إلى أن "الهدؾ هو إعداد كتاب‪ٌ ،‬تم عبره شرح‬ ‫خطة المدس المستمبلٌة‪ ،‬و"الهٌكل" الثالث (المزعوم)‪ ،‬وفما للمخططات سٌمتد نحو الشمال على‬ ‫حساب الحً اإلسبلمً‪ ،‬المكون من بٌوت ومناطك سكنٌة متراصة بشكل ؼٌر ممبول‪ ،‬وهذا‬ ‫الحً سٌكون مركز ممدس ومركز سلطوي‪ ،‬وكل هذا المكان ٌجب أن ٌتم إعادة تصمٌمه‪.‬‬ ‫وإذا رجعنا للدراسة الهامة للباحث علٌان الهندي حول األطماع االسرابٌلٌة فً الحرم المدسً‬ ‫(أي المسجد األلصى) الصادرة عام ‪ 2014‬عن مركز دراسات جامعة المستمبل فإننا نجد‬ ‫التالً بخصوص المنظمات العاملة فً المدس والهادفة لتدمٌر المسجد األلصى المبارن وتهوٌد‬ ‫المدس وبناء ما ٌسمونه الهٌكل الثالث‪:‬‬

‫الجهات العاملة إلعادة بناء "الهٌكل" المزعوم‬ ‫((تطلب تنفٌذ المخططات المطلوبة تاسٌس العشرات من الجمعات والمجموعات والمإسسات‬ ‫العاملة من أجل فرض حمابك ٌهودٌة فً المسجد األلصى‪ .‬وتنوعت هذه الجهات فمنها من‬ ‫طالب بمساعدة هللا فً التعجٌل بمدوم "المشٌح"‪ ،‬ومنها من تطلع إلى تحمٌك ما ٌسمى بالمطالب‬ ‫الدٌنٌة والمومٌة "لشعب إسرابٌل فً أرض إسرابٌل"‪ ،‬ومنها من أراد أن ٌكفر حتى عن‬ ‫أخطاءه من خبلل هدم الحرم المدسً الشرٌؾ‪.‬‬

‫‪63‬‬


‫ووصل عدد المإسسسات والجهات الٌهودٌة العاملة لبناء "الهٌكل" إلى ‪ 32‬مجموعة حتى عام‬ ‫‪ .2015‬ومن أهم الشخصٌات العاملة على بناء "الهٌكل" هم‪ :‬البروفٌسور هٌلل فاٌس من‬ ‫حركة المتطلعٌن للهٌكل والحاخام مٌخابٌل بن أري المحاضر فً مدرسة "هار هبٌت"‬ ‫والحاخام ٌوسؾ ألبوٌم وٌهودا ؼلٌن (الذي تعرض الطبلق النار لبل عدة أشهر) وأساؾ لٌرنر‬ ‫من حركة إلامة الهٌكل والمحامً باروخ بن ٌوسؾ ودافٌد عبري من حركة ربابا وحاٌ​ٌم أودم‬ ‫وؼرشون سلمون وٌوسؾ بلا من جمعٌة التوجه نحو "هار هومور‪ ،‬وٌهودا عتصٌون وموشٌه‬ ‫بٌ​ٌؽلٌن‪ ،‬وؼٌرهم ‪.‬‬ ‫ولم تكن هذه الجهات واألفراد تعمل بمفردها أو بمعزل عن المإسسة الرسمٌة اإلسرابٌلٌة‪ ،‬بل‬ ‫كانت داعمة لها وحارسة لمنجزاتها على األرض وممولة لنشاطاتها‪ .‬ونتٌجة لذلن انتشرت‬ ‫عشرات المجموعات الٌهودٌة من متدٌنٌن وعلمانٌ​ٌن وصهاٌنة مسٌحٌ​ٌن من أجل العمل على‬ ‫تؽٌ​ٌر الوضع المابم فً الحرم المدسً الشرٌؾ‪)).‬‬ ‫وٌضٌؾ الباحث علٌان لٌذكر من أهم هذه المجموعات‪:‬‬

‫‪ .1‬دائرتً اآلثار فً وزارة السٌاحة وبلدٌة المدس‬ ‫أسست هاتان الدابرتان مع إلامة الدولة عام ‪ .1948‬وهما جهتان رسمٌتان تعمبلن بوحً‬ ‫وبؤوامر من الحكومات اإلسرابٌلٌة المتعالبة بهدؾ خلك ولابع جدٌدة على األرض تكرس‬ ‫سٌطرة االحتبلل على البلدة المدٌمة بما فً ذلن المسجد األلصى (=الحرم المدسً الشرٌؾ)‪.‬‬ ‫وتتركز حفرٌاتهما فً البلدة المدٌمة وفً بلدة سلوان بهدؾ تؽٌ​ٌر شكل البلدة المدٌمة والحرم‬ ‫المدسً الشرٌؾ وإعطابها روح ٌهودٌة على حد وصؾ العاملٌن فً هذه الحفرٌات ‪.‬‬ ‫وتعتبر الجهتان مسبولتان عن الحابط الؽربً وعن المناطك التً ٌتم الحفر فٌها أسفل‬ ‫األلصى=الحرم‪ .‬وأشرفت الجهات المذكورة على كل الحفرٌات وعلى فتح االنفاق فً البلدة‬ ‫المدٌمة منذ عام ‪ 1967‬حتى هذا الٌوم‪ ،‬حٌث تتركز حفرٌاتها فً تسعة مناطك من البلدة‬ ‫المدٌمة وسلوان باتجاه األلصى ‪.‬‬ ‫وتمول نصؾ مٌزانٌة دابرتً اآلثار فً وزارة السٌاحة وبلدٌة المدس العاملة فً البلدة المدٌمة‬ ‫من لبل الجمعٌات العاملة فً بناء "الهٌكل" ومن رجال أعمال ٌهود ومسٌحٌ​ٌن من مختلؾ‬ ‫أنحاء العالم ‪.‬‬

‫‪( .8‬لجنة)مكتب رئٌس الحكومة االصهٌونٌة‬ ‫لجنة دابمة مهمتها تنفٌذ أعمال الحكومة فً البلدة المدٌمة من المدس من خبلل إصدار لرارات‬ ‫ؼٌر معلنة ٌشرؾ على تنفٌذها "لجنة سرٌة" مكونة من (أحاز بن آري) المستشار المانونً‬

‫‪64‬‬


‫السابك لربٌس الحكومة و(مردخاي تنوري) نابب مدٌر عام المشترٌات فً إدارة "أراضً‬ ‫إسرابٌل" ومهمتها شراء األراضً فً البلدة المدٌمة وفً كل أنحاء المدس بهدؾ التنسٌك بٌن‬ ‫الجهات المختلفة التً تعمل على شراء العمارات فٌها‪ ،‬ومن مهامها المحافظة على السٌطرة‬ ‫الٌهودٌة على المسجد األلصى‬ ‫‪-3‬وضمن لجنة مكتب ربٌس الحكومة تعمل شركة تطوٌر الحً الٌهودي بهدؾ إبراز‬ ‫ما ٌسمى بالوجه الٌهودي والدٌنً للمدس وشراء العمارات العربٌة وتتلمى مٌزانٌاتها من‬ ‫الحكومة اإلسرابٌلٌة ‪ ،‬وصندوق إرث الحائط الغربً من أجل إدارة "الحابط الؽربً"‬ ‫والساحات المطلة علٌه واالنفاق المحفورة أسفل المسجد األلصى‪ .‬وشركة تطوٌر المدس‬ ‫الشرلٌة التً تعمل على توسٌع الوجود الٌهودي فً المدس الشرلٌة من خبلل مصادرة‬ ‫أراضً الؽاببٌن وشراء ما أمكن من العمارات العربٌة ومصادرة ؼٌرها من األراضً‪.‬‬ ‫وتعتبر الشركة شرٌكا فً محاوالت (ٌورام زاموش) تؤسٌس شركة خاصة لتنفٌذ مشروع "تمدم‬ ‫المدس" التً سٌكون من أهدافها بناء كنٌس أسفل المسجد األلصى (الحرم المدسً الشرٌؾ)‪.‬‬ ‫كما ٌشمل المخطط الهٌكلً لمشروع "ٌورام زاموش" فتح بوابة "بروكلً" التً ٌدعً الٌهود‬ ‫أنها بوابة الهٌكل‪ ،‬لكنها لم تشمل بالمشروع خشٌة إثارة العرب والمسلمٌن ‪.‬‬

‫‪ .4‬عصابة "حاخامات من أجل الهٌكل"‬ ‫بعد احتبلل مدٌنة المدس وتصرٌح ربٌس األركان اإلسرابٌلً األسبك "مردخاي ؼور"‬ ‫المشهور "هار هبٌت بؤٌدٌنا" بعدة أٌام لام الحاخام "شلومو ؼورٌن" الحاخام الربٌسً للجٌش‬ ‫اإلسرابٌلً ٌرافمه العشرات بالصبلة فً داخل المسجد األلصى‪ .‬وإثر ذلن أسس مجموعة ؼٌر‬ ‫رسمٌة من الحاخامات التً تطالب بالصبلة فً المسجد األلصى وبهدمه وبناء "الهٌكل" الثالث‬ ‫فً هذه المنطمة بدال من المساجد والساحات التابعة له‪ .‬وبلػ عدد أفراد هذه المجموعة سبعون‬ ‫حاخاما فً ذلن الولت‪.‬‬ ‫ومن أجل االلتفاؾ على فتاوى حاخامات مإسسة الحاخامٌة الربٌسٌة أصدر فتوى تجٌز صبلة‬ ‫الٌهود فً بعض الموالع فً باحات المسجد األلصى‪ ،‬وبالتالً فإن تحرٌم الشرٌعة الٌهودٌة ال‬ ‫ٌشمل تلن الموالع ‪.‬‬ ‫وفً عام ‪ 1980‬عمد الحاخامات الٌهود مإتمرا عام لهم فً المدس خططوا خبلله السٌطرة‬ ‫على المسجد األلصى من أجل تهٌبته لبناء الهٌكل‪ .‬وفً عام ‪ 1992‬بلػ عدد الحاخامات الذٌن‬ ‫ٌإٌدون الصبلة فً أللصى والعمل على هدمه من اجل بناء الهٌكل مكانه ما ٌمارب عشرة‬ ‫أالؾ حاخام من بٌنهم حاخامات الصهٌونٌة الدٌنٌة مثل الحاخام "حاٌ​ٌم دروكمان" من حزب‬

‫‪65‬‬


‫المفدال الدٌنً وربٌس المدرسة الدٌنٌة "بٌنً عمٌبا" وحاخام كرٌات شمونة "تسفنٌر دروري‬ ‫"وحاخام مستعمرة عوفرا "آفً ؼٌسار"‪.‬‬

‫‪ .5‬عصابة (أمناء جبل الهٌكل)‬ ‫أنشؤت هذه المجموعة مباشرة بعد احتبلل الضفة الؽربٌة ولطاع ؼزة عام ‪ 1967‬وٌمودها‬ ‫"ؼرشون سلمون"‪ .‬وتضم هذه المجموعة مبات النشطاء من (إسرابٌل) وخارجها‪ ،‬وهذه‬ ‫المجموعة لٌست متدٌنة بل تعتبر نفسها مجموعة وطنٌة تضم فً جنباتها علمانٌ​ٌن ومتدٌنٌن‪.‬‬ ‫وتعتبر هذه المجموعة من أهم وألدم المجموعات التً تعمل على بناء "الهٌكل الثالث" ‪.‬‬ ‫ووضعت هذه الحركة هدفا لها وهو هدم األلصى وإلامة الهٌكل الثالث بدال منه لتحمٌك‬ ‫المطالب الوطنٌة والدٌنٌة فً المكان الممدس عند المسلمٌن‪ .‬وإلى حٌن تطبٌك هذا الهدؾ فإنها‬ ‫تطالب السماح لها بصبلة للٌهود فً هذا المكان الممدس عند المسلمٌن فً المناسبات الدٌنٌة‬ ‫والوطنٌة مثل رأس السنة وٌوم الؽفران وفً أعٌاد العرش والنوار والفصح واألسابٌع وٌوم‬ ‫االستمبلل وٌوم المدس وفً التاسع من آب حٌث تحاول فً هذا الٌوم من كل عام وضع الحجر‬ ‫األساس لما ٌسمونه "للهٌكل" الثالث الذي تطمح لبنابه مكان المسجد األلصى بمساحته كلها أي‬ ‫ال‪ 144‬دونم‪.‬‬ ‫وتعمل هذه الحركة بشكل علنً ومنسك مع سلطات االحتبلل بهدؾ لفت انتباه الرأي العام‬ ‫الٌهودي فً (إسرابٌل) والخارج إلى ضرورة تطبٌك السٌادة الٌهودٌة على المكان ‪.‬‬

‫وعن الجماعات الصهٌونٌة المسٌحٌة العاملة من اجل بناء ما ٌتوهمون أنه "الهٌكل‪ :‬كما‬ ‫ٌورد الباحث علٌان الهندي بمول‪:‬‬ ‫((تنتشر جهات صهٌونٌة مسٌحٌة انجٌلٌة وبروتستنتٌة فً مختلؾ أنحاء العالم تنادي ببناء‬ ‫هٌكل سلٌمان بعد هدم مسجدي المبلً ولبة الصخرة‪ ،‬خاصة فً الوالٌات المتحدة وبرٌطانٌا‬ ‫وهولندا‪ .‬وٌوجد فً الوالٌات المتحدة لوحدها أكثر من ‪ 200‬طابفة من المذهب البروتستنتً‪،‬‬ ‫ٌمثلون ما ٌمارب ‪ 100‬ملٌون مسٌحً بروتستنتً ‪ .‬ومن أشهر دعاة هذه الحركات والمنظمات‬ ‫"بات روبرتسون" و"جٌري فالوٌل" و"جٌم بٌكر"‪ ،‬الذٌن ٌبشرون بعودة المسٌح بعد إعادة بناء‬ ‫"هٌكل سلٌمان" ‪ .‬وتنتشر منظمات تحت مسمٌات مختلفة فً هذه الدول منها المورمون وشهود‬ ‫ٌهوه والكنٌسة التطهرٌة وأبناء النور والخطؾ والملكوت والمولودون الجدد و(المصرؾ‬

‫‪66‬‬


‫األمرٌكً المسٌحً من أجل إسرابٌل) و(مإتمر المٌادة المسٌحٌة من أجل إسرابٌل)‪ ،‬ومنظمة‬ ‫الرعوٌات االنجٌلٌة‪)) .‬‬ ‫وسنكتفً فً هذا البحث بطرح‬

‫أهم مإسستٌن تعمالن فً بناء "جبل الهٌكل"‬

‫وهما ‪:‬‬ ‫‪ .0‬السفارة المسٌحٌة الدولٌة‬ ‫أنشبت السفارة المسٌحٌة الدولٌة من لبل المجموعات اإلنجٌلٌة عام ‪ 1980‬تحدٌا لمرار الممة‬ ‫العربٌة بمطع العبللة مع أي دولة تفتح سفارة لها فً المدس‪ .‬وأصدرت السفارة فور افتتاحها‬ ‫نشرة استهلتها بعبارة "لٌكن دعابكم ضد الروح اإلسبلمٌة‪ ،‬وأن الروح الشرٌرة لئلسبلم‬ ‫مسبولة عن العبودٌة الروحٌة فً العالم العربً‪ ،‬وعن الكثٌر من "العداء للسامٌة" وعن الكثٌر‬ ‫من العداء للسامٌة فً أنحاء العالم‪ .‬وفً مولؾ أخر لالت السفارة أن اإلسبلم مسبول عن‬ ‫السخرٌة الكبٌرة من هللا !! ألن هنان مسجد إسبلمً فً ألدس بمعة فً جبل مورٌا‪ ،‬وهذه‬ ‫وصمة عار للمولع الممدس "للهٌكل"‪ .‬وشارن فً تؤسٌس هذه السفارة ألؾ رجل دٌن مسٌحً‬ ‫ٌمثلون كنابس من ‪ 23‬دولة بهدؾ إعادة "هٌكل سلٌمان "‪ .‬وللسفارة المسٌحٌة خمسة عشر‬ ‫لنصلٌة فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة تموم بؤنواع من األنشطة المتباٌنة لصالح (إسرابٌل)‬ ‫ولصالح مساعدة الرب فً بناء "الهٌكل"‪.‬‬

‫‪ .8‬الحركة التدبٌرٌة‬ ‫أسست الحركة التدبٌرٌة من لبل بعض الفبات االنجٌلٌة التً تإمن بالخرافات وبالمعركة‬ ‫الفاصلة التً ٌسمونها "هار مؽٌدون" بٌن الٌهود وحلفاءهم وبٌن المسلمٌن وحلفاءهم‪ .‬وٌبلػ‬ ‫عدد أفراد هذه الحركة ‪ 100‬ملٌون نسمة نصفهم فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة والنصؾ‬ ‫اآلخر فً أوروبا‪.‬‬ ‫وٌإمن أعضاء هذه الحركة أن السٌد المسٌح "سٌنزل على األرض وٌجلس على كرسً االله‬ ‫لكً ٌكون الحكم الفصل فٌمتل األشرار وٌحًٌ األخٌار وٌنصر الدٌن وٌذل أعدابه‪ .‬لكن شرط‬ ‫نزوله لن ٌكتمل إال بمٌام دولة "إسرابٌل" وبناء "هٌكل سلٌمان" مكان المسجد األلصى‪.‬‬ ‫وتسٌطر هذه الحركة على الكونؽرس األمرٌكً وٌنتمً إلٌها معظم الرإساء األمرٌكٌ​ٌن منذ‬ ‫اكثر من سبعٌن عاما‪)).‬‬

‫‪67‬‬


‫الفصل الثالث‪ :‬تصحٌح المسمٌات المغلوطة فً‬ ‫المدس‬ ‫أسماء وحمائك بالمدس "وفلسطٌن" (نمض المسمٌات المغلوطة )‬

‫‪83‬‬

‫نتعرض فً هذا الفصل لكشؾ الزٌؾ أو التوهان المكلل بحجارة الفكر الجامد والنمل ؼٌر‬ ‫النالد أو ؼٌر المرتبط بالعلم لكثٌر من المصطلحات والمسمٌات للمعالم أو المضاٌا ذات الصلة‬ ‫بمدٌنة المدس والتً تصب طوعا او كرها بتؤكٌد الرواٌة التوراتٌة المحرفة والمؽلوطة بل‬ ‫واألسطورٌة التً تناطح الخرافة‪.‬‬

‫المسجد األلصى‬ ‫المسورة‪ :‬عندما نمول‬ ‫المسجد األلصى فً مدٌنة المدس العربٌة الفلسطٌنٌة هو كل الساحة‬ ‫ّ‬ ‫(المسجد األلصى المبارن) تختلط األمور فً أذهان المسلمٌن‪ ،‬فمنهم من ٌعتبر أن األلصى هو‬ ‫ذلن البناء ذي المبة الذهبٌة‪ ،‬والبعض اآلخر ٌظن أن األلصى المبارن هو ذلن البناء ذي المبة‬ ‫الرصاصٌة السوداء‪ .‬ولكن مفهوم األلصى المبارن الحمٌمً أوسع من هذا وذان‪.‬‬ ‫ٌمع المسجد األلصى المبارن على تلة فً الزاوٌة الجنوبٌة الشرلٌة من مدٌنة المدس المدٌمة‬ ‫المسورة (البلدة المدٌمة) والتً تمع فً شرلً المدس فً الضفة الؽربٌة‪ .‬والمسجد األلصى له‬ ‫ّ‬ ‫سور أٌضا ا وهو على شكل مضلع ؼٌر منتظم مساحته حوالً ‪ 144‬دونم (‪ 144‬ألؾ متر‬ ‫مربع)‪.‬‬

‫‪ 83‬الباحثة عبٌر زٌاد فً بحث االشكالٌات فً كتب التارٌخ العربٌة حول المدس وفلسطٌن‬ ‫‪http://hassan-elhabti.blogspot.com/2010/05/blog-post_01.html‬‬

‫‪68‬‬


‫ٌشمل المسجد األلصى‪:‬‬ ‫لبة الصخرة المشرفة‪( ،‬ذات المبة الذهبٌة) والموجودة فً مولع الملب بالنسبة للمسجد األلصى‬ ‫(وٌستخدم اآلن كمصلى للنساء ٌوم الجمعة)‪.‬‬ ‫المصلى ال ِمب ِلً (المسجد الجنوبً أو مبنى المسجد األلصى)‪ ،‬ذي المبة الرصاصٌة السوداء‪،‬‬ ‫والوالع ألصى جنوب المسجد األلصى‪ ،‬ناحٌة (ال ِمبلة)‬ ‫ومبان‪ ،‬ولباب‪ ،‬و سبل مٌاه‪ ،‬ومصاطب‪،‬‬ ‫فضبلا عن نحو ‪ 200‬معلم آخر‪ ،‬ما بٌن مساجد‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وأرولة‪ ،‬ومدارس‪ ،‬وأشجار‪ ،‬ومحارٌب‪ ،‬ومنابر‪ ،‬ومآذن‪ ،‬وأبواب‪ ،‬وآبار‪ ،‬ومكتبات وساحات‪،‬‬ ‫ومكاتب لدابرة الولاؾ وما انبثك عنها‪ ،‬لجنة الزكاة‪ ،‬لجنة التراث السلمً‪ ،‬دور المران‬ ‫والحدٌث‪ ،‬خلوات ؼرؾ ألبمة مبان المسجدٌن الكبٌرٌن‪ ،‬وحراس المسجد األلصى‪ ،‬ومخفر‬ ‫الشرطة‪.‬‬ ‫((مادار حوله السور بمساحته ‪144‬دنم او ‪ 144‬الؾ متر مربع‪ ،‬هو المسجد األلصى المبارن‬ ‫بمبانٌه وساحاته واسواره‪)).‬‬

‫أهمٌة معرفة حدود األلصى‪:‬‬ ‫من دخل حدود األلصى‪ ،‬فؤدى الصبلة‪ ،‬سواء تحت شجرة من أشجاره‪ ،‬أو لبة من لبابه‪ ،‬أو‬ ‫فوق مصطبة‪ ،‬أو عند رواق‪ ،‬أو فً داخل لبة الصخرة‪ ،‬أو المصلى المبلً‪ ،‬فٌحصل على‬ ‫مضاعفة األجر إن شاء هللا‪ .‬ولد وردت عدة أحادٌث فً أن الصبلة فٌه تعدل ‪ 1000‬أو ‪500‬‬ ‫(وبعضها ٌمول تعدل ‪ 250‬أو ‪ ) 100‬من ؼٌره من المساجد سوى مسجد مكة والمدٌنة‪.‬‬ ‫ووردت أحادٌث أن الصبلة فٌه خٌر من الدنٌا وما فٌها وأنه سبب لمحو جمٌع الخطاٌا أٌضاا‪.‬‬ ‫من الجدٌر بالتنوٌه إلى أنه لم ٌطرأ أي تؽٌ​ٌر على حجم مساحة المسجد األلصى عبر فترات‬ ‫التارٌخ اإلسبلمً المتعالبة وحتى ٌومنا هذا ‪ .‬ولد حفظ هللا تعالى حدود هذا المسجد فلم ٌتعداه‬ ‫أحد من الناس إلى أن لام األٌوبٌون والممالٌن بترسٌخ الحدود وأكملوا سور المسجد األلصى‬ ‫كما نراه الٌوم‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫من بنى المسجد األلصى؟ ومتى بنً؟‬ ‫حسب الرواٌة االسبلمٌة المتداولة أن المسجد األلصى هو ثانً مسجد وضع فً األرض منذ‬ ‫أٌام آدم علٌه السبلم بمساحة ‪ 144‬ألؾ متر مربع‪:‬‬ ‫آدم علٌه السبلم – كما المروٌات االسبلمٌة ‪ -‬أول من خط حدود المسجد األلصى‬ ‫فً الحدٌث الشرٌؾ أن المسجد األلصى المبارن هو ثانً مسجد وضع فً األرض‪ ،‬عن أبً‬ ‫ذر الؽفاري‪ ،‬رضً هللا تعالى عنه‪ ،‬لال‪ :‬للت ٌا رسول هللا أي مسجد وضع فً األرض أول؟‬ ‫لال‪ ":‬المسجد الحرام" ‪ ،‬لال‪ :‬للت ثم أي؟ لال‪ ":‬المسجد األلصى"‪ ،‬للت‪ :‬كم كان بٌنهما؟‬ ‫لال‪":‬أربعون سنة‪ ،‬ثم أٌنما أدركتن الصبلة فصله‪ ،‬فان الفضل فٌه‪( ".‬رواه البخاري)‪.‬‬ ‫وٌمال فً مروٌات المسلمٌن أن أول من بناه هو آدم علٌه السبلم ‪ ،‬اختط حدوده بعد أربعٌن‬ ‫سنة من إرسابه لواعد البٌت الحرام‪ ،‬بؤمر من هللا تعالى‪ ،‬دون أن ٌكون لبلهما كنٌس وال كنٌسة‬ ‫وال هٌكل وال معبد‪ .‬وذكر بعض الفمهاء أن المبلبكة هم أول من بنوا المسجد األلصى‪.‬‬ ‫وٌذكر علماء التارٌخ واآلثار حدٌثا أن الثابت المادي ال ٌصدق على رواٌات التوراة مطلما من‬ ‫مثل البناء للهٌكل سواء االول أو الثانً ومن ٌسمونهم ملون التوراة مثل داوود وسلٌمان‬ ‫وادوارهما فً فلسطٌن أو المدس من حٌث الجؽرافٌا‪ ،‬واألحداث المضخمة‪ .‬فبل دلٌل مطلما فً‬ ‫أرض فلسطٌن الٌوم على ذلن‪.‬‬ ‫ولنا أن نعرؾ أن االسراء والمعراج واضح المعالم للرسول علٌه أفضل الصبلة والسبلم‪،‬‬ ‫وما أكده بناء عمر بن الخطاب للمكان وتبله الخلٌفة عبدالملن بن مروان وابنه الولٌد ومن‬ ‫تبلهم‪.‬‬

‫المسجد األلصى واآلثار‪:‬‬ ‫إن وجود أحجار تعود للفترة الرومانٌة فً جدار األلصى ٌنمض الرواٌات التوراتٌة فٌما‬ ‫ٌسمونه الهٌكل لسلٌمان‪ .‬فضبل عن ذلن‪ ،‬فإن العثور على آثار تعود للفترة العربٌة الٌبوسٌة‬ ‫(‪ 3000‬ق‪.‬م) فً أسواره تدل بشكل لاطع على أن المكان بمنشآته كان لابما حتى لبل بعثة‬ ‫إبراهٌم (‪ 1900‬ق‪.‬م ) وموسى وعٌسى علٌهم السبلم‪.‬‬

‫‪70‬‬


‫أما المعالم الحالٌة للمسجد األلصى مثل المسجد العمري ولبة الصخرة وؼٌرها فهً من بناء‬ ‫المسلمٌن بعد الفتح اإلسبلمً‪.‬‬

‫للعة داود أو برج داود (بناء رومانً فمط)‬ ‫هً لصر بناه هٌرودس فً المرن األول المٌبلدي‪ ،‬احتوى لصره على عدة أبراج أحدها ٌدعى‬ ‫برج فصاٌل ‪ .‬وٌمع البرج فً الجهة الؽربٌة من المدٌنة‪.‬‬ ‫فً العام ‪ 56‬م لدم إلى المدٌنة المإرخ "ٌوسفٌوس فٌبلفٌس" وبناء على رواٌة التوراة بؤن داود‬ ‫كان ٌرالب من مكان مرتفع النساء أثناء استحمامهن ( ) وجد "ٌوسفٌوس" أن هذا البرج العالً‬ ‫ٌطل على بركة مٌاه فسجل فً كتبه أنه برج داود ( ) واستمرت التسمٌة فً العهد البٌزنطً‪،‬‬ ‫ومن ثم المسلمٌن الذٌن أطلموا على الشارع اسم مزراب داود (لم ٌكن هنان أي سرداب او‬ ‫شًء ٌتعلك بداود وما ذكر فً كتاب األنس الجلٌل حول ذلن عار عن الصحة) بٌنما لام صبلح‬ ‫الدٌن ببناء جامع فٌه سماه محراب داود واستمر الوضع كذلن نظرا ألهمٌة النبً داود عند‬ ‫المسلمٌن‪ .‬حتى كانت الحفرٌات األثرٌة ونفت أي عبللة لداود بالمكان وظهر اسم البرج‬ ‫الحمٌمً أي فصاٌل‪ ،‬وللحفاظ على المسمى تم أطبلق االسم على مبذنة الملعة العثمانٌة والٌوم‬ ‫‪84‬‬ ‫هً شعار الملعة بل هً الشعار الذي استخدمه "شارون" خبلل حملته االنتخابٌة‪.‬‬

‫ممام النبً داود (ال ٌوجد داوود‪ ،‬والمبر افرنجً)‬ ‫وهو ممام (وٌشار الٌه أحٌانا كمبر) ٌمع فً الطابك السفلً من جامع علٌّة العشاء األخٌر‪ ،‬وهو‬ ‫مولع كانت تموم علٌه كنٌسة بٌزنطٌة ومن ثم افرنجٌة (صلٌبٌة) تخلٌدا لحادثة العشاء األخٌر‬ ‫للسٌد المسٌح‪ .‬حولها المعظم عٌسى األٌوبً إلى جامع وفً الفترة التركٌة عوض األتران عنها‬

‫‪٠84‬م‪ٛ‬ي ِؾوه ٕؾ‪١‬فخ "االٔلثٕلٔذ" اٌجو‪٠‬طبٔ‪١‬خ (كأ‪ ً١‬اٍزو‪ )ٓ٠‬ف‪ ٟ‬رمو‪٠‬و ٌ‪ٙ‬ب ؽ‪ٛ‬ي لٍؼخ إٌج‪ ٟ‬كا‪ٚ‬ك‪ ،‬ف‪5 ٟ‬‬ ‫ِب‪ : 0632ٛ٠‬ئْ االكػبء اٌغل‪٠‬ل ِضً أغٍت اإلكػبءاد اٌقبٕخ ثبالوزْبفبد اٌّزؼٍمخ ثبالِ‪ٛ‬ه اٌ‪ٛ‬اهكح ف‪ٟ‬‬ ‫اإلٔغ‪ٚ ً١‬اٌز‪ٛ‬هاح ر‪ٛ‬اعٗ أزمبكاد وج‪١‬وح ثَجت ػلَ ‪ٚ‬ع‪ٛ‬ك كٌ‪ ً١‬ػٍّ‪٠ ٟ‬إول٘ب‪١ٚ٠ٚ ،‬ف‪ ،‬أْ ٘نا االكػبء ‪٠‬أر‪ٟ‬‬ ‫‪ٍٍَ​ٍ ّٓٙ‬خ ِٓ االكػبءاد اٌَبثمخ ث‪ٛ‬اٍطخ األصو‪ ٓ١٠‬اإلٍوائ‪ ٓ١١ٍ١‬ثبٌز‪ ًٕٛ‬ئٌ‪ِٛ ٝ‬الغ ‪ٚ‬أِبوٓ ِزؼٍمخ‬ ‫ثبٌْقٖ‪١‬خ اٌجبهىح ف‪ ٟ‬اٌز‪ٛ‬هاح ‪ٚ‬اٌن‪٠ ٞ‬ؼزجوٖ اٌ‪ٛٙ١‬ك ِإٌٍ اٌملً وؼبّٕخ ك‪١ٕ٠‬خ ٌل‪ٌٚ‬خ اٌ‪ٛٙ١‬ك‪ٌ ،‬ىٓ ٌُ ‪٠‬زّىٓ‬ ‫أؽل ِٓ ػٍّبء األصبه ِٓ اٌؾٖ‪ٛ‬ي ػٍ‪ ٝ‬كٌ‪ٚ ً١‬اؽل ‪٠‬إول ‪ٚ‬ع‪ٛ‬كٖ‪.‬‬ ‫‪71‬‬


‫رهبان الفرنسسكان لطعة أرض ٌمام الٌوم علٌها دٌر الفرنسسكان بالمرب من باب الجدٌد‬ ‫للحفاظ على الجامع كملكٌة إسبلمٌة ‪.‬‬ ‫ٌوجد لبر فً الطابك السفلً من المبنى‪ٌ .‬عود تارٌخ بناء المبر إلى العهد الفرنجً (الصلٌبً)‬ ‫وال ٌمت بؤي صلة كانت بالنبً داود ال من لرٌب وال من بعٌد‪.‬كما هو الحال فً كثٌر من‬ ‫ممامات األنبٌاء والشخصٌات التً تمام فً كثٌر من األحٌان فً أماكن ماتوا بها‪ ،‬ودفن‬ ‫أشخاص تتوافك أسمابهم مع هذه الشخصٌات وبعد زمن ٌنسى الناس صاحب المبر الحمٌمً‬ ‫فٌحولونه إلى لبر نبً أو شخصٌة معروفة كما هو الحال فً ما ٌسمى لبر النبً ٌوسؾ فً‬ ‫نابلس ‪-‬وهو فً الحمٌمة لبر الشٌخ ٌوسؾ دوٌكات منذ العصر العثمانً‪ -‬وال نستبعد أن ٌكون‬ ‫هذا ما جرى فً علٌّة العشاء األخٌر‪ .‬ورؼم ملكٌة المسلمٌن للمكان أال انه مصادر وتمنع‬ ‫الصبلة فٌه من لبل االحتبلل‪ ،‬أو نداء األذان فً مبذنته وهو تحت السٌطرة اإلسرابٌلٌة‬ ‫وٌستخدم اآلن ككنٌس ‪ .‬وتم تسمٌته من لبل االحتبلل بباب داوود‪ ،‬وهو باب المدس ‪.‬‬ ‫وٌمول عنه د‪.‬عفٌؾ بهنسً فً بحثه عن عمارة المدس (مسجد النبً داود الذي أنشؤه سلٌمان‬ ‫حوله اإلسرابٌلٌون إلى كنٌس وأزٌلت الكتابات المرآنٌة منه‬ ‫المانونً ‪،‬هو مجمع معماري‪ ،‬ولمد ّ‬ ‫واستبدلت بكتابة عبرٌة‪ ،‬وكما أنشؤ جامع المولولة ‪773‬هـ‪ 3365 /‬والمسجد المٌمري)‬

‫كرسً سلٌمان (الخلٌفة سلٌمان بن عبد الملن)‬

‫‪85‬‬

‫مبنى موجود بالمرب من باب األسباط (أحد أبواب المسجد األلصى ) وبداخله ممام وٌعتمد‬ ‫سكان المدس انه المكان الذي مات فٌه (النبً) سلٌمان على كرسٌه ‪ .‬لكن حمٌمة األمر هً أن‬ ‫سلٌمان بن عبد الملن لد وضع كرسً له فً هذا المبنى داخل المسجد األلصى ألخذ البٌعة‬ ‫بالخبلفة بعد وفاة أخٌه الولٌد بن عبد الملن ونظرا لتشابه األسماء دخلت الخرافة بالحمٌمة‪.‬‬

‫‪ٌhttp://pal-youth.yoo7.com/t8425-topic 85‬راجع بحث األستاذة عبٌر زٌاد‪ ،‬مع االشارة لبعض‬ ‫اإلضافات التوضٌحٌة البسٌطة من لبلنا‪.‬‬ ‫‪72‬‬


‫مغارة سلٌمان (مغارة الكتان‪ ،‬وال ٌوجد سلٌمان)‬ ‫وهً مؽارة الكتان‪ ،‬وال ادري متى ظهر مسمى مؽارة سلٌمان لهذه المؽارة والتً تمع بالمرب‬ ‫من باب العامود‪ ،‬وال ٌوجد حمٌمة للممولة التً تمول أنها تمتد لتصل للصخرة داخل المسجد‬ ‫‪86‬‬ ‫األلصى المبارن‪.‬‬

‫برن سلٌمان (السلطان سلٌمان المانونً)‬ ‫برن سلٌمان فمط مسمى‪ ،‬وهذه البرن ال عبللة لها بسٌدنا سلٌمان علٌه السبلم‪ ،‬وهً سمٌت‬ ‫نسبة الى السلطان سلٌمان المانونً الذي لام بمشروع مابً متكامل لمدٌنة المدس ور ّمم كل‬ ‫البرن المدٌمة والمنوات الموصلة للماء‪.‬‬

‫باب ِح َّطة‬ ‫وهو احد أبواب المسجد األلصى وٌربطه بعض المفسرٌن المعتمدٌن على التوراة خطؤ باآلٌة‬ ‫الكرٌمة " وادخلوا الباب سجدا ولولوا حطة نؽفر لكم خطاٌاكم " وببداٌة هذه اآلٌة " وإذ للنا‬ ‫ادخلوا هذه المرٌة فكلوا منها حٌث شبتم رؼدا" وٌدعون –ببل علم من التارٌخ‪-‬أن المدس هً‬ ‫المرٌة الممصودة‪ ،‬والمدس المدٌمة هً أرض لٌست ذات زرع بل على خط الصحراء‪ ،‬وعلٌنا‬ ‫أن نتذكر أن فً موضع سإالهم عن الطعام نجد اآلٌة الكرٌمة تجٌبهم بهبوط مصر مما ٌجعل‬ ‫تفسٌر اآلٌة السابمة حول المرٌة ؼٌر صحٌح مطلما‪ ،‬بل ٌجب أن ٌكون مولع ما فً مصر (فً‬ ‫األبحاث الحدٌثة هً منطمة مصر الٌمن)‪.‬‬

‫‪86‬المصدر السابك‬ ‫‪73‬‬


‫المصلى المروانً‬ ‫هو بناء إسبلمً خالص ولٌس كما ٌذكر مإلؾ (األنس الجلٌل فً تارٌخ المدس والخلٌل) بؤنه‬ ‫من بماٌا األلصى المدٌم من بناء سلٌمان (النبً‪-‬الملن) فبل صحة لذلن أبدا ‪ ،‬بل اعتمد بذلن‬ ‫على التوراة‪ ،‬واآلثار تإكد انه إسبلمً البناء أموي الصنعة‪.‬‬

‫لبر أبٌشلوم (لبر رومانً)‬ ‫واالسم معناه "أبو السبلم" وتذكر التوراة أنه إبن داود‪ ،‬ولد لام بثورة ضد والده‪ ،‬حتى ٌرث‬ ‫الحكم ولتل فً وادي جهنم فً لرٌة سلوان ودفن فً بناء مكعب الشكل طول ضلعه ‪4866‬م‬ ‫وفوله للنسوة تزٌد من ارتفاع حتى ٌصل طوله إلى ‪ 33‬م وٌدعوه السكان بطنطور فرعون ‪.‬‬ ‫وال ٌجوز نسبة هذا المبر إلى المدعو "أبٌشلوم" حٌث أن المبر ٌرجع إلى المرن األول‪ -‬الثانً‬ ‫المٌبلدي أي الفترة الرومانٌة من حٌث البناء حدٌث نسبٌا حسب التارٌخ‪ ،‬عدا عن أن تارٌخ‬ ‫التوراة‪-‬التناخ من حٌث المسرح الجؽرافً ال تشٌر اآلثار مطلما فً أي انطباق على جؽرافٌا‬ ‫فلسطٌن أو المدس وفً أبحاث أخرى أن مسرح أحداث التوراة التارٌخً هو فً الٌمن المدٌم‪.‬‬

‫أوروسالم (عربً كنعانً)‬ ‫أورسالم أو "اورشالٌم" إسم عربً كنعانً‪-‬والكنعانٌون أو ال ُكنانٌون عرب ٌمنٌ​ٌن من بنً‬ ‫ُكنانة‪ -‬معناه مدٌنة السبلم وهو اسم موجود لبل سنة ‪ 0666‬ق م أي لبل وجود إبراهٌم علٌه‬ ‫السبلم (لم ٌكن ابراهٌم إال عربٌا عاش فً الحجاز أو الٌمن المدٌم كما ٌوضح المرآن الكرٌم‪-‬‬ ‫وحسب األبحاث الحدٌثة‪ ،‬عدا عن أنه وكما أثبت الباحث والمفكر العربً فاضل الربٌعً فً‬ ‫كتابه النفٌس (المدس لٌست أورشلٌم) أن هنان ‪ 1‬لدس وواحدة هً أورشلٌم‪ ،‬واألماكن أو‬ ‫ال موالع أو الجبال األربعة موجودة جؽرافٌا فً الٌمن المدٌم‪ ،‬حتى الٌوم وكذلن مختلؾ موالع‬ ‫‪87‬‬ ‫جؽرافٌا التوراة المتداولة الٌوم‪).‬‬

‫باب جب إرمٌا‬ ‫وهو باب الساهرة ورد ذكره بهذا االسم عند الممدسً فً أواخر المرن العاشر المٌبلدي نسبه‬ ‫إلى جب ارمٌا وهو نبً عند الٌهود‪ ،‬وال صلة له بالجب أو بالباب بل هو من "االسرابٌلٌات"‬ ‫‪ ِٓ87‬ئ‪ٙ‬بفبرٕب اٌز‪١ٙٛ‬ؾ‪١‬خ ػٍ‪ ٝ‬ثؾش اٌىبرجخ ػج‪١‬و ى‪٠‬بك ‪ ،‬ث‪ ٓ١‬ل‪ ٓ١ٍٛ‬ا‪ ٚ‬ث‪ّ ٓ١‬ؾطز‪.ٓ١‬‬ ‫‪74‬‬


‫المدسوسة فً تارٌخنا العربً واالسبلمً‪(.‬كما ال وجود ألي من ٌسمٌهم االسرابٌلٌون الٌوم‬ ‫أنبٌاء أو ملون الٌهود فً أي مولع فً فلسطٌن)‬

‫صهٌون (العربٌة)‬ ‫صهٌون كلمة عربٌة معناها الصخر الصلب‪ ،‬والبعض ٌوردها بمعنى‪ :‬صهوة (لمة) المرتفع‬ ‫(وجبل صهٌون األصل موجود فً الٌمن المدٌم)‪( 88.‬وهذا الجبل –جبل صهٌون‪-‬تمول عنه‬ ‫ؼٌر اسمه إلى جبل داود‪ .‬والٌوم ٌمكنكم أن تعرفوا أن ما ٌسمى جبل الدود فً‬ ‫التوراة أن داود ّ‬ ‫صعدة‪ -‬حٌث تدور المعارن مع الحوثٌ​ٌن فً وادي كتاؾ‪ -‬هو نفسه جبل دود( بالعبرٌة دود ‪-‬‬ ‫داود) بٌنما ٌظن بعض العامة من الناس انه على اسم دود ( الحشرة) علما ا أن اسم صعدة‬ ‫‪89‬‬ ‫ووادي كتاؾ ٌردان بالنص بهذه الصٌؽة‪).‬‬

‫السبً البابلً (من الٌمن)‬ ‫لٌس للسبً البابلً للٌهود مصدر سوى التوراة‪ ،‬والعدد المذكور لؤلشخاص الذٌن تم سبٌهم‬ ‫مبالػ فٌه ومضخم كثٌرا حٌث تورد التوراة عددا ٌتراوح بٌن ‪ 56-36‬ألؾ‪ ،‬وال ٌوجد ما ٌدل‬ ‫على أنه كان هنان أي وجود للٌهود فً فلسطٌن لبل السبً‪ ،‬وتضٌؾ الباحثة عبٌر زٌاد أنه‪:‬‬ ‫والمعروؾ أن نبوخذ نصر كان ٌسبً عند حدود من كل منطمة احتلها ‪ ،‬ومن هنا فان العودة‬ ‫على زمن لورش الفارسً ‪ ،‬هً لٌست عودة بل هً نوعا من إلامة كٌان بمٌادة موالٌة للدولة‬ ‫الفارسٌة للتحمٌك األؼراض السٌاسٌة بالدولة الفارسٌة‪( .‬فً كتاب المفكر العربً فاضل‬ ‫الربٌعً الرفٌع "حمٌمة السبً البابلً" ٌثبت أن السبً الى العراق حصل‬ ‫‪90‬‬ ‫لبلمارات‪/‬المخالٌؾ‪/‬المشاٌخ الٌمنٌة المدٌمة التً دانت بالٌهودٌة)‬ ‫‪ ِٓ88‬اٌّ​ّىٓ اٌؼ‪ٛ‬كح ‪ٚ‬اٌزّؼٓ ثىزبثبد ٘بٔ‪ٛٔ ٟ‬ه اٌل‪ٚ ٓ٠‬دمحم ؽَٓ ّبهة‪ٚ ،‬وّبي اٌٍٖ‪١‬ج‪ٚ ،ٟ‬فواً اٌَ‪ٛ‬اػ‪،‬‬ ‫‪"ٚ‬ر‪ِٛ‬بً ي‪"ٚ ،"َِْٛٛ​ٛ .‬و‪١‬ش ‪ٚ‬ا‪٠‬زالَ"‪ٚ ،‬ك‪.‬ػف‪١‬ف ث‪ٚ ،َٟٕٙ‬ػبٌُ ا‪٢‬صبه االٍوائ‪ ٍٟ١‬ىئ‪١‬ف ٘ورَ‪ٛ‬ؽ‬ ‫‪ٚ‬ىِ‪ ٍٗ١‬ف‪ ٟ‬عبِؼخ رً أث‪١‬ت "‪َ٠‬وائً فٍىْزب‪."ٓ٠‬‬ ‫‪89‬الباحث المفكر العربً فاضل الربٌعً على الرابط المرفك‪http://www.noqta.info/page-‬‬ ‫‪53850-ar.html‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪٠‬م‪ٛ‬ي فب‪ ًٙ‬اٌوث‪١‬ؼ‪٠ :ٟ‬غت (وَو اؽزىبه اٌو‪ٚ‬ا‪٠‬خ اٌز‪ٛ‬هار‪١‬خ اٌَبئلح ‪ٚ‬اٌّ‪ّٕ١ٙ‬خ ػٍ‪ ٝ‬اٌَوك اٌزبه‪٠‬ق‪ ٟ‬ػٓ‬ ‫اٌَج‪ ٟ‬اٌجبثٍ‪ ،ٟ‬ثاػبكح ‪ٙٚ‬ؼٗ ف‪ ٟ‬ئ‪ٛ‬بهٖ اٌٖؾ‪١‬ؼ ث‪ٕٛ‬فٗ ؽبكصب ُ ربه‪٠‬ق‪١‬ب ًُ ِإولا ًُ ‪ ،‬رؼو‪ٙ‬ذ ٌٗ اٌمجبئً‬ ‫اٌؼوث‪١‬خ اٌجبئلح‪ّٕٙٙ ِٓٚ ،‬ب لج‪ٍ١‬خ ػوث‪١‬خ رلػ‪ ٝ‬ثٕ‪ ٛ‬ئٍوائ‪ ،ً١‬وبٔذ رل‪ ٓ٠‬ثل‪ ٓ٠‬اٌ‪ٛٙ١‬ك‪٠‬خ ف‪ ٟ‬اٌ‪٘ٚ .ّٓ١‬نٖ اٌمجبئً‬ ‫ِغزّؼخ ال اٌ‪ٛٙ١‬ك ‪ٚ‬ؽلُ٘‪ ،‬وبٔذ ‪ٙ‬ؾ‪١‬خ أػّبي ا‪ٙ‬ط‪ٙ‬بك ِأٍ‪٠ٛ‬خ ‪ٚ‬لؼذ ػٍ‪ ٝ‬أ‪٠‬ل‪ ٞ‬ا‪ّٛ٢‬ه‪ٌٚ .ٓ١٠‬ىٓ‪ ،‬ثّملاه‬ ‫‪75‬‬


‫نفك حزلٌا (هو عٌن سلوان)‬ ‫وهو النفك المعروؾ بعٌن سلوان‪ ،‬وهو نفك حفر حسب االدعاءات فً فترة حصار‬ ‫"سنحرٌب" للمدٌنة‪ ،‬ولد حدث فعبل حصار لمدٌنة المدس‪ .‬ونجد ما ٌدل علٌه من ناحٌة أثرٌة‬ ‫فً فلسطٌن وفً العراق لكن ال نجد ذكر أن ملن المدس كان "حزلٌا" كما تدعً التوراة فً أي‬ ‫من هذه الكتابات أو اآلثار‪.‬‬ ‫كما أن المثٌر –تستطرد عبٌر زٌاد‪-‬لبلستؽراب هو وجود نفك أكبر ومحصن بشكل أفضل‬ ‫ومعروؾ بالنسبة للناس الذٌن لاموا بحفر النفك الجدٌد إذا لماذا كان هذا النفك ولم الحاجة له ؟‬ ‫هذا تساإل لؤلثرٌ​ٌن لم ٌتم اإلجابة عنه حتى اآلن والسإال الثانً الذي ٌطرح نفسه هو الكتابة‬ ‫باللؽة الكنعانٌة التً عثر علٌها داخل النفك والتً تذكر أن سكان المدٌنة حفروا هذا الخندق‬ ‫بسبب الحصار وإنهم كانوا فرٌمٌن عمل التموا وسط النفك لكن والع طبٌعة الحفر فً الخندق‬ ‫ٌدل على أن الفرٌك الثانً من الجنوب لم ٌعمل سوى أمتار للٌلة ولٌس حتى المنتصؾ كما ٌرد‬ ‫بالكتابة ‪.‬فما حمٌمة هذا الكتابة ؟‬

‫الٌهود (والٌهودٌة)‬ ‫الٌهود عبارة عن دٌانة نشؤت إثر انهٌار إمارة ٌهودا فً الٌمن المدٌم‪ ،‬وٌهود الٌوم كما ٌورد‬ ‫الباحث البرفسور الٌهودي الهنؽاري (آرثر كوستلر) واالسرابٌلً (شلومو زاند)‪ ،‬هم من نسل‬ ‫لبابل الخزر‪ 91‬ودولتهم الٌهودٌة التً ألٌمت بٌن المرن الثامن الى المرن ‪ 12‬المٌبلدي فً‬ ‫جنوب روسٌا بٌن بحر لزوٌن والبحر األسود‪ ،‬وال عبللة لهم بالعبرانٌ​ٌن أو ٌهود التارٌخ‬ ‫التوراتً‪ ،‬وهم الٌوم ٌمثلون ٌهود أوربا الشرلٌة‪.‬‬ ‫ٔملٔب ٌٍمواءح االٍزْوال‪١‬خ ( اٌغوث‪١‬خ) ‪٠‬زؼ‪ ّٓ١‬ػٍ‪ٕ١‬ب االػزواف‪ ،‬ثؾم‪١‬مخ أْ اٌّٖبكه اٌؼوث‪١‬خ ‪ٚ‬اإلٍالِ‪١‬خ اٌّزأفوح‪،‬‬ ‫رَزؾك ٔملا ًُ المػب ًُ ‪ٚ‬ؽز‪ ٝ‬هف‪ٚ‬ب ًُ ربِب ًُ ٌّٕط‪ٛ‬ل‪ٙ‬ب ‪ِّٙٔٛٚٚ‬ب‪ .‬ئْ ثؼ٘ ٘نٖ اٌّٖبكه رْ‪١‬و ك‪ ْٚ‬أ‪ٞ‬‬ ‫فوة ث‪١‬ذ‬ ‫ػٍُ ؽم‪١‬م‪ ٟ‬ثبٌزبه‪٠‬ـ‪ٚ ،‬ك‪ِ ْٚ‬ؼبهف عغواف‪١‬خ هٕ‪ٕ١‬خ ئٌ‪ ٝ‬أْ‪ ،‬اٌجقذ ٖٔو( أ‪ٔ ٞ‬ج‪ٛ‬فن ٖٔو) ّ‬ ‫اٌّملً ف‪ ٟ‬ثالك اٌْبَ‪ ،‬ث‪ّٕ١‬ب ٘‪ ٟ‬رزؾلس ػٓ اٌؾٍّخ وؾلس ‪ٚ‬لغ ف‪ ٟ‬اٌ‪ ّٓ١‬؟ ‪٘ٚ‬نا فٍ‪ِ ٜ‬و‪٠‬غ ٌٍزبه‪٠‬ـ‬ ‫‪ٚ‬اٌغغواف‪١‬ب‪ ،‬وبْ ِٓ ّأٔٗ ِغ ِو‪ٚ‬ه اٌ‪ٛ‬لذ‪ ،‬أْ ٍبُ٘ ف‪ ٟ‬فٍك ‪ٚ‬ػ‪ ِْٖٛ ٟ‬ػٕل اٌؼوة ‪ٚ‬اٌٍَّّ‪ٌ ٓ١‬زبه‪٠‬ق‪)ُٙ‬‬ ‫ف‪ِ ٟ‬مبٌٗ اٌّؼٕ‪: ْٛ‬فٍَفخ اٌزبه‪٠‬ـ ‪ّٕ١٘ٚ‬خ اٌَوك‪٠‬بد اٌيائفخ اٌّز‪ٛ‬فو ػٍ‪ ٝ‬اٌْبثىخ‪.‬‬ ‫‪ٌ91‬مول أرثر كوستلر‪ :‬الخزر هم االمة أو المبٌلة الحاكمة فً إطار الموزاٌ​ٌن اإلثنً لببلد الخزر‪.‬‬ ‫‪76‬‬


‫والمبابل الٌهودٌة التً ألامت فً ببلدنا فلسطٌن نحو ‪ 200‬ق‪.‬م كانت لبابل ٌهودٌة ٌمنٌة‬ ‫‪92‬‬ ‫عربٌة‪.‬‬ ‫وٌمول استاذ التارٌخ الٌهودي فً المرون الوسطى فً جامعة تل أبٌب (أ‪ .‬ن‪ .‬بولٌان) فً كتابه‬ ‫"خازارٌا" أي ببلد الخزر الذي صدر بالعبرٌة فً تل أبٌب عام ‪ 1944‬وأعٌد طبعه فً‬ ‫‪" :1951‬هنان حاجة لتناول جدٌد لكل من مشكلة العبللات بٌن ٌهود الخزر وبمٌة المجموعات‬ ‫الٌهودٌة‪ ،‬كذلن لمسؤلة المدى الذي ٌمكن أن نذهبه فً اعتبار ٌهود الخزر بصفتهم نواة الوجود‬ ‫الٌهودي الواسع فً أوروبا الشرلٌة‪ .‬ان المتحدرٌن من ذلن المكان‪ ،‬سواء من بمً منهم فً‬ ‫مكانه وسواء من هاجر الى الوالٌات المتحدة وؼٌرها من البلدان أو من ذهب الى (اسرابٌل)‪،‬‬ ‫‪93‬‬ ‫هم من ٌشكل اآلن الؽالبٌة العظمى من ٌهود العالم"‪.‬‬ ‫وٌعلك األستاذ عبد الحمٌد الدكاكنً فً بحث له منشور فً صحٌفة الحٌاة الصادرة فً لندن‪:‬‬ ‫(هإالء الخزر ألدموا من خبلل حركتهم الصهٌونٌة على التعتٌم على موضوع اصلهم‬ ‫التارٌخً‪ ،‬وتصوروا أنه بمزاوجة انكار وجود الشعب الفلسطٌنً وانكار اصولهم الخزرٌة‬ ‫‪94‬‬ ‫تتشكل الصورة التً تروق لهم وتتمشى مع اٌدٌولوجٌتهم‪).‬‬ ‫ٌمكننا أن نخلص كما ٌمول الباحث عبدالرحمان االخطٌب فً بحثه المعنون (المسلمون لم‬ ‫ٌضطهدوا الٌهود) الى المول أن‪( :‬الٌهود الذٌن ٌمطنون أرض فلسطٌن اآلن أصلهم إما من‬ ‫ببلد الخزر‪ ،‬التً دانت بالٌهودٌة عن طرٌك ملكهم بوالن‪ ،‬فهم أحفاد الٌهود الذٌن ظهروا فً‬ ‫بداٌة المرن الحادي عشر فً أوروبا من بماٌا من فر من اجتٌاح الروس لببلد الخزر‪ ،‬وعرفوا‬ ‫باسم طابفة األشكناز‪ ،‬أو هم من أحفاد طابفة السفاردٌم الذٌن ٌرجعون فً نسبهم إلى بماٌا‬ ‫الٌهود الذٌن فروا من محاكم التفتٌش فً إسبانٌا‪).‬‬

‫‪ٌ 92‬راجع كتب المفكر العربً فاضل الربٌعً وكذلن أحمد الدبش ود‪.‬فرج هللا صالح دٌب‪ ،‬والعبارة المذكورة‬ ‫ترد نصا فً الرابط المرفك لفاضل الربٌعً ‪http://www.noqta.info/page-53850-ar.html‬‬ ‫‪٠93‬نوو اٌطج‪١‬ت ‪ٚ‬األك‪٠‬ت اٌّغو‪( ٞ‬اّزفبْ ه‪ٚ‬عب٘‪١‬غ‪ِ )ٟ‬ؼٍمب ً ػٍ‪ ٝ‬وزبة و‪ٍٛ‬زٍو‪ٚ" :‬فمب ً ٌٍىبرت اٌّغو‪ٞ‬‬ ‫األًٕ و‪ٍٛ‬زٍو فبْ اٌ‪ٛٙ١‬ك اٌّؼبٕو‪َٛ١ٌ ٓ٠‬ا فٍف أٍجب‪ ٛ‬اٍوائ‪ ً١‬االصٕ‪ ٟ‬ػْو‪ ،‬فمل عبؤ‪ٚ‬ا ِٓ ‪ٙ‬فبف اٌف‪ٌٛ‬غب‬ ‫‪ٙ ِٓ ٌ١ٌٚ‬فبف االهكْ‪ٚ ،‬إٍٔ‪ ُٙ‬ال ‪٠‬ؼ‪ٛ‬ك اٌ‪ ٝ‬أهٗ وٕؼبْ ثً اٌ‪ ٝ‬أهٗ اٌمفمبً‪ ِٓٚ ،‬ؽ‪١‬ش اٌؼوق ٌ‪َٛ١‬ا‬ ‫ثَبِ‪ ِٓٚ ،ٓ١١‬ؽ‪١‬ش األًٕ ُ٘ ألوة اٌ‪ ٝ‬لجبئً اٌ‪ ."ْٛٙ‬المصدر‪ :‬صحٌفة الحٌاة‪ ،‬الكاتب‪ :‬عبدالحمٌد‬ ‫الدكاكنً‪ ،‬تارٌخ النشر(م)‪ ،2001/8/10 :‬منشؤ‪ :‬رلم العدد‪ ،14026 :‬الباب‪ /‬الصفحة‪14 :‬‬ ‫‪ 93‬الباحث عبدالحمٌد الدكاكنً فً دراسته فً صحٌفة الحٌاة اللندنٌة المعنونة السبط الثالث عشر ‪ .‬دراسة‬ ‫المإرخ آرثر كوستلر فً الجذور التارٌخٌة للٌهود األشكناز ‪1‬من‪ 3‬فً العدد ‪ 14026‬بتارٌخ‬ ‫‪2001/8/10‬‬ ‫‪http://daharchives.alhayat.com‬‬

‫‪77‬‬


‫إسرائٌل (والٌهود شًء آخر)‬ ‫ٌمول الباحث والمفكر فاضل الربٌعً صاحب كتاب فلسطٌن المتخٌلة‪ :‬أرض التوراة فً الٌمن‬ ‫المدٌم ( إن كثٌرا من الناس ٌخلطون بٌن بنً إسرابٌل و الٌهود‪ ،‬و ٌعتمدون أنهما شًء واحد‪،‬‬ ‫وهو ؼٌر صحٌح مفهومٌا‪ ،‬ألن بنً إسرابٌل لبٌلة‪ ،‬والٌهودٌة دٌن‪ ،‬ولذلن فلٌس كل من انتسب‬ ‫إلً أو اعتنمه أو تهود أصبح من بنً إسرابٌل‪،‬وهذا شبٌه تماما بما هو حال اإلسبلم‪ ،‬فاإلسبلم‬ ‫دٌن ولرٌش لبٌلة‪ ،‬فلٌس كل مسلم من لرٌش‪ ،‬هنان مسلم صٌنً‪ ،‬فلبٌنً‪ ،‬باكستانً إٌرانً‪...‬‬ ‫لكنه الٌنتسب تلمابٌا ألنه أصبح مسلما إلً لرٌش‪ ،‬والٌهودي الفرنسً هو ٌهودي لكنه فرنسً‬ ‫و لٌس من بنً إسرابٌل‪ ،‬ألن بنً إسرابٌل لبٌلة عربٌة لدٌمة‪ ،‬وبذلن ال ٌحك للمسلم الصٌنً‬ ‫أن ٌطالب بإرث أو حموق فً األرض بمكة أو الحجاز أو المدٌنة لمجرد أنه أصبح مسلما‪).‬‬ ‫أما (اسرابٌل) الدولة المابمة الٌوم فهً نشؤت إثر لرار تمسٌم فلسطٌن بٌن المواطنٌن العرب‬ ‫وبٌن السكان الٌهود فً العام ‪ 1947،‬وما استعارة االسم اال ألهداؾ دٌنٌة سٌاسٌة استعمارٌة‬ ‫الصلة بٌن بنً اسرابٌل العرب الٌمنٌ​ٌن المنمرضٌن فً التوراة وبٌن‬ ‫تحاول اٌجاد وإسماط ِ‬ ‫السكان الٌهود لفلسطٌن المادمٌن من لومٌات مختلفة من العالم‪.‬‬

‫العبرانٌون (البدو)‬ ‫علٌنا التمٌ​ٌز بٌن العبرانٌ​ٌن وبنً إسرابٌل‪ ،‬فلٌس صحٌحا ما ٌمال أن هاتٌن الجماعتٌن جماعة‬ ‫واحدة‪ ،‬والصحٌح أنهما جماعتان مختلفتان‪ ،‬والمول بوجود أوجه شبه بسبب تماثل إسم‬ ‫العبرانٌ​ٌن مع اسم اللؽة العبرٌة‪ ،‬لكن هذا التماثل العبللة له بوجود لرابات أسرٌة أو روابط‬ ‫دم‪ ،‬لمد استخدمت هذة األكذوبة لتبرٌر فكرة أن بنً إسرابٌل عبروا نهر األردن ووصلوا‬ ‫فلسطٌن‪ ،‬وأنهم لهذا السبب عبرانٌون‪ ،‬وهً أكذوبة روج لها علماء آثار ومستشرلون وكتّاب‬ ‫تارٌخ‪ .95‬وفً أرجح االستدالالت أن العبرانٌ​ٌن هم (األعراب) الذٌن شاكسوا لبابلهم وتم‬ ‫نبذهم‪.‬‬ ‫أما الباحث فً التارٌخ المدٌم األستاذ أحمد الدبش فٌمول‪( :‬لننظر إلى مفهومنا الدٌنً عن‬ ‫«العبرٌ​ٌن» عبر كتاب هللا تعالى المرآن الكرٌم ‪ :‬فهل ثمة ما ٌشٌر إلى “العبرٌ​ٌن” فً المرآن‬ ‫الكرٌم !؟ لم ترد كلمة «عبري ‪ /‬عبرانً» فً المرآن الكرٌم مطلما ا ‪ ،‬فمد ورد ذكر اإلسرابٌلٌ​ٌن‬ ‫بصٌؽة «بنً إسرابٌل» و«لوم موسى» ‪ ،‬ذلن مما ٌدل على أن العرب فً زمن النبً‬ ‫‪95‬وزبة فب‪ ًٙ‬اٌوث‪١‬ؼ‪ (ٟ‬أٍط‪ٛ‬هح ػج‪ٛ‬ه ٔ‪ٙ‬و األهكْ ‪ٚ‬اؽزالي أه‪٠‬ؾب)‬ ‫‪78‬‬


‫دمحم(صلى هللا علٌه وسلم ) لم ٌعرفوا الٌهود بؽٌر التسمٌات المذكورة ‪ ،‬فلو كانوا ٌعرفون بــ‬ ‫«العبرانٌ​ٌن» أو «العبرٌ​ٌن» لورد ذكرهم فً المرآن بهذه التسمٌة ‪.‬‬ ‫لنضؾ إلى ذلن أن «العبرانٌ​ٌن» مجهولون فً األناجٌل ‪ ،‬على أمن هنان رسالة للعبرانٌ​ٌن فً‬ ‫األناجٌل‪ ،‬ولكنها مرفوضة ألسباب مادٌة ممن لبل ُ‬ ‫ش ٌراح الكتاب الممدس مرفوضة ألسباب‬ ‫مادٌة لبل كل شا ‪.‬‬ ‫هكذا لم تكن العبرٌة إال بدعة تارٌخٌة إلسماط جؽرافٌة التوراة على فلسطٌن ومحٌطها‪ ،‬وهذا‬ ‫جر كذبا ا تارٌخٌا ا ٌهودٌا ا ‪ ،‬فعلٌنا االحتراس من التمادي فً استخدام مصطلح‬ ‫اإلسماط ٌ‬ ‫«العبرٌة» المجهول ‪ ،‬الذي ٌفلت من كل تحلٌل جاد‪ .‬وإنه لمن الصعب علٌنا الٌوم أن نعرؾ‬ ‫‪96‬‬ ‫«العبرانٌ​ٌن» بواسطة المكان أو الزمان أوبمعونة علم االجتماع‪ ،‬أو علم األدٌان‪).‬‬

‫السامٌة (أٌن سام؟)‬ ‫ال ٌذكر انتساب سام الى نوح علٌه السبلم واآلخرٌن اال فً التوراة‪ ،‬ما ال تمره أي من اآلثار‬ ‫والوثابك التارٌخٌة حٌث ال تذكر اللؽات الٌونانٌة والفارسٌة والهندٌة كما تمول الباحثة د‪.‬نادٌة‬ ‫مصطفى كلمة أو اسم سام أو حام أو ٌافث ‪.‬‬ ‫أما مصطلح "معاداة السامٌة" بمصد معاداة الٌهود فٌشٌر الباحث عبد الرحمان الخطٌب فً‬ ‫ممالته بصحٌفة الحٌاة‪ :‬أن مصطلح"معاداة الٌهود"هو ترجمة للعبارة اإلنكلٌزٌة (‪Anti-‬‬ ‫‪ ،)Semitism‬والكثٌر من المإرخٌن من لال بؤن ما ٌسمى العداء للسامٌة بدأ فً األندلس‬ ‫(اسبانٌا والبرتؽال الٌوم)‪ ،‬إذ طرد الٌهود والمسلمٌن معا ا وفً الولت نفسه‪ ،‬على رؼم أن ٌهود‬ ‫"المارانو" كانوا لد تنصروا‪.‬‬ ‫ولكن أول من استخدم هذا المصطلح الصحافً األلمانً‪ ،‬الٌهودي األصل‪" ،‬ولهلم مار" سنة‬ ‫‪( 1879‬لتمٌ​ٌز الحركة المضادة للٌهود‪ ،‬وتم إنشاء جمعٌة معاداة السامٌة التً تمكنت من جمع‬ ‫‪97‬‬ ‫‪ 255‬ألؾ تولٌع ٌطالب بطرد الٌهود من ألمانٌا‪-‬االعداد)‪.‬‬ ‫‪ 96‬من ممال للكاتب أحمد الدبش فً جرٌدة ومولع نمطة واول السطر‬ ‫‪http://www.noqta.info/page-91461-ar.html‬‬

‫‪97‬لمراجعة بحث أو ممالة الكاتب على العنوان التالً‪:‬الحٌاة ‪ -‬الكاتب‪ :‬عبدالرحمن الخطٌب‬ ‫تارٌخ النشر(م)‪ ،2008/7/16 :‬رلم العدد‪،16539 :‬الباب‪ /‬الصفحة‪ - 14 :‬وجهات نظر‬ ‫‪79‬‬


‫وفً المصطلح ٌمول (أرثر كوستلر) فً مإلفه عن أصل الوجود الٌهودي الدٌانة الٌوم المسمى‬ ‫"المبٌلة ال‪ :"31‬سٌؽدو‪-‬مصطلح البلسامٌة‪ -‬خالٌا ا من أي معنى ‪ ...‬فهو ٌرتكز على "سوء‬ ‫فهم" تماسمه المتلة والضحاٌا"‪ .‬وكٌؾ ال‪ ،‬ما دام ٌهود روسٌا وأوروبا الشرلٌة من أصل‬ ‫‪98‬‬ ‫لفماسً كذلن الجرمانٌة النازٌة من أصل آري‪.‬‬

‫صجم ذارَخٍ إصاليٍ فٍ انقذس‪:‬‬ ‫ـ فً لٌلة ‪ 27‬من شهر رجب لبل الهجرة النبوٌة بسنة أَسرى هللا برسوله ملسو هلآو هيلع هللا ىلص من‬ ‫المسجد الحرام إلى المسجد األلصى‪.‬‬ ‫ـ فً شعبان سنة ‪ 2‬هـ صلّى الرسول ملسو هلآو هيلع هللا ىلص أول صبلته باتجاه المدس ثم حولت المبلة‬ ‫إلى الكعبة المشرفة فً هذا التارٌخ‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 7‬هـ ‪ 628 /‬م استطاع اإلمبراطور البٌزنطً هرلل أن ٌطرد الفرس من‬ ‫إٌلٌاء (المدس الحما)‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 8‬هـ ‪ 629 /‬م ولعت معركة مإتة‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 9‬هـ ‪ 630 /‬م ولعت معركة تبون‪.‬‬ ‫‪ 98‬تارٌخ المصطلح‪:‬كان الصحفً ولٌام مار أول من استخدم مصطلح معاداة السامٌة عام ‪ 1879‬وذلن‬ ‫لتمٌ​ٌز الحركة المضادة للٌهود‪.‬‬ ‫وبدأت تظهر الكتابات المعادٌة للٌهود فً ألمانٌا مثل كتابات ٌوؼٌن دورنػ ضد السٌادة الٌهودٌة على الحٌاة‬ ‫األلمانٌة والداعٌة إلى اتخاذ معاٌ​ٌر لتصحٌح هذا الوضع‪ ،‬وذلن بعدما لمٌت هذه الحركة دفعة لوٌة على ٌد‬ ‫المستشار األلمانً بسمارن‪.‬‬ ‫ولد نشؤت جماعة أو "جمعٌة معاداة السامٌة" بعدما تمكنت من جمع ‪ 255‬ألؾ تولٌع ٌطالب بطرد الٌهود‪،‬‬ ‫كم ا لامت مظاهرات عدة فً بعض المدن األلمانٌة مإٌدة لهذا االتجاه‪ .‬ولد رفعت ضد الٌهود تهمة المتل‬ ‫الطموسً (تهمة الدم) التً وجهت لهم فً العصور الوسطى‪ .‬المرجع –الجزٌرة – الٌهود وفكرة العداء‬ ‫للسامٌة‪ -‬الكاتب دمحم خلٌفة حسن‬

‫‪80‬‬


‫ـ سنة ‪ 13‬هـ ‪ 634 /‬م ولعت معركة أجنادٌن وانتصر المسلمون فٌها على الروم‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 15‬هـ ‪ 636 /‬م ولعت معركة الٌرمون وانتصر المسلمون فٌها‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 17‬هـ ‪ 638 /‬م دخل عمر بن الخطاب إٌلٌاء (عرفت بالمدس الحما) وصالح‬ ‫أهلها‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 40‬هـ ‪ 661 /‬م أخذ معاوٌة بن أبً سفٌان البٌعة فً المدس‪ ،‬واختار مدٌنة‬ ‫دمشك عاصمة لخبلفته‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 65‬هـ ‪ 684 /‬م ولعت ثورة فلسطٌن بزعامة نابل الجذامً تؤٌ​ٌدا ا لعبد هللا بن‬ ‫الزبٌر‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 72‬هـ ‪ 691 /‬م أخذ سلٌمان بن عبد الملن البٌعة فً المدس‪ ،‬وبنى فً‬ ‫الرملة لصرا ا له‪.‬‬ ‫ـ فً الفترة بٌن سنة ( ‪ 163‬ـ ‪ 218‬هـ ) زار فلسطٌن الخلٌفة المهدي العباسً‬ ‫ومن بعده المؤمون العباسً‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 264‬هـ ضم أحمد بن طولون فلسطٌن إلى دولته فً مصر‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 385‬هـ ‪ 968 /‬م سٌطر الفاطمٌون على فلسطٌن‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 417‬هـ ولعت معركة عسمبلن وانتصار حلؾ األمراء العرب على‬ ‫الفاطمٌ​ٌن‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 492‬هـ استٌبلء الوزٌر الفاطمً األفضل بن بدر الجمالً على المدس‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 493‬هـ احتل الفرنجة (الصلٌبٌون) المدس‪ ،‬وارتكبوا مجاز دموٌة فً ساحة‬ ‫المسجد األلصى ورفعوا الصلٌب على الصخرة الممدسة‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 583‬هـ ‪ 1187 /‬م استرداد بٌت الممدس من الصلٌبٌن على ٌد صبلح الدٌن‬ ‫األٌوبً فً أعماب معركة حطٌن‪.‬‬

‫‪81‬‬


‫ـ سنة ‪ 586‬هـ ‪ 1190 /‬م ولعت حملة رٌشارد للب األسد ملن إنكلترا وفٌلٌب‬ ‫الثانً ملن فرنسا (الحملة الصلٌبٌة الثالثة)‪ ،‬واستٌبلبه على فلسطٌن فً معركة‬ ‫"أرسوؾ‪".‬‬ ‫ سنة ‪ 637‬هـ ‪ 1239 /‬م استولى األٌوبٌون على المدس‪.‬‬‫عام ‪ ،1244‬لام الملن الناصر داوود أحد خلفاء صبلح الدٌن بتسلٌم المدس‬‫للفرنجة‪ ،‬فجهز الملن الصالح أٌوب جٌشا ا تحت لٌادة األمٌر ركن الدٌن بٌبرس‬ ‫البندلداري‪ ،‬وبالتحالؾ مع الخوارزمٌة استعادوا المدس فً العام ‪ 3022‬للمرة الثالثة‬ ‫بعد تحرٌرها على ٌد عمر بن الخطاب ثم صبلح الدٌن األٌوبً‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 651‬هـ ‪ 1253 /‬م استولى الممالٌن على فلسطٌن‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 659‬هـ ‪ 1260 /‬م ولعت معركة "عٌن جالوت" واندحار المؽول‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 690‬هـ ‪ 1291 /‬م أنهى السلطان "األشرؾ بن لبلوون" مملكة بٌت الممدس‬ ‫الصلٌبٌة‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 922‬هـ ‪ /‬استولى السلطان "سلٌم العثمانً" على المدس‪.‬‬ ‫ٌبرز ظاهر العمر الزٌدانً على مسرح األحداث فً فلسطٌن منشًء اول دولة‬‫فلسطٌنٌة عربٌة بحدود العام ‪1740‬م‬ ‫ـ سنة ‪ 1831‬م سمطت المدس بؤٌدي "إبراهٌم باشا العثمانً‪".‬‬ ‫ـ سنة ‪ 1854‬م ألٌم أول حً ٌهودي ٌدعى "حً مونتفٌوري" فً المدس نسبة إلى‬ ‫رجل ٌهودي استطاع شراء أرض فلسطٌنٌة بمساعدة السلطان العثمانً‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 1920‬م وضعت فلسطٌن تحت االنتداب البرٌطانً من أجل إنشاء دولة‬ ‫الٌهود فٌها‪.‬‬

‫‪82‬‬


‫ـ سنة ‪ 1948‬م اؼتصبت فلسطٌن من لبل أتباع الدٌانة الٌهودٌة المادمٌن فً ؼالبهم‬ ‫من أوربا الشرلٌة ومنطمة بحر لزوٌن‪ ،‬الذٌن سموا أنفسهم اإلسرابٌلٌ​ٌن‪ ،‬وطرد‬ ‫أصحابها العرب الفلسطٌنٌ​ٌن منها‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 1967‬م استكمل الٌهود (الذٌن تسموا باسم االسرابٌلٌن) سٌطرتهم على‬ ‫عموم فلسطٌن والمدس بعد نكسة حزٌران‪ ،‬وعادوا ٌطلمون علٌها اسم "أورشلٌم"‪،‬‬ ‫وهو االسم العربً الٌمنً المدٌم ألورشلٌم فً الٌمن‪.‬‬ ‫ـ سنة ‪ 1980‬م تم إعبلن ضم المدس سٌاسٌا ا إلى دولة االحتبلل البرٌطانً تحت‬ ‫شعار توحٌد المدس‪.‬‬

‫‪83‬‬


‫الفصل الرابع‪ :‬المدس الٌوم والتهوٌد والمانون‬ ‫انعرب انًقذصُّىٌ وانحرب انضكاَُح‬ ‫ٌخوض الفلسطٌنٌون واإلسرابٌلٌون حرباا سكانٌة (=دٌمؽرافٌّة) فً المدس‪ ،‬حٌث ٌسعى كل‬ ‫طرؾ إلى زٌادة عدد السكان المنتمٌن إلى عرلٌته‪-‬بوصؾ الموسوعة الحرة‪ ،‬وكؤن السكان‬ ‫الٌهود فً فلسطٌن من عرق واحد؟!‪ -‬لٌضمن هٌمنته على المدٌنة‪ ،‬وتعمل الحكومة اإلسرابٌلٌة‬ ‫ كما تمول الدكتورة (سارة هٌرشكوبٌتس) ربٌسة لسم التخطٌط االستراتٌجً فً بلدٌة المدس ‪-‬‬‫‪99‬‬ ‫على أال تتعدى نسبة العرب بالمدٌنة ‪.%28‬‬ ‫وتحاول الحكومة اإلسرابٌلٌة زٌادة عدد الٌهود فً المدٌنة بطرق عدة‪ ،‬منها على سبٌل المثال‬ ‫العمل على إحبلل الٌهود مح ّل العرب الذٌن تهدم السلطات الصهٌونٌة منازلهم بح ّجة البناء‬ ‫دون تصرٌح‪.‬‬ ‫وتشٌر إحصابٌات بٌت الشرق لعام ‪ 1999‬فً هذا الصدد إلى هدم أكثر من ألف ًْ منزل منذ‬ ‫عام ‪ ،1967‬مما خلك ظروفا ا صعبة للفلسطٌنٌ​ٌن حٌث ٌسكن معظمهم فً منازل مكتظة‪.‬‬ ‫ومن الوسابل األخرى التً تتّخذها (إسرابٌل) إلجبار الممدسٌٌّن على الهجرة من المدس‪ ،‬عدم‬ ‫منحهم تصارٌح بناء إال فٌما ندر‪ ،‬وتسهٌل بناء المنازل للٌهود المهاجرٌن‪.‬‬ ‫وفً سنة ‪ ،2005‬لدم المدٌنة ‪ 20850‬مهاجر ٌهودي جدٌد من الوالٌات المتحدة وفرنسا ومن‬ ‫بعض دول اإلتحاد السوڤٌتً السابك‪ ،‬وبنهاٌة السنة ذاتها تبٌّن أن ‪ 160000‬من السكان ؼادر‬ ‫المدٌنة‪ ،‬إال أن جمهرة المدٌنة ما زالت فً ازدٌاد بفضل ارتفاع نسبة اإلنجاب بٌن األهالً‬ ‫العرب والٌهود "الحرٌدٌة=المتدٌنٌن الٌهود"‪.‬‬ ‫ٌصل معدل الخصوبة الكلً فً المدس إلى ‪ ،4.02‬وهو أعلى من معدل الخصوبة فً مدٌنة تل‬ ‫أبٌب‪ )1.98( 100‬والمعدل فً (اسرابٌل) حتى‪ ،‬الذي ٌصل إلى ‪.2.90‬‬ ‫‪99‬اٌملً ف‪ ٟ‬اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌؾوح=‪٠ٚ‬ى‪١‬ج‪١‬ل‪٠‬ب‬ ‫‪ّ٠100‬زٕغ اٌجؼ٘ ػٓ موو اٍُ رً أث‪١‬ت َِزجلٌ‪ٙ‬ب ثىٍّخ رً اٌوث‪١‬غ‪ ،‬ثفو‪١ٙ‬خ اْ اٌىٍّخ َِزؾلصخ أ‪ ٚ‬ػجو‪٠‬خ‬ ‫فبٌٖخ‪ِٚ ،‬ب ٘‪ ٟ‬اال ػوث‪١‬خ ؽ‪١‬ش ٘‪ٔ ٟ‬موأ ف‪ ٟ‬اٌموآْ اٌىو‪ٚ" ُ٠‬فبو‪ٙ‬خ ‪ٚ‬أثب" (ػجٌ‪ٚ ، )31‬األة ‪ ِٕٗٚ‬األث‪١‬ت‬ ‫(رً أث‪١‬ت)‪ٚ ،‬وّب ‪٠‬م‪ٛ‬ي اٌّفَو‪ ُِٕٙٚ ْٚ‬اٌطب٘و ػبّ‪ٛ‬ه "‪ٚ‬األةُّ ‪ :‬ثفزؼ اٌ‪ّٙ‬يح ‪ٚ‬رْل‪٠‬ل اٌجبء ‪ :‬اٌىأل اٌن‪ٞ‬‬ ‫‪84‬‬


‫من وسائل التهوٌد المبرمج للمدس‬ ‫فً تمرٌر للدكتور حنا عٌسى األمٌن العام للهٌبة اإلسبلمٌة المسٌحٌة لنُصرة المدس والممدسات‬ ‫ٌذكر الكثٌر حول التهوٌد وأسالٌبه نمتطؾ منه التالً‪(( :‬تعانً مدٌنة المدس المحتلة من السٌاسة‬ ‫االسرابٌلٌة بالتوسع االستٌطانً وخاصة داخل البلدة المدٌمة من المدٌنة حٌث ان االستٌطان بها‬ ‫ٌعتبر جزءا أساسٌا ا ومركزٌا من المخطط اإلسرابٌلً الجاري منذ عام ‪ 1967‬للسٌطرة علٌها‬ ‫واعتبارها عاصمة أبدٌة وموحدة (إلسرابٌل) ولمنع اعادة تمسٌمها‪ ،‬وبالتالً عدم تمكٌن الشعب‬ ‫الفلسطٌنً من تحمٌك حلمه الوطنً فً جعلها عاصمة لدولته العتٌدة‪ .‬ومن أجل تحمٌك هدفها‬ ‫االستراتٌجً هذا دأبت (إسرابٌل) وعلى امتداد سنوات االحتبلل على خلك أؼلبٌة ٌهودٌة داخل‬ ‫المدس بشمٌها الشرلً والؽربً‪ ،‬وعملت على السٌطرة على الوجود السكانً الفلسطٌنً فً‬ ‫‪101‬‬ ‫المدٌنة والتحكم فً نموه بحٌث ال ٌتجاوز ‪%27‬من المجموع السكانً للمدٌنة (بشمٌها)‪)).‬‬ ‫ومن هنا ٌضٌؾ الباحث د‪.‬حنا عٌسى أن دولة االحتبلل عملت على ثبلثة محاور‪:‬‬ ‫(( أولها‪ :‬انشاء حلمة المستعمرات االستٌطانٌة الخارجٌة التً تحٌط بمدٌنة المدس لمحاصرتها‬ ‫وعزلها عن بمٌة أجزاء الضفة الؽربٌة ‪ .‬وتضم ‪ 20‬مستوطنة تشكل أكثر من ‪%10‬من مساحة‬ ‫الضفة الؽربٌة وتعتبر جزءا مما ٌسمى "بالمدس الكبرى"‪ .‬ومن هذه المستوطنات ‪:‬معالٌه‬ ‫أدومٌم شرلا‪ ،‬وراموت ؼرباا‪ ،‬وجبعات زبٌؾ شماال‪ ،‬وجٌلو جنوبا‪".‬‬ ‫والمحور الثانً‪ :‬هو إنشاء الحلمة الداخلٌة من المستوطنات التً تهدؾ الى تمزٌك وعزل‬ ‫التجمعات الفلسطٌنٌة داخل مدٌنة المدس الشرلٌة وضرب أي تواصل معماري أو سكانً بها ‪.‬‬ ‫بحٌث تصبح مجموعة من االحٌاء الصؽٌرة المنعزلة بعضها عن بعض‪ ،‬فٌسهل التحكم بها‬ ‫والسٌطرة علٌها‪ ،‬ولد ألٌمت المستعمرات على أرض بٌت حنٌنا – النبً صموبٌل‪-‬شعفاط‪-‬‬ ‫الشٌخ جراح‪ -‬بٌت صفافا‪ -‬وادي الجوز‪-‬صورباهر‪ -‬سلوان وأم طوبى‪ ،‬ومن هذه المستوطنات‬ ‫"ماونت سكوبٌس ورامات اشكول وشرق تلبٌوت وعطروت والتلة الفرنسٌة"‪.‬‬ ‫روػبٖ األٔؼبَ‪ٚ .‬ػٓ اثٓ ػجبً‪ ،‬لبي‪ :‬األةّ ‪ٔ :‬جذ األهٗ ِّب رأوٍٗ اٌل‪ٚ‬اةّ ‪ٚ ،‬ال ‪٠‬أوٍٗ إٌبً‪ٚ ،‬ف‪ ٟ‬ل‪ٛ‬ي آفو‬ ‫٘‪ ٛ‬إٌجبد أ‪ ٛ٘ ٚ‬اٌىألا ‪ٚ‬اٌّوػ‪ ،ٝ‬فزٖجؼ رً أث‪١‬ت ‪ :‬رً اٌؼْت أ‪ٚ‬إٌجبربد أ‪ ٚ‬اٌّوػ‪.ٝ‬‬ ‫‪ ِٓ101‬ثؾش ٌٍىبرت اٌلوز‪ٛ‬ه ؽٕب ػ‪ ،َٝ١‬األِ‪ ٓ١‬اٌؼبَ ٌٍ‪١ٙ‬ئخ اإلٍالِ‪١‬خ اٌَّ‪١‬ؾ‪١‬خ ٌٕٖوح اٌملً ‪ٚ‬اٌّملٍبد‪،‬‬ ‫‪ٚ‬ػ‪ ٛٚ‬اٌّإرّو اٌْؼج‪ٚ ٟ‬اٌ‪ٌٍ ٟٕٛ​ٛ‬ملً‬ ‫‪85‬‬


‫والمحور الثالث‪ :‬هو االستٌطان داخل البلدة المدٌمة وخلك تجمع استٌطانً ٌهودي ٌحٌط بالحرم‬ ‫المدسً الشرٌؾ وخلك تواصل واتصال ما بٌن هذا التجمع االستٌطانً وبلدات الطور وسلوان‬ ‫ورأس العامود ومنطمة الجامعة العبرٌة ومستشفى هداسا وذلن من خبلل ربط الحً الٌهودي‬ ‫وساحة المبكى وباب السلسلة وعمبة الخالدٌة وطرٌك الواد وطرٌك الهوسبٌس مع تلن‬ ‫المناطك‪.‬‬ ‫هذا وهنان خطة عرفت (بخطة األحزمة)‪ ،‬الدمت سلطات االحتبلل على وضعها لمحاصرة‬ ‫المدس من جمٌع الجهات وخاصة سد منافذ تواصلها جؽرافٌا ا ودٌمؽرافٌا ا مع الضفة الؽربٌة‪،‬‬ ‫لعزلها ووضع الفلسطٌنٌ​ٌن داخلها وخارجها أمام األمر الوالع‪ .‬وخطة األحزمة المذكورة سالفا ا‬ ‫تتلخص فً إل امة ثبلثة أحزمة استٌطانٌة وفك المخطط التالً‪ :‬الحزام األول‪ٌ /‬حاصر البلدة‬ ‫المدٌمة وضواحٌها فٌربطها بالجزء الؽربً‪ ،‬فتم إنشاء الحً الٌهودي داخل السور األثري‬ ‫والحدٌمة الوطنٌة حول شرق السور وجنوبه والمركز التجاري الربٌسً ضمن هذا الحزام‪،‬‬ ‫والثانً ٌحاصر األحٌاء العربٌة خارج السور فً المناطك الوالعة داخل حدود أمانة بلدٌة‬ ‫المدس فً العهد األردنً من ثبلث جهات‪ ،‬بمستعمرات تتحد على شكل ألواس لتعزل المدٌنة‬ ‫عن الكثافة السكانٌة العربٌة‪ ،‬فً الشمال والجنوب‪ ،‬وٌزٌد عدد المستوطنات الوالعة ضمن هذا‬ ‫الحزام على ‪ 11‬مستعمرة‪.‬‬ ‫والحزام الثالث ٌهدؾ لحصار مدٌنة المدس الكبرى وفك المشارٌع اإلسرابٌلٌة الممترحة تماماا‪،‬‬ ‫أي عزلها عن الضفة الؽربٌة‪ ،‬وهذا ٌعنً إضفاء الصبؽة الٌهودٌة علٌها‪ ،‬مع وجود المرى‬ ‫العربٌة والمدس الشرلٌة داخل حدودها وذلن على شكل أللٌة لومٌة فً وسط أؼلبٌة ٌهودٌة‪،‬‬ ‫وجاء مشروع االستٌطان فً جبل أبو ؼنٌم اللبنة األخٌرة تمرٌبا ا فً إؼبلق الطوق على مدٌنة‬ ‫المدس الشرٌؾ‪ ،‬ومشروع رأس العامود المجمد حالٌا ا أٌضا ا‪.‬‬ ‫(اسرابٌل) منذ احتبللها شرلً المدس عام (‪ )1967‬أخذت بالعمل وفك خطط مدروسة لتهوٌد‬ ‫المدٌنة عملٌا ا بالعدٌد من الموانٌن واألنظمة‪ ،‬منها لوانٌن التنظٌم والبناء‪ ،‬ومصادرة األراضً‪،‬‬ ‫ولانون الؽاببٌن‪ ،‬واألسرلة‪ ،‬ومصادرة الهوٌات‪ ،‬حٌث تنظر (إسرابٌل) إلى المواطنٌن‬ ‫الفلسطٌنٌ​ٌن فً المدس على أنهم مواطنٌن أردنٌ​ٌن ٌعٌشون فً دولة (إسرابٌل)‪ ،‬وذلن طبما ا‬ ‫للموانٌن التً فرضتها على مدٌنة المدس‪ ،‬حٌث أعلنت فً األٌام األولى لئلحتبلل سنة ‪1967‬‬

‫‪86‬‬


‫منع التجول‪ ،‬وأجرت إحصاء للفلسطٌنٌ​ٌن هنان بتارٌخ ‪ ،1967/6/26‬واعتبرت أن جداول‬ ‫هذا اإلحصاء هً الحكم ‪.‬‬ ‫أ ما البناء فً مدٌنة المدس المحتلة فٌواجه عرالٌل كبٌرة تم وضعها أمام الممدسٌ​ٌن‪ ،‬من رخص‬ ‫البناء والتكالٌؾ الباهظة التً تصل إلى ‪ 30‬ألؾ دوالر للرخصة الواحدة‪ ،‬باإلضافة إلى الفترة‬ ‫التً تستؽرلها إصدار الرخصة البناء وهو األمر الذي دفع بالسكان إلى البناء بدون ترخٌص‬ ‫أو الهجرة باتجاه المناطك المحاذٌة لبلدٌة المدس حٌث أسعار األراضً المعتدلة وسهولة‬ ‫الحصول على رخصة أسهل والل تكلفة مما هو موجود داخل حدود البلدٌة‪)).‬‬ ‫وٌضٌؾ الدكتور حنا عٌسى‪ ،‬األمٌن العام للهٌبة اإلسبلمٌة المسٌحٌة لنصرة المدس والممدسات‬ ‫فً بحثه متحدثا عن الوسابل التهوٌدٌة لتفرٌػ المدس من سكانها االصلٌ​ٌن وهم العرب‬ ‫الفلسطٌنٌ​ٌن فٌمول‪:‬‬ ‫"إن كٌان االحتبلل ٌعمل جاهدا على تفرٌػ المدٌنة من سكانها االصلٌ​ٌن الممدسٌ​ٌن واستبدالهم‬ ‫بالٌهود بعدة وسابل‪ ،‬اولها مصادرة األراضً والعمارات من أهلها السٌما الغائبٌن‪ ،‬إضافة‬ ‫ّ‬ ‫بسن لوانٌن تخدم مشروعهم‪ ،‬وفً نهاٌة المطاؾ منح هذه‬ ‫لتهجٌرهم خارج المدٌنة‪ ،‬وذلن‬ ‫األراضً للٌهود من خبلل الامة مستوطنات فً المدس ومحٌطها"‪.‬‬ ‫وٌمول‪" :‬كٌان االحتبلل االسرابٌلً ٌهود المدٌنة الممدسة المحتلة وٌسٌطر علٌها بوسابل شتى‪،‬‬ ‫من حٌث المرارات الدولٌة‪ ،‬وسن الموانٌن الداخلٌة‪ ،‬والتؽٌ​ٌر الدٌمؽرافً والجؽرافً‪ ،‬وفرض‬ ‫األمر الوالع"‪.‬‬ ‫"الوسٌلة الثانٌة التً تعمل بها سلطات االحتالل بهدف تفرٌغ المدٌنة هو عزل أحٌاء‬ ‫ممدسٌّة بجدار الفصل العنصري على ؼرار العٌزرٌة وأبو دٌس والرام وضاحٌة البرٌد‬ ‫وؼٌرها‪ ،‬واعتبارها خارج المدٌنة الممدسة‪ ،‬وبالتالً سحب الهوٌات الممدسٌة من أهلها ومنعهم‬ ‫من دخول المدٌنة واإللامة بها"‪.‬‬ ‫وٌستطرد أنه "منذ احتبلل المدٌنة فً عام ‪ 1967‬وحتى عام ‪ ،2007‬سحبت سلطات‬ ‫االحتبلل الهوٌة من ‪ 8558‬فلسطٌنٌا ا من المدس الشرلٌة المحتلة‪ ،‬كما أن سلطات االحتبلل تتبع‬ ‫أٌضا وسٌلة اخرى هً تضٌ​ٌك الخناق على الممدسٌ​ٌن‪ ،‬وتملٌل فرص العمل لدٌهم لٌضطروهم‬ ‫إلى الهجرة خارجها"‪.‬‬

‫‪87‬‬


‫وٌحذر عٌ سى‪" ،‬أخطر الوسابل التً تتبع من لبل كٌان االحتبلل االسرابٌلً لتفرٌػ المدٌنة من‬ ‫سكانها االصلٌ​ٌن الممدسٌ​ٌن هو بناء المستوطنات الصهٌونٌة حول مدٌنة المدس المحتلة‬ ‫بشكل دائري‪ ،‬وضمها إلى المدٌنة لتكثٌؾ الوجود الٌهودي وإلعطاء صبؽة ٌهودٌة للمنطمة"‪.‬‬ ‫منوها فً بحثه "هذا الطوق ٌشمل كل من المستوطنات (هار حوما) جبل أبو ؼنٌم‪ ،‬و(معالٌه‬ ‫أدومٌم)‪ /‬أراضً أبو دٌس‪ ،‬و(بزؼات زبٌؾ) أراضً حزما وبٌت حنٌنا‪ ،‬و(نفً ٌعموب) على‬ ‫أراضً بٌت حنٌنا وضاحٌة البرٌد‪ ،‬و(جبعات زبٌؾ) على أراضً الجٌب وبدّو‪ ،‬و(رٌخٌس‬ ‫شفاط) على أراضً شعفاط"‪.‬‬ ‫وحول ما تموم به "اسرابٌل " لتفرٌػ مدٌنة المدس ٌمول د‪ .‬حنا عٌسى‪ ،‬وهو أستاذ وخبٌر فً‬ ‫المانون الدولً‪" ،‬أن (اسرابٌل) تموم بمحاوالت مستمرة لنزع الهوٌة العربٌة اإلسالمٌة‬ ‫التارٌخٌة من مدٌنة المدس المحتلة وفرض طابع مستحدث جدٌد وهو الطابع الٌهودي"‪.‬‬ ‫وٌتابع عٌسى "هذا هو هدؾ المشروع الصهٌونً‪ ،‬بجعل المدس عاصمة لدولتهم الٌهودٌة‬ ‫وبناء (ما ٌسمونه) الهٌكل على أنماض األلصى‪ ،‬بجعل محٌط األلصى ٌهودٌا ا صرفاا‪ ،‬أو ذا‬ ‫أؼلبٌة ٌهودٌة ساحمة للسٌطرة على المدٌنة والمسجد باالستٌبلء على ممتلكات فلسطٌنٌة‬ ‫وتحوٌلها الى بإر استٌطانٌة ومدارس دٌنٌة‪ ،‬وبتؽٌ​ٌر أسماء الشوارع واألماكن العربٌة‬ ‫اإلسبلمٌة إلى أسماء عبرٌّة تلمودٌّة‪ ،‬كتسمٌة المدس ذاتها ٌورشبلٌم أو أورشلٌم"‪.‬‬ ‫وأشار المانونً حنا‪" ،‬من وسابل التهوٌد تحوٌل المعالم اإلسالمٌة والمسٌحٌة إلى معالم‬ ‫ٌهودٌة؛ كتحوٌل المدارس اإلسبلمٌة المدٌمة التارٌخٌة‪ ،‬أو المصلٌات إلى كنس‪ ،‬أو هدمها‬ ‫وبناء مبانً مكانها‪ ،‬وبتكرٌس الوجود الٌهودي داخل المسجد األلصى‪ ،‬وذلن بالصبلة فٌه‬ ‫ٌومٌاا‪ ،‬وبالتحام باحاته فً وضح النهار وأٌام أعٌادهم وبحماٌة من الشرطة االسرابٌلٌة أو ما‬ ‫ٌسمى حرس الحدود‪ ،‬لتثبٌت مبدأ أن أألحمٌة لهم فً األلصى"‪.‬‬ ‫" من وسابل التهوٌد أٌضا التدخل فً صالحٌات األولاف االسالمٌة المشرفة على المسجد‪،‬‬ ‫ومنعها من المٌام بؤعمالها ال سٌما ترمٌم المسجد وأبنٌته وساحاته‪ ،‬حتى كادت جدران بعض‬ ‫أماكنه أن تسمط‪ ،‬وذلن بسبب الحفرٌات التً تجري تحته أٌضا‪ ،‬وبمنع المصلٌن اآلتٌن من‬ ‫األراضً المحتلة عام ‪ ،48‬أو أهل لطاع ؼزة‪ ،‬أو الضفة الؽربٌّة‪ ،‬أو حتى الممدسٌ​ٌن أنفسهم‬ ‫من الدخول إلى المسجد‪ ،‬مع وضع عرالٌل وشروط لذلن على ؼرار منع الرجال الذٌن دون الـ‬ ‫‪ 40‬عاما ا من دخول المسجد"‪.‬‬ ‫وٌمول عٌسى "إن سلطات االحتبلل تموم بحفر األنفاق تحت المسجد األلصى‪ ،‬األمر الذي‬ ‫ٌهدد المسجد بحٌث هنان احتمال لسموطه عند وجود هزة أرضٌة‪ ،‬أو بافتعال تفجٌرات أسفل‬ ‫منه"‪.‬‬ ‫‪88‬‬


‫حٌث بلػ "مجموع األنفاق التً تم حفرها تحت المسجد وفً محٌطه أكثر من ‪ 25‬حفرٌة‬ ‫موزعة باالتجاهات الثبلثة‪ :‬الجنوب‪ ،‬الشمال‪ ،‬الؽرب‪ ،‬وبناء مدٌنة داود المزعومة تحت‬ ‫المسجد فً منطمة سلوان العربٌة وفً محٌطه وفك الوصؾ التلمودي"‪.‬‬ ‫وٌستطرد حنا فً بحثه " اتبـعت (اسـرابٌل) سـلسلة لوانٌن وأنظمـة لتجسـٌد االسـتٌطان فً‬ ‫المدس وتهوٌدها‪ ،‬ومن هذه الموانٌن واألنظمة الفاشٌة لوانٌن مصادرة األراضً ولوانٌن‬ ‫التنظٌم والبناء ولانون الؽاببٌن و األسرلة‪ ،‬والوضع المانونً للفلسطٌنٌ​ٌن الممدسٌ​ٌن"‪.‬‬ ‫وٌضٌؾ المانونً حنا‪(" :‬إسرابٌل) تنظر إلى المواطنٌن الفلسطٌنٌ​ٌن فً المدس على أنهم‬ ‫مواطنون أردنٌون ٌعٌشون فً (إسرابٌل)‪ ،‬وذلن طبما ا للموانٌن التً فرضتها على المدٌنة‪،‬‬ ‫حٌث أعلنت فً األٌام األولى لبلحتبلل سنة ‪ 1967‬منع التجول وأجرت إحصاء للفلسطٌنٌ​ٌن‬ ‫هنان فً ‪ ،1967/6/26‬واعتبرت أن جداول هذا اإلحصاء هً الحكم على األساس إلعطاء‬ ‫بطالة اإللامة للفلسطٌنٌ​ٌن فً المدس"‪.‬‬ ‫ونوه‪" ،‬من ٌوجد من الممدسٌ​ٌن ألسباب خارج المدس‪ ،‬سواء أكان ذلن خارج فلسطٌن أم خارج‬ ‫المدٌنة (ال ٌحك له العودة إلٌها)‪ ،‬وطبمت على الفلسطٌنٌ​ٌن لانون اإللامة لسنة ‪1952‬‬ ‫وتعدٌبلته لسنة ‪ 1974‬بما فٌها األمر رلم ‪ 11‬ألنظمة الدخول‪ ،‬والذي ٌمضً بشروط‬ ‫وتعلٌمات خاصة متعلمة باإللامة لكل من ٌدخل إلى (إسرابٌل)‪ ،‬وبذلن اعتبرت جمٌع‬ ‫الفلسطٌنٌ​ٌن الممٌمٌن فً المدس لد دخلوا بطرٌمة ؼٌر شرعٌة فً الخامس من حزٌران‪ ،‬ثم‬ ‫سمح لهم باإللامة فً "إسرابٌل"‪ ،‬وبذلن فهم لٌسوا مواطنٌن وإنما أجانب ٌمٌمون إلامة دابمة‬ ‫داخل "إسرابٌل"‪ ،‬هذا هو الوضع المانونً للفلسطٌنٌ​ٌن فً المدس"‪.‬‬ ‫وٌمول عٌسى‪" ،‬بموجب األمر رلم ‪ 11‬من تعلٌمات وأنظمة الدخول إلى (إسرابٌل)‪ ،‬كل من‬ ‫ٌؽٌر مكان اإللامة ٌفمد حك العودة إلى المدس‪ ،‬وتؽٌ​ٌر مكان اإللامة لٌس إلى خارج فلسطٌن‬ ‫(إسرابٌل) فمط وإنما خارج حدود البلدٌة‪ ،‬وبالتالً ٌتم سحب حك اإللامة وإخراجه خارج‬ ‫الببلد‪ ،‬كل ذلن من أجل إعادة التوازن الدٌمؽرافً لصالح اإلسرابٌلٌ​ٌن وجعل السكان العرب‬ ‫أللٌة فً المدٌنة"‪.‬‬

‫‪89‬‬


‫تهوٌد المدس‪ 102‬وآثار ذلن على الفلسطٌنٌ​ٌن‬ ‫معنى تهوٌد المدس ‪ :‬المحاوالت المستمرة من لبل (إسرابٌل) ومن لبل جٌش االحتبلل من‬ ‫أجل نزع الهوٌة العربٌة اإلسبلمٌة‪-‬المسٌحٌة التارٌخٌة من مدٌنة المدس وفرض طابع مستحدث‬ ‫جدٌد وهو الطابع الٌهودي المزور‪.‬‬ ‫تتّبع (إسرابٌل ) سٌاسة دمج المستوطنات الستٌعاب أكبر عدد ممكن من الٌهود داخل المدس‪،‬‬ ‫فعلى سبٌل المثال دمجت الحكومة اإلسرابٌلٌة مستوطنة گفعات زبٌؾ ومعالٌه‬ ‫أدومٌم ومناطك الخط األخضر الحتواء حوالً ‪ 30‬ألؾ مستوطن جدٌد داخل المدٌنة ‪ ،‬كما‬ ‫بنت ‪ 142‬ألؾ شمة فً المطاع الٌهودي (الؽربً) لزٌادة حجم السكان فٌها‪.‬‬ ‫تفٌد إحدى تمارٌر البنن الدولً‪ :‬أن عدد مخالفات البناء فً الفترة الممتدة بٌن‬ ‫مرات ونصؾ فً األحٌاء (المستوطنات) الٌهودٌة‪،‬‬ ‫ً ‪ 1996‬و‪ ،2000‬كان أكبر بؤربع ّ‬ ‫عام ّ‬ ‫مرات من تلن الحاصلة فً المدس‬ ‫وأن عملٌات الهدم فً المدس الؽربٌة كانت ألل بؤربع ّ‬ ‫الشرلٌة؛ كذلن أفاد التمرٌر أن السلطات اإلسرابٌلٌة كانت تمنح الفلسطٌنٌ​ٌن أذوناا بالبناء ألل‬ ‫بكثٌر من األذون التً تمنحها للٌهود‪ ،‬وأن المخالفٌن من الفلسطٌنٌ​ٌن تُزال مخالفاتهم بنسبة‬ ‫أكبر من مخالفات الٌهود(تزال هنا بمعنى تهدم على رإوسهم)‪.‬‬ ‫حصلت بعض المإسسات الٌهودٌة على إذن من الحكومة اإلسرابٌلٌة خبلل السنوات الملٌلة‬ ‫الماضٌة‪ٌ ،‬سمح لها بتشٌ​ٌد المبانً والمعالم على األراضً "المتنازع علٌها"‪ ،‬من شاكلة ما‬ ‫أسمٌت زورا "حدٌمة الملن سلٌمان" المخطط إنشاإها فً لرٌة سلوان ‪ ،‬والتً ٌُشكل العرب‬ ‫حوالً ‪ %60‬من سكانها‪.‬‬ ‫ال شن فً أن لعملٌة االستٌطان الٌهودٌة فً المدس وضواحٌها آثارا كبٌرة على السكان‬ ‫الفلسطٌنٌ​ٌن ٌمكن إجمال هذه اآلثار بالنماط التالٌة‪:‬‬ ‫‪ .1‬مصادرة آالؾ الدونمات من األراضً التابعة للمرى التً ألٌمت علٌها المستوطنات‪.‬‬ ‫‪ .2‬تطوٌك التجمعات السكنٌة الفلسطٌنٌة والحد من توسعها‪.‬‬ ‫‪ .3‬تهدٌد بعض التجمعات السكانٌة الفلسطٌنٌة باإلزالة‪.‬‬ ‫‪ 102‬ػٓ اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌؾوح ‪٠ٚ‬ى‪١‬ج‪١‬ل‪٠‬ب‬ ‫‪http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%AF_%D8%A‬‬ ‫‪7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3‬‬ ‫‪90‬‬


‫‪ .4‬إبماء فلسطٌنً المدس وضواحٌها العزل فً حالة خوؾ ورعب دابمٌن‪ ،‬من خبلل‬ ‫االعتداءات المتكررة علٌهم من لبل المستوطنٌن المدججٌن بالسبلح‪.‬‬ ‫‪ .5‬عزل مدٌنة المدس وضواحٌها عن محٌطها الفلسطٌنً فً الشمال والجنوب‪.‬‬ ‫‪ .6‬فصل شمال الضفة عن جنوبها‪ ،‬والتحكم فً حركة الفلسطٌنٌ​ٌن بٌن شمال الضفة‬ ‫الؽربٌة وجنوبها‪ ،‬ألن المدس تتوسط فلسطٌن‪ ،‬والضفة فتربط بٌن شمالها وجنوبها‪.‬‬ ‫‪ .7‬لطع لتواصل الجؽرافً بٌن أنحاء الضفة الؽربٌة وتمسٌمها إلى بمع متناثرة والحٌلولة‬ ‫بالتالً دون إلامة دولة فلسطٌنٌة ذات سٌادة‪.‬‬ ‫‪ .8‬تشوٌه النمط العمرانً الرابع للمدس العتٌمة والمرى الفلسطٌنٌة المحٌطة‪.‬‬ ‫‪ .9‬هدم المسجد األلصى المبارن وإلامة "الهٌكل" المزعوم مكانه‪.‬‬

‫‪103‬‬

‫وفً النمطة االخٌرة المتعلمة بتمسٌم األلصى زمانٌا ومكانٌا تمهٌدا لبلستٌبلء علٌه تمول أسرة‬ ‫تحرٌر صحٌفة هآرتس عام ‪( 2015‬حسب تمرٌر نشرته لبل سنتٌن جمعٌة "عٌر عمٌم"‬ ‫ومنظمة "كٌشؾ"‪ ،‬تعمل فً (اسرابٌل) ‪ 19‬جمعٌة تعنى بجبل البٌت (الحرم) (هو المسجد‬ ‫األلصى‪-‬المإلؾ)‪ .‬بعضها ٌتلمى دعما مالٌا من الحكومة‪ .‬فمدرسة علم الممدس (الهٌكل)‪ ،‬مثبل‪،‬‬ ‫والتً تعمل فً اطار معهد الممدس‪ ،‬تحظى بدعم سنوي بآالؾ الشواكل من وزارة التعلٌم‪.‬‬ ‫وٌعمل المعهد على تؤهٌل أدوات الممدس والكهنة تمهٌدا لٌوم األمر‪ .‬ولكن الدعم الحكومً‬ ‫األهم هو فً تشجٌع التبلمٌذ ‪ -‬عشرات اآلالؾ فً السنة ‪ -‬على زٌارة المدس‪ ،‬وادخال‬ ‫الموضوع فً المناهج التعلٌمٌة فً التٌار الرسمً الدٌنً‪ .‬وٌضع المنهاج الامة بٌت الممدس‬ ‫(الهٌكل) كهدؾ ٌجب السعً الٌه‪ ،‬وٌعرفه كـ "لمة األمانً لبلنسانٌة جمعاء"‪ .‬والمعنى‪ ،‬عملٌا‪،‬‬ ‫هو تؽٌ​ٌر الوضع الراهن‪).‬‬

‫‪٠ 103‬غت أْ ‪٠‬ى‪ٚ ْٛ‬ا‪ٙ‬ؾب ٌل‪ٕ٠‬ب أْ اٌَّغل األلٖ‪ ٝ‬اٌّجبهن ‪ٚ‬لف فبٓ ثبٌٍَّّ‪ ٓ١‬فم‪ ٛ٘ٚ ،ٜ‬وً ِبكاه‬ ‫ؽ‪ٌٛ‬خ اٌَ‪ٛ‬ه ‪ ٛ٘ٚ‬ثَّبؽخ ‪ 322‬أٌف ِزو ِوثغ‪ ُٚ٠ٚ ،‬وً اٌَّبعل اٌّجٕ‪١‬خ اٌّغطبح ِضً اٌَّغل اٌمجٍ‪ٚ ٟ‬لجخ‬ ‫اٌٖقوح ‪َِٚ‬غل ػّو ‪ٚ‬اٌّو‪ٚ‬أ‪ٚ ٟ‬اٌَبؽبد ‪ٚ‬وً ِبف‪ٙ١‬ب ئ‪ٙ‬بفخ ٌٍَ‪ٛ‬ه مارٗ‪.‬‬ ‫‪http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%AF_%D8%A‬‬ ‫‪7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3‬‬ ‫‪91‬‬


‫ذهجُر انفهضطُ​ُ​ُ​ٍُ وصحة انهىَاخ يُهى‬ ‫تعتبر سٌاسة تهجٌر الفلسطٌنٌ​ٌن من مدٌنة المدس أحد الوسابل المعتمدة لدى دولة االحتبلل‬ ‫اإلسرابٌلً‪ ،‬وذلن من أجل خلك والع جدٌد ٌكون فٌه الٌهود النسبة الؽالبة فً مدٌنة المدس‪ ،‬ولد‬ ‫وضعت الحكومات المتعالبة لدولة االحتبلل مخططات من أجل ذلن‪ ،‬نتبٌن ذلن من خبلل ‪:‬‬ ‫التصرٌحات التً أعلنها ربٌس الوزراء (أربٌل شارون) بمناسبة الذكرى الثامنة والثبلثٌن‬‫الحتبلل المدس الشرلٌة‪ ،‬والتً واصل فٌها أكاذٌبة باإلعبلن عن أن المدس ملن (إلسرابٌل)‬ ‫وأنها لن تكون بعد الٌوم ملكا لؤلجانب‪ ،‬وهو ما كرره ربٌس الوزراء االسرابٌلً (بنٌامٌن‬ ‫نتنٌاهو) بعد ذلن‪.‬‬ ‫ما أعلنه "شٌمون بٌرز" بضرورة التهجٌر الجماعً للفلسطٌنٌ​ٌن من مدٌنة المدس والذٌن ٌمدر‬‫عددهم بنحو ‪ 240‬ألؾ مواطن‪.‬‬ ‫بٌان صادر عن مجلس وزراء دولة االحتبلل بعنوان " خطة تنمٌة المدس " تضم تنفٌذ مخطط‬‫استٌطانً جدٌد ٌشمل هدم ‪ 68‬مسكنا فلسطٌنٌا وتشرٌد ‪ 200‬عابلة من سكانها بحً البستان‬ ‫فً بلدة سلوان‪.‬‬ ‫كما ٌشمل تنشٌط المنظمات الٌهودٌة المتطرفة لجذب أموال الٌهود األمرٌكٌ​ٌن من األثرٌاء‬‫لشراء ممتلكات فً المدس فً صفمات مشبوهة‪.‬‬ ‫مشروع لرار مجلس الشٌوخ األمرٌكً الذي ٌشترط االعتراؾ بمدٌنة المدس عاصمة موحدة‬‫(إلسرابٌل) ممابل االعتراؾ بالدولة الفلسطٌنٌة مستمببل‪.‬‬ ‫بهذه اإلجراءات تحاول دولة (إسرابٌل) باستماتة فرض األمر الوالع على األرض‪ ،‬وإدخال‬ ‫لضٌة المدس هذه المرحلة الخطٌرة‪ ،‬كما تشكل هذه اإلجراءات انتهاكا صارخا للموانٌن‬ ‫والمرارات الشرعٌة الدولٌة‪ ،‬حٌث ٌنص لرار مجلس األمن ‪ 242‬على أن األراضً التً‬ ‫أحتلت عشٌة ‪ 4‬حزٌران ‪1967‬م هً أراضً محتلة وتشمل المدس الشرلٌة والضفة الؽربٌة‬ ‫ولطاع ؼزة‪.‬‬ ‫مما ٌمتضً عودة (إسرابٌل) إلى حدودها‪ ،‬وهو ما شملته أٌضا رإٌة بوش وخرٌطة الطرٌك‬ ‫والمبادرة العربٌة‪ ،‬ولرار مجلس األمن عام ‪.2005‬‬

‫‪92‬‬


‫كما عملت حكومات االحتبلل اإلسرابٌلً المتعالبة على تنفٌذ توصٌة اللجنة الوزارٌة لشإون‬‫المدس لعام ‪ 1973‬برباسة ؼولدا مابٌر والتً تمضً بؤن ال ٌتجاوز عدد السكان الفلسطٌنٌون‬ ‫فً المدس ‪ %22‬من المجموع العام للسكان‪ ،‬لذلن فمد لجؤت سلطات االحتبلل إلى استخدام‬ ‫الكثٌر من األسالٌب لتنفٌذ هذه الوصٌة والتً كان آخرها سحب الهوٌات من السكان العرب فً‬ ‫المدس‪.‬‬ ‫لال نتنٌاهو فً شهر‪ 2014/2‬فً حدٌثه عن فلسطٌن والمدس (كٌؾ ٌجرإون‪ٌ-‬مصدنا‪-‬على‬‫عدم االعتراؾ بالدولة الٌهودٌة‪ ،‬إن هذه األرض تعرفنا من آالؾ السنٌن)‪.‬‬ ‫لال الوزٌر االسرابٌلً (نفتالً بٌنٌت) فً شهر‪ :2014/5‬إن "(ؼوش عتصٌون) ملن لنا‬‫و(أرض إسرابٌل) ملكنا نحن‪ ،‬ولن ٌهدأ لنا بال حتى تكون كل األرض لنا"‪.‬‬

‫انًضاَذج االيرَكُح (الصرائُم) تانقذس‪.‬‬ ‫فً إطار دعم االدارة األمرٌكٌة لدولة االحتبلل اإلسرابٌلً‪ٌ ،‬حاول األمرٌكان جاهدٌن فرض‬ ‫سٌاسة األمر الوالع على مدٌنة المدس كعاصمة موحدة لدولة الكٌان اإلسرابٌلً وٌتبٌن ذلن من‬ ‫خبلل جملة من الخطوات التً تم اتخاذها أهمها‪:‬‬ ‫‪ -1‬نجحت لجنة العبللات العامة األمرٌكٌة اإلسرابٌلٌة (إٌبان)‪ ،‬إحدى جماعات الضؽط‬ ‫اإلسرابٌلٌة فً الوالٌات المتحدة فً دفع أحد رجال الكونجرس إلى تمدٌم مسودة مشروع لرار‬ ‫ٌطالب باالعتراؾ بالمدس كعاصمة (إلسرابٌل) ال تمبل التمسٌم‪.‬‬ ‫‪ٌ-2‬شمل مشروع المانون الذي تمدم به السٌناتور "بروادنبان" فً ‪ 2005/4/19‬اآلتً‪:‬‬ ‫أ‪ٌ -‬جري تداول مشروع فً مجلس الشٌوخ والكونجرس ٌدعو لبلعتراؾ بالمدس كعاصمة ؼٌر‬ ‫ممسمة (إلسرابٌل) لبل ‪ٌ 180‬وما من اعتراؾ الوالٌات المتحدة بالدولة الفلسطٌنٌة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تشرٌع مشترن‪:‬‬ ‫من أجل توفٌر االعتراؾ بالمدس كعاصمة ؼٌر ممسمة (إلسرابٌل) لبل اعتراؾ الوالٌات‬ ‫المتحدة بالدولة الفلسطٌنٌة ولؽاٌات أخرى‪ ،‬فإن مجلس الشٌوخ (الكونجرس) األمرٌكً ٌمرر‪:‬‬

‫‪93‬‬


‫الجزء األول‬ ‫هذا التشرٌع المشترن ٌمكن تسمٌته بتشرٌع المدس‪.‬‬ ‫الجزء الثانً‬ ‫توصل الكونجرس إلى النتابج المؽلوطة التالٌة‪:‬‬ ‫لمد كانت المدس عاصمة "الشعب الٌهودي" ألكثر من ‪ 3‬آالؾ عام‪.‬‬

‫‪104‬‬

‫لم تكن المدس أبدا عاصمة ألي دولة أخرى ؼٌر "الشعب الٌهودي"‪.‬‬

‫‪105‬‬

‫المدس مركزٌة للٌهودٌة ولد ذكرت فً التوراة أنجٌل الٌهود – ‪ 766‬مرة‪.‬‬ ‫لم تذكر باالسم فً المرآن‪.‬‬ ‫المدس‪ 106‬هً ممر الحكومة اإلسرابٌلٌة بما فٌها الربٌس والبرلمان والمحكمة العلٌا‪.‬‬ ‫ٌنص لانون الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة على أن سٌاسة الوالٌات المتحدة هً أن المدس ٌجب‬ ‫أن تكون العاصمة ؼٌر الممسمة ل(إسرابٌل)‪.‬‬ ‫لكل دولة سٌادٌة الحك فً تحدٌد عاصمتها‪.‬‬ ‫‪104‬اّؤب وّب ٘‪ ٛ‬ف‪ ٟ‬األثؾبس اٌغل‪٠‬لح ٌٍؼٍّبء ‪ٛ‬وا ِٓ اٌّزٕ‪ٛ‬ه‪ٚ ٓ٠‬اٌّ‪ٛٙٛ‬ػ‪ ،ٓ١١‬أْ اٌ‪ٛٙ١‬ك أ‪ ٞ‬اٌؼوة‬ ‫اٌّؼزٕم‪ٌٍ ٓ١‬ل‪٠‬بٔخ اٌ‪ٛٙ١‬ك‪٠‬خ ٌُ ‪٠‬ى‪ٛٔٛ‬ا ف‪٘ ٟ‬نا اٌيِبْ‪ 3000-‬لجً اٌّ‪١‬الك ‪ -‬ف‪ ٟ‬فٍَط‪ِ ٓ١‬طٍمب‪ٚ ،‬أّب وبٔذ ٘نٖ‬ ‫اٌمجبئً (‪ِٕٙٚ‬ب لج‪ٍ١‬خ ثٕ‪ ٟ‬اٍوائ‪ ً١‬إٌّمو‪ٙ‬خ) ٕ٘بن ف‪ ٟ‬اٌ‪ ّٓ١‬اٌمل‪ ُ٠‬اٌّ​ّزل ِٓ عٕ‪ٛ‬ة ِىخ ؽز‪ ٝ‬ػّبْ‪ ،‬ف‪ٟ‬‬ ‫ٕواػبد اٌؼوة اٌٍَّّ‪ ٓ١‬اٌّ‪ٛ‬ؽل‪ِ ٓ٠‬غ اٌؼوة اٌ‪ٛ‬صٕ‪ٚ ، ٓ١١‬رؾذ ٍط‪ٛ‬ح اٌٖواع اٌفبهٍ‪ ٟ‬اٌو‪ِٚ‬بٔ‪ ٟ‬الؽمب‪،‬‬ ‫‪ٚ‬اٌلالئً وض‪١‬وح اٌ‪ َٛ١‬ػٍ‪ ٝ‬مٌه‪ِ ،‬ب ال ‪٠‬إٌٍ ٌ‪ ُٙ‬ؽمب ٕ٘بن ثبٌطجغ فزٍه االِبهاد‪/‬اٌّ​ّبٌه‪/‬رَّ‪ ٝ‬ثبٌ‪ّٓ١‬‬ ‫ِقبٌ‪١‬ف أز‪ٙ‬ذ ‪ٚ‬اٌمج‪ٍ١‬خ اٌوئ‪َ١‬خ أمو‪ٙ‬ذ ػلا ػٓ اٌّمٖ‪ٛ‬ك‪ ُ٘ ٓ٠‬ػوة ف‪ ٟ‬ػوة‪ٚ ،‬وً ‪ٛٙ٠‬ك اٌ‪ َٛ١‬أ‪ ٚ‬غبٌج‪ُٙ‬‬ ‫ٌ‪َٛ١‬ا ػوة ‪ٚ‬أّب فيه أ‪ٚ‬هث‪ ٓ١١‬وّب أٍ​ٍفٕب ال ٍٕخ ٌ‪ ُٙ‬اٌجزخ ث‪ٙ‬نا اٌزبه‪٠‬ـ‪ ،‬ػلا ػٓ أْ أ‪ ٞ‬ؽك ربه‪٠‬ق‪ ٛ٘ٚ-ٟ‬ال‬ ‫‪٠‬إٌٍ ٌل‪ٌٚ‬خ إٔال‪-‬غ‪١‬و ٕؾ‪١‬ؼ‪-.‬اٌىبرت‬ ‫‪ٌٍ105‬وع‪ٛ‬ع ٌٍّقٔ عّ‪ ً١‬علا ٌٍىزبة اٌ‪ٚ‬قُ ٌٍّفىو اٌؼوث‪ ٟ‬فب‪ ًٙ‬اٌوث‪١‬ؼ‪ ٟ‬اٌَّّ‪( ٝ‬فٍَط‪ ٓ١‬اٌّزق‪ٍ١‬خ‪-‬‬ ‫أهٗ اٌز‪ٛ‬هاح ف‪ ٟ‬اٌ‪ ّٓ١‬اٌمل‪ِّ )ُ٠‬ىٓ اٌوع‪ٛ‬ع ٌٍٍّقٔ إٌّْ‪ٛ‬ه ف‪ ٟ‬اٌّ‪ٛ‬لغ اٌّوفك‬ ‫‪http://www.ppp.ps/atemplate.php?id=4300‬‬ ‫‪ 106‬موود للً للُ لبكُ ف‪ ٟ‬اٌز‪ٛ‬هاح ٌزؼجو ػٓ َِّ‪١‬بد لو‪ِٛٚ ٜ‬الغ صالصخ ِقزٍفخ ػٓ ثؼ‪ٙٚ‬ب اٌجؼ٘ ‪ٌُٚ‬‬ ‫رىٓ ِملٍخ ‪ٚ ،‬وبْ اٌّ‪ٛ‬لغ ا‪٢‬فو اٌواثغ ٘‪ِٛ ٛ‬لغ (ا‪ٚ‬هٍّ‪٘ٚ )ُ١‬نٖ اٌّ‪ٛ‬الغ األهثؼخ اٌّورجطخ ثزبه‪٠‬ـ اٌٍّ‪ٛ‬ن‬ ‫كا‪ٚ​ٚ‬ك ‪ّ١ٍ​ٍٚ‬بْ ‪ٚ‬غ‪١‬وّ٘ب ( ُ٘ ‪٠‬ؼزجو‪ٍِٛ ُٙٔٚ‬ن ‪١َ٠ٚ‬ئ‪ ٌُٙ ْٛ‬ثْىً ِقي‪ ٞ‬ف‪ ٖٓٛٔ ٟ‬اٌزٕبؿ) وبٔذ ف‪ٟ‬‬ ‫ف‪ٚ‬بء عغواف‪ ٟ‬آفو أ‪ ٞ‬ف‪ ٟ‬اٌ‪ ّٓ١‬اٌمل‪ٚ ُ٠‬ال كٌ‪ِ ً١‬طٍمب ػٍ‪ٙ١‬ب ف‪ ٟ‬فٍَط‪ ٓ١‬ث‪ّٕ١‬ب اٌلالئً ثبٌ‪ ّٓ١‬لبئّخ ‪ ،‬ؽ‪١‬ش‬ ‫‪ّ٠‬ىٓ ألا‪ ٞ‬وبْ اٌوع‪ٛ‬ع ٌىزبة اٌ‪ّٙ‬لأ‪ ٟ‬ؽ‪ٛ‬ي ٕفخ عي‪٠‬وح اٌؼوة أ‪ٌ ٚ‬جؾش اٌّفىو فب‪ ًٙ‬اٌوث‪١‬ؼ‪ ٟ‬اٌضو‪ٞ‬‬ ‫اٌملً ٌ‪َ١‬ذ أ‪ٚ‬هٍّ‪.ُ١‬‬ ‫‪94‬‬


‫"إسرابٌل" هً الدولة الوحٌدة التً ال تمٌم فٌها الوالٌات المتحدة سفارة فً المدٌنة المعلنة‬ ‫كعاصمة وال تعترؾ بالمدٌنة كعاصمة‪.‬‬ ‫ٌجب السماح لمواطنً (إسرابٌل) بحرٌة العبادة طبما لتمالٌدهم‪.‬‬ ‫تدعم "إسرابٌل" الحرٌة الدٌنٌة لجمٌع المعتمدات‪.‬‬ ‫ٌعبر نمل السفارة األمرٌكٌة فً (إسرابٌل) من تل أبٌب إلى المدس عن دعم الوالٌات المتحدة‬ ‫المتواصل إلسرابٌل وللمدس ؼٌر الممسمة‪.‬‬ ‫الجزء الثالث‬ ‫ٌتم نمل مولع سفارة الوالٌات المتحدة فً (إسرابٌل) من تل أبٌب إلى المدس فً مدة ال تزٌد‬ ‫عن ‪ٌ 180‬وما لبل االعتراؾ بالدولة الفلسطٌنٌة‪.‬‬ ‫الجزء الرابع‬ ‫االعتراؾ بالمدس ؼٌر الممسمة عاصمة (إلسرابٌل) لن تعترؾ الوالٌات المتحدة بالدولة‬ ‫الفلسطٌنٌة حتى لٌام المجتمع الدولً بحل وضع المدس باالعتراؾ بالمدٌنة على أنها العاصمة‬ ‫ؼٌر الممسمة (إلسرابٌل)‪.‬‬ ‫الجزء الخامس‬ ‫مولؾ الكونجرس من حرٌة العبادة ٌتمثل مولؾ الكونجرس فً وجوب السماح لمواطنً‬ ‫(إسرابٌل) كحك أساسً من حموق اإلنسان المعترؾ بها من الوالٌات المتحدة‪ ،‬ولرار الجمعٌة‬ ‫العامة لؤلمم المتحدة رلم ‪ 181‬الصادر فً‪ 29‬نوفمبر ‪ 1947‬بالعبادة بحرٌة وطبما لتمالٌدهم‪.‬‬

‫‪95‬‬


‫لرار الرئٌس ترامب عام ‪ 8107‬بشؤن المدس‬ ‫ترجمة نص الخطاب الرابً (المتلفز)‪ ،‬الذي أعلن فٌه الربٌس األمرٌكً‪ ،‬دونالد ترامب‪،‬‬ ‫مدٌنة المدس عاصمة "إلسرابٌل"‪ ،‬والمباشرة بنمل سفارة ببلده من تل أبٌب إلى مدٌنة المدس‬ ‫المحتلة‪.‬‬ ‫ثان الماضً) كنت وعدت بؤن أنظر للتحدٌات‬ ‫"عندما تسلمت السلطة (فً ‪ٌ 20‬ناٌر‪ /‬كانون ٍ‬ ‫ال تً ٌواجهها العالم بعٌون مفتوحة‪ ،‬وبتفكٌر مرن‪ .‬نحن ال نستطٌع حل مشاكلنا بتمدٌم نفس‬ ‫الفرضٌات الفاشلة‪ ،‬وتكرار نفس االستراتٌجٌات المدٌمة‪ .‬جمٌع التحدٌات تتطلب اتباع نهج‬ ‫جدٌد‪.‬‬ ‫لراري الٌوم ٌمثل بداٌة لنهج جدٌد تجاه الصراع بٌن "إسرابٌل" والفلسطٌنٌ​ٌن‪.‬‬ ‫عام ‪ ،1995‬تبنى الكونؽرس لانوناا ٌحث الحكومة الفٌدرالٌة على نمل السفارة األمرٌكٌة (من‬ ‫تل أبٌب) إلى المدس‪ ،‬واالعتراؾ بؤن تلن المدٌنة‪ ،‬ذات األهمٌة الكبٌرة‪ ،‬هً عاصمة‬ ‫"إسرابٌل"‪.‬‬ ‫ولد مرر الكونؽرس هذا المانون بؤؼلبٌة ساحمة من الحزبٌن (الجمهوري والدٌممراطً)‪ ،‬وأعٌد‬ ‫تؤكٌده باإلجماع من لبل مجلس الشٌوخ (إحدى ؼرفتً الكونؽرس) لبل ‪ 6‬أشهر فمط‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬ومنذ أكثر من ‪ 20‬عا اما‪ ،‬جمٌع الرإساء األمرٌكٌ​ٌن السابمٌن أ ّخروا ذلن المانون‪،‬‬ ‫ورفضوا نمل السفارة األمرٌكٌة إلى المدس أو االعتراؾ بالمدس عاصمة "إلسرابٌل"‪.‬‬ ‫تؤخروا عن اإلعبلن عن ذلن المانون بسبب اعتمادهم بؤن تؤخٌر االعتراؾ بالمدس (عاصمة‬ ‫إلسرابٌل) من شؤنه أن ٌعزز لضٌة السبلم‪.‬‬ ‫البعض لال إنه كان ٌنمصهم الشجاعة‪ ،‬وحكمهم ذلن كان مستنداا إلى حمابك كما فهموها فً‬ ‫ذلن الولت‪.‬‬ ‫لكن بعد مرور عمدٌن على تمدٌم التنازالت‪ ،‬لم نحمك أي تمدم فً التوصل إلى اتفاق سبلم دابم‬ ‫بٌن إسرابٌل والفلسطٌنٌ​ٌن‪.‬‬ ‫وسٌكون من الحمالة أن نعتمد أن تكرار النهج نفسه تما اما سٌخلص بنا إلى نتٌجة أفضل أونتٌجة‬ ‫مختلفة‪.‬‬

‫‪96‬‬


‫لذا‪ ،‬لررت أنه آن األوان لبلعتراؾ رسمٌاا بالمدس عاصمة "إلسرابٌل"‪.‬‬ ‫كان الرإساء السابمون وعدوا بذلن (بشؤن المدس) خبلل حمبلتهم االنتخابٌة‪ ،‬لكنهم فشلوا فً‬ ‫اإلٌفاء بوعودهم‪.‬‬ ‫الٌوم أن أفً بوعودي‪ ،‬أنا رأٌت أن اتخاذ هذا المرار ٌصب فً صالح الوالٌات المتحدة‬ ‫األمرٌكٌة‪ ،‬وفً صالح السعً إلى تحمٌك السبلم بٌن "إسرابٌل" والفلسطٌنٌ​ٌن‪".‬‬

‫مدٌنة المدس فً لرار التمسٌم عام ‪0947‬‬ ‫الجزء الثالث‪ :‬مدٌنة المدس‬ ‫أ‪ -‬نظام خاص‬ ‫ٌجعل لمدٌنة المدس كٌان منفصل )‪ (Corpus Sepratum‬خاضع لنظام دولً‬ ‫خاص‪ ،‬وتتولى األمم المتحدة إدارتها‪ ،‬وٌعٌن مجلس وصاٌة لٌموم بؤعمال السلطة‬ ‫اإلدارٌة نٌابة عن األمم المتحدة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬حدود المدٌنة‬ ‫تشمل مدٌنة المدس بلدٌة المدس الحالٌة مضافا إلٌها المرى والبلدان المجاورة‪ ،‬وأبعدها‬ ‫شرلا أبو دٌس‪ ،‬وأبعدها جنوبا بٌت لحم‪ ،‬وؼربا عٌن كارم‪ .‬وتشمل معها المنطمة المبنٌة‬ ‫من لرٌة لالونٌا‪.‬‬ ‫ت‪ -‬نظام المدٌنة األساسً‬ ‫على مجلس الوصاٌة خبلل خمسة أشهر من الموافمة على المشروع الحاضر‪ ،‬أن ٌضع‬ ‫وٌمر دستورا مفصبل للمدٌنة ٌتضمن جوهر الشروط التالٌة‪:‬‬ ‫‪ .1‬اإلدارة الحكومٌة‪ ،‬مماصدها الخاصة‪:‬‬ ‫على السلطة اإلدارٌة أن تتبع فً أثناء لٌامها بالتزاماتها اإلدارٌة األهداؾ الخاصة التالٌة‪:‬‬ ‫أ‪ -‬حماٌة المصالح الروحٌة والدٌنٌة الفرٌدة الوالعة ضمن مدٌنة العمابد‬ ‫التوحٌدٌة الكبٌرة الثبلث المنتشرة فً أنحاء العالم ‪-‬المسٌحٌة والٌهودٌة‬ ‫واإلسبلم‪ -‬وصٌانتها‪ ،‬والعمل لهذه الؽاٌة بحٌث ٌسود النظام والسبلم ‪-‬السبلم‬ ‫المدس‪.‬‬ ‫مدٌنة‬ ‫خاصة‪-‬‬ ‫الدٌنً‬ ‫‪97‬‬


‫ب‪ -‬دعم روح التعاون بٌن سكان المدٌنة جمٌعهم‪ ،‬سواء فً سبٌل مصلحتهم‬ ‫الخاصة أم فً سبٌل تشجٌع التطور السلمً للعبللات المشتركة بٌن شعبً‬ ‫فلسطٌن فً الببلد الممدسة بؤسرها‪ ،‬وتؤمٌن األمن والرفاهٌة‪ ،‬وتشجٌع كل‬ ‫تدبٌر بناء من شؤنه أن ٌحسن حٌاة السكان‪ ،‬آخذا بعٌن االعتبار العادات‬ ‫والظروؾ الخاصة لمختلؾ الشعوب والجالٌات‪.‬‬ ‫‪ .2‬الحاكم والموظفون اإلدارٌون‪:‬‬ ‫ٌموم مجلس الوصاٌة بتعٌ​ٌن حاكم للمدس ٌكون مسإوال أمامه‪ ،‬وٌكون هذا االختٌار على‬ ‫أساس كفاٌته الخاصة دون مراعاة لجنسٌته‪ ،‬على أال ٌكون مواطنا ألي من الدولتٌن فً‬ ‫فلسطٌن‪.‬‬ ‫مثل الحاكم األمم المتحدة فً مدٌنة المدس‪ ،‬وٌمارس نٌابة عنها جمٌع السلطات اإلدارٌة بما‬ ‫فً ذلن إدارة الشإون الخارجٌة‪ ،‬وتعاونه مجموعة من الموظفٌن اإلدارٌ​ٌن ٌعتبر أفرادها‬ ‫موظفٌن دولٌ​ٌن وفك منطوق المادة (‪ )100‬من المٌثاق‪ ،‬وٌختارون لدر اإلمكان من بٌن‬ ‫سكان المدٌنة ومن سابر فلسطٌن دون أي تمٌ​ٌز عنصري‪ .‬وعلى الحاكم أن ٌمدم مشروعا‬ ‫مفصبل لتنظٌم إدارة المدٌنة إلى مجلس الوصاٌة لٌنال موافمته علٌه‪.‬‬ ‫‪ .3‬االستمالل المحلً‪:‬‬ ‫أ‪ٌ -‬كون للوحدات المابمة حالٌا ذات االستمبلل المحلً فً منطمة المدٌنة (المرى‬ ‫والمراكز والبلدٌات) سلطات حكومٌة وإدارٌة واسعة ضمن النطاق المحلً‪.‬‬ ‫ب‪ٌ -‬درس الحاكم مشروع إنشاء وحدات بلدٌة خاصة تتؤلؾ من األلسام‬ ‫الٌهودٌة والعربٌة فً مدٌنة المدس الجدٌدة‪ ،‬وٌرفعه إلى مجلس الوصاٌة‬ ‫للنظر فٌه وإصدار لرار بشؤنه‪ .‬وتستمر الوحدات البلدٌة الجدٌدة فً تكوٌن‬ ‫جزء من البلدٌة الحالٌة لمدٌنة المدس‪.‬‬ ‫‪ .4‬تدابٌر األمن‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تجرد مدٌنة المدس من السبلح وٌعلن حٌادها وٌحافظ علٌه‪ ،‬وال ٌسمح بمٌام‬ ‫أٌة تشكٌبلت أو تدرٌب أو نشاط عسكري ضمن حدودها‪.‬‬ ‫ب‪ -‬فً حال عرللة أعمال اإلدارة فً مدٌنة المدس بصورة خطٌرة أو منعها من‬ ‫جراء عدم تعاون أو تدخل فبة أو أكثر من السكان‪ٌ ،‬كون للحاكم السلطة‬ ‫باتخاذ التدابٌر البلزمة إلعادة سٌر اإلدارة الفعال‪.‬‬ ‫ث‪ -‬للمساعدة على استتباب المانون والنظام الداخلً‪ ،‬وبصورة خاصة لحماٌة األماكن‬ ‫الممدسة والموالع واألبنٌة الدٌنٌة فً المدٌنة‪ٌ ،‬موم الحاكم بتنظٌم شرطة خاصة ذات لوة‬

‫‪98‬‬


‫كافٌة ٌجد أفرادها من خارج فلسطٌن وٌعطى الحاكم الحك فً التصرؾ فً بنود‬ ‫المٌزانٌة بحسب الحاجة للمحافظة على هذه الموة واالتفاق علٌها‪.‬‬ ‫‪ .5‬التنظٌم التشرٌعً‪:‬‬ ‫تكون السلطة التشرٌعٌة والضراببٌة بٌد مجلس تشرٌعً منتخب بااللتراع العام السري‪،‬‬ ‫على أساس تمثٌل نسبً لسكان مدٌنة المدس البالؽٌن‪ ،‬وبؽٌر تمٌ​ٌز من حٌث الجنسٌة‪ .‬ومع‬ ‫ذلن ٌجب أال ٌتعارض أي إجراء تشرٌعً أو ٌتنالض مع األحكام المنصوص علٌها فً‬ ‫دستور المدٌنة‪ ،‬كما ٌجب أال ٌسود هذه األحكام أي لانون أو البحة أو تصرؾ رسمً‬ ‫وٌعطً الدستور الحاكم الحك فً االعتراض )‪ (VETO‬على مشارٌع الموانٌن المتنافٌة مع‬ ‫األحكام المذكورة‪ ،‬وٌمنحه كذلن سلطة إصدار أوامر ولتٌة فً حال تخلؾ المجلس عن‬ ‫الموافمة فً الولت المبلبم على مشروع لانون ٌعتبر جوهرٌا بالنسبة إلى سٌر اإلدارة‬ ‫الطبٌعً‪.‬‬ ‫‪ .6‬المضاء‪:‬‬ ‫ٌجب أن ٌنص المانون على إنشاء نظام لضابً مستمل‪ٌ ،‬شتمل على محكمة استبناؾ‬ ‫ٌخضع لوالٌتها سكان المدٌنة‪.‬‬ ‫‪ .7‬االتحاد االلتصادي والنظام االلتصادي‪:‬‬ ‫تكو ن مدٌنة المدس داخلة ضمن االتحاد االلتصادي الفلسطٌنً وممٌدة بؤحكام التعهد جمٌعها‬ ‫وبكل معاهدة تنبثك منه‪ ،‬وكذلن بجمٌع لرارات المجلس االلتصادي المشترن‪ .‬وٌمام ممر‬ ‫المجلس االلتصادي فً منطمة المدٌنة وٌجب أن ٌحتوي الدستور على أحكام للشإون‬ ‫االلتصادٌة التً ال تمع ضمن نظام الوحدة االلتصادٌة‪ ،‬وذلن على أساس من عدم التمٌ​ٌز‬ ‫والمساواة فً المعاملة بالنسبة إلى الدول األعضاء فً األمم المتحدة ورعاٌاها‪.‬‬ ‫الممٌمٌن‪:‬‬ ‫على‬ ‫والسٌطرة‬ ‫والزٌارة‬ ‫‪TRANSIT‬‬ ‫العبور‬ ‫‪ .8‬حرٌة‬ ‫تكون حرٌة الدخول واإللامة ضمن حدود المدٌنة مضمونة للممٌمٌن فً الدولتٌن العربٌة‬ ‫والٌهودٌة ولمواطنٌها وذلن بشرط عدم اإلخبلل باعتبارات األمن‪ ،‬مع مراعاة االعتبارات‬ ‫االلتصادٌة كما ٌحددها الحاكم وفما لتعلٌمات مجلس الوصاٌة‪ .‬وتكون الهجرة إلى داخل‬ ‫حدود المدٌنة واإللامة فٌها بالنسبة إلى رعاٌا الدول األخرى‪ ،‬خاضعة لسلطة الحاكم وفما‬ ‫لتعلٌمات مجلس الوصاٌة‪.‬‬

‫‪99‬‬


‫‪ .9‬العاللات بالدولتٌن العربٌة والٌهودٌة‪:‬‬ ‫ٌعتمد الحاكم للمدٌنة ممثلً الدولتٌن العربٌة والٌهودٌة‪ ،‬وٌكونان مكلفٌن بحماٌة مصالح‬ ‫دولتٌهما ورعاٌاهما لدى اإلدارة الدولٌة للمدٌنة‪.‬‬ ‫‪.10‬‬

‫اللغات الرسمٌة‪:‬‬

‫تكون العربٌة والعبرٌة لؽتً المدٌنة الرسمٌتٌن‪ ،‬وال ٌحول هذا النص دون أن ٌعتمد فً‬ ‫العمل لؽة أو لؽات إضافٌة عدة بحسب الحاجة‪.‬‬ ‫‪.11‬‬

‫المواطنة‪:‬‬

‫ٌصبح جمٌع الممٌمٌن بحكم الوالع مواطنٌن فً مدٌنة المدس‪ ،‬ما لم ٌختاروا جنسٌة الدولة‬ ‫التً كانوا رعاٌاها‪ ،‬أو ما لم ٌكونوا عربا أو ٌهودا لد أعلنوا نٌتهم أن ٌصبحوا مواطنٌن فً‬ ‫الدولة العربٌة والدولة الٌهودٌة طبما للفمرة (‪ )9‬من المسم (ب) من الجزء األول من‬ ‫المشروع الحاضر‪.‬‬ ‫وٌتخذ مجلس الوصاٌة التدابٌر لتوفٌر الحماٌة المنصلٌة لمواطنً المدٌنة خارج أرضها‪.‬‬ ‫‪.12‬‬

‫حرٌات المواطنٌن‪:‬‬

‫أ ‪ٌ-‬ضمن لسكان المدٌنة ‪-‬بشرط عدم اإلخبلل بممتضٌات النظام العام واآلداب العامة‪-‬‬ ‫حموق اإلنسان والحرٌات األساسٌة‪ ،‬مشتملة حرٌة العمٌدة والدٌن والعبادة واللؽة والتعلٌم‬ ‫وحرٌة المول وحرٌة الصحافة وحرٌة االجتماع واالنتماء إلى الجمعٌات وتكوٌنها‪ ،‬وحرٌة‬ ‫التظلم‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ال ٌجري أي تمٌ​ٌز بٌن السكان بسبب األصل أو الدٌن أو اللؽة أو الجنس‪.‬‬ ‫ج‪ٌ -‬كون لجمٌع الممٌمٌن داخل المدٌنة حك متساو فً التمتع بحماٌة المانون‪.‬‬ ‫د‪ٌ -‬جب احترام لانون األسرة واألحوال الشخصٌة لمختلؾ األفراد ومختلؾ الطوابؾ‪ ،‬كما‬ ‫تحترم كذلن مصالحهم الدٌنٌة‪.‬‬ ‫هـ‪ -‬مع عدم اإلخبلل بضرورات النظام العام وحسن اإلدارة ال ٌتخذ أي إجراء ٌعوق أو‬ ‫ٌتدخل فً نشاط المإسسات الدٌنٌة أو الخٌرٌة لجمٌع المذاهب‪ ،‬وال ٌجوز عمل أي تمٌ​ٌز‬ ‫نحو ممثلً هذه المإسسات أو أعضابها بسبب دٌنهم أو جنسٌتهم‪.‬‬ ‫و‪ -‬تإمن المدٌنة تعلٌما ابتدابٌا وثانوٌا كافٌ​ٌن للطابفتٌن العربٌة والٌهودٌة كل بلؽتها ووفك‬ ‫تمالٌدها الثمافٌة‪ .‬وإن حموق كل طابفة فً االحتفاظ بمدارسها الخاصة لتعلٌم أفرادها بلؽتهم‬

‫‪100‬‬


‫المومٌة ‪-‬شرط أن تلتزم بمتطلبات التعلٌم العامة التً لد تفرضها المدٌنة‪ -‬لن تنكر أو تعطل‪.‬‬ ‫أما مإسسات التعلٌم األجنبٌة فتتابع نشاطها على أساس الحموق المابمة‪.‬‬ ‫ز‪ -‬ال ٌجوز أن تحد حرٌة أي فرد من سكان المدٌنة فً استخدام أٌة لؽة كانت فً أحادٌثه‬ ‫الخاصة‪ ،‬أو فً التجارة أو األمور الدٌنٌة‪ ،‬أو الصحافة أو المنشورات بجمٌع أنواعها‪ ،‬أو‬ ‫االجتماعات العامة‪.‬‬ ‫األماكن الممدسة‪:‬‬ ‫‪.13‬‬ ‫أ ‪ -‬ال ٌجوز أن ٌلحك أي مساس بالحموق المابمة الحالٌة المتعلمة باألماكن الممدسة واألبنٌة‬ ‫والموالع الدٌنٌة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تضمن حرٌة الوصول إلى األماكن الممدسة واألبنٌة والموالع الدٌنٌة‪ ،‬وحرٌة ممارسة‬ ‫العبادة‪ ،‬وفما للحموق المابمة شرط مراعاة حفظ النظام واللٌالة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬تصان األماكن الممدسة واألبنٌة والموالع الدٌنٌة وٌحرم كل فعل من شؤنه أن ٌسًء بؤٌة‬ ‫صورة كانت إلى لداستها‪ .‬وإن رأى الحاكم فً أي ولت ضرورة ترمٌم مكان ممدس أو‬ ‫بناء مولع دٌنً ما‪ ،‬فٌجوز له أن ٌدعو الطابفة أو الطوابؾ المعنٌة إلى المٌام بالترمٌمات‬ ‫البلزمة‪ .‬وٌجوز له المٌام بهذه الترمٌمات على حساب الطابفة أو الطوابؾ المعنٌة إن لم‬ ‫ٌتلك جوابا عن طلبه خبلل مدة معمولة‪.‬‬ ‫د‪ -‬ال تجبى أٌة ضرٌبة على مكان ممدس أو مبنى أو مولع دٌنً كان معفٌا منها ولت إلامة‬ ‫المدٌنة (بوضعها الدولً)‪ ،‬وال ٌلحك أي تعدٌل فً هذه الضرٌبة ٌكون من شؤنه التمٌ​ٌز بٌن‬ ‫مالكً األماكن واألبنٌة والموالع الدٌنٌة أو ساكنٌها‪ ،‬أو ٌكون من شؤنه وضع هإالء‬ ‫المالكٌن أو الساكنٌن من أثر الضرٌبة العام فً وضع ألل مبلءمة مما كان علٌه حالهم ولت‬ ‫تبنً توصٌات الجمعٌة العامة‪.‬‬ ‫سلطات الحاكم الخاصة فٌما ٌتعلك باألماكن الممدسة واألبنٌة والموالع الدٌنٌة فً‬ ‫‪.14‬‬ ‫المدٌنة وفً أي جزء من فلسطٌن‪:‬‬ ‫أ ‪-‬إن حماٌة األماكن الممدسة واألبنٌة والموالع الدٌنٌة الموجودة فً مدٌنة المدس‪ٌ ،‬جب أن‬ ‫تكون موضع اهتمام الحاكم بصورة خاصة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬وفٌما ٌتعلك باألماكن واألبنٌة والموالع المماثلة الموجودة فً فلسطٌن خارج المدٌنة‬ ‫ٌمر الحاكم ‪-‬بموجب السلطات التً ٌكون لد منحه إٌاها دستور الدولتٌن‪ -‬ما إذا كانت أحكام‬ ‫دستوري الدولتٌن العربٌة والٌهودٌة فً فلسطٌن والخاصة بهذه األماكن وبالحموق الدٌنٌة‬ ‫ٌجب‪.‬‬ ‫كما‬ ‫ومحترمة‬ ‫مطبمة‬ ‫بها‪،‬‬ ‫المتعلمة‬ ‫ج‪ -‬وللحاكم كذلن الحك فً اتخاذ المرارات على أساس الحموق المابمة فً حال حدوث‬ ‫خبلؾ بٌن مختلؾ الطوابؾ الدٌنٌة أو بشؤن شعابر طابفة ما بالنسبة إلى األماكن الممدسة‬ ‫فلسطٌن‪.‬‬ ‫أنحاء‬ ‫سابر‬ ‫فً‬ ‫الدٌنٌة‬ ‫والموالع‬ ‫واألبنٌة‬ ‫‪101‬‬


‫وٌجوز للحاكم أن ٌستعٌن فً أثناء لٌامه بهذه المهمة بمجلس استشاري مإلؾ من ممثلٌن‬ ‫لمختلؾ الطوابؾ ٌعملون بصفة استشارٌة‪.‬‬ ‫د‪ -‬مدة نظام الحكم الخاص‬ ‫ٌبدأ تنفٌذ الدستور الذي ٌضعه مجلس الوصاٌة ‪-‬فً ضوء المبادئ المذكورة أعبله‪ -‬فً‬ ‫مٌعاد ألصاه أول أكتوبر‪ /‬تشرٌن األول ‪ ،1948‬وٌكون سرٌانه أول األمر خبلل عشر‬ ‫سنوات ما لم ٌر مجلس الوصاٌة وجوب المٌام فً ألرب ولت بإعادة النظر فً هذه‬ ‫األحكام‪ .‬وٌجب عند انمضاء هذه المدة أن ٌعاد النظر فً مجموع النظام من لبل مجلس‬ ‫الوصاٌة فً ضوء التجارب المكتسبة خبلل هذه الفترة من العمل به‪ .‬وعندبذ ٌكون للممٌمٌن‬ ‫فً المدٌنة الحرٌة فً اإلعبلن‪ ،‬بطرٌك االستفتاء‪ ،‬عن رؼباتهم فً التعدٌبلت الممكن‬ ‫إجراإها على نظام المدٌنة‪.‬‬

‫‪102‬‬


‫وضع المدس فً المانون الدولً‬

‫‪107‬‬

‫مل ّخص تنفٌذي‪:‬‬ ‫الترح لرار التمسٌم الذي أصدرته األمم المتحدة (لرار الجمعٌة العا ّمة رلم ‪ )181‬أن تكون المدس‬ ‫)‪(Corpus Separatum‬فً ظل نظام دولً تُدٌره األمم المتحدة‪ .‬على الرؼم من اندالع‬ ‫المواجهات فً عام ‪ ،1949-1948‬بذلت األمم المتحدة العدٌد من المحاوالت لتؤسٌس هذا النظام‬ ‫الدولً لبل التخلًّ عن ذلن فً عام ‪ .1951‬لكن ٌبمى االلتراح مطروحا ا "على طاولة البحث"‬ ‫بمعنى أنه ٌبمى أحد الخٌارات فً المفاوضات المستمبلٌة حول وضع المدس‪.‬‬ ‫اإلجراءات التً اتخذتها (إسرابٌل) لدمج المدس الؽربٌة فً (إسرابٌل) والتً اتخذتها بعد حرب‬ ‫متكرر من لبل األمم المتحدة‬ ‫حزٌران ‪ 1967‬لتؤكٌد السٌادة على كل المدس كانت محل شجب‬ ‫ّ‬ ‫ولٌس لها أي أثر لانونً‪.‬‬ ‫لم ٌتم نمل السٌادة على أراضً فلسطٌن االنتدابٌة سابما ا إلى سلطة االنتداب خبلل فترة االنتداب‪،‬‬ ‫لكنّها بمٌت معلّمة‪ .‬السٌادة على ذلن الجزء من فلسطٌن الذي أصبح دولة (إسرابٌل)‪ ،‬باستثناء‬ ‫المدس الؽربٌة‪ ،‬نُملت إلى (إسرابٌل)‪ .‬أ ّما السٌادة على أراضً االنتداب األخرى من فلسطٌن فبمٌت‬ ‫معلّمة لتتم ممارستها من لبل الشعب الفلسطٌنً عندما ٌحصل على حك تمرٌر المصٌر‪.‬‬ ‫احتبلل (إسرابٌل) للمدس الؽربٌة منذ عام ‪ 1948‬لم ٌحظ باعتراؾ لانونً‪ ،‬مع أن معظم الدول‬ ‫تعترؾ بسلطة األمر الوا لع إلسرابٌل على المدس الؽربٌة‪ .‬صادق اتفاق الهدنة العام بٌن األردن‬ ‫و(إسرابٌل) لعام ‪ 1949‬على التمسٌم الوالعً للمدٌنة‪ ،‬لكن لم ٌإثّر ذلن على الوضع المانونً‬ ‫للمدٌنة‪.‬‬ ‫(إسرابٌل) فً وضع االحتبلل المحارب للمدس الشرلٌة‪ .‬فً ظل المانون الدولً ال ٌحك لبلحتبلل‬ ‫المحارب منح حموق ملكٌة‪ .‬إضافة إلى ذلن‪ٌ ،‬نطبك مبدأ عدم جواز االستٌبلء على حموق الملكٌة‬ ‫بالموة فً هذا السٌاق‪ ،‬والمدس الشرلٌة هً ضمن األراضً التً احتلت فً حرب حزٌران‬ ‫‪ 1967‬والتً ٌجب على (إسرابٌل) االنسحاب منها وفما ا لمرار مجلس األمن رلم ‪.242‬‬ ‫من الممبول به لدى المجتمع الدولً أن للمدس وضعا ا لانونٌا ا منفصبلا عن (إسرابٌل) وبمٌة‬ ‫األراضً المحتلة‪ .‬تبمى الصفة الدلٌمة لذلن الوضع لٌتم حلّها فً سٌاق حل السبلم النهابً‪ ،‬أو إذا‬ ‫‪107‬كهاٍخ ٌلائوح ّإ‪ ْٚ‬اٌّفب‪ٙٚ‬بد ف‪ِٕ ٟ‬ظّخ اٌزؾو‪٠‬و اٌفٍَط‪١ٕ١‬خ ِْٕ‪ٛ‬هح ػٍ‪ِٛ ٝ‬لؼ‪ٙ‬ب‬ ‫‪http://www.nad-plo.org/a_print.php?id=44‬‬ ‫‪103‬‬


‫فشل ذلن أن ٌتم حلّها من لبل األمم المتحدة‪ .‬فً ذات الولت تبمى السٌادة على المدٌنة ُمعلّمة‪.‬‬ ‫ٌوجد لفلسطٌن مطالبة شرعٌة بالسٌادة على المدٌنة بناء على حمٌمة أن المدس كانت فً ظل‬ ‫ّ‬ ‫ٌتجزأ من أراضً فلسطٌن وكانت أٌضا ا عاصمتها‬ ‫العثمانٌ​ٌن وأثناء االنتداب البرٌطانً جزءا ا ال‬ ‫اإلدارٌة‪ .‬وإلى أن ؼٌّرت الهجرة الٌهودٌة التركٌبة الدٌمؽرافٌة للمدٌنة‪ ،‬كان ؼالبٌة س ّكانها من‬ ‫العرب‪ .‬مع أن السٌادة علٌها معلّمة‪ ،‬سوؾ ٌتم تجدٌدها لتإول إلى الدولة الفلسطٌنٌة حالما تحظى‬ ‫هذه الدولة باالعتراؾ كدولة ذات سٌادة‪.‬‬ ‫ادّعاء (إسرابٌل) السٌادة على المدس لٌس له ما ٌدعمه‪ .‬لٌس له أساس كذلن فً لرار الجمعٌة‬ ‫تصورا ا أبدا ا بؤن المدس ستش ّكل جزءا ا من‬ ‫العا ّمة ؼٌر الملزم رلم ‪ 181‬بما أن المرار لم ٌضع‬ ‫ّ‬ ‫الدولة الٌهودٌة الممترحة‪ ،‬بل أن تكون )‪ (Corpus Separatum‬تخضع لنظام دولً‪ .‬كما ال‬ ‫ٌمكن أن ٌُش ّكل ادّعاء (إسرابٌل) أنها كانت فً حالة دفاع عن النفس فً عام ‪ 1948‬وعام ‪1967‬‬ ‫الملكٌة‪.‬‬ ‫الدّعاء‬ ‫األساس‬ ‫هنان مجموعة من األنظمة المانونٌة التً ٌعود تارٌخها إلى عهد العثمانٌ​ٌن وتُعرؾ باسم الوضع‬ ‫الراهن )‪ (Status Quo‬تحكم وضع األماكن الممدّسة الوالعة فً البلدة المدٌمة‪ .‬ولد تَع ّه َد‬ ‫المحتلون المتعالبون بدعم مجموعة األنظمة هذه التً اكتسبت وضع الواجب المانونً الدولً الذي‬ ‫ٌُلزم المحتلٌن الحالٌ​ٌن والمستمبلٌ​ٌن لذلن الجزء من المدٌنة‪.‬‬ ‫لم تإثّر االتفالٌة المرحلٌة على الوضع المانونً للمدس‪.‬‬ ‫ممدّمة‬ ‫‪ٌ-1‬بحث هذا التمرٌر وضع المدس فً ظل المانون الدولً‪.‬‬ ‫‪ -2‬تتمتّع المدس بؤهمٌة دٌنٌة للٌهودٌة‪ 108‬والمسٌحٌة واإلسبلم‪ .‬وباعتبارها إحدى ألدم المدن فً‬ ‫العالم‪ ،‬كانت المدس على مفترق طرق الحضارات والثمافات عبر التارٌخ‪ .‬منذ المدم‪ ،‬خاضت‬ ‫شعوب ومجموعات مختلفة الكثٌر من المعارن للسٌطرة علٌها‪ .‬كما كانت المدٌنة منذ المرن السابع‬ ‫‪ 108‬أوضحنا فً السٌاق أن األهمٌة الدٌنٌة للٌهود الممٌمٌن فً فلسطٌن ال تتفك مع علم اآلثار كما ال تتفك‬ ‫مع الدراسات الحدٌثة‪ ،‬لذا فهً مصطعنة ومخترعة حدٌثا أي فً المرن ‪ 19‬فمط‪ ،‬عدا أن العبللة مع بنً‬ ‫اسرابٌل المبٌلة العربٌة المنمرضة ؼٌر موجودة مع األلوام التً تدٌن بالٌهودٌة الٌوم اطبللا‪ ،‬كما ان مسرح‬ ‫األحداث للشرٌعة الموسوٌة ثم للملكٌن سلٌمان وداوود ‪-‬حٌث فً زمنهما فمط نشؤت الدٌانة الٌهودٌة من‬ ‫خلٌط اٌمانً بالوثنٌة‪ -‬ال دلٌل علمً مطلما على وجودهما هنا فً فلسطٌن‪( .‬ذكرنا أهمٌة مراجعة أبحاث‬ ‫علماء اآلثار االسرابٌلٌ​ٌن مثل اسرابٌل فنكلشتاٌن وزبٌؾ هرتزوغ وشلومو زاند‪ ،‬والرجوع ألبحاث كاتلٌن‬ ‫كٌنون وكٌث واٌتبلم وؼٌرهم الكثٌر‪ ،‬وأٌضا أبحاث العرب العلمٌ​ٌن أمثال المفكر العربً فاضل الربٌعً‬ ‫ود‪.‬فرج هللا صالح دٌب وأحمد الدبش وحسنً الحاٌن‪)...‬‬ ‫‪104‬‬


‫عشر هدفا ا الدّعاءات متنالضة للٌهود والعرب الفلسطٌنٌ​ٌن‪ .‬كان لهذه االدّعاءات أبعاد سٌاسٌة‬ ‫‪110‬‬ ‫‪109‬‬ ‫سد الهوٌة‬ ‫وإللٌمٌة‪ ،‬إضافة للبعد الدٌنً حٌث أن ِكبل الشعبٌن (؟!) ٌعتبران أن المدٌنة تُج ّ‬ ‫الوطنٌة وحك تمرٌر المصٌر لكل منهما‪ .‬لكن ٌجب أن ال ٌكون هنان تؤثٌر ألهمٌة المدس الدٌنٌة‬ ‫والتارٌخٌة على الحجج المانونٌة حول وضع المدٌنة فً المانون الدولً‪.‬‬ ‫الخلفٌة التارٌخٌة‬ ‫‪-3‬لفترة ‪ 400‬سنة وحتى الحرب العالمٌة األولى‪ ،‬ش ّكلت فلسطٌن جزءا ا من االمبرطورٌة‬ ‫العثمانٌة‪ .‬بعد هزٌمة تلن االمبرطورٌة‪ُ ،‬وضعت فلسطٌن فً عام ‪ 1922‬تحت انتداب عصبة‬ ‫األمم حٌث كانت برٌطانٌا هً سلطة االنتداب‪ .‬كانت المدس خبلل فترة االنتداب جزءا ا ال ٌتجزأ‬ ‫من أراضً فلسطٌن وممر إدارتها‪ .‬أعطى االنتداب مفعوالا لوعد بلفور عام ‪ 1917‬بتؤٌ​ٌد إلامة‬ ‫"وطن لومً" للٌهود فً فلسطٌن‪ .‬لم ٌتض ّمن االنتداب أٌة بنود محددة تتعلّك بالمدس مع أن المادة‬ ‫‪ 13‬والمادة ‪ 14‬من لانون االنتداب لم تتض ّمن بنود حول األماكن الممدّسة‪ .‬وفما ا للمادة ‪،13‬‬ ‫تسلمت برٌطانٌا المسإولٌة الكاملة عن األماكن الممدّسة‪ ،‬بما فً ذلن الحفاظ على "الحموق‬ ‫الحرة للشعابر الدٌنٌة"‪ ،‬باستثناء ما هو متعلّك‬ ‫الحالٌة"‪" ،‬ضمان حرٌة العبور"‪" ،‬والممارسة‬ ‫ّ‬ ‫ضمن االنتداب حصانتها‪ .‬تنص المادة ‪ 14‬من لانون‬ ‫بإدارة األماكن اإلسبلمٌة الممدّسة التً َ‬ ‫صة "لدراسة‪ ،‬تعرٌؾ‪ ،‬وتمرٌر الحموق والمطالبات المتعلمة باألماكن‬ ‫االنتداب على تشكٌل لجنة خا ّ‬ ‫الممدّسة والحموق والمطالبات المتعلمة بالجالٌات الدٌنٌة المختلفة فً فلسطٌن"‪ .‬فً ضوء‬ ‫الصعوبات المتّصلة بإلامة تمثٌل لكل الجالٌات الدٌنٌة‪ ،‬لم ٌتم تشكٌل اللجنة أبدا ا وبمٌت المسإولٌة‬ ‫عن األماكن الممدّسة بٌد سلطة االنتداب التً واصلت حالة الوضع الراهن التً كانت سابدة أثناء‬ ‫المختلفة‪.‬‬ ‫الجالٌات‬ ‫بٌن‬ ‫العبللات‬ ‫وحكمت‬ ‫العثمانً‬ ‫الحكم‬ ‫‪-4‬تسبّب تصاعد الهجرة الٌهودٌة إلى فلسطٌن بتوترات متزاٌدة بٌن الجالٌتٌن (بٌن الشعب‬ ‫الفلسطٌنً والمحتلٌن الٌهود‪-‬اإلعداد) وأصبحت المدس بإرة للصراع (اندلعت فً عام ‪1929‬‬ ‫أعمال عنؾ (؟!) خطٌرة حول حرٌة الوصول إلى حابط البراق) حٌث استمر الوضع األمنً فً‬ ‫التدهور بعد ذلن‪ .‬على إثر ثورة فلسطٌن فً عام ‪ 1936‬التً بدأت احتجاجا ا على تزاٌد الهجرة‬ ‫الٌهودٌة‪ ،‬لامت برٌطانٌا بتشكٌل اللجنة الملكٌة الفلسطٌنٌة‪ .‬استنتجت اللجنة بؤن االنتداب لد فشل‬ ‫وأوصت بإنهابه‪ .‬كما الترحت تمسٌم فلسطٌن إلى دولة عربٌة ودولة ٌهودٌة‪ .‬اعتبرت اللجنة‬ ‫األماكن الممدّسة "أمانة ممدّسة لدى المدٌنة"‪ ،‬والترحت إلامة مماطعة المدس – بٌت لحم لتضم كافة‬ ‫األماكن الممدّسة‪ ،‬مع ممر إلى البحر ٌنتهً عند ٌافا وأن ٌبمى تحت الوصاٌة البرٌطانٌة فً ظل‬ ‫العجٌب أن تؤتً مثل هذه الصٌاؼة فً تمرٌر من (م‪.‬ت‪.‬ؾ) حٌث تساوي بٌن حموق العرب وادعاءات‬ ‫الٌهود؟!‬ ‫وهذا عجب آخر فً التمرٌر الموضوع على مولع (م‪.‬ت‪.‬ؾ) ٌمول "كبل الشعبٌن" وشلومو زاند ٌمول‬ ‫أن الشعب الٌهودي مخترع!‬ ‫‪105‬‬

‫‪109‬‬

‫‪110‬‬


‫انتداب جدٌد لعصبة األمم‪ .‬الخطة األولى هذه أبطلتها األحداث السٌاسٌة والعسكرٌة‪ .‬وبعد الحرب‬ ‫العالمٌة الثانٌة‪ ،‬أعلنت المملكة المتحدة أنها ؼٌر لادرة على حل المشكلة فً فلسطٌن وأحالت‬ ‫المتحدة‪.‬‬ ‫األمم‬ ‫إلى‬ ‫المضٌة‬ ‫صة‬ ‫‪-5‬عندما ُوضعت المسؤلة أمام األمم المتحدة فً عام ‪ ،1947‬عٌّنت الجمعٌة العامة لجنة خا ّ‬ ‫حول فلسطٌن‪ .‬أوصت اللجنة باإلجماع بالحفاظ على لدسٌة األماكن الممدّسة وضمان حرٌة‬ ‫الوصول إلٌها "وفما ا للحموق الموجودة"‪ .‬لدّمت اللجنة خطتٌن بدٌلتٌن لفلسطٌن‪َ .‬وضعت خطة‬ ‫األللٌة تصورا ا إللامة دولة فٌدرالٌة مو ّحدة فً فلسطٌن تكون المدس عاصمتها وبلدٌتٌن منفصلتٌن‬ ‫للمسمٌن الٌهودي والعربً‪ .‬كما أوصت بوضع نظام دولً دابم للحماٌة واإلشراؾ على األماكن‬ ‫الممدّسة فً المدس وفً أماكن أخرى‪ .‬أوصت خطة األؼلبٌة بتمسٌم فلسطٌن إلى دولة عربٌة‬ ‫ودولة ٌهودٌة‪ ،‬والتدوٌل اإلللٌمً لمنطمة المدس كمماطعة أو كجٌب فً الدولة العربٌة‪ .‬الخطة‬ ‫ألرتها الجمعٌة العامة فً المرار رلم ‪ 181‬الذي أنهى االنسحاب والترح إلامة‬ ‫األخٌرة هً التً ّ‬ ‫سم حدود الدولتٌن‪.‬‬ ‫دولة عربٌة ودولة ٌهودٌة على أراضً فلسطٌن ور َ‬ ‫لم تتم إضافة المدس إلى حدود أي من الدولتٌن‪ .‬بدالا من ذلن‪ ،‬تم التراح نظام خاص للمدس‪ .‬نص‬ ‫المرار على ما ٌلً‪:‬‬ ‫"سٌتم تؤسٌس وضع مدٌنة المدس لتكون ”‪ “corpus separatum‬وفما ا لنظام دولً خاص‬ ‫تُدٌره األمم المتحدة‪ .‬سٌتم تعٌ​ٌن مجلس وصاٌة للمٌام بمسإولٌات السلطة اإلدارٌة بالنٌابة عن‬ ‫األمم المتحدة‪".‬‬ ‫تم تعرٌؾ حدود المدٌنة على أنها تتض ّمن "البلدٌة الحالٌة للمدس والمرى والبلدات المحٌطة بها‬ ‫حٌث ستكون أبو دٌس فً ألصى الشرق‪ ،‬وبٌت لحم فً ألصى الجنوب‪ ،‬وعٌن كارم (بما فً ذلن‬ ‫منطمة موتسا المبنٌة) فً ألصى الؽرب‪ ،‬وشعفاط فً ألصى الشمال"‪ .‬طلبت الجمعٌة العامة من‬ ‫المجلس تطوٌر لانون للمدٌنة ٌنص على تعٌ​ٌن حاكم وطالم عمل إداري‪ ،‬هٌبة تشرٌعٌة‪ ،‬مجلس‬ ‫لضاء مستمل‪ ،‬لانون جنسٌة ونظام ٌحكم األماكن الممدّسة واألبنٌة والموالع الدٌنٌة‪.‬‬ ‫األولً‪،‬‬ ‫لم ٌتم أبدا ا تطبٌك خطة التمسٌم والنظام الدولً الخاص بالمدس‪ .‬وبعد شًء من التردّد ّ‬ ‫أعلن الصهاٌنة عن رؼبتهم فً لبول خطة التمسٌم‪ .‬رفضت الجامعة العربٌة التمسٌم ألن األمم‬ ‫المتحدة‪ ،‬وخصوصا ا أن لرار الجمعٌة العامة ؼٌر ملزم‪ ،‬لٌس لها الحك فً تخصٌص ‪ %55‬من‬ ‫فلسطٌن للدولة الٌهودٌة حٌث أن الٌهود ومعظمهم مهاجرون جدد كانوا ٌمثّلون فمط ثلث الس ّكان‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫من‬ ‫‪%7‬‬ ‫من‬ ‫ألل‬ ‫وٌمتلكون‬ ‫اندلعت أعمال العنؾ فً عام ‪( 1949-1948‬هً الحرب التً انتجت نكبة الشعب الفلسطٌنً‪-‬‬ ‫اإلعداد) واحتلت (إسرابٌل) المدس الؽربٌة واحتل (سٌطر‪-‬اإلعداد) األردن المدس الشرلٌة‪ .‬أضفى‬

‫‪106‬‬


‫اتفاق الهدنة العام بٌن (إسرابٌل) واألردن بتارٌخ ‪ 3‬نٌسان ‪ 1949‬الصفة الرسمٌة على التمسٌم‬ ‫الوالعً للمدٌنة‪.‬‬ ‫‪ -6‬على ا لرؼم من أعمال العنؾ‪ ،‬لم تتخل األمم المتحدة عن هدؾ تدوٌل منطمة المدس‪ .‬فً نٌسان‬ ‫‪ ،1948‬أع ّد مجلس الوصاٌة مسودة لانون للكٌان الدولً المنفصل المخطط له‪ .‬ش ّكلت الجمعٌة‬ ‫لررت اللجنة أن "منطمة‬ ‫العامة وفما ا للمرار ‪ 194‬لجنة المصالحة التً تؤلفت من ثبلثة أعضاء‪ّ .‬‬ ‫المدس‪ ،‬بما فً ذلن البلدٌة الحالٌة للمدس والمرى والبلدات المحٌطة ‪ٌ ...‬جب أن تُمنح معاملة‬ ‫صة ومنفصلة عن بمٌة فلسطٌن وأن توضع تحت سٌطرة فعّالة لؤلمم المتحدة"‪ .‬طلبت الجمعٌة‬ ‫خا ّ‬ ‫صلة لنظام دولً دابم لمنطمة المدس وتوصٌات حول األماكن‬ ‫العا ّمة من اللجنة وضع ممترحات مف ّ‬ ‫المم ّدسة‪ .‬وفً تمارٌرها الدورٌة إلى الجمعٌة العامة‪ ،‬أوردت اللجنة أن الوفود العربٌة كانت عموما ا‬ ‫مستعدة للمبول بمبدأ تطبٌك نظام دولً على المدس‪ ،‬شرٌطة وجود ضمانات من األمم المتحدة‬ ‫بشؤن استمراره ودٌمومته‪ .‬لم تمبل (إسرابٌل) بذلن‪ ،‬مع أنها لبلت بتطبٌك النظام الدولً أو‬ ‫صبلا‬ ‫السٌطرة الدولٌة على األماكن الممدّسة‪ .‬ومع ذلن وفً نٌسان ‪ ،1950‬تبنّى المجلس لانونا ا مف ّ‬ ‫لمدٌنة المدس ٌرتكز على البنود الواردة فً المرار ‪ .181‬ولم ٌُبد أي من الطرفٌن االستعداد لمبول‬ ‫المانون الممترح‪ .‬بعد بذل جهد آخر للوساطة بٌن األطراؾ فً عام ‪ ،1951‬استنتجت اللجنة أن‬ ‫عدم رؼبة الطرفٌن بتطبٌك المرارات ذات الصلة والتؽٌّرات التً حصلت على األرض جعلت من‬ ‫المستحٌل مواصلة الطرٌك للتوصل إلى حل‪ .‬مع ذلن‪ٌ ،‬بمى االلتراح "موضوعا ا على الطاولة"‬ ‫بمعنى أن االلتراح أو ما ٌشبهه ٌبمى خٌارا ا للمفاوضات حول مستمبل وضع المدٌنة‪.‬‬ ‫‪ -7‬فً ذات الولت‪ ،‬اتخذت (إسرابٌل) عدة إجراءات لدمج المدس الؽربٌة (بإسرابٌل)‪ .‬فً أٌلول‬ ‫سست المحكمة العلٌا فً المدس‪ ،‬وفً شباط ‪ 1949‬اجتمع أعضاء الكنٌست فً‬ ‫‪ ،1948‬تؤ ّ‬ ‫المدٌنة‪ .‬تبع ذلن تؤسٌس عدد من الوزارات ومرافك للخدمات العامة فً المدٌنة‪ .‬أعلنت (إسرابٌل)‬ ‫فً عام ‪ 1950‬أن المدس هً عاصمتها‪ .‬احتلت (إسرابٌل) المدس الشرلٌة فً حرب حزٌران‬ ‫‪ 1967‬حٌث تبنّت عددا ا من االلتراحات لتوحٌد لسمً المدٌنة‪ ،‬بما فً ذلن سن لانون فً عام‬ ‫‪ 1967‬لتطبٌك المانون المدنً اإلسرابٌلً على المدس الشرلٌة[‪ .]1‬أصدرت (إسرابٌل) فً عام‬ ‫‪" 1980‬المانون األساسً" الذي لم ٌُعلن رسمٌا ا ضم المدس الشرلٌة‪ ،‬لكنه ض ّمها عملٌا ا بإعبلن‬ ‫المدٌنة المو ّحدة عاصمة (إلسرابٌل) وممر مإسسات الدولة الربٌسٌة‪ .‬شجب مجلس األمن‬ ‫والجمعٌة العامة بشدة هذا اإلجراء‪ .‬كما أبدى مجلس األمن االستٌاء الشدٌد فً المرار ‪ 478‬من‬ ‫سن التشرٌع اإلسرابٌلً وأ ّكد أنه "ٌش ّكل انتهاكا ا للمانون الدولً وال ٌإثّر على التطبٌك المستمر‬ ‫التفالٌة جنٌؾ ذات الصلة بحماٌة األشخاص المدنٌ​ٌن فً ولت الحرب بتارٌخ ‪ 12‬آب ‪ 1949‬فً‬ ‫لرر المجلس‬ ‫األراضً العربٌة والفلسطٌنٌة األخرى المحتلة منذ عام ‪ 1967‬بما فٌها المدس"‪ّ .‬‬ ‫"عدم االعتراؾ "بالمانون األساسً" واألعمال األخرى المماثلة التً تموم بها (إسرابٌل) وتسعى‬ ‫نتٌجة لهذا المرار إلى تؽٌ​ٌر صفة ووضع المدس"‪ ،‬ودعا كافة الدول األعضاء إلى لبول لرارها‪،‬‬ ‫كما دعا الدول األعضاء التً ألامت بعثات دبلوماسٌة فً المدس إلى سحبها منها‪ .‬وٌُواصل هذا‬ ‫‪107‬‬


‫المرار‪ ،‬الذي أعاد التؤكٌد الحما ا بصٌاؼة مماثلة‪ ،‬تجسٌد مولؾ األمم المتحدة ومعظم الحكومات‬ ‫بشؤن وضع المدس‪.‬‬ ‫الوضع الحالً للمدس فً المانون الدولً‬ ‫‪-8‬ال ٌمكن فصل مسؤلة الوضع المانونً للمدس عن وضع فلسطٌن ككل‪ .‬لبل االنتداب‪ ،‬كانت‬ ‫ُحول االنتداب السٌادة إلى سلطة‬ ‫السٌادة على فلسطٌن بما فٌها المدس بؤٌدي العثمانٌ​ٌن‪ .‬لم ٌ ّ‬ ‫االنتداب‪ ،‬ولم ٌتم تحوٌلها إلى عصبة األمم‪.‬‬ ‫كانت السٌادة فعلٌا ا معلّمة أثناء فترة االنتداب‪ .‬استمر هذا الوضع حتى إلامة دولة (إسرابٌل)‬ ‫واعتراؾ المجتمع الدولً بها كدولة ودخولها األمم المتحدة فً عام ‪ .1949‬مع أن االعتراؾ‬ ‫(بإسرابٌل) تض ّمن االعتراؾ بالسٌادة اإلسرابٌلٌة على بعض األراضً فً أرض االنتداب السابمة‬ ‫لفلسطٌن‪ ،‬وبما أن امتبلن األراضً هو أحد المعاٌ​ٌر لوجود دولة‪ ،‬إالّ أنه لم ٌتض ّمن اعترافا ا‬ ‫بالسٌادة اإلسرابٌلٌة على كل األراضً التً استولت علٌها (إسرابٌل)‪ .‬كما لم ٌتض ّمن االعتراؾ‬ ‫(بإسرابٌل) بشكل خاص اعترافا ا بخطوط الهدنة لعام ‪ 1949‬أو بالسٌادة على المدس الؽربٌة‪.‬‬ ‫‪ -9‬حمٌمة أن السٌادة معلّمة على ما تبمّى من أراضً االنتداب السابمة لفلسطٌن ال ٌعنً بالطبع أنه‬ ‫ال ٌوجد أحد ٌستحك تلن السٌادة‪ .‬بما أن االستمبلل المإلت لفلسطٌن اعت ُ ِرؾ به فً انتداب عصبة‬ ‫األمم إضافة إلى االعتراؾ بحك تمرٌر المصٌر للشعب الفلسطٌنً‪ ،‬فإن "وحدة تمرٌر المصٌر"‬ ‫تتؤلؾ من تلن المساحة من األراضً‪ .‬لذلن تإول السٌادة للشعب الفلسطٌنً لكً ٌمارسها عندما‬ ‫ٌحمك استمبلله‪ .‬فً مثال الصحراء الؽربٌة‪ ،‬لال الماضً مكنٌر فً رأٌه المنفصل‪" :‬السٌادة على‬ ‫أراضً االنتداب تكون معلمة؛ وعندما ٌحصل س ّكان األراضً على االعتراؾ كدولة مستملة ‪...‬‬ ‫ستتجدّد السٌادة وتإول إلى الدولة الجدٌدة"[‪[2‬‬

‫‪-10‬فٌما ٌتعلّك بالمدس‪ ،‬لم ٌحصل اعتراؾ لانونً باحتبلل (إسرابٌل) للمدس الؽربٌة فً عام‬ ‫‪ . 1948‬السبب هو أن ذلن سٌكون ؼٌر متوافك مع مفهوم المدس باعتبارها ‪(corpus‬‬ ‫‪separatum).‬لذلن‪ ،‬ال ٌوجد حالٌا ا دول لها سفارات فً المدس[‪ٌ .]3‬وجد لبعض الدول‬ ‫لنصلٌات فً المدس‪ ،‬مع أنها ترتكز على الوضع الدولً للمدٌنة‪ ،‬ولم ٌتم طلب اإلذن من‬ ‫(إسرابٌل) إللامتها‪ .‬تعتبر معظم الدول‪ ،‬بما فً ذلن المملكة المتحدة‪ ،‬أن (إسرابٌل) تُمارس فمط‬ ‫سلطة والعٌة على المدس الؽربٌة‪ .‬مع أن اتفاق الهدنة العام بٌن األردن و(إسرابٌل) لعام ‪1949‬‬ ‫صت المادة‬ ‫صادق على التمسٌم الوالعً للمدٌنة‪ ،‬إالّ أنه لم ٌإثّر على الوضع المانونً للمدس‪ .‬ن ّ‬

‫‪108‬‬


‫الثانٌة بوضوح على أن ال ٌمنح االتفاق أٌة مٌزة سٌاسٌة أو عسكرٌة وأن ال ٌُجحؾ بحموق‬ ‫ومطالبات أو موالؾ أي طرؾ‪ ،‬وأن ما ٌُملٌه هو االعتبارات العسكرٌة فمط‪.‬‬ ‫‪-11‬فٌما ٌتعلّك بالمدس الشرلٌة لبل حرب حزٌران عام ‪ ،1967‬تم االعتراؾ بذلن الجزء من‬ ‫المدٌنة على أنه تح ت اإلدارة الوالعٌة لؤلردن‪ .‬لم ٌمنح احتبلل إسرابٌل للمدس الشرلٌة فً حرب‬ ‫حزٌران ‪ 1967‬أٌة حموق ملكٌة‪ .‬السبب هو أن (‪ )1‬الماعدة المإسسة جٌدا ا فً المانون الدولً‬ ‫تنص على أن االحتبلل ال ٌستطٌع منح حموق للملكٌة[‪ )2( ،]4‬ولمبدأ عدم جواز االستٌبلء على‬ ‫األراضً بالموة ووجوب انسحاب (إسرابٌل) من األراضً التً احتلتها فً حرب حزٌران‬ ‫‪ 1967‬كما ورد فً لرار مجلس األمن رلم ‪ .242‬بناءا ا علٌه‪ ،‬تبمى السٌادة على المدس الشرلٌة‬ ‫معلّمة كما هو األمر بالنسبة لبمٌة فلسطٌن‪.‬‬ ‫‪ 12‬المسؤلة التالٌة التً ٌجب دراستها هً هل للمدس وضع ٌختلؾ عن وضع بمٌة األراضً‬ ‫المحتلة وإسرابٌل‪ .‬مع أن خطة األمم المتحدة للتمسٌم الترحت بؤن ٌكون للمدس وضع ‪(corpus‬‬ ‫)‪separatum‬فً ظل نظام خاص تُدٌره األمم المتحدة‪ ،‬لكن لم ٌتم أبدا ا تطبٌك هذا النظام‪ .‬من‬ ‫الواضح من تارٌخ الجهود التً بذلتها األمم المتحدة لتدوٌل المدٌنة بعد رفض خطة التمسٌم أن‬ ‫مفهوم )‪ (corpus separatum‬فً ظل نظام دولً للمدٌنة لم ٌمت‪ٌ( .‬جب أن نبلحظ أٌضا ا‬ ‫أنه لبل احتبلل األردن للمدس الشرلٌة فً عام ‪ ،1950‬لَ ِبل العرب أٌضا ا مبدأ تطبٌك نظام دولً‬ ‫مجرد توصٌات‪،‬‬ ‫على المدس)‪ .‬ومع أن الممترحات للمدس فً خطة األمم المتحدة للتمسٌم كانت‬ ‫ّ‬ ‫وهً بذلن لٌست ملزمة لانونٌاا‪ٌ ،‬بدو بؤن هنان اتفالا ا واسعا ا بوجوب مواصلة اعتبار المدس‬ ‫– )‪(corpus separatum‬أي أراضً تتمٌّز لانونٌا ا عن (إسرابٌل) وبمٌة األراضً المحتلة‪،‬‬ ‫مع أن الطبٌعة الدلٌمة للنظام الدولً الذي سٌطبك على المدٌنة لم ٌتم االتفاق علٌها‪ .‬لهذا السبب‪ ،‬لم‬ ‫تعترؾ الدول بادّعاء (إسرابٌل) السٌادة على المدس الؽربٌة ولم تفتح سفارات لها فً المدٌنة‪.‬‬ ‫تتحدّث لرارات الجمعٌة العامة ومجلس األمن التً تلت لرار الجمعٌة العامة رلم ‪ 181‬بشًء من‬ ‫الؽموض عن "وضع المدس" من دون تعرٌؾ دلٌك لماهٌة ذلن الوضع‪ .‬فً معظم الحاالت ٌتم‬ ‫استخدام العبارة فً سٌاق شجب األعمال اإلسرابٌلٌة التً تعمل على فرض السٌادة اإلسرابٌلٌة‬ ‫على المدٌنة‪ .‬الهدؾ هو ضمان أن حالة الوضع الراهن مهما كانت ال تتؽٌّر‪ .‬مع ذلن‪ٌ ،‬جب تفسٌر‬ ‫العبارة فً السٌاق التارٌخً‪ ،‬وبشكل خاص جهود األمم المتحدة لتؤسٌس نظام دولً للمدٌنة‬ ‫والمبول الواسع لمفهوم)‪(corpus separatum‬‬ ‫‪ 13‬لمد رفض المجتمع الدولً رفضا ا باتّا ا ادّعاءات السٌادة اإلسرابٌلٌة على المدٌنة (بمسمٌها‬ ‫الشرلً والؽربً)‪ .‬ولم ٌمبل أٌضا ا بؤن هنان اآلن سٌادة ألٌة دولة على المدٌنة‪.‬‬ ‫السٌادة على المدس حالٌا ا ُمعلّمة‪ٌ .‬بدو كذلن أن هنان إجماع بؤن للمدس وضع منفصل عن‬

‫‪109‬‬


‫سط بشؤن حل خاص‬ ‫(إسرابٌل) وبمٌة األراضً المحتلة‪ .‬فشل الجهود التً بذلتها األمم المتحدة للتو ّ‬ ‫بالمدس‪ ،‬المبول الواسع لمفهوم)‪ ، (corpus separatum‬واإلشارة فً المرارات المتعالبة‬ ‫لؤلمم المتحدة إلى "وضع المدس" وإلى "األراضً الفلسطٌنٌة والعربٌة التً احتلتها (إسرابٌل) منذ‬ ‫عام ‪ ، 19867‬بما فٌها المدس" تشهد على ذلن‪ .‬لم ٌتم تمرٌر الطبٌعة الدلٌمة لذلن الوضع‪ .‬النظام‬ ‫الدولً الذي سٌطبك على المدس مسؤلة ٌجب حلّها فً سٌاق مشروع السبلم النهابً كما اتفك علٌه‬ ‫بٌن الجانبٌن فً إعبلن المبادئ وفً االتفالٌة المرحلٌة‪ .‬سواء كان هذا النظام على شكل مدٌنة‬ ‫سمة وكل طرؾ ٌتمتّع بالسٌادة على المسم الخاص به‪ ،‬أو سٌادة مشتركة‪ ،‬أو مجموعة أنظمة‬ ‫ُمم ّ‬ ‫دولٌة كما ورد فً خطة التمسٌم األصلٌة‪ ،‬أوحل آخر فإن كل ذلن ٌخضع للتفاوض‪.‬‬ ‫المولف الفلسطٌنً من السٌادة على المدٌنة‬ ‫نص إعبلن المبادئ الذي تبنّاه‬ ‫‪-14‬المولؾ الفلسطٌنً هو أن تكون المدس عاصمة دولة فلسطٌن‪ّ .‬‬ ‫المجلس الوطنً الفلسطٌنً فً عام ‪ 1988‬على "إلامة دولة فلسطٌن على أرض فلسطٌن وأن‬ ‫تكون عاصمتها فً المدس"‪ .‬وفما ا لوجهة النظر الفلسطٌنٌة‪ ،‬تض ّمن هذا اإلعبلن تؤكٌد السٌادة على‬ ‫المدٌنة‪ .‬ولد حظً المولؾ الفلسطٌنً بدعم كبٌر من الدول العربٌة ودول عدم االنحٌاز‪.‬‬ ‫لمد أ ّكد المإتمر السادس لرإساء دول وحكومات عدم االنحٌاز على عدد من المبادئ األساسٌة من‬ ‫صل إلى حل شامل للصراع العربً – اإلسرابٌلً‪ ،‬بما فً ذلن أن "مدٌنة المدس هً‬ ‫أجل التو ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌتجزأ من فلسطٌن المحتلة‪ .‬حٌث ٌجب االنسحاب منها كلّها وإعادتها دون لٌد أو شرط‬ ‫جزء ال‬ ‫عمدت‬ ‫إلى السٌادة العربٌة"‪ .‬أ ّكدت "جلسة فلسطٌن والمدس الشرٌؾ" لمإتمر الم ّمة اإلسبلمً التً ُ‬ ‫فً م ّكة فً كانون ثانً ‪ 1981‬على "إصرار الشعب الفلسطٌنً على الحفاظ على حمّه الخالد فً‬ ‫المدٌنة الممدّسة باعتبارها عاصمة وطنه فلسطٌن‪ ،‬وكذلن إصرار الحكومات والشعوب اإلسبلمٌة‬ ‫على حمّها الخالد فً مدٌنة المدس الممدّسة فً ضوء األهمٌة السٌاسٌة‪ ،‬والدٌنٌة‪ ،‬والثمافٌة‬ ‫والتارٌخٌة الدابمة للمدس لدى كافة المسلمٌن"‪ ،‬وأ ّكدت على "التزام الدول اإلسبلمٌة بتحرٌر‬ ‫المدس لتصبح عاصمة الدولة الفلسطٌنٌة المستملة‪ ،‬ورفض أي وضع ٌمكن أن ٌنتهن الحك العربً‬ ‫بالسٌادة الكاملة على المدس"‪ .‬وفً اإلعبلن الذي تم تبنٌّه بمدٌنة فاس بالمؽرب فً أٌلول ‪،1982‬‬ ‫دعا رإساء الدول والحكومات العربٌة أٌضا ا إلى إلامة دولة فلسطٌنٌة مستملة تكون عاصمتها‬ ‫المدس‪.‬‬ ‫‪ 15‬مطالبة الفلسطٌنٌ​ٌن بؤن تكون المدس عاصمة دولة فلسطٌن ال تعنً بالضرورة وجوب أن‬ ‫تكون لفلسطٌن السٌادة على كامل المدٌنة‪ .‬من الممكن لانونٌا ا تطبٌك الحلول التً ت ّمت منالشتها‬ ‫سمة ٌكون‬ ‫لحل لضٌة المدس‪ ،‬مثل التراح التدوٌل فً المرار ‪ ،181‬السٌادة المشتركة‪ ،‬أو مدٌنة ُمم ّ‬ ‫لكل دولة سٌادة على المسم الخاص بها بحٌث تكون المدس عاصمة للدولة الفلسطٌنٌة‪ .‬هنان أسبمٌة‬

‫‪110‬‬


‫لدولة اتخذت عاصمة لها مدٌنة لٌست لها سٌادة علٌها‪ .‬لبل توحٌد ألمانٌا‪ ،‬كانت مدٌنة برلٌن فً‬ ‫ظل اإلدارة الرباعٌة لبلتحاد السوفٌتً‪ ،‬والوالٌات المتحدة‪ ،‬والمملكة المتحدة وفرنسا‪ .‬عندما‬ ‫سست جمهورٌة ألمانٌا الدٌممراطٌة بحٌث ٌكون‬ ‫انسحب االتحاد السوفٌ​ٌتً من هذه اإلدارة‪ ،‬تؤ ّ‬ ‫المسم الشرلً من برلٌن عاصمتها‪ .‬لم ٌعترؾ الحلفاء الؽربٌون الثبلثة بجمهورٌة ألمانٌا‬ ‫استمروا كذلن فً اعتبار أن المدٌنة‬ ‫الدٌممراطٌة واعتبروا أن المدٌنة بالٌة تحت اإلدارة الرباعٌة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تحتفظ بذلن الوضع حتى بعد اعترافهم بجمهورٌة ألمانٌا الدٌممراطٌة وتؤسٌس عبللات دبلوماسٌة‬ ‫معها وإلامة سفارات لهم فً برلٌن الشرلٌة‪.‬‬ ‫‪ 16‬األساس ألٌة مطالبة فلسطٌنٌة بالسٌادة على المدس هو أن المدس كانت فً ظل العثمانٌ​ٌن‬ ‫ّ‬ ‫ٌتجزأ من أراضً فلسطٌن‪ .‬لبل االنتداب وأثناإه‪ ،‬كانت المدس العاصمة اإلدارٌة‬ ‫جزءا ا ال‬ ‫لفلسطٌن‪ .‬إلى أن ؼٌّرت الهجرة الٌهودٌة التركٌبة الدٌمؽرافٌة للمدٌنة‪ ،‬ش ّكل العرب الؽالبٌة‬ ‫ٌمض‬ ‫العظمى من الس ّكان فً المدٌنة‪ .‬مع أن السٌادة على فلسطٌن لم تنتمل إلى سلطة االنتداب‪ ،‬لم ِ‬ ‫االنتداب على السٌادة التً بمٌت معلّمة‪ .‬تإول السٌادة إلى الشعب الفلسطٌنً وسٌتم إحٌاإها عندما‬ ‫تحصل فلسطٌن على اعتراؾ بها كدولة مستملة[‪ .]5‬بناءا ا علٌه‪ٌ ،‬حك لدولة فلسطٌن الحصول على‬ ‫السٌادة على أراضً فلسطٌن االنتدابٌة‪ ،‬بما فٌها المدس‪ ،‬والتً ال تمع تحت سٌادة أي دولة أخرى‬ ‫(إسرابٌل)‪.‬‬ ‫‪ٌ 17‬جب التمٌ​ٌز بٌن ادّعاء السٌادة ومسؤلة من له السٌادة حالٌا ا على المدٌنة‪ .‬السٌادة على المدس‬ ‫ى لانونً‪ .‬بناءا ا‬ ‫حالٌا ا معلّمة‪ .‬مع ذلن‪ ،‬من الواضح فً الفمرة السابمة أن لبلدّعاء الفلسطٌنً مؽز ا‬ ‫ستمرر مستمبل‬ ‫علٌه‪ ،‬للجانب الفلسطٌنً الحك فً أن تكون له مشاركة كاملة فً المفاوضات التً‬ ‫ّ‬ ‫المدٌنة‪ .‬حمٌمة أنه كان لدى الجانب الفلسطٌنً فً الماضً وربما فً المستمبل االستعداد لمبول‬ ‫سمة ال‬ ‫حل لمستمبل المدٌنة ال ٌشمل السٌادة الكاملة مثل التدوٌل‪ ،‬السٌادة المشتركة أو مدٌنة ُمم ّ‬ ‫ٌعنً أن هنان إضعاؾ للمطالبة الفلسطٌنٌة بالسٌادة‪.‬‬

‫االدّعاء اإلسرائٌلً بالسٌادة‬ ‫‪ 18‬لٌست هنان أهمٌة لبلدّعاءات الدٌنٌة والتارٌخٌة للٌهودٌة المتعلمة بالمدس عند البحث فً‬ ‫مسؤلة حموق ملكٌة المدس الٌوم‪ .‬تدّعً (إسرابٌل) أن لها حك السٌادة على األراضً التً استولت‬ ‫علٌها بالموة فً عام ‪ 1948‬ألن لرار الجمعٌة العا ّمة رلم ‪ 181‬الترح وجود دولة عربٌة ودولة‬ ‫ٌهودٌة فً فلسطٌن‪ ،‬وأن المجتمع الدولً لبل بوجود حك إلسرابٌل ألن األمم المتحدة اعترفت بها‬

‫‪111‬‬


‫وأصبحت عضوا ا فٌها‪ .‬هنان شن فً شرعٌة هذه الح ّجة حٌث وضع المرار ‪ 181‬تصورا ا لدولة‬ ‫ٌهودٌة ذات أبعاد أصؽر م ّما استولت علٌه (إسرابٌل) فً عام ‪ ،1948‬كما أن اعتراؾ األمم‬ ‫المتحدة والعضوٌة فٌها ال ٌتض ّمن بالضرورة اعتراؾ بالسٌادة على أراضً تكون موضع نزاع‪.‬‬ ‫على أي حال ال ٌمكن أن تنطبك هذه الحجج على السٌادة على المدس بما أن المرار ‪ 181‬لم ٌضع‬ ‫تصورا ا بؤن تُش ّكل المدس جزءا ا من الدولة الٌهودٌة الممترحة‪ ،‬ولم ٌتم االعتراؾ بادّعاء (إسرابٌل)‬ ‫السٌادة على المدس‪ .‬كما تم وضع ح ّجة بدٌلة هً أنه ٌحك (إلسرابٌل) أن تكون لها سٌادة على‬ ‫تصرفت "دفاعا ا عن النفس"‪،‬‬ ‫األراضً التً احتلت فً عامً ‪ 1948‬و‪ 1967‬بما أنها تمول أنها‬ ‫ّ‬ ‫وأن هذه األراضً لم تكن تحت سٌادة أٌة لوة أخرى‪ .‬لكن أحد المبادئ األساسٌة المعروفة فً‬ ‫المانون الدولً هً أن ممارسة الدفاع عن النفس ال ٌمكن أن تُش ّكل فً حد ذاتها أساسا ا للحصول‬ ‫على حك الملكٌة[‪ ،]6‬كما أن عدم وجود هذه األراضً تحت سٌادة أٌة لوة أخرى معنٌة ال ٌُش ّكل‬ ‫أساسا ا للحصول على حك الملكٌة‪ .‬ستكون (إسرابٌل) لادرة على الحصول على حك الملكٌة فمط‬ ‫إذا كانت هذه األراضً ببل مالن (وهً لٌست كذلن)‪ ،‬أو أن تكون إسرابٌل لادرة على إظهار أن‬ ‫ادعاءها ألوى من ادّعاء أي دولة أخرى فً المنطمة‪ .‬فٌما ٌتعلّك بمسؤلة المدس الشرلٌة‪ٌ ،‬عتري‬ ‫ادّعاء حك الملكٌة اإلسرابٌلً المزٌد من عدم الص ّحة ألن االحتبلل المحارب ال ٌستطٌع منح‬ ‫حموق بالملكٌة وان مبدأ عدم جواز االستٌبلء على األراضً بالموة ٌنطبك على األراضً المحتلة‬ ‫بما فٌها المدس‪.‬‬

‫‪ -19‬من الواضح من خبلل التدلٌك فً حٌثٌات االدعاء الفلسطٌنً واالدّعاء اإلسرابٌلً أن‬ ‫االدّعاء الفلسطٌنً هو األصح واألسلم‪.‬‬

‫هل أثّرت االتفالٌة المرحلٌة على الوضع المانونً للمدس‬ ‫‪ -20‬ال‪ .‬المادة ‪ )5( 31‬من االتفالٌة المرحلٌة توضح أن المدس هً إحدى لضاٌا الوضع الدابم‪.‬‬ ‫كما تنص المادة ‪" :)6( 31‬ال شًء فً هذا االتفاق سٌجحؾ أو ٌستبك نتٌجة المفاوضات حول‬ ‫الوضع الدابم التً سٌتم إجراإها ‪ ...‬سوؾ لن ٌُعتبر أي من الطرفٌن بدخوله فً هذا االتفاق أنه‬ ‫شجب أو تخلّى عن أي من حموله أو مطالباته أو موالفه"‪ .‬تكاد المدس ال تُذكر فً االتفالٌة‬ ‫المرحلٌة‪ ،‬لكن إذا حصل وأن جادل اإلسرابٌلٌون بؤن بعض بنود االتفاق دعمت بطرٌمة ما مولفهم‬ ‫بشؤن المدس‪ ،‬بإمكان الجانب الفلسطٌنً اإلشارة إلى المادة ‪ )6( 31‬والمول بؤن مولفه المانونً‬ ‫بشؤن المدس لم ٌتؤثّر أبدا ا‪.‬‬

‫‪112‬‬


‫الهوامش‪:‬‬ ‫]‪ [1‬أوضحت المحكمة العلٌا اإلسرابٌلٌة أنه منذ تارٌخ صدور لانون عام ‪" ،1967‬أصبحت‬ ‫ّ‬ ‫ٌتجزأ من (إسرابٌل)"‪ :‬هانزالٌس إزاء بطرٌرن الروم األرثوذكس‬ ‫المدس المو ّحدة جزء ال‬ ‫(‪98. ، ILR 9348 )1969‬‬ ‫]‪ [2‬تمارٌر محكمة العدل الدولٌة (‪ ،)1975‬فمرة ‪ ،3‬الصفحات ‪.68-40‬‬ ‫]‪ [3‬كانت لكوستارٌكا ومكرونٌزٌا سفارات فً المدس تم إؼبللها‪.‬‬ ‫]‪ [4‬راجع تعلٌك بٌكتٌت حول معاهدة جنٌؾ الرابعة فً صفحة ‪.275‬‬ ‫]‪ [5‬راجع الفمرة العاشرة أعبله ورأي الماضً مكنٌر فً لضٌة الصحراء الؽربٌة‪ .‬من الممكن‬ ‫المجادلة بالطبع بؤن االعتراؾ بالدولة الفلسطٌنٌة حدث بعد االعتراؾ الكبٌر الذي تبل إعبلن‬ ‫االستمبلل فً عام ‪ .1988‬بٌنما كان هذا اإلعبلن ممارسة واضحة لحك تمرٌر المصٌر للشعب‬ ‫الفلسطٌنً‪ ،‬لكن لم ٌتبعه استمبلل فعلً ‪.‬‬ ‫]‪ [6‬راجع كتاب السٌر ر‪ .‬جٌنٌنؽز‪ ،‬االستٌبلء على األراضً فً المانون الدولً‪ ،‬صفحة ‪:55‬‬ ‫"الموة المستخدمة للدفاع عن النفس ‪ٌ ...‬جب أن تكون متناسبة مع التهدٌد بالخطر الداهم‪ ،‬وعندما‬ ‫ٌتم استبعاد الخطر ٌنتهً الحك فً الدفاع عن النفس ‪ ....‬سٌكون لانونا ا ؼرٌبا ا فً الدفاع عن النفس‬ ‫أن ٌتم السماح للمدافع بؤن ٌستولً على موارد وأراضً المهاجم‪".‬‬

‫ضى انقذس انًحرهح ضذ انقاَىٌ انذونٍ وذكرَش‬ ‫نهرطرف‬ ‫‪111‬‬

‫اٌ‪ٙٛ‬غ اٌمبٔ‪ٌّ ٟٔٛ‬ل‪ٕ٠‬خ اٌملً عبء ‪ٚ‬فمب ٌمواهاد اٌْوػ‪١‬خ اٌل‪١ٌٚ‬خ ثلءا ِٓ ربه‪٠‬ـ‬ ‫‪ َ1947/11/29‬ػٕلِب ارقند اٌغّؼ‪١‬خ اٌؼبِخ ٌ‪١ٙ‬ئخ األُِ اٌّزؾلح لواه هلُ‪ )2(181 :‬اٌن‪ٞ‬‬ ‫ٔ​ٔ ػٍ‪ ٝ‬ئٔ‪ٙ‬بء االٔزلاة اٌجو‪٠‬طبٔ‪ ٟ‬ػٍ‪ ٝ‬فٍَط‪ٚ ٓ١‬رمَ‪ّٙ١‬ب ئٌ‪ ٝ‬ك‪ٌٚ‬ز‪ِ ٓ١‬غ اٌؾفبظ ػٍ‪ ٝ‬ئرؾبك‬ ‫الزٖبك‪ ٞ‬ث‪ّٕٙ١‬ب ‪ٚ‬رؾ‪ ً٠ٛ‬اٌملً ث‪ٛٚ‬اؽ‪ٙ١‬ب ئٌ‪ٚ ٝ‬ؽلح ئلٍ‪١ّ١‬خ َِزمٍخ ماد ‪ٙٚ‬غ ك‪ ٌٟٚ‬فبٓ‪.‬‬ ‫‪ٚ‬اْ اٌؾً اٌغنه‪ٌٍّْ ٞ‬ىٍخ اٌفٍَط‪١ٕ١‬خ ال ‪٠‬ىّٓ رؾم‪١‬مٗ ئال ػٍ‪ ٝ‬أٍبً لواه ‪ 181‬اٌن‪ّٕ٠ ٞ‬ؼ وال‬ ‫ّؼج‪ ٟ‬فٍَط‪ ٓ١‬ؽك اٌ‪ٛ‬ع‪ٛ‬ك اٌَّزمً اٌّزىبفئ‪ .‬ئال أْ ئٍوائ‪ِٕ ً١‬ن ل‪١‬بِ‪ٙ‬ب ؽز‪ ٝ‬ربه‪٠‬قٗ رَزّو‬ ‫ثقوق إٔ‪ٛ‬ي ِ‪١‬ضبق ٘‪١‬ئخ األُِ اٌّزؾلح‪ ،‬اٌن‪٠ ٞ‬طبٌت ثبالػزواف ثؾك وً ّؼت ف‪ ٟ‬رمو‪٠‬و‬

‫‪ 111‬الدكتور حنا عيسى ‪ -‬استاذ القانون الدولي ‪ ٛ٘ٚ‬فو‪٠‬ظ ه‪١ٍٚ‬ب ‪٠ٚ‬ؼًّ ف‪ ٟ‬اٌّإرّو اٌْؼج‪ٌٍ ٟ‬ملً ‪ِٚ‬موٖ‬ ‫هاَ هللا‪ْ٠ٚ ،‬غً ِ‪ّٙ‬خ األِ‪ ٓ١‬اٌؼبَ ٌٍ‪١ٙ‬ئخ اإلٍالِ‪١‬خ اٌَّ‪١‬ؾ‪١‬خ ٌٕٖوح اٌملً ‪ٚ‬اٌّملٍبد‬ ‫‪113‬‬


‫اٌّٖ‪١‬و ‪ٚ‬اٌَ‪١‬بكح اٌ‪١ٕٛ​ٛ‬خ ‪ٚ‬االٍزمالي‪ٚ ،‬ػال‪ٚ‬ح ػٍ‪ ٝ‬مٌه اٍزّواه٘ب غ‪١‬و اٌّجوه ف‪ ٟ‬اؽزالي‬ ‫أها‪ ٟٙ‬اٌغ‪١‬و اٌّغب‪ٚ‬هح ٌؾل‪ٚ‬ك٘ب ػٓ ‪ٛ‬و‪٠‬ك ّٕ‪ٙ‬ب ٌٍؾو‪ٚ‬ة اٌّزؼبلجخ‪.‬‬ ‫فف‪ ٟ‬ػبَ ‪ 1967‬أرقن ِغٌٍ األِٓ لواه هلُ ‪ ،242‬اٌن‪ ٔ​ٔ ٞ‬ػٍ‪ٍ ٝ‬ؾت اٌم‪ٛ‬اد اإلٍوائ‪١ٍ١‬خ‬ ‫ِٓ األها‪ ٟٙ‬اٌز‪ ٟ‬اؽزٍز‪ٙ‬ب فالي ؽوة ؽي‪٠‬واْ ‪ٙٚ 1967‬و‪ٚ‬هح ئؽالي ٍالَ ‪١ٛٚ‬ل ػبكي ف‪ٟ‬‬ ‫اٌْوق األ‪ٚ .ٍٜٚ‬ثّب أْ االؽزالي اإلٍوائ‪ ٍٟ١‬ثم‪ ٟ‬ػٍ‪ ٝ‬األها‪ ٟٙ‬اٌفٍَط‪١ٕ١‬خ( اٌ‪ٚ‬فخ اٌغوث‪١‬خ‪،‬‬ ‫لطبع غيح ‪ٚ‬اٌملً اٌْول‪١‬خ) فاْ اٌجذ ف‪َِ ٟ‬زمجٍ‪ٙ‬ب ثؼل أَؾبة اٌم‪ٛ‬اد اإلٍوائ‪١ٍ١‬خ ٌ‪ِ ٌ١‬غوك‬ ‫ِ‪ّٙ‬خ ئَٔبٔ‪١‬خ ثً ٘‪ ٟ‬ل‪١ٚ‬خ ماد ‪ٛ‬بثغ ك‪١ٍ ٌٟٚ‬بٍ‪ٕ ٟ‬وف ‪ٌٙٚ‬ب ػاللخ ِجبّوح ثَّأٌخ ئؽمبق‬ ‫اٌؾم‪ٛ‬ق اٌ‪١ٕٛ​ٛ‬خ اٌضبثزخ ٌٍْؼت اٌفٍَط‪ٚ .ٟٕ١‬رجل‪ ٞ‬األ‪ٍٚ‬ب‪ ٛ‬اٌؾبوّخ اإلٍوائ‪١ٍ١‬خ 'ؽوٕ‪ٙ‬ب'‬ ‫ثقبٕخ ػٍ‪ ٝ‬اٌملً اٌز‪ ٟ‬أػٍٕذ ئٍوائ‪ ً١‬لَّ‪ٙ‬ب اٌغوث‪ ٟ‬ثٖ‪ٛ‬هح غ‪١‬و ِْو‪ٚ‬ػخ ػبّٕخ ٌ‪ٙ‬ب ِٕن‬ ‫ػبَ ‪ٚ .1950‬وبٔذ ٘نٖ اٌقط‪ٛ‬ح اٌّقبٌفخ ٌٍمبٔ‪ ْٛ‬لل هف‪ٚ‬ذ ثؾيَ ِٓ عبٔت اٌّغزّغ اٌل‪.ٌٟٚ‬‬ ‫‪ٚ‬ف‪ .1967 ٛ١ٔٛ٠ 7 ٟ‬اؽزٍذ 'ئٍوائ‪ِ 'ً١‬ل‪ٕ٠‬خ اٌملً ثأوٍّ‪ٙ‬ب‪ .‬ػمت ػل‪ٚ‬أ‪ٙ‬ب اٌن‪ ٞ‬ثلأ ف‪ٛ١ٔٛ٠ 5 ٟ‬‬ ‫ِٓ ٔفٌ اٌؼبَ‪ٚ ..‬ف‪ ٟ‬أغَطٌ ػبَ ‪ 1980‬أللِذ 'ئٍوائ‪ 'ً١‬ػٍ‪ ُٙ ٝ‬اٌملً اٌّؾزٍخ‪ٚ .‬اػزجور‪ٙ‬ب‬ ‫ػبّٕز‪ٙ‬ب اٌّ‪ٛ‬ؽلح‪ٚ .‬ئما الؽظٕب ربه‪٠‬ـ اٌ‪' ُٙ .ُٚ‬ئٍوائ‪ٌّ 'ً١‬ل‪ٕ٠‬خ اٌملً؛ ‪ٚ‬ونا ربه‪٠‬ـ ِب أللَ‬ ‫ػٍ‪ ٗ١‬اٌىٕ‪َ١‬ذ اإلٍوائ‪ ِٓ ٍٟ١‬رْو‪٠‬غ اٌمبٔ‪ ْٛ‬األٍبٍ‪ .ٟ‬اٌن‪ ٞ‬فؾ‪ٛ‬اٖ‪ :‬أْ اٌملً ػبّٕخ‬ ‫'ئٍوائ‪ ،'ً١‬ؽ‪١‬ش ٖٔذ اٌّبكح األ‪ ِٕٗ ٌٝٚ‬ػٍ‪ ٝ‬أْ‪« :‬اٌملً اٌىبٍِخ ‪ٚ‬اٌّ‪ٛ‬ؽلح ٘‪ ٟ‬ػبّٕخ‬ ‫'ئٍوائ‪« ٛ٘ٚ .)1980 ٛ١ٌٛ٠ 30( »'ً١‬اٌمبٔ‪/ْٛ‬اٌزْو‪٠‬غ»‪ .‬اٌن‪ ٞ‬لبَ ػٍ‪ ٝ‬أٍبٍٗ اٌ‪ٔ ..ُٚ‬م‪ٛ‬ي‪ :‬ئما‬ ‫الؽظٕب ٘نا ‪ٚ‬مان‪٠ .‬زجل‪ٚ ٜ‬ا‪ٙ‬ؾب ً أْ 'ئٍوائ‪ٚ :'ً١‬ئْ وبٔذ‪ .‬فالي ٍالِ‪ٙ‬ب ِغ ِٖو‪ .‬رقف‪ٟ‬‬ ‫ِطبِؼ‪ٙ‬ب ف‪ ٟ‬رىو‪ ُٙ ٌ٠‬اٌملً ٔ‪ٙ‬بئ‪١‬ب ً ‪ٚ‬ر‪ٛ‬ؽ‪١‬ل٘ب رؾذ اٌَ‪١‬بكح اإلٍوائ‪١ٍ١‬خ؛ فأ‪ٙ‬ب ف‪ّ١‬ب ‪٠‬جل‪ ٌُ ٚ‬رؼل‬ ‫رغل ؽبعخ إلففبء ّ‪ٟ‬ء ثؼل اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ ػٍ‪ ٝ‬اٌّؼب٘لح «اٌّٖو‪٠‬خ ‪ -‬اإلٍوائ‪١ٍ١‬خ» (ف‪ِ 26 :ٟ‬بهً‬ ‫‪.)1979‬‬ ‫‪ٚ‬اٍزٕبكا ً ئٌ‪ ٝ‬لبٔ‪ ْٛ‬اٌىٕ‪َ١‬ذ اٌّْبه ئٌ‪ ،ٗ١‬إٔجؾذ 'ئٍوائ‪ 'ً١‬رؼزجو اٌَ‪١‬بكح اٌىبٍِخ ػٍ‪ ٝ‬اٌملً‬ ‫ؽمب ً ٌ‪ٙ‬ب‪ ،‬ال ‪ٕ٠‬بىػ‪ٙ‬ب ف‪ ٗ١‬أؽل‪ٙ .‬بهثخ ثؼوٗ اٌؾبئ‪ ٜ‬اٌمواهاد اٌز‪ٕ ٟ‬لهد ػٓ ِغٌٍ األِٓ‪:‬‬ ‫ئِب رؾن‪٠‬وا ً ٌ‪ٙ‬ب ِٓ ِغجخ ارقبم لواه و‪ٙ‬نا (اٌمواه هلُ ‪ .)476‬أ‪ ٚ‬اٍزٕىبها ً ٌٍمواه اإلٍوائ‪ٍٟ١‬‬ ‫‪ٚ‬اػزجبهٖ ثب‪ٛ‬ال ‪ٚ‬فمب ً ٌـ «اٌْوػ‪١‬خ اٌل‪١ٌٚ‬خ» (اٌمواه هلُ ‪ٚ .)478‬اٌ‪ٛ‬الغ‪ .‬أْ ٘نٖ ٌُ رىٓ اٌّوح‬ ‫األ‪ ٌٝٚ‬اٌز‪ ٟ‬ر‪ٚ‬وة ف‪ٙ١‬ب 'ئٍوائ‪ 'ً١‬ثؼوٗ اٌؾبئ‪ .ٜ‬اٌمواهاد اٌل‪١ٌٚ‬خ‪ ..‬ئم ‪ّ٠‬ضً لواه 'ئٍوائ‪'ً١‬‬ ‫ثبرقبم اٌملً ػبّٕخ أثل‪٠‬خ ٌ‪ٙ‬ب‪ .‬رؾل‪٠‬ب ً ٕبهفب ً ٌٍْوػ‪١‬خ اٌل‪١ٌٚ‬خ ‪ٚ‬لواهار‪ٙ‬ب‪ٚ ..‬ف‪ِ ٟ‬ملِز‪ٙ‬ب‪ :‬اٌمواه‬ ‫هلُ ‪ٌ 250‬ؼبَ ‪ٚ .1968‬اٌمواه هلُ ‪ٌ 253‬ؼبَ ‪ .1968‬اٌن‪ ٞ‬اػزجو عّ‪١‬غ اإلعواءاد اإلكاه‪٠‬خ‬ ‫‪ٚ‬اٌزْو‪٠‬ؼ‪١‬خ اٌز‪ ٟ‬لبِذ ث‪ٙ‬ب 'ئٍوائ‪ - 'ً١‬ثّب ف‪ ٟ‬مٌه ِٖبكهح األها‪ٚ ٟٙ‬األِالن ‪ -‬اٌز‪ّ ِٓ ٟ‬أٔ‪ٙ‬ب‬ ‫أْ رإك‪ ٞ‬ئٌ‪ ٝ‬رغ‪١١‬و ف‪ ٟ‬اٌ‪ٙٛ‬غ اٌمبٔ‪ٌٍ ٟٔٛ‬ملً‪ .‬ئعواءاد ثب‪ٍٛ‬خ‪ٕ٘ٚ .‬بن اٌمواهاد اٌٖبكهح‬ ‫ػٓ اٌغّؼ‪١‬خ اٌؼبِخ ‪ِٚ‬غٌٍ األِٓ اٌل‪ ٌٟٚ‬اٌزبثؼخ ٌ‪١ٙ‬ئخ األُِ اٌّزؾلح ثْبْ اٌملً 'ٌٍنوو ال‬ ‫اٌؾٖو '‪:ٟ٘ٚ،‬‬

‫‪114‬‬


‫‪.1‬لواه اٌغّؼ‪١‬خ اٌؼبِخ ٌألُِ اٌّزؾلح هلُ ‪( 181‬ك‪ )2‬ثزبه‪٠‬ـ ‪ 29‬رْو‪ ٓ٠‬اٌضبٔ‪ٛٔ/ ٟ‬فّجو ‪. 1947‬‬ ‫‪ .2‬لوه اٌغّؼ‪١‬خ اٌؼبِخ هلُ ‪( 273‬ك‪ )3‬ثزبه‪٠‬ـ ‪ 11‬أ‪٠‬به ‪ِ/‬ب‪ ,1949 ٛ٠‬لج‪ٛ‬ي ئٍوائ‪ ً١‬ػ‪ٛٚ‬ا ف‪ٟ‬‬ ‫األُِ اٌّزؾلح‪.‬‬ ‫‪ .3‬لواه اٌغّؼ‪١‬خ اٌؼبِخ هلُ ‪( 303‬ك‪ )4‬ثزبه‪٠‬ـ ‪ 9‬وبٔ‪ ْٛ‬األ‪ٚ‬ي ‪/‬ك‪َّ٠‬جو ‪ ,1949‬ئػبكح رأو‪١‬ل‬ ‫‪ٙٚ‬غ اٌملً رؾذ ٔظبَ ك‪ ٌٟٚ‬كائُ‪.‬‬ ‫‪ .4‬لواه اٌغّؼ‪١‬خ اٌؼبِخ هلُ ‪( 2253‬اٌل‪ٚ‬هح االٍزضٕبئ‪١‬خ اٌطبهئخ ‪ )5-‬ثزبه‪٠‬ـ ‪ 4‬رّ‪ٛ‬ى‪ٛ١ٌٛ٠/‬‬ ‫‪ ,1967‬كػ‪ٛ‬ح ئٍوائ‪ ً١‬ئٌ‪ ٝ‬ئٌغبء اٌزلاث‪١‬و اٌّزقنح ٌزغ‪١١‬و ‪ٙٚ‬غ ِل‪ٕ٠‬خ اٌملً ‪ٚ‬االِزٕبع ِٕ‪ٙ‬ب ف‪ٟ‬‬ ‫اٌَّزمجً ‪.‬‬ ‫‪ .5‬لواه اٌغّؼ‪١‬خ اٌؼبِخ هلُ ‪( 2254‬اٌل‪ٚ‬هح االٍزضٕبئ‪١‬خ اٌطبهئخ ‪ )5-‬ثزبه‪٠‬ـ ‪ 14‬رّ‪ٛ‬ى ‪ٛ١ٌٛ٠/‬‬ ‫‪,1967‬ئثلاء األٍف ٌٍزلث‪١‬و اٌز‪ ٟ‬ارقنر‪ٙ‬ب ئٍوائ‪ٌ ً١‬زغ‪١١‬و ‪ٙٚ‬غ ِل‪ٕ٠‬خ اٌملً ‪.‬‬ ‫‪ .6‬لواه اٌغّؼ‪١‬خ اٌؼبِخ هلُ ‪( 2851‬ك‪)26‬ثزبه‪٠‬ـ ‪ 20‬وبٔ‪ ْٛ‬األ‪ٚ‬ي ‪/‬ك‪َّ٠‬جو ‪ِ,1971‬طبٌجخ‬ ‫ئٍوائ‪ ً١‬ثبْ رٍغ‪ ٟ‬عّ‪١‬غ اإلعواءاد ٌ‪ ُٚ‬أ‪ ٚ‬اٍز‪١‬طبْ األها‪ ٟٙ‬اٌّؾزٍخ ‪ٚ,‬اٌطٍت ِٓ اٌٍغٕخ‬ ‫اٌقبٕخ االٍزّواه ف‪ ٟ‬ػٍّ‪ٙ‬ب ‪.‬‬ ‫‪ .7‬لواه اٌغّؼ‪١‬خ اٌؼبِخ هلُ ‪( 2949‬ك‪)27‬ثزبه‪٠‬ـ ‪ 8‬وبٔ‪ ْٛ‬األ‪ٚ‬ي ‪/‬ك‪َّ٠‬جو ‪,1972‬اٌزؼج‪١‬و ػٓ‬ ‫اٌمٍك اٌْل‪٠‬ل الٍزّواه االؽزالي اإلٍوائ‪ٌ ٍٟ١‬ألها‪ ٟٙ‬اٌؼوث‪١‬خ ‪ِٕٚ,‬بّلح اٌل‪ٚ‬ي عّ‪١‬ؼب أال‬ ‫رؼزوف ثبٌزغ‪١١‬واد اٌز‪ ٟ‬لبِذ ث‪ٙ‬ب ئٍوائ‪ ً١‬ف‪ ٟ‬األها‪ ٟٙ‬اٌؼوث‪١‬خ اٌّؾزٍخ ‪ٚ‬اْ رزغٕت أػّبال ‪,‬ثّب‬ ‫ف‪ ٟ‬مٌه اٌّؼ‪ٔٛ‬خ ‪ ,‬اٌز‪ّ٠ ٟ‬ىٓ أْ رْىً اػزوافب ثنٌه االؽزالي ‪.‬‬ ‫‪ .8‬لواه اٌغّؼ‪١‬خ اٌؼبِخ هلُ ‪ 207/35‬ثزبه‪٠‬ـ ‪16‬وبٔ‪ ْٛ‬األ‪ٚ‬ي ‪ /‬ك‪َّ٠‬جو ‪, 1980‬ئكأخ اٌؼل‪ٚ‬اْ‬ ‫اإلٍوائ‪ ٍٟ١‬ػٍ‪ٌ ٝ‬جٕبْ ‪ ٚ‬اٌْؼت اٌفٍَط‪ ٟٕ١‬ثْلح ‪ٚ,‬اٌزأول ِٓ عل‪٠‬ل ػٍ‪ ٝ‬اٌوف٘ اٌْل‪٠‬ل ٌمواه‬ ‫ئٍوائ‪ ً١‬ث‪ ُٚ‬اٌملً ‪.‬‬ ‫‪ .9‬لواه ِغٌٍ األِٓ هلُ ‪ )1968( 250‬ثزبه‪٠‬ـ ‪َ١ٔ 27‬بْ ‪/‬اثو‪,1968 ً٠‬كػ‪ٛ‬ح ئٍوائ‪ ً١‬ػٓ‬ ‫االِزٕبع ػٓ ئلبِخ اٌؼوٗ اٌؼَىو‪ ٞ‬ف‪ ٟ‬اٌملً ‪.‬‬ ‫‪ .10‬لواه ِغٌٍ األِٓ هلُ ‪ )1968( 251‬ثزبه‪٠‬ـ ‪ 2‬أ‪٠‬به ‪ِ/‬ب‪,1968 ٛ٠‬ئثلاء األٍف اٌؼّ‪١‬ك‬ ‫ػٍ‪ ٝ‬ئلبِخ اٌؼوٗ اٌؼَىو‪ ٞ‬ف‪ ٟ‬اٌملً ‪.‬‬ ‫‪ .11‬لواه ِغٌٍ األِٓ هلُ ‪ )1968( 252‬ثزبه‪٠‬ـ ‪ 21‬أ‪٠‬به ‪ِ/‬ب‪,1968 ٛ٠‬كػ‪ٛ‬ح ئٍوائ‪ ً١‬ئٌ‪ٝ‬‬ ‫ئٌغبء عّ‪١‬غ ئعواءار‪ٙ‬ب ٌزغ‪١١‬و ‪ٙٚ‬غ اٌملً ‪.‬‬ ‫‪ .12‬لواه ِغٌٍ األِٓ هلُ ‪ )1969( 267‬ثزبه‪٠‬ـ ‪ 3‬رّ‪ٛ‬ى‪,1969 ٛ١ٌٛ٠/‬كػ‪ٛ‬ح ئٍوائ‪ِ ً١‬غلكا‬ ‫ئٌ‪ ٝ‬ئٌغبء عّ‪١‬غ اإلعواءاد اٌز‪ّ ِٓ ٟ‬بٔ‪ٙ‬ب رغ‪١١‬و ‪ٙٚ‬غ اٌملً ‪.‬‬ ‫‪ .13‬لواه ِغٌٍ األِٓ هلُ ‪ )1969( 271‬ثزبه‪٠‬ـ ‪ 15‬أ‪ٍٛ٠‬ي ‪ٍ /‬جزّجو ‪,1969‬أكأٗ ئٍوائ‪ً١‬‬ ‫ٌزلٔ‪ ٌ١‬اٌَّغل األلٖ‪ٚ,ٝ‬كػ‪ٛ‬ر‪ٙ‬ب ئٌ‪ ٝ‬ئٌغبء عّ‪١‬غ اإلعواءاد اٌز‪ّ ِٓ ٟ‬بٔ‪ٙ‬ب رغ‪١١‬و ‪ٙٚ‬غ اٌملً‪.‬‬ ‫‪ .14‬لواه ِغٌٍ األِٓ هلُ ‪ )1971( 298‬ثزبه‪٠‬ـ ‪ 25‬أ‪ٍٛ٠‬ي ‪ٍ /‬جزّجو ‪,1971‬األٍف ٌؼلَ‬ ‫اؽزواَ ئٍوائ‪ٌ ً١‬مواهاد األُِ اٌّزؾلح اٌقبٕخ ثاعواءار‪ٙ‬ب ٌزغ‪١١‬و ‪ٙٚ‬غ اٌملً ‪.‬‬ ‫‪ .15‬لواه هلُ ‪ )1980( 465‬ثزبه‪٠‬ـ ‪ 1‬آماه ‪ِ/‬بهً ‪ِ ,1980‬طبٌجخ ئٍوائ‪ ً١‬ثزفى‪١‬ه‬ ‫اٌَّز‪ٕٛ​ٛ‬بد ‪ ٚ‬اٌز‪ٛ‬لف ػٓ اٌزقط‪ٌٍَّ ٜ١‬ز‪ٕٛ​ٛ‬بد ‪ٚ‬ثٕبئ‪ٙ‬ب ف‪ ٟ‬األها‪ ٟٙ‬اٌؼوث‪١‬خ اٌّؾزٍخ‪ ,‬ثّب ف‪ٙ١‬ب‬ ‫اٌملً‪.‬‬ ‫‪115‬‬


‫‪ .16‬لواه هلُ ‪ )1980( 476‬ثزبه‪٠‬ـ ‪ 30‬ؽي‪٠‬واْ ‪ ,1980 ٛ١ٔٛ٠/‬ئػالْ ثطالْ اإلعواءاد‬ ‫اٌز‪ ٟ‬ارقنر‪ٙ‬ب ئٍوائ‪ٌ ً١‬زغ‪١١‬و ‪ٛ‬بثغ اٌملً‪.‬‬ ‫‪ .17‬لواه ِغٌٍ األِٓ ‪)1980( 478‬ثزبه‪٠‬ـ ‪ 20‬آة ‪ /‬أغَطٌ ‪ ,1980‬ػلَ االػزواف ة '‬ ‫اٌمبٔ‪ ْٛ‬األٍبٍ‪'ٟ‬ثْبْ اٌملً ‪ٚ‬كػ‪ٛ‬ح اٌل‪ٚ‬ي ئٌ‪ٍ ٝ‬ؾت ثؼضبر‪ٙ‬ب اٌلثٍ‪ِٛ‬بٍ‪١‬خ ِٕ‪ٙ‬ب‪.‬‬

‫‪ٚ‬ػٍ‪ٙ ٝ‬إ ِب موو اػالٖ فبْ اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌل‪ ٌٟٚ‬اإلَٔبٔ‪ ٟ‬اػزجو اٌملً اٌْول‪١‬خ عيء ال ‪٠‬زغيأ ِٓ‬ ‫األها‪ ٟٙ‬اٌفٍَط‪١ٕ١‬خ اٌّؾزٍخ ف‪ ٟ‬اٌواثغ ِٓ ؽي‪٠‬واْ ٍٕخ ‪ٚ 1967‬رٕطجك ػٍ‪ٙ١‬ب ارفبل‪١‬خ عٕ‪١‬ف‬ ‫اٌواثؼخ ٌَٕخ ‪ٚ 1949‬اْ عّ‪١‬غ اإلعواءاد اٌزْو‪٠‬ؼ‪١‬خ اٌؼٕٖو‪٠‬خ اٌز‪٠ ٟ‬م‪ َٛ‬اٌىٕ‪َ١‬ذ اإلٍوائ‪ٍٟ١‬‬ ‫ثَٕ‪ٙ‬ب ثب‪ٍٛ‬خ ‪ٚ‬رٕز‪ٙ‬ه عّ‪١‬غ لواهاد اٌْوػ‪١‬خ اٌل‪١ٌٚ‬خ اٌّزؼٍمخ ثْبْ اٌملً اٌّؾزٍخ ‪( .‬ك‪.‬ؽٕب‬ ‫ػ‪ َٝ١‬ف‪)2014/5/29 ٟ‬‬

‫انىضع انضُاصٍ نهقذس انُىو‬ ‫صت‬ ‫بعد أن أصدرت هٌبة األمم المتحدة لرارها الماضً بتمسٌم فلسطٌن فً سنة ‪ ،1947‬ن ّ‬ ‫على وجوب تدوٌل المدس تحت إشرافها ورلابتها‪ ،‬ولد سارع المادة الٌهود إلى لبول هذا األمر‬ ‫نظرا ألنه ٌحمك مطامحهم فً إلامة دولة لهم‪ ،‬بٌنما عارضه الزعماء العرب ورفضوا أي‬ ‫ا‬ ‫تمسٌم ٌُخطط إجراإه فً فلسطٌن‪.‬‬ ‫إنمسمت المدٌنة إلى شطرٌن بعد حرب سنة ‪ 1948‬بٌن العرب والٌهود‪ ،‬واحتلت العصابات‬ ‫االسرابٌلٌة المسم الؽربً‪ ،‬فٌما حكم األردن المسم الشرلً‪.‬‬ ‫اعتبرت معظم الدول‪ ،‬وما زالت‪ ،‬أن وضع المدس ٌنبؽً أن ٌُحدد كما ورد فً لرار التمسٌم‪،‬‬ ‫لذا فإن أؼلبها ال ٌعترؾ بالمدس عاصمة (إلسرابٌل)‪.‬‬ ‫بعد أن أعلن داود بن گورٌون (دٌفد بن ؼورٌون)‪ّ ،‬أول ربٌس وزراء (إلسرابٌل)‪ ،‬أن المدس‬ ‫الؽربٌة عاصمة الببلد‪ ،‬اتخذت جمٌع الهٌبات الحكومٌة اإلسرابٌلٌة‪ ،‬من لضابٌة وتشرٌعٌة‬ ‫ممرا لها‪ ،‬عدا وزارة الدفاع‪ ،‬التً ال تزال تتخذ من منطمة كرٌات بوسط‬ ‫وتنفٌذٌة‪ ،‬من المدٌنة ا‬ ‫ا‬ ‫مركزا لها‪.‬‬ ‫تل أبٌب‬

‫‪116‬‬


‫سٌطرت (إسرابٌل) على المدٌنة بشطرٌها مباشرة ا بعد حرب سنة ‪ ،1967‬وجعلت منها جز اءا‬ ‫من العاصمة بحكم األمر الوالع‪ ،‬على الرؼم من معارضة المجتمع الدولً لهذا األمر‪.‬‬ ‫ال تزال هوٌّة المدس كعاصمة "أبدٌّة" (إلسرابٌل) ‪-‬كما تدعً الدولة العبرٌة زورا فً التارٌخ‬ ‫والحاضر والمستمبل‪ -‬تُش ّكل موضع جدل كبٌر فً المجتمع الدولً‪،‬فعلى الرؼم من أن بعض‬ ‫الدول فتحت لنصلٌات لها فً المدٌنة‪ ،‬فإن جمٌع السفارات موجودة خارجها‪ ،‬ومعظمها فً تل‬ ‫أبٌب‪.‬‬ ‫وبسبب عدم االعتراؾ بالمدس كعاصمة (إلسرابٌل)‪ ،‬فإن معظم الصحؾ العالمٌة والمحلٌة‬ ‫تصؾ إعبلنات الحكومة اإلسرابٌلٌة بؤنها "صادرة عن تل أبٌب"‪.‬‬ ‫أصدر مجلس األمن الدولً فً األمم المتحدة المرار رلم ‪ 478‬بتارٌخ ‪ 20‬أؼسطس سنة‬ ‫نص على أن لانون األساس الذي أصدرته (إسرابٌل) واعتبرت فٌه المدس‬ ‫‪ ،1980‬الذي‬ ‫ّ‬ ‫فورا"‪ ،‬والتُرح أن تموم الدول األعضاء‬ ‫عاصمة أبدٌة لها‪ ،‬لانوناا "فاسداا باطبلا وٌنبؽً إلؽاإه ا‬ ‫فً هذا المجلس بسحب كل هٌباتها الدبلوماسٌة من المدٌنة حتى تذعن (إسرابٌل) للمرار‬ ‫الدولً‪ ،‬ولد استجابت معظم الدول ذات السفارات المتبمٌة فً المدس لهذا األمر‪ ،‬ولامت بنمل‬ ‫مراكز سفاراتها إلى تل أبٌب‪ ،‬كما فعلت ؼٌرها من الدول لبٌل صدور المرار رلم ‪،478‬‬ ‫ضا منها اتخذ من إحدى‬ ‫وكنتٌجة لهذا األمر‪ ،‬فرؼت المدس من السفارات األجنبٌة‪ ،‬لكن بع ا‬ ‫ممرا لها‪ ،‬كذلن استمرت ‪ 4‬لنصلٌات موجودة بالمدٌنة‪.‬‬ ‫ضواحٌها‪ ،‬وهً "مڤاسرت صهٌون"‪ ،‬ا‬

‫لرر الكونؽرس األمرٌكً نمل ممر السفارة األمرٌكٌة من تل أبٌب إلى المدس فً سنة ‪،1995‬‬ ‫وذلن بعد إصدار "لانون السفارة فً المدس" (باإلنگلٌزٌة‪Jerusalem Embassy :‬‬ ‫‪ ،)Act‬إال أن بٌل كلنتون‪ ،‬ربٌس الوالٌات المتحدة آنذان‪ ،‬استمر بتؤجٌل التولٌع على هذا‬ ‫المرار إلى أن انتهت والٌته ‪،‬وعندها لال الربٌس الذي خلفه‪ ،‬وهو جورج بوش االبن‪ ،‬لال بؤن‬ ‫لرارات الكونؽرس المتعلمة بوضع المدس لٌست إلزامٌة والهدؾ منها إبداء النصح والمشورة‬ ‫فمط‪ ،‬فلم ٌُمدم على تولٌع المرار واستمرت السفارة األمرٌكٌة موجودة فً تل أبٌب‪.‬‬ ‫لال أمٌن عام األمم المتحدة‪ ،‬بان كً مون‪ ،‬فً ‪ 28‬أكتوبر سنة ‪ ،2009‬بؤن المدس ٌجب أن‬ ‫تكون عاصمةا لكل من فلسطٌن و(إسرابٌل) كً ٌتحمك السبلم العادل والشامل‪.‬‬ ‫تمع فً المدس أبرز المإسسات الحكومٌة اإلسرابٌلٌة‪ ،‬بما فٌها البرلمان أو الكنٌست والمحكمة‬ ‫العلٌا‪ ،‬والممر الرسمً للربٌس االسرابٌلً وربٌس الوزراء‪ .‬ولبٌل إعبلن لٌام دولة (إسرابٌل)‪،‬‬ ‫‪117‬‬


‫كانت المدس عاصمةا إدارٌة ألرض فلسطٌن الخاضعة لبلنتداب البرٌطانً ( تشمل الٌوم‬ ‫أراضً السلطة الفلسطٌنٌة و(إسرابٌل))‪ ،‬وكانت األردن تتمتع بحكم ذاتً تحت االنتداب‪.‬‬ ‫كانت المدس الؽربٌة عاصمةا (إلسرابٌل) من سنة ‪ 1949‬حتى سنة ‪ ،1967‬إال أن دول العالم‬ ‫نص على تدوٌل المدٌنة‪ .‬بعد‬ ‫لم تعترؾ بهذا األمر ألن لرار األمم المتحدة رلم ‪ 194‬كان لد ّ‬ ‫أن خضعت المدٌنة بشطرٌها (إلسرابٌل) بعد حرب سنة ‪ ،1967‬أعلنت حكومة "لٌڤً أشكول"‬ ‫تطبٌك المانون اإلسرابٌلً على المدس الشرلٌة وامتداد نطاق اختصاص المضاء اإلسرابٌلً‬ ‫إلٌها‪ ،‬لكنها وافمت على خضوع منطمة المسجد األلصى ( ٌضم المسجد األلصى المسجد المبلً‬ ‫والمصلى المروانً ولبة الصخرة والساحات وكل ما داخل السور بوالع ‪144‬ألؾ متر مربع)‬ ‫لوزارة األولاؾ األردنٌة‪.‬‬ ‫ممر منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة‪ ،‬فً سنة‬ ‫أمرت السلطات اإلسرابٌلٌة بإلفال بٌت الشرق‪ ،‬وهو ّ‬ ‫‪ 1988‬ألسباب أمنٌّة كما ادعت‪ ،‬وفً سنة ‪ 1992‬أعٌد افتتاح البٌت بصفته مضافة‪ ،‬ثم أعٌد‬ ‫اؼبلله الحما‪.‬‬ ‫صت اتفالٌة أوسلو على أن الوضع النهابً للمدس ٌجب أن ٌتحدد عن طرٌك مفاوضات مع‬ ‫ن ّ‬ ‫السلطة الفلسطٌنة‪ ،‬التً تعتبر المدس الشرلٌة عاصمة لدولة فلسطٌنٌة مستمبلٌة‪ ،‬ولد لال‬ ‫الربٌس الفلسطٌنً محمود عبّاس أن أٌة مفاوضات ال تتضمن االعتراؾ بالمدس الشرلٌة‬ ‫‪112‬‬ ‫عاصمة لفلسطٌن ستكون ؼٌر ممبولة‪.‬‬

‫المدس فً هبّات المدس‬ ‫تم حرق للطفل الممدسً دمحم ابوخضٌر فً المدس ‪ 2014/7/2‬وهو ذاهب صباحا لصبلة‬ ‫الفجر من لبل متطرفٌن ٌهود ‪-‬لم ٌسجنوا رؼم المبض علٌهم‪-‬ما أدى لطؽٌان الفعل االجرامً‬ ‫االسرابٌلً الذي وجد له المسوغ داخل جدران التوراة ومن التارٌخ االسرابٌلً الحافل بالمتل‬ ‫واالؼتصاب واالحتبلل ‪ ،‬وكما وجد له المسوغ بالرعاٌة من الحكومة الٌمٌنٌة والرضا او الدعم‬ ‫من الجٌش الصهٌونً‪ ،‬فتم حرق أسرة الطفل على الدوابشة فً شهر‪ 2015/8‬فً لرٌة دوما‬ ‫من نابلس امتدادا لحرب حرق المساجد والكنابس والزٌتون فً كامل أرض فلسطٌن على مدار‬ ‫‪http://timesofindia.indiatimes.com/world/middle-east/No-agreement‬‬‫‪without-a-Palestinian-capital-in-Jerusalem-Mahmoud‬‬‫?‪Abbas/articleshow/6030905.cms‬‬ ‫‪118‬‬

‫‪112‬‬


‫أعوام ما أظهر التؽول للتطرؾ واإلرهاب االسرابٌلً فً المستوطنات بالضفة الؽربٌة‬ ‫(ٌسمونها "ٌهودا والسامرة" من ما ٌظنونه "أرض اسرابٌل" بؽٌة إسماط االسم حمٌمة والعة‬ ‫وكؤن األرض هً "أرض اسرابٌل" ولٌست أرض فلسطٌن منذ األزل والى األبد) والذي‬ ‫ٌشرؾ علٌه الحاخامات المتطرفٌن وبالتنسٌك مع أمثالهم بالمدس وفتاواهم بجواز لتل أطفال‬ ‫العرب‪.‬‬ ‫خاضت جماهٌر المدس كما خاض المرابطون والمرابطات فً المسجد األلصى المبارن‬ ‫شهورا طوٌلة من الصدامات مع االسرابٌلٌ​ٌن الممتحمٌن ٌومٌا للمسجد األلصى لؽرض تمسٌمه‬ ‫زمانٌ ا (اي أن ٌكون ولت لصبلة الٌهود فٌه وولت لصبلة المسلمٌن) والتمسٌم المكانً (بمعنى‬ ‫حٌازة مساحة فٌه للٌهود كممدمة لبناء ما ٌسمونه الهٌكل الثالث المزعوم)‪ ،‬وما تلى ذلن انتشار‬ ‫الهبة الشعبٌة او ؼضبة المدس لكافة أرجاء فلسطٌن فً عملٌات فردٌة من الدهس للمستوطنٌن‬ ‫او طعنهم بالسكاكٌن بالمدس والضفة‪ ،‬او من مواجهات منظمة مستدٌمة بالحجارة على‬ ‫الحواجز وأماكن التماس عند المستوطنات وجدار الفصل العنصري‪ ،‬ورؼم شعبٌة الهبة وعدم‬ ‫ارتباطها رسمٌا بؤي فصٌل اال أن التعامل الصهٌونً كان لاسٌا وإرهابٌا انتمامٌا لدرجة لتل أي‬ ‫فلسطٌنً ٌفترضون أنه ٌشكل تهدٌدا بسلسلة متصلة من االعدامات المٌدانٌة‪.‬‬ ‫ما ٌهمنا هنا أن المدس وبما ٌحصل بها كانت هً مشعل ؼضبة المدس منذ العام ‪ 2014‬ثم‬ ‫باشتدادها عام ‪ 2015‬امتدادا لكل هبات او انتفاضات الفلسطٌنٌ​ٌن التً تتخذ المدس مركزٌة لها‬ ‫خاصة خبلل انتفاضة األلصى برعاٌة الخالد ٌاسر عرفات التً امتدت بٌن األعوام ‪-2000‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪ 2004‬م‪.‬‬ ‫والوالع المتحرن فً مدٌنة المدس التً تؽمرها المستوطنات والمستوطنٌن لم ٌتولؾ عن النمو‬ ‫تحصٌبل لصٌؽة ٌتم بها إسماط أي امكانٌة لمٌام دولة فلسطٌنٌة من جهة ولبلستٌبلء الكلً على‬ ‫المدس والمسجد األلصى‪ ،‬وفً آخر احصابٌة نمرأ المعلومات الهامة التالٌة‪:114‬‬ ‫((أفاد المركز اإلعبلمى لشبون المدس واأللصى "كٌوبرس" أن نحو ‪ 14064‬مستوطنا وعنصرا احتبللٌا‬ ‫إسرابٌلٌا التحموا ودنسوا المسجد األلصى المبارن خبلل العام ‪ 2015‬بزٌادة ‪ 888‬مستوطنا عن العام‬ ‫‪.2014‬‬

‫‪ٚ 113‬ونٌه األِو ف‪٘ ٟ‬جخ هف٘ اٌىبِ‪١‬واد ‪ٚ‬اٌج‪ٛ‬اثبد ػٍ‪ ٝ‬ث‪ٛ‬اثبد األلٖ‪ِٚ ،ٝ‬ب رال٘ب ِٓ غ‪ٚ‬جخ اٌؼوة‬ ‫اٌفٍَط‪ٙ ٓ١١ٕ١‬ل لواه رواِت ٔمً اٌَفبهح االِو‪٠‬ى‪١‬خ ٌٍملً ػبَ ‪.0635‬‬ ‫‪ 114‬المركز اإلعبلمى لشبون المدس واأللصى "كٌوبرس" فً أم الفحم من فلسطٌن الداخل‪.‬‬ ‫‪119‬‬


‫ولال المركز المعنى بالدفاع عن المسجد األلصى وممره "أم الفحم" داخل الخط األخضر فى إحصابٌة‬ ‫توثٌمٌة نشرها فً ‪ 2016/1/1‬أن أؼلب الممتحمٌن لؤللصى فى عام ‪ 2015‬من المستوطنٌن وأفراد‬ ‫الجماعات والمنظمات الٌهودٌة الناشطة فى شإون التحام األلصى وتسرٌع مخططات بناء "الهٌكل‬ ‫المزعوم" لكن لوحظ انخفاض فى عدد التحامات الوزراء أو الشخصٌات السٌاسٌة اإلسرابٌلٌة‪ .‬وأوضح أن‬ ‫نحو ‪ 12256‬مستوطنا التحموا األلصى فى العام المنصرم‪ ،‬بٌنما التحم نحو ‪ 1056‬عنصرا من مخابرات‬ ‫االحتبلل المسجد واألبنٌة المسموفة فٌه‪ ،‬ونحو ‪ 445‬بلباسهم العسكرى الخاص ضمن برنامج جوالت‬ ‫االرشاد واالستكشاؾ العسكري‪ ،‬فٌما التحمه نحو ‪ 307‬من الضباط أو ؼٌرهم من موظفى ما ٌسمى بـ‬ ‫"سلطة اآلثار اإلسرابٌلٌة"‪.‬‬ ‫وكشؾ أن عدد الممتحمٌن هذا العام لارب بشكل كبٌر العام الماضً‪ ،‬إذ أن إجمالً عدد الممتحمٌن العام‬ ‫‪ 2014‬وصل الى نحو ‪ 14952‬ممتحما‪ ،‬أي بفارق نحو ‪ 888‬ممتحما‪ ،‬وبٌنما كان عدد المستوطنٌن وأفراد‬ ‫الجماعات الٌهودٌة الذٌن التحموا المسجد األلصى هذا العام ( ‪ )12256‬مستوطنا‪ ،‬وصل عددهم العام‬ ‫‪ 2014‬نحو (‪ ،)12569‬أى بفارق نحو ‪ 313‬مستوطنا‪)).‬‬

‫مولف األمم المتحدة من المدس‪:‬‬ ‫وٌمكننا أن نجمل المولؾ من االمم المتحدة تجاه المدس بالنماط التالٌة حٌث اشار خبٌر المانون‬ ‫الدولً الدكتور حنا عٌسى انه ٌمكن تلخٌص مولؾ األمم المتحدة من المدس كما ٌلً‪:‬‬ ‫‪ .1‬المولؾ الثابت لؤلمم المتحدة منذ بداٌة المشكلة الفلسطٌنٌة فً معالجة لضٌة‬ ‫المدس على نحو مستمل بوصفها كٌانا منفصبل ٌجب أن ٌتوافر له نظام لانونً خاص‬ ‫بسبب ما لدٌه من لداسة وأهمٌة دٌنٌة وتارٌخٌة وحضارٌة ‪.‬‬ ‫‪ .2‬إن األمم المتحدة لد وضعت للمدس نظاما دولٌا على أساس ما ورد فً لرار‬ ‫التمسٌم الذي أصدرته الجمعٌة العامة لؤلمم المتحدة عام ‪. 1947‬‬ ‫‪ .3‬إذا كان تدوٌل المدس لم ٌخرج إلى حٌز الوالع الملموس ألسباب متنوعة فإن‬ ‫األمم المتحدة لد ظلت ثابتة على وجوب النظر إلى المدس نظرة خاصة ومعالجتها على‬ ‫أساس أن لها وضعا لانونٌا متمٌزا ‪.‬‬ ‫‪120‬‬


‫‪ .4‬إن األمم المتحدة تعامل المطاع الشرلً من المدٌنة الذي ولع تحت االحتبلل‬ ‫اإلسرابٌلً فً عام ‪ 1967‬م بوصفة أرضا محتلة تموم إسرابٌل باحتبللها عسكرٌا‬ ‫وٌتعٌن علٌها االلتزام بشؤنها – شؤنها فً ذلن شؤن بالً األراضً الفلسطٌنٌة المحتلة –‬ ‫بؤحكام المانون الدولً العام الخاص باالحتبلل الحربً ومن بٌنها اتفالٌات جنٌؾ لعام‬ ‫‪1949‬م ‪.‬‬ ‫‪ .5‬أهم ما فً مولؾ األمم المتحدة هو لٌامها بإدانة وشجب كاؾ اإلجراءات‬ ‫اإلدارٌة والتشرٌعٌة التً اتخذتها إسرابٌل والتً استهدفت تؽٌر الوضع المانونً للمدس‬ ‫واعتبار مثل هذه اإلجراءات والموانٌن باطلة الؼٌة ‪.‬‬ ‫‪ .6‬إن المرارات إلى اتخذتها األمم المتحدة بشؤن المدس سواء فً الجمعٌة العامة أو‬ ‫فً مجلس األمن لد تم إلرارها بؤؼلبٌة كبٌرة ودون معارضة فً اؼلب الحاالت‬ ‫وباإلجماع بالنسبة لمعظم لرارات مجلس األمن ‪ ،‬وهو ما ٌكشؾ عن النظرة المتمٌزة‬ ‫الخاصة التً تنظر بها الدول األعضاء فً األمم المتحدة لوضع المدس ‪.‬‬ ‫‪ .7‬إن لراري مجلس األمن رلم ‪ٌ 338 ، 242‬شمبلن المدس الشرلٌة بوصفها‬ ‫أرضا تم احتبللها فً عام ‪ 1967‬م ٌطبك بشؤنها كل ما ٌطبك بشؤن بالً األراضً‬ ‫العربٌة المحتلة من وجوب انسحاب إسرابٌل منها على أساس مبدأ عدم جواز اكتساب‬ ‫األراضً نتٌجة الستخدام الموة ‪.‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬ ‫إن مدٌنة المدس الحالٌة هً مدٌنة عربٌة النشؤة والجذور بؽض النظر عن طبٌعة التارٌخ سواء‬ ‫"المتداول" الملًء بالؽث والمبتور والمضخم و الخرافً‪ ،‬أو فً التارٌخ الذي أثبتته الدراسات‬ ‫التارٌخٌة الحالٌة فإنه فً الرواٌتٌن سواء األولى المستندة للتوراة (وهً المحرفة والمإسطرة)‪،‬‬ ‫أو الحدٌثة المستندة لعلم اآلثار واألبحاث التارٌخٌة الرصٌنة ال تجد فً ثناٌا األولى إال أجزاء‬ ‫من الحمٌمة المختلطة بالمبالؽات واألساطٌر واألكاذٌب التً تراكمت عبر الزمن لتصبح عند‬ ‫سه‪،‬‬ ‫ؼالب معتنمً الدٌانة الٌهودٌة والمسٌحٌة وحتى اإلسبلمٌة وكؤنها جزء ممدس ال ٌمكن م ّ‬ ‫باعتبارها رواٌة وشؤنا ربانٌا‪.‬‬ ‫جاء الفتح الجدٌد من خبلل علم اآلثار الذي صرخ عالٌا وبعد ما ٌمارب ‪ 366‬عام من النمب‬ ‫والحفر ومحاوالت التزوٌر فً المدس لٌمول بصوت عا ٍل أنه ال توجد حبة رمل واحدة تشٌر‬ ‫‪121‬‬


‫لؽٌر عروبة هذه المدٌنة مع اإلشارة لتراكب العصور المدٌمة النطوفٌة‪ ،‬والكنعانٌة والٌبوسٌة‬ ‫والفلسطٌنٌة (العربٌة كلها) الٌونانٌة والرومانٌة والفارسٌة‪.‬‬ ‫ثم ما كان من توالً الحمب اإلسبلمٌة دون أدنى إشارة ألولبن الذٌن ٌحاولون خلط مروٌات‬ ‫التوراة التارٌخٌة مهدورة الحمٌمة فٌما كان لدٌما ٌسمى إمارت ‪ /‬ممالن (مخالٌؾ حسب‬ ‫المصطلح العربً الٌمٌنً المدٌم) العرب االسرابٌلٌ​ٌن المدماء المنمرضٌن فً الٌمن المدٌم‬ ‫للملون سلٌمان وداوود وٌوشع (التناخ وهً التوراة وملحماتها تعتبرهم ملوكا والمسلمٌن‬ ‫ٌعتبرونهم انبٌاء علٌهم السبلم) وؼٌرهم بجؽرافٌا فلسطٌن التً رفضت لطعٌا هذه المموالت‪.‬‬ ‫وإذا تركنا صراع الرواٌة والتارٌخ وعلم اآلثار على أهمٌته حالٌا فً ظل التزوٌر واألسطرة‬ ‫التً ٌستخدمها الٌمٌن االسرابٌلً الحاكم بموة وتؤصٌل وفً محاولة حثٌثة لفرض الرواٌة‬ ‫االسرابٌلٌة‪-‬الٌهودٌة‪-‬الصهٌونٌة الٌوم ومنع ما ٌخالفها‪ ،‬فؤن حمٌمة الوجود االسبلمً ال شن فٌها‬ ‫مطلما وهذا بشكل مادي ال لُبس فٌه‪ ،‬كما هً حمٌمة وجود (ال ُكنانٌ​ٌن العرب = الكنعانٌ​ٌن)‬ ‫وكذلن حمٌمة عدم انمطاع الوجود البشري العربً سواء تكلم باآلرامٌة أو الكنعانٌة أو العبرٌة‬ ‫المدٌمة (وكلها لهجمات عربٌة لدمت من الٌمن) واللؽة العربٌة الشمالٌة العدنانٌة الحالٌة‪.‬‬ ‫إن الصراع المانونً مما أشرنا له تفصٌبل فً الكتاب وباالستناد ألبحاث أساتذة بالمانون‪،‬‬ ‫والصراع السٌاسً مع مدامٌن الحفر والبناء والتؽٌ​ٌر داخل مدٌنة المدس ٌمصد به االسرابٌلٌون‬ ‫وحكومتهم فً فلسطٌننا الٌوم تكرٌس ٌهودٌة المدٌنة كما الحال فً تهوٌد المسجد االلصى‬ ‫المبارن (مساحته ال ‪ 322‬دونم وٌضم المسجد المبلً ذو المبة الرصاصٌة‪ ،‬ومسجد لبة‬ ‫الصخرة ذو المبة الذهبٌة‪ ،‬والمروانً وكل المبانً األخرى والساحات وما دار حوله السور)‬ ‫على اعتبار أنها العاصمة االبدٌة (السرابٌل)‪.‬‬ ‫أن االستعمار الؽربً عندما زرع الكٌان الصهٌونً فً للب وطننا فلسطٌن (ضمن بدابل‬ ‫متعددة أخرى مثل أوؼندا وكٌنٌا ولٌبٌا واألرجنتٌن وسٌناء‪ )...‬كان له أهدافه االستعمارٌة فً‬ ‫تدمٌر األمة العربٌة واإلسبلمٌة‪ ،‬ومنع أي بوادر لنهوضها عدا التخلص من (المشكلة الٌهودٌة)‬ ‫فً أوربا باستعمارهم لفلسطٌن‪ ،‬الى أن كانت الحمٌمة السٌاسٌة الوحٌدة هً فً لرار التمٌسم‬ ‫عام ‪ ،3725‬والذي سبمه سلسلة من عملٌات التهوٌد وخاصة مع جثوم االنتداب البرٌطانً على‬ ‫صدر ببلدنا منذ العام ‪ 3700‬لتنفٌذ هذه السٌاسة االستعمارٌة العنصرٌة‪.‬‬ ‫إن ضرورة االطبلع على المدس من زاوٌة تارٌخٌة جدٌدة عربٌا واسبلمٌا ومسٌحٌا وٌهودٌا‪،‬‬ ‫ودولٌا‪ ،‬واالطبلع على التهوٌد "ؼٌر المانونً" الذي ٌسٌر على لدم وساق فً داخل المدٌنة‬ ‫كرتٌن من األمة العربٌة‬ ‫وضد مواطنٌها الفلسطٌنٌن‪ ،‬وفً فلسطٌن عامة ٌستدعً النظر ّ‬ ‫‪122‬‬


‫واالسبلمٌة ‪-‬ومن كافة االحرار فً العالم‪ -‬التً علٌها أن تمسن الزمام وتمبل على فلسطٌن‬ ‫بنسؾ الرواٌة التارٌخٌة المكذوبة فً كل المحافل وإبراز عنصرٌة وإجرامٌة وتعسؾ الكٌان‬ ‫الصهٌونً فً فلسطٌن وفً المدس بكل وضوح‪ ،‬ما ٌمثل مدخل إدامة الصراع حتى تحمٌك‬ ‫حمولنا العربٌة والمسٌحٌة واالسبلمٌة فً فلسطٌن والمدس‪.‬‬

‫بكر أبوبكر‬ ‫انتهى بعون هللا‬ ‫الطبعة ‪8‬‬ ‫فلسطٌن‪-‬رام هللا‪8108-‬‬

‫‪123‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.