النكبة مع الصور من محو الوجود الى الذاكرة

Page 1

‫النكبة في الوجود والذاكرة‬ ‫دراسة‬

‫بكر أبو بكر‬ ‫منشورات‬ ‫حركة التحرير الوطني الفلسطيني‪-‬فتح‬

‫‪1‬‬


‫النكبة في الوجود والذاكرة‬ ‫بكر أبو بكر‬ ‫فً ذكرى النكبة التً نستحضرها كل عام ٌفِد إلى الذاكرة مجموعات من الصور وكؤنها بحر‬ ‫متالطم ما بٌن تهجٌر قسري اختلط بمذابح تروٌعٌة‪ ،‬تعاكسها صور خالبة وجمٌلة لبالد حباها هللا بالخضرة‬ ‫والهواء الحسن والجمال والتنوع البٌبً‪ ،‬وتتدافع الصورة متراكضة وكؤنك رقم فً صفوؾ الالجبٌن الناجٌن‬ ‫بحٌاتهم ٌقطعون الدروب مشٌا على األقدام أو محملٌن قسرا بالحافالت أو تحت قصؾ القنابل ٌنتقلون عبر‬ ‫بحر فلسطٌن من منطقة إلى أخرى‪ ،‬وتؽٌب كثٌرا عن الذاكرة صور أولبك ال ُؽزاة المعتدٌن قساة القلوب‬ ‫الذٌن استمرإوا القتل فجعلوا من المذابح عنوانا وجعلوا من سٌاسة التهجٌر واإلحالل وسرقة األرض سٌاسة‬ ‫ما زالت كما هً حتى ٌومنا الحاضر فً العام ‪.2016‬‬ ‫الصورة الوافدة المتدافعة ما بٌن مخٌمات البإس والحزن وطوابٌر المنتظرٌن للطعام المقدم من‬ ‫المإسسة العالمٌة التً أسهمت فً النكبة تكاد ال تنتهً فً مخٌلتك أثناء استحضار الذكرى‪ ،‬فإن ؼضبت‬ ‫على عصبة األمم لك أن تؽضب على األمم المتحدة‪ ،‬وأن ؼضبت على برٌطانٌا باعتبارها التً رسخت‬ ‫المشروع االستعماري االستٌطانً فً بالدنا ال ٌمكنك أن تهمل فرنسا أٌضا السٌما وهما أي الدولتان معا‬ ‫من قسمتا المنطقة فً (ساٌكس‪-‬بٌكو) عام ‪ 1916‬ثم فً سان رٌمو عام ‪ 1920‬وكؤنهم ٌتعاملون مع صفقة‬ ‫تجارٌة أو أرض متروكة تضج ٌومٌا بالصراخ معلنة هنا فلسطٌن العربٌة‪ ،‬فمهما فعلتم فلن أكون إال أنا ال‬ ‫كما ترٌدون‪.‬‬

‫إعالن قيام الكارثة‬ ‫‪ 1948/4/14‬كؽٌره من األٌام إذ أنه ما أن دقت الساعة الرابعة من‬ ‫لم ٌمر ٌوم الجمعة الموافق‬ ‫عصر هذا الٌوم المشإوم حتى اعتلى (دٌفد بن ؼورٌون) منصة الكنٌست اإلسرابٌلً لٌعلن‪( :‬حقنا الطبٌعً‬ ‫والتارٌخً بموجب قرار الجمعة العمومٌة لألمم المتحدة ‪ ،‬نعلن إقامة دولة ٌهودٌة على أرض إسرابٌل وهً‬ ‫دولة إسرابٌل) فً سٌاق مؽالطات دٌنٌة وتارٌخٌة قدٌمة وحدٌثة ربطت بٌن "المحرقة" النازٌة التً ال عالقة‬ ‫للعرب والفلسطٌنٌ​ٌن بها وبٌن إقامة كٌانهم على أرض فلسطٌن‪.‬‬ ‫فً هذا الٌوم الذي ش ّكل الكارثة العصرٌة للشعب الفلسطٌنً‪،‬وبداٌة حقبة جدٌدة من البطوالت‬ ‫(ٌسمى االسرابٌلٌون المحرقة النازٌة " الكارثة والبطولة " أٌضا) التً تمكن فٌها ثوار فلسطٌن لٌس منذ‬ ‫النكبة كعالمة فارقة وجرح نازؾ وإنما ما قبل ذلك وبعدها من تبدٌد الظلمة من حول سٌاسات سعت إلذابة‬ ‫هذا الشعب وتحطٌم إرادته حٌث أن فلسطٌن أو كما ٌزوّ رون (اسرابٌل) (هً أرض بال شعب) وهم‪-‬أي‬ ‫نحن‪ -‬من (رحلوا وتخلوا طواعٌة عن البالد) وبناء علٌه قالوا أن (الكبار سٌموتون والصؽار ٌنسون) وما‬ ‫كانت كل هذه الهرطقات إال استمرارا لمسلسل الكذب والخدٌعة والتزوٌر الدٌنً والتارٌخً واإلعالمً فً‬

‫‪2‬‬


‫محاولة استعمارٌة لطمس معالم جرٌمة اؼتصاب أرض ووطن ولجرٌمة التطهٌر العرقً فً فلسطٌن وما‬ ‫صاحبها من استعمار وحروب وكارثة حلت باألمة منذاك وحتى الٌوم ‪.‬‬

‫أرض بال شعب ؟‬ ‫‪ 1‬إلى الكاتب االنجلٌزي‬ ‫ٌُنسب هذا القول المخادع الشهٌر (أرض بال شعب لشعب بال أرض)‬ ‫الصهٌونً (اسرابٌل زانؽوٌل) وعارض المذكور فً مقولته المخادعة ال ُك ّتاب والمثقفٌن حتى االسرابٌلٌ​ٌن‬ ‫منهم ‪ ،‬إن التارٌخ كفٌل بالشهادة فقد ال تكفً آالؾ السنٌن للوجود العربً الكنعانً الٌبوسً الفلسطٌنً ؼٌر‬ ‫‪ 1‬لم ٌكن بنً اسرابٌل القبٌلة العربٌة الٌمنٌة المنقرضة المذكورة فً التوراة شعبا أبدا بل قبٌلة فً محٌط‬ ‫عدة قبابل عربٌة أخرى‪ ،‬ولم ٌكن الٌهود كدٌانة شعبا‪ ،‬فلم ٌنشؤ عبر التارٌخ ما ٌمكن تسمٌته (الشعب‬ ‫الٌهودي) أو (شعب اسرابٌل) كما لم ٌكن هناك قط ما ٌمكن تسمٌته (أرض اسرابٌل)‪ ،‬والٌهود الدٌانة‬ ‫المقٌمٌن الٌوم فً بالدنا من أعراق وقومٌات عدة ؼالبها خزري روسً اوربً‪ ،‬ولمن ٌشاء العودة لكتب‬ ‫الكاتب االسرابٌلً (شلومو ساند) وسابقة (آرثر كوستلر)‪ ،‬ولكتابات المإرخٌن العرب الكبار أمثال فاضل‬ ‫الربٌعً وفرج هللا صالح دٌب وأحمد الدبش‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫المنقطع لتقنع المستعمرٌن الؽربٌ​ٌن والحركة الصهٌونٌة باستحالة أن تنطلً الكذبة على أحد ‪ ،‬لذا كان ال بد‬ ‫من االختالق على ذات النسق الذي اخترع و ألّؾ فٌه أحبار الٌهود رواٌات التناخ (التوراة وملحقٌها)‪،‬‬ ‫المشبعة باألمانً واألحالم واألساطٌر كما ٌقول عالم اآلثاراالسرابٌلً (إسرابٌل فنكلستاٌن) وزمٌله (زبٌؾ‬ ‫هرتزوغ)‪.‬‬

‫(الصورة‪ٌ :‬سرابٌل زانؽوٌل)‬

‫إن فِرٌة (أرض بال شعب) تعرضت للهدم حتى من مطلقٌها أي من قادة الحركة الصهٌونٌة أنفسهم‬ ‫وعلى رأسهم (دافٌد بن ؼورٌون) أحد ملوك وص ّناع الكٌان الصهٌونً الذي اعترؾ بذلك فً أواخر عمره‬ ‫عام ‪1956‬م وهو ٌحادث (ناحوم ؼولدمان) قابال (لماذا ٌعقد العرب سالما معنا ؟ لو كنت زعٌما عربٌا‬ ‫ٌستحٌل أن أعقد سالما مع إسرابٌل) لٌلقى بالقنبلة التً أذهلت (ناحوم ؼولدمان) ‪ 2‬نفسه إذ قال له بعد أن أكد‬ ‫على قناعاته الدٌنٌة الرثة بؤن هللا وعدهم بها ومعقبا بتساإل وحٌرة لكن (هذا كان قدٌما من ألفً عام) استنادا‬

‫‪ 2‬ناحوم ؼولدمان ( ‪ )1982-1895‬أحد زعماء الحركة الصهٌونٌة‪ ،‬والمإٌدٌن للتعامل مع ألمانٌا فً‬ ‫مرحلة‪ ،‬وربٌس الهستدروت (اتحاد العمال) بعد قٌام الكٌان‪ ،‬دعا إل قامة الكونؽرس الٌهودي العالمً‪ ،‬وتولى‬ ‫دعا الحكومة‬ ‫رباسته بٌن ‪ 1953‬و ‪ 1977‬وله كتاب هام تحت عنوان مذكرات ناحوم ؼولدمان‪،‬‬ ‫االسرابٌلٌة الى االعتراؾ بمنظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة والشروع فً مفاوضات معها‪ .‬توفً العام ‪ 1982‬فً‬ ‫القدس‪.‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪ 3‬ومع االعتراؾ بالسرقة وان‬ ‫للتوراة‪ ،‬ثم قال بوضوح (نحن أتٌنا هنا وسرقنا بالدهم لماذا ٌقبلون بنا؟)‬ ‫متؤخرا ٌظهر اعتراؾ بؤنها لٌست بالدهم هم‪ ،‬وعلٌه فهً حتى بهذا اللسان المحارب ضدنا كانت مؤهولة‬ ‫بؽٌرهم على األقل أللفً عام‪.‬‬ ‫إن كان قول "بن ؼورٌون" فً أواسط القرن العشرٌن فهناك من سبقه فً نقص كذبة (أرض بال‬ ‫شعب) وهو المفكر الٌهودي (آحاد هاعام) من (أحباء صهٌون) الذي كتب فً الصحٌفة العبرٌة (هاملٌتس)‬ ‫(سان بطرسبرغ) عام ‪ 1891‬لٌقول بوضوح (لقد أعتدنا نحن فً الخارج على االعتقاد بان أرض اسرابٌل‬ ‫مهجورة كلٌا تقرٌبا فً الوقت الحاضر ‪ ،‬صحراء ؼٌر محروثة وأن أي شخص ٌرؼب بشراء أرض هناك‬ ‫ٌمكنه أن ٌؤتً لٌشتري كل ما ٌرٌد ‪ .‬ولكن الحقٌقة لٌست كذلك فً البالد كلها ٌصعب أن تجد أرضا ؼٌر‬ ‫قابلة للفالحة ولم تفلح بعد ‪.4 ) ....‬‬

‫هل الفلسطينيون تركوا أرضهم طواعية؟‬ ‫ولنا أن نتعرض لنقض مقولة أن الفلسطٌنٌ​ٌن تركوا أرضهم طواعٌة أوباعوها أوهاجروا بإرادتهم‬ ‫مما انتشر فً مرحلة من المراحل –وربما من بعض األصوات المرجفة حتى اآلن‪-‬مترافقا مع ألم النكبة‬ ‫واللجوء والتشرد لنشٌر للتالً ‪:‬‬ ‫‪ ‬عندما تمكنت برٌطانٌا عام ‪( 1839‬أي قبل أكثر من ‪ 90‬عام من استٌالء برٌطانٌا على فلسطٌن)‬ ‫من إقامة قنصلٌة لها فً القدس فً ظل الضعؾ العثمانً‪ ،‬لم ٌكن أتباع الدٌانة الٌهودٌة فً فلسطٌن‬ ‫‪5‬‬ ‫ٌتجاوزون ‪ 9700‬فرد فقط ال ؼٌر‪.‬‬ ‫‪ ‬بعد أن سمح العثمانٌون بعقد صفقات شراء للٌهود الؽربٌ​ٌن فً فلسطٌن منذ العام ‪ 1849‬استطاعوا‬ ‫إقامة بعض المستوطنات‪ 6 ،‬ولكنها فً جمٌع األحوال لم تتجاوز ‪ %0.8‬من مساحة فلسطٌن لنسبة‬ ‫ٌهود بلؽت فً القرن ‪ 19‬أقل من ‪ %3‬من الفلسطٌنٌ​ٌن العرب أصحاب األرض‪ ،‬وحتى عندما‬ ‫وصل عدد المستعمرات مع بداٌة القرن ‪ 20‬الى ‪ 22‬مستعمرة لم تزد النسبة وبقٌت على حالها رؼم‬ ‫تزاٌد أعدادهم إلى ‪ٌ 34000‬شكلون ‪ %5.7‬من السكان‪.‬‬ ‫‪ 3‬لمراجعة كتاب المعضلة الٌهودٌة (التناقض الٌهودي) لناحوم ؼولدمان ذاته‪ ،‬ومقال جهاد الخازن فً‬ ‫الحٌاة ‪2014 /12/29‬‬ ‫‪ 4‬أوري دٌفس‪" ،‬اسرابٌل " االبارتهاٌدٌة وجذورها فً الصهٌونٌة السٌاسٌة‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪2015 ،‬‬ ‫فً ص ‪22‬‬ ‫‪ .21 5‬بٌان الحوت ( ‪ .)1991‬فلسطٌن (القضٌة‪-‬الشعب‪-‬الحضارة)‪ :‬التارٌخ السٌاسً من عهد الكنعانٌ​ٌن‬ ‫حتى القرن العشرٌن‪ .‬دار االستقالل للدراسات والنشر‪ .‬بٌروت‪ ،‬لبنان‪ .‬ط ‪ .1‬ص‪.298-297 :‬‬ ‫‪ 6‬مازن قمصٌة ( ‪ .)2011‬المقاومة الشعبٌة فً فلسطٌن‪ :‬تارٌخ حافل باألمل واإلنجاز‪ .‬المإسسة الفلسطٌنٌة‬ ‫لدراسات الدٌمقراطٌة (مواطن)‪ .‬رام هللا‪ .‬فلسطٌن‪ .‬ص ‪ ،48‬وص ‪50‬‬ ‫‪5‬‬


‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫رؼم كل الدعم المادي الخارجً والصٌحات االستعمارٌة ظل عدد الٌهود ومساحة األرض‬ ‫المؽتصبة فً حدها األدنى بحٌث أنه فً العام ‪ 1917‬وكان عدد الٌهود قد تزاٌد ما بٌن ‪80 – 60‬‬ ‫ألؾ لٌصبحوا فً هاذا العام ‪ %7‬معظمهم من ؼٌر الصهاٌنة وٌملكون ‪ %2‬من أرض فلسطٌن‪.‬‬ ‫كان للسٌاسة االستعمارٌة البرٌطانٌة‪-‬الصهٌونٌة عمق األثر فً سرقة أرض فلسطٌن وتسلٌمها‬ ‫للٌهود من جهة‪ ،‬اضافة لدعم الهجرة الٌهودٌة وتشكٌل نواة الدولة العبرٌة القادمة على قدم وساق إذ‬ ‫‪7‬‬ ‫ارتفعت أعداد الٌهود ( ‪ )1933-1919‬إلى ‪ٌ %12‬ملكون ‪ %3‬من األراضً‪.‬‬ ‫‪ )1948-1923‬تزاٌدت الهجرة المنظمة‬ ‫وفً فترة االنتداب (االحتالل) البرٌطانً المشبوم (‬ ‫المدعومة من حكومة االحتالل البرٌطانً لفلسطٌن لتصل عام ‪ 1948‬قبل إعالن "بن ؼورٌون"‬ ‫‪ %30‬من السكان ‪ ،‬لم‬ ‫إنشاء الدولة إلى ‪ 605‬ألؾ ٌهودي من أصقاع العالم المختلفة ما ٌمثل‬ ‫ٌستطٌعوا أن ٌستولوا على األرض رؼم كل ذلك إال بعد انشاء الدولة وتدمٌر ‪ 531‬قرٌة (أو ‪400‬‬ ‫حسب قابمة الرابطة االسرابٌلٌة للحقوق اإلنسانٌة والمدنٌة ) وفً ظل بقاء ‪ 150000‬فلسطٌنً تحت‬ ‫الحكم االسرابٌلً‪ ،‬إذ شرد قسرا ‪ 800‬ألؾ من مجموع ملٌون و ‪ 400‬ألؾ مواطن فلسطٌنً حٌنها‪.‬‬ ‫ٌشرح بدقة المإرخ االسرابٌلً (إٌالن بابٌه) ‪ 8‬فً كتابٌه الثمٌنٌن (التطهٌر العرقً فً فلسطٌن)‬ ‫والعرب المنسٌون (فلسطٌنٌو ‪ )1948‬وأوري دٌفٌس زمٌلنا فً المجلس الثوري لحركة فتح فً‬ ‫كتابه (اسرابٌل االبارتهاٌدٌة) آلٌات الطرد والتروٌع والقتل وسلب الحقوق التً اتبعت جنبا الى جنب‬ ‫فً ‪ 3‬اتجاهات ضد اإلنسان وضد األرض وضد الذاكرة‪.‬‬

‫ٌتضح لنا من كل ما سبق أن هذه االرض التً تحتفً بؤصحابها العرب الفلسطٌنٌ​ٌن حتى الٌوم ما‬ ‫زالت تسمع ضحكاتهم وهدٌر أٌامهم الصاخبة‪ ،‬ومالعب صباهم وآمال مستقبلهم‪ ،‬ومازالت رؼم الهدم‬ ‫والردم واالؼتصاب الصهٌونً ّ‬ ‫تكذب مقولة أن الفلسطٌنٌ​ٌن تركوا بالدهم أو تخلوا عنها طواعٌة عام النكبة‬ ‫بشهادة األرض والتارٌخ بل وبؤقالم البحاثة والدارسٌن الجدد من المفكرٌن االسرابٌلٌ​ٌن المنصفٌن أنفسهم‪.‬‬

‫‪ 7‬دراسة الباحث عزٌز العصا فً جرٌدة حق العودة العدد ‪75‬‬ ‫‪ 8‬إٌالن بابه‪ ،‬مإرخ إسرابٌلً‪ ،‬ومحاضر رفٌع المستوى فً العلوم السٌاسٌة فً جامعة حٌفا‪ .‬وهو أٌضا ً‬ ‫المدٌر األكادٌمً لمعهد "ؼفعات حبٌبا لدراسات السالم"‪ ،‬وربٌس معهد إمٌل توما للدراسات الفلسطٌنٌة فً‬ ‫‪( A History of Modern Palestine‬تارٌخ‬ ‫حٌفا‪ .‬وقد ألؾ عدة كتب‪ ،‬أخرى ؼٌر ماذكرنا منها‪:‬‬ ‫‪The‬‬ ‫‪( The Modern Middle East‬الشرق األوسط الجدٌد)؛‬ ‫فلسطٌن الحدٌثة)؛‬ ‫‪( Israel/Palestine Question‬قضٌة إسرابٌل‪ /‬فلسطٌن)‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫هل الصغار ينسون حقا ؟‬ ‫تقول المقولة الثالثة التً راجت فً الخمسٌنٌات من القرن العشرٌن وتعقٌبا على النكبة وما لحقها من‬ ‫حرب ( ‪ )1949 – 1948‬أن (الكبار ٌموتون والصؽار ٌنسون) وهً المقولة المنسوبة لربٌس المإتمر‬ ‫الٌهودي ثم الحركة الصهٌونٌة (ناحوم عولدمان) وتنسب أحٌانا لوزٌر الخارجٌة األمرٌكً آنذاك (جون‬ ‫فوستر داالس) ‪ ،‬ولكن الواقع الذي ٌراه العالم الٌوم هو أن الكبار والصؽار تشاركوا معا فً اطالق ثورة فً‬ ‫أقل من عشر سنوات من النكبة (نشؤت حركة فتح عام ‪ 1957‬وانطلقت عام ‪ 1965‬وتجذرت عام ‪1968‬‬ ‫إثر معركة الكرامة)‪ ،‬وهو ما كذب أٌضا ادعاء ربٌسة الوزراء (ؼولدا مابٌر) حٌن تساءلت مستنكرة من هم‬ ‫الفلسطٌنٌون أوأٌن هم ؟ بل وأن عامل النسٌان قد سقط كلٌا مع نهضة المارد الفلسطٌنً لٌس فقط خارج‬ ‫‪ ، 1967‬وفً أراضٌنا عام‬ ‫الوطن حٌث شكلت مخٌمات الالجبٌن مدارس للثورة وإنما فً أرضنا عام‬ ‫‪ 1948‬التً أصبح عدد المواطنٌن فٌها أكثر من ملٌون ونصؾ ملٌون صامد مرابط‪.‬‬ ‫(الصورة لناحوم ؼولدمان)‬ ‫من المهم لنسقط هذه المقولة كلٌا أن نسمعها أٌضا على‬ ‫لسان مإسسً دولة "اسرابٌل" اذ قال (بن ؼوروٌن) نفسه فً‬ ‫ذات الحوار الذي عرجنا علٌه له مع (ناحوم ؼولدمان) عام‬ ‫‪( 1956‬ربما نسوا فً جٌل أو جٌلٌن ولكن اآلن ال مجال أن‬ ‫ٌنسوا ‪ )...‬لٌُذهل ؼولدمان كما قال من كل ما سمع‪.‬‬ ‫ولنا أن ننظر الٌوم حٌث قال الربٌس محمود عباس فً‬ ‫افتتاح المتحؾ الفلسطٌنً فً بلدة بٌرزٌت قرب مدٌنة رام هللا‬ ‫بذكرى النكبة ‪ 68‬و بتارٌخ ‪" 2016/5/18‬نفتتح الٌوم صرحا‬ ‫من الصروح الفلسطٌنٌة‪ ،‬وهو المتحؾ الفلسطٌنً الذي سٌكون‬ ‫حافظا لذاكرة الشعب الفلسطٌنً‪ ،‬راوٌا للذاكرة الفلسطٌنٌة‪ ،‬مبلؽا‬ ‫األجٌال القادمة أن فلسطٌن وشعبها موجودون هنا منذ األزل‪،‬‬ ‫موجودون هنا منذ الكنعانٌ​ٌن‪ ،‬مؽروسون فً هذه األرض‪ ،‬على‬ ‫مدى الزمان‪ ،‬على مدى العقود الطوٌلة‪ ،‬لم ٌتحرك من هذه البقعة‬ ‫لحظة واحدة‪".‬‬ ‫وأضاؾ الربٌس‪" ،‬هذا المتحؾ سٌقول للعالم‪ ،‬لكل العالم نحن كنا هنا ونحن باقون هنا‪ ،‬وسنبقى هنا‬ ‫لبناء دولتنا‪ ،‬وال أحد ٌستطٌع أن ٌنكر حقنا إال الناكرون‪ ،‬ولن نلتفت إلٌهم‪ ،‬ولن ٌستطٌع أن ٌنسى أحد أننا هنا‬ ‫إال من ٌرٌد أن ٌنسى أو ٌتناسى‪ ،‬نحن هنا مؽروسون منذ بداٌة التارٌخ‪ ،‬منذ فجر التارٌخ‪ ،‬إلى ٌومنا هذا إلى‬ ‫المستقبل لن ٌستطٌع أحد أن ٌحول دون مسٌرتنا‪ ،‬أن ٌحول دون تقدمنا إلى األمام‪ ،‬للوصول إلى ما ٌرٌد هذا‬ ‫الشعب العظٌم‪".‬‬

‫‪7‬‬


‫من أين نبدأ الحكاية ؟‬ ‫حاولنا فً البداٌة أن نبدّد الؽٌوم أو ظالم التشكٌك من مقوالت زابفة راجت مستندٌن للتارٌخ والواقع‬ ‫بل ولشهادات االسرابٌلٌ​ٌن أنفسهم لنعرج على بداٌة القصة ‪ ...‬هل كانت النكبة عام ‪ 1948‬بداٌة القصة أم‬ ‫نهاٌتها ؟ وهل جاءت دفعة واحدة أم سبقها الكثٌر من اإلعداد والتحضٌر ؟ وإن كانت ذات امتداد فً التارٌخ‬ ‫والثقافة والسعً االستعماري لماذا ومنذ متى ؟ هذا ما سنجٌب علٌه‪.‬‬ ‫‪ 150‬عام على األقل وإن كان قبل ذلك بكثٌر ثقافٌا وفكرا‬ ‫لقد بدأت الحكاٌة تارٌخٌا منذ أكثر من‬ ‫استعمارٌا لم ٌفارق العقل األوروبً الذي آمن بالعرق األبٌض فً عدابه مع اآلخر وحروبه الصلٌبٌة التً‬ ‫استؽلت الدٌن استؽالال بشعا ضمن المفهوم وشعار استعمار الدول والشعوب األخرى‪ ،‬وفً إطار الرفض‬ ‫واالشمبزاز واالضطهاد بل والقتل والحرق الذي مورس لقرون فً أوروبا ضد المخالفٌن فً المذهب‬ ‫المسٌحً ذاته عوضا عن المسلمٌن والٌهود ‪ ،‬هذا من ناحٌة ثقافٌة فكرٌة دٌنٌة‪.‬‬ ‫أما من ناحٌة تسلسل األحداث فٌمكننا أن نعتبر حروب الفرنجة الؽربٌ​ٌن (الحروب الصلٌبٌة كما‬ ‫أسموها هم) بداٌة فكر الؽزو واالستعمار المرتبط بؤحالم التوسع االمبراطوري الرومانً القدٌم‪ ،‬وٌمكننا أن‬ ‫نجد فً مراحل أخرى بذور واضحة ونواٌا لتحطٌم منطقتنا العربٌة اإلسالمٌة ودق أسفٌن فً وسطها ‪،‬‬ ‫ولكننا أٌضا من الممكن أن نعتبر البداٌة مع االمبراطور المؽامر نابلٌون عام ‪.1798‬‬ ‫‪ )1‬دخل نابلٌون أرض مصر أواخر القرن ‪ 18‬وؼزا فلسطٌن عام ‪ 1798‬وسقط أمام أسوار عكا‬ ‫العربٌة الكنعانٌة الفلسطٌنٌة األبٌة منذ األزل‪ ،‬وحٌنها وضمن عقلٌة التوسع واالستعمار وتدمٌر‬ ‫العدو وجه نداءه لٌهود العالم بالقول ‪( :‬أٌها االسرابٌلٌون ‪ ،‬أٌها األمة الفرٌدة فرنسا تقدم لكم ورثة‬ ‫‪9‬‬ ‫آبابكم‪ ،‬استعٌدوا أما أخذ منكم بالقوة ودافعوا عنها بدعم فرنسا ومساعدتها)‪.‬‬ ‫‪ )2‬فً العام ‪ 1839‬أقٌمت أول قنصلٌة برٌطانٌة فً القدس وكان جل نشاطها ما تسمٌه (حماٌة الجالٌة‬ ‫الٌهودٌة) التً لم تتعدى ‪ 10000‬شخص فً سٌاق الجهود لدق مسامٌر االستعمار فً بالدنا‪.‬وفً‬ ‫‪10‬‬ ‫العام ‪ 1845‬دعا الضابط االنجلٌزي [إدوارد مٌتفورد] إلنشاء كٌان للشعب الٌهودي فً فلسطٌن‪.‬‬ ‫‪ )3‬فً العام ‪ 1881‬جرت محاولة اؼتٌال للقٌصر الروسً اتهم فٌها الٌهود الروس فقتلوا وهجروا‬ ‫بؤعداد كبٌرة حٌث توزعوا بٌن أوروبا الشرقٌة والؽربٌة‪ ،‬لٌُؽرق الٌهود الروس أوربا‪.‬‬ ‫‪ 9‬موقع (إسرابٌل بالعربٌة) ورسالة نابلٌون ذو العقل االستعماري المصلحً إلى ما أسماه (األمة الٌهودٌة)‬ ‫على الموقع بالرابط التالً‬ ‫‪http://www.israelinarabic.com/%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%84%D9%‬‬ ‫‪8A%D9%88%D9%86‬‬‫‪%D8%A8%D9%88%D9%86%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%AA‬‬‫‪%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF‬‬‫‪%D9%88%D8%B1%D8%AB%D8%A9‬‬‫‪/%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86‬‬ ‫‪ 10‬دراسة عزٌز العصا السابق اإلشارة لها‪.‬‬ ‫‪8‬‬


‫‪ )4‬مع ضعؾ السلطنة العثمانٌة أمام الدول األجنبٌة وإذعانها سمحت بصفقات للٌهود فً فلسطٌن منذ‬ ‫العام ‪ 1849‬فبدأت تظهر المستوطنات ‪.‬‬ ‫‪ )5‬كان لتؤسٌس جمعٌة "أحباء صهٌون" فً روسٌا دورا هاما فً تشجٌع الهجرة الى فلسطٌن ومحاربة‬ ‫اندماج الٌهود فً المجتمعات التً ٌعٌشون فٌها (والعودة إلى صهٌون) وشكلت الجمعٌة صلة وصل‬ ‫‪ 19‬وبداٌة الصهٌونٌة السٌاسٌة مع ظهور‬ ‫بٌن ما سمً (طالبع الصهٌونٌة) فً منتصؾ القرن‬ ‫"تٌودور هرتزل" وتطورت (جمعٌة أحباء صهٌون) لتعطً الٌهود صفة "قومٌة" وإنهم جماعة‬ ‫مستقلة وعلٌهم التحرر من حٌاة االضطهاد واستقاللهم بؤرض ٌعٌشون علٌها ولم تكن هذه االرض‬ ‫بالضرورة فلسطٌن (أنظر المفكر الٌهودي "لٌوبنسكر" فً كتابه التحرر الذاتً) واستمرت الجمعٌة‬ ‫منذ العام ‪. 1903- 1881‬‬ ‫الصورة‪(:‬لٌون بٌنسكر ( موالٌد ‪ 13‬دٌسمبر ‪ – 1821‬مات ‪9‬‬ ‫دٌسمبر ‪ )1891‬طبٌب وناشط صهٌونً رابد ومإسس وقابد حركة‬ ‫أحباء صهٌون‪.‬‬

‫‪ )6‬مع انعقاد المإتمر الصهٌونً األول فً بازل بسوٌسرا عام‬ ‫‪ 1897‬برباسة "تٌودور هرتزل" وهو ما مثل نهاٌة المابة‬ ‫عام األولى منذ وعد نابلٌون تقرر التالً ‪:‬‬ ‫‪ ‬تعزٌز االستٌطان فً فلسطٌن‬ ‫‪ ‬تنظٌم وتوحٌد الٌهود فً مإسسات‬ ‫‪ ‬تقوٌة الشعور والضمٌر القومً‬ ‫‪ ‬الحصول على البراءة وموافقة الحكومات إلنشاء‬ ‫دولة ٌهودٌة‪ ،‬وتبع ذلك إنشاء الصندوق القومً‬ ‫الٌهودي لشراء األراضً ثم نشاط الجمعٌات الٌهودٌة ورإوس األموال‪.‬‬

‫‪ )7‬فً برٌطانٌا التً انتفضت ضمن وثٌقة مإتمر ("كامبل‪-‬بانرمان" ‪ )1907-1905‬لمواجهة التمدد‬ ‫الٌهودي فً أوربا الؽربٌة‪ ،‬ولضرورة تقوٌة العقلٌة االستعمارٌة قررت استعمار الدول العربٌة‬ ‫‪9‬‬


‫مصدر الخطر الحقٌقً على الدول‬ ‫وإٌجاد البإرة الٌهودٌة فً فلسطٌن‪ ،‬إذ رأي المإتمر (أن‬ ‫االستعمارٌة‪ ،‬إنما ٌكمن فً المناطق العربٌة من الدولة العثمانٌة‪ ،‬ال سٌما بعد أن أظهرت شعوبها‬ ‫‪11‬‬ ‫ٌقظة سٌاسٌة ووعٌا ً قومٌا ً ضد التدخل األجنبً والهجرة الٌهودٌة والحكم التركً أٌضا ً‪)....‬‬ ‫‪ )8‬وقد تلى كل ما سبق المسلسل المعروؾ من وعد بلفور عام ‪ 1917‬ثم صك االنتداب على فلسطٌن‬ ‫وممارسته فٌها ( ‪ )1948 - 1923‬على مدار ربع قرن أسود‪.‬‬

‫الصورة‪ ( :‬سٌر هنري كامبل بنرمان ربٌس وزراء برٌطانٌا ( ‪)1908-1905‬‬

‫‪11‬‬

‫عن مإتمر كامبل بانرمان فً الموسوعة الحرة وٌكٌبٌدٌا‪.‬‬ ‫‪10‬‬


‫السياسة البريطانية االستعمارية‬ ‫بال شك أن السٌاسة االستعمارٌة البرٌطانٌة كان لها الٌد الطولى فً إنشاء الكٌان االسرابٌلً على‬ ‫أنقاض الشعب الفلسطٌنً وفً أرض فلسطٌن ‪ 12‬ضمن السٌاسة االستعمارٌة المنهجٌة التً أعطت األولٌة‬ ‫للمصالح الؽربٌة فً ضوء الهٌمنة االنجلٌزٌة (وهنا ال نعفً الفرنسٌة التً وقعت على اتفاقٌة ساٌكس بٌكو)‬ ‫والسٌطرة التً طالت قارات العالم جمٌعها‪ ،‬ومن هذه النظرة العنصرٌة ٌمكننا أن نجمل سٌاساتها حٌن‬ ‫احتاللها لفلسطٌن وحٌن تطبٌقها لهذه السٌاسة منذ العام ‪ 1919‬بالتالً‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫‪)2‬‬

‫‪)3‬‬

‫‪)4‬‬ ‫‪)5‬‬ ‫‪)6‬‬

‫تشجٌع الهجرة الٌهودٌة بكل السبل والوسابل بعد أن أؼلقت أوربا وأمرٌكا فً وجه الٌهود‪ ،‬وقد‬ ‫نجحت هذه السٌاسة اذ استطاعت فً الفترة ما بٌن ( ‪ )1946 – 1922‬من إدخال نصؾ ملٌون‬ ‫‪ 84‬ألفا إلى ‪ 608‬ألفا) وتحت‬ ‫ٌهودي لٌتحول عددهم من عشرة بالمابة إلى ثلث السكان (من‬ ‫‪13‬‬ ‫سٌطرتهم ‪ 300‬مستعمرة‪.‬‬ ‫توظٌؾ الضباط والعسكرٌ​ٌن واإلدارٌ​ٌن فً مإسسات (االنتداب) ال سٌما وأن الٌهودي (هربرت‬ ‫صموبٌل) كان المندوب السامً الذي منح كل االفضلٌة واالمتٌازات لهم فشكل فً حقٌقة األمر طاقم‬ ‫اإلدارة والقادة القادمٌن للدولة العبرٌة‪.‬‬ ‫اٌجاد قٌادة سٌاسٌة صهٌونٌة وإبرازها ودعمها بل وتقدٌم الدعم العسكري للقوات شبه العسكرٌة ما‬ ‫جعلها وألسباب أخرى جاهزة لحرب سلب فلسطٌن(شكل الجٌش الصهٌونً المستعد والمدرب‬ ‫‪3‬‬ ‫والذي ٌعرؾ جؽرافٌا البلد وسبق مشاركة أعداد منه فً الحرب األوربٌة (العالمٌة) الثانٌة‬ ‫أضعاؾ الجٌوش العربٌة مجتمعة فً حرب ‪ )1949 - 1948‬حٌث كانوا ‪ 106‬ألؾ مقاتل مقابل ‪67‬‬ ‫ألؾ عربً مقاتل)‪.‬‬ ‫طرد الفلسطٌنٌ​ٌن العرب أو التضٌ​ٌق علٌهم سٌاسٌا واجتماعٌا واقتصادٌا وتعلٌمٌا ودفعهم للهجرة‪.‬‬ ‫خلق اضطربات لدفعهم للهجرة ‪ ،‬وقمع جمٌع االنتفاضات والهبات والثورات الفلسطٌنٌة الباسلة التً‬ ‫لم تتوقؾ للحظة ضد المهاجرٌن واالستٌطان وضد االحتالل االنجلٌزي‪.‬‬ ‫تهٌبة األجواء واإلمكانٌات لتسلٌم الٌهود المدن والقرى والموانا والمطارات ومعسكرات الجٌش‬ ‫والمإسسات وهو ما حصل بجالء مع االنسحاب البرٌطانً من فلسطٌن‪.‬‬

‫أما لماذا كل هذا فإن لم ٌكن لتفتٌت األمة العربٌة و(الحضارة العربٌة اإلسالمٌة باإلسهامات‬ ‫المسٌحٌة الشرقٌة) فلماذا ٌكون ؟ وإن لم ٌكن للسٌطرة على الثروات والحقول والعقول فماذا ٌكون؟ وإن لم‬ ‫ٌكن لتؤصٌل نظرٌة التخلص من "المسؤلة الٌهودٌة" فً أوربا والتحلل من سنوات اضطهادهم الطوٌلة وفً‬ ‫ذات الوقت وضع كٌان استعماري ومرتبط كلٌا بهم فماذا ٌكون؟‪.‬‬ ‫‪ 12‬رؼم ذلك ظهرت نقاشات عدة لدى البرٌطانٌ​ٌن وأٌضا فً الحركة الصهٌونٌة حول البدابل إلقامة الدولة‬ ‫الٌهودٌة فً سٌناء أو لٌبٌا او كٌنٌا او اوؼندا او االرجنتٌن‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ 13‬فٌدال‪ ،‬دمومٌنٌك ( ‪ .)2002‬خطٌبة إسرابٌل األصلٌة‪ :‬المإرخون الجدد االسرابٌلٌون ٌعٌدون النظر فً‬ ‫طرد الفلسطٌنٌ​ٌن‪ .‬ترجمة‪ :‬جبور الدوٌهً‪ .‬مإسسة الدراسات الفلسطٌنٌة‪ .‬بٌروت‪ ،‬لبنان‪ .‬ط ‪ .1‬ص‪.3-2 :‬‬ ‫وعن دراسة عزٌز العصا أٌضا‬ ‫‪11‬‬


‫ولربما نرى بوضوح أٌضا وجود سبب آخر ذو طابع دٌنً توراتً لدى الكثٌر من منظري‬ ‫المسٌحٌة الؽربٌة خاصة البروتستانتٌة التً تإمن بخرافات التوراة وأرض المٌعاد والمسٌح (االسرابٌلً)‬ ‫الموعود‪.‬‬

‫الصورة‪ :‬هربرت صموبٌل وهو سٌاسً برٌطانً ٌهودي‪ ،‬وأول مندوب سام برٌطانً فً فلسطٌن‪.‬‬ ‫الذي منح كل االفضلٌة واالمتٌازات للمستعمرٌن الٌهود فشكل فً حقٌقة األمر طاقم اإلدارة والقادة‬ ‫القادمٌن للدولة العبرٌة‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫النكبة والتطهير العرقي‬ ‫‪ 1948‬قد نقرأها من زاوٌة الفشل العربً أو التقصٌر‬ ‫إن الكارثة التً حلت بفلسطٌن وعبر نكبة عام‬ ‫الشدٌد‪ ،‬وٌربطها البعض بالتآمر‪ ،‬وقد نقرأها من زاوٌة المخطط الؽربً‪-‬الصهٌونً مسبق اإلعداد‬ ‫واالستعداد وتهٌبة المناخ لالستٌالء على فلسطٌن‪.‬‬ ‫إن مشاركة عدة جٌوش من الدول العربٌة والمتطوعٌن من األحزاب أوالهٌبات المختلفة دلّل على‬ ‫حٌوٌة القضٌة‪ ،‬وبطولة المشاركٌن فً هذه الحرب من معظم الشعوب والدول العربٌة‪ ،‬ما نحسب من ماتوا‬ ‫منهم وأمواتنا شهداء بإذن هللا تعالى‪.‬‬ ‫ولكن ٌمكننا أن نطلع على عجالة فقط على شهادة لمناضل عربً لٌبً هو محمد حسن عرٌبً حول‬ ‫القصور العربً وهو الذي ٌكتب فً كتابة (الفدابٌون العرب فً حرب ‪ )1948‬ص ‪ 171‬قابال بؤلم (قضٌنا‬ ‫أٌاما فً دمشق األبٌة العربٌة ‪ ،‬حصن األحرار ومالذ الثوار وملجؤ اللٌبٌ​ٌن الذٌن قاتلوا الطلٌان ‪ ،‬ومن‬ ‫دمشق عدنا إلى عمان فإلى نابلس ‪ ،‬وهنالك شاهدنا الجٌش العراقً العظٌم ‪ ،‬وكم تمنٌت لو كنت قابدا لهذا‬ ‫الجٌش ‪ ،‬أحارب الصهاٌنة به وحده ‪ ،‬وبسالحه هذا ‪ ،‬ومدافعه هذه التً نراها ومدرعاته ‪ ،‬إذن لجعلت دولة‬ ‫"إسرابٌل" تذكر فً األساطٌر قبل شهرٌن اثنٌن‪.‬‬ ‫ومر بنا أحد الضباط على وحدة من وحدات الدفاع ‪ ،‬وأشار إلى مستعمرة صهٌونٌة راقدة على‬ ‫البحر واسمها ناتانٌا ‪ ،‬ال تبعد عن مواقع الجٌش العراقً سوى عشرة أمٌال ‪ ،‬وقال ‪ :‬فً استطاعة الجٌش‬ ‫العراقً أن ٌحتلها فً لٌلة ‪ ...‬وباحتاللها تصل البحر ونفصم "إسرابٌل" إلى قسمٌن ‪ .‬وبذلك نشتت قواها‬ ‫ونحطمها فً مدى أٌام ‪....‬‬ ‫وقلت ‪ :‬ما ٌمنعكم من تنفٌذ خطة ناجحة مثل هذه ؟‬ ‫فؤجاب بلهجة تقطر ؼٌظا ‪ :‬أعطنً سٌاسة وطنٌة أعطك فلسطٌن عربٌة ‪ ...‬لماذا ال نتحرر من ضؽط‬ ‫الؽرب واحتكاره ‪ ،‬إنه سلبنا الحرٌة ‪ .‬وها هو أخٌرا ٌسلبنا حتى شرفنا العسكري ‪ ...‬لماذا ال نتحرر ٌا ناس؟‬ ‫قلت فً نفسً ‪ :‬ما له ثابر على هذا النحو؟‬ ‫وكؤنه أدرك ما ٌجول فً خاطري ‪ ..‬فاستطرد ٌقول ‪ :‬و هللا ما أنا شٌوعً ‪ :‬ولكن ٌجب أن نضرب العدو‬ ‫‪14‬‬ ‫المستعمر بؤي سالح‪).‬‬ ‫ولسنا فً هذا المبحث فً مجال تقٌ​ٌم األداء العربً العاجز آنذاك لدول فً طور التشكل وجٌوش‬ ‫ضعٌفة ومتطوعٌن خاضوا البطوالت‪ ،‬ولكن هٌهات‪ ،‬لسنا فً مجال التقٌ​ٌم بقدر ما نستعرض فٌه الحقابق‬ ‫على األرض والتً كرسها االستعمارٌون الؽربٌون مع الصهاٌنة حتى وصلنا لنهاٌة المشروع القدٌم بالنكبة‪.‬‬

‫‪ 14‬محمد عرٌبً‪ ،‬صراع الفدابٌ​ٌن‪ ،‬الفدابٌون العرب فً حرب فلسطٌن‬ ‫القاهرة‪ ،‬ص ‪171‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪، 1948‬دار السالم للطباعة‪،‬‬


‫إن ابلػ استعراض للكارثة التً حلت بالفلسطٌنٌ​ٌن عام ‪ 1948‬وما تالها من سنوات نجدها واضحة‬ ‫فً كتاب المإرخ االسرابٌلً التقدمً (اٌالن بابٌه) الموسوم (التطهٌر العرقً فً فلسطٌن) الذي ٌتناول‬ ‫بالتفصٌل سرقة ارض فلسطٌن وطرد الفلسطٌنً بشكل منهجً وكلً وما رافق قٌام "اسرابٌل" من عزل‬ ‫للفلسطٌنٌ​ٌن فً معازل (ؼٌتوات) وانتهاك حرمة األماكن المقدسة واالعتداءات الجسدٌة وصوال الى‬ ‫تكرٌس ما ٌسمٌه "بابٌه" (محو الذاكرة) بطمس المعالم العربٌة بل واختالق الرواٌات التً تنكر وجودها‪.‬‬ ‫ولإلجابة عن السإال الكبٌر الذي طالما حٌّر الكثٌر من الفلسطٌنٌ​ٌن والعرب حول كٌفٌة تمكن‬ ‫األقلٌة الٌهودٌة فً فلسطٌن عام ‪ 1948‬من هزٌمة األؼلبٌة العربٌة الفلسطٌنٌة فإن (إٌالن بابٌه) فً كتابه‬ ‫ٌجٌب بعرض عدد من األسالٌب والتكتٌكات الصهٌونٌة الناجحة كالتالً ‪:16‬‬

‫‪15‬‬

‫‪ٌ 15‬قول الباحث صالح عوٌس من الجمعٌة الوطنٌة لمناهضة الصهٌونٌة على موقع (المناهضة) ( ٌستمد هذا‬ ‫الكتاب أهمٌته من أنه ٌعتبر بمثابة شهادة تفصٌلٌة موثقة وحافلة باألسماء واألرقام والوقابع ٌقدمها المإلؾ‬ ‫الذي ٌنتمً إلى المإرخٌن اإلسرابٌلٌ​ٌن الجدد حول حقابق التطهٌر العرقً الذي نفذته العصابات الصهٌونٌة‬ ‫المسلحة قبل النكبة فً ‪ ، 1948‬حٌث ٌوضح أن التطهٌر العرقً الذي نفذه الصهاٌنة ضد الشعب الفلسطٌنً‬ ‫جاء فً إطار إستراتٌجٌة إسرابٌلٌة متكاملة وتجسٌد للنزعة اإلٌدٌولوجٌة الصهٌونٌة التً استهدفت أن تكون‬ ‫فلسطٌن للٌهود حصرا‪ ،‬عبر إخالبها من أكبر عدد ممكن من الفلسطٌنٌ​ٌن) ‪.‬‬ ‫‪ٌ 16‬عرض هذا الموضوع الباحث رجا شحادة فً ورقته حول كتاب التطهٌر العرقً ل"بابه" لمجلة الدراسات‬ ‫الفلسطٌنٌة ‪ ،‬المجلد ‪، 18‬العدد ‪ )71‬صٌؾ ‪(، 2007‬ص ‪) 131‬‬ ‫‪14‬‬


‫[أوال ‪ :‬إعداد ملفات استخبارٌة عن عدد كبٌر من القرى الفلسطٌنٌة ‪ٌ .‬خبرنا "بابه" أنه مع نهاٌة الثالثٌنٌات‬ ‫كان إعداد األرشٌؾ قد اكتمل ‪ .‬وقد تضمن ملؾ كل قرٌة تفصٌالت دقٌقة عن موقعها الطوبوؼرافً ‪،‬‬ ‫–‬ ‫وطرق الوصول إلٌها ونوعٌة أراضٌها وٌنابٌع المٌاه ومصادر الدخل الربٌسٌة وتركٌبتها االجتماعٌة‬ ‫االقتصادٌة واالنتماءات الدٌنٌة للسكان وأسماء المخاتٌر والعالقات بالقرى األخرى وأعمار الرجال (من سن‬ ‫‪ )50-16‬ومعلومات كثٌرة أخرى (ص ‪ )19‬وتوجد الٌوم ملفات مشابهة تحمل النمط نفسه من المعلومات‬ ‫عن جمٌع القرى فً الضفة الؽربٌة وقطاع ؼزة ‪ ،‬وٌضٌؾ بابه أن آخر تحدٌث لملفات القرى قد جرى سنة‬ ‫‪ 1947‬وكان التركٌز فٌه على إعداد قوابم باألشخاص "المطلوبٌن" فً كل قرٌة ‪ .‬وقد استخدمت القوات‬ ‫الٌهودٌة هذه القوابم فً سنة ‪ 1948‬فً عملٌات تفتٌش واعتقال كانت تتم أثناء احتالل قرٌة ما‪ ،‬وكان األمر‬ ‫ٌتم على النحو التالً ‪ٌ :‬وقؾ رجال القرٌة فً صؾ ‪ ،‬ومن ترد أسماإهم فً القابمة ٌتم التعرؾ علٌهم فً‬ ‫معظم االحٌان من جانب االشخاص الذٌن وشوا بهم لكن هذه المرة تكون رإإس الواشٌن مؽطاة بكٌس‬ ‫القماش فٌه فتحتان عند العٌنٌن فقط ‪ ،‬كً ال تعرؾ هوٌتهم وكان الرجال الذٌن ٌتم فرزهم ٌقتلون على الفور‬ ‫(ص‪ )21‬واستخدم األسلوب نفسه خالل االجتٌاح االسرابٌلً للبنان سنة ‪ 1982‬واحتالل جنوبه ‪ ،‬لتحدٌد من‬ ‫سٌتم توقٌفه فً معتقل "أنصار" وسجن "الخٌام" اللذان أقامتهما "إسرابٌل" وتواصل استخدامه فً الضفة‬ ‫الؽربٌة وؼزة لتحدٌد أولبك الذٌن سٌكونون ضحاٌا السٌاسة‬ ‫االسرابٌلٌة فً "القتل المستهدؾ"‪.‬‬ ‫ثانٌا ‪ :‬إن استخدام العمالء ٌقود بنا إلى التكتٌك اآلخر الذي ٌذكر‬ ‫أٌضا بما هو سابد حالٌا فً الضفة والقطاع من أنشاء شبكة من‬ ‫المخبرٌن وكان أحد المنخرطٌن فً هذا الجهد ‪" ،‬موشٌه باسترناك"‬ ‫الذي أوضح الحقا بعد عدة أعوام انه صار لدى "الهاؼاناه" فً سنة‬ ‫‪" 1943‬شبكة من المخبرٌن تستحق التسمٌة" (ص ‪.)20‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬أمر ثالث ثبت أنه كان له أهمٌة كبرى فً سٌاق "إنشاء‬ ‫منظمة عسكرٌة فعالة" وهو [التدرٌب] بمساعدة ضباط برٌطانٌ​ٌن‬ ‫متعاطفٌن وكان أشهرهم "أورد تشارلز وٌنؽٌت" الذي بحسب "بابه"‬ ‫"جعل القادة الصهٌونٌ​ٌن ٌدركون بصورة أفضل أن فكرة إقامة دولة‬ ‫ٌهودٌة ٌجب أن تقترن بشكل وثٌق بتحضٌرات عسكرٌة وإنشاء‬ ‫جٌش أوال وقبل كل شًء من أجل حماٌة األعداد المتزاٌدة من‬ ‫األراضً والمستعمرات الٌهودٌة فً فلسطٌن [‪ ]...‬ولكن أٌضا [‪]...‬‬ ‫ألن األعمال المسلحة الهجومٌة من شؤنها أن تشكل رادعا فعاال ضد‬ ‫المقاومة المحتملة للفلسطٌنٌ​ٌن (ص ‪.)15‬‬

‫‪15‬‬


‫وٌستنتج "بابه وتكتب بابٌه أٌضا" "ومن هنا إلى التفكٌر فً طرد جمٌع السكان االصلٌ​ٌن بالقوة‬ ‫بات الطرٌق [‪ ]...‬قصٌرا جدا (الصفحة نفسها ) ولقد نجح "وٌنؽٌت" فً ربط قوات "الهاؼاناه" بالقوات‬ ‫البرٌطانٌة خالل الثورة العربٌة كً تتعلم على نحو أفضل ماذا ٌجب أن تتضمن (مهمة تؤدٌبٌة) ضد قرٌة‬ ‫‪ 1938‬أول مرة ماذا ٌعنً‬ ‫عربٌة (ص ‪ )16‬فعلى سبٌل المثال "عرفت قوة ٌهودٌة فً حزٌران ‪ٌ /‬ونٌو‬ ‫احتالل قرٌة فلسطٌنٌة ‪ ،‬إذ هاجمت وحدة تابعة "للهاؼاناه" وسرٌة برٌطانٌة معا قرٌة على الحدود بٌن‬ ‫"إسرابٌل" ولبنان ‪ ،‬واحتلتها بضع ساعات (الصفحة نفسها)‪].‬‬

‫نكبة الرواية واألسماء‬ ‫لم ٌتوقؾ العقل الصهٌونً المتمثل بالجرٌمة والكارثة والمتمثل بالفصل العنصري وتواصل االحتالل‬ ‫لٌطال كل التارٌخ والرواٌة والذاكرة التً ٌحاول (نتنٌاهو) الٌوم والٌمٌن الدٌنً المتطرؾ أن ٌنقض ‪-‬عبر‬ ‫خرافاته وأساطٌره التوراتٌة وأكاذٌبه‪ -‬على الحقابق التً ٌكرسها العلم واآلثار والمسار الحقٌقً للتارٌخ كلها‬ ‫تلك التً تثبت بالقطع عدم إقرار حبة رمل واحدة لوجود قبٌلة بنً اسرابٌل العربٌة الٌمنٌة المنقرضة هنا ال‬ ‫كإمارات (مخالٌؾ) وال كؤساطٌر نشؤت عنها كما أثبت ال ُكتاب االسرابٌلٌون المنصفون أنفسهم حٌث أن ال‬ ‫صلة أصال بٌن (ٌهود) التوراة وٌهود فلسطٌن الٌوم‪ ،‬عوضا عن ان الدٌانة ال تورث قومٌة والقومٌة ال‬ ‫تصنع دٌانة ‪ ،‬وتعدد األعراق الٌهودٌة التً تقطن فلسطٌنٌنا الٌوم ال صلة تارٌخٌة أو دٌنٌة بٌنها إال االنتماء‬ ‫لدٌانة واحدة واحتالل بالدنا فً السٌاق االستعماري االستٌطانً ‪.‬‬ ‫وفً إطار محو أو تدمٌر الذاكرة أٌضا ال ٌتوقؾ اإلعالم الصهٌونً والمتآزر معه عن بث‬ ‫االشاعات والمصطلحات المضللة التً ال ننتهً من مثل تكرار أسماء ال صلة لنا بها وال تمثل واقعا وال‬ ‫تارٌخا كتكرار مصطلح (أرض إسرابٌل) والتً تضم كل فلسطٌن وهً أرض فلسطٌن و(ٌهودا والسامرة)‬ ‫أي الضفة الؽربٌة‪ ،‬ومصطلح قبر النبً ٌوسؾ (بفرضٌة أنه قبر نبً ما هو ؼٌر صحٌح) وقبة راحٌل بدال‬ ‫من مسجد بالل‪ ،‬و"جبل الهٌكل" بدال من المسجد األقصى (المسجد األقصى هو كل ما دار حوله السور فً‬ ‫‪ 144‬دونما تضم المسجد القبلً ومسجد قبة الصخرة والمسجد المروانً والمبانً المؽطاة والصحن) وهكذا‬ ‫الكثٌر مما ٌتساوق معه البعض العربً‪.‬‬ ‫لقد محى الصهاٌنة ‪ 531‬قرٌة عربٌة فً بالدنا فكٌؾ ٌوافقون على إحٌاء ذكراها عبر احتفاالت النكبة‬ ‫التً نقٌمها ؟ وؼٌروا األسماء والشواهد والالفتات ‪ 17‬فهل ٌقبلون أن نعٌدها للحٌاة ؟ ال بل وهم ٌوؼلون‬ ‫بنفس العمل فً الضفة الؽربٌة التً تخترقها المستوطنات بؤسمابها العبرٌة المسروقة وهً كلها تقرٌبا‬ ‫(المحوّ رة) عن االسم العربً الكنعانً األصلً فً محاولة تتجسد عبر الفتات الشوارع ومحركات البحث‬ ‫‪ 17‬منذ العام ‪ 1870‬وبدعم االستعمار الؽربً قام أتباعه بإعادة تسمٌة األماكن والمواقع التارٌخٌة فً‬ ‫فلسطٌن بؤسماء عبرٌة ومحو االسم العربً منها (من دراسة عزٌز العصا المشار لها)‬ ‫‪16‬‬


‫على الشابكة (االنترنت) وعلى تطبٌقات الهاتؾ النقال‪ ،‬وفً موقع (انستؽرام) وفً الكتب والخرابط ولٌس‬ ‫أدعى للذكر من وجود عشرات المنظمات االرهابٌة التً تسعى لتدمٌر المسجد االقصى وإقامة أسطورة ما‬ ‫ٌسمونه الهٌكل الثالث وما كان هنا ال أول وال ثانً‪ ،‬وؼٌرها من عصابات المستوطنٌن االرهابٌ​ٌن فً‬ ‫الضفة الفلسطٌنٌة‪ ،‬وما سبق ذلك من تؽٌ​ٌر لمبات لألسماء والمواقع المختلفة فً القدس (وقبلها فً فلسطٌن‬ ‫‪ )1948‬التً ٌتم تهوٌدها ٌومٌا بال هوادة وبسبل متعددة‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫سياسة الفصل العنصري (االبارتهايد)‬ ‫‪ ، 1948‬وما بعدها ‪ ،‬وحتى الٌوم فً‬ ‫علٌه وفً إطار السٌاسة اإلسرابٌلٌة المتواصلة ما قبل العام‬ ‫الضفة وأرض فلسطٌن ‪ 1948‬ظلت هذه السٌاسة تتمحور حول ثالثٌة اؼتصاب وسرقة األرض أوال ثم‬ ‫طرد العرب ‪ ،‬وإحالل المهاجرٌن الٌهود فً آلٌة تمٌ​ٌز عنصري بحٌث ٌمكننا النظر إلٌها كالتالً ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪.5‬‬

‫‪.6‬‬

‫تهجٌر العرب من فلسطٌن ‪ 1948‬بالقوة عبر المذابح أو التضٌ​ٌق المستمر أو النقل ‪ ،‬ورفض عودة‬ ‫أي منهم لوطنهم‪ ،‬وهو مازال ٌمارس بتقنٌات مختلفة فً الضفة الٌوم‬ ‫محو البٌوت والشواهد واآلثار والمساجد والمبانً القدٌمة والمقابر‪..‬الخ‪ ،‬وإحالة القرى (تلك التً‬ ‫دمرت) إلى أكوام ثم تسوٌتها باألرض‪.‬‬ ‫‪ 1948‬واختالق أسماء توراتٌة (هً بالحقٌقة‬ ‫محو األسماء العربٌة من السجالت فً فلسطٌن‬ ‫عربٌة) واستبدال كل األسماء العربٌة فً الوثابق والكتب والخرابط وعلى الٌافطات فً كل مكان‪.‬‬ ‫تشرٌع سرقة األرض تحت دعاوى متنوعة ألؼراض عسكرٌة وأمنٌة‪ ،‬أو كؽابات ومتنزهات أو‬ ‫تزوٌر البٌع والشراء ‪ ..‬الخ‪( .‬األرض مازالت حتى الٌوم فً أراضً ال ‪ 48‬تسرق كما الحال منذ‬ ‫النكبة‪ ،‬وبنفس المعنى تسرق فً الضفة)‬ ‫سن قوانٌن ضد الوجود الفلسطٌنً وفرض قانون الطوارئ (فرض فً "اسرابٌل" ضد العرب بعد‬ ‫احتاللهم أرضنا عام ‪ 1948‬واستمر حتى ‪ )1968‬وما زالت القوانٌن فً الضفة مشتقة منه الى‬ ‫الٌوم‪.‬‬ ‫لقد آثر االسرابٌلٌون الٌوم أن ٌتحللوا من "العمق القومً للٌهودٌة" كما شاء المإسسون األوابل‬ ‫وافترضوا أن الؽطاء الدٌنً المتطرؾ المؽموس بالقومٌة هو الحل ما ٌظهر بعمق فً االتجاه‬ ‫اإلسرابٌلً نحو الٌمٌن‪ ،‬وما مطالبات (نتنٌاهو) المستمٌتة لالعتراؾ بالدولة (ٌهودٌة قومٌة) إال‬ ‫تعمٌقا لعقلٌة التوراة الخرافٌة من جهة ذات البعد الدٌنً الذي ٌُقصً األؼٌار وٌكرس األرض لهم‪،‬‬ ‫ولرؼبة مقٌته بتواصل التطهٌرالعرقً باحتالل كل بالدنا‪ ،‬وإؼالق الباب نهابٌا على حق العودة ما‬ ‫ال ٌقبله أي طفل عربً أوفلسطٌنً‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫خاتمة ‪:‬‬ ‫قال القابد الكبٌر صالح خلؾ (أبو إٌاد)‪( :‬بعد اللجوء والتشرد عام ‪ 1948‬وجدنا أن ال سبٌل أمامنا ال‬ ‫كفلسطٌنٌ​ٌن وإنما كعرب إال أن نتجه للسالح ‪ ،‬وكنا نعلم أن هذه الرصاصات التً أطلقناها وحدها لن تدمر‬ ‫"إسرابٌل" ولكنها رسالة لألمة تشٌر إلى مكامن الضعؾ فٌها‪ ،‬وهً إعالن تحرٌر إلرادة اإلنسان الفلسطٌنً‬ ‫من أي ضعؾ ‪ ،‬إنها تمرد على أنظمة الخنوع)‬ ‫وأضاؾ فً خطبة أخرى له (نحن ثورٌون وطنٌون أكثر من هذه األنظمة‬ ‫نفسها آنذاك بؤنها تقدمٌة – ولٌس هناك حق إلهً ألحد منهم)‬

‫– مشٌرا ألنظمة تصؾ‬

‫وأضاؾ أٌضا (كنا نعرؾ أن هذه العملٌات التً ٌقوم بها الفدابٌون لن تحرر فلسطٌن لوحدها ولكن‬ ‫مجموع قدرات األمة العربٌة تستطٌع) وقال (إن العمل العسكري من أجل أن نحصد ثمارا سٌاسٌة كما قال‬ ‫‪18‬‬ ‫أخً هانً الحسن وبدمنا نستطٌع أن نحرك الجٌوش العربٌة ‪ ،‬ولكننا دوما نكون فً المقدمة)‬

‫فً إقرار ما سبق من احتالل استعماري استٌطانً اسرابٌلً إحاللً ؼاشم وجرابم وإثارة رعب وحرق‬ ‫منازل وهدم بٌوت ‪ ...‬الخ من مسلسل (التطهٌر العرقً) ٌقول وزٌر خارجٌة "اسرابٌل" وربٌس وزرابها‬ ‫األسبق (موشٌة شارٌت) عن تلك الفترة (لقد كنت شرٌكا فً السلسلة الطوٌلة من الحوادث التً اختلقناها ‪،‬‬ ‫‪ 18‬أنظر خطابات ضمٌر الثورة صالح خلؾ فً شرابط المربً على موقع (ٌوتٌوب)‬ ‫‪https://www.youtube.com/watch?v=xrRnDN8JzzM‬‬ ‫‪19‬‬


‫بل وفً العدٌد من االشتباكات التً اشعلناها والتً كلفتنا الكثٌر من الدماء ‪ ،‬بل وفً انتهاكات القوانٌن من‬ ‫‪19‬‬ ‫قبل رجالنا والتً كلها أسهمت فً إحداث المصابب العظام وحدوث المسار الكلً لألحداث ‪.)....‬‬ ‫ورؼم كل هذا المسار الكلً الصعب والكارثً لم تنتظر طالبع الثورة والتحرٌر والعودة كثٌرا لتعلن‬ ‫‪ 1957‬حٌث نشؤت حركة‬ ‫فتح بوابة الصمود والثبات وحرب الشعب طوٌلة النفس والتحرٌر منذ العام‬ ‫التحرٌر الوطنً الفلسطٌنً‪ -‬فتح ‪ 20‬كرد فعل موزون وحقٌقً على مخطط االحتالل الصهٌونً لبالدنا‪،‬‬ ‫وعلى تخاذل وتراجع من حولنا‪ ،‬فما استطاع االسرابٌلً محو وجودنا رؼم كل فعله التدمٌري حتى الٌوم‬ ‫وما استطاع أن ٌزور الرواٌة أو أن ٌمحو الذاكرة كما ٌجتهد القادة االسرابٌلٌ​ٌن صباح مساء ألن االرادة‬ ‫العربٌة الفلسطٌنٌة التً أنجزت بعثها حركة فتح مثلت فجرا حقٌقٌا أعاد وضع فلسطٌن على الخارطة‬ ‫السٌاسٌة‪ ،‬فبعثت كوامن الفعل واإلبداع والثورة لدى الجماهٌر‪ ،‬وكرست نضالٌة القضٌة وفخار هذا الشعب‬ ‫البطل الذي ال ٌنسى أبدا‪ ،‬وسٌستمر فً الكفاح حتى ٌتحقق النصر بإذن هللا تعالى‪.‬‬

‫‪19‬أنظر عن "موشى شارٌت" فً الموقع‬ ‫‪details.php?id=31‬‬ ‫‪ 20‬حول حركة فتح والرواد والبداٌات واالرتباط بالنكبة‪ ،‬وحول الحركة الٌوم مبات الكتب وإن كان لنا‬ ‫اإلشارة نحٌلكم للكتب التً دونت مسٌرة الخالد فٌنا أبوعمار وهً كثٌرة جدا ومتنوعة‪ ،‬وتلك عن القادة‬ ‫الكبار أمثال أبوجهاد وأبوالهول وأبوإٌاد وؼٌرهم‪ ،‬وكذلك الكتب المتخصصة بالقضٌة وبالحركة مثل السفر‬ ‫الذي أنجزه اللواء محمود الناطور تحت عنوان (حركة فتح من االنطالقة إلى االؼتٌاالت)‬

‫‪http://www.creativity.ps/nakba/criminal-‬‬

‫‪20‬‬


‫حواشي‬ ‫]‪ [1‬لم ٌكن بنً اسرابٌل القبٌلة العربٌة الٌمنٌة المنقرضة المذكورة فً التوراة شعبا أبدا بل قبٌلة فً محٌط‬ ‫عدة قبابل عربٌة أخرى‪ ،‬ولم ٌكن الٌهود كدٌانة شعبا‪ ،‬فلم ٌنشؤ عبر التارٌخ ما ٌمكن تسمٌته (الشعب‬ ‫الٌهودي) أو (شعب اسرابٌل) كما لم ٌكن هناك قط ما ٌمكن تسمٌته (أرض اسرابٌل)‪ ،‬والٌهود الدٌانة‬ ‫المقٌمٌن الٌوم فً بالدنا من أعراق وقومٌات عدة ؼالبها خزري روسً اوربً‪ ،‬ولمن ٌشاء العودة لكتب‬ ‫الكاتب االسرابٌلً (شلومو ساند) وسابقة (آرثر كوستلر)‪ ،‬ولكتابات المإرخٌن العرب الكبار أمثال فاضل‬ ‫الربٌعً وفرج هللا صالح دٌب وأحمد الدبش‪.‬‬ ‫]‪ [2‬ناحوم ؼولدمان ( ‪ )1982-1895‬أحد زعماء الحركة الصهٌونٌة‪ ،‬والمإٌدٌن للتعامل مع ألمانٌا فً‬ ‫مرحلة‪ ،‬وربٌس الهستدروت (اتحاد العمال) بعد قٌام الكٌان‪ ،‬دعا إلقامة الكونؽرس الٌهودي العالمً‪ ،‬وتولى‬ ‫رباسته بٌن ‪ 1953‬و ‪ 1977‬وله كتاب هام تحت عنوان مذكرات ناحوم ؼولدمان‪ ،‬دعا الحكومة‬ ‫االسرابٌلٌة الى االعتراؾ بمنظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة والشروع فً مفاوضات معها‪ .‬توفً العام ‪ 1982‬فً‬ ‫القدس‪.‬‬ ‫]‪ [3‬لمراجعة كتاب المعضلة الٌهودٌة (التناقض الٌهودي) لناحوم ؼولدمان ذاته‪ ،‬ومقال جهاد الخازن فً‬ ‫الحٌاة ‪2014 /12/29‬‬ ‫]‪ [4‬أوري دٌفس‪" ،‬اسرابٌل" االبارتهاٌدٌة وجذورها فً الصهٌونٌة السٌاسٌة‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪2015 ،‬‬ ‫فً ص ‪22‬‬ ‫]‪ .21 [5‬بٌان الحوت ( ‪ .)1991‬فلسطٌن (القضٌة‪-‬الشعب‪-‬الحضارة)‪ :‬التارٌخ السٌاسً من عهد‬ ‫الكنعانٌ​ٌن حتى القرن العشرٌن‪ .‬دار االستقالل للدراسات والنشر‪ .‬بٌروت‪ ،‬لبنان‪ .‬ط ‪ .1‬ص‪.298-297 :‬‬ ‫]‪ [6‬مازن قمصٌة ( ‪ .)2011‬المقاومة الشعبٌة فً فلسطٌن‪ :‬تارٌخ حافل باألمل واإلنجاز‪ .‬المإسسة‬ ‫الفلسطٌنٌة لدراسات الدٌمقراطٌة (مواطن)‪ .‬رام هللا‪ .‬فلسطٌن‪ .‬ص ‪ ،48‬وص ‪50‬‬ ‫]‪ [7‬دراسة الباحث عزٌز العصا فً جرٌدة حق العودة العدد ‪75‬‬ ‫]‪ [8‬إٌالن بابه‪ ،‬مإرخ إسرابٌلً‪ ،‬ومحاضر رفٌع المستوى فً العلوم السٌاسٌة فً جامعة حٌفا‪ .‬وهو أٌضا ً‬ ‫المدٌر األكادٌمً لمعهد "ؼفعات حبٌبا لدراسات السالم"‪ ،‬وربٌس معهد إمٌل توما للدراسات الفلسطٌنٌة فً‬ ‫‪( A History of Modern Palestine‬تارٌخ‬ ‫حٌفا‪ .‬وقد ألؾ عدة كتب‪ ،‬أخرى ؼٌر ماذكرنا منها‪:‬‬ ‫‪The‬‬ ‫فلسطٌن الحدٌثة)؛ ‪( The Modern Middle East‬الشرق األوسط الجدٌد)؛‬ ‫‪( Israel/Palestine Question‬قضٌة إسرابٌل‪ /‬فلسطٌن)‪.‬‬

‫]‪ [9‬موقع (إسرابٌل بالعربٌة) ورسالة نابلٌون ذو العقل االستعماري المصلحً إلى ما أسماه (األمة‬ ‫الٌهودٌة) على الموقع بالرابط التالً‬

‫‪21‬‬


‫‪http://www.israelinarabic.com/%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%84%D9%‬‬ ‫‪8A%D9%88%D9%86‬‬‫‪%D8%A8%D9%88%D9%86%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%AA‬‬‫‪%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF‬‬‫‪%D9%88%D8%B1%D8%AB%D8%A9‬‬‫‪/%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86‬‬ ‫]‪ [10‬دراسة عزٌز العصا السابق اإلشارة لها‪.‬‬ ‫]‪ [11‬عن مإتمر كامبل بانرمان فً الموسوعة الحرة وٌكٌبٌدٌا‪.‬‬ ‫]‪ [12‬رؼم ذلك ظهرت نقاشات عدة لدى البرٌطانٌ​ٌن وأٌضا فً الحركة الصهٌونٌة حول البدابل إلقامة‬ ‫الدولة الٌهودٌة فً سٌناء أو لٌبٌا او كٌنٌا او اوؼندا او االرجنتٌن‪.‬‬ ‫]‪ [13‬فٌدال‪ ،‬دمومٌنٌك ( ‪ .)2002‬خطٌبة إسرابٌل األصلٌة‪ :‬المإرخون الجدد االسرابٌلٌون ٌعٌدون ال ّنظر‬ ‫فً طرد الفلسطٌنٌ​ٌن‪ .‬ترجمة‪ :‬جبور الدوٌهً‪ .‬مإسسة الدراسات الفلسطٌنٌة‪ .‬بٌروت‪ ،‬لبنان‪ .‬ط ‪ .1‬ص‪-2 :‬‬ ‫‪ .3‬وعن دراسة عزٌز العصا أٌضا‬ ‫]‪ [14‬محمد عرٌبً‪ ،‬صراع الفدابٌ​ٌن‪ ،‬الفدابٌون العرب فً حرب فلسطٌن‬ ‫القاهرة‪ ،‬ص ‪171‬‬

‫‪، 1948‬دار السالم للطباعة‪،‬‬

‫]‪ٌ [15‬قول الباحث صالح عوٌس من الجمعٌة الوطنٌة لمناهضة الصهٌونٌة على موقع (المناهضة) ( ٌستمد‬ ‫هذا الكتاب أهمٌته من أنه ٌعتبر بمثابة شهادة تفصٌلٌة موثقة وحافلة باألسماء واألرقام والوقابع ٌقدمها‬ ‫المإلؾ الذي ٌنتمً إلى المإرخٌن اإلسرابٌلٌ​ٌن الجدد حول حقابق التطهٌر العرقً الذي نفذته العصابات‬ ‫الصهٌونٌة المسلحة قبل النكبة فً ‪ ، 1948‬حٌث ٌوضح أن التطهٌر العرقً الذي نفذه الصهاٌنة ضد الشعب‬ ‫الفلسطٌنً جاء فً إطار إستراتٌجٌة إسرابٌلٌة متكاملة وتجسٌد للنزعة اإلٌدٌولوجٌة الصهٌونٌة التً‬ ‫استهدفت أن تكون فلسطٌن للٌهود حصرا‪ ،‬عبر إخالبها من أكبر عدد ممكن من الفلسطٌنٌ​ٌن) ‪.‬‬ ‫]‪ٌ [16‬عرض هذا الموضوع الباحث رجا شحادة فً ورقته حول كتاب التطهٌر العرقً ل"بابه" لمجلة‬ ‫الدراسات الفلسطٌنٌة ‪ ،‬المجلد ‪، 18‬العدد ‪ )71‬صٌؾ ‪(، 2007‬ص ‪) 131‬‬ ‫]‪ [17‬منذ العام ‪ 1870‬وبدعم االستعمار الؽربً قام أتباعه بإعادة تسمٌة األماكن والمواقع التارٌخٌة فً‬ ‫فلسطٌن بؤسماء عبرٌة ومحو االسم العربً منها (من دراسة عزٌز العصا المشار لها)‬ ‫]‪ [18‬أنظر خطابات ضمٌر الثورة صالح خلؾ فً شرابط المربً على موقع‬ ‫(ٌوتٌوب) ‪https://www.youtube.com/watch?v=xrRnDN8JzzM‬‬ ‫]‪[19‬أنظر عن "موشى شارٌت" فً الموقع‬ ‫‪details.php?id=31‬‬

‫‪http://www.creativity.ps/nakba/criminal-‬‬

‫‪22‬‬


‫]‪ [20‬حول حركة فتح والرواد والبداٌات واالرتباط بالنكبة‪ ،‬وحول الحركة الٌوم مبات الكتب وإن كان لنا‬ ‫اإلشارة نحٌلكم للكتب التً دونت مسٌرة الخالد فٌنا أبوعمار وهً كثٌرة جدا ومتنوعة‪ ،‬وتلك عن القادة‬ ‫الكبار أمثال أبوجهاد وأبوالهول وأبوإٌاد وؼٌرهم‪ ،‬وكذلك الكتب المتخصصة بالقضٌة وبالحركة مثل السفر‬ ‫الذي أنجزه اللواء محمود الناطور تحت عنوان (حركة فتح من االنطالقة إلى االؼتٌاالت)‬

‫منشورات حركة التحرير الوطني الفلسطيني –فتح‬ ‫فلسطين ‪2016‬‬

‫‪23‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.