ABOHassan Salama

Page 1

1


‫أبو حسن سالمة القائد الفلسطيني‬

‫أسطورة الفهد‪ :‬أبو حسن‬ ‫سالمة‬ ‫مرساته‬

‫‪1‬‬

‫حين‬

‫الشاب‬

‫يلقي‬

‫الذي‬

‫عاش‬

‫فترة‬

‫عنفوان‬

‫الثورة‬

‫الفلسطينية يف لبنان (حقبة السبعينات من‬ ‫القرن العشرين) امتاز بالذكاء الشديد والشجاعة‬ ‫واإلقدام‪ ،‬والكرم مع رجاله ‪ ،‬وكان فذّا يف بناء‬ ‫العالقات االجتماعية مع املتفقين واملختلفين‬ ‫فنوّع يف مستويات عالقاته (وبالتالي يف‬ ‫مصادر معلوماته األمنية كرجل أمن) فلم تقتصر‬ ‫ىلع الفلسطينيين بل تعدتها إلى اللبنانيين‬ ‫واألجانب ومنهم أوعبرهم تم فتح العالقات مع‬ ‫أنصار فلسطين يف أمريكا وتحديدا يف اإلدارة‬ ‫األمريكية‪.‬‬

‫بدايات أبوحسن ومميزاته‬ ‫تلقى أبو حسن سالمة (املولود عام ‪1941‬‬ ‫يف العراق) أولى دوراته األمنية يف القاهرة عام‬ ‫‪ 1968‬عندما اختاره الشهيد القائد صالح خلف مع‬

‫أبو حسن (علي حسن سالمة) هو بطل‬

‫زمالء له لهذه الدورة التي شكلت البدايات لجهاز‬

‫من أبطال فلسطين وأسطورة تحدي ال نظير لها‬

‫"الرصد املركزي" ‪ ،‬ولم يكن هذا غريبا ىلع أمثال‬

‫للموساد االسرائيلي ‪ ،‬هو فارس من فرسان الفتح‬

‫أبو حسن سالمة الذي اتسم بالشجاعة والقوة‬

‫املبين الذين مزجوا بين الجرأة املفرطة ووثبة‬

‫كما ذكرنا مع ما اجتمع له من بناء جسدي متميز‪،‬‬

‫الفهد والجسارة مع اإليمان بالشهادة‪ ،‬واالنفتاح‬

‫إذ كان العب كراتيه تحصّل ىلع الحزام األسود‬

‫وعشق الوطن وهدوء النفس‪.‬‬

‫واستمر يف هذا املسار مع مهماته األمنية‬ ‫الدقيقة يف تقاطع شكّل شخصيته الجذابة‬

‫‪ 1‬دراسة للكاتب والمفكر العربي بكر أبوبكر‬ ‫رئيس مركز االنطالقة للدراسات‪2017 ،‬‬ ‫‪2‬‬


‫املتسقة مع أناقته تلك التي فاقت أقرانه أو‬

‫ونهارًا تماما كعمل رجل األمن‪ ،‬وله فكّان صلبة‬

‫جلبت حسدهم‪.‬‬

‫وأسنان ومخالب حادة ‪ ،‬ويعتبر من أكثر الحيوانات‬

‫أبو‬

‫حسن‬

‫سالمة‬

‫املحبّ‬

‫مهارة يف الصيد ويكسو جسمه فراء سميك‬

‫للحياة‬

‫تختلف ألونه باختالف البيئة التي ينتمي إليها‪،‬‬

‫وللطبيعة والجبل والبحر‪ ،‬نعم‪ ،‬هو من كان بطل‬

‫وكما هو الحال يف القطط الكبيرة‪ ،‬وهو يحب‬

‫الحرب السرية ضد املوساد الصهيوني وضد‬

‫االجتماع وبناء العالقات‪" .‬‬

‫املصالح االسرائيلية يف أوروبا ‪ ،‬وما كان دمويا أو‬ ‫إرهابيا كما حاولت الدعاية الصهيونية أن تصفه‬ ‫زورا‪ ،‬فالعاشق لفلسطين وللشهادة والعطاء كان‬

‫الولد سر أبيه‬

‫األحرص ىلع الدم حتى وهو ينفذ العمليات‬ ‫الصعبة ضد املصالح الصهيونية أو ضد املناوئين‬

‫والده الشهيد البطل حسن سالمة (‪1913‬‬

‫للثورة فلم يكن القتل هو الهدف مطلقا بل أن‬

‫‪ 1948 -‬م) ولد يف قرية قوليه غير البعيدة عن‬

‫تصل الرسالة ‪ ...‬أن لنا وطن وسيكون لنا دولة‪.‬‬ ‫إن‬

‫أردنا‬

‫تلخيص‬

‫صفاته‬

‫رام الله ‪ ،‬وهي القرية التي تعد آنذاك من قضاء‬

‫ومميزاته‬

‫اللد‪ ،‬لواء يافا‪ ،‬البطل حسن سالمة أو الشيخ‬

‫األساسية مما سبق فلنا أن نجملها بالتالي‪ :‬أنه‬

‫حسن سالمة كما أصبح يلقب الحقا كان منذ‬

‫كان (‪ )1‬محبا للحياة ما جعل (‪ )2‬بناء العالقات‬

‫شبابه املبكر قد شارك يف أعمال الثورة‬

‫لديه قدرة وكان (‪ )3‬جريئا جسورا ذكيا استمد ذلك‬

‫واملقاومة ضد االحتالل االنجليزي والصهيوني‬

‫من سيرة والده البطل حسن سالمة ومن طريقة‬

‫فقام بالعديد من العمليات النوعية التي ألهمت‬

‫تنشئته الصارمة ىلع التضحية والفداء حيث لم‬

‫أجياال من بعده ومنهم ابنه علي (أبو حسن) كما‬

‫تمل أمه من تذكيره بأبيه وسيرته‪ ،‬ومن صحبته‬

‫يتضح من مسيرته‪.‬‬

‫للعمالق ياسر عرفات‪ ،‬وكان (‪ )4‬عاشق لفلسطين‬

‫كان من عمليات الوالد نسف خطوط‬

‫متأهبا للشهادة التي استقبلها بصدر رحب‪.‬‬

‫السكك الحديدية يف فلسطين‪ ،‬وتدمير أعمدة‬

‫من املمكن أن نشبه الشهيد البطل‬

‫الكهرباء‬

‫أبوحسن سالمة بالفهد ملا يتقاربان فيه من‬

‫وتدمير‬

‫خطوط‬

‫املواصالت‬

‫التي‬

‫يستخدمها االستعمار البريطاني والصهاينة‪،‬‬

‫مواصفات "فالفهد أسرع الثدييات عدوًا ‪ ،‬سريع‬

‫وإحراق البيارات التابعة للمستعمرات الصهيونية‬

‫االستجابة البدنية‪ ،‬حيث يمتلك جسدًا طويالً‬

‫يف فلسطين ‪ ،‬ونسف قطار اللد – حيفا‪.‬‬

‫رشيقًا انسيابيًا‪ ،‬ويتصف الفهد بجسم قوي مهيأ‬

‫‪2‬‬

‫شارك كقيادي يف ثورة (‪، )1936-1939‬‬

‫للمطاردة‪ ،‬كما الحال مع الفدائي واملناضل كأبي‬

‫وبعد نداء امللوك العرب بوقف الثورة غادر إلى‬

‫حسن‪ ،‬وهو ذكي ومخادع يمارس الصيد ليالً‬

‫‪ 2‬من مقال للكاتب هشام ساق هللا على مدونته‪.‬‬ ‫ولمراجعة الموسوعة الحرة‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫لبنان وسوريا ثم العراق (حيث ولد علي هناك‬

‫النضال إرثا عن والده الشيخ حسن سالمة)‪ ،‬كما‬

‫عام ‪ )1941‬ملتحقا بالكلية العسكرية‪ ،‬ويف العراق‬

‫كان الرجل مبهورا بجاذبية وبتقشف ياسر عرفات‬

‫استمر األب يف حراكه الثوري حيث شارك وقاد‬

‫منذ عرفه يف األردن ‪ ،‬فتأثر به كثيرا (وهو يرى‬

‫فصيال من املناضلين الفلسطينيين يف الثورة‬

‫سعادته حينما يتحقق نصر سياسي أو عسكري ‪،‬‬

‫ضد االنجليز‪.‬‬

‫وحينما يخرج عمالقا من املآزق التي طاملا أملت‬ ‫بالثورة فرحا معتزا‪).‬‬

‫ويف عام ‪ 1943‬عاد إلى فلسطين‬ ‫ليواصل نضاله فطورد يف جبال القدس فانتقل‬

‫لم تألُ والدة أبو حسن تذكيره أنه ابن‬

‫إلى سورية‪ .‬ثم عاد إلى فلسطين مرة أخرى بعد‬

‫أبيه املناضل والثائر والبطل والشهيد فدخل‬

‫صدور قرار التقسيم املشؤوم يف تشرين الثاني‬

‫العمل الثوري مبكرا عام ‪ 1964‬وذلك يف الكويت‬

‫‪ 1947‬وأسندت إليه قيادة القطاع الغربي من‬

‫حيث التحق بحركة التحرير الوطني الفلسطيني‬

‫املنطقة الوسطى ثم منطقة القدس‪ ،‬بعد‬

‫– فتح ىلع يدي القائد واملفكر خالد الحسن (أبو‬

‫استشهاد القائد عبد القادر الحسيني يف معركة‬

‫السعيد)‪ ،‬وكان أبوحسن حينها يعمل يف إطار‬

‫القسطل‪.‬‬

‫مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بالكويت يف‬ ‫دائرة التنظيم الشعبي‪.‬‬

‫خطط وقاد عددًا من املعارك الناجحة‪،‬‬ ‫وأصيب يف رئته اليسرى‪ ،‬يف معركة رأس العين‬

‫من التنظيم إلى األمن‬

‫شمال غرب القدس أثناء قيادته هجومًا مضادًا‬ ‫كاسحًا ىلع مراكز العصابات اإلرهابية الصهيونية‬

‫من التنظيم الشعبي إلى العمل األمني‬

‫يف ‪ ،1948-5-31‬ونقل إلى املستشفى واستمر‬

‫كانت النقلة الكبيرة يف حياة أبو حسن عندما‬

‫رجاله يقاتلون األعداء بحماسة حتى طردوهم من‬

‫اختاره الشهيد القائد صالح خلف (أبواياد) أحد‬

‫رأس العين‪ ،‬استشهد القائد حسن سالمة يوم ‪-2‬‬

‫عمالقة العمل األمني الفلسطيني عضوا يف‬

‫‪ 1948-6‬بعد أن علم بانتصار رجاله واندحار األعداء‬ ‫عن رأس العين‪.‬‬

‫الدورة األمنية األولى يف القاهرة والتي أسست‬

‫‪3‬‬

‫لقيادات (جهاز الرصد الثوري)‪ 4‬الذي أنشئ يف‬ ‫األردن بعد معركة الكرامة فكان أبو حسن نائبا‬

‫تأثرت حياة أبو حسن سالمة بوالده إذ‬ ‫يقول زميله ونائبه حينها محمود الناطور (أبو‬ ‫الطيب) (اللواء حاليا)‪(:‬عشقت روح أبو حسن‬

‫لمراجعة موقع وفا عن الشهيد حسن سالمة‬ ‫=‪http://info.wafa.ps/persons.aspx?id‬‬ ‫‪3163‬‬

‫‪ 4‬تشكلت المجموعة األولى من‪ :‬أبو حسن سالمة‪،‬‬ ‫ومحمد عودة (أبو داوود) ومهدى بسيسو(أبو على)‬ ‫وفريد الدجانى(أبو رجائي) وسفيان األغا(أبو مجيد)‬ ‫وفخري العمرى‪.‬‬ ‫‪4‬‬


‫لصالح خلف (أو باألحرى مساعدا له ألن هاني‬ ‫الحسن كان هو النائب لصالح خلف‪).‬‬

‫(‪ )5‬كما قام الجهاز بتحقيق عالقات‬

‫‪5‬‬

‫هامة مع الفصائل الفلسطينية التي‬ ‫تنامت آنذاك بشكل مثير‪.6‬‬

‫استطاع جهاز (الرصد الثوري) أن يحقق‬

‫لقد واكبت نشأة جهاز الرصد الثوري‬

‫مجموعة من االنجازات يف الفترة التي عمل فيها‬ ‫(‪ )1971 – 1968‬من ضمنها‪:‬‬

‫العالقة مع الرئيس جمال عبد الناصر الذي انفتح‬ ‫ىلع حركة فتح والثورة الفلسطينية منذ أواخر‬

‫(‪ )1‬مهام االستقطاب والتجنيد للثورة‬

‫العام ‪ 7 1967‬أي بعد النكسة‪ ،‬وعمل أبو حسن يف‬

‫الفلسطينية ولجهاز األمن ‪.‬‬

‫الجهاز يف األردن وكان قريبا من صالح خلف ومن‬

‫(‪ )2‬اختراق العمالء واختراق أجهزة‬

‫الرمز ياسر عرفات إذ استطاع يف خضم األحداث‬

‫االستخبارات األخرى السيما أنه بعد‬

‫املؤملة للعام ‪ 1970‬أن يؤمّن لياسر عرفات طرق‬

‫انتصارات الثورة الفلسطينية وعملياتها‬ ‫املتنامية‬

‫العسكرية‬

‫حصل‬

‫التنقل اآلمن بين الحواجز وكمائن الجيش‬

‫التدافع‬

‫وساحات االشتباك الدائر بين األخوة فيصل ساملا‬

‫املحموم من الجماهير الفلسطينية‬

‫إلى قرب السفارة املصرية يف عمان‪ ،‬ثم الوصول‬

‫والعربية لتنضم للثورة مع ما يعني ذلك‬

‫إلى مطار ماركا يف عمان عبر التمويه املتقن‬

‫من امكانيات استخبارية هائلة داخلية‬

‫والتخفي ‪.‬‬

‫ومضادة‪.‬‬

‫كان أبو حسن أحد التسعة املحظوظين‬

‫(‪ )3‬قام جهاز الرصد الثوري بوقاية الثورة‬

‫والناجين من الذين تواجدوا حول أبو عمار حيث‬

‫الفلسطينية من االختراقات واملؤامرات‬

‫كانوا ‪ 50‬مناضال شرسا لقوا وجه ربهم دفاعا عن‬

‫ىلع الثورة‪.‬‬

‫مواقعهم وقائدهم‪.‬‬

‫كما انشغل الجهاز (‪ )4‬بفرز التقارير‬ ‫الكيدية‬

‫وتصفية‬

‫بعض‬

‫خرجت الثورة عمليا من األردن لسبب‬

‫الجماعات‬

‫تقاطعات الثورة والدولة والسياسة واالستغالل‬

‫واملنظمات العميلة التي نشأت ىلع‬

‫السياسي‪،‬‬

‫هامش الثورة‪.‬‬

‫ونتيجة‬

‫تعارض‬

‫املواقف‬

‫حول‬

‫املشاريع السياسية املطروحة آنذاك ودخول‬ ‫السالح بشكل مضطرد‪ ،‬فكانت لبنان منذ العام‬

‫يزيد صايغ‪ ،‬الكفاح المسلح والبحث عن الدولة‪،‬‬ ‫مؤسسة الدراسات الفلسطينية‪ ،‬بيروت ‪ 2002‬ص‬ ‫‪3775‬‬

‫‪ 7‬قام الكاتب الشهير محمد حسنين هيكل بترتيب‬ ‫اللقاء الهام الذي أنهى حالة التشكك للرئيس‬ ‫عبدالناصر مع حركة فتح‪.‬‬

‫من ورقة للواء محمود الناطور (أبوالطيب) عن‬ ‫‪6‬‬ ‫األجهزة األمنية‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫جهاز الـ‪( 17‬أمن الرئاسة) ىلع‬

‫(‪ )1983 – 1970‬هي محطة ومقر القيادة‬

‫‪-3‬‬

‫الفلسطينية التالية‬

‫غرار الحرس الجمهوري يف العراق أو‬ ‫وسوريا وهو الجهاز الذي تسلمه أبو‬ ‫حسن سالمة وكان نائبه امليداني أبو‬ ‫الطيب محمود الناطور‪.‬‬ ‫سمي الجهاز بهذا االسم الرمزي (أي جهاز‬ ‫الـ‪ )17‬لسبب طريف أنه ارتبط بكشف أوائل‬

‫األمن املوحد وجهاز "ال ‪،"17‬‬

‫املتفرغين يف جهاز أمن الرئاسة الذي قدموا مع‬

‫و"أيلول األسود"‬

‫محمود الناطور(أبو الطيب) يف رحلة الخروج من‬ ‫عمان إذ كانوا ‪ 17‬أخا (فأطلق عليهم كشف ال‪)17‬‬ ‫‪ ،‬وإضافة الشتمال هاتف املقر ىلع الرقم ‪.817‬‬

‫نجا الفارس ياسر عرفات من معارك األردن‬ ‫بأعجوبة وخرج مع أبو حسن سالمة بعباءات‬

‫انتهت فعالية الجهاز الحقيقية مع‬

‫خليجية وتحت مسؤولية الوفد العربي فوصل‬

‫الدخول للوطن عام ‪ 1994‬ثم انتهى فعليا يف‬

‫القاهرة ‪ ،‬إال أن صالح خلف أخفق ومن معه يف‬

‫عهد الرئيس أبو مازن ليتم استبداله بجهاز‬

‫فك الحصار حولهم وتم اعتقالهم ثم أطلق‬

‫مهني صرف تحت اسم الحرس الرئاسي تابع‬

‫سراحهم الحقا‪ ،‬ليُحمّل هو وعدد من القيادات‬

‫لألمن الوطني ‪.‬‬

‫األمنية مسؤولية ما حصل يف األردن‪ ،‬فتسلم أبو‬

‫كانت مهمة جهاز الـ‪ 17‬هي مهمة حراسة‬

‫إياد مهمة أخرى يف الفترة (‪.)1971-1973‬‬

‫الرئيس أبو عمار ‪ ،‬ومهمة إجراء االتصاالت مع‬

‫وبعد استشهاد القادة الثالث عام ‪1973‬‬

‫القوى السياسية الخارجية خاصة الغربية أو‬

‫(أبو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر)‬

‫املناوئة مثل الكتائب اللبنانية أو األمريكان عدا‬

‫أعيد تشكيل األجهزة األمنية فنشأت حينها كل‬

‫عن املهمات األمنية الخاصة إلى جوار العمل‬

‫من‪:‬‬

‫العسكري القتالي‬ ‫‪-1‬‬

‫جهاز األمن املوحد بقيادة صالح‬

‫إذن تسلم أبو حسن سالمة (جهاز الـ‪)17‬‬

‫خلف لتشمل مهمته األمن يف منظمة‬

‫بعد أن كان عمله املثير للجدل (‪ ) 1973 - 1971‬يف‬

‫التحرير الفلسطينية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫مهمة العمليات الخارجية أو العمليات الخاصة‬

‫جهاز األمن املركزي بقيادة هايل‬

‫عبد الحميد (أبو الهول)‬

‫السنوات (‪ ،)1965-1994‬األهلية للنشر‬ ‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ 2014 ،‬ص‪293‬‬

‫‪ 8‬أبوالطيب (اللواء محمود الناطور)‪( ،‬حركة فتح‬ ‫بين المقاومة االغتياالت) بجزئيه التي غطت‬ ‫‪6‬‬


‫ضمن املسؤولية املرجحة لصالح خلف (أبو إياد)‬

‫‪9‬‬

‫العمليات الخارجية الصاعقة‬

‫فكان كل من أبو حسن سالمة وأبو داوود (محمد‬

‫من ايطاليا إلى أملانيا‬

‫داوود عودة) نائبين له ‪ ،‬وهذه العمليات الخارجية‬ ‫الضخمة تحت اسم (منظمة أيلول األسود) هي‬

‫‪11‬‬

‫تسلم صالح خلف ونائبا له أبو حسن –‬

‫التي صنعت شهرة وقوة أبطال العمليات‬

‫حسب أكثر املصادر – مسؤولية العمليات‬

‫الخارجية الذين كان أبرزهم البطل الفهد أبو‬

‫الخارجية (يف حركة فتح) والتي أطلق عليها‬

‫حسن سالمة‪.‬‬ ‫منظمة‬

‫(أيلول‬

‫األسود)‬

‫هي‬

‫أيضا اسم العنف الثوري أو (حرب الظالل) التي‬

‫املنظمة‬

‫هدفت إلعادة لفت األنظار للقضية الفلسطينية‬

‫املنسوبة لحركة فتح والتي مارست ما أسمته‬

‫بعد الخروج من األردن ‪ ،‬وملجابهة حرب املخابرات‬

‫حركة فتح "العنف الثوري" حيث قال فيها خالد‬

‫الصهيونية‬

‫الحسن معقبا ىلع عملياتها املدوية (طاملا‬

‫والسياسيين كما طالت القيادات األمنية فكانت‬

‫يعيش الشعب الفلسطيني يف حالة الظلم‬

‫الثورة الفلسطينية باملرصاد بعمليات نديّة‬

‫والتشرد‪...‬فمن الطبيعي قيام حركة من نوع‬

‫أوقعت خسائر فادحة باملصالح اإلسرائيلية من‬

‫"أيلول األسود" تعبيرا عن مأساة هذا الشعب)‬

‫جهة وبمحطات وقيادات وعمالء املوساد يف‬

‫ودون أن يتبناها كحركة فتح وفيها قال أيضا‬

‫أوروبا تحديدا‪.‬‬

‫صالح خلف (أبوإياد) حين يحرموننا حقنا‬

‫لقد أشتعلت حرب املخابرات بين الثورة‬

‫األساسي يف القتال ىلع أرضنا إلخراج الغاصب‬ ‫فمن الطبيعي أن نوسع ساحة القتال)‬

‫التي‬

‫طالت‬

‫األدباء‬

‫والشعراء‬

‫الفلسطينية و"املوساد" اإلسرائيلي ىلع امتداد‬

‫‪10‬‬

‫العالم وخاصة ىلع ساحة لبنان وأوروبا فكانت‬ ‫عمليات املوساد ضد األديب غسان كنفاني‬ ‫(‪)1971‬ومحاولة اغتيال أنيس الصايغ وبسام أو‬ ‫شريف املحفّز لحرب املواجهة الفلسطينية ىلع‬

‫يزيد صايغ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪ 451‬وص‬ ‫‪45310‬‬

‫‪ 9‬ال يشير صالح خلق في كتابه "فلسطيني بال‬ ‫هوية" لمسؤوليته المباشرة أو إشرافه على‬ ‫العمليات الخارجية الصاعقة التي قامت بها‬ ‫"منظمة أيلول األسود"‪ ،‬فيما يشير أبوالطيب‬ ‫محمود الناطور أنه وأبوحسن التقيا عضو اللجنة‬ ‫المركزية لحركة فتح المكلف باالشراف على‬ ‫العمليات الخارجية عام ‪ 1971‬دون إشارة السمه‬ ‫في كتابه (حركة فتح بين المقاومة واالغتياالت)‬ ‫ص ‪.290‬‬

‫‪ 11‬تشير المصادر في حركة فتح لدور كل من‬ ‫أبويوسف النجار في العمليات‪ ،‬كما تشير لدور‬ ‫كمال عدوان الكبير في العمليات التابعة للقطاع‬ ‫الغربي (األرض المحتلة)‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫ذات الصعيد‪ ،‬واغتيال محمود الهمشري يف‬

‫صاعين بقتل ضابط التجنيد ‪ ،‬وتُمثل عملية‬

‫فرنسا عام ‪ 1972‬وقبله وائل زعيتر يف إيطاليا‪.‬‬

‫كنيسة (جالروس) يف سويسرا فشال ذريعا‬ ‫إضايف "للموساد" الذي اعتقد أن أبو حسن يف‬

‫يف حرب املخابرات الندّية املستعِرة‬

‫لقاء داخل الكنيسة مع آخرين ‪ ،‬فقتل املوساد‬

‫اغتال جهاز العمليات الخارجية بقيادة أبو حسن‬

‫خطأ ثالثة أبرياء من حرس الكنيسة بال جدوى‪.‬‬

‫سالمة سبع عشرة مسؤوال أو قياديا (أو محطة أو‬

‫يعتبر‬

‫عميل للموساد) ىلع امتداد ساحة أوروبا ‪ ،‬ويف‬

‫كتاب‬

‫"مجتمع‬

‫االستخبارات‬

‫حرب املوساد ضد الثورة الفلسطينية التي كانت‬

‫االسرائيلية" الصادر عام ‪ 2011‬لكل من" أهارون‬

‫تنجح حينا وتخفق أحيانا ‪ ،‬أخفق املوساد يف‬

‫فركش" رئيس االستخبارات آنذاك ‪ ،‬و"دوف‬

‫محاوالت اغتيال أبو حسن سالمة لعشر مرات ‪،‬‬

‫تماري" من أهم الكتب التي أزاحت الستار عن‬

‫وكان من فشلهم قتل املواطن املغربي (أحمد‬

‫أسطورة املوساد فتعرضت لعديد العمليات‬

‫طنا أنه أبو حسن يف النرويج‬

‫الفاشلة يف ظل استعار الحرب الخفية بين‬

‫وحينها تم اعتقال املنفذين اإلسرائيليين يف‬

‫املخابرات‬

‫"املوساد"‬

‫فضيحة مدوية ‪ ،‬رفعت من أسهم أبوحسن وأذلّت‬

‫الصهيوني‪.‬‬

‫بوشيكي)‬

‫‪12‬‬

‫املوساد‪.‬‬

‫الفلسطينية‬

‫وبين‬

‫كانت عمليات تدمير خزانات النفط يف‬

‫يقول العميد ماهر شبايطة أمين سر حركة‬

‫"تريستا" ايطاليا من أشهر عمليات أبو حسن‬

‫"فتح" وفصائل "م‪.‬ت‪.‬ف" يف صيدا‪-‬لبنان يف‬

‫سالمة‪ ،‬كما كانت العمليات املنسوبة له‬

‫شهادته (كان الشهيد علي حسن سالمة واحد‬

‫وملنظمة (أيلول األسود) الغامضة يف أملانيا‬

‫من أعنف وأمهر مدبري اغتياالت قيادة العدو‬

‫وهولندة ضد مخازن شركة الغاز (إسّو) وتلك التي‬

‫اإلسرائيلي حيث أسندت إليه قيادة العمليات‬

‫دمرت مصانع لبناء محركات الطائرات اإلسرائيلية‬

‫الخاصة ضد العدو الصهيوني يف شتى أنحاء‬

‫يف هامبورغ – أملانيا نماذج صاعقة من نماذج‬

‫العالم)‬

‫‪13‬‬

‫الحرب ضد املصالح الصهيونية يف كل مكان‪،‬‬ ‫وهي التي صنعت وغيرها شهرة "أيلول األسود"‬

‫فشلت املخابرات الصهيونية (كمثال) يف‬ ‫تجنيد أحد أقرباء صخر حبش‬

‫‪14‬‬

‫‪15‬‬

‫وسجلت دويا عامليا‪.‬‬

‫الذي رد الصاع‬

‫‪ 12‬يذكر في مصادر أخرى تحت اسم (أحمد‬ ‫بوشيخة)‬

‫لحركة فتح فعضو اللجنة المركزية مسؤول الفكر‬ ‫والدراسات‪.‬‬

‫‪ 13‬موقع فلسطيننا التابع لحركة فتح في لبنان‬ ‫العدد ‪2015/1/23‬‬

‫‪ 15‬تشير كثير من المصادر المتداولة إلى اآلتي ‪:‬‬ ‫من العمليات التي تسند إليه و لرجاله قتل ضابط‬ ‫الموساد (زودامك أوفير) في بروكسل ‪ ،‬و إرسال‬ ‫الطرود الناسفة من أمستردام إلى العديد من عمالء‬ ‫الموساد في العواصم األوروبية ‪ ،‬ردا ً على حملة‬

‫‪ 14‬الشهيد األديب والمفكر صخر حبش عضو‬ ‫المجلس الثوري ثم أمين سر المجلس الثوري‬ ‫‪8‬‬


‫يف تفاصيل العملية التي هدفت‬ ‫ملبادلة الرياضيين اإلسرائيليين ال‪ 11‬باألسرى‬

‫عملية ميونخ‬

‫الفلسطينيين والعرب و األجانب قام صالح خلف‬ ‫(أبو اياد) ذاته بنقل السالح إلى أملانيا وقام أبو‬

‫كثيرا ما يربط بين الشهيد أبو حسن‬

‫داوود بقيادة العملية بينما كان يوسف نزال هو‬

‫سالمة وعملية ميونخ‪ 16‬الشهيرة عام (‪ )1972‬إال أن‬

‫مسؤول املجموعة املنفذة من ‪ 8‬أعضاء الذين‬

‫الحقيقة تشير أنه لم يكن من قام بها باعتراف‬

‫دخلوا مقر البعثة الرياضية اإلسرائيلية يف‬

‫أبو داوود يف كتابه الضخم (من القدس إلى‬

‫ميونخ واحتجزوا الرياضيين االسرائيليين دون أن‬

‫ميونخ)‪ ،17‬وبإقرار محمود الناطور يف كتابه (حركة‬

‫يمسوهم بأذى ألن الهدف لم يكن القتل أبدا‪.‬‬

‫فتح ين املقاومة و االغتياالت)‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫يف تفاصيل العملية الكثير مما يمكن‬

‫جاءت هذه العملية ردا ىلع عمليات‬

‫اإلشارة له ودور املخابرات االسرائيلية يف إفشال‬

‫االغتيال الصهيوني خاصة بعد استشهاد األديب‬ ‫غسان‬

‫كنفاني‬

‫بشهرين‪،‬‬

‫وإثر‬

‫عملية التبادل يف ميونخ‪-‬أملانيا ما أدى ملقتل‬

‫املحاولتين‬

‫الرياضيين و‪ 5‬من الفدائيين الثمانية الذين قاموا‬

‫الفاشلتين الغتيال بسام أبو شريف (القائد يف‬

‫بالعملية‪.‬‬

‫الجبهة الشعبية) وأنيس الصايغ‪ ،‬كما جاءت ثانيا‬ ‫للرد ىلع قصف قواعد الفدائيين يف لبنان‪،‬‬ ‫وجاءت ثالثا للفت انتباه العالم (خاصة الرياضي)‬

‫العالقة مع األمريكان‬

‫للقضية الفلسطينية‪.‬‬

‫وادت الى مقتل ‪ 18‬شخصا من بينهم ‪ 11‬رياضيا‬ ‫اسرائيليا في ‪ 5‬ايلول ‪ .1972‬وفي عام ‪1999‬‬ ‫عند صدور الكتاب‪ ،‬منعت (إسرائيل) ابو داود من‬ ‫العودة إلى فلسطين‪.‬‬

‫قام بها الموساد ضد قياديين فلسطينيين ‪ ،‬و من‬ ‫الذين قتلوا بهذه الطرود ضابط الموساد في لندن‬ ‫(أمير شيشوري)‪ .‬كما يشار الى تصفية مسؤول‬ ‫الموساد في مدريد (باروخ كوهين)‪ ،‬واغتيال‬ ‫ضابط المخابرات االسرائيلية (موشيه جوالن)‪.‬‬

‫‪ 18‬ح ّمل رئيس جهاز "الموساد" أنذاك (تسيبي‬ ‫زامير) المسؤولية عن الفشل الذي جرى في عملية‬

‫‪ 16‬لمراجعة كتاب محمد داوود عودة حول‬ ‫تفاصيل العملية وللمواقع التي منها موقع‬ ‫‪http://www.qudsn.ps/article/48072‬‬

‫تحرير الرهائن للسلطات االلمانية‪ ،‬واتهمها أنها‬ ‫آخر ما كانت تفكر فيه هو سالمة الرهائن وحتى‬ ‫عناصر الشرطة االلمانية ‪( .‬في تفاصيل تنشرها‬ ‫"اسرائيل" عن العملية في شهر تموز ‪،2012‬‬ ‫وتنقلها وكالة فلسطين اليوم االخبارية على‬ ‫موقعها)‬

‫‪ 17‬محمد داوود عودة‪ ،‬فلسطين من القدس إلى‬ ‫ميونخ‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار النهار للنشر ‪،1999 ,‬‬ ‫الطبعة ‪ ،1‬وفي الكتاب اقر أبوداوود بمسؤوليته‬ ‫الكاملة في عملية ميونخ‪ ،‬وروى كيف تم التخطيط‬ ‫للعملية التي نفذتها فرقة كوماندوس “ايلول االسود”‬ ‫‪9‬‬


‫عرف أبو حسن سالمة بأنه بطل‬

‫يتم تحريره (‪ )1973‬وما تالها من الخطاب الخالد‬

‫العمليات الخارجية املثيرة للجدل ضمن منظمة‬

‫لياسر عرفات يف األمم املتحدة (‪ )1974‬يف هذا‬

‫"أيلول األسود" ‪ ،‬وعرف أيضا بقدرته االستخبارية‬

‫الجو كان من التفكير العملي أن يفتح ياسر‬

‫الكبيرة التي وقفت باملرصاد لرجال املوساد يف‬

‫عرفات خطا من االتصاالت مع أمريكا‪ ،‬ومن له‬

‫كل مكان ضمن حرب التصفيات الخفية املتبادلة‬

‫أفضل من محل ثقته غير أبو حسن الرجل املخلص‬

‫‪ ،‬وعرف أيضا بعالقاته الواسعة التي منها مع‬

‫والقادر ىلع بناء العالقات والرجل الخفي وهذا‬

‫األمريكان‪.‬‬

‫ما كان ‪.‬‬

‫يف العام ‪ 1973‬عندما تشكل جهاز الـ‪17‬‬

‫تشير بعض املصادر للقاء حصل بين‬

‫الذي رئسه أبو حسن سالمة كانت املنطقة‬

‫ياسر عرفات ونائب رئيس وكالة املخابرات‬

‫تعيش تفاعالت نصر حرب أكتوبر (رمضان) ‪1973‬‬

‫املركزية األمريكية كما أفاد ثعلب السياسة‬

‫ىلع العدو الصهيوني‪ ،‬وبداية الود املربك‬

‫األمريكية هنري كيسنجر يف كتاب (سنوات‬ ‫‪19‬‬

‫‪ ،‬وترك األمر ألبي حسن كما يشير‬

‫للساحة الثورية بين مصر وأمريكا (ثم مع‬

‫الجيشان)‬

‫"اسرائيل"الذي أدى التفاق "كامب ديفد" الحقا)‬

‫كتاب (إرث من الرماد)‬

‫وهي ذات السنة التي أنهت فيها منظمة (أيلول‬

‫وجه االسرائيليين ودق ناقوس الخطر بالقول (أن‬

‫األسود) عملياتها القوية ضد املصالح االسرائيلية‬

‫العالقة التي نسجها أبو حسن مهدت الطريق‬

‫ألنها حققت أهدافها ‪ ،‬كما بدأت يف ذات الفترة‬

‫لعرفات لدخول األمم املتحدة)‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫الذي فجر القنبلة يف‬

‫تبرز بقوة فكرة الدولة الفلسطينية ىلع أي شبر‬

‫يكتب في "الجزيرة نت" محمد تركي الربيعو عن‬ ‫الكتاب قائال أنه‪( :‬أول تأريخ عن "سي آي أي"‬ ‫يترجم في ساحتنا العربية بعد كتاب "بوب‬ ‫وودورد" والذي كان بعنوان "الحجاب" والذي‬ ‫تناول الفترة بين عام ‪ ،1987-1981‬وأهميته تكمن‬ ‫برأينا بأنه يطلعنا على العوالم الداخلية والتنازع بين‬ ‫المؤسسات داخل أروقة السلطة في أميركا حول‬ ‫دور الوكالة والضغوط التي تتعرض لها من قبل‬ ‫وزارتي الدفاع والخارجية‪ ،‬والتي غالبا ما تكون‬ ‫معرفتنا عن هذه األحداث ضئيلة‪ ،‬وخاصة أنه في‬ ‫مكتباتنا العربية قلما نعثر على دراسة تتناول‬ ‫مؤسسة من مؤسسات الحكم في الواليات المتحدة‬ ‫األميركية)‪.‬‬

‫‪ 19‬من مقال أسامة العيسة في صحيفة إيالف ‪25‬‬ ‫يناير ‪ 2005‬حيث يذكر الكاتب نصا (أشار وزير‬ ‫خارجية أمريكا األشهر كيسنجر في كتابه (سنوات‬ ‫الجيشان)‪ ،‬في تشرين الثاني عام ‪ ،1973‬بعد عقد‬ ‫اجتماع بين نائب الـ (سي‪.‬آي‪.‬إي) وياسر عرفات‪.‬‬ ‫وقدّم أبو حسن خدمات اعتبرها األمريكيون هامة‪،‬‬ ‫وفي مقر وكالة المخابرات األمريكية في ضاحية‬ ‫النغلي كان يوصف سالمة بأنه "الشرير الذي‬ ‫يحسن خدمتنا"‪).‬‬ ‫‪ 20‬يعتبر كتاب (إرث من الرماد) للصحفي‬ ‫األميركي "تيم واينر" مراسل النيويورك تايمز‬ ‫للشؤون االستخباراتية طوال عشرين عاما‪ ،‬ويمثل‬ ‫الكتاب سجال لألعوام الستين األولى لوكالة‬ ‫االستخبارات المركزية األميركية "سي آي أي"‪ .‬و‬ ‫‪10‬‬


‫أما املصدر األهم يف هذه العالقة فيرجع‬

‫يكتب اإلعالمي اللبناني الشهير سمير‬

‫للكاتب واملؤرخ األمريكي (كاي بيرد) الذي تحدث‬

‫عطا الله عام ‪ 2014‬مقاال عن أبو حسن سالمة‬

‫عن ضابط االستخبارات األمريكية (روبرت إيمز)‬

‫حيث يبدد شكوكه الذاتية وربما شكوك البعض‬

‫الذي بنى العالقة املميزة والسرية مع منظمة‬

‫اآلخر أيضا فيقول نصا‪((:22‬عام ‪ 1987‬صدر للصحايف‬

‫التحرير الفلسطينية عبر أبو حسن سالمة‬

‫األميركي الشهير "بوب وودورد" كتاب بعنوان‬

‫وبوساطة مصطفى الزين ويعد هذا الكتاب‬

‫«الحجاب» مبني ىلع مقابالت مع رئيس الـ«سي‬

‫من أهم املراجع‪،‬‬

‫آي إيه» لسبع سنوات‪" ،‬وليم كايسي"‪ ،‬حول أدوار‬

‫إضافة للكتاب الثمين ملحمود الناطور (حركة فتح‬

‫الوكالة السرية يف املنطقة‪ .‬ال تقول الوكالة كل‬

‫بين املقاومة واالغتياالت) الذي يتحدث يف أحد‬

‫ما لديها حتى عندما تقرر الكالم‪ .‬لكن الكشف‬

‫أجزاءه عن سيرة أبو حسن سالمة وعالقته مع‬

‫املذهل يف الكتاب يومها أن علي حسن سالمة‪،‬‬

‫(إيمز)‪.‬‬

‫رجل األمن األول عند ياسر عرفات‪ ،‬كان يمد الوكالة‬

‫(الجاسوس الطيب أو الجيد)‬

‫‪21‬‬

‫األميركية باملعلومات‪.‬‬

‫حفلت حياة أبو حسن وعالقاته مع‬ ‫األمريكان بكثير من الغموض خاصة يف ظل فترة‬

‫طبيعي أن الكتاب تحول إلى موضوع نقاش‬

‫انفتاح خفي وصد علي السيما وان صراع‬

‫يف كل مكان‪ .‬يومها قلت للصديق رمزي صنبر‪،‬‬

‫السوفيتي)‬

‫وهو مهندس ورجل أعمال فلسطيني‪ :‬هل يعقل‬

‫والغربي (أمريكا) كان ال زال يعكس ذاته ىلع‬

‫أن ساعد أبو عمار األيمن كان عميال لالستخبارات‬

‫العالم وىلع فصائل املقاومة شدا وجذبا‬

‫األميركية؟ كان رد رمزي سريعا‪« :‬هل كان أبو‬

‫ورجعية وتقدمية‪.‬‬

‫حسن سالمة يعمل لحساب أميركا أم لحساب‬

‫املعسكرين‬

‫الشرقي‬

‫(االتحاد‬

‫منظمة التحرير؟ شعوري‪ ،‬وربما قناعتي‪ ،‬أنه كان‬ ‫يؤدي دورا وطنيا بصرف النظر عن الجسر الذي‬

‫"يؤدي دورا وطنيا بصرف‬ ‫النظر‬

‫عن‬

‫الجسر‬

‫يمشي فوقه»‪.‬‬ ‫صدر حديثا كتاب بعنوان «الجاسوس الطيب»‬

‫الذي‬

‫عن سيرة "روبرت إيمس"‪ ،‬الذي أقام العالقة مع‬

‫يمشي فوقه"‬

‫رجل األمن الفلسطيني الذي اغتالته املخابرات‬ ‫اإلسرائيلية يف بيروت عام ‪.1979‬‬

‫‪ 21‬يراجع مقال أمل مدللي في صحيفة الحياة‬ ‫اللندنية ‪-‬السبت‪ ٢٨ ،‬يونيو‪ /‬حزيران ‪٢٠١٤‬‬ ‫تحت عنوان كتاب ( "الجاسوس الجيد» يتناول‬ ‫إخفاء موسى الصدر واغتيال "إسرائيل" أبو حسن‬ ‫سالمة)‪.‬‬

‫‪22‬مقال سمير عطا هللا في صحيفة الشرق‬ ‫األوسط على الرابط‬ ‫‪http://archive.aawsat.com/leader.a‬‬ ‫‪sp?section=3&article=773982&iss‬‬ ‫‪ueno=12969#.V4YHPdJ9670‬‬ ‫‪11‬‬


‫يروي املؤلف "كاي بيرد" أن مسؤولي الوكالة‬

‫يقول أبوالطيب مخاطبا أبوحسن سالمة‬

‫بمنظمة التحرير‬

‫يف مقال له ‪( :24‬نحن نقدر جيدا العمل الذي قمت‬

‫املعتبرة آنذاك مؤسسة إرهابية‪ ،‬لكنه وجد يف‬

‫به‪ ،‬ونحن نعرف أن فتح خط اتصال مع األمريكان‬

‫أبو حسن سالمة حليفا يستحق املغامرة‪ .‬عندها‬

‫كان أخطر ىلع إسرائيل من إطالق النار عليهم‪،‬‬

‫أصر رؤساؤه ىلع أنه لكي يثقوا بسالمة حقا‪،‬‬

‫ونحن نعلم كيف أنك استطعت أن تكشف زيف‬

‫يجب أن يقبل التعامل مع الوكالة رسميا‪ ،‬أي‬

‫تقارير إسرائيل لإلدارة األمريكية‪ ،‬لهذا تم اغتيالك‬

‫خاضعا للضغط أو التهديد عند الحاجة‪.‬‬

‫واغتالوا معك مندوب ال‪ CI A‬روبرت ايمز (بوب)‪،‬‬

‫عارضوا كثيرا اتصال "إيمس"‬

‫‪23‬‬

‫بعدما عملت وإياه ىلع تقدم املباحثات‪).‬‬

‫وكان االقتراح أن يصار إلى إغراء أبو حسن‬ ‫براتب قدره ثالثمائة ألف دوالر يف الشهر‪ .‬رفض‬ ‫أبو حسن مجرد البحث يف األمر‪ .‬تذكرت النقاش‬

‫"روبرت إيمز" وأبوحسن‬

‫مع رمزي صنبر يف لندن فور صدور الكتاب قبل‬ ‫ثمانية وعشرين عاما من اليوم‪ .‬كان أبو حسن‬

‫يشار لثالثة من الزيارات التي قام بها أبو‬

‫يعمل لحساب قضيته ال لحساب أميركا‪ .‬ال‬

‫حسن سالمة للواليات املتحدة األمريكية ويف‬

‫ازدواجية يف األمر‪ .‬وال ذلك النوع من الخيانة‬

‫إحداها مع زوجته ملكة جمال العالم جورجينا‬

‫العظمى التي تعرف بـ«العمالة املزدوجة» كمبرر‬

‫رزق‪ ،‬وقابل يف إحداها رئيس املخابرات املركزية‬

‫للسقوط يف أسفل أنواع العماالت‪-)).‬انتهى‬

‫جورج بوش األب حينها‪.‬‬

‫االقتباس من مقال سمير عطا الله‬

‫لقد كانت العالقة مميزة بين أبو حسن‬

‫لكن من املمكن أيضا أن نقرأ له يف ذات‬

‫و"روبرت ايمز" أو "بوب" القريب من هموم وقضايا‬

‫املقال القول عن أبي حسن أنه (لم يتصرف بقرار‬

‫الشعب الفلسطيني‪ ،‬وهو ذاته أي (إيمز) كان‬

‫من عنده بل باتفاق مع قيادته‪ .‬ولم تحمه عالقته‬

‫القريب من صانع القرار السياسي األمريكي بما‬

‫بالـ«سي آي إيه» من مطاردة "إسرائيل" له بسبب‬

‫أدى للتأثير فيه بحيث أن الرئيس األمريكي كارتر‬

‫كونه عضوا يف «أيلول األسود»‪ .‬فهذا العالم‬

‫طرح عام ‪ 1977‬ضرورة "وجود وطن لالجئين‬

‫السري يتقاطع ويتصادم عند خطوط محددة)‪.‬‬

‫الفلسطينيين" ألول مرة‪ ،‬وطرح الرئيس االمريكي‬

‫‪ 24‬مقال ألبي الطيب يوم ‪ 2016/7/21‬تحت‬ ‫عنوان "حوار الحلم بين الشهيد ابو حسن سالمة‬ ‫وابو الطيب‬

‫‪23‬قتل بطل الكتاب‪" ،‬روبرت إيمس"‪ ،‬في انفجار‬ ‫سيارة مفخخة دمرت السفارة األميركية في بيروت‬ ‫عام ‪ .1983‬وكان‪ ،‬كما يقول ديفيد إغناتيوس‪،‬‬ ‫مستعربا جيدا ومحبا للتراث العربي ومتعاطفا مع‬ ‫آالم الفلسطينيين‪ .‬وكان إغناتيوس بدوره من‬ ‫المتخصصين في سيرة علي حسن سالمة‪ -‬نقال عن‬ ‫صحيفة "الشرق األوسط" اللندنية ‪ 1‬يونيو ‪2014‬‬

‫باب الجنة أم باب الجحيم"‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫رونالد ريغان مبادرته للسالم يف الشرق األوسط‬

‫لم يكن املوقف اإلسرائيلي من العالقة‬

‫‪25‬الحقا أي عام ‪ 1983‬والتي رأى فيها (إن النزاع‬

‫املتصاعدة ولو بالخفاء بين منظمة التحرير‬

‫العربي اإلسرائيلي يجب أن يحل بمفاوضات‬

‫الفلسطينية والواليات املتحدة األمريكية ليعجب‬

‫تنطوي ىلع مبادلة األرض بالسالم)‪ ،‬كما كان‬

‫صناع السياسة يف "إسرائيل" ‪ ،‬كما لم يُعجب‬

‫لهذه العالقة أن مهدت ورتبت الطريق العتالء‬

‫الدوائر األمنية التي نشطت يف محاولة القضاء‬

‫ياسر عرفات منصة األمم املتحدة‪.‬‬

‫ىلع أبو حسن سالمة عرّاب هذه العالقات‬ ‫النامية‪ ،‬والكاشفة ألكاذيب الطرف اآلخر‪.‬‬

‫يف آلية التبادل االستخباري التي تحكم‬ ‫العالقات األمنية كان هدف أبو حسن هو تحقيق‬

‫إن كشف زيف الرواية اإلسرائيلية ألي أمد‬

‫االعتراف األمريكي ‪-‬والعاملي من ورائه‪ -‬بمنظمة‬

‫أصبح جليا نتيجة هذه العالقة لذا اعتبر‬

‫التحرير الفلسطينية و بحقوق الفلسطينيين‪،‬‬

‫املسؤولون الصهاينة أن سالمة قد تجاوز‬

‫وهدف (إيمز) لحماية السفارة األمريكية يف لبنان‬

‫الخطوط الحمراء السيما وأن نيويورك قد‬

‫وحماية‬

‫الدبلوماسيين‬

‫‪،‬‬

‫وحماية‬

‫‪26‬‬

‫املصالح‬

‫استقبلته مع الخالد ياسر عرفات كما استقبلته‬

‫األمريكية‪ ،‬ويف ذهنه قطعا تاريخ أبو حسن‬

‫واشنطن هو بذاته ألكثر من مرة‪ ،‬ومن هنا دق‬

‫القريب يف ضرب املوساد وتدمير املصالح‬

‫ناقوس الخطر‪ ،‬وحاولوا أن يأخذوا املوافقات من‬

‫اإلسرائيلية يف أوروبا‪ ،‬ويف ذهن أبو حسن‬

‫الواليات املتحدة ىلع قتله وعندما كانوا ال‬

‫التغطي بهذه العالقة يف حرب االستخبارات‬

‫يتلقون الجواب ‪ ،‬كانت تجري املحاوالت الفاشلة‬

‫املستعِرة‪.‬‬

‫املتتالية سواء عبر العميلة أمينة املفتي أو‬

‫‪ 25‬يقول محمود الناطور أبوالطيب في مقال الحلم‬ ‫‪" :‬مبادرة ريغان جعلت مناحيم بيغن يقول إنها‬ ‫كالخنجر في خاصرتي‪ .‬وأصبح روبرت ايمز‬ ‫(بوب) معروفا بأنه المؤيد بشدة لخطة ريغان‬ ‫للسالم التي تعيد أراضي ‪ 1967‬للفلسطينيين‬ ‫وتبحث بالتفاوض حال لمدينة القدس‪ ".‬ويضيف‬ ‫"وفقد شارون هيج‪ ،‬الذي عندما علم بان التقارير‬ ‫تصل البيت األبيض مباشرة‪ ،‬توجه لمقابلة الرئيس‬ ‫ريغان وفي اجتماعهما العاصف لوح هيج‬ ‫باالستقالة فكان جواب الرئيس ريغان الفوري‪ :‬قبلنا‬ ‫استقالتك‪ .‬ضعف هيج وقال‪ :‬لكنني لم أقدم استقالتي‬ ‫فأجاب ريغان "اعتبرك مستقيال منذ هذه اللحظة"‪.‬‬ ‫وكان شولتز قد أعلم باالستعداد لتسلم الخارجية‪،‬‬ ‫فاستلم المنصب فورا‪".‬‬

‫‪26‬‬

‫في شهادة أبوالطيب الهامة والمثيرة يذكر‬

‫(رافق أبو حسن سالمه الرئيس عرفات خالل زيارته‬ ‫التاريخية لألمم المتحدة عام ‪1974‬م‪ ،‬وخالل‬ ‫المباحثات األميركية–الفلسطينية التي جرت بداياتها‬ ‫في فندق "والدورف استوريا" وتم بموجبها التنسيق‬ ‫األمني المشترك‪ ،‬أوكل الرئيس عرفات إدارة هذه‬ ‫المهمة إليه‪ ،‬حيث ترجم هذا التعاون األمني خالل‬ ‫الحرب األهلية في لبنان عامي (‪1976–1975‬م))‬ ‫‪13‬‬


‫العميل أمين عباس الحاج‪ ،‬أو العميل (س) الذي ما‬

‫مستغربا ىلع رئيسة الوزراء اإلسرائيلية "جولدا‬

‫زال حيا يرزق حتى اليوم‪.‬‬

‫مائير" (ومن بعدها مناحيم بيغن) أن ينسب لها‬ ‫أقاويل عدة تتمنى فيها التخلص منه بحيث‬

‫بل وكان مثل هذه العالقة بين "إيمز‬

‫أسموه "األمير األحمر" ليس تقديرا‪ ،‬وإنما حقدا‬

‫وأبوحسن" أن اودت بحياة (روبرت إيمز) ذاته إذ‬

‫وتمنيا أن يشتعل بالنار‪ ،‬وما كان األمير األحمر إال‬

‫يقول أبوالطيب موضحا‪( :‬أعاد التاريخ نفسه‪،‬‬

‫ذاك الرجل الذي كان بحق الثائر الجسور املحب‬

‫وكما وقفت (إسرائيل) وراء اغتيال الرئيس‬

‫لفلسطين الذي وضع روحه بين راحتيه غير آبه‬

‫األمريكي جون كندي‪ ،‬الذي أصر ىلع وضع مفاعل‬

‫باملخاطر التي تحيط به يف عقلية قدرية‬

‫ديمونة تحت الرقابة لوكالة الطاقة الذرية‬ ‫الدولية‪،‬‬

‫وكما‬

‫قصفت‬

‫البحرية‬

‫مؤمنة بالله والقضاء طاملا تميز بها قادة الثورة‬

‫اإلسرائيلية‬

‫الفلسطينية عامة‪.29‬‬

‫السفينة التجسسية األمريكية "ليبرتي"‪ ،‬اغتالت‬ ‫روبرت ايمز(بوب) وزمالءه للقضاء ىلع خطة‬ ‫ريغان للسالم والداعمين لها‪).‬‬

‫كتاب الجاسوس الجيد (أوالجاسوس‬

‫‪27‬‬

‫‪30‬‬

‫الطيب أو النبيل حسب الترجمة إلى العربية)‬

‫عن سيرة حياة [روبرت إيمز] الذي بنى العالقة مع‬

‫أبو حسن سالمة قائد حرب االستخبارات‬

‫أبو حسن ‪ ،‬يعرض هذا الكتاب للكثير من تفاصيل‬

‫الفلسطينية ‪-‬الذي مع طاقم (أيلول األسود)‪-‬‬

‫هذه العالقة الهامة ومحاوالت تجنيده الفاشلة‬

‫أرهب اإلسرائيليين ودمر مصالحهم هو ذاته الذي‬

‫قبل التفكير بها‪ ،‬وسعي املوساد لقتله بموافقة‬

‫كسر محرمات العالقات ففتحها مع حزب الكتائب‬ ‫اللبنانية‪،‬‬

‫‪28‬‬

‫أمريكية حيث يذكر املؤلف (كاي بيرد) أنه (يف‬

‫كما فتحها مع األمريكان فلم يعد‬

‫‪ 27‬تم تفجير مقر السفارة األمريكية في بيروت يوم‬ ‫االثنين الموافق ‪1983/4/18‬م حيث قتل ثالثة‬ ‫وستون شخصا ً هم (‪ 32‬لبنانياً) و (‪ 17‬أمريكياً) و‬ ‫(‪ 14‬من الزوار للسفارة) ومن بين القتلى‬ ‫األمريكيين سبعة يعملون لحساب وكالة‬ ‫االستخبارات المركزية على رأسهم (كن هاس)‬ ‫رئيس محطة بيروت‪ ،‬و(بوب ايمز) كبير المحللين‬ ‫في وكالة االستخبارات‪( ،‬وجون هاريسون) ضابط‬ ‫االتصال في السفارة‪ ،‬كما قتلت فيليس فيالتشي‬ ‫السكرتيرة في السفارة‪ ،‬وجين لويس نائب رئيس‬ ‫محطة المخابرات المركزية األمريكية في بيروت‪.‬‬

‫الوطنية اللبنانية بقيادة كمال جنبالط في مواجهة‬ ‫المعسكر اللبناني اآلخر‪.‬‬ ‫‪ 29‬لطالما كان قادة الثورة الفلسطينية من كافة‬ ‫الفصائل شجعانا مقدامين ال يخافون المواجهة‪،‬‬ ‫إلى الدرجة التي استهانوا فيها بأمنهم‬ ‫وبالمخاطرمرددين اآلية رقم [‪ ]51‬من سورة‬ ‫[التوبة] (قل لن يصيبنا إال ما كتب هللا لنا) ‪،‬‬ ‫ومرددين عبارة عبارة أبوعمار الشهيرة في‬ ‫حصار بيروت األسطوري عام ‪( 1982‬هبت‬ ‫روائح الجنة)‪ ،‬أو (ما نحن إال مشاريع شهادة)‪.‬‬

‫‪ 28‬لم تكن العالقة تلك الفترة مع ما كانت تسمى‬ ‫القوى االنعزالية التي ضمت حزب الكتائب‬ ‫(المسيحي) وحزب األحرار وغيرهما عالقة‬ ‫سويّة إذ اصطفت الثورة الفلسطينية مع القوى‬

‫‪ 30‬موقع المؤلف "كاي بيرد"‬ ‫‪ /http://www.kaibird.com‬واسم الكتاب‬ ‫باالنجليزية ‪Good Spy‬‬ ‫‪14‬‬


‫العام ‪ )1978‬اقترب مسؤول يف املوساد‬

‫أمامي وقلت له‪ :‬ال بد من التعامل مع هذه‬

‫وكالة‬

‫املعلومة بمنتهى الجدية ألن مرسلها ىلع عالقة‬

‫االسرائيلي‬

‫من‬

‫مسؤول‬

‫كبير‬

‫يف‬

‫وطيدة مع (إسرائيل)‪ ،‬وهو صديق لك‪.‬‬

‫االستخبارات األمريكية يف مؤتمر بلندن يسأله‬ ‫إن كان أبو حسن يعمل مع الـ )‪ (C.I .A‬فلم يتلقى‬

‫أجاب أبو حسن‪ :‬وما الذي تراه‪..‬؟‬

‫اإلجابة ‪ ،‬إال أنه بعد اغتياله اعتبرت الوكالة أنها‬

‫قلت‪ :‬إن اللجوء إلى السفر خارج لبنان غير وارد‪،‬‬

‫أخطأت كما يذكر املؤلف نقال عن (إيمز) (ألن ال‬

‫فنحن لسنا بصدد مغادرة لبنان كلما جاءنا خبر‬

‫جواب يعني جواب)‪.‬‬

‫حول نوايا اإلسرائيليين‪ ،‬فلو سلكنا هذا األسلوب‬

‫قام الكثيرون بتحذير أبو حسن أنه‬

‫فلسوف يبقى كل القادة خارج لبنان‪ ،‬لكن الحل‬

‫مستهدف‪ ،‬وكان منهم أبو الطيب محمود الناطور‬

‫األمثل حسب خبرتي هو تنفيذ االحتياطات‬

‫مساعده كما الحال من كريم بقرادوني نقال عن‬

‫األمنية بأسلوب "التمويه"‪ ..‬وشرعت أشرح له خطة‬

‫بشير الجميل‪ 31‬القادة يف حزب الكتائب اللبناني‬

‫التمويه) ويضيف يف إطار هذا اللقاء (جرى بعد‬

‫‪ ،‬بل وحذره (روبرت إيمز) ذاته طالبا منه ولو‬

‫ذلك نقاش حول الخطط التي يمكن أن تلجأ إليها‬

‫شكليا أن يوافق ىلع صيغة أنه يتعامل مع‬

‫"إسرائيل" لتنفيذ عملية االغتيال‪ ،‬فاستقر الرأي‬

‫وكالة االستخبارات األمريكية كي ال يقتل فقال‬

‫أنها ستلجأ إلى زرع عبوات ناسفة ىلع الطريق‬

‫بكل إباء وجسارة ووضوح‪( :‬ال)‪.32‬‬

‫التي يسلكها املوكب مما جعل أبو حسن يقر‬ ‫بتركين السيارات أسفل البناية "ويا ليته التزم‬

‫من شهادة اللواء أبوالطيب‬

‫بذلك"!! فقد كان أبو حسن "قدريًا" يؤمن بقضاء‬ ‫الله وقدره بكل ما تحمله هذه العبارة من معنى‪،‬‬

‫يورد اللواء محمود الناطور أنه‪( :‬بتاريخ‬

‫فكثيرا ما كنت أذهب وإياه لشراء مالبس‪ ،‬وكنا‬

‫‪1979/1/12‬م أي قبل استشهاده بأحد عشر يوما‬

‫نشتريها من محالت "جورج" أسفل سينما الساروال‪،‬‬

‫استدعاني أبو حسن‪ ،‬فذهبت إليه يف منزله‪ ،‬وما‬

‫وأثناء رجوعنا من رحلة الشراء كان يقول لي‪ :‬يا أبا‬

‫أن جلست بجواره حتى أخرج من جيبه ورقة‪ ،‬ودفع‬

‫الطيب هل تعتقد أننا سنظل أحياء لنشهد أوالدنا‬

‫بها إلي قائالً‪ ..‬إقرأ!! كانت الورقة عبارة عن رسالة‬

‫عندما يكبرون ونذهب برفقتهم لشراء املالبس؟؟‬

‫من كريم بقرادوني يخبره فيها بأن لديه معلومات‬

‫ثم يجيب هو ىلع السؤال قائالً‪ :‬ال أعتقد‪ ..‬ال‬

‫مصدرها رئيس حزب الكتائب بشير الجميل تفيد‬

‫أعتقد فنحن مشروع شهادة يا أبا الطيب‪ ..‬ولهذا‬

‫بأن "إسرائيل" سوف تقوم بتنفيذ عملية الغتياله‬ ‫خالل عشرة أيام‪ .‬بعد أن قرأت الرسالة وضعتها‬

‫لم يفكر أبو حسن يوما يف شراء منزل‪ ،‬لقد كانت‬

‫‪ 31‬االثنان بقرادوني والجميل من قادة حزب‬ ‫الكتائب اللبنانية‬

‫‪27/books/review/kai-birds-the-good‬‬‫‪spy-and-jack-devines-good‬‬‫‪hunting.html?_r=0‬‬

‫‪http://www.nytimes.com/2014/07/32‬‬ ‫‪15‬‬


‫حياته يوما بيوم‪ ..‬وعندما كان أحدهم ينتقده‬

‫السرية مع األمريكان كانت الخطوة األولى لرؤية‬

‫لعفويته وتعامله اليومي مع الحياة كان يقول‬

‫عرفات يف البيت األبيض ‪ ،‬لقد كانوا يريدونه‬

‫لزوجته‪ :‬اتركيني أتمتع بهذه األيام القليلة‬

‫ميتا لهذا السبب فقط" وفعال فلقد صعد أبو‬

‫الباقية لي!!)‬

‫عمار ىلع منبر األمم املتحدة عام ‪ ، 1974‬ويف‬ ‫حديقة البيت األبيض وقع مع "رابين" (اتفاق‬

‫أما كتاب الجاسوس الطيب فإنه حين‬

‫أوسلو) بعد ذلك بعشرين عاما‪.33‬‬

‫بعرض ملقتل بطل حرب االستخبارات ضد‬ ‫املوساد وأسطورة (أيلول األسود) وزعيم قوات‬ ‫الـ‪ 17‬فإنه يورد السبب الذي يراه العامل الرئيس‬

‫الجواسيس من حوله‬

‫للتصميم ىلع قتله رغم عديد املحاوالت‬ ‫السابقة ‪ ،‬حيث يورد ىلع لسان أحد مسؤولي‬

‫كثر الجواسيس من األجهزة املختلفة‬

‫‪" C.I .A‬اعتبر االسرائيليون أن عالقة سالمة‬

‫حول مؤسسات الثورة الفلسطينية يف لبنان‬

‫(إسرائيل) آنذاك تلك المبادرة بأنها (خنجر‬ ‫ضرب في قلبي)‪.‬‬

‫‪ 33‬يورد أبوالطيب عن روبرت إيمز (بوب) في‬ ‫كتابه حركة فتح بين المقاومة و االغتياالت التالي‬ ‫حول روبرت إيمز‪ :‬قررت الحكومة االسرائيلية‬ ‫االنتقام من (بوب) باغتياله عن طريق تفجير‬ ‫السفارة األميركية في بيروت يوم ‪1983/4/18‬م‬ ‫ولألسباب اآلتية‪:‬‬

‫إن روبرت آيمز حصل على‬ ‫‪.4‬‬ ‫نسخة من شريط المرئي=الفيديو الذي‬ ‫صورته شبكة (‪ )ABC‬عن مذبحة صبرا‬ ‫وشاتيال والذي يكشف دور القوات‬ ‫اإلسرائيلية في تلك الجريمة اإلنسانية‬ ‫البشعة‪ ،‬وقام بتسليم شريط الفيديو إلى‬ ‫مناحيم بيغن الذي اتخذ قرارا ً بوقف العمل‬ ‫السياسي منذ ذلك الحين كون الشريط‬ ‫يفضح وزير الدفاع في حينه أريئيل‬ ‫شارون ويشكل سابقة خطيرة لكتلة الليكود‬ ‫وجماعة اليمين اإلسرائيلي‪ ،‬وبموجب ذلك‬ ‫فإن زعماء كتلة الليكود لم يغفروا لروبرت‬ ‫آيمز (بوب) ما فعله‪ ،‬وعليه فقد قتلوه‬ ‫بتفجير السفارة األميركية وقتلوا معه جميع‬ ‫مدراء محطات المخابرات المركزية‬ ‫األميركية في الشرق األوسط والذين كانوا‬ ‫في ذلك الحين متعاطفين مع (م‪.‬ت‪.‬ف)‪.‬‬

‫مسؤوليته عن فتح العالقة مع‬ ‫‪.1‬‬ ‫البيت األبيض وياسر عرفات منذ سنة‬ ‫‪1975‬م‪.‬‬ ‫قيامه بترتيب الزيارة الرسمية‬ ‫‪.2‬‬ ‫لـعلي حسن سالمة إلى واشنطن خالل‬ ‫شهر (‪1976/12‬م) بدعوة من جورج‬ ‫بوش األب الذي كان آنذاك مديرا‬ ‫للمخابرات المركزية األميركية ‪.‬‬ ‫إن روبرت آيمز هو الذي أعد‬ ‫‪.3‬‬ ‫للرئيس األميركي رونالد ريغان مبادرته‬ ‫للسالم في الشرق األوسط عام ‪1983‬‬ ‫والتي تسلمها عرفات قبل خروجه من‬ ‫بيروت‪ ،‬واعتبر مناحيم بيغن رئيس وزراء‬ ‫‪16‬‬


‫ومنها محاوالت الغتيال أبو عمار وأبو إياد صالح‬

‫أما حقيقة التواجد للجواسيس عامة فهذا‬

‫خلف وأبو حسن سالمة‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬وكثيرا ما يرد‬

‫شيء طبيعي كما ذكرنا يف ظل الحرب‬

‫ذكر الجاسوسة (أمينة املفتى) التي ينقل ىلع‬

‫الفلسطينيية‪ -‬االسرائيلية التي كانت مفتوحة‬

‫لسانها أنها التقت أبو حسن وأنه فتح لها – دون‬

‫ىلع الصُعد الرئيسة الثالثة أي ‪-1‬امليداني‬

‫أن يعلم بعملها – باب اختراق مؤسسات الثورة‬

‫بالقصف والعمليات الفدائية من لبنان ‪ ،‬و‪-2‬حرب‬

‫الفلسطينية حتى أنها التقت بأبي عمار‬

‫االستخبارات املتبادلة واالغتياالت وكذلك الحال‬

‫وناقشته عدة مرات إال أن روايتها هذه تعد ىلع‬

‫مع ‪-3‬حرب منظمة "أيلول األسود" ووديع حداد‬

‫األرجح من مبالغات املذكورة وأجهزة املخابرات‬

‫(الجبهة الشعبية) ضد املصالح اإلسرائيلية عبر‬

‫االسرائيلية التي تحاول أن تغطي ىلع فشلها‬

‫العالم‪.‬‬

‫بالتضخيم أواإلبراز ألعمال هامشية وكأنها‬

‫إال أن الجاسوس (أمين عباس الحاج)‬

‫بطولية أسطورية ‪ ،‬حيث فند (اللواء) طارق أبو‬

‫‪36‬الذي كان قريبا من كميل شمعون قائد حزب‬

‫رجب عام ‪ 2010‬يف لقاء له هذه الرواية‪ 34‬وكذبها‬

‫األحرار (املسيحي) يف لبنان كان ممن تجسسوا‬

‫بوضوح وأشار العتقال األمن الفلسطيني لهذه‬

‫عليه باعترافه وحاول اغتياله يف الصالة‬

‫املرأة بعد أن نسجت عالقة مع بواب العمارة التي‬

‫الرياضية التي يتمرن فيها أبو حسن فكانت هذه‬

‫كان يقطنها (اللواء) عطا الله عطا الله أبو‬

‫واحدة من تلك املحاوالت الفاشلة‪.‬‬

‫الزعيم‪ ،‬وتم تسليمها لألمن اللبناني وعندما‬

‫العالقة مع حزب الكتائب‬

‫أفرجوا عنها اعتقلتها القوات الفلسطينية‬ ‫وتمت مبادلتها بعدد من األسرى يف سجون‬

‫اللبنانية‬

‫االحتالل الذين كان منهم أبو ىلع مهدي‬ ‫بسيسو ووليم نصار‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫‪37‬‬

‫‪ 27‬تشرين الثاني ‪ 2014‬تحت عنوان (أمين الحاج‬ ‫صديق الطفوله لعماد مغنية شارك في اغتيال ابو‬ ‫حسن سالمة وزهير محسن)‬

‫‪ 34‬كان طارق أبورجب حينها يتسسلم مسؤولية‬ ‫نائب مسؤول األمن المركزي‪ ،‬وهو الجهاز الذي‬ ‫ألقى القبض على الجاسوسة المدعية "شرفا" لم‬ ‫تنله أمينة المفتي‪.‬‬

‫‪ 37‬حول حزب الكتائب في الموسوعة الحرة لمن‬ ‫يرغب باالستزادة‬ ‫‪https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A‬‬ ‫‪D%D8%B2%D8%A8_%D8%A7%D9%8‬‬ ‫‪4%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A6‬‬ ‫‪%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D9%84‬‬

‫‪[ 35‬اللواء طارق أبو رجب‪ ،‬مقابلة شخصية‪،‬‬ ‫وأنيس النقاش‪ ،‬أسرار خلف األستار‪ ،‬ط‪1‬‬ ‫‪ ،2010‬ص‪.]106‬‬ ‫‪ 36‬لمراجعة مقال لفؤاد دعبول في األنوار اللبنانية‬ ‫تحت عنوان (وقائع خطف حاكم مصرف لبنان‬ ‫واغتيال أبو حسن سالمة ‪ )...‬في تاريخ‬ ‫‪ ، 2015/10/9‬ومراجعة مقال جريدة الشروق في‬ ‫‪17‬‬


‫هذا الشاب الجميل والوسيم ذو البنية‬

‫كان أبو حسن يفرق بين العداء السياسي‬

‫الجسدية القوية ‪ ،‬واملحب للحياة‪ ،‬العاشق‬

‫املرتبط باملواقف ‪ ،‬وبين ضرورة التحلي بالقيم‬

‫لفلسطين والذي يتمتع بانفتاح اجتماعي رغم‬

‫اإلنسانية يف أشد املواقف خصاما ‪ ،‬ويف ذلك‬

‫عمله األمني ما كان من املمكن أن يترك بابا يفيد‬

‫ويف إطار العالقة مع الكتائب واملسيحيين‬

‫الثورة والقضية الفلسطينية وال يفتحه‪ ،‬ومن هنا‬

‫اللبنانيين فترة الحرب يف السبعينيات‪ ،‬وروى‬

‫كانت عالقاته غير محصورة يف دائرة األصدقاء‬

‫الصحايف اللبناني نبيل خوري قصة تدل ىلع ما‬

‫وإنما طالت الخصوم مثل حزب الكتائب اللبنانية‬

‫كان يتميز به "أبو حسن" من معان إنسانية‬

‫الذي شكّل الخصم األكبر فترة الحرب األهلية‬

‫سامية فقال‪" :‬يف قمة التوتر بين بيروت الغربية‬

‫اللبنانية (بين القوى الوطنية ومعها الثورية‬

‫والشرقية‪ ،‬ألقي القبض ىلع سائق يقطع طريق‬

‫الفلسطينية وبين القوى االنعزالية وىلع رأسها‬

‫املتحف وبحوزته كمية كبيرة من املأكوالت‬

‫حزب الكتاب وحزب األحرار ‪.)...‬‬

‫وكمية أكبر من البطانيات‪ ،‬وجيء بالسائق إلى‬ ‫أبي حسن‪ ،‬ولدى سؤاله قال السائق‪ :‬إنه يحمل‬

‫من املمكن أن نُرجِع أسباب فتحه مثل‬

‫املأكوالت والبطانيات ألطفال ونساء الحي الذي‬

‫هذه العالقة لطبيعة شخصيته وموقعه ‪-‬كما‬

‫يقطنه‪ ،‬فالبرد والجوع يكادان يقضيان عليهم‪،‬‬

‫ذكرنا‪ -‬ولربما تعود ألن توفير املعلومات‬

‫وىلع الفور أمر أبو حسن باإلفراج عنه ومرافقته‬

‫يستعدي إما اختراق جبهة الخصم أو تجنيده أو‬

‫إلى سيارته حتى يمر من املتحف قائالً‪ :‬نحن ال‬

‫تبادل املعلومات واملنافع معه‪ ،‬ما تفعله‬

‫نقاتل األطفال والنساء وواجبنا اإلنساني يحتم‬

‫األجهزة األمنية حتى يف أشد حاالت العداء بين‬

‫علينا مساعدتهم"‬

‫السياسيين‪ ،‬وليس ببعيد عن ذلك شخصية الرمز‬

‫‪38‬‬

‫ياسر عرفات الذي لم يكن ليترك خيطا يفلت من‬

‫يف كتابه عن (قصة املوارنة يف الحرب)‬

‫بين يديه‪ ،‬السيما وأبو حسن كان من أقرب‬

‫عن سيرة جوزيف أبو خليل عضو املكتب‬

‫املقربين إليه‪.‬‬

‫السياسي لحزب الكتائب اللبنانية الصادر عام‬ ‫‪ 1990‬يقول أبوخليل عن أبو حسن أنه كان (من‬

‫من هنا نشأت العالقة مع حزب الكتائب‬

‫دعاة التفاهم مع القيادات املسيحية‪ ،‬وخاصة مع‬

‫وليس كما يظن بعض املحللين أنها ارتبطت‬ ‫بقصة زواجه الثانية بملكة جمال الكون (جورجينا‬ ‫رزق)‪.‬‬

‫من شؤون فلسطينية التابعة لمركز األبحاث التابع‬ ‫لمنظمة التحرير الفلسطينية‪.‬‬

‫‪%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%‬‬ ‫‪D9%8A%D8%A9‬‬ ‫‪38‬دراسة اغتيال القائد علي حسن سالمة "أبو‬ ‫حسن"‪ ،‬لمحمود الناطور ‪ -‬العددان ‪263-262‬‬ ‫‪18‬‬


‫حزب الكتائب ‪ ..‬ىلع عكس رأي كمال جنبالط)‬

‫‪39‬‬

‫جريمة اغتيال البطل‬

‫بل أن أبوحسن كان له دورا يف محاوالت رأب‬ ‫الصدع اللبناني ذاته حيث أنه إثر التدخل السوري‬

‫لقد مثل اغتيال أبو حسن سالمة قرار‬

‫يف لبنان الذي أسماه جنبالط (االحتالل‬

‫سياسيا اتخذ لعدة مرات يف إطار القيادة‬

‫العسكري) للبنان ضمن مؤامرة للتقسيم ‪ ،‬تم‬

‫الصهيونية منذ رئيسة الوزراء "غولدا مائير" الى‬

‫(لقاء كمال جنبالط زعيم الحركة الوطنية‬

‫عقبها "مناحيم بيعن" ‪ ،‬واعترف بذلك (أهارون‬

‫اللبنانية وأبوحسن سالمة عام ‪ 1976‬مع بشير‬

‫ياريف)‪ 41‬رئيس االستخبارات العسكرية ومستشار‬

‫الجميل نائب قائد الجبهة اللبنانية (من املعسكر‬

‫رئيس الوزراء للمهمات الخاصة حيث أدلى عام‬

‫اآلخر) سرا يف ‪ 2‬حزيران‪ ،‬وتوجهوا ملقابلة‬

‫‪ 1993‬بأنه قاد مسلسل االغتياالت للقيادات‬

‫الرئيس الياس سركيس‪ ،‬غير أنهم لم يتمكنوا من‬ ‫التوصل إلى اتفاقٍ مرضٍ مع أي من املسؤولين)‬

‫الفلسطينية ‪ ،‬كما اعترف (رايف ايتان) ضابط‬

‫‪40‬‬

‫املوساد الصهيوني والذي شغل منصب مستشار‬ ‫لشؤون اإلرهاب أنه من قاد عملية االغتيال‬

‫من املمكن القول أن زواجه من الوسط‬

‫السيما أنه تفقد املوقع يف بيروت قبل العملية‬

‫املسيحي عام ‪ 1976‬كان تتويجا لعالقاته‬

‫األخيرة موضحا أنه من وزع األدوار ‪ ،‬وال يتورع‬

‫املنفتحة واإلنسانية ‪ ،‬وإن هذه العالقة االيجابية‬

‫(اسحاق حويف) رئيس املخابرات‬

‫مع حزب الكتائب – يف ظل الخصومة والحرب ما‬

‫‪42‬‬

‫أيضا عن‬

‫اإلشارة لدوره يف اإلشراف ىلع االغتيال معلال‬

‫استغلته (إسرائيل) – أحد العوامل الهامة يف‬

‫ذلك (باالنتقام والردع) وجاء اعتراف األخير يف‬

‫إصرار املوساد ىلع تكرار محاوالت قتله‪.‬‬

‫شريط (فلم) معنون (شفاه مغلقة) الذي عرض‬ ‫يف القناة اإلسرائيلية عام ‪.432015‬‬

‫فى سنوات السبعينيات األولى من رئيسة الوزراء‬ ‫آنذاك "جولدا مائير"‪ ،‬التى أعطت أوامرها الجائرة‬ ‫بمالحقة واغتيال قادة فصائل المقاومة الفلسطينية‬ ‫أينما ُوجدوا‪ ،‬وحسب "ياريف"‪ ،‬فإن الشخصيات‬ ‫الفلسطينية المستهدفة كانت منتقاة بدقة‪ ،‬وأبيح‬ ‫لـ"الموساد" استعمال األساليب التى يراها مناسبة‬ ‫(اليوم السابع المصرية ‪.)2008/2/23‬‬

‫‪ 39‬جوزف أبو خليل‪ ،‬قصة الموارنة في الحرب‪:‬‬ ‫سيرة ذاتية ‪ ،‬لبنان‪ ،‬شركة المطبوعات للتوزيع‬ ‫والنشر‪ ،‬بتاريخ ‪ 1990‬ص ‪30‬‬ ‫‪40‬‬

‫يزيد صايغ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪559‬‬

‫‪41‬فى مقابلة مع رئيس جهاز "آمان" السابق اللواء‬ ‫"أهارون ياريف" أجرتها معه هيئة اإلذاعة‬ ‫البريطانية فى عام ‪ 1993‬جاء على لسانه أن كبار‬ ‫القادة السياسيين فى تل أبيب ابتعدوا عن االعتراف‬ ‫بالعديد من العمليات التى كان الـ"موساد" ينفذها فى‬ ‫أوروبا أو فى قارات أخرى فى العالم‪ ،‬وأكد‬ ‫"ياريف" فى المقابلة‪ ،‬أنه كان يتلقى أوامره مباشرة‬

‫‪ 42‬كان اسحق حوفي رئيسا لجهاز الموساد‬ ‫الصهيوني في الفترة ما بين ‪1982-1974‬م‬ ‫‪ 43‬وهذا رابط الشريط يعرض االعتراف على‬ ‫(يوتيوب)‬ ‫‪19‬‬


‫كتاب الجاسوس الطيب عن سيرة (بوب‬

‫السادات للكنيست اإلسرائيلي وما لحق ذلك من‬

‫إيمز) الذي سبق وأشرنا له يشير إلى (مايك‬

‫عزله عربيا عبر تشكل جبهة الصمود والتصدي ‪..‬‬

‫هراري) باعتباره رئيس وحدة االغتياالت‪.44‬‬

‫شكلت هذه األحداث زلزاال وانقالبا يف‬

‫يف األعوام ‪ 1979-1977‬كانت األجواء‬

‫املنطقة كلها ما عاد ىلع االسرائيليين بمناخ‬

‫القتناص‬

‫ايجابي أعطاهم مزيدا من األهمية والقدرة ىلع‬

‫االسرائيليين لفرص ال يمكن تقويتها الغتيال‬

‫املناورة والحركة ‪ ..‬والتي كان منها اغتيال أبو‬

‫السياسية‬

‫باعتقادي‬

‫موائمه‬

‫أسطورة الفهد التي أرعبت "املوساد"‬

‫‪45‬‬

‫حسن‪.‬‬

‫دون أي‬

‫حرج لهم مع األمريكان حاولوا كثيرا تجنبه‪ ،‬ففي‬

‫كنا قد أشرنا سابقا إلى أن االسرائيليين‬

‫هذه الفترة كانت أجواء السالم االسرائيلية‬

‫قرروا وخططوا الغتيال أبوحسن كثيرا ‪ ،‬ويشار‬

‫واسعة (وقعت اتفاقية كامب ديفد مع مصر‬ ‫وبرعاية امريكية يف ‪1978/9/17‬‬

‫لعشرة محاوالت فاشلة ما يعني أنهم عملوا ىلع‬

‫ثم وقعت‬

‫قتله بكافة الطرق سواء باإلذن من االمريكان أو‬

‫معاهدة السالم يف ‪ )1979/3/26‬مما أراح‬

‫بدونه ‪ ،‬وإن بدا أن رغبتهم بقتله وبموافقة‬

‫االسرائيليين من جبهة عسكرية عريضة جدا وركز‬

‫أمريكية كانت ملحة‪ ،‬حتى كان الصمت االمريكي‬

‫فعلها يف اتجاهات أخرى ‪ ،‬ويف ذات الفترة كان‬

‫إيذانا بعملية واسعة لم يعد بعدها أي شك‬

‫الدور االسرائيلي يتنامى السيما مع االنقالب الذي‬

‫بضرورة اقتناصها السيما والظرف السياسي‬

‫كان يحدث يف املنطقة مع مظاهرات الشعب‬

‫واألمني كان مهيئا بشكل كبير‪.‬‬

‫االيراني الحاشدة ضد الشاه والظلم والهيمنة‬

‫يف ‪ 1979/1/22‬تم تفجير السيارة‬

‫واالستبداد (خرج مليوني شخص يف شهر‬

‫املركونة ىلع جانب الشارع املجاور ملنزله يف‬

‫‪ 1978/12‬يف طهران مطالبين برحيل الشاه‬

‫بيروت‪ ،‬حيث كانت العيون تترصد خروجه ودخوله‬

‫وعودة الخميني)‬

‫الشارع وتراقب بيته ومكتبه لشهور طويلة خلت‪،‬‬

‫وجدير بالذكر أن االنقسام العربي الكبير‬

‫وحيث العميلة االسرائيلية التي كانت من أهم‬

‫كان قد وقع منذ العام ‪ 1977‬أي بعد ذهاب الرئيس‬

‫من ترصده لشهور تلك الفتاة التي مارست الرسم‬ ‫(واملراقبة) من ىلع الشرفة يف الشقة التي‬

‫=‪https://www.youtube.com/watch?v‬‬ ‫‪X9vPt78muAQ‬‬

‫ضد (احمد بوشيكي) في النرويج ظنا انه أبوحسن‬ ‫سالمة‪.‬‬

‫‪44‬كما يرد في سيرته على الموسوعة الحرة في‬ ‫الشابكة (=انترنت) "مايك هراري" هو من تولى‬ ‫عملية الرد االسرائيلى بعد عملية ميونخ ‪-9-5‬‬ ‫‪ ، 1972‬واقام في لبنان و نفذ عددا من االغتياالت‬ ‫داخل لبنان وخارجه‪...‬ومنها عملية الموساد الفاشلة‬

‫لمعلومات أكثر عن أجهزة المخابرات‬ ‫االسرائيلية مراجعة موقع عكا على الرابط‬ ‫‪http://akka.ps 45‬‬

‫‪20‬‬


‫استأجرتها بالبناية املقابلة وهي املدعوة‬ ‫(إريكا)‬

‫‪46‬‬

‫ورجل قدري ‪ ،‬بل ونجازف بالقول أنه كان يدنو من‬ ‫أجله بقرار منه‪.‬‬

‫التي ضغطت ىلع زر التفجير عن بعد‬

‫يف ظل وجود مجموعتين أخريين للتغطية يف‬

‫يكتب براء الخطيب‬

‫املنطقة‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫(جرت مراسم‬

‫تشييع جثمان الشهيد‪ ،‬وسرت فى الجنازة‬

‫يف تفاصيل العملية التي نجدها واضحة‬

‫املهيبة إلى جوار «زياد عبدالفتاح» والكاتب‬

‫يف أكثر من مصدر وحيث حاول االسرائيليون أن‬

‫السورى «حيدر حيدر» وكنت أتأبط ذراع «عاطف‬

‫يعطوها بُعدا اسطوريا للتغطية ىلع فشلهم‬

‫بسيسو»‪ ،‬كانت مقابر شهداء منظمة التحرير‬

‫ألكثر من مرة بحرب املخابرات وفشلهم يف‬

‫الفلسطينية‪ ،‬بالقرب من مخيم شاتيال لالجئين‬

‫التصدي ملنظمة "أيلول األسود" يذكر العديد من‬

‫فى بيروت الغربية‪ ،‬وحمل «الختيار‪/‬عرفات»‬

‫املحللين أسبابا عددت لنجاح عملية االغتيال‬

‫بنفسه وهو يبكى والدموع تنهمر ىلع وجنتيه‬

‫ألبي حسن‪ :‬مثل التساهل األمني من قبل أبو‬

‫ولحيته‪ ،‬كان هناك أكثر من خمسين ألف‬

‫حسن‪ ،‬أو االنكشاف اإلعالمي أو لسبب حركته‬

‫فلسطينى ولبنانى مشوا خلف نعش الشهيد‬

‫االجتماعية الدؤوبة أو لسبب رتابته (روتينه)‬

‫وقال عرفات‪" :‬إننا نوارى شهيدا التراب‪..‬إلى‬

‫اليومية ما سهل رصد ومراقبة حركته‪ ،‬ولكنها‬

‫اللقاء أيها البطل‪ ،‬نحن ال نبكيك اليوم فاستقر‬

‫يف حقيقة تحليلنا لألسباب لم تكن لتغيب عن‬

‫مكانك فى كبرياء سنكمل مسيرتنا إلى فلسطين‬

‫بال أبي حسن أو جهازه األمي السيما وأنه حُذر‬

‫مهما كانت التضحيات" وىلع مقربة من «عرفات»‬

‫أكثر من مرة‪ ،‬ويف إحداها قال لنائبه أبو الطيب‬

‫كانت تقف «أم حسين»‪ ،‬الزوجة األولى للشهيد‪،‬‬

‫أنه يرفض ألي قائد فلسطيني يتم تهديده أن‬

‫وكان «حسن»‪ ،‬االبن األكبر للشهيد‪ ،‬يرتدى‬

‫يخرج من لبنان أو يغير نمط حياته كليا (فنحن‬

‫مالبس الفدائيين خالل الجنازة‪ ،‬تتدلى الكوفية‬

‫مشروع شهادة) كما أعلنها مرارا وتكرارا بمعنى‬

‫فوق‬

‫مدفع‬

‫أن الدافع الحقيقي لشهادته هو أنه رجل مؤمن‬

‫الكالشينكوف‪ ،‬لقد ظل هذا اليوم فى ذاكرتى‬

‫كتفيه‬

‫ويمسك‬

‫فى‬

‫يده‬

‫مرتبطا بالشريط=الفيلم الذى رأيته فيه‪ ..‬حقا‬

‫هناك ما يثبت حقا أن إريكا كانت ضالعة في‬ ‫الجريمة التي دبرتها المخابرات اإلسرائيلية لقتل‬ ‫سالمة‪ .‬ولكن من المؤكد أنها ضلعت في عمليات‬ ‫أخرى‪ .‬وما هربها المفاجئ سوى دليل على ذلك‪".‬‬

‫‪ 46‬يقول الكاتب ربيع اسماعيل من بيروت في‬ ‫صحيفة الوسط البحرينية العدد ‪ 148‬في‬ ‫‪ 2003/2/1‬عن (إريكا) أنها‪ :‬رسامة لطيفة حسناء‬ ‫قدمت نفسها إلى سلطات مطار بيروت باسم "اريكا‬ ‫ماريا تشامبرز" وهي «رسامة بريطانية مقيمة‬ ‫عادة في ألمانيا الغربية» كما يقول جواز سفرها‪،‬‬ ‫و«مهتمة بالقضية الفلسطينية تريد أن ترسم بعض‬ ‫أجوائها في لوحات»‪ ،‬كما أضافت وهي مبتسمة‪.‬‬ ‫ويشير في مقاله للتالي‪" :‬حتى اليوم قد ال يكون‬

‫‪ 47‬براء الخطيب في مقال له في اليوم السابع‬ ‫‪ 12‬أكتوبر ‪ 2013‬تحت عنوان‪( :‬أبوحسن‬ ‫سالمة‪ ..‬جنازة األمير األحمر‪ ..‬بعد ظهر يوم‬ ‫لعين)‬ ‫‪21‬‬


‫لقد حدث هذا «بعد ظهر يوم لعين»‪ ..‬بل إنه كان‬

‫وتحولت قبرص إلى ساحة مطاردة ورصد بين‬

‫من ألعن األيام التى مرت ىلع فى حياتى)‪.‬‬

‫الثورة واملوساد وقام املوساد بالفعل من معرفة‬ ‫بعض رحالت املقاتلين وإلقاء القبض عليهم يف‬ ‫عرض البحر‪ ،‬وكانت قيادة العمليات للموساد ىلع‬

‫لم تكن عملية االغتيال لتمر بسهولة‬

‫ظهر يخت يرسو ىلع ميناء ليماسول‪ ،‬وكانت‬

‫وقوات حرس الرئاسة (قوات الـ‪ )17‬اعتادت أن ترد‬

‫غرفة العمليات مكونه من اربعة ضباط يف‬

‫الصاع صاعين فكيف باغتيال أبو حسن سالمة‬

‫املوساد باالضافة إلى "استر او سيلفيا" والتي‬

‫ذاته‪ ،‬نعم ‪ ،‬قد يفترض البعض أن ‪ 5‬سنوات فترة‬

‫كانت تعد من أكبر ضباط املوساد تعرفت‬

‫طويلة ليتم بعدها الرد ىلع اغتيال أبي حسن‬

‫املجموعة ىلع "سيلفيا"‪ ،‬وأوهموهم بصيد‬

‫ولكنها يف حرب العقول واالستخبارات يف تلك‬

‫ثمين ورغبتهم بالسفر إلى لبنان وما فتح شهية‬

‫الحرب الخفية تمثل براعة وجسارة وكفاءة حيث‬

‫املوساد ان املجموعة لقوات ال‪ 17‬كانت تضم‬

‫مثلت عملية "ليماسول" يف قبرص عام ‪ 1985‬ردا‬

‫املناضل كريستيان وهو بريطاني األصل وفدائي‬

‫مثيرا ثأرا ملقتل أبو حسن‪ ،‬فكان القضاء ىلع ‪5‬‬

‫يف الثورة‪.‬‬

‫من كوادر املوساد ومنهم ممن شارك يف مقتل‬

‫نجحت الخطة بان استدرجوا كامل غرفة‬

‫أبو حسن عمال أسطوريا بحق‪.48‬‬

‫العمليات للموساد لالجتماع ىلع ظهر اليخت‬ ‫وتمت عملية اقتحامه واحتجازهم كرهائن‬

‫الرد‬

‫ىلع‬

‫للمطالبة باطالق سراح أسرى وقامت الدنيا ولم‬

‫استشهاد‬

‫تقعد وتدخلت وساطات ومنها السفير املصري‬

‫أبوحسن بعملية صاعقة‬

‫يف قبرص وحذرت املجموعة من أي عملية غدر‪،‬‬ ‫وعندما‬

‫أحست‬

‫"كومندوس"‬

‫املجموعة‬

‫صهيونية‬

‫الى‬

‫بوصول‬

‫وحدة‬

‫قبرص‬

‫نفذت‬

‫املجموعة أوال عملية اإلعدام ل"استر" ووضعتها‬

‫يقول اللواء محمود الناطور (أبوالطيب)‬

‫ىلع مقدمة املركب يوم كامل وذلك انتقاما البي‬

‫نائب أبوحسن آنذاك (يف عام ‪ 1985‬تمكنت‬

‫حسن سالمة وقامت املجموعة بعد ذلك بتنفيذ‬

‫مجموعة من قوات ال ‪ 17‬يف قبرص وأثناء‬

‫حكم اإلعدام بباقي املجموعة الصهيونية‬

‫توجهها إلى لبنان عن طريق البحر‪ ،‬وكان هناك‬

‫وتسليم أنفسهم للحكومة القبرصية‪).‬‬

‫قرار من ابو عمار بعودة املقاتلين إلى لبنان بحرا‬

‫األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ 2014‬أو باختصار‬ ‫لموقع مركز األبحاث في منظمة التحرير‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬أو لمركز الناطور للدراسات أيضا‪.‬‬

‫‪ 48‬لمزيد من التفاصيل حول عملية االغتيال‬ ‫الرجوع لكتاب أبوالطيب (اللواء محمود الناطور)‬ ‫الهام‪( :‬حركة فتح بين المقاومة واالغتياالت)‬ ‫بجزئيه التي غطت السنوات (‪،)1965-1994‬‬ ‫‪22‬‬


‫الرسالة‬ ‫خسرنا بوفاة أبي حسن مناضال وبطال‬ ‫وفارسا ضمن موكب شهداء الثورة الفلسطينية‬ ‫الطويل‪ ،‬وخسر األمريكان (ىلع األقل من أصدقاء‬ ‫القضية) قناة صادقة محترمة‪ ،‬وكان الكاسب من‬ ‫كل ذلك هم االسرائيليين الذين أعادوا إحكام‬ ‫الطوق حول عنق اإلدارة االمريكية وتفردوا‬ ‫بالرواية والسياسة‪.‬‬ ‫إن الرسالة التي من املمكن أن نسمعها‬ ‫تروي يف ذكرى هذا الفهد‪ ،‬هذا املناضل الشرس‬ ‫هي تردادنا ألشعار معين بسيسو الذى يقول‪:‬‬ ‫أنا إن سقطت فخذ مكاني يا رفيقي يف الكفاح‬ ‫وانظر إلى شفتيّ أطبقتا ىلع هوج الرياح‬ ‫أنا لم أمت ‪ ،‬أنا لم أزل أدعوك من خلف الجراح‪.‬‬

‫بكر أبوبكر‬ ‫‪www.bakerabubaker.i nf o‬‬ ‫‪/https://www.facebook.com/baker.abubaker‬‬

‫‪23‬‬


24


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.