Album Institut du monde arabe (extrait)

Page 1


‫ــــم ُ‬ ‫َم ْ‬ ‫ـع‬ ‫ـج‬ ‫َ‬ ‫املــــتـحـف‬ ‫‪1‬‬ ‫بالد العرب‪،‬‬

‫مهد لتراث مشترك‬

‫‪2‬‬ ‫ّ‬ ‫املقدسات‬

‫األلوهية‬ ‫ورموز‬ ‫ّ‬

‫‪3‬‬ ‫املدن‬ ‫‪4‬‬ ‫التعبير‬

‫عن اجلمال‬

‫‪5‬‬ ‫ٌ‬ ‫وقت للعيش‬



‫ـــــــم ُ‬ ‫َم ْ‬ ‫ــع‬ ‫ـج‬ ‫َ‬ ‫املـــــــتـحـف‬


‫تم تجديد المتحف الدائم‬ ‫لمعهد العالم العربي بدعم من‪:‬‬ ‫دولة الكويت‬ ‫المملكة العربية السعودية‬ ‫مؤسسة جان لوك الغاردير‬ ‫تمت النسخة العربية من َم ْج َم ُع المتحف بدعم من‪:‬‬ ‫مؤسسة جان لوك الغاردير‬

‫‪4‬‬

‫معهد العالم العربي‬ ‫جاك النغ‬ ‫الرئيس‬ ‫مىن خزندار‬ ‫املديرة العامة‬


‫المستشارون العلميون‬

‫ماري فوايس‬

‫محمد املطاليس‬ ‫مدير النشاطات الثقافية‪ ،‬معهد العامل العربي‬

‫مديرة املشروع العلمي‬ ‫محافظة رئيسة للتراث‬ ‫بمساعدة نائلة حنّ ا‬

‫محمد حسين بن خيرة‬ ‫مدير الدراسات يف معهد الدراسات العليا يف العلوم االجتماعية‬

‫مدير املتحف‬

‫إيف بورتير‬ ‫أستاذ تاريخ الفن اإلسالمي‪ ،‬جامعة بروفانس الثانية‪ ،‬آكس أن بروفانس‬

‫إريك دلبون‬

‫جميلة شكور‬

‫مساعدة علمية‬ ‫مسؤولة املجموعات واملعارض‬

‫تنسيق سمعي‪-‬بصري‬ ‫يانيس كويكاس‬ ‫بمساعدة أورييل وونغ‬ ‫إدارة املشروع‬ ‫رينو غيتو‬ ‫تدبير املساحة‬ ‫جالل علمي اإلدرييس‬

‫اإلخراج املتحفي‪/‬سينوغرافيا‬ ‫روبيرتو أوستينييل‬ ‫ستوديو دي أرشيتاتورا‬ ‫بمساعدة أليس جفروا‬

‫صويف تاردي‬ ‫مفتشة أكاديمية‪ ،‬مفتشة تربوية يف تعليم اللغة العربية‬ ‫روالن جيل‬ ‫مسؤول عن املجموﻋﺎت و املعارض‬ ‫مىن خزندار‬ ‫املديرة العامة‪ ،‬معهد العامل العربي‬ ‫ميشال دوس‬ ‫عامل يف تاريخ الديانات‪،‬‬ ‫عضو يف معهد البحوث يف علوم الدين‪ ،‬جامعة السوربون‪ -‬باريس ‪ ،‬باريس الرابعة‬ ‫جوزيف دييش‬ ‫أستاذ ّاللسانيات وتعليم العربية‪ ،‬جامعة لوميير‪ -‬ليون الثانية‬ ‫كريستيان جوليان روبين‬ ‫متميز‪ ،‬املجلس الوطين للبحوث العلمية‪،‬‬ ‫مدير أبحاث ّ‬ ‫وحدة األبحاث املختلطة ‪ -٨١٦٧‬الشرق و البحر املتوسط‪ -‬العوامل السامية‬ ‫رافايل زيادة‬ ‫عاملة يف تاريخ الديانات‪ ،‬مسؤولة عن القسم البيزنطي يف متحف القصر الصغير‪ ،‬متحف الفنون‬ ‫اجلميلة يف باريس‬ ‫أ ّني فيرنيه نوري‬ ‫محافظة‪ ،‬قسم املخطوطات‪ ،‬املكتبة الوطنية الفرنسية‬ ‫هيلين لكودو حواد‬ ‫مديرة أبحاث يف املجلس الوطين للبحوث العلمية‬ ‫فريديريك الغرانج‬ ‫أستاذ محاضر يف قسم شهادة التأهيل لدرجة األستاذية‪ ،‬جامعة السوربون‪ -‬باريس‬ ‫بيير لومبار‬ ‫باحث يف املجلس الوطين للبحوث العلمية‬ ‫املدير املساعد لوحدة األبحاث املختلطة ‪( ٥١٣٣‬املجلس الوطين للبحوث العلمية وجامعة لوميير‪-‬‬ ‫ليون الثانية)‪ ،‬اختصايص بالبيئات واملجتمعات يف الشرق القديم‬

‫ساهم ً‬ ‫أيضا في المشروع‬ ‫عدنان الشافعي‬ ‫أمين املكتبة الرئيس‪ ،‬معهد العامل العربي‬ ‫عادل بو الغ ّ‬ ‫الط‬ ‫متدرب‪ -‬محافظ‪ ،‬املعهد الوطين للتراث‬

‫‪5‬‬


‫كلمة شكر‬ ‫ّ‬ ‫نعبر عن امتناننا للمؤسسات العامة والخاصة‪ ،‬المدنية والدينية‪ ،‬وألصحاب‬ ‫ً‬ ‫جميعا وبكل طيب خاطر أن يساهموا في إنجاز‬ ‫المجموعات‪ ،‬فقد قبلوا‬ ‫المشروع‪:‬‬ ‫األردن‬ ‫دائرة اآلثار العامة‪ ،‬األردن‬ ‫فارس احلمود‪ ،‬مدير‬ ‫روال قسوس‬ ‫عمان‪ ،‬املتحف األثري‬ ‫عيدة نغوي‪ ،‬مديرة‬ ‫جرش‪ ،‬املتحف‬ ‫مادبا‪ ،‬املتحف‬ ‫البحرين‬ ‫وزارة الثقافة‬ ‫الشيخة مي بنت محمد آل خليفة‬ ‫املتحف الوطين يف املنامة‬ ‫نادين بقسماتي فتوح‪ ،‬مصطفى إبراهيم سلمان‪ ،‬فؤاد نور‬ ‫المملكة العربية السعودية‬ ‫الهيئة العامة للسياحة واآلثار‬ ‫د‪ .‬عيل الغبان‪ ،‬نائب الرئيس‬ ‫الرياض‪ ،‬املتحف الوطين‬ ‫د‪ .‬عبد الله س‪ .‬آل سعود‬ ‫إيطاليا‬ ‫كومينيتا ابراييكا دي بادوفا‬ ‫املونسنيور دافيد رومانين جاكور‪ ،‬ر‪ .‬دانجييل‬ ‫تونس‬ ‫تونس العاصمة‬ ‫املعهد الوطين للتراث‬ ‫د‪ .‬عدنان لوحييش‪ ،‬مدير‬ ‫املتحف الوطين للفنون والتقاليد الشعبية‪ ،‬املتحف الوطين بباردو‪ ،‬متحف‬ ‫سيدي قاسم اجلزييل‬ ‫قرطاج‪ ،‬املتحف الوطين‬ ‫القيروان‪ ،‬متحف الفنون اإلسالمية‬ ‫سوريا‬ ‫املديرية العامة لآلثار واملتاحف‬ ‫د‪ .‬بسام جاموس‪ ،‬مدير‬ ‫حلب‪ ،‬املتحف‬ ‫دمشق‪ ،‬املتحف الوطين‬ ‫هبة السخل‪ ،‬مديرة‬ ‫أحمد طرقجي‪ ،‬مىن مؤذن‬ ‫الالذقية‪ ،‬املتحف‬ ‫تدمر‪ ،‬املتحف األثري‬ ‫د‪ .‬وليد خالد أسعد‬ ‫حلب‪ ،‬مطرانية الروم الكاثوليك‬ ‫دمشق‪ ،‬بطريركية الروم امللكيين الكاثوليك‬ ‫فرنسا‬ ‫اكس أن بروفانس‬ ‫املكتبة السمعية البصرية يف البيت املتوسطي لعلوم اإلنسان‪،‬‬ ‫معهد األبحاث والدراسات حول العامل العربي واإلسالمي‪،‬‬ ‫جيزلين أليوم‪ ،‬مديرة‪ ،‬حسان مخلص‬ ‫باريس‬ ‫اإلدارة العامة للتراث‪،‬‬ ‫وزارة الثقافة واإلعالم‬ ‫ماري كريستين البورديت‪ ،‬مديرة مسؤولة عن متاحف فرنسا‬ ‫بيير بورفويور‪ ،‬إتيان فيو‪ ،‬ميشال روشكوفسكي‬ ‫اإلدارة اإلقليمية للشؤون الثقافية إيل دو فرانس‬ ‫ميراي كالين‪ ،‬سيلفي مولر‬

‫‪6‬‬

‫املكتبة الوطنية الفرنسية‬ ‫برونو راسين‪ ،‬الرئيس‬ ‫بعثة النشر الثقايف‬ ‫تييري غرييه‬ ‫قسم النقود وامليداليات واآلثار‬ ‫ميشال أماندري‪ ،‬محافظ عام‪ ،‬مدير‬ ‫مارييل بيك‪ ،‬فرانسوا تييري‬ ‫قسم املخطوطات‬ ‫إيزابيل لو مان دو شيرمون‪ ،‬مديرة‬ ‫أن صويف ديلهاي‪ ،‬أ ّني فيرنيه نوري‪ ،‬لوران آريشيه‬ ‫دائرة املعارض اخلارجية‬ ‫فرانسواز سيموري‬ ‫باريس‪ ،‬فنون الديكور‪،‬‬ ‫متحف فنون الديكور‬ ‫بياتريس ساملون‪ ،‬مديرة‬ ‫متحف رصيف برانيل‬ ‫ستيفان مارتين‪ ،‬الرئيس‬ ‫قسم التراث واملجموعات‬ ‫إيف لو فور‪ ،‬مدير‪ ،‬ستيفاني إيالربي‬ ‫الوحدة التراثية لشمال إفريقيا والشرق األوسط‬ ‫هناء شدياق‬ ‫دائرة اإلعارة واإليداع‬ ‫لورانس دوبو‪ ،‬سارة الغروفول‪ ،‬فاليري آيين‬ ‫دائرة فنون الصورة‬ ‫سيلين مارتين راجيه‬ ‫املعهد الكاثوليكي يف باريس‬ ‫كريستوف النغلوا‪ ،‬غييوم بواييه‬ ‫متحف التوراة واألرض املقدسة‬ ‫األب يسوع أسورميندي رويز‪ ،‬فرانسواز بريكيل شاتونيه‬ ‫باريس‪ ،‬متحف اللوفر‬ ‫هنري لويريت‪ ،‬الرئيس‬ ‫قسم اآلثار اليونانية واألترورية والرومانية‬ ‫جان لوك مارتينيز‪ ،‬محافظ عام‪ ،‬مدير‬ ‫سيسيل جيروار‪ ،‬دانييل روجيه‪ ،‬جيوفانا ليو‪ ،‬أوريليان جودريه‬ ‫قسم اآلثار املصرية‬ ‫غييوميت آندرو‪ ،‬محافظة عامة‪ ،‬مديرة‬ ‫جنفييف بييرا‪ ،‬سيلفي غيشار‬ ‫القسم القبطي‬ ‫ماري هيلين روتشوفسكايا‪ ،‬دومينيك بينازيت‬ ‫قسم اآلثار الشرقية‬ ‫بياتريس أندريه سالفيين‪ ،‬محافظة عامة‪ ،‬مديرة‬ ‫فرانسواز دومانج‪ ،‬إليزابيث فونتان‪ ،‬نوربيل أوييس‪ ،‬محمود أاليس‬ ‫قسم فنون اإلسالم‬ ‫صويف ماكاريو‪ ،‬محافظة عامة‪ ،‬مديرة‬ ‫غويناييل فيلينغيه‪ ،‬مارين رودين‪ ،‬لكير ديلوري‬ ‫لبنان‬ ‫الرهبانية الباسيلية احللبية‬ ‫بيت إنطاكية‬ ‫األم أنييس مريم للصليب‪ ،‬كارمل دوالييب‬ ‫المجموعات الخاصة‬ ‫السيد خالد الغريب‬ ‫السيد والسيدة أنطايك‬ ‫السيد والسيدة بوفييه‬ ‫السيدة ماري كريستين دافيد‬ ‫السيد والسيدة سكاف‬ ‫السيد وليم غروس‬ ‫مجموعة عائلة دوبروف‪ ،‬سيراكوس (الواليات املتحدة األميريكية)‬ ‫مؤسسة فنون الفروسية‪ ،‬فادوز‬ ‫وأولئك الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم‬


‫جزيل شكرنا للذين ُ‬ ‫استشيروا في مرحلة بلورة المفهوم‪:‬‬

‫ ‬ ‫ﻣﺤﻤد أرﻛون‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫محمود العزب‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ساندرين أليكيس‬ ‫ ‬ ‫سويس أندوزيان‬ ‫ ‬ ‫لوران إيريشيه‬ ‫ ‬ ‫جويس بلو‬ ‫ ‬ ‫حميت بوزارسالن‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫بيير بونت‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫بابتيست بيوب‬ ‫ ‬ ‫هيدي توليه‬ ‫تاساديت تيتوح ياسين ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫أحمد جبار‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫راضية جزيري‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫هلكوت حاكم‬ ‫ ‬ ‫ياسمينا داهم‬ ‫ ‬ ‫جوسلين دخلية‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫جان شارل دوبول‬ ‫ ‬ ‫سيلفي دونوا‬ ‫ ‬‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫رشدي راشد‬ ‫ ‬ ‫توماس رومر‬ ‫ ‬ ‫فيرونيك رييفيل ‬ ‫ ‬ ‫جالكين شابي‬ ‫ ‬ ‫سامل شاكر‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫جيريمي شيتيكات‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫بدر الدين عروديك ‬ ‫ ‬ ‫تاتيانا فوغال‬ ‫ ‬ ‫فيليب كاردينال‬ ‫ ‬ ‫أ ّنا لوران‬ ‫ ‬ ‫غبرييل مارتينيز غروس‬ ‫ ‬ ‫فاروق مردم بك‬ ‫ ‬ ‫جويل مناسييه‬ ‫ ‬ ‫جان ميشال موتون‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫أ ّني مونتيين‬ ‫ ‬ ‫سابرينا ميرفين‬ ‫ ‬ ‫فرانك ميرميه‬ ‫ ‬ ‫أندريه ميكيل‬ ‫ ‬ ‫ميرنا مييرز‬

‫متميز‪ ،‬جامعة ‬ ‫دكتور جامعي برتبة أستاذ ّ‬ ‫السوربون‪ ،‬باريس الثالثة‬ ‫أستاذ محاضر‪ ،‬معهد اللغات واحلضارات الشرقية‪ ،‬‬ ‫باريس‬ ‫املعهد الكردي‪ ،‬باريس‬ ‫عاملة أنتروبولوجيا‬ ‫مدير متحف فن اليهودية وتاريخها‪ ،‬باريس‬ ‫املعهد الكردي‪ ،‬باريس‬ ‫مدير دراسات‪ ،‬عامل تاريخ وسياسة‪ ،‬معهد الدراسات ‬ ‫العليا يف العلوم االجتماعية‬ ‫متميز‪ ،‬املجلس الوطين للبحوث ‬ ‫مدير أبحاث ّ‬ ‫العلمية‬ ‫عامل أنتروبولوجيا ومخرج‬ ‫دكتور جامعي‪ ،‬جامعة باريس الثالثة‬ ‫مديرة دراسات‪ ،‬معهد الدراسات العليا يف العلوم ‬ ‫االجتماعية‬ ‫أستاذ تاريخ الرياضيات‪ ،‬جامعة ليل للعلوم ‬ ‫والتكنولوجيا‬ ‫مسؤولة عن النشاطات التربوية‪ ،‬معهد العامل ‬ ‫العربي‬ ‫دكتور جامعي‪ ،‬معهد اللغات واحلضارات الشرقية‬ ‫‪ISSMM‬‬ ‫مديرة دراسات‪ ،‬معهد الدراسات العليا يف العلوم ‬ ‫االجتماعية‬ ‫مدير أبحاث‪ ،‬املجلس الوطين للبحوث العلمية‬ ‫مديرة أبحاث‪ ،‬معهد األبحاث والدراسات حول‬ ‫العامل العربي واإلسالمي‪ ،‬املعهد الفرنيس لآلثار‬ ‫الشرقية‪ ،‬القاهرة‬ ‫دكتور جامعي‪ ،‬جامعة باريس السابعة جوسيو‬ ‫دكتور جامعي‪ ،‬كريس البيئات التوراتية‪ ،‬كوليج دو ‬ ‫فرانس‬ ‫مديرة‪ ،‬معهد ثقافات اإلسالم‪ ،‬باريس‬ ‫جامعة باريس السابعة جوسيو‬ ‫مدير أبحاث‪ ،‬معهد األبحاث والدراسات حول العامل ‬ ‫العربي واإلسالمي‪ ،‬آكس أن بروفانس‬ ‫باحث‪ ،‬املجلس الوطين للبحوث العلمية‪ ، ،‬وحدة ‬ ‫األبحاث املختلطة ‪ -٨١٦٧‬الشرق واملتوسط‪ -‬العوامل ‬ ‫السامية‬ ‫مدير عام مساعد‪ ،‬معهد العامل العربي‬ ‫محافظة يف متحف اإلنسان‬ ‫مدير القسم اإلعالمي‪ ،‬معهد العامل العربي‬ ‫محاضرة‪ ،‬معهد العامل العربي‬ ‫ِ‬ ‫دكتور جامعي‪ ،‬جامعة باريس عشرة نانتير‬ ‫مدير مجموعات‪ ،‬دار نشر أكت سود‬ ‫ّ‬ ‫معلمة‬ ‫مدير دراسات‪ ،‬معهد الدراسات العليا يف ‬ ‫العلوم االجتماعية‬ ‫مسؤولة عن مجموعات آسيا‪ ،‬متحف اإلنسان‬ ‫مديرة ‪ ،ISSMM‬باريس‬ ‫باحث‪ ،‬املعهد الفرنيس للشرق األوسط‬ ‫بروفسور فخري‪ ،‬كوليج دو فرانس‬ ‫مديرة‪ ،‬غاليري الفنون اآلسيوية‪ ،‬باريس‬

‫وليبلغ امتناننا ً‬ ‫َّ‬ ‫أيضا إلى اللواتي والذين دعموا المشروع‪:‬‬

‫كاترين أرتو‪ ،‬اجلمعية املعنية بالتماسك االجتماعي وبالتنمية عبرالثقافة؛‬ ‫جون إسكينازي؛ فرانسوا أنتونوفيتش؛ لورانس باغو‪ ،‬نارا تيف؛ ألبيرتو بوراليفي؛‬ ‫هنري بونامو‪ ،‬املنشد يف كنيس شارع كوبرنيك (االتحاد الليبرايل اليهودي‬ ‫يف فرنسا)‪ ،‬باريس؛ أنتونين بيس؛ إليزابيث تابوريه ديلهاي‪ ،‬محافظة عامة‪،‬‬ ‫املتحف الوطين للقرون الوسطى‪ ،‬حمامات لكوني؛ أريان توما؛ عزة جنيين؛‬ ‫بول دهان‪ ،‬مدير‪ ،‬مركزالثقافة اليهودية املغربية‪ ،‬بروكسيل؛ ألفريدو زورلو؛‬ ‫رفعت شيخ األرض؛ كريستين شيميزو‪ ،‬محافظة عامة للتراث‪ ،‬متحف يرنويش؛‬ ‫مارك غريشيمر‪ ،‬املعهد الفرنيس للشرق األوسط؛ أالن فليشير‪ ،‬مدير‪،‬‬ ‫لو فريسنوي‪ -‬استوديو الوطين للفنون املعاصرة؛ سيسيل فيباريل؛ فابيين مودو؛‬ ‫ألكسندرا نوباور‪ ،‬متحف األيقونات‪ ،‬فارنكفورت؛ فلوران هينتز‪.‬‬

‫في معهد العالم العربي‪:‬‬

‫ ‬ ‫سيسيل بلوين‬ ‫ ‬ ‫إيلودي بوفار‬ ‫ ‬ ‫آني سوريه‬ ‫ ‬ ‫آن فينسان‬ ‫ ‬ ‫مريم كتاني‬ ‫أورييل لكيمانت رويز ‬ ‫ ‬ ‫إيمان مصطفاي‬

‫موّثقة‪ ،‬خزانة الصور‬ ‫مسؤولة مجموعات ومعارض‬ ‫محاضرة‬ ‫ِ‬ ‫محاضرة‬ ‫ِ‬ ‫إعالم‪ ،‬صحافة وشراكات صحافية‬ ‫رئيسة قسم املعارض‬ ‫مسؤولة أنشطة ثقافية‬

‫‪7‬‬


‫مجمع المتحف‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المفصلة‬ ‫كتاب الدراسات والتوطئات‬

‫من منشورات معهد العامل العربي‬

‫ﻣﺤﻤد أرﻛون‬ ‫متميز يف جامعة السوربون‬ ‫دكتور جامعي برتبة أستاذ ّ‬

‫بإدارة‬ ‫ماري فوايس‬

‫األمّ أنييس مريم للصليب‬ ‫رئيسة دير مار يعقوب يف قارة‪،‬‬ ‫سوريا‪ ،‬رئيسة بيت إنطاكية‬

‫دكتورة يف التاريخ‬ ‫هيلين لكودو حواد‬ ‫مديرة أبحاث‪ ،‬املجلس الوطين للبحوث العلمية‬

‫فريق التنسيق واملتابعة يف معهد‬ ‫العامل العربي‬ ‫جميلة شكور‬ ‫إريك دلبون‬

‫محمد املطاليس‬ ‫مدير األنشطة الثقافية‪ ،‬معهد العامل العربي‬

‫بيير الرشيه‬ ‫دكتور جامعي‪ ،‬جامعة بروفانس وأستاذ باحث‪ ،‬معهد‬ ‫األبحاث والدراسات حول العامل العربي واإلسالمي‪ ،‬آكس‬ ‫أن بروفانس‬

‫تصوير املساحات والواجهات‬ ‫بيير أوليفيه ديشان‪ /‬وكالة ‪VU‬‬

‫بياتريس أندري سالفيين‬ ‫محافظة عامة‪ ،‬مديرة‪ ،‬قسم األثار الشرقية‪ ،‬متحف اللوفر‬

‫جان المبير‬ ‫عاِ مل يف املوسيقى اإلثنية وعامل يف األنتروبولوجيا‬

‫اخلرائط‬ ‫هيلين دافيد‬ ‫جان ميشال مانييه‬

‫فرانسواز بريكيل شاتونيه‬ ‫املديرة املساعدة لوحدة األبحاث املختلطة ‪ ٨١٦٧‬الشرق‬ ‫واملتوسط‪ ،‬مديرة قسم “العوامل السامية” يف املجلس‬ ‫الوطين للبحوث العلمية‬

‫بيير لومبار‬ ‫مسؤول عن الدراسات‪ ،‬املجلس الوطين للبحوث‬ ‫العلمية‪،‬‬ ‫املدير املساعد لوحدة األبحاث املختلطة ‪( ٥١٣٣‬املجلس‬ ‫الوطين للبحوث العلمية وجامعة لوميير‪ -‬ليون الثانية)‬

‫تم تنفيذ هذا املجمع تحت إشراف‬ ‫سوموغي للمنشورات الفنية‬ ‫اإلدارة التحريرية‬ ‫جميلة شكور‪ ،‬معهد العامل العربي‬ ‫بمساهمة من‪:‬‬ ‫السلطاني‬ ‫شيماء ّ‬ ‫فاطمة النجار‬ ‫اإلنتاج‬ ‫ميشال بروسيه‬ ‫بياتريس بورجوري‬ ‫ميالني لو غرو‬ ‫ترجمة النسخة العربية‬ ‫مدرسة الترجمة‬ ‫حرم جامعة القديس يوسف للعلوم‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬بيروت‬ ‫التصميم الغرافيكي (بالعربية)‬ ‫‪ ،c-album‬ماركو مايون‬ ‫بالتعاون مع‬ ‫منون فرديه‬ ‫جز___يل شكرنا للزميلة سلوى‬ ‫النعيمي ملالحظاتها القيمة عىل‬ ‫الترجمة‪.‬‬

‫محمد حسين بن خيرة‬ ‫مدير الدراسات يف املعهد التطبيقي للدراسات العليا‬ ‫إيف بورتير‬ ‫أستاذ تاريخ الفن اإلسالمي‪ ،‬جامعة بروفانس الثانية‪،‬‬ ‫آكس أن بروفانس‬ ‫روزير بويغ‬ ‫دكتورة جامعية‪ ،‬جامعة برشلونة‬ ‫دانييل جاكار‬ ‫مديرة دراسات‪ ،‬املعهد التطبيقي للدراسات العليا‬ ‫روالن جيل‬ ‫مسؤول عن املجموعات واملعارض‬ ‫إريك دلبون‬ ‫مدير املتحف‪ ،‬معهد العامل العربي‬ ‫ميشال دوس‬ ‫ِ‬ ‫عال يف تاريخ الديانات‬ ‫فرانسواز دومانج‬ ‫املحافظة الرئيسة‪ ،‬قسم اآلثار الشرقية‪ ،‬متحف اللوفر‬ ‫يف باريس‬ ‫كريستيان جوليان روبين‬ ‫متميز‪ ،‬املجلس الوطين للبحوث العلمية‬ ‫مدير أبحاث ّ‬ ‫ماري هيلين روتشوفسكايا‬ ‫محافظة عامة‪،‬‬ ‫مسؤولة عن القسم القبطي‪ ،‬متحف اللوفر‬ ‫رافايل زيادة‬ ‫ِ‬ ‫عالة يف تاريخ الديانات‪ ،‬مسؤولة عن القسم البيزنطي يف‬ ‫متحف القصر الصغير‪ ،‬متحف الفنون اجلميلة يف باريس‬ ‫ديين سافوا‬ ‫رئيس قسم عامل الفلك والفيزياء الفلكية‪ ،‬قصر‬ ‫االكتشاف‪ ،‬باريس‬ ‫هناء شدياق‬ ‫املسؤولة عن وحدة تراث شمال إفريقيا والشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬متحف رصيف برانيل‬

‫كندال نزان‬ ‫رئيس املعهد الكردي‪ ،‬باريس‬ ‫أالستير نورثويدج‬ ‫اإلسالميين‪ ،‬وحدة اإلعداد‬ ‫أستاذ الفن وعامل اآلثار‬ ‫ّ‬ ‫واألبحاث حول الفن وعامل اآلثار‪ ،‬جامعة باريس األوىل‪،‬‬ ‫البانتيون‪-‬السوربون‬ ‫كونستان هاميس‬ ‫مسؤول عن األبحاث‪ ،‬املجلس الوطين للبحوث العلمية‪،‬‬ ‫أستاذ يف معهد الدراسات العليا يف العلوم االجتماعية‬ ‫هنري هوغونار روش‬ ‫متميز‪ ،‬املجلس الوطين للبحوث‬ ‫مدير أبحاث برتبة ّ‬ ‫العلمية‬ ‫أفرام عيىس يوسف‬ ‫فيلسوف‪ ،‬كاتب‬

‫ّ‬ ‫الموقعة‪ُ ،‬كتبت توطئات المواضيع‬ ‫باستثناء التوطئات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫والكتاب هم‪:‬‬ ‫أحيانا‪،‬‬ ‫جماعيا‬ ‫املوضوع األول‬ ‫م‪ .‬أماندري‪ ،‬ف‪ .‬بريكيل شاتونيه‪ ،‬ف‪ .‬دومانج‪،‬‬ ‫ك‪ .‬ج‪ .‬روبين‪ ،‬ج‪ .‬شيتيكات‪ ،‬م‪ .‬فوايس‪ ،‬ھ‪ .‬لكودو حواد‪،‬‬ ‫ب‪ .‬لومبار‪ ،‬آ‪ .‬فيرنيه نوري‬ ‫املوضوع الثاني‬ ‫األم أنييس مريم للصليب‪ ،‬م‪ .‬بيك‪ ،‬إ‪ .‬دلبون‪ ،‬م‪ .‬دوس‪،‬‬ ‫ف‪ .‬دومانج‪ ،‬ر‪ .‬زيادة‪ ،‬ج‪ .‬شكور‪ ،‬م‪ .‬فوايس‪ ،‬ھ‪ .‬لكودو حواد‬ ‫املوضوع الثالث‬ ‫ف‪ .‬تييري‪ ،‬إ‪ .‬دلبون‪ ،‬ر‪ .‬زيادة‪ ،‬ج‪ .‬شكور‪ ،‬م‪ .‬فوايس‪،‬‬ ‫ح‪ .‬قطاط القرمازي ‪ ،‬ھ‪ .‬لكودو حواد‬

‫جميلة شكور‬ ‫املسؤولة عن املجموعات واملعارض يف معهد العامل‬ ‫العربي‬

‫املوضوع الرابع‬ ‫إ‪ .‬دلبون‪ ،‬ج‪ .‬شكور‪ ،‬م‪ .‬فوايس‪ ،‬ھ‪ .‬لكودو حواد‬

‫يوسف صديق‬ ‫عامل أنتروبولوجيا‪ ،‬فيلسوف‬

‫املوضوع اخلامس‬ ‫إ‪ .‬دلبون‪ ،‬ج‪ .‬شكور‪ ،‬م‪ .‬فوايس‪ ،‬ھ‪ .‬لكودو حواد‬

‫ماريا غوريا‬ ‫أستاذة محاضرة‪ ،‬جامعة باريس ‪٨‬‬ ‫ماري فوايس‬ ‫محافظة رئيسة للتراث‬ ‫جورج قرم‬ ‫دكتور جامعي يف جامعة القديس يوسف يف بيروت‬ ‫حياة قطاط القرمازي‬

‫‪8‬‬

‫نيغين ماتيو‬ ‫مسؤولة عن الدراسات التوثيقية‪ ،‬قسم اآلثار اليونانية‬ ‫واألترورية والرومانية‪ ،‬متحف اللوفر واملجلس الوطين‬ ‫للبحوث العلمية‬


‫ّ‬ ‫لمقدمة‬

‫‪1‬‬ ‫بالد العرب‪ ،‬مهد‬ ‫تراث مشترك‬

‫‪2‬‬

‫ّ‬ ‫املقدسات ورموز‬ ‫األلوهية‬

‫‪3‬‬

‫املدن‬

‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬

‫التعبير عن اجلمال‬ ‫ٌ‬ ‫وقت للعيش‬

‫جاك النغ‬ ‫مىن خزندار‬ ‫ماري فوايس‬ ‫إريك دلبون‬ ‫روبيرتو أوستينييل‬ ‫مقابلة مع جورج قرم‬

‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪25‬‬

‫ّ‬ ‫املقدمة‬ ‫متحف املعهد‪ ،‬الرهان‬ ‫متحف يوَﻟد من جديد‬ ‫مجموعات ّ‬ ‫تعددية‬ ‫سينوغرافيا‬ ‫ذاكرة منسية واألوجه املتعددة للتراث العربي‬

‫ميشال دوس‬ ‫كريستيان جوليان روبين‬ ‫فرانسواز دومانج‬ ‫فرانسواز بريكيل شاتونيه‬

‫‪43‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪60‬‬

‫هيلين لكودو حواد‬ ‫بيير لومبار‬ ‫هيلين لكودو حواد‬ ‫مقابلة مع بيير الرشيه‬

‫‪70‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪95‬‬

‫بعض السمات املنبثقة عن العروبة‬ ‫والدة الهوية العربية‬ ‫النقوش العربية اجلنوبية القديمة‬ ‫مدينة تدمر و مملكة األنباط يف الشرق األوسط‬ ‫الروماني‬ ‫األمازيغية يف شمال أفريقيا‬ ‫اللغة والكتابة‬ ‫ّ‬ ‫البحرين واخلليج يف العصور القديمة‬ ‫بدو الصحراء‬ ‫ّ‬ ‫“املعلقات”‬ ‫الشعر ما قبل اإلسالم‪،‬‬

‫هيلين لكودو حواد‬ ‫بياتريس أندريه سالفيين‬ ‫ميشال دوس‬ ‫نيغين ماتيو‬ ‫ميشال دوس‬ ‫ميشال دوس‬

‫‪110‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪131‬‬ ‫‪137‬‬

‫ماري هيلين روتشوفسكايا‬ ‫األمّ أنييس مريم للصليب‬ ‫مقابلة مع محمد أركون‬

‫‪150‬‬ ‫‪158‬‬ ‫‪173‬‬

‫األمازيغية‬ ‫نشأة الكون‬ ‫ّ‬ ‫نظريّ ات نشأة الكون يف بالد ما بين النهرين‬ ‫اإلله إيل العظيم‬ ‫الديانة الرومانية‪ّ :‬‬ ‫تعدد اآللهة املتخالط‬ ‫عربية‬ ‫الالت‪ ،‬إلهة ّ‬ ‫اجلامع بين الديانات املوحِّ دة الثالث‪ :‬اليهودية واملسيحية‬ ‫واإلسالم‬ ‫مسيحيو مصر‪ :‬األقباط‬ ‫ّ‬ ‫العربية‬ ‫موطن األيقونة‬ ‫ّ‬ ‫حول املعتقدات‬

‫محمد املطاليس‬ ‫روالن جيل‬ ‫ماريا غوريا‬

‫‪187‬‬ ‫‪198‬‬ ‫‪201‬‬

‫رافايل زيادة‬ ‫آالن ديرومو‬

‫‪209‬‬ ‫‪217‬‬

‫محمد حسين بن خيرة‬ ‫أالستير نورثويدج‬ ‫جورج قرم‬ ‫مقابلة مع يوسف صديق‬ ‫مقابلة مع كندال نزان‬ ‫مقابلة ﻤﻊ أفرام عيىس يوسف‬ ‫هنري هوغونار روش‬

‫‪221‬‬ ‫‪231‬‬ ‫‪233‬‬ ‫‪239‬‬ ‫‪243‬‬ ‫‪247‬‬ ‫‪251‬‬

‫هيلين لكودو حواد‬ ‫دانييل جاكار‬ ‫روزير بويغ‬ ‫ديين سافوا‬ ‫كونستان هاميس‬ ‫ماريا غوريا‬ ‫هيلين لكودو حواد‬ ‫روالن جيل‬ ‫حياة قطاط القرمازي‬

‫‪257‬‬ ‫‪262‬‬ ‫‪269‬‬ ‫‪272‬‬ ‫‪278‬‬ ‫‪282‬‬ ‫‪299‬‬ ‫‪310‬‬ ‫‪312‬‬

‫املدن‬ ‫قطعة سجادة صالة “صف” ذات ثالثة محاريب‬ ‫من سكان منطقة يهودا يف العصور القديمة إىل يهود‬ ‫السفارديم يف املغرب العربي‬ ‫مسيحيو الشرق األوسط‪ ،‬بعض التواريخ واملعامل‬ ‫ّ‬ ‫رصفية فسيفساء من كنيسة القديس يوحنا يف منطقة‬ ‫سمرا (األردن)‬ ‫وتشعباته‬ ‫اإلسالم ّ‬ ‫فسيفساء جدارية من املسجد األموي يف دمشق‬ ‫وتجلياته الثقافية‬ ‫الفكر العربي‬ ‫ّ‬ ‫الهيلينية والعروبة‬ ‫التقاليد الشفوية الكردية‬ ‫التراث السرياني‬ ‫نقل املعارف اليونانية يف املساحة الثقافية السريانية‬ ‫العربية‬ ‫مساهمة األمازيغ يف املعرفة اإلسالمية‬ ‫علم التنجيم وعلم الفلك‬ ‫قياس الوقت‬ ‫مزولة االرتفاع “ساق اجلندب”‬ ‫السحر يف العامل العربي‬ ‫كأس سحرية منقوشة باللغة املندائية‬ ‫املياه يف املجتمع األمازيغي‬ ‫سجادة مزيّ نة باألزهار مع رصيعة‬ ‫ّ‬ ‫الزينة النسائية التقليدية يف تونس‬

‫إيف بورتير‬ ‫هيلين لكودو حواد‬

‫‪333‬‬ ‫‪340‬‬

‫التعبير عن اجلمال‬ ‫األمازيغية‬ ‫اجلمالية‬ ‫ّ‬

‫هناء شدياق‬ ‫هيلين لكودو حواد‬ ‫محمد حسين بن خيرة‬ ‫جان المبير‬

‫‪365‬‬ ‫‪370‬‬ ‫‪373‬‬ ‫‪388‬‬

‫من اخلمار إىل احلجاب‬ ‫ّ‬ ‫اللون األزرق لدى الطوارق األمازيغ يف الصحراء‬ ‫اجلسم والغذاء وجذور الضيافة يف اإلسالم‬ ‫املوسيقى يف العامل العربي‬

‫‪396‬‬ ‫‪398‬‬

‫مجموع اخلرائط‬ ‫الئحة املراجع‬

‫‪9‬‬


­ ,1987 , ­ ­ .

­¡ ¢ £ ¤ ¥ ¦ , § ¨ ¡ © ¤ ª« ¬ ® ® § ¯ ¥ °

¤ ¤ .¤ ¡ ¬ ¨ ” © « ² ³ ,ª ´ ­ µ ¢ ¢ ¬ ¶ « ¤ ´ ® ,· ¡´£ ¸ ,“

. º ¡ ¤ ¡° ¬ ¡ ¯¨ ²£ ¤ ¡ ¶ ¥ ¯ © ¡« ª´ ¯ ¬ ¢ ½ ¾

/À Á » ¼£ .

 à ­ ½ , Ä£ Å Æ ¨ £ ªÇ ½ È £ – Ê « ½ ¯ Ë¡ ¸ ,

½ ¡ Á – ¥ ¡ ¡ ¢ À µ ¼£ ¯ Ì¡ Í ¡ ¥ , ¥ Ç £«¥ Å ¯ ¥ Πǵ ¡£ § ¡´

¢ . ½ ² Ã Ï ¨ , £ .“ £ Í £¨ ¦ ” : ­

¯ £½ ­

,­ Ñ Ò º ¯ , ¡ ¸ ª´ Ò º ¡ ¡« Ó ¬ ¡ ¸ £ ¬ § µ , ¢ ¡´

¬ . ¡ Ä£ , ³µ ¯ ¬ ¥ Ô ¡ ¤ £ , ¡ .

» Õ ª´ Ö ¸ º © ¡ ¨ §£ ¡ ¾ ½ ¥ Ñ ¼ µ © ¡ £Ç ¢ ¢ × Ø ¨ Ô ¡ ¸ ´ Ù , ¥ ¬ .¼ º ¡ ¯ ,Ô ´ Ñ ­¡ ¥ ¡ ¦ ´ ¡ » ¼ Ç Ú , £¨ ° ¬ ¤ Û . Ñ , £¨ ¡Ä£

¢ Û ¨ ,

Ç ¡ ¬ , ¸ .­È ¯ ¸ Ñ ¡ ª´

¡Ç :

Ù¡£ ª´ Ö ¯ ´ ¤ £ ® ¡¸  ¤ , ¯Å ¡ .¤ » Ó´ Ü ¨ ««°

Ç © Ý ¢ ¢ ¢ . ° ¥º Û Þ Ä£ , Å “ ¸ ” ª´ ´ Ó ­ ¡ £ ­µ . Ç ¡ £

,

10


¢ Þ ª´ à ¸ ,¤£ ¨» ­ ­ Ñ Ô× ­ ¥ ¤ ,ª´ ¥ ,¤ ¥ Æ ¡ ?¤£ ¯ ,© ¾ Ç ¤ ¾ ¢ .¦ ¼£ , £ Ã Í ¢ ࣠° © ¾ ª´ ¯ µ º ¥ ° ,“ £ ” ¼ “ ” £ ¨ ¼ ¢

¡ ¨ ¡ ,

² ¨ £ ³µ, Ç £ ¬

´

¼ µ ¸ ¡ ¬ Å Ô« ¸ ²£

Ü

. . ¢ ¼£ ­

² ³ Í ° ¡¥´ ­ ¨ ,² ³ ¼£ Ã ® £ , ¤ ¨

¢ ¡ ¥ « ¡ . ª ¨ , ½

Î Ç ¬ Ç ´ ª Ý Ù¡ © ¨ ª ¨ , , Ä ¸

Ý ,¤ Å ® ¯ ® Î Ñ ­¡ ¨ ?¤ ­¡

½Ú Ì ¡ ® ¤ ® Ë ­ ­ ¨ ³ ¢ ¢ ­ ú × ³µ ¯ , £ . ¬

° á

Ò , ´ Ô ´ Ô

¯ , Þ ¦ ´ ­ ­ , ¡ ¡£ Á ® ®

¢ â ¢ ¬ , ¾ ´ Ç ,¤ ¯¨ , . ­ ¶ ¥ Ç ¬ ã ¯ ´ Å

11

, , §½ ä å å


¸ Ü ¨ Ûº Â é ¬ ê ¡Å ë “ ” ¡ ¼ ¬ ®

Õ Õ :¤ ¡ ­ , è

ë ¬ ® å í ª´ å ¤ µ ì §¨ î

Äí º å

. å » ë à ƨ ä ë ® ¥ ï ¼ . ¡ ë Ë¡ ª´ , ¬ Ç £ , « , ë å ¯½ ¡ , £ ¤ ½ ¥ ¡ ¨ ¬ ,¤ ½ ë Ρ´ £ ðÍ¡ £¸å £ : à ¡ ,­¡ ¡ , £

/ Ñ ¸ Ñ

¡£ ¯ ªÇ , ¡£ ë £

Í¡ å , Ä« « ñ

ª Å Î ´ , ë ¥

å , Ñ ¡Ç ë ­ Ñ ¡£ º ¡ å Æ ë «

... ë ­È ¨µ , Ú £ ½ å Ò È ò æµ º ¬ , ¡ ¡ ,ªÇ å , ½ å ¢ , Ù ¬ ¥ ¥ ½ , ¡Ä£ ë Ë¡

£ è ¥ å ¬ . ¡£

¨³ §¸ ¡ óÇ , ¡£ ì ¢ ¢ Ç ¬ å £ ²£ ­ , ¤ ¡ ,“¤ ¡ ” ¬ ì Ë å × .©Â ¸ µ Ò ¥ ¨ , ¥ £ Ë å ç ² ³ , ¡ Á £ ­¡ ² µ ª å

æµ Ò¡

Ñ Ã º £  ì ò à î Ö ¨Ñ ½ ¤¾ æµ ¼´¾ ,Ê « ½ ¯ ¢ ­ . £ Ë å ¾ Á . ô õ ° ¤ ­» Þ ¨ Ç ¯ ¬ ¸ ¤ Ó´ ë Ô ¨ ¯ £´ £Å ¡ Þ ì ¥ å ë å ® £ Ö

,ö ¡ ® , £ Ë å Î

£ Ö ´

­¡ ¥ ¼ ­ ,Æ Ñ

, ¦ × ¸ ¬ , Ú æµ . çè

, , ,. . ­ ­ © / ( )

12


, £ ¡ ¸å Ø ¡ å © ë ² µ ë ¤ ¬ ® ­ ù .¤ ¡å Ï ¬ – « ¡Ç Æ Íµ ¾ Ó Í¡º°å Ô æµ ,­ £ þ«°å Ë¡¾¡å

­¡ ê ¥ Ã – ¡ ë ¾ å

¢ ¬ , Ú © é ¢ ¯ è :Ê ï ¤ Í Ë å ¶ ¤ è ¥

¯«¥ ì § è Ô ´

. ¡£

, è â ® “®¡¥ ¯ ” ¬ Æ ¡ Æ £ ¡º å © ÆêÁ , ÷ ¨ , ø  . ¡ ¥å

¢ § ¨

¢ µ , ¡ å

ù ¡ ¥Í è

¸å

¬ ê å

. ¡£ © ®

­ ¡ ¯ Ô× ­ ¨ Å Æ ¨ £ Á “ ” ¼ ® ¡ ¸ ¡£ ,¤ ¡Å £

ª Å ¡£ ¥´ ª£ ° . ¥ £

­ ú ½ ª´ å ë í å © Æ

¢ Ç , º ¥£ ° ¯ ¥ Πǵ ­ û ,ð § ¯ £ £ ® ­ . ¡ Á ë £ å ¤ ¬ à ¡ ­ Ç Ô × ë å ì° ¬ î °

Á Á ½ £ Ë Í

¬ ½ ¥ ´¨ , £ ¯ ¬

,­ å , å ,Ù :Ã ¾ ¡ .Û £ Æ , í £ ° : Í å

Ö ¡£ Ø í £ í¡ Ú

¢ Ø ö ¡ í

: Å ½ Á ´ ú Á Á¡ È , ¡ ¡ à ü ¸ , ¦ Þ « ¡ , ¡ å ¡´ å Í¡º° , ë ° ... « Õ ° ¡ ¸ å

¯£° ¡ ¡´ ¬ æµ

æµ Å å

¬ ¸ £ . Å Ë µ ½ ...ý § Ë¡ å

Õ ¬ Ê¡« ¡ ¸ ª£ °å §

Öù ¢ Õ Ñ Æ ½ Æ ¨ º , ¾ å

¬ ¬ ü § , £ å Ã

. ¡£ å

§

ú Á , Á ¡ – ­¡ ² µ æµ , ¡ ë ¾ ­ , £ – ¡ Á £ ¬ ê . «  £ ¾ ¯  ¸ µ £

æµ ­ µ Ü å ¯ ¯ å ® .­ µ æµ ¡« ¡« ¢ ª´ å

ס « ­ £ ,· ¡¨ ¢ Å Å ë , ¡ ë ¯ , å ë

, ¾ ú ¦ æµ ¤ ´ ë § Ò

×µ ½ £ è ¥¾µ æµ . ¥£ ° ¬ ° Õ ¥ ª´ å ë è

, ½ ¡ ¬ £

Ü « £ Ò ,­ , ¨ ¸Ç . º ¸ × °¥ î ª´ å Ö Í ã

© § ¬ ¬ ¡ ;ñ ¡

Â

µ ì §¨

¨ Ç ¯ ì ¤ å ä þ«°å ë , :­ £ ª å © ¡« ¬ Õ éÁ ì Ç å “ å ” ¥Á ¶ , å Å ´ -­ § î ú ¯ ¥ Πǵ ¤Ç ® ,­ £ þ«°å

¬ ë , ;­ å

¡ ¸ ¬ ,} ºå ´ Ç å . å ¥ ÷ ,¼º ¡ ­ ë ­ å

¢ ½ , , ´£ ««°å è

ü , å î “ ¡å ¡ ” . ¸å © ë ¯Ä£Ä å è Ç ¬ ¡ ë

13


¯ ¼ ¥ » ­ ¡£ ¬ ² ¼ × Æ Å ¸ º ² , §¸ ¤ Á Ù¡ ¯ ° ­ , ¼ Ç ,â £°

» © ¶ ¥ ...

¼ µ ,

Ç – ¸ ­ ¨ ´

, , ¡ ¥ « ´ , ¡Í

Ñ Ó £ ) ... ¡ ¬ Æ£Ç ¬ ­ º §

¬ ¸ § – ( £´ ¬ , ¡° ­ £

¬ : ½ ¤´ ¼£¸ ; ´ £ ª´ ¥ Ô

»

. [ Æ

¯ Ë¡¾¡ , À º ¡ Ü¡ £ ¥ ¨ £ ,­ Ô£ Ü

£ ® ¥ £ ¼£ ¡

ç Å ª ¡ ª ­È ¬ ¼ µ ¡ ; ¡  £ ªÄÁ £ , ¡ £¨ ­ « ¡ ¥ £¥ .Ó

¢ ­ , Ç º ,¯½ ¯ £ ÷ ­ ¨ Æ ¨ : Å Î ´ Ö ¬ §¸ ¤ Á Ù¡ Æ£Ç ¬ ­ ¼ ¡Ç Ú ­ ¥ ­ ¨ £´ , º :·

.­¡ ´ Ù

¬ Î

Å ¸ Ä£ £ £ ¦ ¡ . ´

¬

, Ê « ½ ¯ © ® Ä£ §¨ ¼ µ \ Ç[ ,® ¡Å . ¡ ¸ ¤ ¯ ý § , ¼£ ´ ¥¾Ñ ´£ :Ê¡« ¦ ¡« ¡«

¡º « ,Ô «° Û ¸£ ¢ ( Ç ) » £ ¡Ç ¢ Ý × Ø ­ £ ²£ ¯ ´ , ]¡ . ¯ ­

¯ ¥ °« ¥ Ç Ù¡

¼£ ,Ù

¾ ¡Ç ¸ ¡ ¥ ¡£ ¡ ¸ ¡Ç © ¡´ ¨ ° ,Ô ¼ Ç , ¡ Æ ¨ ³µ , ;

, £ µ Ç ¡ ¡ £ Ö ¡´ ¬ Æ ¨ , ¥ Ù £ Ø ¼£ §¨ – Ù ¬ – Æ ¬ Ù¡ Ø ¼£ §¸ ¤ Á à ­ ¡ ÷

ĸ © ¼ µ ¤ ¡ ¬

. ¢ ¢ ¬ ­ ¼£ £ , ´ Ë¡¾¡ Ç “Ù ” §¸ ¤ Á Ø ¦

© ® , £ ¼ .¯Ç ¡ ­ ­ ´

­ ¡ ¡´ ¬ ¬ £ ¡

 ² ³ ¼£ ¯  ¡

, ­ ¡ ­ ¨ . ¡ â Â ¡

,¤ ¡ Á - ¥´ ¡¾ ¼£ ´ , ¡ , , ¡ Ö , ¾ ½ :Ø ¯ ¼ µ ¡ ¯ , ¡Å

75 , ¥ ¡Å 75 1785 , £ ¨ , ­ ( ) , ­ ©

14


¢ ­È £ Å Í ¡ Ô ´ ® – ø ǵ ¾ Æ Í¡ Ù¡ Á , £ ¡ ¥ À Ò Ä . Å ½ ¡£ ¾

¢ ¬ £Å Ä ¡£° ® , ¡ ¢ ¡Í µ ¬ ¨ , ¶ ¥ Ä , ,

¡ ¡£° ¡ Ü ´ ,¯ ... ´ ¡

ø ,Ò

¥ Ö >Ç ­¡£ ´ ¥ ­ § , Ä£ ;­ -­ £ - ¡Á

® « ¯ , £ ¡ £ ¼ ¡Ç çº Ô ´ . ´ ,

× ¡£ ½ Â £ ª ¡ ¼

¢ ­È ¨ . Ä£ ǵ , , Í¡º° ¦ Ö © ¬ ® ´

,] ¡×¡ ® þ ,Ù £ £ ¡ Ü ¯ ­

¥ ç ¡ ¯½ ¨ ¬

. ´ ¸ ¯ ,­ § ¨ ¡Å ½ ® ,® Î

§ ª , ®

¢ ¡¥Á ¢ ¢ ¢ ¡Í

¤¥ , §

£ ¢ ¡ ¤  ,®¡ © ¡¸ ¤¥ ¼ µ ¼ ¡Å ¢ .¼ ¡ × ª ,¤ Ö¥Ç ¤ £ £ Ç > Ç ¡ ® Î

­ ¡Ä£ £ ¢ § ¤ Ä ¯ ,

.

¯ ´ ¨ , © ¬ « Ñ Î

§ , Ä Ô¸ , £ ¼ .® × “ ” Ä ¯¨ ¼£ ² . ¡ ¸ ¦ ­ ® – ª´ ¯½ § à ¼£ © ¢ ¬ ,Ô Ç £¨ ¯ Á ¼£ – ¯ Á çÍ £ º ÷ ¦ ¬ . -¦ * ® Ö ¡ ¸ º ¡ ­ Ñ ¡Å ¬ ½ ¤ ¥ Ë¡

¼£ ¡« ¦ , Ä Á ¨ ¬

¨ ³µ ,

ס Å ¬ ¢ ¬ ¡Å , ® þ¡ £ , §

... ¡½ 15

Ø ¯ ¡ ¼£ ¨ Í¡

¬ ÍÑ

¯ Ç ¡Å .Î Ç ¯ , Ñ ¯ Ã ¤ Â ®

¬ , £

.Ã °

® ¬ – µ ¡Å ® Ì Æ´ Ó ¢ ¬ Ô

÷ © ¡ ´ « «½ ¬ Ã ¾ ¡ –

ø ¸ Æ ¨

¬ Á .¤ Á Î Ç ££´ ¡ Ñ ” Ë¡

à ½ ¬

Ç £ :Ã ¯ “ £

® Ã ¡

¬ ­ £ Ä£ ­È

¦ ,“Ù ” ý ½ ? ¢ Ô ,­¡ ­ º .¤ ¤ Ä ¼£ > Ç Ù¡

  ,­¡ ¬ Ô ­ ¨ ¥ ¼ Ç « Ù × , µ Á ( ) ¯ ¾ © ¡ º . £Í à ´

. × Ã Å ® Ê ° ¡ ¬ ¡¥« Ø

¬ ¯ ¥ ¡£¨ £ ª Å ª´ ¾ ¼£ ç à ¡ ¡Ç Ç Æ ¨ ¡ , Â Ç ¯ , £

¡ ù ­¡ ¨ ù ¼£ , £ . ¡ ¼ Ç µ Á ¸ ¬ ¼£ ÆÖ Ç ,Ò ¡º ¯ ¡ ¼ Ç ,= ¥ , Å ° ¨ ¼£ £

¢ ¶ , ¡ £ ¼£ ¡ [ ¬ (Ù ) £ ¬ ¯ ¬ ¤ Á

Í .à Ò §¸

¬ ¡ ¯ Ã ­» ¡× ¶

¨ ´ , º £ ¡ ¢ µ Á Ô

¼ Ç â Ó Ç ( ¡ ¬

) Â Ã ­

.( - ¡ )

,¼ « ­ ´ À Aegyptos ) ¥ Ò Á ¨ ¬ . ¡ £ ® £ ,( ¡

¯ ¨¡ ³ ´ ­¡ ¬ « ¥ ¡ ¸ ¡ ­¡£ ,


¬ ¯ ¬ , Á © ¡«° £¨

£ µ ¼ µ ¡ ¯ ¥ .

¬ ,

Å ° º´ ¯ , ) ­¡ » Í » , Ü È °

. ¡¸ ® ¬ ,¼ Ù

²£ ” ¡ ¥ ¤ ª«

«

¥ £ ® Ã

.“ ¦ ¼£ º ¡ ¢ « Ú Ã , Ç Ñ ® ¸ ´ Ôº ¯ º´ £ , ¡£ ª´ – ú ½ , ¡ ¥ « , ½Ú

. È ¡

Ì ¡ , × ¡Ç « ´ Ö £ ¬ ,Æ Ñ © ¸ Ö ¬ ® ¾ ¡

² ç ´ Ü Á

Æ ¨ ¡ Ä © ¨ . ¡Í

Ñ Ã , ´ Í : £ . ´

® , Ú Ã ­Â ¡ Ò ¬ ¬ Ç Ò ½ ,“ ” · ¯ Á ­ Ö §

¬ Ç Ç ½ ¡Í

Ñ

¨ Æ¥« ¬ Ú Ã ¡£ . £ ¼£ ¥ Æ ¡¥ ¬ «° “.à ¸ ¾ ¤

Ô Ä ¡ © ­ ­¡¨ ´ ø Î £ “ ¥Í ” ¨

¢ § ¨ £ ] , Ç ¡ ¤ Ñ

¦ © ,Ã ¡ .( ¥ ¼ µ Â ¯ , ´ ¡

® Ñ , º Ò ¡ ¬ ,ª´ .¤ ½ Ç ´ Ô ¦ ½ ¨ Ì © ¸ ¬ ¢ ,­È ¯ ¸ Ñ ¡ ,

° ¦ ,Ô ¼ µ .Î

à º ,Ô £«£ ¯ ¥ ¡ ¡ ¸ ¦ ­ .øã ¨ ³¡ ­¡ ´  ¡« ª´ £ Å Ã ¸ ¨

£ Ç Ã ¾ ¡ £ ã § ¼£ Ì . ¡Ö ¬ ,“ ¡

¡ ” ­¡ Ë¡¾¡ ¬ , £ à ¯ ¤ Æ ®

, ­ ´ , Â ¯ · ,­¡ Ç ª ¡ , ¨ ª ¡ £ ¨ ª ¡ ´ , ¥ ç

Í Ó Ç ,­ Ñ ¡ ¡ ¼ ¸ µ ­¡ ¯Å ¥

... ¯ £´ ø ½ ´ Ã à Ö ù ¨ ¼ µ ¾ ¡ . ¡ ª´

Ä« ; ¯ ¥

ǵ ­ §× à ¡ Ú

® ¸´

« ? Æ ¨

¸ ø , ¡ ¥Á ¯ ¥ . ½

§ µ , Ñ ¸ · -Ó £ ¯¥º ,· ¡Ç þ

190 ¡ È £ È Ç¡ 190 ,“ ” , , , 71.1934.16.81 ¤ ¥¦ , © § ¨

16


¸ ¯ ¥ , § ¡ ¸ ´ . ®¡ ¥¨ ¡ ¨ Ç Ê¡« ” ¯ ¸ ­¡ , “  ú ” “

þ¡ . § Ü « ½ § ­¡ ,

Å Æ ¨ «° £¨ à µ Ü ­ ¨ : à Ë

¼ µ ­ Ç . ¡ * µ ¼£ ¡

¨ ³ Ã à º ²! ¤ Ç ­¡£ ¸ ²! ¶ ­ , Ý ¯ Å °

Ö ¡ £ ´ . ¥ » ¼£ £ Ü ,¤ ¸ ­ ¼ ¸ ¤£ ´ ,à ¸ £ ¡ ¬ ¯ ¥ Å “ ¸ ” ¬ :

. ­

¡ ´ ­ ­¡ ¯ ­ , ¥

.· ¡ ¼£ ­ ¼ µ , £ ý ¡ % º ¡ Ã ­ Æ Ç , £

¬ ¤ ££° ¼ Ö ¤ Ä ´ ç

¥ ½ Ï , ¡ Æ ÄÅ ¡ ¸ ,¶ ¥ Æ

­¡ £ »  > Ç , Ú ÆÄ ºÅ

¢ Í » £ ¡ ¡ ¸ ¼£ .­¡ » ¡Ç Õ ½ © ¸ ù Ç ¥´ º Æ Å È Ç¡ ,

­È 19 ¡ ,þ . Ä Â ½§ Æ ù Â Ö ¡ ,¶ ¡ £

· â ¨ . Ô ¨ ¯ ” ,(2005) “ £ ” ­¡ ¤ ¨

¯ Ç ¡ ¤ Ñ ¯ ¥ù ( ) ¢ , ¨ ² ³ ¯ ¥ ¤ Ü § , ¢ ¢ .“( §Ä à ¸ ,­È Ô ´ ,ª ¡« ¸ ­¡ ¬ ­¡ ´ ­ ¨ ³µ ¬ ­¡ £ , *

© ø Å . ¡£¸ Ô£ “À ” ­ ¡ Õ £ ´

¢ . Ç

« ¥¦ ¡

Ö © ½ ¬ ù Å £ ¡

£ ´ ¡ ø ,“ ” £ ¬ ¥

¯ , Ñ ­¡ ¥ ´ ¥ , ý ¡ «£° ¨ ,

¬ £ ¼ ¡ ®

. ¡ ¸£

]

¼ µ à ¼ µ ¡ © ½ . ¼£ ¦ ¼£ ¶ ¥ ® ¬ §¨

© Ç ,“® º ” ¸ ¤ ¤ ´ ® ¯ ´ ¤ ¸´ , ¸ ¼£ § Ç ,© Ò Á . ¥ ¥ © ­¡ ¬ ¸

,Ù Á ´ ¼ µ ¡Ö – ý ½ Á

Ù ¢ Å ¥ Í ¡ ¡Ç ¥ –

17


¼ ª Ã Ï ÓÂ ,Ä ÈÅ ¹ , ¬ º ± Â Ð ÔÈÅ ¬ µ ¬ º ª ¬ Õ

®§º ¬Ê ± ² .1987 /ª × Ä·Ø Ñ Ê µ Ò ¸Â ¥ ±  © § Å ¾ - µ Å ,Ò ¦ µ ,© À È È µ º Ä·Ø – ® § ¥¬ ª È Ï ® ± Â Ú ¼ .µ ½ µ « ¬ ¬ ÏÅ , Ó Û .© ¥ ®³ º © ¬ ¦ µ ±

º © Ê Ü º º ,²¦

­ ­ µ ÑØ ² ³ . » ª

³ Ò ½ Æ Ý ­ , ¬ µ ÑØ ,© Û È « ;ª · ¿ µ §  ¥Åº º ´ ª ¥¸ , ­ ¯ , ±  ­ º . Û ­ º ±  ¯ Û ±  ª © ¬ µ ß Ò §¿ © º ¯ Áº ª ª ¿ .¥ ¼ ” á ¯ß º ,1995 ª Ò ã « Ä ¶ » ± Â Ý È “

,© Ñ Ä·Ø ¬ ­ æ å ¯ Ú ½ , ¦ µ ¶·¸ º ± ,©Ð ´ ¥ – µ ç ÈØæ º – ¬ Ê ° º ¬ è ¬ ³ , § ² Ó , ¬ ª ¥ ¬ , ¬ ² ¦ . ¬Ê . ¬ ¦ ,2008 ª , Ð ÈÚ ±  ° ¬ , ª à Â

Æ ÈÚ ê È ¬çº .ª ± © À È ,ª ¥ ± Ñ ¾ ¬ µ º , ÈÅ

®³ ë Ý º ­ ® ³ . Ê Ï­ Ï ¾ , ì µº

£ ¦ ,­¡ ² µ ª´ å

© ,ª « © ª , ¬ , ¬ ® ¯ ° ­ ± « © ,ª ¥ µ ¶·¸ ¹ ­ ² ³´ ¼ º » ¼ ³ , ·½ ¾ ½ · ¿ À © ¼ º ,© ª § º ª ª · ¿ » ± Á ¸Â à ± ¼ ¥¸ , ¬ ±   » ª¬ ,ª ¥ ª ª Ä Å , µ Æ ½ ¹ ÉÊ © ² ³ Ç « ÈÅ ± . ª · ª µ Ê ³ ¥ .1982 È µ ª ª Á ¸¿ Ï ³ µ Ê ² , ²É º¼ ¦ Ð ± ª º ®³ ѳ ª · ¿ Å , ­ µ ¿ ³ , ª Ò ¦ ® ¥ Ó ³ . ¦ «

18


Ê Ó ± ² ¬ ³ Ð ­ È ,µ ³ ª µ « ª ­ Ï ­ » ¦º ,è ³ ­ ¹ » ª ¬ Ç Á ­ .ª ¥ ª ¬ ¦ » ¦Â Ä·Ø ° Ê ÈÅ ª © Å ­ ¹ . ±  ­ ñÚ Å ´ ­ © ­ ­ ¦ ¥ – Ä « í ¶ ± ­ – ½ µ Ô èÑÚ Ü §Ñ ½ ¬ Ê ¦º Ò « µ ¬ º ª ¼ . º È ­ æ ¹ غ “ ­ ” ã ¾ ò Ä· ± Å Å Û ¦ ª ® ¥ãØ ª ¬ , ¬ § ½ ² ª ¸î ¥­¦ µ Ê ¹ ³ ¥ . Ð ± Ä ¶ « ¼ ®ã ;» ­ Ä « ÒÑ ÈÅ ó  º ± ¹ ¦ ¬ Ý º ,è ­ ® ¸ § Ô Ñ » ³ ª ½ ± ¬ ± ¬ ¥¬ß­ º ­ ÔÈÅ . ¦ ¸ ¹ .ª º Ï º ± ª µ ® ³ ± Â è ¬ ¬ ³ ¥ ± ° ½ ­ ÄÈ º , Ó ,© Æ , ´ ¹ ¬ º ª · Ñ ª³ ô ôµ ­ æ Ô Â . Õ

®§º º î , ¬ ª í è ¹ ±  ¸î ¥ , µ¾ , .© Ê ± õ ª³ Ó , Ý ¼ ª ö ª § ¬  ¹ ­ Ø Ò ã ªÅ .© ¦ ± ê ¼ È ® ¬ ¦ ª Ò î ­ ®ã íÚ , ÈÅ “® ³ ” ° ª ª ÏÁ ,µ » ± Ô È ¹ .÷ ª Ý ß­ Ñ Ñ ®§º Ð ®

19

¹ ¾ , º ¹ ³ ã º ¬ º ° ¦Â ª Å ¶ « ,í ª ,í ° Ê º .ª ¥ “ ­ ” Ý ¹ © Æ 2011 ª ¬³ . ­ ²¬§ ¼ ª ­¦« æ­ ± , ¦ ¸î ¥­¦) ª ª ¬  µ ½ ¥­¦ , « ¸î ¥­¦ ¶ ) ª ( ¸î ³ ª ,(í « Â Ä ´ ¥­¦ , ¸î µ ¥­¦) ­ ÝÐ Å À µ ½ (µ ½Ú µ ­ æ ©­ Ä ± « ï § . ¸ ³ , ³ ®× ­ ª ï غ , ­ ¿ ª½ ² ª ­ » « ª ª³ ¸ ³ ¬ . ª ¥ ª ³ Ä ² ³ ² ¦ . º « Ò ,° À ªã È º ,± « , ­ ¹ ° µ ±  ¸º .µ Ø » ª ª ¬ ± ¹ ¹ ¦Ó· Ï ¯ Ú ½¦ ã º ­ µ ¦· ² . ½ Ý ªã , Ó ± · ² ½ – µ – ®× Ê Ä ª . µ Â Ü Ø ñ ð µ Ò §Â , ¬ µ º ­ ¯ µ Ò Ò §Â ¬ ì Ñ . µ º Á µ ­ æ

ª “ ½ º ² ” Å ¦ , ¬ ª µ « À ÝÐ ­ ª ¹ ± Ä ,²¦ Ó ª , ½ ¥ © º , ­ « Ð ³ ñ ÈÅ » ¦ . ¬  ± ² ª ½ º ­ ­ ¼ ³ º ¦ È ¶·¸ , Å ¦ ½¦ ±  ʿ , »


­ , , . .

¡ ¢ ¡ £ ¤ ¥” . , § ¨ © ª« ¬ ¯°ª , ¥ § ® ± ­ ® ,°² ® ² .¢® ³ ¢ ¬ 20


ñ ¡ ­ ¡ . ­ © ± ñ µ ½ ® ´ µ , ø Á ­ ° » µ : ¡ · ±­ ;· ¹ ... ¢ » ¥ · ¼ “. 21


22

22


‫تمهيد‬ ‫يشريمصطلح “العامل العربي” إىل مجموعة من األرايض الشاسعة‬ ‫اتسمت ّ‬ ‫بشدة تنوع احلضارات اليت تعاقبت عليها‪ .‬وتعترباثنتان‬ ‫وعرشون دولة نفسهـا اليوم عربية‪ ،‬وتتشارك بعدد من‬ ‫السمات الثقافية‪ .‬لقد تكونت شيئا فشيئا أوىل عنارصالثقافة‬ ‫ّ‬ ‫العربية يف شبه اجلزيرة العربية اعتبا ًرا من األلفية األوىل‬ ‫قبل امليالد وحىت بزوغ هوية عربية يف القرن الثالث قامت‬ ‫ً‬ ‫أساسا عىل عامل اللغة‪ .‬بعد ظهور اإلسالم يف القرن السابع‬ ‫وانتشاره يف ما وراء شبه اجلزيرة العربية‪ ،‬جرى اعمتاد اللغة‬ ‫والـكتابة العربيتني بدرجات مختلفـة تعكـس تنوع أهل‬ ‫املناطق واألقاليم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مل يكن استخدام اللغة العربية مر ً‬ ‫دوما لتعريب‬ ‫ادفا‬ ‫السكان‪ ،‬ففي هذه األرايض الشاسعة‪ ،‬كانت تستخدم أيضا لغات‬ ‫أصلية مثل اآلرامية واألمازيغية (الرببرية) والكردية‪ ،‬تنقل‬ ‫ً‬ ‫وقميا وتصورات وخياالت راسخة يف أزمنة‬ ‫مقوالت فكرية‬ ‫مؤسسة متنوعة‪ .‬وأخ ً‬ ‫ريا‪ ،‬كانت متارس‬ ‫وفضاءات وأحداث ِّ‬ ‫ديانات مختلفة ظهرت قبل اإلسالم‪ ،‬كاليهودية واملسيحية عىل‬ ‫إذا ٌ‬ ‫وجه اخلصوص‪“.‬العروبة” هي ً‬ ‫هوية حديثة ّ‬ ‫مركبة ومتعددة‬ ‫األوجه؛ متزي لك وجه منها باخللفية االجمتاعية والثقافية‬ ‫املعنية‪.‬‬ ‫والتارخيية والسياسية اخلاصة باملناطق‬ ‫ّ‬

‫تمهيد‬

‫‪23‬‬


­ ,Ò ,®¡ Ã í

³´ .Ü ©

24


ý ¡

Æ ­¦ · Ç Â ­ ª È

2009 Ç / Óü 17 ,ª ÿ ¬ – ~ ³ ø ª « ¬ ® © ¦ ¯ ° ° ± ² ª ¬® ³ ´ © º .· ¸ ©¹ · · º »°

¼ ½ ¾¿ À « ­ ? ¾¿ ¡ ­» ý³ ë 0 à ³µ , ¡ ¡ ¥ ë è 1 ¬ ¢ 1 4 ª » » ,Ô ´ 2 3 3 ì ¡ » , ¬ ¬ ¬ ¨ Ç ¡ î 0 ! º £ ò 5 ¼ ¥ ì £Ä ¬ §

.ø5 6 Î Ç 1´å

¢ ¢ ¡

¬ ³µ . ¡ ¡ 7 ¤ ¡£ ¨ ¡ ¥å ì , ¨ ´ ¬ ¬ ,

­µ ³µ , è ë Æ¥£ é ¡ × µ . è 1¸ ë 8 ¬ ¢ · ¥ ,2 º 9 ,

¨ 5 ¯ ø ½ Ù¡ ¡º£ ½ Ù

¬ ) ,( Ä ì > A Ò

ë ¡ ¡ § ¡ ¸ ,2 ¡Á 8 ¦¡Ç Æ Í¡ î Ú Ù¡ ­ ­ ,

ë Î B Ë¡ ¬ ­ C ª´ å ì ÔD . º ¡ å ¤ 2 . ¤  E ® ð à ­ ¿ ¥ ¥¿  ª · .Ä ­ ¯ · Å £ ¡ , Ñ ¯ Ù ¡ 5 æ :2 ½ ² ³ ç A E ¬ ¤£ ¥ ¢ 2è ² ³ F ­ ¨ ® Ë¡ ¬ Â

µ 5 , 4 å 2½ å £ ¬ , §í ¤ Á ë “ ” à ¡ ,Ù¡ í ®

´« 2 8 ¢ 5 . ¥£ ° º «½ ¦ Ó Ç ,( G » £ ) £ °å

¬ ë è Ù¡ Ã ë ø5 ¯ î Ë¡ ¬ Â

µ çº î Ä£ Æ ¨ .(2 ¡ · ¥ 2 £ ) Hè ø ½

¢ §í ¤ Á Á ¯ ë º å Ú Ä£ ¢ ¥ £ å æµ ¡Å ¡ 2 ¦¡Ç 2 å º å ¯ ¨ § . ¡£ , ¡ ë ø õ ë ´ § Ä ;

磺 Æ ¨ ¯ A ­ ¡ 2 ¦¡Ç ë ø ! E ¡« ë £ ¢ G× , ¡ å

´« î!

Äí ! ½ , å ¬ ì £ ® Å ! ,Ò

ë ¡ Ù Ç àJ Å ï ! ¨ , å

25

: ° ¥

: ý ¡


‫امتداد سواحل شبه اجلزيرة العربية‪ ،‬إذ برزت لدى العرب مجمتعات حبرية وليس صحراوية‬ ‫فحسب‪ .‬وجيب استحضار عرب اجلبال ً‬ ‫أيضا‪ ،‬هؤالء الذين تتجاهلهم كتب تدريس التاريخ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫التنوع‬ ‫عموما املجمتعات الريفية يف السهول واجلبال‪ُ .‬ي‬ ‫متاما كما ُتتجاهل‬ ‫ستحس إظهار هذا ّ‬ ‫َ‬ ‫يف البيئات اجلغرافية‪ ،‬إذ جيب التخلص من املعادلة اليت ال ّ‬ ‫تتكرر‪ :‬عرب = بداوة =‬ ‫تنفك‬ ‫ّ‬ ‫حياة قبلية‪.‬‬

‫ ‬

‫قيل إن ّ‬ ‫قيم العرب البدو هي في الدرجة األولى الشجاعة والشرف والضيافة‪ ،...‬وهي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫قيم يتم تناقلها ثقافيا حتى عصرنا هذا‪.‬‬

‫ ‬

‫برأيي مل تكن ً‬ ‫القيم‪ ،‬إمنا قواعد سلوك اجمتاعية فرضتها البيئة القاحلة والصحراوية‬ ‫قميا مبعىن ّ‬ ‫والقاسية ً‬ ‫جدا اليت عاش فيها عرب وسط اجلزيرة وشمالها‪ .‬ومن املهم أن ُيظهر املعرض‬ ‫أنه‪ ،‬باستثناء شبه اجلزيرة العربية حيث ميكن الكالم عن عروبة “إثنية” حقيقية‪ ،‬عاشت‬ ‫يف سائر مناطق العامل العربي الواسع مجمتعات استعربت من خالل اعمتادها اللغة العربية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‪ ،‬ويف جزء من املغرب العربي‪.‬‬ ‫يف املرشق لكه‬ ‫ً‬ ‫التنوع الديين بقي قامئا بإسمترار من خالل وجود‬ ‫وهي مجمتعات ينىس املرء فيها أن‬ ‫ّ‬ ‫مجموعات كبرية مسيحية ويهودية‪ ،‬وأن الدين اإلسالمي نفسه ينقسم إىل مدارس فقهية‬ ‫ً‬ ‫أحيانا – وميكن أن يعترب ُ‬ ‫مختلفة وفرق‪ ،‬متنافسة‬ ‫بعضها أن البعض اآلخر صاحب بدعة‬ ‫ّ‬ ‫الدينيتني للتيار السائد السن ويشمل‪،‬‬ ‫أو هرتقة وأنه بالتايل خارج عن املمارسة والعقيدة‬ ‫َ‬ ‫هو ً‬ ‫منوعة من املواقف الفقهية السياسية‪.‬‬ ‫أيضا‪ ،‬مجموعة ّ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ّأود أن تشرح لي ما هو المجتمع ‪“:‬المستعرب”‪...‬‬ ‫“مستعربة” عىل الشعوب لكها يف حوض بالد‬ ‫العرب ُيطلقون مصطلح‬ ‫كان مؤرّخو الفتوحات‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ما بني النهرين وامتداداته حىت املتوسط‪ .‬فقد اعمتدت اللغة العربية وحىت أنها ابتكرت‬ ‫ً‬ ‫أسالفا يف شبه اجلزيرة العربية‪ ،‬إما من ساللة النيب نفسه و إما من كبار قبائل شبه‬ ‫لنفسها‬ ‫اجلزيرة العربية ما قبل اإلسالم بالنسبة إىل بعض املسيحيني والدروز‪ .‬مل يكن الفاحتون العرب‬ ‫بالعدد الكايف ليكتسحوا الشعوب املحلية اليت “استعربت”‪ ،‬أي ّ‬ ‫ً‬ ‫تدرجيا عن لغتها‬ ‫ختلت‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪،‬‬ ‫األصلية أو لغة النخب‪ ،‬مثل اليونانية أو الرسيانية أو الالتينية‪ ،‬واعتنقت اإلسالم‬ ‫مجاعيا أو جز ً‬ ‫ً‬ ‫ئيا يف غالب األحيان‪.‬‬

‫ ‬

‫على ضوء اللقاءات التي أجريتها‪ ،‬بدا لي أنه يتوجب على المتحف التركيز على‬ ‫اللغة العربية‪.‬‬

‫ ‬

‫هذا صحيح‪ ،‬جيب أن ُت َّصص لها مكانة واسعة‪ ،‬من دون أن ننىس أن بعض الشعوب األصيلة‬ ‫متنوعون‬ ‫حافظت عىل لغتها‪ .‬وهي حال الرببر يف شمال إفريقيا‪ ،‬ولكنهم هم أنفسهم ّ‬ ‫وينطقون بلغات محلية ختتلف بني منطقة وأخرى؛ تلك حال أكراد العراق أو سوريا‪ ،‬ولكن‬ ‫ً‬ ‫أيضا األشوريني أو الرتكمان‪ ،‬الذين عاشوا‪ ‬يف العراق أو بعدد أقل يف سوريا‪ .‬كما ال ميكن‬ ‫أن ننىس القرابة الكبرية ما بني اآلرامية القدمية (الرسيانية هي إحدى مشتقاتها األدبية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أيضا‪،‬‬ ‫مشرتكا‬ ‫تارخيا‬ ‫والبليغة) والعربية‪ .‬ولكن هناك‬ ‫وأشدد عىل هذه النقطة‪ ،‬حىت ولو‬

‫‪26‬‬


‫ ‬

‫ا ّتصف ببعض املزيات اخلاصة ٌّلك من املغرب العربي (“غرب” العامل العربي)‪ ،‬أي شمال‬ ‫إفريقيا‪ ،‬واملرشق (“رشق” العامل العربي)‪ ،‬أي شبه اجلزيرة العربية ومرص ومنطقة سوريا وبالد‬ ‫ما بني النهرين‪ .‬ويف عام ‪ ،١٩١٩‬خالل سقوط السلطنة العمثانية اليت كانت تسيطر عىل تلك‬ ‫البقعتني (باستثناء املغرب يف املغرب العربي والمين يف شبه اجلزيرة العربية) منذ القرن‬ ‫َ‬ ‫السادس عرش‪ ،‬فرض اإلنلكزي والفرنسيون بىن للدولة متنافرة يف ما بينها عىل أراض شاسعة‬ ‫كانت‪ ‬مساحة مفتوحة وبال حدود يف ذلك احلني‪.‬‬ ‫ثم ُبذلت املحاوالت لتقليد منوذج الدولة القومية عىل الطريقة األوروبية‪ ،‬فكان أثرها مدم ًرا‬ ‫عىل مجمتعات مل حتقق متاسكها من خالل التصنيع وزاد من تفتّ تها إنشاءُ تعددية يف أنظمة‬ ‫املتنوعة (ممالك يف بعض األقاليم السابقة يف السلطنة العمثانية‪،‬‬ ‫الدولة واألنظمة السياسية‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ومجهوريات يف أقاليم أخرى‪ ،‬ولكن أيضا حكومات وصاية أو إدارة مبارشة كما يف اجلزائر) حتت‬ ‫ً‬ ‫أيضا ما فرضاه من تأثريات ثقافية‬ ‫االستعمارين االنلكزيي والفرنيس‪ .‬وفرض هذان‬ ‫تسلط‬ ‫َ‬ ‫ولغوية متباينة‪.‬‬

‫ ‬

‫تهدف المتاحف في الدرجة األولى إلى إظهار غنى الثقافات من خالل جمال الفن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تاريخيا‬ ‫متحفا‬ ‫والشهادات المادية األثرية‪ .‬برأيي‪ ،‬ال يمكن أن يكون هذا المتحف‬ ‫ّ‬ ‫سنضيع الزائر في ّ‬ ‫شدة تعقيدات األحداث‬ ‫بمعنى التتابع الزمني للكلمة‪ ،‬إذ إننا بذلك‬ ‫التاريخية التي قد تحجب ّ‬ ‫كل بعد بشري‪ ،‬وال ّ‬ ‫تشكل الرسالة األساسية التي يتوجب‬ ‫علينا نقلها‪...‬‬

‫ ‬

‫ميكنكم ً‬ ‫إذا أن تشريوا إىل هذا التاريخ من خالل خرائط وألواح ُتظهر هجرة العرب إىل خارج‬ ‫شبه اجلزيرة‪ ،‬وقيام إمرباطوريات حولها‪ ،‬مثل اإلمرباطورية البزينطية والفارسية الساسانية‪،‬‬ ‫ومختلف الغزوات‪ ،‬غزوات املغول والصليبيني واألتراك‪ ،‬وأخ ً‬ ‫ريا الغزوات الغربية واألوروبية‪،‬‬ ‫ثم األمريكية يف الفرتة األخرية‪...‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫تنوع الثقافات الذي ّ‬ ‫مي هذه املنطقة من العامل‪ ،‬ثقافات تعايشت‬ ‫ويستحنس‬ ‫أيضا أن ُي َربز ّ‬ ‫ً‬ ‫فعليا يف ما بينها يف بعض العصور‪ ،‬كالثقافة اليونانية والثقافة الرسيانية أو املرصية الفرعونية‪،‬‬ ‫ولكن ً‬ ‫أيضا الثقافة الرومانية‪ ،‬إذ كانت بريوت مركز إحدى أكرب مدارس احلقوق البزينطية‪،‬‬ ‫والثقافة الفارسية اليت سيطرت مدة طويلة من الزمن عىل حوض بالد ما بني النهرين‪ .‬ومن‬ ‫بتطوره تأثريات الفرس واألتراك‪ .‬وسادت الثنائية اللغوية‪ ،‬اليت ّ‬ ‫متي النخب‬ ‫ثم إستوعب اإلسالم ّ‬ ‫ً‬ ‫أحيانا‪ ،‬يف مراحل عديدة من تاريخ خنب املجمتعات العربية‪ ،‬وها هي تعود اليوم مع اإلنلكزيية‬ ‫أو الفرنسية‪.‬‬

‫ ‬

‫ُ‬ ‫لنتكل ْم ً‬ ‫ّ‬ ‫إذا عن‬ ‫مجموعة خرائط تعتمد التسلسل الزمني‪.‬‬ ‫حتما سترافق مسارَ الزيارة‬ ‫التاريخ‪ :‬أتمنى لو تستطيع أن ترسم صورته في فجر القرن السابع‪.‬‬

‫ ‬

‫للمفارقة‪ ٬‬إن مركز النفوذ العربي انتقل من شبه اجلزيرة العربية مع ظهور اإلسالم مبا أن‬ ‫مركزين لهما‪ .‬كانت‬ ‫أول خالفتني‪ ،‬األموية والعباسية‪ ،‬اختذتا من دمشق وبغداد بالتتايل‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‪ ،‬تتلكمان اآلرامية‪ ،‬هذه ما كانت‬ ‫مسيحيتني بلكيتيهما‬ ‫بالد ما بني النهرين وسوريا‬ ‫َ‬ ‫عليه األحوال يف الرشق األوسط ذالك ًأن قلة من اليهود كانت تسعى إىل نرش ديانتهم‪ ‬وكانت‬ ‫خنبتهم قد ّ‬ ‫تهلنت أي إعمتدت الثقافة اليونانية‪.‬‬

‫ ‬

‫تمهيد‬

‫‪27‬‬


‫ ‬

‫ً‬ ‫ومع ذلك يبدو أن مذهب ّ‬ ‫طويال لدى العرب في شبه الجزيرة‪.‬‬ ‫تعدد اآللهة قد دام‬ ‫ّ‬ ‫بحسب الحديث الشريف‪ ،‬هدم النبي محمد أصنام اآللهة الالت والعزى ومناة في‬ ‫الكعبة‪ ،‬ما يشبه‪ ،‬إلى حد ما‪ ،‬ما فعله المسيح عندما طرد الباعة من الهيكل‪...‬‬

‫ ‬

‫ً‬ ‫أيضا يف سائر أرجاء‬ ‫كانت مكة يف تلك احلقبة مدينة عاملية‪ ،‬وكانت بنية السكان قبلية‬ ‫شبه اجلزيرة العربية‪ .‬وسطع تأثري العرب يف قلب األرايض السورية اليت كانت خاضعة‬ ‫لسيطرة اإلمرباطورية الرومانية‪ ،‬عرب مملكة األنباط ومدينة تدمر عاصمة مملكة امللكة‬ ‫زينوبيا الشهرية؛ ويف هذا السياق‪ ،‬ميكن الكالم عن حضارة عربية‪-‬آرامية‪ .‬يف المين‪ ،‬كان قسم‬ ‫من الفالحني قد اعتنق اليهودية‪ً ،‬‬ ‫متاما كما يف شمال إفريقيا‪ .‬وعىل أي حال‪ ،‬كان املناذرة‬ ‫والغساسنة مث ً‬ ‫ال قبائل عربية مسيحية كبرية حتالفت األوىل مع اإلمرباطورية الساسانية‬ ‫والثانية مع واإلمرباطورية البزينطية‪ .‬كما قامت يف رشق املتوسط‪ ،‬قبل االنتصار النهائي‬ ‫للتوحيد املسيحي واإلسالمي‪ ،‬وثنية حرضية متسامحة مجعت ما بني آلهة متباينة األصول‬ ‫مجمع معبدي كبري لآللهة‪ .‬هذه الوثنية هي اليت حاربها األنبياء اليهود الذين اعتربوا‬ ‫يف ّ‬ ‫ُ‬ ‫أنه ال ميكن أن يقام أي رابط بني يهوه‪ ،‬اإلله األوحد الذي ال إله سواه‪ ،‬وال ميكن أن يشاركه يف‬ ‫األلوهية أي إله آخر‪...‬‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫‪28‬‬

‫بالتحديد‪ ،‬ننوي أن نتناول هذه ّ‬ ‫التنوع الثقافي والمذهبي‪.‬‬ ‫جيب تفادي االلتباس بني العامل العربي واإلسالم‪ .‬فمذهب ّ‬ ‫تعدد اإللهة هو الوحيد الذي‬ ‫ً‬ ‫فعليا يف أيامنا هذه (كانت املسيحية قد استأصلته إىل حد كبري قبل مجيء اإلسالم‪،‬‬ ‫اختفى‬ ‫ً‬ ‫الديانتني التوحيديتني اليهودية واملسيحية اسمترتا بعد مجيء اإلسالم‬ ‫بالعنف أحيانا)‪ ،‬ولكن‬ ‫َ‬ ‫عرب الفتوحات العربية‪ .‬فأنشأ املسلمون رضيبة اجلزية أو يف إطار نظام الذمة‪ ،‬يف الواقع اتفاق‬ ‫محاية بني الدولة املسلمة والسكان املسيحيني أو اليهود الذين كانوا ُي َ‬ ‫عفون من “اخلدمة‬ ‫العسكرية”‪ .‬وميثل عهد جنران‪ ،‬بني النيب محمد ومسيحيي تلك املنطقة يف شبه اجلزيرة‬ ‫ً‬ ‫وتعمم‪،‬‬ ‫منوذجا عن تلك املعاهدات‪ .‬وقد‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫اسمتر هذا النوع من املعاهدات مع الزمن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ود ِّون يف نظام امللل يف عهد السلطنة العمثانية‪ .‬كان نظاما طليعيا يف تلك احلقبة حني كانت‬ ‫بالتنوع الديين‪ ،‬سواء داخل الدين املسيحي أو خارجه‪.‬‬ ‫أوروبا قد توقفت عن السماح‬ ‫ّ‬ ‫كيف استقبل المسيحيون مجيء اإلسالم؟‬ ‫ً‬ ‫ملتهبا باخلالفات احلادة حول طبيعة املسيح‪ ،‬وهل هي إلهية أو برشية‪.‬‬ ‫كان العامل املسيحي‬ ‫هكذا انقسمت الكنائس الرشقية بني أتباع املذهب القائل بطبيعة واحدة للمسيح‪ ،‬وأتباع‬ ‫املذهب النسطوري (نسبة إىل نسطور الذي أشاع هذا املذهب) الذي يفصل ً‬ ‫متاما بني‬ ‫طبيعتني للمسيح‪ ،‬البرشية واإللهية‪ ،‬مع لك ما يستتبع ذلك من فوارق دقيقة يف املعاني‬ ‫َ‬ ‫واملفاهيم الالهوتية فتحت املجال أمام “هرطقات” عديدة بنظر الكنائس القامئة‪ .‬وكان‬ ‫ً‬ ‫أحيانا ومل تستطع السلطة البزينطية أن‬ ‫ميكن لهذه اخلالفات الالهوتية أن تتحول إىل فنت‬ ‫توحّ د العقيدة يف أقالميها يف الرشق‪ ،‬عىل عكس أقالميها يف أوروبا‪ .‬ومبا أن البزينطيني‬ ‫أرادوا فرض عقيدتهم عىل مختلف الكنائس املسيحية يف الرشق األوسط‪ ،‬فقد أنقذت‬ ‫ُ‬ ‫الكنائس من هذه السيطرة الالهوتية والسياسية والعسكرية‪.‬‬ ‫الفتوحات العربية‬ ‫َ‬ ‫ورسعان ما اختارت بعض الكنائس‪ ،‬مثل الكنيسة املارونية يف لبنان أو الكنيسة القبطية‬ ‫تتعرب وأبقت عىل أجزاء كبرية من طقوسها باللغة الرسيانية بالنسبة إىل املوارنة‬ ‫يف مرص‪ ،‬أن ّ‬


‫وباللغة الفرعونية القدمية بالنسبة إىل األقباط؛ يف الواقع‪ ،‬استقبلت الشعوب‪ ،‬اليت كانت حتت‬ ‫النري البزينطي أو الساساني‪ ،‬الفاحتني العرب بالرتحيب‪ ،‬فلم يكونوا غرباء فعلياً عنها‪ .‬كانت‬ ‫ّ‬ ‫متسلطة وتضطهد الكنائس األخرى‪ ،‬فحدثت ثورات عدة‪ ،‬ال ّ‬ ‫سيا يف‬ ‫الكنيسة البزينطية‬ ‫مرص‪ ،‬مع ثورة بطاركة اإلسكندرية ضد الكنيسة البزينطية؛ ويف شمال إفريقيا‪ ،‬ظهرت حركة‬ ‫ُ‬ ‫الكنيسة البزينطية وكذلك كنيسة روما‪.‬‬ ‫الدوناتيني اليت اعتُ ربت هرطقة وحاربتها برضاوة‬ ‫ولكن جيب ّ‬ ‫أال ننىس أن القديس أغسطني هو من أهل هذه املنطقة‪.‬‬

‫ ‬

‫ً‬ ‫إذا ُ‬ ‫استقبل اإلسالم بالترحيب في البداية‪ .‬وماذا عن عمليات األسلمة؟‬

‫ ‬

‫كانت بطيئة‪ ،‬ويف البداية كان املسيحيون واملسلمون يتقاسمون الكاتدرائية ويصلون فيها‪،‬‬ ‫كما جرى يف دمشق‪ ،‬عاصمة اخلالفة األموية‪ ،‬الكاتدرائية اليوم هي مسجد األمويني‪ .‬وبقيت‬ ‫بتنوع سكانها الديين‪ ،‬إذ إنهم ّ‬ ‫ً‬ ‫القدس مدينة ّ‬ ‫يهودا ومسيحيني ومسلمني إىل‬ ‫ظلوا‬ ‫تمتي ّ‬ ‫أن رتكب فيها الصليبيون املجازر‪ ،‬وإىل أن عملت أوروبا‪ ،‬بعد قرون عديدة‪ ،‬عىل إنشاء‬ ‫“ملجأ قومي يهودي” فيها‪ .‬عىل أبواب العامل العربي‪ ،‬يف األناضول بقي السكان اليونان كثريي‬ ‫العدد‪ ،‬وكذلك األرمن‪ ،‬فاحتفظ لك منهم مبذهبه املسيحي املختلف‪ ،‬وذلك حىت انهيار‬ ‫السلطتنة العمثانية يف بداية القرن العرشين‪ّ .‬‬ ‫فأدى هذا االنهيار إىل مجازر وإىل عمليات‬ ‫تهجري قرسي للسكان اختذت طابع اإلبادة اجلماعية بالنسبة إىل األرمن‪ .‬يف الواقع‪ ،‬مل تستطع‬ ‫ً‬ ‫اجليوش األوروبية الوفاء‬ ‫عسكريا بالوعود اليت قطعتها مبساعدة األرمن واألكراد عىل‬ ‫إنشاء دول كبرية عىل أنقاض اإلمرباطورية املحترضة‪ .‬فلجأ أرمن وأكراد كثريون إىل الدول‬ ‫ً‬ ‫العربية املجاورة‪ً ،‬‬ ‫متاما كما فعل الفلسطينيون‬ ‫الحقا‪ ،‬إذ ّأدى إنشاء دولة إرسائيل إىل‬ ‫طردهم من ديارهم وبلدهم‪.‬‬ ‫يف شمال إفريقيا‪ ،‬يبدو أن عمليات الدخول يف دين اإلسالم كانت أرسع بأشواط بالنسبة‬ ‫ً‬ ‫عددا‬ ‫وتوسعت‬ ‫إىل املسيحيني‪ ،‬ولكن يف املقابل‪ ،‬بقيت مجموعات يهودية عديدة عىل دينها‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫الحقا من خالل هجرة يهود إسبانيا الذين طرتدهم حروب االسرتداد اإلسبانية كما طردت‬ ‫ّ‬ ‫مالذا آمناً‬ ‫ً‬ ‫املسلمني‪ .‬لقد شلكت املجمتعات املستعربة يف املغرب العربي كما يف املرشق‬ ‫للمجموعات البرشية اليت وقعت ضحية عمليات اضطهاد أو تهجري قرسي خارج أراضيها‪.‬‬

‫ ‬

‫من المؤثر ً‬ ‫جدا أن يرى اإلنسان الترسبات وتراكب العصور التاريخية في المكان‬ ‫نفسه من خالل معلم مثل جامع دمشق‪ :‬أنقاض معبد بعل القديم‪ ،‬ووجود‬ ‫الكاتدرائية‪ ،‬وعظمة المسجد األموي مع مئذنة “عيسى”‪...‬‬

‫ ‬

‫أقول إنه عىل الصعيد السيايس‪ّ ،‬‬ ‫ختلصت املنطقة املؤلفة من سوريا وبالد ما بني النهرين من‬ ‫اإلمرباطوريات الكبرية‪ ،‬ال سميا بزينطيا‪ ،‬ونشأت ساللة األمويني اليت تلتها ساللة العباسيني‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ثقافيا ومتسامحتان حيال مختلف أشكال املمارسات الدينية‬ ‫وهما ساللتان منفتحتان‬ ‫التوحيدية اليت كانت متأصلة يف املنطقة‪ .‬ويف زمن عظمة اخلالفة العباسية كان اخللفاء حيبون‬ ‫أن حيرضوا النقاشات اليت جتري بني فقهاء وعلماء الهوت من الديانات الثالث‪ .‬كانت تلك‬ ‫احلقبة ً‬ ‫أيضا حقبة ازدهار الفلسفة العربية والعلوم اليت ساهم فيها علماء عرب وغري عرب‬ ‫مبساواة تامة‪ .‬والحظنا قيام ظاهرة ّ‬ ‫تعددية الثقافات وتفاعلها نفسها يف األندلس‪ .‬فأحد أكرب‬ ‫ً‬ ‫الفالسفة اليهود‪ ،‬موىس بن مميون‪ ،‬كان أندلسيا‪ ،‬ويدين بشهرته لكتابه “داللة احلائرين” الذي‬ ‫كتبه باللغة العربية‪.‬‬

‫ ‬

‫تمهيد‬

‫‪29‬‬


‫ ‬

‫يبدو أنه لم يكن يمكن فصل الدين عن السياسة‪ ،‬حتى منذ تلك الحقبة‪ ،‬إذ يشكل‬ ‫أحدهما حجة لآلخر‪.‬‬

‫ ‬

‫ليس بقدر ما ُي َ‬ ‫عتقد‪ ،‬فمؤرّخو احلروب الصليبية العرب ال يتحدثون عن غزوة مسيحية‪ ،‬بل‬ ‫ً‬ ‫عن غزوة اإلفرنج‪ ،‬وهو مصطلح ذو بعد “إثين” وليس دينيا‪ ،‬كان ُيطلق عىل شعوب غرب‬ ‫أوروبا لمتيزيهم عن الروم‪ ،‬أي عن الشعوب اخلاضعة لسلطة بزينطيا‪ ،‬القاطنة يف تلك احلقبة‬ ‫اللتني يعرفهما العرب ً‬ ‫متاما‪ .‬مقابل أوروبا‬ ‫منطقة األناضول ومنطقة رشق البحر املتوسط َ‬ ‫املسيحية يف القرون الوسطى وجتانسها الديين‪ ،‬كان ّ‬ ‫يمتي العامل العربي اإلسالمي يف تلك احلقبة‬ ‫التنوع يف أوروبا اخلاضعة آنذاك للسيطرة الالهوتية‬ ‫بتنوع ديين مذهل‪ ،‬عىل خالف حالة رفض ّ‬ ‫ّ‬ ‫السياسية اليت فرضتها البابوية‪ .‬حنن نتلكم عن حقبة تارخيية ميزتج فيها الدين بالسلطة‬ ‫يف لك األمكنة‪ ،‬مبا فيها الصني والهند‪ .‬يف الواقع‪ ،‬إن العلمانية اليت تفصل بني السياسة‬ ‫والدين هي إجناز حديث يف تاريخ البرشية‪ .‬وهي ال تزال جزئية‪ ،‬وقد شهدنا عودة توظيف‬ ‫الدين يف السياسة منذ بضعة عقود وقد ّأدت فيها الواليات املتحدة وبعض حلفائها يف‬ ‫العامل دو ًرا كب ً‬ ‫ريا‪.‬‬

‫ ‬

‫بعد كل األحاديث التي تبادلناها‪ ،‬ما هي العبرة األساسية التي يجب استخالصها‬ ‫من متحف يسعى إلى إبراز كل هذه العناصر بشكل ملموس؟ كيف ّ‬ ‫يقدم‬ ‫خالصة لها؟‬

‫ ‬

‫رمبا عىل املتحف أن يعيد إىل الثقافة العربية وإىل الهوية العربية غىن التاريخ العربي الذي‬ ‫منيل اىل نسيانه‪ .‬أن يعيد الغىن لذاكرة تارخيية صدمتها ّ‬ ‫وشلتها الهمينة الغربية وغياب‬ ‫ما كب ً‬ ‫مقو ً‬ ‫التمنية االقتصادية احلقيقية‪ .‬إذا كان الدين اإلسالمي يشلك ً‬ ‫ريا من مقومات‬ ‫حمتا ّ‬ ‫الثقافة العربية‪ ،‬مبا أنه ظهر يف شبه اجلزيرة العربية‪ّ ،‬‬ ‫إال أنه ال يستطيع وحده أن خيترص‬ ‫ً‬ ‫غالبا ما أتلكم عن “ثقوب الذاكرة” يف الضمري اجلماعي‪،‬‬ ‫لك ثقافة العرب وتارخيهم‪ .‬لهذا‬ ‫وهي تصيب ّ‬ ‫ضفيت البحر املتوسط‪ .‬فالضفة الشمالية تطمس لك ما تدين به الثقافات‬ ‫بدءا باإلرث البابيل والسومري‪ ،‬ولكن الفرعوني أيضا‪ً،‬‬ ‫ورشقيه‪ً ،‬‬ ‫األوروبية لغربي املتوسط‬ ‫ّ‬ ‫ثم إرث املسيحية اليت رأت النور ومنت يف العامل العربي؛ وأخ ً‬ ‫ريا لك ما تدين به هذه‬ ‫ً‬ ‫أيضا لإلمرباطورية البزينطية‪ ،‬واإلمرباطورية اليونانية الرشقية‪ ،‬ولك ما تدين‬ ‫الثقافات‬ ‫به للعلوم والفلسفة يف عرص اإلمرباطوريات العربية الذهيب‪ .‬ويف االجتاه املعاكس‪ ،‬تنىس‬ ‫للديانتني‬ ‫الذاكرة اجلماعية العربية لك ما تدين به ثقافتهم العظمية‬ ‫الوحدانيتني‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫السابقتني‬ ‫وللثقافتني اإلغريقية الالتينية‪ ،‬وللثقافة الفارسية ما قبل اإلسالم وللثقافة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫والعلوم الرسيانية اآلرامية‪ ،‬علما أن هذه األخرية هي املنسية الكبرية يف تاريخ هذه‬ ‫املنطقة من العامل‪.‬‬

‫ ‬

‫ ‬

‫‪30‬‬

‫أعتقد أن هذه هو سبب وجود المفهوم الجديد ورسالة معهد العالم العربي‪...‬‬ ‫فكرتي الثانية هي ما أسميه “تنوع املوروث”‪ : ‬إرث الفالسفة اليونانيني‪ ٬‬إرث فينيقي يف‬ ‫لبنان وسوريا وتونس‪ ،‬إرث بزينطيا من خالل ساللة األمويني يف دمشق‪ ،‬إرث اإلمرباطورية‬ ‫جتسد يف‬ ‫الساسانية من خالل العباسيني يف بغداد‪ ،‬إرث ما تبقى من الوجود الصلييب الذي ّ‬ ‫لكن جتدر اإلشارة إىل ّأن‬ ‫بقاء وتوطني بعض العائالت اإلفرجنية يف الرشق األوسط ّ‬ ‫وتعربهم‪ّ .‬‬


‫املحصلة نتيجة إستيعاب وإعادة صياغة وإغناء هذا املوروث املتعدد‬ ‫هذا التنوع هو يف‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الوجوه واألصول بالعبقرية اخلاصة باللغة والعقل العربي حينذاك أعيد التفكري فيها‪،‬‬ ‫هضمتها الثقافة العربية وأغنتها؛ فجداالت الفالسفة الرسيان مع الفلسفة اإلغريقية مث ً‬ ‫ال‬ ‫هي اليت تناولتها الفلسفة العربية طارحة إشكالية التوفيق بني اإلميان والعقل‪ ...‬وبالتايل‪،‬‬ ‫وحبسب مختلف الدعائم اجلغرافية اليت يتشلك منها العامل العربي‪ ،‬ميكن احلديث عن ثقافة‬ ‫عربية آرامية أو عربية رسيانية يف حوض بالد ما بني النهرين وامتداداته املتوسطية‪ ،‬وعن‬ ‫ثقافة عربية بربرية عند التخوم املتوسطية للقارة اإلفريقية‪ ،‬وعن ثقافة عربية فرعونية‬ ‫يف وادي النيل‪ ،‬وعن ثقافة عربية كردية يف املناطق اجلبلية يف عراق اليوم‪ .‬فقد ُيظهر‬ ‫تنوع اإلراث اليت ّ‬ ‫تشك الهوية العربية‪ .‬إن موضوع اإلراث هو جحر أساس فبالنسبة‬ ‫ذلك ّ‬ ‫ً‬ ‫إيل العروبة‪ ،‬باملعىن الثقايف لللكمة‪ ،‬هي مثال عىل متازجات وتفاعالت مجيلة جدا بني‬ ‫ُ‬ ‫صدمات تاريخ العرب منذ أن تركوا السلطة وأضحوا‬ ‫الثقافات محتها من الذاكرة اجلماعية‬ ‫خاضعني إلمرباطوريات أو سلطنات غري عربية‪ .‬وإعادة إحيائها يف متحف يعين االعرتاف‬ ‫بعبقرية الثقافة العربية‪.‬‬

‫تمهيد‬

‫‪31‬‬


32



‫“بالد العرب هي آخر األرايض املسكونة‬ ‫من جهة اجلنوب‪ .‬إنها الوحيدة يف العامل‬ ‫واملروالقرفة والكافور‬ ‫اليت تنتج البخور ّ‬ ‫َ‬ ‫والالدن… ومن بالد العرب لكها تفوح‬ ‫رائحة عطر سماوي‪”.‬‬ ‫هــريودوت‪ّ ،‬‬ ‫مؤرخ يوناني‪ ،‬القـرن‬ ‫اخلامس ق‪.‬م‪“ ،.‬التاريخ”‪ ،‬اجلزء الثالث‪،‬‬

‫هل هي مجرد صحراء حتيط بها البحار؟ متلك شبه اجلزيرة العربية‬ ‫ً‬ ‫وجها آخر‪ .‬يف اجلنوب تصلح اجلبال ذات املناخ املعتدل‬ ‫الواسعة كذلك‬ ‫ً‬ ‫متاما للزراعة‪ ،‬اليت مورست فيها منذ األلف الرابعة أو الثالثة قبل‬ ‫امليالد‪ .‬كانت احلبوب تزرع آنذاك يف سهوب وسط اجلزيرة العربية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫قحطا مما هو عليه يف أيامنا هذه‪،‬‬ ‫مما يدل عىل أن املناخ كان أقل‬ ‫ومل يكن احلرض يقميون يف الواحات فقط‪.‬‬ ‫لقد انضمت إىل السكان األصليني من البدو واحلرض املقميني فيها‬ ‫ٌ‬ ‫شعوب قدمت من أفريقيا والهالل اخلصيب‪ ،‬إذ‬ ‫منذ تاريخ طويل‪،‬‬ ‫أن العديد من السمات الثقافية السائدة يف غرب اجلزيرة العربية‬ ‫وجنوبها (الكتابة وأسماء العلم وحنت احلجر وأنواع ّ‬ ‫الفخار)‪ ،‬تسمح‬ ‫باستشفاف وجود حركة تداول حيوية كثيفة للسلع واألشخاص‬ ‫واألفكار يف حقبة مغرقة يف القدم‪.‬‬ ‫عرفت مناطق متعددة يف اجلزيرة العربية يف العصور القدمية ازدها ًرا‬ ‫ً‬ ‫ملحوظا بفضل نشاطاتها التجارية‪ .‬إذ مل يكن مبقدور إمرباطوريات‬ ‫حوض البحر املتوسط أن تقيم ً‬ ‫جتارة مع الهند والصني ورشق أفريقيا‪،‬‬

‫‪34‬‬


, Î Ð ÎÎ Ñ ÎÎ ÎÎε

1

35

.

, ¡ , ¢ £ . ¤ ¥ ¦ § ¨ £ ¨ © ª «¬ © ® . £ ¯ °± ,²

¤ © ³ ´ µ ¶ · ¡ ´ ² µ ¸ ¹ ¬ º ¢ © ,»¼ ³ ½ ³ ¾ ¿ · ¨ ³ ¹ Àµ ± Á ° Æ © ­Â Ã Ä Å , ³ ³ ǵ ·¬ © .

. , Æ Ç ¯ ± È ¾ Ä ª ° ³ ± ¡ É ¹ . ¨ °µ ( Ë ) ¸


1

36


37

,


1

38


39

,


1

40


41

,


‫صحراء الربع اخلايل‪ ،‬اململكة العربية السعودية‬ ‫© متحف بيت ريفرز‪ ،‬جامعة أوكسفورد‬

‫‪42‬‬

‫‪1‬‬


“ ” ­ ) , .(. . £ ¤ ¥¦ § £ , ¡ ¢ ¡ . ¨ § © ª « ¦ ¨ ¬ ® £ ± ² ¨

¯° £ “® ¢ ” ¯ ³ ³¢ ´ µ ¶ ® ¢ £ .(. . 853 ) ¢ °º » µ ª

. ª ® ¢ ½¼ , ¾¿ £ , à “© ª À ® ¢ Á ” ¨ ¢ ¥ Ä (24 :25 ; 2 :3 É ) © ª ® ¨ Ê “ ¢ Ë ” . (32 :49 ; 23 :25 ; 25 :9 É ) ® ¢ ° ¬ ¨© ¢ Ã Í ® ¢ .(13 :21 ¢ É ) © Ð Â ® ¢ ” Ñ ³¬ à £ À¬ (21 :27 ³¬ É ) “ º É Ò .“® ¢ ­ ¬” ­ (1 :22) Ô ² Õ “ × Ø ” ¨ É ) ® ¢ ¡ ¤ Ö .(10 :25 ³¬ É ;12 :7 ;33 :6 ¨ Ö £ ® ¢ Û ¢ Ü ¬² ­ ÒÝ ¡ Õ Ò ³ Ò É ¦ ¦ Ý Õ £ , Éß ² Ò £ ¬ ¨ Þ ­ Ö¢ ¢ ¤ £ , ©¤à ­ Ô ¡ ³¬ Ã á ª Þ Ò â£ ,­ À Àã ” :38 ³¬ É ) “ ¤ ä Ò å ¦ […]” ,µé ¡ à µ Ö .(11 Õ Ò ¨ë Õ Ò ´ .(31 :49 É ) “ ê Ý É ¢¦ £ ì¬ ¨ é í Û Ò ¦ ± © ª ® ¢ ½ µ ¦ ©î ï¢ Õ Õ ÉÕ ¢ Éé ¢¦ ¥ ð ã ¢ £ , Ô Õ ­ ¢ Ý .Ò ¦¤ ¤ Ò £ ¬ ­ , Ö £ ¤ Ò ° ® ¢ ¦ ñ ¾¿ í Í ¢ ¦ £ ¨ ¯ Öò ® ¢ ­ © ª £ Á É ) ó

¢ ¨ ³ô ¥ ® õ £ .(13-1 :10 ²

43

,


‫غريأنه من اخلطأ النظر إىل العالقة بني احلَ َض والبدو‬ ‫كعالقة تقوم عىل االرتياب من اآلخر واملواجهات احلربية‬ ‫ّ‬ ‫حت خالل العصور القدمية‪ .‬إذ أن الكثري من الشعوب‬ ‫سكنت أطراف الصحراء بتناغم تام وكانت مقسومة بني‬ ‫َح َض ورحّ ل أو كانت تتبادل األدوار ً‬ ‫وفقا للفصول‪.‬‬ ‫ومع بروز الدولة‪-‬املدينـة األوىل يف بالد ما بني‬ ‫في يف ملحمة‬ ‫النهرين (يف األلفية الثالثة ق‪.‬م‪ ).‬احتُ َ‬ ‫جلجامش‪ ،‬وهي نص عظيم يف تاريخ اإلنسانية‪ ،‬باللقاء بني‬ ‫وفقا ّ‬ ‫ملك مدينة الوركاء ورجل الصحراء الذي ّتم ً‬ ‫ملخطط‬ ‫وإرادة اآللهة‪ .‬يف حني كان رعاياه يشتكون إىل اآللهة من‬ ‫العنف الذي كان يفرضه عليهم امللك جلجامش‪ ،‬الذي‬ ‫ً‬ ‫وحيدا‪ ،‬وحدة ال إنسانية‪ ،‬عىل رأس الهرم السلطوي‬ ‫كان‬ ‫للمدينة‪ ،‬استجابت اآللهة للمظامل اليت يتعرضون لها‬ ‫عرب ترتيب لقاء بني امللك وأنكيدو‪ ،‬رجل الصحراء‬ ‫الذي يعيش مع احليوانات املتوحشة‪ .‬ومن هذا التكامل‬ ‫املتباين ولدت صداقة راسخة كشفت للملك‪ ،‬بعد موت‬ ‫أنكيدو‪ ،‬عن ُّ‬ ‫متي الشخصية اإلنسانية وفرادتها‪.‬‬ ‫لطاملا عمد الكثري من ملوك املدن إىل التغين جبذورهم‬ ‫غالبا ما تكون وهمية‪،‬‬ ‫البدوية ّ‬ ‫املتأصلة يف الصحراء واليت ً‬ ‫رم ًزا للقوة والشجاعة والنبالة وأصالة النسب‪ .‬فكانوا‬ ‫يتبنون لقب “ملك مدينة كذا والصحارى املجاورة”‪،‬‬ ‫ً‬ ‫برهانا عىل انبساط سلطتهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عالوة عىل ذلك‪ ،‬تشهد العصور القدمية‪ ،‬كما ورد يف‬ ‫السجالت اآلشورية واألدب الكالسيكي‪ ،‬عىل الدور احلاسم‬ ‫الذي لعبه البدو العرب يف جتارة املسافات الطويلة عرب‬ ‫األرايض الصحراوية الشاسعة وكذلك يف احلروب بفضل‬ ‫حتركهم وشجاعتهم‪ .‬وساهم انتشار جتارة العطور‬ ‫رسعة ّ‬ ‫( البخور واملر وإلخ…) بتطوير تربية اجلمال والعكس‬ ‫صحيح‪ .‬وذلك برهان عىل تاليق مصـالح البدو الكبار‬ ‫وجتاراملدن والواحات املزدهرة‪.‬‬ ‫أوىل الكتابات اليت قام بها البدو العرب بأنفسهم‬ ‫هي نقوش (الصفائية والمثودية يف شبه اجلزيرة العربية‬ ‫الوسطى وشمالها باإلضافة إىل النقوش بالعربية اجلنوبية‬ ‫القدمية) وجدت أغلبيتها عىل الصخور ً‬ ‫وفقا ّ‬ ‫لتنقالتهم‬ ‫املوسمية (القرن ّ‬ ‫األول ق‪.‬م‪ -.‬القرن الرابع م‪ .).‬مل يتم‬ ‫تأريخ حدث مهم يف هذه النقوش‪ ،‬كانت ّإما ختربعن آثار‬ ‫لألصدقاء يف املكان الذي ُوجدوا فيه أو عن والدة حوار‬

‫تشتق لكمة “عربي” من اجلذر السامي “’رب” الذي‬ ‫ّ‬ ‫يدل معناه عىل الصحراء والبادية‪ .‬ويف اإلجنيل‪ ،‬تشريلكمة‬ ‫وبري أي إىل الصحراء‪ .‬ويف نبوءة‬ ‫“عرب” إىل مكان قاحل‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ابا ً‬ ‫حول بابل‪ ،‬قيل‪“ ،‬صارت ُم ُد ُنها خر ً‬ ‫أرضا ناشفة وقف ًرا”‬ ‫(سفر إرميا ‪.)43 :٥۱‬‬ ‫ويعين فعل عرب تبادل السـلع واالختالط مع‬ ‫اآلخرين ولكنه يعين ً‬ ‫حتمل املسؤولية واملخاطرة‪.‬‬ ‫أيضا ّ‬ ‫يف سفر اخلروج (اإلصحاح ‪ُ )38 :۱٢‬وصف احلشد الذي‬ ‫يتبع النيب موىس لدى خروجهم من مرص بلكمة اشتُ َّقت‬ ‫من اجلذر نفسه “’رب” للقول‪ ،‬بطريقة سلبية‪ ،‬إنه شعب‬ ‫مختلط‪ .‬وجتدر اإلشارة إىل أن لكمة أعرب يف اللغة العربية‬ ‫يف صيغة أفعل التفضيل أي “الذي هو أكرث عروبة من‬ ‫العربي” تعين من امتلك ً‬ ‫مجاال‪.‬‬ ‫كتب املؤّلفون الكالسيكيون اليونانيون والالتينيون‬ ‫(مثل هريودوت وسرتابون وديودور الصقيل…) تفاصيل‬ ‫كثرية عن جغرافية شبه اجلزيرة العربية الوسطى وعن‬ ‫خاص ًة أولئك املتواجدين يف املناطق‬ ‫منط حياة البدو ّ‬ ‫احلدودية‪ .‬وصفوا مساكنهم وغذاءهم وما ميلكونه من‬ ‫أنواع مجال عديدة واخلراف الثقيلة الذيل‪ .‬كما ّ‬ ‫حتدثوا‬ ‫عن طريقتهم يف القتال واألفضلية اليت يكتسبونها‬ ‫حتركهم ّ‬ ‫وخفة أسلحتهم‪ .‬لكن معظم هذه‬ ‫من سهولة ّ‬ ‫النصوص الوصفية تمتحور حول شبه اجلزيرة العربية‬ ‫ً‬ ‫الحقا باسم‬ ‫عرف‬ ‫اجلنوبية املعروفة برثوتها واليت ستُ َ‬ ‫“العربية السعيدة” مقابل “العربية الصحراء”‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إذا مل تعرف العروبة يف األصل من خالل أر ٍاض‬ ‫شعب ما ولكن من خالل بيئتها اليت‬ ‫خاصة بها أو‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫هي الصحراء ومنط احلياة التابع لها أي الرتحال‪ .‬وعىل‬ ‫مر العصور‪ ،‬وحىت‬ ‫الرغم من ذلك شهدت العروبة عىل ّ‬ ‫مهم ًا يف ما ّ‬ ‫تنو ً‬ ‫يتعلق بالزمان واملكان‪ ،‬فمن‬ ‫عا ّ‬ ‫يومنا هذا‪ّ ،‬‬ ‫العرب من يسكن الصحارى والواحات ومنهم من يسكن‬ ‫شواطئ البحر واجلزر ّ‬ ‫وحت السبخات‪ .‬ومنهم من يسكن‬ ‫الشمـال واجلنوب‪ ،‬ومنهم من يسكن املدن واألرياف‬ ‫ومنهم من يسكن اجلبال والسهول‪.‬‬ ‫جتدر اإلشارة إىل أن القليل الذي نعرفه عن البدو‬ ‫القدماء وصلنا من وقائع سجلها احلَ َض الذين كان من‬ ‫سلبية عن البدو ّ‬ ‫خة باخلوف‬ ‫عادتهم نرش صورةٍ‬ ‫ملط ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫واألحكام املسـبقة‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫‪1‬‬


£ , + ,¢¦ .*¢ ¯ , ô ,\ ¢ Ð ­ ü ¦ Þ Â£ Õ ½ .¯ ¿ Û É ­ £ « ü æ ¦ Ò ¦ Õ ¤ ) Ò¬ Þ ¢¦ ¢ ­ ) (¢

.( ² Þ ­ ¥ É ­ ,¢ ¤ Û© ' û û Áü ¤ ©/ Â © ª ¦ . ½ @ ¤ ¨ ¢ ª © ª . ¦ ¯ ¬ Û õ Ý ` ¬ ð Ô ,¨ Ä á ¢ ù¬ © ª ¤ ' Â ¡ £ . é ¯ Þ ¨ É Û ­ , (. 661-660 = ¬ ¦)

£ ðÉ ” ½ ª õ ½ Ý £ ó¦ ([ Õ û £ £ ½ ½ Õ “… ° ¬ ­ ä º

45

Ý .ø ­ ° ± £ ù¬ ú º Õ û ø Û ¬ é Ò ¤ £ ¤ ¬² Ý .¥ õ ¨× ¢¦ ñ Û õ © Ö ¬ü ¨ ® ¢ Û Ý ¡ £ é ¡ ý Éò ¯°é ­ Ý ¦ ñ ( ã þ ± ¨ ã ) .¯ ÿ ­ ~ é º £ ­ Ö õ °º ­ ¢ ¨ ³ô ¥ ® ¢ þ £ £ û ¢ {º² ¥¦ £ ¼ Ü ¬ » £ }| ¢ ² ­ ¥¦ ë ,Û ¨ º É ¥ [ ,¥É -128 ,“© ¢ ” 26 ¨ ) ¢ ¯ ô \ û ØÞ û ¢ , ] ¢ ¼ (129 ,“ ±É ” 89 ¨ ) Ä ¯ É £ ¦¼ ^ ¼¬ ¥ ~ .(9 ­ ¨ ¯ » » Ò , ¢_ ­ ¥ õ ` Â Ò [ @ ­ (80 ,“µ ” 18 ¨ ) ­ ® ? £ © Õ Ò ¨ ÄÉ Ò ¦ ¬ .Ò ¦ © ¦ > Ò õ º Ò º é º (8-5 ,“ ª ” 16 ¨ ) £ 3 ¨ ) º É ä ¢ ñ é² £ .(14 ,“ »” = Ô ¨ ¬ «< ù¬ ½ Ò ” ñ Ê ¥ º ñ ô ß ¡ 40 ¨ ) ,“Ò é õ ¬ Þ ½ Õ ¼ (80 ,“ ½ Ý” ª : » Ö õ ©=; (12 ,“ _ ½” 35 ¨ ) û~ ¥ ½ ë ,(22 ,“­: ” 55 ¨ ) ñ ô ­É ,© ª ª À £ £ ¿ ¥ Ý [ ó ¥£ Û ù¬ .(18-8 ,“ ª ” 16 ¨ ) Ò¢ ­ ¢ ® ¢ £¬ ,©/ £ , Þ ðÞ . é ú° º £ ¦ ¡ ù¬ Ý° £ ¢ ¯ ~ ¾¤ ¦ . ¢ Þ Õ Û @ ¤ û û É µ ¡ ° Õ ` , ½ Ô { . ® Ý Ý ò ¬ ,û ,û É ¼ Õ ¥ °º ­ ± ¦ û ,¥

¨ -

,


‫حمير اليهودي ّ‬ ‫ضد مسيحيي نجران‪ ،‬عام ‪ ٥٢٣‬م‪.‬‬ ‫ّنص عن حملة ملك َ‬ ‫نقش بالعربية اجلنوبية القديمة “جام ‪ ”١٠٢٨‬باللغة السبئية‪،‬‬ ‫قرب آبار بير حيما‪( ،‬مقاطعة نجران‪ ،‬اململكة العربية السعودية)‬ ‫© البعثة السعودية الفرنسية للتنقيب عن اآلثار‪ ،‬منطقة نجران‬

‫‪46‬‬

‫‪1‬‬


£ “® ¢ ” Ò & \ ¥ . . 853 ¨ £ ² £ { £ { £ . ¢ ¨ ³ô ¥ ® ¢ Í ¢ £ Ü Ô * £ Û É½ ­ ä ­ £ ¨× ñ '¿ µ % ¡ © Ö Õ õ ­ $ ú ¢ ¤ .“ ¢ õ” £ ® õ) å ó ¥ (#ª É ¢ Þ £ Õ Á ñ µ ² ¥ ´ É ¯ '¿ . Õ £ ¡¢½ .> º² ¯° ø õ , ¢ É ¡ , ã " ,® º é , Ô .¨ û õ ú¤» ¨× ¢ “® ” × ,ð ¦ ñ ­ À ° Û ¾ :« ² × ¯ Þ ­ £ ,¢ Þ £ ¯ ) £ Þ £ ( ½ ~ ® ¢ ¤ . ¦° Þ £ £ “® ¢ ” £ [ ¨ ª £ ¬ × * ­ ) £ £ ¤ “® ¢ ” , ¬ £ ¡ .­ À ° £ £ “® ” ¦ ð ù¬ £ ú ¢ ¤ . É Þ .¨ ± ® ¢ > ¬ Þ ­ “® ¢ ” ©¤à Þ ­ £ ¥ .> ª ® £ ¡ £ ,“® ¢ ” Ò ­ ­ , Í .“® ¢ ° ” ° Ò , Ò ¢ Í_ ¨ ª ð ® ¢ ° ,© ¨ ¯ ¬ ¨ ± ª ­ . õ û À ,* « ² × ¨ ³ô ¥ ¦ £ " Í É û ì ­ é . ¢ ¢ ” “¨ ¢ ¢ ” Ô é “ ü ” ­ ) “ ã ü ¢ ” “ ª Ò é .( ² ! ² .“® ¢ ” É Ä Û ­ ) , ° É £à } Ò'£ ¯ ¤ “® ¢ ° ” >* ­ ) ! ² ­ ² ñ (= ~ ±ò é ­ã “® ¢ ” é . 106 õ ¦ _ , ¤ ½ _ , ¿ Ò . Û Ò µ ² > É ¬ û (249-244) ¢

47

,

À õ


‫لتأسيس روما‪ .‬وال نعملإذا كان ّ‬ ‫يتلكم اللغة اآلرامية‪ ،‬وهو‬ ‫عىل األرجح اخلياراملنطقي‪ ،‬أو اللغة العربية‪.‬‬ ‫يف بداية القرن الثالث امليالدي‪ ،‬طرأ ّأول ّ‬ ‫مهم‪.‬‬ ‫تغي ّ‬ ‫ً‬ ‫سابقا يف‬ ‫ففي حني أن املصطلح “عرب” كان يظهر‬ ‫النصوص األجنبية فحسب للداللة عىل شعوب صحراء‬ ‫الرشق األوسط وشبه اجلزيرة العربية‪ ،‬استُ خدم للمرة‬ ‫األوىل يف ّ‬ ‫نصي منقوشني صغريين يف حرضموت عىل‬ ‫يد السكان األصليني لإلشارة إىل أنفسهم كعرب‪ ،‬وبعد‬ ‫مرور قرن أي يف عام ‪ ،٣٢۸‬أطلق ملك من صحراء‬ ‫سوريا عىل نفسه لقب “ملك العرب لكها” وهو امرؤ‬ ‫القيس بن عمرو (جحر نقش المنارة املحفوظ يف متحف‬ ‫ّ‬ ‫اللوفر)‪ .‬ولكن الغريب هو أنه يف الفرتة اليت بدأت‬

‫محي سلطتها‬ ‫العربية)‪ .‬إنها احلقبة اليت بسطت فيها َ‬ ‫عىل شبه اجلزيرة العربية الوسطى والغربية‪.‬‬ ‫ّأما يف الرشق األوسط البزينطي‪ ،‬فقد بدأ العرب‬ ‫ً‬ ‫فعليا يف أواخرالقرن اخلامس خالل‬ ‫بالظهورعىل الساحة‬ ‫الغارات املذهلة‪ .‬وقد ّتم تأريخ أمجادهم من قبل ّ‬ ‫املؤرخ‬ ‫البزينطي تيوفان يف عام ‪ ٥٩٩۰‬من تاريخ اخللق (حوايل‬ ‫عـام ‪:)٤٩٧‬‬ ‫“يف هذه السنة‪ ،‬وصلت فرقة من العرب البدو‬ ‫املدعوين ب “عرب اخليم” الجتياح والية‬ ‫ّ‬ ‫اوفراتنسيس الرومانية يف بيرتابسا‪ ،‬املعقل‬ ‫حتص ً‬ ‫نا يف سوريا‪ ،‬وقام أوجانيـوس‪ ،‬قائد‬ ‫ألكرث ّ‬ ‫(القوات) هناك املعروف بأنه رجل يدعم أقواله‬ ‫بأفعاله‪ ،‬بردع هذا االجتياح بفضل جيشه‬ ‫الباسل والفوز بهذه املعركة‪ .‬كان اخلـارسون‬ ‫ً‬ ‫“متطوعني” يف جيش الفرس‪ ،‬من قبيلة‬ ‫جنودا‬ ‫ّ‬ ‫نعمان‪ .‬ويف ذلك الوقت ً‬ ‫أيضا‪ ،‬ربح تامانوس‪،‬‬ ‫قائد القوات يف فلسطني‪ ،‬وهو رجل ميتاز‬ ‫ُ‬ ‫احلرب ضد حر‬ ‫باحلرص واملهارة العسكرية‪،‬‬ ‫َ‬ ‫بن احلارث وأخذ هذا األخري املدعو بابـن‬ ‫ً‬ ‫سجينا مع الكثري غريه‪ .‬قبل هذه‬ ‫طلبان‬ ‫ً‬ ‫حربا ضد عربي‬ ‫املعركة كان تامانوس قد ربح‬ ‫آخر اسمه جبلة وطرده من املنطقـة‪ ،‬إذ كان‬ ‫ينهب فلسطني قبل مجيء تامانوس”‪.‬‬ ‫جتنّ ب البزينطيون اخلطر عرب إقامة حتالفات مع‬ ‫كونفدراليتني‪ ،‬األوىل يف شمال غرب شبه اجلزيرة العربية‬ ‫والثانية يف شبه اجلزيرة العربية الوسطى‪ّ ،‬ثم حاولوا جعل‬ ‫سلسلة من املمالك بني املرشق والمين موالية لهم‪ .‬كان‬ ‫األمراء العرب‪ ،‬الذين يقومون عن طيب خاطر بالرحلة‬ ‫إىل القسطنطينية‪ ،‬يتنافسون للحصول عىل مسؤوليات‬ ‫وألقاب فخرية‪ .‬حىت ولو كانوا عىل رأس قبيلة ما‬ ‫ويمتتّ عون مبسؤولية رمزية جتاهها‪ ،‬فقد كانوا ّ‬ ‫يفضلون‬ ‫املخصص‬ ‫العيش يف األرايض البزينطية والمتتّ ع بالدخل ّ‬ ‫لهم‪ .‬وبذلك‪ ،‬تكون بزينطية قد اعمتدت سياسة مارسها‬ ‫الفرس الساسانيون منذ القدم‪.‬‬ ‫ّأدى تعدد الصالت بني العرب والبزينطيني إىل‬ ‫تسهيل انتشار الديانة املسيحية يف صحراء سوريا‬

‫شعوب الصحراء العربية تشري اىل نفسها كعرب‪ ،‬توقفت‬ ‫النصوص األجنبية عن استخدام هذا املصطلح إذ بدأ‬ ‫الكالسيكيون بالتحدث عن الساراكينوس وسوريي طيء‬ ‫واملعديني والهجاريني‪.‬‬ ‫شعبا كب ً‬ ‫ً‬ ‫ويف تلك احلقبة‪ ،‬أصبح “العرب” ّ‬ ‫ريا‬ ‫يشكون‬ ‫محي (المين) واالمرباطوريتان البزينطية‬ ‫تهابه مملكة َ‬ ‫نش غارات طاحنة ّ‬ ‫ضد مدن‬ ‫والفارسية‪ .‬إذ بإمكانهم ّ‬ ‫ّ‬ ‫املرشق وبالد ما بني النهرين وذلك بفضل ثالثة عوامل‪:‬‬ ‫ً‬ ‫سابقا‪ ،‬واليت‬ ‫ّأو ًال‪ ،‬الصحراء اليت كانت شبه مأهولة‬ ‫شعوبا رحّ الة تزداد أعدادها برسعة؛ ً‬ ‫ً‬ ‫ثانيا‪ ،‬التطور‬ ‫تستقبل‬ ‫يرسع التنقل يف املسافات‬ ‫يف وسائل إرساج اجلمال ّ‬ ‫مما ّ‬ ‫الطويلة؛ ً‬ ‫ثالثا‪ ،‬احلصان الذي كان ناد ًرا يف بالد العرب‬ ‫يف بداية احلقبة املسيحية والذي انترش ً‬ ‫الحقا يف ّلك شبه‬ ‫اجلزيرة العربية حيث أصبح ال غىن عنه لدى املحاربني‪.‬‬ ‫وجتدر اإلشارة اىل أن اجلمال‪ ،‬يف الغزوات وبفضل قدرتها‬ ‫َ‬ ‫ستخدم قبل لك يشء الجتياز الصحارى‬ ‫التحمل‪ُ ،‬ت‬ ‫عىل‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وثباتا‪ ،‬هو‬ ‫ومحل املتاع يف حني أن احلصان‪ ،‬األكرث رسعة‬ ‫احليوان املثايل للهجوم يف املسافات القصرية‪.‬‬ ‫ّتم االعرتاف بالعرب للمرة األوىل كالعب سيايس‬ ‫مهم يف املنطقة خالل الفرتة املمتدة بني ‪ ٤٣۰‬و‪،٤٤۰‬‬ ‫احلمييون ذكرهم يف اسم مملكتهم‬ ‫قرر امللوك َ‬ ‫عندما ّ‬ ‫الذي أصبح “ملك سبأ وذي ريدان وحرضموت واجلنوب‬ ‫وأعرابهم يف املرتفعات (أي جند يف وسط شبه اجلزيرة‬ ‫العربية) وتهامة” (الساحل الغربي لشبه اجلزيرة‬

‫‪48‬‬

‫‪1‬‬


£ £ Ò ? | ­ © ½× © ³ û ) ¨ ª ¬ ¦ ² ­ ¨ £¬ ¨ é &¿ (Ò ° ­ \ ~Õ ¾ ¯ ë ÖÉ ¢ . Ô ,­ Ô /8 Ô ,® ÒÖ £ .(819/8204 = ¬ ¦) à ª ­ « ª % Ò µ 35 9 “® ² ¨ õ” ® À 5 ñ “ ” ¯°é ¢ ¢ ¨ ã . _ ² ¯¤° ã ¢ ,À ½ ã ¢ ¨ ± , , ª ° ® ô , Õ Þé ©³õ Õ ­ ¤ ± ¦ £ ¤ ½ , Ô Ô[ Õ ¢½ ¯ õ ¼ ñ ¯ Ä £ ,Ñ ° % ½ Þô ¯ ½ °º ­ “ ” ¯°é .­ Ô /8 Ô ¯ É ª Õ Õ ¢ ¡ ½ Õ ¯ É ª ¢õ, ° ¿ ­ ² °º Õ Õ ù¬ Ò ­ å . A É .« ² × ¢ ¨ ³ô ¥ ) ¢ ¨ ³ô ¥ Ô á ü ¤ ÒÖ ½ , ª½ ® ² Ò ¢ Þ ¡ ¨ . ½ ' ¯ º |õ ¯ ¯ à B £ Ô . ½ Ô Û ­ Ý° á ª Õ ¢ ) ¢ ¨ ³ô ¥ ¦¼ ± ½ . ÔC ¨ ò ¿ Ô| Õ ¦ £ Õ Õ ¢ ñ ø ' | ­ £ Äé Ô .¯ ² ­ ¢ ÔC £ ¨ Þ £ ¦ Ý Õ ñ © ª ¨ º ³¢ ¯ Ä é . ½ ® ªé Õ ¯ ¬ © , ¢ ¬ ¦ ´ …Ñ é º ´ £¬ £ Ä ï¢ ðä ¯ ¬ ÔC ¨ ³ô ¥ D ¢¦ ð _ ­ ~ Õ º . _ Í_ ¢ Û Â £ |¦ £ Õ í º ÔC £ £ ìò ® ­ û ¥ ¿ ÔC û ¡ Ô¢ Ò \ .¨ ¢

49

. ã ¯ õ ¦ Ü ¬ ª ¢ ½ é õ" å { Ä ¢ £ û ¢ ¢ å ¢ ³ ¯ .¨ ó ® ¢ @ ¬ ® ¨ ¤ ­ ,Í_ Û , ¦ ° ¦ ¯ ñ ¢ Õ ( ð ñ Í_ ¢ ) ¨ ô Õ ^ ¼ . 0 ´ ¯ õ © Í _ ­ = ¬) ¬ ® ~ ¨ ô Û ø (529-528) Í ® Ý å (. 512 ¥ ½ ¤ .(569-568) Í ® õ ¬ £ ¬ ,Ò Þ ,® ¢ é º & . ½ Ô Ò ó¦ .Ò ° ¿ ¢ µ 1 ¤ ¼ ¢ ¯ É û “ð ^ üº ” £ .¨ ò ¯ £ ,Á ­ , £ ï¢ £ , Ô ¡¢½ , 1 ¦ Õ 2¢¦ á ¬² Õ É Ò' ¤ £ ¢ Þ : £ ­ ~ £ , ~ ­ û ¥ .550 525 À ¨ ¨üÉ £ ,590 ¦ û ª ¨ ò . ¢ ­ É ò ¢ ~ £ ¢ ¯ ,¨ ò ­ ³ ¨ é º £ Þ ¢ ¨ ³ô ¥ £ . £ ô ® ¨ü½ °º , . ª £ Ã Õ 3¬° ã  ¦ Þ Ö . ® ¢ ° ¯ & £ ¥ ð ^ É ¼¬ û ° ¿ ¢ ¢ à £ ¡ , ÖÉ ¨ ½ 45 £ Ô ² ï¢ £ \ . ¬ ' |± © | ¤ Þ Û é Ö ¦ ܪ © @ ¥ õ ­ . ¢ ~ ã á°' ¡ Ô¢ Ò¦ Ü ¬ ­ê ­ Õ £ . ¦ . 330 100 À ¨ ¨üÉ £ ¢ ¦ ¯ ¨}| ¡ Õ Ö õ ¢Ö °º ¯ | ° ¿ ±½ 6 ³ £ ¯°ã ¢ ï¢ ¨ ± Ò ¤ , ¬¤

,


‫ً‬ ‫يهودا من ‪ ٣٨٠‬إىل ‪٥٠٠‬‬ ‫كبري من العربية الصحراوية‬ ‫ٍ‬ ‫ثم مسيحيني من ‪ ٥٠٠‬إىل ‪( ٥٧٥‬ما عدا الفرتة القصرية‬ ‫الفاصلة بني ‪ ٥٢٢‬ومن ‪ ٥٢٥‬إىل ‪ ٥٣٠‬خالل ثورة امللك‬ ‫اليهودي يوسـف)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وخالفا للتقديم التقليدي لبدايات اإلسالم‪ ،‬فإن‬ ‫محمد مل يكونوا أتباع ديانة ّ‬ ‫تعدد اآللهة بل اليهود‬ ‫أعداء ّ‬ ‫واملسيحيني واملانويني وأتباع الديانات السماوية املختلفة‬ ‫اليت ظهرت يف شبه اجلزيرة مببادرة من احلنفاء أو‬ ‫اإلصالحيني الدينيني كمسيلمة يف وسط شبه اجلزيرة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫يف عام ‪ ،٦٠٠‬مل يكن ينقص العرب سوى الوجود‬ ‫السيـايس للتأكـيد عىل هويتهم كشعب واحد‪ .‬وقد‬ ‫ّ‬ ‫جتـل هذا الـوجود مع إنشـاء إمرباطوريتهم‪ ،‬وهذه‬ ‫قـصة أخـرى‪.‬‬ ‫بداية ّ‬

‫معابد البالد‪ .‬ومن النادر ً‬ ‫جدا العثور عىل صورة ّ‬ ‫متثل‬ ‫ً‬ ‫إلها ما عىل هيئة إنسان أو حيوان‪ .‬اآللهة الوحيدة اليت‬ ‫كانت ّ‬ ‫متثل هي تلك الثانوية كالشياطني واملالئكة يف‬ ‫اإلسالم واملسيحية‪ .‬يرفض تعدد اآللهة العربي متثيل‬ ‫بشلك صارم كما ترفضه الديانات التوحيدية األكرث‬ ‫اآللهة‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫تشـددا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يتشك منها هيلكها‪.‬‬ ‫لك قبيلة تعبد اآللهة اليت‬ ‫ففي هيلك مكة يوجد أربعة آلهة‪ :‬هبل‪ ،‬اإلله الرئييس‪،‬‬ ‫وإساف ونائلة ومناف‪ .‬ﷲ هو سيد اآللهة للتحالف القبيل‬ ‫الكبريالذي قامت به مكة بعد انتصارها عىل برهة‪ ،‬ملك‬ ‫محي (وهو مسيحي من أصل حبيش) يف عام ‪ ،٥٦۰‬وهو‬ ‫َ‬ ‫محاط “ببناته”‪ :‬العزى والالت ومناة‪.‬‬ ‫أصبحت اليهودية‪ ،‬اليت كانت منترشة يف المين يف‬ ‫محي (من‬ ‫عام ‪ ،٣٤٠‬الديانة املدعومة من قبل ملوك َ‬ ‫ابتداء من عام ‪ .٣٨٠‬ومن املمكن‬ ‫رسمية)‬ ‫ً‬ ‫دون أن تكون ّ‬ ‫أن تكون اليهودية ً‬ ‫أيضا الدين املهمين عىل ّ‬ ‫عدة واحات‬ ‫كبرية يف شمال رشق شبه اجلزيرة العربية خالل القرون‬ ‫اليت سبقت اإلسالم‪ ،‬ومن دون شك أنها كانت موجودة‬ ‫خاصة يف يرثب (اليت أصبح اسمها‬ ‫يف بداية القرن السابع ّ‬ ‫“املدينة” بعد وصول النيب محمد)‪ .‬بدأت املسيحية‬ ‫ً‬ ‫ابتداء‬ ‫تدرجييا عىل سواحل اخلليج العربي‬ ‫باالنتشار‬ ‫ً‬ ‫من عام ‪ ٤٠٠‬ويف بعض املناطق املحيطة بالمين كواحة‬ ‫محي املسيطرون عىل ٍ‬ ‫جزء‬ ‫جنران الكبرية‪ .‬كان ملوك َ‬

‫‪٣٠‬‬

‫‪29‬‬

‫‪ ٣٠‬نقوش ثمودية‬ ‫اململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫صخرة ملساء‪ ،‬علو ‪ ٣١‬سم؛‬ ‫طول ‪ ٤٠‬سم ؛ السماكة ‪ ٧‬سم‬ ‫وديعة من املتحف الوطين‪ ،‬الرياض‪،‬‬ ‫رقم اجلَرد ‪841‬‬

‫‪ 29‬كانت شعوب املنطقة الوسطى‬ ‫من اخلليج العربي تستخدم أبجدية‬ ‫العربية اجلنوبية القديمة يف‬ ‫كتاباتها ولكن مع اختالفات بسيطة يف‬ ‫شلك األحرف‪.‬‬ ‫جزء من لوحة تذكارية‬ ‫اجلزيرة العربية الشرقية‪ ،‬القرن‬ ‫الثالث ‪ -‬القرن ّ‬ ‫األول ق‪.‬م‪.‬‬ ‫حجر لكيس‪ ،‬علو ‪ ٣٢‬سم؛‬ ‫طول ‪ ٥٥‬سم؛ السماكة ‪ ٢٢‬سم‬ ‫وديعة من املتحف الوطين‪ ،‬الرياض‪،‬‬ ‫رقم اجلَرد ‪834‬‬

‫‪50‬‬

‫‪1‬‬


5

51

,


‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫الممالك الزراعية في جنوب الجزيرة العربية‬ ‫ ّ‬ ‫ ُت َّ‬ ‫‪٢‬‬ ‫مثل الفقيدة‪ ،‬اليت ُر ِّص َعت عيناها‬ ‫تمثل هذه املنحوتة‪ ،‬اليت قد تكون ‪٣‬‬ ‫ رأس رجل تضفي عليه تفاصيل‬ ‫‪١‬‬ ‫ملراسم جنازة‪ ،‬امرأة ّ‬ ‫تمد ذراعيها نحو‬ ‫امللونة‪ ،‬وهي تشبك‬ ‫ذقنه ملسة “واقعية”‪ .‬مالمحه مؤسلبة‬ ‫و حاجباها باملواد َّ‬ ‫األمام وكأنها ّ‬ ‫تصل‪ .‬يكاد هذا العمل‬ ‫يديها أمام صدرها‪ ،‬وعنقها مزيّ ن‬ ‫وتفاصيل وجهه واضحة مع حاجبين‬ ‫أن يكون بورتريه بفضل الواقعية يف‬ ‫وأنف؛ الفم مرسوم بشلك بسيط‬ ‫تجسيد الوجه والنموذج احلي‪.‬‬ ‫ب“طيات اجلمال الثالث” املستوحاة من‬ ‫والعينان غائبتان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اليمن‪ ،‬مقبرة حيد بن عقيل‪،‬‬ ‫عادات النحت لدى الهنود القدماء‪.‬‬ ‫شبه اجلزيرة العربية‪ ،‬القرن‬ ‫األول ق‪.‬م‪ – .‬القرن ّ‬ ‫ّ‬ ‫مملكة قتبان القديمة‪ ،‬القرن‬ ‫اليمن‪ ،‬مقبرة حيد بن عقيل‪،‬‬ ‫األول م‪.‬‬ ‫الثالث ق‪.‬م‪ – .‬القرن الثاني م‪.‬‬ ‫مملكة قتبان‪ ،‬القرن الثاني‬ ‫مرمر‪ ،‬علو ‪ ٢٢‬سم‬ ‫مرمر‪ ،‬العينان ترصيع بخزف‬ ‫ق‪.‬م‪ – .‬القرن الثاني م‪.‬‬ ‫من مجموعة عائلة دوبروف‬ ‫طالء زجاجي‪ ،‬علو ‪ ٤٠‬سم‬ ‫مرمر‪،‬‬ ‫من مجموعة عائلة دوبروف‬ ‫علو ‪ 25,5‬سم‬ ‫من مجموعة عائلة دوبروف‬

‫‪52‬‬

‫‪1‬‬

‫‪3‬‬


1

2

,ú ô û ,­ -å F °º . . Ü Ô Ò 36,2 , “ð'’ ” :¨ ¡ D ú ã ± ­

53

­ Õ × £¼ ׬ 5 ÕÖ Õ× Ø ×¬ 4 Á ³ ³ ± Ú Û· , ª © , Ü Å Ý

Û Â ·³ Å ß ª .Þ Ã Â ¥ ,.ß.½ © ¯ .à £¼ ¨ º á ± ² – . . Ü Ô ,­ £

¢ ¹ Ú â Â

. ² ·³ ,à ª ©± Ò 15,5 , Û © ã ¨ © ¼ ä ú ã ± ­ . °¢ ·± ½ ± (T) © æ ç Õ ß ³

Û Â ¸ Á ¨ .Þ

,


‫الممالك الزراعية في جنوب‬ ‫الجزيرة العربية‬

‫ّقدمت احلضارة ّ‬ ‫املتألقة اليت منت يف جنوب شبه اجلزيرة‬ ‫األول ق‪.‬م‪ .‬ويف بداية القرن ّ‬ ‫العربية يف القرن ّ‬ ‫األول من‬ ‫ً‬ ‫عرصنا احلايل‪ ،‬آالف النقوش؛ منها ما كان منقوشا عىل‬ ‫اجلدران الصخرية أو عىل لوحات القرب احلجرية‪ ،‬تروي‬ ‫وقائع احلروب وحتيي الطقوس االحتفالية وتعلن عن‬ ‫املراسيم امللكية والقوانني العامة؛ ومنها ما كان منحو ًتا‬ ‫سيل‪،‬‬ ‫يف احلجارة أو إهداءات طويلة مكتوبة بالربونز املُ َّ‬ ‫ً‬ ‫ترافق األعطيات املُ ّ‬ ‫نقوشا‬ ‫قدمة يف املعابد؛ وبعضها كان‬ ‫عىل احلجارة تدخل يف العمارة وحتمل اسم اجلهات الراعية‬ ‫لتشييد هذه املباني أو املدرجات الزراعية أو املشاريع‬ ‫املائية‪ّ ،‬‬ ‫اخلاصة بهم‪.‬‬ ‫مؤكدين بذلك عىل حقوق امللكية ّ‬ ‫اللكيس الذي تشري‬ ‫ينمتي إىل هذه الفئة األخرية احلجر‬ ‫ّ‬ ‫النقوش املوجودة عليه إىل حفر برئ‬ ‫ما‪ .‬إن هذا العمل الذي أمربه معدي‬ ‫“سيد” ذو نفوذ من‬ ‫‪9‬‬ ‫كرب عسار‪ ،‬وهو ّ‬ ‫“األرايض املرتفعـة”‪ ،‬يؤدي إىل إصالح‬ ‫وتمنية احلقول اجلديدة‪ .‬كانت هذه املنشآت املائية تلعب‬ ‫دو ًرا ً‬ ‫مهما يف املجمتع اجلنوبي لشبه اجلزيرة العربية‪ ،‬الذي‬ ‫كان اإلنتاج الزراعي أوىل أسباب ازدهاره‪ّ ،‬‬ ‫حت ولو كانت‬ ‫الرثوة األسطورية للممالك املنترشة يف هذه املنطقة تعمتد‬ ‫بشلك كبريعىل العائدات الضخمة لتجارة القوافل‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫منذ العصور القدمية‪ ،‬كان املزارعون مبدعني يف‬ ‫أي زراعة‪ .‬فباإلضافة إىل‬ ‫ّ‬ ‫الري الذي ال غىن عنه يف ّ‬ ‫فن ّ‬ ‫العدد الوافر من اآلبار اليت ّ‬ ‫متكنهم من استغالل املياه‬ ‫اجلوفية‪ّ ،‬‬ ‫متكن عرب جنوب اجلزيرة العربية من استخدام‬ ‫مياه أمطار الربيع والصيف الغزيرة‪ .‬إن أنواع املنشآت‬ ‫املختلفة املُستخدمة يف الري كالقنوات‪ ،‬والتحويالت‪،‬‬ ‫واألهوسة‪ ،‬والسدود (أشهرها ّ‬ ‫سد مأرب عاصمة مملكة‬ ‫سبأ‪ ،‬وهو مذكوريف القرآن) ساهمت يف السيطرة عىل هذه‬

‫النقوش‬ ‫العربية‬ ‫الجنوبية‬ ‫القديمة‬ ‫فرانسواز دومانج‬

‫‪54‬‬

‫‪1‬‬


­¢ £ | ­ Ö¢ , ¢ ¨ ³ô ¥ ô ; ¬ ä² Ò ° ¤ ­ ú .í F £ ­ ­ Ö¦ ñ J , ¨ ¡ ³ã ô ø £ Û© Û ¦ . Õ ë ² , _ ¨ ­ £ ³¼ K ¡ ø û õ ¢ ¥ ¯ ³ ó 103 Û, ä ¼ ; é ­ ¥ ,¨ ³ « ¦ ¥ ¿ , üÔ : ð% ¦¼ ð , ± ã ¬ Þ Ò ½ ¢ . ­ Ý : ¥ 4 ¨ ¦ ñ ¬ Û ­ ò . ± , ¬

55

£ ¯ ½ £ ¯ ¬ û

£ Ä , É ¢ à . ª £ ¼ ¨ ¬ L¦ ð ñ ¨ º É ¢¦¼ ¤ M%¼ ¤ ñ ¯ ² ð Õ ­ ¨ ð Ý ; ¢ Ò ü¦ õ ³ ' C ¨ Þé ' C N ¨ Þ ,¯ ò © . ¨ À O ¼ ¥ ¦ Õ Ô| Ü ¬ µ ± ú _ £ ¡ õ © É ¼¬ ñ ² ô , ä + Õ £ û × ¢ ¦ ­ _ À À Û ¢ä . ¢ ¼ ° | Ô ô ¡ û ð ¦ ¢ ªä² Õ ¢ £ ð ¦ ô ¼ , ¢ ­ Û Ý Õ Òâ À P ½ ¡ ( ¬ õ) , ó¦ ¥ Ê Q ² ¢ .© ¢ é Ô| “Ò _” û , ¢ ¼ É ^ ñ ¢ ¯° ò ÒÖº ¥ ò ¦ ^ õ ­ ( ô ©° ¯°ã © Ö ² ) R Õ .ó ¬¤ é û ¬ ­ ¬ ­ ¨ ² ð , ¬² ï¢ . S K À £ ¼ £ ­ + í ø ¥É ¥ £ ¦ ,¯ õ á°' À ¿ > ¬ , ¢ ¯ Ê > ¼ # ¦ ¨ ­ ,ó » ± Õ É ¦ , } º > ¥ ¦ û ó F ­ Õ Ö½ . ­½ Ò °º ¨ ° Õ ¨ Û Û ¦ û µ ² ­ £ , À |± üª ÿ ¨ ¥ ø Û ,

,

26

10


‫‪6‬‬

‫‪٧‬‬

‫‪٨‬‬

‫الممالك الزراعية في جنوب الجزيرة العربية‬ ‫ تمثل هذه الهيئة األنثوية‬ ‫ يف معابد جنوب شبه اجلزيرة العربية‪٧ ،‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫املواصفات اجلمالية يف فن النحت يف‬ ‫تكثر تماثيل احليوانات كالثور والوعل‪.‬‬ ‫يمثل ً‬ ‫إلها ما ّ‬ ‫من املحتمل أنه كان ّ‬ ‫املناطق اجلنوبية للجزيرة العربية‬ ‫إال إذا‬ ‫كالبدانة وقصر القامة‪ .‬ويعود هذا‬ ‫كالقوة‬ ‫مجرد تجسيد مليزة معينة ّ‬ ‫كان ّ‬ ‫التمثال المرأة ُتدعى أفتيوم معادا؛ وال‬ ‫أو اخلصوبة‪ .‬من املؤكد أن هذه القطعة‬ ‫تزال األقراط املعدنية بحالة جيدة؛‬ ‫وجدت يف معبد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ربما لتقديم‬ ‫األرايض املنخفضة يف اليمن‪ ،‬مملكة‬ ‫تمد املرأة ذراعيها‪ّ ،‬‬ ‫أعطية‪.‬‬ ‫قتبان أو سبأ القديمة‪،‬‬ ‫القرن الثامن – ّ‬ ‫األول‪ ‬ق‪.‬م‪.‬‬ ‫مرمر‪ ،‬آثار حروق‪ ،‬طول‪ 19٫5‬سم‬ ‫من مجموعة عائلة دوبروف‬

‫‪56‬‬

‫اليمن‪ ،‬مقبرة حيد بن عقيل‪،‬‬ ‫مملكة قتبان‪ ،‬القرن‬ ‫الثاني ق‪.‬م‪ – .‬القرن الثاني م‪.‬‬ ‫مرمر‪ ،‬طول ‪ ٧٣٫5‬سم‬ ‫من مجموعة عائلة دوبروف‬

‫‪1‬‬

‫ تظهر تأثيرات العامل الهيلينسيت عىل‬ ‫‪٨‬‬ ‫هذه القطعة املعمارية املُزخرفة بأوراق‬ ‫الشجر واألزهار‪ُ .‬وجدت هذه القطعة‬ ‫وغيرها من القطع املماثلة يف األرايض‬ ‫املرتفعة يف اليمن وهي جزء من نصب‬ ‫تذكاريّ ة (معابد‪ ،‬قصور)‪.‬‬ ‫األرايض املرتفعة يف اليمن‪ ،‬مملكة‬ ‫حمير القديمة‪،‬‬ ‫سبأ أو َ‬ ‫القرن األول – الرابع‬ ‫مرمر‪ ،‬طول ‪ 53٫4‬سم‬ ‫من مجموعة عائلة دوبروف‬


9

10

í׬ ¸ ¬ø ß ª ½ Ç÷ © Ç . ø ¢ ¶ Û ©± ·³ Û ù à £ î ° Á Ò ¬ ,(­ ) Ô ² , ó ;Ò 54 ,Sâ £ ±¬ Ò 9 ;Ò 33 _ £ µª ­ ¢ Ò , ½ ,å , ' AO 1131 bis ^ô Ò

57

ª ଠŠ, ¬ ” 10 Ö ó ׬ ,² ± ª Ö , î ÷ ©

Æ Ç ² … Ý … ©± ·³ “. ¬ æ º ª

, î ° Ô £ ,­ ;Ò 40a5 ,Sâ £ ±¬ Ò 6 a5 ;Ò 47 _ £ µª ­ ¢ ' Ò , ½ AO 4541 ^ô Ò ,å ,

,

¾ © Õ ß ” 9 © í î ¸ Ç ¬ Å […] Ö Ý ò ׬ .½ Õ ¬ © ¾ § ² ¨ ãµ ó Å ô ¼ ଠ. ¨ õ ³ Æ Ë Ç ­£ º, “.¸ ¨ ¹


15

13 16

­ : ­ × ¬ . ¼ © ¯

Û ú ² ÷ © à þ ÿ ¨ ° Õ× ß ¬ ׬ ·Á ¾ æ Æ Û ª  ³ ± . ,.ß.½ Ç , ¼ í׬ ³ ÄÇ . ¨ ³ Û Û , Å © ~æ · ¾ ׺ © . ¢ × Û ²

:­ ­ å /Ò 9,5 ;Ò 18 Ò 11 ;Ò 13,5 /Ò 8 ;Ò 11,5 Ò 3,5 ;Ò 14 ,e ,Ø_ µª ­ ã 1883 1882 ,1879 ,518 ^ô Ò

; ¬ °¢ Ä ¼ © ©

Ö ¹ ©

;Ò 31 ,Sâ £ ±¬ Ò 5,14 e ¢ ,e ,Ø_ µª ­ ¢ Apl 01 ^ô Ò

× ¹ Ç¢ ¡ 11 × ú © × Æ Ç © ¸ Û .ß.½ ¯ ¯ Ú í׬ ¨£ “·¾ ¬ µ - ¯ ” Û ½ ¼ } © Ç Ûÿ £ 12 ÷ Õ

¹ © : ¾ Á Ç ¸ . ³ ¬ | Û ² × T ã ¨ ² ¼ .©± ·³ ¹¹ Û £ © . ¹ © , ¢ ¢ ,© ¦ ¢ ,ú °¢ . . å F – . . ² É ² , ¢ , £ ¼ û ­ _

1

58


11

. ¼ , ò ,°¢ , ¢ ¢ . . Ô – å F ;Ò 31 ,Sâ £ ±¬ Ò 9,5 e e ,Ø_ µª ­ ¢ M01 ^ô Ò

59

12

14

© ¹ à

à Ü ©  ² .ß.½ Ç ÷ { ¹ Õ . ± ³ £ © ¸ ׬ 16 Æ ° × Û ² ¼ ÷ ¸ .ß.½ Ç © à ¯ ¹ © í׬ ¢

¯ 15 ¬ °¢ Ý ¡ ¨ ­ 13 £ ,­ ² , ¢ ¨ ³ô ¥ Ò 13,5 ,Sâ . . Ô £ Ô ¦ ¢ \ ¢ ¢ µª Ò 22 _ ,Sâ £ Ô ¦ AI 03-16 ^ô Ò ½ à ­ ¢ ~ ½ , É

² Û Â { © ¢ Æ ³ ³ © © £ ² ¬ . © µ ² ³ ²

,

­ 14 , ¢ ¨ ³ô ¥ . Ô - . . Ô Ò 20 _ ,Sâ £ Ô ¦ ½ à ­ ¢ .~ ½ , É


‫العرب المجاورون لإلمبراطورية الرومانية‪:‬‬ ‫مملكة األنباط ومدينة تدمر‬

‫إال أنها ّ‬ ‫ظلت اللغة املحكية يف الرشق األوسط إىل جانب‬ ‫اليونانية املحكية يف املدن الكربى‪ّ ،‬‬ ‫إال أ ّنها انقسمت إىل‬ ‫لهجات مختلفة بني منطقة وأخرى‪ ،‬وقد ظهر هذا‬ ‫متنوعة‪ .‬كما‬ ‫االختالف يف األجبدية اليت أصبحت بدورها ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ابتداء‬ ‫فشيئا مكان اآلرامية‬ ‫شيئا‬ ‫حلت اللغة العربية‬ ‫ً‬ ‫من الفتح اإلسالمي ولكنها جنت ّ‬ ‫حت يومنا هذا لتصبح‬ ‫خاصة يف جنوب رشق تركيا‬ ‫لغة محلية يف بعض املناطق‪ّ ،‬‬ ‫وشـمال الـعراق‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬كانت الثقافة العربية حارضة‬ ‫بالفعل قبل نزول الوحي عىل النيب محمد وفتح الرشق‬ ‫األوسط من قبل جيوش مكة‪ .‬منذ انتشار استعمال‬ ‫اجلمل يف نقل احلمولة الثقيلة‪ ،‬بدأت القوافل بالتّ جوال‬ ‫ّ‬ ‫املمتدة من جنوب شبه اجلزيرة العربية‬ ‫يف بادية الشام‬ ‫إىل ضفاف نهر الفرات‪ .‬يف عام ‪ ،٨٥٣‬كان األمرباطور‬ ‫اآلشوري شلمنرص الثالث قد قام مبواجهة جنديبو‪ ،‬أحد‬ ‫تبجح‬ ‫زعماء العرب‪ ،‬املجهز بألف مجل‪ ،‬ويف القرن الثامن‪ّ ،‬‬ ‫حاكم آشوري من سوهو الواقعة عىل ضفاف نهرالفرات‪،‬‬ ‫بأنه هاجم ونهب قافلة تعود ألناس من تمياء وسبأ أي‬ ‫من شمال وجنوب اجلزيرة العربية بنفس الوقت‪ .‬ومن‬ ‫الواضح أنه يف هذه احلالة األخرية‪ ،‬تعود القوافل إىل ّجتار‬ ‫من شبه اجلزيرة العربية ولكن مبا أن النص ال يذكر ّ‬ ‫إال‬ ‫خاصة يف اإلجنيل‪ ،‬يبدو أن املصطلح يشري يف‬ ‫العرب‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫األغلب إىل منط احلياة ّ‬ ‫املمتثل بالتحال‪ .‬كانت العالقات‬ ‫بني البدو واحلَ َض ختضع لمنط تقليدي ّ‬ ‫يمتثل بانعدام‬ ‫الثقة املتبادل بني الطرفني وباملواجهات وعمليات‬ ‫النّ هب‪ ،‬ولكن ً‬ ‫أيضا بالتكامل‪ ،‬فالبدو حيرضون البضائع‬ ‫ويمتونون باملنتوجات الزراعية وترعى ماشيتهم‬ ‫البعيدة ّ‬ ‫السهوب خالل فصل الشتاء ويف احلقول بعد احلصاد‪،‬‬ ‫يف ّ‬ ‫خالل فصل الـصيـف‪.‬‬ ‫ميكن مالحظة هذا املزيج من الثقافات والشعوب‬ ‫يف بداية احلقبة املسيحية‪ ،‬يف بعض املناطق الرثية حيث‬ ‫حُ فظت النقوش‪ّ .‬‬ ‫امتدت مملكة األنباط‪ ،‬اليت كانت‬ ‫عاصمتها البرتاء يف األردن احلالية‪ ،‬يف ذروة تارخيها يف‬ ‫القرن ّ‬ ‫األول من عرصنا‪ ،‬من دمشق إىل مدائن صالح‬ ‫ً‬ ‫(مدينة احلجر قدميا) وهي واحة يف صحراء احلجاز يف‬ ‫ً‬ ‫حاليا إىل النقب‬ ‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬أي من األردن‬ ‫وكانت اململكة تسيطرعىل مسالك القوافل بني العربية‬

‫مدينة تدمر‬ ‫ومملكة‬ ‫األنباط في‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫الروماني‬ ‫فرانسواز بريكيل شاتونيه‬

‫ً‬ ‫ّاتذ الرشق األوسط شك ً‬ ‫جديدا يف القرن ّ‬ ‫األول ق‪.‬م‪.‬‬ ‫ال‬ ‫عند نهاية اململكة السلوقية‪ ،‬اليت نشأت بفضل فتوحات‬ ‫ّ‬ ‫مستقلة‬ ‫اإلسكندراملقدوني‪ُ ،‬ولدت عىل هوامشها إمارات‬ ‫(مملكة يهودا‪ ،‬ومملكة األنباط‪ ،‬ومملكة الرها)‪ ،‬بيمنا كانت‬ ‫املتوسط اىل الفرات‪.‬‬ ‫روما تضم أرايض شاسعة من ّ‬ ‫فتح هذا الوضع املجال أمام ّ‬ ‫جتدد الثقافات السامية‪،‬‬ ‫أو عىل ّ‬ ‫األقل أمام االعرتاف بها وانتشارها‪ .‬وعىل الرغم من‬ ‫أن النقوش كانت نادرة يف العرصالهيلينسيت‪ ،‬وتكاد تكون‬ ‫ّلكها ّ‬ ‫ً‬ ‫تدرجييا يف القرون‬ ‫باللغة اليونانية‪ ،‬فقد ازداد عددها‬ ‫األوىل من احلقبة املسيحية‪ .‬واىل جانب الكثريمن النقوش‬ ‫اليونانية‪ ،‬جند يف بعض املناطق مئات النقوش ّ‬ ‫باللغة‬ ‫اآلرامية وهي ّ‬ ‫اللغة الدولية خالل حقبة اإلمرباطوريات‬ ‫وباألخص الفارسية‪ .‬ونالحظ بذلك‬ ‫اآلشورية والبابلية‬ ‫ّ‬ ‫أنه عىل الرغم من اختفائها شبه الكامل من الكتابة‪،‬‬

‫‪60‬‬

‫‪1‬‬


Ò % þ ² , ¦ ¯ó À ¨ × õ £ – Ô ) ) « ª Ô ,(. . ² Õ À¦ ¿ ­ £ , ¢¦¼ .( ¬ {:) ¦ ¦ . é² ¢ © ² © Õ £ í é º ² ¢ ¡ ¦ ¦ ¿ ð Ä ¼ Û ó "® ¢ " ©¤à Ò ¬ ð% Õ ­ ." þ " £ (¢[ ¯ , Ö £ ð ,À ¦ õ Õ ¨ . Þ . _ , ¤ µ À¦ ¿ ­ £ ð$ ¼ ¯ É (ª ¢ ¯ ~ Õ ­ ¬¤ . ª ò Õ ¢ ,> º ¡ , Ò © ¡ Ö £ ½ ä¿ ,( l ) © ² © ð ² ±ò ¡ ø ¢ ï¢ ¯ £ ­½ ø . Û ¥ }|¦ £ ñ © É É £ Õ é º ð Þ £ ló Ö ð± ¼ , . Û . ª ò ­ 240 _ , ¿ ³ 𠾿 ´ ¦ .« ² × ã ² À ª ® ­ Ò ­ Þ £ ¯× , Þ ðª é .À ª Þ À ª Þ ," 0 " ½ ¢ , ­ £ ¤ .« ² × ½ Ô õ À ¢ » ­ ,ì^ ^ò £ ñ ,¯ É ø ­ ¥ É m ³ ¦ _ , ¿ ­ ° ¢ ½ Ô Û ê ð% ¦ ñ ( É ) ' Õ ¢¦ ¨ Ô ² £ .¨ Þ ¯ £ ¢ ¯ó ,¨ Þé À ɦ ­ ,¦ ñ ' Ô á ¿ À 5 Ò¦£ . ¨ Öò ¯ 'ó¦ ¢ õ ­ Õ Õ $ ½ $ _ , ¿ ä £ £ ø ¡ m ð , Þ Ô . ô ¡ ¯ © Ô ,ð à +

61

33

ñ ¢ Ä ¨ 5 ¡ û « ¨ ¢ £ . ã ì ¢Öj¼ ð ¦ ñ ¦ ' ¦ó¦ ­ ­ ¯ ² Û £ £ ¼ ÖÉ ­ ¥ õ ~ # ¼ ô û ¢ ¨ ¬ «< ¦ £ .¯° Õ £ þ ­ ½ , N © ü | £ ¦¼ ñ ,¥ ©³õ ,û N © ® ó ñ ø . û ¢ ­É õ > º ­ , Û © õ ´ ¾ Õ £ . . ² £ , ¬ ÒÖ¦ £ ,. ù¬ Õ ³ã ô ¡ Õ ­ , ² _ ¡ ô ¡ ¯ ú¤» Ö . ¬° ¢ Õ é º £ ,© , ½ £ ¦¼ k ɬ ñ > , ¯ ï¢ Û ð ¼ .¯ à |± ­ ª ,ú ô £ £ â£ í ¡ ¦ ú § Þ ­ .« ½ ½ Ô Ä ¦ , l² .¥ Ýó ¢ Ò ¢ © ¦ S ã ¥ ¿ õ ,¨ ¢ £ , » > ? ñ ¨ >³¢ ¯° £ ¯ , ¢¦¼ ð £ ¥ Ã × , . ° ¿ ª Õ ) ®× ¤" û " " Ö ÒÖ¦ .ø " F .(" ¯ " 4 ) Õ N ¢ ­ ³ ¤ , £ ­ ÒÝ ¡ £ % ­ ­ ½ . ª Þ Ý² Þ ¦ û £ ­ ,~ ±ò ¢ û õ ¤ ­ .© ü « ª â £ ¢ ¡ ¢ ¯ > £ Þ ä ! ² ð ä £ . ¯ ¤ ­ ¤ ðª é ª ò ­ 106 . ¢ ¨ ³ô

,

31

17


‫الدهشة هو حالة مدينة تدمر يف بادية الشام اليت حتمل‬ ‫املالمح الثقافية نفسها ولكن داخل أسوار اإلمرباطورية‬ ‫الرومانية‪ُ .‬ذكرت هذه الواحة باسم "تدمر" الذي‬ ‫حتمله حىت اآلن‪ ،‬يف نقوش ّ‬ ‫باللغة ّ‬ ‫األكدية تعود اىل األلفية‬ ‫الثانية ق‪.‬م‪ ،.‬ويف العهد القديم‪ .‬ولكن يبدو أن نسيج‬ ‫ً‬ ‫محدودا‬ ‫سكانها املستقرين بقي‬ ‫جـ ً‬ ‫ـدا ملـ ّ‬ ‫ـدة طويلة‪ .‬ويبدو أن‬ ‫ً‬ ‫أيضا بتجارة‬ ‫تطوره مرتبط هنا‬ ‫ّ‬ ‫القوافل اليت نراها يف املتحف من‬ ‫‪21‬‬ ‫خالل النقوش املعروضة املعارة‬ ‫من متحف دمشق و ّ‬ ‫متثل مشاهد الصيد مع اجلمل أو‬ ‫صور اإلله أرسو‪ ،‬حامي القوافل؛ وكانت طريق‬ ‫تلك اليت ُت ّ‬ ‫ّ‬ ‫املمتدة من اخلليج العربي‪ ،‬اليت تأتي من خاللها‬ ‫القوافل‬ ‫املنتوجات الهندية‪ ،‬تتبع نهرالفرات إىل النقطة األقرب له‬ ‫ً‬ ‫محافظة عىل مسارها‬ ‫تتحول باجتاه حلب‪،‬‬ ‫إىل‬ ‫املتوسط‪ّ ،‬ثم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف الهالل اخلصيب‪ .‬تم تغيرياملسار باالتاه ً‬ ‫غربا من هيت‬ ‫يوفره ّ‬ ‫سكان تدمر‬ ‫وعربالصحراء‪ ،‬بفضل األمن الذي كان ّ‬ ‫يف الصحراء‪ ،‬والذي ّأدى بدوره إىل ازدهار هذه املدينة‬ ‫الرسوم اجلمركية واملنح‪ .‬فتحت الرثوة املجال أمام‬ ‫بسبب ّ‬ ‫ابتداء من القرن ّ‬ ‫األول من احلقبة‬ ‫منو مذهل للمدينة‬ ‫ً‬ ‫املسيحية‪ ،‬وتشهد عىل ذلك اآلثار الرائعة اليت تم احلفاظ‬ ‫عليها واليت تنبعث من الصحراء أمام عيون املسافرين‬ ‫بطريقة خ ّ‬ ‫البة‪.‬‬ ‫أصبحت تدمر تابعة لإلمرباطورية الرومانية ما إن‬ ‫ورثت هذه األخرية اإلرث السلويق‪ّ .‬‬ ‫حت أنه ّتم رفع مدينة‬ ‫تدمر إىل مقام مستعمرة يف القرن الثاني‪ .‬مل تشهد ّ‬ ‫إال فرتة‬ ‫قصرية من اإلستقالل السيايس يف نهاية تارخيها ً‬ ‫بدءا من‬ ‫عام ‪ ،٢٦٠‬عندما قامت زنوبيا‪ ،‬أرملة أذينة الذي فرض‬ ‫ً‬ ‫حاميا لروما ضد اإلمرباطورية الفارسية الساسانية‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫بتتويج نفسها وابنها وهب الالة أباطرة وبنش هجمات‬ ‫مما أثار ّردة فعل روما اليت نتج‬ ‫لغزو سوريا ومرص‪ّ ،‬‬ ‫عنها دمار املدينة‪ .‬يف كنف اإلمرباطورية الرومانية ومع‬ ‫مؤسسات رومانية موروثة عن العامل اليوناني‪ّ ،‬‬ ‫متكنت‬ ‫ّ‬ ‫اخلاصة‪ ،‬مع آالف من النقوش‬ ‫تدمر من تمنية ثقافتها ّ‬ ‫ّ‬ ‫باللغة اآلرامية‪ ،‬من ضمنها مستند مايل ّ‬ ‫حيدد الرسوم‬ ‫ً‬ ‫اجلمركية عند مدخل املدينة‪ّ .‬‬ ‫وضعا‬ ‫متثل هذه احلالة‬ ‫مميا ً‬ ‫ّ ً‬ ‫جدا يف العامل الروماني‪ .‬إذ جتمع مدينة تدمر بني‬

‫‪62‬‬

‫الفن املعماري املدني املنقول عن املدن اليونانية يف‬ ‫ومؤسسات املدينة‪ ،‬والكتابة ّ‬ ‫باللغة اآلرامية اىل‬ ‫الرشق‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫املتحدرة من‬ ‫جانب اليونانية‪ ،‬باإلضافة إىل ديانات اآللهة‬ ‫بالد ما بني النهرين والعامل العربي (نقش اإلله أرسو) إىل‬ ‫اخلاصة بالعامل اآلرامي‬ ‫جانب تلك ّ‬ ‫(نقش باسم اإلله يرحبول)‪ .‬بفضل‬ ‫النقوش‪ ،‬نرى أن سكان تدمر‬ ‫‪18‬‬ ‫يكرمون آلهة البلد الذين برهنوا‬ ‫ّ‬ ‫خاصة يف تأمني احلماية للقوافل‪.‬‬ ‫عن فائدتهم ملدينتهم ّ‬ ‫املقابرالعائلية الضخمة عىل شلك أبراج أو معابد أو‬ ‫قبور حتت األرض ّتضم منافذ مغلقة بألواح حتمل ً‬ ‫متثاال‬ ‫ونقشا قص ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يتم احلفاظ‬ ‫للمتوف‬ ‫نصفيا‬ ‫ريا عىل الرضيح‪ّ :‬‬

‫بذلك عىل كثري من الصور اجلميلة‪ ،‬ولو مل تكن شبيهة‬ ‫بأصحابها ً‬ ‫متاما‪ ،‬ألشخاص من مدينـة‬ ‫تدمر يرتدون ّ‬ ‫اللباس البارثي ولزوجاتهم‬ ‫ّ‬ ‫باللباس الروماني‪ ،‬يف هذه الصورة لدينا‬

‫‪19‬‬

‫‪20‬‬

‫‪1‬‬

‫أم ماتت رمبا أثناء الوالدة‪ ،‬حتمل الوليد‪،‬‬ ‫يف لوحة أخرى أخواها اإلثنان‪ .‬و ُتظهر‬ ‫النقوش النذرية أو املُهداة إىل اآللهة حياة املؤمنني‬ ‫الدينية (نقش يذكر األعطية وهي عملـة مهداة إىل‬ ‫إله يوصف "بالعبقرية"‪ ،‬إله صالح‬ ‫ومكافى ‪ ،‬ويأتي هذا النقش من‬ ‫ٔ‬ ‫معبد ريفي يف منطقـة تدمر) الذين‬ ‫يشاركون ً‬ ‫أيضا يف مآدب أخوية ُتقام يف‬ ‫مرفقات املعابد‪ ،‬يتم الدخول إليها‬ ‫عربالدفع بواسطة قطع نقدية مصنوعة من الطني‪.‬‬


,­ Á ~± â , Á Û © .Ø ( ) Ú ¢ ©¾ à ¯ ² ¥ Ý ¯ ©

63

,


‫‪١٩‬‬

‫‪٢١‬‬

‫‪٢٢‬‬

‫‪٢٠‬‬

‫العرب المجاورون لإلمبراطورية الرومانـية‪:‬‬ ‫مملكة األنباط ومدينة تـدمر‬ ‫‪ ١٧‬البيتييل‪ ،‬مصطلح يعين “بيت الله”‪،‬‬ ‫هي ُن ُصب ّ‬ ‫مقدسة كونها املكان الذي‬ ‫يسكن فيه اآللهة‪ .‬كانت ُتحفر يف‬ ‫حجر اجلبال الرميل ّ‬ ‫وتدل يف البتراء‬ ‫عىل الطريق املؤدي اىل أماكن العبادة‬ ‫املكشوفة‪.‬‬

‫‪64‬‬

‫‪ّ ١٨‬‬ ‫يمثل هذا املوكب إله الشمس يف‬ ‫تدمر يرحبل مدجّ ً‬ ‫وتتميز‬ ‫جا بسيفه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هذه املنحوتة بأسلوب هيلينسيت ّ‬ ‫أقل‬ ‫ً‬ ‫وضوحا‪.‬‬ ‫إفريز منقوش يف معبد اإللهة ال ّ‬ ‫الت‬ ‫تدمر‪ ،‬القرن الثاني‬ ‫لكيس أصفر‪ ،‬علو ‪ ٣٢‬سم؛‬ ‫حجر ّ‬ ‫طول ‪ ٤٩‬سم‬ ‫وديعة من متحف تدمر (سوريا)‪،‬‬ ‫رقم اجلَرد ‪8496‬‬

‫البتراء (األردن)‪ ،‬القرن ّ‬ ‫األول(؟)‬ ‫حجر رميل زهري‪ ،‬علو ‪ ٥٠‬سم؛‬ ‫طول ‪ ٣٠،٥‬سم؛ سماكة ‪١٣‬‬ ‫وديعة من املخزونات األثرية‪ ،‬عمان‬ ‫(األردن)‪ ،‬رقم اجلَرد ‪JP1423‬‬

‫‪1‬‬


17

18

Æ Û : ô ­ 21 © © © 22 ¬ ¯ ² ,¸ ¹ ¢ Õ× ³ ^ ~ Æ Æ Á Ý ¨ Ý Çı

³ , ± à , ³ . à Æ Æ Æ . ¡ ¨ ³ ²

Ø Ç ÷ â .

Û ± © ¸ .² ¹ Ü Ô – Ô , ¦ ± © ¸ ;Ò 35 _ ;Ò 30 ,Sâ – Ô ,( ) > £ ±¬ Ò 6 Ü Ô ,Í ,Ø_ µª ­ ã ;Ò 50 _ ;Ò 38 ,5 ,Sâ £ ±¬ 3636 2624 ,8904 ,6340 ^ô Ò Ò 8

65

Û í׬ 19 Û ¾ ¨ ²  ² ÷ 20 Æ Û ¯ Æ ² Û ©Ç ¢ ±

, ± Û , Çæ

Æ ³ Æ Ú Â ¥ , Õ ¾ ú ] ² © Á ô à Õ ¯ £ .à ³ ° ½ µ Å ¾ . © ± ± Á ~ £ µ , ¦ ,Ü Ô – Ô , ¦ Ü Ô ­ ² ;Ò 72 _ ;Ò 70 ,Sâ ;Ò 42 _ ;Ò 57 ,Sâ £ ±¬ £ ±¬ Ò 23 Ò 23

,


‫ ‪٢٣‬‬

‫ ‪٢3‬‬

‫‪٢4‬‬

‫‪٢5‬‬

‫الرومان ومنطقة الجزيرة العربية‬ ‫‪ ٢٣‬سسترسان لإلمبراطور تراجان‬ ‫ّ‬ ‫ملك ً‬ ‫ال بالغار ويرتدي عباءة رومانية‬ ‫ً‬ ‫مجنا‪ .‬وعىل الوجه الثاني‬ ‫أو يحمل‬ ‫من العملة‪ ،‬جُ ِّسدت اجلزيرة العربية‬ ‫ً‬ ‫شاخصا بيده غصن‬ ‫برجل يقف‬ ‫ٍ‬ ‫شجرةٍ واىل جانبه جمل‪.‬‬ ‫روما‪ ،‬عام ‪١١٣ –١١٢‬‬ ‫معدن جبيل‪ ،‬وزن ‪ ١١،٢٢‬و‪ ٨٨،٢٢‬غرام‬ ‫املكتبة الوطنية الفرنسية‪ ،‬قسم‬ ‫النقود وامليداليات واآلثار‪ ،‬باريس‪،‬‬ ‫رقم اجلَرد ‪707; MMA AF 1551 705‬‬

‫‪66‬‬

‫‪ ٢٤‬زنوبيا‪ ،‬أرملة أذينة حاكم تدمر‪ ،‬اليت‬ ‫ً‬ ‫حامية لروما ضد‬ ‫فرضت نفسها‬ ‫اإلمبراطورية الفارسية‪ ،‬وتوجّ ت نفسها‬ ‫إمبراطورة وا ّتخذت اسم “أوغسطا”‪.‬‬ ‫خاصة تحمل رسمها‬ ‫أصدرت عملة ّ‬ ‫بين ‪ ٢٧٠‬و ‪ ٢٧٤‬بعد أن قامت بغزو‬ ‫مما ّأدى اىل ّردة فعل‬ ‫سوريا ومصر ّ‬ ‫روما ودمار املدينة‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫عملة يونانية قديمة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫عام ‪٢٧٢‬‬ ‫خليط معدني من الفضة والنحاس‪،‬‬ ‫وزن ‪ ١٢،١١‬غرام‬ ‫املكتبة الوطنية الفرنسية‪ ،‬قسم‬ ‫النقود وامليداليات واآلثار‪ ،‬باريس‪،‬‬ ‫رقم اجلَرد ‪MMA AF 3648‬‬

‫‪ ٢٥‬رأسان مزدوجان للملك اوبوداس‬ ‫الثالث وزوجته‪ .‬عىل الوجه الثاني من‬ ‫العملة‪ ،‬صورة نصفية للحارث الرابع‬ ‫ملك األنباط يلبس ً‬ ‫ً‬ ‫وعباءة‪ ،‬تقول‬ ‫تاجا‬ ‫العبارة بالنبطية‪:‬‬ ‫“احلارث‪ ،‬ملك األنباط‪ ،‬عام ‪”١‬‬ ‫مملكة األنباط‪ ،‬احلارث الرابع‪،‬‬ ‫القرن التاسع ق‪.‬م‪ - .‬عام ‪ ٤٠‬م‪.‬‬ ‫ّفضة‪ ،‬وزن ‪ ٤،٧٥‬غرام‬ ‫املكتبة الوطنية الفرنسية‪ ،‬قسم النقود‬ ‫وامليداليات واآلثار‪ ،‬باريس‪ ،‬رقم‬ ‫اجلَرد ‪( MMA AF 2773‬ه‪ .‬سيريغ)‬


¢ ¨ ³ô ¥ ½ ¢ ¯ Þ ½ | ¦ Õ ÒÖ¦ ñ ² Ö ¯ Þ ã ) £ ô ¢ ¯ Þ ¢ ,¢ “ ” 3É .Ñ ) '² ¨ ºó ² ¯ © ¥¢ä û £ ¢ å Þ ã × ­ Ô .À¢ ÒÖ þ ± Þ | ¦ É Ý * .( , ) Þ ~ ² ¥ ¨ ã Þ ê $ ð £ & . â ) ¢ °º ¢ ¨ ³ô ¢ ¨ ³ô ) ¢ Þ Ä *¢ ­ Ö × ° ® õ . ª ® ì ) ¢ ¨ ³ô ¯ Þ ð ¼ £ ­ “ ) ¢ ” l² ­ ° × Ü Ô ¯ ¼ ½ ¢ l “ ) ¢ ” l² ÒÖ¦ .o× #_ ¡ Õ Õ . ê½ Ý ú ¬ , é ½ ¬ 29 ú ¬² .û «º ¯ À ɦ .© Ô ¤ ¦¼ ­ ¦2½ ¦ ¢ l² ð Ä , ð °¦ ñ “ ) ¢ ” l² ª ¤ ñ “ ¢ ” l² .­ Ô 9 ¡ ² ¯ É û ª × û ) ¢ ¨ ò ¯ ½ ,å F ô ñ¬ ¯ (# ² ¯ É R .( ° 575 9 ¦ Ò¦ Ü ¬)

Ô , , É Ü Ô Ô , ² Ü Ô ;Ò 42 _ ,¥ ~ M¬ Ò 15,5 ;Ò 34 e Ò ,Í ,Ø_ µª ­ ¢ ² , '» µª ­ 2 ^ô (¨ õ Ý)

Û· . ³ÿ ¢ ¾ Ç¢ 27 © µ ½ Ç ç µ § ¢ ² ¨ ³ ² È ¹ í׬ . ǹ ¢ ÷

Û Æ ¹ £ ` ¨ Æ ,ß ³ ¹ ² º Å

` à £¼ © ¨  ¾ Ç¢ 28 ª Û ¬ . ³ ¢ ¢ ² © , © Û ,ó Û Ò 7 ;Ò 27 e ;Ò 37 . ² .ß.½ Û ¾ ǹ á ,e ,Ø_ µª ­ ¢ ° 870 ^ô Ò .

67

­

© © | ³ í׬ .ß Ø .ß.½ © ¯ ª Å ç £ Û ¨ ÁÛÿ Ü à ³^ Ú Ç Û Â . Ë © µ Ô ;Ò 46 ,Sâ £ ±¬ Ò 13,5 ;Ò 27 _ £ µª ­ ¢ Ò , ½ ,å , ' AO 1172 ^ô Ò

,

Û 26 ° . Ý · § × àÇ ó .¸ ¢ Æ ¾ ³ ª à § Ƹ ³ ,

ļ Û £ _ æ . ° Æ ,

¯ ଠ, º ) © £ £ · ² ( î , ³


‫‪٢٨‬‬

‫‪٢٦‬‬

‫‪٢٧‬‬

‫‪٣١‬‬

‫‪ ٣١‬كتابة نبطية (األردن‪ ،‬سوريا‬ ‫اجلنوبية‪ ،‬سيناء وشمال غرب اجلزيرة‬ ‫العربية)‪ .‬نقش يذكر أضحية ُمؤّلفة‬ ‫من أدوات ذهبية وفضية من ملك‬ ‫األنباط‪ ،‬مالك وزوجته شكيالت‪.‬‬ ‫والكتابة النبطية فرع من فروع‬ ‫الكتابة اآلرامية استُ خدمت بين القرن‬ ‫الرابع ق‪.‬م‪ .‬والقرن الثاني م‪ ،.‬من قبل‬ ‫سكان مدينة البتراء (يف جنوب األردن‬ ‫ً‬ ‫حاليا) ومملكة األنباط‪ .‬وإذا كانت ّلك‬ ‫نقوش مملكة األنباط باللغة اآلرامية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فالشك أن الطبقة األرستقراطية وجزء‬

‫‪68‬‬

‫النبطي ّ‬ ‫يتلكمون ً‬ ‫أيضا‬ ‫من الشعب‬ ‫ّ‬ ‫بلهجة قديمة من اللغة العربية‪.‬‬ ‫البتراء‪ ،‬األردن‪ ،‬منتصف القرن ّ‬ ‫األول‬ ‫رخام‪ ،‬علو ‪ ١١،٥‬سم؛ طول ‪ ٢٠‬سم‬ ‫عمان‪،‬‬ ‫وديعة من متحف اآلثار‪ّ ،‬‬ ‫رقم اجلَرد ‪J.9531‬‬

‫تدمر‪ ،‬القرن الثاني أوالثالث‬ ‫صخري‪ ،‬علو ‪ ٢٧‬سم؛‬ ‫حجر‬ ‫ّ‬ ‫طول ‪ ٢٥‬سم؛ سماكة ‪ ٧‬سم‬ ‫وديعة من املتحف الوطين‪ ،‬دمشق‪،‬‬ ‫رقم اجلَرد ‪5217/2606‬‬

‫‪ ٣٢‬كتابة تدمرية (سوريا)‪.‬‬ ‫نقش يذكر إهداء صالة ُمقببة إلله ما‪.‬‬ ‫كانت األبجدية التدميرية ُتستخدم‬ ‫بين القرن ّ‬ ‫األول ق‪.‬م وآخر القرن‬ ‫الثالث م‪ .‬يف مملكة تدمر وهي شلك‬ ‫من أشكال الكتابة اآلرامية‪ .‬كانت‬ ‫‪ ٣٣‬كتابات يونانية وسريانية‪.‬‬ ‫اآلرامية هي اللغة املكتوبة يف تدمر‬ ‫نشأت السريانية يف مدينة إذيسا‬ ‫ولكن يبدو أن سكان اململكة كانوا‬ ‫أيضا ّ‬ ‫ً‬ ‫حاليا يف تركيا) وال‬ ‫(الرها‪ ،‬أورفا‪،‬‬ ‫يتلكمون بلهجة قديمة من اللغة‬ ‫تزال ُتستخدم اليوم لكغة ّ‬ ‫مقدسة من‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫قبل بعض مسيحيي الشرق‪ ،‬وهي‬ ‫كانت اآلرامية‪ ،‬وهي لغة سامية قريبة‬ ‫ُم ّ‬ ‫شتقة من اآلرامية وكانت ُتعتبر‬ ‫من العربية‪ ،‬لغةالتواصل بين شعوب‬ ‫الشرق األوسط يف العصور القديمة‪.‬‬

‫‪1‬‬


32

33

34

Å , 1500 © ¯ × ß Â ª ² ,ß ³ ° ª . . æ ^ £ ,å å ,( ¬ « ª ) ~ ,( )¼ ð ~ Ò 305 _ ;Ò 67 É µ¬ ,Ñ

69

. ³ , 34 Û ¨ ó Ú ¨ ãµ . ¨ ß ÷Û ÿ ù © í º ,ç µ ׬ .512 ß - ¸ ¹ ± µ Û , Î ¾ â ¨ ÿ á³ Ã Û æ ²| ½ µ ¹ à Û Å á³ . ° ·@ · ² ³ Å , £ Û , ¬ ² ª

£¼ à æ ? Ø ,Õ :à ó ,“ £

Û [ ] ç µ Õ § Ö” ?

.“ ¢ , ±¬ ­ © É ½ ;Ò 73 , ¯ õ ¼ Ò 3 ; 114,5 _ , ¢ \ ¢ ¢ µª AI 87-45 ^ô Ò

,

° ·¬

Ç © ¸ .á³ ½ µ í £ ×÷ à µ

Û ¬ µ Â ² ] . ² à ß ± ¹ Ö , £

Û Â , Á © µ Û © ¡ ² ] ¶ ² . Ç Ç Õ ,Ø § Ö ” :à Î ó


‫األمازيغيـة أو‬ ‫األصلية يف شمـال أفريقيـا هي‬ ‫اللغة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرببريّ ة اليت ترضب جبذورها يف عصور ما قبل التاريخ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املمتدة بني عام ‪٩٠٠٠‬‬ ‫تطورت هذ اللغة يف الفرتة‬ ‫وقد ّ‬ ‫و‪ ٨٠٠٠‬ق‪.‬م‪ُ .‬دعي ّ‬ ‫ٍ‬ ‫بأسماء عديدة‪“ ،‬تمييهو”‬ ‫متلكموها‬ ‫و “ليبو” و “مشوش” من قبـل املرصيّ ني‪“ ،‬ليبيون” أو‬ ‫“ماكيس” من قبـل اليونانيني‪ ،‬و “مازيس” من قبـل‬ ‫الرومان و “بربر” من قبل العرب… العديد من هذه‬ ‫األصليني وهو‬ ‫التسميات ُتظهرمن خاللها لقب السكان‬ ‫ّ‬ ‫وأيضـا “أماهاغ” ‪“ ،‬أماجاغ” و “أماشاغ” ً‬ ‫ً‬ ‫وفقا ّللغة‬ ‫أمازيغ‬ ‫املحـلية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يف العرص احلجري احلديث‪ ،‬ويف الصحـراء اليت كانت‬ ‫ال تزال خرضاء‪ّ ،‬‬ ‫بفن النحت‬ ‫متي أسالف األمازيغ األوائل ّ‬ ‫والرسم وببنـاء النصب اجلنائزيّ ة الدائريّ ة الشلك اليت‬ ‫صورجداريّاتهم‬ ‫ُتدعى إيديبنان‪.‬‬ ‫وبأسلوب بسيط وأنيق‪ُ ،‬ت ّ‬ ‫ٍ‬ ‫احلجريّ ة قطعان املاشية‪ ،‬ورحالت الصيد‪ ،‬واملراسم‬ ‫اخلطابية اليت جتمع الرجال والنساء‬ ‫االحتفالية واملسابقات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشخصيات اخلارجي‬ ‫هذه‬ ‫مظهر‬ ‫إن‬ ‫ة‪.‬‬ ‫معب‬ ‫حبركات‬ ‫ّ‬ ‫املُتقن أي تصفيفة الشعروالثياب واحليل والرسومات عىل‬ ‫اجلمالية الرفيعة لهذا املجمتع‪.‬‬ ‫اجلسم‪ ،‬تشهد عىل الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫األمازيغية يف‬ ‫التطور الذي شهدته احلضارة‬ ‫ميتاز‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تقنيات كبرية وهي‬ ‫األلفية الثانية ق‪.‬م‪.‬‬ ‫بالمتكن من أربع ّ‬ ‫ّ‬ ‫الكتابة واملعادن وترويض احلصان والعربة (اليت جترها‬ ‫أربعة أحصنة وسينقلها عنهم اليونانيون)‪ .‬ظهرت أوىل‬ ‫ّ‬ ‫املمتدة بني‬ ‫املدعوة بالليبية‪-‬الرببرية يف الفرتة‬ ‫النقوش‬ ‫ّ‬ ‫عام ‪ ١٣٠٠‬و ‪ ١٢٠٠‬ق‪.‬م‪ .‬يف وسط الصحراء الكربى‪.‬‬ ‫واشتُ ّق من هذه األجبديّ ة التيفيناغ القديم اليت ّتم االعرتاف‬ ‫بها منذ القرن السادس ق‪.‬م‪ .‬و التيفيناغ احلديث الذي‬ ‫ابتداء من القرن اخلامس‪.‬‬ ‫نشأ‬ ‫ً‬

‫اللغة والكتابة‬ ‫ّ‬ ‫األمازيغية في‬ ‫شمال أفريـقيا‬ ‫هيلني لكودو حواد‬

‫‪35‬‬

‫‪ ٣٥‬كتابة بالتيفيناغ‪ ،‬نقوش عىل احلجر‬ ‫باللغة األمازيغية‬ ‫الطوارق يف الصحراء الكبرى‪،‬‬ ‫ً‬ ‫حاليا)‬ ‫العير (نيجيريا‬ ‫لكيس‪ ،‬علو ‪ ٤٨‬سم؛‬ ‫حجر ّ‬ ‫طول ‪ ٦١‬سم؛ سماكة ‪ ٤‬سم‬ ‫وديعة من متحف رصيف‪ ‬برانيل‪،‬‬ ‫باريس‪ ،‬رقم اجلَرد ‪71.1906.3.50‬‬

‫‪70‬‬

‫ظهرت أوىل الكتابات الليبية‪-‬‬ ‫البربرية بين عام ‪ ١٣٠٠‬و‪ ١٢٠٠‬يف‬ ‫الصحراء الكبرى‪ .‬ومن هذه األبجدية‬ ‫ُولدت لغات التيفيناغ القديمة‬ ‫املستعملة منذ القرن السادس ق‪.‬م‪.‬‬ ‫ثم ظهرت لغات التيفيناغ احلديثة‬ ‫ابتداءً من القرن اخلامس‪ .‬الطوارق‬ ‫هم الوحيدون الذين حافظوا عىل‬ ‫استخدام هذه اللغة اليت يتم تناقلها‬ ‫اليوم عبر اختراع وإدخال التيفيناغ‬

‫احلديث من قبل أمازيغ الشمال الذين‬ ‫فقدوا هذه الكتابة عىل األرجح قبل‬ ‫وصول اإلسالم‪.‬‬ ‫تتشابك عىل هذه القطعة احلجرية‬ ‫الصحراوية عدة رسائل مختلفة بلغة‬ ‫التيفيناغ‪ ،‬مازجة بين أحرف قديمة‬ ‫وحديثة ذات شلك وقيمة مختلفين‪.‬‬ ‫يصعب فهم اللكمات املرتبطة بصيغة‬ ‫ً‬ ‫غالبا ما تكون ّ‬ ‫مشفرة إذا ُأخرجت‬ ‫من سياقها‪.‬‬

‫‪1‬‬


Õ Â£ ¢ ² , £ ¼ Õ ® Þ Ñ ¦ ¬ . ¢ ø ô ½ Ô ¬ ¯ ,# ¢ û* ® Þ © ª « « ¦ ñ Þ ~ ² £ Õ Õ ¦ ¦ S _² | ¿ ú Ò¦ . $ ¢õ ï¢ ³ , û Öò ¤ © ° ¿ , ¢É . ± ­ Í_ Õ Ý ¯¤ % £ > £ ,­ Ô ­ ° ¿ , À 5 ¯ Í º , ½ Ô £ . É Ä ¯ É ¦ ¢ ¥ £õ ¦ ½ Ý (® Þ ) “® Ý” @ ¦ Ô ¬ £ ¯ _ , ¿ . × õ õ ñ À Ô ~ ² ó ñ ¨ ° ¿ ,× Ô ­ £¬ × û ò ® Þ ° ¿ × ð + £ ½¿ ï¢ ½ ä¿ , « Éä £ £ ¡ ¦ ñ |õ¤ . L ¢¦ ã Ô ´ ® ò ­½ ¯ £ .ØÞ £ û ¢ Ò ' ¦ °º ­ í º + ¦ £ ñ ® ¢ õ ¦ ¯ ± > ¬ Ò ¦ ¢ ® Þ , × Þ ~ ² Þ å ¦ ã ³ô ® Þ ,û ª ¬ . ½ = ± * £ £ ¼ Éä , Þ ~ ² Þ À [ , « ² × À üÞ Ò Õ ,{Ä 30 20 À .¯ ¢ ¦ ɦ ñ ¬ ñ Ô ò Þ ~ ² õ ¦ ñ 6 É Þ Í ' + « ¦ ¦ , ½ ' {ã « ¦ ¦ ,ú º³ ¨ë + ¯° Ô| é > º é £ ©³Õ õ ± ² + ¦ ñ £ . ³± ¤ 4é² û . ² Û }C .À Þ ~ ² þ ±

71

Û }£ C¼ ñ + ú ¬² £ ® õ £ ª õ ¦ . Ä ¡ ¨ ɪ £ ,« £ Ä # ¢ ® ¢ ® £ ¯ ¨ ¿ Û © ª ~ £ ¦¼ ñ , Þ ~ ² ¢ ø Û ¨ ½ .“ £ ª ” £ ­ ¢ Í_ ë ¦ ñ ú¤ ¯ ×¢ « ½ å |õ¤ £ £ ¦ , ¢_ ¦ Õ é ¦ £ ³ ¦ ¨ ó , £ ­ µ ¢ Ö . ª Þ £ * ) 1 ) ¢ ¯ £ £ ¯ Ä ï¢ ¨ þ ¦£ ( ¦° £ £ Õ Ô Ø ± ɽ . Þ ~ ² ¿ ¯× ,° £ ¢ ¦ ¢ × ñ ð £ £ ° ½ ð ¬ ñ ò °º , £ * ñ ×¢ Ô ° ) *

£ ± ¥ ² .(. . 945 ­ © ð ¬ Õ Õ ¼ , ' £ Ü ¬ , å Þ ² ¦ ¯ ¼ ,(¯ ¥ ¦ ¦ :² ô ­ ) £ À Ö ¯° £ ¡ ¦ à ¥ . ­ . Þ ~ ² À) À ¢ Õ ¯ ¯ ­ Õ Ñ ¦ Õ ð ¢ ñ Þ ~ ² ¯ Ä ð ¬ é ð% ð © , _ , ¿ Õ µ ¬ À £ Ô , ¢ ¦ % £ û _ Ý Û É¬ ;. _ ä £ ¦ ¨ ¿ ® ¬ , ¢ ® , Ô ù¬ ; . _ ² |± Ö¬ # ¦ û ¬ ¨ Ô ¯ ¢ \ ,> º ¬ ­ ê ¦ _ Þ ~ ² ¯ ¢|± 4º ¢ .Q |õ¿ £ ¯ _ Ä Ò ¦ ,# ¢ ¢ Þ ª , Ô ³ ¯ Ä °

,


‫البحرين والخليج‬ ‫في العصور‬ ‫القديمة‪:‬‬ ‫حضارة بحرية‬ ‫ّ‬ ‫وتجارية عند‬ ‫تقاطع المراكز‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية‬ ‫الكبرى في‬ ‫الشرق القديم‬

‫‪44‬‬

‫بيري لومبار‬

‫‪36‬‬

‫‪72‬‬

‫‪1‬‬

‫عندما قام ملك لكش “أورنانيش” قرابة عام ‪ ٢٥٠٠‬ق‪.‬م‪.‬‬ ‫بالتذكريعىل لوحة مزخرفة من احلجرالكريم يف تيلوه ّأن‬ ‫ً‬ ‫خشبا من بلدان بعيدة” إلعادة بناء‬ ‫“سفن دملون نقلت‬ ‫معابده وجتديدها‪ ،‬الحظ االبتعاد التدرجيي عن التجارة‬ ‫األرضية عربالهضبة اإلير ّانية والدورالرئييس الذي تلعبه‬ ‫ّ‬ ‫أسايس يف شبه اجلزيرة‪.‬‬ ‫عامل‬ ‫ٍّ‬ ‫التجارة البحريّ ة من خالل ٍ‬ ‫أصبح بذلك اخلشب املجلوب إىل بالد سومر عىل الحئة‬ ‫املواد ّ‬ ‫الغذائية العديدة اليت‬ ‫األو ّلية واملنتوجات واملواد‬ ‫ّ‬ ‫وصلت إىل اخلليج بفضل ّجتار دملون النشيطني الذين‬ ‫العربية وجزرها‪.‬‬ ‫استقروا عىل الساحل الرشيق للجزيرة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منذ عام ‪ ٥٠٠٠‬ق‪.‬م‪ .‬كان أهل بالد ما بني النهرين‪،‬‬ ‫عند نهاية ثقافة عبيد‪ ،‬يستخدمون هذه‬ ‫اخلزفية‬ ‫املـيـاه نفسهـا لبيع منتوجاتهم‬ ‫ّ‬ ‫الغذائية وعىل األرجح اللؤلؤ‬ ‫مقابل املواد‬ ‫ّ‬ ‫الطبيعي‪ .‬االنتشار الرسيع لهذه األواني‬ ‫املُ ّلونة عىل طول سواحل اخلليج تشري إىل ظهور حلقات‬ ‫اتيجية تبادل مزمن ُأنشئت عىل البحرمن الكويت‬ ‫واسرت ّ‬ ‫العــربية املتّ حدة‪.‬‬ ‫إىل اإلمارات‬ ‫ّ‬ ‫قرابة عام ‪ ٢٢٥٠‬ق‪.‬م‪ ،.‬يذكر رسجون األكدي أيضاً‬ ‫اىف‬ ‫مرىس أسطول دملون ( “تلمون” باللغة األكديّ ة) يف مر ٔ‬ ‫عاصمته‪ ،‬إىل جانب سفن مجان (ثقافة شبه‬ ‫العمانية) وسفن ملوحا (حضارة‬ ‫اجلزيرة‬ ‫ّ‬ ‫األلفية الثالثة‪،‬‬ ‫ابتداء من نهاية‬ ‫السند)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مل يعد يوجد أي ذكر لهذه احلضارات‬ ‫باستثناء دملون يف النصوص االقتصاديّ ة‪.‬‬ ‫التطورهو إنشاء نظام جتاري إستثنائي‬ ‫السبب وراء هذا‬ ‫ّ‬ ‫إلعادة التوزيع يف البحرين اليت أصبحت املركزالسيايس‬ ‫واالقتصادي ململكة دملون‪.‬‬ ‫ئيسية‬ ‫وبالفعل‪ ،‬مل يكن باالمكان ربط اجلزيرة الر ّ‬ ‫يف هذا األرخبيل خالل العصور املاضية بدملون الواردة‬ ‫يف النصوص املسماريّة القدمية من مدينة الوركاء أو يف‬ ‫الحقا‪ ،‬وذلك ً‬ ‫النصوص من حقبة شلمنرصاخلامس ً‬ ‫وفقا‬ ‫توصلت إليه قرابة ستّ ني ً‬ ‫عاما من البحوث األثريّ ة‪.‬‬ ‫ملا ّ‬ ‫جيب البحث عن هذه اجلزيرة يف ّ‬ ‫القارة اليت هي املنطقة‬ ‫حالي ًا‪ ،‬حيث يقع ميناء جزيرة‬ ‫الرشقية للجزيرة‬ ‫العربية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ملموسا يف التبادالت‬ ‫تاروت الذي يلعب دو ًرا جتاريّ ًا‬ ‫املذكورة يف هذه النصوص‪.‬‬


Õ ­ ó £

ñ ¨ ± Û Ò ¦ Ò¦£ µ C , £ Ò º ¡ ë ¼ .û ª ¡ ¦ ­ ,"¨ ­É £ õ , Ý " Ø § £ ? ­ ­É ­ à õ £ ­ ã ² º ² 5£ ¢ ­ å

Õ £ Ò É ó ª , [ £ ¤ é Õ ì^ ^ò ² õ @ ¦ ± ª É £ ­ © ò À ¢ Ò ã ? þ ­ C Ò É ó Ò ¦ õ Ö¬¶ , £ ­ À ¤ £ .­ ª ­ 5£ © ± Ò Ö [ £ ,( ¨ ± Ä À 5£ ) £ Õ Õ £ ¯ ½ Ô ¨ ¢ ¯¤ Ò

£ Ò £ ¢ .m F ± ¦ ü _ ¦ ¯ Þ Û ¨ | Þ ½ ä¿ Û £¬ £ ¥ ½ ô ­ õ Ä ¼ ¢ ~ ¦ ¤ " Ô ª " éó½ . ¢ ¨ ³ô £ ­ ª ¥ ð É ¬ û Ò ¤ é . ù¬ º» ¨ ¼ ± Û ¯óÉ © × ­ À ' ,. . × ­ Ô £ ¯ ~² ªä ¢ ­ £ À ² £ ! F ¢|± ¡ ¨? ¯ ' £ ñ ¢ ^ \ .ð - ð ñ ± þ ú ¢ ¬ ¢ . Û ­ m F û ò û ¤ ° £ ° ¬ ð% ¬ , $ á°' ¦ e É ð¦ ñ ,m F õ ­ ¯ ¼ ñ , ± ¯¤ ¡ £ ¨ 5 ¡ {º² £ û ~° ¬ £ ,= . Ô ò * É ¥ 1 £ û³ã ô » Ñ ¯ ¦ þ ã éü Ô µ °º Û ­ ª ¨ ³õ,^ ^ . . × ­ Õ º ¨ Þ ð ,. . ² É ² , £ |¦ ³¦ ¤ û ò *¢ °º ðª é ñ Õ ¨ ð% ¢ " ðª é £ ÒÝ ° . P² Ò'£ ¤Õ £ Ô ò _ , ¿ Õ Ò #É º ,. . â Õ , ² ¿ ª ¯ ³Ý ð º À¬ ­ ° ¦ ³ô ð½ ¼ .Ñ ­ ª m F

73

,¨}õ ¨üÉ . . 2000 ¬ ® ² ­ ª ¨ ³õ í F ³ £ \ £ ¬? ­ ' © ­ | õ ² ¡ ù¬ Ää B ð¢É¦ " ,Á .Ø £ _ ¯ £ × ¢ _ ¡ ¨ ­ ª ¢ « ª

Õ £ Õ é ðª é * Õ ¬ ¢ ± ð £ .S ã ó½ ª ° Ä £ ¦ ½ ' ¯ ,Àò £ . é F ¥ ­ É ¨ ³ô |± }C £ £ ¨ 'à #¦ é² £ ³ã ô ã ¢ £ Õ¨ ° .(, 75000 É ú Ò¦) £ ¯ Ôô ¯ £ û þ~ ã Ô ¿ û ¢ ­É } £ ¡ £ ,­ ª ­½ ¯ õ ¼ ñ £ ³ã ô ¬ ä² + ¦ ñ Õ ³Ä ðª é ñ þ Ö½ £ Ò ° £ ¤ í Õ ã£ ³õ ¤ £ \ .­ À ­ ¨? ¨ é ¨ ¢ É ² Û ¨ ± ­ ª À - ¨ ± Õ £ 𢠲 ¨ ¢ ^ é¼ ñ ¨ ³ô ó½ ¦ ð ñ ¦ £ ¼ ¯ ½³F ,S ã ² , À ò ­ 37 ­ ð ­ ­ ¨ ï ² :² Í ¢ ­ ; , º Òõ ­ . Ä ¼ ~° ­ £ À ° ­ ð É ² ° £ ( Þ½ ) £ ¼ õ F K £ ½ ä¿ , ­ . ¢ ±ò õ ­ . Ä ¼ ª £ ï¢ õ ³ã ô Û ¡ Ô¢ Ò¦£ ã Ô ¤ º² {º² ¯ ½³F £ £ ª £ 5£ ² _ © ¿ Ä ¼ Û .Ò , Ò ½ ¦ ð ñ ­ ¨ É ¨ Þ e ݲ 38 £ ñ , ¨ Öò ' ?à ¯° Ô| ¦ ¦ . ¼ ¨ ¬ ¤ í ® Ý 44 , '² ¯ ¢ ª £

,


‫والشارقة‪ .‬وعىل الرغم من صعوبة احلفاظ عليها‪ً ،‬‬ ‫غالبا ما‬ ‫وخاصة‬ ‫يتم العثور عىل الآلئل يف املواقع األثرية اإلقلميية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أهميتها يف‬ ‫انطالقا من العرص الربونزي‪ّ ،‬‬ ‫مما يؤكد عىل ّ‬ ‫التبادالت التجارية‪ ،‬إذ ميكن أن يكون ّ‬ ‫اللؤلؤ هو “عني‬ ‫السمكة”‪ ،‬العبارة الغامضة اليت ترد يف نصوص بالد ما‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫بني النهرين االقتصادية‪ .‬كث استخدام اللؤلؤ يف احلىل‬ ‫خالل احلقبتني الهيلينستية والبارثية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فإذا من بني البحار الثالثة املُحيطة بشبه اجلزيرة‬ ‫العربية‪ ،‬لعب اخلليج العربي قبل اإلسالم ّ‬ ‫بعدة ألفيات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واقتصاديا مماث ً‬ ‫ال للدور الذي يلعبه‬ ‫اتيجيا‬ ‫دو ًرا اسرت‬ ‫اليوم‪ّ .‬‬ ‫حيتل أرخبيل البحرين‪ ،‬كما سبق ورأينا‪ ،‬مكانة‬ ‫ً‬ ‫عالوة عىل ما ورد يف النصوص االقتصادية‬ ‫إستثنائية‪.‬‬ ‫واألثرية‪ ،‬نعمل أن بالد دملون املمتاسكة ورشيكة‬ ‫السومريني‪ ،‬اليت ال محيد عنها‪ ،‬كانت ً‬ ‫أيضا مقرتنة‪ ،‬يف‬ ‫ّ‬ ‫ختيالتهم كما يف معتقداتهم الدينية‪ ،‬مبنطقة أسطورية‬ ‫ّ‬ ‫تسمتد هذه احلضارة جذورها منها‪ .‬إ ّنها دملون نفسها‬ ‫اليت تمتتّ ع حبماية إنكي‪ ،‬إله املياه العذبة واخللق‪ ،‬واليت‬ ‫ً‬ ‫اختارتها آلهة سومر ّ ً‬ ‫مثاليا لزيوسودرا الذي جنا من‬ ‫مقرا‬ ‫الطوفان والذي عليه البقاء يف دملون طيلة حياته األبدية‬ ‫واستقبال‪ً ،‬‬ ‫وفقا للروايات املتناقلة‪ ،‬البطل جلجامش‬ ‫رس شبابه الدائم‪ .‬ميكن تفسري هذا‬ ‫الذي أتى يسأله عن ّ‬ ‫االندماج الواضح بني األسطورة والرشيك التجاري‬ ‫والسلع‬ ‫عىل الشلك التايل‪ :‬إن البلد الذي ّ‬ ‫يؤمن املواد ّ‬ ‫املهمة لبقاء سومر‪ ،‬ال ميكن ّ‬ ‫إال أن يكون‬ ‫االسرتاتيجية ّ‬ ‫ً‬ ‫مبـاركا من اآللهة…‬

‫الرئيستان يف األرخبيل البحرين واملحرق‪ ،‬باسم تايلوس‬ ‫وعراد‪ ،‬وكما ّبينت النقوش النادرة من تدمروالبحرين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تشك هاتان اجلزيرتان جز ًءا من األرايض التابعة ململكة‬ ‫ميسان الواقعة يف الشمال‪ ،‬بالقرب من دجلة والفرات‪.‬‬ ‫أرخبيل محيطه معروف‬ ‫منت ثقافة تايلوس اجلديدة يف‬ ‫ٍ‬ ‫بفضل النصوص الوصفية الغنية اليت تركها لنا املؤرّخون‬ ‫وعلماء الطبيعة الكالسيكيون‪ .‬وكتب البعض منهم‬ ‫مثل تيوفراستوس وبليين وآريانوس عن مكان ينبض‬ ‫باملياه العذبة ومختلف أنواع ّ‬ ‫الشجر المثرية (النخيل‬ ‫الصوف” (أي القطن)‪،‬‬ ‫وأشجارالتني والكروم) و “أشجار ّ‬ ‫باإلضافة اىل األيكة الساحلية اليت مل تعد موجودة‬ ‫اليوم‪ .‬وإذا ّ‬ ‫متكنت حبوث عمل آثار النباتات القدمية من‬ ‫التأكيد عىل وجود هذا النظام البيئي االستثنائي‪ّ ،‬‬ ‫فإن‬ ‫علم اآلثار يعاني صعوبة يف إجياد مساكن تايلوس اليت‬ ‫ّ‬ ‫التوسع العمراني الكثيف‬ ‫ربا أصبحت مدفونة حتت‬ ‫ّ‬ ‫يف اجلزيرة احلالية‪ .‬غري أن مدن املوتى يف هذه احلقبة ّتم‬ ‫مفصل‪ .‬فتعكس لنا‪ ،‬من‬ ‫اكتشافها ودراستها‬ ‫بشلك ّ‬ ‫ٍ‬ ‫القرن الثاني ق‪.‬م إىل القرن الثالث ب‪.‬م‪ ،‬صورة حضارة‬ ‫جزيرة مزدهرة ذات مالمح هيلينستية وبارثية عىل‬ ‫الرغم من هويّ تها “العربية” الواضحة‪ .‬لذلك ُيظهر‬ ‫منط احلياة الذي اعمتده بعض ّ‬ ‫سكان هذه اجلزيرة‬ ‫(الذين ّ‬ ‫يتلكم بعضهم اليونانية من دون ّ‬ ‫شك) أوجه‬ ‫شبه عديدة مع منط حياة مدن الرشق األوسط املعارصة‬ ‫مثل تدمرواحلَ َض‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن الشعائراجلنائزية (شواهد‬ ‫القرب املرسومة)‪ .‬فاملواد اجلنائزية يف تايلوس هي نفسها‬ ‫اليت ّ‬ ‫ألفيتني‪ ،‬عىل العالقات‬ ‫مرة أخرى‪ ،‬بعد مرور ّ‬ ‫تؤكد ّ‬ ‫التجارية اليت أقامتها البحرين من جديد مع بالد ما بني‬ ‫النهرين واجلزيرة العربية وايران‪ ،‬ومن املحمتل ً‬ ‫أيضا‬ ‫مع شبه ّ‬ ‫وسعت نطاقها لتشمل بالد‬ ‫قارة الهند‪ ،‬واليت ّ‬ ‫ّ‬ ‫الـشام ومرص‪.‬‬ ‫السلع املُتبادلة خالل هذا التسلسل‬ ‫ومن ضمن ّ‬ ‫التارخيي الطويل‪ ،‬جتدر اإلشارة إىل الطلب الدائم عىل‬ ‫ويشك صيد محار ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اللؤلؤ والتسويق لهذه اجلوهرة‬ ‫اللؤلؤ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أساسا القتصاد البحرين واملمالك اجلنوبية‬ ‫الطبيعية‬ ‫األلفيتني‬ ‫املجاورة‪ .‬وقد بدأت هاتان املمارستان خالل ّ‬ ‫السادسة واخلامسة يف منطقة اخلليج حيث يظهر ّ‬ ‫اللؤلؤ‬ ‫وعرق ّ‬ ‫اللؤلؤ يف حىل العرص احلجري احلديث يف الكويت‬

‫‪74‬‬

‫‪1‬‬


© > ³ ² ­ ª É '² Ô¢ ©

75

,


‫‪36‬‬

‫‪37‬‬

‫‪38‬‬

‫‪38‬‬

‫البحرين والخليج في العصور القديمة‬ ‫ً‬ ‫مهم ًا بفضل موقعها‬ ‫أصبحت جزيرة البحرين قرابة عام ‪ ٢٠٠٠‬ق‪.‬م‪ .‬مرك ًزا‬ ‫اقتصاديا ّ‬ ‫االستراتيجي االستثنائي‪ .‬كان التّ جار واملستثمرون يتبادلون منتوجات تتفاوت من‬ ‫السند‬ ‫املعادن الثمينة (منها نحاس عمان) واألحجار الكريمة (العقيق األحمر من ّ‬ ‫وال ّ‬ ‫الزورد من أفغانستان) والآلئل‪ ،‬اىل املواد الغذائية املحلية أو القادمة من بالد ما بين‬ ‫السومرية عىل نشاطات ّتجار دملون اليت يسهل‬ ‫السجالت اإلدارية ّ‬ ‫النهرين‪ .‬وتشهد ّ‬ ‫الصور ّ‬ ‫املعقدة املُستخدمة يف التصديق عىل معامالتهم‬ ‫التعرف عليها بفضل األختام ذات ّ‬ ‫ّ‬ ‫التجارية‪.‬‬

‫‪ ٣٦‬إناء قابل للتعليق اكتُ شف يف قبر‬ ‫دملوني‪ .‬قام اخلزّاف بتقليد نوع من‬ ‫اآلنية كان منتش ًرا بكثرة خالل العصر‬ ‫يحبون ٍّ‬ ‫بشلك خاص‬ ‫البرونزي يف جنوب بالد ما بين‬ ‫‪ ٣٧‬كان أهل دملون ّ‬ ‫اآلنية املصنوعة من حجر اجلبال‬ ‫النهرين وإيران‪ .‬وعىل األرجح وصل‬ ‫العمانية الطري‪ .‬وقاموا باستيرادها‬ ‫هذا اإلناء اىل البحرين عن طريق‬ ‫بانتظام لترافق موتاهم خالل فترة‬ ‫التبادالت التجارية‪.‬‬ ‫تجاوزت األلفية‪.‬‬ ‫مقبرة يف مدينة حمد (البحرين)‪،‬‬ ‫إناء ُمجزّأ‬ ‫حوايل ‪ ١٧٠٠-١٩٠٠‬ق‪.‬م‪.‬‬ ‫مقبرة يف جبال احلجر (البحرين)‪،‬‬ ‫ملون‪ ،‬علو ‪ ١٤،٣‬سم؛‬ ‫خزف ّ‬ ‫حقبة دملون احلديثة (حوايل‬ ‫قطر ‪ ١٠‬سم‬ ‫‪ ٧٠٠-٩٠٠‬ق‪.‬م‪).‬‬

‫‪76‬‬

‫‪1‬‬

‫وديعة من متحف البحرين الوطين‪،‬‬ ‫املنامة‪ ،‬رقم اجلَرد ‪A 11300‬‬


39

,Ø_ ­ ª µª ­ ã A17667 A204 ^ô Ò , Û ­¬Ö × 39 Ø ,=Ë , ı

, ~ © ¹ ,ß ÷ Û © ª ,» ¬ < ¢ \ ¢ ¢ µª

77

ļ Õ ¼ ¹ . ,(­ ª ) ¨ = ¬) Ô ò ¬ (. . 700-900 ;Ò 8,5 9 ,ú³º Ò 11,4 11,8

,

;Ò 9,6 ,å ±¬ Ò 6,5 e ;Ò 14 _ ,Ø_ ­ ª µª ­ ¢ A 11585 ^ô Ò , à í׬ ß Â 38 ¹ Ú Û Ö ­ Û ¬ ± © ² . ¾ ¾ µ ª Å Ä

© Á Û


‫‪40‬‬

‫‪42‬‬

‫‪41‬‬

‫‪44‬‬

‫‪ ٤٠‬لوحة القبر هذه اليت تمّ نحتها‬ ‫ً‬ ‫عىل هيئة إنسان ّ‬ ‫تقليدا‬ ‫تمثل‬ ‫ً‬ ‫محليا يف البحـرين‪ .‬وقد ُس ّم َيت‬ ‫“نفش” (“نفس” باللغة اآلرامية) وهي‬ ‫استحضار لروح املُ ّ‬ ‫توف يف املقـابر‬ ‫املنتشرة بكثرة عىل اجلزيرة اليت‬ ‫أصبحت ُتعرف باسم تايلوس خالل‬ ‫احلقبات الهيلينستية والبارثية‪.‬‬

‫‪78‬‬

‫‪ ٤١‬وثيقة إدارية سومرية ُتظهر حسابات‬ ‫اخلضراوات يف حدائق جيرسو ومن‬ ‫ضمنها “ثوم دملون”‪.‬‬ ‫تيلوه (العراق)‪ ،‬العصر الثالث‬ ‫من حقبة شلمنصر اخلامس‬ ‫(حوايل ‪ ٦٣٥٠-٦٣٨٠‬ق‪.‬م‪).‬‬ ‫صلصال‪ ،‬طول ‪ ٥،٢‬سم؛‬ ‫عرض ‪ ٥،٢‬سم‬ ‫وديعة من متحف ّ‬ ‫اللوفر‪ ،‬قسم‬ ‫اآلثار الشرقية‪ ،‬باريس‪،‬‬ ‫رقم اجلَرد ‪AO 13611‬‬

‫مقبرة يف شاخورة (البحرين)‪،‬‬ ‫حقبة تايلوس يف القرن‬ ‫الثاني ق‪.‬م‪ -.‬القرن ّ‬ ‫األول ق‪.‬م‪.‬‬ ‫لكيس‪ ،‬علو ‪ ٣٣‬سم؛‬ ‫حجر ّ‬ ‫طول ‪ ١٤‬سم؛ سماكة ‪ ٩‬سم‬ ‫وديعة من متحف البحرين‬ ‫الوطين‪ ،‬املنامة‪،‬‬ ‫رقم اجلَرد ‪A16945‬‬

‫‪1‬‬


42

43

44

44

æ ² ß ÷ 44 Ú àǹ ¯ 43 ,= ¨ ù . µ . . 1900 = ¬ ± ; í Î Ç ¨ ,å ±¬ ð â .©¬ ² µ Ò 2,5 /3 /2,7 /1,1 ,(­ ª ) ¨ ­ ª µª ­ ã ,. Ü Ô . Ô , ,Ø_ ;Ò 46 ,Sâ £ ±¬ ;A11675 ;A11670 ^ô Ò Ò 22 ;Ò 32 _ A10134 ;A17462 ­ ª µª ­ ¢ , ,Ø_ A18155 ^ô Ò

79

² ² ¬ ,­ © .à

à º^ Ü Ç ,(­ ª ) ¨ ,. Ü Ô - Ô ;Ò 37 ,Sâ £ ±¬ Ò 14 ;Ò 17 _ ;Ò 16 _ ;Ò 36 Ò 14 ­ ª µª ­ ã , ,Ø_ A18157, A11455 ^ô Ò

,

© Á ¯ ²

Û ¨ 42 Û , ¼ Æ Æ Æ × Û £

Û ± Á| ] ­ ³| Æ Û

 µ Û Ä ¬ Ý

í׬ .Ø © » ׬ â Û Ø Å ¢ © ± . Æ ¸ Õ ; ¬ ± Û à¬

© ¹ ¨ ¯ ;àÁ ©Ç ò¾ ¹÷ Ç Æ Ç¹ ©


‫‪45‬‬

‫‪ّ ٤٥‬‬ ‫معدات صائد لؤلؤ‪ .‬شبكة وحجارة‬ ‫ُتستخدم الستكشاف قاع البحر‪ ،‬ملقط‬ ‫أنف وأصداف املحار وصدف املوركس‬ ‫آللى‪ :‬إعادة تشكيل الكتشاف أثري‪.‬‬ ‫مع ٔ‬ ‫تجمعات ّ‬ ‫اللؤلؤ‬ ‫لطاملا تمّ استغالل ّ‬ ‫املائية يف اخلليج منذ العصور القديمة‪.‬‬ ‫فالصياد مثقل بحجر للغوص يف املاء‬ ‫ّ‬ ‫وعىل أنفه امللقط املصنوع من عظم‬ ‫سلحفاة املاء ويجمع املحار يف شبـكة‬ ‫ّ‬ ‫معلقة برقبته‪ .‬هذا النشاط الذي مل‬ ‫يتغير عـىل األرجح منذ حقبة دملون‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يبين صدف‬ ‫كما ّ‬

‫‪80‬‬

‫املمتىل ّ‬ ‫ً‬ ‫متداوال‬ ‫باللؤلؤ‪ ،‬بقي‬ ‫املوركس‬ ‫ٔ‬ ‫حىت القرن العشرين حيث كان ُيرسل‬ ‫الصدف اىل الهند الستخراج عرق‬ ‫ّ‬ ‫اللؤلؤ يف حين كانت ُتصنع القالئد من‬ ‫ّ‬ ‫اللؤلؤ اخلام يف الهند وأوروبا‪.‬‬ ‫قطر‪ ،‬اخلليج العربي‪ ،‬القرن العشرون‪،‬‬ ‫قطن وخشب؛ حجارة؛ عظم‬ ‫سلحفاة ضخمة؛ صدف‬ ‫متحف معهد العامل العربي‪،‬‬ ‫رقم اجلَرد‏‪،AE 86-26‬‬ ‫‪ AE 86-23‬و ‪AE 86-32‬‬

‫‪1‬‬


46

 ÿ± 46 Õ Õ Õ í׬ 1948 ß ) Ú Ç Æ (© , ¬ ¢ Å ú 1974 ,“ ¹ ” ô Ã Ã Ü ¢ © £ Û Ò 54 × 69 , ¡ Ø é ¬ » Û ² Å æ ³ ¶ íÿ , ¢ \ ¢ ¢ µª ¹ ² Õ× , » ¶ ³ AC 87-68 ^ô Ò .ç Û ±

£

81

,


‫ّ‬ ‫عملية ّ‬ ‫التنقل ّ‬ ‫معدات مناسبة‪ ،‬تكون يف الوقت‬ ‫تتطلب ّ‬ ‫عينه متينة وخفيفة‪ .‬وتتّ ضح لنا الصورة بالنظر‬ ‫إىل ّ‬ ‫معدات كبار بدو الصحراء املعارصين‪ .‬ومنذ أن‬ ‫ّ‬ ‫متكن الطوارق األمازيغ وجريانهم املوريسكيون الذين‬ ‫أصبحوا ً‬ ‫عربا‪ ،‬من تدجني اجلمل‪ ،‬باتوا أسياد املساحات‬ ‫حرضي عىل‬ ‫أي‬ ‫ّ‬ ‫الصحراويّ ة الشاسعة حيث ال جيرؤ ّ‬ ‫املخاطرة‪.‬‬ ‫وتشري الزخرفة امل ّمنقة اليت تزيّ ن أغراض البدو إىل‬ ‫والذاتية‪.‬‬ ‫اجلمالية والرمزيّ ة‬ ‫أهمية وظيفة هذه األغراض‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ملواجهة ّ‬ ‫حتديات الصحراء‪ ،‬ال ّبد من ّ‬ ‫الزتود باملياه واملؤن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫والروحية هي أيضا غاية يف‬ ‫الثقافية‬ ‫طبعا؛ ولكن األمتعة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫صوره الزخرفة امل ّمنقة عىل‬ ‫األهمية‪ .‬هوذا املفهوم الذي ُت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫معدات البدو وهي من املفرتض أن حتمي املسافرين من‬ ‫خطر التيه‪ّ ،‬‬ ‫معان‪ .‬بالنسبة إىل‬ ‫بلك ما حتمل اللكمة من ٍ‬ ‫الطوارق‪ ،‬ترمز“الصحراء” إىل عامل املجهول واخلطرالذي‬ ‫ّ‬ ‫ويتطلب‬ ‫ال ّبد من مجابهته يف مراحل عديدة من مسريته‪.‬‬ ‫معينة كانت‬ ‫بيئة‬ ‫ٍ‬ ‫العيش يف ٍ‬ ‫قاسية كالصحراء‪ ،‬مهار ٍات ّ‬ ‫تبهراملسافرين العرب منذ العصورالوسطى‪ .‬فقد كتب‬ ‫ابن حوقل يف القرن العارش عن رجال الصحراء ّ‬ ‫امللثني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫“يمتي هؤالء الرجال‬ ‫أسالف الطوارق واملوريسكيون‪:‬‬ ‫بشجاعة وجسارةٍ كبريتني ومهارة عالية يف ركوب اجلمال‬ ‫ٍ‬ ‫ورسعة فائقة يف السباق‪ .‬كما يمتتّ عون بقدرةٍ كبرية عىل‬ ‫ٍ‬ ‫ومبعرفة عميقة بتكوين الرتبة‪ّ ،‬مما مينحهم‬ ‫التحمل‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫القدرة عىل التوجه اجلغرايف وحتديد مراكز املياه ُمعمتدين‬ ‫بسيط أو عىل ذاكرتهم‪”.‬‬ ‫دليل‬ ‫ٍ‬ ‫عىل ٍ‬ ‫الصفات البدويّ ة‪ ،‬اليت‬ ‫جهة أخرى‪ ،‬ختيف هذه ّ‬ ‫من ٍ‬ ‫غالبا ما تتعارض مع طراوة احلَ َضيّ ني ونعومتهم‪ ،‬كتّ اباً‬ ‫ً‬ ‫وتفوق ملحاربي الصحراء هؤالء‪،‬‬ ‫آخرين ملا متنح من سيادةٍ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫وسعيا‬ ‫ودرع من جلد الظباء‪.‬‬ ‫برمح‬ ‫ٍ‬ ‫املسلحني ٍ‬ ‫وسيف ٍ‬ ‫ّ‬ ‫املمتدة من غربي‬ ‫رس أسياد الطرقات‬ ‫منهم الكتشاف ّ‬ ‫األطليس‪ ،‬يصف الكتّ اب العرب يف العصور‬ ‫مرص إىل ضفاف‬ ‫ّ‬ ‫الوسطى ّ‬ ‫عملية صناعة الدرع األبيض‬ ‫بأدق التفاصيل ّ‬ ‫الكبري من جلد املها الذي ُينقع يف احلليب الرائب طوال‬ ‫سنة كاملة‪ً ،‬‬ ‫لوصفة تعود إىل القرن العارش‪ ،‬فيصبح‬ ‫وفقا‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سيف اخرتاقه‪.‬‬ ‫مقاوما وصلبا‬ ‫ٍ‬ ‫لرمح أو ٍ‬ ‫لدرجة ال ميكن ّ‬ ‫ألي ٍ‬ ‫وبالفعل‪ّ ،‬‬ ‫فن احلرب‪.‬‬ ‫التفوق‬ ‫البدوي يعمتد عىل ّ‬ ‫فإن ّ‬ ‫ّ‬

‫بدو الصحراء‬ ‫هيلني لكودو حواد‬

‫‪82‬‬

‫‪1‬‬


£ ¦ ¨ ¿ ­ £ ¤ …Ü à£ £ £ £ Ü ¬ £ ò ¥ Ö¦ û Q ² Õ £ ¯ ä É , # ¼ + ¦ ½ , ² .© ? À |ª © ² ­ ¢5 ¯ °¢ _ ¦ Õ ½ ¬ ð , £ ¯ _ ½ ä¿ × « © ª À ¦ ñ £ û ª ¤ D¢ ¦ ,© ª ® õ ½ ¨ ½ ð . ½ ¢ ¤ ¨ü½ £ ­ õ ¢ ¦ Á » ¨ _ Ò ¦ êÄ . ¬² Ò ¢ µ ¦ , é £ Ò ª ) Õ º ® ¨üÉ Û ð ½ . ° ¤ ¡ Ò ¦ ¯ ' é ½ £ £ Û ð ò % £ Ò ¢¦ ¨ ½ . ½ ¨ ¦ ͽ û Û ³ % © ª Ò _ @ ¡ ¥õ ¡ ³¬ ¢ ² « F ä É ® © ¤ ½ ä¿ , ª º . ± \ ¢ é ¡ £ # é º £ ¨ ª ,× å , é À : ~ ½ õ ~ ,o× å _ å Éé ¦ , × ¨ ® õ ~ « ä j £ .® Þ ð ° ½ ¦ ¯ ¬ « ,® ô Þ Õ £ >, © ª , ¯ £ £ . þ ³ + ê ¿ ¤ _ £ ¼ £ ¡ ð$ ñ ¨ £ ± ¯ ª Û ð¦ £ >, £ ª ù¬ ¯° £ .­ ×¢ Õ © ª ¨ , ¢¦¼ ,= £

½ Õ ¡ ½ ª ) £ ¤ ­ à £ û , £ ³ |õ « Í 1 ( $ £ £ , ¢¦¼ ñ ¨ . @¤ Ý BÒ ¥ ¼ ½ £ £ ¯° £ eüɦ ,ú Ý ­ ± ï ¦ £ . ê ¿ Q + “© ” Ò ¦ > [ ± É |õ¤ ² ¦¼ , £ £ £ , ¢É . ¢ ñ ¯ ¬ ¥ ¬ ¶½ £ £ é õ ¨ ¢ _ ¯ ½ ~ õ

83

£ £ ¦ ¨} £ ² # ¦ _ µé , ¡ å = .e ² ­ þ ½ £ ¢ _ ­ á ª £ ¤ , ~ ± :¥¦ ¢ ½

£ û ^ Ò ò e ” Õ ð ã ¡ - Á ¢ ± £ © ² ¢ Ò ¬ ^ Õ “.¥ ° ¬ ½ õ Â , _ ­ ¨ ½ ,× º ã

C ® ª ú? Ò ¨ , ¢ Õ £ Õ |õ ; £ ì^ ^ò ò Õ } ³Õ ¬ é £ ­ ¢@ * ² ­ ÒÝ Õ . £ ¬ ­ ­ © Õ 'ë ¬ À £ ì^ ^ò £ B ¢ ¡ .¨ Ô ¢ ¨ £ £ Õ ¨ ¿ õ < ¨ + ¦ ,û ¤ Õ . £ £ ª $ ÉÕ £ ¢ £ «L ú ½ , £ ² ¨ ! ¦ ¤ Õ , ½ £ Ò £ D £ ¢ Û % ½ ¯° £ £ ê ¿ e ² ½ . |õ ò ¨ ¬ +

£ £ ¢õ ¡ Û ¬ , ± £ ¤ .¨ ª ¨³ ± : û £ ¦ £ Ý ¢ _ ñ ¯°¬ ¯ _ £ ² ¦ó_ ¤ £ À º» ¢ ,© ª ¿ À °¢ Ò ¦ û ¤ Ä ¤ . ¢ ¨ Öò ­ Ö¦ ê ¦ ¦ Ò £ ,e p . Ô ² ¥õ ¡ L¦ ¢ °Þ £ £ e p £ ³ |õ¤ ¯ Ä ¤ ¡ £ . © | ¤ ¯ ± ½² ¢ ñ £ e Õ + ¦ ¨ ¬ £ ¦¼ , ò £ |õ Õ ¢ £ ! F Ò ¦ > º ¯ _ ¦ , ¨ ¢ £ . ¢ ê ¿

£ £ £ ,û³ ¢ ¡ £ + ¦ ¯ ¶½ Õ (Ý ¤ , ¬ \ ¢

À õ À ò é 0õ £ $ £ , ¢ : º ­ ¬

£ Þ ¢ ± , ÿ © ª

,


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫هائلة عىل‬ ‫وقدرة‬ ‫كبرية‬ ‫اخلارجي‪ ،‬يفرتض ّقو ًة‬ ‫مع العامل‬ ‫ّ‬ ‫التجمع‬ ‫تعبئة شبكة‬ ‫اجمتاعية واسعة‪ .‬ويف املقابل‪ُ ،‬يظهر ّ‬ ‫ّ‬ ‫ضيقة فقر احللفاء وافتقادهم القدرات‬ ‫يف‬ ‫ٍ‬ ‫مساحات ّ‬ ‫والثقافية اليت ّ‬ ‫متكنهم‬ ‫السياسية واالقتصاديّ ة واللغويّ ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مجمتعات أخرى بعيدة‪ .‬لذا‪ ،‬يف هذا‬ ‫مع‬ ‫عالقات‬ ‫من بناء‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اإلطار‪ ،‬تأتي عبارة السكان األصليني لتصف من هم‬ ‫حاجة إىل محاية‪ّ .‬أما النخبة‪ ،‬فهم‬ ‫“فقراء” وتابعون ويف‬ ‫ٍ‬ ‫“مكان آخر” مرموق‪ ،‬من قطب‬ ‫بالرضورة اآلتون من‬ ‫ٍ‬ ‫أهم‬ ‫وقت من األوقات ّ‬ ‫تبادل مشهور حيث تلتقي يف ٍ‬ ‫ّ‬ ‫والثقافية‪.‬‬ ‫السياسية‬ ‫واالجمتاعية‬ ‫التدفقات التجاريّ ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جتمعات الطوارق عالمة‬ ‫وحتمل األساطري حول أصل ّ‬ ‫التغيريات والتعديالت اليت طرأت إثر تراجع محاور‬ ‫ّ‬ ‫التخل عنها أو ظهورها‪.‬‬ ‫اجلذب الكربى هذه أو‬ ‫فلسفة؛ إ ّنها‬ ‫فالبداوة‪ ،‬بالنسبة إىل الطوارق‪ ،‬تعرب عن‬ ‫ٍ‬ ‫وكيفية التعامل معها‪ .‬وتقرتح‬ ‫نظر من الوقائع‬ ‫ّ‬ ‫وجهة ٍ‬ ‫ً‬ ‫ضمني ًا للنظام العاملي يقوم عىل الفكرة‬ ‫منوذجا‬ ‫البداوة‬ ‫ّ‬ ‫التالية‪ :‬كما ّ‬ ‫ٍ‬ ‫أعضاء ّ‬ ‫عدة‪ ،‬كذلك الكيان؛‬ ‫يتألف اجلسم من‬ ‫ٍّ‬ ‫للك طابعه ّ‬ ‫املركب‪ .‬ويف هذه النظرة إىل العامل‪ ،‬ال ّبد من‬ ‫بعض التوّتر بني العنارص املتساوية‪-‬املتعادلة يف ٍآن‪،‬‬ ‫من أجل حتفزي النظام وتنشيطه؛ كذلك‪ ،‬من الرضوري‬ ‫املعنية إلعادة‬ ‫مناقشة العالقات باسمترار بني اجلهات‬ ‫ّ‬ ‫التوازن بني األطراف ّلكها ومجعها حتت شعار الوئام‬ ‫والتناغم‪.‬‬ ‫جهاز من املعارف‬ ‫يرّتب هذا املوقف تفعيل‬ ‫ٍ‬ ‫واملمارسات من أجل تأمني “حنس سري” ّ‬ ‫وتقدم العامل‪،‬‬ ‫عالقات‬ ‫ّأي ّمنوه ودوامه‪ .‬كما يقوم عىل القدرة عىل خلق‬ ‫ٍ‬ ‫مسمتر‪.‬‬ ‫حتو ٍل‬ ‫مستدامة وإدارتها بني عنارص مختلفة يف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويركزالطوارق يف تعلميهم عىل تمنية القدرات اليت تسمح‬ ‫ّ‬ ‫بالتنقل والتواصل والتأقملمع الظروف اجلديدة‪ .‬بذلك‪،‬‬ ‫يقوم ّ‬ ‫أصيل ملجموعة‬ ‫ليف‬ ‫المتييف التعليم البدوي عىل تو ٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫معارف‪ .‬لذا جند ّأن الرجال الذين يقيض دورهم االجمتاعي‬ ‫لغات عديدة إىل‬ ‫بتأمني العالقات مع اخلارج‪ ،‬جييدون ٍ‬ ‫جانب اللغات املكتوبة اليت تستخدم يف األوساط الفكريّ ة‬ ‫ّ‬ ‫يشك ً‬ ‫امية والعربيّ ة… ّ‬ ‫إذا‬ ‫العربية‬ ‫كاللغة‬ ‫والفارسية واآلر ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫وجها‬ ‫التدريب عىل السفروعىل التواصل بني احلضارات‬ ‫أساسي ًا من وجوه التعليم البدوي لدى الطوارق؛ ويسمح‬ ‫ّ‬ ‫بإقامة روابط وعالقات تسهم يف “بناء املأوى” ّ‬ ‫بلك ما‬ ‫لللكمة من معىن‪.‬‬

‫‪84‬‬

‫يضع نظام الطوارق الرمزي املرأة يف وسط املجمتع‬ ‫ً‬ ‫ركزية ثابتة تستند عليها العنارص األخرى‬ ‫وجيعلها‬ ‫شبه‬ ‫ّلكها‪ .‬لذا‪ ،‬وبعكس الرجل‪ ،‬ال تقوم املرأة بالسفر‪ .‬و ُت َّ‬ ‫ّ‬ ‫تنقالتها بالدورة البدويّ ة اليت أنشأت اإلقليم واملجمتع عرب‬ ‫تقليد حركة الكون‪ .‬يف الصورة‪ ،‬رسج كبري رائع ذو طوق‪،‬‬ ‫ينمتي إىل حضارة الطوارق تستخدمه النساء النبيالت‬ ‫ّ‬ ‫للتنقل عىل ظهر املهارة‪ُ .‬ويزيَّ ن هذا الرسج بالسجاد‬ ‫ً‬ ‫مرحيا للغاية‪ّ .‬أما هيلكه‪ ،‬فريمز إىل‬ ‫والوسائد‪ ،‬فيصبح‬ ‫مجمتع الصحراء األمازيغي هذا؛‬ ‫اخلشبية‬ ‫حيث ترمز األقراص‬ ‫ّ‬ ‫اليت يدخلها النحاس األصفر‬ ‫‪56‬‬ ‫والنحاس إىل مكانة املـرأة‬ ‫األساسية يف املجمتع‪ .‬يف علم الكون لدى الطوارق‪ ،‬ترمز‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الدائرة إىل الكمال وهي صفة تلحق بأصل العامل ومبدأ‬ ‫األنوثة والرحم املغذي وامللجأ الوايق الذي جيمع األضداد‬ ‫ّ‬ ‫متدلية من‬ ‫ويستوعبها‪ .‬وتأتي رشابات جلديّ ة كبرية‬ ‫اخلشبية عىل جانيب احليوان‪ ،‬لتكمل زينة هذا‬ ‫األقراص‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫السج‪ .‬فتضخم لك خطوةٍ ختطوها ّ‬ ‫الدابة من عظمة حركة‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ومجاليتهم‬ ‫مجسدة بذلك فلسفة البدو الطوارق‬ ‫التنقل‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫أي‬ ‫اليت تقوم عىل رضورة احلركة الدورية ومجالها لدى ّ‬ ‫ني‪.‬‬ ‫غرض أو‬ ‫مخلوق أو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عنرصكـو ّ‬ ‫ٍ‬

‫‪1‬‬


² ¹ - ½ © ² ©

85

,


47

48

1

86


50

49

: “ º}”) © 50 “ < º”) í º × £ ÷ 49 ¸ ¹ ½ ( ° < Ø Ç à° ( ° < ,§ ,½ æ Õ ã ³ô ® õ , , ¬ , ¢ ,> © ª Õ , ¬ ø õ ¬ ± Ò 69 _ ;Ò 121 ­ Þ é , õ , ª , º , ¤ ½ ,4 µ é µª ­ ¢ ,å Ý ­ ½ ò é 74.1962.0.1478 ^ô Ò ,å , ¢ µ ¼ Ò 11,8 e ;Ò 54 _ ,4 µ é µª ­ ¢ ,71.1934.192.2.1-2 ^ô Ò ,å £ ~° ­

87

“ª ”) Õ ³ 48 ¸ ¹ ½ ( ° < ,§ Õ ã ³ô ® õ , , ¬ , µ 6 é , ª , ô õ , º ;Ò 56 , ¦ Ò 35,5 e ;Ò 51 _ ,4 µ é µª ­ ¢ ,71.1884.41.1 ^ô Ò ,å ¥ ½ û ­

,

½ ( ° < “: }”) Ú 47 § ¸ ¹ Ò 202,5 _ , ¬ ,4 µ é µª ­ ¢ ,71.1930.29.878 ^ô Ò ,å µª © é ¢ õ ­ Ý '¿ ¦


‫‪54‬‬

‫البدو في الصحراء الكبرى‪ :‬الطوارق الناطقون‬ ‫باألمازيغية والموريسكيون الناطقون بالعربية‬ ‫‪ ٥١‬املزمار‪ ،‬آلة الرعاة وقائدي القوافل‪،‬‬ ‫ُيقرن بالوحدة اليت ترافق املساحات‬ ‫املخيمات‪ ،‬وهما‬ ‫الشاسعة واحلنين اىل ّ‬ ‫موضوعان أساسيان يف شعر الصحراء‬ ‫يستوحي نهما‪ ،‬مهما كانت اللغة اليت‬ ‫ُيكتب بها‪.‬‬ ‫نوفار‪ ،‬مزمار الراعي‬

‫‪88‬‬

‫املوريسكيون يف الصحراء الكبرى‪،‬‬ ‫القرن العشرون‪،‬‬ ‫جلد وخشب‪،‬‬ ‫طول ‪ ٧٥‬سم؛ قطر ‪ ٣،٥‬سم‬ ‫متحف معهد العامل العربي‪،‬‬ ‫رقم اجلَرد ‪AE 84-26‬‬ ‫هبة من رئاسة جمهورية موريتانيا‬

‫احلقائب الصحراوية حلفظ أدوات‬ ‫الشاي تسمح بنقل األغراض القابلة‬ ‫للكسر كإبريق الشاي املصنوع من‬ ‫القصدير أو مينا اخلزف واألكواب‬ ‫الزجاجية‪ ،‬وذلك بفضل قاعها‬ ‫الصلب املصنوع من األلياف النباتية‬ ‫ّ‬ ‫أو اخلشب املُ ّ‬ ‫غطى باجللد‪ .‬شرائط من‬ ‫اجللد تسمح بإغالق احلقيبة وتعليقها‬ ‫عىل سرج دابة أو وتد خيمة‪ .‬‬

‫‪1‬‬

‫مخصصة ألدوات الشاي‬ ‫‪ ٥٢‬حقيبة ّ‬ ‫(“كونتيا”باألمازيغية)‬ ‫املوريسكيون يف والية الترارزة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫حاليا‪ ،‬احلقبة االستعمارية‬ ‫موريتانيا‬ ‫جلد‪ ،‬ألياف نباتية‪ ،‬ألياف‬ ‫ملون‪،‬‬ ‫نباتية لولبية‪ ،‬وجلد ّ‬ ‫من صنع احلرفيين املحليين‪،‬‬ ‫علو ‪ ٣٥‬سم؛ قطر ‪ ٢٤‬سم‬ ‫وديعة من متحف رصيف‪ ‬برانيل‪،‬‬ ‫باريس‪ ،‬رقم اجلَرد ‪71.1938.137.114‬‬


51

52

( ° < “{ º ”) ³ 54 í׬ Ç ~ Û· ,§ ¸ ¹ á³ ½ ~ Î Â ,½ Å Æ , ¾ , Û ¬ ± ,² ¼ ³ ¨ Û © ¨ ± 1860

Æ ;Ò 175 ,6 é õ ¬ ¨ ¸ Ä ¶ Â Ò 16 e ;Ò 60 _ ¼ ª Å Ç Ç Û ,4 µ é µª ­ ¢ í׬ ] . § ,71.1895.46.5 ^ô Ò ,å

± ² ß â § ¥ ½ û ­ à ¶ Ü .~ Â

89

,

53

Õ µ ¹¹ Û 53 ( ° < “ ”) ,§ ¸ ¹ á³ ½ ¶ , ¾ , ¬ , ¬ ¦ ú ,6 é , õ , ² ¦ ¨ é ­ Ò 24 e ;Ò 54,5 ,4 µ é µª ­ ¢ ,71.1941.19.1610 ^ô Ò ,å ¯ û µª õ


‫‪56‬‬

‫البدو في الصحراء الكبرى‪ :‬الطوارق الناطقون‬ ‫باألمازيغية والموريسكيون الناطقون بالعربية‬ ‫ّ‬ ‫متزوجة ‪ ٥٥‬حقيبة سفر نسائية “تيهايهات”‬ ‫تنتمي هذه احلقيبة اىل إمرأة‬ ‫ً‬ ‫باألمازيغية)‬ ‫وخالفا لألغراض‬ ‫من قبيلة الطوارق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الطوارق يف وسط الصحراء‬ ‫مطلقا‪ ،‬تحتوي‬ ‫اليت ال تغادر اخليمة‬ ‫الكبرى‪ ،‬هقار‪ ،‬جنوب اجلزائر‪،‬‬ ‫هذه احلقيبة عىل نوع من الزينة‬ ‫اخلمسينيات‬ ‫يعكس العامل الداخيل أي الوجه الثقايف‬ ‫جلد‪ ،‬أصباغ نباتية وتطريز‪،‬‬ ‫لهذه احلضارة مقابل الطبيعة‪ .‬النقوش‬ ‫علو ‪ ١٣٢‬سم؛ طول ‪ ١٠٧‬سم؛‬ ‫الدائرية تشير إىل املنازل اليت تقوم‬ ‫عرض ‪ ٦‬سم‬ ‫عىل نواة أساسية هي املرأة وحولها‬ ‫وديعة من متحف رصيف‬ ‫تتجمع بايق العناصر‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪90‬‬

‫برانيل‪ ،‬باريس‪،‬‬ ‫رقم اجلَرد ‪،71.1967.40.2‬‬ ‫هبة من جورجات سوستال‬

‫‪1‬‬


55

“ª ÷ ”) ¸ Õ ³ 56 ( ° < ,> © ª « Õ ã ³ô ® õ , , ¬ , ½ º~ é ¦ , ª , õ , º ;Ò 110 _ ;Ò 57 Ò 105 e µ é µª ­ ¢ ,å ,4 ,71.1931.94.1.1 ^ô Ò 1931 û ¢ ¤ e ¢

91

,


‫البدو في صحـراء الجزيرة العربية‬ ‫حافظ املجتمع العربي الصحراوي عىل تقاليده الضاربة يف القدم حىت دخول احلداثة‬ ‫ً‬ ‫وثقافيا مع انتشار وسائل اإلعالم‪ .‬وال يتّ صف‬ ‫مكانيا مع التنقيب عىل النفط‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يتحلون بمجموعة من القيم محورها كرم الضيافة‬ ‫البدو بالترحال فحسب‪ ،‬بل‬ ‫والشرف والشجاعة‪ ،‬وباالنتماء إىل ثقافة تتميز بثقافتها الشفوية‪ .‬هذا وذكراملسعودي‬ ‫يف مروج الذهب (القرن العاشر) “أنه َو َفد عىل كسرى أنوشروان‪( ‬القرن السادس)‬ ‫البر واختيارها البدو‪،‬‬ ‫بعض خطباء العرب‪ ،‬فسأله كسرى عن شأن العرب ُ‬ ‫وسكناها َ‬ ‫فقال‪“ :‬أيها امللك‪ ،‬ملكوا األرض ومل تملكهم”‪ .‬ويرتكز التنظيم االجتماعي يف الصحراء‬ ‫ً‬ ‫انطالقا من راعي الغنم حىت قائد قافلة‬ ‫عىل الترحال وعىل مجموعة واسعة من املهام‬ ‫اإلبل الذي ال يشء يقف يف دربه أو يمنعه عن مسيرته‪.‬‬

‫‪92‬‬

‫‪ ٥٧‬تستخدم النساء هذا الهودج املُزيّ ن‬ ‫السفر‬ ‫والسجاد إذ أ ّنها تجعل ّ‬ ‫باإلزار ّ‬ ‫أكثر راحة‪ .‬وقد مدحت ّ‬ ‫املعلقـات أي‬ ‫قصائد ما قبل اإلسالم‪ ،‬جمال النساء‬ ‫ّ‬ ‫اللواتي ّ‬ ‫يتنقلن بالهودج‪.‬‬ ‫بادية ّ‬ ‫الشام‪ ،‬القرن العشرون‬ ‫خشب وجلد‪ ،‬علو ‪ ١٩٠‬سم؛‬ ‫طول ‪ ٩٠‬سم؛ عرض ‪ ٧٨،٥‬سم‬ ‫وديعة من متحف رصيف‬ ‫برانيل‪ ،‬باريس‪،‬‬ ‫رقم اجلَرد ‪71.1933.84.40‬‬

‫‪1‬‬

‫‪ ٥٨‬هذه البطانات املصنوعة املنسوجة‬ ‫من شعر املاعز واجلمل عىل يد نساء‬ ‫بدو األردن ُتجمع لتشكيل خيمة‬ ‫للبدو العرب الذين ُأطلق عليهم اسم‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫قديما‪ ،‬لتمييزهم عن‬ ‫“سكان اخليم”‬ ‫احلَ َضر أي ّ‬ ‫“سكان احلَ َجر”‪.‬‬ ‫األردن‪ ،‬القرن العشرون‬ ‫صوف‪ ،‬طول ‪ ٤٠٠‬سم؛ عرض ‪ ٩٠‬سم‬ ‫وديعة من متحف احلياة الشعبية‪،‬‬ ‫عمان (األردن)‬


57

93

58

,


‫رجل يمتطي جم ً‬ ‫ال‬ ‫النقش‪“ :‬صاحب جمل”‬ ‫مصر‪ ،‬القرن احلادي عشر‪ -‬القرن الثاني عشر‪ .‬متحف ّ‬ ‫اللوفر‬ ‫© هيرفيه ليواندوسكي‪ ،‬ا ّتحاد املتاحف الوطنية الفرنسية‬

‫‪94‬‬

‫‪1‬‬


¨ “ ­ ” ,²µ¯Á ±

¤ ,© ¨ ­ …¢ £ ¥¦ ª « ¬ ¨ ¤ ° ­ ¬ ± ,¢ ² ³ ´ ±µ , ¨ ¨ ¶· ,© ¸ ¹ ¯ ¯ º »· ¯ ­ ¢ . ´ ´ ½ ¶º Û , Õ ¨ Õ â ,à Ü ÷} , Ç . ° ÷ © ¤ , ­ ¨ ¨ ¨ ,£ ½ ¸ ¾ , º ­ ¿ ´ ¤ ´ À ,²µ¯Á ±  ö º ´ ¨ ´° ¬ ·  ö½ £ ° .“Les Immémoriaux” ¸ Ä­ ¨ ,²µ¯Á ± ¨ , Ò ­ ¬ · ¨ ¤ ? ´ ³Ô ¬ Û ¬ ” “ ” Û ß ,/ ² © . Ç ° “~ Ú ¹ ·  , Ç ... ³ í “~ ” × ¾ ¹ í׬ ú/ Õ× Ø .Û © Õ- Õ © ) , ³ + ¨ © ¿ “ ” Û ¨ Ú ¹ ׬ * ) º Û + ª ]Ç â Å ,( =( ¾ ¹ © § ÷ “ ” .“ ” Û ¤ ¨ ©¶ Ö ­ Õ ´ ½ ¥¦ … ½ Õ Ö ´ ?  ± Ö ¯ ½ , ¤ ¨ Û ¤ Æ Ñ ¬ © Ü ¼ Û ¬ . à , ¾ ¹ £ , ¾ ¹ (Õ )¤ (Ø Û © ) © £ ª ' Û ,² £ ² ª À ·ÁÛ ; ¾ ¹ £ *À ª ,Å © . µ £ ª } ¤ © 2004 ß ¢ (“ # Û ­ ”) “Le Guetteur de mirages” Æ Ö , ³/ ³ ,í ¾ ¹ § Bâ ¨ à × ° æ Õ× ¢ / ,Ø .Û © ³ ¯ ¾ ¹ ଠ§ ÷ ¾ ¹ ] ¶ * ©

ª ¢ × ¬ .“ ” © Û ¾ ¹ ² Ç ² ¹ ,Õ Û .“ ” © É ,ß ³^ © ¹ ¤ Å Á © £ ¤ Ô ¨ . º ¨ ­ × × º º ´ ² Ù ° Ø ¨ ? À º ´ ½ º ­ ¢ ´ ¢ · à¬ Å Û Â ³ , © ± .)Ä ² © ) ~ ± ª º ¾ ¹ í׬ ²| × Ö .~ ¬ Õ× à à Õ× ÕDà ü µ ª ,~ ² © Ç Û · ³ ¹ © ² © . £ ²

¾ © ¸ ° Æ

æ ¨ ¸ Ä ¸ ^ Ö , µ ò÷

*À ,§ ÷ Û .“ß E ~ ”

95

,

: ¯ ©

:


‫ ‬

‫أتعتقد أنه من المناسب تقديم هذا الشعر الفريد من نوعه والصعب إلى الجمهور‬ ‫الذي يريد استكشاف الثقافة العربية؟‬

‫ ‬

‫قارة مل ُيكتشف منها ّ‬ ‫إال القليل ّ‬ ‫نعم‪ .‬هذا الشعر ّ‬ ‫حت اآلن‪ .‬إ ّنها منبع الشعرالعربي الكالسيكي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫عبايس‬ ‫شاعر‬ ‫أي‬ ‫أن‬ ‫اآلن‬ ‫نالحظ‬ ‫العارش)‪.‬‬ ‫(القرن‬ ‫املتنب‬ ‫م”‪،‬‬ ‫له‬ ‫“م‬ ‫كبري‬ ‫حت آخر شاعر‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫أموي أو ّ‬ ‫ّ‬ ‫امرى‬ ‫ُيتفى بإباحيته أو قصائده حول اخلمرة‪ ،‬جند أنها تسمتد جذورها يف احلقيقة من إباحية‬ ‫ٔ‬ ‫القيس ومن قصائد األعىش مميون…‬

‫ ‬

‫أردنا ً‬ ‫ّ‬ ‫شفويتها‪ ،‬السابقة على الكتابة‪،‬‬ ‫أيضا أن ُتسمع هذه القصائد إللقاء الضوء على‬ ‫في ّأول قسم من رحلة المتحف تجاه بلورة الهوية العربية القديمة‪.‬‬

‫ ‬

‫يف احلقيقة‪ّ ،‬لك شعر هو لإلنشاد‪ .‬االسمتاع إليه هو فهم أن هذه اللغة القدمية‪ ،‬أساس العربية‬ ‫“الكالسيكية”‪ ،‬هي لغة لالحتفال وليس للتواصل الشفوي العفوي‪...‬‬

‫ ‬

‫الكتاب يفسحون المجال أمام ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫“المعلقات”…‬ ‫الشك حول أصل أو تاريخ كتابة‬ ‫بعض‬

‫ ‬

‫إ ّنه جدل قديم‪ ،‬تعود جذوره إىل التقليد العربي نفسه الذي ّ‬ ‫مييبني ما هو حقيقي وما هو ُم ّلفق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إ ّنه المثن الذي ي ّ‬ ‫رتتب عىل ّلك أدب ذي أصل شفوي‪ّ ،‬تم تناقله شفويا قبل كتابته‪ .‬ال توجد قصيدة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫محصنة ضد التغيري‪ .‬إذ أن لك واحدة منها ختتلف بعدد األبيات وبرتتيبها وحت بطريقة لفظها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مما هو فردي‪ ،‬حيث يلعب ّلك من الشاعروالناقل واجلامع وجامع‬ ‫مما جيعلها مثرة عمل مجاعي أكرث ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫املقتطفات وحت الشارح دورا يف إنتاج القصيدة! هذا التقليد يضع هؤالء الشعراء يف مكان ما من‬ ‫الزمن بني القرنني اخلامس والسابع من عرصنا‪.‬‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫‪96‬‬

‫ً‬ ‫ّ‬ ‫حقيقة في الصحراء؟‬ ‫الشعري‬ ‫هل ُولد هذا الفن‬ ‫ً‬ ‫أغلبية الشعراء ّ‬ ‫أحيانا روابط القربى‪ ،‬مثل‬ ‫يتحدرون من وسط وشمال اجلزيرة العربية وجتمعهم‬ ‫الكنديني واملناذرة‬ ‫امرؤ القيس‪ ،‬بالسالالت العربية احلاكمة اليت كانت موجودة ما قبل اإلسالم مثل ِ‬ ‫من احلرية‪ .‬ولكن القصائد اليت حتمل اسمهم مل تظهر ّ‬ ‫إال يف القرنني الثامن والتاسع من عرصنا احلايل‪،‬‬ ‫عندما تكونت حضارة اإلسالم الكالسيكية‪.‬‬ ‫يبدو ّأنك شغوف بهذا الشعر‪ ،‬كيف تصفه؟`‬ ‫أشبه هذا الشعرب“احلياكة” ً‬ ‫ّ‬ ‫امرى القيس اليت تمتحورحول‬ ‫ل“معلقة”‬ ‫نسبة للصورة األساسية‬ ‫ّ‬ ‫ٔ‬ ‫“وشيعة” الرياح‪ ،‬حياكة اللكمات وزخارف املواضيع اليت تنقلها هذه اللكمات‪ .‬فهي تقوم عىل احلبكة‬ ‫نفسها يف اجلوهر‪ ،‬مع اختالف بسيط من شاعر إىل آخر‪ ،‬عىل الشلك التايل‪ :‬بداية رثائية ّ‬ ‫تتحدث عن‬ ‫حب‪ً ،‬‬ ‫غالبا ما تكون‬ ‫تتوسع لتصبح قصيدة ّ‬ ‫النسيب مع بكاء عىل األطالل املرتبطة بامرأة ما‪ ،‬قد ّ‬ ‫وأحيانا يكون رمزياً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حسية ً‬ ‫جدا (الغزل)؛ ّثم ّ‬ ‫خياليا‪،‬‬ ‫حقيقيا أو‬ ‫تتحدث عن الرحيل‪ ،‬سو ًاء كان‬ ‫ّ‬ ‫جدا ويلعب دورجرسالعبور إىل النهاية اليت هي غرض القصيدة‪ ،‬وتكون حلظة ملحمية أحياناً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الصور‪ ،‬تفرض املقارنة‬ ‫حربية وخطابية وتفخيم للشاعر‪ .‬يف مجمتع يوصف بلكمات الشاعربدال من ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرسم‪ ،‬أي عىل صعيد احلركات ً‬ ‫مع املوسيقى نفسها ً‬ ‫بدال من اللوحات واملواضيع‬ ‫بدال من املقارنة مع ّ‬ ‫اليت تظهرثم ختتفي ثم تظهرمن جديد‪ ،‬مثل الالزمة‪.‬‬

‫‪1‬‬


Ù ; ö½ ´ ¬ À° ¸ ´° ,£ ¯ ­ £ Û ¢À , ¦ ¤ … Ä ª¯ ´ ­´ Û ¢ ² ,· : µ * © ଠ± æ “. Î Û · à

E Î P à µÃ  Q à ©Ç O ” Û

ª Õ× ª ] ²| à ³ . ¢ ׬ © ,| ¶ Ú ¹ , ¯ Û ¬ Õ× ¢ ׬ â Û ) Ú ¤ ¬× : ¾ ¯ ³ ¢

Û Ã P G à   ÷ ô à à E P

“ E ÄQ Ã Â Õ` Ã ªP O

α Î à æ

” E¼ ` _ O ¨ × ½ · ½ ...  ö½ £µÜ ½ Ý ¹ ­ ? ­ G G , ¼ Õ “F º” £

² ,· Û © Ü , µ ׬ Æ ª þ îæ ª÷ , ß H ® , ¯ ³ ¨ Ä Æ Æ ª . °¹ ¢

, µ © ¯ ç , Ç , µ ­ “ ¹ ” Ä Û × Û . ÷ ¨ ± æ ª÷ ~ ¶ ¸ ¶ ©¬

I Á ¸ ³ Û , ¨ ,© Û ¨ ¨ ? ¾ ´ ¶½ £ ©¶ , ¬ , ò÷

Dà ü © ¦ ¬ ¡ ² , Õ Û ² © Û Û â . ׬ °  ݳ … £ Ü ² ½ ,  ¨ .² Ä ] ãµ òJ Û µ ÷ ? ­± ¦ Þ ± ½ Ô ·  © Û Õ× ­ ­ ¾ ° ] § ¹ Ú ¹ ± É K ¹ ଠ¦ Æ © L . ³ ¹ J ¹ Ç ] § ¹ ­ Ä Û Û K Û ­ ¼ áM © © ଠŠ¹ à ± Ø ­ ¹ Û Û Û © .· · < ± ú É Õ , ± æ ¹ à¬ Õ ÄÇ Æ ¹ Û © ¹ ¥ ¹ ~¾ Ç ×¬ ­ á ± ] Æ . Ø Õ× © ç ¶ N ¸ ¶ ³ ) < , ÛÆ

97

,


‫ ‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫هذه القصائد تعطي ً‬ ‫وحيويا لحياة العرب آنذاك‪ .‬ما هي أجمل‬ ‫واقعيا‬ ‫وصفا‬ ‫إذا‬ ‫مالمحها‪ ،‬بالنسبة إليك؟‬

‫ ‬

‫من دون أي شك البداية (النسيب) حيث جند مقارنة رائعة بني متايل الهودج عىل ظهراجلمل حيث‬ ‫ختتفي النساء وبني املراكب الرشاعية اليت تبحربني األمواج‪:‬‬ ‫َخ َ‬ ‫َ‬ ‫“ك َأ َّن حُ ُد َ‬ ‫اليَ ا َسفِ ٍني ِبالنَّ َو ِاص ِف ِم ْن َد ِد‬ ‫وج ْالَال ِ​ِك َّي ِة ُغ ْد َو ًة‬ ‫ُور ِب َها ْالَ َّ‬ ‫َي ُ‬ ‫ال ُح َط ْو ًرا َويَ ْه َت ِدي‬ ‫عَ َد ْول َِّي ٌة َأ ْو ِم ْن َسفِ ِني اب ِْن يَ ِام ٍن‬ ‫الي ِد”‬ ‫اب ْالَ ِاء َح ْ ُي ُوم َها ِب َها‬ ‫كما َق َس َم ُّ ْ‬ ‫يَ ُش ُّق َح َب َ‬ ‫الت َب ْالُ َف ِاي ُل ِب َ‬ ‫ثم يتبعها وصف المـرأة خيالية وذلك بسبب المتازج الذي قام به بني املـرأة وأنىث‬ ‫احليوان والزهرة‪:‬‬ ‫َ‬ ‫“وِف ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َمظ ِاه ُر ِس ْمط ْي ل ْؤل ٍؤ َوزب َْر َج ِد‬ ‫الَ ِّي أحْ َوى يَ نْ فض الَ ْرد ش ِادن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ير َو َت ْ َ‬ ‫رت ِدي‬ ‫َخذول ت َر ِاعي َر َبْربًا ِ َب ِميل ٍة‬ ‫الب ِ‬ ‫َت َن َاول أط َراف َ ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َتلل حُ َّر َّ ْ‬ ‫الرم ِل ِدعْ ٍص له َن ِد”‬ ‫َو َت ْب ِسمُ عَ ْن َأ ْلَى َك َأ َّن ُم َن َّو ًرا‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫كوني إمرأء‪ ،‬تأثرت بدقة وبراعة هذا المزج؛ مع ّ‬ ‫تعدد الصور البالغية‪ ،‬فهو أكثر من‬ ‫ّ‬ ‫وكأنه يصف مقاربة جديدة لسبر أغوار الجوهر األنثوي‪ .‬هل‬ ‫شكل أسلوبي‪ ،‬يبدو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المعلقات بقيمة عالمية مثل “اإللياذة” و“األوديسة” أو التراجيديا اليونانية؟‬ ‫تتمتع‬

‫ ‬

‫ ‬

‫نعم‪ ،‬أل ّنها مكتوبة باللغة الشعرية اليت متحي حدود املكان والزمان‪ ،‬وأل ّنه عىل الرغم من أن األدب‬ ‫العربي الكالسيكي ال يعرف األنواع األدبية مثل املرسح واملالحم ّ‬ ‫إال أن ّلك قصيدة هي ملحمة‬ ‫ومرسحية صغرية‪ .‬هي ملحمة صغرية ألنه عىل الرغم من أن القصيدة غريمتجانسة يف ما ّ‬ ‫يتعلق‬ ‫باملوضوع‪ّ ،‬‬ ‫بشلك عام‪ .‬وهي مرسحية صغرية ألن الشاعر يضع نفسه يف قلب‬ ‫إال أن وتريتها ملحمية‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫معطيا صوته ألصدقائه‪ ،‬ولرفقاء السفرأو القصف‪ ،‬ولقبيلته أو‬ ‫مناجيا نفسه أو حبيبته‪،‬‬ ‫احلدث‪،‬‬ ‫للخصم‪...‬‬ ‫أهو نوع كالسيكي ّولت ّأيامه؟‬

‫ ‬

‫وباألخص بدو اجلزيرة العربية ّ‬ ‫خيلدونه ّ‬ ‫حت‬ ‫ال‪ ،‬ال ينمتي هذا الشعر إىل املايض ألن البدو العرب‬ ‫ّ‬ ‫اآلن حتت اسم الشعرالنبطي الذي يتشارك مع القصيدة اجلاهلية البحرالطويل واملواضيع‪ .‬وهو‬ ‫نوع كالسيكي ألنه بعد أن ّتم صقله وإتقانه خالل قرون طويلة تكاد تطال عرصنا‪ ،‬من قبل شعراء‬ ‫اإلسالم الكبار‪ ،‬فإن املدرسة هي اليت تضمن بقاءه واسمتراريته‪.‬‬

‫ ‬

‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وسيقدمه للجمهور هنا‪ ،‬لتثقيفه‬ ‫فإذا سيعيد المتحف الجديد الحياة إلى هذا الشعر‪،‬‬ ‫ولتغذيته بهذه الجرعة من الجمال والحيوية القادمة من منبع العروبة…‬

‫‪98‬‬

‫‪1‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.