kovara dicle beşa erebî hejmara 13.pdf

Page 1

‫السنة الثالثة‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫الكونفدرالية الديمقراطية تعني تنظيم األمة بدون دولة‬ ‫قصە و غنا‌و أسكی محما و خانا حاجی أومرا‬


‫شهيد‪ :‬هفال عبدالكریم قاسم(سیبان خالت)‬


‫دجلة‬ ‫البحث و التوثيق و التحليل‬ ‫العدد‪13 :‬‬

‫آيار‪2019 :‬‬

‫المدير المسؤول‪ :‬آرام كريم بابان‬ ‫المدير المشرف‪ :‬سامي عمر قاسم‬ ‫صاحبها‪ :‬علي حسين حجي‬

‫هيئة التحرير‬ ‫ـ حسين حجي نفسو‬

‫ـ غمي بركات خوديدة‬ ‫ـ شيرزاد شمو قاسم‬ ‫ـ حمد بشار خلف‬

‫‪5‬‬

‫مركزي‬ ‫دولتي‬ ‫كونفدرالي‪ ،‬ال‬ ‫المعنى‬ ‫ّ‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌّ‬ ‫‪1360‬م إكتسح الجيش المنغولي بقيادة تيمورلنك منطقة شنغال وقتل اآلالف‪،‬‬

‫ـ ابراهيم عمو كجي‬ ‫ـ بركات ابراهيم حسين‬

‫تنفيذ و اخراج‪:‬‬

‫«في هذا العدد»‬

‫دريا روناهي‬

‫العنوان‪ :‬شنكال(سنجار)‬ ‫تلفون‪07504197663 :‬‬ ‫‪07507782806‬‬ ‫‪07507174358‬‬ ‫‪E. mail: Diclepress13@gmail.com‬‬

‫ومع ذلك حافظ اإليزيديون على ديانتهم‬

‫القيمة الثورية للنقد والنقد الذاتي‬

‫‪12‬‬ ‫‪19‬‬

‫جرائم في عفرين و ابادة دينية بحق االيزيديين والمسيحيين والعلويين‬

‫‪22‬‬

‫الحمالت ضد شيخ ميرزا االقونسي الخالتي‬

‫‪25‬‬

‫قصة و غناء أسكي محما و خانا حاجي أومرا‬

‫‪34‬‬

‫أكبر مدينة عمالقة تحت األرض في العالم!‬

‫الكونفدرالية الديمقراطية هي تنظيم الوطنية الالدولتية‬

‫‪33‬‬ ‫‪36‬‬


‫عبدالله أوجآالن‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫فكرية‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫السنة الثالثة‬

‫مجلة دجلة‬

‫أبعاد العصرانية الديمقراطية‬

‫مركزي‬ ‫دولتي‬ ‫كونفدرالي‪ ،‬ال‬ ‫المعنى‬ ‫ّ‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌّ‬

‫‪C‬ـ بُعد اجملتمع الكونفدرالي‬ ‫الدميقراطي‪:‬‬

‫باإلمكان حتديد البُعد الثالث للطبيع ِة‬ ‫االجتماعية أسلوبيّاً على أنه النظام‬ ‫الكونفدرالي الدميقراطي‪ .‬حيث مُي ِكن للبُع ِد‬ ‫الثالثي أن يَ ُكو َن تعليمياً ناجعاً‪ ،‬بالرغم من‬ ‫كل خماطره‪ .‬املهم هو تَ ُ‬ ‫داخل األبعاد‪ .‬قد‬ ‫يَ ُكو ُن باملستطاع إقام َة شيءٍ ما مزاجياً مكا َن‬ ‫أح ِد األبعاد‪ ،‬لكنه ما يَظ َه ُر للوسط آنذاك ال‬ ‫ميكن أن يَ ُكون نظامَ العصرانية الدميقراطية‪،‬‬ ‫ثالثي احلداث ِة الرأمسالي ِة أيضاً‬ ‫بل شي ٌء َ‬ ‫آخر‪ُّ .‬‬ ‫شت ُط َ‬ ‫بعضها بعضاً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫متداخل‪ ،‬وأبعادُها تَ رَ ِ‬ ‫يؤلِّ ُف النظا ُم الكونفدرالي الدميقراطي يف‬ ‫العصرانية الدميقراطية نظريَ الدول ِة القومي ِة‬ ‫اليت تُ َع ُّد الصياغ َة الرمسي َة للحداث ِة الرمسية‪.‬‬ ‫بشكل اإلدارةِ السياسية‬ ‫نعت ذلك‬ ‫باإلمكان َ‬ ‫ِ‬ ‫اليت ليست دولة‪ .‬وهذه بالذات هي امليزة‬ ‫اليت مَتنَ ُح النظامَ خصوصيتَه وخاصيتَه‪ .‬ينبغي‬ ‫بالتأكيد عدم اخللط بني اإلدارات الدميقراطية‬ ‫كم الدولة اإلداري‪ .‬فالدول تحَ ُكم‪ ،‬بينما‬ ‫وح‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الدميقراطيات تُدير وتُوَ ّجه‪ .‬الدول تعتمد على‬ ‫السلطة‪ ،‬بينما الدميقراطيات تعتمد على‬ ‫الرضا اجلماعي‪ .‬التعي ُ‬ ‫أساس يف الدول‪ ،‬يف‬ ‫ني ٌ‬ ‫أساس يف الدميقراطيات‪.‬‬ ‫حني أن االنتخاب ٌ‬ ‫أساس يف الدول‪،‬‬ ‫كما أن الضرورةَ االضطراري َة ٌ‬ ‫أساس يف الدميقراطيات‪ .‬هذا‬ ‫والطوعي ُة‬ ‫ٌ‬ ‫وباملقدور اإلكثار من الفوارق املشابهة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫شكل‬ ‫أي‬ ‫الكونفدرالي ُة الدميقراطي ُة ليست‬ ‫ٍ‬ ‫خاص بيومنا الراهن مثلما يُعتَقَد‪.‬‬ ‫إداري‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫التاريخ‬ ‫سياق‬ ‫يف‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫مكا‬ ‫حيتل‬ ‫م‬ ‫نظا‬ ‫هي‬ ‫بل‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫كونفدرالي‪،‬‬ ‫بكل ثِقلِه‪ .‬والتاري ُخ بهذا املعنى‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌّ‬ ‫ّ‬ ‫معروف‬ ‫مركزي‪ .‬لكن شك َل الدول ِة‬ ‫دوليت‬ ‫ال‬ ‫كونَه بات رمسياً للغاية‪ .‬يف حني أن احلياةَ‬ ‫االجتماعية أدنى إىل الكونفدرالية‪ .‬وبينما‬ ‫فرطة‪ ،‬فهي‬ ‫تَهرَ ُع الدول ُة دوماً حنوَ املركزي ِة املُ ِ‬ ‫تَتَّ ِخ ُذ مصا َ‬ ‫احتكارات السلط ِة اليت تَرتَ ِك ُز‬ ‫حل‬ ‫ِ‬ ‫إليها أساساً‪ .‬إذ ال ميكنها َصو َن هذه املصاحل‬ ‫يف حال العكس‪ .‬أي‪ ،‬ال ميكن َضمانَها إال‬ ‫العكس‬ ‫مبركزي ٍة ُم َشدَّدةٍ للغاية‪ .‬يف حني أن‬ ‫َ‬ ‫هو الساري يف الكونفدرالية‪ .‬فهي ُمر َغ َم ٌة‬ ‫على جَ َ‬ ‫تنُّ ِب النزع ِة املركزي ِة قدرَ املستطاع‪،‬‬

‫ُكم أخ ِذها اجملتم َع أساساً‪ ،‬ال االحتكار‪.‬‬ ‫حِب ًِ‬ ‫اجملتمعات ليست منطي ًة(كتلةً‬ ‫ونظرا ألن‬ ‫ِ‬ ‫واحدةً متجانسة)‪ ،‬بل تتألف من عد ٍد َج ٍّم‬ ‫من اجلماعات واملؤسسات والتبايُنات؛ فهي‬ ‫ون تَكا ُملِها مجيعاً‬ ‫تأمني َ‬ ‫وص ِ‬ ‫تَش ُع ُر بضرورةِ ِ‬ ‫ضمن تآلُ ٍف ُمتَّ ِس ٍق مشترَ​َك‪ .‬بالتالي‪ ،‬فإدار ٌة‬ ‫فرط ٌة يف املركزية بالنسبة هلذه التعدديات‪،‬‬ ‫ُم ِ‬ ‫ً‬ ‫قد تفسح الطريق ِمرارا أمام االنفجارات‪.‬‬ ‫والتاري ُخ فيه عد ٌد ال حمدو ٍد من هذه األمثلة‪.‬‬ ‫أما الكونفدرالية الدميقراطية‪ ،‬فتُ ُ‬ ‫عاش‬ ‫ناسبِها مع مقدرةِ ِّ‬ ‫كل مجاع ٍة‬ ‫أكثر نظراً لِتَ ُ‬ ‫ُن خمتلِ ٍف على التعبري عن‬ ‫ومؤسسة وتباي ٍ‬ ‫ً‬ ‫معروف كثرياً‪،‬‬ ‫ري‬ ‫غ‬ ‫ا‬ ‫نظام‬ ‫كونها‬ ‫ذاتها‪ .‬أما‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫فيَعو ُد لبني ِة املدني ِة الرمسية وأيديولوجيتِها‬ ‫اجملتمعات كونفدرالي ٌة‬ ‫املهيمنة‪ .‬أي أن‬ ‫ِ‬ ‫أساساً يف التاريخ‪ ،‬وإ ْن مَل يُعترَ​َف بها رمسيا‪ً.‬‬ ‫مجيع العشائر والقبائل واألقوام‬ ‫ُ‬ ‫وإدارات ً ِ‬ ‫بالعالقات‬ ‫تَس َم ُح دائما بالكونفدارلي ِة املتميزةِ‬ ‫ِ‬ ‫الرخوة‪ .‬حيث تُك َد ُم وتُقَ َّو ُ‬ ‫ض استقاللياتُها‬ ‫اخلاص ُة بها يف حال العكس‪ .‬وهذا بدوره‬ ‫ما يُبَعثِ ُر صفوفَها ويَنثُ ُر كيانَها‪ .‬بل حتى‬ ‫اإلمرباطوريات تستند يف بُناها الداخلية إىل‬ ‫ُ‬ ‫اإلدارات املختلفة‪ .‬إذ قد‬ ‫عد ٍد ال حمدو ٍد من‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫تَتَّ ِح ُد شتى أنواع اإلدارات القبَلية والعشائرية‬ ‫والقومية والسلطات الدينية واملَلَ ِكيّات وحتى‬ ‫اجلمهوريات والدميقراطيات حتت ِم َظلّ ِة‬ ‫إمرباطوري ٍة واحدة‪ .‬بهذا املعنى‪ ،‬فمن املهم‬ ‫اإلمرباطوريات اليت‬ ‫مبكان اإلدراك أنه حتى‬ ‫ُ‬ ‫ضرب‬ ‫يُعتَقَ ُد أنها األكثر مركزي ًة‪ ،‬إمنا هي ٌ‬ ‫ضروب الكونفدرالية‪ .‬أما النزع ُة املركزية‪،‬‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫حيتاجه االحتكار‪ ،‬ال‬ ‫كم‬ ‫ُ‬ ‫فهي منوذ ُج ُح ٍ‬ ‫اجملتمع‪.‬‬ ‫عه ُد احلداث ِة الرأمسالية هو الفرتةُ اليت بَلَ َغ ُت‬ ‫الدول ُة فيها َمركزيتَها القصوى‪ .‬وباالستيالءِ‬ ‫مراكز القوةِ السياسي ِة والعسكرية يف‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫اجملتمع من قِبَ ِل أعتى أشكا ِل‬ ‫االحتكار املسماةِ‬ ‫ِ‬ ‫رَ‬ ‫اجملتمع خائ َر القوى وبال‬ ‫بالسلطة‪ ،‬وبًِت ِك ً ِ‬ ‫ُ‬ ‫إدارة سياسيا وعسكريا بنسب ٍة كربى‪ ،‬باتت‬ ‫ُ‬ ‫والدول القومي ُة‬ ‫يات العصرية املتصاعدة‪،‬‬ ‫املَلَ ِك ُ‬ ‫َ‬ ‫اإلدارات احلاكم ِة‬ ‫أشكال‬ ‫املُ َط َّورَةُ على التوالي‬ ‫ِ‬ ‫َرداً من القوة والسالح‬ ‫اليت تَ َر َكت اجملتم َع جُم َّ‬ ‫ً‬ ‫ألقصى درجة عسكرياً وسياسيا‪ .‬وما الظاهرةُ‬

‫املسماة بنظام احلقوق الرفاه االجتماعي سوى‬ ‫تأسيس حلاكمي ِة الطبق ِة البورجوازية‪ ،‬ال‬ ‫ٌ‬ ‫غري‪ .‬بينما تَكاثُ ُف االستغالل واألشكالُ‬ ‫اجلديدةُ اليت خَّ َ‬ ‫ات َذها لنفسه اقتضت الدول َة‬ ‫القومي َة اضطراراً‪ .‬أما الدول ُة القومي ُة‪ ،‬اليت‬ ‫بتنظيم دول ِة السلط ِة املركزي ِة‬ ‫ميكننا نعتَها‬ ‫ُِ‬ ‫ُ‬ ‫األساسي الذي‬ ‫كم‬ ‫ُّ‬ ‫َألقصاها‪ ،‬فهي شكل احل ِ‬ ‫التطبيقات‬ ‫تع َمل به احلداثة‪ .‬يف حني أن‬ ‫ِ‬ ‫العملي َة املسماة بـ»الدميقراطية البورجوازية»‪،‬‬ ‫كس َّوةَ بها غالفاً يُ َدثِّ ُرها‪ ،‬فهي أساساً‬ ‫واملَ ُ‬ ‫احتكار السلطة داخل‬ ‫تأمني شرعي ِة‬ ‫ِ‬ ‫بغرض ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجملتمع‪ .‬حيث تَكتَ ِس ُب الدول ُة القوميةُ‬ ‫إنكار الدميقراطية‪،‬‬ ‫وجودَها بالتأسيس على ِ‬ ‫بل وحتى اجلمهوري ِة أيضاً‪ .‬فالدميقراطية‬ ‫واجلمهورية شكالن إداريان خمتلفان عن‬ ‫ُكم ماهيتهما‪.‬‬ ‫الدولة القومية حِب ِ‬ ‫بتحدي ِد العصراني ِة الدميقراطي ِة للكونفدرالي ِة‬ ‫الدميقراطي ِة منوذجاً ساسياً أساسياً‪ ،‬سواءً‬ ‫تارخيياً أم على صعي ِد الطبيع ِة االجتماعي ِة‬ ‫املرحلي ِة املعقَّدة؛ فهي بذلك ال تحُ َ ِّد ُد َخيارَها‬ ‫مزاجياً أو عن عبث‪ .‬بل تَ ُكو ُن ُم َعبرََّةً بذلك‬ ‫السياسي للمجتمع األخالقي‬ ‫السقف‬ ‫عن‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫االستيعاب الكامل‬ ‫عدم‬ ‫ِ‬ ‫َوالسياسي‪ .‬يف حا ِل ِ‬ ‫االجتماعي ِة ليست منطيةً‬ ‫ون الطبيع ِة‬ ‫لِك ِ‬ ‫متجانس ًة أو ُمتَ َك ِّشفَ ًة عن وحدةٍ مرتاص ٍة‬ ‫وتنا ُغ ٍم كل ّي(‪ ،)MONOLITIK‬فسيُصبِح‬ ‫فه ُم الكونفدرالية الدميقراطية عسرياً‪ .‬وما‬ ‫غضون القرون‬ ‫تاري ُخ املدني ِة الرمسي ِة يف‬ ‫ِ‬ ‫اجملتمع‬ ‫باع‬ ‫األربع ِة األخرية سوى جنو ٌح إلِتْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫واملتنوع بكياناته‬ ‫والثقافات‪،‬‬ ‫األثنيات‬ ‫املتعد ِد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫واملتميز بدفاعه الذاتي‪ ،‬وإخضا ِعه‬ ‫السياسية‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ضروب اإلبادة(اإلبادات الثقافية‬ ‫لضرب من‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫عموماً‪ ،‬واجلسدية بني احلني َ‬ ‫واآلخر) باسم‬ ‫األم ِة الواحدةِ املتجانسة‪ .‬بينما الكونفدرالي ُة‬ ‫اإلصرار على الدفاع‬ ‫الدميقراطي ُة هي تاري ُخ‬ ‫ِ‬ ‫الذاتي والتعددي ِة األثني ِة والثقافي ِة والكيانات‬ ‫السياسية املختلفة جتاه ذاك التاريخ‪ .‬وما وراء‬ ‫املتصارع ِة‬ ‫لتاريخ احلداث ِة‬ ‫احلداثة استمرا ٌر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تلك‪ ،‬ولكن بأشكا ٍل جديدة‪.‬‬ ‫عصر‬ ‫إن تَ َص ُّد َع الدول ِة القومي ِة املقدَّس ِة يف ِ‬ ‫اإلهلي على‬ ‫التمويل العاملي بوصفها الكيا َن‬ ‫َّ‬ ‫للقرون األربع ِة األخرية‪ ،‬وعودةُ‬ ‫اإلطالق‬ ‫ِ‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة األول‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫االجتماعي‬ ‫الذاتي‬ ‫الدفا ُع‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫أيضاً ميكن تطبيقه‬ ‫بأفضل األشكال يف النظام‬ ‫الكونفدرالي الدميقراطي‪.‬‬ ‫َر ُج الدفا ُع‬ ‫حيث يَند ِ‬ ‫إطار النظام‬ ‫ُّ‬ ‫الذاتي ضمن ِ‬ ‫الكونفدرالي باعتباره‬ ‫ً‬ ‫مؤسسات‬ ‫مؤسسة من‬ ‫ِ‬ ‫السياس ِة الدميقراطية‬ ‫انتعاش احلقائق االجتماعية ـ اليت َص َه َرتها‬ ‫َ‬ ‫حديث‬ ‫يف بُنيتها عنوةً وقَ َم َعتها ـ لِتَغدو‬ ‫الساع ِة جمدَّداً وكأنها تثأَُر منها؛ إمنا هي‬ ‫عصر‬ ‫مراحل مرتبط ٌة ببعضها البعض‪ .‬فمفهو ُم ِ‬

‫‪6‬‬

‫فكرية‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫التمويل يف الربح يقتضي َ‬ ‫التغيري على‬ ‫فرض‬ ‫ِ‬ ‫الدولة القومي ِة بالضرورة‪ .‬وكو ُن األزم ِة بنيوي ًة‬ ‫يؤدي دوراً هاماً يف هذا التغيري‪ .‬أما قيا ُم‬ ‫النيوليربالية بإعادةِ إنشاء الدولة القومية‪ ،‬فلَم‬ ‫وجتارب‬ ‫يُكتَ ْب له النجاح بشتى األشكال‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الشرق األوسط تعليمي ٌة مفيدة على هذا الصعيد‪.‬‬ ‫الدميقراطي َّ‬ ‫حل قضاياه املتعلقة‬ ‫ُواج ُه النظا ُم‬ ‫ُّ‬ ‫ي ِ‬ ‫تعزيز وجوده يف‬ ‫بالشكل‬ ‫بنجاح بارز‪ ،‬لدى ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫خضم هذه الظروف اليت هو ُمرغم ضمنها على‬ ‫إبراز نفسه أكثر فأكثر تدرجيياً بوصفه عصراني ًة‬ ‫ِ‬ ‫مضادة‪ .‬هلذا السبب بالذات سعينا لتبيان أن‬ ‫الكونفدارلية ليست غريب ًة عن التاريخ‪ ،‬وأنها‬ ‫اجلواب األفضل بالنسب ِة لطبيع ِة جمتمعنا‬ ‫ُ‬ ‫الراهن املزدادة تعقيداً‪ .‬و َذ َكرنا ِمراراً أن‬ ‫للمجتمع األخالقي والسياسي‬ ‫السبي َل األفضل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫يف التعبري عن ذاته هي السياسة الدميقراطية‪.‬‬ ‫فالسياس ُة الدميقراطي ُة من ُط إنشاءِ الكونفدرالي ِة‬ ‫الدميقراطية اليت تنتَ ِه ُل دميقراطيتَها من‬ ‫هذا النمط‪ .‬واحلداث ُة املضادةُ املزدادةُ مركزي ًة‬ ‫استمراريتها من‬ ‫طردياً‪ ،‬عندما تجَ َه ُد لتأمني‬ ‫ِ‬ ‫خال ِل أجهزةِ السلطة والدولة املستفحل ِة بني‬ ‫صفوف اجملتمع متغلغل ًة حتى أدق مساماته‬ ‫الداخلية‪ ،‬فهي بذلك أصالً تَ ُكون قد قَ َضت‬ ‫على الساح ِة السياسية‪ .‬مقابل ذلك‪ ،‬فلدى‬ ‫ِ‬ ‫قيام السياسة الدميقراطية ِ‬ ‫شرائح‬ ‫مبنح كل‬ ‫اجملتمع فرص َة التعبري عن ذاتها والتحو ِل‬ ‫ِ‬ ‫إىل قوةٍ سياسية‪ ،‬إمنا تَ ُكون بذلك قد َش َّكلَت‬

‫السياسي أيضاً‪ ،‬لِتَ ُ‬ ‫دخ َل السياس ُة‬ ‫اجملتم َع‬ ‫َّ‬ ‫أجندةَ احلياةِ االجتماعي ِة جمدَّداً‪ .‬من احملال‬ ‫حتليل أزمة الدولة العارمة‪ ،‬دون إدراج‬ ‫السياسة حي َز التنفيذ‪ .‬ذلك أن األزم َة نف َسها‬ ‫اجملتمع السياسي‪.‬‬ ‫دحض وتفني ِد‬ ‫تنبع من ِ‬ ‫ِ‬ ‫من هنا‪ ،‬فالسياس ُة الدميقراطي ُة هي السبي ُل‬ ‫الوحي ُد لِتَ َخ ّطي أزمات الدولة املتجذرة يف‬ ‫ُ‬ ‫يومنا احلاضر‪ .‬وإال‪،‬‬ ‫فالبحث عن دول ٍة أكثرَ‬ ‫ُ‬ ‫خَ‬ ‫ص من‬ ‫راصاً وصرام ًة يف مركزيتها‪ ،‬فلن يل َ‬ ‫تَ ّ‬ ‫النكسارات قاسية‪.‬‬ ‫التعرض‬ ‫ٍ‬ ‫املؤثرات مرةً أخرى إىل دخو ِل‬ ‫ري هذه‬ ‫ُ‬ ‫تُش ُ‬ ‫َ‬ ‫الكونفدرالي ِة الدميقراطي ِة جدول األعما ِل‬ ‫َ‬ ‫األولي على اإلطالق‬ ‫يار قوي‪ .‬الداف ُع‬ ‫ُّ‬ ‫كخ ٍ‬ ‫النهيار االشرتاكي ِة املشدية يف القضاءِ على‬ ‫ِ‬ ‫الكونفدرالي ِة ضمنها بسرعة باسم الدولة‬ ‫مطلع‬ ‫املركزية‪ ،‬بعد أن كانت رائج ًة يف‬ ‫َِ‬ ‫جترب ِة روسيا السوفييتية‪ .‬كما أن عجز‬ ‫حركات التحرر الوطين عن النجاح‪،‬‬ ‫َم ُشها خال ِل مدةٍ وجيزة‪ ،‬إمنا هو‬ ‫بل وتَه ُّ‬ ‫تطويرها للسياس ِة‬ ‫بعدم‬ ‫ِ‬ ‫على صل ٍة كثيب ٍة ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫والكونفدرالية الدميقراطيتني‪ .‬فضال عن أن‬ ‫احلركات‬ ‫جتارب‬ ‫أساس تَ َكبُّ ِد‬ ‫ِ‬ ‫ما يَك ُمن يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالفشل الذريع‪ ،‬هو‬ ‫الثوري ِة للقرنَني األخريَين‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أساساً اختا ُذها موقفاً يَرى الدولة القومية أكثر‬ ‫ثوري ًة‪ ،‬بينما يَعتَبرِ ُ الكونفدرالي َة الدميقراطي َة‬ ‫شكالً سياسياً رجعياً‪.‬‬ ‫واحلركات اليت اعتَقَدَت‬ ‫الشخصيات‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫التحوالت االجتماعي ِة العظمى‬ ‫بتحقيق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالطرق املختَ َصرة عرب التشبث بالدولة القومية‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫واجلوهري للحداثة‬ ‫الذاتي‬ ‫اليت هي السال ُح‬ ‫ُّ‬ ‫جد ِّ‬ ‫متأخ ٍر‬ ‫الرأمسالية‪ ،‬إمنا أدرَ َكت‬ ‫بشكل ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫أنها أصابَت نف َسها بهذا السالح‪.‬‬ ‫مثلما أن الكونفدرالية الدميقراطية تتسم‬ ‫السلبيات النامجة من‬ ‫بالقدرة على جتا ُو ِز‬ ‫ِ‬ ‫منهجي ِة ونظام الدول ِة القومية‪ ،‬فهي أيضاً‬ ‫ِ‬ ‫لتسييس اجملتمع‪.‬‬ ‫مبثاب ِة الوسيل ِة األفضل‬ ‫ِ‬ ‫مبقدور كل جمموع ٍة وأثني ٍة وثقاف ٍة‬ ‫حيث‬ ‫ِ‬ ‫ومجاع ٍة ديني ٍة وحرك ٍة فكري ٍة ووحدةٍ‬ ‫‪ BIRIM‬اقتصادي ٍة بناءَ نف ِسها كوحدةٍ‬ ‫‪ BIRIM‬سياسي ٍة شب ِه مستقلة‪ .‬ينبغي تقييم‬ ‫الفيدرالية أو شبه االستقاللية أو املص َطلح‬ ‫املسمى بالذاتية ضمن هذا اإلطار والنطاق‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ذاتي فرصتُه يف بناءِ كونفدراليته‪،‬‬ ‫كيان‬ ‫فلكل ٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫بدءاً من الصعي ِد احمللي وصوالً إىل املستوى‬ ‫األولي على اإلطالق للصعيد‬ ‫العاملي‪ .‬العنص ُر ُّ‬ ‫ب ّريّة‪.‬‬ ‫احمللي هو حقُّه يف النقاش‬ ‫واإلقرار حِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫كما أن َّ‬ ‫كل وحدةٍ ‪ BIRIM‬فيدرالي ٍة أو ذاتيّ ٍة‬ ‫تطبيق الدميقراطي ِة املبا َشرة‬ ‫هلا فرصتُها يف‬ ‫ِ‬ ‫املُص َطلَح عليها باسم الدميقراطية التَّشا ُر ِكيّ ِة‬ ‫أيضاً‪ ،‬حيث تَنتَ ِه ُل قوتَها كلَّها من تطبيقِها‬ ‫للدميقراطي ِة املبا َشرة‪ .‬وهذا بالذات حجتُها‬ ‫يف حَ َ‬ ‫بقدر ما تَ ُكو ُن‬ ‫بدورها األساسي‪ِ .‬‬ ‫تلِّيها ِ‬ ‫ُ‬ ‫الدول ُة القومية إنكاراً للدميقراطي ِة املبا َشرة‪،‬‬ ‫فالكونفدرالي ُة الدميقراطي ُة ـ وعلى النقيض من‬

‫فكرية‬

‫‪7‬‬

‫ذلك ـ مبثاب ِة الشكل البَنّاءِ هلا واملُنَ ِّش ِط إياها‪.‬‬ ‫الوحدات ‪ BIRIM‬الفيدرالي ُة بوصفِها اخلاليا‬ ‫ُ‬ ‫النواة يف الدميقراطية التّشا ُر ِكيّ ِة املبا َشرة‪ ،‬هي‬ ‫وحدات ‪ُ BIRIM‬مثلى ال نظريَ هلا من حيث‬ ‫ٌ‬ ‫احتادات كونفدرالي ٍة‬ ‫إىل‬ ‫التحول‬ ‫يف‬ ‫ها‬ ‫ٍ‬ ‫ُمرونَتِ‬ ‫ُ‬ ‫أيضاً حسبما تقتضيه الظروف واحلاجات‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫االحتادات السياسي ِة دميقراطي ٌة‬ ‫أنواع‬ ‫كل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بشر ِط َع َملِها أساساً‬ ‫بالوحدات ‪BIRIM‬‬ ‫ِ‬ ‫املستندةِ إىل الدميقراطي ِة التّشا ُر ِكيّ ِة املبا َشرة‪.‬‬ ‫كما أن الوظيف َة السياسية املُ َط َّورَةَ بدءاً من‬ ‫الوحدة ‪ BIRIM‬األكثر حملي ًة‪ ،‬واليت حَتيا‬ ‫وتُ َطبَّ ُق الدميقراطي َة املبا َشرةَ‪ ،‬وصوالً إىل الكيان‬ ‫األكثر عاملي ًة؛ باملستطاع نعتَها بالسياس ِة‬ ‫احلقيقي‬ ‫الدميقراطي‬ ‫الدميقراطية‪ .‬والنظا ُم‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫جمموع هذهِ املراحل‪.‬‬ ‫يش‬ ‫شكل لِ َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫إذ ما ُر ِصدَت الطبيع ُة االجتماعية بِ ِدقّ ٍة‬ ‫وإمعان‪ ،‬فستُد َر ُك ماهي ُة «القفص احلديدي»‬ ‫للدولة القومية‪ ،‬واملاهي ُة التحريري ُة األنسب‬ ‫للكونفدرالي ِة الدميقراطية ِّ‬ ‫فبقدر‬ ‫بكل سهولة‪ِ .‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫اجملتمع وجعلِه‬ ‫بقمع‬ ‫ِ‬ ‫ما تقًو ُم ُالدولةً القومية ِ‬ ‫منطيا أحاديا وإبعا ِده عن الدميقراطية‪،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫حتريري‬ ‫فنموذ ُج الكونفدرالي ِة الدميقراطية‬ ‫ٌّ‬ ‫ومتوج ٌه حنو الدميقراطية باملِثل‪.‬‬ ‫وتعددي ِّ‬ ‫نقط ٌة أخرى ينبغي االنتباهَ إليها‪ ،‬أال وهي‬ ‫الوحدات ‪ BIRIM‬الفيدرالي ِة والذاتي ِة‬ ‫تَ َص ُّو ُر‬ ‫ِ‬ ‫غين جداً‪ .‬إذ من املهم للغاية‬ ‫إطار ٍّ‬ ‫ضمن ٍ‬ ‫إدراك مدى احلاج ِة للوحدات ‪BIRIM‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫السنة الثالثة‬

‫مجلة دجلة‬

‫النجاح‬ ‫من هنا‪ ،‬ففرص ُتها يف‬ ‫ِ‬ ‫والنصر ٌ‬ ‫عالية بكل تأكيد‪،‬‬ ‫عندما تستوعب َّ‬ ‫كل ذلك‬ ‫بشكل متداخل بوصفه‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫حزمة من الوظائف الفكرية‬ ‫واألخالقية والسياسية‪،‬‬ ‫دخلُه حي َز التنفيذ‬ ‫و ُت ِ‬ ‫راحل‬ ‫واملمارسة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬مِل ِ‬ ‫األزم ِة املنهجي ِة والبنيوي ِة‬ ‫ُ‬ ‫اخلاصة بها‪ ،‬واليت‬ ‫جوان ُبها‬ ‫بعني االعتبار‬ ‫تَقتَضي أخ َذها ِ‬

‫الكونفدرالية حتى يف قري ٍة أو ضاحي ٍة ضمن‬ ‫املدينة‪ .‬أي أن َّ‬ ‫كل قري ٍة أو ضاحي ٍة ميكنها أن‬ ‫تَ ُكو َن وحدةً ‪ BIRIM‬كونفدرالي ًة ِّ‬ ‫بكل يُسر‪.‬‬ ‫وحدات‬ ‫جم من‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬فعد ٌد ٌّ‬ ‫ِ‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة الثالثة‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫بتحدي ِد العصراني ِة‬ ‫الدميقراطي ِة للكونفدرالي ِة‬ ‫الدميقراطي ِة منوذجاً ساسياً‬ ‫أساسياً‪ ،‬سواءً تارخيياً‬ ‫أم على صعي ِد الطبيع ِة‬ ‫االجتماعي ِة املرحلي ِة‬ ‫املعقَّدة؛ فهي بذلك ال‬ ‫ت ِّد ُد َخيا َرها مزاجياً‬ ‫حُ َ‬ ‫أو عن عبث‪ .‬بل تَ ُكو ُن‬ ‫السقف‬ ‫بةً بذلك عن‬ ‫ُم َع رََّ‬ ‫ِ‬ ‫السياسي للمجتمع األخالقي‬ ‫ِّ‬ ‫والسياسي‬ ‫‪ BIRIM‬الدميقراطي ِة املبا َشرةِ ضمن القرية‬ ‫ينبغي احتادَها‪ ،‬سواءً الوحدة ‪ BIRIM‬ـ أي‬ ‫الفيدرالية ـ األيكولوجية يف القرية‪ ،‬أو الوحدة‬ ‫الوحدات‬ ‫النسائية احلرة‪ ،‬وصوالً غلى‬ ‫ِ‬ ‫الشبيبية‪ ،‬التعليمية‪ ،‬الفلكلورية‪ ،‬الصحية‪،‬‬ ‫التعاونية‪ ،‬واالقتصادية‪ .‬هذا وباملقدور تسمية‬ ‫بعضها بعضاً‬ ‫هذه الوحدات ‪ BIRIM‬اجلديدة َ‬ ‫بالوحدةِ ‪ BIRIM‬أو االحتاد الكونفدرالي(وحدةُ‬ ‫‪ BIRIM‬الوحدات ‪ BIRIM‬الفيدرالية) بكل‬ ‫َممنا النظامَ نف َسه على‬ ‫سهولة‪ .‬وإذ ما ع َّ‬ ‫املستويات احمللية واملَنا ِطقيّة والقومية‬ ‫والعاملية‪ ،‬فسيَ ُكون باإلمكان الفهمَ يسرياً مدى‬ ‫كون الكونفدرالية الدميقراطية نظاماً شامالً‪.‬‬ ‫كما أنه‪ ،‬ومن خال ِل منهجي ِة الكونفدرالية‪،‬‬ ‫بنحو أفضل مدى تكا ُم ِل‬ ‫ِ‬ ‫باملقدور االستيعاب ٍ‬ ‫األبعا ِد الثالثي ِة الرئيسي ِة للعصرانية‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬وإمتا ِمها َ‬ ‫بعضها بعضاً‪ .‬هكذا‬ ‫اجملتمع التارخيي‬ ‫يَ ُكون واق ُع وتَكا ُم ُل‬ ‫ِ‬ ‫للطبيعة االجتماعية قد تحَ َ قَّ َق وتَوَ َّط َد بأفضل‬ ‫ألن َّ‬ ‫أحواله‪ ،‬نظراً َّ‬ ‫كل بُع ٍد ضمن هذا النظام له‬ ‫مقدرته اليت خُ َ‬ ‫ت ِّولُه للنقاش والتداول والتقييم‬

‫‪8‬‬

‫فكرية‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫واختاذ القرار وإعادة البناء وسلوك ممارساته‬ ‫فيما يتعلق بشؤونه الذاتية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫االجتماعي أيضا ميكن تطبيقه‬ ‫الذاتي‬ ‫الدفا ُع‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫بأفضل األشكال يف النظام الكونفدرالي‬ ‫الذاتي ضمن‬ ‫الدميقراطي‪ .‬حيث يَند َِر ُج الدفا ُع ُّ‬ ‫إطار النظام الكونفدرالي باعتباره مؤسس ًة‬ ‫ِ‬ ‫مؤسسات السياس ِة الدميقراطية‪ .‬والدفا ُع‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫الذاتي من حيث التعريف تعب ٌري ُمكثف عن‬ ‫ُّ‬ ‫السياس ِة الدميقراطية‪.‬‬ ‫ٌّ‬ ‫عسكري أساساً‪ .‬ومجي ُع‬ ‫الدول ُة القومي ُة نظا ٌم‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫الدول القومية حمصلة ملختل ِف احلروب‬ ‫املُخاضة بشتى األشكال داخلياً وخارجياً‬ ‫جائر وتَ َع ُّسفِ ٍّي للغاية وعلى املدى‬ ‫مبنوا ٍل ٍ‬ ‫الطويل‪ .‬حيث ال ميكن التفكري بدول ٍة‬ ‫قومي ٍة واحدةٍ ليست مثرةَ احلروب‪ .‬إذ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تحَ ُ ُّ‬ ‫بدرع‬ ‫ف الدولة القومية اجملتم َع برمته ٍ‬ ‫ّ‬ ‫عسكري) من الداخل‬ ‫عسكرتاري(مليتاري ـ‬ ‫ٍّ‬ ‫واخلارج‪ ،‬ليس يف مرحل ِة تأسيسها وحسب‪،‬‬ ‫وانهيارها أيضاً‪،‬‬ ‫أس ِسها‬ ‫بل ويف مراحل تمَ​َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫وبنسب ٍة أعلى‪ .‬هكذا يَتَ َعسك ُر اجملتمع بأكمله‪.‬‬ ‫املؤسسات املسماةُ باإلدارةِ املدني ِة للسلطة‬ ‫أما‬ ‫ُ‬ ‫والدولة‪ ،‬فهي أساساً ليست سوى ستاراً‬ ‫يُ َغ ّطي هذا الدر َع العسكري‪ .‬بينما األجهزةُ‬ ‫املسماةُ‬ ‫َب‬ ‫بالدميقراطيات البورجوازية تَذه ُ‬ ‫ِ‬ ‫طمس هذه البنية والذهنية‬ ‫أبع َد من ذلك‪ ،‬لِتَ َ‬ ‫العسكرتارية وتَصقلَها بطالءِ الدميقراطية‪،‬‬ ‫ُمتَ َح ِّملَ ًة بذلك وظيف َة الدعاية والرتويج بأن‬ ‫ليربالي‬ ‫اجتماعي‬ ‫الذي يَسري إمنا هو نظا ٌم‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌّ‬ ‫دميقراط ّي‪ .‬لذا‪ ،‬من غري املمكن احلديث عن‬ ‫قبيل التسيُّ ِس أو مزاول ِة السياس ِة‬ ‫أي ِة ظاهرةٍ من ِ‬ ‫ُ‬ ‫التناقض الصار ُخ‬ ‫يلَّ ْل هذا‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬ما مَل حُ َ‬ ‫لحِ ُ‬ ‫كم احلداثة‪ .‬هذه هي الظاهرةُ املسماة بـ‬ ‫ِ‬ ‫األمة العسكرية‪ .‬وهي ظاهر ٌة ساري ُة املفعول‬ ‫جلميع الدول القومية املُنشأَة على‬ ‫بالنسبة‬ ‫ِ‬ ‫قرون حِباهلا‪ .‬وهذا هو الواق ُع‬ ‫مدى أربع ِة ٍ‬ ‫املُتَ َخفّي حتت كاف ِة القضايا االجتماعية‬ ‫ممارسات السلط ِة‬ ‫واألزمات والتَّفَ ُّسخات‪ .‬أما‬ ‫ُ‬ ‫أنواعها(الفاشيات االنقالبية‬ ‫الفاشية بشتى‬ ‫ُ‬ ‫أو غري االنقالبية‪ ،‬العسكرية أو املدنية)‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫بالرتويج هلا ِمراراً على أنها احلل؛‬ ‫واملَفروضة‬ ‫فهي مثر ٌة لطبيع ِة الدول ِة القومية‪ ،‬وهي احلال ُة‬ ‫األكثر خصوصي ًة لتعبريها الشكلي‪.‬‬ ‫ال ميكن للكونفدرالية ِالدميقراطيةّ كبح احِ‬ ‫َ جمِ‬ ‫نزع ِة الدولة القومية يف التَّ َعس ُكر ذاك‪ ،‬إال بأداةِ‬ ‫فاجملتمعات املفتقِرةُ‬ ‫للدفاع‬ ‫الدفاع الذاتي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫سران هوياتها وخاصياتها‬ ‫الذاتي ُم َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ضطر ٌة لخِ ِ‬

‫السياسية و َد َمقرطاتها‪ .‬هلذا السبب بالذات‪،‬‬ ‫الذاتي ليس جمرد ظاهرةٍ بسيط ٍة‬ ‫فالدفا ُع‬ ‫ُّ‬ ‫من الدفاع العسكري وحسب بالنسبة‬ ‫للمجتمعات‪ .‬بل هو‬ ‫متداخ ٌل مع ظاهرةِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫وتطبيق‬ ‫وتأمني ت َسيُّ ِسها‪،‬‬ ‫محاي ِة هوياتها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َد َمق َر َطتِها‪ .‬مبعنى آخر‪ ،‬ال ميكن احلديث‬ ‫تأمني‬ ‫عن قدرةِ اجملتمع على محاي ِة هويته أو ِ‬ ‫تَ َسيُّ ِسه أو ُمزاوَلَ ِة السياس َة الدميقراطي َة‪ ،‬إال‬ ‫الدفاع عن ذاته‪ .‬وعلى‬ ‫عندما يَ ُكون قادراً على‬ ‫ِ‬ ‫ضوءِ هذه احلقائق‪ ،‬فالكونفدرالي ُة الدميقراطي ُة‬ ‫َ‬ ‫عظيم ذاتِها‬ ‫ُمر َغم ٌة يف‬ ‫ِ‬ ‫الوقت نف ِسه على ت ِ‬ ‫الدفاع الذاتي‪ .‬ال ميكن للعصراني ِة‬ ‫كنظام من ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الرد على هيمن ِة االحتكارات يف‬ ‫الدميقراطي ِة َّ‬ ‫ُ‬ ‫عه ِدها ال َعولمَ ّي الذي تَسو ُد ُه‬ ‫ظروف عَس َك َرةِ‬ ‫اجملتمع بأمجعه يف هيئ ِة الدولة القومية‪ ،‬إال‬ ‫ِ‬ ‫عرب منهجيتها ونظامها الذاتي املتألِّف من‬ ‫الشبكات واألواصر الكونفدرالية بالتأسيس‬ ‫على الدفاع الذاتي والسياسة الدميقراطية‪،‬‬ ‫مجيع‬ ‫مبا يَشم ُل اإلطارَ نف َسه ويُ َع َّم ُم على‬ ‫ِ‬ ‫فبقدر ما تتواج ُد‬ ‫ِ‬ ‫الظروف الزمانية واملكانية‪ِ .‬‬ ‫والشبكات املهيمنة(التجارية واملالية‬ ‫الرواب ُط‬ ‫ُ‬ ‫والصناعية‪ ،‬السلطة‪ ،‬الدولة القومية‪،‬‬ ‫واالحتكار األيديولوجي)‪ ،‬يتوجب على‬ ‫العصرانية الدميقراطية أيضاً تطويرَ شبكاتها‬ ‫وأواصرها الكونفدرالية والدفاعية الذاتية‬ ‫والسياسية الدميقراطية باملِثل‪.‬‬ ‫القضي ُة األخريةُ الواجب التطرق إليها فيما‬ ‫ص هذا البُعد معني ٌة بكيفي ِة إمكاني ِة‬ ‫يخَ ُ ُّ‬ ‫االستمرار بالعالقات والتناقضات فيما‬ ‫بينهما‪ .‬وخنص بالذكر يف هذا السياق املواقف‬ ‫السلطوية السائدة يف التيارات االشرتاكية‬ ‫املشيدة والتحررية الوطنية(القائلة بسلط ِة‬ ‫الربوليتاريا بل وحتى بديكتاتوريتها بَد َ‬ ‫َل‬ ‫السلطة البورجوازية‪ ،‬وباملواقف السلطوية‬ ‫القوموية بَد َ‬ ‫اإلدارات االستعمارية‬ ‫َل‬ ‫ِ‬ ‫املتواطئة)‪ ،‬حيث ارتَ َكبَت أكثرَ األخطاءِ‬ ‫مان ًة بسبب تلك‬ ‫التارخيي ِة مأساوي ًة‪ ،‬حِ‬ ‫استمرار الرأمسالي ِة بوجو ِدها‬ ‫املفاهيم فرص َة‬ ‫ِ‬ ‫التيارات وما‬ ‫مبا ليست جديرةً به‪ .‬هذه‬ ‫ُ‬ ‫ضروب‬ ‫بضرب من‬ ‫شابهها مما ميكننا نعتَها‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫هدم السلط ِة والدولة‪،‬‬ ‫مفاهيم‬ ‫ِ‬ ‫وتطبيقات ِ‬ ‫ِ‬ ‫وإقام ِة اجلدي ِد منها مكانَها؛ إمنا تُعتَبرَُ القوى‬ ‫غرق اجملتمع يف التّحول‬ ‫األكثر مسؤولي ًة عن ِ‬ ‫العسكرتاري‪ ،‬وفقدانِه ماهيتَه السياسية‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وخسرانِه نضالَه الدميقراطي‪ .‬هذا النمط من‬ ‫مر قرنَني من الزمن تقريباً‪،‬‬ ‫التعاطي على ِّ‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫فكرية‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫السنة الثالثة‬

‫مجلة دجلة‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة الثالثة‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪10‬‬

‫قد َمنَ َح الدولتي َة القومي َة للهيمن ِة الرأمسالي ِة‬ ‫طبق من الذهب بِ ِكلتا يَدَيه‪ .‬يف‬ ‫انتصاراً على ٍ‬ ‫حني أن الفوضويني‪ ،‬وكذلك بعض احلركات‬ ‫الفامينية واأليكولوجية املاوراء حداثية‪،‬‬ ‫واملفاهيم اليسارية ومنظمات اجملتمع املدني‬ ‫األخرى تُ َع ُّد يف وضعي ٍة أكثر إجيابي ًة يف هذا‬ ‫الشأن‪ ،‬وإ ْن ِّ‬ ‫متأخراً‪.‬‬ ‫عيش نظام احلداث ِة والعصراني ِة معاً‬ ‫ال َمفَ َّر من ِ‬ ‫ِ‬ ‫فرتةً طويل ًة من الزمن‪ ،‬مليئ ًة بالسلم والصراع‪،‬‬

‫فكرية‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫الظروف واملبادئ اليت َع َرضناها‬ ‫وذلك وفق‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫حقائق احلياة‪.‬‬ ‫سابقاً‪ .‬إنها حقيقة من‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ومرحل ُة احلياةِ املشرتك ِة الطويل ِة األ َم ِد تلك‪،‬‬ ‫ليس صحيحاً االستمرار بها مبفاهيم السلم‬ ‫االستسالم ّي وغري املبدئي‪ ،‬وال باملفاهيم‬ ‫واملمارسات املتصارعة واملتحاربة يف كل‬ ‫للمجتمع التارخيي يف‬ ‫الشروط‪ .‬أما األنسب‬ ‫ِ‬ ‫مسريته حنو احلري ِة واملساواةِ والدميقراطية‪،‬‬ ‫املبدئي واملشرو ِط فيما‬ ‫السالم‬ ‫حاالت‬ ‫فهو‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬

‫ونظام الكونفدرالية‬ ‫نظام الدول ِة القومية ِ‬ ‫بني ِ‬ ‫الظروف‬ ‫بتلك‬ ‫ل‬ ‫اإلخال‬ ‫حال‬ ‫ويف‬ ‫الدميقراطية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫فاملواقف األفضل هي فلسف ُة‬ ‫واملبادئ‪،‬‬ ‫السياسة والتعاطي االسرتاتيجي والتكتيكي‬ ‫بعني االعتبار إمكاني َة العيش‬ ‫اآلخذان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حروب الدفاع الذاتي‪.‬‬ ‫ل‬ ‫خال‬ ‫من‬ ‫املشرتك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫فت مبا فيه الكفاية‬ ‫َر ُ‬ ‫لدي القناع ُة بأني ع َّ‬ ‫الثنائي لنزع ِة احلداث ِة(العصرنة)‬ ‫الطاب َع‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تاريخ املدنية‪،‬‬ ‫بوصفها املرحلة األخرية من ِ‬ ‫الفصل املُ َط َّو ِل‬ ‫سعيت لتحليله يف هذا‬ ‫والذي‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫من عملي‪ .‬النزعة العصرية ومسريتُها‬ ‫تاريخ املدني ِة‬ ‫التارخيي ُة األقصر زمناً من ِ‬ ‫سياق ِ‬ ‫مشحون ٌة بالتطورات ا َ‬ ‫جل َدلِيَّ ِة الكثيف ِة‪ ،‬مثلما‬ ‫احلال يف التطور ا َ‬ ‫لتاريخ املدنية‪.‬‬ ‫جل َدلِ ِّي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ما ينبغي إدراكه لدى القول باجل َد ِل‬ ‫األطراف‬ ‫الثنائي‬ ‫والدياليكتيك هو أن ُّ‬ ‫التطورَ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َم ٌل بذهنيتني وبُنيتني‬ ‫بعالقاتِه وتناقضاتِه حُم ُّ‬ ‫ُ‬ ‫القرون األربع ِة‬ ‫خ‬ ‫وتاري‬ ‫خمتلفتَني يف أحشائِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫األخريةِ يؤيِّ ُد مصداقي َة القو ِل بأن الرأمساليةَ‬ ‫تَرَ َكت بصماتها على نزع ِة احلداثة‪ .‬لكن تَ َ‬ ‫رك‬ ‫الرأمسالي ِة بصماتِها عليها ال يعين أن احلداث َة‬ ‫َد‬ ‫رأمسالي ٌة متاماً‪ .‬علماً أن الرأمسالي َة حِب ِّ‬ ‫ذاتها نظام ترا ُكم ِ‬ ‫الربح ورأس املال‪ ،‬أكثر مما‬ ‫ِ ُ​ُ ِ‬ ‫جمتمع‪ .‬وهي ليست نظاماً منا ِسباً‬ ‫هي شكل‬ ‫جد شامل ٍة كاحلداثة‪ .‬وبالرغم‬ ‫صف ظاهرةٍ ِّ‬ ‫لِوَ ِ‬ ‫من استخدامي مصطل َح احلداث ِة الرأمسالي ِة‬ ‫ِمراراً‪ ،‬إال أني َشد ُ‬ ‫َّدت دوماً على ضرورةِ‬ ‫ٌ‬ ‫فهم ذلك على أنه إشارة إىل تر ِكها بصماتِها‬ ‫ِ‬ ‫لتحليل‬ ‫سعيت‬ ‫عليها‪ .‬وإىل جانب ذلك‪ ،‬فقد ُ‬ ‫ِ‬ ‫نعت الوج ِه الثاني من احلداثة بالعصراني ِة‬ ‫ِ‬ ‫الدميقراطية(وميكن وضع اسم َ‬ ‫آخر منا ِس ٍب‬ ‫ٍ‬ ‫أكثر يف حا ِل إجياده) على أنه يتسم بنصيبه‬ ‫األوفر من احلقيقة(ال أرى منا ِسباً تسميتها‬ ‫باحلداث ِة ذات الطابع الدميقراطي)‪ .‬هذا وقد‬ ‫يت احليط َة وا َ‬ ‫حل َذر يف جَ َ‬ ‫تنُّ ِب املواقف‬ ‫تَوَ َّخ ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قبيل القول باحلداث ِة‬ ‫األكثر ضحالة ُ‬ ‫وسقما من ِ‬ ‫الرأمسالي ِة واحلداث ِة االشرتاكية؛ وذلك‬ ‫وانسدادات‬ ‫بغرض تاليف الوقوع يف أخطاءٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫تارخيي ٍة كتلك اليت تُ ُ‬ ‫عاش يف الفصل بني‬ ‫واجملتمع االشرتاكي‪.‬‬ ‫اجملتمع الرأمسالي‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫أسلوب تنا ُو ِل ِكلتا‬ ‫استخدمت‬ ‫ولطاملا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بالقياس بينهما‬ ‫ني‬ ‫ت‬ ‫املختلف‬ ‫ني‬ ‫ت‬ ‫احلداث‬ ‫ِ‬ ‫ومقارنتِهما تارخيياً‪ .‬ذلك أن احلقيق َة نف َسها‬ ‫ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫تاريخ‬ ‫كانت ُمتش ِّعبة‪ ُ.‬ومثلما ُاحلال يف ُ ِ‬ ‫املدنية‪ ،‬فاألزمنة العصرية احلداثوية اليت‬ ‫هي َطو ٌر أقص َر زمنياً كانت شاهدةً على‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫هذه الثنائية‪ِّ ،‬‬ ‫بكل عالقاتِها وتناقضاتها‪ .‬ما‬ ‫باب التجربة ـ هو‬ ‫ُ‬ ‫سعيت لعملِه ـ ولو من ِ‬ ‫صياغة التعاريف وسرد التحليالت املقتَ َضبة‬ ‫اعتماداً على تلك الشواهد‪ .‬وبأقل تقدير‪ ،‬ال‬ ‫ُساو ُرني ُّ‬ ‫الشك أبداً من القدرةِ على فهمها‬ ‫ي ِ‬ ‫بوصفِها خمطوطاً فكرياً‪ .‬كما ال ريب أن‬ ‫واالقرتاحات اليت ستُطرَح‪ ،‬سوف‬ ‫االنتقادات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫التحليالت أكثر‪.‬‬ ‫تُ َع ِّز ُز هذه‬ ‫ِ‬ ‫تاركةً‬ ‫َ‬ ‫ال ميكن إنكار كون الرأمسالية ال تربَ ُح ِ‬ ‫باعتبارها نظا َم ترا ُك ِم‬ ‫بصماتِها على احلداث ِة‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫الربح ورأس املال‪ ،‬وال تَنفَك حمافظة على‬ ‫مكانتها كقوةٍ مهيمن ٍة عاملي ٍة يف ِّ‬ ‫ظل حاكمي ِة‬ ‫رأس املال املالي‪ .‬إىل جانب ذلك‪ ،‬ال‬ ‫كنظام‬ ‫ميكن أيضاً إنكار كونها قد أُن ِشئَت‬ ‫ٍ‬ ‫َد ذاته(النظام الرأمسالي العاملي‪ ،‬النظام‬ ‫حِب ِّ‬ ‫ُ‬ ‫العاملي)‪ ،‬وأنها حَت ِمل بني أحضانها القوى‬ ‫املتناقضة واملتصارعة معها بضراوة يف كاف ِة‬ ‫الظروف املكانية والزمانية‪ .‬تلك القوى اليت‬ ‫ِ‬ ‫جيري العمل على نعتِها بقوى العصرانية‬ ‫باب التيسري‪ ،‬مل تَشهَد‬ ‫الدميقراطية من ِ‬ ‫االشرتاكي َة املشيدةَ‬ ‫وحركات التحرر الوطين‬ ‫ِ‬ ‫وحسب‪ ،‬بل من املعلوم أيضاً أنها َش ِهدَت‬ ‫انطالقات من قبيل النظم الفوضوية يف‬ ‫ٍ‬ ‫املقدمة‪ ،‬واأليكولوجية والفامينية والدينية‬ ‫الراديكالية َّ‬ ‫مؤخراً‪ .‬لقد ُحفِرَ وبُقِرَ حض ُن‬ ‫زمن بعيد‪ ،‬والوافدون من‬ ‫النظام ذاك منذ ٍ‬ ‫داخله وخارجه(ينبغي القول من خارجه‬ ‫باألكثر‪ ،‬ألن الطبيع َة االجتماعي َة شاهد ٌة‬ ‫أصالً على القوى اآلتي ِة من اخلارج) لَطاملا‬ ‫ذكر وممارس ِة وجو ِدهم ومطالبهم‬ ‫َشدَّدوا على ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫النظام‬ ‫يف احلري ِة واملساواةِ يف ظل كل ِ‬ ‫ظروف ً ِ‬ ‫املكاني ِة والزمانية‪ ،‬ومل يتَ َخلَّفوا أبدا عن‬ ‫حبوثهم بشأن النظام املُتَ ّ‬ ‫وخى‪.‬‬ ‫تاريخ املدني ِة بأكمله‪،‬‬ ‫وكما ُج ِّر َب يف ِ‬ ‫سياق ِ‬ ‫ً‬ ‫ففي األزمن ِة احلديث ِة العصري ِة أيضا‪ ،‬ومثلما‬ ‫احتكار‬ ‫مل تُسفِر مساعي األنظمة يف إفناءِ أو‬ ‫ِ‬ ‫بعضها بعضاً عن أي ِة نتائج‪ ،‬فقد كان‬ ‫حاالت‬ ‫ريب أن‬ ‫مث ُن ذلك باهظاً جداً‪ .‬ال َ‬ ‫ِ‬ ‫حلَتها معها قد زادت كثرياً‬ ‫العماء اليت مَ َ‬ ‫من وطأةِ إحصائي ِة حروب األنظم ِة تلك‪.‬‬ ‫ذلك أن األنظمة ستسعى إىل االستمرار يف‬ ‫بالدهس بِ ِشدة على بعضها بعضاً‪.‬‬ ‫العيش‬ ‫ِ‬ ‫وكيفما ستُفرَ ُ‬ ‫اهليمنات على الدوام من‬ ‫ض‬ ‫ُ‬ ‫املستوى العاملي إىل املستويات احمللية‪،‬‬ ‫مات املضادةُ أيضاً‬ ‫ستستمر متوَ ِّطدةً أكثر‬ ‫فاملقاوَ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ظات من جتاربها‪.‬‬ ‫ع‬ ‫وال‬ ‫الدروس‬ ‫ها‬ ‫باستخالص‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ِ‬

‫فكرية‬

‫‪11‬‬

‫واحلرب معاً على‬ ‫السلم‬ ‫كما سنستمر يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫عيش ِ‬ ‫قم واالنسداد‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫حاالت‬ ‫الدوام‪ ،‬ما دا َمت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تيُّل ِوتطبيق عالمَ‬ ‫مستمرة‪ .‬هذا ومبستطاعنا خَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫أكثرَ َمراماً ومجاالً بالتأكيد ضمن ما ميكننا‬ ‫تسميته حبال ِة الالسلم والالحرب‪ ،‬ما دامت‬ ‫ُ‬ ‫واحللول أكث َر جناحاً‪ ،‬وما دامت‬ ‫التحليالت‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تَع ِك ُس الصحي َح والفاضل واجلميل أكثر‬ ‫فأكثر‪ .‬كما ال ريب البت َة من أن الكثريَ من‬ ‫السلم والقليل من احلرب حال ٌة قَيِّ َم ٌة أيضاً‪،‬‬ ‫وجهو ُد تطبيقِها نبيل ٌة أصيلة؛ ولكن‪ ،‬بشر ِط‬ ‫أ ْن تَ ُكو َن مبدئي ًة و ُم َش ِّرفة‪.‬‬ ‫َرفنا هيمن َة رأس املال املالي العاملي نف ِسه‬ ‫لقد ع َّ‬ ‫مبرحل ِة األزم ِة العارمة واألعمق على اإلطالق‪.‬‬ ‫واملستجدات ِّ‬ ‫تؤك ُد صح َة هذا التعريف‪ .‬عالوةً‬ ‫ُ‬ ‫على أننا نَ َّوهنا بإسهاب إىل منهجي ِة وبنيوي ِة‬ ‫األزمة‪ .‬بل وحتى أنباءُ األزم ِة املرحلي ُة تؤيِّ ُد‬ ‫مصداقي َة طاب ِعها املنهجي والبنيوي‪ .‬األنظم ُة‬ ‫العصري ُة تُصبِ ُح خصيب ًة ُم َولِّدةً يف مراحل‬ ‫األزمة‪ .‬ومثلما أن بعضها تَكون والدتُها‬ ‫مشلولة‪ ،‬فتلك القائم ُة بوالدةٍ سليم ٍة أيضاً ال‬ ‫ص إطالقاً‬ ‫تنقص أو تَ ُ‬ ‫غيب أبداً‪ .‬كما ال تَنقُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُطرو ُد احللو ِل الواسع ِة والتوفيقي ِة املتمفصلة‬ ‫للغاية يف يوتوبيا الرأمسالي ِة الليربالية‪ .‬حيث‬ ‫املخططات اليومية واألسبوعية‬ ‫يَصوغون‬ ‫ِ‬ ‫(لعشر سنني)‬ ‫والشهرية والسنوية والعقدية‬ ‫ِ‬ ‫ونصف القرنية(خلمسني سنة)‪ .‬هذا شأنُهم‪،‬‬ ‫وسيُوا ِظبون عليه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تتضاعف فرصة قوى العصرانية‬ ‫قد‬ ‫ً‬ ‫الدميقراطية أيضا يف مراحل األزمة تلك‪.‬‬ ‫فتواري ُخ املقاوم ِة الباسلة فيما بينها‪،‬‬ ‫ري طريقَها‪.‬‬ ‫ويوتوبياتُها يف احلري ِة واملساواة تُنِ ُ‬ ‫َ‬ ‫باإلضافة إىل ال ِعبرَ ِ الكربى اليت استنبَطتها‬ ‫من هزائمها ونواقصها‪ .‬من هنا‪ ،‬ففرصتُها‬ ‫ِ‬ ‫النجاح والنصر عالي ٌة بكل تأكيد‪ ،‬عندما‬ ‫يف‬ ‫تستوعب َّ‬ ‫بشكل متداخل بوصفه‬ ‫كل ذلك‬ ‫ٍ‬ ‫حزم ًة من الوظائف الفكرية واألخالقية‬ ‫دخلُه حي َز التنفيذ واملمارسة‪.‬‬ ‫والسياسية‪ ،‬وتُ ِ‬ ‫راحل األزم ِة املنهجي ِة والبنيوي ِة‬ ‫مع ذلك‪ ،‬لمِ ِ‬ ‫جوانبُها اخلاص ُة بها‪ ،‬واليت تَقتَضي أخ َذها‬ ‫بعني االعتبار‪ .‬إذ من غري املمكن التغاطي عن‬ ‫ِ‬ ‫ضرورةِ أن يَ ُكو َن العل ُم والفلسف ُة األخالقي ُة‬ ‫ـ السياسي ُة الواجب تطبيقهما شا ِملَني‬ ‫للتحديث‪ ،‬وإ ْن كانا حَيذوان حذوَ املاضي‪.‬‬ ‫فحاالت السقم والعقم‬ ‫ويف حال العكس‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تجَ‬ ‫لب معها‬ ‫املعاش ُة بكثرة يف املاضي‪ ،‬سوف ُ‬ ‫ض اجلديدة‪ .‬خصوصاً‬ ‫حاالت‬ ‫ِ‬ ‫الضمور والتَّقَ ُّو ِ‬ ‫ِ‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫السنة الثالثة‬

‫مجلة دجلة‬

‫َ‬ ‫حتديث الليربالي ِة لذاتِها باستمرار يُ َع ِّظ ُم‬ ‫وأ ّن‬ ‫من مدى املخاطر‪ .‬ينبغي عدم النسيان أنه‪،‬‬ ‫الثورات من‬ ‫وعندما كان اجلمي ُع يَرتَقِ ُب‬ ‫ِ‬ ‫خضم األزم ِة العاملي ِة الكربى عام ‪،1929‬‬ ‫ِّ‬ ‫فاملوج ُة الفاشي ُة املتصاعدةُ آنئ ٍذ ال تزالُ‬ ‫مستمرةً‬ ‫وج ِّر َد اجملتم ُع‬ ‫بتأثريها إىل اآلن‪ُ .‬‬ ‫ِ‬ ‫من ماهيته األخالقي ِة والسياسي ِة أكثر من‬ ‫ِّ‬ ‫وقت مضى‪ .‬وتقني ُة املعلوماتية تُ َز ِّو ُد قوى‬ ‫أي ٍ‬ ‫ً‬ ‫بإمكانيات هائل ٍة‬ ‫العوملة املهيمنة أيديولوجيا‬ ‫ٍ‬ ‫وحتريف العالمَ‬ ‫ة‬ ‫االفرتاضي‬ ‫عرض العوا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫من ِ‬ ‫لمِ​ِ‬ ‫ً‬ ‫احلقيقي‪ .‬وال تَرى َضرياً أو بأسا من بَس ِط‬ ‫ِّ‬ ‫بنظام جدي ٍد‬ ‫املتهشمة بسهولة ُم َغلَّفَ ًة‬ ‫بُناها‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ري القائمة قد‬ ‫لتوها‪ .‬فاجلماه ُ‬ ‫وكأنها ُولِدَت ِّ‬ ‫ُصيرَِّت حشداً غفرياً‬ ‫رعاع الفاشية منذ‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫آفاق األمل‪،‬‬ ‫أَ​َم ٍد سحيق‪ .‬و ِعوَضاً عن‬ ‫حتطيم ِ‬ ‫ِ‬ ‫بهدف عدم االكتفاءِ بتوحيد‬ ‫فإني أُبَينِّ ُ ذلك ِ‬ ‫اجلانبَني التحليلي والشعوري العاطفي‬ ‫للحقيقة وحسب‪ ،‬بل وللتشديد على إمكاني ِة‬ ‫َدرها بسهولة‪ ،‬ما لمَ حَن ِم ْل‬ ‫إفراغ جهو ِدنا وه ِ‬ ‫ِ‬ ‫والسياسي يف كلِّ‬ ‫َ‬ ‫األخالقي‬ ‫العيش‬ ‫ونجُ َ ِّسد‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫الفصول األخريةُ من‬ ‫وأماكن وجودنا‪.‬‬ ‫ذكرياتنا‬ ‫ِ‬ ‫اآلن فصاعداً سوف تُعنى بهذه املواضيع‪.‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الدميقراطية‬ ‫الكونفدرالية‬ ‫ليست َّ‬ ‫إداري‬ ‫شكل ٍّ‬ ‫أي ٍ‬ ‫خاص بيومنا الراهن مثلما‬ ‫ٍّ‬ ‫ُيعتَقَد‪ .‬بل هي نظا ٌم ُّ‬ ‫حيتل‬ ‫سياق التاريخ ِّ‬ ‫بكل‬ ‫مكانَه يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِثقَلِه‪ .‬والتاري ُخ بهذا املعنى‬ ‫كونفدرالي‪ ،‬ال ٌّ‬ ‫دوليت‬ ‫ٌّ‬ ‫ّ‬ ‫مركزي‪ .‬لكن شك َل الدول ِة‬ ‫ٌ‬ ‫معروف كونَه بات رمسياً‬ ‫للغاية‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة الثالثة‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪12‬‬

‫تحلیلی‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫تعرض لها اإليزيديون‬ ‫الفرمانات(حمالت اإلبادة)التي‬ ‫ّ‬

‫‪1360‬م إكتسح الجيش المنغولي بقيادة تيمورلنك‬

‫منطقة شنغال وقتل اآلالف‪ ،‬ومع ذلك حافظ اإليزيديون على ديانتهم‬

‫سليمان جعفر‬

‫كما ذكرنا سابقاً فقد تع ّرض اجملتمع اإليزيدي‬ ‫بشكل عام اىل محالت قمع أش ّد قساوة من تلك‬ ‫اليت تع ّرضت هلا شعوب أفريقيا إبان الغزو‬ ‫االستعماري الغربي للقارة األفريقية‪ ،‬ولكن‬ ‫الفارق بني األفارقة واإليزيديني هو أن الغرب‬ ‫كان يطمع خبريات هذه القارة من خالل‬ ‫إفراغها من شبانها‪ ،‬الذين كانت تقيّدهم‬ ‫بالسالسل وتقذف بهم على أسطح البواخر‬ ‫العمالقة‪ ،‬وكان املئات من هؤالء املساكني‬ ‫يلقون حتفهم من شدة اجلوع أو األمراض أو‬ ‫التعذيب‪ ،‬فكان يلقى بهم يف املاء ليصبحوا‬ ‫طعاماً حليوانات البحر‪ ،‬ومن كان ينجو منهم‬ ‫كانت تلك العصابات املنظمة واملدعومة من‬ ‫احلكومات الغربية تقودهم اىل أسواق النخاسة‬ ‫كعبيد‪ ،‬حيث يتم بيعهم ألصحاب املعامل‬ ‫واملزارع‪ ،‬متاماً مثل أي حيوان يباع ويشرى‪.‬‬

‫أما بالنسبة لإليزيديني فهم تع ّرضوا حلمالت‬ ‫القتل والبطش واالغتصاب ألنهم رفضوا‬ ‫خصهم بها اخلالق‪،‬‬ ‫التخلّي عن ديانتهم اليت ّ‬ ‫وتشبثوا بأرضهم فكان مصريهم مأساوياً بكل‬ ‫ماتعنيه هذه الكلمة من معنى‪ .‬حيث كانوا‬ ‫يتعرضون يف كل مكان حلملتني متوازيتني‪،‬‬ ‫األوىل محالت دعائية‪ ،‬حيث كان األعداء‬ ‫ينشرون األكاذيب واالفرتاءات اليت ما أنزل‬ ‫اهلل بها من سلطان حول اإليزيدية‪ ،‬فصورهم‬ ‫البعض على أنهم كفرة اليعبدون اهلل‪ ،‬وقال‬ ‫عنهم البعض أنهم يعبدون إب‪ ،...‬وذهب‬ ‫البعض اىل أنهم مسلمون احنرفوا عن الدين‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬وقال البعض إنهم عرب أمويون‪،‬‬ ‫والبعض قالوا إنهم مسيحيون‪ ،‬وتفنن العديد‬ ‫يف نسبتهم اىل أديان ومذاهب وملل المتت‬ ‫لإليزيديني بأية صلة‪.‬‬ ‫وبدورهم قام رجال الدين بإصدار الفتاوى‬ ‫اليت تستبيح دماءهم وحتلل قتلهم وأنهاء‬ ‫وجودهم وسلب ممتلكاتهم وسيب نسائهم‬ ‫وعدم استحقاقهم للحياة‪ ،‬وتعرضوا للرتحيل‬ ‫األجباري عن مناطق سكناهم‪ ،‬وقامت‬

‫السلطات بهدم قرآهم ومسحها من الوجود‬ ‫وختريب مزارعهم وبيوتهم وقلع اشجارهم‪،‬‬ ‫وحني نبحث يف ثنايا الصخور املبثوثة‬ ‫واملنتشرة بني سهول كردستان ستجد لطخات‬ ‫متيبسة من دماء الضحايا اليت قدمتها‬ ‫األيزيديــة واملسفوحة دمائها ظلماً وعدواناً‬ ‫‪ ،‬وحني تتفقد الكهوف واملغارات يف اجلبال‬ ‫القصية واليت التصلها البشر ستجد بقايا عظام‬ ‫من األيزيدية الذين فروا وحتصنوا يف هذه‬ ‫الكهوف امالً باخلالص فقضوا حنبهم عطشاً‬ ‫وجوعاً وخوفاً وبرداً وخنقاً‪ ،‬وحني نتمعن يف‬ ‫القرى اليت خربتها اجليوش والبيوت اليت‬ ‫مسحتها اجلرارات واألليات العسكرية يف‬ ‫قصبات االيزيدية الفقرية واملهملة ستجد انها‬ ‫بسبب معتقداتهم وطقوسهم وقيمهم الدينية‬ ‫وليس هلا سبب آخر‪.‬‬ ‫ومع إقراري بقساوة هذا املوضوع ملا حيمله‬ ‫من ذكريات أليمة يف نفوس الكرد عامة‪،‬‬ ‫واإليزيديني خاصة‪ ،‬ولكن البأس إن ذكرنا‬ ‫بعضاً منها وليس كلها‪ ،‬ليأخذ القارىء الكريم‬ ‫ولو فكرة عن املذابح والويالت اليت تعرض‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫هلا اإليزيديون على أيدي أغلب(اجلريان)‬ ‫واإلخوة‪ ،‬ورغم ذلك بقي اإليزيديون حمافظني‬ ‫على دينهم‪:‬‬ ‫ـ يف الشهر األول من عام ‪ 705‬هـ ش اخلليفة‬ ‫األموي يوسف حجاج محلة كبرية ضد األكراد‬ ‫اإليزيديني وقد قتل فيها ما اليقل عن ‪100‬‬ ‫ألف إيزيدي‪.‬‬ ‫ـ يف عام ‪906‬م جرت معركة بني اإليزيديني‬ ‫وجريانهم املسلمني عندما حاول اجليش‬ ‫اإلسالمي تطويق منطقة هكار‪ ،‬ولكن‬ ‫اإليزيديني كانوا قد استعدوا لتلك املعركة‪،‬‬ ‫وعندما شعر قادة اجليش اإلسالمي بأن‬ ‫املعركة ستكون لصاحل اإليزيديني قاموا خبداع‬ ‫اإليزيديني وأوهموهم بأنهم لن يلحقوا ضرراً‬ ‫باإليزيديني‪ ،‬وقد أقسموا على ذلك بالقرآن‪،‬‬ ‫وبأنهم سوف يعفون عن اإليزيديني إن هم‬ ‫سلّموا أسلحتهم دون إراقة الدماء‪ ،‬فما كان‬ ‫لإليزيديني إال أن حيرتموا القسم الذي أداه‬ ‫القادة املسلمني باهلل والقرآن‪ ،‬فألقوا أسلحتهم‬ ‫وأوقفوا القتال‪ ،‬ليكتشفوا فيما بعد بأنهم‬ ‫تعرضوا للخديعة‪ ،‬حيث قام املسلمون بتطويق‬

‫تحلیلی‬

‫‪13‬‬

‫اإليزيديني الع ّزل واعتقلوهم مجيعاً‪ ،‬ونصب‬ ‫هلم املسلمون أعواد املشانق على جانيب طريق‬ ‫املوصل ـ مال طيار وعلى طول ‪ 25‬كم‪ ،‬وعلّقوا‬ ‫عليها اإليزيديني‪ ،‬وبقوا أليام وهم مصلوبني‬ ‫قبل أن يتم إنزاهلم‪.‬‬ ‫ـ جاء يف الفارسنامة أنه يف عام ‪1107‬م مت‬ ‫نهب وخراب وتدمري ‪ 50‬ألف بيت إيزيدي‬ ‫ألنهم رفضوا الدخول يف اإلسالم‪.‬‬ ‫ـ كان يف مدينة شنغال ‪ 35000‬عائلة قبل‬ ‫هجوم تيمورلنك عليها‪ ،‬وقد تصدى الكرد‬ ‫جليش تيمورلنك حتى هزموه يف الكثري من‬ ‫صب تيمورلنك وجيشه‬ ‫املعارك‪ ،‬وبسبب ذلك ّ‬ ‫جام غضبهم على مدينة شنغال فأبادوها عن‬ ‫بكرة أبيها وذلك سنة ‪1109‬م‪.‬‬ ‫ـ ‪1246‬م بعد أن ملع اسم الشيخ حسن بن‬ ‫الشيخ آدي الثاني‪ ،‬خاف بدرالدين لؤلؤ‬ ‫حاكم املوصل من تنامي وازدياد نفوذه وقوته‪،‬‬ ‫فقام بدعوته اىل قلعة املوصل‪ ،‬وهناك قام‬ ‫بقتله غدرا‪ ،‬ومل يكتف بدرالدين بهذا بل قام‬ ‫بنبش قرب الشيخ آدي وحرق بقايا عظامه‪،‬‬ ‫وقتل مائة من أمراء اإليزيدية‪،‬وبعد ذلك قام‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫السنة الثالثة‬

‫مجلة دجلة‬

‫اإليزيديون بتجميع ماتبقى من رفات الشيخ‬ ‫آدي ووضعوها يف القربمرة أخرى مع كل وقار‬ ‫وهيبة‪.‬‬ ‫ـ ‪1300‬م يقول الشارستاني يف كتابه أن‬ ‫اإليزيديني مل يكونوا مقبولني‪ ،‬فقام املتعصبون‬ ‫املسلمون بإصدار الفتاوى ضدهم وإحالل‬ ‫دمائهم‪.‬‬ ‫ـ ‪1360‬م إكتسح اجليش املنغولي بقيادة‬ ‫تيمورلنك منطقة شنغال وقتل اآلالف‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك حافظ اإليزيديون على ديانتهم‪.‬‬ ‫ـ ‪1415‬م قام الصفويون ومبساعدة من الكرد‬ ‫املسلمني باهلجوم معاً على منطقة هكار‪ ،‬وقد‬ ‫مات اآلالف ودمرت ونهبت بيوتهم‪ ،‬وسبوا‬ ‫النساء والفتيات‪ ،‬ودخلوا مزار اللش فنهبوا‬ ‫حمتوياته وأحرقوا مرة أخرى ما تبقى من‬ ‫عظام الشيخ آدي بعد نبش قربه‪.‬‬ ‫ـ ‪1420‬م قام احلاكم يوسف احللواني‬ ‫باهلجوم على مزار اللش وهدمه‪ ،‬وقام هو‬ ‫أيضاً بنبش عظام الشيخ آدي وأحرقها‪ ،‬وبعد‬ ‫اإلنتهاء من تلك احلملة أعاد اإليزيديون بناء‬ ‫املزار من جديد‪ ،‬وأعادوا ما تبقى من رفاة‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة الثالثة‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪14‬‬

‫‪1890‬م عندما فشلت‬ ‫تلك احلملة رغم تقديم‬ ‫اإليزيديني آالف الشهداء‬ ‫فقد أوكل الباب العالي‬ ‫مهمة قتل اإليزيديني هذه‬ ‫املرة ل(ايوب بك) وقد‬ ‫احلقوا به أعداد هائلة من‬ ‫اجلنود‪ .‬وكان أيوب بك هذا‬ ‫ينهب كل قرية مير بها‬ ‫وخيطف النساء ويقتل كل‬ ‫من يرفع رأسه أمامه‬ ‫الشيخ اجلليل‪.‬‬ ‫ـ ‪1516‬ـ‪1517‬م احتل السلطان العثماني سليم‬ ‫سورية ومصر ومناطق األكراد‪ ،‬ومبساعدة من‬ ‫األمري ادريس البدليسي يعرب السلطان سليم‬ ‫اىل العراق فيحتلها‪ ،‬بعد ذلك يبدأ السلطان‬ ‫سليم مبهامجة اإليزيديني‪ ،‬ومل ينس رجال‬ ‫الدين امللتفني حول السلطان أن يصدروا عدة‬ ‫فتاوى تشرعن قتل اإليزيديني‪.‬‬ ‫ـ ‪1535‬م إبان حكم السلطان سليمان القانوني‬ ‫مت اهلجوم بشكل وحشي على اإليزيديني‪،‬‬ ‫ولكن اإليزيديني دافعوا بضراوة عن دينهم‬ ‫وأرضهم‪ ،‬فقام مفيت الدولة الرمسي(أمحد ابو‬ ‫السعود العمادي ‪1491‬ـ ‪1575‬م) بإصدار أول‬ ‫فتوى ضد اإليزيديني‪ ،‬أجاز فيها للعثمانيني‬ ‫كل شيء يف أموال اإليزيديني‪ ،‬وذلك ملنع‬ ‫الشعب من تقديم أي دعم ممكن لإليزيديني‪.‬‬ ‫وقد ذكر فيها أن كل من يقتل إيزيدياً سوف‬ ‫يكون مصريه اجلنة الحمال مهما كانت ذنوبه‬ ‫كثرية‪ .‬وصارت هذه الفتوى قاعدة لسلسلة من‬ ‫الفتاوى الظاملة حبق اإليزيديني‪.‬‬ ‫ـ ‪1607‬م فرمان علي باشا جا نبوالد‪ ،‬على جبل‬

‫تحلیلی‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫شنغال غري ان االيزيدية يف جبل شنغال انزلوا‬ ‫هزمية قاسية به حيث قتلوا من قواتهم(سبعة‬ ‫االف جندي) وبعد هذا الفرمان وبسب قتل‬ ‫امريااليزيدية على أيدي العثمانيني اوقف‬ ‫االيزيديون دعمهم للعثمانيني‪ .‬فكان هذا سبباً‬ ‫يف تقوية شوكة الصفويني‪ ،‬فقامت القوات‬ ‫الصفوية بقيادة شاه الصفوي عباس(سنة‬ ‫‪1588‬ـ ‪ )1629‬من االستيالء على بغداد مرة‬ ‫ثانية وذلك يف(‪14‬ـ متوزـ‪1624‬م) و طردت‬ ‫القوات العثمانيني منها بسهولة‪ ،‬ومن ثم أغار‬ ‫الصفويون على اإليزيديني حبمالت ابادة على‬ ‫االيزيدية بسبب موقفهم املوالي للعثمانيني‬ ‫فقامت الفرمانات الواحدة بعد االخرى من‬ ‫قبل الصفويني على االيزيدية‪ .‬هكذا أصبح‬ ‫االيزيديون بني فكي كماشة‪ ،‬فتارة يتعرضون‬ ‫هلجمات الصفويني و تارة اخرى حلمالت‬ ‫العثمانيني‪.‬‬ ‫ـ ‪1626‬م فرمان صفوي بقيادة امري اردالن‬ ‫خان امحد خان ضد اإليزيديني‪ ،‬الذين تكبدوا‬ ‫خسائرمادية كبرية يف االرواح واملمتلكات‪.‬‬ ‫ـ ‪1630‬م فرمان صفوي فارسي بقيادة قارجي‬ ‫قاي خان‪ ،‬فقتل عدد كبري من االيزيدية‬ ‫وسيب النساء واالطفال‪.‬‬ ‫ـ ‪1630‬م فرمان امحد باشا‪ ،‬والي ديار بكر‪،‬‬ ‫حيث قتل ما يقارب العشرة االف رجل من‬ ‫االيزيدية واسر الكثري منهم وحصل على‬ ‫غنائم وفرية ورجع اىل ديار بكر‪.‬‬ ‫ـ ‪ 1638‬ـ ‪1641‬م قاد والي ديار بكر(أمحد‬ ‫ملك باشا)‪ ،‬مصحوباً بأعداد كبرية من اجلنود‬ ‫األتراك‪ ،‬محالت عديدة على اإليزيديني‬ ‫الع ّزل وقتل اآلالف منهم‪.‬‬ ‫ـ ‪1647‬ـ ‪1648‬م قام والي وان املدعو مشسي‬ ‫باشا باهلجوم على منطقة شيخان من أجل‬ ‫القضاء على االنتفاضة اليت قادها أمري‬ ‫الشيخان مريزا‪ ،‬ووقع مريزا أسرياً‪.‬‬ ‫ـ ‪1650‬م فرمان والي وان مشسي باشا‪ ،‬الذي‬ ‫قام بهذا الفرمان بعد اعدام امري االيزيديني‬ ‫ايزيدي مريزا الداسين‪.‬‬ ‫ـ ‪1655‬م فرمان والي ديار بكر مصطفى باشا‬ ‫فرياري‪ ،‬حيث قاد هذا الوالي العديد من‬ ‫الفرمانات العسكرية املدمرة على االيزيديني‬ ‫يف مخسينات من القرن السابع عشر وكانت‬ ‫بامر من السلطان العثماني يف استنبول‪.‬‬ ‫ـ ‪1674‬م فرمان كابالن باشا‪ ،‬قام هذا القائد‬ ‫حبملة عسكرية الخضاع االيزيديني يف‬ ‫شنغال ولكن االيزيديني استبسلوا يف الدفاع‬

‫عن أرضهم وعقيدتهم‪ ،‬وأنزلوا هزمية قاسية‬ ‫بالقوات العثمانية‪.‬‬ ‫يف عام ‪1715‬م قام امللك املظفر بغزو ايزيدية‬ ‫شنغال بعساكر كالسيل‪ ،‬وجحافل من رجال‬ ‫وخيول وتصدى هلم الكرد اإليزيديون وقاتلوا‬ ‫قتال األبطال‪ ،‬ولكنه انتصر على اإليزيديني‪،‬‬ ‫وأكثر فيهم القتل والتنكيل وأسر النساء‬ ‫واألطفال‪.‬‬ ‫ـ وأيضاً يف ‪1715‬م قاد والي بغداد حسن‬ ‫باشا محلة ضد إيزيدية شنغال‪ ،‬فانسحب‬ ‫اإليزيديون اىل منطقة خاتونية‪ ،‬فعمل حسن‬ ‫باشا يف املنطقة جمازر فظيعة ضد اإليزيديني‪،‬‬ ‫ووضع املنطقة حتت سيطرة عشرية طي‬ ‫العربية‪ ،‬اليت استولت على املنطقة كلها‪.‬‬ ‫ـ ‪1723‬م فرمان والي بغداد أمحد باشا يف‬ ‫منطقة الشيخان‪ ،‬حيث أرسل هذا الوالي‬ ‫قوة عسكرية كبرية على قرى منطقة الشيخان‬ ‫وأطراف الزاب الكبري‪ ،‬وتع ّرض اإليزيديون‬ ‫ألعمال القتل والسلب والنهب‪.‬‬ ‫ـ ‪1723‬م أيضاً قام والي املوصل حسن باشا‬ ‫اجلليلي حبملة على منظقة الشيخان وقضى‬ ‫على ما تبقى ممن جنوا من فرمان أمحد باشا‪.‬‬ ‫ـ ‪1733‬ـ‪1734‬م تعرض اإليزيديون يف منطقة‬ ‫الزاب السفلى اىل هجوم أدى اىل دمار وخراب‬ ‫قرى وبيوت اإليزيديني‪.‬‬ ‫ـ ‪1733‬م أيضاً‪ ،‬ش ّن أمحد باشا والي بغداد‬ ‫هجوماً كاسحاً على شنغال‪ ،‬قتل املئات‬ ‫ونهب ممتلكات اإليزيديني‪.‬‬ ‫ـ ‪1743‬م فرمان فارسي بقيادة االقشاري‬ ‫نادر شاه الصفوي‪ ،‬اجتاح هذا القائد منطقة‬ ‫الشيخان يف عهد الشاه الصفوي طهماس‬ ‫باشا‪ .‬فدمر مجيع مناطق االيزيدية يف الزاب‬ ‫الكبري وبعشيقة وجبل الشيخ آدي(عليه‬ ‫السالم) واسر امريهم‪.‬‬ ‫ـ يف عام ‪1746‬م أصدر الشيخ عبداهلل الرتبكي‬ ‫فتوى أباح فيها دم اإليزيديني حبجة أن‬ ‫اإليزيديني اليعرتفون بالقرآن وال بالسنة‬ ‫النبوية‪ ،‬وأنهم ميزقون القرآن‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫أينما صادفتموهم اقتلوهم مباشرة‪ ،‬وبقتلكم‬ ‫لإليزيديني ختض ّر أياديكم!!‬ ‫ـ يف عام ‪1752‬م غزا والي بغداد سليمان‬ ‫باشا‪ ،‬جبل شنغال أيضاً وحاصرأهل اجلبل‪،‬‬ ‫واستوىل جيشه على بعض قرى اإليزيدية‪،‬‬ ‫وأقام هناك فأمر العساكر‪ ،‬فحملوا على‬ ‫اإليزيدية من كل مكان وقتلوا منهم أكثر من‬ ‫ألف رجل ومعهم بعض النساء واألطفال‪.‬‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫تحلیلی‬

‫‪15‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫السنة الثالثة‬

‫مجلة دجلة‬

‫‪ 1911‬ـ ‪1918‬م حرب‬ ‫دينية كبرية للسلطنة‬ ‫العثمانية ضد األقوام غري‬ ‫املسلمة‪ ،‬فقتلت السلطنه‬ ‫اآلالف من اإليزيديني‬ ‫واملسيحيني‪ ،‬وهرب اآلالف‬ ‫اىل روسيا وفرنسا وأمريكا‪،‬‬ ‫وهرب قسم منهم اىل الدول‬ ‫العربية وخاصة اىل لبنان‬ ‫والشام‬

‫ـ ‪1766‬م فرمان والي املوصل حممد امني باشا‬ ‫اجلليلي‪ ،‬قام هذا الوالي بغارة خاطفة على‬ ‫االيزيديني يف شنغال وقتل الكثري منهم ودمر‬ ‫وحرق قسم من قراهم‪.‬‬ ‫ـ ‪1767‬ـ ‪1768‬م ارسل والي املوصل أمني‬ ‫باشا قوة عسكرية أخرى اىل شنغال جللب‬ ‫‪ 1000‬رأس غنم‪ ،‬وعندما أتوه ب ‪ 800‬رأس‬ ‫فقط استشاط الوالي غضباً وأمر الوالي أمني‬ ‫باشا جيشه لقتل ‪ 1000‬إيزيدي‪.‬‬ ‫ـ ‪ 1770‬ـ ‪1785‬م جرت مخس مواجهات‬ ‫كبرية يف هذه الفرتة بني اإليزيديني وواليا‬ ‫املوصل سليمان باشا اجلليلي وأخيه حممد‬ ‫باشا اجلليلي‪ ،‬فنهب اجليش العثماني قرى‬ ‫شنغال وقتلوا الكثري‪ .‬وقد استشهد أمري‬ ‫منطقة شيخان جولي بك بن بداغ بك يف‬ ‫إحدى املواجهات بني اإليزيديني وبني والي‬ ‫العمادية‪ ،‬ثم نّ‬ ‫عي والي العمادية خنجر بك‬ ‫أمرياً على اإليزيديني‪.‬‬

‫ـ ‪1786‬م فرمان والي املوصل عبد الباقي‬ ‫باشا اجلليلي‪ ،‬على ايزيديي شنغال بشكل‬ ‫عام وعلى عشرية الدنا بشكل خاص‪ ،‬فعندما‬ ‫توجه الوالي املذكور ضد عشرية الدنا وهي‬ ‫من عشائر الشيخان الرئيسية لاليزيديني‬ ‫دمروا قراهم تدمريا كامال واحدة تلو االخرى‬ ‫وبينما كانوا منشغلني بالسلب والنهب ببيوت‬ ‫وممتلكات االيزيدية‪ ،‬اغتنم زعيم الدنا(منر‬ ‫مسو) فرصة بقاء الوالي مع قلة من مرافقية‬ ‫يف املواقع ففاجأهم فرسانه وقتلوا الوالي عبد‬ ‫الباقي وبعض اقاربه واصطحبوا بقية العسكر‬ ‫اىل املوصل‪.‬‬ ‫ـ ‪1792‬م يشن عرب طي‪ ،‬ومبساعدة من والي‬ ‫املوصل حممد باشا اجلليلي محلة على مناطق‬ ‫اإليزيديني فيدمروها وينهبونها‪.‬‬ ‫ـ ‪1793‬م محلة والي املوصل على اإليزيديني‪،‬‬ ‫فيحرق مثانية قرى بكاملها بعد أن ينهبها‪.‬‬ ‫ـ ‪1793‬م حممد باشا يقتحم مدينة مهريكان‬

‫فيقع يف كمني نصبه له اإليزيديون فينكسر شر‬ ‫كسرة ويهرب‪.‬‬ ‫ـ ‪1794‬م توجهت قوة كبرية أرسلها‬ ‫والي بغداد(سليمان باشا) بقيادة(عبداهلل‬ ‫بك خربندة) على اإليزيديني يف شنغال‬ ‫وقتلوا منهم الكثري الكثري‪ ،‬ونهبوا أمواهلم‬ ‫وممتلكاتهم وسبوا نساءهم‪ .‬حيث أرسل ‪69‬‬ ‫فتاة وامرأة إيزيدية اىل بغداد‪.‬‬ ‫ـ ‪1798‬م فرمان عبدالعزيز الشاوي‪ ،‬وهو أحد‬ ‫أعوان حاكم بغداد‪ ،‬مبساعدة من والي املوصل‬ ‫حممد باشا اجلليلي‪ ،‬وبعض القبائل العربية‬ ‫مثل العبيد و بومحدان وطي‪ ،‬حيث اكتسحوا‬ ‫شنغال وعملوا فيها جمازر‪ ،‬حيث قتلوا كل‬ ‫شخص التقوا به‪ ،‬وسبوا النساء ومحلوا معهم‬ ‫رؤوس ‪ 45‬رجالً إيزيدياً‪ ،‬اىل بغداد‪.‬‬ ‫ـ ‪1799‬م أمري بهدينان قباد بك يرسل قواته‬ ‫إلخضاع اإليزيديني يف شيخان‪.‬‬ ‫ـ ‪ 1800‬م فرمان الوالي حممد باشا اجلليلي‪،‬‬ ‫على االيزيديني يف شنغال وكانت الطاعون‬ ‫منتشرا يف ذلك الوقت يف املوصل‪،‬عاد من‬ ‫محلتة متدهورا بعد ان دمر قرى االيزيديني‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة الثالثة‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪1420‬م قام احلاكم يوسف‬ ‫احللواني باهلجوم على‬ ‫مزار اللش وهدمه‪ ،‬وقام‬ ‫هو أيضاً بنبش عظام الشيخ‬ ‫آدي وأحرقها‪ ،‬وبعد‬ ‫اإلنتهاء من تلك احلملة‬ ‫أعاد اإليزيديون بناء املزار‬ ‫من جديد‪ ،‬وأعادوا ما تبقى‬ ‫من رفاة الشيخ اجلليل‬

‫‪16‬‬

‫تحلیلی‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫باكملها‪.‬‬ ‫ـ ‪1800‬م البغدادي عبدالعزيز باشا وبعض‬ ‫العشائر العربية مثل عشرية عبيد ـ عشرية‬ ‫بومحدان ـ عشرية طي يقتحمون قرى منطقة‬ ‫شيخان فيحرقون ‪ 25‬قرية‪.‬‬ ‫ـ ‪1801‬م فرمان حممد اجلليلي والي املوصل‪،‬‬ ‫على االيزيديني يف جبل شنغال ومت تدمريها‬ ‫وسلب قراها‪.‬‬ ‫ـ ‪1802‬م والي املوصل اجلديد يقتحم شنغال‬ ‫جمدداً ويستمر القتال حوالي مخسة أشهر‬ ‫أي حتى عام ‪1803‬م فيتم حرق وتدمري عدة‬ ‫قرى‪.‬‬ ‫ـ ‪1802‬م فرمان مشرتك بني والي بغداد علي‬ ‫باشا‪ ،‬ووالي املوصل حممد‬ ‫باشا اجلليلي‪ ،‬وبالتعاون مع عشائر بلباس‬ ‫كوردية من اربيل وبابانني‪ ،‬وكذلك عشرية‬ ‫العبيد واجلربة وغريها‪ ،‬عقدت هذه القوات‬ ‫جمتمعة العزم على اهلجوم‪ ،‬فتوجهت‬ ‫احلملة مباشرة صوب جبل شنغال وحاصرت‬ ‫منه اجلهة الشمالية بينما حاصره العرب‬ ‫من اجلهة اجلنوبية وأمثر احلصار والضغط‬ ‫املتواصل حسب بعض املؤرخني اىل سحب‬

‫االيزيديني من كهوفهم واضطرارهم اىل‬ ‫اإلستسالم بشروط قاسية‪ ،‬فقاموا بعد ذلك‬ ‫حبرق مساكن االيزيدية وقراهم وقطعوا‬ ‫اشجارهم ودمروا بساتينهم واتلفوا مزارعهم‬ ‫وقتلوا منهم خلقا الحيصى عددهم ونهبوا‬ ‫امواهلم‪.‬‬ ‫ـ يف عام ‪1809‬م توجه والي بغداد الوزير‬ ‫سليمان باشا الصغري بعد أن حترك من بغداد‬ ‫حنو املوصل فوصلها وتوجهت معه عساكر‬ ‫بقيادة واليها أمحد أفندي املوصلي حنو‬ ‫شنغال عن طريق تلعفر فوصل ليالً اىل أول‬ ‫قرية يف شنغال فهامجها ونهبها واستوىل‬ ‫على مافيها من ماشية‪ ،‬وقتل رجاهلا وسبى‬ ‫نساءها‪.‬‬ ‫ـ يف عام ‪1826‬م قام داوود باشا والي بغداد‬ ‫حبملة على عشائر الكرد اإليزيدية يف شنغال‪،‬‬ ‫ولكنه مل يتمكن من القضاء عليهم واخضاعهم‬ ‫إال بشكل مؤقت‪.‬‬ ‫ـ يف عام ‪1830‬ـ‪1832‬م قتل عشرات اآلالف‬ ‫من اإليزيديني نتيجة الفرمانات اليت‬ ‫أصدرتها الدولة الرتكية حبقهم يف خرزان ـ‬ ‫دالنا ـ باشو ـ تيالن ـ وأرزانا شيخا‪.‬‬ ‫ـ ‪1832‬م يشن أمري بوطان بدرخان هجوماً‬ ‫على منطقة الشيخان بالتعاون مع جيش‬ ‫الدولة واستوىل على تلك املنطقة‪ ،‬وقام بنهب‬ ‫وحرق القرى والبيوت اإليزيدية‪ ،‬واعتقل‬ ‫وزجوا به يف سجن‬ ‫زعيم اإليزيديني علي بك ّ‬ ‫راوندوز‪ ،‬وكانوا يهدفون اىل إرغام علي بك‬ ‫الدخول يف الدين اإلسالمي‪ ،‬ولكن مع كل‬ ‫ذلك صمد أمري اإليزيديني واستشهد ومل يقبل‬ ‫يف ترك دينه والدخول يف الدين اإلسالمي‪.‬‬ ‫ـ ‪1831‬ـ‪1834‬م محالت مري حممد‬ ‫الراوندوزي ـ الكردي ـ(أو األمري األعور‪MÎRÊ‬‬ ‫‪ )KOR‬على اإليزيدية يف مناطق بهدينان‬ ‫وبوتان وآغري والزاب وشيخان وشنغال‪،‬‬ ‫فقتل أكثر من مائة ألف إيزيدي‪ ،‬وأسر أمري‬ ‫اإليزيدية(علي بك بن حسن بك) وسبى أكثر‬ ‫من عشرة آالف فتاة وأمرأة ايزيدية‪ ،‬وساقهم‬ ‫اىل إمارته راوندوز(رغم أن تلك النسوة كن‬ ‫من بنات جنسه ومن نفس الدم والعرق الذي‬ ‫ينحدر منه هذا األمري األعور)‪ ،‬ومل ين ُج من‬ ‫ش ّره إال من التجأ اىل الكهوف واملغارات‪.‬‬ ‫ـ محلة اخلليفة العباسي املعتصم ‪225‬ـ‪226‬هـ‬ ‫على األمري الداسين اإليزيدي(مري جعفر بن‬ ‫أمري حسن) الذي وقف بوجه العباسيني‬ ‫مرتني‪ ،‬ويف اهلجمة الثالثة انكسر جيش مري‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫جعفر مشال املوصل فشرب ال ّسم ومل يستسلم‬ ‫لألعداء‪ ،‬ونقل القائد الرتكماني(ايتاخ)‬ ‫عشرة آالف عائلة إيزيدية من مشال املوصل‬ ‫وأسكنهم عنوة يف تكريت‪.‬‬ ‫ـ ‪1835‬م حافظ باشا يهجم على منطقيت‬ ‫شنغال وشيخان ويرتكب الفظائع حبق‬ ‫اإليزيديني‪.‬‬ ‫ـ ‪1836‬م والي ديار بكر رشيد باشا يشن‬ ‫محلة عسكرية مدعوماً من بعض العشائر‬ ‫اإلسالمية حوالي ديار بكر على اإليزيديني‬ ‫واكتسح قرى ومدن اإليزيديني من ديار بكر‬ ‫حتى جبل شنغال‪ ،‬وكان يقتل كل إيزيدي‬ ‫يصادفه‪ ،‬ومن جنا من اإليزيديني التجؤوا اىل‬ ‫الكهوف واختبؤوا فيها‪ ،‬ومنهم من التجأ اىل‬ ‫خيم وبيوت العرب فنجو من املوت‪.‬‬ ‫ـ ‪1838‬م يسيطر حافظ باشا على كل املناطق‬ ‫اإليزيدية‪ ،‬ويف تلك الفرتة وقّعت تركيا واملانيا‬ ‫اتفاقيات عسكرية فيما بينهما‪ ،‬وعلى هذا‬ ‫األساس يذهب جنرال املاني يدعى(مولتكه)‬ ‫اىل ديار بكر لتدريب اجليش الرتكي الذي‬ ‫كان مستمراً يف قتل اإليزيديني وأسر النساء‬ ‫واألطفال وتشغيلهم كخدم‪ ،‬وكان الوالي‬ ‫العثماني قد أصدر فرماناً بأن كل من يأتي‬ ‫برأس شخص إيزيدي سينال ‪ 50‬لرية(قروش‬ ‫‪ )QIROŞ‬أي أن الوالي مبجرد أن يرى رأس‬ ‫إيزيدي حياً أم ميتاً كان يدفع ملن جلبه ‪50‬‬ ‫قرشاً‪.‬‬ ‫ـ ‪1838‬م محلة والي املوصل حممد باشا‬ ‫اينجه بريقدار على شنغال‪.‬‬ ‫ـ ‪1839‬م جرت معركة كبرية بني الشيخ‬ ‫مريزا والعثمانيني يف ديار بكر‪ .‬ومبقاومة‬ ‫باسلة استطاع الشيخ مريزا من قتل العديد من‬ ‫ضباط وجنود العثمانيني‪ ،‬حتى أن جدران‬ ‫السراي يف ديار بكر قد تلطخت كلها بدماء‬ ‫القتلى‪.‬‬ ‫ـ ‪1842‬م قام حممد باشا بريقدار بشن محلة‬ ‫شعواء على شنغال بذريعة ّ‬ ‫تأخر السكان عن‬ ‫دفع الضرائب‪ ،‬فقطع رؤوس العديد من‬ ‫اإليزيديني‪.‬‬ ‫ـ ‪1844‬م يذهب أمري بوتان بدرخان بك‬ ‫اىل طور عابدين وجيمع اإليزيديني ويقول‬ ‫هلم‪ :‬إما أن تؤسلموا أو متوتوا‪ ،‬ومن شدة‬ ‫بطش ذلك األمري وخوف اإليزيديني منه فقد‬ ‫أسلمت بضع قرى إيزيدية‪ ،‬أما من رفض‬ ‫الدخول يف اإلسالم وكانوا يعدون باآلالف‬ ‫فقد تعرضوا لإلبادة والنهب وحرف بيوتهم‬

‫تحلیلی‬

‫‪17‬‬

‫وقراهم‪،‬ومبا أن طور عابدين وما حوهلا يعيش‬ ‫فيها بعض املسيحيني وقد تعرضوا هم أيضاً‬ ‫ملثل ما تع ّرض له اإليزيديون‪ ،‬ولكن عندما‬ ‫وصل خرب قتلهم اىل أوربا حتى سارعت أوربا‬ ‫اىل الضغط على تركيا لوقف تلك العمليات‬ ‫ضدهم وأرغمت تركيا اىل توقيع معاهدة عدم‬ ‫التع ّرض باألذى للمسيحيني واإليزيديني وأن‬ ‫اليرغموهم للدخول يف الدين اإلسالمي‪.‬‬ ‫ـ ‪1846‬م محلة والي املوصل طيار باشا‬ ‫على اإليزيديني يف شنغال بعد أن طلب‬ ‫من اإليزيديني بأن يرتكوا أمواهلم وبيوتهم‬ ‫للدولة‪ ،‬فرتك اإليزيديون القرى الواقعة يف‬ ‫السهول والتجأؤوا اىل اجلبال‪ ،‬فدارت معركة‬ ‫عنيفة بينهم وتكبد اجليش خسائر فادحة‪،‬‬ ‫فانتقم اجليش من البيوت والقرى الواقعة يف‬ ‫السهول‪ ،‬حيث قاموا باعتقال األطفال والنساء‬ ‫والعجزة وقتلوهم دون رمحة واصطحبوا قسماً‬ ‫منهم اىل املوصل‪ .‬ولكن مع كل ذلك الظلم‬ ‫والقتل والتشريد بقي اإليزيديون حمافظني‬ ‫على دينهم وعقيدتهم‪ .‬وبعد أن يئست الدولة‬ ‫الرتكية من تركيع اإليزيديني فقد غيرّ ت من‬ ‫سياستها جتاههم وبدأت تعاملهم باللني‬ ‫لكسب بعض العطف األوربي‪ ،‬فقامت بدعوة‬ ‫‪ 28‬من كبار اإليزيديني ووقعت معهم مايشبه‬ ‫االتفاقية أو املعاهدة‪ ،‬وأهم ما جاء يف تلك‬ ‫املعاهدة أن اليقف اإليزيديون ضد الدولة‬ ‫العثمانية وأن يعفى الشباب اإليزيدي من‬ ‫اخلدمة يف اجليش العثماني‪.‬‬ ‫ـ ‪1872‬م بدأ والي بغداد محلة جديدة ضد‬ ‫اإليزيديني من تلقاء نفسه‪ ،‬وكانت احلجة‬ ‫هي عدم التحاق الشباب اإليزيدي باجليش‬ ‫مرة أخرى‪ ،‬األمر الذي رفضه اإليزيديون‪،‬‬ ‫وذهب بعض الوجهاء اإليزيديني اىل اسطنبول‬ ‫لتقديم شكوى ضد الوالي الذي تصرف من‬ ‫تلقاء نفسه بذلك الطلب‪ .‬فقرر السلطان بعدم‬ ‫التحاق الشباب اإليزيدي باجليش‪ ،‬ولكن‬ ‫بعد أن يدفعوا البدل النقد الذي حدده ب ‪50‬‬ ‫بنكوت ‪.BANKOT‬‬ ‫ـ ‪1877‬م نتيجة للظلم الذي حلق باإليزيديني‬ ‫فقد هاجر علي بك بن شقيق مريزا بك مع‬ ‫ثالثة آالف إيزيدي اىل روسيا وحتديداً اىل‬ ‫مدينة الكسندروبول وسافر عمر آغا على رأس‬ ‫عشرية سبكان ‪ SIBKAN‬اىل يريفان‪ .‬وسافر‬ ‫أيضاً ألف ومخسمائة إيزيدي اىل قفقاسيا‪،‬‬ ‫وقد وصل عدد اإليزيديني الذين دخلوا روسيا‬ ‫مع نهاية القرن التاسع عشر اىل أربعني ألف‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫السنة الثالثة‬

‫مجلة دجلة‬

‫‪1607‬م فرمان علي باشا‬ ‫جا نبوالد‪ ،‬على جبل‬ ‫شنغال غري ان االيزيدية يف‬ ‫جبل شنغال انزلوا هزمية‬ ‫قاسية به حيث قتلوا‬ ‫من قواتهم(سبعة االف‬ ‫جندي) وبعد هذا الفرمان‬ ‫وبسب قتل امريااليزيدية‬ ‫على أيدي العثمانيني‬ ‫اوقف االيزيديون دعمهم‬ ‫للعثمانيني‬ ‫إيزيدي‪.‬‬ ‫ـ ‪1878‬م على غرار الفرق القوقازية إبان سلطة‬ ‫القيصر يف روسيا‪ ،‬فقد ش ّكل السلطان العثماني‬ ‫عبداحلميد الثاني الفرق احلميدية من األكراد‬ ‫حصراً‪ ،‬ألن السلطان أراد أن(يضرب احلديد‬ ‫باحلديد)‪ .‬ويكفي اإليزيديني فخراً بأنهم مل‬ ‫يشرتكوا يف تلك الفرق ومل ينضموا اليها حتى‬ ‫أنهم كانوا يتهربون من اخلدمة يف اجليش‬ ‫العثماني وكانوا يدفعون البدل النقدي‪.‬‬ ‫ـ ‪1885‬م كان العثمانيون ينظرون بعني‬ ‫القلق اىل متردات اإليزيديني على السلطنة‬ ‫العثمانية فقاموا وباسم الدين االسالمي‬ ‫بإرسال محلة كبرية على اإليزيديني إلرغامهم‬ ‫على الدخول(يف اإلسالم) حسب زعمهم‪ ،‬مع‬ ‫العلم بأ ّن الغاية مل تكن نشر اإلسالم‪ ،‬وإمنا‬ ‫االحتالل والسيطرة‪.‬‬ ‫ـ ‪1890‬م عندما فشلت تلك احلملة رغم تقديم‬ ‫اإليزيديني آالف الشهداء فقد أوكل الباب‬ ‫العالي مهمة قتل اإليزيديني هذه املرة ل(ايوب‬ ‫بك) وقد احلقوا به أعداد هائلة من اجلنود‪.‬‬ ‫وكان أيوب بك هذا ينهب كل قرية مير بها‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة الثالثة‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪18‬‬

‫وخيطف النساء ويقتل كل من يرفع رأسه‬ ‫أمامه‪ .‬حتى أن عامل اآلثار الربيطاني(واليس‬ ‫بيدج) ذكر بعض أعمال العثمانيني القذرة‬ ‫ومنها أن أيوب بك وبعض ضباطه طلبوا‬ ‫من إحدى القرى اإليزيدية نساء‪ ،‬وعندما‬ ‫ُرفض طلبهم أمسكوا بفتاتني شابتني وحاولوا‬ ‫اغتصابهما ولكن الفتاتني دافعتا عن شرفهما‬ ‫بكل شراسة‪ ،‬حتى أن إحدى الفتاتني مسلت‬ ‫عني أحد الضباط‪ ،‬والثانية جرحت ضابطاً‬ ‫آخر جرحاً بليغاً‪ .‬وهنا قام اجلنود بضرب‬ ‫الفتاتني ضرباً مربحاً ثم شدّوهما اىل عمود‬ ‫وقطعوا أثداءهما وصبوا اجلري احلي(الكلس)‬ ‫على جرحهما وتركتا هكذا حتى ماتتا دون‬ ‫أن يتمكن الضباط من اغتصابهما‪ .‬فهل هناك‬ ‫شيء أفظع من هذا؟‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ـ محلة أمحد ملك شاه(وكان خادما يف قصر‬ ‫السلطان العثماني‪ ،‬ثم تدرج يف مناصب الدولة‬ ‫حتى أصبح والياً على دياربكر‪ ،‬ثم تزوج‬ ‫احدى بنات السلطان مراد الرابع) العثماني‬ ‫على اإليزيدية يف شنغال فقتل أكثر من ستة‬ ‫عشر ألف وسبى فتيات ونساء اإليزيدية وهدم‬ ‫قراهم‪.‬‬ ‫ـ ‪ 1880‬ـ ‪1892‬م محالت الفريق العثماني‬ ‫عمر وهيب باشا حيث امتدت منطقة محلته‬ ‫من خرزان حتى جبل شنغال‪ ،‬وكان هناك‬ ‫‪ 366‬قرية إيزيدية وقد أحرق العثمانيون‬ ‫تلك القرى حتى أنه مل يبق يف نهاية تلك‬ ‫احلمالت سوى ‪ 13‬قرية إيزيدية‪ .‬حيث قتل‬ ‫من قتل ومت تهجري البقية اىل روسيا وأرمينيا‬ ‫وجورجيا وجنوب كردستان‪.‬‬ ‫ـ وقد أرسل عمر وهيب قوة كبرية بقيادة ابنه‬ ‫عاصم اىل منطقة شيخان لضرب اإليزيديني‬ ‫فقام األتراك بنهب القرى وسلبها واستاقوا‬ ‫مواشيها وسبوا نساءها وأحرقوا عدة قرى‬ ‫بكاملها(بيباني ـ دوغاتا ـ ختارة) وهدموا‬ ‫املزارات والقباب‪ ،‬وكان اهلدف الرئيسي هلم‬ ‫ميت لإليزيديني‬ ‫هو إحماء وإزالة كل شيء ّ‬ ‫بصلة‪ .‬ثم دخلوا املعبد الرئيسي(اللش) وفعلوا‬ ‫فيه املنكرات‪ .‬ثم نهبوا خزنة الرمحن يف‬ ‫باعدرة اليت كانت حتتوي على مقدسات‬ ‫اإليزيديني مثل السناجق والنياشني ونقلوها‬ ‫اىل بغداد‪.‬‬ ‫ـ ‪1894‬م ارسلت احلكومة العثمانية محلة‬ ‫أخرى على شنغال وكانت هذه املرة بقيادة‬ ‫اللواء(بكر باشا)‪ .‬وقد علم اإليزيديون سلفاً‬ ‫بهذه احلملة فاستعدّوا هلا حيث جتمعوا‬

‫تحلیلی‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫يف قرية(بكران و ئوسفان) بقيادة(سفوك‬ ‫باشا) ودافع اإليزيديون عن أرضهم ودينهم‬ ‫ومقدّساتهم دفاعاً مستميتاً غري عابئني بعدد‬ ‫الشهداء رغم تفوق العدو بالعدد والعدة‪.‬‬ ‫ـ ‪ 1911‬ـ ‪1918‬م حرب دينية كبرية للسلطنة‬ ‫العثمانية ضد األقوام غري املسلمة‪ ،‬فقتلت‬ ‫السلطنه اآلالف من اإليزيديني واملسيحيني‪،‬‬ ‫وهرب اآلالف اىل روسيا وفرنسا وأمريكا‪،‬‬ ‫وهرب قسم منهم اىل الدول العربية وخاصة اىل‬ ‫لبنان والشام‪ .‬وكان عدد اإليزيديني حينذاك‬ ‫يف املوصل فقط يصل اىل مثان وستون ألف‬ ‫إيزيدي‪.‬‬ ‫ـ ‪1915‬م انتفض األرمن ضد السلطة‬ ‫العثمانية‪ ،‬ولكن السلطنة وبالتعاون مع بعض‬ ‫املسلمني الكرد(ضعاف النفوس) وحتت اسم‬ ‫الدين ش ّردوا األرمن وأبعدوهم عن تركيا‪،‬‬ ‫وقتل اآلالف من األرمن‪ .‬وكان األرمن‬ ‫اهلاربني خيتبئون يف بيوت اإليزيديني‪،‬‬ ‫حيث كانت هناك أوامر للجيش بأن يقتل كل‬ ‫أرمين يصادفه‪ .‬دخل عند ذلك مائة وعشرون‬ ‫ألف أرمين اىل شنغال واختبؤوا فيها‪ ،‬ودخل‬ ‫منطقة اللش ستون ألف أرمين‪ .‬أي فقد جنا‬ ‫من املوت حوالي مائة ومثانني ألف أرمين‬ ‫بفضل محاية اإليزيديني هلم‪.‬‬ ‫ـ ‪1918‬م ويف شهر شباط منه‪ ،‬اجلنرال أنور‬ ‫باشا وبالتعاون مع بعض العشائر العربية‬ ‫وبعض الكرد املسلمني يشنون محلة عسكرية‬ ‫ضد اإليزيديني يف شنغال‪ ،‬حيث أن الدولة‬ ‫العثمانية كانت قد بدأت بالتفكك وأصابها‬ ‫الضعف‪ ،‬وقد ساعد اإلنكليز اإليزيديني‪،‬‬ ‫فتوقف القتال بعد أن تكبد األتراك خسائر‬ ‫كبرية‪.‬‬ ‫ـ يف عام ‪1922‬م اصدرت الدولة الرتكية‬ ‫فرماناً ضد اإليزيديني يف منطقة سرحد فاضطر‬ ‫اإليزيديون اىل اهلرب من املوت‪ ،‬حيث هاجر‬ ‫عشرات اآلالف منهم اىل ارمينيا‪.‬‬ ‫بعد كل تلك املذابح أيقن العثمانيون أنه‬ ‫الميكن لإليزيديني أن يتخلّوا عن عقيدتهم‬ ‫ودينهم مهما كانت التضحيات وقد جربوا‬ ‫واستخدموا معهم كل الوسائل اليت فشلت‬ ‫مجيعها‪ ،‬وقد تكبّد العثمانيون ج ّراء تلك‬ ‫احلمالت اخلسائر الفادحة‪ .‬أخرياً متكن‬ ‫والي املوصل الكردي األصل(نوري باشا)‬ ‫من إقناع الباب العالي يف اسطنبول برتك‬ ‫اإليزيديني وشأنهم وقبول البدل النقدي منهم‬ ‫بدل سوقهم اىل اجليش‪ .‬فلم جيد العثمانيون‬

‫بديالً عن ذلك‪.‬‬ ‫لقد ذكر أغلب املؤرخني والباحثني والكتّات‬ ‫بأن اإليزيديني تعرضوا ل ‪ 72‬فرماناً‪ ،‬ولكنين‬ ‫أقول بل أنهم قد تعرضوا آلالف الفرمانات‪،‬‬ ‫أليس منع اإليزيدي من التكلم بلغته األم‬ ‫أي الكردية يعتربفرماناً؟ ومنع اإليزيدي من‬ ‫ممارسة شعائره الدينية أليس فرماناً؟ وعندما‬ ‫يقتل األخ أخاه لسبب تافه جداً أليس هذا‬ ‫فرماناً؟‪ .‬فهناك اآلف الفرمانات اليت جتري‬ ‫على رؤوس اإليزيديني دون أن يدروا‪ .‬ولكنهم‬ ‫مقابل تلك الفرمانات قدموا الضحايا باآلالف‬ ‫ومل يبخلوا يف شيء دفاعاً عن أرضهم ودينهم‪.‬‬ ‫اكتفي بهذا القدر من ذكر الفرمانات(محالت‬ ‫اإلبادة) اليت مت تسيريها على رؤوس‬ ‫اإليزيديني‪ ،‬بعبارة للسيد شاكر فتاح الذي‬ ‫يقول‪ :‬إن العداء الذي انصب على هذا‬ ‫الشعب البائس هلو مذهل متاماً حبيث تشمئز‬ ‫كل نفس حرة وطيبة مما أحلق باإليزيديني‬ ‫من ويالت وكوارث‪ .‬وميكن للمختصني يف‬ ‫التاريخ أن يكشفوا الكثري من تلك احلمالت‪.‬‬

‫كان يف مدينة شنغال‬ ‫‪ 35000‬عائلة قبل هجوم‬ ‫تيمورلنك عليها‪ ،‬وقد‬ ‫تصدى الكرد جليش‬ ‫تيمورلنك حتى هزموه يف‬ ‫الكثري من املعارك‪ ،‬وبسبب‬ ‫صب تيمورلنك وجيشه‬ ‫ذلك ّ‬ ‫جام غضبهم على مدينة‬ ‫شنغال فأبادوها عن بكرة‬ ‫أبيها وذلك سنة ‪1109‬م‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫مقالة‬

‫‪19‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫السنة الثالثة‬

‫مجلة دجلة‬

‫القيمة الثورية للنقد والنقد الذاتي‬

‫حسن جودي‬

‫قبل كل شيء من األفضل أن نبدأ بأن النقد‬ ‫والنقد الذاتي هما رؤية جدلية للحياة الطبيعية‬ ‫لإلنسان واجملتمع وهما بذاتهما عملية إلعادة‬ ‫منح املعنى لكل شيء واإلبقاء على كل شيء‬ ‫بطبيعتها احلية‪ .‬وهلذا فإني اعترب النقد‬ ‫والنقد الذاتي كرؤية ثورية‪.‬‬ ‫اذا نظرنا إىل كل من النقد والنقد الذاتي‬ ‫منفصلني فإننا نراهما كعمليتني مندجمتني‬ ‫ببعضهما البعض‪ .‬ال ميكن فصلهما عن‬ ‫بعضهما ويكونان معاً مليئة باملعنى‪ .‬فالنقد‬ ‫والنقد الذاتي هي عملية التحول الثوري‬ ‫والتحول الثوري املستمر‪ ،‬قوتان الستمرار‬ ‫احلياة بازدهار وتغيري مستمر‪ ،‬هما ديناميكية‬ ‫البقاء على الطبيعية والتقدم واملعاصرة الدائمية‬ ‫لكل إنسان وتنظيم وجمتمع‪ .‬من األخطاء‬ ‫القاتلة التصور بان النقد والنقد الذاتي هي‬ ‫عبارة عن آلية إلظهار العيوب واألخطاء‬ ‫فقط‪ ،‬وإمنا يف األصل هي آلية اكتشاف‬ ‫وإظهار الطاقات الكامنة لإلنسان والتنظيم‬ ‫واجملتمع‪ .‬حتى أن سر انتصار وفشل كل‬

‫إنسان وتنظيم وجمتمع مرتبط مبدى تنفيذ‬ ‫هاتني العمليتني(النقد والنقد الذاتي) معاً‪.‬‬ ‫فالنقد والنقد الذاتي هي إبداء الشجاعة جتاه‬ ‫األخطاء والعيوب‪ ،‬وإخالص جتاه الواجبات‬ ‫واملسؤولية امللقاة على عاتقه‪ ،‬ووفاء جتاه‬ ‫هؤالء الذين يرونك وفياً‪ ...‬أن النقد والنقد‬ ‫الذاتي هي طريقة إلظهار احلقائق وكشف‬ ‫األوهام والكذب واإلضالل‪ ،‬وهي طريقة خلق‬ ‫احللول للمشاكل واملصاعب‪.‬‬ ‫و بقدر ترادف النقد والنقد الذاتي وترابط‬ ‫معنييهما فان كل واحد منهما يعترب عملية‬ ‫منفصلة بقدر ذلك‪ .‬ففي األساس ويف عمق كل‬ ‫انتقاد يوجد انتقاد ذاتي‪ ،‬ويف عمق كل انتقاد‬ ‫ذاتي يوجد انتقاد‪ .‬فاذا كان االنتقاد موجهاً‬ ‫حنو اخلارج‪ ،‬موجهاً للبُنْيات اخلارجية‪،‬‬ ‫فأن االنتقاد الذاتي يكون موجهاً إىل الداخل‬ ‫وموجهاً للبُنْيات الداخلية‪.‬‬ ‫أن مشاكل االنسان‪ ،‬التنظيمات واجملتمعات‬ ‫تبدأ من عدم توجيه النقد والنقد الذاتي‪،‬‬ ‫وعدم االستعداد الستقبال النقد وتوجيه النقد‬ ‫والنقد الذاتي‪ .‬فكل أنسان‪ ،‬منظمة و جمتمع‬ ‫ال يتوفر فيه الشجاعة على النقد الذاتي‪،‬‬ ‫لن يتوفر فيه الشجاعة على توجيه النقد‪،‬‬ ‫وعكسه صحيح أيضاً فالذي ليس له الشجاعة‬ ‫على توجيه النقد لن يكون له الشجاعة على‬ ‫النقد الذاتي‪.‬‬ ‫بال شك فإن جرأة النقد والنقد الذاتي تنبع‬

‫من الرتبية الفكرية اليت توسع أُفق تفكري‬ ‫االنسان اكثر فاكثر‪ ،‬تعمق الفكر اإلنساني‬ ‫اكثر وتعطيه فرصة اكرب باجتاه الوصول إىل‬ ‫احلقيقة‪ .‬واالبتعاد عن النقد والنقد الذاتي‬ ‫هو إبتعا ٌد عن احلياة و اإلبداع‪ ،‬التجدد و‬ ‫التغيري‪ ،‬احلقائق وسبل احلل‪.‬‬ ‫و بالتأكيد فان بداية كل تغيري وحتول يبدأ‬ ‫بالنقد والنقد الذاتي‪ ،‬وإن أساس وعي الفرد‬ ‫واجملتمع يبدأ من حيث استعدادهم لتوجيه‬ ‫النقد إىل ماضيهم‪ ،‬وهذا االنتقاد للماضي‬ ‫هو حبد ذاته نقد ذاتي للحاضر واملستقبل‪.‬‬ ‫الن الفعل الذي يتعرض لالنتقاد جيب أن‬ ‫ال يتم االستمرار عليه‪ ،‬وبدالً منه جيب أن‬ ‫يتم تقديم وإبداع أشياء احدث‪ .‬فبدون نقد‬ ‫للتاريخ(بكل شجاعة ومواقفه وشخصياته) ال‬ ‫ميكن اآلن أن نبني بأنه يتم حماوالت للتغيري‬ ‫والتحول التأرخيي‪ .‬أن توجيه النقد للتأريخ‬ ‫واملاضي‪ ،‬ليس رفضاً للتأريخ واملاضي‪ ،‬وإمنا‬ ‫هي إظهار احلقيقة جبمالياته وقباحته‪،‬‬ ‫جبوانبه اجليدة والسيئة‪ .‬وكذلك جيب أن‬ ‫ننتبه على أن أي انتقاد للتأريخ ال تأتي‬ ‫مبعنى خلق جديد للمستقبل‪ .‬ليس مبعنى‬ ‫بأنه حيمل مشروع للتغيري والتحول األساسي‬ ‫باجتاه اكثر اختالفاً واحسن‪ .‬بعض األحيان؛‬ ‫كما هو عند أصحاب األيدولوجيات العقائدية‬ ‫والسلفية‪ ،‬فانتقادهم للتأريخ واحلاضر ليس‬ ‫ألجل حياة خمتلفة واحسن‪ ،‬وإمنا جلعل‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة الثالثة‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪20‬‬

‫احلاضر واملستقبل جحيماً‪ .‬فكل نقد يتحد‬ ‫مع التشدد فانه يكون خللق جحيم‪ .‬وبهذا‬ ‫يكون انتقادهم للتأريخ ألجل تشويه مجاليات‬ ‫التأريخ‪ .‬واال فان انتقاد التأريخ هو جزء من‬ ‫النهوض و االنتفاض يف احلاضر وإعادة البناء‬ ‫يف املستقبل‪ .‬مبعنى آخر؛ أن نشوب ثورة‪،‬‬ ‫أيّة ثورة كانت‪ ،‬تبدأ منذ البداية بانتقاد‬ ‫املاضي والنقد الذاتي يف احلاضر‪ ،‬الذي‬ ‫جيعل املاضي مستمراً‪ .‬أن أساس نشوب‬ ‫الثورات هو عملية مستمرة للنقد والنقد ذاتي‪،‬‬ ‫فطاملا يكون فيه النقد والنقد الذاتي موجودة‬ ‫كعملية وديناميكية ووسيلة لرؤية احلقائق‬ ‫وتقديم احللول‪ ،‬تكون الثورة مستمرة كعملية‬ ‫و ديناميكية ووسيلة إلجياد احلقيقة وتأشري‬ ‫سبل احللول للمشاكل واملصائب واألزمات‪.‬‬ ‫وهلذا فان الثورية يف األساس هو االستمرار‬ ‫يف النقد والنقد الذاتي‪ ،‬فطاملا يستمر الثوري‬ ‫يف النقد والنقد الذاتي‪ ،‬ولطاملا يستمر بالتفكري‬ ‫والعيش والنضال مبوجب هذا النقد والنقد‬ ‫الذاتي‪ ،‬يكون ثوريته مستمرة إىل ذلك الوقت‪.‬‬ ‫كمثال؛ أن حزب العمال الكردستاني(‪)PKK‬‬ ‫هو حركة ثورية حديثة‪ ،‬بدأ بإنتقاد املاضي‬ ‫ووصل إىل احلاضر‪ ،‬قام بتحليل احلاضر‬ ‫و وجه النقد إىل الفرد والتنظيم واجملتمع‬ ‫ومل يقبل بهم كما هم موجودون وشائعون‪،‬‬ ‫بديل آخر للفرد‬ ‫وهلذا قام بالبحث عن ٍ‬ ‫ركب ذلك‬ ‫والتنظيم واجملتمع‪ .‬واصبح هو َم ُ‬ ‫االستكشاف واصبح هو ذلك البديل‪ .‬وأختذ‬ ‫ِ‬ ‫الفرد احلر‪ ،‬التنظيمَ الثوري واجملتمع‬

‫مقالة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫الدميوقراطي أساساً له وحمورَ نضاله املستمر‪.‬‬ ‫بالتأكيد فان والدة ‪ PKK‬كانت والدة‬ ‫انتقادية‪ ،‬وهلذا أصبحت منص ًة(بالتفورم)‬ ‫حديث ًة للنقد والنقد الذاتي‪ .‬ويف احلقيقة فان‬ ‫‪ PKK‬هي حركة للنقد والنقد الذاتي‪ ،‬وسر‬ ‫دميومة شباب ‪ PKK‬وتقدمه وازدهاره متعلقة‬ ‫إىل درجة كبرية بتلك اخلصوصية غري املتنازل‬ ‫عنها‪ .‬وهلذا فان النقد والنقد الذاتي‪ ،‬كرؤية‬ ‫للتحول الثوري‪ ،‬هو االستمرار بعملية التحول‬ ‫اإلنساني واجملتمعي‪ ،‬وإبقاء حركية التقدم‬ ‫والتغيري حياً‪ ،‬واهلدم والبناء األبدي‪.‬‬ ‫بال ريب جيب أن االبتعاد عن اخلداع‬ ‫واالخنداع من حيث«انك ٌ‬ ‫ثوري طاملا كنت‬ ‫منتمياً إىل حرك ٍة ثوري ٍة وهكذا أصبحت‬ ‫ثورياً!!‪ ».‬فبال شك أن هذا اخلداع و‬ ‫االخنداع هو وهم يقع فيه الذين مل يفهموا‬ ‫القيمة الثورية للنقد والنقد الذاتي‪ .‬هذا‬ ‫يف الوقت الذي اذا كانت فيه الثورة حبد‬ ‫ذاتها عملية مستمرة من النقد والنقد الذاتي‬ ‫يف الفكر والقول والفعل‪ ،‬فان الثورية داخل‬ ‫تلك الثورة هي أيضاً عبارة عن االستمرار يف‬ ‫النقد والنقد الذاتي يف الفكر والقول والفعل‪.‬‬ ‫واال فان وجودك جسدياَ فقط يف حركة ثورية‬ ‫ال تعين بانك ٌ‬ ‫ثوري وأن كل اخلصوصيات‬ ‫الثورية قد جتسدت فيك‪ .‬فالثورية ليست‬ ‫هكذا‪ .‬أن الثورية هي تناغم الفكر والقول‬ ‫والفعل معاً‪ ،‬هي روح نشطة وضمري حي‪.‬‬ ‫و الشخصية الثورية تكون ثوري ًة إىل الوقت‬ ‫الذي ال تتخلى فيه عن ديناميكية ثوريَّتها‪،‬‬

‫واليت هي النقد والنقد الذاتي‪ .‬يف احلقيقة‬ ‫فان اخلالصة و القيمة الثورية هي عبارة عن‬ ‫النقد والنقد الذاتي‪ .‬وان النقد والنقد الذاتي‬ ‫يف األساس عبارة عن حتقيق اإلميان‪ ،‬األمل‪،‬‬ ‫القرار‪ ،‬اإلرادة و العزم على النضال املستمر‪.‬‬ ‫وكذلك عبارة عن اجلرأة‪ ،‬اإلخالص والوفاء‪.‬‬ ‫يف الوقت الذي ميثل فيه الثورية البحث عن‬ ‫احلقيقة وعشق احلياة احلرة‪ ،‬وإذا مل تؤدي‬ ‫النقد والنقد الذاتي إىل خلق الشخصية املسافرة‬ ‫يف طريق الوصول إىل احلقيقة واحلياة احلرة‪،‬‬ ‫فإنه يبدو بأنهما قد ُف ِرغا من جوهرهما‬ ‫وقيمتهما‪ .‬ففي أي وقت تولد فيه فلسفة‬ ‫الثورة والثورية على أساس نقد التأريخ املاضي‬ ‫واحلاضر واستمرت عليه‪ ،‬وكذلك محلت يف‬ ‫باطنها مشروع تغيري وحتول أساسي‪ ،‬ففي‬ ‫ذلك الوقت يكون مبقدورنا أن نسميه فلسفة‬ ‫نقدية جذرية(راديكالية) ومستقبلية‪ .‬واال فإن‬ ‫النقد االستسالمي اإلصالحي والسليب ال‬ ‫تستطيعان أن متثال الروح الثورية‪ .‬بال شك‬ ‫ولكي ال نسئ فهم هذه املسألة فأنه جيب أن‬ ‫نوضح بان الراديكالية ال تأتي مبعنى العنف‬ ‫وال عالقة له بالقوة واملتشددين قطعاً‪ .‬وكذلك‬ ‫فإن الثورة أيضاً على الرغم من أنها يف‬ ‫جوهرها هي هدم وإعادة بناء‪ ،‬فال عالقة هلا‬ ‫بالقوة والتشدد‪ ،‬حتى أن القوة يف أساسها هي‬ ‫حالة مضادة للثورية وتقوم بتبنيها ورعايتها‬ ‫من قبل الثورات املضللة أو األنظمة احلاكمة‪.‬‬ ‫وإمنا الثورية هي أنه بقدر ما تنتقد ماضي‬ ‫وحاضر اجملتمع والنظام احلاكم‪،‬‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫هذا يف الوقت الذي‬ ‫اذا كانت فيه الثورة حبد‬ ‫ذاتها عملية مستمرة من‬ ‫النقد والنقد الذاتي يف الفكر‬ ‫والقول والفعل‪ ،‬فان الثورية‬ ‫داخل تلك الثورة هي أيضاً‬ ‫عبارة عن االستمرار يف النقد‬ ‫والنقد الذاتي يف الفكر والقول‬ ‫والفعل‪ .‬واال فان وجودك‬ ‫جسدياَ فقط يف حركة ثورية‬ ‫ال تعين بانك ٌ‬ ‫ثوري وأن كل‬ ‫اخلصوصيات الثورية قد‬ ‫جتسدت فيك‬ ‫تكون بقدرها صاحب مشروع لتغيري الوضع‬ ‫احلالي وفتح بوابة بوجه مستقبل احسن‬ ‫واكثر اختالفاً‪ .‬وهلذا فان االنتقاد الشديد ال‬ ‫يعين الراديكالية‪ .‬وإمنا تعين التهور‪ .‬وكذلك‬ ‫فإن التشدد ال يعين القيام بالثورة والثورية‪.‬‬ ‫هذه أوهام وخداع عظيم للنفس قد غرقت فيه‬ ‫جنوب كردستان‪.‬‬ ‫بال شك فكما أن النقد ليس لوم وعتاب‪،‬‬ ‫ليس شكوى أو تكسري‪ ،‬وكذلك فإن النقد‬ ‫الذاتي ليس توسالً و تظلماً‪ ،‬وليست أن‬ ‫ترى نفسك متهماً بإستمرار‪ .‬وكذلك ليست‬ ‫ذنب وتوبة واحدة»‪ .‬وهلذا‬ ‫مفهوماً لـ«ألف ٍ‬ ‫ففي الوقت الذي يكون فيه النقد من اجل‬ ‫التقدم والتغيري‪ ،‬يكون من اجل رؤية املُنْتَقَ ْد‬ ‫مجيالً وإبقاءهِ مجيالً‪ ،‬فإن النقد الذاتي يكون‬ ‫من اجل إظهار اإلميان بالتقدم و التغيري‪،‬‬ ‫يكون من اجل التصميم على قرار البقاء مجيالً‬ ‫واإلرادة اجلميلة لكل فرد وتنظيم و جمتمع‪.‬‬ ‫اذاً فكما أن النقد حيتاج إىل اإلميان والقرار‬ ‫واإلرادة و قوة االنتقاد‪ ،‬فمن املؤكد بأن النقد‬

‫مقالة‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫السنة الثالثة‬

‫الذاتي بنفسه هو إظهار ذلك اإلميان والقرار‬ ‫واإلرادة والقوة‪ .‬وهلذا فإن الشخصية الثورية‬ ‫ليست شخصية تعاتب وتلوم من حوهلا وال‬ ‫تكسر بالشخصية املقابلة‪ ،‬وكذلك ال جيعل‬ ‫نفسه يف موضع التظلم و التوسل واإلتهام‬ ‫املستمر للذات‪ .‬وإمنا يعيش باستمرار يف‬ ‫وضع حتسني أفكاره وأقواله وأفعاله و حياول‬ ‫أن حيقق نفس الشيء ملن حوله‪ .‬وهلذا فان‬ ‫النقد والنقد الذاتي هو كوضع ثوري مستمر‬ ‫ومعاكس للوضع النرجسي واإلغرتار بالنفس‬ ‫ونفخ الذات‪.‬‬ ‫بعكس الشخصية الثورية‪ ،‬هناك نوعني آخرين‬ ‫من الشخصيات اليت ليست هلا استعداد‬ ‫قطعاً على توجيه النقد أو النقد الذاتي‪ ،‬وهما‬ ‫الشخصية الدوغمائية والشخصية اللومبانية‪.‬‬ ‫وإن سبب الدوغمائية و اللومبانية هلذين‬ ‫النوعني من الشخصيات هو انهما جمرد‬ ‫شخصيتان ال توجهان النقد و النقد الذاتي‪.‬‬ ‫الشخصية الدوغمائية(املتقوقعة) شخصية‬ ‫مغلقة‪ ،‬ذات قالب ثابت‪ ،‬شخصية حفظية‪،‬‬ ‫ذات نزعة مطلقة و متشائمة و عاشقة للموت‬ ‫ومستبدة برأيها‪ .‬ترى موتها يف إنتقاد الغري‬ ‫هلا وتوجيه النقد الذاتي لنفسها‪ ،‬فالشخص‬ ‫املنغلق العقل يعتقد بأن كل ما يفكر به ويقوله‬ ‫ويفعله هي صحيحة وغري قابلة للنقاش‪،‬‬ ‫ويقبع هذا الشخص يف وهم قاتل بأن كل‬ ‫معدن‬ ‫احلقائق عنده فقط‪ ،‬فهو مصنوع من ٍ‬ ‫مقدس و إهلي وغري قابل للنقد والنقد الذاتي‪.‬‬ ‫ويرى نفسه دوماً مبصراً للحقيقة وصادقاً‬ ‫للحق وحامالً‬ ‫للحقائق و يعتقد بأن‬ ‫ِ‬ ‫وصوتاً ِ‬ ‫األمر كما يظن هو وبأن اليقني عنده فقط‪.‬‬ ‫ويعيش يف جهل مركب‪ ،‬ويعترب نفسه عاملاً‬ ‫وحكيماً وال يعلم بأنه ال يعلم وهو غري مستعد‬ ‫بأن يتخلى عن جهله املركب‪ .‬بال شك فأن‬ ‫الشخصية الدوغمائية هي العدو اللدود للنقد‬ ‫والرأي املختلف القراءات املختلفة‪ .‬وهلذا فإن‬ ‫الشخصية الدوغمائية هي شخصية جبانة‬ ‫أمام النقد والنقد الذاتي‪ .‬ولديها فوبيا من‬ ‫النقد والنقد الذاتي‪.‬‬ ‫وال تتكون الشخصية الدوغمائية فقط من‬ ‫تلك الشخصيات ذوات النزعة الدينية و‬ ‫املذهبية و الصوفية ولديهم تعصب شديد‬ ‫جتاه الدين واملذهب وطرق التصوف‪ ،‬وإمنا‬ ‫تشمل أيضاً هؤالء الذين يتعصبون للعلم‪ ،‬أو‬ ‫ايدلوجيا أو فكرة أو فلسفة‪ ،‬والذين يظنون‬ ‫بأن كل احلقائق تكمن يف العلم أو عند هذه‬ ‫االيدلوجيا أو تلك االيدلوجيا و الفلسفة‪ .‬هذا ترمجة‪ :‬د‪.‬شريوان حمي الدين‬

‫مجلة دجلة‬

‫يف الوقت الذي يدعو العلم نفسه إىل الضد‬ ‫من الدوغمائية(ضد التقوقع)‪ ،‬من احملتمل‬ ‫بان تلك االيدلوجيا أو الفكر أو الفلسفة اليت‬ ‫يف األساس تدعو إىل حماربة الدوغمائية قد‬ ‫تعرضت إىل الدوغمائية‪.‬‬ ‫تعترب هذه الشخصية من اخطر الشخصيات‬ ‫وقت تكون‬ ‫يف جنوب كردستان ويف أي ٍ‬ ‫مبقدورها أن تسيطر على املستوى الذهين‪ ،‬أو‬ ‫السياسي أو االجتماعي فأنها ختلق جحيماً‬ ‫غري آمن لإلنسان واجملتمعات‪ ،‬تكون اخطر‬ ‫من اجلحيم املذكور يف الكتب املقدسة‪ .‬يف‬ ‫الوقت احلالي يف جنوب كردستان حتوم تلك‬ ‫الشخصية كظل يف مساء اجملتمع والبيوض‬ ‫اليت وضعتها نكاد نسمع كتكتة فراخها‬ ‫واحياناً تنفش ريشها وتنشر خطاباتها‬ ‫اجلهنمية بلغة مهددة‪.‬‬ ‫الشخصية اللومبانية(صعلوك أو تافه أو وغد)‬ ‫شخصية ال يهمه نفسه أو من حوله‪ ،‬ال يهمه‬ ‫املاضي واحلاضر واملستقبل‪ ،‬وهلذا فال يهمه‬ ‫النقد والنقد الذاتي وإن أتفه شيء يف الدنيا‬ ‫عند الشخصية اللومبانية هو النقد والنقد‬ ‫الذاتي‪ .‬وهلذا فهو شخصية متهورة‪ ،‬عنيفة‪،‬‬ ‫مادية وعامي‪ ،‬يكون عبداً أمام األقوى منه‬ ‫وسيداً أمام األضعف منه‪ ،‬نرجسي و ذات‬ ‫نزعة انفرادية ونافخة لذاتها‪ .‬عندما يصبح‬ ‫الشخصية اللومبانية على املستوى الذهين‪ ،‬أو‬ ‫السياسي أو االجتماعي إىل شخصية مسيطرة‬ ‫أو شائعة‪ ،‬فأنه ال يبقى يف ذلك اجملتمع‬ ‫شيئاً يسمى قيماً ومجاالً وإبداعاً واحرتاماً‬ ‫وحباً وتعايشاً مشرتكاً و تعاونياً‪ .‬فكل شيء‬ ‫يأتي ويذهب من الشرنقة الالمبالية والشرهة و‬ ‫اجلشعة و الطفيلية للومبانيني‪ .‬والذي يعاني‬ ‫منه الفرد واجملتمع يف جنوب ُكردستان هو‬ ‫وصول تلك الشخصية اللومبانية إىل مستوى‬ ‫احلكم وصاحبة نفوذ و السيطرة الشمولية‪.‬‬ ‫يف اجملتمع الطبيعي؛ فإن الشخصية‬ ‫الثورية املبدعة دائمة االنتقاد والناقدة‬ ‫لذاتها هي شخصية منوذجية نفيسة‪ .‬ولكن‬ ‫مكان الشخصيات الدوغمائية واللومبانية يف‬ ‫تلك اجملتمعات تكون يف هامش الظالم وال‬ ‫يسعهم مكان بسبب حقيقة الفرد واجملتمع‬ ‫املتبين للنقد والنقد الذاتي‪ .‬ويكونون دائماً‬ ‫مشغولون بإخفاء حقيقتهم و حياولون أن‬ ‫يتلقوا االستحسان والقبول بلبس األقنعة‬ ‫املختلفة‪.!!...‬‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة الثالثة‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪22‬‬

‫تقرير‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫جرائم في عفرين وابادة دينية بحق االيزيديين والمسيحيين والعلويين‬

‫قرب احلدود‪ ..‬جرائم يف عفرين وابادة اإلرهابيني‪ ،‬لتكون حجته يف عفرين وباقي‬ ‫املناطق يف مشال وشرق سوريا هو حماربة‬ ‫دينية حبق االيزيديني واملسيحيني‬ ‫الكرد و«إعادة» الجئني سوريني اىل أراضيهم‬ ‫والعلويني‬ ‫من خالل تطهري أراضي أخرى من شعوبها‬ ‫كان الغزو والعدوان الرتكي على عفرين وابادة ثقافتهم‪ .‬وهذا ما حصل يف تل أبيض‬ ‫من أفتك وأفظع جرائم احلرب يف تاريخ وسرى كانيه وعفرين‪.‬‬ ‫اإلنسانية ال سيما أنه دجج معركته بأكثر من‬ ‫يف عفرين واعزاز‪ ..‬تراجيديا ‪ 25‬آلف‬ ‫‪ 30‬تنظيم إسالمي سلفي وقومي عنصري‪،‬‬ ‫معظمهم مصنف يف قوائم اإلرهاب العاملي‪ ،‬ايزيدي ومئات العوائل املسيحية وعشرات‬ ‫األماكن املقدسة دمرت‪...‬‬ ‫وجهز كامل قوته وطاقته يف حماربة شعب‬ ‫مسامل يعيش يف بقعة أرض صغرية كعفرين‬ ‫وحتتضن أكثر من ‪ 300‬ألف نازح‪ ،‬فعاشت يتوزع االيزيديني يف مقاطعة عفرين على ‪22‬‬ ‫جمتمعاتها الدينية تراجيديا حديثة بعد أن قرية ويف مركز املدينة‪ ،‬وكان تعدادهم حسب‬ ‫عانت مراراً عرب تارخيها على يد العثمانيني إحصاءات غري رمسية قبل اهلجوم الرتكي‬ ‫ومرتزقته اىل ‪ 25‬ألف نسمة‪ ،‬وهلم ‪ 15‬مزار‬ ‫يف املنطقة‪.‬‬ ‫عندما كان جرائم تركية يف كل من كسب ومكان مقدس موزعني يف مقاطعة عفرين‪،‬‬ ‫وادلب حبجة النظام«العلوي الديكتاتوري»‪ ،‬باإلضافة اىل مدارس رمسية افتتحته اإلدارة‬ ‫انتهك كافة القوانني الدولية ومبادئ الذاتية لتدريس الديانة االيزيدية وتديره‬ ‫حقوق االنسان مع مرتزقته وارتكب جرائم وتنظم شؤونه احتاد االيزيديني يف عفرين‪.‬‬ ‫حرب يف التطهري العرقي واالثين واالبادة أما املسيحيني مبختلف مذاهبه وأعراقه(ارمن‬ ‫الثقافية حبق العلويني واملسيحيني والدروز ـ كرد ـ سريان) فيتوزعون بشكل كبري يف‬ ‫والكرد واالمساعيليني اىل جانب العرب مركز مدينة عفرين و ناحييت راجو وموباتا‬ ‫والرتكمان الذين مل يقبلوا باحتالله ومرتزقته وهلم ‪ 20‬كنيسة ومعابد أثري تعترب االقدم‬

‫يف العامل هناك‪ ،‬كما افتتحت كنيسة الراعي‬ ‫الصاحل الكبرية يف وسط مدينة عفرين يف‬ ‫شهر نيسان من عام ‪ ،2011‬ويبلغ تعدادهم‬ ‫السكاني قبل اهلجوم الرتكي واحتالهلا حنو‬ ‫‪ 250‬عائلة غري أن االعداد الرمسية أكثر اذا‬ ‫ما قورن مع وجودهم قبل الثورة‪.‬‬ ‫مع انطالقة الثورة السورية وحتوهلا اىل أزمة‬ ‫وفوضى منذ الـ ‪ 2012‬متكنت منطقة عفرين‬ ‫مبدنها وقراها من احلفاظ على سلميتها‬ ‫ومحاية أصالتها وتاريخ شعوبها مبا متلكه من‬ ‫تنوع لألديان واالعراق‪ ،‬إال أنها مل تسلم من‬ ‫اهلجمات اهلمجية للتنظيمات واجلماعات‬ ‫اإلرهابية املدعومة من تركيا أيضاً‪ ،‬وكانت‬ ‫اجملتمعات الدينية كااليزيدية واملسيحية‬ ‫والعلوية يف أولويات هجمات تلك اجملاميع‬ ‫يف عفرين‪.‬‬ ‫فبعد سيطرة اجملموعات املرتزقة على مدينة‬ ‫اعزاز يف ‪ 2012‬بدئت هجماتها على قرى‬ ‫االيزيدية يف ريفها حتت اسم«مهامجة‬ ‫الكفار»‪ ،‬وقد احتلوا قرييت قطمه وعال قينوه‬ ‫االيزيديتني نهاية ‪ ،2013‬وخطفوا عدداً من‬ ‫أهلها فيما الذ البقية بالنزوح اىل قرى جبل‬ ‫قسطل(برصاي) ووسط مدينة عفرين حينها‪،‬‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫وشهدت القرى االيزيدية يف جبل قسطله‬ ‫عشرات اهلجمات من قبل مرتزقة درع‬ ‫الفرات املدعومة واملسرية تركياً‪.‬‬ ‫انتهاكات وجرائم حرب يف الغزو الرتكي‬ ‫على عفرين ‪ 20‬كانون الثاني ‪...2018‬‬ ‫بعد احتالل اجليش الرتكي ومرتزقته‪ ،‬من‬ ‫درع الفرات واحلزب اإلسالمي الرتكستاني‬ ‫واملهاجرين األجانب من بقايا داعش‬ ‫وميليشيات تدعى بأحفاد الرسول وفرقة‬ ‫احلمزات يف تلك املنطقة‪ ،‬على مقاطعة عفرين‬ ‫بدأوا بالتطهري واالبادة الثقافية والعرقية‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬فقد قاموا حبجز من بقي من‬ ‫االيزيديني العالقني والذين مل يتمكنوا من‬ ‫النزوح‪ ،‬وفرضوا عليهم تعليم القرآن والصالة‬ ‫خلفهم ليرتكوا دينهم ويعتنقوا اإلسالم‪ ،‬وتكرر‬ ‫هذا االنتهاك يف قرية باصوفان االيزيدية اليت‬ ‫بنت فيها االحتالل الرتكي مسجدين ويف قرية‬ ‫قسطل جندوا االيزيدية بين فيها مسجد‪،‬‬ ‫وأجرب سكانها الباقون على حضور الدروس‬ ‫الشرعية‪ ،‬وكذلك يف قرييت برج حيدر وغزوى‬ ‫االيزيديتني مورس نفس االنتهاكات‪ ،‬أما‬ ‫القرى االيزيدية األخرى اليت قاموا بتوطني‬ ‫مهجرين من الداخل السوري فيها فقد حولوا‬ ‫منازهلم ملساجد وأخرى لدوائر تعليم الشريعة‬ ‫وتوزيع ممتلكاتهم كـ غنائم على عوائل‬ ‫عناصرهم‪.‬‬ ‫ومت تدمري معامل ومزاراتهم املقدسة البالغة‬

‫تقرير‬

‫‪23‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫السنة الثالثة‬

‫مجلة دجلة‬

‫‪ 15‬مزار ومكان ومعبد‪ ،‬ونبشها واالستيالء‬ ‫على أراضي واشجار املواطنني يف تلك القرى‬ ‫واالشارة اىل بيوت االيزيديني كامالك كفار‬ ‫مت اغتنامها وسلبها للعناصر املسلحة‪،‬‬ ‫مثلما العلوين ايضاً من مكونات‬ ‫حصل يف قرى باصوفان وقطمه وقسطله‬ ‫وبرج حيدر وبافيلون‪ ،‬باإلضافة اىل‬ ‫تدمري عفرين الرئيسية حيث‬ ‫متثال النيب زرادشت وقبة اللش ومقر احتاد‬ ‫االيزيديني يف املدينة‪.‬‬ ‫الرتكي أكرب مزار لاليزيديني يناهز عددهم الـ ‪ 15‬ألف‬ ‫كما حول احملتل‬ ‫يف جبل بركات اىل نقطة مراقبة عسكرية‪ ،‬نسمة يرتكز معظمهم يف‬ ‫وأزالوا مجيع الرموز واأللوان واملعامل االيزيدية‬ ‫وتصبيغ املكان بألوان إسالمية سلفية وأخرى‬ ‫ناحية موباتا معبطلي‬ ‫قومية تركية‪.‬‬ ‫وقامت مرتزقة درع الفرات املدعومة من تركيا ومنهم سكان اصليني يف‬ ‫بتوطني مهجرين من الداخل السوري يف‬ ‫قرييت قطمه وعال قينوه بعد تهجري االيزيديني عفرين وأخرين هربوا من‬ ‫منها‪ ،‬وخطفت ‪ 20‬أيزيدي من قرييت‬ ‫باصوفان وبافلون اىل معتقالتهم يف ناحية بطش السلطات العثمانية‬ ‫جندريسه‪ .‬اىل جانب تعرض العشرات من‬ ‫املدنيني االيزيديني من قرى قيباره وباصوفان آنذاك أو نفدوا من جمازرهم‬ ‫وقسطل جندو وبرج حيدر للخطف والنقل اىل‬ ‫سجون مارع واعزاز وتعذيبهم لطلب الفدية يف ديرسم وغريها من مدن‬ ‫من أهاليهم مراراً‪.‬‬ ‫باكور‬ ‫كما سجلت عشرات من حاالت القتل‬ ‫واخلطف لطلب الفدية بسبب ديانتهم‬ ‫االيزيدية من تلك احلاالت قتل املواطن عبدو‬ ‫محو يف قرية قيباره يف منزله من ثم خطف من نفس القرية ألنه رفض النطق بالشهادة‬ ‫والده وتعذيبه وأخذ الفدية منه بتاريخ اإلسالمية واستهزاء املسلحني التابعني لرتكيا‬ ‫‪1‬ـ‪4‬ـ‪ ،2018‬وكذلك قتل املدني عمر ممو مشو به وبدينه‪.‬‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة الثالثة‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫على مقاطعة عفرين بدأوا‬ ‫بالتطهري واالبادة الثقافية‬ ‫والعرقية يف املنطقة‪ ،‬فقد قاموا‬ ‫حبجز من بقي من االيزيديني‬ ‫العالقني والذين مل يتمكنوا من‬ ‫النزوح‪ ،‬وفرضوا عليهم تعليم‬ ‫القرآن والصالة خلفهم ليرتكوا‬ ‫دينهم ويعتنقوا اإلسالم‪،‬‬ ‫وتكرر هذا االنتهاك يف قرية‬ ‫باصوفان االيزيدية اليت‬ ‫بنت فيها االحتالل الرتكي‬ ‫مسجدين ويف قرية قسطل‬ ‫جندوا االيزيدية بين فيها‬ ‫مسجد‬ ‫كسر الصلبان وخنق االجراس وتهجري‬ ‫قسري حبق مسيحيي عفرين‪...‬‬

‫‪24‬‬

‫تقرير‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫هجرت الكثري من العوائل املسيحية اىل حلب‬ ‫منذ ‪ 2012‬بسبب اهلجمات املتكررة من قبل‬ ‫املرتزقة املدعومني من تركيا ونتيجة احلصار‬ ‫احملكم من قبل األخري على أهالي عفرين‬ ‫من ثالثة أطراف‪ ،‬ومل يبقى ضمن املدينة‬ ‫ونواحيها سوى ‪ 250‬عائلة أثناء بدء اهلجوم‬ ‫الرتكي يف ‪20‬ـ‪.2018 1‬‬ ‫خالل اهلجمات ارتكبت الطائرات احلربية‬ ‫الرتكية جمزرة حبق عائلة ارمنية يف ناحية‬ ‫راجو بتاريخ ‪23‬ـ‪1‬ـ‪ 2018‬وقتل فيها االم‬ ‫واالبن وفقدت االبنة ساقها اىل جانب إصابات‬ ‫كثرية يف جسمها جراء شظايا القصف‪.‬‬ ‫ومت تهجري قسري لـ ‪ 250‬عائلة مسيحية‬ ‫بسبب القصف املكثف وتهديدات املرتزقة‬ ‫بالذبح«للكفار والنصارى»‪ ،‬اىل جانب تدمري‬ ‫مقابر وكنائس املوجودة يف املدينة‪ ،‬كما قصفت‬ ‫الطائرات الرتكية موقع براد االثري الذي‬ ‫يضم ضريح القديس مارون شفيع وكنيسة‬ ‫جوليانوس واليت تعد من أقد الكنائس يف‬ ‫العامل‪ ،‬وأحلق القصف اضرار كبرية بالكنائس‬ ‫واالديرة واملعابد واملدافن التارخيية العائدة‬ ‫للعصر الروماني واملدرجة يف قوائم اليونسكو‬ ‫هناك‪.‬‬ ‫كما قامت مرتزقة السلطان مراد وعناصر ما‬ ‫يسمى جيش الشرقية بتقاسم مقتنيات كنيسة‬ ‫الراعي الصاحل واملباني التابعة هلا فيما بينهم‬ ‫بعد االقتتال وتدمري معاملها ومقدساتها وكل‬ ‫شيء يتعلق باملسيحيني فيها‪.‬‬ ‫العلويني يف عفرين‪ ...‬ال مكان هلم مثل‬

‫االيزيديني واملسيحيني يف مكان يطأه‬ ‫اجليش الرتكي ومرتزقته‬ ‫ويعترب العلوين ايضاً من مكونات عفرين‬ ‫الرئيسية حيث يناهز عددهم الـ ‪ 15‬ألف‬ ‫نسمة يرتكز معظمهم يف ناحية موباتا معبطلي‬ ‫ومنهم سكان اصليني يف عفرين وأخرين‬ ‫هربوا من بطش السلطات العثمانية آنذاك‬ ‫أو نفدوا من جمازرهم يف ديرسم وغريها من‬ ‫مدن باكور‪ ،‬حيث هلم العديد من املزارات‬ ‫يف مدينة عفرين وريفها أهمها«ياغمور داده‪،‬‬ ‫اصالن داده‪ ،‬علي داده‪ ،‬مريم داده‪ ،‬مزار‬ ‫سلطان بربعوش‪ ،‬شيخ محو‪ ،‬شيخ معم»‪.‬‬ ‫ويف اهلجوم الرتكي ومرتزقته حتت اسم«غصن‬ ‫الزيتون«استهدف طريانه احلربي ومدافعه‬ ‫العديد من تلك األماكن واملزارات‪ ،‬حيث دمر‬ ‫مزار ياغمور داده يف موباتا‪ ،‬كما قام مرتزقة‬ ‫احرار الشرقية بتخريب ونبش مزار آف غريا‬ ‫يف مركز ناحية موباتا حبثاً عن الذهب واآلثار‪.‬‬ ‫أما االن فال يوجد أي علوي أو ايزيدي أو‬ ‫مسيحي يف عفرين‪ ،‬باستثناء املخطوفني‬ ‫واملعتقلني من أجل طلب الفدية من أهلهم‬ ‫ومت االستالء على ممتلكاتهم وتدمري مقدساتهم‬ ‫وتوطني مهجرين وعوائل مسلحني مرتزقة‬ ‫أجانب‪ ،‬كله حتت االشراف الرتكي لتتحول‬ ‫عفرين املدينة املميزة بتنوعها ومجال طبيعتها‬ ‫وشعبها اىل سواد وساحة للنهب والقتل‬ ‫والتعذيب وذو صبغة سلفية متطرفة وتركية‬ ‫غريبة عن املنطقة‪.‬‬ ‫منبع‪ :‬هاوار نيوز‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫‪25‬‬

‫تاريخ‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫السنة الثالثة‬

‫مجلة دجلة‬

‫الحمالت ضد شيخ ميرزا االقونسي الخالتي‬

‫داود ُمـراد خـتاري‬

‫تؤكد املصادر التارخيية انه كانت دولة يف‬ ‫كوردستان الوسطى وأرارات باسم(اخلالتية)‬ ‫يف حوالي(‪1500‬ق م) وعاصمتها(توسبا)‬ ‫أي(وان) ثم توسعت حدودها حتى وصلت‬ ‫طورسني والبحر االسود‪ ،‬مازالت اثار اخلالدية‬ ‫ظاهرة يف كوردستان‪ ،‬كانوا يسمونهم اورارتو‪،‬‬ ‫عندما انهارت اخلالتية االيزدية يف الشام‬ ‫حلب اصبحوا حتت حكم االمرباطوريات‬ ‫مثل كاسيان‪ ،‬ميتانيان‪ ،‬الساسانية‪.‬‬ ‫شيخ مريزا االقونسي كان رئيساً ألحد فروع‬ ‫اخلالتية‪ ،‬مل يكن رئيساً لقبيلة اخلالتية‬ ‫الكبرية بل زازا ثم ابنه ميسكي زازا كانوا‬ ‫على رأس السلطة اخلالتانية‪ ،‬لكن االقونسي‬ ‫كان أكثر شهرة وشجاعة واكراماً وحتدياً‬ ‫لألعداء‪.‬‬ ‫تويف زازا رئيس عشائر اخلالتانية(اخلالدية‬ ‫ـ اخلالتية) و له ابن صغري امسه(ميسكي)‪،‬‬ ‫بقت اخلالتية بدون رئيس عشرية ملدة سبع‬ ‫سنوات‪ ،‬ثم اجتمع كافة وجهاء اخلالتية‬ ‫يف قصر الرضوانية ألختيار رئيس هلم‪ ،‬هيأ‬ ‫ميسكي الصغري مع الوصية والدته مأدبة غداء‬ ‫كربى‪ ،‬كان حينئذ رؤساء العشائر(كبعو‪،‬‬ ‫يوسف‪ ،‬شيخ مريزا االقونسي ـ صاحل سعدو‬ ‫وآخرين)‪ ..‬العالقة بني كلعو ويوسف مل تكن‬ ‫على ما يرام‪ ،‬قبل دخول شيخ مريزا اىل‬ ‫املضيف استقبله ميسكي ومسك بلجام فرسه‬ ‫وطلب منه عدم نسيانه ومساعدته كي خيلف‬ ‫ابيه يف الرئاسة‪ ،‬اجلميع طلبوا من كبعو‬ ‫أختيار رئيس لعشائر اخلالتية(كونه اكربهم‬ ‫سناً) فقال كبعو‪:‬‬ ‫لو اخرتت يوسف سيقولون انه خياف منه‪،‬‬ ‫ولو اخرتت شيخ مريزا قالوا انه أخيه يف‬ ‫اآلخرة‪ ،‬ولو اخرتت نفسي لقلتم قد اختار‬ ‫كل شيء لنفسه‪ ،‬من االفضل ان خنتار ابن‬ ‫زازا الصغري(ميسكي)‪َ ،‬جل َس ُه على فراش‬ ‫الرئاسة وسلم ُه غلوين التبغ‪ ،‬كبعو بيده اشعل‬ ‫الغليون مليسكي الصغري دليل على اختيارهم‬

‫له للرئاسة لقد باركه اجلميع‪.‬‬ ‫لكن ميسكي طلب من اخلالتية ان حيلوا‬ ‫مشاكلهم فيما بينهم مدة سبع سنوات حتى‬ ‫يكرب‪ ،‬وقد مت معاونة ميسكي اقتصادياً من‬ ‫قبل ابناء اخلالتية‪ ،‬يف هذه الفرتة ب ّز شيخ‬ ‫مريزا االقونسي اكثر شهرة‪.‬‬ ‫كان هناك صراع بني العثمانيني وأهالي‬ ‫منطقة(قرس) الن االيزديني بقيادة مريزا‬ ‫أغا واالرمن بقيادة بوكوس‪ ،‬اجربوا على‬ ‫ترك(رودوفان‪/‬الرضوانية) والرحيل اىل املناطق‬ ‫الشمالية للحدود الرتكية الروسية‪ ،‬يف سنة‬ ‫‪1848‬م كتبت جريدة(قفقاس) مبرارة عن‬ ‫الوضع يف كوردستان جاء فيها‪ :‬لقد ارتاح‬ ‫العثمانيني من هجرة تلك القبائل من قرس‬ ‫وخاصة العشائر االيزدية‪ ،‬وقد تفرق البعض‬ ‫منهم وهاجروا اىل ايران وارمينيا والبعض‬ ‫اآلخر اصبحوا حتت يد احلكومة العثمانية‪.‬‬ ‫ومن اجل السيطرة على املنطقة توجه القائد‬ ‫العسكري حممد رشيد باشا حنو سريت منطقة‬ ‫رووحان‪ ،‬ألنها كانت منطقة االيزديني‪،‬‬ ‫وفيها قتل الكثري من االيزدية واألرمن على‬ ‫ايدي العثمانيني‪ ،‬ومن هناك توجه حنو‬ ‫إمارة سوران للقضاء عليها‪ ،‬ومبا أن منطقة‬ ‫الشيخان على حدودها فأوىل الضربات كانت‬ ‫هلا سنة ‪1833‬م‪.‬‬ ‫وهذه نص األغنية اليت تتحدث عن مريزا أغا‬ ‫الرضواني(شيخ مريزا اقونسي) الذي دافع عن‬ ‫عقيدته يف عهد رشيد باشا وحافظ باشا‪.‬‬

‫ىل َ‬ ‫َ‬ ‫دايى‬ ‫ىل َ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ينى َ‬ ‫دايى ‬ ‫ىل َ‬ ‫شيرَ َ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫آه يا أُماه‬

‫يا عذبة يا أماه‬

‫مريزايى ئاقؤنسى ‬ ‫شيخ‬ ‫ئةز شيخ مريزا مة َ‬ ‫َ‬

‫أنا شيخ ميزا االقونسي‬

‫بابى مةلؤمة ‬ ‫بابى حةسةمن َ‬ ‫َ‬

‫والد حسن وملو‬

‫َ‬ ‫ ‬ ‫بةرخى كؤزا َئيزى مة‬ ‫ئةزى‬ ‫َ‬ ‫أنا فدائي ايزيد(اهلل)‬

‫َ‬ ‫منى بوكر ‬ ‫شيخو‬ ‫سةرةكة رَيكا َ‬ ‫بةكرى َ‬

‫يف نهج شيخوبكر البكر‬

‫مريزايى ئاقؤنسى ‬ ‫َ ‬ ‫شيخ‬ ‫بشتى َ‬

‫بعد شيخ ميزا االقونسي‬

‫ ‬

‫ ‬

‫بابى مةلؤ‬ ‫بابى حةسةن َ‬ ‫َ‬

‫جمي َ‬ ‫شيخو بةكر‬ ‫ورى َ‬ ‫ئةو َ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ينى َ‬ ‫دايى ‬ ‫ىل َ‬ ‫شيرَ َ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫َ‬ ‫بشةوتى‬ ‫دياربةكرى‬ ‫سارا‬ ‫َ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫والد حسن وملو‬

‫سادن شيخوبكر‬

‫يا عذبة يا اُماه‬

‫ليحرق قصر دياربكر‬

‫سةرانى سةرة‬

‫إىل النهاية‬

‫ ‬

‫شيخ مريزا‪ ،‬‬ ‫دةستى ‬ ‫خةجنةرا‬ ‫َ‬

‫وخنجر شيخ مريزا‬

‫بابى مةلؤ‪.‬‬ ‫بابى حةسةن َ‬ ‫َ‬

‫ابا حسن وملو‬

‫كيم جةوهةرة‬ ‫َ‬

‫قليل اجلواهر‬

‫الوكى منؤ ياتة كرى كةسى نةكر‬ ‫َ‬

‫ ‬

‫يابين ما فعلته مل يفعله أحد من قبل‬

‫دبى‬ ‫شيخ مريزا َ‬

‫مل تأخذ نصيحة صاحل سعدو‬

‫ينى َ‬ ‫دايى ‬ ‫ىل َ‬ ‫شيرَ َ‬

‫ ‬

‫يقول شيخ مريزا‪ :‬آه يا اماه‬

‫سةعدؤ نةكر ‬ ‫ساحلى ‬ ‫تة ب يا َ‬

‫يا طيبتك يا اُماه‬

‫تة َ‬ ‫بةرى َئيال رةنطني دا ديار بةكر ‬

‫قابلت القبيلة بوجه حكام دياربكر‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫هاظيتة‬ ‫ل سارا دياربةكر من خؤ َ‬

‫مريزايى ئاقؤنسى ‬ ‫شيخ‬ ‫كةسى ثشتى َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫يف قصر دياربكر أصبحت دخيالً على‬

‫مةرمةيى عوليجا سارا ديار بةكر ‬ ‫َ‬

‫رشيد باشا وامني باشا‬

‫من بعدك مل يستطيع أحد‬

‫ان يلطخ قصر والة دياربكر‬ ‫ب خووين نةكر‬

‫بالدماء‬

‫دبيذت‪:‬‬ ‫شيخ َ‬ ‫َ‬

‫يقول شيخ مريزا‪:‬‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ئةمني باشا و رشيد باشا‬

‫ ‬

‫دةرطةه وكليل ومفتة‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫لكن األقفال واملفاتيح كانوا‬

‫ثيالنى بوون‬

‫من الفوالذ‬

‫ ‬

‫ئةز خلؤ فةتليم ل سارا دياربةكر‬

‫ ‬

‫ ‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة الثالثة‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪26‬‬

‫ومن اجل السيطرة‬ ‫على املنطقة توجه القائد‬ ‫العسكري حممد رشيد‬ ‫باشا حنو سريت منطقة‬ ‫رووحان‪ ،‬ألنها كانت منطقة‬ ‫االيزديني‪ ،‬وفيها قتل‬ ‫الكثري من االيزدية واألرمن‬ ‫على ايدي العثمانيني‪ ،‬ومن‬ ‫هناك توجه حنو إمارة‬ ‫سوران للقضاء عليها‪ ،‬ومبا‬ ‫أن منطقة الشيخان على‬ ‫حدودها فأوىل الضربات‬ ‫كانت هلا سنة ‪1833‬م‬ ‫يف القصر التفت خلفاَ‬

‫طةل بيست و ‬ ‫جؤتى ضاويشا ل ‬ ‫َ‬

‫وضربت الشرطيني باخلنجر‬

‫ضار نةفةرا م دانة بةر خةجنةرا‬

‫مع أربعة وعشرين من حاشيتهم‬ ‫ئةزى ضيبكةم َ‬ ‫َ‬ ‫دايى‬ ‫ىل َ‬

‫لكن لألسف‬

‫ ‬

‫ميوا شرينى‬ ‫تو َ‬

‫ ‬

‫وأنت كنبع العنب‬

‫تودزانى‪ ،‬كانيةك تةحلة‬

‫واألخرى عذبة‬

‫ليحرق قصر دياربكر‬

‫ ‬

‫شيخ بأحجارها السوداء‬

‫ينى َ‬ ‫دايى ‬ ‫شيخ مريزا‪ :‬رَ‬ ‫ىل َ‬ ‫شي َ‬

‫مريزا‪ :‬آه يا أُماه يا عذبة يا اُماه‬

‫مريزايى ئاقؤنسى ‬ ‫شيخ‬ ‫ئةز شيخ مريزا مة َ‬ ‫َ‬

‫أنا شيخ ميزا االقونسي‬

‫َ‬ ‫كةظرى رةشة‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ينى َ‬ ‫دايى ‬ ‫رَ‬ ‫ىل َ‬ ‫شي َ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫بابى مةلؤمة ‬ ‫بابى حةسةمن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ئةزى بةرخا كؤزا َئيزى مة ‬

‫ ‬

‫يا عذوبيت يا اُماه‬

‫َ‬ ‫سةرى من ل رَيكا شةرفةردينة‬

‫ ‬

‫لك‬ ‫كم من مرة قلت ِ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫تعال مبعيي‬

‫ينى َ‬ ‫دايى ‬ ‫رَ‬ ‫ىل َ‬ ‫شي َ‬

‫ ‬

‫قصر دياربكر بالعرض والطول‬

‫ضةند جارة من طؤتة تة‬ ‫وةرة مبن را وةرة ‬

‫َ‬ ‫بةكرى ب كورت ودرَيذة‬ ‫سارا ديار‬

‫ ‬

‫شيخ مريزا ‬ ‫دةستى َ ‬ ‫خةجنةرا‬ ‫َ‬

‫ ‬

‫احلمالني ال يستطيعون‬

‫ ‬

‫ ‬

‫أنقاذ مجيع اجلثث‬

‫ ‬

‫ ‬

‫بابى مةلؤ‬ ‫بابى حةسةن َ‬ ‫َ‬

‫والد حسن وملو‬ ‫جةوهةر درَيذة‬

‫يابين كثري اجلواهر‬

‫ ‬

‫ينى َ‬ ‫دايى‬ ‫دبى رَ‬ ‫ىل َ‬ ‫شي َ‬ ‫شيخ مريزا‪َ :‬‬

‫ ‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫منى كرية‬ ‫كةظرى سارا‬ ‫دياربةكرى َ‬

‫جعلت أحجار دياربكر‬

‫وقبضة خنجر شيخ مريزا‬

‫حةمال وباش حةمال‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫دياربةكرى‬ ‫عزيزى‬ ‫قوضا‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫َ‬ ‫دياربةكرى خالس نةكةن ‬ ‫ل سارا‬ ‫من قصر ديار بكر‬ ‫كيشانا تةرمان والشا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بشةوتى ‬ ‫دياربةكرى‬ ‫سارا‬ ‫َ‬

‫ ‬

‫شيخ مريزا‪ :‬آه يا أُماه يا عذوبيت يا اُماه‬

‫ ‬

‫سوف انهي يوماً‬

‫املرمرية‬

‫ ‬

‫ ‬

‫حكم الظاملني يف قصر دياربكر‬

‫ ‬

‫ ‬

‫يا عذوبيت يا اُماه‬

‫ ‬

‫َ‬ ‫روذةكى ل سارا‬ ‫ئةزى‬ ‫َ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫َ‬ ‫حوكمى ظان زاملا ‬ ‫دياربةكرى بةتال بكةم‬ ‫َ‬

‫ينى َ‬ ‫دايى ‬ ‫رَ‬ ‫ىل َ‬ ‫شي َ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫َ‬ ‫دىل من نةى باشة ‬

‫ ‬

‫أنا فدائي ايزيد(اهلل)‬

‫ ‬

‫ ‬

‫بانى َ‬ ‫خةجنةرا‬ ‫وى ‬ ‫دةستى َ‬ ‫شيخ مريزا َتيك دا َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫لست راضيا من قبضة‬

‫خنجر شيخ مريزا ‬

‫والد حسن وملو‬

‫ ‬

‫ليحرق قصر دياربكر بأحجاره‬

‫سلتانى َئيزى ية‪،‬‬ ‫هةلة هةلة ب‬ ‫َ‬

‫أوصيك باهلل‬

‫يةك شرينة‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫شرين‪:‬‬ ‫َ‬ ‫دياربةكرى ‬ ‫الوكى منؤ سارا ‬ ‫َ‬

‫فيها عينان للماء‬

‫واعلم ان احدى العيون مرة‬

‫َ‬ ‫بشةوتى‬ ‫دياربةكرى‬ ‫سارا‬ ‫َ‬

‫يا عذبة يا اُماه‬

‫نزع قبضته منه‬

‫شةوتى دوو كانى نة‬ ‫ب‬ ‫َ‬

‫تاريخ‬

‫وأنهج نهج شرفدين‬

‫َ‬ ‫دةستكى وى هاتة‬ ‫خةجنةرى ذ‬ ‫زيالنى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫دةرة ‬

‫لتهدم قصر دياربكر‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫مبةرمةرة‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ذعوليجانى‬ ‫شيخ مريزا‬ ‫وةختى َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫عندما أخرجوا شيخ مريزا‬ ‫دئينا دة ر‬

‫من القصر‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫هاظيتة خةجنةرا َئيزرى ‬ ‫من دةست َ‬

‫أمسكت بقبضة خنجر متألليء‬ ‫بابى ‬ ‫م خؤ َ‬ ‫هاظيتة تةرةس َ‬

‫أصبحت دخيالً على رشيد باشا‬ ‫رشيد باشا وئةمني باشا‬

‫وامني باشا‬

‫ ‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫ثى نةبوو ‬ ‫الوكى تة َ‬ ‫جمإىل َ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫مل يكن هناك جمال البنك‬ ‫ينى َ‬ ‫دايى ‬ ‫رَ‬ ‫ىل َ‬ ‫شي َ‬

‫يا أمي احلنون‬

‫مريزايى ئاقؤنسى ‬ ‫شيخ‬ ‫ئةز مريزامة‪َ ،‬‬ ‫َ‬

‫أنا شيخ ميزا االقونسي‬

‫بابى مةلؤمة ‬ ‫بابى حةسةمن َ‬ ‫َ‬

‫والد حسن وملو‬

‫بةرخى كؤزا َئيزى مة‬ ‫َ‬

‫أنا فدائي ايزيد(اهلل)‬

‫ ‬

‫ ‬

‫مشسى منى تةتةرة ‬ ‫سةرةكة رَيكا شيخ َ‬

‫وسلكت نهج شيخ مشس الترتي‬

‫كذلك يف انتفاضة(خارزان) كان االيزديون‬ ‫يقاتلون عساكر حافظ باشا‪ ،‬وحافظ باشا يف‬ ‫مؤخرة املعركة من فوق تل يشاهد املعركة‪،‬‬ ‫ومقاتليه يقتلون الرجال والنساء واألطفال من‬ ‫كافة األعمار‪ ،‬كل شخص جيلب الرؤوس‬ ‫واألذان املقطوعة‪ ،‬يستلم مكرمة(‪50‬ـ‪)100‬‬ ‫قروش لكل رأس أو أذنني مقطوعتني‪،‬‬ ‫صرخات وعويل وجندات النساء‪ .‬كان منظراً‬ ‫مؤملاً حيرق القلب‪.‬‬ ‫يف احلرب العثمانية الروسية(‪1828‬ـ‬ ‫‪1829‬م)‪ ،‬كانت هناك عالقة بني شيخ‬ ‫مريزا واحلكومة الروسية يف قفقاس فأرادت‬

‫تاريخ‬

‫‪27‬‬

‫السلطات العثمانية إنهاء احلكم الذاتي يف‬ ‫(سريت)‪ ،‬اتفق شيخ مريزا مع زعماء األكراد‬ ‫يف املنطقة من اجل التحرر من النفوذ العثماني‬ ‫وإعالن االستقالل‪ ،‬أعدت السلطات العثمانية‬ ‫محلة عسكرية للهجوم عليهم وبها تالشت‬ ‫أحالم شيخ مريزا‪ ،‬يف عام ‪1829‬م عقدت‬ ‫هدنة بني احلكومة الروسية والعثمانية‪ ،‬لكن‬ ‫بقت العالقة قائمة بني شيخ مريزا والقائد‬ ‫الروسي ملنطقة قفقاس (باسكفج)‪ ،‬واستمر‬ ‫تبادل الرسائل بينهما وكان كرياكوس‬ ‫االرمين حيمل تلك الرسائل اليه وقد بُ ِع َث‬ ‫ثالث مرات حلني وصول الرسالة إىل روسيا‬ ‫وكان قد طلب منهم مساعدة قواته العسكرية‬ ‫بالتسليح ومنبهاً فيها ببوادر محلة إبادة‬ ‫وشيكة على االيزدية من قبل سالطني الروم‪،‬‬ ‫لكن كانت إجابة روسيا متأخرة‪.‬‬ ‫الكاتب جولدس رج‪ ،‬زار كوردستان سنة‬ ‫‪1820‬م‪ ،‬يف كتابه يتحدث عن عشرية شيخ‬ ‫مريزا‪ :‬لقد حارب السالطني العثمانيني‬ ‫وبعض رؤساء العشائر من الكرد املسلمني‬ ‫وطلب مساعدة الروس‪ ،‬كان له(‪ )1700‬خيمة‬ ‫يف سعرت‪.‬‬ ‫بطرس كازاروف كتب هذا الطلب يف‬ ‫‪1829/12/17‬م وسلمه إىل كراف باسكفج‪،‬‬ ‫عندما اعلم مريزا أغا رئيس االيزدية انه يف‬ ‫سنة ‪ 1829‬سوف تأتون إىل ارضروم‪ ،‬بعث‬ ‫برسولني حمملني برسالة إىل مدينة بازيد‪،‬‬ ‫وطلب منهما مقابلة جنرال بانك رديوف‪،‬‬ ‫حينئذ مسع شيخ مريزا ان الرسولني قد قتال‬ ‫من قبل الرتك يف منتصف الطريق‪ ،‬ويف سنة‬ ‫‪1830‬م بعث شيخ مريزا برسول ارمين اليهم‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫السنة الثالثة‬

‫مجلة دجلة‬

‫طيار باشا بعساكره على‬ ‫سنجار يف الثامن من تشرين‬ ‫األول(‪1262‬هـ ـ ‪1845‬م)‬ ‫وبلغ بهم إىل قرية مهركان‪،‬‬ ‫وهي من أهم قرى اجلبل وقد‬ ‫دمر أهلها بالنكبات العديدة‬ ‫اليت حلت بهم‪ ،‬من غزوة‬ ‫كريدلي حممد باشا فخافوا‬ ‫ان يصيبهم من طيار باشا‬ ‫ما أصابهم من سلفه‪ .‬هلذا‬ ‫أصروا على الدفاع ما أمكنهم‬ ‫ويدعى(كرياكوس ناراكيلوف) وللمرة الثالثة‬ ‫يرسل اليهم هذا الشخص االرمين‪ ،‬وعندما‬ ‫أتينا إىل ارض الروم‪ ،‬مسعنا انكم عربمت إىل‬ ‫جورجيا‪ ،‬وعندما وصلنا إىل تفليس مسعنا‬ ‫بعودتكم إىل روسيا‪ ،‬وصديقي االرمين يصاب‬ ‫بطلقة من قبل الرتك وعلى أثرها قد مات‪،‬‬ ‫وعائلة صديقي هذا يف حالة يرثى هلا‪ ،‬يف‬ ‫الرسالة يطلب دواء لعيون ابنه‪ ،‬هذا نص‬ ‫الرسالة‪...‬‬ ‫التاريخ يف ‪1830/5/22‬‬ ‫من مريزا آغا إىل كراف باسكفج ‪ ...‬أنا عبد‬ ‫وخادم اهلل مريزا أغا من أهالي الرضوانية ‪...‬‬ ‫احرتامي لكم يا عبد وثائر النيب عيسى‬ ‫الكبري‪ /‬باسكفج‬ ‫أمتنى ان تصل رساليت هذه إليكم وانتم يف‬ ‫سعادة وسرور‬ ‫بالرغم من عدم وجود تعارف سابق بيننا‪،‬‬ ‫لكن لكم العلم التام باخباري‪ ،‬انتم متثلون لي‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة الثالثة‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫يف ربيع العام ‪ 1850‬زار‬ ‫اليارد مرة أخرى جبل‬ ‫سنجار‪ ،‬يرافقه القوال‬ ‫يوسف وثالث أشخاص‬ ‫أيزديني آخرين‪ .‬وجد القائد‬ ‫العثماني يف بلد سنجار»‬ ‫تقريباً حماصراً داخل حيطان‬ ‫حاميته البائسة املنكوبة‪،‬‬ ‫وذلك برفقة ثكنة عسكرية‬ ‫حتوي على أعداد قليلة من‬ ‫أَلبان يكادون ميوتون جوعاً‬

‫‪28‬‬

‫تاريخ‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫مشعة‪ ،‬أنا ايزيدي رئيس قوم صغري حتت‬ ‫إمرتي(‪ )1500‬فارس ومن املشاة(‪،)5000‬‬ ‫عندما مسعت انكم ستأتون إىل باتنوس‪،‬‬ ‫أرسلت إليكم رسالة مع أحد أقربائي‪ ،‬وحلد‬ ‫االن مل تصلين اإلجابة‪ ،‬عندما أقدمت القوات‬ ‫الروسية إىل باتنوس‪ ،‬أنا وااليزدية مع مجيع‬ ‫املسيحيني قد فرحنا واستبشرنا خرياً‬ ‫مبجيئهم‪ ،‬هذه للمرة الثالثة أرسل أشخاص‬ ‫ورسائل إليكم‪ ،‬يف املرة األوىل أرسلت مبعوثي‬ ‫وقتل يف الطريق من قبل الرتك وال نعلم عن‬ ‫مصريه‪ ،‬واملرة الثانية أرسلت شخص ارمين‬ ‫امسه(طرياطؤس) وحالياً جمهول املصري‪،‬‬ ‫ذهب اىل بايزيد ثم إىل قارس ثم إىل ارضروم‬ ‫مبعية القوات الروسية‪ ،‬مبعوثي مل يكن‬ ‫يعرف أحداً يف املدينة‪ ،‬وال جييد اللغة‪ ،‬كي‬ ‫يصل رساليت اليكم‪ ،‬يف قواتكم هناك جنرال‬ ‫كبري(؟) ميكن انه قائد القوات‪ ،‬مبعوثي‬ ‫يذهب اىل هذا اجلنرال وأوصل رساليت اليه‪،‬‬ ‫واجلنرال كتب رسالة وختمها وأرسلها لي‪،‬‬ ‫لقد سررت بها‪ ،‬جلبت (القس) كي يقرأها‬ ‫لي‪ ،‬لألسف مل يستطيع أحد قراءة الرسالة‪،‬‬ ‫مل أفقه من الرسالة شيء‪ ،‬هذه الرسالة الثالثة‬ ‫واألخرية أرسلها بيد اثنني من‬

‫املسيحيني(كرياكوس) و(برتوس)‪.‬‬ ‫بالرغم إني رئيس قوم صغري‪ ،‬يف نظر‬ ‫األتراك حيسب لي حساب كبري‪ ،‬بقوة اهلل‬ ‫ورمحته(‪ )100‬من مقاتلي يستطيعون التغلب‬ ‫على(‪ )300‬من مقاتلي الرتك‪ ،‬هلذا الرتك‬ ‫حيسبوني من أعدائهم‪ ،‬عندما امسع ستأتون‬ ‫إىل بتليس سأكون مشكوراً لكم‪ ،‬بتعاون من‬ ‫اهلل‪ ،‬أنا وقومي سوف نفديكم حبياتنا‪ ،‬واآلن‬ ‫مع السالمة‪.‬‬ ‫كما أمتنى ان ترسلوا دواء جيد لعالج عيون‬ ‫ابين مع الشخص املرسل من قبلي‪.‬‬ ‫ويف‪1831/2/28‬م مت إرسال املواد التالية إىل‬ ‫مريزا أغا من قبل الروس وسلمهم إىل بطرس‬ ‫كزار‪/‬عباءة(كورك) من القماش األمحر‪)25( ،‬‬ ‫مثقال ذهب‪ ،‬دواء العيون‪.‬‬ ‫يف موش توقفت عملية النشاط ضد االكراد عند‬ ‫عقد اهلدنة سنة ‪1829‬م‪ ،‬لكن من جانب‬ ‫االكراد القاطنني يف جنوب كوردستان(تلك‬ ‫املناطق اليت وصلت اليهم اخبار احلرب‬ ‫متأخرة)‪ ،‬طلبوا التعاون معنا ضد الرتك‪ ،‬يف‬ ‫سنة ‪1830‬م حينما كان (طراظ باسكظض)‬ ‫يف تفليس‪( ،‬ثيرتوس هزارظ االرمين) قطع‬ ‫مسافة طويلة وبصعوبة وصل اىل(كراف‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫باسكظض) مبعوثاً من قبل مريزا اغا كبري‬ ‫الكورد االيزديني يف مناطق الرضوانية‪ ،‬له‬ ‫الثقة بان مبعوثه سيلتقي مع باسكفض يف‬ ‫ارضروم‪.‬‬ ‫مريزا أغا يود ارسال مخس فرق مشاة من‬ ‫الكورد قوامها(‪ )1500‬فارس‪ ،‬يلتحقون‬ ‫بالقوات الروسية يف حالة قدوم القوات‬ ‫الروسية من ارضروم اىل بتليس‪ ،‬يف الطريق‬ ‫يقتل مبعوثه‪ ،‬ومل تصل ما كتب من قبل‬ ‫مبعوثه‪.‬‬ ‫والقائد الروسي(بالكوفني ليخوتني) قائد‬ ‫االمرية العسكرية يف ايريفان‪ ،‬كان له املام‬ ‫بكتابة البحوث عن الكورد ومجع معلومات‬ ‫عنهم وخاصة عن االيزدية‪ ،‬ويؤكد دائماً‪(:‬ان‬ ‫االيزدية من اطهر واحب الناس للسالم وهم‬ ‫مصدر ثقة الروس)‪ ،‬وكان لقواته عالقة مع‬ ‫الكورد الرحل(كوجر) يف كوردستان الشمالية‬ ‫الصغرى (بايزيد‪ ،‬موش‪ ،‬مشال وان) واكثرهم‬ ‫كانوا من الرحل من عشائر اجلالليني‪،‬‬ ‫احليدرانية وقسم من الزيالنية‪ ،‬وحسب‬ ‫احصاء هذا القائد‪ ،‬يقارب عددهم(‪)4000‬‬ ‫عائلة اضافة اىل سنجق بايزيد(‪ )100‬عائلة‬ ‫ايزدية و(‪ )120‬عائلة من سيبكي‪.‬‬ ‫وقد قتل شيخ مريزا سنة ‪1837‬م وشن محلة‬ ‫إبادة على االقونسيني واملتعاونني معهم‬ ‫واإليزدية يف تلك املنطقة‪.‬‬ ‫أما خبصوص النضال املشرتك بني الكورد‬ ‫واألرمن يف املنطقة خالل هذه الفرتة وموقف‬ ‫السلطات العثمانية من هذا التحالف يقول‬ ‫القس (خاجا دور ابوفيان) بعد مرور فرتة‬ ‫على احلوادث وخوفا من السلطات العثمانية‬ ‫مل يستطيع احد التحدث عن بطوالت‬ ‫وشجاعة القائد االيزيدي(شيخ مريزا) والقس‬ ‫االرمين(بوكس)‪ ،‬ونتيجة التعذيب واالعتداء‬ ‫على مناطق االيزديني اعتنق الكثري من‬ ‫االيزدية االسالم‪ ،‬أما الباقون ففكروا باهلروب‬ ‫حنو احلدود الروسية‪ ،‬وفعالً تركوا كل شيء‬ ‫وهربوا إىل هناك‪ ،‬لكن العثمانيني هامجوهم‬ ‫على احلدود وقتلوا الكثري منهم‪ ،‬واستطاع‬ ‫القلة القليلة الباقية منهم اهلرب حنو احلدود‬ ‫اإليرانية‪ ،‬ثم التجؤا إىل أرمينيا الروسية‪.‬‬ ‫يف هذه الفرتة وضع حافظ باشا نهاية ملا كان‬ ‫يتمتع به مريزا أغا الرضواني من حكم ذاتي‬ ‫يف شرق ديار بكر‪ ،‬يف عهد رشيد باشا كان قد‬ ‫مت تنصيب حاكم عثماني على القصر‪ ،‬لكنه‬ ‫أختطف زوجة مريزا أغا‪ ،‬فقتل انتقاما من‬ ‫قبل االيزديني‪ ،‬وأعفي عن مريزا أغا وأعيد‬

‫تاريخ‬

‫‪29‬‬

‫هامجت قوات شريف‬ ‫باشا منطقة سنجار عام‬ ‫‪1844‬م وحصلت مذابح‬ ‫دموية حبق االيزديني‬ ‫قتل فيها تقريباً ثالثة‬ ‫أرباع سكان االيزدية من‬ ‫ضمنهم(مطو حسني الدوملي‬ ‫بن مسقور ابو سفوك‬ ‫اجلوانيب) الذي القي القبض‬ ‫عليه يف كلي(قره حسن) بعد‬ ‫احلصار الذي دام ثالثة أيام‬ ‫لقرية طريف‪ ،‬ثم قطع رأسه‬ ‫هناك وحلد يومنا هذا لقبه‬ ‫أهل املنطقة بشهيد الدين‬ ‫له االعتبار كحاكم‪ ،‬لكنه بعد موت رشيد‬ ‫باشا أستدعي إىل مقر القائد العثماني اجلديد‬ ‫حيث مت قتله‪ ،‬وعاش أبناؤه لسنوات طويلة‬ ‫يف رضوان كمواطنني عاديني‪.‬‬ ‫يف سنة(‪1838‬م) جدد حافظ باشا محلته‬ ‫إلخضاع الكرد املنتفضني على احلكم العثماني‬ ‫ودفع الضرائب لدعم جيشه اجلديد‪ ،‬وأرسل‬ ‫له السلطان مستشارين متّ أعادتهما من‬ ‫بروسيا‪ ،‬الكابنت البارون هلموت فون مولتكه‬ ‫من هيئة األركان العامة والضابط املهندس‬ ‫الكابنت هاينرخ فون مولباخ الذي جلب‬ ‫مبعيته خمططه كوربورال‪.‬‬ ‫كان هلمت فون مولتكة املستشار العسكري‬ ‫االملاني يرافق حافظ باشا أثناء محلته على‬ ‫االيزدية ويقول يف مذكراته‪ :‬يف الشهر‬ ‫السادس من عام ‪1838‬م اختبأ(‪ )600‬مقاتل‬ ‫ايزيدي يف جبل(خارزان) وحاربوا الرتك‬ ‫حتى النفس األخري واستشهدوا مجيعاً‪،‬‬ ‫وانتحرت(‪ )50‬امرأة كي ال يتم أسرهن من‬ ‫قبل الرتك وذلك برمي انفسهن من منحدرات‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫السنة الثالثة‬

‫مجلة دجلة‬

‫اجلبل وغرقن يف املاء‪ ،‬واصيب اآلالف من‬ ‫النساء واألطفال برؤوس البنادق واخلناجر‬ ‫املسمومة غدراً‪ ،‬ويذكر الدملوجي‪ :‬انه يف‬ ‫سنة ‪1837‬م هاجم الوزيران العثمانيان حممد‬ ‫رشيد باشا وحافظ باشا حيمالن على جبل‬ ‫سنجار ويغمرانه بالدم والنار ويبيدان ثالثة‬ ‫أرباع نفوسه‪ ،‬ويقول ابن الفوطي‪ :‬كان‬ ‫حافظ باشا يقود سبع فرق و(‪ )18000‬عسكر‬ ‫ونفري عام لقتال االيزدية يف سنجار والتنكيل‬ ‫بهم واستباحة نسائهم وتدمريهم وقد ابعد‬ ‫الكثريين منهم وهرب العديد منهم إىل ماردين‬ ‫وقد سيب العديد من النساء واألطفال‪ ،‬يف هذا‬ ‫الوقت كانت عشرية الدنادية يف أوج عظمتها‬ ‫وسلطتها برتكيا ويتزعمها بشار أغا امساعيل‬ ‫َ‬ ‫امللقب(بشارى تةعل َى) نسبة إىل أمه حتلى‬ ‫اليت تزعمت العشرية لفرتة من الزمن‪ ،‬وظهر‬ ‫عصيان على احلكومة يف قلعة(فايف)‪ ،‬حاولت‬ ‫اجليوش العثمانية اسرتدادها فلم تتمكن‪،‬‬ ‫تقدم بشار أغا مع فرسان الدنانية لتحرير‬ ‫القلعة مقابل االيزديني املهاجرين واملسيبني‬ ‫إىل شنكال‪ ،‬فوافقت السلطات وحررت القلعة‬ ‫يف معركة عنيفة‪،‬ورافق بشار أغا مهاجري‬ ‫االيزدية من ماردين إىل شنكال‪.‬‬ ‫اىل غرب قرية بارة توجه األهالي الستقباهلم‪،‬‬ ‫وهناك القي القبض على شيخ مريزا االقونسي‬ ‫وأودع يف سجن استنبول ثم أعدم‪ ،‬وعنه‬ ‫كتبت اشعار ملحمة مغناة مشهورة‪ ،‬ثم توجه‬ ‫العساكر إىل منطقة الشيخان وقتلوا من أهلها‪،‬‬ ‫وهناك من يقول أنه سجن يف سجن(أوفال‬ ‫هرتي) بدياربكر وقتل بالرصاص يف السجن‬ ‫نفسه‪.‬‬ ‫محلة والي املوصل عمر باشا سنة ‪1840‬م‬ ‫قام هذا الوالي بقتل أعداد كبرية من االيزديني‬ ‫وسلبهم وأخذهم بالشدة والعذاب الغليظ‪.‬‬ ‫محلة شريف باشا على سنجار عام ‪1844‬م‬ ‫هامجت قوات شريف باشا منطقة سنجار عام‬ ‫‪1844‬م وحصلت مذابح دموية حبق االيزديني‬ ‫قتل فيها تقريباً ثالثة أرباع سكان االيزدية‬ ‫من ضمنهم(مطو حسني الدوملي بن مسقور ابو‬ ‫سفوك اجلوانيب) الذي القي القبض عليه يف‬ ‫كلي(قره حسن) بعد احلصار الذي دام ثالثة‬ ‫أيام لقرية طريف‪ ،‬ثم قطع رأسه هناك وحلد‬ ‫يومنا هذا لقبه أهل املنطقة بشهيد الدين‪ ،‬بعد‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة الثالثة‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪30‬‬

‫ذهب طيار باشا إىل‬ ‫سنجار بقصد أن يقوم جبمع‬ ‫الضرائب والتحقيق يف املظامل‬ ‫اليت ارتكبها الوالي الذي‬ ‫كان قبله حبقهم‪ ،‬ودعا‬ ‫زعماء االيزدية ملقابلته يف‬ ‫مهركان أكرب القرى االيزدية‬ ‫يف سنجار‪ ،‬لكنهم أبوا أن‬ ‫يقابلوا الوالي ألنهم كانوا‬ ‫خيشون سوء املعاملة‪ ،‬وهم‬ ‫ال يثقون بالوعود وال سيما‬ ‫أنهم قد قاسوا من قبل على‬ ‫يد الوالي كريدلي باشا أشد‬ ‫أنواع العذاب والقسوة‬ ‫استشهاده أصبح سفوك رئيسا للعشرية بدال‬ ‫عن والده الشهيد وتسلم مقاليد حكم املنطقة‬ ‫والعشرية‪ ،‬وأجرى من الدماء سيوالً وتعترب‬ ‫محلة اينجة بريقدار ال تعد شيئاً جبانب هذه‬ ‫املذحبة‪.‬‬ ‫محلة العثمانيني على االشوريني‬ ‫وااليزديني سنة ‪1846‬م‬ ‫سنة ‪1846‬م للمرة الثانية هجم العثمانيون‬ ‫على االشوريني يف منطقة(ختوما كرا)‬ ‫واستطاع مار مشعون بعد معارك دامية أن‬ ‫يعرب اىل(اورمي) ومل جيف دم االشوريني‬ ‫حتى هاجم العثمانيني االيزدية هناك‪.‬‬ ‫محلة طيار باشا سنة ‪1846‬م‬ ‫يذكر سليمان الصائغ‪:‬‬ ‫زحف الوالي طيار باشا بعساكره على سنجار‬ ‫يف الثامن من تشرين األول(‪1262‬هـ ـ‪1845‬م)‬

‫تاريخ‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫وبلغ بهم إىل قرية مهركان‪ ،‬وهي من أهم‬ ‫قرى اجلبل وقد دمر أهلها بالنكبات العديدة‬ ‫اليت حلت بهم‪ ،‬من غزوة كريدلي حممد باشا‬ ‫فخافوا ان يصيبهم من طيار باشا ما أصابهم‬ ‫من سلفه‪ .‬هلذا أصروا على الدفاع ما أمكنهم‪.‬‬ ‫كانت رحلة اليارد جلبل سنجار كضيف‬ ‫لطيار باشا اتفاقاً مؤسفاً لزيارته اخلفيفة‬ ‫واملمتعة إىل اللش‪ ،‬غادر الوالي وبطانته‬ ‫املوصل يف الساعة الثالثة بعد ظهر ‪ 8‬تشرين‬ ‫األول من عام ‪ 1846‬ـ التوقيت املناسب الذي‬ ‫ارتآه املاللي ـ رافقهم فوج من املشاة‪ ،‬وعدد‬ ‫من سرايا اخليالة غري النظاميني وبطارية‬ ‫حاملي البنادق‪ ،‬اهلدف املعلن للحملة هو‬ ‫االطالع على حالة البلد‪ ،‬والنظر يف طلبات‬ ‫اإلعفاء من الضرائب‪.‬‬ ‫بعد ستة أيام من مغادرة املوصل عسكرت‬ ‫احلملة حتت القمة الشرقية جلبل سنجار‪،‬‬ ‫رحب وفد ميثل كافة القبائل األيزيدية‬ ‫باستثناء مهركان بقدوم الباشا الذي أعلمهم‬ ‫بأن تقديرات الضريبة لديهم قد قطعت إىل‬ ‫النصف‪ ،‬وحتى ذلك النصف ميكن تأجيل‬ ‫دفعه‪ ،‬صعدت جمموعة استكشافية من‬ ‫ضمنهم اليارد إىل سفح اجلبل لطمأنة رجال‬ ‫قبيلة مهركان بزعامة عيسى آغا الذي كان‬ ‫ال يزال يتذكر الشرك الذي أوقعوا فيه العام‬ ‫املاضي فاستقبلوا بوابل من الرصاص مما أدى‬ ‫إىل قتل جنديني األمر الذي الغى آمال قيام‬ ‫اليارد بتسليم رسالة الشيخ ناصر إىل قروي‬ ‫مهركان‪.‬‬ ‫أمر الباشا جنوده باكتساح القرية اليت كانت‬ ‫قد هجرت قبل ذلك من سكانها األصحاء‬ ‫الذين كانوا قد انسحبوا إىل كهف كبري على‬ ‫حافة حادة يصعب الوصول إليها‪.‬‬ ‫قام اجلنود بقتل رجل مسن وامرأة عجوز كانا‬ ‫غري قادرين على الفرار ثم أضرموا النريان يف‬ ‫البيوت‪ ،‬الحظ اليارد أنه«حتى الباشا الطاعن‬ ‫يف السن‪ ،‬بشعره األشيب وخطواته املتـرحنة‬ ‫يسارع هنا وهناك بني بقايا اخلرائب اليت‬ ‫تنبعث منها ألسنة النريان والدخان‪ ،‬وهو‬ ‫يساعد يف إشعال النريان بالبيوت أينما وجد‬ ‫إن األمر حيتاج إىل مساعدته» لثالثة أيام‬ ‫متتالية ثبتت القوات العثمانية يف مواضعها‬ ‫غري قادرة على احلراك بسبب نار البنادق‬ ‫من الطرف اآلخر‪ ،‬رغم القدوة الشجاعة اليت‬ ‫مثلها طيار باشا الذي أدار هجماتهم من صخرة‬ ‫مكشوفة‪ ،‬حيث نشر بربودة أعصاب بساطاً‬ ‫وأخذ يدخن غليونه متبادالً أطراف احلديث‪،‬‬

‫بينما كان حيتسي القهوة مع اليارد الذي كان‬ ‫متوتر األعصاب حينما متر بهم الرصاصات‬ ‫بأزيزها ممرغة وجوههم بالغبار‪ ،‬ويف اليوم‬ ‫الرابع استوىل العثمانيون على املوقع األيزدي‬ ‫دون أية مقاومة‪ ،‬ألن املدافعني عنه كانوا قد‬ ‫انسحبوا إىل موقع آخر يف اجلبل‪ ،‬اإلكليل‬ ‫الوحيد الذي غنموه نتيجة الـمـعـركة الباهظة‬ ‫الثمن كانت«عبارة عن أشكال بغيضة لرجال‬ ‫وملاعز مصنوعة من التني اجملفوف منصوبة‬ ‫على أعواد» وقد أرسلها الباشا احملتار يف‬ ‫تقدير كنهها إىل استنبول‪.‬‬ ‫وبعد زيارة قصرية إىل بلد سنجار عاد اليارد إىل‬ ‫املوصل‪ ،‬فيما واصل الباشا تقدمه إىل األمام يف‬ ‫محلته اليت مل تبدأ بداية حسنة‪ ،‬وهو ينهب‬ ‫ويدمر القرى األيزدية والعربية يف طريقه إىل‬ ‫ماردين‪ ،‬وهنا ارتكب الباشا خطأ بريوقراطياً‬ ‫خطرياً عندما مسح جلنوده باالستيالء على‬ ‫‪ 14000‬رأس َغنم‪ ،‬و ‪ 400‬مجل صغري من‬ ‫الكرد املليني اجملاورين‪ ،‬الذين كانوا يف‬ ‫تلك األيام أفراد قبيلة مساملة تعيش حتت‬ ‫سلطة والي حلب الباشا الطاعن يف السن‬ ‫وهو يدمدم قائالً لضباطه املذنبني‪(:‬لقد جلبتم‬ ‫علي) ووقع مريضاً‪ ،‬حيث قام طبيب‬ ‫الدمار َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بتنزيفه‪ ،‬وعثر عليه الحقا ميتا يف فراشه بعد‬ ‫أن احنلت ضماداته خالل الليل‪.‬‬ ‫يف ربيع العام ‪ 1850‬زار اليارد مرة أخرى‬ ‫جبل سنجار‪ ،‬يرافقه القوال يوسف وثالث‬ ‫أشخاص أيزديني آخرين‪ .‬وجد القائد‬ ‫العثماني يف بلد سنجار«تقريباً حماصراً داخل‬ ‫حيطان حاميته البائسة املنكوبة‪ ،‬وذلك برفقة‬ ‫ثكنة عسكرية حتوي على أعداد قليلة من‬ ‫أَلبان يكادون ميوتون جوعاً» حيث أن زعماء‬ ‫القبائل استأنفوا أعماهلم غري القانونية وأشاعوا‬ ‫الفـوضى مرة أخرى‪ .‬أقنع اليارد عيسى زعيم‬ ‫املهركان عيسى بـعـقـد الـصـلـح مع القبيلة‬ ‫اجملاورة اليت أقامت احتفاالً مسرفاً مبناسبة‬ ‫عيد احلب وعرضت على زوارها هدايا من‬ ‫التني اجملفف املصفف يف خيوط بأشكال‬ ‫غريبة«وهي نفس البضائع الالفتة للنظر اليت‬ ‫حيت طيار باشا يف السنة ‪.»1846‬‬ ‫رّ‬ ‫بينما يذكر هنري اليارد‪ ،‬وهو مفتش‬ ‫خمصوص مبسألة مجع الضرائب احلكومية‬ ‫يف ذلك الوقت‪ ،‬إذ يقول كشاهد عيان‪:‬‬ ‫يف ذلك الوقت‪ ،‬قام الوالي باهلجوم على‬ ‫االيزديني يف سنجار حبجة عدم دفع‬ ‫الضرائب يف شهر تشرين األول‪/‬سنة ‪1846‬م‪.‬‬ ‫رافق الوالي فوج من املشاة وبعض سرايا‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫تاريخ‬

‫‪31‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫السنة الثالثة‬

‫مجلة دجلة‬

‫يف الشهر السادس من عام‬ ‫‪1838‬م اختبأ(‪ )600‬مقاتل‬ ‫ايزيدي يف جبل(خارزان)‬ ‫وحاربوا الرتك حتى النفس‬ ‫األخري واستشهدوا مجيعاً‪،‬‬ ‫وانتحرت(‪ )50‬امرأة كي ال‬ ‫يتم أسرهن من قبل الرتك‬ ‫وذلك برمي انفسهن من‬ ‫منحدرات اجلبل وغرقن‬ ‫يف املاء‪ ،‬واصيب اآلالف من‬ ‫النساء واألطفال برؤوس‬ ‫البنادق واخلناجر املسمومة‬ ‫غدراً‬

‫اخليالة غري النظاميني وبطارية حاملي‬ ‫البنادق ـ املشاة‪ ،‬اهلدف املعلن للحملة‬ ‫لإلطالع على حالة البلد‪ ،‬والنظر يف طلبات‬ ‫اإلعفاء من الضرائب‪ .‬بعد ستة أيام من مغادرة‬ ‫املوصل عسكرت احلملة حتت القمة الشرقية‬ ‫رحب وفد ميثل كافة القبائل‬ ‫جلبل سنجار‪َ ،‬‬ ‫االيزدية باستثناء مهركان بقدوم الباشا الذي‬ ‫أعلمهم بان تقديرات الضريبة لديهم قد‬ ‫قطعت إىل النصف وحتى ذلك النصف ميكن‬ ‫تأجيل دفعه‪ ،‬صعدت جمموعة استكشافية‬ ‫من ضمنهم اليارد إىل سفح اجلبل لطمأنة‬ ‫رجال قبيلة املهركان‪ ،‬بزعامة عيسى أغا‪،‬‬ ‫الذي كان يتذكر الشرك الذي وقعوا فيه العام‬

‫املاضي‪ ،‬حينما استقبلوا بوابل من الرصاص‬ ‫مما أدى إىل قتل جنديني وهناك احتجزوا‬ ‫يف ميدان عام بواسطة سياج شائك وجتمع‬ ‫حوهلم األهالي املواتية يطلبون منهم ان يعلنوا‬ ‫اإلسالم دينا هلم‪ .‬لكن ملا رفضوا ذلك جرى‬ ‫قتلهم بوحشية بالسهام والرماح وفيها قتل‬ ‫القاضي العسكري العثماني‪.‬‬ ‫األمر الذي ألغى آمال قيام اليارد بتسليم‬ ‫رسالة الشيخ ناصر إىل قروي مهركان‪ ،‬فأمر‬ ‫الباشا جنوده باكتساح القرية اليت كانت‬ ‫مهجورة وغادرها قبل ذلك سكانها األصحاء‬ ‫الذين كانوا قد انسحبوا إىل كهف كبري على‬ ‫حافة حادة يصعب الوصول إليه‪ ،‬قام اجلنود‬

‫بقتل رجل مسن وإمرأة عجوز كانا غري قادرين‬ ‫على الفرار‪ ،‬ثم اظرموا النريان يف البيوت‪،‬‬ ‫الحظ اليارد انه حتى الباشا الطاعن يف السن‬ ‫بشعره األشيب وخطواته املرتحنة يُسارع هنا‬ ‫وهناك بني بقايا اخلرائب اليت تنبعث منها‬ ‫ألسنة النريان والدخان وهو يساعد يف إشعال‬ ‫النريان حلرق املزيد من البيوت أينما وجدت‪،‬‬ ‫إ ّن األمر حيتاج إىل مساعدته ولثالثة أيام‬ ‫متتالية ثبتت القوات العثمانية يف مواضعها‬ ‫غري قادرة على احلراك بسبب النار من بنادق‬ ‫الطرف األخر‪ ،‬رغم القدوة والشجاعة اليت‬ ‫مثلها طيار باشا الذي أدار هجماتهم من‬ ‫صخرة مكشوفة‪ ،‬حيث نشر بربود أعصاب‬ ‫بساطاً وأخذ يدخن غليونه متبادالً أطراف‬ ‫احلديث بينما كان حيتسي القهوة مع اليارد‬ ‫الذي كان متوتر األعصاب حني يسمع ازيز‬ ‫الرصاص وبعضها تعفر وجوههم بالغبار‪ ،‬يف‬ ‫اليوم الرابع استوىل العثمانيون على املوقع‬ ‫االيزدي دون أية مقاومة‪ ،‬ألن املدافعني عنه‬ ‫انسحبوا إىل موقع آخر يف اجلبل‪ ،‬اإلكليل‬ ‫الوحيد الذي غنموه نتيجة املعركة الباهضة‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة الثالثة‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪32‬‬

‫الثمن كان عبارة عن أشكال بغيضة لرجال‬ ‫وملاعز مصنوعة من التني اجملفف منصوبة‬ ‫على أعواد‪ ،‬وقد أرسلها الباشا املختار يف‬ ‫تقدير كنهها إىل اسطنبول‪ ،‬بعد زيارة قصرية‬ ‫إىل بلدة سنجار عا َد اليارد إىل املوصل‪ ،‬فيما‬ ‫واصل باشا تقدمه إىل األمام يف محلته اليت مل‬ ‫تبدأ بداية حسنة‪ ،‬وهو ينهب ويدمر القرى‬ ‫االيزدية والعربية يف طريقه إىل ماردين‪.‬‬ ‫أ ّما امساعيل بك جول فيقول‪:‬‬ ‫إ ّن طيار باشا نزل يف صوالغ وأرسل مبعوثه‬ ‫وامسه(معمكي آدو) إىل رؤساء العشائر يف‬ ‫املنطقة وابلغهم بان يدفعوا أربعة أكياس من‬ ‫الدراهم وسوف نرحل من هنا‪ ،‬لكن أغوات‬ ‫املهركان عيسى أدي وعلي نافخوش رفضا‬ ‫الطلب‪ ،‬وأرسلوا النساء واألطفال إىل املغارات‬ ‫والكهوف يف اجلبل بينما الرجال يف وادي‬ ‫(بري سيين) ودارت املعارك بني الطرفني‬ ‫ولكون االيزديني متحصنني يف أماكنهم فقتل‬ ‫من العسكر ما يقرب من مائتني من جمموع‬ ‫الف جندي من جنود طيار باشا‪ ،‬ثم اعتذر‬ ‫طيار باشا من االيزدية وبدأت اهلدنة ورجع‬ ‫إىل املوصل‪ ،‬وقدر نائب القنصل الربيطاني يف‬ ‫املوصل(رسام) بان(‪ )11‬قرية تركت يف جبل‬ ‫سنجار و (‪ )1500‬رجل قادر على محل‬ ‫السالح‪.‬‬

‫تاريخ‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫أما طيار باشا(‪1846‬ـ ‪1847‬م) الذي تسلم‬ ‫حكم والية املوصل بعد كريدلي باشا‪ ،‬فقد‬ ‫أخذ يتبع سياسة أقل حدة وعنفاً جتاه‬ ‫إيزيدية سنجار‪ ،‬وتزامنت واليته مع وجود‬ ‫هنري اليارد(‪ )A.H.LAYARD‬يف املوصل‪،‬‬ ‫وهذا ما يؤكده األخري يف كتاباته ويذكر أن‬ ‫الوالي بدأ يعد العدة حلملة عسكرية على‬ ‫سنجار هدفها خبالف احلمالت السابقة‪،‬‬ ‫التحقيق يف مسألة الضرائب احلكومية‬ ‫ومجعها‪ ،‬والنظر يف املظامل اليت اتهم بها‬ ‫الوالي السابق‪ ،‬إذ يقول وهو شاهد عيان هلذه‬ ‫األحداث‪(:‬ذهب طيار باشا إىل سنجار بقصد‬ ‫أن يقوم جبمع الضرائب والتحقيق يف املظامل‬ ‫اليت ارتكبها الوالي الذي كان قبله حبقهم‪،‬‬ ‫ودعا زعماء االيزدية ملقابلته يف مهركان‬ ‫أكرب القرى االيزدية يف سنجار‪ ،‬لكنهم أبوا‬ ‫أن يقابلوا الوالي ألنهم كانوا خيشون سوء‬ ‫املعاملة‪ ،‬وهم ال يثقون بالوعود وال سيما أنهم‬ ‫قد قاسوا من قبل على يد الوالي كريدلي باشا‬ ‫أشد أنواع العذاب والقسوة)‪.‬‬ ‫مثلت سنوات منتصف القرن التاسع عشر‬ ‫ذروة النفوذ الربيطاني يف اإلمرباطورية‬ ‫العثمانية فلسنوات عديدة(من‪1841‬ـ ‪1858‬م)‬ ‫يف بسرتاتفورد كتنك دعمت بريطانيا ممثلة‬ ‫وبشدة وزراء السلطان يف وجه التوسع الروسي‬

‫وحشدتهم مع بعض النجاح لتحسني إدارة‬ ‫الدولة‪ ،‬وانتهاج سياسة التسامح مع األقليات‬ ‫غري اإلسالمية‪.‬‬ ‫ونصه‬ ‫مرسوم‬ ‫صدر‬ ‫‪1849‬م‬ ‫منتصف سنة‬ ‫ّ‬ ‫حمفوظ يف األرشيفني العثماني والربيطاني‪،‬‬ ‫طبقاً لاليارد‪ :‬منح االيزديون احلرية اليت‬ ‫طاملا نشدوها‪ ،‬إذ أعفوا من كل األعباء الثقيلة‬ ‫غري القانونية‪ ،‬ومنع بيع أطفاهلم كعبيد‪،‬‬ ‫وهو يؤمن هلم كامل احلق يف ممارسة طقوس‬ ‫وشعائر ديانتهم‪ ،‬ويوضعون على قدم املساواة‬ ‫مع الطوائف األخرى يف اإلمرباطورية‪ ،‬كما‬ ‫وعدوا مبا هو مطلوب لتحريرهم من أحكام‬ ‫اخلدمة العسكرية اليت تتعارض مع األلتزام‬ ‫الشديد بواجباتهم الدينية‪.‬‬ ‫استقر الوضع القانوني لأليزديني يف سنة‬ ‫‪1849‬م‪ ،‬لكنهم واجهوا عقبة متثلت يف‬ ‫حتملهم مسوؤلية اداء باخلدمة العسكرية‬ ‫اإلجبارية اليت كان املسيحيون مستثنني‬ ‫منها (ويف احلقيقة مل يكونوا أهال هلا) منذ‬ ‫أيام اخللفاء‪ ،‬ويف رسالة شكر يف شهر تشرين‬ ‫األول من هذه السنة‪ ،‬موجهة إىل الباب‬ ‫العالي من قبل حسني بك‪ ،‬أكد فيها الشيخ‬ ‫ناصر ومثانية وعشرون زعيماً ايزدياً والءهم‬ ‫وإخالصهم للسلطان واستعدادهم خلدمته‪،‬‬ ‫مثلما كان أجدادهم يف جيش مراد الرابع‪.‬‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫آثار‬

‫‪33‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫السنة الثالثة‬

‫مجلة دجلة‬

‫أكبر مدينة عمالقة تحت األرض في العالم!‬

‫آ‪ :‬خاتوون حسن‬ ‫مدينة امسها«ديرينكويو ـ ‪»DERINKUYU‬‬ ‫واليت بنيت حتت االرض بعمق ‪ 20‬طابق بنيت‬ ‫بايادي كوردية زرادشتية‪ ،‬هي مدينة اثرية‬ ‫عمالقة حتت االرض تتسع ألكثر من ‪ 30‬الف‬ ‫شخص‪.‬‬ ‫تلك املدينة واحدة من املواقع األثرية العمالقة يف‬ ‫العامل هى بال شك من عجائب الزمن و الدنيا‪،‬‬ ‫ال يضاهيها يف غرابتها وتعقيدها سوى األهرامات‬ ‫يف مصر‪ ،‬تقع هذه املدينة يف مشال كوردستان‬ ‫يف مقاطعة ديرنكويو وهي مدينة اثرية عمالقة‬ ‫تقع بالكامل حتت سطح األرض ما عدا بعض‬ ‫األجزاء الظاهرة يطلق عليها مدينة ديرينكويو‬ ‫‪DERINKUYU‬‬

‫‪UNDERGROUND‬‬ ‫‪ CITY‬مت إكتشافها و العثور‬

‫عليها بالصدفة‬ ‫عام ‪ 1963‬أثناء القيام ببعض أعمال التجديد و‬ ‫اإلحالل يف هذه املنطقة‪.‬‬ ‫والتصميم الداخلي للمدينة مدهش حيث تستوعب‬ ‫املدينة قرابة اكثرمن ‪ 30‬آالف شخص وحتتوي‬ ‫على ممرات سرية بثالث فتحات رئيسية ميكن‬ ‫غلقها عن طريق وضع الصخور على األبواب‪.‬‬ ‫وقد كانت املدينة حتتوي على أنفاق يبلغ طوهلا‬ ‫‪ 8‬كيلومرتات واليت تقود إىل مدينة أخرى حتت‬ ‫األرض(مدينة كابادوسيا)‪.‬‬ ‫فهي بال شك من عجائب الدنيا‪ ،‬وواحدة من‬ ‫أعظم املواقع األثرية يف العامل‪ ،‬كيف ال وهي اليت‬ ‫شبهها العديد من علماء اآلثار بأنها مدينة غاية‬ ‫يف التعقيد يضاهي تعقيدها وإتقانها تعقيد وإتقان‬

‫األهرامات الفرعونية‪.‬‬ ‫تتكون جغرافيا منطقة ديرينكويو من صخور‬ ‫بركانية لينة ذات صالبة متوسطة‪ ،‬لعل هذا من‬ ‫أهم األسباب اليت شجعت من بنى هذه املدينة‬ ‫الغريبة حتت األرض على إختيار هذا املكان‬ ‫بالتحديد حلفر وبناء هذه املدينة‪.‬‬ ‫وقد شكلت عوامل التعرية(الرياح واملياة) أشكاال‬ ‫غريبة يف صخورها ومعاملها التضاريسية على‬ ‫السطح كما تشاهد يف الصور املرفقه ‪ ...‬تتكون‬ ‫هذه املدينة األثرية العمالقة من ‪ 11‬طابقا حتت‬ ‫األرض وهو عمق يصل إىل ‪ 85‬مرتا‪ ،‬وهي كبرية‬ ‫جدا لدرجة أنها تتسع ملا بني ‪ 35‬إىل ‪ 50‬ألف‬ ‫األشخاص‪ ،‬ليس هذا فقط‪ ،‬فتحتوي هذه املدينة‬ ‫العجيبة على كل ما يلزم من وسائل الراحة من‬ ‫معاصر للزيتون والنبيذ وإسطبالت وأقبية وغرف‬ ‫للتخزين وحجرات للطعام ومصليات‪ ،‬واملميز هنا‬ ‫هو وجود معبد واسع املساحة يف الدور الثاني من‬ ‫املدينة األرضية‪ .‬ولتأمني التهوية الالزمة للحياة‬ ‫ميتد عمود تهوية يبلغ طوله ما يقارب ال ‪55‬‬ ‫مرتا‪.‬‬ ‫والذي يستخدم أيضا كبئر للماء لتزويد كل من‬ ‫القرية الواقعة على سطح األرض وأيضا املدينة‬ ‫الواقعة حتت سطح األرض باملياه! باإلضافة إىل‬ ‫ما يزيد عن ‪ 15‬ألف فتحة تهوية صغرية موزعة‬ ‫يف أحناء املدينة فتحت مدينة ديرينكويو حتت‬ ‫األرض للسياح يف عام ‪ ،1969‬أي بعد ‪ 6‬سنوات‬ ‫من إكتشافها‪.‬‬ ‫يتم الدخول إىل هذه املدينة املعقدة عرب عدة‬ ‫بوابات حجرية ثقيلة(تبلغ أطواهلا من ‪ 1‬إىل‬

‫‪ 1.5‬مرت وعرض كل منها من ‪ 30‬إىل ‪ 50‬سم‬ ‫وأوزانها من ‪ 200‬إىل ‪ 500‬كلج) وكل هذه‬ ‫البوابات تغلق من الداخل فقط وليس من اخلارج‬ ‫يف طريقة ميكانيكية مبتكرة جتعل من فتحها‬ ‫وإقفاهلا مهمة سهلة وممكنه لشخص واحد فقط‬ ‫وهي بواسطة داعمة خشبية يف الثقب املتوضع‬ ‫على وسط البوابة‪.‬‬ ‫هذه املدينة الغريبة‪ ،‬منذ متى؟ ومن بناها ؟ تشري‬ ‫كل من تكهنات املؤرخني والدراسات التارخيية‬ ‫اليت أجريت على املكان على أن هذه املدينة‬ ‫حتت األرض بنيت على مراحل وأختري هذا‬ ‫املكان بالذات بسبب طبيعة الصخور الربكانية‬ ‫اللينة اليت تتكون منها الطبقات األرضية من‬ ‫ما جيعل من مهمة احلفر مهمة أقل صعوبة من‬ ‫أماكن أخرى‪.‬‬ ‫و كانت تستخدم املدينة كمستوطنة للالجئني‬ ‫حيث أن هناك إشارة وذكر يف املراجع‬ ‫ال(زراداشتية) يف اجلزء الثاني من كتاب‬ ‫(األفيستا‪( )VENDIDAD‬وهو أحد أهم‬ ‫املراجع للزراداشتية) ملستوطنة الجئني حتت‬ ‫األرض بنيت يف عهد اإلمرباطور مجشيد‪.‬‬ ‫لذا يعتقد الكثري من املؤرخني أن هذه املدينة‬ ‫وسعت وتضخمت يف أثناء احلكم الكوردي‬ ‫للمنطقة‪ ،‬حيث أن بعض القطع األثرية املكتشفة‬ ‫يف املكان تعود للفرتة البيزنطية املتوسطة واليت‬ ‫يعود تارخيها ملا بني القرنني اخلامس والعاشر‬ ‫قبل امليالد‪ .‬حيث قد جيمع العلماء أن هذه‬ ‫املستوطنة كانت ملجئ إليواء اهلاربني‪.‬‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة الثالثة‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪34‬‬

‫ثقافة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫قصة و غناء‬

‫أسكي محما‬ ‫و‬

‫خانا حاجي أومرا‬

‫خيري شنكالي‬

‫أسكي حمما ابن طاهر باشا‪ ،‬الذي كان باشا‬ ‫سهل سروج‪ ،‬كان األبن الوحيد لوالديه ومن‬ ‫اغنياء املنطقة ويرافق خنبة من األصدقاء‬ ‫وكان مرتفا ويصرف أمواله على اصدقائه‬ ‫ويعيش كامللوك‪ ،‬مل يسمع باملوت نهائيا‪.‬‬ ‫ففي أحد األيام قال له والده طاهر باشا‬ ‫السروجي‪ ،‬هذه الدنيا حباجة إىل العمل‬ ‫والكفاح من أجل العيش جيب أن جتد لك‬ ‫عمال لكي ال ينفذ أموالنا‪ ،‬فأبدى أسكي‬ ‫حمما استعداده ألي عمل يناسبه‪ ،‬فأمر‬ ‫والده حبراثة األراضي لغرض زراعته‪.‬‬ ‫ويف الصباح أخذ ثورين واحملراث وبدأ‬ ‫حبراثة األرض القريب عن القرية‪ ،‬الحظ‬ ‫نعشا على أكتاف أهل القرية ويبكون خلفه‪،‬‬ ‫استفسر من أحد كبار السن عنما جيري‪.‬‬ ‫فقال له‪ ،‬هذا الشخص مات وسنذهب به‬ ‫إىل املقرب لدفنه‪ ،‬استغرب وقال ماهو املوت؟‬

‫أجابه الشيخ كلنا منوت وسيتم دفننا حتت‬ ‫الرتاب‪.‬‬ ‫ترك احلراثة وأقسم أن اليعمل طول حياته‬ ‫وقرر أن جيد عمال جتاريا ويتجول يف‬ ‫البلدان حلني املوت‪.‬‬ ‫أحضر له والده األموال وخيمة وأصدقاءه‬ ‫وغلمانه وعمل يف التجارة وأينما جيد حفلة‬ ‫يتوقف وينصب خيمته ويقضي وقته يف‬ ‫الرقص والرتفيه وهكذا‪.‬‬ ‫عندما كان مير يف مدينة عنتاب صادفه‬ ‫فتاة فائقة اجلمال(قامتها كاخليزران‪ /‬كامنا‬ ‫رمست حواجبها بريشة فنان‪ /‬ذات أنف‬ ‫رفيع‪ /‬عيونها كنجمة الصباح‪ /‬جبهتها‬ ‫كالقمر‪ /‬ذقنها كالبيضة‪ /‬شفايفها رقيقة‬ ‫كالورق‪ /‬لسانها كالقلم ‪ /‬سنانها كرز‬

‫قرجداغ) عشقها بسبع قلوب‪.‬‬ ‫توجهت الفتاة حنو دكان صياغة الذهب‬ ‫فاتبعها أسكي حمما ونزل من جواده أمام‬ ‫الدكان وسلم على الصائغ والفتاة معا‪.‬‬ ‫تابع حديث الفتاة تقول للصائغ حمبسي‬ ‫كبري أريد أن تقوم بتصغريها‪ ،‬ومن ثم قال‬ ‫أسكي حمما للصائع بعكس ما قالت الفتاة‬ ‫‪ ،‬حيث قال حمبسي صغري أريد تكبريه‬ ‫قليال ‪ ...‬فكر الصائع قليال ومن ثم قال هلما‬ ‫لدي اقرتاح ‪ ...‬ملاذا التتبادالن احملابس‬ ‫بينكما والحاجة التالعب بهم‪.‬‬ ‫وافق األثنان فورا وتبادال احملابس أضافة‬ ‫إىل تبادل الكفيات(رقعة من القماش) كان‬ ‫يستعملها العشاق من اجلنسني‪ ،‬وركب‬ ‫أسكي حمما جواده املسماة(بوزا ديل ب‬ ‫حنه) وألتحق بالقافلة‪.‬‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫ندمت الفتاة ووضعت أيديها على خاصرتها‬ ‫وقالت لنفسها يا للحظ العاثر وعمت عيوني‬ ‫كيف أبادل حمبسي مع شخص ال أعرفه‬ ‫وال أعرف أصله ونسبه‪ ،‬أخشى أن يكون‬ ‫من العامة وعديم األصل‪.‬‬ ‫فكر أسكي حمما أيضا وقال يا للحظ العاثر‬ ‫‪ ...‬مل اسأهلا من هي وما امسها؟ اخشى ان‬ ‫تكون أبنة راعي البقر وأنا ابن طاهر باشا‪،‬‬ ‫باشا سهل سروج‪.‬‬ ‫نظر إىل احملبس جيدا شاهد امسها مكتوب‬ ‫عليه(خانا حاجي اومرا يف مدينة عنتاب‬ ‫) فتنفس الصعداء وشكر اهلل وقال انها من‬ ‫عائلة معروفة‪.‬‬ ‫خانا حاجي اومرا ركزت على احملبس‬ ‫شاهدت امسه مكتوب(أسكي حمما ابن‬ ‫طاهر باشا‪ ،‬باشا سهل سروج) فقالت‬

‫ثقافة‬

‫‪35‬‬

‫احلمداهلل أنه أبن األغوات لست نادمة‪.‬‬ ‫بعد عودتها تعمقت يف التفكري ودخلت‬ ‫فراش املرض وامتنعت عن تناول الطعام‬ ‫والشراب وصارعت املوت فهدئها والديها‬ ‫وسألوها عن سبب مرضها‪.‬‬ ‫فقالت أنا عاشقة وأريد منكما أن حتضرا‬ ‫لي قطيع من املاشية وجتهيزي مبالبس‬ ‫العرس ‪ ...‬فقالوا هلا الجيوز ذلك أنك‬ ‫األبنة العزيزة اليت تربت كاألمرية ولكن‬ ‫بدون فائدة‪ .‬فأجابتهم انا مصابه بالعشق‬ ‫اتركوني حبالي‪ .‬فأصبحت راعية املواشي‬ ‫ومحلت مالبس عرسها يف جنتة(جوهارك)‪.‬‬ ‫بقيت راعية ملدة سبع سنوات ترعى املواشي‬ ‫على حافة طريق حلب لعل أن يصادفها‬ ‫أسكي حمما بقافلته‪ ،‬وكانت كل صباح‬ ‫تدعو ربها أن تلتقي حببيبها من طرف‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫السنة الثالثة‬

‫مجلة دجلة‬

‫واحد أو متوت وختلص من هذا العذاب‪.‬‬ ‫ويف صباح أحد األيام شاهدت قافلة قادمة‬ ‫من حلب وقد اقرتب بغل حممل عليها‬ ‫فسألت أحد الغلمان ملن هذه القافلة؟‬ ‫فقال أنها قافلة التاجر أسكي حمما ابن‬ ‫باشا سروج ‪...‬‬ ‫اوه احلمد هلل‪...‬‬ ‫أسرعت خانا حاجي أومرا وأخرجت‬ ‫جتهيزاتها وأرتديت ثياب العرس‬ ‫واجملوهرات وكحلت عيونها وعطرت بأربع‬ ‫وعشرين عطرا ووقفت أمام القافلة‪ ،‬بينما‬ ‫أسكي حمما كان مرتديا مالبس األغوات‬ ‫وبيده سبحة كهرمانية وقد نسي خانا‬ ‫حاجي أومرا فعربها ومل يسلم عليها وبدء‬ ‫احلوار بينهما وعاتبته خاني يف غنائها‪...‬‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة الثالثة‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪36‬‬

‫فكرة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫الكونفدرالية الديمقراطية هي تنظيم الوطنية الالدولتية‬

‫علي فرات‬

‫التالئم مع الطبيعةال حيمل مغزى اجتماعي‬ ‫أو اقتصادي فحسب‪ ،‬بل هي عالقة تبادلية‬ ‫يف األصل‪ ،‬فالفضول اهلائل ألنسنة الطبيعة‬ ‫من قبل االنسان‪ ،‬أظهرت للعيان مدى قدرته‬ ‫االنتاجية‪ ،‬وبهذا االستيعاب للطبيعة تعرف‬ ‫االنسان على ذاته أكثر‪.‬‬ ‫ولن يتمكن أي نظام اجتماعي مهما كان‬ ‫من محاية قيمة االخالقية‪ ،‬حقيقة وجوده‪،‬‬ ‫مامل ينسجم مع الطبيعة‪ ،‬وهلذا السبب‬ ‫يتم جتاوز النظم االجتماعية اليت تتناقض‬ ‫قيمها االخالقية وحقائق وجودها مع‬ ‫البيئة والطبيعة‪ ،‬وتربز عالقة ديالكتيكية‬ ‫بني الفوضى البيئية اليت مير بها النظام‬ ‫االجتماعي الرأمسالي‪ ،‬والكوارث الطبيعة‬ ‫اليت يواجهها‪.‬‬ ‫وباإلمكان اخلروج من هذا النظام بتجاوز‬ ‫التناقضات اجلذرية مع الطبيعة‪ ،‬ومن غري‬ ‫املمكن حل هذه التناقضات مع الطبيعة‬ ‫باحلركات البيئية فقط‪ ،‬فهذه التناقضات‬ ‫أستحوذت على جوانب أكثر تطوراً‪ ،‬ومن‬ ‫جانب آخر جتري عملية حتول أخالقي يف‬ ‫أثناء بناء اجملتمع االيكولوجي‪.‬‬

‫اجملتمعية يف جوهرها ظاهرة أيكولوجية‪:‬‬ ‫من الواقعية أن نعود إىل بدايات احلضارة‪،‬‬ ‫للبحث يف أزمة النظام اجملتمعي‪ ،‬وعمق‬ ‫األيكولوجية‪ ،‬فكلما أغرتبت العناصر‬ ‫املتحكمة باجملتمع عن األنسان‪ ،‬أغرتبت‬ ‫عن الطبيعة‪ ،‬فهما ظاهرتان متداخلتان‪،‬‬ ‫واجملتمع يف جوهره ظاهرة أيكولوجية‪،‬‬ ‫وما اجلهود اهلائلة اليت بذلتها حركة‬ ‫النهضة«‪»RONASAS‬إال من أجل إعادة‬ ‫بناء الذهنية اليت أنقطعت عن الطبيعة‪.‬‬ ‫تكون االيكولوجية علماً يف نظام اجملتمع‬ ‫الدميقراطي األيكولوجي‪ ،‬والدور الذي يلعبه‬ ‫العلم والتقنية سيكون دوراَ أيكولوجياً‪.‬‬ ‫أما اإلنسان فهو يف جوهره جزء من الطبيعة‬ ‫األكثر تطور‪ ،‬والفلسفة تعرف االنسان‬ ‫بالطبيعة اليت أدركت ذاتها‪ ،‬فإستيعاب‬ ‫الطبيعة هو طموح ال ميكننا االستغناء عنه‪ ،‬إن * باإلمكان جتاوز الرأمسالية الالخالقية‬

‫بتقرب أيكولوجي‬ ‫تستوجب العالقة الوجدانية ـ األخالقية‪،‬‬ ‫روحاً مفعمة باحملبة ومتتلك احلساسية‪،‬‬ ‫وتكون ذو قيمة أعلى إن تكاثفت مع‬ ‫االيكولوجيا‪.‬‬ ‫واأليكولوجينا تعين الصداقة مع الطبيعة‪،‬‬ ‫واإلميان بدين الطبيعة‪ ،‬وبهذا املعنى هو‬ ‫الفكر املتنور مع اجملتمع العضوي الطبيعي‪،‬‬ ‫وجمتمع يفتقر إىل الوعي األيكولوجي‪ ،‬ال يكمنه‬ ‫التخلص من االحنالل واالحنطاط‪ ،‬فالوعي‬ ‫األيكولوجي يف أساسه وعي أيدولوجي‪ ،‬وهو‬ ‫مبثابة جسر بني حدي األخالق والفلسفة‪،‬‬ ‫وميكن جتاوز أزمة العصر والوصول بها إىل‬ ‫نظام اجتماعي صحيح بإتباع‪ ،‬سياسة تتمتع‬ ‫مبزايا أيكولوجية‪.‬‬ ‫وملفهوم السلطة األبوية ـ الدولتية دور بارز يف‬ ‫عدم حل مشكلة احلرية لدى املرأة‪ ،‬وكذلك‬ ‫املشاكل األيكولوجية‪ ،‬والقضايا العالقة‬ ‫األخرى املليئة باألخطاء احلياتية‪ ،‬ومن‬ ‫ناحية أخرى كلما تطورت احلركة الفامينية‬ ‫وااليكولوجية فقد النظام األبوي الدوليت‬ ‫توازنه‪.‬‬ ‫حتقيق النجاح يف الكفاح من أجل الدميقراطية‬ ‫واالشرتاكية احلقيقية‪ ،‬مرتبط بأستهدافها‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫فكرة‬

‫‪37‬‬

‫حلرية املرأة‪ ،‬وخالص املرأة‪ ،‬وخالص البيئة‪ .‬فلتكن‪.‬‬ ‫متحورت الشعارات األساسية للشعوب‬ ‫حول الوطن ـ الوطنية احلرة واألشرتاكية * ال تهدف إىل الدولة‬ ‫اليت تتحقق مع املمارسة األوسع نطاقاً ما إقرتحته ال يهدف إىل الدولة‪ ،‬فالوطنية‬ ‫للدميقراطية‪ ،‬مبعنى ترسيخ مفهوم»املساواة الدميقراطية ختتلف من الوطنية الدولتية‪،‬‬ ‫بني الالمتساويني ـ الالحقوقي‪ ،‬إىل جانب وهلذا ذكرت أنه من الواجب القيام مبناقشة‬ ‫تعداد حرية االعتقادات الدينية وترسيخ سليمة للنظرية واملصطلح واملؤسسات‬ ‫الكونفدرالية تعين الوطنية الدميقراطية‪،‬‬ ‫مؤامترات دميقراطية ال ترتبط بالدولة‪.‬‬ ‫ولنا أن نرتب مشكلية التنظيم الدميقراطي‪ ،‬والوطنية الدميقراطية تعين دميقراطية الشعب‬ ‫بأن منثل باملؤمتر األعلى‪ ،‬تنظيم القاعدة فهو نوع من التنظيم الرخو‪ ،‬وال حيمل يف‬ ‫يكون مبشاعات«‪ »KOMUN‬حملية‪ ،‬طياته أي توجه حنو الدولة‪ ،‬ويعرب عن‬ ‫ومنظمات اجملتمع املدني‪ ،‬ومنظمات حقوق نظرتنا إىل االشرتاكية واملساواة واحلرية يف‬ ‫اإلنسان‪ ،‬والبلديات تأتي يف املقدمة‪ ،‬بينما ذات الوقت‪ ،‬وبإمكان الشرق األوسط التوجه‬ ‫املؤمترات الشعبية ليست بديلة للدولة حنو الكونفدرالية الدميقراطية‪ ،‬كما هو حال‬ ‫والتابعة للدولة‪ ،‬والميكن النظر إليها على أوربا اليوم‪ ،‬والشرق األوسط بتارخيية مالئم‬ ‫هذه الشاكلة فموديل املؤمترات الشعبية ميثل للكونفدرالية‪ ،‬وال أدعي بأننا سوف نبهي‬ ‫وسيلة وقائية له مغزى حياتي يف البلدان اليت هذا األمر مباشرة اليوم أو غداً‪ ،‬ولكن هذه هي‬ ‫وجهة العصر‪.‬‬ ‫تواجه مشاكل ثقيلة الوطأة‪.‬‬ ‫أحرقت األيديولوجية القومية أوروبا لثالث‬ ‫* امليول احلالية ألوروبا تتجه صوب قرون ولفت بنريانها الشرق األوسط ملئة‬ ‫عام‪ ،‬فلم جيد الشرق األوسط نفسه إال وهو‬ ‫الكونفدرالية الدميقراطية‬ ‫تناحرت النزعة القومية واملذهبية ملدة أربعة يف مستنقع من القومية اليهودية الصهيونية‪،‬‬ ‫قرون يف أوربا وذلك مع مرحلة فاست فاليا والنزعة القومية للبعث العربي‪ ،‬وقومية‬ ‫‪ 1649‬ومرحلة ‪ ،1851‬ومن ثم احلرب األحتاد والرتقي الرتكية‪ ،‬حتدث اجاويد‬ ‫العاملية األوىل والثانية‪ ،‬ولقي مئات األالف يف أحدى املراحل عن مشروع لفيدرالية بني‬ ‫مصرعهم يف هذه احلرب‪ ،‬واليت مهدت تركيا وأذربيجان«قربص»‪.‬‬ ‫السبيل هلكذا نتائج كانت النزعة القومية إىل موديل احلل الكونفدرالية الدميقراطي الذي‬ ‫جانب األديان واملذاهب اليت أصبحت مصدراً أتبناه ال يعطي اجملال للعنف واالنقسامات‬ ‫للحرب‪ ،‬ولكن يتم األن ختطي تلك املراحل‪ .‬أنه طراز يعتمد على الطواعية وهذه هي‬ ‫يذكر أردوغان وهو يقصدنا بقوله هذا‪ ،‬أني طريقة احلل والتوجيهات اليت اتبناه‪،‬‬ ‫ال أقبل النزعة القومية اليت تعتمد على الدين عكسياً لن يكون إال توجه حيمل يف أحشائه‬ ‫واألثنية واالقليمية‪ ،‬ومقولته هذه تعطين حق النزعة القومية‪ ،‬كما هو معلوم فالنزعة القومية‬ ‫الرد عليه» إن الذي يستثمر النزعة القومية تفضي بالشعوب صوب التناحرات‪ ،‬ومتتص‬ ‫الدينية وتأثرياتها هو ‪ AKP‬ولعناصر ‪ AKP‬كافة قواها‪.‬‬ ‫تواجد يف البنى النزعة القومية الكردية‬ ‫والرتكية‪ ،‬كما يوجد يف داخله طاقم من * التنظيم الوطين الدميقراطي ـ الالدوليت‬ ‫الشيوخ واألغاوات‪ ،‬فهو مذنب ويتهم األخرين ذكرت يف ما مضى أن الكونفدرالية الدميقراطية‬ ‫بذنوبه‪ ،‬وأؤكد بوضوح تام لـ ‪ ،AKP‬بأن متثل احلل املناسب لشعوب الشرق أوسطية‬ ‫تركيا حتتضن الكثريين من الذين أصيبوا بداء والعامل كافة‪ ،‬الكونفدرالية الدميقراطية تعين‬ ‫التعصب القومي واالثنية والقومية الدينية‪ ،‬يف تنظيم األمة بدون دولة‪ ،‬والكونفدرالية هي‬ ‫راهننا تضلع الربجوازية بدور قيادية أوربا تنظيم األقليات والثقافة واالديان وحتى تنظيم‬ ‫حنو الكونفدرالية الدميقراطية‪ ،‬فأنا أستخدم اجلنس إىل جانب التنظيمات األخرى‪ ،‬وهذا‬ ‫مصطلح الكونفدرالية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬ما أصفه بتنظيم الوطين الدميقراطي‪ ،‬حبيث‬ ‫وبدون اعتماد على الدولة والنزعة القومية‪ ،‬تكون لكل قرية مشاعية دميقراطية‪ .‬التاريخ‬ ‫وال تتخذ من احلدود السياسية أساساً‪ ،‬فهي ملؤه العديد من االمثلة‪ ،‬كدميقراطية أثينا‪،‬‬ ‫تشمل أي ديانة أو ثقافة سياسية كانت والسومرين الذين أمتلكوا تنظيم مشابه‪ ،‬وقد‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫السنة الثالثة‬

‫مجلة دجلة‬

‫يتبوأ الشعب امكانة‬ ‫دميقراطية‪ ،‬ضمن تنظيمات‪،‬‬ ‫كأحتادات النسائية‪ ،‬احتادات‬ ‫البلديات‪ ،‬أحتادات األحياء‪،‬‬ ‫احتاد العمال الدميقراطيني‪،‬‬ ‫احتاد الشباب‪ ،‬احتاد الطلبة‪،‬‬ ‫وأني أحدد هذه املصطلحات‪،‬‬ ‫والالتفهم خاطئة مثال تورك‬ ‫إيش وديسك هي منظمات‬ ‫كونفدرالية‪ ،‬أنا ال أحتدث عن‬ ‫أمر خارج عن احلقوق‪ ،‬والعن‬ ‫دولة خارجة من الدولة‪ ،‬ولكن‬ ‫أعطي هذه املصطلحات معاني‬ ‫جديدة‬ ‫ذكرت ذلك بشكل مفصل يف مرافعيت‪ ،‬ويف‬ ‫يومنا الراهن تبين أوروبا كونفدراليتها‪،‬‬ ‫والكونفدرالية الكردية تناسب الشرق األوسط‪،‬‬ ‫واالسرائليني والفلسطينيني ميكنهم تأسيس‬ ‫الكونفدرالية وباإلمكان اإلثنان والعشرون دولة‬ ‫عربية تأسيس كونفدرالية أما األتراك‬ ‫مبقدورهم بناء كونفدرالية دميقراطية‪ ،‬فمن‬ ‫غري املتستطاع مجع جممل األمة الرتكية‬ ‫حتت راية دولة واحدة‪ ،‬فلكل واحدة منهم‬ ‫دولة قومية واألنسب هلم تكوين كونفدرالية‬ ‫دميقراطية‪.‬‬ ‫* متتلك املنطقة أرضية قومية لتأسيس‬ ‫الكونفدرالية الدميقراطية‬ ‫الطريق املناسبة والسليمة إىل االشرتاكية‪،‬‬ ‫ممكنة مبجتمع ملؤه املساواة‪ ،‬وتسمو فيها‬ ‫عالقات األخوة والصداقة‪ ،‬وتعتمد على تربية‬ ‫خالقة للحياة‪ ،‬وال تعرف احلروب‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة الثالثة‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪38‬‬

‫وملفهوم السلطة األبوية ـ‬ ‫الدولتية دور بارز يف عدم حل‬ ‫مشكلة احلرية لدى املرأة‪،‬‬ ‫وكذلك املشاكل األيكولوجية‪،‬‬ ‫والقضايا العالقة األخرى‬ ‫املليئة باألخطاء احلياتية‪،‬‬ ‫ومن ناحية أخرى كلما‬ ‫تطورت احلركة الفامينية‬ ‫وااليكولوجية فقد النظام‬ ‫األبوي الدوليت توازنه‬

‫وتتبؤ األخالق مكانة احلقوق فيها‪ .‬دامت‬ ‫حياة الشعوب الشرق األوسطية‪،‬وعلى مدى‬ ‫تارخيها الطويل‪ ،‬أعتماداً على النظم األثنية‬ ‫واليت حتمل يف طياتها املساواة وقيم اجملتمع‬ ‫املشاعي‪ ،‬وإن مت دمج هذه القيم التارخيية مع‬ ‫االمكانيات العلمية التقنية اهلائلة يف عصرنا‪،‬‬ ‫حينها ستتطور دميقراطية هلا طابع أيكولوجي‬ ‫والتحرر اجلنسوي‪ ،‬ولن يكون هذا التطور إال‬ ‫تعبرياً عن األصالة والروعة‪.‬‬ ‫للمنطقة صفات فيدرالية تارخيياً‪ ،‬وال تتحمل‬ ‫وجود العشرات من الدول القومية واملوجودة‬ ‫منها ال تأتي حبلول جمدية‪ ،‬وأما املذاهب‬ ‫والبنى األثنية والطرائق واجلماعات األخرى‬ ‫املختلفة تعمل لربط الدولة بعجلة يسريونها‬ ‫هم‪ ،‬ومن ثم ينفذون على بعضهم البعض‪.‬‬ ‫توجد العديد من األسباب التارخيية‬ ‫واالجتماعية اليت تعطي اجملال ألرضية‬ ‫قوية لبناء الكونفدرالية الدميقراطية‪ ،‬وبقوة‬ ‫العملية الدميقراطية للشعب ميكننا التخلص‬ ‫من األنظمة الالدميقراطية«االتوقراطيةـ‬

‫فكرة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫والطريقة النقشبندية بتطور‪ ،‬أما الكارثة‬ ‫الثيوقراطية»‪.‬‬ ‫والطراز التنظيمي للحل الكونفدرالي فتكون بإحتاد هذين االجتاهني‪ ،‬فأعداء‬ ‫الدميقراطي هو األنسب للتوافق مع املوزاييك اخلارجيون لألتراك كثر سيلجؤون إىل النزعة‬ ‫الثقايف للشرق االوسط‪ ،‬والتداخل اللغوي القومية الكردية لتحقيق مآربهم‪.‬‬ ‫والديين املوجود فيه‪.‬‬ ‫خيلق احلل الكونفدرالي الدميقراطي نظام * الكونفدرالية الدميقراطية الكردستانية‬ ‫من العالقات االرتباطية بني أجزاء كردستان بديلة ملشروع الشرق االوسط الكبري‬ ‫واالكراد يف خارج الوطن‪ ،‬ومن جانب أخر االمريكي‬ ‫يهيء أرضية قوية لوحدة شعوب املنطقة على إني أدرك مغزى املشروع الشرق االوسط‬ ‫أساس املصاحل املشرتكة املتبادلة‪ .‬وهكذا تصبح الكبريي ألمريكا‪ ،‬واملشروع ال ميثل سوى‬ ‫كردستان كونفدرالية دميقراطية مبثابة مفتاح محلة إلنقاذ الرأمسالية من األزمة اخلانقة‬ ‫اليت متر بها‪.‬‬ ‫الدميقراطية الكونفدرالية للشرق االوسط‪.‬‬ ‫والسؤوال الذي يطرح نفسه ماهي ردة‬ ‫فعل الشعوب ملواجهة املشروع االمريكي‬ ‫* الدميقراطية الكردية بدون دماء‬ ‫فهذا يناسب االكراد‪ ،‬يستطيع الكرد ومعها القومية البدائية؟ وأجابيت على هذا‬ ‫بناء الكونفدرالية الدميقراطية بني أجزاء السؤوال هو املشروع الذي أقرتحته لألكراد‬ ‫كردستان دون املساس باحلدود السياسية‪ ،‬والكونفدرالية الدميقراطية الكردستانية‪ ،‬وهذا‬ ‫وعدم النظر إليها كعائق جيب هدمه‪ ،‬بل مشروع االساسي‪ ،‬وعلى االكراد االعتماد على‬ ‫جسراً لتطوير الكونفدرالية الدميقراطية‪ ،‬هذا املشروع وجعله اساساً‪ ،‬مقابل املشروع‬ ‫فهذا ال يضر بأحد‪ ،‬وميكن من خالله األمريكي للفيدرالية الكردية‪ .‬أنا ال أقرتح‬ ‫للكرد تأمني عالقاتهم السياسية واالجتماعية دولة وطنية‪ ،‬وما أقرتحه ال حيمل يف طياته‬ ‫والثقافية‪،‬وهكذا يستطيع الكرد العبور من دولة فيدرالية مركزية‪ ،‬وال هو اجتاه للتحول‬ ‫مرحلة دموية‪ ،‬وبذلك تتطور الدميقراطية إىل دولة ما‪ ،‬وهذا أقرتاحي لكافة أجزاء‬ ‫بدون دماء‪ ،‬ويف حال العكس وإن مل يتم كردستان‪ ،‬بينما ميثل مؤمتر الشعب النواة‬ ‫العمل بهذا املنطلق‪ ،‬فسنرى أمامنا حباراً من الطليعية هلذا املشروع‪.‬‬ ‫الدماء‪ ،‬والتوجه صوب مرحلة مشابهة للصراع‬ ‫الفلسطيين االسرائيلي الدموي‪ ،‬وطراز احلل * بقدر أهمية التعددية التنظيمية‪،‬‬ ‫الذي أقرتحه ميثل عائق للمتناحرين حول فالدميقراطية داخل التنظيم مهمة على‬ ‫الدول الكردية القومية‪ ،‬بشرط أن تفتح الدول األقل حسب املعاير العامة للدميقراطية‪،‬‬ ‫الوطنية أبوابها للدميقراطية‪ ،‬وان ال يتدخلوا اليت ال أستغناء عنها‬ ‫يف شؤون التحول الدميقراطي لألمة الكردية امليزة التنظيمة اليت ال يستغنى عنها ملوديل‬ ‫واملساومة معهم‪ ،‬وسيكون هذا مكسباً عظيماً املؤمترات الشعبية العامة‪ ،‬تكمن بقدرتها‬ ‫لرتكيا وإيران وسوريا‪ ،‬وعلى الدولة القومية على حل كافة القضايا األساسية للشعوب‪،‬‬ ‫وما يتم ترسيخ املؤمترات الشعبية‪ ،‬ال ميكننا‬ ‫الكردية أن ال تكون عائقاً هي األخرى‪.‬‬ ‫تذكر تركيا دائماً بأنها دولة دميقراطية‪ ،‬ولو حينها التحدث عن دميقراطية الشعب‪.‬‬ ‫أبدت يقظة دميقراطية إلستطاعت حل كافة ليس للدميقراطيات أن تستغين عن األحزاب‬ ‫مشاكلها‪ ،‬وعكس إن أصرت على مقوالتها كتنظيمات أساسية للسياسية‪ ،‬وأما منظمات‬ ‫القدمية‪« ،‬لن أعطي أية خطوط للوطنية اجملتمع املدني فهي تأتي يف مقدمة التنظيم‬ ‫الدميقراطية‪،‬ولنقوم خبنق وتصفية‪ ،PKK‬يف امليادين االجتماعية‪ ،‬وتأخذ االوقاف‬ ‫سياساعدنا البارزاني والطالباني‪ ،‬وعقدنا واجلمعيات ونقابة احملامني‪ ،‬ومؤسسات‬ ‫أتفاق مع إيران ومع هذا وذاك» حينها حقوق االنسان مواقعها يف امليدان احلقوقني‬ ‫وتتبؤ التعاونيات‪ ،‬دورهم يف امليدان‬ ‫ستكون الكارثة حمققة‪.‬‬ ‫ويف حال تصفية‪ ،PKK‬فحزب اهلل الكردي االقتصادي‪ ،‬إىل جانب العديد من جمموعات‬ ‫املسعور سيظهر على مسرح االحداث ثانية‪ ،‬العمل األخرى واليت تتألف من املواصالت‬ ‫والنزعة القومية الكردية هي اليت ستتحكم العامة‪ ،‬والتجارة‪ ...‬واملالية وحتى اليت‬ ‫باألمور ومعها حتظى الكردية الدينية‪ ،‬تكون ذو نوعية صناعية‪ ،‬واالمر اهلام اآلخر‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫فكرة‬

‫‪39‬‬

‫الذي جيب أن جيد طريقه إىل احلل هي االدارة الفيدرالية الدميقراطية‪.‬‬ ‫مشاكل الشعب اخلاصة باملؤسسات الصحية‬ ‫والرتبوية‪ ،‬وليس باإلمكان االستغناء عن * الكونفدرالية الدميقراطية ليست ألية‬ ‫امليدان الفين والرياضي بإعتبارهما متثالن إلختاذ القرارات وتعيني السياسات‪ ،‬فهي‬ ‫متثل طراز اإلدارة املؤلف من اجملالس‬ ‫ميدانني للرتبية العامة‪.‬‬ ‫ومن الضروري وجود«دار للثقافة» يف كل االدارية‬ ‫قرية‪ ،‬وتنظيم جمالس شيوخ القرى واملختارية بتحول جوهري يعتمد على عدمية املركزية‪،‬‬ ‫كوسائل للدميقراطية‪ ،‬بدل أن تكون أداة بيد ويعتمد على االكتفاء الذاتي والعالقات‬ ‫الدولة‪ ،‬وبذات النهج ولكن بصياغة خمتلفة االرتباطية التبادلية كنظام أداري وضمن هذا‬ ‫يتم التنظيم يف املدن‪ ،‬فتكتسب املشاعية اإلطار تؤمن الكونفدرالية استمرارية العالقات‬ ‫«‪»KOMON‬معناً خاصاً لتنظيم القاعدة‪ ،‬ومن التبادلية بني االقاليم ومراكز التجمع‬ ‫غري املمكن التخلي عن مؤسسة جمالس املدن‪ ،‬السكاني‪ ،‬بنظام شبكي مؤلف من اجملالس‬ ‫واالحتادات البلدية املؤسسة بني خمتلف االدارية‪.‬‬ ‫املدن مبستطاعها تبوؤ دور على املستوى وتتم االنتخابات اجملالس االدارية واليت‬ ‫االقليمي‪ ،‬وكافة املؤسسات والتنظيمات‪ ،‬متثل اهليئة التنفيذية‪ ،‬بسبل دميقراطية‬ ‫متثل يف منظمة القرار العليا»املؤمتر الشعيب يف املناطق الواقعة ضمن حدودها االدارية‪،‬‬ ‫العام» ويتم تفعيل املؤمترات الشعبية بسبل من قبل جمالس القرى والنواحي‪ ،‬وجمالس‬ ‫جمالس االدارة اليت تعتمد موديل نظام األحياء اليت تعتمد على العالقة االرتباطية‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫السنة الثالثة‬

‫مجلة دجلة‬

‫التبادلية لدى القاعدة‪ ،‬يف املدن الكربى‪،‬‬ ‫واجملالس االدارية املنتخبة مسؤولة أمام‬ ‫اجملالس اليت انتخبتها‪ ،‬وتنحصر مهام‬ ‫اجملالس االدارية بتطبيق وتفعيل السياسات‬ ‫والقرارات املتخذة من قبل تلك اجملالس‪.‬‬ ‫وال حيق للمجالس االدارية تعني السياسيات‬ ‫واختاذ القرارات‪ ،‬وتتبوأ مسؤولية املنسقية يف‬ ‫تنفيذ القرارات السياسية‪ ،‬ومتتلك اجملالس‬ ‫املنتخبة صالحية إخراج أي عضو من عضوية‬ ‫اجمللس االداري‪ .‬على النظام الكونفدرالي‬ ‫الدميقراطي‪ ،‬أن يبني احلد الفاصل بني عملية‬ ‫تعني السياسات وبني املنسقية وتطبيقها‪،‬‬ ‫وهذا النظام يطور من الدميقراطية احمللية‪،‬‬ ‫تطبق مبستوى عدمية املركزية‪ .‬وان يتأتى‬ ‫االقتصاد بشكلية كونفدرالية ميثل أرضية‬ ‫أخرى للتطبيق‪.‬‬ ‫ومثلما ميكن تطبيق النظام الكونفدرالي‪،‬‬ ‫يف جتمع سكاني واحد أو يف منطقة واسعة‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة الثالثة‬

‫‪2019/5/30‬‬

‫العدد ‪13‬‬

‫‪40‬‬

‫فكرة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫بني العديد من التجمعات السكانية‪ ،‬ميكن وبناء عليه أدعوا الشعب لليقظة واالستنفاز‪.‬‬ ‫أن تنطبق يف أقليم واسع أيضاً وميتلك هذا‬ ‫النظام القدرة على أن يشمل العديد من * دميقراطية القاعدة‬ ‫االقاليم والبلدان‪ ،‬والفرق الشاسع بني النظام أوضحت فيما سبق املبادئ الستة‪،‬‬ ‫الكونفدرالي ونظام املركزي للدولة‪ ،‬هو متتع ومبضمونها السياسي أشرت إىل مصطلح‬ ‫دميقراطية القاعدة‪ ،‬والصيغة املناسبة هلكذا‬ ‫الكونفدرالية خبصائص اليت ذكرناه‪.‬‬ ‫مصطلح‪ ،‬هي جمالس املواطنني األحرار‪ ،‬من‬ ‫القاعدة إىل القمة‪ ،‬ويف القمة املنسقية املركزية‬ ‫* ال أشرتاكية بدون دميقراطية‬ ‫كل ما أتفوه به هو ألجل دمقرطة اجلمهورية‪ ،‬تكون رخوة‪ ،‬وهذا ما أقرتحه للعرب واالتراك‬ ‫ومفهومي للكونفدرالية الدميقراطية هو أنه لن واالكراد‪ ،‬للعرب أثنان وعشرين دولة ميكن‬ ‫تتحقق االشرتاكية بدون تطور دميقراطي‪ ،‬هلم تأسيس كونفدرالية دميقراطية‪ ،‬ولكن‬ ‫وأية مفاهيم أشرتاكية ومن ضمنها االشرتاكية يصعب على العرب واالتراك‪ ،‬تقبل هذا‬ ‫املشيدة أراها خاطئة إن استندت إىل الدولة‪ ،‬االجتاه‪ ،‬إن هلم دوهلم ويفكرون مبيول‬ ‫فلم يدم احلكم السوفييت املشابهة لدولة الدولة‪ .‬ويتبقى االكراد‪ ،‬والكونفدرالية‬ ‫الرهبان السومرية‪ ،‬والصني كذلك يف املواجهة الدميقراطية ممكنة لالكراد‪ ،‬فا فيدرالية‬ ‫مع الواليات املتحدة االمريكية‪ ،‬ال الشعوب البارزاني والطالباني تكوين يهدف إىل الدولة‪.‬‬ ‫يف األسفل تقبل بالوضع احلالي ملنطة الشرق‬ ‫االوسط وال أمريكا تقبل به يف األعلى‪ * ،‬نعم للتنوع ال لإلنفصال‬ ‫فالقيادات حمصورة بني كال الطرفيق‪ ،‬أما إذا مل حنقق النجاح للكونفدرالية يف تركيا‪،‬‬ ‫أن يتبؤوا التغيري أو ستسحقهم الضغوط حينها ستتصاعد النزعة القومية الربجوازية‬ ‫االمريكية‪ ،‬وأي موجة جديدة من النزعة للطالباني والبارزاني‪ ،‬فالنزعة القومية‬ ‫القومية ستخسر احلاضر‪ ،‬كما خسرت قوية عند االتراك‪ ،‬وأمريكا ستساند النزعة‬ ‫املاضي‪ ،‬ومن هنا الكونفدرالية الدميقراطية الكردية‪ ،‬دائماً كنت ضد االقتتال فليس‬ ‫هناك معنى لالقتتال‪ ،‬ومن أجل هذا أستمر‬ ‫هي مبثابة العقار الناجع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أهدرت النزعة القومية قرنا بأكمله وما يف احلياة هنا‪ ،‬بتطور الوعي الدميقراطي لدى‬ ‫االستفزاز االمريكي للنزعة القومية‪ ،‬إال هلدر االكراد سرتى املسائل طريقها إىل احلل‪،‬‬ ‫مئة عام أخرى‪،‬ولكي ال نفقد قرناً أخرى فالشعار«نعم للتنوع ال لإلنفصال» الذي ألقته‬ ‫يتوجب تنظيم الكونفدرالية الدميقراطية من اجلماهري يف احتفاالت ديار بكر شعار هام‬ ‫القاعدة‪ ،‬وهذا هو احملور االساسي الذي صحيح ومجيل‪.‬‬ ‫أتبناة‪ ،‬على االشرتاكية اعتماد الدميقراطية‪ ،‬إن سوريا دولة قومية خميفة‪ ،‬إيران هلا طابع‬ ‫وقد أشرت سابقاً إىل جوهره يف املواد الستة القومية الشيعية‪ ،‬واالتفاق الرتكي واالمريكي‬ ‫االسرائيلي خطر‪ ،‬وأما الكونفدرالية الكردية‬ ‫اخلاصة بالربنامج‪.‬‬ ‫تتجه أوروبا وتركيا حنو الدمقرطة‪ ،‬واحلركة تهيئ أرضية حلل مشاكل الشرق االوسط‪.‬‬ ‫الكردية تتجه حنو الدمقراطة وبإمكان هذه الدولة هلما أن حتافظ على وحدتها‪ ،‬ولكن‬ ‫القوى تشكيل تركيبة وأرجوا أن ال يفهم جيب حتجيمها ‪ ،‬وهذا أمر ضروري‪ ،‬فدولة‬ ‫هذا مبعنى خاطئ‪ ،‬وال أقول أن تكون تركيا كبرية كهذه معرضة لالحنالل‪ ،‬وأمسي هذه‬ ‫الدولة بالدولة املتورمة‪ ،‬فحتى صندوق النقد‬ ‫كونفدرالية‪.‬‬ ‫ولتحافظ الدولة على البنية الوحدوية هلا‪ ،‬الدولي حيجم هذ الدول وأوروبا تطالبهم‬ ‫وما أقوله فلتكن اجلمهورية دميقراطية‪ .‬وبدل بدميقراطية‪ ،‬فكيف لدولة هلا ديون تقدر‬ ‫دولة البارزاني والطالباني‪ ،‬أدعوا للكونفدرالية خبمسمائة مليار دوالر أن تقف على قدميها‪.‬‬ ‫الدميقراطية الكردستانية‪ ،‬وبالتالي تكون‬ ‫صديقة للجمهورية الرتكية‪ ،‬وهذه الكونفدرالية * ال الدولة من أجل االكراد بل الكونفدرالية‬ ‫الدميقراطية ليست ذو صبغة قومية‪ ،‬وتبتعد الدميقراطية‬ ‫عن الدولة القومية‪،‬وتولي االهمية للوطنية يتبوأ الشعب امكانة دميقراطية‪ ،‬ضمن‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬كما تعترب مرحلة االنضمام تنظيمات‪ ،‬كأحتادات النسائية‪ ،‬احتادات‬ ‫لالحتاد األوربي‪ ،‬كنموذج تركييب حديد‪ ،‬البلديات‪ ،‬أحتادات األحياء‪ ،‬احتاد العمال‬

‫الدميقراطيني‪ ،‬احتاد الشباب‪ ،‬احتاد الطلبة‪،‬‬ ‫وأني أحدد هذه املصطلحات‪ ،‬والالتفهم‬ ‫خاطئة مثال تورك إيش وديسك هي منظمات‬ ‫كونفدرالية‪ ،‬أنا ال أحتدث عن أمر خارج عن‬ ‫احلقوق‪ ،‬والعن دولة خارجة من الدولة‪،‬‬ ‫ولكن أعطي هذه املصطلحات معاني جديدة‪.‬‬ ‫إعتباراً من الغد تبدأ مرحلة دميقراطية‪،‬‬ ‫واالحزاب جمربة على التغيري وقد مضى الزمن‬ ‫على مرحلة االحزاب املركزية واالوليغارشية‬ ‫والزعيم الواحد‪ ،‬فهذه مرحلة دميقراطية‪.‬‬ ‫إن اجلمهورية مرت بثالث مراحل‪ :‬مرحلة‬ ‫السطلة االتوريتارية حتى اخلمسينيات‪،‬‬ ‫ومرحلة االحنطاط والتفسخ من اخلمسينيات‬ ‫وحتى يومنا الراهن‪ ،‬ويف راهننا يتم إحياء‬ ‫التحول الدميقراطي للجمهورية‪ ،‬وهذا‬ ‫مايتطلب لإلحتاد االوربي‪.‬‬

‫خيلق احلل الكونفدرالي‬ ‫الدميقراطي نظام من العالقات‬ ‫االرتباطية بني أجزاء‬ ‫كردستان واالكراد يف خارج‬ ‫الوطن‪ ،‬ومن جانب أخر يهيء‬ ‫أرضية قوية لوحدة شعوب‬ ‫املنطقة على أساس املصاحل‬ ‫املشرتكة املتبادلة‪ .‬وهكذا‬ ‫تصبح كردستان كونفدرالية‬ ‫دميقراطية مبثابة مفتاح‬ ‫الدميقراطية الكونفدرالية‬ ‫للشرق االوسط‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.