2013 ﯾﻨﺎﯾﺮ/ ھـ1434 اﻟﺴﻨﺔ اﻻوﻟﻰ رﺑﯿﻊ اﻻول01اﻟﻌﺪدرﻗﻢ
ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﺮاﺷﺪ ..اﻻﺑﺘﺪاء
ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻛﻞ ﻣﻤﺎرس ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﺘﺮﺑﻮي اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺤﺮﻛﻲ ﯾﻠﺤﻆ ﻻ ﺑﺪ ﻇﺎھﺮة ﺳﻘﻮط اﻟﺒﻌﺾ وﺗﺮاﺟﻌﮭﻢ ،ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺮى داﻋﯿﺔ ﺳﺎﻟﻜﺎً ﻣﻊ اﻟﺴﺎﻟﻜﯿﻦ ،و ﺗﻈﻦ أﻧﮫ ﺳﯿﺜﺒﺖ ،و ﻟﻜﻨﮫ ﯾﺨﯿﺐ ﻇﻨﻚ أﺛﻨﺎء اﻟﻄﺮﯾﻖ ،ﺑﺄن ﺗﺼﺪﻣﮫ رھﺒﺔ أو رﻏﺒﺔ ،أو ﯾﺴﺘﺄﺳﺮ ﻟﻨﺪاء ﻧﻔﺲ وھﻮى ،ﻓﯿﻐﺘﺮ ،و ﯾﺴﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺘﯿﮫ إدﻻﻻً واﻣﺘـﻨﺎﻧﺎً ،ﻓﯿﺼﯿﺒﮫ اﻟﻔﺘﻮر. ورﺑﻤﺎ اﺳﺘﻌﺼﻰ ﺗﻌﻠﯿﻞ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﻈﺎھﺮة ﺣﯿﻨﺎً ،وﻟﻜﻦ ﺗـﻔﺮّﺳﻨﺎ ﻓﻲ أﻧﻔﺴﻨﺎ ،و اﻟﺘـﻨﻘﯿﺐ ﻋﻦ اﻟﻔﻘﮫ اﻟﺘﺮﺑﻮي ﻓﻲ آﺛﺎر رﺟﺎل اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻷﻗﺪﻣﯿﻦ :ﺑﺪأ ﯾﺮﯾﻨﺎ ﻣﻼﻣﺢ ﻣﻦ اﻟﺘـﻔﺴﯿﺮ ﻟﮭﺎ ،إن وُﻋِﯿﺖ ﺣﻖ وﻋﯿﮭﺎ ﻟﻜﺎن ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺈذن اﷲ ﺛﺒﺎت اﻟﻘـﻠﻮب ،وﻟﻮُﻗِﯿﻨﺎ زﻟﻞ اﻷﻗﺪام ﺑﻌﺪ ﺛﺒﻮﺗﮭﺎ. ھﻮ ﺻﻔﺎء اﻻﺑﺘﺪاء ﻓﺄﻣﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ :ﻓﯿﺸﯿﺮ إﺷﺎرة ﻋﺎﻣﺔ إﻟﻰ ﺗـﻔﺴﯿﺮ ﻣﺜـﻞ ھﺬه اﻟﻈﺎھﺮة ،وﯾـﻘﻮل: وﻛﻞ اﻣﺮئٍ -واﷲ ﺑﺎﻟﻨﺎس ﻋﺎﻟﻢ **** -ﻟﮫ ﻋﺎدة ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺷﻤﺎﺋﻠﮫ ﺗـﻌﻮّدھﺎ ﻓـﯿﻤـﺎ ﻣﻀﻰ ﻣـﻦ ﺷـﺒﺎﺑﮫ **** ﻛـﺬﻟﻚ ﯾـﺪﻋﻮ ﻛـﻞ أﻣـﺮ أواﺋـﻠﮫ واﻟﺸﺎھـﺪ ﻓﯿﮫ :اﻟﺸﻄـﺮ اﻷﺧﯿﺮ ،ﻓﻜـﻞ أﻣـﺮ ﺗﻐـﻠﺐ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻔـﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأ ﺑﮭﺎ. وﻟﻜﻦ أﺳﺎﺗﺬة اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻷواﺋﻞ ﻗﺮﺑﻮا أدﻧﻰ ﻣﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ ،ﻓﺎﺗﻀﺢ واﻧﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﻣﺬھﺒﮭﻢ ،ﺑﻤﺎ ﻓﺼّﻠﻮا وﻋﯿﻨﻮا ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ أواﺋﻞ اﻷﻣﻮر. ﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﺻﺎغ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺮوف ﻗﻠﯿﻠﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ،ﻓﻘﺎل " :اﻟﻔﺘﺮة ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺠﺎھﺪة :ﻣﻦ ﻓﺴﺎد اﻻﺑﺘﺪاء" . وﯾﺮﯾﺪ ﺑﺎﻟﻔﺘﺮة :اﻟﻔﺘﻮر. ﻓﮭـﻮ اﻻﺑﺘﺪاء إذن ،أي اﻟﺨﻄﻮات اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺪاﻋﯿﺔ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺪﻋﻮة اﻟﻤﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﷲ ،ﺗـﻜﻮن ﺻﺤﯿﺤﺔ ،ﻓﯿﺮﺗـﻘﻲ ﺑﻼ ﻓﺘﻮر وﻧﻜﻮص ،وإن ﻓﺘـﺮ ﻓﺒـﻤـﻘـﺪار ﻻ ﯾﺘﻌﺪى أدﻧﻰ ﻣﺎ أﺛـﺮ ﻣﻦ ﺳﻨّـﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ .وﺗـﻜﻮن ﻣﻌﯿﺒﺔ ھﺬه اﻟﺨﻄﻮات ،ﻓﯿﻔﺘـﺮ و ﯾﻨﻜﺺ ﻋﻦ اﻻرﺗـﻘﺎء. وﻟﻜﻦ ﻣﻦ أﯾﻦ ﯾﻌﺘﺮض اﻟﺪاﻋﯿﺔ اﻟﻔﺘﻮر إذا دﻓﻌﮫ ﻣﺮﺑّﻮه ﺑـﻘﻮة أول ﻣﺮة ؟ و ﻛﯿﻒ ﻻ ﯾﺘﺴﺎرع ﻓﻲ ﯾﻮﻣﮫ وﻏﺪه ﺳﯿﺮ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﺑﮫ أﻣﺴﮫ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻧﺤﻮ ﻏﺎﯾﺘﮫ ؟ و ﻣﻦ أﯾﻘﻦ أﻧﮫ ﯾﺘﺒﻊ رﺳﻮﻻً ﻣﻦ أوﻟﻲ اﻟﻌﺰم ،ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ،ﻓﻜﯿﻒ ﻻ ﯾﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﻋﺰﻣﮫ ؟ ﻓﮭﻲ اﻟﺨﻄﻮات اﻷوﻟﻰ إذن :ﻣﻦ ﺟﻌﻠﻨﺎھﺎ ﻟﮫ ﻣﺘـﻘﻨﺔ :ﺛﺒﺘﺖ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻗﺪﻣﮫ ،ﺑﻤﺎ ﯾﺸﺎء اﷲ ،وﻣﻦ ﺗﺮﻛﻨﺎه ﯾﻀﻄﺮب ﻓﻘـﺪ أﻋﻄﯿﻨﺎ ﻟﺸﯿﻄﺎﻧﮫ اﻟﻤﻘﺺ ﯾﻘﻄﻊ ﺑﮫ ﺣﺒﻞ ﻣﺎ ﺑﯿﻨﻨﺎ و ﺑﯿﻨﮫ ،ﯾﺘﺮﺑﺺ ﻟﺬﻟﻚ ﻏـﻔـﻠﺔ. ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﺤﺼﻞ اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘـﺺ ،وﻓﺎﺗﺘﮫ اﻟﻤﻔﺎﺟﺄة ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻘﻨﻊ ﺑﺄن ﯾﻤﺴﻚ ﻃﺮف اﻟﺤﺒﻞ ﯾﻔﻞّ ﺧﯿﻮﻃﮫ ﺑﺘﺪرﯾﺞ ،وﯾﻠﻘﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﻣﻦ اﻋﻮﺟﺖ ﺑﺪاﯾﺘﮫ اﻟﺪﻋﺎوي ،وﯾﺮﯾﮫ ﻗﻠﯿﻞ ﺧﯿﺮه وﻋﻤﻠﮫ ﻛﺜﯿﺮاً ،ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻐﺮور واﻟﺘﻄﺎول ،ﻓﯿﺮﺗﻜﺲ ھﺎﻟﻜﺎً. وھﺬه اﻟﻌﻘﺪة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻟﻠﺸﯿﻄﺎن أﺑﺼﺮھﺎ آﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ ،ووﺻﻔﮭﺎ ﯾﺤﺬرﻧﺎ ،ﻓﻘﺎل " :إﻧﻤﺎ ﺗﺘﻮﻟﺪ اﻟﺪﻋﺎوي ﻣﻦ ﻓﺴﺎد اﻻﺑﺘﺪاء ،ﻓﻤﻦ ﺻﺤﺖ ﺑﺪاﯾﺘـﮫ : ﺻﺤﺖ ﻧﮭﺎﯾﺘﮫ ،وﻣﻦ ﻓﺴﺪت ﺑﺪاﯾﺘﮫ :ﻓﺮﺑﻤﺎ ھﻠﻚ" . ﺑﻞ ﯾﮭﻠﻚ ﻓﻲ اﻷﻏﻠﺐ ،ﻓﺈن ﻣﺒﻨﻲ اﻟﺒﺪاﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﺮد ،ﻓﺈذا ﺣﺮم ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺋﮫ ﻓﻲ اﻷول ﻓﺈن ﺑﻨﯿﺎﻧﮫ ﯾﻈﻞ ﻣﮭﺘـﺰاً ﻣﮭﻤﺎ ﺷﻤﺦ ﻋﺎﻟﯿﺎً ،ﺑﻞ اﻟﺨﻄﺮ ﻛﻞ اﻟﺨﻄﺮ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ إذا ﺷﻤﺦ ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺴﺮع إﻟﻰ اﻟﺘﻤﺎﯾﻞ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻧﺪاء ﺑﺒﺪﻋﺔ أو دﻋﻮة ﻟﻤﻐﻨﻢ ،ﻷن ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﺸﯿﻄﺎن أن ﯾﺰﯾﻦ اﻟﺒﺪﻋﺔ و ﯾﺠﻤﻠﮭﺎ ،و أن ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺴﺘﻐﻞ وﻗﺖ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﯿﻐﺮي ،وﻟﺌﻦ ﺗﺮدد ھﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﺬﻛﺮ ﻣﺠﺮد اﻻﺣﺘﻤﺎل و اﺳﺘﻌﻤﻞ ﻛﻠﻤﺔ ) رﺑﻤﺎ ( ،وﻟﺌﻦ ﺗﺮدﻧﺎ ﻓﺎﻗﺘﺼﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ ) اﻷﻏﻠﺐ ( ،ﻓﺈن ﺛﺎﻟﺜﺎً ﻗﺪ ﺟﺰم ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻘﺎل " :ﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺼﺢ ﻓﻲ ﻣﺒﺎدئ إرادﺗﮫ :ﻻ ﯾَﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﮭﻰ ﻋﺎﻗﺒﺘـﮫ" . وﻣﺎ ھﻮ ﺑﻨﺴﯿﺎن ﻣﻨﮫ ﻟﻤﺸﯿﺌﺔ اﷲ ﺗﮭﺪي و ﺗـﺜﺒﺖ ﻣﻦ ﯾﺨﺘﺎر ،وﻟﻜﻨﮫ ﯾﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘـﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ ،وﯾﻘﺪم ﺗـﻘﺮﯾﺮه ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗـﻔﺘﯿﺸﮫ واﺳﺘـﻘـﺮاء أﺣﻮال ﻣﻦ ﻋﺮﻓﮭﻢ. وھﻜﺬا ﺗـﻜﻮن ﻋﻨﺎﯾﺘـﻨﺎ ﺑﺎﻻﺑﺘﺪاء ﺧﻄﺎً ﺑﺎرزاً ﻇﺎھﺮاً ﻓﻲ ﻓﻨّﻨﺎً اﻟﺘﺮﺑﻮي اﻟﺤﺮﻛﻲ.
وھﻲ اﻟﻨﯿﺔ اﻟﺤﺮة وإﻧﻤﺎ ﯾﻌﻨﻮن ﺑﺼﻔﺎء اﻻﺑﺘﺪاء ﻣﻌﻨﯿﯿﻦ ﯾﺘﺘﺎﺑﻌﺎن ﻓﻲ ﺗﻮال ،ﻓﯿﺘﻼزﻣﺎن :اﻟﻨﯿﺔ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ،واﻟﮭﻤﺔ اﻟﻌﺎﻟﯿﺔ ، ﺣﺼﺮھﻤﺎ اﻟﺒﺤﺘﺮي ﻓﻲ ﺷﻄﺮ ﻣﺒﯿﻦ و ﺳﻤﺎھﻤﺎ :ﻧﻔﺲ ﺗﻀﻲء ،وھﻤﺔ ﺗﺘﻮﻗﺪ و اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻤﻀﯿﺌﺔ ﻛﻨﺎﯾﺔ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻲ اﺣﺘﻮت ﻧﯿﺔ ﺻﺎﻓﯿﺔ ،ﻓﮭﻲ ﺗـﻨﯿﺮ ﺑﻤﺎ ﯾﻜﻮن ﻟﮭﺎ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺼﻔﺎء. وھﻲ ) :اﻟﻨﯿﺔ اﻟﺤﺮة ( اﻟﺘﻲ ذﻛﺮھﺎ اﻟﺒﺤﺘﺮي أﯾﻀﺎً ﻓﻲ ﺑﯿﺖ آﺧﺮ ، 38ﻓﺄﺣﺴﻦ اﻟﻮﺻﻒ وأﺟﺎد ،ﻓﻜﺄﻧﮭﺎ ﺣﺮة ﻣﻤﺎ ﯾﻘﯿﺪ ﻏﯿﺮھﺎ ،ﻣﻦ اﻷھﻮاء واﻷﻃﻤﺎع واﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ،ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻌﺒﺪھﺎ درھﻢ وﻻ دﯾﻨﺎر وﻻ ﺟﻤﺎل أﻧﺜﻰ ،وﻟﻢ ﺗﻜﻦ رﻗﯿﻘﺎً ﻟﻤﻨﺼﺐ أو ﺷﮭﻮة. ﻓﺎﻟﺪاﻋﯿﺔ ﻻ ﯾﺼﺪر ﻗﻂ ﻋﻦ ﺷﮭﻮة ،وﻻ ﻃﻠﺐ ﻣﺼﻠﺤﺔ ،و إﻧﻤﺎ ﻟﮫ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺔ وﺳﻜﻨﺔ ﺗﻄﻠﻌﺎت إﻟﻰ اﻷﺟﺮ. وﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎن اﻟﺼﺎﻟﺤﻮن. وﺑﮭﺬا اﻟﻮﺻﻒ وﺻﻒ ھﺸﺎم ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ اﺑﻦ ﻋﻤﮫ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻷﻣﻮي رﺣﻤﮫ اﷲ ﻓﻘﺎل " :ﻣﺎ أﺣﺴﺐ ﻋﻤﺮ ﺧﻄﺎ ﺧﻄﻮة ﻗﻂ إﻻ وﻟﮫ ﻓﯿﮭﺎ ﻧﯿﺔ " .وﻟﺬﻟﻚ اﺳﺘﻄﺎع ﻋﻤﺮ ﻓﻲ أﻗﻞ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﯿﻦ ﺗﻘﻮﯾﻢ اﻋﻮﺟﺎج ﺟﯿﻠﯿﻦ ،وﻋﻠﻰ داﻋﯿﺔ اﻹﺳﻼم اﻟﯿﻮم أن ﻻ ﯾﺴﺘـﻜﺒﺮ ﻋﻈﻢ اﻻﻧﺤﺮاف اﻟﺬي ﻋﻢّ ﺑﻼد اﻹﺳﻼم ،ﻓﺈﻧﮫ – إن ﻗَﺮن ﻛﻞ ﺧﻄﻮة ﺑﻨﯿﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺮاﺷﺪ اﻟﺨﺎﻣﺲ – ﺳﯿﮭﺰم ﺣﺰﺑﯿﻦ ﺑﺈذن اﷲ ﻓﻲ أﻗﻞ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﯿﻦ. و ﯾﺘﻌﺎﻇﻢ اﻟﺨﯿﺮ ﻓﻲ ﻋﻘﻮد اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻣﻊ اﷲ ﻛﻠﻤﺎ زاد ﺗﺠﺮدھﻢ ﺣﯿﻦ اﻟﻌﻘﺪ ،وﻟﺬﻟﻚ رأت اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻋﻈﻢ اﻟﺨﯿﺮ ﻓﻲ وﻻﯾﺔ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﻟﻤﺎ ﺗﺠﺮد ﺳﻠﯿﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ رﺣﻤﮫ اﷲ ﻣﺤﺾ اﻟﺘﺠﺮد ﺣﯿﻦ ﻋﻘﺪ ﻟﮫ واﺳﺘﺨﻠﻔﮫ وﻗﺎل :ﻷﻋﻘﺪنﱠ ﻋﻘﺪاً ﻻ ﯾﻜﻮن ﻟﻠﺸﯿﻄﺎن ﻓﯿﮫ ﻧﺼﯿﺐ " . ﺑﻞ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﻐﯿﺮ ﺑﺎﻟﻨﯿﺔ ﯾﻌﻈﻢ ،ﻛﻤﺎ ﯾﺸﯿﺮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎرك ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ " :رُب ﻋﻤﻞ ﺻﻐﯿﺮ ﺗﻌﻈﻤﮫ اﻟﻨﯿﺔ ، ورب ﻋﻤﻞ ﻛﺒﯿﺮ ﺗﺼﻐﺮه اﻟﻨﯿﺔ" . وﻣﻌﻘﻮد اﻟﻠﺴﺎن ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎة ﯾﺼﺒﺢ ﺑﺎﻟﻨﯿﺔ ﻧﺎﺛﺮاً ﻣﻦ ﻓﯿﮫ ﺟﻮاھﺮ اﻟﺒﻼﻏﺔ اﻵﺳﺮة ﻟﻠﻨﺎس ،ﻛﻤﺎ ﯾﻨﺺ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻃﺐ ﻋﺒﺪاﻟﻘﺎدر اﻟﻜﯿﻼﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ " :ﻛﻦ ﺻﺤﯿﺤﺎً ﻓﻲ اﻟﺴﺮ :ﺗﻜﻦ ﻓﺼﯿﺤﺎً ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻧﯿﺔ " وأﻣﺎ اﻟﻤﺨﻠﻂ ﻓﻲ ﻧﯿﺘﮫ ﻓﯿﺨﻠﻂ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ أﻣﻮره وﺳﯿﺮﺗﮫ ،ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﯾﺦ ﻋﻠﻰ أھﻞ اﻟﺘﺨﻠﯿﻂ ﺣﺘﻤﺎً ﻣﻘﻀﯿﺎً ، وھﻮ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺬي ﻛﺸﻔﮫ اﻟﺘﺎﺑﻌﻲ اﻟﺠﻠﯿﻞ ﻣُﻄﺮﱠف ﺑﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﻲ اﻟﺠﻠﯿﻞ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﺸﺨِﯿّﺮ اﻟﻌﺎﻣﺮي ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ : " ﺻﻼح اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺼﻼح اﻟﻘـﻠﺐ ،وﺻﻼح اﻟﻘـﻠﺐ ﺑﺼﻼح اﻟﻨﯿﺔ ،وﻣﻦ ﺻﻔﺎ :ﺻُﻔّﻲ ﻟﮫ .وﻣﻦ ﺧﻠﻂ :ﺧُﻠﱠﻂ ﻋﻠﯿﮫ" . وﻧﺘﯿﺠﺔ اﻟﺘﺨﻠﯿﻂ أن ﯾﻀﻄﺮب اﻟﻘﻠﺐ ﻓﻲ ﻓﻮﺿﻰ ﺗﻌﺪم اﻟﺴﻜﯿﻨﺔ ،و " إن اﻟﺨﻄﺄ اﻷﻛﺒﺮ أن ﺗـﻨﻈﯿﻢ اﻟﺤﯿﺎة ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻚ ،وﺗﺘﺮك اﻟﻔﻮﺿﻰ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ " ،ﻛﻤﺎ ﯾﻘﻮل ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺻﺎدق اﻟﺮﻓﺎﻋﻲ. ﻓﺎﻋﺮف ﺳﯿﺎﺳﺔ اﻟﻨﻔﺲ ھﺬه أﯾﮭﺎ اﻟﺪاﻋﯿﺔ ،وأﺗﻘِﻦ وﻟﻮﺟﮭﺎ ﻗﺒﻞ وﻟﻮج ﺳﯿﺎﺳﺔ اﻟﺤﻜﻢ ،ﻓﺈﻧﮫ " :ﻓﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣﻞ أن ﯾﻌﺮف اﻟﻨﯿﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﻨﯿﺔ " ،ﻛﻤﺎ ﻗﯿﻞ. ﻓﮭﻨﺎك ﻧﯿﺔ وھﻨﺎك أﻣﻨﯿﺔ ،واﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﯾﺤﯿﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﺎذ " :ﻻ ﯾﺰال اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻘﺮوﻧﺎً ﺑﺎﻟﺘﻮاﻧﻲ ،ﻣﺎدام ﻣﻘﯿﻤﺎً ﻋﻠﻰ وﻋﺪ اﻷﻣﺎﻧﻲ " . وﻣﺎ اﺧﺘﺎر أﺣﺪٌ اﻷﻣﺎﻧﻲ ﺗـﻘﻮده إﻻ ﻛﺎن أﺛـﻘـﻞ ﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﺧﻄﻮاً ،ووﺟﺪ ﺛَﻢ اﻟﺴﺮاب اﻟﺨﺎدع ،وﻋّﺪِم اﻟﻤﺎءَ وﻗﺖ اﻟﻌﻄﺶ ،وأﻣﺎ اﻟﻤﻀﻲء اﻟﻨﻔﺲ ،وﻣﻦ ﻻ أﻣﻨﯿﺔ ﻟﮫ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎة ،ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺠﺪه ﺳﺒّﺎﻗﺎً إﻟﻰ ﻛﻞ ﺧﯿﺮ أﺑﺪاً ،وﺗﺠﺪه ﻋﻠﻰ ري دوﻣﺎً ﻓﺈﻧﮫ إن ﻛﺎن ذا ﻗﻮة :اﺳﺘـﻘﻰ ﻟﻨﻔﺴﮫ ،أو اﺳﺘﺴﻘﻰ ،ﻓﯿﺠﯿﺒﮫ اﷲ ﺑﮭﻄﻞ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ،وإن ﻛﺎن ﻣﺴﺘﻀﻌﻔﺎً :وﺟﺪ ورﯾﺜﺎً ﻟﻤﻮﺳﻰ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم ،ﯾﺴﻘﻲ ﻟﮫ وﯾﺰاﺣﻢ اﻟﺮﻋﺎع.
" إن اﻟﺨﻄﺄ اﻷﻛﺒﺮ أن ﺗـﻨﻈﯿﻢ اﻟﺤﯿﺎة ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻚ ،وﺗﺘﺮك اﻟﻔﻮﺿﻰ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ "
وھﻮ ﻗﺪم اﻟﮭﻮل واﻟ ِﮭﻤّﺔ ﻗﺮﯾﻨﺔ اﻟﻨﯿﺔ ،ﻓﻼ ﺷﻲء ﺑﻌﺪ اﻟﻨﯿﺔ ﻗﺒﻠﮭﺎ ،وﻛﻞ اﻻﺗـﻘﺎن ﺑﻌﺪھﺎ ،وﻣﻦ أﻛﺴﺒﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺑﯿﻦ ﺗﻼﻣﯿﺬه ﻋﻨﺪ ﺧﻄﻮاﺗﮭﻢ اﻷوﻟﻰ ﻓﻘﺪ ﺿﻤﻦ ﻟﮭﻢ اﻻﺳﺘﻤﺮار إن ﺷﺎء اﷲ ،و ﻗﺪ ﻗﯿﻞ " :ھﻤﺘـﻚ اﺣﻔﻈﮭﺎ ،ﻓﺈن اﻟﮭﻤﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻷﺷﯿﺎء ،ﻓﻤﻦ ﺻﻠﺤﺖ ﻟﮫ ھﻤﺘﮫ وﺻﺪق ﻓﯿﮭﺎ :ﺻﻠﺢ ﻟﮫ ﻣﺎ وراء ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل" . وﯾﻤﺜﻞ ﻟﮭﺎ اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ ﺑﻤﺜﻞ ﻟﻄﯿﻒ ،ﻓﯿﻘﻮل " :ﻣﺜﻞ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﺜﻞ اﻟﻄﺎﺋﺮ ،ﻛﻠﻤﺎ ﻋﻼ :ﺑﻌﺪ ﻋﻦ اﻵﻓﺎت ،وﻛﻠﻤﺎ ﻧﺰل :اﺣﺘﻮﺷﺘﮫ اﻵﻓﺎت " ﻓﻜﻤﺎ أن اﻻﺳﺘﻌﻼء ﺑﺎﻟﮭﻤﺔ ﯾﺒﻘﻲ اﻟﻘـﻠﺐ ﻧﻈﯿﻔﺎً ﺑﺮﯾﺌﺎً ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺨﺴﯿﺲ ﻣﺸﻐﻮﻻً ﺑﺎﻟﻌﻈﺎم ،ﻓﺈﻧﮫ أﯾﻀﺎً ﯾﻘﻲ اﻟﻘﻠﺐ اﻵﻓﺎت واﻷﻣﺮاض وﺳﮭﺎم اﻟﺸﯿﻄﺎن ،ﻛﻤﺎ ﺗـﻘﻲ ﻧﮭﻀﺔ اﻟﺠﻨﺎﺣﯿﻦ اﻟﻄﺎﺋﺮ ﺳﮭﺎم اﻟﺼﯿﺎد ،و ﻣﮭﻤﺔ اﻟﻤﺮﺑﻲ اﻟﻤﺴﻠﻢ :أن ﯾﻌﻠﻢ اﻟﻨﺎﺷﺊ ھﺬه اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺒﺎدئ ﻣﺤﺎوﻻﺗﮫ. و ﻧﮭﻀﺔ اﻟﺠﻨﺎﺣﯿﻦ ھﻲ ﺑﺪورھﺎ ﻛﻨﺎﯾﺔ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻲ اﺣﺘﻮت ﺗﺼﻤﯿﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ أﺛﻘﺎل اﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ اﷲ ،ﻓﺈن اﻟﺠﺪﯾﺪ ﻓﻲ ﺳﻠﻚ اﻟﺪﻋﻮة إن ﻓﮭﻢ اﻟﺪﻋﻮة ﻓﻲ اﻷول ﻣﺠﺮد ﺗـﺰﻛﯿﺔ ﻧﻔﺲ ،و ﺻﺤﺒﺔ أﺧﯿﺎر ،وﺑﺚ أﺷﻮاق ، وﻓﺮﺻﺔ ﺗﻜﺎﻓﻞ ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺤﺠﻢ ﻋﻦ إﻧﻜﺎر اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻈﺎﻟﻢ ،و ﯾﺴﺘﻌـﺼﻲ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﮭﻢ ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﺑﻦ ﯾﺰداﻧﯿﺎر ﻓﻲ اﻟﻔﺮاﺳﺔ ،واﻟﺘﻲ ﻓﮭﻤﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﮫ اﻟﺮﺟﺎل ،وﯾـﺮﺟﻊ ﻋﻦ اﻟﺰﺣﻒ ﯾﻮم اﻟﺰﺣﻒ و ﻗﺎﺋﻤﺔ أﻋﺬاره ﺗﺤﺖ أﺣﺪ إﺑﻄﯿﮫ ،أوﻟﮭﺎ :أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾُﻨﺬر ﺑﻤﺜﻞ ھﺬا ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،وﻻ ﯾﺤﺘﻮي ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻋﻘﺪه ،وﻟﺬﻟﻚ ﺣﺮص رﺟﺎل اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺗﻜﻮن أول ﺧﻄﻮة ﻟﻠﺴﺎﻟﻚ :ﺧﻄﻮة ھّﻮل ،ﻛﺨﻄﻮة اﻟﺴﺒﻌﯿﻦ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﺎء اﻷﻧﺼﺎر ﺳﺎﻋﺔ ﺑﯿﻌﺔ اﻟﻌﻘﺒﺔ ﺣﯿﻦ أﺧﺬوا ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴﮭﻢ أن ﯾﻤﻨﻌﻮا رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﻤﺎ ﯾﻤﻨﻌﻮن ﻣﻨﮫ ﻧﺴﺎﺋﮭﻢ وأﺑﻨﺎﺋﮭﻢ وأﻣﻮاﻟﮭﻢ. ﻓﮭﻮ ھﻮل اﻟﺠﮭﺎد ،أو ھﻮل اﻹﻧﻜﺎر ،وﻟﯿﺲ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺠﺎﻓﻲ ﻋﻦ دار اﻟﻐﺮور ذات اﻟﺸﮭﻮات و اﻟﺘـﻘﻠﯿـﻞ ﻣﻦ اﻷﻣﻮال و اﻟﻤﻠﺬات ﺑﺄﻗـﻞ ﻣﻦ ھﺬﯾﻦ اﻟﮭﻮﻟﯿﻦ. ﻓﺈن أﺣﺐ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﯾﺤﺒﮭﺎ ﻛﺤﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ اﻟﻤﻌﺮوف ﺑﺎﺑﻦ رزﻗﻮﯾﮫ ،ذﻟﻚ اﻟﺤﺐ اﻟﺬي ﯾﻜﺸﻒ ﻋﻦ ھﻤﺔ ﻋﺎﻟﯿﺔ وراءه ،واﻟﺬي ﺗﺮﺟﻤﮫ ﻣﺨﺎﻃﺒﺎً ﺗﻼﻣﺬﺗﮫ: "واﷲ ﻣﺎ أﺣﺐ اﻟﺤﯿﺎة ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻟﻜﺴﺐ وﻻ ﺗﺠﺎرة ،وﻟﻜﻦ ﻟﺬﻛﺮ اﷲ ،وﻟﻘﺮاءﺗﻲ ﻋﻠﯿﻜﻢ اﻟﺤﺪﯾﺚ " . وإﻧﻤﺎ ذﻛﺮ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻛﻤﺜﻞ ﻟﺠﻨﺲ اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺪاﻋﯿﺔ أن ﯾﺤﺐ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻷﺟﻠﮭﺎ ﻻ ﻟﻐﯿﺮھﺎ. وﻋﻦ أﺟﯿﺎل اﻟﺴﻠﻒ أﺧﺬ ﺟﯿﻞ اﻟﻤﺠﺪدﯾﻦ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻘﺮن ﻓـﻘﮫ اﻟﮭﻤﺔ ﻓﻔﮭﻢ اﻹﻣﺎم ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ أن اﻟﺪاﻋﯿﺔ اﻟﮭﻤﺎم " : ﯾﺒﺬل ﻛﻞ ﻣﺎﻟﮫ ،وﻛﻞ دﻣﮫ ،وﻛﻞ ﻧﻔﺴﮫ ،ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ ﻋﻘﯿﺪﺗـﮫ اﻟﺘﻲ آﻣﻦ ﺑﮭﺎ وﻋﺎش ﻣﻦ أﺟﻠﮭﺎ “.
" ھﻤﺘـﻚ اﺣﻔﻈﮭﺎ ،ﻓﺈن اﻟﮭﻤﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻷﺷﯿﺎء ، ﻓﻤﻦ ﺻﻠﺤﺖ ﻟﮫ ھﻤﺘﮫ وﺻﺪق ﻓﯿﮭﺎ :ﺻﻠﺢ ﻟﮫ ﻣﺎ وراء ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل" .
•
•
•
•
•
ﻧﺸﺮت ﺻﺤﯿﻔﺔ ﻓﺮﻧﺴﯿﺔ • اﻟﻌﺮب اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺘﮭﺎﻓﺘﻮن ﻋﻠﻰ ﻓﯿﺴﺒﻮك ..ھﻞ ﯾﻌﺮﻓﻮن ﺣﻘﯿﻘﺘﮫ • اﻻﺳﺘﺨﺒﺎراﺗﯿﺔ؟ 2009-11-08 4:39:59 am • • ﻧﺸﺮت ﺻﺤﯿﻔﺔ ﻓﺮﻧﺴﯿﺔ ﻣﻠﻔﺎ واﺳﻌﺎ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻊ ""face book ﻣﺆﻛﺪة ﺑﺄﻧﮫ ﻣﻮﻗﻊ اﺳﺘﺨﺒﺎراﺗﻲ اﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ﻣﮭﻤﺘﮫ ﺗﺠﻨﯿﺪ اﻟﻌﻤﻼء واﻟﺠﻮاﺳﯿﺲ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﺳﺮاﺋﯿﻞ. وﺗﻀﻤﻦ اﻟﻤﻠﻒ اﻟﺬي ﻧﺸﺮﺗﮫ ﻣﺠﻠﺔ »ﻟﻮﻣﺎ ﻏﺎزﯾﻦ دﯾﺴﺮاﯾﯿﻞ« ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ أﺣﺪث ﻃﺮق ﻟﻠﺠﺎﺳﻮﺳﯿﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﮭﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺎﺑﺮات اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ واﻟﻤﺨﺎﺑﺮات اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ أﺷﺨﺎص ﻋﺎدﯾﯿﻦ ﻻ ﯾﻌﺮﻓﻮن أﻧﮭﻢ ﯾﻘﻮﻣﻮن ﺑﻤﺜﻞ ھﺬه اﻟﻤﮭﻤﺔ اﻟﺨﻄﯿﺮة ﯾﻌﺘﻘﺪون ﺑﺄﻧﮭﻢ ﯾﻘﺘﻠﻮن اﻟﻮﻗﺖ أﻣﺎم ﺻﻔﺤﺎت اﻟﺪردﺷﺔ اﻟﻔﻮرﯾﺔ واﻟﻠﻐﻮ ﻓﻲ أﻣﻮر ﻗﺪ ﺗﺒﺪو ﻏﯿﺮ ﻣﮭﻤﺔ، وأﺣﯿﺎﻧﺎ ﺗﺎﻓﮭﺔ أﯾﻀﺎ وﻻ ﻗﯿﻤﺔ ﻟﮭﺎ. وﻧﻘﻞ ﺗﻘﺮﯾﺮ ﻣﺠﻠﺔ "إﺳﺮاﺋﯿﻞ اﻟﯿﮭﻮدﯾﺔ" اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺴﺮﯾﺔ واﻟﮭﺎﻣﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﻮﻗﻊ ﺑﻌﺪ ﺗﻤﻜﻦ اﻟﻤﺠﻠﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻌﮭﺎ ﻋﺒﺮ ﻣﺼﺎدر إﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ وﺻﻔﺘﮭﺎ اﻟﻤﺠﻠﺔ ﺑـ 'اﻟﻤﻮﺛﻮﻗﺔ'. واﻓﺰع اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ھﺬه اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﺣﻜﻮﻣﺔ اﺳﺮاﺋﯿﻞ ودواﺋﺮھﺎ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﯿﺔ ،ﻟﺪرﺟﺔ اﺗﮭﺎم اﻟﺴﻔﯿﺮ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ﻓﻲ ﺑﺎرﯾﺲ اﻟﻤﺠﻠﺔ اﻟﯿﮭﻮدﯾﺔ ﺑـ "ﻛﺸﻔﺖ أﺳﺮاراً ﻻ ﯾﺤﻖ ﻟﮭﺎ ﻛﺸﻔﮭﺎ ﻟﻠﻌﺪو" ،ﻻ أن اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻟﻢ ﯾﻨﺘﮫ ﻋﻨﺪ ھﺬا اﻟﺤﺪ ،ﺑﻞ ﺑﺪأ اﻟﺠﻤﯿﻊ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ وﺟﻮد ﺟﮭﺎز ﻣﺨﺎﺑﺮاﺗﻲ اﺳﻤﮫ "ﻣﺨﺎﺑﺮات اﻻﻧﺘﺮﻧﺖ". وﯾﻄﺮح ﺗﻘﺮﯾﺮ اﻟﻤﺠﻠﺔ اﻟﯿﮭﻮدﯾﺔ اﻟﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﻜﻮك ﺣﻮل اﺳﺘﻔﺎدة اﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻣﻦ اﻟﻜﻢ اﻟﮭﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ وﺗﺤﻠﯿﻠﮭﺎ وﺗﻜﻮﯾﻦ ﺻﻮرة إﺳﺘﺨﺒﺎراﺗﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﻤﺴﻠﻢ. واﻟﺨﻄﯿﺮ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ھﻮ أن اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ ﯾﺠﺪ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﻀﻄﺮاً ﺗﺤﺖ اﺳﻢ ﻣﺴﺘﻌﺎر دون أن ﯾﺸﻌﺮ إﻟﻰ اﻹدﻻء ﺑﺘﻔﺎﺻﯿﻞ ﻣﮭﻤﺔ ﻋﻦ ﺣﯿﺎﺗﮫ وﺣﯿﺎة أﻓﺮاد أﺳﺮﺗﮫ وﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ وﻇﯿﻔﺘﮫ وأﺻﺪﻗﺎﺋﮫ واﻟﻤﺤﯿﻄﯿﻦ ﺑﮫ وﺻﻮر ﺷﺨﺼﯿﺔ ﻟﮫ وﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﯾﻮﻣﯿﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﻗﺪراً ﻻ ﺑﺄس ﺑﮫ ﻷي ﺟﮭﺔ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ أدق اﻟﺘﻔﺎﺻﯿﻞ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ
•
•
•
• •
•
وﯾﻘﻮل ﺟﯿﺮاﻟﺪ ﻧﯿﺮو اﻷﺳﺘﺎذ ﻓﻲ ﻛﻠﯿﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﺮوﻓﺎﻧﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ،وﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎب )ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻻﻧﺘﺮﻧﺖ( ،إن ھﺬه اﻟﺸﺒﻜﺔ ﺗﻢ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻨﮭﺎ ،ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﯾﺪ ﻓﻲ ﻣﺎﯾﻮ 2001وھﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺷﺒﻜﺎت ﯾﺪﯾﺮھﺎ ﻣﺨﺘﺼﻮن ﻧﻔﺴﺎﻧﯿﻮن إﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﻮن ﻣﺠﻨﺪون ﻻﺳﺘﻘﻄﺎب ﺷﺒﺎب اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ وﺧﺼﻮﺻﺎ اﻟﻤﻘﯿﻤﯿﻦ ﻓﻲ دول اﻟﺼﺮاع اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻣﺮﯾﻜﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﯿﺔ. واﺿﺎف ﺟﯿﺮاﻟﺪ ،رﺑﻤﺎ ﯾﻌﺘﻘﺪ ﺑﻌﺾ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻲ اﻻﻧﺘﺮﻧﺖ أن اﻟﻜﻼم ﻣﻊ اﻟﺠﻨﺲ اﻟﻠﻄﯿﻒ ﻣﺜﻼ ،ﯾﻌﺘﺒﺮ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﯾﺒﻌﺪ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ أو ﯾﺒﻌﺪ اﻟﺠﻨﺲ اﻟﻠﻄﯿﻒ ﻧﻔﺴﮫ ﻋﻦ اﻟﺸﺒﮭﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ،ﺑﯿﻨﻤﺎ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ أن ھﻜﺬا ﺣﻮار ھﻮ وﺳﯿﻠﺔ ﺧﻄﯿﺮة ﻟﺴﺒﺮ اﻷﻏﻮار اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﺸﻒ ﻧﻘﺎط ﺿﻌﻒ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﻛﺘﺸﺎﻓﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻮارات اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻷﺧﺮى ،ﻟﮭﺬا ﯾﺴﮭﻞ "ﺗﺠﻨﯿﺪ" اﻟﻌﻤﻼء اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻮارات اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺟﺪا ،ﺑﺤﯿﺚ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺴﺒﯿﻞ اﻷﺳﮭﻞ ﻟﻺﯾﻘﺎع ﺑﺎﻟﺸﺨﺺ ودﻣﺠﮫ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﯾﺴﻌﻰ رﺟﻞ اﻟﻤﺨﺎﺑﺮات إﻟﻰ ﺟﻌﻠﮫ "ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻌﻤﯿﻞ". وﺑﺪأ ﻣﻮﻗﻊ facebookاﻟﺬي ﯾﺴﺠﻞ اﻧﻀﻤﺎم أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﯿﻮن ﻋﻀﻮ ﺷﮭﺮﯾﺎ ،ﻓﻲ ﻃﺮح اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﻋﻀﺎﺋﮫ ﻋﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺮﻛﺎت اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﻣﺜﻞ "ﻏﻮﻏﻞ" و"ﯾﺎھﻮ" ،ﺑﮭﺪف اﻟﺪﺧﻮل اﻟﻤﺒﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﺎق ﻟﺒﻨﺎء دﻟﯿﻞ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﻋﺎﻟﻤﻲ ﯾﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ أﻛﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻟﺘﻔﺎﺻﯿﻞ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺴﯿﺮ اﻟﺬاﺗﯿﺔ وأرﻗﺎم اﻟﮭﻮاﺗﻒ وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ ﺳﺒﻞ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﺸﺨﺺ ،وھﻮاﯾﺎت اﻷﻋﻀﺎء وﺣﺘﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ أﺻﺪﻗﺎﺋﮭﻢ، وﯾﻨﻀﻢ ﺣﺎﻟﯿﺎ ﻧﺤﻮ 200أﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﯾﻮﻣﯿﺎ إﻟﻰ 'اﻟﻔﯿﺲ ﺑﻮك' اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﯾﺴﺘﺨﺪﻣﮫ 42ﻣﻠﯿﻮن ﺷﺨﺺ ،ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﻮﻗﻊ ذاﺗﮫ اﻟﻌﺪو اﻟﺨﻔﻲ: وﺗﺘﻮاﻓﻖ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮﺗﮭﺎ اﻟﺼﺤﯿﻔﺔ اﻟﯿﮭﻮدﯾﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﻊ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺤﯿﻔﺔ »اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ« ﻧﺸﺮﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﺪدھﺎ ) (111اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﯾﺦ 9ﻧﯿﺴﺎن .2008 وأﻛﺪ ﺗﻘﺮﯾﺮ »اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ« اﻟﺬي ﻛﺎن ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »اﻟﻌﺪو اﻟﺨﻔﻲ« أن اﻟﺜﻮرة اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ اﻟﻮاﺳﻊ ﻗﺮﯾﺔ ﺻﻐﯿﺮة راﻓﻘﺘﮭﺎ ﺛﻮرات أﺧﺮى ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺮﯾﺔ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻮة ﻏﯿﺮ ﻣﺮﻛﺰﯾﺔ أﻗﺮب ﻣﺎ ﺗﻜﻮن إﻟﻰ اﻟﮭﻼﻣﯿﺔ ،ﺗﺆﺛﺮ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ وﻻ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﮫ
• • • • • • • •
•
•
وأﺿﺎف ﺗﻘﺮﯾﺮ اﻟﺼﺤﯿﻔﺔ أن »اﻻﻧﺘﺮﻧﺖ اﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻲ« ﺷﻜﻞ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﺸﺎره ﻋﺎﻟﻤﯿﺎ واﺣﺪا ﻣﻦ أھﻢ أذرع ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮة اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﺑﺘﻐﯿﯿﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻌﺪ أن ﺧﻠﻘﺖ ﻣﺘﻨﻔﺴﺎ ﻟﻠﺸﺒﺎب ﻟﻠﺘﻌﺒﯿﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮫ ﻋﻦ ﻣﺸﻜﻼت اﻟﻔﺮاغ واﻟﺘﻐﯿﯿﺐ واﻟﺨﻀﻮع واﻟﺘﮭﻤﯿﺶ ،واﻟﺘﻤﺪد أﻓﻘﯿﺎ وﺑﺼﻮرة ﻣﺬھﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﺗﻠﻚ اﻷﻓﻜﺎر واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﮭﺎ ﻋﺮﺑﯿﺎ ودوﻟﯿﺎ. ﻛﻤﺎ أن اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮة ﺑﺎت ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺮرات اﻟﻤﻨﻄﻘﯿﺔ ﻹﺣﺪاث اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ اﻟﺬي ﯾﻼﻣﺲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺸﻌﺒﻲ ورﺑﻤﺎ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺑﻌﺪ دﻋﻮات ﻟﻠﻌﺼﯿﺎن اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻧﺸﺮت ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ »اﻟﻔﯿﺲ ﺑﻮك« وﻣﺤﺎوﻻت اﻟﺸﺎذﯾﻦ ﺟﻨﺴﯿﺎ ﻓﻲ اﻷردن ﻟﺘﻨﻈﯿﻢ أﻧﻔﺴﮭﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺟﺘﻤﺎﻋﺎت ﺗﺠﺮى ﻋﻠﻰ ذات اﻟﻤﻮﻗﻊ ﺑﻌﻨﺎوﯾﻦ واﺿﺤﺔ وأﻓﻜﺎر ﻣﻌﻠﻨﺔ. واﻟﻤﺜﯿﺮ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺘﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺗﯿﺔ أن اﻟﻤﺘﻠﻘﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺬي ﻣﺎ ﺗﻌﻮد ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﺘﺤﺮﻛﺎت اﻟﺘﻐﯿﯿﺮﯾﺔ ،اﻧﺴﺎق وراء اﻟﺪﻋﻮات اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻘﺘﮭﺎ ﺟﮭﺎت ﻻ ﺗﺰال ﻣﺠﮭﻮﻟﺔ ﻹﻋﻼن »اﻟﻌﺼﯿﺎن اﻟﻤﺪﻧﻲ« ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﯾﻮم اﻟﺴﺎدس ﻣﻦ ﻧﯿﺴﺎن ،وﺣﺪث اﻹﺿﺮاب ﻣﻦ دون ﻗﻮة ﻣﺮﻛﺰﯾﺔ ﺗﺪﯾﺮه وﺗﺸﺮف ﻋﻠﯿﮫ وﺗﺘﺒﻨﻰ أﻓﻜﺎره وﺳﯿﺎﻗﺎﺗﮫ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮﯾﺔ ﻓﻲ داﺧﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. أدوات ﺗﺤﻜﻢ ﺟﺪﯾﺪة: وﺗﺤﻮﻟﺖ أدوات اﻻﺣﺘﻼل واﻟﺘﻐﯿﯿﺮ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﻠﻜﮭﺎ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﮭﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻃﻮال اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻤﺎﺿﯿﺔ إﻟﻰ أدوات ﺟﺪﯾﺪة ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻨﻮات اﻟﺘﻔﺎﻋﻠﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺒﻜﺔ اﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺗﯿﺔ وﺳﯿﻠﺔ ﻣﺆﺛﺮة ﺗﺘﺤﻜﻢ ﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮات اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ،وﺑﺎت اﻷﻣﺮ ﻻ ﯾﺤﺘﺎج إﻻ إﻟﻰ أﻓﻜﺎر ودﻋﻮات ﺗﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﺜﻞ »اﻟﻔﯿﺲ ﺑﻮك« ﺗﺪﯾﺮه اﻷﺟﮭﺰة اﻷﻣﻨﯿﺔ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ واﻻﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ. ﻛﻤﺎ أن ھﻨﺎك ﺷﻌﻮرا ﺟﻤﻌﯿﺎ ﻋﺮﺑﯿﺎ ﺑﺎﺳﺘﻔﺎدة اﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻣﻦ اﻟﻜﻢ اﻟﮭﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ »اﻟﻔﯿﺲ ﺑﻮك« وﺗﺤﻠﯿﻠﮭﺎ وﺗﻜﻮﯾﻦ ﺻﻮرة اﺳﺘﺨﺒﺎراﺗﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﻤﺴﻠﻢ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ ﺗﺤﺮﯾﻚ اﻟﺸﺎرع اﻟﻌﺮﺑﻲ. وﻻ ﺗﺨﻔﻰ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﯿﺎ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﯿﺔ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ ،ﻓﺄﺟﮭﺰﺗﮭﺎ اﻷﻣﻨﯿﺔ واﻟﻤﺨﺎﺑﺮاﺗﯿﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺑﺎع ﻃﻮﯾﻞ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺠﺎل وﺛﺮﯾﺔ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﺗﺠﻌﻠﮭﺎ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻊ ﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻓﻲ أي وﻗﺖ ﻋﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺬي ﯾﺸﻜﻞ اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻷﻛﺒﺮ وﯾﻌﺪ اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻓﻲ أي ﻣﻮاﺟﮭﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﯿﺔ. وﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ،ﺑﺎت اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ "ﺟﻮاﺳﯿﺲ" دون أن ﯾﻌﻠﻤﻮا وﯾﻘﺪﻣﻮن ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﮭﻤﺔ ﻟﻠﻤﺨﺎﺑﺮات اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ أو اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ دون أن ﯾﻌﺮﻓﻮا ﻻﺳﯿﻤﺎ وان اﻷﻣﺮ أﺻﺒﺢ ﺳﮭﻼ ﺣﯿﺚ ﻻ ﯾﺘﻄﻠﺐ اﻷﻣﺮ ﻣﻦ أي ﺷﺨﺺ ﺳﻮى اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻰ اﻻﻧﺘﺮﻧﺖ وﺧﺎﺻﺔ ﻏﺮف اﻟﺪردﺷﺔ ،واﻟﺘﺤﺪث ﺑﺎﻟﺴﺎﻋﺎت ﻣﻊ أي ﺷﺨﺺ ﻻ ﯾﻌﺮﻓﮫ ﻓﻲ أي ﻣﻮﺿﻮع ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺲ ﻣﻌﺘﻘﺪا أﻧﮫ ﯾﻔﺮغ ﺷﯿﺌﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺖ اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻟﺪﯾﮫ وﯾﻀﯿﻊ وﻗﺘﮫ وﯾﺘﺴﻠﻰ ،وﻟﻜﻦ اﻟﺬي ﻻ ﯾﻌﺮﻓﮫ أن ھﻨﺎك ﻣﻦ ﯾﻨﺘﻈﺮ ﻟﺘﺤﻠﯿﻞ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﯾﻜﺘﺒﮭﺎ أو ﯾﺘﺤﺪث ﺑﮭﺎ ﻟﺘﺤﻠﯿﻠﮭﺎ واﺳﺘﺨﺮاج اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻣﻨﮭﺎ دون أن ﯾﺸﻌﺮ ھﺬا اﻟﺸﺨﺺ أﻧﮫ أﺻﺒﺢ ﺟﺎﺳﻮﺳﺎ وﻋﻤﯿﻼ ﻟﻠﻤﺨﺎﺑﺮات اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ أو اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ. وھﻨﺎك اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﮭﺎت اﻻﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ اﻟﻤﮭﺘﻤﮫ ﺑﺘﺤﻠﯿﻞ ﻣﺎ ﯾﺼﺪر وﯾﻨﺸﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺎ ﯾﺠﺮي ﻓﯿﮫ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﻠﯿﻞ ﺻﻔﺤﺔ اﻟﻮﻓﯿﺎت ﺑﺎﻟﺼﺤﻒ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ﺧﻼل ﺣﺮوب ) 56و 67و (73ﺟﻤﻊ ﺑﯿﺎﻧﺎت ﺣﻮل اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﯿﻦ اﻟﻤﺼﺮﯾﯿﻦ ووﺣﺪاﺗﮭﻢ وأوﺿﺎﻋﮭﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ وھﻮ ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺣﻈﺮ ﻧﺸﺮ اﻟﻮﻓﯿﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﺴﻜﺮﯾﯿﻦ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﺤﺮوب إﻻ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ. واﺷﺎرت ﻣﺼﺎدر إﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ﺑﺄن ﺗﺤﻠﯿﻞ ﻣﻮاد اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ﺳﺎھﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﻮﻋﺪ ﺑﺪء ﺣﺮب 1967ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺸﺮت اﻟﺼﺤﻒ ﺗﺤﻘﯿﻘﺎ ﺻﺤﺎﻓﯿﺎ ورد ﻓﯿﮫ أن اﻟﺠﯿﺶ ﯾﻌﺪ ﻹﻓﻄﺎر ﺟﻤﺎﻋﻲ ﯾﺤﻀﺮه ﺿﺒﺎط ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺮﺗﺐ ﻓﻲ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺻﺒﺎح ﯾﻮم 5ﯾﻮﻧﯿﻮ1967 • __,
•
وﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ،ﺑﺎت اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ "ﺟﻮاﺳﯿﺲ" دون أن ﯾﻌﻠﻤﻮا وﯾﻘﺪﻣﻮن ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﮭﻤﺔ ﻟﻠﻤﺨﺎﺑﺮات اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ أو اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ دون أن ﯾﻌﺮﻓﻮا …….
اﻻﻣﺎم اﻟﺸﮭﯿﺪ ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ رﺣﻤﮫ اﷲ
• أﯾﮭﺎ اﻟﺸﺒﺎب :
• • • • • • • • •
إﻧﻤﺎ ﺗﻨﺠﺢ اﻟﻔﻜﺮة إذا ﻗﻮي اﻹﯾﻤﺎن ﺑﮭﺎ ،وﺗﻮﻓﺮ اﻹﺧﻼص ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻠﮭﺎ ،وازدادت اﻟﺤﻤﺎﺳﺔ ﻟﮭﺎ ،ووﺟﺪ اﻻﺳﺘﻌﺪاد اﻟﺬي ﯾﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻀﺤﯿﺔ واﻟﻌﻤﻞ ﻟﺘﺤﻘﯿﻘﮭﺎ .وﺗﻜﺎد ﺗﻜﻮن ھﺬه اﻷرﻛﺎن اﻷرﺑﻌﺔ :اﻹﯾﻤﺎن، واﻹﺧﻼص ،واﻟﺤﻤﺎﺳﺔ ،واﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺸﺒﺎب .ﻻن أﺳﺎس اﻹﯾﻤﺎن اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺬﻛﻲ ،وأﺳﺎس اﻹﺧﻼص اﻟﻔﺆاد اﻟﻨﻘﻲ ،وأﺳﺎس اﻟﺤﻤﺎﺳﺔ اﻟﺸﻌﻮر اﻟﻘﻮي ،وأﺳﺎس اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﺰم اﻟﻔﺘﻲ ،وھﺬه ﻛﻠﮭﺎ ﻻ ﺗﻜﻮن إﻻ ﻟﻠﺸﺒﺎب .وﻣﻦ ھﻨﺎ ﻛﺎن اﻟﺸﺒﺎب ﻗﺪﯾﻤﺎ و ﺣﺪﯾﺜﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ أﻣﺔ ﻋﻤﺎد ﻧﮭﻀﺘﮭﺎ ،وﻓﻲ ﻛﻞ ﻧﮭﻀﺔ ﺳﺮ ﻗﻮﺗﮭﺎ ، وﻓﻲ ﻛﻞ ﻓﻜﺮة ﺣﺎﻣﻞ راﯾﺘﮭﺎ) :إِﻧﱠﮭُﻢْ ﻓِﺘْﯿَﺔٌ آﻣَﻨُﻮا ﺑِﺮَﺑﱢﮭِﻢْ وَزِدْﻧَﺎھُ ْﻢ ھُﺪىً( )اﻟﻜﮭﻒ. (13: وﻣﻦ ھﻨﺎ ﻛﺜﺮت واﺟﺒﺎﺗﻜﻢ ، وﻣﻦ ھﻨﺎ ﻋﻈﻤﺖ ﺗﺒﻌﺎﺗﻜﻢ ، وﻣﻦ ھﻨﺎ ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﺣﻘﻮق أﻣﺘﻜﻢ ﻋﻠﯿﻜﻢ ، وﻣﻦ ھﻨﺎ ﺛﻘﻠﺖ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ أﻋﻨﺎﻗﻜﻢ . وﻣﻦ ھﻨﺎ وﺟﺐ ﻋﻠﯿﻜﻢ أن ﺗﻔﻜﺮوا ﻃﻮﯾﻼ ، وأن ﺗﻌﻤﻠﻮا ﻛﺜﯿﺮا ، وأن ﺗﺤﺪدوا ﻣﻮﻗﻔﻜﻢ ، وأن ﺗﺘﻘﺪﻣﻮا ﻟﻺﻧﻘﺎذ ، وأن ﺗﻌﻄﻮا اﻷﻣﺔ ﺣﻘﮭﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺸﺒﺎب. ﻗﺪ ﯾﻨﺸﺄ اﻟﺸﺎب ﻓﻲ أﻣﺔ وادﻋﺔ ھﺎدﺋﺔ ،ﻗﻮي ﺳﻠﻄﺎﻧﮭﺎ واﺳﺘﺒﺤﺮ ﻋﻤﺮاﻧﮭﺎ ،ﻓﯿﻨﺼﺮف إﻟﻰ ﻧﻔﺴﮫ اﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﯾﻨﺼﺮف إﻟﻰ أﻣﺘﮫ ،وﯾﻠﮭﻮ وﯾﻌﺒﺚ وھﻮ ھﺎدئ اﻟﻨﻔﺲ ﻣﺮﺗﺎح اﻟﻀﻤﯿﺮ .وﻗﺪ ﯾﻨﺸﺄ ﻓﻲ أﻣﺔ ﺟﺎھﺪة ﻋﺎﻣﻠﺔ ﻗﺪ اﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻏﯿﺮھﺎ ،واﺳﺘﺒﺪ ﺑﺸﺆوﻧﮭﺎ ﺧﺼﻤﮭﺎ ﻓﮭﻲ ﺗﺠﺎھﺪ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﺳﺘﺮداد اﻟﺤﻖ اﻟﻤﺴﻠﻮب ،واﻟﺘﺮاث اﻟﻤﻐﺼﻮب ،واﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﻀﺎﺋﻌﺔ واﻷﻣﺠﺎد اﻟﺮﻓﯿﻌﺔ ،واﻟﻤﺜﻞ اﻟﻌﺎﻟﯿﺔ .وﺣﯿﻨﺌﺬ ﯾﻜﻮن ﻣﻦ أوﺟﺐ اﻟﻮاﺟﺒﺎت ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﺸﺒﺎب أن ﯾﻨﺼﺮف إﻟﻰ أﻣﺘﮫ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﯾﻨﺼﺮف إﻟﻰ ﻧﻔﺴﮫ .وھﻮ إذ ﯾﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﯾﻔﻮز ﺑﺎﻟﺨﯿﺮ اﻟﻌﺎﺟﻞ ﻓﻲ ﻣﯿﺪان اﻟﻨﺼﺮ ،و اﻟﺨﯿﺮ اﻵﺟﻞ ﻣﻦ ﻣﺜﻮﺑﺔ اﷲ .وﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺣﻈﻨﺎ أن ﻛﻨﺖ ﻣﻦ اﻟﻔﺮﯾﻖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺘﻔﺘﺤﺖ أﻋﯿﻨﻨﺎ ﻋﻠﻰ أﻣﺔ داﺋﺒﺔ اﻟﺠﮭﺎد ﻣﺴﺘﻤﺮة اﻟﻜﻔﺎح ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﺤﻖ واﻟﺤﺮﯾﺔ .واﺳﺘﻌﺪوا ﯾﺎ رﺟﺎل ﻓﻤﺎ أﻗﺮب اﻟﻨﺼﺮ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﯿﻦ وﻣﺎ أﻋﻈﻢ اﻟﻨﺠﺎح ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯿﻦ اﻟﺪاﺋﺒﯿﻦ
-1ﻛﺎن إﺑﺮاھﯿﻢ اﻟﻨﺨﻌﻲ إذا ﻃﻠﺒﮫ ﻣﻦ ﯾﻜﺮه أن ﯾﺨﺮج إﻟﯿﮫ وھﻮ ﻓﻲ اﻟﺪار ﻗﺎل ﻟﻠﺠﺎرﯾﺔ :ﻗﻮﻟﻲ ﻟﮫ اﻃﻠﺒﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ وﻻ ﺗﻘﻮﻟﻲ ﻟﮫ ﻟﯿﺲ ھﺎھﻨﺎ ﻛﯿﻼ ﯾﻜﻮن ﻛﺬﺑﺎً - 2ﺣُﻜﻲ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻜﻤﺎء رأى رﺟﻼً ﯾُﻜﺜﺮ اﻟﻜﻼم وﯾُﻘﻞ اﻟﺴﻜﻮت ،ﻓﻘﺎل : إن اﷲ – ﺗﻌﺎﻟﻰ – إﻧﻤﺎ ﺧﻠﻖ ﻟﻚ أذﻧﯿﻦ وﻟﺴﺎﻧﺎ واﺣﺪاً ،ﻟﯿﻜﻮن ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻌﮫ ﺿﻌﻒ ﻣﺎ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﮫ. - 3روى اﻟﺮﺑﯿﻊ ﺑﻦ ﺻﺒﯿﺢ أن رﺟﻼً ﻗﺎل ﻟﻠﺤﺴﻦ :ﯾﺎ أﺑﺎ ﺳﻌﯿﺪ إﻧﻲ أرى أﻣﺮاً أﻛﺮھﮫ ،ﻗﺎل :وﻣﺎ ذاك ﯾﺎ اﺑﻦ أﺧﻲ ،ﻗﺎل :أرى أﻗﻮاﻣﺎً ﯾﺤﻀﺮون ﻣﺠﻠﺴﻚ ﯾﺤﻔﻈﻮن ﻋﻠﯿﻚ ﺳﻘﻂ ﻛﻼﻣﻚ ﺛﻢ ﯾﺤﻜﻮﻧﻚ وﯾﻌﯿﺒﻮﻧﻚ ،ﻓﻘﺎل :ﯾﺎ اﺑﻦ أﺧﻲ :ﻻ ﯾﻜﺒﺮن ھﺬا ﻋﻠﯿﻚ ،أﺧﺒﺮك ﺑﻤﺎ ھﻮ أﻋﺠﺐ ،ﻗﺎل :وﻣﺎ ذاك ﯾﺎ ﻋﻢ ؟ ﻗﺎل :أﻃﻌﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺟﻮار اﻟﺮﺣﻤﻦ وﻣﻠﻮك اﻟﺠﻨﺎن واﻟﻨﺠﺎة ﻣﻦ اﻟﻨﯿﺮان ،وﻣﺮاﻓﻘﺔ اﻷﻧﺒﯿﺎء وﻟﻢ أﻃﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ،إﻧﮫ ﻟﻮ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس أﺣﺪ ﻟﺴﻠﻢ ﻣﻨﮭﻢ ﺧﺎﻟﻘﮭﻢ اﻟﺬي ﺧﻠﻘﮭﻢ ،ﻓﺈذا ﻟﻢ ﯾﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﮭﻢ ﻓﺎﻟﻤﺨﻠﻮق أﺟﺪر أﻻ ﯾﺴﻠﻢ. -4ﻗﺎل ﺟﺒﯿﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ :ﺷﮭﺪت وھﺐ اﺑﻦ ﻣﻨﺒﮫ وﺟﺎءه رﺟﻞ ﻓﻘﺎل :إن ﻓﻼﻧﺎً ﯾﻘﻊ ﻣﻨﻚ ،ﻓﻘﺎل وھﺐ :أﻣﺎ وﺟﺪ اﻟﺸﯿﻄﺎن أﺣﺪاً ﯾﺴﺘﺨﻒ ﺑﮫ ﻏﯿﺮك ؟ ﻓﻤﺎ ﻛﺎن ﺑﺄﺳﺮع ﻣﻦ أن ﺟﺎء اﻟﺮﺟﻞ ،ﻓﺮﻓﻊ ﻣﺠﻠﺴﮫ وأﻛﺮﻣﮫ . -5ﻋﻦ ﺣﺎﺗﻢ اﻷﺻﻢ ﻗﺎل :ﻟﻮ أن ﺻﺎﺣﺐ ﺧﯿﺮ ﺟﻠﺲ إﻟﯿﻚ ﻟﻜﻨﺖ ﺗﺘﺤﺮز ﻣﻨﮫ ، وﻛﻼﻣﻚ ﯾُﻌﺮض ﻋﻠﻰ اﷲ ﻓﻼ ﺗﺘﺤﺮز ﻣﻨﮫ . -6ﺣﺪث أﺑﻮ ﺣﯿﺎن اﻟﺘﻤﯿﻤﻲ ﻋﻦ أﺑﯿﮫ ﻗﺎل :رأﯾﺖ اﺑﻨﺔ اﻟﺮﺑﯿﻊ ﺑﻦ ﺧﺜﯿﻢ أﺗﺘﮫ ﻓﻘﺎﻟﺖ :ﯾﺎ أﺑﺘﺎه ،أذھﺐ أﻟﻌﺐ ؟ ﻗﺎل :ﯾﺎ ﺑﻨﯿﺘﻲ ،إذھﺒﻲ ﻗﻮﻟﻲ ﺧﯿﺮا . -7اﻏﺘﺎب رﺟﻞ ﻋﻨﺪ ﻣﻌﺮوف اﻟﻜﺮﺧﻲ ﻓﻘﺎل ﻟﮫ :اذﻛﺮ اﻟﻘﻄﻦ إذا وُﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﯿﻨﯿﻚ . -8ﻗﺎل رﺟﻞ ﻟﻌﻤﺮو ﺑﻦ ﻋﺒﯿﺪ :إن اﻷﺳﻮاري ﻣﺎزال ﯾﺬﻛُﺮك ﻓﻲ ﻗﺼﺼﮫ ﺑﺸﺮٍ ،ﻓﻘﺎل ﻟﮫ ﻋﻤﺮو :ﯾﺎ ھﺬا ،ﻣﺎ رﻋﯿﺖ ﺣﻖ ﻣﺠﺎﻟﺴﺔ اﻟﺮﺟﻞ ﺣﯿﺚ ﻧﻘﻠﺖ إﻟﯿﻨﺎ ﺣﺪﯾﺜﮫ ،وﻻ أدﯾﺖ ﺣﻘﻲ ﺣﯿﻦ أﻋﻠﻤﺘﻨﻲ ﻋﻦ أﺧﻲ ﻣﺎ أﻛﺮه ،وﻟﻜﻦ أﻋﻠﻤﮫ أن اﻟﻤﻮت ﯾﻌُﻤﻨﺎ واﻟﻘﺒﺮ ﯾﻀﻤﻨﺎ واﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﺗﺠﻤﻌﻨﺎ ،واﷲ – ﺗﻌﺎﻟﻰ – ﯾﺤﻜﻢ ﺑﯿﻨﻨﺎ وھﻮ ﺧﯿﺮ اﻟﺤﺎﻛﻤﯿﻦ -9ﻗﯿﻞ ﻟﻠﻤﻌﺎﻓﻲ ﺑﻦ ﻣﻌﺮان :ﻣﺎ ﺗﺮى ﻓﻲ اﻟﺮﺟﻞ ﯾُﻘﺮض اﻟﺸﻌﺮ وﯾﻘﻮﻟﮫ ؟ ﻗﺎل : ھﻮ ﻋﻤﺮك ﻓﺄﻓﻨﮫ ﺑﻤﺎ ﺷﺌﺖ !! -10ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس – رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ – ﻗﺎل :ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻲء ﯾﺘﻜﻠﻢ ﺑﮫ اﺑﻦ آدم إﻻ وﯾﻜﺘﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﺣﺘﻰ أﻧﯿﻨﮫ ﻓﻲ ﻣﺮﺿﮫ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺮض اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ ﻓﻘﯿﻞ ﻟﮫ :إن ﻃﺎووﺳﺎً ﻛﺎن ﯾﻜﺮه أﻧﯿﻦ اﻟﻤﺮض ،ﻓﺘﺮﻛﮫ . -11ﻗﺎل ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ :ﻣﻦ ﻋﻠﻢ أن ﻛﻼﻣﮫ ﻣﻦ ﻋَﻤَﻠِﮫِ ،ﻗﻞ ﻛﻼﻣﮫ إﻻ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻌﻨﯿﮫ . -12ﻗﺎل اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ :ﻓﺘﺸﻨﺎ اﻟﻮرع ﻓﻠﻢ ﻧﺠﺪه ﻓﻲ ﺷﻲء أﻗﻞ ﻣﻨﮫ ﻓﻲ اﻟﻠﺴﺎن. -13ﻛﺎن ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﺨﯿﺎر ﯾﻘﻮل ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺴﮫ :اﻟﻠﮭﻢ ﺳﻠﻤﻨﺎ ،وﺳﻠﻢ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻣﻨّﺎ . -14ﻗﺎل ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻠﻒ ..ﯾُﻌﺮض ﻋﻠﻰ اﺑﻦ آدم ﺳﺎﻋﺎت ﻋﻤﺮه ،ﻓﻜﻞ ﺳﺎﻋﺔ ﻟﻢ ﯾﺬﻛﺮ اﷲ ﻓﯿﮭﺎ ﺗﺘﻘﻄﻊ ﻧﻔﺴﮫ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺣﺴﺮات .. -15ﻗﺎل اﻟﺤﺴﻦ اﺑﻦ ﺑﺸﺎر :ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﯿﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﺎ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﺑﻜﻠﻤﺔ أﺣﺘﺎج أن أﻋﺘﺬر ﻣﻨﮭﺎ . -16ﻗﺎل ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر :ﻛﻨﺎ ﻋﻨﺪ أﯾﻮب اﻟﺴﺨﺘﯿﺎﻧﻲ ﻓﻐﻠﻄﻨﺎ وﺗﻜﻠﻤﻨﺎ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻨﺎ :ﻛﻔﻮا ..ﻟﻮ أردت أن أﺧﺒﺮﻛﻢ ﺑﻜﻞ ﺷﻲء ﺗﻜﻠﻤﺖ ﺑﮫ اﻟﯿﻮم ﻟﻔﻌﻠﺖ . -17وﻛﺎن اﻟﺸﻌﺒﻲ إذا ﻃُﻠﺐ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺰل وھﻮ ﯾﻜﺮه ﺧﻂ داﺋﺮة وﻗﺎل ﻟﻠﺠﺎرﯾﺔ : ﺿﻌﻲ اﻷﺻﺒﻊ ﻓﯿﮭﺎ وﻗﻮﻟﻲ ﻟﯿﺲ ھﺎھﻨﺎ . وھﺬا ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﺄﻣﺎ ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﻼ ،ﻷن ھﺬا ﺗﻔﮭﯿﻢ اﻟﻜﺬب وإن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﻟﻠﻔﻆ ﻛﺬﺑﺎً ﻓﮭﻮ ﻣﻜﺮوه ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﻠﺔ. -18ﻗﺎل رﺟﻞ ﻟﻠﻔﻀﯿﻞ اﺑﻦ ﻋﯿﺎض :إن ﻓﻼﻧﺎً ﯾﻐﺘﺎﺑﻨﻲ ،ﻗﺎل :ﻗﺪ ﺟﻠﺐ ﻟﻚ اﻟﺨﯿﺮ ﺟﻠﺒﺎً.
-19ﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻣﮭﺪي :ﻟﻮﻻ أﻧﻲ أﻛﺮه أن ﯾُﻌﺼﻰ اﷲ ﺗﻤﻨﯿﺖ أﻻ ﯾﺒﻘﻰ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻌﺼﺮ أﺣﺪٌ إﻻ وﻗﻊ ﻓﻲّ واﻏﺘﺎﺑﻨﻲ ﻓﺄي ﺷﻲء أھﻨﺄ ﻣﻦ ﺣﺴﻨﺔ ﯾﺠﺪھﺎ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﻔﺘﮫ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﻟﻢ ﯾﻌﻤﻠﮭﺎ وﻟﻢ ﯾﻌﻠﻢ ﺑﮭﺎ. -20ﻗﺎل رﺟﻞ ﻟﺒﻜﺮ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ :ﺑﻠﻐﻨﻲ أﻧﻚ ﺗﻘﻊ ﻓﻲّ ،ﻗﺎل أﻧﺖ إذاً أﻛﺮم ﻋﻠﻲﱠ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ . -21رُؤي ﺑﻌﺾ اﻷﻛﺎﺑﺮ ﻣﻦ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﻮم ﻓﺴُﺌﻞ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﮫ ،ﻓﻘﺎل : أﻧﺎ ﻣﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﮫ ﻗُﻠﺘُﮭﺎ ،ﻗُﻠﺖُ :ﻣﺎ أﺣﻮج اﻟﻨﺎس إﻟﻰ ﻏﯿﺚ ،ﻓﻘﯿﻞ ﻟﻲ : وﻣﺎ ﯾﺪرﯾﻚ ؟ أﻧﺎ أﻋﻠﻢ ﺑﻤﺼﻠﺤﺔ ﻋﺒﺎدي. -22ﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زﯾﺎد :ﻛﻨﺖ ﻋﻨﺪ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻓﻘﺎل ﻟﮫ رﺟﻞ :ﯾﺎ أﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻗﺪ اﻏﺘﺒﺘﻚ ،ﻓﺎﺟﻌﻠﻨﻲ ﻓﻲ ﺣﻞ ،ﻗﺎل :أﻧﺖ ﻓﻲ ﺣﻞ إن ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ،ﻓﻘﻠﺖ ﻟﮫ :أﺗﺠﻌﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻞ ﯾﺎ أﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ وﻗﺪ اﻏﺘﺎﺑﻚ ؟ ﻗﺎل :أﻟﻢ ﺗﺮﻧﻲ اﺷﺘﺮﻃﺖ ﻋﻠﯿﮫ . -23وﺟﺎء اﺑﻦ ﺳﯿﺮﯾﻦ أﻧﺎسٌ ﻓﻘﺎﻟﻮا :إﻧﺎ ﻧﻠﻨﺎ ﻣﻨﻚ ﻓﺎﺟﻌﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﻞ ،ﻗﺎل :ﻻ أﺣﻞ ﻟﻜﻢ ﺷﯿﺌﺎً ﺣﺮﻣﮫ اﷲ . ﻓﻜﺄﻧﮫ أﺷﺎر إﻟﯿﮫ ﺑﺎﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ،واﻟﺘﻮﺑﺔ إﻟﻰ اﷲ ﻣﻊ اﺳﺘﺤﻼﻟﮫ ﻣﻨﮫ . -24ﻗﺎل ﻃﻮق ﺑﻦ ﻣﻨﺒﮫ :دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﯿﺮﯾﻦ ﻓﻘﺎل :ﻛﺄﻧﻲ أراك ﺷﺎﻛﯿﺎ؟ ﻗﻠﺖ :أﺟـﻞ ،ﻗﺎل :اذھﺐ إﻟﻰ ﻓﻼن اﻟﻄﺒﯿﺐ ﻓﺎﺳﺘﻮﺻﻔﮫ ﺛﻢ ﻗﺎل : اذھﺐ إﻟﻰ ﻓﻼن ﻓﺈﻧﮫ أﻃﺐ ﻣﻨﮫ ،ﺛﻢ ﻗﺎل :أﺳﺘﻐﻔﺮ اﷲ أراﻧﻲ ﻗﺪ اﻏﺘﺒﺘﮫ . -25روي ﻋﻦ اﻟﺤﺴﻦ أن رﺟﻼً ﻗﺎل :إن ﻓﻼﻧﺎً ﻗﺪ اﻏﺘﺎﺑﻚ ،ﻓﺒﻌﺚ إﻟﯿﮫ ﻃﺒﻘﺎً ﻣﻦ اﻟﺮﻃﺐ ،وﻗﺎل :ﺑﻠﻐﻨﻲ أﻧﻚ أھﺪﯾﺖ إﻟﻲّ ﺣﺴﻨﺎﺗﻚ ،ﻓﺄردت أك أﻛﺎﻓﺌﻚ ﻋﻠﯿﮭﺎ ،ﻓﺎﻋﺬرﻧﻲ ،ﻓﺈﻧﻲ ﻻ أﻗﺪر أن أﻛﺎﻓﺌﻚ ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﺎم. -26وذﻛﺮ ﻋﻦ أﺑﻲ أﻣﺎﻣﺔ اﻟﺒﺎھﻠﻲ – رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ – أﻧﮫ ﻗﺎل :إن اﻟﻌﺒﺪ ﻟﯿُﻌﻄﻰ ﻛﺘﺎﺑﮫ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﻓﯿﺮى ﻓﯿﮫ ﺣﺴﻨﺎت ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻗﺪ ﻋﻤﻠﮭﺎ ،ﻓﯿﻘﻮل ﯾﺎ رب :ﻣﻦ أﯾﻦ ﻟﻲ ھﺬا؟ ﻓﯿﻘﻮل :ھﺬا ﺑﻤﺎ اﻏﺘﺎﺑﻚ اﻟﻨﺎس واﻧﺖ ﻻ ﺗﺸﻌﺮ. -27ﻗﯿﻞ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺤﻜﻤﺎء :ﻣﺎ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ أن رﯾﺢ اﻟﻐﯿﺒﺔ وﻧﺘﻨﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺒﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻻ ﺗﺘﺒﯿﻦ ﻓﻲ ﯾﻮﻣﻨﺎ ھﺬا ؟ ﻗﺎل :ﻷن اﻟﻐﯿﺒﺔ ﻗﺪ ﻛﺜﺮت ﻓﻲ ﯾﻮﻣﻨﺎ ،ﻓﺎﻣﺘﻸت اﻷﻧﻮف ﻣﻨﮭﺎ ،ﻓﻠﻢ ﺗﺘﺒﯿﻦ اﻟﺮاﺋﺤﺔ وھﻲ اﻟﻨﺘﻦ ،وﯾﻜﻮن ﻣﺜﺎل ھﺬا ،ﻣﺜﺎل رﺟﻞ دﺧﻞ اﻟﺪﺑﺎﻏﯿﻦ ،ﻻ ﯾﻘﺪر ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺮاﺋﺤﺔ ،وأھﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺪار ﯾﺄﻛﻠﻮن ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻄﻌﺎم وﯾﺸﺮﺑﻮن اﻟﺸﺮاب وﻻ ﺗﺘﺒﯿﻦ ﻟﮭﻢ اﻟﺮاﺋﺤﺔ ،ﻷﻧﮭﻢ ﻗﺪ اﻣﺘﻸت أﻧﻮﻓﮭﻢ ﻣﻨﮭﺎ ،ﻛﺬﻟﻚ أﻣﺮ اﻟﻐﯿﺒﺔ ﻓﻲ ﯾﻮﻣﻨﺎ ھﺬا . -28ﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎرك :ﻗﻠﺖ ﻟﺴﻔﯿﺎن اﻟﺜﻮري :ﯾﺎ أﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻣﺎ أﺑﻌﺪ أﺑﺎ ﺣﻨﯿﻔﺔ ﻋﻦ اﻟﻐﯿﺒﺔ ،ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺘﮫ ﯾﻐﺘﺎب ﻋﺪواً ﻟﮫ ﻗﻂ ،ﻓﻘﺎل :ھﻮ أﻋﻘﻞ ﻣﻦ أن ﯾﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻨﺎﺗﮫ ﻣﺎ ﯾُﺬھﺒﮭﺎ . -29روي ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ أﻧﮫ دﺧﻞ ﻋﻠﯿﮫ رﺟﻞ ﻓﺬﻛﺮ ﻟﮫ ﻋﻦ رﺟﻞ ﺷﯿﺌﺎ ،ﻓﻘﺎل ﻟﮫ ﻋﻤﺮ :إن ﺷﺌﺖ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻓﻲ أﻣﺮك ،ﻓﺈن ﻛﻨﺖ ﻛﺎذﺑﺎ ﻓﺄﻧﺖ ﻣﻦ أھﻞ ھﺬه اﻵﯾﺔ } :إن ﺟﺎءﻛﻢ ﻓﺎﺳﻖٌ ﺑﻨﺒﺄ ﻓﺘﺒﯿﻨﻮا{ وإن ﻛﻨﺖ ﺻﺎدﻗﺎً ﻓﺄﻧﺖ ﻣﻦ أھﻞ ھﺬه اﻵﯾﺔ } ھﻤﺎزٍ ﻣﺸﺎءٍ ﺑﻨﻤﯿﻢ { وإن ﺷﺌﺖ ﻋﻔﻮﻧﺎ ﻋﻨﻚ ؟ ﻓﻘﺎل : اﻟﻌﻔﻮ ﯾﺎ أﻣﯿﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ،ﻻ أﻋﻮد إﻟﯿﮫ أﺑﺪا . -30ﻗﺎل رﺟﻞ ﻟﻌﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ – وﻛﺎن أﻣﯿﺮاً – ﺑﻠﻐﻨﻲ أن ﻓﻼﻧﺎً أﻋﻠﻢ اﻷﻣﯿﺮ أﻧﻲ ذﻛﺮﺗﮫ ﺑﺴﻮء ،ﻗﺎل :ﻗﺪ ﻛﺎن ذﻟﻚ ،ﻗﺎل ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ ﺑﻤﺎ ﻗﺎل ﺣﺘﻰ أﻇﮭﺮ ﻛﺬﺑﮫ ﻋﻨﺪك ؟ ﻗﺎل :ﻣﺎ أﺣﺐ أن أﺷﺘﻢ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻠﺴﺎﻧﻲ ،وﺣﺴﺒﻲ أﻧﻲ ﻟﻢ أﺻﺪﻗﮫ ﻓﯿﻤﺎ ﻗﺎل ،وﻻ أﻗﻄﻊ ﻋﻨﻚ اﻟﻮﺻﺎل .
ﻗﺎل ﺷﯿﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ﻣﻮﺿﺤﺎً ﺣﺎل اﻟﻜﺜﯿﺮﯾﻦ.. وﻣﻦ اﻟﻌﺠﺐ أن اﻹﻧﺴﺎن ﯾﮭﻮن ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺘﺤﻔﻆ ﻣﻦ أﻛﻞ اﻟﺤﺮام واﻟﻈﻠﻢ واﻟﺴﺮﻗﺔ وﺷﺮب اﻟﺨﻤﺮ ،وﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﻤﺤﺮم وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ، وﯾﺼﻌﺐ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺘﺤﻔﻆ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﻟﺴﺎﻧﮫ ،ﺣﺘﻰ ﺗﺮى ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ ﯾﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺑﺎﻟﺪﯾﻦ واﻟﺰھﺪ واﻟﻌﺒﺎدة ،وھﻮ ﯾﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت ﻣﻦ ﺳﺨﻂ اﷲ ﻻ ﯾﻠﻘﻲ ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻻً ،ﯾﻨﺰل ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﻣﻨﮭﺎ أﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺸﺮق واﻟﻤﻐﺮب ،وﻛﻢ ﺗﺮى ﻣﻦ رﺟﻞ ﻣﺘﻮرع ﻋﻦ اﻟﻔﻮاﺣﺶ واﻟﻈﻠﻢ وﻟﺴﺎﻧﮫ ﯾﻔﺮي ﻓﻲ أﻋﺮاض اﻷﺣﯿﺎء واﻷﻣﻮات ،وﻻ ﯾﺒﺎﻟﻲ ﻣﺎ ﯾﻘﻮل.
ﺣﺮص اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﻮة د .ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻮﺳﻰ اﻟﺸﺮﯾﻒ ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ھﻢ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻷﻋﻈﻢ ھﻮ ھﺪاﯾﺔ ﻗﻮﻣﮫ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ،وﻛﺎن ﯾﺘﺄﻟﻢ إن ﻟﻢ ﯾﻘﺒﻠﻮا اﻟﺪﻋﻮة ﺣﺘﻰ إن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻧﺰل ﻓﻲ ﺷﺄﻧﮫ ﻗﺮآﻧًﺎ ﯾﺘﻠﻰ} :ﻟَﻌَﻠﱠﻚَ ﺑَﺎﺧِﻊٌ ﻧَﻔْﺴَﻚَ أَﻻﱠ ﯾَﻜُﻮﻧُﻮا ﻣُﺆْﻣِﻨِﯿﻦَ{ ]اﻟﺸﻌﺮاء: [3؛ أي ﻟﻌﻠﻚ ﻣﮭﻠﻚ ﻧﻔﺴﻚ ھﻤﺎ وﻏﻤﺎ وﺣﺰﻧًﺎ .وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻓَﻠَﻌَﻠﱠﻚَ ﺑَﺎﺧِﻊٌ ﻧَﻔْﺴَﻚَ ﻋَﻠَﻰ آَﺛَﺎرِھِﻢْ إِنْ ﻟَﻢْ ﯾُﺆْﻣِﻨُﻮا ﺑِﮭَﺬَا اﻟْﺤَﺪِﯾﺚِ أَﺳَﻔًﺎ{]اﻟﻜﮭﻒ.[6 وﻣﻦ ھﺬا اﻧﻄﻠﻖ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إﻟﻰ دﻋﻮة ﻗﻮﻣﮫ ﺑﻜﻞ ﻣﺎﯾﺴﺘﻄﯿﻌﮫ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ ،ﻟﻜﻨﮫ ﻟﻢ ﯾﺠﺪ ﻣﻦ ﺟﻤﮭﻮرھﻢ اﻷﻋﻈﻢ إﻻ اﻟﺼﺪ واﻟﺘﻜﺬﯾﺐ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎت أﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ وﺟﺪت ﻗﺮﯾﺶ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﺳﺎﻧﺤﺔ ﻟﺘﻨﺎل ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﻠﮫ ﻣﻨﮫ ﻓﻲ ﺣﯿﺎة ﻋﻤﮫ ،ﻓﺄراد اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﯾﺠﺪ ﻟﺪﻋﻮﺗﮫ أﻧﺼﺎرًا وﻣﻨﻌﺔ ،ﻓﺼﻌﺪ إﻟﻰ ﺛﻘﯿﻒ ﯾﺘﻠﻤﺲ ﻣﻨﮭﻢ اﻟﻨﺼﺮة ورﺟﺎء أن ﯾﻘﺒﻠﻮا ﻋﻨﮫ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﮫ ﻣﻦ اﻟﮭﺪى واﻟﺮﺷﺎد. ﻓﻠﻤﺎ وﺻﻞ اﻟﻄﺎﺋﻒ اﻧﺘﮭﻰ إﻟﻰ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺛﻘﯿﻒ ھﻢ ﯾﻮﻣﺌﺬ رأس اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ وﻣﺠﻤﻊ اﻟﻘﻮم وأﺷﺮاﻓﮭﻢ ،وھﻢ ﺛﻼﺛﺔ إﺧﻮة ،ﻋﺒﺪ ﯾﺎ ﻟﯿﻞ وﻣﺴﻌﻮد وﺣﺒﯿﺐ ﺑﻨﻮ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻋﻤﯿﺮ ﺑﻦ ﻋﻮف ،ﻓﺠﻠﺲ إﻟﯿﮭﻢ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻛﻠﻤﮭﻢ ﻓﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ أﺣﺪھﻢ إﻻ أن ﻗﺎل :ھﻮ ﯾﻤﺮط -أي ﯾﻨﺰع -ﺛﯿﺎب اﻟﻜﻌﺒﺔ ،إن ﻛﺎن اﷲ أرﺳﻠﻚ .وﻗﺎل اﻵﺧﺮ :أﻣﺎ وﺟﺪ اﷲ أﺣﺪًا ﯾﺮﺳﻠﮫ ﻏﯿﺮك .وﻗﺎل اﻟﺜﺎﻟﺚ :واﷲ ﻻ أﻛﻠﻤﻚ أﺑﺪًا ،ﻟﺌﻦ ﻛﻨﺖ رﺳﻮﻻً ﻣﻦ اﷲ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮل ﻷﻧﺖ أﻋﻈﻢ ﺧﻄﺮًا ﻣﻦ أن أردﱠ ﻋﻠﯿﻚ اﻟﻜﻼم ،وﻟﺌﻦ ﻛﻨﺖ ﺗﻜﺬب ﻋﻠﻰ اﷲ ﻣﺎ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻟﻲ أن أﻛﻠﻤﻚ.
وھﺬا ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻦ أﺻﻌﺐ اﻟﻤﻮاﻗﻒ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺄﺑﻲ ھﻮ وأﻣﻲ ،ﻓﻠﻤﺎ ﯾﺌﺲ ﻣﻨﮭﻢ ﻗﺎم وﻗﺎل ﻟﮭﻢ" :إذ ﻓﻌﻠﺘﻢ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻢ ،ﻓﺎﻛﺘﻤﻮا ﻋﻨﻲ" .وﻛﺮه رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﯾﺒﻠﻎ اﻟﺨﺒﺮ ﻗﻮﻣﮫ ،ﻟﻜﻨﮭﻢ ﻟﻢ ﯾﻔﻌﻠﻮا -ﻗﺒﺤﮭﻢ اﷲ -وأﻏﺮوا ﺑﮫ ﺳﻔﮭﺎءھﻢ ﯾﺴﺒﻮﻧﮫ وﯾﺼﯿﺤﻮن ﺑﮫ ﺣﺘﻰ اﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻨﺎس ﯾﺮﻣﻮﻧﮫ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎرة ﺣﺘﻰ أدﻣﻮا ﻗﺪﻣﯿﮫ اﻟﺸﺮﯾﻔﺘﯿﻦ ،ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺼﺮف ﻋﻨﮭﻢ دﻋﺎ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺪﻋﺎء ﻋﺠﯿﺐ" ،اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺷﻜﻮ إﻟﯿﻚ ﺿﻌﻒ ﻗﻮﺗﻲ وﻗﻠﺔ ﺣﯿﻠﺘﻲ وھﻮاﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ،ﯾﺎ أرﺣﻢ اﻟﺮاﺣﻤﯿﻦ أﻧﺖ رب اﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﯿﻦ وأﻧﺖ رﺑﻲ ،إﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﻜﻠﻨﻲ؟ إﻟﻰ ﺑﻌﯿﺪ ﯾﺘﺠﮭﻤﻨﻲ أو إﻟﻰ ﻋﺪو ﻣﻠﻜﺘﮫ أﻣﺮي ،إن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﺑﻚ ﻋﻠﻲﱠ ﻏﻀﺐ ﻓﻼ أﺑﺎﻟﻲ ،وﻟﻜﻦ ﻋﺎﻓﯿﺘﻚ ھﻲ أوﺳﻊ ﻟﻲ ،أﻋﻮذ ﺑﻨﻮر وﺟﮭﻚ اﻟﺬي أﺷﺮﻗﺖ ﻟﮫ اﻟﻈﻠﻤﺎت وﺻﻠﺢ ﻋﻠﯿﮫ أﻣﺮ اﻟﺪﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة ﻣﻦ أن ﺗﻨﺰل ﺑﻲ ﻏﻀﺒﻚ أو ﺗﺤﻞ ﻋﻠﻲﱠ ﺳﺨﻄﻚ ،ﻟﻚ اﻟﻌﺘﺒﻰ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﺿﻰ ،وﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﻚ".
ﻭﺍﻟﻌﺠﻴﺏ ﺃﻨﻪ ﺒﻌﺩﻤﺎ ﻻﻗﻰ ﻤﻥ ﺜﻘﻴﻑ ﻟﻡ ﻴﻔﺘﺭ ﻭﻟﻡ ﻴﻤل ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ،ﻓﻘﺩ ﺩﻋﺎ ﻋﺩﺍﺱ -ﻭﻫﻭ ﻏﻼﻡ ﻻﺒﻨﻲ ﺭﺒﻴﻌﺔ ﻋﺘﺒﺔ ﻭﺸﻴﺒﺔ -ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ.
واﻟﻌﺠﯿﺐ أﻧﮫ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻻﻗﻰ ﻣﻦ ﺛﻘﯿﻒ ﻟﻢ ﯾﻔﺘﺮ وﻟﻢ ﯾﻤﻞ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﻮة ،ﻓﻘﺪ دﻋﺎ ﻋَﺪﱠاس -وھﻮ ﻏﻼم ﻻﺑﻨﻲ رﺑﯿﻌﺔ ﻋﺘﺒﺔ وﺷﯿﺒﺔ -إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ،وﻧﺰل إﻟﯿﮫ ﻣﻠﻚ اﻟﺠﺒﺎل ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﺆﺛﺮ ﯾﻘﻮل ﻋﻨﮫ " :اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻋﻠﻰ وﺟﮭﻲ وأﻧﺎ ﻣﮭﻤﻮم ﻓﻠﻢ أﺳﺘﻔﻖ إﻻ وأﻧﺎ ﺑﻘﺮن اﻟﺜﻌﺎﻟﺐ ،ﻓﺮﻓﻌﺖ رأﺳﻲ ﻓﺈذا أﻧﺎ ﺑﺴﺤﺎﺑﺔ ﻗﺪ أﻇﻠﺘﻨﻲ ،ﻓﻨﻈﺮت ﻓﺈذا ﻓﯿﮭﺎ ﺟﺒﺮﯾﻞ ﻓﻨﺎداﻧﻲ وﻗﺎل: إن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﺳﻤﻊ ﻗﻮل ﻗﻮﻣﻚ ﻟﻚ وﻣﺎ ردوا ﻋﻠﯿﻚ ،وﻗﺪ ﺑﻌﺚ إﻟﯿﻚ ﻣﻠﻚ اﻟﺠﺒﺎل ،ﻓﺴﻠﱠﻢ ﻋﻠﻲﱠ ﺛﻢ ﻗﺎل :ﯾﺎ ﻣﺤﻤﺪ ،إن اﷲ ﻗﺪ ﺳﻤﻊ ﻗﻮل ﻗﻮﻣﻚ وأﻧﺎ ﻣﻠﻚ اﻟﺠﺒﺎل ﻗﺪ ﺑﻌﺜﻨﻲ اﷲ ﻟﺘﺄﻣﺮﻧﻲ ﺑﻤﺎ ﺷﺌﺖ ﻓﯿﮭﻢ ،إن ﺷﺌﺖ أن أﻃﺒﻖ ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻷﺧﺸﺒﯿﻦ )ﺟﺒﻠﻲ ﻣﻜﺔ( .ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ :ﺑﻞ أرﺟﻮ أن ﯾﺨﺮج اﷲ ﻣﻦ أﺻﻼﺑﮭﻢ ﻣﻦ ﯾﻌﺒﺪ اﷲ وﻻ ﯾﺸﺮك ﺑﮫ ﺷﯿﺌًﺎ". اﷲ أﻛﺒﺮ! ھﺬه ﻧﻔﺲ ﺷﺮﯾﻔﺔ ﺑﻞ ﻋﺰﯾﺰة ،ﺑﻞ ھﻲ أﻋﻈﻢ أﻧﻔﺲ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﯿﻦ وأﺷﺮﻓﮭﺎ ،ﻻ ﯾﺤﻤﻞ ﺿﻐﯿﻨﺔ وﻻ ﯾﻤﻞ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﻮة، وﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﯿﮫ ﺳﻠﺒًﺎ اﻷﺣﺪاث اﻟﻌﻈﺎم ،ﻓﯿﺎ ﻟﯿﺖ اﻟﺪﻋﺎة ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻌﺼﺮ ﯾﻘﺘﺪون ﺑﮭﺬا اﻟﻨﺒﻲ اﻷﻋﻈﻢ .