آدمِر
إلى (جان) أعلم مقدار األلم الذي تعانيه ...إال أ ّني ال أستطيع الح ّد منه ,صدمتنا بقرارك المفاجئ ...زواجك ممن لم ترد... حياتك التعسة التي أنت فيها .فقدّت نضارتك و حيويتك ...لم أعتقد يوما ً أنك ضعيفٌ ح ّد قتل روحك قبل أوانها. لن أسألك تبريراً يا صديقي ,لكن من ظلمتها معك كانت أع ّز إنسانة لديّ و أنتَ ألحقت بكما الض ّر. كان هللا في عونكما...
أعاد ظهر كرسيّه إلى الخلف و نظر في شاشة المحمول بإمعان و هو يعلم أنه يتغابى حينما طبع إشارة االستفهام و أرسلها للطرف اآلخر ,ال يعلم ما الذي يقوم به أو لماذا؟ هل هو يرضي غرور الذكر فيه؟ أم أن اإلطراء يشبع فراغا ً في شخصيته؟ هو فعالً ال يعلم! حقيقة ...ال يعلم. التقاها بمحض صدفة في إحدى القاعات الجتماع م ّدته يومين و انتهى .لم ينتهي في داخله هو ,قوّ تها مقابل ضعفه الذي يخفيه ,ضحكتها و نقاشها مقابل آراءه .كان يعرف عنها كل شيء تقريبا ً ,لم يستطع منع نفسه عن يمض على وجودها أكثر من عامين و التقصّي خلفها .كانت من عائل ٍة راقيّة ال غبار عليها ,أنيقة المظهر ,لم ِ تمت ترقيتها بعد السنة األولى فوراً .تابع صورها و تع ّقب دخولها على البرامج داخل نظام الشركة ,فهو رئيس قسم التقانة و إعداد البرامج و يستطيع الولوج إلى ملفّ أي كان .التقيّا مجدداً بعد أشهر عدّة و لم تكن حتى تذكر اسمه! ح ّقا ً ...كيف يعقل أن تنسى اسمه و هو من هو؟ ث ّم ...بعد قرابة السنة مجدداً في ذات القاعة حيث كان يجلس داخالً كانت آتي ًّة ألجل إعطاء تدريبات لموظفين جدد انضمّوا حديثا ً. ك :أهالً ...آسفة! اعتقدّت أنكم انتهيتم؟ نار ّ كان يتحدث على الهاتف فأشار إليها بطريقة فهمت منها أنه لم ينتهي ,فانتظرت في الخارج لما يقارب النصف ساعة ث ّم مدّت رأسها مجدداً. ك :أعتقد أن الغرفة محجوزة لقسم التطوير... نار ّ آدمِر :أعتذر ...لكن لم أكن أعلم بهذا ,تستطيعين استخدامها. ك :حسبتك أخبرتني أنه ال؟ نار ّ آدمِر :ال ال ,أجلس هنا ألنهي بعض األمور فقط. ك :أنت شري ٌر _قالتها بطريقة محببة و مازحة_ نار ّ آدمِر :أنا؟ _و قد رفع حاجبيه و ابتسم بنشوة أصابته_ سامحك هللا ,أنا ...لماذا؟ _ضحك_ المهم كيف أنتِ؟ ٌ وقت طويل؟ مضى ك :أجل ...أرجان _بعد تردد و قد أخفضت صوتها_ نار ّ