هذا الحب و قصص أخرى

Page 1


‫لينا شاالتي‬

‫ّ‬ ‫هذا احلب و قصص أخرى‬

‫جمموعة قصصية‬ ‫دمشق ‪4002‬‬


‫اإلهداء‬ ‫ملن أحب و مل ميتلك من حبه سوى األمل و اجلرح ‪....‬‬ ‫إىل كل من ذاق اخلمرة و مل يسعه أن يسكر منها ‪..‬إىل من صدق و‬ ‫أخلص ‪...‬لكل قلب يف هذا العامل تعلم احلب علقما و مل يذقه رحيقا‬ ‫ليقطف ليلكته و يشتم عبريها وحده‪.‬‬ ‫أرجو أن جتدوا فيما ستقرءون سلواكم و حقيقة الواقع الذي حنن‬ ‫فيه ‪.‬‬ ‫لينا الشاالتي‬


‫أنا ليل هادئ مسرتسل منبسط ليس لظلمتي بدء وليس ألعماقي نهاية‬ ‫فإذا ما انتصبت األرواح متعالية بنور أفراحها تتعاىل روحي‬ ‫متجمدة بظالم كآبتها‬

‫جربان خليل جربان‬


‫هذا الحب‬ ‫ما كانت تستطيع النوم ‪.....‬هاهي ذي محرومة من النوم الهانئ‪.......‬ال تغفو ساعة‬ ‫حتى تستيقظ فجأة ‪.....‬و كأنها تسقط من هاوية ‪..‬لتجد نفسها في السرير‪.......‬لكنها‬ ‫استيقظت هذه المرة على صوت السماء تناديها ‪.....‬تطرق بدموعها على شباكها و‬ ‫تستجديها بالخروج إليها ‪......‬كي تريحها كما ترتاح هي ‪.....‬‬ ‫فتحت النافذة و نظرت عاليا إلى السماء ‪........‬أخرجي يا ابنتي ‪...‬أخرجي و‬ ‫أريحي قلبك الصغير بين يدي سترتاحين ‪..‬صدقيني‬ ‫جالت المسكينة ببصرها إلى حديقة منزلهم الواسعة ‪.....‬وهي تتألأل من أثر حبات‬ ‫المطر و كأنها طفل حديث الوالدة ‪...‬خضرتها عذبة ورائحة التراب الممزوج‬ ‫بدموعك أيتها الحزينة الحنونة تجعل القلب يهوى النزول و الوقوف طويال‬ ‫ليستنشق هذا العبير الصافي ‪..‬دون ملل‪..‬ليطهر نفسه بمطرك المرسل من هللا ‪.‬‬ ‫كما هي بمالبس نومها و دون أن تضع أي شال صوفي ‪...‬هبطت درجات السلم‬ ‫الرخامي في منزلهم ذي الطابقين في الريف ‪...‬‬ ‫فتحت الباب الكبير المطل على الحديقة مباشرة و خرجت ‪.....‬عندما فتحت الباب‬ ‫‪...‬هبت ريح عذبة ‪..‬داعبت وجنتيها برفق و حنان و كأنها تدعوها برقة األم‬ ‫الحنون للخروج‪...‬‬ ‫خرجت ‪.....‬و هي زاعمة على أن تفرغ ما بداخلها لترتاح ‪...‬مم ؟؟؟ ممن ظلمها‬ ‫‪ ...‬ممن حطم قلبها و جعله كفتات الخبز بين حناياها من دون أن يرمش له جفن‬ ‫‪....‬هكذا ومن دون سابقة ‪...‬تركها وحيدة بعد أن أركبها بالسفينة‪ ..‬رماها لتعود‬ ‫للشاطئ وحدها ‪....‬تركها في عرض بحره‪.........‬و لم يعلمها كيف تسبح لتعود‬ ‫‪.....‬أنه يراقبها تغرق دون أن يساعدها بل و يضحك من منظرها و أمواج البحر‬ ‫تتالطم من حولها بتهكم ‪...‬‬ ‫من تلك التي بجانبه ؟؟؟ إنها الجديدة ‪...‬يا لها من حمقاء ال تدري أن مصيرها هي‬ ‫األخرى سيكون علقما عليها أكثر مني‬


‫كل تلك الخواطر تأتيها و هي تحت المطر ‪....‬تبكي دون أن يسمعها أحد‪..‬تخفف‬ ‫عنها حبات السماء برفق و حنان ‪....‬جثت على األرض و هي تبكي بحرقة قلب و‬ ‫تتألم ‪......‬و تنتحب كطفل صغير خسر والديه ‪...‬الخنجر بداخلها يأبى الخروج‪...‬ال‬ ‫يريد أن يعفيها من ألمه وال يريد للجرح أن يندمل ‪..‬نامت على التراب دون أن‬ ‫تنتبه لنفسها ‪...‬و استمرت بالبكاء‪.....‬‬ ‫لم تكن تسمح ألحد باالقتراب‪ ...‬لم هو بالذات ‪....‬كيف سمحت ؟؟ إنه الحب !!!!‬ ‫ذاك الوهم األقرب للحقيقة ‪..‬استطاع أن يبني عشا داخل قلبها لكنه كعش الحمامة‬ ‫التي تبنيه على شباك النوافذ و تتركه بعد أن تضع بيضها حتى يستطيع صغارها‬ ‫الطيران ثم تهجره دون الرجوع إليه ‪.....‬‬ ‫شعرت براحة كبيرة ‪..‬و توقفت السماء عندها ‪..‬يبدو أنها أحست منها أنها قد‬ ‫ارتاحت و أخرجت الحقد الذي بداخلها‪...‬و هي مستلقية على التراب الغض‬ ‫‪.....‬نظرت إلى السماء والغيوم بدأت تتبدد و هي تودعها ‪..‬انكشفت أمامها القبة‬ ‫السماوية بلونها الكحلي الغامق و كأنه قطعة من الحرير الهندي المرصع بالماس‬ ‫‪...‬النجوم تتألأل و تقول لها ‪ :‬ال تحزني ليست نهاية العالم ‪.....‬عودي لطبيعتك‬ ‫‪...‬لتلك الوردة التي ما زالت أوراقها تتفتح على ضوء القمر ‪...‬و ارفعي شوكك‬ ‫من جديد و ال تري ضعفك ألحد ‪.....‬اجعليهم يشتموا عبيرك لكن دون جرحك و‬ ‫دون أن تجرحي بشوكك أحد‪...‬ال يستحق أ حد دموعك وال كآبتك ‪....‬ال تقتلي‬ ‫شبابك بما حصل ‪....‬ما زال هناك من يستحقك‪...‬ابتعدي عن مرآتك و انظري من‬ ‫حولك ‪....‬ستجدين الحب من جديد ‪.....‬‬ ‫ابتسمت ‪.....‬و تنهدت بفرحة لتلك األفكار ‪...‬و عادت غرفتها ‪...‬بدلت ثيابها‪..‬لم‬ ‫تغلق النافذة بل تركتها كي تبقى عين السماء عليها تواسيها ‪....‬و نامت‪..‬لتستيقظ‬ ‫في اليوم التالي بروح جديدة و علمت أن الحياة لم تنتهي هنا ‪..‬عنده‪ ...‬و لن يكون‬ ‫حجر عثرة أبدا ‪.........‬‬

‫نار لن تطف أ‬


‫بدأت األمطار تهطل بغزارة ‪....‬و هي تسير وحدها على الشاطئ ‪..‬جل ما كانت‬ ‫تفكر فيه هو كيف وصلت إلى هذا الحال‬ ‫من أوصلها ؟بكل بساطة ‪..‬واقعها ‪...‬أجل ‪..‬انه ما تربت عليه من قبل أخيها الكبير‬ ‫الذي انشق عن العائلة بسبب ترهات بينه و بين ذويه‪...‬كانت هي المعصرة بينه و‬ ‫بينهم و هي ابنة بضع شهور‬ ‫اتبع أخوها المافيا‪...‬أجل العصابات ‪..‬ولم تكن زوجة أخيها تنجب و اعتبرتها ابنتها‬ ‫و أخذت من ظلم الزوج كما أخذت أخته ‪....‬‬ ‫إنها تتذكر كل هذا ‪...‬و تسأل نفسها ‪..‬لم؟؟؟؟؟؟انه القدر ‪..‬أجل‬ ‫إنها من أرقى العائالت الفرنسية ‪....‬و لدت في باريس و ترعرعت في إيطاليا‬ ‫‪..‬بلد المافيا و اإلرهاب‪...‬بيضاء البشرة ‪..‬ذات خدود وردية و شعر أسود فاحم‬ ‫‪...‬عيناها بلون خضرة ماء البحر ‪..‬فيهما بريق الفت جدا ‪...‬ذات قوام جميل‬ ‫ممشوق و جسم رياضي جميل ‪.....‬لكن كل هذا الجمال ال يخفي وراءه سوى‬ ‫شفافية رائعة و حنان دائم مع حنين للوطن و األهل ‪.....‬ثقتها بنفسها ال يستطيع‬ ‫أحد أن يتحداها بها إال وفشل مقابلها‬ ‫إنها من ثارت ضد كل الفوارق و الظلم ‪...‬تعلمت حمل السالح من نعومة أظفارها‬ ‫لمبدأ حماية نفسها ‪....‬حرمت من كل المتع التي على األطفال أن يتمتعوا بها ‪...‬من‬ ‫ألعاب و لعب األطفال ‪..‬حتى من تربية الحيوانات األليفة ‪...‬نعم‪.....‬إنها تذكر المرة‬ ‫التي وجدت فيها هرة صغيرة جدا حديثة الوالدة ‪...‬أحضرتها معها اثر عودتها من‬ ‫المدرسة ‪...‬أخبرتها زوجة أخيها في حينها بأن تخرجها و تخفيها ‪..‬لكن طبيعتها‬ ‫المتمردة لم تستطع إال و المواجهة‪..‬و هذا ما حصل بالفعل‪.....‬فكان نتيجتها العقاب‬ ‫في قبو مظلم مع الجلد من قبل أخيها عندما سمع مرة مواء من غرفتها ‪....‬فدخل‬ ‫عليا الغرفة و بدأ ضربها و أخذ الهرة و صرخ بوجهها ‪:‬‬ ‫عليك أن تكوني بال قلب و رحمة ‪.....‬‬ ‫ليس ذاك فحسب بل و ذبح الهرة المسكينة و أمامها‪ ..‬وقتها فقط عرفت معنى الحقد‬ ‫و الكراهية على أخيها ‪....‬و ما زاد عليها من التعذيب أنه ال يجب البكاء ‪...‬فهي‬ ‫أخت أكبر رؤوس زعماء المافيا الذين اشتهروا بالسفك و الظلم و الدكتاتورية ‪..‬و‬ ‫عليها آن تكون هي المسيرة بعده‬ ‫علمت و هي ابنة اثنتي عشرة سنة من زوجة أخيها ان العائلة قد أقامت محاكمة و‬ ‫طلب رسمي العادتها للعائلة‬


‫لكنها بائت كلها بالفشل ‪....‬ألن معارف األخ كانت أكبر و الرشاوى أعطت‬ ‫مفعولها ‪....‬وبقيت الصغيرة في هذا الشقاء ‪...‬‬ ‫إنها اآلن في السادسة عشر من عمرها ‪...‬وهاهي ذي تفقد زوجة أخيها بسبب‬ ‫انهيار أخالق أخيها وجريه وراء المومسات و الجميالت‪....‬أصيبت بمرض‬ ‫عضال لم يعرفوا له دواء و ساءت حالتها و توفيت ‪.....‬خسرت سندها الوحيد في‬ ‫هذا العالم وبقي أخوها حزينا على ما فعله بزوجته حابسا نفسه بضعة اشهرا في‬ ‫غرفته ‪.....‬ال يتكلم وال يقوى على أي شيء سوى النحيب ‪.....‬‬ ‫إنها تنظر إليه دون ان تصدق‪..‬أيعقل ‪ ..‬انه ذاك المتعجرف البغيض ‪....‬الوحش‬ ‫الكاسر الذي يرهبه حتى السفاحون‪..‬تخور قواه و انه كان يحب زوجته لدرجة انه‬ ‫اآلن قد قسم ظهره بفقدانها‬ ‫لكن لكل ظالم يوم سيظلم فيه ‪.....‬وأنا؟؟سألت نفسها ‪.....‬فعال ‪..‬ما مصيرها إذا‬ ‫رحل أخوها أيضا ؟؟‬ ‫كتب كل ما يملك باسمها هي و أخبرها أنها سوف تبقى لدى عائلة صديقه ولم‬ ‫تمانع بذلك فهي تعرف تلك العائلة كما تعرف أخيها و زوجته‪....‬ولم تمضي‬ ‫األشهر حتى سلم أخوها روحه هلل ‪....‬لكن دون أن يتكلم بأي شي عن عائلتهما‬ ‫و بعد مراسيم التشييع وجدت نفسها قد ‪...........‬قد‬ ‫انتقلت للعيش مع عائلة صديق أخيها ‪...‬كان لديه ولدان الكبير ‪ /‬ديفيد‪ /‬و الصغير ‪/‬‬ ‫ميتشن ‪ /‬و ابنة تسمى ‪ /‬بيونا‪ /‬جميلة و هادئة وكانت تكبرها بعامين فقط‪...‬سمراء‬ ‫البشرة ‪..‬لون بشترها ملفت للنظر فهي تملك جاذبا من نوع خاص ملفتة للنظر و‬ ‫عيون سوداء و قوام ممشوق و قلبا رحيما و ودوده جدا ‪...‬اعتبرتها كأخت لها‬ ‫‪...‬و بقيت كذلك إلى اآلن‬ ‫أما الكبير ‪...‬كان ذا بشرة حنطيه يملك لون عيون أخضر الفت للنظر طويل القامة‬ ‫و له إطاللة جميلة ‪...‬هادئ المبسم و حنون كما يحنو البحر على ما‬ ‫بأحشائه‪....‬أحست من النظرة األولى أنه ‪.....‬أنه قريب من القلب ‪.....‬و هو يكبرها‬ ‫ب سنة فقط ‪....‬أما اآلخر فهو ‪ /‬ومن النظرة األولى ‪ /‬خبيث النظرة و متملق أسمر‬ ‫البشرة كأخته لكن ليس بصفائها ‪...‬ينتابك الشك منه و الريبة و عدم االرتياح له‬ ‫عندما تراه من الوهلة األولى ‪....‬‬


‫أما الوالدان فهما جيدان و قد رحبا بها بكل صدر رحب كرامة لزوجة أخيها التي‬ ‫كانت كريمة جدا معهما و بالطبع ألن مصالح أخيها مرتبطة مع األب أصال و هو‬ ‫الرئيس في منظمتهم‬ ‫بدأت تكمل حياتها معهم ‪...‬و كانت تدير أمالكها وما لها ‪..‬و ساندها األب و األخ‬ ‫الكبير اللذين علماها كيف تتعايش ‪......‬و طبعا كانت لديها المعرفة الجلية ألن‬ ‫أخيها كان يعتمد عليها دائما‪....‬لكنها في عصر الذئاب ووحدها فال بد من وقوف‬ ‫رجل بجانبها يحميها ‪...‬فكانا هما ‪...‬‬ ‫أحست بعد فترة أن‪ /‬ديفيد‪ /‬يحفها بخوفه عليها و بعتابه لها ان أخطأت ‪....‬و لم تكن‬ ‫تنزعج من وجوده أبدا ‪..‬بل تشعر بشعور غريب تجاهه‪....‬لم تألفه داخلها‬ ‫أبدا‪...‬قلبها يطرق بسرعة كبيرة عندما تراه و تحمر وجنتاها و يسرع جريان الدم‬ ‫في عروقها و تتالحق أنفساها حتى أن عيناها تتفاداه ‪......‬لماذا ؟؟ ما هذا الذي‬ ‫تشعر به ؟؟؟؟‬ ‫و هو يبتسم بخبث محبب عندما يراها بهذه الحال ‪...‬لكنه ال يتكلم أبدا ‪.‬‬ ‫فقررت في تلك الليلة أن تسأل‪ /‬بيونا ‪.../‬ما معنى ذلك الشعور ‪....‬خرجت في‬ ‫المساء إلى الشاطئ و كانت األخت جالسة وحدها تقرأ في كتاب ‪....‬طلبت منها أن‬ ‫تتحدث معها ‪...‬فرحبت األخيرة بذلك ‪..‬‬ ‫بيونا ‪ :‬ها ‪..‬خبريني ‪..‬أهناك ما يزعجك يا صغيرتي ؟؟‬ ‫فلونا ‪ :‬لكن لن تضحكي مني أو تخبري أحدا !!!‬ ‫بيونا ‪ :‬بالطبع ‪..‬ومنذ متى وما يكون بيننا يصل لغيرنا ‪..‬أو عهدت علي غير ذلك‬ ‫يا قطتي‬ ‫فلونا ‪..‬ال‬ ‫بيونا ‪ :‬أطلقي للسانك العنان و دعيني أكون بئرك السري‬ ‫و بدأت تحكي لها ما تشعر به و كيف تكون ردة فعلها هي و ردة فعل‪ /‬ديفيد‪/‬‬ ‫مقابلها ‪...‬‬


‫بيونا ‪ :‬أيتها الخبيثة الماكرة ‪ /‬قالتها بطريقة محببة و هي تقرص خدها بود‪ /‬إنه ((‬ ‫الحب))‬ ‫نظرت‪ /‬فلونا‪ /‬إليها ‪....‬و دهشت ‪........‬بقيت صامتة و لم تتكلم ‪...‬فهي لم تعرف‬ ‫الحب أو تحب أحدا قط‬ ‫عرفت الحب بأنه حب البنت ألمها ‪ /‬بحبها لزوجة أخيها ‪ /‬و حب الرجل لزوجته ‪/‬‬ ‫عندما خسر أخوها زوجته ‪/‬‬ ‫و حب األخت ألختها ‪ /‬بحبها ل بيونا ‪.../‬‬ ‫لكن ما هذا ‪..‬اهو نوع جديد من الحب ؟؟؟و كيف ؟؟‬ ‫بدأت تسألها بكل ما يعتلج خاطرها من أفكار ‪..‬و‪ /‬بيونا‪ /‬تتجاوب معها بكل بساطة‬ ‫و دون ملل‪..‬‬ ‫بيونا ‪ :‬سأتأكد من مشاعر أخي أوال ثم أخبرك إن كان عليك االستمرار بهذا‬ ‫الوضع أو أن تتوقفي و تعتبريه أخيك الكبير فقط ‪...‬فأنا ال أريد لك العذاب‪..‬يكفيك‬ ‫بعدك عن األهل و فقدانك عائلتك هنا و تغريبك عن والديك و عائلتك قاطبة في‬ ‫باريس‪.‬‬ ‫لم تتفوه المسكينة بكلمة أبدا ‪..‬بل جلست عند الشاطئ بينما قامت األخت للداخل‬ ‫كي ترى أخيها وتتحرى عن األمر‬ ‫جلست تتأمل في ما يحصل لها ‪...‬و كيف أن المشاعر كانت محرمة عليها‬ ‫‪..‬أحست أنها تريد أن ‪..‬أن ‪...‬‬ ‫تبكي ‪...‬أجل ‪........‬تبكي ‪..‬فقامت تركض و تركض على شاطئ البحر من دون‬ ‫هوادة ‪..‬ال تعلم لماذا تبكي لكنها تفعلها ومن دون أن يراها أحدهم ‪/‬كعادتها‪ /‬لكنها‬ ‫لم تعلم ماهية هذه الدموع‪........‬ألنها لو تعلم وقتها لعلمت أنها دموع الحرية‬ ‫‪...........‬دموع الحياة التي حرمت من لذتها طوال سبعة عشر عاما ‪....‬لكن‬ ‫‪.....‬ما أقساك أيتها الدنيا ‪..‬فسوف تنقلب هذه الدموع إلى نار و عذاب ‪..‬‬


‫لم تكن تعلم ما ينتظرها في المستقبل القريب ‪....‬لم تكن على علم أن األخ الصغير‬ ‫يهوى التعذيب و يكره أخاه الكبير لدرجة انتقامه منه بحرمانهما من بعضهما‬ ‫البعض إلى األبد و من دون رجعة ‪.‬‬ ‫و لم تمض أيام حتى تأكدت األخت من مشاعر أخيها و كيف ؟؟‬ ‫صعدت إليه في غرفة المطالعة إنها غرفة كبيرة تطل على البحر مليئة بالرفوف‬ ‫المرتبة و الكتب المنسقة بطريقة فنية جدا‪...‬كان يقرأ رواية ل ‪/‬أرسين لوبين‪.../‬‬ ‫بيونا ‪ :‬أأستطيع التحدث قليال أيها العاشق؟؟‬ ‫نظر إليها بدهشة ‪..‬فباغتته‬ ‫بيونا ‪ :‬ما رأيك ب ‪ /‬فلونا‪/‬؟؟؟؟‬ ‫ديفيد‪................... :‬‬ ‫بيونا ‪ :‬أجل ‪..‬فلونا ‪....‬لم تنظر إلي بهذه الطريقة و كأنك ذاك البريء ‪....‬لقد ال‬ ‫حظت نظراتك إليها ‪...‬إنك معجب بها !!!!ال تكذب على أختك ؟؟‬ ‫ديفيد ‪ :‬و لم أكذب ؟؟؟‬ ‫بيونا ‪ :‬لكن نظراتك ال تكذب أبدا!!إنها ملفتة للنظر ‪...‬رقيقة و ناعمة ‪...‬واثقة و‬ ‫طيبة ‪...‬بسيطة و حالمة ‪...‬و هي تتدبر أمورها بشكل رائع ‪.....‬أو أن لك رأي‬ ‫آخر؟؟‬ ‫ديفيد ‪........................ :‬ال ‪.................‬لكن ‪................‬‬ ‫بيونا ‪ :‬هيا ‪...‬هاقد بدأ وجهك بالتعرق و االحمرار ‪......‬إذا أنا على صواب ‪...‬أنت‬ ‫معجب بها ؟؟؟‬ ‫ديفيد ‪ :‬أنت على صواب بكل ما وصفتيه بها ‪.....‬لكن ‪...‬‬ ‫بيونا ‪ :‬لكن ماذا؟؟‬


‫ديفيد ‪ :‬ال أعلم ال أخفيك سرا أنني أكون بقمة السعادة عندما نكون سويا ‪....‬ال‬ ‫أشعر بالوقت ‪..‬و أكون براحة تامة ‪....‬لكن هذا ال يعني شيئا أيتها الماكرة‬ ‫السمراء!!‬ ‫بيونا ‪ :‬بل يعني أنك إن بقيت معها أكثر ستكون المتيم الولهان‪......‬لقد أخبرتني‬ ‫أنها تشعر بنفس الشيء تجاهك‪.‬‬ ‫ديفيد ‪ / :‬وقد اعتلت الضحكة فمه و برقت عيناه‪ /‬أو صحيح ما تقولين ؟؟‬ ‫بيونا ‪ :‬ألم أقل لك أنك كاذب و متيم !‬ ‫فعاد و تمالك نفسه مجددا‬ ‫ديفيد ‪ :‬إنك تحاولين جعل أوهامك حقيقة ‪...‬و ال شي من هذا موجود ‪...‬أنت‬ ‫تتوهمين فقط ‪....‬هيا أيتها السمراء أخرجي و دعيني أكمل روايتي و كفاك تخيالت‬ ‫ال معنى لها ‪.‬‬ ‫بيونا ‪ :‬سأخرج ‪.....‬لكن إياك و التفكير بجرح مشاعرها إن لم تكن حقا تكن لها أي‬ ‫شيء ‪...‬إياك ‪...‬سأقول لها أنك كأخ كبير لها فقط ‪.....‬كي ال تستمر بحلم ليس له‬ ‫أي واقع ‪.....‬فكر مليا بأمرها ‪ /..‬غمزته بخبث و خرجت ‪/‬‬ ‫لم يعلق بشيء ‪.......‬و خرجت من الغرفة و هي عازمة على أن ال تخبر‬ ‫الصغيرة بشيء حتى تتأكد من كل ما يدور ‪.....‬فأخوها يكن للفتاة شيء غير‬ ‫األخوة و الصداقة ‪....‬لقد بدت ردة فعله واضحة لكنه ال يريد البوح ‪...‬حتى يتأكد‬ ‫من نفسه و منها ‪.......‬‬ ‫منها ؟ لقد أخبرته بما تشعر ‪ /‬فلونا ‪ /‬به تجاهه‪......‬لكن عليه هو أن يفكر مليا‬ ‫‪....‬لقد جربت ‪ /‬بيونا ‪ /‬الحب و اكتوت بناره و ذاقت المر و العلقم ‪..‬حتى حصال‬ ‫على بعضهما و زفافهما في الصيف القادم ‪..‬‬ ‫و ال تريد ل ‪ /‬فلونا ‪ /‬أن تتعذب كما التاعت هي و‪ /‬رو برت‪... /‬‬


‫عندما خرجت من الغرفة ‪...‬تركت في رأسه كالما هو في أمس الحاجة إليه ‪....‬‬ ‫ديفيد ‪ :‬تبادلني بنفس المشاعر ‪....‬أيعقل ‪....‬‬ ‫هذا ما كان هو بحاجته ‪...‬أن يعلم بأنها ‪ /‬فلونا ‪ /‬تبادله ذات اإلعجاب ‪.......‬نظر‬ ‫من واجهة المكتبة الزجاجية المطلة على البحر ‪..‬و إذا به يراها وحدها على‬ ‫الشاطئ ‪....‬‬ ‫ديفيد ‪ :‬إنها جميلة جدا ‪ /‬راح يحدث نفسه و يتأملها ‪ /‬شعر فاحم طويل ‪.....‬قوام‬ ‫رائع ‪...‬نظرة بريئة ال تعرف الخبث ‪...‬هدوء ‪..‬لكنها ‪........‬يا هللا ‪..........‬بماذا‬ ‫أفكر ‪...‬أيعقل ‪.......‬هيا أيها الوغد الصغير ‪....‬إنك تتوهم ‪..‬كفاك أحالما‬ ‫‪.......‬إنها متقلبة المزاج و واثقة من نفسها جدا ‪...‬كما أنها لئيمة جدا‬ ‫‪....................‬‬ ‫صمت ‪....‬و صمت ‪.......‬و بات يتأملها بتمعن و لم يرح جفنيه و هو واقف يفكر‬ ‫و األفكار تتضارب داخل رأسه و لم يشعر بوالدته من ورائه ‪....‬و هي تراقبه ‪.‬‬ ‫األم ‪ :‬إنها ابنة عائلة راقية ‪..‬‬ ‫التفت بسرعة و بان عليه االرتباك الشديد و قد صعد الدم إلى وجنتيه و أحس‬ ‫بارتفاع الحرارة داخل المكتبة ‪....‬‬ ‫األم ‪ :‬إنك معجب بها ‪....‬و هي ‪...‬لم نسمع أو نرى منها ما يشين أو يخل بأركان‬ ‫األخالق و ليست من أصحاب األطماع أو المشاكسات ‪......‬عندما يشعر المرء‬ ‫بالحب ال يعلم كيف ‪...‬أو متى ‪...‬لكنه يحب ‪.....‬و هذا هو الحب‬ ‫فكر جيدا ‪...‬فأنا ووالدك أحببنا بعضنا البعض ‪....‬و أختك بقيت تناضل هي و ‪/‬‬ ‫رو برت‪ /‬و سيتزوجان الصيف القادم ‪....‬لست مضطرا لكبح جماح مشاعرك‬ ‫‪......‬فهي ستظهر وحدها عاجال أو آجال ‪..‬‬ ‫الخادمة ‪ / :‬تطرق الباب ‪ /‬سيدتي ‪..‬العشاء جاهز‬ ‫األم ‪ :‬سنأتي ‪...‬شكرا ‪.......‬فكر جيدا قبل أن تختار‪..‬وأنا ال أرى فيها ما يجعلك‬ ‫ترفضها ‪....‬‬ ‫خرجت األم وهو مازال واقفا ‪......‬و عاد للنظر إلى البحر حيث تقف ‪........‬و قد‬ ‫بدأت الشمس بالمغيب خلف البحر ‪.......‬و بدأ الجو في الخارج يبرد ‪....‬و هم اآلن‬ ‫في شهر تشرين األول‪......‬‬


‫لم يدر بنفسه إال وقد أخذ وشاحا صوفيا و خرج إلى حيث تقف ‪ /‬فلونا‪ /‬و اقترب‬ ‫منها بهدوء دون أن تشعر هي ‪....‬فهي كانت متعمقة في التأمل بمنظر البحر‬ ‫‪....‬فللوهلة األولى ترى منظر الغروب رائع جدا ‪.....‬و تشعر بالهواء عليل يداعب‬ ‫وجنتيها و خصال شعرها بلطف ‪....‬و تحس بلذة داخلها لم تألفها من قبل‪...‬بفرحة‬ ‫ال تعلم مبتغاها‪....‬وفجأة شعرت بمباغتته لها عندما سمعت صوته الهادئ و الذي‬ ‫يتدفق حنانا و ألول مرة بهذه الطريقة و هو يضع الشال فوق كتفيها ‪..‬‬ ‫ديفيد ‪ :‬أصبح الجو باردا ‪........‬‬ ‫ووقف بجانبها ‪........‬‬ ‫ديفيد ‪ :‬إنه منظر رائع ال يسأم منه اإلنسان أبدا ‪.........‬و كأن الشمس لؤلؤة تعود‬ ‫إلى صدفتها داخل البحر ‪...‬‬ ‫كانت تنظر إليه ‪..‬دون أن تشعر بنفسها ‪......‬فإذا به يلتفت إليها ‪....‬و تلتقي‬ ‫نظراتهما و ألول مرة ‪.........‬لم يعودا يشعران بما حولهما أبدا ‪......‬و كأن الزمن‬ ‫قد توقف فجأة ‪.....‬تركا العنان ألعينهما بالكالم ‪....‬دون أن تنبس شفاهما بأي‬ ‫حرف أو حتى حركة ‪.......‬إنها دقيقة ‪..‬أقل أو أكثر ‪....‬لكنهما تعلقا ببعضهما و‬ ‫كفا‪.......‬‬ ‫فلونا ‪ /.... :‬وقد صحت من ما هي عليه ‪ /‬الخادمة آتيه و ال بد أن العشاء جاهز‬ ‫ديفيد ‪ :‬أجل ‪....‬لقد نسيت ‪....‬كنت قد أتيت لكي أخبرك بهذا ‪.........‬‬ ‫دخال و جلسا بمقابلة بعضهما ‪......‬و قد الحظ الجميع ما على وجهيهما من‬ ‫مشاعر يكنها أحدهما لآلخر‬ ‫لكن لم يعجب هذا ‪ /‬ميتشن‪..... /‬و خصوصا أنه يكره أخيه ألنه إنسان ناجح في‬ ‫حياته و يعلم كيف يتصرف و دوما يحصل على الدرجات العالية في دراسته و‬ ‫يثني عليه أبوهما ألنه عاقل و يعرف كيف يحسن التصرف‬


‫أما ‪ /‬ميتشن ‪ /‬فكان زير نساء و يحي لعب القمار ‪....‬و قاتل محترف من الدرجة‬ ‫األولى ‪....‬و يكثر من الشرب و أصحابه من الحثالة السيئين جدا و إن كانوا أبناء‬ ‫عائالت ‪...‬لكن البد من أن يكون في كل عائلة شيء يعكر عليهم و يجلب لهم‬ ‫المتاعب ‪....‬‬ ‫كانت األيام تمر بهما مسرعة حلوة ‪......‬أحسا فيها بطعم الحياة ‪......‬بدأا العمل‬ ‫معا وعرض عليها أن يكون مدير أعمالها ‪......‬و زاد الحب بينهما و قويت‬ ‫الرابطة ‪....‬و لم يمانع أحد الوالدين أو األخت بهذا االرتباط ‪...‬لكن ‪/‬ميتشن ‪ /‬أراد‬ ‫أن يحصل على ‪/‬فلونا ‪ /‬ليكسر قلب أخيه فبدأ بالتودد ‪..‬لكنه فشل و أنبته أخته و‬ ‫نهره أبوه ‪....‬أمرته أمه باالبتعاد عن أخيه و خطيبته ‪ ......‬لكنه يريد شرا ‪....‬ولن‬ ‫يتوقف أبدا حتى يفرق بينهما‪..‬‬ ‫وقدم الصيف ‪....‬إنه شهر تموز ‪...‬و ‪ /‬بيونا ‪ /‬تجهز لزفافها ‪....‬‬ ‫تتقاسم العائلة جميعها هذه الفرحة ‪......‬و هاقد حصل الزفاف ‪....‬و مضى شهر‬ ‫‪....‬و هذا الثاني ‪...‬‬ ‫األم ‪ :‬ألم يحن الوقت العالن خطوبتكما ؟؟؟؟‬ ‫ديفيد ‪ :‬ال مانع لدي ‪....‬لكن ما رأي حبيبتي الصغيرة ؟؟‬ ‫فلونا ‪ / :‬وقد احمر وجهها و ارتبكت ‪.. /‬ما ترونه مناسبا ‪....‬‬ ‫األم ‪ :‬سنقيم حفال رائعا األسبوع القادم بمناسبة نجاح صفقة والدك األخيرة ‪....‬و‬ ‫سوف نعلن خطوبتكما‬ ‫ميتشن ‪ / :‬وقد سمع الحديث كامال و بخبث ‪ /‬و سأعلنها أنا بنفسي ‪.....‬ما رأيك‬ ‫أمي ؟؟‬ ‫األم ‪ :‬ال بد و ألنك عقلت ‪...‬و لم ال ‪.....‬‬ ‫فلونا ‪ / :‬بصوت خافت بأذن ديفيد ‪ /‬أشعر أنه ينوي أمرا ما !!‬


‫ديفيد ‪ :‬و لم القلق فالحفل إلعالن خطوبتنا ‪...‬و لن يعكره شيء ‪...‬هيا ‪..‬ال أريدك‬ ‫قلقة ‪....‬فأنا بجانبك و لن أتركك أبدا ‪...‬حبيبتي‬ ‫لكن مازالت خائفة ‪..‬إنها تشعر بمصيبة ما ‪.....‬و ليس هناك من تخبره ‪..‬و إال‬ ‫اتهموها بأنها توقع بي األخوين ‪....‬لكن حدسها لم يخب يوما ‪.....‬و هي تعلم أفعال‬ ‫‪ /‬ميتشن ‪ /‬و أنه كان يريدها لنفسه انتقاما من حبيب روحها و الذي هو‬ ‫أخوه‪.........‬لكن ‪.....‬قطع حبل تفكيرها ‪ /‬ديفيد‪ /‬عندما أمسك بيدها و طلب منها‬ ‫أن تأتي معه الشاطئ كي يسيرا قليال ‪.....‬و نسيت الفكرة بعدها‬ ‫هاقد مضى األسبوع و ها هو يوم الحفل ‪.......‬ارتدت ثوبا أحضرته ‪ /‬بيونا ‪ /‬لها‬ ‫من إسبانيا‪.....‬ثوب رائع من الحرير الناعم بلون ورد ال‪ /‬ليلك ‪...../‬بنقوش ناعمة‬ ‫هادئة ‪....‬و الدانتيل يغطي يديها ‪.....‬وضعت زينتها كاملة ‪..‬‬ ‫سمعت باب الغرفة يطرق ‪..‬ففتحت ‪ /‬بيونا ‪ /‬الباب و هي تهمس إنه ‪/‬ديفيد ‪ /‬أنا‬ ‫متأكدة ‪.‬‬ ‫بيونا ‪ :‬نعم ‪....‬ماذا تريد ؟؟‬ ‫ديفيد ‪ :‬ألم تنتهيا ‪....‬لقد اكتظت الصالة بالمدعوين ‪..‬هيا ‪ /‬و كان يحاول النظر كي‬ ‫يراها ‪/‬‬ ‫بيونا ‪ :‬قد انتهينا لكن انتظر عند آخر الرواق و سوف أقدمها لك أيها الولهان ‪...‬‬ ‫ديفيد ‪ :‬لكن ال تتأخرا‬ ‫و بعد بضع دقائق ‪.....‬‬ ‫فلونا ‪ :‬آسفة لتأخري ‪...‬‬ ‫و التفت ‪......‬التفت ليرى أمامه حورية من حوريات البحر التي كان يقرأ عنهن‬ ‫في كتب األساطير و الروايات ‪....‬‬


‫ديفيد ‪.. :‬يا هللا ‪................‬‬ ‫فلونا ‪ / :‬و قد اعتلى الخجل وجهها و قالت بارتباك ‪ /‬سنتأخر‬ ‫أمسك بيدها و قبلها ‪......‬فازدادت خجال ‪.......‬و أحس بنفسه قد ذابت داخل عينيها‬ ‫و كأنها البحر و هو الشمس التي ترحل لتنام داخله كل يوم ‪..........‬‬ ‫بيونا ‪ :‬أما زلتما هنا ‪.....‬سيقتلك والدك لتأخرك ‪...‬هيا ‪...‬ليس وقت الغرام اآلن‬ ‫فيما بعد ‪...‬هيااااا‬ ‫جرتهما إلى أول درجات الصالة ‪.....‬أحست ‪ /‬فلونا ‪ /‬بالخوف من عدد المدعوين‬ ‫وشدت على يد ‪ /‬ديفيد ‪ /‬لكنه ربت على يدها ‪...‬و طمأنها ‪.....‬ووسط تصفيق‬ ‫المدعوين و ترحيبهم بالحبيبين ‪..‬هبطا الدرجات ‪...‬و الفرحة ال تساع قلبيهما‬ ‫‪.....‬و قبال التهاني من الجميع و المباركات ‪.....‬و حان وقت الرقص‬ ‫‪........‬ووسط الحشد ‪..‬رقصا ‪..‬لكن من دون أن يشعرا بمن حولهما ‪..‬و كأنهما‬ ‫وحدهما في الصالة ‪.....‬‬ ‫ديفيد ‪ :‬أحبك ‪/‬هكذا همس بأذنها ‪..‬و بحنان و عاطفة صادقة ‪/‬‬ ‫فلونا ‪ :‬أحبك بجنون‬ ‫ديفيد ‪ :‬سأكون لك وحدك ‪..‬و لن يفرق بيننا سوى الموت‬ ‫هنا عاودها شعورها و ذكرياتها ‪....‬و كأنها البارحة ‪...‬و‪...........‬‬ ‫فلونا ‪ :‬أين ‪ /‬ميتشن ‪/‬ال أراه هنا‬ ‫ديفيد ‪ :‬أما زلت خائفة منه ‪..‬‬ ‫فلونا ‪ :‬أشعر بأنه يخطط لشيء سيئ‬


‫األب ‪ :‬سيداتي و سادتي ‪...‬أصدقائي ‪...‬و جميع الحضور ‪......‬أحب أن أحتفل‬ ‫معكم اليوم بمناسبتين مهمتين لي ‪..‬ثانيهما أنني قد حققت حلمي بحصولي على‬ ‫صفقة التوابل ‪....‬والتي القت عندكم القناعة ‪......‬أما األولى فهي ‪...‬‬ ‫إعالن خطوبة ابني ‪ /..‬ديفيد اكسلفون ‪ /‬على أخت أعز صديق لدي و ابنة عائلة‬ ‫كريمة و معروفة في فرنسا اآلنسة ‪ /‬فلونا دي فيرسن‪....../‬و سوف يتم الزفاف‬ ‫في الشهر القادم‬ ‫و تصفيق من الحضور ‪.......‬و مباركات و تهاني‪.....‬لكنها ما زالت تشعر بعدم‬ ‫االرتياح ‪.......‬‬ ‫ميتشن ‪ / :‬و هو في غاية الثمالة ‪ /‬مبارك ‪ /..........‬و يضحك بصوت السكران‬ ‫العالي و يحمل بيده مسدس ‪/‬‬ ‫مبارك ‪...‬دائما تحصل على التصفيق و الترحيب و أنت االبن البار ‪.....‬هيه‬ ‫‪....‬آهااااهاااااااا‬ ‫و تحصل على الجميلة الغنية ‪ /.....‬ويقترب منها ‪ /‬و أنت ؟؟؟‪..‬لم لست أنا من‬ ‫اخترت يا حلوتي ‪...‬‬ ‫تبعده عنها باشمئزاز‬ ‫فلونا ‪ :‬لقد قاسيت من أخي األمرين ‪..‬وال أريد أن أعيد الكرة مرة أخرى ‪...‬ثم‬ ‫القلوب تتآلف و تهوى بعضها دون إجبار من أصحابها ‪.....‬‬ ‫ديفيد ‪ :‬أنت ثمل كفاية ‪....‬اصعد و أحصل على الراحة ‪......‬‬ ‫ميتشن ‪ :‬كي تحصل أنت و عروسك على االحتفال دوني ‪....‬ال ‪....‬سوف تكونين‬ ‫لي ‪...‬‬ ‫ديفيد ‪ :‬أهدأ أنت ثمل كفاية ‪ /...‬و يطلب من الخدم المساعدة كي يضعوه في‬ ‫سريره ‪.... /‬و يصعد هو و الخدم ‪.......‬و ‪ /‬ميتشن ‪ /‬مازال يتفوه بحماقات ال‬ ‫معنى لها ‪..‬و هو يعبر عن فشله و غيرته و يقول كالما كبيرا ال معنى له و يلوح‬ ‫بالمسدس دون هوادة أو حذر‪.‬‬


‫لم يهبط منهم أحدا ‪......‬و بعد مرور أكثر من ربع ساعة ‪.........‬إطالق نار‬ ‫‪............‬ال‪.......‬و هرعت األم و األب ‪......‬و سبقتهما ‪/‬فلونا ‪........ /‬كان‬ ‫ممددا في الرواق ‪........‬ال يتنفس و ال ينبس ببنت شفه‪............‬قتله ‪...‬و هو‬ ‫جالس أمام جثته ينتحب و يبكي ‪..........‬‬ ‫لم تصرخ ‪...‬لم تقل شيئا ‪......‬لم تتحرك من أمامه ‪.....‬أسكتتها دموعها ‪..‬و لون‬ ‫الدم األحمر القاني الذي لوث ثوبها ‪..‬و قد وضعت رأسه بين يديها ‪..‬و أمه تنتحب‬ ‫و تبكي ‪......‬و األب مصدوم ‪..‬ال يصدق ما يرى ‪..‬أما األخت فقد فقدت وعيها‬ ‫‪......‬إنه أخوها العزيز ‪.......‬لكنه ‪......‬لكنه حبيبها ‪....‬حبيب ‪/‬فلونا ‪.. /‬الذي‬ ‫أعطى لدنيتها طعم جديدا ‪...‬علمها الحب ‪...‬علمها أن الدنيا ملونة و ليست‬ ‫باألبيض و األسود ‪.....‬لكن أين هو اآلن ‪.......‬رحل ‪....‬‬ ‫فلونا ‪ :‬حبيبي رحل ‪......‬لماذا هذا الظلم ؟؟ خسرت العائلة ‪..‬و الحبيب ‪.....‬لم‬ ‫سأعيش بعد ذلك ‪..‬لم؟ لم؟‬ ‫وصوت طلق عيار ناري ‪.........................‬‬ ‫األم ‪ :‬الالالالالالالالالالالالالالالالالال‪........‬‬ ‫بل نعم لقد قتل نفسه ‪..‬لم يكتف بقتل حبيبها بل و فطر قلب والديه بخسارة ولديهما‬ ‫‪....‬المقتول و القاتل ‪..‬‬ ‫يا زمن القسوة ‪...‬ماذا ستفعل بنا بعد ذلك ‪...‬ماذا ‪...‬؟ أهو قانونك ‪..‬أم قانون نحن‬ ‫وضعناه و بلينا أنفسنا به ‪...‬أن نظلم أنفسنا و يظلمنا الظالم دون أن نفعل شيء!!!‬ ‫كل هذه الذكريات الحلو منها و المر ‪...‬بعد مرور سنتين لم تبارح أفكاري و‬ ‫مخيلتي يوما ‪.....‬بل هي كوابيسي أثناء الليل ‪......‬بعد خسارتي لقلبي و بعد مرور‬ ‫سبعة شهور طلبت العودة إلى الوطن ‪...‬باريس ‪..‬إلى عائلتي التي لم تفتر تحاول‬ ‫إعادتي ‪...‬أردت العودة بعد وفاة األم بانفطار قلبها على ما فعل ولدها الطائش و‬ ‫خسارتها بولدها الحنون عليها ‪..‬أما األب فقد أصيب بشلل كامل بعد هذه الحادثة و‬ ‫لم يكمل السنة حتى لحق بعائلته ‪...‬لم يبق سوى ‪ /‬بيونا ‪ /‬التي رحلت إلى إسبانيا‬ ‫و زوجها ‪....‬بعيدا عن كل ما ألم بها من فاجعة خسارتها لعائلتها ‪..‬عدت لفرنسا‬ ‫‪..‬و رحبت عائلتي بي كثيرا ‪..‬و أمي ال تفتر تدلل بي ووالدي يحفني بحنانه و‬ ‫أخوتي اللذين يعتنون بي أنا الصغيرة و علموا ما ألم بي من مصائب الدهر‬


‫‪.....‬فزاد حنانهم ‪..‬بل أحيانا أنزعج منهم ألنني أشعر أنهم يشفقون علي و لست‬ ‫بحاجة لمثل هذا الشعور المؤلم ‪.....‬‬ ‫فأهرب إلى البحر ‪..............‬و يزداد ألمي كلما رأيت الغروب ‪...‬لقد كنت بين‬ ‫يديه ‪...‬كان يفهمني ‪....‬كان يمسح دمعتي ‪...‬علمني كيف أعيش بالحب و كيف‬ ‫أعطي دون أن أبخل ‪.......‬جعلني أشعر بالفتاة التي بداخلي ‪...‬لكن أين هو اآلن‬ ‫‪.....‬أيرقبني من السماء ‪...‬إنني أسمع صوته و حرارة أنفاسه ‪.....‬لمسة يده و هو‬ ‫يقول لي بهمس جميل ‪ /....‬مازلت أحبك ‪ /.. /‬أعشقك بجنون ‪..... /‬يا أيها لبحر‬ ‫‪.....‬أسلتقي به مجددا ‪.....‬لن أكون لغيره ‪.....‬و لن أستطيع أن أفكر بغيره ‪....‬وما‬ ‫الحب إال لمن علم القلب كيف ينبض بصدق ‪.....‬‬ ‫حبيبي ‪...‬يا من أريتني روعة الدنيا ‪..‬و علمتني كيف أكلم البحر ‪.....‬و كيف أفهم‬ ‫لغة أمواجه المتالطمة ‪.....‬قصص زبده التي ال تنتهي أبدا ‪..........‬و نعومة رمله‬ ‫التي تشعرك بالدفيء‪.....‬لم رحلت ‪...‬ولمن تركتني ‪......‬لزمن ال يرحم و دنيا‬ ‫غادرة ‪......‬قلب قد تحطم ‪..‬ومشاعر لم تعد قادرة على العطاء ‪...‬و ذئاب تحاول‬ ‫نهشي كيف ما استطاعت‪...............................................‬لم؟؟؟‬


‫شف اه متعثرة‬ ‫هو في ربيع العمر لم يتجاوز الثالثة و العشرين‪...‬حالم‪..‬و يعشق الهدوء و‬ ‫الوحدة‪..‬عاش في تلك القرية الصغيرة النائية عن كل ما يمت لصخب الدنيا‪...‬كانت‬ ‫تطل على البحر و يعتاش أهلها البسطاء على الصيد و خيرات البحر أال متناهية‪..‬‬ ‫تراه يخرج في كل صباح مع إشراقة الشمس منذ والدتها و ينبعث أول شعاع من‬ ‫نورها و كأنه مالئكة السماء أتت لتوقظه و تنير دربه وسط ذلك العمالق‪..‬فما‬ ‫يكون منه إال أن يترك ذاك الكوخ الخشبي و يرحل لمركبه ‪....‬يرحل حيث يكون‬ ‫وحيدا ليرمي بشباكه الممزقة و يبقى ينتظر على أمل أن يهبه البحر من أسراره و‬ ‫يكون كريما معه ‪....‬يبقى هناك ساعات طوال‪..‬فتمر في مخيلته كل اللحظات‬ ‫الحلوة ‪...‬أيام الصبا ‪.‬‬ ‫ما زال يتذكر تلك العائلة التي تربى بكنفها‪...‬إنهم ذاكرته الوحيدة فما عرفت عيناه‬ ‫غيرهم ‪...‬ما زال يتذكر كيف حدثوه أنهم وجدوه على باب المعبد القديم المقام في‬ ‫طرف بعيد من أطراف القرية ‪....‬في ليلة شتاء بارد مظلم ‪...‬صوت المطر الغزير‬ ‫و الرعد المرعب و ضوء البرق الذي يعمي البصر أحيانا ‪....‬لكن صوته و هو‬ ‫ابن أيام قليلة كان أقوى من صوت السماء الغاضبة التي كانت تكون صمتا قلبه‬


‫الصغير الذي كاد يتوقف من شدة البرد و بياض الثلج يكسو جسده الخمري ولوال‬ ‫أن سمعوه لكان توقف نبضه و مات ‪.‬‬ ‫هذه هي بدايته و تلك العائلة هي التي قامت بتربيته ‪..‬تلك األم العجوز الوقورة و‬ ‫الحنونة التي ما فتأت تعتني به و تعد له كوب الحليب الساخن مع كعكها الصيفي‬ ‫الشهي قبل خروجه مع أبيه للصيد‪....‬و ذاك العجوز الذي أسماه في يوم من‬ ‫األيام(أبي)‪...‬عجوز هرم قوي البنية براق العينين و ثاقب النظرة ‪....‬هو من علمه‬ ‫طريقة الصيد و االحتراف فيها ‪.‬‬ ‫وتلك الطفلة المختبئة بين سنابل القمح الذهبية ‪...‬ال يزال يذكر شعرها األسود‬ ‫المنسدل على خديها و يتطاير مع نسمات الريح العليلة ‪..‬تجده يتماوج مع السنابل‬ ‫وال يدله شئ عليها سوى قلبه الذي انفطر يوما بعد يوم على عشقها ‪...‬هي وحدها‪.‬‬ ‫كم تمنى أن يبوح لها بعشقه و بحبه لها ‪.....‬لكن صراخ ليلة وجدوه في المعبد هو‬ ‫آخر ما نطق به إلى اآلن ‪......‬نعم‪.....‬إنه ذاك الجسد الذي ال يملك في الحياة سوى‬ ‫مشاعرها و بؤسها ‪...‬هو تلك الكلمة التي ما استطاع نطقها بل جعلها وسيبقيها‬ ‫مزروعة بين حناياه‪....‬مشاعره مبعثرة بين صمت البحر و هيجات موجه‪....‬كل‬ ‫تلك اللحظات و الذكريات تجعله يذوب كشمعة المساء شوقا إليها ‪.‬‬ ‫لغته الوحيدة التي تعلمها ( البكاء )‪..‬دموعه أحرفه و كلماته و أسطره ‪....‬هي‬ ‫ماليين المشاعر ‪....‬هي مليون كلمة (((أحبك )))‪.‬‬ ‫هي ذاك القلب الصغير الذي ما زال يشعر ببرد الشتاء القارص خارج المعبد‬ ‫‪...‬لكن نبضه هو عشقه كبراكين تحطم كل جليد األرض ‪.‬‬ ‫بقي صامتا كما يعيش بصمت وهو يشاهدها أمامه تكبر يوما بعد يوم و يزداد‬ ‫جمالها فيزداد هو ألما فماليين عيون شبان القرية عليها ‪...‬كان يستمع إلى كل‬ ‫أحاديث الناس في قريته عسى أن يسمع اسمها ‪...‬بقي على هذه الحال حتى توفي‬ ‫أبوه ‪..‬ذاك العجوز الهرم و هو في عقده السابع من العمر وهو ابن سبع عشرة‬ ‫عاما فقط‪..‬قضاها مع تلك العائلة ‪..‬يجمع لهم الحطب و يصطاد السمك ‪..‬‬ ‫كانت لحظة وفاته في ليلة شتاء عاصف كليلة والدته ‪ ..‬ربما أن األب أرادها أن‬ ‫تكون أجمل ليلة له وأن يعيد أيام ألقه و شبابه ‪.....‬ربما أرادتها السماء كذلك ‪..‬فقد‬ ‫خرجا معا بعد أن عدموا جميعا الحيلة معه ‪....‬و في عرض البحر صادفتهما‬ ‫عاصفة هوجاء أردت األب من خارج الزورق وأخفاه موجه بين حناياه ‪...‬و غيبه‬ ‫البحر في غياباته المعتمة ‪...‬و عاد وحده ‪....‬كانت مخيلته تصور له موقفه أما أمه‬ ‫التي ستنهار أمام رؤيته وحيدا دون والده و معشوقته ‪....‬التي تحب والدها و لم‬ ‫يكن يحمله عقله على رؤية دموعهما‪...‬و صورة حبيبته الحزينة‬


‫كانت األم و ابنتها تنتظران على أحر من الجمر حتى أنهما ما عادتا تشعران‬ ‫بالبرد و حبات المطر تغطي جسيدهما‬ ‫عاد وحده ووجدهما تنتظران ‪...‬سألته األم عن زوجها ‪..‬و البنت عن أبيها ‪...‬فكان‬ ‫رده قاسيا عندما سقطت الدمعة من عينه لترتطم محطمة على رمال الشاطئ‬ ‫مفسرة عن مغيب العجوز ‪........‬و بدأت األم بالنحيب و البكاء ‪...‬أما الفتاة‬ ‫المسكينة التي سددت إليه سكينا ذبحته من الوريد إلى الوريد ‪ :‬أكرهك ‪....‬أكرهك‬ ‫‪...‬أنت من قتلته ‪...‬لم لم تعده ؟؟ لم ؟؟؟و أجهش هو بالبكاء حتى تعالى صوته على‬ ‫أصواتهما و أنين السماء و جثا على األرض و برقة األخ و حب العاشق ضمها‬ ‫إلى صدره‪...‬كره تلك اللحظة كما كره حياته لم يكن يتمى أن يضمها إليه إال وهما‬ ‫بكامل سعادتهما ‪...‬تمنى أن يضمها دوما كحبيب لحبيبته ال يواسيها وال يراها بعد‬ ‫ذلك أبدا‪ ....‬و بقيا لساعات تحت ذاك المطر الممزوج بدموعهم ‪...‬علم أن أحالمه‬ ‫و حبه سينقضي يإنقضاء ليله ‪.......‬لم تمتهل األم حزنها على زوجها فلحقت به‬ ‫بعد شهرين فرحلت األم و رحلت ابنتها لتعيش مع أقاربها ‪...‬فبقي هو وحيدا في‬ ‫ذاك الكوخ القديم‪....‬كل شئ فيه يذكره بمحبوته حتى البحر و هو في عرضه‪..‬‬ ‫رفع شبكته بعد أن أحس بحركتها التي أيقظته من ذكرياته فرفعها و شكلها الممزق‬ ‫كما قلبه الولهان‪...‬عاد إلى الشاطئ كم كان يتمنى لو سحبه موج ذاك العظيم‬ ‫ليرحل به إلى ذالك العالم اآلخر و أن ينهي قصة عذابه ‪...‬‬ ‫لقد كان يجمع القوارير الفارغة التي يجدها من أشالء قريته و يضع فيها رسائله‬ ‫التي لم يتعلم أن يكتب بداخلها سوى (((أحبك ))) و يرسلها في صدى البحر‬ ‫الدامع‪..‬لم يمل يوما عن ذالك حتى سميت باسمه‪....‬كانت كلمة مناجاته الوحيدة تلك‬ ‫الكلمة التي تمنى أن ينطق بها ولو لحظة واحدة ثم يرحل ‪..‬أن يخبرها عن مكانها‬ ‫بقلبه‪.‬‬ ‫في ذاك الصباح المرتعد قرر أن يرحل ‪...‬بعد أن بقي أسبوعا يصلح في ذالك‬ ‫المركب الهرم الذي ما فتئ يوما منه ‪...‬و عند اكتماله رحل ‪...‬أرخى سدل أشرعته‬ ‫الناصعة المشرقة كصفاء قلبه ومن يومها لم يسمع أحد عنه شئ منهم من قال أنه‬ ‫تقرصن ‪.....‬ومنهم من قال أنه وجد جزيرة نائية و بقي عليها ‪.............‬لكنني‬ ‫أقسم عليكم أنه لن يعود يوما فسفره كان بال عودة‪...‬لقد حدثتني عن ذلك قارورته‬ ‫الزجاجية األخيرة التي لم يرسلها في عرض البحر بل تركها في البيت الخشبي‬ ‫على سرير محبو بته و بدمه ‪...‬أجل ومازالت ورقة البردة تعبق ببكائه لم أتمكن‬ ‫من قر ائتها بوضوح ألن الدم كان ممزوجا بدموعه‪...‬قرأت فيها مليون كلمة‬ ‫(((أحبك)))واعذروني ألني بكيت ‪..‬نعم ‪...‬بكيت عندما قرأت أنه رحل ليبقى‬ ‫‪..‬أرادها رحلته األخيرة ‪.‬‬


‫أبقيت تلك الرسالة كما هي عندما تنظر إلى زجاج نافذتي تراها موجودة تعانق‬ ‫الشمس كل صباح و تكلم السماء كل مساء‪...‬لم أتمكن من إيصالها للفتاة فقد توفيت‬ ‫و أقاربها عندما اشتعل منزلهم وبنفس الليلة التي رحل هو فيها فقد علم بذلك فقرر‬ ‫الرحيل إليها فهو كما خلق ليعشقها رحل ليبقى معها حيث األبدية‬

‫عاد لربيع عمرها‬ ‫الثلج غزير في الخارج‪..‬إنه شهر كانون األول و قد مضى على العام الجديدد قرابدة‬ ‫األسبوع‪..‬يزيد أو ينقص‪..‬لم تكن تهتم بعد األيام ‪..‬يكفيها أنها لن تحتفل به بعدد اآلن‬ ‫و لن تشعر بطعم الحياة ثانية ‪.‬‬ ‫كانت واقفة تنظر من شباك الكوخ الصغير الدافئ الذي ما فتأت نار مدفأته تتوقدد و‬ ‫هي تضيئه دون هوادة ‪.‬‬ ‫كان الكوخ مقاما على تله ليست عالية جدا لكنهدا تطدل علدى سدهل جميدل‪ ..‬فدي أيدام‬ ‫الربيع ينمدو عشدبه و تلونده األزهدار بألوانهدا الزاهيدة و أريجهدا العدابق بالنعومدة و‬ ‫الحنان‪ ..‬أما في أيدام الشدتاء فكأنده عدروس فدي يدوم زفافهدا ترتددي ثوبهدا األبديض و‬ ‫ترش عليها السماء مباركتها البيضداء كمنثدور أبديض ‪...‬و أشدجار السدرو البعيددة و‬ ‫كأنهددا اشددبيناتها اللددواتي يقفددن مسددتعدات لوصددولها و قددد جملددتهم السددماء بمباركتهددا‬ ‫أيضا ‪..‬‬ ‫بقيت على شرودها لمددة ليسدت بالقصديرة و فجدأة دار بهدا بصدرها ناحيدة المحطبدة‬ ‫‪ ....‬ذاك الجذع المتبقي من شجرة قطعوها ليحتطبدوا بهدا و انتبهدت للفدأس المغدروز‬ ‫بهددا و يددأبى الخددروج ‪...‬كمددا الخنجددر المددزروع بددين حنياهددا وسددط قلبهددا بخسددارتها‬ ‫حبيبها ‪..‬‬ ‫هي ‪ :‬أيتها المسكينة ‪..‬يا أيتها المذبوحة مثلي و رغم كل هذا صابرة راضية ‪....‬لدم‬ ‫يكتفوا بسلبك جذعك بدل و غدرزوا سدكينهم ‪ /‬فأسدهم ‪ /‬بدك ليزيددوا ألمدك ألمدا بدل و‬ ‫جعلوك مكسر خشبهم دون رحمة منهم ‪....‬آآآآآآآآآآآآآه من غدرك يا زمن ‪..‬‬ ‫هي‪.............‬فتاة بسيطة‪ ,‬رقيقدة و حساسدة ‪....‬و ردة جوريدا لكدن بأشدواك عاليدة‬ ‫‪ ..‬قلبها كبياض الجوري األبيض و شوكها كمدا عنفوانهدا شدامك لكدن مدن دون تكبدر‬ ‫أو رياء أو حقد ‪....‬صاحبة لئم حاد و مرحة لحد أنها ال تتدرك همدا علدى وجده أحدد‬ ‫عرفها ‪.....‬بئر عميق ألسرار أصدقائها ‪...‬لديها نظرة واثقة تجاه من تدرى‪..‬حنوندة‬ ‫كريح المساء في الصيف‪...‬ليست خارقة الجمال ‪....‬لكنك تنجذب إليهدا دون شدعور‬


‫منك ‪..‬عنيدة و عصبية ‪....‬لكدن تفكدر فدي األمدور الحاسدمة بتدرو و بكدل أوجههدا و‬ ‫للمستقبل وليس للحظة فقط‪..‬‬ ‫متوسطة القامة و متزنة المشية ‪..‬متناسقة الجسدم ‪..‬رندة ضدحكتها أخداذة تفدرج الهدم‬ ‫عن الصدر‪...‬تلك هي ‪ /‬آنيا ‪./‬‬ ‫أخذتها ذاكرتها إلدى اليدوم الدذي التقدت فيده ‪ /‬ألكسداندريان‪ /‬يدوم تخرجده ذهبدت إلدى‬ ‫الحفل بعدما استطاع ابن خالها إقناعها و خطيبته أنها ستسر بذلك ‪..‬فهي جديدة فدي‬ ‫الكلية و انتهت من سنتها األولدى و لدم ال تتعدرف علدى أصددقاء جددد و تدرى كيدف‬ ‫يكون الحفل و و و ‪...‬الك‪.‬‬ ‫و بعددد جهددد جهيددد أقنعاهدا فسددلمت أمرهددا لهمددا و ارتدددت ثوبددا مددن المخمددل األسددود‬ ‫الطويل مع مكياج خفيف و صففت شعرها بشكل ناعم ‪....‬‬ ‫دخلت الحفل و هي ال تعلم منهم ‪ /‬الطالب ‪ /‬إال القليل فقط ‪..‬شرد عنها ابن خالها و‬ ‫خطيبتدده و بدددأ الطددالب بددالرقص ‪..‬لددم تهددتم بهددذه األمددور يومددا ‪...‬أخددذت كأسددا مددن‬ ‫العصير و اتجهت ناحية الشرفة ووقفت تتأمل السماء و الحديقة الكبيرة ‪....‬‬ ‫آلك ‪ :‬عفوا أأستطيع الوقوف معك ‪..‬أراك و حيدة ف‪..........‬‬ ‫آنيا ‪ / :‬مقاطعة ‪..‬و قد نظرت إليه مستغربة من جرأته‪ /‬لم أطلب من أحدد مواسداتي‬ ‫أو مؤازرتي ‪..‬‬ ‫تركت الشرفة و دخلت لتقف مع ‪/‬جون‪ /‬و خطيبته ‪..‬تركته واقفا مشدوها منها ومن‬ ‫لئمها ‪...‬لكنها أعجبته برغم كل هذا ‪...‬فقد كان ينظر إليها منذ جاءت الحفل‪.‬‬ ‫دخل و بدأ يبحث عنها ‪...‬ال يعلم لم؟؟ لكن هناك ما يشدده ‪..‬رغدم أنده لدم يفكدر يومدا‬ ‫بددذلك ‪...‬ولددم يحدداول مددرة باللحدداق بأيددة صددبية أبدددا ‪.....‬لكنهددا مختلفددة ‪....‬فيهددا شددئ‬ ‫غامض ‪..‬‬ ‫وجدها واقفة مع ‪....‬يا إلهي إنه زميله ‪ /‬جدون ‪ /‬يدا لهدا مدن صددفة ‪.....‬رب صددفة‬ ‫خير من ألف ميعاد ‪.‬‬ ‫آلك ‪ :‬مرحبا ‪ /‬جون ‪./‬‬ ‫جون ‪ :‬أنت هنا ‪..‬لم أالحظك من أول الحفل‬ ‫آلك ‪ :‬كنت هنا ‪...‬كيف حالك ‪ /‬ربيكا ‪.../‬سمعت أن زواجكما قريب!!‬ ‫ربيكا ‪ :‬نعم ‪..‬بالمناسبة أعرفك بنسيبه ‪/‬جون‪ /‬إنها ‪/‬آنيا ‪../‬‬ ‫آلك ‪ / :‬وقدد أخدذ يددها مباغتدة و انحندى يقبدل يددها ‪ /‬تشدرفت بمعرفتدك ‪..‬رغدم أندك‬ ‫كنت بغاية الالمباالة عندما تحدثت معك على الشرفة قبل قليل‪.‬‬ ‫آنيا ‪ / :‬سحبت يدها بسدرعة و هدي غاضدبة و بدان الخجدل علدى وجههدا‪ /‬اعدذروني‬ ‫‪...‬علي الذهاب للمنزل ‪..‬أشعر بالتعب ‪.‬‬ ‫آلك ‪ :‬وحدك‪............‬‬


‫و لدددم تتدددرك مجددداال ليكمدددل حتدددى كاندددت عندددد بددداب القاعدددة و قدددد ارتددددت معطفهدددا‬ ‫‪......‬استأذن منهم و لحق بها ‪...‬‬ ‫و طبعا وقف ابن الخال و خطيبته و هما ال يعرفان ما يحصل ‪....‬‬ ‫في ذلك اليوم تذكرت كيف أنه أوصلها غصبا عنها ‪...‬و حاول االتصال بها مدرارا‬ ‫و تكرارا ‪....‬و بقي يحاول حتى استسلمت لقلبها وبدأت الحياة الحلوة تنفتح أمامهمدا‬ ‫‪.....‬‬ ‫مضت سنة ثم الثانية و الثالثة ‪..‬عاشا في خالل تلك الفترة ‪...‬الحلدو و المدر و أرتده‬ ‫اللوعة و الدلع المحبب الذي جعله يحبها بجنون المتهور العاقل‪.....‬و هي كذلك ‪..‬‬ ‫هددو‪.........‬شدداب أنيددق هددادئ لدديس آخددذا بالجمددال لكددن لديدده جدداذب ملفددت و بيدداض‬ ‫محمر ‪....‬عينان خضراوان يكحلهمدا رمدش أسدود‪..‬و شدعر فداحم مسددل‪......‬طدول‬ ‫محبب و حديث أنيق خالي من المجامالت الوقحة ‪.‬‬ ‫أحبا بعضهما جدا ‪ ....‬في أحدد األيدام وجدتده يتحددث مدع إحددى زميالتده فدي العمدل‬ ‫‪.....‬استشدداطت غيددرة ‪..‬دون أن يظهددر عليهددا و امتهلددت عليدده حتددى يخبرهددا هددو‬ ‫‪ .....‬عندما وجدها لدم تسدأله أخدذه فكدره أنهدا لدم تندزعج و لدم يعلدق بدل اندزعج ألنده‬ ‫أرادها أن تغار عليه ‪...‬لم يعلم أنها كانت تتوقد ‪.....‬و تشتعل كالبركان ‪..‬‬ ‫و تكررت الحالة ‪...‬و حاول هو جرها ليرى إن كانت تغار أم ال ؟؟ هدو يرديهدا أن‬ ‫تخاف عليه و تلح عليه ‪ /‬ليس لدرجة الجنون‪ /‬مدع مدن و مدن تكدون و يطمئنهدا هدو‬ ‫أنه ال يرى غيرها ‪....‬‬ ‫وفددي آخددر مددرة لددم تعددد تسددتطيع السددكوت ‪...‬عندددما اقتربددت مندده و زميلتدده واقفددة‬ ‫يتحدثان‪......‬و يضحكان و هو يتوقع قدومها سلفا ‪...‬‬ ‫آنيا‪ :‬مرحبا‪...‬كيف الحال؟؟‬ ‫آلك ‪ :‬عزيزتي ‪..‬أنهيت محاضرتك باكرا‪.....‬أعرفك ‪ /‬ليزا‪.../‬‬ ‫إنها مدير قسم التسويق لدينا ‪.....‬‬ ‫آنيا ‪ :‬مرحبا و تشرفت بمعرفتك‪..‬‬ ‫ليزا ‪ :‬أنا أحسدك على ‪ /‬آلك ‪ /‬يبدو أنه يحبك كثيدرا ‪....‬لكدن عليدك أن تنتبهدي عليده‬ ‫فالمعجبددات بدده كثيددرون و أنددا مددنهم ‪...‬هددا هددا هددا ‪ /.....‬صدددرت الضددحكة بطريقددة‬ ‫مائعة أغاظتها لدرجة الجنون و بان ذلك على وجهها ‪/‬‬ ‫آنيا‪ :‬ومن قال أنني أثق به ثقة عمياء لكنني أعلم أنه لن يجد مثلي ‪.‬‬ ‫ليزا ‪ :‬ثقة وقحة لكنها جميلة ‪....‬أراكما فيما بعد‬ ‫شعر بها ‪....‬أجل بغيظها ‪...‬ال بد و أنها ستنفجر بوجهه ‪..‬‬ ‫ركبا في السيارة دون أن يتفوه أحدهما بكلمة ‪.....‬وبدأ هو يتحدث ‪...‬‬ ‫آلك ‪ :‬إنها لطيفة ‪!!..‬‬


‫آنيا ‪.............. :‬‬ ‫آلك ‪ :‬مآبك إنني أتحدث معك ؟‬ ‫آنيا ‪ :‬منذ متى و أنت تعرفها ؟؟‬ ‫آلك ‪ :‬منذ بدأت العمل هنا ‪..‬‬ ‫آنيا ‪ :‬تستلطفك كثيرا ‪......‬ها ‪...‬أكثر مما يجب‬ ‫آلك ‪ :‬ال تقولي لي أنك تغارين منها ؟‬ ‫آنيا ‪ :‬طبعا ‪.......‬نعم‬ ‫آلك ‪ :‬أنت ؟؟ هيا البد و أنك تمزحين‪......‬‬ ‫آنيا ‪ :‬أو لست أنثى ؟‬ ‫آلك ‪ :‬نعم ‪...‬لكنك لم تحتدي مرة عليها‬ ‫آنيددا ‪ :‬وهددل يجددب أن أظهددر هددذا‪.....‬إننددي أمددوت غيددرة كلمددا رأيتكمددا معددا و حقيقددة‬ ‫أخاف أن تأخذك مني‬ ‫آلك ‪ :‬أنت ؟؟ ال أصدق!!!!و لم لم تتحدثي في هذا الموضوع قبال ؟؟‬ ‫و بدأت طبقة صوتها بالعلو و انزعج هو كثيرا مدن حددتها فدأوقف السديارة جانبدا و‬ ‫علدت أصددواتهما فمددا كدان منهددا إال أن فتحددت بداب السدديارة و خرجددت غاضددبة ‪...‬و‬ ‫تبكي‬ ‫أول مرة يراها تبكي ‪........‬لم يستطع اللحاق بها فقد ركبت سيارة أجرة‬ ‫آلك ‪/ :‬وهو يحدث نفسه‪ /‬يا إلهي ماذا فعلت ‪.....‬؟‬ ‫عاد إلى المنزل و حاول االتصال بها مرارا لم يتلقى أي رد‪..‬و عاد يفكر و يحداول‬ ‫أن يتذكرها وهي غاضبة ووجها محتقن و عيناها مخضلتان بالدمع ‪.....‬إنها جميلدة‬ ‫جدددا ‪...‬حوريددة مددن حوريددات البحددر األسددطوريات ‪...‬حتددى و هددي تبكددي و عيناهددا‬ ‫محتقنتان‪...‬إنها رائعة جدا ‪.....‬أحبها و بقوة ‪....‬أجل ‪...‬‬ ‫هو لم يخبرها مرة أنه يحبها ‪...‬لم يقلها ‪...‬رغم أنهما سويا منذ ثالث سنوات تقريبدا‬ ‫‪.....‬كان مقتنعا أنهدا تعدرف بدذلك ‪..‬بطريقدة أفعالده و تصدرفاته‪....‬و حتدى هدو يعلدم‬ ‫هذا كما يرى نور الشمس في النهار‪..‬‬ ‫ذهددب إلددى الجامعددة فددي اليددوم التددالي ليطمددئن عليهددا ‪....‬ليرضددي نفسددها و يطيددب‬ ‫خاطرها ‪...‬و هو يعلم أن لديها امتحانات فهي فدي سدنة التخدرج وال يريدد أن يكدون‬ ‫السبب بعدم تخرجها و خصوصا أنه يريد أن يفاجئها بطلب يدها مباشدرة بعدد حفدل‬ ‫التخرج‪...‬‬ ‫انتظرها حتى خرجت و كان بادي على وجهها عدم النوم و الحزن و االنزعاج‪...‬‬ ‫نظرت من بعيد فرأتده ‪....‬وقفدت مكانهدا و بددأ دلدع الفتداة عليهدا بأنهدا تريدده هدو أن‬ ‫يتقدم و يكلمها ‪..‬فمن حقها أن تغار و أن تغضب‪..‬أليس حبيبها ‪....‬‬


‫آليك ‪ :‬كيف كان امتحانك ؟؟‪..‬‬ ‫آنيا ‪ :‬جيد ‪...‬‬ ‫آلك ‪ :‬سأوصلك للبيت إذا‬ ‫ركبا و لم ينبسا ببندت شدفا‪.....‬حتدى وصدلت للمندزل و قبدل أن تترجدل مدن السديارة‬ ‫أمسك يدها ‪....‬و أخذ باألخرى بذقنها و أدار وجهها ناحيته ‪...‬‬ ‫آلددك ‪ :‬أنددا آسددف ‪..‬ماكددان يجددب أن أرقددع صددوتي ‪...‬مددن حقددك أن تغضددبي ‪....‬كنددت‬ ‫أنتظدر هددذا الموقدف منددك مندذ زمددن ‪....‬لدم أكددن أعلدم انددك تغدارين و لهددذي الدرجددة‬ ‫‪...‬سررت ألنك أظهرتها لي ‪.....‬‬ ‫آنيا ‪ :‬أنت تعلم جيدا أن روحي متعلقة بك فال تفعل هذا ثانية ‪.....‬و إال سدتكون ردة‬ ‫فعلي أعنف من البارحة صدقني‬ ‫آلك ‪ / :‬وهو ينظر إليها و إلدى عينيهدا وكدأن الدزمن توقدف بدين يدديها ‪ /‬أندت جميلدة‬ ‫جدا و زادك البكاء روعة‪ ..‬لكنني ال أريد أن أراك تبكدين ثانيدة و لدن أسدمح لنفسدي‬ ‫بأن أكون سببا لجرحك ‪...‬أعدك يا كل العمر‪...‬‬ ‫ودعا بعضهما و قد عادت األمور لما كاندت عليده ‪........‬مضدت السدنة و جداء يدوم‬ ‫حفل التخرج‪....‬عرج على بيتها ليقلها و يذهبان معا ‪....‬‬ ‫دخال الحفل و شربا العصير و سلما علدى األصددقاء ووجددت صدديقة لهدا فاقتربدت‬ ‫منهددا األخيددرة و سددلمت عليهمددا ‪.....‬لكندده انسددحب و تركهمددا ‪...‬ومازلددت األخيددرة‬ ‫ترمقه بنظرات خبيثة ‪..‬لم يرتح لها فانسحب و الحظت ‪ /‬آنيدا‪ /‬ذلدك فاعتدذرت منهدا‬ ‫و ذهبت لتقف إلى جانبه على الشرفة ‪....‬و استمرا يتجاذبدان أطدراف الحدديث دون‬ ‫أن يلتفتددا إلددى تلددك الشددقراء الداهيددة و التددي أرادت ‪ /‬آلكسدداندريان‪ /‬لنفسددها ‪....‬فقددط‬ ‫لتحرق قلب صديقتها ثانيا و ألنه لم يلتفت إليها و هي الجميلة المدللة و التي لم يفتدأ‬ ‫شاب إال وخطب ودها شغفا فيها ‪....‬لكن أن يتجاهلها و يدير لها ظهره ‪....‬‬ ‫وبدددأ الددرقص ‪.....‬أخددذ بيدددها و سددحبها إلددى المنتصددف ‪...‬منتصددف سدداحة الددرقص‬ ‫‪.....‬و بدأا بالتمايل مع أنغام موسيقا السلو الهادئ‪......‬همس بأذنها و برقة ‪..‬جعلدت‬ ‫جسدها يرتعش ‪....‬و الدم يتدفق بسرعة داخل عروقها‬ ‫آلك ‪ ((( :‬أحبك بجنون)))‬ ‫رفعت رأسها لترى تلك النظرة البريئة و الصادقة داخل عينيه ‪....‬فما كان منهدا إال‬ ‫أن أحنت رأسدها علدى صددره و أحسدا أنهمدا وحددهما‪ ..‬نسديا كدل مدن حولهمدا و لدم‬ ‫يشددعرا بنفسدديهما إال بتصددفيق العددالم مددن حولهمددا ‪.........‬و انحنددى علددى األرض و‬ ‫أمسك يدها و برفق و بصوت عدالي ‪.....‬حبيبتدي الغاليدة يدامن علمتندي كيدف يكدون‬ ‫نبض القلدب و أن طعدم الحيداة حلدو ‪....‬أتقبلدين بدي زوجدا آلخدر العمدر‪ ..‬و قددم لهدا‬


‫خاتم خطوبة ماسي ‪.......‬ووسط التصفير و التصفيق من الحاضدرين ‪....‬بكدت مدن‬ ‫الفرحة و ارتمت بين ذراعيه موافقة ‪...‬‬ ‫خرجا من الحفل و أوصلها إلى المندزل ‪....‬و بعدد مضدي قرابدة الشدهر ‪.....‬عملدت‬ ‫في شركة كبيرة ‪..‬رأته فجأة أمامها و كانت تتكلم مع مديرها ‪...‬‬ ‫ثم أدار وجهه و خرج غاضبا ‪..‬لحقت به و هي فزعة منه لم ترى هذه النظرة ‪..‬‬ ‫آنيا ‪ :‬مآبك ؟؟ لم هذا التجهم ؟؟؟‬ ‫آلك ‪ :‬ماهي العالقة التي بينك و بين هذا المسك؟؟‬ ‫آنيا ‪ :‬إنها المرة األولى التي تتكلم بمثل هذه الكلمدات!! ثدم هدو رب عملدي فقدط وأندا‬ ‫مخطوبة لك ‪...‬صدقني يا كل العمر لست أفكر بسواك أبدا ‪....‬‬ ‫تركها و رحل و هي واقفة مكانها دون أن تفهم شيئا‪..‬وفي المساء اتصل بها و تكلم‬ ‫معها أن هناك من هاتفه و أخبره أن هناك عالقة بينها وبين مديرها و أنه يستلطفها‬ ‫‪......‬فهدأت من روعه و أراحت قلبه ‪...‬‬ ‫لكن من أخبره بذلك بقي ينغص عليهما و بددأت صدديقة الحفدل تظهدر أمامهمدا ‪...‬و‬ ‫ازدادت الفجوة بينهما و تدخلت األخيرة و كأنها صديقة وفية له دون أن تظهر أمام‬ ‫‪/‬آنيا‪ /‬و في آخر المطاف أدهت بعقل أحد أصدقائها من العمل ليظهدر دائمدا معهدا و‬ ‫أمامه‪...‬ليكون هناك أمل لتحصل هي على الشاب الذي أرادته ‪...‬‬ ‫و فعددال أوصددلتهما لنهايددة المطدداف بعددد أن تعرفددت علددى عائلتدده و اسددتطاعت أن‬ ‫تتغلغل و تقنعهم بأنها الوحيدة األفضل ‪..‬‬ ‫لم يقتنع بها كفاية لكدن فقدط أراد أن يثيدر حفيظدة حبيبتده قناعدة منده ‪/‬بعدد أن أقنعتده‬ ‫األخيددددرة أن هددددذه هددددي الطريقددددة لكسددددبها مدددددى الحيدددداة ‪ /‬فانفصددددال و اقتددددرن ب‪/‬‬ ‫شيفا‪..../‬لكن وصلت األمور لحد ما كانت هناك قدرة توقفها‬ ‫و أنهما ‪ /‬آلك و شيفا‪ /‬سعلنان زواجهمدا‪.....‬و قدد دعتهدا هدي بنفسدها للحفدل ‪......‬يدا‬ ‫لسخرية األقدار هل من المعقول أن تحضر مدفنها بيديها ‪.‬‬ ‫كل هذه الذكريات و هي مازالت تنظر إلى المحطبة و الفأس فيها ‪......‬و بكت كمدا‬ ‫لم تبكي قبال أبدا ‪..........‬‬ ‫عملت كوبا من القهوة الساخنة و جلست بقرب النافذة و الثلج يتساقط بغزارة ‪...‬‬ ‫آنيا ‪ :‬إنه يوم الزفداف سديكونا لبعضدهما ‪....‬كيدف لدم أنتبده أندا الغبيدة لهدذه المتمدردة‬ ‫الجامحة ‪...‬‬ ‫الساعة قاربت الواحدة صباحا ‪.......‬و سمعت طرقا على الباب ‪......‬خافدت ‪..‬فمدن‬ ‫الذي يطرق الباب في مثل هذه الساعة ‪.....‬أخذت بدارودة الصديد التدي كدان حبيبهدا‬ ‫يصطاد بها أيام الصيف و تكون هي معه ‪.......‬‬ ‫آنيا ‪ :‬من ؟؟‬


‫آلك ‪ :‬إنه أنا ‪......‬‬ ‫لم تصدق ‪....‬من غير الممكن‪....‬فتحت الباب ‪.............‬ووقفت مشددوهة ‪....‬كدان‬ ‫وجهه أحمر من البرد‪....‬لم يتفوها بكلمة ‪...‬فأي كلمة مدا كاندت ستشدرح الموقدف و‬ ‫دموعه كافية لتقول لها ‪ :‬لم أستطع ‪......‬لست لغيرك ‪..‬‬ ‫ارتمدى بدين يدديها و جثدا علدى ركبتيده و صدوت مخندوق ‪ :‬لدم أسدتطع و لدم أتصدور‬ ‫أنني مع غيرك ‪.......‬‬ ‫أخذت بيده و أدخلته ليجلس بقرب المدفأة و أعطته وشداحا صدوفيا و صدنعت كأسدا‬ ‫ساخنا من الشاي ليشدعر بالقليدل مدن الددفيء ‪......‬و جلسدت تنظدر إليده و هدي غيدر‬ ‫مصدقة و انبعث صوتها الباكي برأفة و حنان ‪ :‬أحبك ‪...‬‬ ‫نظر إليها و سحبها إلى جواره بحنان و ضمها وهدو يمسدح دموعهدا بيدده و يبكدي ‪:‬‬ ‫أعدك أن ال أكدون لغيدرك ‪...‬لدن أسدمح سدوى للمدوت بتفريقندا ‪....‬وال أحدد يسدتطيع‬ ‫إبعدادك عددن ندداظري ‪.........‬أحبددك كمدا لددم يحددب أحددد قدط كمددا يحددب القاتددل مذبحدده‬ ‫‪....‬كما تهوى الورود مطر السماء ‪...........‬‬ ‫ولم يمضي على ذاك اليوم سوى بضعة أيدام حتدى أقامدا زفافدا رائعدا ‪......‬أجدل لقدد‬ ‫عاد لربيع عمرها ‪.....‬ليكون كل عمرها‬

‫أنواع الحب‬ ‫سؤال يتكرر دائما ‪ ...‬و بدذهن كدل البشدر و كدل يفسدره علدى طريقتده ‪....‬مدا هدو؟؟‬ ‫كيف يأتي؟؟ و لماذا؟؟؟ و‪...‬و‪....‬و‪...‬و نبقى نسأل و نحاول اإلجابة‬


‫عن ماذا أتكلم ‪ ..‬عن كلمة رنانة الصدى ترتفع اآلهات حرقدة و الزفدرات مطولدة و‬ ‫يبكددي لدددلى سددماعها المجددروح بحرقددة و يسددرح الحددالم فيهددا إلددى أقصددى سددماء و‬ ‫المكسور إلى أقصى الهاوية ‪ (((....‬الحب)))‪.‬‬ ‫لكدل تعريفدده لديده ‪...‬و المتعددارف عليدده أنده ذاك الددوهم األقدرب للحقيقددة ‪....‬صددحيح‬ ‫‪...‬لكن من يعرف أنواعه؟؟؟؟‬ ‫في الحقيقة الغافلة عن الغالبية العظمى هو أربع ‪:‬‬ ‫حب محرم‬ ‫حب من طرف واحد‬ ‫حب الغرائز‬ ‫حب عقالني روحاني‬ ‫و اعذروني إن تماديت قليال في شرحي لبعض المواطن لكن ماال يقبله عقل هو أن‬ ‫نغفل أو أن ال نعرف كيف نحب‪..‬ومتى يجيب التراجع عن الحب!!!!‬ ‫ال نعود قادرين مع الحب عن سماع نصيحة أحد و نكذب و ننعت بالجنون كدل مدن‬ ‫يدتكلم عمددن نحددب بالكددذب و الجنددون‪...‬و ال نددرى مددن حولنددا مددن يحبنددا بددل نلتصددق‬ ‫بالمرآة وال نرى أبعد من أنفنا ‪....‬ال نرى أخطاء من نحب بل كل ما يصددر جميدل‬ ‫حلدو‪...‬و تغيددر نفسددك ألجلده و تحددب كددل مددا يحدب و تتطبددع بطباعدده دون أن تشددعر‬ ‫‪....‬لكن عندما تصحو تنظر جيددا‪........‬علدى مداذا أحببتده؟؟؟لم هدو؟؟؟ال يوجدد فيده‬ ‫شئ جيد ‪ ....‬على ماذا تعلقت روحي بده و أضدعت مدا فدات مدن العمدر معده؟؟؟يبقى‬ ‫األلم و جرح و الذكريات الحلو منها و المر ‪.‬‬ ‫لكددن مددن ذا الددذي يددتعلم ؟؟؟و بكددل صدددق و صددراحة ‪......‬ال أحددد‪..‬بددل نحدداول أن‬ ‫نعوض مرة و اثنتين ‪..‬لكن إلى متى؟؟ حتى نشعر بتبلد المشاعر ‪...‬حتى نصل إلى‬ ‫درجة عدم القدرة على العطاء ‪..‬ذاك الشعور المؤلم و الذي يشعرك بعدم المباالة و‬ ‫أن كل البشدر حتدى عائلتدك و أهلدك ‪...‬هدم كأشدجار الحديقدة ال تهدتم بهدم وال تشدعر‬ ‫بوجودهم ‪..‬بل تهدرب مدنهم ظندا مندك أنهدم يسدببون لدك الصدداع بمشداكلهم أو حتدى‬ ‫صوتهم ‪..‬كمدا حفيدف األشدجار الكثيدف فدي الخريدف‪.....‬و تسدأل نفسدك‪..‬أو سدأحب‬ ‫ثانية ‪ ..‬؟ هل يمكن أن يعود تدفق الدم من جديد؟ أهناك من يسدتحق؟؟ و سدتظلم كدل‬ ‫من يحبك بعد هذا من الخوف‪......‬‬ ‫الخوف!!!!!!!!!! نعم شعور رهيب فظيع‪..‬أن تخاف من الحب و من كل من يحداول‬ ‫أن يحبك بصدق و تفاني‪..‬و تظلم روحك قبلهم‪....‬‬ ‫واآلن اسمحوا لي بالشرح‪....‬ليست وجهة نظر صدحيحة مائدة بالمائدة ‪..‬لكنهدا نسدبة‬ ‫مئوية بنسبة ‪ %58.89‬تقريبا تزيد قليال أو تقل ‪.....‬لكنها الواقع ‪..‬‬


‫الحب المحرم‪ :‬هو ذاك الصادق بين قلبين لم يكتب لهما أن يكونا معا و من الممكن‬ ‫أن يكونا لبعضهما ‪ /‬احتمال جد ضدئيل‪.. /‬وفدي معظدم األحيدان ‪..........‬ال‪......‬وال‬ ‫يجب أن ننكر حقيقة القدر و المكتوب المقدر من هللا عز و جل‪..‬‬ ‫هو كما حب قيس لليلدى‪..‬أو كمدا ممدو لدزين‪ ..‬القصدة التدي كتبهدا العالمدة ‪ /‬أ‪.‬محمدد‬ ‫سعيد رمضان البوطي ‪..../‬ال يعلم أحدهما كيف أحدب اآلخدر لكدن هدذا الحدب الدذي‬ ‫يعلم القلب الوفاء واإلخالص لكن من دون وعي ومن دون أن يجعل صاحبه يتعقل‬ ‫ليعرف كيف و متى يتوقف‪...‬ليقع في أخطاء غالبا ما تكون فادحة ‪...‬كإلنتحار‪.‬‬ ‫ذاك مددا يسددمى ((الحددب األسددطوري))لكندده (عددذري)و يتمندداه كددل عاشددق و عاشددقة‬ ‫‪....‬يسمو بك لألعلى و يجمح بك إلى الخيال بعيدا عن الواقع لتصحو فيما بعد و قد‬ ‫ارتطمت أجزائك متكسرة على أرض الواقع و تصبح مجنوندا سدائحا فدي الطرقدات‬ ‫أو في المصح العقلي ألنك لم تتحمل‪/‬تتحملين أن تسدتيقظ‪/‬تسدتيقظي مدن حلدم اليقظدة‬ ‫و الليل و السهر و النجوم على سدطوع ضدوء الشدمس البداهر الدذي يدريكم وضدوح‬ ‫األشياء ‪...‬‬ ‫لن أتكلم كثيرا هنا ‪..‬ألنه كما ذكرت أسطوري‪..‬في شعر الشعراء فقط‪.‬‬ ‫حب من طرف واحدد‪:‬أخطدر أندواع الحدب ‪.....‬ألنده يجلدب العدار و المصدائب علدى‬ ‫أحد الطرفين و أغلب األحيان و معظمها يكون خطره على ‪ /‬الفتاة‪./‬‬ ‫لن أكون متحيزة إلى بنات (حواء)فهناء مدن أبنداء(آدم )مدن جدارت عليده إحدداهم و‬ ‫كانددت الغددادرة اللعددوب ‪...‬التددي جعلتدده محطمددا يكددره البنددات و الحددب ‪....‬أو أذاقتدده‬ ‫العلقدددم المدددر دون رأفدددة منهدددا علدددى قلبددده و صددددقه و إخالصددده‪...‬لكدددن لدددم فعلدددت‬ ‫هذا؟؟؟غباء منها ‪...‬‬ ‫ربما أن حبيبا لها كانت صادقة معه كذب عليها و تركها ‪..‬فجعلدت مدن أحبهدا كدبش‬ ‫المحرقددة ‪...‬أو هددي أصددال لعددوب تربددت علددى هددذا الحددال‪...‬لكددن الددزمن كفيددل بددرد‬ ‫الصفعة مهما طال الوقت‪.‬‬ ‫لكن المشهور في العالم هو أن الشاب و الذي هو الذئب المنتحدل لصدورة الخدروف‬ ‫الوديع ‪..‬هو الغادر ‪....‬يلحق بالفتاة و يخطدب ودهدا و يعدرف أن نقطدة ضدعفها هدو‬ ‫الكالم المعسول ‪..‬لمسدة يدد تأخدذها إلدى سدابع سدماء ‪....‬لكدن يهدوي بهدا أخيدرا إلدى‬ ‫سابع أرض‪..‬دون رحمة ‪...‬ليكون في اليوم الثاني مع أخرى ‪....‬حمقاء ال تدري ما‬ ‫سيكون عليها أمرها ‪....‬و تصل أحيانا لحد هدر الشرف و العرض‪...‬نعم صددقوني‬ ‫‪.‬‬ ‫إنه قلة وعي منها؟؟؟ربما ‪...‬أو أن أهلها لم يعلموها معنى االنفتاح الصحيح ‪..‬ربمدا‬ ‫كثددرة الضددغط و أن مددا يحددق للشدداب ال يحددق للفتدداة ‪...‬و الشدداب كثيددر الحيلددة قليددل‬ ‫العاطفة ماكر العقل‪....‬ربما ادهي بها للزواج العرفي ‪..‬ثم ‪......‬بآي بآي ‪..‬‬


‫أليس هذا هو الواقع ‪....‬نعم ‪......‬قالوا سابقا‪ :‬إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب ‪......‬أمدا‬ ‫اليددوم فددأقول لكددم أنددتم داخددل غابددة أمثددال غاب دات األمددازون‪....‬صدددقوني ‪...‬إمددا أن‬ ‫تعرف و تحاول الخروج و التأقلم دون الحياد عدن مبادئدك إن كاندت صدحيحة ‪..‬أو‬ ‫أن تسقط في مستنقع الرمدال المتحدرك وربمدا أكلدك أحدد الوحدوش المفترسدة ‪....‬و‬ ‫أقول لكم ‪ :‬أن تخرج مصابا خير من أن ال تخرج أبدا‪..‬و الفتاة مهمدا تدذأبت‪...‬تبقدى‬ ‫حمال ‪..‬‬ ‫الوردة وردة مهما كبر و عال شوكها ‪...‬إنني أقبل أن أسقط أوراقدي بيددي‪...‬لكدن ال‬ ‫أسمح لشاب أن يقطعها لي و هو فرح مسرور بينما أموت ألما مميتا‪..‬‬ ‫بدداهلل علدديكن ‪ /‬علدديكم يددا مددن صدددقتم و أخلصددتم أيددن العقددل فددي الحددب ‪....‬لددم هددذا‬ ‫االستهتار بما أودع هللا بين أضلعكم ‪...‬‬ ‫أن تخونوا أمانات أهلكدم و سدمعتهم ‪.....‬يدا مدن لحقدتم الغدرب دون وعدي ‪..‬و قلددتم‬ ‫كالعميان‪....‬و تجعلون مدن أنفسدكم حدديث البشدر اللدذين يحبدون اإلشداعات و اللغدط‬ ‫بالحديث‪....‬‬ ‫حب الغرائدز‪.:‬آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه‪....‬إنده حدب آثدم ‪...‬زندا و كبيدرة ‪.....‬انتشدر‬ ‫مدددن الغدددرب مدددع دخدددولهم عالمندددا‪..‬و أصدددبحت كلمدددة المعاشدددرة شددديئا مسدددموحا و‬ ‫مباحا‪.......‬‬ ‫لكن تعالوا معي أال تتفقون أن سمعة الشاب كما سمعة الفتاة ‪..‬فمن ذا الذي يقبدل أن‬ ‫يزوج ابنته لزير نساء أو سكير ؟؟؟؟‬ ‫لم الفتاة فقط هي مدن أخطدأت تعاقدب ‪..‬؟ وأحياندا تقتدل؟؟ نعدم إنهدا الهمجيدة العميداء‬ ‫‪......‬على مبدأ أهل الصعيد في مصر _ الثأر وال العار_‪.‬‬ ‫الفتدداة مخلددوق حسدداس عدداطفي جدددا ‪.....‬بكلمددة رقيقددة و لمسددة يددد و ربمددا قبلددة ‪..‬ال‬ ‫تشددعر بنفسددها إال وهددي بددين يدددي حبيبهددا مستسددلمة صدداغرة ‪...‬يتوقددف تفكيرهددا و‬ ‫تشددعر بنفسددها أنهددا فددي الجنددة ‪....‬لتصددحو بعدددها مذبوحددة علددى يددد أخيهددا أو أبيهددا‬ ‫‪........‬ليقولوا‪ :‬لقد أهدرت شرفها و جعلت سدمعتنا كرمداد تدذروه الريداح‪..‬و يحكدى‬ ‫عنا على كل لسان ‪...‬‬ ‫وهو _ الشاب _ هرب بريشه‪.....‬إنه ذنب ابنتكم الغبية الحمقاء‪....‬هي مدن أحبتندي‬ ‫‪...‬‬ ‫ال يفكر بعرضه أو شدرفه‪.....‬لكدن إن كاندت أختده لدذبحها بيدده أو ابنتده لكدان دفنهدا‬ ‫حية ‪....‬لم ال يفكرون أن طعم العلقم كما يكوي أمعائهم يكدوي أمعداء الغيدر ؟؟؟؟ ال‬ ‫يوجددد رجددل فددي هددذه األيددام ‪......‬نعددم و أقولهددا بكددل ثقددة و صددوت مرتفددع‪...‬توجددد‬ ‫غريزة‪ ..‬يكون قادرا على الزواج و لديه المقومدات الماديدة و المعنويدة لكدن ‪..‬ال؟؟؟‬ ‫لم ال أجرب كما أقراني !!ويسير في درب المحرمات و عندما يتزوج يطلب من لدم‬


‫تفتح عينيها إال على والديها‪...‬لكنه يصل بال همة أو قوة ‪..‬و ربمدا يحمدل مرضدا ال‬ ‫يدري به إال بعد فترة فيحمل المسكينة هدذا المدرض ‪......‬أو يسدافر للخدارج و يجدد‬ ‫المتعة مفتوحة دون رقيب ثم يعود ليقضي على مستقبل إحداهن ‪.‬‬ ‫إنهم من تقودهم شهوتهم و تسيرهم غرائدزهم‪.....‬ويدا هدول المصديبة ‪...‬إنهدم يدرون‬ ‫كل فتاة ‪...‬عارية و إن كانت مرتديدة جلبابدا‪.......‬إنهدا الحقيقدة المدرة ‪...‬إنده الشداب‬ ‫العربي ‪.‬‬ ‫استيقظي يا عزيزتي الحالمة و انظري حولك و انظري إلى من تحبين بتمعن‪...‬فما‬ ‫زلت تستطيعين أن تبتعدي قبل أن تهدري دمك على رصيف الشارع‪.‬‬ ‫و أنت أيها الحدالم يدامن تبعدت أصددقائك فرمدوك فدي بحدرهم ‪..‬بحدر الملدذات و أنده‬ ‫ليست هناك مشكلة من الشرب و مداعبة تلك و أن تقضي ليلة مع أخرى ‪.....‬‬ ‫سوف تسأل نفسك كيف وصلت إلى هنا ‪.....‬ستقول لدي‪ :‬لقدد تحيدزت لبندات جنسدك‬ ‫و ال عالقة لي بذلك !!‬ ‫لكني سأخبرك أن منا نحن الماكرات الخبيثات من هان عليها شدرفها و فرطدت فدي‬ ‫عرضها و أدهت بالكثير من أمثالدك ألنهدا شدهوانية أكثدر مدن الشداب و تعتقدد أن ال‬ ‫مباالتها لها وحدها لكن الصدفعة قادمدة عليهدا ‪....‬فلدم تتدرك نفسدك بدين يددي هدؤالء‬ ‫الفدداجرات أولسددت روحددا مسددكونة مددن هللا عزوجددل وهبددك إياهددا ال لتعلقهددا بأشددياء‬ ‫ثانوية تافهة بل بما يكون في مصلحتك ‪....‬فمن يرضى أن يكون له ولد مدن فداجرة‬ ‫لعوب أو من ترضى أن تكون لعبة بين يدي كاذب مجنون‪...‬‬ ‫حب عقالني روحاني‪:‬نادر بين البشر وال يمتلك إال بموهبة مدن هللا تعدالى‪....‬هندا ال‬ ‫يطغى عقل علدى عاطفدة أو العكدس‪.....‬فيعدرف كدال الطدرفين مدا عليهمدا ومدا لهمدا‬ ‫‪....‬هنددا ال يسددعيان إلددى رومانسددية زائلددة ‪..‬بددل إلددى مددودة دائمددة‪..‬فلدديس القلددب لعبددة‬ ‫كومبيوتر و انتهت مراحلها و كفى ‪..‬أو المشاعر كعلبدة شدو كدوال بأصدناف متعدددة‬ ‫كل ما انتهيت من حبة انتقلت ألخرى‪.....‬أو يعجبك لون قشرة بيض الفصح لينتهي‬ ‫بك المطاف لكسرها و تكتشف أنها كغيرها بيضة مسلوقة‪...‬‬ ‫إنه تآلف بين قلبين اجتمعا على أساس تحمل المسؤولية كل منهما يكمل اآلخر دون‬ ‫نفدداق أو كددذب ‪ ....‬ليكونددا مسددتقبال واضددعين نصددب أعينهمددا أن مددا يكددون عليدده مددن‬ ‫فراق أو اجتماع هو مقدر من هللا تعالى‪...‬مكتوب من األزل في لوح مر قدوم‪.....‬ال‬ ‫يجعل الشاب الفتاة كتحفة اقتناها لتكون في خزانة الكريستال لديه و يدير ظهره لهدا‬ ‫‪...‬وال يسمح لغيره بأخذها و لو بحقهدا‪.....‬لمجدرد األنانيدة البحتدة التدي هدو مفطدور‬ ‫عليها‪.....‬أو الفتاة وكأن الشاب خاتم بإصبعها تحركه كيفما و متى تشاء!‬ ‫اصحي يا عزيزتي و توقف أيها الفاجر عما تفعل ‪....‬يا من ينظرون إليك على أنك‬ ‫من أرقى العائالت و أشرفها و تقوم بالخفاء بمدا يهدين للشدرف و تخدون أهدل الفتداة‬


‫المسدددكينة ‪ ..‬فدددال الموسددديقى الحالمدددة وال أفدددالم اإلباحدددة خلقدددت لندددا ‪...‬و ال أسدددلوب‬ ‫المعاشددرة و التعددايش ألجلنددا ‪...‬بددل لمددن سددمحت تددربيتهم و أخالقهددم ‪ /‬الغددرب ‪ /‬أو‬ ‫الئك التائهون دون هوادة و يعيشون رغم كل هذا على اإلغتصابات ‪...‬و الخياندات‬ ‫‪ ......‬إن المددرأة األجنبيددة اآلن تطالددب بددالعودة لمنزلهددا و لتكددون عددذراء ال يمسسددها‬ ‫بشر سوى من خلقت لتكون على اسمه و أنت يا شرقية تفرطين بعرضدك و شدرف‬ ‫أهلك ؟؟‬ ‫أنظري ‪ /‬أنظر للحياة كالكأس المملوء نصفه ماء ‪....‬منهم من ينظدر بالتشدائم لهدذي‬ ‫الدنيا و كأنها الفراغ من الكأس و منهم من ينظدر علدى أنهدا الممتلدئ‪.......‬لكدن مدن‬ ‫منا نظر إليها من بعيد و أخذ العبرة من النصفين ‪.....‬؟؟؟؟‬ ‫ال أحد !!!!!!!‬

‫لماذا‬ ‫لم أكن قادرة على التجاوب أبدا ‪....‬حزمت أمتعتي و ذهبت إلى البحر ‪....‬بيت‬ ‫الشاطئ كما أسميه ‪....‬هناك وحدي سأكون و أبتعد عن كل ما يمت إلى البشر‬ ‫بصلة ‪.....‬أحاول الهروب من الواقع كي أستطيع التفكير بعمق و بما لحق بي من‬ ‫البشر ‪....‬‬ ‫لم أعد قادرة على العطاء ‪....‬ال أستطيع الشعور بأي شي جميل ‪...‬أصبحت نفسي‬ ‫طواقة لكل ما هو مؤذي ‪..‬لكل شر يقال عنه ‪..‬‬ ‫و أعلم أنني قادرة على فعل كل شيئ‪...‬لكن هذه التصرفات ليست صحيحية ‪....‬‬


‫قالوا عني أنني أقوى من إبليس نفسه ‪ /‬آل أنكرها على نفسي‪ /‬لكنني لم أوذي قط‬ ‫أحد‪...‬بمعنى األذية لكن عندما تسنح الفرص لي برد الدين أرده لكن ليس بعنف بل‬ ‫بسياسة الفتاة القادرة و الواثقة من نفسها فعال‬ ‫لكن يبدو أن ادراك الثقة الزائدة و القوة الداخلية التي أملكهما قد تملكتا في لدرجة‬ ‫أنني أصبحت أخاف من نفسي‪.‬‬ ‫عاطفية من الدرجة األولى و حساسة لدرجة الشفافية ‪....‬كنت أسامح لدرجة أنني‬ ‫أنسى ما لحق بي من أذى من األشخاص‪...‬لكن ليس بعد اآلن ‪..‬أخذت من الظلم ما‬ ‫أخذت ‪....‬لن أظلم ألن من ذاق طعم العلقم ال يحبذه لغيره ‪ /‬حتى هذا المعنى ليس‬ ‫موجودا عند معظم الناس‪ /‬لكن ابتعادي اآلن سيهدئ من كل ما أشعر به ‪...‬‬ ‫كسرت ‪..‬نعم أقولها ‪.....‬و أصبح قلبي كرذاذ الزجاج المتهشم ‪....‬تبلد كامل و ال‬ ‫مباالة تجعل كل من يراني ‪...‬يشعر بأن من أمامه انسان متهكم ال حس فيه و ال‬ ‫شعور بالمسؤلية‬ ‫جرحت الكثير من أصدقائي ‪...‬دون الشعور بالذنب ألملي بهم أنهم قادرين على‬ ‫استيعاب جرحي ‪....‬لكن إلى متى سيتحملون لئمي و تهوري ‪.....‬؟؟؟؟؟ سؤال‬ ‫يطرح نفسه‬ ‫كل هذه األفكار المتضاربة و انا أنظر إلى البحر ‪...‬نعم ‪..‬إنني هو ‪....‬تتضارب‬ ‫األفكارفي داخلي كما موجه‬ ‫تشتعل في أعماقي خبايا أجهلها كما في داخله خبايا ال يعلمها سوى سبحانه‬ ‫‪....‬أستطيع تفسير نفسي من خالل قصص زبده الذي زار جميع الشطئان و سمع‬ ‫من كل البحارة األغاني الحزينة و الفرحة و من كل النتألمين دموعهم و من كل‬ ‫العشاق قصصهم‬ ‫متى سأعود إلى الحياة ‪..‬كل ما أتمناه هو أن أعود نفسي ‪..‬‬ ‫آه من المطر إنها كدموعي المكبوتة داخلي ‪...‬و نعومة رمال شاطئك كقلب طفل‬ ‫صغير لم يعرف سوى ما ترميه أيها الهائج من كثر ماحملك البشر من آهاتهم‬


‫أصبح الجو باردا و علي العودة ‪...‬‬ ‫ليس هناك أجمل من كوب قهوة ساخن على ضوء المدفأة الهادئ ‪....‬و دموع‬ ‫السماء تطرق بأنغام رتيبة ناعمة على زجاج الغرفة ‪......‬و تلك األنغام المنبعثة‬ ‫من المسجل ‪.....‬يالها من حياة أتمنى االستمرار بها ‪.......‬ال أريد العودة ‪.......‬بل‬ ‫البقاء ‪....‬مع دموعي و احساسي بالدفئ البعيد عن الصخب و الحياة المتالحقة ‪....‬‬ ‫آه يا دنيا منك ‪....‬تفرحينني يوما و تجعلينني أعاني مرارة العيش فيك أشهرا ‪....‬يا‬ ‫رب ما ظلمت أحدا لكن نحن من نظلم أنفسنا‬ ‫يا رب خلقت الحب ألجلك لكننا استخدمناه لحب عبادك ‪.........‬لم ؟؟؟؟ كي‬ ‫نحترق بتلك النار ‪...‬إنه طبع البشر التافه ‪....‬يا رب أسالك بعشق العاشقين و‬ ‫بكمال عذاب العاشقين ‪....‬أن تهدأ من نفسي التي بين جنبي كي أعود كما كنت ‪.‬‬

‫كيف سيعيش بدونها‬ ‫كيف سيعيش بدونها اآلن ‪...‬هاهو ذا يسأل نفسه للمرة المائة ‪....‬لقد كان القدر‬ ‫أسرع منهما ‪...‬إنها اآلن بين يدي رجل آخر ‪...‬ليس أفضل منه بأي شيء‪..‬‬ ‫لكن لماذا؟؟؟ يا ربي ‪..‬ما سأكون عليه بعدها ‪..‬كانت بجانبي ‪..‬تنسيني تعبي و تفهم‬ ‫كربي و تفرج عتي الهموم ‪..‬لكنها رحلت ‪..‬رحلت دون رجعة ‪..‬‬ ‫اختاره أهلها لها بعدما علموا ما بيننا من حب و أنني أريدها ‪...‬لم يمهلوننا ‪..‬لم‬ ‫يعطوني الفرصة أبدا ‪...‬‬ ‫ليست لك و لن تكون ‪....‬هذا ما قاله أبوها لي‬


‫كان يقف في الساحة الصغيرة عند بحيرة األماني ‪...‬المكان _ إيطاليا_و المطر‬ ‫غزير ‪..‬كان يجلس على حافة البحيرة و يتذكر عندما رآها للمرة األولى و للوهلة‬ ‫األولى‪..‬أعجب بها ‪...‬لم يعلم كيف؟؟ لكنها أثارت انتباهه‪...‬برقتها و سمتها الهادئ‬ ‫و ضحكتها الناعمة ‪.....‬من سنة ‪...‬بنفس المكان و بنفس الطقس ‪....‬تحت المطر‬ ‫تذكر أنه اندفع إليها ومن دون سابق تعارف قدم لها المظلة ‪....‬صمتت و لم ترد‬ ‫‪..‬فقد فاجأها ‪...‬لكنها قبلتها ‪...‬‬ ‫و جاء في اليوم الثاني و الثالث و مرت األيام و بدأت المشاعر تنمو‬ ‫بينهما‪....‬وكانا يخططان للزواج ‪...‬ليس هناك ما يمنعهما فكل المقومات موجودة‬ ‫‪.....‬لكن ال !!!!‬ ‫الوالد لم يرده أبدا ‪...‬فقد كان ابن صديقه أفضل ‪...‬هذا رأيه ‪...‬ألن عليه دينا و ال‬ ‫يملك تسديده ‪.....‬فكان ثمن السداد أن يبيع ابنته و يكسر قلبها ‪.......‬و مزق معها‬ ‫قلب حبيبها‬ ‫نظر إلى السماء‬ ‫هو ‪ :‬آه ‪...‬أو تبكين علي أنت أيضا ‪...‬إنك حنونة جدا إذ تواسينني ‪...‬لكن ما الفائدة‬ ‫‪.....‬لن تعود أبدا‬ ‫رحلت و تركتني وحيدا ‪....‬ال أستطيع تخيل أنها بين ذراعي شخص آخر هي‬ ‫تكرهه‬ ‫و أنت أيتها الريح الباردة ‪...‬شكرا لمداعبة وجنتي بحنانك ‪....‬أعلم أنك حزينة علي‬ ‫لكن خبريني ما أفعل ‪...‬أو سأحب من جديد ؟؟؟ أو أستطيع منح قلبي لجديدة ؟؟؟‬ ‫و كيف ؟ إنني أرى صورتها في كل فتاة أقابلها ‪......‬أسمع همسها الجميل‬ ‫كموسيقى بيانو رائعة تمر داخل مخيلتي دون أن تبارح أحالمي ‪....‬و صورتها‬ ‫الناعمة ‪...‬في صحوي و نومي ‪..‬كأحالم ا ليقظة ‪............‬أجل‬


‫مرت تلك األيام كأحالم يقظة ‪......‬لم أكن أعلم أن بعد كل ما مر من فرح و حب‬ ‫‪..‬انتهى كسراب ‪..‬و كأنني وقعت من جبل عالي إلى أسفل هاوية سحيقة‬ ‫‪....‬جعلتني أصل لقعرها متكسر كما تتكسر حبات المطر على زجاج النوافذ‪....‬‬ ‫سأعيش ‪..‬نعم ‪...‬وربما سأتزوج بغيرها ‪.....‬لكنني لن أنساها ‪...‬بل سأكون لعنة‬ ‫على من سترتبط بي ‪....‬ألنني لن أستطيع إعطائها الحب الذي كان ‪.....‬بل‬ ‫سأهرب من ألمي إليها ألعذب قلب الجديدة ‪.....‬ألنسى ‪..‬ال ألحب ‪....‬فقد توقف‬ ‫القلب عن النبض ‪...‬و الدم عن الجريان بحرارة و المشاعر توقفت عن العطاء‬ ‫‪....‬لكنني سأعيش‪ ...............‬بقايا رجل ‪..‬على ذكراها ‪.......‬حبيبتي‪....‬‬ ‫عاد إلى منزله ‪....‬و دخل غرفته ‪.....‬و في الظالم وقف أما نافذته ‪...‬و فتح الشباك‬ ‫‪.......‬و بدأت الذكريات تداعبه و الدموع تتساقط من مقلتيه ‪..............‬‬ ‫كاذب من قال أن الدموع ضعف ‪........‬إنها تريح جفن صاحبها و تكون قمة‬ ‫أحزانه ‪......‬إنها القوة التي منحها الرب لتريح عباده ‪..................‬‬

‫الكرسي‬ ‫إنه هناك على ذاك السفح الهادئ في بيته القديم ‪...‬جالسا على كرسيه الخشبي‬ ‫‪....‬ذاك الكرسي القديم الذي أمضى و الدهر معه عمره مرافقا له دون مفارقته‬ ‫لحظة واحدة ‪....‬ما استطاع البشر معه صبرا كما صبره _الكرسي _هو معه‪.‬‬ ‫نظراته من خلف تلك النافذة الصغيرة و صورته المتكسرة عبر زجاج غرفته‬ ‫المهشم ترى فيها الحنين!!‪..‬الحنين إلى الحرية هربا من ظلم العبودية القاتل الذي‬ ‫هو فيه‪.‬‬ ‫أحب كرسيه و أحبه الكرسي حتى باتا يكرهان بعضهما ‪....‬و تولدت لديه القناعة‬ ‫أن توقف صوت صرير دواليبه و صوت تكسر خشبه من الحركة هو توقف لنبض‬ ‫قلبه اليائس من الحياة و نهاية لشقائه و بؤسه‪.‬‬ ‫كل يوم ‪...‬كل لحظة ‪..‬كل ومضة رمش‪..‬تعود به ذكرياته أليام السعادة ‪...‬رحالت‬ ‫الصيد مع رفاقه‪..‬مرافقته محبو بته على الشاطئ أو رحالت التزلج معا و التنزه‬ ‫في السهول الخضراء‪....‬مازال رنين ضحكاتهما مسموع لديه‪....‬كل هذا رحل‬ ‫‪...‬رحل فجأة‪...‬ليرى نفسه وحيدا دون وليف أو صديق أو أهل ‪..‬‬


‫لم يعد يذكر السنوات التي أمضاها دون ساقين‪...‬لكنه يذكر أنها أيام ودقائق مرت‬ ‫علقما مرا‪.‬‬ ‫في كل يوم يحدث كرسيه بنفس الحديث دون ملل حتى أن صاحبه بات يمل شكواه‬ ‫و قصصه‪.‬‬ ‫نظرة ألمه التي تشعرك بحرقة قلبه المميتة عندما يرى األطفال يلعبون بالكرة أو‬ ‫يركضون وراء بعضهم ‪..‬تعود به ذاكرته لأليام التي كان يستطيع هو فعل هذا‪.‬‬ ‫لم ينفعه مال أو أهل أو حبيبة فقد خسرهم جميعا بخسارته ساقيه‪...‬‬ ‫كان ينظر مساء إلى السماء و يحدث النجوم ‪....‬وكل ما رأى شهابا مسرعا يرتطم‬ ‫باألرض يتمنى بداخله تلك األمنية التي ما فتئ منها ‪....‬يتمنى أن يسير ليوم واحد‬ ‫فقط‪...‬لساعات أو دقائق ‪....‬وال يهتم إن مات بعدها أبدا‪.‬‬ ‫لقد جعله الكرسي أكبر من عمره ‪...‬هرما أكثر مما يجب ‪..‬إنه يشعر بتكسر ظهره‬ ‫ببطء من كثرة الجلوس ال يوجد من يساعده ‪....‬عليه البقاء وحده‪....‬حتى إنه ليسمع‬ ‫صوت كرسيه يخبره‪:‬‬ ‫متى ستغادر ‪..‬لم تفتأ تكسر خشبي و تلومني و تلعنني وكأني من جعلتك تفقد‬ ‫قدميك‪...‬يا أيها المتذمر مني ‪..‬متى ستجعلني أرتاح من مجيئك وذهابك ‪..‬أعرف‬ ‫أنك تريد الرحيل عني لكنني لعنتك و أنت لعنتي ‪..‬حتى يقضي الموت و يأتي أمر‬ ‫ربك بالحق ‪...‬فكفاك تذمرا وكفى نواحا ‪...‬اصبر حتى تحين ساعتنا ‪....‬فترتاح‬ ‫أنت و أحرق أنا ‪...‬فما نفعي ‪...‬عجوز مهترأ للمحطبة و التدفئة و أنت للتراب‬ ‫جئت منه لتعود إليه‪.‬‬ ‫ما عاد يخاف يخاف الموت أو يرهبه بل يتمناه ‪....‬سقطت منه دمعة ‪......‬أجل إنه‬ ‫يبكي ‪.....‬هاهو ذا طفل يريد كرته التي قذفها رفيقه لتصل إلى كرسي العجوز‬ ‫الناقم فطلب منه المسكين أن يعيدها إليه و لم يلحظ المسكين أنه مقعد ‪....‬فنظر‬ ‫لنفسه ثم للصغير ‪.....‬صاح بغضب البركان الثائر الذي أرهب كرسيه فجعله‬ ‫يتأرجح منه ‪ :‬أال ترى أنني عاجز ‪...‬تعال خذها بنفسك أيها الصعلوك و ال تعد‬ ‫لرميها هنا أبد أفهمت ‪.‬‬ ‫دخل إلى البيت ليجلس خلف نافذته ‪....‬وقف الصغير لبرهة واجفا خائفا مرتعد‬ ‫الفرائص منه ‪....‬لم يفهم شيئا بل عاد راكضا بسرعة و هو يبكي لم سمع من‬ ‫تأنيب و توبيك من العجوز ‪...‬لم يفعل له شيئا ‪...‬لم يسئ له ‪..‬لم غضب منه هكذا؟؟‬ ‫كان ينظر إليه العجوز و يبكي بحرقة و أجهش بالبكاء ‪ :...‬ما ذنب الصغير ‪...‬لم‬ ‫فعلت هذا؟؟؟ إنه بريء غض ‪...‬أبيض القلب ‪..‬أخفته ‪....‬يالي من أخرق بال‬ ‫مشاعر ‪...‬ال يعرف مآبي ‪.....‬‬


‫بكى كما لم يبك قط حتى صدرت منه أصوات ألم و صيحات غضب و أصبح‬ ‫يفجر أمامه و يكسر كل ما يجده‪..‬ألنه لم يكن عاجز فقط عن السير بل عن‬ ‫المشاعر و األحاسيس‪....‬نفيت لديه ليشعر بأن تفكيره أصبح ذا حيز ضيق جدا لم‬ ‫يعد يفكر أنه ليس ذنب البشر أن ال يعلموا به بل ذنبه هو ‪...‬هو من وضع نفسه‬ ‫داخل ذاك القوقع وحده ليصبح تفكيره ضيقا بال معنى ‪......‬‬ ‫سمع صوتها الحنون الناعم ينبعث برقتها المعتادة ‪...‬نظر عاليا ‪.....‬إنها حبيبته‬ ‫‪....‬ال بل زوجته ‪.....‬‬ ‫هو ‪ :‬ها‪.............‬ها ‪..............‬أين أنا ؟‬ ‫الزوجة ‪ :‬إنك في بيتك و سريرك حبيبي‪.....‬ال بد و أنه كابوس مزعج جدا جعلك‬ ‫تصرخ و توقظني فزعة عليك !!‬ ‫نظر مجددا حواليه ‪....‬تذكر ساقيه ‪....‬أصبح يحركهما و أعاد الكرة ‪...‬ثم قام واقفا‬ ‫يمشي ‪.......‬صاح كالمجنون فرحا ‪ :‬إنني أسير ‪.....‬وال يوجد كرسي خشبي‬ ‫‪...........‬أجل إنه حلم ‪....‬إنه ذاك التفكير السخيف من تعب النهار تمثل لي كعاجز‬ ‫جسدي ‪....‬بل و عقلي ‪........‬ها ها ها ‪..‬‬ ‫نظرت إليه الزوجة مشدوهة به ‪.....‬و أقبل عليها يعانقها و هي ال تدري ما به حقا‬ ‫‪...‬ليبكي ‪...‬فرحا أم حزنا ‪....‬ال يدري ‪....‬هو حقا ال يدري !!!!‬

‫ظلم متوارث‬ ‫توقفت يده فجأة‪..‬شعر بالخدر يسري فيها‪...‬كان ينوي بأن يهوي بها مجددا على‬ ‫ذلك الجسد الصغير ‪...‬لكن فجأة‪...‬توقف ‪...‬سقطت منه دمعة و تلتها‬ ‫أخرى‪...‬جرت به ذاكرته سريعا إلى الوراء إلى الماضي البعيد‪...‬لذلك األلم الذي‬ ‫طالما أحسه بقلبه و لم ينطق به لسانه‪...‬وجعله ينقم عليه طوال حياته‪...‬إنه اآلن‬ ‫يعيد بنفسه ماضيه دون شعور منه‪..‬ما توارثه من قسوة و شعور بالظلم ‪..‬ما يظن‬ ‫نفسه أنه الصواب‪...‬هاهو ذا يفعلها و يكررها‪..‬كم تمنى أن ال يكون كمان كان ذاك‬ ‫الجلف القاسي ‪..‬ذو الشعر األشيب‪..‬و الوجه الذي من دون مالمح الرحمة ‪..‬ذاك‬ ‫الضخم الذي طالما أثار حنقه‪...‬كان يقول لنفسه التي بين جنبيه((لن كون مثله‬ ‫أبدا‪ ))...‬وهاقد أصبح‪..‬بل أسوأ منه‪.‬‬


‫العجوز الجلف‪..‬والده‪...‬دائم العصبية وسريع البطش‪..‬قاسي اليد‪..‬دائم الكراهية‬ ‫على حظه العاثر و زمنه الغابر و دنياه البالية‪...‬كلما عاد إلى البيت منزعجا ينهال‬ ‫على الجسد الغض ضربا مبرحا ‪..‬لكما و لطما‪..‬حتى ركال‪..‬واألخير يأن دون علو‬ ‫صوته‪...‬يبكي بصمت بينما تنهال الكلمات الالذعة التي ال تتوقف أبدا‪...‬ليتركه‬ ‫بعدها في زاوية الغرفة الرطبة ذي الرائحة العفنة وحيدا دون نظرة رحمة أو‬ ‫التفاته رأفة على ذاك المسكين الذي لم يتجاوز الخمس السنوات بعد‪.‬‬ ‫البيت الهرم المتهدم ‪...‬البارد شتاء و العفن الرطب صيفا‪...‬صورة أباه تمر‬ ‫أمامه‪..‬هاهو ذي عائد ‪....‬ثمال حتى أن رائحة الشرب تفوح من بين أسنانه‬ ‫الصفراء المتكسر بعضها‪..‬عيونه حمراء زائغة ‪....‬دخل من الباب الخشبي‬ ‫المتهرئ الذي يأز صوت صريره عاليا ‪....‬صرخ بحدة لزوجته ‪:‬‬ ‫أيتها المأفونة ‪..‬أنت أيتها الشمطاء يا سليطة اللسان‪.....‬أين الطعام ؟؟‬ ‫لتأتي الزوجة بصوتها الحاد و هي تصرخ ‪:‬‬ ‫ال يوجد في المنزل ما يؤكل أيها الخرف ‪..‬حتى كسرة الخبز‪ /..‬بتهكم‪ /‬إنك لم‬ ‫تدخل على هذا العش الخرب أي طعام منذ أكثر من أسبوع‪..‬‬ ‫احتد الشجار بينهما لدرجة أن والده بدا ينهال على األم بعصاه القديمة و يوسعها‬ ‫ضربا مبرحا‪...‬لتسقط مدماة على األرض ‪...‬كان الجيران يسمعون كل هذا لكن ما‬ ‫كان يجرأ أحدهم التدخل ‪...‬و هو يتابع هذا األلم من شق الباب كي ال يراه أبوه‬ ‫فيلحقه بأمه‪...‬عاد إلى فراشه على األرض و التحف و هو يبكي على أمه‪...‬من‬ ‫دون صوت‪....‬كي ال يسمعه أبوه و هو داخل إلى فراشه بنفس الغرفة‪..‬‬ ‫كان المنزل عبارة عن غرفة معيشة واحدة و مطبك يكاد يسقط سقفه من‬ ‫قدمه‪...‬وغرفة نوم صغيرة ‪..‬وحمام كأنه قبر صغير‪...‬ال تأتيهم الكهرباء إال مرة‬ ‫أو مرتين في األسبوع‪..‬ال يوجد مال‪...‬أب عاطل عن العمل و سكير‪...‬أم حادة‬ ‫الطباع ال تهتم بشيء ‪...‬سوى بالحياكة و شغل اإلبرة المورد الوحيد الضئيل لهم ‪..‬‬ ‫هرب أخويه األكبر منه سنا و أختاه إحداهما تزوجت ممن أختاره لها أبوها و‬ ‫يكبرها بحوالي الثالثين سنة و له زوجتان لكنه غني كفاية ليبعدها عن هذا الجحيم‬ ‫الذي ما طاقه أحدهم ‪...‬و الثانية تعمل لدى عائلة ثرية و ال تأتي إال نادرا ‪.‬‬ ‫كبر و وكبر ‪..‬مرت السنوات ببطء ‪..‬وهو ما فتئ يحلم بأنه أب حنون و رحيم ‪...‬و‬ ‫ثري ‪...‬يمتلك بيتا فخما‪...‬وحياة هانئة و زوجة محبة ‪.......‬‬ ‫حقق جزئا من حلمه ‪...‬لكنه وجد نفسه على طريق أبيه ‪...‬هاهو ذا متزوج‬ ‫‪...‬زوجة طيبة الطباع و بمنزل كبير و أصبح رجل أعمال ناجح‪...‬و رزق بطفل‬ ‫جميل و اآلخر على الطريق‪.......‬لكن ‪.....‬وجد نفسه ينتهج مبدأ ذاك‬ ‫المتعجرف‪....‬‬


‫نظر إلى جسد ابنه الصغير و دموعه المتساقطة من عيونه الحمراء الملتهبة من‬ ‫شدة األلم و صوت زوجته تطلب منه الرحمة على ابنه الغض و هي تبكي بحسرة‬ ‫‪......‬كل هذا مر أمام عينيه بسرعة جعلته يجلس على اقرب كرسي ‪...‬متبعا‬ ‫جلفا‪....‬خائفا‪.....‬و بكى ‪...‬بكى حتى انتحب‪...‬اقتربت منه زوجته ووضعت رأسه‬ ‫بين يديها ‪...‬صدر صوت مخنوق منه ‪:‬‬ ‫ليس هذا ما كنت أريده ‪...‬أنا لست هو ‪...‬ال أريد أن أشبهه بشيء‪....‬أقسم أنني لن‬ ‫أفعلها ثانية أبدا‪...‬‬ ‫انحنى على ركبتيه و سحب ابنه وضمه بين يديه ‪:‬‬ ‫سامحني ‪.....‬سامحني‪..‬وال تكرهني‪......‬لست مثله ‪..‬اقسم لك ‪...‬لن أكون مثله‬ ‫أبدا‪.‬‬


‫الفهرس‬ ‫* ‪-‬هذا الحب‬ ‫*‪-‬نار لن تطفأ‬ ‫*‪-‬شفاه متعثرة‬ ‫*‪-‬عاد لربيع عمرها‬ ‫*‪-‬أنواع الحب‬ ‫*‪-‬لماذا‬ ‫*‪-‬كيف سيعيش بدونها‬ ‫*‪-‬الكرسي‬ ‫*‪-‬ظلم متوارث‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.