لينا شاالتي
ّ هذا احلب و قصص أخرى
جمموعة قصصية دمشق 4002
اإلهداء ملن أحب و مل ميتلك من حبه سوى األمل و اجلرح .... إىل كل من ذاق اخلمرة و مل يسعه أن يسكر منها ..إىل من صدق و أخلص ...لكل قلب يف هذا العامل تعلم احلب علقما و مل يذقه رحيقا ليقطف ليلكته و يشتم عبريها وحده. أرجو أن جتدوا فيما ستقرءون سلواكم و حقيقة الواقع الذي حنن فيه . لينا الشاالتي
أنا ليل هادئ مسرتسل منبسط ليس لظلمتي بدء وليس ألعماقي نهاية فإذا ما انتصبت األرواح متعالية بنور أفراحها تتعاىل روحي متجمدة بظالم كآبتها
جربان خليل جربان
هذا الحب ما كانت تستطيع النوم .....هاهي ذي محرومة من النوم الهانئ.......ال تغفو ساعة حتى تستيقظ فجأة .....و كأنها تسقط من هاوية ..لتجد نفسها في السرير.......لكنها استيقظت هذه المرة على صوت السماء تناديها .....تطرق بدموعها على شباكها و تستجديها بالخروج إليها ......كي تريحها كما ترتاح هي ..... فتحت النافذة و نظرت عاليا إلى السماء ........أخرجي يا ابنتي ...أخرجي و أريحي قلبك الصغير بين يدي سترتاحين ..صدقيني جالت المسكينة ببصرها إلى حديقة منزلهم الواسعة .....وهي تتألأل من أثر حبات المطر و كأنها طفل حديث الوالدة ...خضرتها عذبة ورائحة التراب الممزوج بدموعك أيتها الحزينة الحنونة تجعل القلب يهوى النزول و الوقوف طويال ليستنشق هذا العبير الصافي ..دون ملل..ليطهر نفسه بمطرك المرسل من هللا . كما هي بمالبس نومها و دون أن تضع أي شال صوفي ...هبطت درجات السلم الرخامي في منزلهم ذي الطابقين في الريف ... فتحت الباب الكبير المطل على الحديقة مباشرة و خرجت .....عندما فتحت الباب ...هبت ريح عذبة ..داعبت وجنتيها برفق و حنان و كأنها تدعوها برقة األم الحنون للخروج... خرجت .....و هي زاعمة على أن تفرغ ما بداخلها لترتاح ...مم ؟؟؟ ممن ظلمها ...ممن حطم قلبها و جعله كفتات الخبز بين حناياها من دون أن يرمش له جفن ....هكذا ومن دون سابقة ...تركها وحيدة بعد أن أركبها بالسفينة ..رماها لتعود للشاطئ وحدها ....تركها في عرض بحره.........و لم يعلمها كيف تسبح لتعود .....أنه يراقبها تغرق دون أن يساعدها بل و يضحك من منظرها و أمواج البحر تتالطم من حولها بتهكم ... من تلك التي بجانبه ؟؟؟ إنها الجديدة ...يا لها من حمقاء ال تدري أن مصيرها هي األخرى سيكون علقما عليها أكثر مني
كل تلك الخواطر تأتيها و هي تحت المطر ....تبكي دون أن يسمعها أحد..تخفف عنها حبات السماء برفق و حنان ....جثت على األرض و هي تبكي بحرقة قلب و تتألم ......و تنتحب كطفل صغير خسر والديه ...الخنجر بداخلها يأبى الخروج...ال يريد أن يعفيها من ألمه وال يريد للجرح أن يندمل ..نامت على التراب دون أن تنتبه لنفسها ...و استمرت بالبكاء..... لم تكن تسمح ألحد باالقتراب ...لم هو بالذات ....كيف سمحت ؟؟ إنه الحب !!!! ذاك الوهم األقرب للحقيقة ..استطاع أن يبني عشا داخل قلبها لكنه كعش الحمامة التي تبنيه على شباك النوافذ و تتركه بعد أن تضع بيضها حتى يستطيع صغارها الطيران ثم تهجره دون الرجوع إليه ..... شعرت براحة كبيرة ..و توقفت السماء عندها ..يبدو أنها أحست منها أنها قد ارتاحت و أخرجت الحقد الذي بداخلها...و هي مستلقية على التراب الغض .....نظرت إلى السماء والغيوم بدأت تتبدد و هي تودعها ..انكشفت أمامها القبة السماوية بلونها الكحلي الغامق و كأنه قطعة من الحرير الهندي المرصع بالماس ...النجوم تتألأل و تقول لها :ال تحزني ليست نهاية العالم .....عودي لطبيعتك ...لتلك الوردة التي ما زالت أوراقها تتفتح على ضوء القمر ...و ارفعي شوكك من جديد و ال تري ضعفك ألحد .....اجعليهم يشتموا عبيرك لكن دون جرحك و دون أن تجرحي بشوكك أحد...ال يستحق أ حد دموعك وال كآبتك ....ال تقتلي شبابك بما حصل ....ما زال هناك من يستحقك...ابتعدي عن مرآتك و انظري من حولك ....ستجدين الحب من جديد ..... ابتسمت .....و تنهدت بفرحة لتلك األفكار ...و عادت غرفتها ...بدلت ثيابها..لم تغلق النافذة بل تركتها كي تبقى عين السماء عليها تواسيها ....و نامت..لتستيقظ في اليوم التالي بروح جديدة و علمت أن الحياة لم تنتهي هنا ..عنده ...و لن يكون حجر عثرة أبدا .........
نار لن تطف أ
بدأت األمطار تهطل بغزارة ....و هي تسير وحدها على الشاطئ ..جل ما كانت تفكر فيه هو كيف وصلت إلى هذا الحال من أوصلها ؟بكل بساطة ..واقعها ...أجل ..انه ما تربت عليه من قبل أخيها الكبير الذي انشق عن العائلة بسبب ترهات بينه و بين ذويه...كانت هي المعصرة بينه و بينهم و هي ابنة بضع شهور اتبع أخوها المافيا...أجل العصابات ..ولم تكن زوجة أخيها تنجب و اعتبرتها ابنتها و أخذت من ظلم الزوج كما أخذت أخته .... إنها تتذكر كل هذا ...و تسأل نفسها ..لم؟؟؟؟؟؟انه القدر ..أجل إنها من أرقى العائالت الفرنسية ....و لدت في باريس و ترعرعت في إيطاليا ..بلد المافيا و اإلرهاب...بيضاء البشرة ..ذات خدود وردية و شعر أسود فاحم ...عيناها بلون خضرة ماء البحر ..فيهما بريق الفت جدا ...ذات قوام جميل ممشوق و جسم رياضي جميل .....لكن كل هذا الجمال ال يخفي وراءه سوى شفافية رائعة و حنان دائم مع حنين للوطن و األهل .....ثقتها بنفسها ال يستطيع أحد أن يتحداها بها إال وفشل مقابلها إنها من ثارت ضد كل الفوارق و الظلم ...تعلمت حمل السالح من نعومة أظفارها لمبدأ حماية نفسها ....حرمت من كل المتع التي على األطفال أن يتمتعوا بها ...من ألعاب و لعب األطفال ..حتى من تربية الحيوانات األليفة ...نعم.....إنها تذكر المرة التي وجدت فيها هرة صغيرة جدا حديثة الوالدة ...أحضرتها معها اثر عودتها من المدرسة ...أخبرتها زوجة أخيها في حينها بأن تخرجها و تخفيها ..لكن طبيعتها المتمردة لم تستطع إال و المواجهة..و هذا ما حصل بالفعل.....فكان نتيجتها العقاب في قبو مظلم مع الجلد من قبل أخيها عندما سمع مرة مواء من غرفتها ....فدخل عليا الغرفة و بدأ ضربها و أخذ الهرة و صرخ بوجهها : عليك أن تكوني بال قلب و رحمة ..... ليس ذاك فحسب بل و ذبح الهرة المسكينة و أمامها ..وقتها فقط عرفت معنى الحقد و الكراهية على أخيها ....و ما زاد عليها من التعذيب أنه ال يجب البكاء ...فهي أخت أكبر رؤوس زعماء المافيا الذين اشتهروا بالسفك و الظلم و الدكتاتورية ..و عليها آن تكون هي المسيرة بعده علمت و هي ابنة اثنتي عشرة سنة من زوجة أخيها ان العائلة قد أقامت محاكمة و طلب رسمي العادتها للعائلة
لكنها بائت كلها بالفشل ....ألن معارف األخ كانت أكبر و الرشاوى أعطت مفعولها ....وبقيت الصغيرة في هذا الشقاء ... إنها اآلن في السادسة عشر من عمرها ...وهاهي ذي تفقد زوجة أخيها بسبب انهيار أخالق أخيها وجريه وراء المومسات و الجميالت....أصيبت بمرض عضال لم يعرفوا له دواء و ساءت حالتها و توفيت .....خسرت سندها الوحيد في هذا العالم وبقي أخوها حزينا على ما فعله بزوجته حابسا نفسه بضعة اشهرا في غرفته .....ال يتكلم وال يقوى على أي شيء سوى النحيب ..... إنها تنظر إليه دون ان تصدق..أيعقل ..انه ذاك المتعجرف البغيض ....الوحش الكاسر الذي يرهبه حتى السفاحون..تخور قواه و انه كان يحب زوجته لدرجة انه اآلن قد قسم ظهره بفقدانها لكن لكل ظالم يوم سيظلم فيه .....وأنا؟؟سألت نفسها .....فعال ..ما مصيرها إذا رحل أخوها أيضا ؟؟ كتب كل ما يملك باسمها هي و أخبرها أنها سوف تبقى لدى عائلة صديقه ولم تمانع بذلك فهي تعرف تلك العائلة كما تعرف أخيها و زوجته....ولم تمضي األشهر حتى سلم أخوها روحه هلل ....لكن دون أن يتكلم بأي شي عن عائلتهما و بعد مراسيم التشييع وجدت نفسها قد ...........قد انتقلت للعيش مع عائلة صديق أخيها ...كان لديه ولدان الكبير /ديفيد /و الصغير / ميتشن /و ابنة تسمى /بيونا /جميلة و هادئة وكانت تكبرها بعامين فقط...سمراء البشرة ..لون بشترها ملفت للنظر فهي تملك جاذبا من نوع خاص ملفتة للنظر و عيون سوداء و قوام ممشوق و قلبا رحيما و ودوده جدا ...اعتبرتها كأخت لها ...و بقيت كذلك إلى اآلن أما الكبير ...كان ذا بشرة حنطيه يملك لون عيون أخضر الفت للنظر طويل القامة و له إطاللة جميلة ...هادئ المبسم و حنون كما يحنو البحر على ما بأحشائه....أحست من النظرة األولى أنه .....أنه قريب من القلب .....و هو يكبرها ب سنة فقط ....أما اآلخر فهو /ومن النظرة األولى /خبيث النظرة و متملق أسمر البشرة كأخته لكن ليس بصفائها ...ينتابك الشك منه و الريبة و عدم االرتياح له عندما تراه من الوهلة األولى ....
أما الوالدان فهما جيدان و قد رحبا بها بكل صدر رحب كرامة لزوجة أخيها التي كانت كريمة جدا معهما و بالطبع ألن مصالح أخيها مرتبطة مع األب أصال و هو الرئيس في منظمتهم بدأت تكمل حياتها معهم ...و كانت تدير أمالكها وما لها ..و ساندها األب و األخ الكبير اللذين علماها كيف تتعايش ......و طبعا كانت لديها المعرفة الجلية ألن أخيها كان يعتمد عليها دائما....لكنها في عصر الذئاب ووحدها فال بد من وقوف رجل بجانبها يحميها ...فكانا هما ... أحست بعد فترة أن /ديفيد /يحفها بخوفه عليها و بعتابه لها ان أخطأت ....و لم تكن تنزعج من وجوده أبدا ..بل تشعر بشعور غريب تجاهه....لم تألفه داخلها أبدا...قلبها يطرق بسرعة كبيرة عندما تراه و تحمر وجنتاها و يسرع جريان الدم في عروقها و تتالحق أنفساها حتى أن عيناها تتفاداه ......لماذا ؟؟ ما هذا الذي تشعر به ؟؟؟؟ و هو يبتسم بخبث محبب عندما يراها بهذه الحال ...لكنه ال يتكلم أبدا . فقررت في تلك الليلة أن تسأل /بيونا .../ما معنى ذلك الشعور ....خرجت في المساء إلى الشاطئ و كانت األخت جالسة وحدها تقرأ في كتاب ....طلبت منها أن تتحدث معها ...فرحبت األخيرة بذلك .. بيونا :ها ..خبريني ..أهناك ما يزعجك يا صغيرتي ؟؟ فلونا :لكن لن تضحكي مني أو تخبري أحدا !!! بيونا :بالطبع ..ومنذ متى وما يكون بيننا يصل لغيرنا ..أو عهدت علي غير ذلك يا قطتي فلونا ..ال بيونا :أطلقي للسانك العنان و دعيني أكون بئرك السري و بدأت تحكي لها ما تشعر به و كيف تكون ردة فعلها هي و ردة فعل /ديفيد/ مقابلها ...
بيونا :أيتها الخبيثة الماكرة /قالتها بطريقة محببة و هي تقرص خدها بود /إنه (( الحب)) نظرت /فلونا /إليها ....و دهشت ........بقيت صامتة و لم تتكلم ...فهي لم تعرف الحب أو تحب أحدا قط عرفت الحب بأنه حب البنت ألمها /بحبها لزوجة أخيها /و حب الرجل لزوجته / عندما خسر أخوها زوجته / و حب األخت ألختها /بحبها ل بيونا .../ لكن ما هذا ..اهو نوع جديد من الحب ؟؟؟و كيف ؟؟ بدأت تسألها بكل ما يعتلج خاطرها من أفكار ..و /بيونا /تتجاوب معها بكل بساطة و دون ملل.. بيونا :سأتأكد من مشاعر أخي أوال ثم أخبرك إن كان عليك االستمرار بهذا الوضع أو أن تتوقفي و تعتبريه أخيك الكبير فقط ...فأنا ال أريد لك العذاب..يكفيك بعدك عن األهل و فقدانك عائلتك هنا و تغريبك عن والديك و عائلتك قاطبة في باريس. لم تتفوه المسكينة بكلمة أبدا ..بل جلست عند الشاطئ بينما قامت األخت للداخل كي ترى أخيها وتتحرى عن األمر جلست تتأمل في ما يحصل لها ...و كيف أن المشاعر كانت محرمة عليها ..أحست أنها تريد أن ..أن ... تبكي ...أجل ........تبكي ..فقامت تركض و تركض على شاطئ البحر من دون هوادة ..ال تعلم لماذا تبكي لكنها تفعلها ومن دون أن يراها أحدهم /كعادتها /لكنها لم تعلم ماهية هذه الدموع........ألنها لو تعلم وقتها لعلمت أنها دموع الحرية ...........دموع الحياة التي حرمت من لذتها طوال سبعة عشر عاما ....لكن .....ما أقساك أيتها الدنيا ..فسوف تنقلب هذه الدموع إلى نار و عذاب ..
لم تكن تعلم ما ينتظرها في المستقبل القريب ....لم تكن على علم أن األخ الصغير يهوى التعذيب و يكره أخاه الكبير لدرجة انتقامه منه بحرمانهما من بعضهما البعض إلى األبد و من دون رجعة . و لم تمض أيام حتى تأكدت األخت من مشاعر أخيها و كيف ؟؟ صعدت إليه في غرفة المطالعة إنها غرفة كبيرة تطل على البحر مليئة بالرفوف المرتبة و الكتب المنسقة بطريقة فنية جدا...كان يقرأ رواية ل /أرسين لوبين.../ بيونا :أأستطيع التحدث قليال أيها العاشق؟؟ نظر إليها بدهشة ..فباغتته بيونا :ما رأيك ب /فلونا/؟؟؟؟ ديفيد................... : بيونا :أجل ..فلونا ....لم تنظر إلي بهذه الطريقة و كأنك ذاك البريء ....لقد ال حظت نظراتك إليها ...إنك معجب بها !!!!ال تكذب على أختك ؟؟ ديفيد :و لم أكذب ؟؟؟ بيونا :لكن نظراتك ال تكذب أبدا!!إنها ملفتة للنظر ...رقيقة و ناعمة ...واثقة و طيبة ...بسيطة و حالمة ...و هي تتدبر أمورها بشكل رائع .....أو أن لك رأي آخر؟؟ ديفيد ........................ :ال .................لكن ................ بيونا :هيا ...هاقد بدأ وجهك بالتعرق و االحمرار ......إذا أنا على صواب ...أنت معجب بها ؟؟؟ ديفيد :أنت على صواب بكل ما وصفتيه بها .....لكن ... بيونا :لكن ماذا؟؟
ديفيد :ال أعلم ال أخفيك سرا أنني أكون بقمة السعادة عندما نكون سويا ....ال أشعر بالوقت ..و أكون براحة تامة ....لكن هذا ال يعني شيئا أيتها الماكرة السمراء!! بيونا :بل يعني أنك إن بقيت معها أكثر ستكون المتيم الولهان......لقد أخبرتني أنها تشعر بنفس الشيء تجاهك. ديفيد / :وقد اعتلت الضحكة فمه و برقت عيناه /أو صحيح ما تقولين ؟؟ بيونا :ألم أقل لك أنك كاذب و متيم ! فعاد و تمالك نفسه مجددا ديفيد :إنك تحاولين جعل أوهامك حقيقة ...و ال شي من هذا موجود ...أنت تتوهمين فقط ....هيا أيتها السمراء أخرجي و دعيني أكمل روايتي و كفاك تخيالت ال معنى لها . بيونا :سأخرج .....لكن إياك و التفكير بجرح مشاعرها إن لم تكن حقا تكن لها أي شيء ...إياك ...سأقول لها أنك كأخ كبير لها فقط .....كي ال تستمر بحلم ليس له أي واقع .....فكر مليا بأمرها /..غمزته بخبث و خرجت / لم يعلق بشيء .......و خرجت من الغرفة و هي عازمة على أن ال تخبر الصغيرة بشيء حتى تتأكد من كل ما يدور .....فأخوها يكن للفتاة شيء غير األخوة و الصداقة ....لقد بدت ردة فعله واضحة لكنه ال يريد البوح ...حتى يتأكد من نفسه و منها ....... منها ؟ لقد أخبرته بما تشعر /فلونا /به تجاهه......لكن عليه هو أن يفكر مليا ....لقد جربت /بيونا /الحب و اكتوت بناره و ذاقت المر و العلقم ..حتى حصال على بعضهما و زفافهما في الصيف القادم .. و ال تريد ل /فلونا /أن تتعذب كما التاعت هي و /رو برت... /
عندما خرجت من الغرفة ...تركت في رأسه كالما هو في أمس الحاجة إليه .... ديفيد :تبادلني بنفس المشاعر ....أيعقل .... هذا ما كان هو بحاجته ...أن يعلم بأنها /فلونا /تبادله ذات اإلعجاب .......نظر من واجهة المكتبة الزجاجية المطلة على البحر ..و إذا به يراها وحدها على الشاطئ .... ديفيد :إنها جميلة جدا /راح يحدث نفسه و يتأملها /شعر فاحم طويل .....قوام رائع ...نظرة بريئة ال تعرف الخبث ...هدوء ..لكنها ........يا هللا ..........بماذا أفكر ...أيعقل .......هيا أيها الوغد الصغير ....إنك تتوهم ..كفاك أحالما .......إنها متقلبة المزاج و واثقة من نفسها جدا ...كما أنها لئيمة جدا .................... صمت ....و صمت .......و بات يتأملها بتمعن و لم يرح جفنيه و هو واقف يفكر و األفكار تتضارب داخل رأسه و لم يشعر بوالدته من ورائه ....و هي تراقبه . األم :إنها ابنة عائلة راقية .. التفت بسرعة و بان عليه االرتباك الشديد و قد صعد الدم إلى وجنتيه و أحس بارتفاع الحرارة داخل المكتبة .... األم :إنك معجب بها ....و هي ...لم نسمع أو نرى منها ما يشين أو يخل بأركان األخالق و ليست من أصحاب األطماع أو المشاكسات ......عندما يشعر المرء بالحب ال يعلم كيف ...أو متى ...لكنه يحب .....و هذا هو الحب فكر جيدا ...فأنا ووالدك أحببنا بعضنا البعض ....و أختك بقيت تناضل هي و / رو برت /و سيتزوجان الصيف القادم ....لست مضطرا لكبح جماح مشاعرك ......فهي ستظهر وحدها عاجال أو آجال .. الخادمة / :تطرق الباب /سيدتي ..العشاء جاهز األم :سنأتي ...شكرا .......فكر جيدا قبل أن تختار..وأنا ال أرى فيها ما يجعلك ترفضها .... خرجت األم وهو مازال واقفا ......و عاد للنظر إلى البحر حيث تقف ........و قد بدأت الشمس بالمغيب خلف البحر .......و بدأ الجو في الخارج يبرد ....و هم اآلن في شهر تشرين األول......
لم يدر بنفسه إال وقد أخذ وشاحا صوفيا و خرج إلى حيث تقف /فلونا /و اقترب منها بهدوء دون أن تشعر هي ....فهي كانت متعمقة في التأمل بمنظر البحر ....فللوهلة األولى ترى منظر الغروب رائع جدا .....و تشعر بالهواء عليل يداعب وجنتيها و خصال شعرها بلطف ....و تحس بلذة داخلها لم تألفها من قبل...بفرحة ال تعلم مبتغاها....وفجأة شعرت بمباغتته لها عندما سمعت صوته الهادئ و الذي يتدفق حنانا و ألول مرة بهذه الطريقة و هو يضع الشال فوق كتفيها .. ديفيد :أصبح الجو باردا ........ ووقف بجانبها ........ ديفيد :إنه منظر رائع ال يسأم منه اإلنسان أبدا .........و كأن الشمس لؤلؤة تعود إلى صدفتها داخل البحر ... كانت تنظر إليه ..دون أن تشعر بنفسها ......فإذا به يلتفت إليها ....و تلتقي نظراتهما و ألول مرة .........لم يعودا يشعران بما حولهما أبدا ......و كأن الزمن قد توقف فجأة .....تركا العنان ألعينهما بالكالم ....دون أن تنبس شفاهما بأي حرف أو حتى حركة .......إنها دقيقة ..أقل أو أكثر ....لكنهما تعلقا ببعضهما و كفا....... فلونا /.... :وقد صحت من ما هي عليه /الخادمة آتيه و ال بد أن العشاء جاهز ديفيد :أجل ....لقد نسيت ....كنت قد أتيت لكي أخبرك بهذا ......... دخال و جلسا بمقابلة بعضهما ......و قد الحظ الجميع ما على وجهيهما من مشاعر يكنها أحدهما لآلخر لكن لم يعجب هذا /ميتشن..... /و خصوصا أنه يكره أخيه ألنه إنسان ناجح في حياته و يعلم كيف يتصرف و دوما يحصل على الدرجات العالية في دراسته و يثني عليه أبوهما ألنه عاقل و يعرف كيف يحسن التصرف
أما /ميتشن /فكان زير نساء و يحي لعب القمار ....و قاتل محترف من الدرجة األولى ....و يكثر من الشرب و أصحابه من الحثالة السيئين جدا و إن كانوا أبناء عائالت ...لكن البد من أن يكون في كل عائلة شيء يعكر عليهم و يجلب لهم المتاعب .... كانت األيام تمر بهما مسرعة حلوة ......أحسا فيها بطعم الحياة ......بدأا العمل معا وعرض عليها أن يكون مدير أعمالها ......و زاد الحب بينهما و قويت الرابطة ....و لم يمانع أحد الوالدين أو األخت بهذا االرتباط ...لكن /ميتشن /أراد أن يحصل على /فلونا /ليكسر قلب أخيه فبدأ بالتودد ..لكنه فشل و أنبته أخته و نهره أبوه ....أمرته أمه باالبتعاد عن أخيه و خطيبته ......لكنه يريد شرا ....ولن يتوقف أبدا حتى يفرق بينهما.. وقدم الصيف ....إنه شهر تموز ...و /بيونا /تجهز لزفافها .... تتقاسم العائلة جميعها هذه الفرحة ......و هاقد حصل الزفاف ....و مضى شهر ....و هذا الثاني ... األم :ألم يحن الوقت العالن خطوبتكما ؟؟؟؟ ديفيد :ال مانع لدي ....لكن ما رأي حبيبتي الصغيرة ؟؟ فلونا / :وقد احمر وجهها و ارتبكت .. /ما ترونه مناسبا .... األم :سنقيم حفال رائعا األسبوع القادم بمناسبة نجاح صفقة والدك األخيرة ....و سوف نعلن خطوبتكما ميتشن / :وقد سمع الحديث كامال و بخبث /و سأعلنها أنا بنفسي .....ما رأيك أمي ؟؟ األم :ال بد و ألنك عقلت ...و لم ال ..... فلونا / :بصوت خافت بأذن ديفيد /أشعر أنه ينوي أمرا ما !!
ديفيد :و لم القلق فالحفل إلعالن خطوبتنا ...و لن يعكره شيء ...هيا ..ال أريدك قلقة ....فأنا بجانبك و لن أتركك أبدا ...حبيبتي لكن مازالت خائفة ..إنها تشعر بمصيبة ما .....و ليس هناك من تخبره ..و إال اتهموها بأنها توقع بي األخوين ....لكن حدسها لم يخب يوما .....و هي تعلم أفعال /ميتشن /و أنه كان يريدها لنفسه انتقاما من حبيب روحها و الذي هو أخوه.........لكن .....قطع حبل تفكيرها /ديفيد /عندما أمسك بيدها و طلب منها أن تأتي معه الشاطئ كي يسيرا قليال .....و نسيت الفكرة بعدها هاقد مضى األسبوع و ها هو يوم الحفل .......ارتدت ثوبا أحضرته /بيونا /لها من إسبانيا.....ثوب رائع من الحرير الناعم بلون ورد ال /ليلك ...../بنقوش ناعمة هادئة ....و الدانتيل يغطي يديها .....وضعت زينتها كاملة .. سمعت باب الغرفة يطرق ..ففتحت /بيونا /الباب و هي تهمس إنه /ديفيد /أنا متأكدة . بيونا :نعم ....ماذا تريد ؟؟ ديفيد :ألم تنتهيا ....لقد اكتظت الصالة بالمدعوين ..هيا /و كان يحاول النظر كي يراها / بيونا :قد انتهينا لكن انتظر عند آخر الرواق و سوف أقدمها لك أيها الولهان ... ديفيد :لكن ال تتأخرا و بعد بضع دقائق ..... فلونا :آسفة لتأخري ... و التفت ......التفت ليرى أمامه حورية من حوريات البحر التي كان يقرأ عنهن في كتب األساطير و الروايات ....
ديفيد .. :يا هللا ................ فلونا / :و قد اعتلى الخجل وجهها و قالت بارتباك /سنتأخر أمسك بيدها و قبلها ......فازدادت خجال .......و أحس بنفسه قد ذابت داخل عينيها و كأنها البحر و هو الشمس التي ترحل لتنام داخله كل يوم .......... بيونا :أما زلتما هنا .....سيقتلك والدك لتأخرك ...هيا ...ليس وقت الغرام اآلن فيما بعد ...هيااااا جرتهما إلى أول درجات الصالة .....أحست /فلونا /بالخوف من عدد المدعوين وشدت على يد /ديفيد /لكنه ربت على يدها ...و طمأنها .....ووسط تصفيق المدعوين و ترحيبهم بالحبيبين ..هبطا الدرجات ...و الفرحة ال تساع قلبيهما .....و قبال التهاني من الجميع و المباركات .....و حان وقت الرقص ........ووسط الحشد ..رقصا ..لكن من دون أن يشعرا بمن حولهما ..و كأنهما وحدهما في الصالة ..... ديفيد :أحبك /هكذا همس بأذنها ..و بحنان و عاطفة صادقة / فلونا :أحبك بجنون ديفيد :سأكون لك وحدك ..و لن يفرق بيننا سوى الموت هنا عاودها شعورها و ذكرياتها ....و كأنها البارحة ...و........... فلونا :أين /ميتشن /ال أراه هنا ديفيد :أما زلت خائفة منه .. فلونا :أشعر بأنه يخطط لشيء سيئ
األب :سيداتي و سادتي ...أصدقائي ...و جميع الحضور ......أحب أن أحتفل معكم اليوم بمناسبتين مهمتين لي ..ثانيهما أنني قد حققت حلمي بحصولي على صفقة التوابل ....والتي القت عندكم القناعة ......أما األولى فهي ... إعالن خطوبة ابني /..ديفيد اكسلفون /على أخت أعز صديق لدي و ابنة عائلة كريمة و معروفة في فرنسا اآلنسة /فلونا دي فيرسن....../و سوف يتم الزفاف في الشهر القادم و تصفيق من الحضور .......و مباركات و تهاني.....لكنها ما زالت تشعر بعدم االرتياح ....... ميتشن / :و هو في غاية الثمالة /مبارك /..........و يضحك بصوت السكران العالي و يحمل بيده مسدس / مبارك ...دائما تحصل على التصفيق و الترحيب و أنت االبن البار .....هيه ....آهااااهاااااااا و تحصل على الجميلة الغنية /.....ويقترب منها /و أنت ؟؟؟..لم لست أنا من اخترت يا حلوتي ... تبعده عنها باشمئزاز فلونا :لقد قاسيت من أخي األمرين ..وال أريد أن أعيد الكرة مرة أخرى ...ثم القلوب تتآلف و تهوى بعضها دون إجبار من أصحابها ..... ديفيد :أنت ثمل كفاية ....اصعد و أحصل على الراحة ...... ميتشن :كي تحصل أنت و عروسك على االحتفال دوني ....ال ....سوف تكونين لي ... ديفيد :أهدأ أنت ثمل كفاية /...و يطلب من الخدم المساعدة كي يضعوه في سريره .... /و يصعد هو و الخدم .......و /ميتشن /مازال يتفوه بحماقات ال معنى لها ..و هو يعبر عن فشله و غيرته و يقول كالما كبيرا ال معنى له و يلوح بالمسدس دون هوادة أو حذر.
لم يهبط منهم أحدا ......و بعد مرور أكثر من ربع ساعة .........إطالق نار ............ال.......و هرعت األم و األب ......و سبقتهما /فلونا ........ /كان ممددا في الرواق ........ال يتنفس و ال ينبس ببنت شفه............قتله ...و هو جالس أمام جثته ينتحب و يبكي .......... لم تصرخ ...لم تقل شيئا ......لم تتحرك من أمامه .....أسكتتها دموعها ..و لون الدم األحمر القاني الذي لوث ثوبها ..و قد وضعت رأسه بين يديها ..و أمه تنتحب و تبكي ......و األب مصدوم ..ال يصدق ما يرى ..أما األخت فقد فقدت وعيها ......إنه أخوها العزيز .......لكنه ......لكنه حبيبها ....حبيب /فلونا .. /الذي أعطى لدنيتها طعم جديدا ...علمها الحب ...علمها أن الدنيا ملونة و ليست باألبيض و األسود .....لكن أين هو اآلن .......رحل .... فلونا :حبيبي رحل ......لماذا هذا الظلم ؟؟ خسرت العائلة ..و الحبيب .....لم سأعيش بعد ذلك ..لم؟ لم؟ وصوت طلق عيار ناري ......................... األم :الالالالالالالالالالالالالالالالالال........ بل نعم لقد قتل نفسه ..لم يكتف بقتل حبيبها بل و فطر قلب والديه بخسارة ولديهما ....المقتول و القاتل .. يا زمن القسوة ...ماذا ستفعل بنا بعد ذلك ...ماذا ...؟ أهو قانونك ..أم قانون نحن وضعناه و بلينا أنفسنا به ...أن نظلم أنفسنا و يظلمنا الظالم دون أن نفعل شيء!!! كل هذه الذكريات الحلو منها و المر ...بعد مرور سنتين لم تبارح أفكاري و مخيلتي يوما .....بل هي كوابيسي أثناء الليل ......بعد خسارتي لقلبي و بعد مرور سبعة شهور طلبت العودة إلى الوطن ...باريس ..إلى عائلتي التي لم تفتر تحاول إعادتي ...أردت العودة بعد وفاة األم بانفطار قلبها على ما فعل ولدها الطائش و خسارتها بولدها الحنون عليها ..أما األب فقد أصيب بشلل كامل بعد هذه الحادثة و لم يكمل السنة حتى لحق بعائلته ...لم يبق سوى /بيونا /التي رحلت إلى إسبانيا و زوجها ....بعيدا عن كل ما ألم بها من فاجعة خسارتها لعائلتها ..عدت لفرنسا ..و رحبت عائلتي بي كثيرا ..و أمي ال تفتر تدلل بي ووالدي يحفني بحنانه و أخوتي اللذين يعتنون بي أنا الصغيرة و علموا ما ألم بي من مصائب الدهر
.....فزاد حنانهم ..بل أحيانا أنزعج منهم ألنني أشعر أنهم يشفقون علي و لست بحاجة لمثل هذا الشعور المؤلم ..... فأهرب إلى البحر ..............و يزداد ألمي كلما رأيت الغروب ...لقد كنت بين يديه ...كان يفهمني ....كان يمسح دمعتي ...علمني كيف أعيش بالحب و كيف أعطي دون أن أبخل .......جعلني أشعر بالفتاة التي بداخلي ...لكن أين هو اآلن .....أيرقبني من السماء ...إنني أسمع صوته و حرارة أنفاسه .....لمسة يده و هو يقول لي بهمس جميل /....مازلت أحبك /.. /أعشقك بجنون ..... /يا أيها لبحر .....أسلتقي به مجددا .....لن أكون لغيره .....و لن أستطيع أن أفكر بغيره ....وما الحب إال لمن علم القلب كيف ينبض بصدق ..... حبيبي ...يا من أريتني روعة الدنيا ..و علمتني كيف أكلم البحر .....و كيف أفهم لغة أمواجه المتالطمة .....قصص زبده التي ال تنتهي أبدا ..........و نعومة رمله التي تشعرك بالدفيء.....لم رحلت ...ولمن تركتني ......لزمن ال يرحم و دنيا غادرة ......قلب قد تحطم ..ومشاعر لم تعد قادرة على العطاء ...و ذئاب تحاول نهشي كيف ما استطاعت...............................................لم؟؟؟
شف اه متعثرة هو في ربيع العمر لم يتجاوز الثالثة و العشرين...حالم..و يعشق الهدوء و الوحدة..عاش في تلك القرية الصغيرة النائية عن كل ما يمت لصخب الدنيا...كانت تطل على البحر و يعتاش أهلها البسطاء على الصيد و خيرات البحر أال متناهية.. تراه يخرج في كل صباح مع إشراقة الشمس منذ والدتها و ينبعث أول شعاع من نورها و كأنه مالئكة السماء أتت لتوقظه و تنير دربه وسط ذلك العمالق..فما يكون منه إال أن يترك ذاك الكوخ الخشبي و يرحل لمركبه ....يرحل حيث يكون وحيدا ليرمي بشباكه الممزقة و يبقى ينتظر على أمل أن يهبه البحر من أسراره و يكون كريما معه ....يبقى هناك ساعات طوال..فتمر في مخيلته كل اللحظات الحلوة ...أيام الصبا . ما زال يتذكر تلك العائلة التي تربى بكنفها...إنهم ذاكرته الوحيدة فما عرفت عيناه غيرهم ...ما زال يتذكر كيف حدثوه أنهم وجدوه على باب المعبد القديم المقام في طرف بعيد من أطراف القرية ....في ليلة شتاء بارد مظلم ...صوت المطر الغزير و الرعد المرعب و ضوء البرق الذي يعمي البصر أحيانا ....لكن صوته و هو ابن أيام قليلة كان أقوى من صوت السماء الغاضبة التي كانت تكون صمتا قلبه
الصغير الذي كاد يتوقف من شدة البرد و بياض الثلج يكسو جسده الخمري ولوال أن سمعوه لكان توقف نبضه و مات . هذه هي بدايته و تلك العائلة هي التي قامت بتربيته ..تلك األم العجوز الوقورة و الحنونة التي ما فتأت تعتني به و تعد له كوب الحليب الساخن مع كعكها الصيفي الشهي قبل خروجه مع أبيه للصيد....و ذاك العجوز الذي أسماه في يوم من األيام(أبي)...عجوز هرم قوي البنية براق العينين و ثاقب النظرة ....هو من علمه طريقة الصيد و االحتراف فيها . وتلك الطفلة المختبئة بين سنابل القمح الذهبية ...ال يزال يذكر شعرها األسود المنسدل على خديها و يتطاير مع نسمات الريح العليلة ..تجده يتماوج مع السنابل وال يدله شئ عليها سوى قلبه الذي انفطر يوما بعد يوم على عشقها ...هي وحدها. كم تمنى أن يبوح لها بعشقه و بحبه لها .....لكن صراخ ليلة وجدوه في المعبد هو آخر ما نطق به إلى اآلن ......نعم.....إنه ذاك الجسد الذي ال يملك في الحياة سوى مشاعرها و بؤسها ...هو تلك الكلمة التي ما استطاع نطقها بل جعلها وسيبقيها مزروعة بين حناياه....مشاعره مبعثرة بين صمت البحر و هيجات موجه....كل تلك اللحظات و الذكريات تجعله يذوب كشمعة المساء شوقا إليها . لغته الوحيدة التي تعلمها ( البكاء )..دموعه أحرفه و كلماته و أسطره ....هي ماليين المشاعر ....هي مليون كلمة (((أحبك ))). هي ذاك القلب الصغير الذي ما زال يشعر ببرد الشتاء القارص خارج المعبد ...لكن نبضه هو عشقه كبراكين تحطم كل جليد األرض . بقي صامتا كما يعيش بصمت وهو يشاهدها أمامه تكبر يوما بعد يوم و يزداد جمالها فيزداد هو ألما فماليين عيون شبان القرية عليها ...كان يستمع إلى كل أحاديث الناس في قريته عسى أن يسمع اسمها ...بقي على هذه الحال حتى توفي أبوه ..ذاك العجوز الهرم و هو في عقده السابع من العمر وهو ابن سبع عشرة عاما فقط..قضاها مع تلك العائلة ..يجمع لهم الحطب و يصطاد السمك .. كانت لحظة وفاته في ليلة شتاء عاصف كليلة والدته ..ربما أن األب أرادها أن تكون أجمل ليلة له وأن يعيد أيام ألقه و شبابه .....ربما أرادتها السماء كذلك ..فقد خرجا معا بعد أن عدموا جميعا الحيلة معه ....و في عرض البحر صادفتهما عاصفة هوجاء أردت األب من خارج الزورق وأخفاه موجه بين حناياه ...و غيبه البحر في غياباته المعتمة ...و عاد وحده ....كانت مخيلته تصور له موقفه أما أمه التي ستنهار أمام رؤيته وحيدا دون والده و معشوقته ....التي تحب والدها و لم يكن يحمله عقله على رؤية دموعهما...و صورة حبيبته الحزينة
كانت األم و ابنتها تنتظران على أحر من الجمر حتى أنهما ما عادتا تشعران بالبرد و حبات المطر تغطي جسيدهما عاد وحده ووجدهما تنتظران ...سألته األم عن زوجها ..و البنت عن أبيها ...فكان رده قاسيا عندما سقطت الدمعة من عينه لترتطم محطمة على رمال الشاطئ مفسرة عن مغيب العجوز ........و بدأت األم بالنحيب و البكاء ...أما الفتاة المسكينة التي سددت إليه سكينا ذبحته من الوريد إلى الوريد :أكرهك ....أكرهك ...أنت من قتلته ...لم لم تعده ؟؟ لم ؟؟؟و أجهش هو بالبكاء حتى تعالى صوته على أصواتهما و أنين السماء و جثا على األرض و برقة األخ و حب العاشق ضمها إلى صدره...كره تلك اللحظة كما كره حياته لم يكن يتمى أن يضمها إليه إال وهما بكامل سعادتهما ...تمنى أن يضمها دوما كحبيب لحبيبته ال يواسيها وال يراها بعد ذلك أبدا ....و بقيا لساعات تحت ذاك المطر الممزوج بدموعهم ...علم أن أحالمه و حبه سينقضي يإنقضاء ليله .......لم تمتهل األم حزنها على زوجها فلحقت به بعد شهرين فرحلت األم و رحلت ابنتها لتعيش مع أقاربها ...فبقي هو وحيدا في ذاك الكوخ القديم....كل شئ فيه يذكره بمحبوته حتى البحر و هو في عرضه.. رفع شبكته بعد أن أحس بحركتها التي أيقظته من ذكرياته فرفعها و شكلها الممزق كما قلبه الولهان...عاد إلى الشاطئ كم كان يتمنى لو سحبه موج ذاك العظيم ليرحل به إلى ذالك العالم اآلخر و أن ينهي قصة عذابه ... لقد كان يجمع القوارير الفارغة التي يجدها من أشالء قريته و يضع فيها رسائله التي لم يتعلم أن يكتب بداخلها سوى (((أحبك ))) و يرسلها في صدى البحر الدامع..لم يمل يوما عن ذالك حتى سميت باسمه....كانت كلمة مناجاته الوحيدة تلك الكلمة التي تمنى أن ينطق بها ولو لحظة واحدة ثم يرحل ..أن يخبرها عن مكانها بقلبه. في ذاك الصباح المرتعد قرر أن يرحل ...بعد أن بقي أسبوعا يصلح في ذالك المركب الهرم الذي ما فتئ يوما منه ...و عند اكتماله رحل ...أرخى سدل أشرعته الناصعة المشرقة كصفاء قلبه ومن يومها لم يسمع أحد عنه شئ منهم من قال أنه تقرصن .....ومنهم من قال أنه وجد جزيرة نائية و بقي عليها .............لكنني أقسم عليكم أنه لن يعود يوما فسفره كان بال عودة...لقد حدثتني عن ذلك قارورته الزجاجية األخيرة التي لم يرسلها في عرض البحر بل تركها في البيت الخشبي على سرير محبو بته و بدمه ...أجل ومازالت ورقة البردة تعبق ببكائه لم أتمكن من قر ائتها بوضوح ألن الدم كان ممزوجا بدموعه...قرأت فيها مليون كلمة (((أحبك)))واعذروني ألني بكيت ..نعم ...بكيت عندما قرأت أنه رحل ليبقى ..أرادها رحلته األخيرة .
أبقيت تلك الرسالة كما هي عندما تنظر إلى زجاج نافذتي تراها موجودة تعانق الشمس كل صباح و تكلم السماء كل مساء...لم أتمكن من إيصالها للفتاة فقد توفيت و أقاربها عندما اشتعل منزلهم وبنفس الليلة التي رحل هو فيها فقد علم بذلك فقرر الرحيل إليها فهو كما خلق ليعشقها رحل ليبقى معها حيث األبدية
عاد لربيع عمرها الثلج غزير في الخارج..إنه شهر كانون األول و قد مضى على العام الجديدد قرابدة األسبوع..يزيد أو ينقص..لم تكن تهتم بعد األيام ..يكفيها أنها لن تحتفل به بعدد اآلن و لن تشعر بطعم الحياة ثانية . كانت واقفة تنظر من شباك الكوخ الصغير الدافئ الذي ما فتأت نار مدفأته تتوقدد و هي تضيئه دون هوادة . كان الكوخ مقاما على تله ليست عالية جدا لكنهدا تطدل علدى سدهل جميدل ..فدي أيدام الربيع ينمدو عشدبه و تلونده األزهدار بألوانهدا الزاهيدة و أريجهدا العدابق بالنعومدة و الحنان ..أما في أيدام الشدتاء فكأنده عدروس فدي يدوم زفافهدا ترتددي ثوبهدا األبديض و ترش عليها السماء مباركتها البيضداء كمنثدور أبديض ...و أشدجار السدرو البعيددة و كأنهددا اشددبيناتها اللددواتي يقفددن مسددتعدات لوصددولها و قددد جملددتهم السددماء بمباركتهددا أيضا .. بقيت على شرودها لمددة ليسدت بالقصديرة و فجدأة دار بهدا بصدرها ناحيدة المحطبدة ....ذاك الجذع المتبقي من شجرة قطعوها ليحتطبدوا بهدا و انتبهدت للفدأس المغدروز بهددا و يددأبى الخددروج ...كمددا الخنجددر المددزروع بددين حنياهددا وسددط قلبهددا بخسددارتها حبيبها .. هي :أيتها المسكينة ..يا أيتها المذبوحة مثلي و رغم كل هذا صابرة راضية ....لدم يكتفوا بسلبك جذعك بدل و غدرزوا سدكينهم /فأسدهم /بدك ليزيددوا ألمدك ألمدا بدل و جعلوك مكسر خشبهم دون رحمة منهم ....آآآآآآآآآآآآآه من غدرك يا زمن .. هي.............فتاة بسيطة ,رقيقدة و حساسدة ....و ردة جوريدا لكدن بأشدواك عاليدة ..قلبها كبياض الجوري األبيض و شوكها كمدا عنفوانهدا شدامك لكدن مدن دون تكبدر أو رياء أو حقد ....صاحبة لئم حاد و مرحة لحد أنها ال تتدرك همدا علدى وجده أحدد عرفها .....بئر عميق ألسرار أصدقائها ...لديها نظرة واثقة تجاه من تدرى..حنوندة كريح المساء في الصيف...ليست خارقة الجمال ....لكنك تنجذب إليهدا دون شدعور
منك ..عنيدة و عصبية ....لكدن تفكدر فدي األمدور الحاسدمة بتدرو و بكدل أوجههدا و للمستقبل وليس للحظة فقط.. متوسطة القامة و متزنة المشية ..متناسقة الجسدم ..رندة ضدحكتها أخداذة تفدرج الهدم عن الصدر...تلك هي /آنيا ./ أخذتها ذاكرتها إلدى اليدوم الدذي التقدت فيده /ألكسداندريان /يدوم تخرجده ذهبدت إلدى الحفل بعدما استطاع ابن خالها إقناعها و خطيبته أنها ستسر بذلك ..فهي جديدة فدي الكلية و انتهت من سنتها األولدى و لدم ال تتعدرف علدى أصددقاء جددد و تدرى كيدف يكون الحفل و و و ...الك. و بعددد جهددد جهيددد أقنعاهدا فسددلمت أمرهددا لهمددا و ارتدددت ثوبددا مددن المخمددل األسددود الطويل مع مكياج خفيف و صففت شعرها بشكل ناعم .... دخلت الحفل و هي ال تعلم منهم /الطالب /إال القليل فقط ..شرد عنها ابن خالها و خطيبتدده و بدددأ الطددالب بددالرقص ..لددم تهددتم بهددذه األمددور يومددا ...أخددذت كأسددا مددن العصير و اتجهت ناحية الشرفة ووقفت تتأمل السماء و الحديقة الكبيرة .... آلك :عفوا أأستطيع الوقوف معك ..أراك و حيدة ف.......... آنيا / :مقاطعة ..و قد نظرت إليه مستغربة من جرأته /لم أطلب من أحدد مواسداتي أو مؤازرتي .. تركت الشرفة و دخلت لتقف مع /جون /و خطيبته ..تركته واقفا مشدوها منها ومن لئمها ...لكنها أعجبته برغم كل هذا ...فقد كان ينظر إليها منذ جاءت الحفل. دخل و بدأ يبحث عنها ...ال يعلم لم؟؟ لكن هناك ما يشدده ..رغدم أنده لدم يفكدر يومدا بددذلك ...ولددم يحدداول مددرة باللحدداق بأيددة صددبية أبدددا .....لكنهددا مختلفددة ....فيهددا شددئ غامض .. وجدها واقفة مع ....يا إلهي إنه زميله /جدون /يدا لهدا مدن صددفة .....رب صددفة خير من ألف ميعاد . آلك :مرحبا /جون ./ جون :أنت هنا ..لم أالحظك من أول الحفل آلك :كنت هنا ...كيف حالك /ربيكا .../سمعت أن زواجكما قريب!! ربيكا :نعم ..بالمناسبة أعرفك بنسيبه /جون /إنها /آنيا ../ آلك / :وقدد أخدذ يددها مباغتدة و انحندى يقبدل يددها /تشدرفت بمعرفتدك ..رغدم أندك كنت بغاية الالمباالة عندما تحدثت معك على الشرفة قبل قليل. آنيا / :سحبت يدها بسدرعة و هدي غاضدبة و بدان الخجدل علدى وجههدا /اعدذروني ...علي الذهاب للمنزل ..أشعر بالتعب . آلك :وحدك............
و لدددم تتدددرك مجددداال ليكمدددل حتدددى كاندددت عندددد بددداب القاعدددة و قدددد ارتددددت معطفهدددا ......استأذن منهم و لحق بها ... و طبعا وقف ابن الخال و خطيبته و هما ال يعرفان ما يحصل .... في ذلك اليوم تذكرت كيف أنه أوصلها غصبا عنها ...و حاول االتصال بها مدرارا و تكرارا ....و بقي يحاول حتى استسلمت لقلبها وبدأت الحياة الحلوة تنفتح أمامهمدا ..... مضت سنة ثم الثانية و الثالثة ..عاشا في خالل تلك الفترة ...الحلدو و المدر و أرتده اللوعة و الدلع المحبب الذي جعله يحبها بجنون المتهور العاقل.....و هي كذلك .. هددو.........شدداب أنيددق هددادئ لدديس آخددذا بالجمددال لكددن لديدده جدداذب ملفددت و بيدداض محمر ....عينان خضراوان يكحلهمدا رمدش أسدود..و شدعر فداحم مسددل......طدول محبب و حديث أنيق خالي من المجامالت الوقحة . أحبا بعضهما جدا ....في أحدد األيدام وجدتده يتحددث مدع إحددى زميالتده فدي العمدل .....استشدداطت غيددرة ..دون أن يظهددر عليهددا و امتهلددت عليدده حتددى يخبرهددا هددو .....عندما وجدها لدم تسدأله أخدذه فكدره أنهدا لدم تندزعج و لدم يعلدق بدل اندزعج ألنده أرادها أن تغار عليه ...لم يعلم أنها كانت تتوقد .....و تشتعل كالبركان .. و تكررت الحالة ...و حاول هو جرها ليرى إن كانت تغار أم ال ؟؟ هدو يرديهدا أن تخاف عليه و تلح عليه /ليس لدرجة الجنون /مدع مدن و مدن تكدون و يطمئنهدا هدو أنه ال يرى غيرها .... وفددي آخددر مددرة لددم تعددد تسددتطيع السددكوت ...عندددما اقتربددت مندده و زميلتدده واقفددة يتحدثان......و يضحكان و هو يتوقع قدومها سلفا ... آنيا :مرحبا...كيف الحال؟؟ آلك :عزيزتي ..أنهيت محاضرتك باكرا.....أعرفك /ليزا.../ إنها مدير قسم التسويق لدينا ..... آنيا :مرحبا و تشرفت بمعرفتك.. ليزا :أنا أحسدك على /آلك /يبدو أنه يحبك كثيدرا ....لكدن عليدك أن تنتبهدي عليده فالمعجبددات بدده كثيددرون و أنددا مددنهم ...هددا هددا هددا /.....صدددرت الضددحكة بطريقددة مائعة أغاظتها لدرجة الجنون و بان ذلك على وجهها / آنيا :ومن قال أنني أثق به ثقة عمياء لكنني أعلم أنه لن يجد مثلي . ليزا :ثقة وقحة لكنها جميلة ....أراكما فيما بعد شعر بها ....أجل بغيظها ...ال بد و أنها ستنفجر بوجهه .. ركبا في السيارة دون أن يتفوه أحدهما بكلمة .....وبدأ هو يتحدث ... آلك :إنها لطيفة !!..
آنيا .............. : آلك :مآبك إنني أتحدث معك ؟ آنيا :منذ متى و أنت تعرفها ؟؟ آلك :منذ بدأت العمل هنا .. آنيا :تستلطفك كثيرا ......ها ...أكثر مما يجب آلك :ال تقولي لي أنك تغارين منها ؟ آنيا :طبعا .......نعم آلك :أنت ؟؟ هيا البد و أنك تمزحين...... آنيا :أو لست أنثى ؟ آلك :نعم ...لكنك لم تحتدي مرة عليها آنيددا :وهددل يجددب أن أظهددر هددذا.....إننددي أمددوت غيددرة كلمددا رأيتكمددا معددا و حقيقددة أخاف أن تأخذك مني آلك :أنت ؟؟ ال أصدق!!!!و لم لم تتحدثي في هذا الموضوع قبال ؟؟ و بدأت طبقة صوتها بالعلو و انزعج هو كثيرا مدن حددتها فدأوقف السديارة جانبدا و علدت أصددواتهما فمددا كدان منهددا إال أن فتحددت بداب السدديارة و خرجددت غاضددبة ...و تبكي أول مرة يراها تبكي ........لم يستطع اللحاق بها فقد ركبت سيارة أجرة آلك / :وهو يحدث نفسه /يا إلهي ماذا فعلت .....؟ عاد إلى المنزل و حاول االتصال بها مرارا لم يتلقى أي رد..و عاد يفكر و يحداول أن يتذكرها وهي غاضبة ووجها محتقن و عيناها مخضلتان بالدمع .....إنها جميلدة جدددا ...حوريددة مددن حوريددات البحددر األسددطوريات ...حتددى و هددي تبكددي و عيناهددا محتقنتان...إنها رائعة جدا .....أحبها و بقوة ....أجل ... هو لم يخبرها مرة أنه يحبها ...لم يقلها ...رغم أنهما سويا منذ ثالث سنوات تقريبدا .....كان مقتنعا أنهدا تعدرف بدذلك ..بطريقدة أفعالده و تصدرفاته....و حتدى هدو يعلدم هذا كما يرى نور الشمس في النهار.. ذهددب إلددى الجامعددة فددي اليددوم التددالي ليطمددئن عليهددا ....ليرضددي نفسددها و يطيددب خاطرها ...و هو يعلم أن لديها امتحانات فهي فدي سدنة التخدرج وال يريدد أن يكدون السبب بعدم تخرجها و خصوصا أنه يريد أن يفاجئها بطلب يدها مباشدرة بعدد حفدل التخرج... انتظرها حتى خرجت و كان بادي على وجهها عدم النوم و الحزن و االنزعاج... نظرت من بعيد فرأتده ....وقفدت مكانهدا و بددأ دلدع الفتداة عليهدا بأنهدا تريدده هدو أن يتقدم و يكلمها ..فمن حقها أن تغار و أن تغضب..أليس حبيبها ....
آليك :كيف كان امتحانك ؟؟.. آنيا :جيد ... آلك :سأوصلك للبيت إذا ركبا و لم ينبسا ببندت شدفا.....حتدى وصدلت للمندزل و قبدل أن تترجدل مدن السديارة أمسك يدها ....و أخذ باألخرى بذقنها و أدار وجهها ناحيته ... آلددك :أنددا آسددف ..ماكددان يجددب أن أرقددع صددوتي ...مددن حقددك أن تغضددبي ....كنددت أنتظدر هددذا الموقدف منددك مندذ زمددن ....لدم أكددن أعلدم انددك تغدارين و لهددذي الدرجددة ...سررت ألنك أظهرتها لي ..... آنيا :أنت تعلم جيدا أن روحي متعلقة بك فال تفعل هذا ثانية .....و إال سدتكون ردة فعلي أعنف من البارحة صدقني آلك / :وهو ينظر إليها و إلدى عينيهدا وكدأن الدزمن توقدف بدين يدديها /أندت جميلدة جدا و زادك البكاء روعة ..لكنني ال أريد أن أراك تبكدين ثانيدة و لدن أسدمح لنفسدي بأن أكون سببا لجرحك ...أعدك يا كل العمر... ودعا بعضهما و قد عادت األمور لما كاندت عليده ........مضدت السدنة و جداء يدوم حفل التخرج....عرج على بيتها ليقلها و يذهبان معا .... دخال الحفل و شربا العصير و سلما علدى األصددقاء ووجددت صدديقة لهدا فاقتربدت منهددا األخيددرة و سددلمت عليهمددا .....لكندده انسددحب و تركهمددا ...ومازلددت األخيددرة ترمقه بنظرات خبيثة ..لم يرتح لها فانسحب و الحظت /آنيدا /ذلدك فاعتدذرت منهدا و ذهبت لتقف إلى جانبه على الشرفة ....و استمرا يتجاذبدان أطدراف الحدديث دون أن يلتفتددا إلددى تلددك الشددقراء الداهيددة و التددي أرادت /آلكسدداندريان /لنفسددها ....فقددط لتحرق قلب صديقتها ثانيا و ألنه لم يلتفت إليها و هي الجميلة المدللة و التي لم يفتدأ شاب إال وخطب ودها شغفا فيها ....لكن أن يتجاهلها و يدير لها ظهره .... وبدددأ الددرقص .....أخددذ بيدددها و سددحبها إلددى المنتصددف ...منتصددف سدداحة الددرقص .....و بدأا بالتمايل مع أنغام موسيقا السلو الهادئ......همس بأذنها و برقة ..جعلدت جسدها يرتعش ....و الدم يتدفق بسرعة داخل عروقها آلك ((( :أحبك بجنون))) رفعت رأسها لترى تلك النظرة البريئة و الصادقة داخل عينيه ....فما كان منهدا إال أن أحنت رأسدها علدى صددره و أحسدا أنهمدا وحددهما ..نسديا كدل مدن حولهمدا و لدم يشددعرا بنفسدديهما إال بتصددفيق العددالم مددن حولهمددا .........و انحنددى علددى األرض و أمسك يدها و برفق و بصوت عدالي .....حبيبتدي الغاليدة يدامن علمتندي كيدف يكدون نبض القلدب و أن طعدم الحيداة حلدو ....أتقبلدين بدي زوجدا آلخدر العمدر ..و قددم لهدا
خاتم خطوبة ماسي .......ووسط التصفير و التصفيق من الحاضدرين ....بكدت مدن الفرحة و ارتمت بين ذراعيه موافقة ... خرجا من الحفل و أوصلها إلى المندزل ....و بعدد مضدي قرابدة الشدهر .....عملدت في شركة كبيرة ..رأته فجأة أمامها و كانت تتكلم مع مديرها ... ثم أدار وجهه و خرج غاضبا ..لحقت به و هي فزعة منه لم ترى هذه النظرة .. آنيا :مآبك ؟؟ لم هذا التجهم ؟؟؟ آلك :ماهي العالقة التي بينك و بين هذا المسك؟؟ آنيا :إنها المرة األولى التي تتكلم بمثل هذه الكلمدات!! ثدم هدو رب عملدي فقدط وأندا مخطوبة لك ...صدقني يا كل العمر لست أفكر بسواك أبدا .... تركها و رحل و هي واقفة مكانها دون أن تفهم شيئا..وفي المساء اتصل بها و تكلم معها أن هناك من هاتفه و أخبره أن هناك عالقة بينها وبين مديرها و أنه يستلطفها ......فهدأت من روعه و أراحت قلبه ... لكن من أخبره بذلك بقي ينغص عليهما و بددأت صدديقة الحفدل تظهدر أمامهمدا ...و ازدادت الفجوة بينهما و تدخلت األخيرة و كأنها صديقة وفية له دون أن تظهر أمام /آنيا /و في آخر المطاف أدهت بعقل أحد أصدقائها من العمل ليظهدر دائمدا معهدا و أمامه...ليكون هناك أمل لتحصل هي على الشاب الذي أرادته ... و فعددال أوصددلتهما لنهايددة المطدداف بعددد أن تعرفددت علددى عائلتدده و اسددتطاعت أن تتغلغل و تقنعهم بأنها الوحيدة األفضل .. لم يقتنع بها كفاية لكدن فقدط أراد أن يثيدر حفيظدة حبيبتده قناعدة منده /بعدد أن أقنعتده األخيددددرة أن هددددذه هددددي الطريقددددة لكسددددبها مدددددى الحيدددداة /فانفصددددال و اقتددددرن ب/ شيفا..../لكن وصلت األمور لحد ما كانت هناك قدرة توقفها و أنهما /آلك و شيفا /سعلنان زواجهمدا.....و قدد دعتهدا هدي بنفسدها للحفدل ......يدا لسخرية األقدار هل من المعقول أن تحضر مدفنها بيديها . كل هذه الذكريات و هي مازالت تنظر إلى المحطبة و الفأس فيها ......و بكت كمدا لم تبكي قبال أبدا .......... عملت كوبا من القهوة الساخنة و جلست بقرب النافذة و الثلج يتساقط بغزارة ... آنيا :إنه يوم الزفداف سديكونا لبعضدهما ....كيدف لدم أنتبده أندا الغبيدة لهدذه المتمدردة الجامحة ... الساعة قاربت الواحدة صباحا .......و سمعت طرقا على الباب ......خافدت ..فمدن الذي يطرق الباب في مثل هذه الساعة .....أخذت بدارودة الصديد التدي كدان حبيبهدا يصطاد بها أيام الصيف و تكون هي معه ....... آنيا :من ؟؟
آلك :إنه أنا ...... لم تصدق ....من غير الممكن....فتحت الباب .............ووقفت مشددوهة ....كدان وجهه أحمر من البرد....لم يتفوها بكلمة ...فأي كلمة مدا كاندت ستشدرح الموقدف و دموعه كافية لتقول لها :لم أستطع ......لست لغيرك .. ارتمدى بدين يدديها و جثدا علدى ركبتيده و صدوت مخندوق :لدم أسدتطع و لدم أتصدور أنني مع غيرك ....... أخذت بيده و أدخلته ليجلس بقرب المدفأة و أعطته وشداحا صدوفيا و صدنعت كأسدا ساخنا من الشاي ليشدعر بالقليدل مدن الددفيء ......و جلسدت تنظدر إليده و هدي غيدر مصدقة و انبعث صوتها الباكي برأفة و حنان :أحبك ... نظر إليها و سحبها إلى جواره بحنان و ضمها وهدو يمسدح دموعهدا بيدده و يبكدي : أعدك أن ال أكدون لغيدرك ...لدن أسدمح سدوى للمدوت بتفريقندا ....وال أحدد يسدتطيع إبعدادك عددن ندداظري .........أحبددك كمدا لددم يحددب أحددد قدط كمددا يحددب القاتددل مذبحدده ....كما تهوى الورود مطر السماء ........... ولم يمضي على ذاك اليوم سوى بضعة أيدام حتدى أقامدا زفافدا رائعدا ......أجدل لقدد عاد لربيع عمرها .....ليكون كل عمرها
أنواع الحب سؤال يتكرر دائما ...و بدذهن كدل البشدر و كدل يفسدره علدى طريقتده ....مدا هدو؟؟ كيف يأتي؟؟ و لماذا؟؟؟ و...و....و...و نبقى نسأل و نحاول اإلجابة
عن ماذا أتكلم ..عن كلمة رنانة الصدى ترتفع اآلهات حرقدة و الزفدرات مطولدة و يبكددي لدددلى سددماعها المجددروح بحرقددة و يسددرح الحددالم فيهددا إلددى أقصددى سددماء و المكسور إلى أقصى الهاوية (((....الحب))). لكدل تعريفدده لديده ...و المتعددارف عليدده أنده ذاك الددوهم األقدرب للحقيقددة ....صددحيح ...لكن من يعرف أنواعه؟؟؟؟ في الحقيقة الغافلة عن الغالبية العظمى هو أربع : حب محرم حب من طرف واحد حب الغرائز حب عقالني روحاني و اعذروني إن تماديت قليال في شرحي لبعض المواطن لكن ماال يقبله عقل هو أن نغفل أو أن ال نعرف كيف نحب..ومتى يجيب التراجع عن الحب!!!! ال نعود قادرين مع الحب عن سماع نصيحة أحد و نكذب و ننعت بالجنون كدل مدن يدتكلم عمددن نحددب بالكددذب و الجنددون...و ال نددرى مددن حولنددا مددن يحبنددا بددل نلتصددق بالمرآة وال نرى أبعد من أنفنا ....ال نرى أخطاء من نحب بل كل ما يصددر جميدل حلدو...و تغيددر نفسددك ألجلده و تحددب كددل مددا يحدب و تتطبددع بطباعدده دون أن تشددعر ....لكن عندما تصحو تنظر جيددا........علدى مداذا أحببتده؟؟؟لم هدو؟؟؟ال يوجدد فيده شئ جيد ....على ماذا تعلقت روحي بده و أضدعت مدا فدات مدن العمدر معده؟؟؟يبقى األلم و جرح و الذكريات الحلو منها و المر . لكددن مددن ذا الددذي يددتعلم ؟؟؟و بكددل صدددق و صددراحة ......ال أحددد..بددل نحدداول أن نعوض مرة و اثنتين ..لكن إلى متى؟؟ حتى نشعر بتبلد المشاعر ...حتى نصل إلى درجة عدم القدرة على العطاء ..ذاك الشعور المؤلم و الذي يشعرك بعدم المباالة و أن كل البشدر حتدى عائلتدك و أهلدك ...هدم كأشدجار الحديقدة ال تهدتم بهدم وال تشدعر بوجودهم ..بل تهدرب مدنهم ظندا مندك أنهدم يسدببون لدك الصدداع بمشداكلهم أو حتدى صوتهم ..كمدا حفيدف األشدجار الكثيدف فدي الخريدف.....و تسدأل نفسدك..أو سدأحب ثانية ..؟ هل يمكن أن يعود تدفق الدم من جديد؟ أهناك من يسدتحق؟؟ و سدتظلم كدل من يحبك بعد هذا من الخوف...... الخوف!!!!!!!!!! نعم شعور رهيب فظيع..أن تخاف من الحب و من كل من يحداول أن يحبك بصدق و تفاني..و تظلم روحك قبلهم.... واآلن اسمحوا لي بالشرح....ليست وجهة نظر صدحيحة مائدة بالمائدة ..لكنهدا نسدبة مئوية بنسبة %58.89تقريبا تزيد قليال أو تقل .....لكنها الواقع ..
الحب المحرم :هو ذاك الصادق بين قلبين لم يكتب لهما أن يكونا معا و من الممكن أن يكونا لبعضهما /احتمال جد ضدئيل.. /وفدي معظدم األحيدان ..........ال......وال يجب أن ننكر حقيقة القدر و المكتوب المقدر من هللا عز و جل.. هو كما حب قيس لليلدى..أو كمدا ممدو لدزين ..القصدة التدي كتبهدا العالمدة /أ.محمدد سعيد رمضان البوطي ..../ال يعلم أحدهما كيف أحدب اآلخدر لكدن هدذا الحدب الدذي يعلم القلب الوفاء واإلخالص لكن من دون وعي ومن دون أن يجعل صاحبه يتعقل ليعرف كيف و متى يتوقف...ليقع في أخطاء غالبا ما تكون فادحة ...كإلنتحار. ذاك مددا يسددمى ((الحددب األسددطوري))لكندده (عددذري)و يتمندداه كددل عاشددق و عاشددقة ....يسمو بك لألعلى و يجمح بك إلى الخيال بعيدا عن الواقع لتصحو فيما بعد و قد ارتطمت أجزائك متكسرة على أرض الواقع و تصبح مجنوندا سدائحا فدي الطرقدات أو في المصح العقلي ألنك لم تتحمل/تتحملين أن تسدتيقظ/تسدتيقظي مدن حلدم اليقظدة و الليل و السهر و النجوم على سدطوع ضدوء الشدمس البداهر الدذي يدريكم وضدوح األشياء ... لن أتكلم كثيرا هنا ..ألنه كما ذكرت أسطوري..في شعر الشعراء فقط. حب من طرف واحدد:أخطدر أندواع الحدب .....ألنده يجلدب العدار و المصدائب علدى أحد الطرفين و أغلب األحيان و معظمها يكون خطره على /الفتاة./ لن أكون متحيزة إلى بنات (حواء)فهناء مدن أبنداء(آدم )مدن جدارت عليده إحدداهم و كانددت الغددادرة اللعددوب ...التددي جعلتدده محطمددا يكددره البنددات و الحددب ....أو أذاقتدده العلقدددم المدددر دون رأفدددة منهدددا علدددى قلبددده و صددددقه و إخالصددده...لكدددن لدددم فعلدددت هذا؟؟؟غباء منها ... ربما أن حبيبا لها كانت صادقة معه كذب عليها و تركها ..فجعلدت مدن أحبهدا كدبش المحرقددة ...أو هددي أصددال لعددوب تربددت علددى هددذا الحددال...لكددن الددزمن كفيددل بددرد الصفعة مهما طال الوقت. لكن المشهور في العالم هو أن الشاب و الذي هو الذئب المنتحدل لصدورة الخدروف الوديع ..هو الغادر ....يلحق بالفتاة و يخطدب ودهدا و يعدرف أن نقطدة ضدعفها هدو الكالم المعسول ..لمسدة يدد تأخدذها إلدى سدابع سدماء ....لكدن يهدوي بهدا أخيدرا إلدى سابع أرض..دون رحمة ...ليكون في اليوم الثاني مع أخرى ....حمقاء ال تدري ما سيكون عليها أمرها ....و تصل أحيانا لحد هدر الشرف و العرض...نعم صددقوني . إنه قلة وعي منها؟؟؟ربما ...أو أن أهلها لم يعلموها معنى االنفتاح الصحيح ..ربمدا كثددرة الضددغط و أن مددا يحددق للشدداب ال يحددق للفتدداة ...و الشدداب كثيددر الحيلددة قليددل العاطفة ماكر العقل....ربما ادهي بها للزواج العرفي ..ثم ......بآي بآي ..
أليس هذا هو الواقع ....نعم ......قالوا سابقا :إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب ......أمدا اليددوم فددأقول لكددم أنددتم داخددل غابددة أمثددال غاب دات األمددازون....صدددقوني ...إمددا أن تعرف و تحاول الخروج و التأقلم دون الحياد عدن مبادئدك إن كاندت صدحيحة ..أو أن تسقط في مستنقع الرمدال المتحدرك وربمدا أكلدك أحدد الوحدوش المفترسدة ....و أقول لكم :أن تخرج مصابا خير من أن ال تخرج أبدا..و الفتاة مهمدا تدذأبت...تبقدى حمال .. الوردة وردة مهما كبر و عال شوكها ...إنني أقبل أن أسقط أوراقدي بيددي...لكدن ال أسمح لشاب أن يقطعها لي و هو فرح مسرور بينما أموت ألما مميتا.. بدداهلل علدديكن /علدديكم يددا مددن صدددقتم و أخلصددتم أيددن العقددل فددي الحددب ....لددم هددذا االستهتار بما أودع هللا بين أضلعكم ... أن تخونوا أمانات أهلكدم و سدمعتهم .....يدا مدن لحقدتم الغدرب دون وعدي ..و قلددتم كالعميان....و تجعلون مدن أنفسدكم حدديث البشدر اللدذين يحبدون اإلشداعات و اللغدط بالحديث.... حب الغرائدز.:آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه....إنده حدب آثدم ...زندا و كبيدرة .....انتشدر مدددن الغدددرب مدددع دخدددولهم عالمندددا..و أصدددبحت كلمدددة المعاشدددرة شددديئا مسدددموحا و مباحا....... لكن تعالوا معي أال تتفقون أن سمعة الشاب كما سمعة الفتاة ..فمن ذا الذي يقبدل أن يزوج ابنته لزير نساء أو سكير ؟؟؟؟ لم الفتاة فقط هي مدن أخطدأت تعاقدب ..؟ وأحياندا تقتدل؟؟ نعدم إنهدا الهمجيدة العميداء ......على مبدأ أهل الصعيد في مصر _ الثأر وال العار_. الفتدداة مخلددوق حسدداس عدداطفي جدددا .....بكلمددة رقيقددة و لمسددة يددد و ربمددا قبلددة ..ال تشددعر بنفسددها إال وهددي بددين يدددي حبيبهددا مستسددلمة صدداغرة ...يتوقددف تفكيرهددا و تشددعر بنفسددها أنهددا فددي الجنددة ....لتصددحو بعدددها مذبوحددة علددى يددد أخيهددا أو أبيهددا ........ليقولوا :لقد أهدرت شرفها و جعلت سدمعتنا كرمداد تدذروه الريداح..و يحكدى عنا على كل لسان ... وهو _ الشاب _ هرب بريشه.....إنه ذنب ابنتكم الغبية الحمقاء....هي مدن أحبتندي ... ال يفكر بعرضه أو شدرفه.....لكدن إن كاندت أختده لدذبحها بيدده أو ابنتده لكدان دفنهدا حية ....لم ال يفكرون أن طعم العلقم كما يكوي أمعائهم يكدوي أمعداء الغيدر ؟؟؟؟ ال يوجددد رجددل فددي هددذه األيددام ......نعددم و أقولهددا بكددل ثقددة و صددوت مرتفددع...توجددد غريزة ..يكون قادرا على الزواج و لديه المقومدات الماديدة و المعنويدة لكدن ..ال؟؟؟ لم ال أجرب كما أقراني !!ويسير في درب المحرمات و عندما يتزوج يطلب من لدم
تفتح عينيها إال على والديها...لكنه يصل بال همة أو قوة ..و ربمدا يحمدل مرضدا ال يدري به إال بعد فترة فيحمل المسكينة هدذا المدرض ......أو يسدافر للخدارج و يجدد المتعة مفتوحة دون رقيب ثم يعود ليقضي على مستقبل إحداهن . إنهم من تقودهم شهوتهم و تسيرهم غرائدزهم.....ويدا هدول المصديبة ...إنهدم يدرون كل فتاة ...عارية و إن كانت مرتديدة جلبابدا.......إنهدا الحقيقدة المدرة ...إنده الشداب العربي . استيقظي يا عزيزتي الحالمة و انظري حولك و انظري إلى من تحبين بتمعن...فما زلت تستطيعين أن تبتعدي قبل أن تهدري دمك على رصيف الشارع. و أنت أيها الحدالم يدامن تبعدت أصددقائك فرمدوك فدي بحدرهم ..بحدر الملدذات و أنده ليست هناك مشكلة من الشرب و مداعبة تلك و أن تقضي ليلة مع أخرى ..... سوف تسأل نفسك كيف وصلت إلى هنا .....ستقول لدي :لقدد تحيدزت لبندات جنسدك و ال عالقة لي بذلك !! لكني سأخبرك أن منا نحن الماكرات الخبيثات من هان عليها شدرفها و فرطدت فدي عرضها و أدهت بالكثير من أمثالدك ألنهدا شدهوانية أكثدر مدن الشداب و تعتقدد أن ال مباالتها لها وحدها لكن الصدفعة قادمدة عليهدا ....فلدم تتدرك نفسدك بدين يددي هدؤالء الفدداجرات أولسددت روحددا مسددكونة مددن هللا عزوجددل وهبددك إياهددا ال لتعلقهددا بأشددياء ثانوية تافهة بل بما يكون في مصلحتك ....فمن يرضى أن يكون له ولد مدن فداجرة لعوب أو من ترضى أن تكون لعبة بين يدي كاذب مجنون... حب عقالني روحاني:نادر بين البشر وال يمتلك إال بموهبة مدن هللا تعدالى....هندا ال يطغى عقل علدى عاطفدة أو العكدس.....فيعدرف كدال الطدرفين مدا عليهمدا ومدا لهمدا ....هنددا ال يسددعيان إلددى رومانسددية زائلددة ..بددل إلددى مددودة دائمددة..فلدديس القلددب لعبددة كومبيوتر و انتهت مراحلها و كفى ..أو المشاعر كعلبدة شدو كدوال بأصدناف متعدددة كل ما انتهيت من حبة انتقلت ألخرى.....أو يعجبك لون قشرة بيض الفصح لينتهي بك المطاف لكسرها و تكتشف أنها كغيرها بيضة مسلوقة... إنه تآلف بين قلبين اجتمعا على أساس تحمل المسؤولية كل منهما يكمل اآلخر دون نفدداق أو كددذب ....ليكونددا مسددتقبال واضددعين نصددب أعينهمددا أن مددا يكددون عليدده مددن فراق أو اجتماع هو مقدر من هللا تعالى...مكتوب من األزل في لوح مر قدوم.....ال يجعل الشاب الفتاة كتحفة اقتناها لتكون في خزانة الكريستال لديه و يدير ظهره لهدا ...وال يسمح لغيره بأخذها و لو بحقهدا.....لمجدرد األنانيدة البحتدة التدي هدو مفطدور عليها.....أو الفتاة وكأن الشاب خاتم بإصبعها تحركه كيفما و متى تشاء! اصحي يا عزيزتي و توقف أيها الفاجر عما تفعل ....يا من ينظرون إليك على أنك من أرقى العائالت و أشرفها و تقوم بالخفاء بمدا يهدين للشدرف و تخدون أهدل الفتداة
المسدددكينة ..فدددال الموسددديقى الحالمدددة وال أفدددالم اإلباحدددة خلقدددت لندددا ...و ال أسدددلوب المعاشددرة و التعددايش ألجلنددا ...بددل لمددن سددمحت تددربيتهم و أخالقهددم /الغددرب /أو الئك التائهون دون هوادة و يعيشون رغم كل هذا على اإلغتصابات ...و الخياندات ......إن المددرأة األجنبيددة اآلن تطالددب بددالعودة لمنزلهددا و لتكددون عددذراء ال يمسسددها بشر سوى من خلقت لتكون على اسمه و أنت يا شرقية تفرطين بعرضدك و شدرف أهلك ؟؟ أنظري /أنظر للحياة كالكأس المملوء نصفه ماء ....منهم من ينظدر بالتشدائم لهدذي الدنيا و كأنها الفراغ من الكأس و منهم من ينظدر علدى أنهدا الممتلدئ.......لكدن مدن منا نظر إليها من بعيد و أخذ العبرة من النصفين .....؟؟؟؟ ال أحد !!!!!!!
لماذا لم أكن قادرة على التجاوب أبدا ....حزمت أمتعتي و ذهبت إلى البحر ....بيت الشاطئ كما أسميه ....هناك وحدي سأكون و أبتعد عن كل ما يمت إلى البشر بصلة .....أحاول الهروب من الواقع كي أستطيع التفكير بعمق و بما لحق بي من البشر .... لم أعد قادرة على العطاء ....ال أستطيع الشعور بأي شي جميل ...أصبحت نفسي طواقة لكل ما هو مؤذي ..لكل شر يقال عنه .. و أعلم أنني قادرة على فعل كل شيئ...لكن هذه التصرفات ليست صحيحية ....
قالوا عني أنني أقوى من إبليس نفسه /آل أنكرها على نفسي /لكنني لم أوذي قط أحد...بمعنى األذية لكن عندما تسنح الفرص لي برد الدين أرده لكن ليس بعنف بل بسياسة الفتاة القادرة و الواثقة من نفسها فعال لكن يبدو أن ادراك الثقة الزائدة و القوة الداخلية التي أملكهما قد تملكتا في لدرجة أنني أصبحت أخاف من نفسي. عاطفية من الدرجة األولى و حساسة لدرجة الشفافية ....كنت أسامح لدرجة أنني أنسى ما لحق بي من أذى من األشخاص...لكن ليس بعد اآلن ..أخذت من الظلم ما أخذت ....لن أظلم ألن من ذاق طعم العلقم ال يحبذه لغيره /حتى هذا المعنى ليس موجودا عند معظم الناس /لكن ابتعادي اآلن سيهدئ من كل ما أشعر به ... كسرت ..نعم أقولها .....و أصبح قلبي كرذاذ الزجاج المتهشم ....تبلد كامل و ال مباالة تجعل كل من يراني ...يشعر بأن من أمامه انسان متهكم ال حس فيه و ال شعور بالمسؤلية جرحت الكثير من أصدقائي ...دون الشعور بالذنب ألملي بهم أنهم قادرين على استيعاب جرحي ....لكن إلى متى سيتحملون لئمي و تهوري .....؟؟؟؟؟ سؤال يطرح نفسه كل هذه األفكار المتضاربة و انا أنظر إلى البحر ...نعم ..إنني هو ....تتضارب األفكارفي داخلي كما موجه تشتعل في أعماقي خبايا أجهلها كما في داخله خبايا ال يعلمها سوى سبحانه ....أستطيع تفسير نفسي من خالل قصص زبده الذي زار جميع الشطئان و سمع من كل البحارة األغاني الحزينة و الفرحة و من كل النتألمين دموعهم و من كل العشاق قصصهم متى سأعود إلى الحياة ..كل ما أتمناه هو أن أعود نفسي .. آه من المطر إنها كدموعي المكبوتة داخلي ...و نعومة رمال شاطئك كقلب طفل صغير لم يعرف سوى ما ترميه أيها الهائج من كثر ماحملك البشر من آهاتهم
أصبح الجو باردا و علي العودة ... ليس هناك أجمل من كوب قهوة ساخن على ضوء المدفأة الهادئ ....و دموع السماء تطرق بأنغام رتيبة ناعمة على زجاج الغرفة ......و تلك األنغام المنبعثة من المسجل .....يالها من حياة أتمنى االستمرار بها .......ال أريد العودة .......بل البقاء ....مع دموعي و احساسي بالدفئ البعيد عن الصخب و الحياة المتالحقة .... آه يا دنيا منك ....تفرحينني يوما و تجعلينني أعاني مرارة العيش فيك أشهرا ....يا رب ما ظلمت أحدا لكن نحن من نظلم أنفسنا يا رب خلقت الحب ألجلك لكننا استخدمناه لحب عبادك .........لم ؟؟؟؟ كي نحترق بتلك النار ...إنه طبع البشر التافه ....يا رب أسالك بعشق العاشقين و بكمال عذاب العاشقين ....أن تهدأ من نفسي التي بين جنبي كي أعود كما كنت .
كيف سيعيش بدونها كيف سيعيش بدونها اآلن ...هاهو ذا يسأل نفسه للمرة المائة ....لقد كان القدر أسرع منهما ...إنها اآلن بين يدي رجل آخر ...ليس أفضل منه بأي شيء.. لكن لماذا؟؟؟ يا ربي ..ما سأكون عليه بعدها ..كانت بجانبي ..تنسيني تعبي و تفهم كربي و تفرج عتي الهموم ..لكنها رحلت ..رحلت دون رجعة .. اختاره أهلها لها بعدما علموا ما بيننا من حب و أنني أريدها ...لم يمهلوننا ..لم يعطوني الفرصة أبدا ... ليست لك و لن تكون ....هذا ما قاله أبوها لي
كان يقف في الساحة الصغيرة عند بحيرة األماني ...المكان _ إيطاليا_و المطر غزير ..كان يجلس على حافة البحيرة و يتذكر عندما رآها للمرة األولى و للوهلة األولى..أعجب بها ...لم يعلم كيف؟؟ لكنها أثارت انتباهه...برقتها و سمتها الهادئ و ضحكتها الناعمة .....من سنة ...بنفس المكان و بنفس الطقس ....تحت المطر تذكر أنه اندفع إليها ومن دون سابق تعارف قدم لها المظلة ....صمتت و لم ترد ..فقد فاجأها ...لكنها قبلتها ... و جاء في اليوم الثاني و الثالث و مرت األيام و بدأت المشاعر تنمو بينهما....وكانا يخططان للزواج ...ليس هناك ما يمنعهما فكل المقومات موجودة .....لكن ال !!!! الوالد لم يرده أبدا ...فقد كان ابن صديقه أفضل ...هذا رأيه ...ألن عليه دينا و ال يملك تسديده .....فكان ثمن السداد أن يبيع ابنته و يكسر قلبها .......و مزق معها قلب حبيبها نظر إلى السماء هو :آه ...أو تبكين علي أنت أيضا ...إنك حنونة جدا إذ تواسينني ...لكن ما الفائدة .....لن تعود أبدا رحلت و تركتني وحيدا ....ال أستطيع تخيل أنها بين ذراعي شخص آخر هي تكرهه و أنت أيتها الريح الباردة ...شكرا لمداعبة وجنتي بحنانك ....أعلم أنك حزينة علي لكن خبريني ما أفعل ...أو سأحب من جديد ؟؟؟ أو أستطيع منح قلبي لجديدة ؟؟؟ و كيف ؟ إنني أرى صورتها في كل فتاة أقابلها ......أسمع همسها الجميل كموسيقى بيانو رائعة تمر داخل مخيلتي دون أن تبارح أحالمي ....و صورتها الناعمة ...في صحوي و نومي ..كأحالم ا ليقظة ............أجل
مرت تلك األيام كأحالم يقظة ......لم أكن أعلم أن بعد كل ما مر من فرح و حب ..انتهى كسراب ..و كأنني وقعت من جبل عالي إلى أسفل هاوية سحيقة ....جعلتني أصل لقعرها متكسر كما تتكسر حبات المطر على زجاج النوافذ.... سأعيش ..نعم ...وربما سأتزوج بغيرها .....لكنني لن أنساها ...بل سأكون لعنة على من سترتبط بي ....ألنني لن أستطيع إعطائها الحب الذي كان .....بل سأهرب من ألمي إليها ألعذب قلب الجديدة .....ألنسى ..ال ألحب ....فقد توقف القلب عن النبض ...و الدم عن الجريان بحرارة و المشاعر توقفت عن العطاء ....لكنني سأعيش ...............بقايا رجل ..على ذكراها .......حبيبتي.... عاد إلى منزله ....و دخل غرفته .....و في الظالم وقف أما نافذته ...و فتح الشباك .......و بدأت الذكريات تداعبه و الدموع تتساقط من مقلتيه .............. كاذب من قال أن الدموع ضعف ........إنها تريح جفن صاحبها و تكون قمة أحزانه ......إنها القوة التي منحها الرب لتريح عباده ..................
الكرسي إنه هناك على ذاك السفح الهادئ في بيته القديم ...جالسا على كرسيه الخشبي ....ذاك الكرسي القديم الذي أمضى و الدهر معه عمره مرافقا له دون مفارقته لحظة واحدة ....ما استطاع البشر معه صبرا كما صبره _الكرسي _هو معه. نظراته من خلف تلك النافذة الصغيرة و صورته المتكسرة عبر زجاج غرفته المهشم ترى فيها الحنين!!..الحنين إلى الحرية هربا من ظلم العبودية القاتل الذي هو فيه. أحب كرسيه و أحبه الكرسي حتى باتا يكرهان بعضهما ....و تولدت لديه القناعة أن توقف صوت صرير دواليبه و صوت تكسر خشبه من الحركة هو توقف لنبض قلبه اليائس من الحياة و نهاية لشقائه و بؤسه. كل يوم ...كل لحظة ..كل ومضة رمش..تعود به ذكرياته أليام السعادة ...رحالت الصيد مع رفاقه..مرافقته محبو بته على الشاطئ أو رحالت التزلج معا و التنزه في السهول الخضراء....مازال رنين ضحكاتهما مسموع لديه....كل هذا رحل ...رحل فجأة...ليرى نفسه وحيدا دون وليف أو صديق أو أهل ..
لم يعد يذكر السنوات التي أمضاها دون ساقين...لكنه يذكر أنها أيام ودقائق مرت علقما مرا. في كل يوم يحدث كرسيه بنفس الحديث دون ملل حتى أن صاحبه بات يمل شكواه و قصصه. نظرة ألمه التي تشعرك بحرقة قلبه المميتة عندما يرى األطفال يلعبون بالكرة أو يركضون وراء بعضهم ..تعود به ذاكرته لأليام التي كان يستطيع هو فعل هذا. لم ينفعه مال أو أهل أو حبيبة فقد خسرهم جميعا بخسارته ساقيه... كان ينظر مساء إلى السماء و يحدث النجوم ....وكل ما رأى شهابا مسرعا يرتطم باألرض يتمنى بداخله تلك األمنية التي ما فتئ منها ....يتمنى أن يسير ليوم واحد فقط...لساعات أو دقائق ....وال يهتم إن مات بعدها أبدا. لقد جعله الكرسي أكبر من عمره ...هرما أكثر مما يجب ..إنه يشعر بتكسر ظهره ببطء من كثرة الجلوس ال يوجد من يساعده ....عليه البقاء وحده....حتى إنه ليسمع صوت كرسيه يخبره: متى ستغادر ..لم تفتأ تكسر خشبي و تلومني و تلعنني وكأني من جعلتك تفقد قدميك...يا أيها المتذمر مني ..متى ستجعلني أرتاح من مجيئك وذهابك ..أعرف أنك تريد الرحيل عني لكنني لعنتك و أنت لعنتي ..حتى يقضي الموت و يأتي أمر ربك بالحق ...فكفاك تذمرا وكفى نواحا ...اصبر حتى تحين ساعتنا ....فترتاح أنت و أحرق أنا ...فما نفعي ...عجوز مهترأ للمحطبة و التدفئة و أنت للتراب جئت منه لتعود إليه. ما عاد يخاف يخاف الموت أو يرهبه بل يتمناه ....سقطت منه دمعة ......أجل إنه يبكي .....هاهو ذا طفل يريد كرته التي قذفها رفيقه لتصل إلى كرسي العجوز الناقم فطلب منه المسكين أن يعيدها إليه و لم يلحظ المسكين أنه مقعد ....فنظر لنفسه ثم للصغير .....صاح بغضب البركان الثائر الذي أرهب كرسيه فجعله يتأرجح منه :أال ترى أنني عاجز ...تعال خذها بنفسك أيها الصعلوك و ال تعد لرميها هنا أبد أفهمت . دخل إلى البيت ليجلس خلف نافذته ....وقف الصغير لبرهة واجفا خائفا مرتعد الفرائص منه ....لم يفهم شيئا بل عاد راكضا بسرعة و هو يبكي لم سمع من تأنيب و توبيك من العجوز ...لم يفعل له شيئا ...لم يسئ له ..لم غضب منه هكذا؟؟ كان ينظر إليه العجوز و يبكي بحرقة و أجهش بالبكاء :...ما ذنب الصغير ...لم فعلت هذا؟؟؟ إنه بريء غض ...أبيض القلب ..أخفته ....يالي من أخرق بال مشاعر ...ال يعرف مآبي .....
بكى كما لم يبك قط حتى صدرت منه أصوات ألم و صيحات غضب و أصبح يفجر أمامه و يكسر كل ما يجده..ألنه لم يكن عاجز فقط عن السير بل عن المشاعر و األحاسيس....نفيت لديه ليشعر بأن تفكيره أصبح ذا حيز ضيق جدا لم يعد يفكر أنه ليس ذنب البشر أن ال يعلموا به بل ذنبه هو ...هو من وضع نفسه داخل ذاك القوقع وحده ليصبح تفكيره ضيقا بال معنى ...... سمع صوتها الحنون الناعم ينبعث برقتها المعتادة ...نظر عاليا .....إنها حبيبته ....ال بل زوجته ..... هو :ها.............ها ..............أين أنا ؟ الزوجة :إنك في بيتك و سريرك حبيبي.....ال بد و أنه كابوس مزعج جدا جعلك تصرخ و توقظني فزعة عليك !! نظر مجددا حواليه ....تذكر ساقيه ....أصبح يحركهما و أعاد الكرة ...ثم قام واقفا يمشي .......صاح كالمجنون فرحا :إنني أسير .....وال يوجد كرسي خشبي ...........أجل إنه حلم ....إنه ذاك التفكير السخيف من تعب النهار تمثل لي كعاجز جسدي ....بل و عقلي ........ها ها ها .. نظرت إليه الزوجة مشدوهة به .....و أقبل عليها يعانقها و هي ال تدري ما به حقا ...ليبكي ...فرحا أم حزنا ....ال يدري ....هو حقا ال يدري !!!!
ظلم متوارث توقفت يده فجأة..شعر بالخدر يسري فيها...كان ينوي بأن يهوي بها مجددا على ذلك الجسد الصغير ...لكن فجأة...توقف ...سقطت منه دمعة و تلتها أخرى...جرت به ذاكرته سريعا إلى الوراء إلى الماضي البعيد...لذلك األلم الذي طالما أحسه بقلبه و لم ينطق به لسانه...وجعله ينقم عليه طوال حياته...إنه اآلن يعيد بنفسه ماضيه دون شعور منه..ما توارثه من قسوة و شعور بالظلم ..ما يظن نفسه أنه الصواب...هاهو ذا يفعلها و يكررها..كم تمنى أن ال يكون كمان كان ذاك الجلف القاسي ..ذو الشعر األشيب..و الوجه الذي من دون مالمح الرحمة ..ذاك الضخم الذي طالما أثار حنقه...كان يقول لنفسه التي بين جنبيه((لن كون مثله أبدا ))...وهاقد أصبح..بل أسوأ منه.
العجوز الجلف..والده...دائم العصبية وسريع البطش..قاسي اليد..دائم الكراهية على حظه العاثر و زمنه الغابر و دنياه البالية...كلما عاد إلى البيت منزعجا ينهال على الجسد الغض ضربا مبرحا ..لكما و لطما..حتى ركال..واألخير يأن دون علو صوته...يبكي بصمت بينما تنهال الكلمات الالذعة التي ال تتوقف أبدا...ليتركه بعدها في زاوية الغرفة الرطبة ذي الرائحة العفنة وحيدا دون نظرة رحمة أو التفاته رأفة على ذاك المسكين الذي لم يتجاوز الخمس السنوات بعد. البيت الهرم المتهدم ...البارد شتاء و العفن الرطب صيفا...صورة أباه تمر أمامه..هاهو ذي عائد ....ثمال حتى أن رائحة الشرب تفوح من بين أسنانه الصفراء المتكسر بعضها..عيونه حمراء زائغة ....دخل من الباب الخشبي المتهرئ الذي يأز صوت صريره عاليا ....صرخ بحدة لزوجته : أيتها المأفونة ..أنت أيتها الشمطاء يا سليطة اللسان.....أين الطعام ؟؟ لتأتي الزوجة بصوتها الحاد و هي تصرخ : ال يوجد في المنزل ما يؤكل أيها الخرف ..حتى كسرة الخبز /..بتهكم /إنك لم تدخل على هذا العش الخرب أي طعام منذ أكثر من أسبوع.. احتد الشجار بينهما لدرجة أن والده بدا ينهال على األم بعصاه القديمة و يوسعها ضربا مبرحا...لتسقط مدماة على األرض ...كان الجيران يسمعون كل هذا لكن ما كان يجرأ أحدهم التدخل ...و هو يتابع هذا األلم من شق الباب كي ال يراه أبوه فيلحقه بأمه...عاد إلى فراشه على األرض و التحف و هو يبكي على أمه...من دون صوت....كي ال يسمعه أبوه و هو داخل إلى فراشه بنفس الغرفة.. كان المنزل عبارة عن غرفة معيشة واحدة و مطبك يكاد يسقط سقفه من قدمه...وغرفة نوم صغيرة ..وحمام كأنه قبر صغير...ال تأتيهم الكهرباء إال مرة أو مرتين في األسبوع..ال يوجد مال...أب عاطل عن العمل و سكير...أم حادة الطباع ال تهتم بشيء ...سوى بالحياكة و شغل اإلبرة المورد الوحيد الضئيل لهم .. هرب أخويه األكبر منه سنا و أختاه إحداهما تزوجت ممن أختاره لها أبوها و يكبرها بحوالي الثالثين سنة و له زوجتان لكنه غني كفاية ليبعدها عن هذا الجحيم الذي ما طاقه أحدهم ...و الثانية تعمل لدى عائلة ثرية و ال تأتي إال نادرا . كبر و وكبر ..مرت السنوات ببطء ..وهو ما فتئ يحلم بأنه أب حنون و رحيم ...و ثري ...يمتلك بيتا فخما...وحياة هانئة و زوجة محبة ....... حقق جزئا من حلمه ...لكنه وجد نفسه على طريق أبيه ...هاهو ذا متزوج ...زوجة طيبة الطباع و بمنزل كبير و أصبح رجل أعمال ناجح...و رزق بطفل جميل و اآلخر على الطريق.......لكن .....وجد نفسه ينتهج مبدأ ذاك المتعجرف....
نظر إلى جسد ابنه الصغير و دموعه المتساقطة من عيونه الحمراء الملتهبة من شدة األلم و صوت زوجته تطلب منه الرحمة على ابنه الغض و هي تبكي بحسرة ......كل هذا مر أمام عينيه بسرعة جعلته يجلس على اقرب كرسي ...متبعا جلفا....خائفا.....و بكى ...بكى حتى انتحب...اقتربت منه زوجته ووضعت رأسه بين يديها ...صدر صوت مخنوق منه : ليس هذا ما كنت أريده ...أنا لست هو ...ال أريد أن أشبهه بشيء....أقسم أنني لن أفعلها ثانية أبدا... انحنى على ركبتيه و سحب ابنه وضمه بين يديه : سامحني .....سامحني..وال تكرهني......لست مثله ..اقسم لك ...لن أكون مثله أبدا.
الفهرس * -هذا الحب *-نار لن تطفأ *-شفاه متعثرة *-عاد لربيع عمرها *-أنواع الحب *-لماذا *-كيف سيعيش بدونها *-الكرسي *-ظلم متوارث