God's perfetct plan for imperfect people

Page 1

‫ط ة ال الكامل ة‬ ‫خّ‬ ‫ترجم ة روزين ديب‬


‫فرصة أم خيار؟‬ ‫المقّد مم ة للرسال ة إلى أهل أفسس‬ ‫يعيش حاليًا ما يعادل الست ة بليين نسم ة على سطح الرض‪ .‬وهم يختارون كّل يموم سمت ة بلييمن‬

‫طم ة؟ همل هنماك همدف‬ ‫إتجاه على اللقّل ‪.‬م ول يخلو عالمنا من الحرك ة‪ ،‬فهو مكان مزدحم‪ .‬ولكن همل ثمم ة خ ّ‬ ‫طمم ة لحياتنمما؟ عنممدما نطممرح هممذه‬ ‫وراء الكممون؟ هممل نحممن هنمما لسممبب ممما؟ هممل وضم َعنما أحممدهم هنمما ولمديه خ ّ‬

‫السئل ة‪ ،‬نحن نتصارع مع أحد أعظم المسائل الفلسفي ة والروحّي ة في أيامنا هذه‪.‬‬

‫منممذ بضممع ة سممنوات‪ ،‬لق مرأت كتابممات العممالم الفرنسممي والفيلسمموف أحيان مًا‪ ،‬جمماك مونمود‪ .‬لقممد علّممم أّن‬ ‫الحياة ليست إلّ حادث كوني كبير‪ .‬وهو يقول أّننا موجودون على الرض بمحض الصدف ة‪ .‬وبالرغم ممن‬ ‫طر علممى الكممون وأّن الحقممائق مثممل النظممام الجينممي تحّي مره )ترجممم ة‪ :‬تخلممق‬ ‫أّنممه يعممترف أّن نظممام ارئممع يسممي ّ‬

‫ط ة ذات يوم‪ .‬وهو يعتبر أّن كّل شيء تراه من حولك هو‬ ‫مشاكل لفلسفته(‪ ،‬فهو ل يؤمن أّنه كان هناك خ ّ‬ ‫نتيج ة الصدف ة‪.‬‬

‫ولقد حظمَي "مونود" علممى إهتمممام الكممثير مممن النمماس‪ ،‬كممما يقتبسممه الشممخاص الممذين يؤمنممون بعممدم‬ ‫ي معنى للكمون‪ ،‬إل أّن حججمه ليسمت مقنعم ة حمتى لزملئمه العلمماء‪ .‬منمذ بضمع ة سمنوات‪ ،‬وصفت‬ ‫وجود أ ّ‬ ‫أحد المقالت في مجل ة "بوسطن غلوب" إجتمماع لعلمماء مرم ولقي المسمتوى كمانوا لقمد اجتمعموا لكمي ينالقشموا‬ ‫الخلصمم ة الروحّيمم ة الممتي وصملوا إليهمما مممن خلل د ارسممتهم للعلممم‪ .‬ولقمد تكلّمممت المقالمم ة عممن عممدد مت ازيممد مممن‬

‫العلماء يؤمنون أّن الكتشافات الحديث ة ُتظهر أّن الكون مصّم مم ولديه معنى‪.‬‬ ‫ولقد وصف مايكل تورنر وهو أحد العلمماء فمي جامعم ة شميكاغو‪ ،‬إحتممال أن يكمون الكمون لقمد ُو ِج م د م‬

‫بالصدف ة ولم ينهدم فيما بعد‪ .‬وهو يقول أّن هذا الحتمال يشبه أن نرمي لقمموس مما فمي مجاهممل الكمون لكممي‬

‫يصدم هدفًا دلقيقًا جّد اًم‪ .‬ول يبدو أّنه فّك رم كثي ًار بفكرة "حدث المر بالصدف ة"‪.‬‬ ‫طة‬ ‫هناك خ ّ‬


‫طم ة‪.‬‬ ‫هذا الكون المذهل والمور الرائع ة التي تحمدث فمي جسمدنا الخماص‪ ،‬كلّهما تشمير أّنمه هنماك خ ّ‬

‫وكما كتب داود‪،‬‬

‫"السموات تحّد ثم بمجد ال‪ .‬والفلك يخبر بعمل يديه" )مزمور ‪(1 :19‬‬

‫ت عجبًا‪ .‬عجيب ة هي أعمالك ونفسي تعممرف ذلممك يقينمًا"‬ ‫أحمدك من أجل أّني لقد امتز ُ‬

‫)مزمور ‪(14 :139‬‬

‫طم ة لمجممرد ممما نمراه فمي الخلممق مممن حولنمما‪ .‬لقممد أرسل‬ ‫وبالتأكيد نحن كمسيحيين ل نسمتنتج وجود خ ّ‬

‫ط ة وما هو مكاننا فيها‪ .‬والرس ال ة‬ ‫ال أنبياء ورسل – وابنه الوحيد‪ -‬لكي ُيظهر لنا بوضوح ما هي هذه الخ ّ‬

‫إلى أهمل أفسمس همي المسمتند الهمّم فمي العهمد الجديمد لّنمه يطمرح تحديمدًا همذا الموضوع‪ .‬فموضوعها كلّمه‬ ‫ط ة ال‪.‬‬ ‫عن خ ّ‬

‫ولقد سمحت لي الفرص ة على مّر السنين أن أعّلم من الرسال ة إلممى أهممل أفسممس ممّراتكممثيرة‪ .‬وفي‬

‫طمم ة ال م الرائعمم ة"‪ .‬والم مّرةالثانيمم ة الممتي أعطيممت فيهمما هممذا الممدرس‪،‬‬ ‫إحممدى الم مّرات‪،‬كممان عن موان الممدرس "خ ّ‬ ‫طمم ة ال م الكاملمم ة لشممخاص غيممر كمماملين"‪ .‬وهنمماك ثلث أفكممار مهّم م ةم فممي هممذا‬ ‫أعطيتممه العن موان التممالي "خ ّ‬

‫طمم ة )إلق م أر أفسممس ‪ .(11 :1‬والحيمماة ليسممت مجموع ة أحممداث ل معنممى لهمما‪ .‬هنمماك‬ ‫ل هنالممك خ ّ‬ ‫العن موان‪ .‬أّو ً‬

‫سبب لوجودنا‪ .‬الحياة هي هب ة من ال‪ .‬ونحن لم نحصل عليها ببحر الصدف ة بمل لّن الم اختممار أن يهبنمما‬ ‫إياهمما‪ .‬واللممه الكامممل لقممد صمّم ممها‪ .‬ولقد تبممدو لعيممن البشممر فممي بعممض الحيممان أّنممه هنمماك خطممأ رهيممب وأّن‬ ‫ط ة مصّم مم ة لشخاص غيممر كمماملين‪.‬‬ ‫ط ة فشلت ولكّنها لن تفشل‪ .‬بل ستطّبق بالكامل‪ .‬وأخي ًار هذه الخ ّ‬ ‫الخ ّ‬ ‫ط ة تتعامل مع خطايانا وضعفنا‪.‬‬ ‫وهذا أفضل خبر على الطلق‪ .‬فهي خ ّ‬

‫طم ة مما كاملم ة لتحقيمق‬ ‫وأنا سأخجل إن أتى إلمي أحمد القمادة العظمام وطلمب مّنمي المسماعدة لتنفيمذ خ ّ‬

‫طم ة الكاملم ة‪ .‬وأنما‬ ‫أحمد الهمداف لقمد وضعها‪ .‬لّننممي أعمرف ضمعفي ولقد أتسماءل مما همو دوري فمي همذه الخ ّ‬

‫سأفسد المور كثي ًرا‪ .‬ولقد اتساءل عمن ممدى كمممال خطتّممه هممذه إن اعتقمد أّننممي أنما ممن سيسمماعده‪ .‬إوان كمان‬ ‫طمم ة تأخمذ‬ ‫ي ميول لن تفّك رم بهذه الطريقمم ة سيسمماعدك بمولس فممي رسالته هممذه‪ .‬إذ سميظهر لنما أّن الخ ّ‬ ‫لديك أ ّ‬

‫طم ة – أل وهو النعمم ة‪ .‬وبفضمل‬ ‫بعين العتبار فشلنا وتتعامل معه‪ .‬وهنماك شميء ارئمع فمي صملب همذه الخ ّ‬


‫طمم ة كاملمم ة لشممخاص غيممر كمماملين‪.‬‬ ‫لخ ّ‬ ‫وج ود النعممم ة‪ ،‬لممن تمنممع ضممعفاتنا تحقيممق هممذه الخ ّ‬ ‫طمم ة‪ .‬وه ي فع ً‬

‫ولذلك ندعو الرسال ة "إنجيل" أي الخبر السار!‬ ‫طة‬ ‫مبدأ الكنيسة في الخ ّ‬

‫ولكمي نسمتطيع أن نقمّد مم الرسال ة إلمى أهمل أفسمس بشمكل مناسمب‪ ،‬علينما أن نلقمي نظمرة علمى شميء‬

‫آخر يجعل منها ممّيزة‪ .‬فهي الرسال ة الوحيدة في الكتاب المقّد سم التي تبدو أّنهمما ترّك زم بشممكل خمماص علممى‬ ‫ط ة ال موجود في المسيح إلّ أّن المسيح وكنيسته ل ينفصملن‪ .‬وهي ليسممت مجممرد أمممر‬ ‫فكرة أن تحقيق خ ّ‬ ‫ط ة الساسّي ة‪ .‬بل الكنيس ة هي مع المسمميح وهي جمموهر هممذه‬ ‫بسيط‪ .‬وليست مجرد إضاف ة تجريها على الخ ّ‬ ‫طمم ة‪ .‬وغالبمما ًممما يسمميء الشممخاص‬ ‫طتممه‪ .‬إوان فاتتممك الكنيسمم ة تفمموت عليممك الخ ّ‬ ‫طمم ة لّن الكنيسمم ة هممي خ ّ‬ ‫الخ ّ‬

‫المتدّينين فهم هذا المر‪ ،‬إلّ أنناّ سندرك هذه الرسال ة فيما نتعّم قم في الرسال ة إلى أهل أفسس‪.‬‬

‫فّك رم بهذا المر لبعض الولقت‪ :‬عندما كتب بولس هذه الرسال ة بين سممن ة ‪ 60‬و ‪ 65‬بعممد المسمميح‪،‬‬

‫ظممن أّن الكنيسمم ة سممتلعب دو ًار مهّم م اًم‪ .‬نعممم‪ ،‬فممي ذلممك ال مولقت كممانت الكنيسمم ة لقممد انتشممرت فممي‬ ‫لممم يكممن أحممد لي ّ‬ ‫المبراطوري ة الرومانّيمم ة إلّ أّن التلميممذ كممانوا مممازالوا مجموع ة صممغيرة وغيممر مرغ وب بهممم‪ .‬فلممم يكممن أحممد‬

‫طمم ة‪،‬‬ ‫طمم ة رائعمم ة للعممالم‪ .‬إوان ظمّن أحممد أّنممه هنمماك خ ّ‬ ‫خممارج الكنيسمم ة يممؤمن أّن هممؤلء الشممخاص جممزء مممن خ ّ‬

‫طم ة‪ .‬حماول أّن تفكمر بالكنيسم ة والمبراطوري ة‬ ‫كانوا يعتقدون أّن المبراطوري ة الروماني ة هي تحقيق همذه الخ ّ‬ ‫الرومانيمم ة للحظمم ة‪ .‬فمممن جهمم ة لممدينا القمّوة الكممبيرة فممي رومما إذ لممم يكممن هنمماك لقبلهمما إمبراطوري ة تهيمممن علممى‬

‫العممالم بأسمره‪ .‬وممن جهمم ة أخممرى لممدينا كنيسمم ة يسمموع المسمميح وهم مجموع ة أشممخاص مضممطهدين ليمممانهم‬

‫ط ة من الجه ة الثاني ة؟ وهذا بالفعل جوهر‬ ‫برجل مصلوب على أّنه ال‪ .‬وكيف يمكننا أن نؤمن أّنه هناك خ ّ‬ ‫الرسال ة إلى أهل أفسس‪.‬‬ ‫طمم ة غبّيمم ة‪ .‬ولكممن مممن الملفممت‬ ‫وبعممد مممرور عشممرون لقرن ًا‪ ،‬مممازال هنمماك أشممخاص يعتقممدون أّنهمما خ ّ‬ ‫ب " م للف السممنين‪ .‬نعممم اليمموم علممى أب مواب القممرت الحممادي‬ ‫للنظممر أن نممدرك أّن ل أحممد لقممال "لقيصممر هممو ر ّ‬

‫ب " م وممازال تلميممذه يجممدون فيممه الق مّوة‬ ‫والعش مرين هنمماك أشممخاص حممول العممالم يعممترفون أّن "المسمميح هممو ر ّ‬


‫ط ة ال غبي ة ولكنهما ل تبمدو حمتى بالمعمايير النسمانّي ة غبيم ة كمما‬ ‫للستمرار‪ .‬وسيظل هناك من يظن أّن خ ّ‬

‫كانت تبدو من لقبل‪.‬‬

‫إذًا ممماذا تتولقّمع أن تتعلّممم مممن الرس ال ة إلممى أهممل أفسممس؟ يمكنممك أن تتولقّمع سممماع أخبممار سممارة عممن‬

‫حياتك وأن ترى إله يسكب طالقته بطريق ة رائع ة من أجلممك‪ .‬يمكممن أن تتوّلقع أن تشممعر أّنممك محبمموب‪ .‬ولكممن‬ ‫أكثر من ذلك يمكن أن ترى من خلل هذه الرسال ة عمل ال لكي يجمعك مع الخرين ويصلك بممه بحسممب‬ ‫طته‪ .‬ويمكن أن تتوّلقع أن تجد مبادئ ستخّو لمالكنيس ة على الرض أن تكون نموذجًا عن الجن ة‪.‬‬ ‫خّ‬

‫ل مهّمم م اًم‪ :‬كي ممف س ممنعرف أّن ه ممذه الرسم ال ة وصمملت إل ممى لقلوبن مما‬ ‫ولك ممن دع مموني أط ممرح عليك ممم سم مؤا ً‬ ‫وعقولنمما؟ كيممف نعممرف إن كممانت تحممدث الثممر الممذي يريده المم؟ إليممك الجمواب‪ :‬عنممدما نكممون ممتّنيممن بعمممق‬

‫طتمه‪ .‬عنمدما يشمتعل فمي لقلوبنما شمغف لبنماء جسمد المسميح وعنمدما نضمع حياتنما‬ ‫لّن ال جعلنا جزءًا من خ ّ‬

‫مممن أجممل إخوتنمما وأخواتنمما‪ .‬وعنممدما نجعممل مممن الوصمول إلممى النمماس ونشممارك عممن نعممم ة المم‪ ،‬أولوّيم ة فممي‬ ‫حياتنا‪ .‬وليس هناك أي وصي ة في هذه الرسال ة للتبشير ولكن نحن لمن نفهممم جوهرها بعمممق إلممى أّن نتحلّممى‬

‫بالفكر الذي كان عند بولس عندما كتب‪،‬‬

‫"ولجلممي لكممي ُيعطممى لممي كلم عنممد افتتمماح فمممي لعلّممم جهمما ًار بس مّر النجيممل‪ .‬الممذي‬ ‫لجله أنا سفير في سلسل‪ .‬لكي أجاهر فيه كما يجممب أن أتكلّمم" )أفسمس ‪-19 :6‬‬ ‫‪(20‬‬

‫وجودنا هنا ليس ضرب من ضروب الحظ بل هو خيار ال‪ .‬وسُتظهر لنا الرسال ة إلى أهممل أفسممس تحديممدًا‬ ‫طته لكّل واحٍد فينا ولنا كجسد المسيح‪.‬‬ ‫ما هي خ ّ‬


‫‪1‬‬

‫مختار‪ ،‬متبّنى ومبارك‬ ‫" رسول يسوع المسيح بمشميئ ة الم إلممى القدّيسممين بممولس المذين فمي أفسمس والممؤمنين‬

‫ب يسموع المسميح مبمارك الم أبمو‬ ‫في المسيح يسوع نعم ة لكم وسلم ممن الم أبينما والمر ّ‬ ‫رّبنمما يسمموع المسمميح الممذي باركنمما بك مّل برك ة روحّيمم ة فممي السممماويات فممي المسمميح كممما‬ ‫اختارن ا فيممه لقبممل تأسمميس العممالم لنكممون لقّد يمسممين وبل لمموم لق مّد اممه فممي المحّبمم ة إذ سممبق‬

‫فعّيننا للتبّني بيسوع المسيح لنفسمه حسمب مسمّرةمشميئته لمممدح مجممد نعمتممه المتي أنعمم‬ ‫بها علينا في المحبوب" )أفسس ‪(6-1 :1‬‬

‫ل مثقّفمًا‪ -‬رجل يسمتطيع أن يحاجمج ممع المفّك رمين فمي أيمامه‪ .‬ولكّنمه لمم‬ ‫لقد كان بمولس الرسول رج ً‬ ‫يستهل رسالته على أّنه مفّك رم‪ ،‬بل بدأها كرجل متواضع يقف في مهاب ة ال‪ .‬يصف بولس فممي رسالته إلممى‬ ‫طم ة الم بطريقمم ة اسمتطاع ممن خللهمما أن يغ ّ‬ ‫طمي معظممم‬ ‫أهل أفسمس بكممثير ممن الروع ة ولقليممل ممن الكلم‪ ،‬خ ّ‬ ‫ل رائع مًا وموهوبم ًا ولكّنممه لممم يحمماول فممي مقّد م مم ة رس الته أن يبهرن ا‬ ‫المواضمميع الروحّيمم ة‪ .‬لقممد كممان بممولس رج ً‬ ‫بشخصه‪ .‬بل بدأ رسالته جاثيمًا علمى ركبمتيه كرجل عبمادة ورجل سماجد أممام عمرش الم بامتنمان‪ .‬يجمب أن‬

‫نتعّلم من مثله هذا‪.‬‬ ‫العبادة أّوًل‬

‫يبدأ بولس رسالته إلى أهل افسس بإعطاء المجد ل من أجل البركات التي حصل عليهما منمه فمي‬

‫المسميح يسموع‪ .‬ولن يضمّيع بمولس المولقت حمتى يصمل إلمى صملب الموضوع المذي سميتكّلم عنمه فمي رسالته‬

‫طمم ة‪ .‬ولكّنممه لقبممل أن يصممل إلممى هممذه‬ ‫هممذه‪ .‬فهممو سمميبدأ مباش مرة باسممتعمال كلمممات ُتظهممر لنمما أّن ال م لممديه خ ّ‬

‫ط ة التي سمميكتب عنهمما‪،‬‬ ‫ل وثيقًا بالخ ّ‬ ‫ل أن يتقّد مم إلى ال بالعبادة‪ .‬فتمجيده ل مّتصل إتصا ً‬ ‫الكلمات عليه أّو ً‬

‫ط ة والذي يستحق التسبيح‪.‬‬ ‫إلّ أّنه يبدأ من خلل إلقاء الضوء على ال الذي لديه خ ّ‬


‫وأنممت بالتأكيممد ستسممتعمل العقممل كونك تلميممذ للمسمميح‪ ،‬ولكممن التلمممذة هممي أكممثر بكممثير مممن ممارس ة‬ ‫فكرّي ة‪ .‬إذ يجمب أن نكمون أنماس روحييمن يسممحون للثممار الروحّيم ة أن تولد فمي حيماتهم‪ .‬وسيغدو التسمبيح‬ ‫طم ة الم وللسمبب المذي نحمن ممن أجلمه جمزء ممن همذه‬ ‫الثمر الموجود علمى شمفاهنا‪ ،‬فيمما ننممو فمي فهمنما لخ ّ‬ ‫طمم ة والبرك ات الممتي نحصممل عليهمما بفضممل هممذه الخطّمم ة‪ .‬وسمميعرفنا النمماس عنممدها علممى أّننمما أشممخاص‬ ‫الخ ّ‬

‫ممتّنيممن يعطممون المجممد ل م مممن أجممل برك اته‪ .‬كممان هنمماك ثّم م ةم رس ال ة تشممتعل فممي لقلممب بممولس‪ .‬وه و يعطممي‬

‫ت ل تجممد نفسممك تمّجم دم ال م تلقائّيمًا‪ ،‬ل‬ ‫المجممد الممذي يعطيممه ل م نظم ًار للرسال ة الممتي سيشمماركها معنمما‪ .‬إوان كنم َ‬ ‫تستسلم‪ .‬إذ سيظهر لك بولس ما ينبغي أن تفعل كذلك‪.‬‬

‫من خل لل أعين ال‬ ‫يرّك زم بممولس فممي تسممبيحه ل م علممى الطريقمم ة الممتي "باركنمما بك مّل برك ة روحّيمم ة فممي السممماويات فممي‬

‫المسيح"‪ .‬لقد كتب بولس رسالته هذه من السجن حيث كان مقّيممدًا بسلسممل )أفسممس ‪ .(20 :6‬إلّ أّن هممذه‬

‫الظروف لم تطفئ شعل ة التسبيح التي فيه‪ .‬لقد فهم بولس ما هو الفرق بين ما يحمدث فمي العممالم مممن حموله‬

‫وما هو صممحيح "فممي السمماويات"‪ .‬فقممد يحتجمزه الرومان ولقد يسميئون معمماملته ولقد يتممأّلم بشمّد ةم‪ ،‬ولكمن ليممس‬

‫من ظرف جسدي لقد يحرمه من كّل المنافع الروحّي ة المهّم ةم التي حصل عليها لّنه في المسيح‪.‬‬

‫لقمد َعم رمض الفيلمم المتحمّر كم"أميمر مصممر" حيماة النمبي موسى ويتضممن هممذا الفيلممم بضممع ة أغنيمات‬

‫رائع ة منها أغني ة بعنوان "من خلل أعين ال"‪ .‬وأحد المقاطع من هذه الغني ة يطرح السئل ة التالي ة‪،‬‬ ‫كيف يمكنك أن تعرف أهّم يم ة حياتك‬ ‫أو أين تكمن لقيمتك؟‬

‫ل يمكنك أبدًا أن ترى من خلل أعين البشر‪،‬‬

‫بل عليك أن تنظر إلى حياتك من خلل أعين ال‪.‬‬

‫ويساعدنا بولس في رسالته إلى أهمل أفسممس إلمى أن ننظممر إلمى الحيماة مممن خلل أعيممن الم‪ .‬ولقد‬ ‫أدرك التلميممذ الممذين فعل موا كممذلك أّنهممم حصمملوا علممى البرك ات فممي المممور اله مّم ‪.‬م وه و يقممول "اختارن ا لقبممل‬


‫صم ًارم أن‬ ‫تأسيس العالم"‪ .‬لقد كمان هنماك خليقم ة وهنماك خمالق ولكمّن الخمالق فّكم رم فينما لقبمل أن يخلقنما وكان م ّ‬

‫طته‪ .‬جّر بمهذا المر‪ :‬أخرج من الممبيت فمي ليلم ة صممافي ة وخذ بعممض المولقت لكممي ت ارلقممب‬ ‫نكون جزء من خ ّ‬ ‫الكون واسمح لنفسك ان تندهش‪ .‬ومن ثّم لقّد مم المجد ل الذي خلمق كمّل الكمون لّنمه أراد أن يباركك لقبمل أن‬

‫ي شيء‪ .‬ولقد تواجه بعممض التحمّد يمات فممي حياتمك ولقد تكممون هممذه التحمّد يمات لقاسممي ة ولكمن أنظممر إلمى‬ ‫يخلق أ ّ‬ ‫حياتك من خلل أعين ال‪.‬‬ ‫ي ‪،‬م ولكنممي أعيممش القيممود غيممر‬ ‫وأنمما فيممما أكتممب هممذه الكلمممات‪ ،‬لسممت مقّيممدًا بسلسممل فممي رجلمّي ويد ّ‬

‫المرئّي ة لمرض التصّلب المتنّوع‪ .‬ويمكن لهذا المرض الذي استأثر بحياتي منممذ عشمرة سممنوات‪ ،‬أن يجعلممك‬ ‫تشمعر بمالقيود فمي رجليمك ويديك ويجعمل ممن أبسمط النشماطات اليومّيم ة معقّمدة‪.‬وأنما ل أفهمم جميمع السمباب‬ ‫ت أن ل أرّك زم علممى المممور المرئّيمم ة والمؤلقّتم ة بممل علممى‬ ‫التي يسمح ال من أجلها بهذه المور‪ ،‬ولكّنممي اخمتر ُ‬

‫طمم ة لحيمماتي لقبممل أن يأّس م سم العممالم‪ .‬فقممد كممان يفّك م رم بممي عنممدها‬ ‫المممور غيممر المرئّيمم ة والبدّيمم ة‪ .‬فممال لممديه خ ّ‬ ‫ومازال يفّك رم فّي حتى الن‪ .‬وهو يستحق تسبيحي وأنا أسّبحه بفرح‪.‬‬

‫لقد كمان الم يفّكم رم بممأمرين عنمدما لقمّر ر مأن يباركنمما لقبمل بمدأ الزمان‪ .‬لقمد أراد أن نكمون لقديسمين وبل‬

‫لموم لقمّد اممه )آيم ة ‪ (4‬وأّنممه سمميتبّنانا كممأولده )آيمم ة ‪ .(5‬وبعممد أن لقممال هممذه المممور‪ ،‬يضمميف بمولس "لمممدح مجممد‬

‫ل المغممزى وراء الرس ال ة إلممى أهممل أفسممس‪ ،‬فنحممن سممنقف بهيبمم ة أمممام‬ ‫نعمتممه" )آيمم ة ‪ .(6‬ونحممن إن فهمنمما فع ً‬

‫نعممم ة المم‪ ،‬وسميعود بممولس إلممى هممذا الموضموع م مّراتعديممدة‪ .‬وفيممما نفهممم خطايانمما الشخص مّي ة )ويسمماعدنا‬

‫بولس عن ذلك في الصحاح الثاني ممن رسالته همذه‪ ،‬سمنندهش "للنعمم ة المدهشم ة" المتي أعطانما إياهما الم‬ ‫والممتي خّو لممتنمما أن نكممون بل لمموم أو عيممب لق مّد اممه‪ .‬سممنكون ممتّنيممن بعمممق لّننمما بممالرغم مممن محاولتنمما بسممبب‬ ‫جهلنا أن نقيم خططنا الخاص ة‪ ،‬فقد سامحنا الن وتبّنانا كأولد في عائلته‪.‬‬ ‫طمم ة بوضموح أكممبر إلّ أّن اللمحمم ة‬ ‫وفيممما نسممتمر فممي د ارسمم ة الرس ال ة إلممى أهممل أفسممس‪ ،‬سممتظهر الخ ّ‬

‫الولى من الرسال ة تجعلنا نأتي إلى ال لنسّبح نعمته‪.‬‬ ‫ملظحظات‬

‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬

‫ما هو الدرس الذي تحتاج أن تتعّلمه من طريق ة تسبيح بولس ل؟‬ ‫بأّي ة طريق ة يجب أن تنظر إلى حياتك "بأعين ال"؟‬


‫‪.3‬‬

‫كيف تؤّثر فكرة أّن ‪ :‬م كنت في فكر ال لقبل تأسيس العالم على تفكيرك؟‬


‫‪2‬‬

‫النعم ة المدهش ة‬

‫"الممذي فيممه لنمما الفممداء بممدّم هم غف مران الخطايمما حسممب غنممى نعمتممه الممتي أجزلهمما لنمما بك مّل‬ ‫حكم ة وفطن ة إذ عّر فمنابسّر مشيئته حسب مسّر تمهالتي لقصدها في نفسه لتدبير ملء‬ ‫الزمنمم ة ليجمممع ك مّل شمميء فممي المسمميح ممما فممي السممموات ومما علممى الرض فممي ذاك"‬

‫)أفسس ‪(10-7 :1‬‬

‫ت كتاب عنموانه النعممم ة ليسممت شممقراء مممع عينممان زرلقاوان‪.‬‬ ‫منذ أكثر من خمس ة وعشرين سن ة‪ ،‬لق أر ُ‬

‫أراد الكمماتب أن يظهممر فممي كتممابه أّن الكممثير مممن الممذين يؤمنممون بيسمموع المسمميح ل يفهمممون بالفعممل معنممى‬

‫النعممم ة‪ .‬وأنمما أوافممق علممى فكرت ه‪ ،‬وبعممد مممرور رب ع لقممرن‪ ،‬أظمّن أّنممه حممتى مممن بيممن الممذين هممم تلميممذ ج مّد يمين‬

‫للمسيح‪ ،‬مازلنا أحيانًا نفهم النعم ة بطريق ة سطحّي ة وهذه مشكل ة كبيرة‪.‬‬

‫وعندما تنظر إلى الطريق ة الممتي يتكلّممم بهما بمولس عمن النعمم ة‪ ،‬يبمدو مممن الواضممح أّنهمما حقيقم ة غنّيمم ة‬

‫ولقوّي ة بالنسمب ة إليمه‪ .‬وفي المقطمع السمابق تكلّمم بمولس عمن "مجمد نعمتمه" )آيم ة ‪ . (6‬ويتكلّمم هنما عمن "غنمى‬

‫طمم ة رائعمم ة ونحممن جممزء مممن هممذه‬ ‫نعمتممه" )آيمم ة ‪ .(7‬ومن ثممم يقممول أن الم "أجزلهمما لنمما" )آيمم ة ‪ .(8‬لممدى الم خ ّ‬

‫طمم ة‪ .‬فمممن دون النعممم ة ل وج ود لهممذه‬ ‫طمم ة لسممبب واحممد‪ :‬النعممم ة‪ .‬ونعممم ة ال م هممي مممن صمملب هممذه الخ ّ‬ ‫الخ ّ‬

‫ط ة‪ .‬إوان كنت تشعر أّنني أفرط في كلمي عن النعم ة في هذا الكتاب‪ ،‬فأنا ل أعتذر‪ .‬لّننمما لممم نعطهمما‬ ‫الخ ّ‬ ‫الهمّي ة المناسب ة ويجب أن يتغّير هذا الوضع‪.‬‬ ‫ما معنى النعمة؟‬ ‫ت أكمثر ممن أحمدى عشمر‬ ‫فيما أكتب هذا الفصل‪ ،‬فّتشت في القاموس عن معن ة كلمم ة نعمم ة ووجد ُ‬

‫تعريف لهذه الكلم ة وهي تتراوح من جمال الحرك ة إلى صلة لقصيرة لقبمل الوجبمات‪ .‬إلّ أّن ليمس أي واحمد‬ ‫ص صم منها في اللهوت‪ُ ،‬يعطي تحديد مناسب‪ .‬ولقد تكون "ميزة غير مستحق ة"‬ ‫من القواميس‪ ،‬حتى المتخ ّ‬

‫مناسمب ة ممن الناحيم ة التقنيم ة إلّ أّنهمما تبمدو كأنهما أممر مبرمج‪ .‬إلّ أّن تعليمم الكتماب المقمّد سم عمن النعمم ة همو‬


‫ب المذي‬ ‫حقيق ة دافئ ة تساعد على التغيير والتأكيد أّن عللقتنا مع الم إوانتصماراتنا الروحّيم ة‪ ،‬سمببها الم المحم ّ‬

‫أراد أن يدفع ثمنًا باهظمًا لكمي يلّبمي أكمبر حاجم ة لمدينا‪ .‬وتحديمدًا‪ ،‬تعنمي النعمم ة التعمبير عمن محّبم ة الم‪ -‬أي‬

‫تضحي ة يسوع المسيح فيما كّنا بعمد خطماة‪ .‬والنعمم ة هممي أن يتعاممل مممن ل يسمتحق شميئًا علممى أّنممه يسممتحق‬ ‫كّل شيء‪.‬‬

‫طمم ة معّينمم ة بفضممل م مواهبهم أو لقممدراتهم أو جهممدهم‪.‬‬ ‫ومعظممم الولقمات يصممبح النمماس جممزءًا مممن خ ّ‬

‫ومنذ سن ة ‪ 1960‬عمل الكثير من الميركيين جاهدين لكي يصبحوا جزءًا من البرنامج الفضائي آملين‬

‫ل أّن الممؤهلت المطلوب ة صممعب ة جمّد ًام كمما أريمت شخصميًا‬ ‫أن يصلوا إلى القمر والمريخ وأبعممد مممن ذلمك‪ .‬إ ً‬

‫عندما ُر فمضأحد أصدلقائي الموهوبين‪ .‬فإن "الناسا" ل تتفّحم صم لئحم ة الطلبمات ومن ثمم تنتقمي عمدد منهما‬

‫ك أن تكمون كلمم ة "نعمم ة" موجودة لمدى همذه المنظمم ة‪ .‬وأنمت لمن تجمدها أيضمًا‬ ‫على أساس النعمم ة‪ .‬وأنما أشم ّ‬ ‫في المنظمات الرياضّي ة‪ .‬فمتى اّتخذ أحد الق اررات في العالم على أساس النعم ة؟‬

‫طم ة الم بفضممل النعممم ة‬ ‫ولكمّن إليمك الرسال ة الممّيمزة فممي الكتماب المقمّد سم‪ :‬نحمن جميعمًا جممزء مممن خ ّ‬ ‫طم ة‬ ‫ونحن أفراد من أحد أعظم الفرق في العالم‪ .‬أنا أريد أن أغّير لك رأيك إن كنمت تعتقمد أّنمك جمزء ممن خ ّ‬

‫ال بسممبب ذكائممك‪ .‬وأحتماج إلمى أن أخممبرك الحقيقم ة إن اعتقممدت أّن المممر بفضمل جمالمك أو لقّو تممك البدنّيمم ة‪.‬‬ ‫إوان اعتقممدت أنممك جممزء مممن هممذا الفريق مممن خلل الطريقمم ة القديممم ة أي مممن خلل كسممب مكانممك بجهممدك‪،‬‬

‫ط ة ال بفضل ما يستحّقه أو بفضل عمله‪.‬‬ ‫فإيمانك مغلوط‪ .‬فما من أحد جزء من خ ّ‬ ‫ما هو سبب أهّم يلة النعمة؟‬

‫إن كنت في الفريق اليوم وأنممت تحقّمق إرادة الم‪ ،‬إليممك السممبب‪ :‬لقمد أعطمماك الم نعمتمه وأنممت تمؤمن‬

‫بهمذه العطيم ة‪ .‬ويصمف بمولس النعمم ة بعبمارات رائعم ة‪ .‬وسنعود ممؤخ ًار إلمى الفصمل الثماني ممن الرسال ة لكمي‬ ‫نلقي الضوء عليه أكثر‪ .‬لماذا أحّس بولس بالحاج ة لعطاء أهمّي ة فائق ة للنعم ة؟‬

‫ل يمكنن مما أن نقم م أر عق ممل ب ممولس‪ ،‬ولك ممن إليك ممم أربع مم ة أس ممباب للق مماء الض مموء عل ممى النعم مم ة‪(1) :‬‬

‫"الخلص بالنعم ة" هو جوهر الرسال ة في الكتاب المقّد سم‪ (2) ،‬يميل بعض الشخاص إلى العتقاد أّنهم‬ ‫طم ة الم أو يميلمون إلمى التعليمم أّنممه علينما أن نكسممب بالجهممد مكاننما فيهمما‪) ،‬‬ ‫يستحقون أن يكونوا جزء من خ ّ‬


‫‪ (3‬والبعض الخر يرى ضعفه بوضوح ويجدون صعوب ة في اليمان أّنهم يستطيعون أن يكونوا جزء مممن‬

‫ط ة ال‪ (4) ،‬النعم ة تّو حمد الكنيس ة لّنها ُتبقينا في حال ة من التواضع في التعامل مع بعضنا البعض‪.‬‬ ‫خّ‬ ‫ولكممن مممن المحممزن أّننمما اليمموم نسمميء اسممتعمال النعممم ة‪ .‬فقممد أصممبحت النعممم ة عممذ ًار للتغطيمم ة علممى‬ ‫الكسممل وع دم العمممل وع دم اللممتزام‪) .‬وسممنعالج هممذا الموضمموع عنممدما نصممل إلممى الصممحاح الثمماني مممن‬

‫ل بممالتركيز علممى اللممتزام بطريقمم ة تقلّممل مممن شممأن النعممم ة‪.‬‬ ‫الرس ال ة(‪ .‬ولكممن علينمما أن ل نرتكممب خطممأ مممماث ً‬

‫ط ة ال يسمتمر فيهما لسممبب واحممد أل وهو غنممى نعمم ة الم‬ ‫ويجب أن يفهم كّل تلميذ للمسيح أّنه جزء من خ ّ‬

‫التي سكبها ال علينا بحكم ة وفهم‪.‬‬

‫طط منممذ الزل أن‬ ‫لقد أظهر الب بما أّنه إله يعطينا ما ل نستحّقه‪" ،‬سّر مشيئته" )آي ة ‪ .(9‬لقد خ ّ‬ ‫يقموم بممأمور رائعمم ة فمي المسمميح ولقد أظهممر مشميئته بوضوح فممي "‪ ...‬ملممء الزمن‪) "...‬آيم ة ‪ .(10‬هنمماك إلمه‬ ‫رح وم لهممذا الكممون‪ ،‬وتحمممل الحممداث معنممى بفضممله‪ .‬تلممك هممي عطّيمم ة ال م الممذي لممديه خطممط والممذي يحقّممق‬ ‫خططه‪.‬‬

‫وفيما نكمل القراءة سنفهم أكثر كيف يريد الم أن " يجممع كمّل شمميء فممي المسميح مما فمي السممموات‬

‫ومما علممى الرض فممي ذاك" )آيمم ة ‪ .(10‬وفمي أفسممس ‪ 23-22 :1‬سممنلقي نظ مرة أعمممق إلممى هممذا المسمميح‬ ‫الرائع‪ .‬ودعونا نمّجم دم الم فيمما نحصمل علمى تفاصميل أكمثر ونكسمب نظمرة أعممق إلمى أسمرار الم‪ ،‬ممن أجمل‬

‫نعمته الرائع ة التي تخّو لممنا أن نكون جزءًا من كّل شيء‪.‬‬ ‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬

‫كيف تقمارن الطريقم ة المتي تنظمر فيهما أنمت إلمى النعمم ة والطريقم ة المتي يصمفها بمولس فيهما؟ همل تصمف‬

‫‪.2‬‬

‫النعم ة للخرين كما يصفها بولس؟ هل هي بالنسب ة إليك حقيق ة غنّي ة ولقوّي ة؟‬ ‫ما هي مخاوفك أو لقلقك بالنسب ة إلى التركيز على النعم ة؟‬

‫‪.3‬‬

‫كيف تتأّثر حياتك عندما تحّو لمعينّيك عن النعم ة وتنسى أّنه سكبها عليك؟‬


‫‪3‬‬

‫النتماء ل‬ ‫الذي فيمه أيضمًا نلنما نصميبًا معّينيمن سمابقًا حسمب لقصمد المذي يعممل كمّل شميء حسمب‬

‫رأي مشمميئته لنكممون لمممدح مجممده نحممن الممذين لقممد سممبق رجاؤنا فممي المسمميح‪ .‬الممذي فيممه‬ ‫خِتمتممم‬ ‫ق إنجيممل خلصممكم الممذي فيممه أيض مًا إذ آمنتممم ُ‬ ‫أيض مَا أنتممم إذ سمممعتم كلممم ة الح م ّ‬

‫بروح الموعد القدوس الذي هو عربون ميراثنا لفداء الُم قمتنى لمدح مجده" )أفسممس ‪:1‬‬ ‫‪(14-11‬‬

‫لقد بمدأ الم جملم ة فممي أفسمس ‪ 3 :1‬وأكملممت الفكمرة فمي اثنمتي عشمر آيم ة‪ .‬وتتضمّم نم همذه الجملمم ة‬

‫المترجم ة من اليونانّي ة حوالي ‪ 279‬كلممم ة فمي النسممخ ة النكليزّي ة الحديثمم ة وهي علمى جميمع الحموال جملم ة‬

‫ط ة ال الرائع ة ونعم ة ال المدهشمم ة ولمم‬ ‫ي لغ ة كانت! فيبدو كما لو أّن بولس بدأ بالكلم عن خ ّ‬ ‫طويل ة في أ ّ‬

‫يسممتطع أن يولقف فيممض الكلم‪ .‬إذ يقممف بممولس بخشمموع أمممام ممما صممنعه الم وك ّل فكمرة فممي بمماله تقمموده إلممى‬

‫فكرة أخرى عن بركات ال‪.‬‬

‫وهنا يعود إلى فكرة سبق أن أثارها‪" -‬سممبق أن عّيننما"‪ -‬ولكّنممه يزيد تفصميل جديمد‪ .‬فالممذي يختارنا‬ ‫طتممه "يعمممل ك مّل شمميء حسممب رأي مشمميئته" )آيمم ة ‪ .(11‬ولقمد يكممون بممولس يفّك م رم هنمما‬ ‫ويجعلنمما جممزء مممن خ ّ‬

‫بالطريقمم ة الممتي يعمممل بهمما ال م فممي مجممرى التاري خ ولك مّن المغممزى ينطبممق أيض مًا علممى التفاصمميل فممي حياتنمما‬

‫طمم ة الم كاملمم ة‪.‬‬ ‫الشخصمّي ة‪) .‬أليممس المممر متسمماوي لممدى المم؟(‪ .‬ولقد تكممون حياتنمما مليئمم ة بممالثغرات إلّ أّن خ ّ‬ ‫فال يعمل كّل شيء لخير الذين يحّبونه ويجمع جميع القطع معًا ليحّقق هدفه السمى‪.‬‬ ‫جميعنمما يم مّر فممي حيمماته بصممعاب تجعلممه يطممرح الس مؤال الم مألوف "لممماذا المممور السمميئ ة تحصممل‬

‫طمم ة‬ ‫للشممخاص الجيممدين؟"‪ .‬إلّ أّن خطمم ة ال م تأخممذ بعيممن العتبممار المممور السمميئ ة وتجعلهمما جممزء مممن الخ ّ‬

‫الكبيرة‪ .‬والنتيج ة الخيرة هي أّنه يجعل شعبه منتصرين )إلق أر رومي ة ‪ .(29-28 :8‬لقمد كمان بمولس مقّيمدًا‬

‫فممي السممجن إلّ أّن الم كممان يحقّممق هممدفه حممتى مممن خلل هممذه الظممروف‪ .‬ولقد يصممعب تقّبم لم هممذا السممتنتاج‬ ‫طمم ة ال م لممن تتغّيممر‪ .‬فعبممارة "ك مّل الشممياء" فممي أفسممس ‪ 11 :1‬و"جميممع‬ ‫علممى الصممعيد العمماطفي إلّ أّن خ ّ‬


‫الشمياء" فمي روميم ة ‪ 28 :8‬تعنمي تماممًا ممما تعنيممه‪ :‬فممال يعمممل مممن خلل همذه الشممياء‪ .‬ويجممب علممى كمّل‬ ‫شخص أن يطّبق هذه الحقائق باليمان على حياتنا‪.‬‬ ‫ختم الملكّية‬ ‫إليكم لماذا يمكننا أن نكون واثقين أّن ال سيعمل للخيممر فمي جميممع الظممروف‪ :‬لّننمما ملمك لمه‪ .‬فهمو‬ ‫يهت مّم بخاصممته‪ .‬عنممدما اعتمممدنا للمس ميح أعطانمما ال م هبمم ة الممروح القممدس )أعمممال الرس ل ‪ .(38 :2‬وهنمما‬

‫يساعدنا بولس أن نرى أّننا نختم بختم عندما نحصل على هب ة الروح القدس‪ .‬وفي القديم‪ ،‬كانت البضاع ة‬

‫التي تصّد رم تحصل على ختم ملكّي ة لتظهر من يملكها‪ .‬وفي بعض الحيان لقد يكون الختم مجممرد علممم ة‬

‫تشممبه العلمممات المسمّج لم ة اليمموم‪ .‬ووج ود هممذا الختممم ينفممي أيمم ة شممكوك حممول هوّيم ة صمماحب هممذه البضمماع ة‪.‬‬ ‫ويقول بولس أّن الروح القدس ُس كمب علينا‪ ،‬نحن من في المسيح‪ ،‬ليظهر بوضوح أّننا ملكًا له‪.‬‬

‫نحن أولد ال‪ .‬ونحن جزء من عائلته‪ .‬ونحن لسنا يتامى في كون مظلم وبارد‪ .‬نحن شعب ملممك‬

‫المم‪ .‬ممماذا تفعممل أنممت بممتلكاتممك الثمينمم ة؟ جميممع الشممخاص المسممؤولين يهتمممون بممتلكمماتهم‪ .‬أنمما سممآخذ‬ ‫سمميارتي لقريب مًا لكممي أغّيممر الزي ت لّننممي أري د أن أهتممم بممما أملكممه‪ .‬وعلممى صممعيد أه مّم بكممثير‪ ،‬سممأكون هممذا‬

‫السممبوع علممى اتصممال بكمّل واحممد مممن أولدنمما لّننممي أهتممم بحيمماتهم‪ -‬بممالرغم مممن أّنهممم جميعهممم ارشممدين‪ .‬لقمد‬

‫بدأت بكتاب ة هذا الفصل في يوم عيد مولد "ابني بالزواج"‪ .‬فهو جزء من عائلتنا‪ .‬لقد اتصمّلت بمه لشمّج عممه‬ ‫ي شمميء مممن أجلممه‪ .‬هممو ينتمممي إلينمما‪ .‬وبنفممس الطريقمم ة‬ ‫ولعّبممر عممن مممدى حّبممي لممه‪ .‬وأنمما مسممتعّد أن ألقمموم بممأ ّ‬

‫يملك ال كّل مؤمن‪ .‬وكّل تلميذ مختوم بختم ملكّي ة ال‪ .‬وينظر ال من الّسم مموات وعنمدما يمرى ختممه علينما‬ ‫يقول‪ ،‬إنّهم ملكي وأنا سأهتم بهم‪.‬‬ ‫عربون الميراث‬ ‫يضيف بولس صورة جديدة ليساعدنا على تقدير من نحمن عليمه‪ .‬فهمو يقمول أّن المروح القمدس همو‬

‫أيض مًا العرب ون الممذي يضمممن ميراثنمما‪ .‬والكلممم ة اليونانيمم ة ل"وديعمم ة" هممي أ اربمموم والنس مخات القديممم ة تترجمهمما‬

‫عربون‪ .‬ومازال العالم إلى اليوم يستعمل همذه العبممارات فممي عمالم التجممارة‪ .‬ففممي كمّل ممّرةاشممترينا فيهما منممزل‬


‫كان علينا أن ندفع ما يسمى إلى الن "العربون"‪ .‬ويشمّك لم همذا العربون مبلغمًا ممن المممال يكفممي لكممي يظهممر‬ ‫المشممتري إلممى المالممك أّنممه جمّد يم فممي نوايمماه‪ .‬وكممما يظهممر "العرب ون" للتمماجر أّننممي جمّد يم فممي التجممارة‪ ،‬كممذلك‬ ‫عمل الروح في حياتنا اليوم يعطينا الضمان ة للميراث الذي لنا‪.‬‬

‫ودعمموني أطلممب منكممم الن أن تكونم وا حممذرين‪ .‬فعنممدما تفّك م رمون بممالروح الممذي أعطممي لنمما تفّك م رموا‬

‫بممالمر بطريقمم ة شخص مّي ة أو منفممردة‪ .‬فممالروح يعمممل فينمما وليممس فقممط ف مّي أنمما‪ .‬فنحممن الغربيّي من وخصوصم ًا‬ ‫ل بما يحصل لي‪ .‬ولكن الثبات الكبير لوجود الممروح‬ ‫الميركّيين‪ ،‬نميل إلى التفكير المنفرد‪ .‬فنحن نفّك رم أو ً‬

‫معنا هي الطريق ة التي يعمل فيها فينا ليجمعنا معًا وليعطينا القمّوة لكمي نتّحمد معمًا كجسمد‪ -‬وهذا همو المبمدأ‬ ‫الساسي في رسال ة أفسس‪ .‬وكما يظهر م ار ًار في هذه الرسال ة‪ ،‬أصلّي أن يساعدنا ال علممى تغييممر أفكارنا‬ ‫حول عمله في حياتنا‪.‬‬

‫نحن ملك ال‪ .‬أنا ملك ال‪ ،‬أنت ملك له ونحمن جميعمًا ملمك الم معمًا‪ .‬لقمد ُخ تمممنما بروحه الخماص‪.‬‬

‫والروح الذي يعمل فينا كأفراد وكمجموع ة هو ضمانته وأمانته الن إوالى البد‪ .‬وليممس ممن عجمب أن يقمول‬

‫ب ممولس مّر تمي ممنأّنن مما نحيم ما "لم ممدح مج ممده"‪ .‬نح ممن مخت ممومين م ممن الم م للبرك ات ولممدينا آلف الس ممباب لنك ممون‬

‫شاكرين‪.‬‬

‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬

‫لي تحّد يم في حياتك عليك أن تطّبق فكرة أّن ال يعمل للخير في جميع الشياء؟‬

‫‪.2‬‬

‫كيف تؤّثر عليك فكرة أّنه عندما ينظر ال إلى الست ة بليين التي في العالم يتعمّر فمعلممى التلميممذ‬

‫‪.3‬‬

‫هممل تممرى فممي جسممد المسمميح أمممر يظهممر أّن الممروح فعممل شمميء فري د مممن نمموعه وممّيممز فممي هممذه‬

‫بسرع ة لّنهم خاصته؟‬ ‫المجموع ة؟‬


‫‪4‬‬

‫النقاط المهّم ةم‬

‫ب يسمموع ومحّبتكممم نحممو جميممع القّد يمسممين ل‬ ‫ت بإيمانكم بالر ّ‬ ‫"لذلك أنا أيضًا إذ لقد سمع ُ‬

‫أزال شماك ًار لجلكمم ذاكم ًار إّيماكم فمي صمملواتي كممي يعطيكمم إلمه رّبنمما يسمموع المسمميح أبمو‬

‫المجد روح الحكم ة والعلن في معرفته مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هممو رجاء‬

‫دعمموته وما هممو غنممى مجممد مي ارثممه فممي القّد يمسممين وما هممي عظممم ة لقمدرته الفائقمم ة نحونا‬

‫نحن المؤمنين حسب عممل شمّد ةم لقمّو تممه المذي عملمه فممي المسميح إذ ألقمامه ممن المموات‬ ‫وأجلسممه عممن يمينممه فممي السممماويات فمموق كمّل رياسمم ة وسلطان ولق ّوةم وسيادة وك ّل اسممم‬ ‫يسّم ىم ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضًا" )أفسس ‪(21 -15 :1‬‬

‫ليس من الغريب أن يتكّلم بولس عن الصلة‪ .‬إلّ أّنه من غير المعتاد له أّن يبدأ بالصلة في‬ ‫ل يتط مّر قمإلممى الشممكر الممذي يق مّد ممه‬ ‫وسمط أحممد الرس ائل كممما يفعممل هنمما وفمي أفسممس ‪ .21-14 :3‬فهممو أّو ً‬

‫باسممتمرار مممن أجممل هممؤلء التلميممذ‪ ،‬تمام مًا كممما هممي الحممال مممع أهممل تسممالونيكي الممذين كتممب إليهممم سممابقًا‬

‫)تسممالونيكي الولمى ‪ (19 :2‬ويبممدو أّنهممم أصممبحوا فرح ه إواكليلممه‪ .‬فهممو ممتممن بعمممق لهممم وهو يصمملي مممن‬

‫لها ممن أجلهممم‪ .‬وبفعلمه هممذا أعطماهم‬ ‫أجلهم باستمرار أمام ال‪ .‬وهو يصف من بعممدها ثلثم ة صمملوات صم ّ‬ ‫مثل بأن يصلّوا من أجل بعضهم البعض‪.‬‬ ‫معرفة ال عن كثب‬ ‫يص مّلي بممولس مباش مرة فممي صمملب الموضموع‪ .‬فهممو يص مّلي أن يعطيهممم ال م روح الحكممم ة والعلن‬

‫طم ة الم‪ .‬فالكتماب المقمّد سم همو لقصم ة‬ ‫لكي يعرفوا ال بطريق ة أفضل )آي ة ‪ .(17‬فهمذا همو الهمدف الكمبر لخ ّ‬ ‫حب الله الذي يريد أن يعرفه شمعبه وأن يعّلمنما أن نعمرف بعضمنا البعمض‪ .‬إلّ أّن الخيمر ل يحصمل ممن‬

‫دون الّو لمم‪ .‬ولقممد ش ممعر جميعن مما ف ممي إح ممدى المم مّراتأّن ممه يرغ ب بشم مّد ةم أّن يتعم مّر فمعل ممى ش ممخص م مما وهم ذا‬ ‫الشخص ل يرغب بالمثل فبعض الشخاص يجعلنا نفهم أّنه ل يرغبون أن نقترب‪.‬‬


‫الم ل يرسل هممذا النمموع مممن الشممارات‪ .‬فهممو يريدنا أن نعرفه وهو يعطينمما النعممم ة الممتي تخّو لمنمما أن‬

‫طم ة لكمي نعرفه شخصمّيًا‬ ‫طته ل تهدف فقط إلى التحّك مم بتصّر فماتناويغّيمر شخصميتنا‪ .‬بمل همي خ ّ‬ ‫نعرفه‪ .‬فخ ّ‬ ‫طته أيضًا أن نتلّذ ذم به‪.‬‬ ‫وبعمق وبطريق ة مستمرة‪ .‬وخ ّ‬

‫وفيما نصبح جمزء ممن الخدممم ة علينمما أن نمذكر ممما يلممي‪ :‬لسممنا نحماول أن نجعمل الشمخاص جمزءًا‬

‫من نظام معّين بل نريد أن يبنوا عللق ة مع ال‪ .‬علينا أن نصّلي مممن أجممل بعضممنا البعممض لكممي نعممرف الم‬ ‫بطريق ة أفضل‪.‬‬

‫معرفة الم ل والميراث‬ ‫ومممن ثممم يسممتعمل بممولس جملمم ة ل تظهممر فممي مكممان آخممر فممي الكتمماب المق مّد سم‪ .‬فهممو يص مّلي أن‬ ‫تسممتنير عيممون أذهممانهم لكممي يفهمموا المممل الممذي دعيموا إليممه )آيمم ة ‪ .(18‬ول يتكلّممم بممولس عممن العضممو الممذي‬ ‫يضمّخ المدم فمي الجسمد‪ .‬فهمو مثمل الكمثير مممن كتمب الكتماب المقمّد سم يسمتعمل كلمم ة "لقلمب" لكمي يتكلّمم عمن‬ ‫جزء أعمق في النسان‪ .‬فهو يصّلي هنا أن يفهموا من خلل العين الروحّي ة‪ ،‬المل العميق الذي يتمّتع‬ ‫به كّل مسيحي‪ .‬فهو خصوصاً يريدهم أن يفهموا "غنى مجد ميراثه في القديسين" )آي ة ‪.(18‬‬

‫أن تتحّلى بالثق ة وأن تكون واثق من الميراث الذي ستحصل عليه‪ ،‬يعني أن تشعر بالمممان‪ .‬فمممن‬

‫الواضممح أّن هممذه هممي إرادة الم مممن أجلنمما‪ .‬فقممد يجعلنمما ضممعفنا وعدم وضوح الحيمماة أن نشممعر بعممدم المممان‬

‫طتممه وأّننمما بيممن يممديه‪ .‬ويري دنا أن نممدرك نتيجمم ة‬ ‫وع دم الثقمم ة‪ .‬ويري دنا ال م أن نممرى بوضموح أّننمما جممزء مممن خ ّ‬

‫الحياة من أجله همي ميمراث غنمي‪ .‬ونحمن ل نأممل أن نحصمل علمى الحيماة البدّيم ة كمما يأممل الخمرون فمي‬

‫العالم‪ .‬بل أملنا أكيد ونحن واثقون أّننمما ختمنما بمالروح القمدس لنمرث غنمى الم‪ .‬وبالرغم ممن أّننمما مما زلنما فمي‬ ‫وسط المغامرة‪ ،‬فنحن نستطيع أن نرى نهايمم ة المطماف بممأعين اليمممان ‪ -‬ونرى أّننمما منتصمرون‪ .‬وهذه همي‬

‫نوعيمم ة الرؤيا الممتي يصمّلي بممولس أن يحصممل عليهمما التلميممذ‪ .‬وهو لممم يكممن ليصمّلي للمممر إن لممم يكممن هممذا‬ ‫المر ممكنًا‪.‬‬


‫وأنا أصّلي أيضًا بكثير من الخوف والرعدة أن تكون أسمماؤنا مكتوب ة فمي السمماء‪ .‬فنحمن ذاهبمون‬

‫ل‪ .‬دعونما نعيممش ليممس فقممط كمممن ينظممر بممأعين اليمممان بممل كمممن يممرون بوضموح‬ ‫ل أم آج ً‬ ‫إلممى هنمماك عمماج ً‬

‫الحياة البدّي ة‪.‬‬

‫معرفة قّو ةلالقيامة‬

‫وينهممي بممولس بالصمملة أن تممرى أعيممن إيماننمما الق مّوة المتمموفّرة لمممن يممؤمن )آيمم ة ‪ .(19‬وفمي ك مّل م مّرة‬ ‫ينطلممق فيهمما أحممد الص مواريخ إلممى الفضمماء نممرى ك مّم كممبير مممن القمّوة‪ .‬إلّ أّن الق مّوة الممتي تسممتلزم لخممرق حممدود‬ ‫الرض ليممس بشمميء مقارن ةّ مممع الق مّوة الممتي تخممرق حممدود الممموت‪ .‬ويص مّلي بممولس أن يفهممم التلميممذ أّنهممم‬

‫ينعمون بهذه القّوة التي حّر رمتيسوع من الخطي ة والموت والقبر وأعطته السلط ة فوق جميع السلطات‪.‬‬

‫من الصعب على الكنيس ة أن تفهم ما لممديها ومن السمهل أن ننسممى مما نعرفه‪ .‬إذ ننظمر حولنما فمي‬

‫ولقت الشرك ة ونرى المواهب والقوى ولّك نمنا نرى أيضًا الضعفات إواشممارات مألوف ة‪ .‬فأحيانمًا ممما يكممون هنمماك‬

‫شيء غيمر إعتيمادي بيننما وغالبمًا مما يكمون الممر واضمحًا‪ .‬أيضمًا جهودنما الشخصمّي ة لقمد تبموء بالفشمل ولقد‬

‫تنشّل نشاطاتنا ولقد تظهر الغيرة والم اررة في عللقاتنا‪ .‬وينتتج عن ذلك نقص في النمو والتغيير الممذي يفقممد‬ ‫ك بممن حولهما‪ .‬ولقد نرّك زم علمى السملبيات‪ .‬ولقد تكمون الكنيسم ة أحيانمًا بشمرّي ة كمثي اًر‬ ‫الناس ثقتها ويجعلها تشم ّ‬

‫وهذه البشرّي ة تمنعنا ممن رؤي ة مما همو مقمّد سم‪ .‬لهمذا يصمّلي بمولس ولذلك علينما نحمن أن نصمّلي أيضمًا لكمي‬

‫ندرك أّن هذه القّوة متوفّرة لنا‪.‬‬

‫ولن القّوة المعطاة لنا هي لقّوة القيام ة فهي تستطيع أن تدخل إلى وادي من العظام الميت ة فيحييها‬ ‫من جديد )حزلقيال ‪ .(37‬لّنها لقّوة من هو "فمموق كمّل رياسمٍ ة وسلطان ولق ّوة وسيادة" )آيمم ة ‪ (21‬وهي كافيمم ة‬ ‫طي الظلم ة والكلل اللذان لقد يتسّلل إلى الكنيس ة‪ .‬ففي كّل مّرةيتواضع فيها التلميذ ويطلبمون مسماعدة‬ ‫لتخ ّ‬ ‫ال‪ ،‬تظهر لقّوة رائع ة وتنتعش الكنيس ة‪.‬‬

‫علينما أن نصمّلي ممع بمولس أن يفتمح الم أعيننما لكمي نعرفه بطريقم ة أفضمل ولكمي نفهمم أملنما فنفهمم‬

‫تسلحنا باليمان‪.‬‬ ‫لقّوة ال التي هي لنا إلى البد إن ّ‬


‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬

‫ماذا تعّلمت عن التعرف على أشخاص حتى يساعدوك على معرف ة ال بطريق ة أفضل؟‬ ‫كيف يؤّثر فهمك للمل في يسوع عليك شخصّيًا؟‬

‫كيممف تممؤّثر فك مرة حصممول الكنيسمم ة علممى "لق مّوة القياممم ة" علممى تفكيممرك عممما يمكممن أن يحصممل فممي‬

‫كنيستك؟‬


‫‪5‬‬

‫المسيح الهائل وكنيسته الهائل ة‬

‫"ومما هممي عظممم ة لقممدرته الفائقمم ة نحونما نحممن المممؤمنين حسممب عمممل ش مّد ةم لق مّو تممه الممذي‬

‫عمله في المسميح إذ ألقمامه ممن المموات وأجلسمه عمن يمينمه فمي السمماويات فموق كمّل‬ ‫رياسمم ة وسمملطان ولقم ّوةم وسمميادة وكم ّل اسممم يسممّم ىم ليممس فممي هممذا الممدهر فقممط بممل ف ممي‬ ‫المسممتقبل أيض مًا وأخضممع ك مّل شمميء تحممت لقممدميه إوايمماه جعممل أرس مًا فمموق ك مّل شمميء‬

‫للكنيس ة التي هي جسده ملء الذي يمل الكّل في الكّل "م )أفسس ‪(23-19 :1‬‬

‫طمم ة الم السمرمدّي ة‪ .‬إلّ أّنممه‬ ‫يبدأ بولس هنا في رسالته بممأن يظهمر لنمما أّن الكنيسم ة همي فمي جموهر خ ّ‬ ‫مع إدخاله لهذه الفكرة عليه أن يتكّلم أكثر عن تقّد مم يسموع المسميح فمي كمّل شميء‪ .‬ولكممي نفهمم ممدى أهمّيمم ة‬ ‫الكنيس ة علينا أن نقّد رم المسيح الذي اشترى الكنيس ة بدّم هم‪ .‬والكنيس ة التي لقد تبدو بشرّي ة مثل أي مجموع ة‬ ‫ط ة اللهّي ة بفضل عللقتها مع يسوع المسيح‪.‬‬ ‫أخرى على الرض‪ ،‬لها مكان أساسي في الخ ّ‬ ‫المسيح الهائ ل‬ ‫غالبًا ما يقال أن موضوع الرسال ة إلمى أهمل كولوسي وهي إحمدى الرسائل المتي كتبهما بمولس ممن‬

‫السجن‪ ،‬هو كمال واكتفماء يسمموع المسمميح‪ .‬فقممد كممان أهمل كولوسي يتمأثّرون بمممن يقمول‪ " ،‬نعمم نحممن بحاجم ة‬ ‫إلى المسيح ولكّننا بحاج ة إلى شيء آخر أيضًا‪ ".‬ولقد كتممب بمولس إلممى أهممل كولوسي بتفصمميل لكممي يعالممج‬

‫هذه الفكرة الملتوي ة عن يسوع المسيح‪ .‬وهذا ليس موضوعه الساسمي فمي رسالته إلمى أهمل أفسمس‪ ،‬إلّ أّن‬ ‫هممذا المقطممع الممذي نحممن بصممدد د ارسممته الن يمكممن أن يظهممر بسممهول ة فممي الرس ال ة إلممى أهممل كولوسمي لّن‬

‫بولس يصف فيه المسيح الذي هو فوق كّل خليق ة في الكون‪.‬‬

‫ب الكون بأسمره‪ .‬ولكممن كيممف حصممل‬ ‫المسيح هو فوق كّل سيادة – جسدي ة كانت أو روحّي ة‪ .‬هو ر ّ‬ ‫على مثل هذا المركز؟ ويوضح لنا بولس المر في أحد رسائله من السجن‪:‬‬


‫ل لم لكّنمه أخلمى نفسمه‬ ‫"المذي إذ كمان فمي صمورة الم لمم يحسمب خلسمً ة أن يكمون معماد ً‬

‫آخممذًا صممورة عبممد صممائ ًار فممي شممبه النمماس‪ .‬إواذ وج د فممي الهيئمم ة كإنسمماٍن وضمع نفسممه‬ ‫رفعه ال أيضًا وأعطاه اسمًا فمموق كمّل اسممم‬ ‫وأطاع حتى الموت موت الصليب‪ .‬لذلك ّ‬

‫لكممي تجثممو باسممم يسمموع ك مّل ركبمم ة ممممن فممي السممماء وممن علممى الرض وممن تحممت‬ ‫ب لمجد ال الب" )فيلبي ‪-6 :2‬‬ ‫الرض ويعترف كّل لسان أّن يسوع المسيح هو ر ّ‬ ‫‪(11‬‬

‫طتمه أن‬ ‫طتمه الذكّيم ة للهيمنمم ة‪ .‬بممل علممى العكممس كممانت خ ّ‬ ‫لم يحكممم المسميح علممى الكمون لّنممه اتبمع خ ّ‬

‫طتمه أن يخسمر حيماته وليمس أن يخلّصمها‪.‬‬ ‫يخلي نفسه من الطبيع ة اللهّي ة وأن يأخمذ صمورة عبمد‪ .‬كمانت خ ّ‬

‫وهو يحكم اليوم العالم باسره لّن ال يبارك هذا النوع من التواضع‪) .‬يجب أن يكون هذا المر أحمد أعمممق‬

‫يقين لدينا ويقين يقود الق اررات التي نأخذها عن حياتنا الخاصمم ة‪ (.‬لقمد ُر فممعإلممى أعلمى مكمان واسمممه أصمبح‬

‫فوق كّل اسم لّن ال رفعه ووضعه في هذا المكان‪ .‬ولكن ل تخطئ في المر‪ :‬بالرغم من أّنه وصل إلممى‬ ‫هممذا المكممان مممن خلل التواضممع فهممو هنمماك يسمميطر علممى جميممع المممور وك ّل ركبمم ة سممتجثو لممه وك ّل لسممان‬

‫سيعترف يومًا ما بيسوع المسيح رّبًا إوالهًا‪.‬‬

‫نحن المسيحيون علينا أن نذكر كّل يوم من نخدم‪ .‬فقد يمذهلنا جمممال الحيمماة ولق ّوة السياسم ة ونجماح‬

‫رج ال العمممال فممي بعممض الحيممان‪ .‬ولكّننمما الن نعممرف مممن هممو يسمموع المسمميح ويمكننمما أن نممرى أن كلم‬ ‫إشعياء ينطبق عليه كما هي تنطيق على ال‪:‬‬

‫"همموذا الّمم مم كنقطمم ة مممن دلممو وكغبممار الميمزان تحسممب‪ .‬همموذا الج ازئممر يرفعهمما كدلقّمٍ ة ‪.‬م"‬ ‫)إشعياء ‪(15 :40‬‬

‫ب ك مّل ش ميء‪ .‬فق مّوة النسممان ليممس بشمميء إذا ممما لقممورنت مممع سمملط ة يسمموع المسمميح‪.‬‬ ‫يسمموعنا هممو ر ّ‬

‫ب الجميع ولكن يجب أن ل نخجل من أحد‪ .‬علينا أن نحترم جميع الناس )بطرس الولمى ‪:2‬‬ ‫علينا أن نح ّ‬ ‫ي كائن كان‪ .‬إّنه المسيح الهائل‪.‬‬ ‫‪ (17‬ولكن أن ل نستحي برّبنا أمام أ ّ‬


‫كنيسته الهائلة‬ ‫الحقيق ة أّن المسيح رائع‪ .‬ولقد يكون من الغريب إن لم يكن هنماك الكمثير مممن الممور المتي ل ريب‬

‫فيها‪ .‬ولكن لقد تكون الجمل ة التالي ة ملفت ة للنظر أكثر‪:‬‬

‫" وأخضع كمّل شميء تحمت لقمدميه إوايماه جعمل أرسمًا فموق كمّل شميء للكنيسم ة المتي همي‬ ‫جسده ملء الذي يمل الكّل في الكّل "م )أفسس ‪(23-22 :1‬‬

‫ومما يقمموله بممولس هنمما مك مّر ر مفممي العهممد الجديممد م م ار ًرا‪ .‬فقممد أخممذ مكممان فمموق ك مّل شمميء "مممن أجممل‬

‫الكنيس ة"‪ .‬فمجموع ة الخطماة همذه والمتي تحتموي علمى جميمع الجنماس لقمد حصملت الن علمى اهتممام ودعمم‬

‫ب هذا الكون‪ .‬لقد مممات المسميح "ممن أجممل الكنيسم ة" وهو الن يمممارس لقمّو تممه اللهيم ة "مممن أجمل الكنيسمم ة"‪.‬‬ ‫رّ‬

‫هل نحن نستحق هذا النوع من المعاملم ة؟ بالتأكيممد ل‪ ،‬ولكمن تممذّك رم أّن هممذه همي لقصم ة النعمم ة الممتي ُسم كمبت‬ ‫علينا بحكم ة وفهم‪.‬‬

‫ب هممذا الكممون وكذلك هممي الكنيسمم ة وبسممبب عللقتهمما مممع المسمميح أصممبحت‬ ‫وبممما أّن المسمميح هممو ر ّ‬

‫أهمّم مجموع ة فممي هممذا الكممون‪ .‬هممل نسممتطيع أن نفتخممر بممذلك؟ الفضممل أن ل نفعممل )أفسممس ‪ .(9 :2‬هممل‬ ‫علينا أن نتواضع وأن نأخذ رسالتنا بجّد يم ة؟ تماماّ )أفسس ‪ .(1 :4‬هل يجب أن نمّج دم ال من أجممل النعممم ة‬ ‫ك )أفسس ‪6 ،3 :1‬و ‪.(12‬‬ ‫التي تعطينا هذا الهدف؟ من دون أي ش ّ‬

‫أنظممر فقممط إلممى الطريقمم ة الممتي يقممول فيهمما بممولس مممن نحممن‪ .‬نحممن جسممد المسمميح‪ .‬يسمموع هممو المرأس‬

‫ونحن الجسد )أفسمس ‪ .(23 :5‬ولقد لقمّر ر ميسموع أن يعممل فمي العمالم ممن خللنما‪ .‬ولقد لقمّر ر مأن نكمون نحمن‬

‫رجليه ويديه ولقدميه‪ .‬لقد اختار أن يظهر لقلبه وعاطفته إلى العالم من خللنا‪.‬‬

‫ويصف بولس الكنيس ة على أّنها "مّل الذي يمل الكّل في الكمّل "م )آيمم ة ‪ .(23‬علينمما أن نكممون ملممء‬

‫يسمموع فممي هممذا العممالم‪ .‬علينمما أن نمتل بصممفات يسمموع لكممي يشممعر العممالم بتممأثيره حممتى بعممد ألفممي سممن ة علممى‬ ‫لقيممامته‪ .‬إلهنمما ومخلّصممنا وصمديقنا يحكممم العممالم بأس مره‪ ،‬ولقمد اختممار أن يعمممل مممن خللنمما‪ .‬ولكممن ممماذا إن‬

‫ط ة أخرى‪.‬‬ ‫فشلنا؟ ليس لديه خ ّ‬


‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬

‫إلق أر رؤيا يوحنا ‪ ،18-12 :1‬وهو مقطع أخر يصف بطريق ة مختلف ة لقّوة المسيح‪ .‬ولقد كتممب همذا‬ ‫المقطممع أيض مًا لهممل أفسممس‪ .‬ممما هممو الشمميء المشممترك بيممن أفسممس ‪ 23-19 :1‬وه ذا المقطممع؟‬

‫‪.2‬‬

‫ق اللهي؟ ما أهمّي ة هذا المر ؟‬ ‫عندما تفّك رم بالكنيس ة هل ترّك زم أكثر أم الشق البشري أو الش ّ‬

‫كيف يؤثر كّل من هذه المقاطع عليك؟‬ ‫‪.3‬‬

‫عندما تق أر وصف الكنيس ة في الرسال ة إلى أهل أفسس‪ ،‬أي نوع من المشاعر والعواطف تعتريك؟‬


‫‪6‬‬

‫جميعنا بحاج ة‬ ‫ل حسمب دهمر همذا العمالم‬ ‫"وأنتم إذ كنتمم أمواتمًا بالمذنوب والخطايما المتي سملكتم فيهما لقب ً‬

‫حسمب رئيممس سمملطان الهمواء المروح المذي يعمممل الن فممي أبنمماء المعصممي ة المذين نحممن‬

‫ل في شهوات جسممدنا عمماملين مشمميئات الجسممد والفكممار وكّنمما‬ ‫جميعًا أيضًا تصّر فمنالقب ً‬ ‫بالطبيع ة أبناء الغضب كالبالقين أيضًا" )أفسس ‪(3-1 :2‬‬

‫ينتهي الصحاح الّو لمممن الرسال ة إلمى أهمل أفسمس بإظهمار العلمو المذي أعطماه الم ليسموع ويبمدأ‬

‫الصحاح الثاني بإظهار العمق الذي انقذنا منه ال ممن خلل المسميح‪.‬ويعلمن بمولس فمي رسالته إلمى أهمل‬ ‫أفسس تماما كمما فمي رسالته إلمى أهمل روميمم ة‪ ،‬النجيممل أي الخمبر السممار‪ .‬ولمممن ل يمكننما أن نقمّد رم الخمبر‬

‫السار إلّ مقارن ة مع الخبر السيء الذي خّو لممنا أن نغلبه‪ .‬إذا في رسالته إلى أهل رومي ة إوالى أهل أفسممس‪،‬‬ ‫ل يعلن لنا بولس الخبر السار فحسب بل يتأّك دم أّننا نفهم الخبر السيء أيضًا‪ .‬ولقد كتبت هذه اليات الممتي‬ ‫افتتممح فيهمما هممذا الفصممل مممن الرسال ة لكممي تسمماعدنا علممى أن نكممون ممتنيممن مممن خلل تممذكيرنا لممما كّنمما عليممه‬

‫تحديدًا لقبل أن نعرف المسيح‪ .‬وسينتقل بولس بسرع ة إلى تقمديم أوسع للنجيمل‪ ،‬ولكمن إن لقللنما ممن أهميم ة‬ ‫هذه اليات فلن نستطيع أن نقّد رم ما حصلنا عليه )لقارن مع بطرس الثاني ة ‪(9 :1‬‬ ‫في قبضة الموت‬ ‫يقممول بممولس "وأنتممم" )آيمم ة ‪ (1‬كممما لممو أراد أن يقممول "اسمممعوني الن أن أتكلممم معكممم‪ ".‬إوان سمممعنا‬

‫فنحممن نفهممم كممم كممانت حالتنمما سمميئ ة‪ .‬فنحممن لممم نكممن نتصممارع روحّيمًا أو مرضى روحييممن‪ .‬بممل كّنمما أمواتمًا فممي‬ ‫تعّد يماتنا وخطايانا‪ .‬فقد فصلتنا الخطي ة في حياتنا عن الحياة مع ال )أفسس ‪ .(18 :4‬بالتأكيد‪ ،‬كّنا ننعم‬

‫بالبممايوس )أي الحيمماة الجسممدي ة( ولّكننمما لممم نكممن ننعممم بممالزو )أي الحيمماة الروحّيمم ة(‪ .‬وفي ولقت مممن الولقات‬ ‫أسلمنا أنفسنا لجميع أنواع عدم الطهارة سواء كناّ لطيفين ومتدّينين ومليئين بالبّر الممذاتي‪ .‬أو لعلنمما كنمما فممي‬


‫مكان ما في الوسط‪ .‬وأينما كّنا‪ ،‬كّنا جميعًا أموات في الخطي ة‪ .‬ومن دون تمدّخ لم المسميح‪ ،‬كّنما متنما جميعمًا‬ ‫جسدّيًا ومن ثم اكتشفنا موتنا الروحي على حقيقته‪.‬‬

‫ليممس مممن شمميء جميممل فممي هممذه الصممورة‪ .‬والخبممار فممي هممذه اليممات الثلث كلّهمما سمميئ ة‪ .‬ولحسممن‬

‫الحممظ‪ ،‬سمميجلب لنمما المقطممع الثمماني ارحمم ة رائعمم ة ولكممن يجممب أن ل نتسمّرعلنصممل إلممى الخلصمم ة‪ .‬علينمما أن‬

‫ل س مملكنا‬ ‫ن ممدرك حاجتن مما‪ .‬ويص ممف ب ممولس بالتفص مميل م ممدى أث ممر حالتن مما الروحّي مم ة ال ممتي كّن مما فيه مما‪ .‬فنح ممن أّو ً‬ ‫"‪...‬حس ممب ده ممر ه ممذا الع ممالم‪) "...‬آي مم ة ‪ .(2‬فب ممدل أن نهت ممم بإرض اء الم م كّن مما مهتمي ممن بالع ممالم م ممن حولن مما‪.‬‬

‫فجميعنا بطريق ة أو بأخرى اسممتجاب لممدعوة العممالم‪ .‬وجميعنما صمّد قم الكذبمم ة أّن ذاتنمما عظيمم ة أو أّننمما لمم نثمق‬ ‫ط ة ال‪.‬‬ ‫تماماّ بخ ّ‬

‫ثانيًا‪ ،‬لقد تبعنا أيضًا "‪ ...‬رئيس سملطان الهمواء الممروح‪) "...‬آيم ة ‪ .(2‬وهذا وصف فريد مممن نموعه‬

‫ك كان بولس يفّك رم فيه عندما كتب هذه الكلمات‪ .‬فيجممع بمولس بيمن العمالم‬ ‫عن الشيطان ولكن من دون ش ّ‬

‫والعدو‪ .‬فاتباع الواحد يعني اتباع الخر أيضًا لّن العالم بالفعل يحصل على حكمته من الشمرير‪ .‬إسممتمع‬

‫فقط إلى كلمات التوبيخ التي وّج هممها يسوع إلى بطرس‪:‬‬

‫فالتفت ولقال لبطرس اذهب عّني يا شيطان‪ .‬أنت معثرة لي لّنممك ل تهتممم بمما لم لكمن بممما للنمماس"‬

‫)متى ‪.(23 :16‬‬

‫طمم ة يسمموع بممأن يممذهب إلممى الصممليب لن هممذا المممر لممم يبممدو منطقّيمًا بحسممب‬ ‫لقممد تحمّد ىم بطممرس خ ّ‬

‫حكم ة العالم‪ .‬فقد رأى يسوع بوضوح أّن منطق بطمرس همو تفكيمر الشميطان وتفكيمر النسمان‪ .‬ونحمن لقمد ل‬

‫نكممون انغمسممنا وعيمًا بعبممادة الشمميطان ولكممن علينمما أن نفهممم أّننمما لسممنا أفضممل مّمم نم فعممل ذلممك‪ .‬ول يكفممي أن‬

‫نقول كم من مّرةتصّر فمجميعنابطرق أفرحت كثي ًار عدو ال‪" .‬الروح الذي يعمل الن في أبناء المعصي ة"‬ ‫)آي ة ‪ (2‬كان يعمل في حياتنا نحن في ولقٍت من الولقات‪ .‬ولقد سمح له جميعًا بأن يفعل ذلك‪.‬‬

‫ثالثًا‪ ،‬لقد كّنا أموات لّننا استسلمنا لشهوات طبيعتنا الخاطئ ة‪ .‬ولقد انحمدرت بنما همذه الطبيعم ة إلمى‬

‫السفل ونحن ذهبنا بإرادتنا معها‪ .‬وجميعنا لديه رغبات وأفكممار متنّوعمم ة تعمّز ز مطبيعتنمما الخاطئمم ة‪ .‬ويسمممي‬

‫الكتاب المقّد سم عملي ة ظهور هذه الفكار "تجرب ة"‪ .‬وظهمور هممذه الفكمار فمي أذهاننمما ليمس بخطّيمم ة ولكّنهمما‬

‫تجرب ة لن نخطي‪ .‬وبين ظهور التجرب ة والخيار الذي نقوم به هناك ما يسّم ىم "بوسع ة الخللقيممات"‪ .‬وفي‬


‫هممذ الوسممع ة نتّخممذ القممرار‪ .‬فمممن دون المسمميح‪ ،‬لقممد عشممنا حيمماة مليئمم ة بممالق اررات الخاطئمم ة‪ .‬وحم تى لق ارراتنمما‬ ‫الصحيح ة كانت دوافعها خاطئ ة فأصبحت مصدر فرح للعدو‪.‬‬ ‫فنحممن عشممنا "ليممس وفق مًا للممروح "بممل "وفق مًا للطبيعمم ة الخاطئمم ة" )أنظممر إلممى روميمم ة ‪ .(4-1 :8‬لقممد‬

‫أصمبحت الخطّيم ة سميد علمى حياتنما‪ .‬ونحمن أصمبحنا باختيارنا عبيمدًا لهما )إلقم أر روميم ة ‪ (14-12 :6‬لمذلك‬

‫أصممبحنا "أبنمماء الغضممب"‪ .‬تلممك هممي الحقيقمم ة المحزن ة لممما كّنمما عليممه جميع مًا مممن دون المسمميح‪ .‬وليممس مممن‬ ‫عجب أن ُيظهر بولس بعد بضع ة آيات الخطأ الذي لقد نقع فيه بأن نفتخر‪.‬‬

‫جميعنا أخطأ‬ ‫هناك أمر أخير علينا أن نتكّلم عنه لنه مهّم لفهم الرسال ة إلى أهل أفسممس‪ .‬هممل لحظممت أّنممه بممدأ‬

‫بالكلم "عنكمم" ومن ثممم فممي اليم ة الثالثمم ة انتقمل إلممى نحممن؟ "أنتمم" تعنمي خطّيمم ة الممييممن ومن ثممم يقمول أّننمما‬ ‫نحن أيضًا مذنبون تمامًا مثلكم‪ ،‬وهو يتكّلم عن اليهود‪ .‬وهناك فكرة مهممم ة فمي هممذه الرسال ة وهي أّن يسموع‬ ‫خممرق جميممع الحممدود وانهممدمت الختلفممات‪ .‬فممالمميين واليهممود الممذين كممانوا منفصمملين لفممترة طويلمم ة بحممائط‬ ‫العممداوة‪ ،‬أصممبحوا الن عائلمم ة واحممدة‪ .‬ولكممي يحصممل ذلممك‪ ،‬كممان علممى اليهممود أن يفهمموا أّنهممم كممانوا مممذنبين‬

‫أمام ال كالمميين وهم مثلهم تمامًا بحاج ة إلى النعم ة‪ .‬هذه رسال ة لقوّي ة لكّل واحممد فينمما الممذي لقممد يعتقممد أّنممه‬ ‫أفضل من الخرين بسبب عرلقه أو ثقافته أو دينه‪ .‬وكما يقول أحمد أعمّز أصمدلقائي‪" ،‬أفضمل واحمد فينما همو‬ ‫سمميء"‪ .‬ولكممن شممك ًار لمم أّن هممذه ليسممت نهايمم ة القصمم ة‪) .‬ل أعلممم ممماذا تشممعر أنممت ولكّننممي مسممتعد لليمم ة‬

‫الرابع ة!(‬

‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬

‫طيتهممم‪ .‬والبعمض الخممر يشمعر بالضممغط مممن كمبر‬ ‫يصمعب علممى بعممض الشمخاص رؤي ة جدّيم ة خ ّ‬

‫خطّيتهم‪ .‬ما هو ميلك؟ لماذا من المهم أن تعرف ذلك؟‬ ‫بأي طريقم ة تسمتطيع أن تمرى الن أّنمك تبعمت فمي حياتمك "رئيمس سملطان الهمواء"؟ ممتى تعتقمد أّنمك‬ ‫أفرحته أكثر من أي ولقت آخر؟ ما هو اليقين الذي يعطيك الن وأنت تلميذ؟‬


‫‪.3‬‬

‫لقد كتب بولس هذه الكلمات للتلميذ المذين حصملوا علمى الغفمران الكاممل‪ .‬أكتمب شميئين يجمب أن‬ ‫يحدثا فيك بما أّنك حصلت على الغفران‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫مخّلصين بالنعم ة‬

‫"ال الذي هو غنّي فمي الرحمم ة ممن أجمل محّبتممه الكمثيرة المتي أحّبنمما بهما ونحمن أمموات‬

‫بالخطايا أحيانا ممع المسميح‪ .‬بالنعمم ة أنتمم مخلّصمون‪ .‬وألقامنما معمه وأجلسمنا معمه فمي‬

‫السمماويات فمي المسميح يسموع ليظهمر فمي المدهور التيم ة غنمى نعمتمه الفمائق بماللطف‬

‫علينمما فممي المسمميح يسمموع‪ .‬لّنكممم بالنعممم ة مخلّصمون باليمممان وذلممك ليممس منكممم‪ .‬هممو‬

‫عطي ة ال‪ .‬ليس من أعمال كيل يفتخر أحد‪ .‬لّننا نحمن عملمه مخلمولقين فمي المسميح‬ ‫يسوع لعمال صالح ة لقد سبق ال فأعّد هما لكي نسلك فيها" )أفسس ‪(10-4 :2‬‬

‫لممم تممترك مقّد ممم ة اليممات فممي الصممحاح الثمماني مممن رس ال ة أفسممس شممكًا مممن جهمم ة حاجتنمما الملحمم ة‪.‬‬

‫طم ة الم لتلبيم ة همذه الحاجم ة‪ .‬لننما كّنما أمموات فمي الخطايما لمم‬ ‫ي شمك ممن جهم ة خ ّ‬ ‫والمقطع الحالي ل يترك أ ّ‬

‫يكن لدينا أي مصدر للقّوة التي لقد تساعدنا على التغيير‪ .‬ولكن شك ًار ل الغني بالنعم ة!‬

‫ق مممن الرسال ة‪ (1) :‬أن نفهمم بوضوح أّن‬ ‫وسيتأّك دم بولس فمي هممذا المقطممع مممن أمرين فممي همذا الشم ّ‬ ‫الخلص ه ممو بالنعم مم ة و)‪ (2‬أن نفه ممم م مما ال ممذي تح ممدثه النعم مم ة فين مما عن ممدما نحص ممل عليه مما‪ .‬ومممن بي ممن‬ ‫التحريفات للروحانّي ة الحقيقّي ة تتعّلق بهذه المور‪ .‬إوان فهمنا المرين اللذين يتكّلم عنهم بولس هنا سممنكون‬

‫في طريقنا إلى التوازن بين الحياة والتعليم‪.‬‬ ‫ليس بالعما ل‬

‫وبما أّننا نأتي من عالم يعتمد كثي ًار علمى العممال لقممد يكمون ممن الصممعب علينما أن نفهممم أّننمما لسممنا‬

‫مخّلصين أو متصمالحين ممع الم بفضمل جهودنما الخاصم ة‪ .‬وبمما أّنتمما بالطبيعم ة نشمعر مخلّصمين فمي اليمام‬

‫التي نقوم بمأمور جّيمدة ممن أكمثر ممن اليمام المتي نخفمق فيهما أو نرتكمب خطّيم ة مما‪ ،‬فقمد نعتقمد أّن أعمالنما‬ ‫تؤّثر بالفعل علمى خلصمنا‪ .‬ويعّلمنما بمولس هنما الرسال ة عينهما المتي يصمفها بتفصميل فمي رسالته إلمى أهمل‬

‫رومي ة‪" :‬لّنكم بالنعم ة مخّلصون باليمان‪) "..‬آي ة ‪ .(8‬والرسال ة الواضح ة والبسيط ة فمي النجيممل هممي أّننمما‬


‫مخّلصين )متصالحين مع ال( عندما ننمزع ثقتنما فمي أعمالنما الخاصم ة ونضمع إيماننما )ثقتنما( فمي مما فعلمه‬ ‫يسوع المسيح من أجلنا‪ .‬تلك هي رسال ة النعم ة الجذري ة واليمان الجذري‪ .‬إوانه لمر مدهش بل مذهل‪.‬‬ ‫‪:9‬‬

‫ويبدو أّن بمولس يسمتبق علمى ترّد دمنما فمي لقبمول همذا الممر فهمو يعيمد الفكمرة عينهما فمي اليمات ‪ 8‬و‬ ‫•‬ ‫•‬

‫أنتم بالنعم ة مخّلصون باليمان‬

‫لستم مخّلصون بفضل أعمالكم‬

‫•‬ ‫•‬

‫هي عطّي ة ال‬

‫ليست بالعمال‬

‫•‬

‫ل يستطيع أحد أن يفتخر‬

‫وأعتقد أّنه كان يستطيع أن يضيف المزيد ولكن لم يكن يستطيع أن يكون أكثر وضوحًا‪ .‬وبالرغم‬

‫من أّنه يصعب علينا تقّب لم هذه الفكرة‪ ،‬فمن الساسي أن نفهم أّن مصالحتنا مع الم مرتكمزة علممى ثقتنمما بممما‬

‫فعله يسوع المسميح وليمس ببّر نمماالخماص‪ .‬إلقم أر كمّل ممن الجممل السمابق ذكرها بتمّعمن لكمي تتأّكم دم أّنمك تشمعر‬

‫بتأثيرها الكامل‪.‬‬

‫طى الصدم ة حمتى نبمدأ بفهمم لمماذا النجيمل همو خمبر سماّر ‪ .‬م م ولوكمانت المصمالح ة ممع‬ ‫وما إن نتخ ّ‬

‫ال تعتمد على العمال‪ ،‬لكّننا جميعنا أخفقنا‪ .‬فقد سبق بمولس أن وصف كيممف كممانت أعمالنمما فممي اليممات‬ ‫السممابق ة وأوضمح أّن أعمالنمما جميعنمما جعلتنمما أبنمماء الغضممب )أفسممس ‪ .(3 :2‬لكممن وفمي ظ مّل هممذه الصممورة‬

‫الداكن ة يظهر النسان يسوع الذي هو من دون خطّيمم ة ويقمّد مم نفسممه ذبيحمم ة حّيمم ة للخطايمما )يوحنمما الولى ‪:2‬‬ ‫‪ .(2‬والن كمّل مممن يرغب بعللقمم ة مممع الم يسممتطيع أن يحصممل عليهمما مممن خلل اليمممان بممدّم هم )روميمم ة ‪:3‬‬ ‫‪.(25‬‬

‫ولكممن إليكممم ممما يجممب أن نممذكره دومم ًا‪ :‬فعملممه وتضممحّيته وبم ّرهوحيمماته هممي ممما خلّصممنا‪ .‬وعلينمما أن‬

‫نرفض باستمرار فكرة أّننا مخّلصين بفضل بّر نماالذاتي‪ .‬ووفقًا لرسال ة بولس إلى أهممل غلطيمم ة فهممذه غلطمم ة‬ ‫مميت ة )إلق أر خاص ة غلطيم ة ‪ (4 :5‬وعلينما أن نصمّلي أن ل نرتكمب همذه الغلطم ة أبمدًا‪ .‬وبعمد لقمولي همذا‪ ،‬ل‬


‫أري د أن تعتقممدوا أن فهممم جميممع ن مواحي النعممم ة سيحصممل بسممرع ة‪ .‬وأنمما منممدهش أّن بممولس حمماول خلل كممل‬

‫ّحياته أن يفهم عمق النعم ة فيما أدرك أّننا ل نستطيع في هذا العالم أن نفهم مثل هذه الممور )إلقم أر أفسمس‬ ‫‪.(19-18 :3‬‬

‫من أج ل العما ل الظحسنة‬ ‫ثانيًا‪ ،‬علينا أن نفهم من هذا المقطع ما الذي تحدثه النعم ة عندما نقبل بها‪ .‬وسيصف بولس ذلمك‬

‫المر فقط في الي ة العاشرة من الصحاح الثاني ولكنه بطريق ة مما سيتوّس عم بهمذه الفكمرة فمي الصمحاحات‬

‫ل‪" ،‬لّننا‬ ‫‪ 5 ،4‬و ‪.6‬‬ ‫وفيما أّنه من الصحيح تمامًا أّننا لسنا مخّلصين بأعمالنا‪ ،‬يضيف بولس لقائ ً‬ ‫نحن عمله مخلولقين في المسيح يسموع لعممال صممالح ة لقممد سمبق الم فأعمّد هما لكممي نسمملك فيهمما" )آيم ة ‪.(10‬‬ ‫هممل يجممب أن تتولقّمع أعمممال صممالح ة مممن تلميممذ مخلّصممين بالنعممم ة؟ بالتأكيممد‪ .‬فالنعممم ة ليممس فقممط بطالقتنمما‬

‫للحياة البدّي ة‪ .‬فقد أعطيت لنا النعم ة لكي تقّر بمنامن ال فيما نحمن فمي همذا العمالم ولكمي تغّيمر حياتنما لكمي‬ ‫نصممبح مثممل ل م فممي القلممب والشخص مّي ة )إلق م أر أفسممس ‪ .(2-1 :5‬إوان لممم تكممن مسممتعدًا أن تخضممع ل م لكممي‬

‫ل للخلص بحسممب الكتمماب‬ ‫ل ممما تحممدثه النعممم ة‪ .‬وأنممت ل تكممترث فع ً‬ ‫يحصممل هممذا المممر فممأنت ل تري د فع ً‬ ‫المقّد سم‪.‬‬

‫أرني شخص يقول أنا مخّلص بالنعم ة ول يهتم لطاع ة المسيح وللتغيير ليصممبح مثلممه وأنما سمأريكم‬

‫شممخص ل يق مّد رم النعممم ة ول يثممق بهمما ول يسممتفيد منهمما‪ .‬فنحممن هنمما نممرى الصممل ة بيممن النعممم ة والتلمممذة‪ .‬نحممن‬

‫مخلّصمون بالنعممم ة وليممس بسممبب تلمممذتنا‪ .‬ولكممن النعممم ة معطمماة لكممي نصممنع تلميممذ )إلقم أر تيطممس ‪-11 :2‬‬ ‫‪ .(12‬فإن كنت ل تريد النتيج ة )أي أن تكون تلميذ ليسوع المسمميح( فممأنت ل تريد الهبمم ة أيضمًا )الممتي هممي‬

‫نعم ة ال(‪ .‬هناك أشخاص يعتقدون أّنهم مخّلصون لّنهم أصبحوا تلميذ وأّن النعم ة هي زيادة جميل ة مممن‬

‫أجل الولقات الصعب ة‪ .‬وهناك آخرون يعتقدون أّنهم مخّلصون بالنعم ة ولكّنهممم ل يظهممرون اهتماممًا لعيممش‬

‫حياة التلميذ‪ .‬وكلهما مخطئ‪.‬‬

‫نحممن مخلّصممون بالنعممم ة‪ .‬فالنعممم ة وحم دها تسممتطيع أن تبعممث الحيمماة فممي الم موات‪ .‬إلّ أّن كلممم ة‬

‫مخّلص تعني أّننا تحت سيادة يسوع المسيح لكي نستطيع أن نحيا‪ -‬ليس لنفسنا بممل لمممن مممات مممن أجلنمما‬


‫ل ثقته بنعم ة ال سنجد شخص ملتزم بممأن يكممون‬ ‫)كورنثوس الثاني ة ‪ .(15 :5‬عندما نجد شخص يضع فع ً‬

‫ي ش ممك‪ .‬ولكّنه ممم ليسم موا‬ ‫تلمي ممذًا‪ .‬ه ممل م مما زال يمكنن مما أن نق ممول أّن التلمي ممذ وحم دهم مخلّص ممون؟ م ممن دون أ ّ‬

‫مخلّصممين لّنهممم يقوممون بخمسمم ة مممن العش مرة المممور الممتي يقمموم بهمما التلميممذ‪ .‬هممم مخلّصممون لّنهممم ترك وا‬ ‫جهممودهم الخاصمم ة ووضعوا ثقتهممم بالمسمميح وسمحوا لنعممم ة الم أن يخلممق يسمموع المسمميح فيهممم لكممي يعيشموا‬

‫كتلميذ‪ .‬وهذا إختلف يجب أن نفهمه‪.‬‬ ‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬

‫لماذاالخلص بالنعم ة مهّم لك شخصّيًا؟‬

‫‪.3‬‬

‫كيف تعرف أّن الشخص الذي ل يريد ان يحيا حياة التلميذ ل يؤمن بنعم ة ال؟‬

‫‪.2‬‬

‫متى تعتقد أّن عللقتك مع ال ترتكز على أعمالك؟‬

‫‪.4‬‬

‫عندما نفهم العللق ة الصحيح ة بين النعم ة والعمال‪ ،‬لماذا يجب أن نطرد الفتخار كّليًا؟‬


‫‪8‬‬

‫هدم الحواجز‬

‫ل فممي الجسممد المممدعّو يممن بممدون مسمميح أجنممبيين عممن‬ ‫"لممذلك أذكممروا أّنكممم أنتممم المممم لقب ً‬

‫رعويم ة إس مرائيل وغرب اء عممن عهممود الموع د ل رج اء لكممم وبل إلممه فممي العممالم‪ .‬ولكممن‬

‫ل بعيممدين ص مرتم لقري بين بممدّم المسمميح‪".‬‬ ‫الن فممي المسمميح يسمموع أنتممم الممذين كنتممم لقب ً‬

‫)أفسس ‪(13-11 :2‬‬

‫أحد الصحاحات في كتب "ماناك" المعلوماتّي ة تتضمن جزء عما ستكون عليه الحيمماة فمي القممرن‬

‫الحادي والعشرين‪ .‬ويرّك زم الكاتب على أمرين‪ :‬التكنولوجيا والنظام القبلي‪ .‬ولقصممده مممن أول أمممر واضممح‪.‬‬

‫وما يقصده من الثاني هو أّن البشر سيظلّون يتقّر بمونممن يشبههم ويبتعدون عن المختلفين عنهم‪ .‬وبرأيه‬

‫نحممن سممنرى فممي القممرن الحممادي والعش مرين تمام مًا ممما كممانت عليممه القممرون الخممرى‪ .‬والفممرق الوحيممد هممو أّننمما‬

‫سنعّز ز مهذه الفرولقات مع تكنولوجيما متطمّو رةم أكمثر‪ .‬وهذا القمرن الخيمر وخصوص ًا العشمر سمنوات الخيمرة‬

‫ق ‪.‬م فالنظممام القبلممي والمعامل م ة السمملبّي ة للشممخاص الممتي تتممأتّى عنممه‬ ‫هممي بمثابمم ة إشممارة أّن الكمماتب علممى ح م ّ‬ ‫كممانت وممازالت تُممرى فممي كوسموفو إلممى أندونيسمميا وممن الشيشممان إلممى راونمدا‪ .‬وممازالت التفرلق ة العنصممرّي ة‬ ‫موج ودة فممي بلدنمما وه ي بشممع ة‪ .‬بممالرغم مممن التط مّو رم‪ ،‬مممازالت التفرلق ة العنصممرّي ة مهيمنمم ة علممى المجتمممع‬

‫الغربي‪ .‬وأضف إلى ذلك العداوة التي نجدها بين الرجل والمرأة ونوع الخصومات البشع ة الممتي نجممدها فممي‬

‫العائلت الحديث ة فندرك مدى حاجتنا إلى شيء يعطينا السلم‪.‬‬ ‫صم ةم طويلمم ة مممن الصمراعات والنقسممامات‪ ،‬وهذا المقطممع مممن رسال ة‬ ‫وتاريخ النسممانّي ة هممو أشممبه بق ّ‬

‫أفسممس يعالممج هممذا الموضمموع‪ .‬إلق م أر أفسممس ‪ 12-11 :2‬بتمّعممن وسممتجد كلمممات ك مم" بعي مدين"‪" ،‬العممداوة"‬

‫و"حائط السياج المتوّس طم و"غرباء"‪ .‬يعمترف بمولس أّن عالمنمما عممالم منقسمم ولكّنمه يممرى أيضمًا أّن خطم ة الم‬

‫الرائعمم ة هممي أن تهممدم هممذه الح مواجز الممتي تفصممل وأن تجمممع الرج ال والنسمماء مممن ك مّل الجنمماس مع مًا فممي‬ ‫المسيح‪ .‬ومّرةأخرى أنظر في المقطع عن كثب وستجد مجموع ة مختلف ة من الكلمات تصممف ممماذا يحممدث‬


‫فممي المسمميح‪" :‬لقري بين"‪" ،‬نقممض حممائط السممياج المتوّسم طم" و"مصممالح ة"‪ .‬ونجممد هنمما موضمموعًا أساس مّيًا فممي‬ ‫طتمه همو أن‬ ‫ط ة ال فقط أن يعطينا السملم معممه بمل جممزء أساسممي ممن خ ّ‬ ‫الرسال ة إلى أهل أفسس‪ :‬ليست خ ّ‬

‫يعطينا السلم مع بعضنا البعض في كنيس ة يسوع المسيح‪.‬‬

‫اليهود والممّيين‬ ‫يتكّلم بولس هنا خاصً ة عن العداوة الساسّي ة بيمن اليهمود والممّييممن‪ ،‬إلّ أّن همذه العللقم ة المهّد ممم ة‬ ‫يجممب أن تكممون كإشممارة للعللقمم ة الخممرى‪ .‬فممإن كممان صممليب المسمميح يسممتطيع أن يشممفي العممداوة بيممن اليهممود‬ ‫والممّييممن‪ ،‬فلممن يكممون مممن المسممتحيل شممفاء أيمم ة عممداوة بعممد الن‪ .‬ولقد كتممب بمولس هممذه الرسال ة بعممد مممرور‬

‫سنين لقليل ة على كونه أحمد همؤلء المعّلميمن‪ ،‬وكان يبمدأ نهماره بشمكر الم أّنمه ليمس بمأممّي ‪.‬م فلمم تكمن جمدران‬ ‫أورشليم أحصن من جدران العداوة التي كانت تفصل بين هاتين المجموعتين‪.‬‬

‫كان الغزاة الممّيين لقد أتوا من بلد الشام إلى أورشليم منذ مئ ة وخمسين سممن ة علممى الرجح‪ .‬ولقد‬

‫حاصروا المدين ة ونّج سموا المعبد بتقديم الخنازير على المذبح لله ة وثنّي ة‪ .‬إوان كنت تعرف أي شمميء عممن‬ ‫الشرق الوسط فل بمّد أّنمك تعمرف أّن النمماس هنمماك لممديهم ذاكمرة طويلم ة‪ .‬فهمذا النموع مممن الحمداث ل ُينسمى‬ ‫بسممهول ة ولعلهمما أثمّر تمعلممى المعّلميممن الممذين كممانوا يقولمون أّن الممّييممن خلقموا لهممدف واحممد أل وهو الحممرق‬

‫بنار الجحيم‪.‬‬

‫ويذّك رم بولس التلميذ الممّيين أّنهم كانوا يومًا منفصلين عن يسوع المسيح ولعل ذلك يعنممي أّنهممم‬

‫كممانوا معزوليممن عممن الموع د بممالمخّلص الممذي كممان ال م سيرس له إلممى شممعبه‪ .‬وكممانوا اجنممبيّين عممن رعوّيمم ة‬

‫إس ارئيل وغرباء عن عهود الموعد‪ .‬إذ لم يظهر ال نفسه لهم وكما يقول في الصحاح الّو لممممن الرسال ة‬ ‫ق لما كانوا بالطبيع ة يعرفونه‪.‬‬ ‫إلى أهل رومي ة‪ ،‬فهم لم يعيشوا كما يح ّ‬

‫"وكما لم يستحسنوا أن يبقوا ال في معرفتهم أسلمهم ال إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما‬ ‫ل يليق‪) ".‬رومي ة ‪(28 :1‬‬

‫والنتيج ة أّنهم أصبحوا "ل رجاء لكم وبل إله في العالم‪) ".‬آي ة ‪.(12‬‬


‫قريب أو بعيد أو أيّ من تكون‬ ‫يصف بولس الممين علمى أّنهممم كمانوا "بعيمدين"‪ .‬وهذا امممر يجممب أن نفهمممه جميعمًا‪ .‬حممتى اليهممود‬

‫الذين بالنعم ة حصلوا على رؤى أكثر وكانوا إلى حّد ما ألقرب من غيرهم ‪ ،‬كانوا ما زالوا بعيدين – كما هو‬

‫واضح في اليات الولى من الصحاح الثاني من رالس ة أفسس وفي الصحاح الثاني ممن رسال ة روميم ة‪.‬‬

‫ب مممن‬ ‫وعلينمما أن نفهممم أّن بعممدنا عممن ال م يتس مّبب ببعممدنا عممن بعضممنا البعممض‪ .‬ومما يسمماعدنا علممى أّن نتقممر ّ‬ ‫بعضنا البعض هو أن ندرك كم نحن جميعًا بعيدين عمن الم وبل علمٍم بالصمليب وس نتكّلم عمن همذا الممر‬ ‫ي شمميء آخممر‪ .‬وهو موجود فممي‬ ‫بتفصيل أكثر فيما بعد‪ .‬البّر الذاتي يبعدنا عن بعضنا البعض أكثر مممن أ ّ‬

‫أحد الشكال دائمًا حيثما كان هنماك انقسمام‪ .‬وعنمدما نممدرك بعممدنا عمن الم وحاجتنمما للتقمّر بممنممه ممن خلل‬

‫دّم المسميح‪ ،‬نتّضمع ونفتمح الفرص ة لكمي نعيمش علمى لقمدم المسماواة ممع الخرين‪ .‬إذ ممن الصمعب أن تكمون‬

‫لقاسيًا وأن تحكم على الخرين عندما تدرك ما يلي‪" :‬أنا بحاج ة إلى النعم ة مثلك تمامًا"‪.‬‬

‫ويقمول بمولس أّننمما تقّر بمنماممن الم "بممدّم المسميح" )آيم ة ‪ .(13‬لقممد تجّسم دم الم فمي يسمموع المسمميح‪ .‬ولقد‬

‫تأّلم ال في جسده في يسوع‪ .‬ولقد سكب ال دمه الطاهر من أجلنا في المسيح‪ .‬ونحن لقممد نعتقممد أّنممه يمكننمما‬ ‫أن نقممترب مممن الم بسمماعات مممن الصمملة وبأعمالنمما أو ربممما بنكراننمما لجسممادنا )كولوسي ‪ .(23 :2‬إلّ أّن‬ ‫ل أسمود إواممرأة بيضماء وم ارهممق أسمميوي وأب لتينممي وأّم هندّيمم ة أو أي أحمد‬ ‫الشيء الوحيد الذي لقد يقمّر بمرج ً‬

‫ي‬ ‫آخمر‪ ،‬مممن الم همو دّم يسمموع المسمميح‪ .‬وعنمدما نممدرك أّننمما جميعمًا نتقمّر بمممن الم بالطريقمم ة نفسمها‪ ،‬يمزول أ ّ‬ ‫سبب للنقسامات بيننا‪.‬‬ ‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬

‫كيف تجد ميول النسان إلى الإنقسام والصراع في حياتك اليومّي ة؟‬ ‫كيف كنت في أحد الولقات "بعيدًا" وكيف أّثر ذلك على عللقاتك مع الخرين؟‬

‫مممتى تميممل إلممى أن تظهممر الممبّر الممذاتي وأن تحكممم علممى الخري ن؟ كيممف تسمماعدك اليمم ة ‪ 13‬علممى‬ ‫التعامل مع المر؟‬


‫‪9‬‬

‫ط ة سلم‬ ‫خّ‬

‫"لّنه هو سلمنا الذي جعل الثنين واحدًاونقض حائط السياج المتوّس طم أي العداوة‪.‬‬

‫ل بجسده ناموس الوصايا في فرائض لكي يخلق الثنين فمي نفسمه إنسمانًا واحمدًا‬ ‫مبط ً‬ ‫ل العمداوة‬ ‫جديدًا صانعًا سلمًا ويصالح الثنين فمي جسمٍد واحمٍد ممع الم بالصمليب لقمات ً‬ ‫به‪ .‬فجاء وبشّر كممبسملٍم أنتمم البعيمدين والقريبين‪ .‬لّن بمه كلينما لقمدومًا فمي روٍح واحمٍد‬

‫القديسمين وأهمل بيمت الم مبنّييممن‬ ‫ل بمل رعّيمم ة ممع ّ‬ ‫إلمى الب‪ .‬فلسمتم إذًا بعمد غرباء ونز ً‬

‫على أساس الرسل والنبيماء ويسمموع المسمميح نفسمه حجمر الزاوي ة المذي فيمه كمّل البنماء‬ ‫ل مقّد س مًا فمي المبًر ‪ .‬م م المذيأنتمم مبنّيمون معمًا مسمكنًا لم فمي المروح"‬ ‫مركبًا معًا ينمو هيك ً‬ ‫)أفسس ‪(22-14 :2‬‬

‫هناك عبارات في سفر إشممعياء سمممحت لليهممود أن يعرف وا‪ ،‬مئممات السممنين لقبممل مجيممء المسمميح‪ ،‬أّن‬ ‫ط ة ال هي أن يظهر نعمته للممّيين ولليهود على حّد سواء )إشعياء ‪.(22 ،6 :49 ،6 :42 ،1 :9‬‬ ‫خّ‬ ‫والقليممل مممن اليهممود كممانوا علممى اسممتعداد لتبنممي هممذه الفكممار وأن ينتظممروا تحقيقهمما‪ .‬ومن آمممن بهممذه الفكممار‬

‫كان غالبًا مشكوك بأمرهم‪ .‬ولقد أوضح يسوع عندما ابتدأ فمي خمدمته أن تحقيمق كلممات إشمعياء اولوّي ة فمي‬

‫نظره‪ .‬ولقد أولقعتمه تعماليمه عمن همذا الموضوع بالتأكيمد فمي مشماكل فمي وطنمه )لولقا ‪ .(29-25 :4‬ويقمول‬ ‫بممولس‪" ،‬لّنممه هممو سمملمنا الممذي جعممل الثنيممن واحممدًا‪) " ...‬آيمم ة ‪ .(14‬وكمانت تلممك مج مّر دمفك مرة توّسم عم بهمما‬

‫بولس بعد أن تمعّن برسال ة يسوع‪ .‬وكان من الواضح مممن خلل خدممم ة يسمموع أّنممه أراد أن يصممل إلممى جميممع‬ ‫ل إلممى اليهممود وممن ثممم إلممى‬ ‫الرج ال والنسمماء بغممض النظممر عممن عرلقهممم أو عممائلتهم‪ .‬لقممد كممانت رس الته أّو ً‬

‫المم‪.‬‬

‫يقول بولس عن يسوع أّنمه "نقمض حمائط السمياج المتوّس طم أي العمداوة‪) ".‬آيم ة ‪ .(14‬ولقد فعمل ذلمك‬

‫علممى الصممليب ممّرة إوالممى البممد وسميتكّلم بممولس عممن هممذا الموضموع فممي اليمم ة ‪ .16‬ولقممد عمممل يسمموع خلل‬

‫خمدمته ممن أجممل همدم همذا السمياج‪ .‬لقمد عامممل النسماء بطريقم ة مختلفمم ة كمما عممل الممّيمن بطريقم ة مختلفمم ة‪.‬‬


‫ولقد كان في صفوف تلميذه أحد المناضلين ضد الرومان سابقًا )سمعان الغيممور( وأحممد الوفيمماء للرومان‬

‫سابقًا )متى العشار(‪ .‬لقد جمع الناس معًا من خلل معاملتهم بالتساوي‪.‬‬ ‫هو سلمنا‬

‫ول يقممول بممولس أّن يسمموع هممو صممانع سمملمنا بممل يقممول أّنممه "هممو سمملمنا" )آيمم ة ‪ .(14‬فيسمموع يفعممل‬

‫أكثر من أن يساعد اليهمود والممّييممن علمى التفماوض ممن أجممل عقممد السملم‪ .‬ووفقمًا لحالم ة اليهممود والمميّمن‬ ‫لقد حّقق يسوع العهد القديم )متى ‪ (17 :5‬ومن ثمم أنهمى بمموته همذا العهمد‪ .‬فقمد كمان العهممد القممديم تحديممدًا‬

‫بفرائضه ولقوانينه‪ ،‬سمياجًا بيمن اليهممود والممّم ‪.‬م لقممد حقّمق يسموع الشمريع ة ومن ثممم وضع أسمس جديمدة للحيماة‬

‫مع الم تكمون صمحيح ة لجميمع النماس بغمض النظمر عمن العمرق أو الخلفّيم ة‪ .‬وهدفه كمان أن "يخلمق الثنيمن‬ ‫في نفسه إنسانًا واحدًا جديدًا" )آي ة ‪ .(15‬ونحن جميعًا نتمّتع بهوّي ة جديمدة كلّيمًا مممع المسميح ولسممنا ملزميمن‬ ‫بكّل مما كمان ممن لقبمل‪ .‬ولذلك يسمتطيع الرجل السمود الفريقمي والوروبي والسميوي واللتينمي‪ ،‬أن يكون وا‬

‫إخوة في حياة الشراك ة عينها‪ .‬فجميعهم لديه هوّي ة جديدة ترتفع عن جذورهم‪ .‬فهم جميعمما ًالن "ولدوا ليممس‬ ‫من دّم ول من مشيئ ة جسٍد ول من مشيئ ة رجل بل من ال" )يوحنا ‪ .(13 :1‬والرجال والنساء الذين يممأتون‬ ‫ل العمداوة بمه" )آيم ة‬ ‫من خلفيمات مختلفم ة جمّد ًام تصمالحوا ممع الم ومن ثمم ممع بعضمهم البعمض بالصمليب "لقمات ً‬ ‫‪.(16‬‬ ‫ويتكّلم بولس بالتأكيد هنا عن الطريق ة التي حقّممق فيهمما يسمموع الشمريع ة ومن ثممم وضع عهممدًا جديممدًا‬

‫مكانها‪ .‬فهو يصف المر كما لو أّنه موت الناموس الذي كان لقمد خلممق عممداوة بيممن اليهمود والّمم مم ‪ ،‬إلّ أّن‬ ‫هناك رسال ة تصل أبعد من مسأل ة اليهود والمم والتي تنطبق على كمّل نمزاع بيممن البشمر‪ .‬إذ ل يهمم مما همو‬

‫ي خلفّيمم ة‬ ‫مصدر الضغط والنقسام لن صليب يسوع سمميعتني بممالمر‪ .‬فعنمدما يمأتي أحممد الشممخاص مممن أ ّ‬ ‫كان إلى صليب المسيح ويدرك مدى حاجته إلى الغفران ويفهم ماذا يعني أن يحممل الصمليب ويمموت عمن‬ ‫كبري ائه‪ ،‬سنشممهد مصممالح ة الشممخاص‪ .‬وعنممدها سمميقولون هممم أيض مًا "يسمموع هممو سمملمنا"‪ .‬وسميعلمون أّن‬ ‫شيء ما لقد حصل ول بّد أّنه من ال‪.‬‬


‫نظحن عائلته‬ ‫طمم ة المم‪.‬‬ ‫فممي نهايمم ة الصممحاح الّو لممممن الرس ال ة إلممى أهممل أفسممس‪ ،‬عرفنمما أهمّيمم ة الكنيسمم ة فممي خ ّ‬

‫ل ولقبممل ك مّل شمميء "جسممد واحممد" )آيمم ة ‪(16‬‬ ‫ونبممدأ الن أن نممرى ممما يجممب أن تكممون عليممه الكنيسمم ة‪ .‬فهممي أو ً‬

‫حيث يتصالح الجميع مع ال ومع الخرين‪ .‬هي المكان المذي ل يكمون فيمه أحمد كغريب بمل الجميمع جمزء‬ ‫من الملكوت عينه إواخوة من العائل ة عينهمما )آيم ة ‪ .(19‬وعنممدما تتوّلقف الكنيسمم ة عمن الشممعور أّنهمما عائلم ة –‬

‫ظمم ة‬ ‫فمي كمّل مما تحممل همذه الكلمم ة ممن معماني‪ -‬نكمون لقمد حمدنا عمن الطريق‪ .‬عنمدما تعتقمد أّن الكنيسم ة من ّ‬

‫كبيرة وأنت جزء من العمل‪ ،‬تكون على خطأ‪ .‬فقد أحبنا إله مليء بالرحم ة وجعلنا جزء مممن الكنيسمم ة لكممي‬ ‫نعيش حياة محّب ة )سنلقي المزيد ممن الضمموء علممى هممذه الفكمرة فمي الصممحاح الخمامس ممن هممذه الرسال ة(‪.‬‬

‫ي شيء بطريق ة عادّي ة‪ .‬فهو يدخل إلى حياة الشممخاص المنقسمممين ولكّنممه‬ ‫فخ ّ‬ ‫ط ة ال ليست أبدًا أن نقوم بأ ّ‬ ‫ل يهتممم فقممط بممأن يجعلنمما نحتمممل بعضممنا البعممض وأن نعيممش مممع بعضممنا البعممض‪ .‬بممل هممو يريد أن يجعلنمما‬ ‫عائل ة وأن نتشارك مع بضعنا البعض وأن نهتم بأمور بعضنا البعض بشّد ةم‪.‬‬

‫ويضمميف بممولس أّن الكنيسمم ة هممي بنمماء )آيمم ة ‪ (21‬ولكممن مممن الواضممح أّنممه يعنممي بنمماء روحي وليممس‬

‫الحجممارة‪ .‬الكنيسمم ة هممي بنمماء روحي وهي بطريق م ة ممما تصممبح مسممكن المم‪ .‬وكلممم ة "بنمماء" هممي مجممرد تشممبيه‪.‬‬ ‫فالكنيس ة هي الناس وتجد أّن ال يعمل في هؤلء الشخاص من خلل روحه )آيمم ة ‪ .(22‬ولكممن يجممب أن‬ ‫يكون هناك أسس حتى للبناء الروحي وهذا البنماء همو مبنمي "علممى أسماس الرسل والنبيمماء ويسموع المسميح‬ ‫نفسممه حجممر الزاوي ة" )آيمم ة ‪ .(20‬وما يجعممل كنيسمم ة يسمموع المسمميح أن تكممون الملكمموت الممذي ل يممتزعزع هممو‬ ‫الساس‪ .‬فهي مبني ة على رسال ة آتي ة من رجال ال ومن يسوع نفسممه‪ -‬المذي لمم يعلّمم الحقيقم ة فحسمب بممل‬

‫الذي من خلل الصليب نقض كّل المعّو لقممات التي تعيق حياة الشراك ة‪.‬‬ ‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬

‫ما هي العللق ة التي لديك فمي الملكموت والمتي لمم تكمن لتحصمل عليهما إن لمم تكمن فمي المسميح؟ مما‬ ‫الذي يدهشك في هذه العللق ة؟‬


‫‪.2‬‬

‫فيمما تتبمع يسموع عمن لقمرب‪ ،‬همل هنماك أي تغييمرات يجمب أن تحصمل فمي الطريقم ة المتي تفّكم رم فيهما‬

‫‪.3‬‬

‫هل شعرت يومًا كغريب حتى في الكنيس ة؟ من تعرف لقد يشمعر بمالمر عينمه؟ مماذا سمتفعل لتهمدم‬

‫عن بعض النواع من الناس؟‬

‫السياج؟‬


‫‪10‬‬

‫السجين الذي لديه هدف‬

‫"بسبب هذا أنا بولس أسير المسيح يسوع لجلكم أّيها المم" )أفسس ‪(1 :3‬‬

‫ولقبل أن نسمتمر بمالنظر إلمى رسال ة بمولس همذه دعونا نتوّلقف لقليلً لنلقمي نظمرة علمى الجملم ة المتي‬

‫تهل بها الصحاح الثالث‪ .‬فهمي فممي الحقيقم ة جملم ة نالقصمم ة – إذ لممم يكملّهما بمولس‪ .‬ولقد نصمّح حممها اليموم‬ ‫اسُ ّ‬ ‫إلّ أّنهمما تحممل فكمرة مهّمم ةم‪ .‬إذ تقمول بكمّل بسماط ة‪" ،‬بسمبب هممذا أنمما بمولس أسمير المسمميح يسمموع لجلكممم أّيهمما‬ ‫المممم‪ "...‬وسممبق أن أش مرنا أّن بممولس كتممب هممذه الرس ال ة بينممما كممان سممجينًا )أفسممس ‪ .(20 :6‬لقممد ُألقممي‬

‫القبض عليه وسجن على يّد الحكوم ة الرومانّي ة‪ .‬ولقد يتساءل المممرء سممجين مممن هممو‪ .‬ولكممن لممم يكممن هنمماك‬ ‫ي شك بالنسب ة إلى من ألقى القبض عليه أّنه سجينهم هم‪.‬‬ ‫أّ‬ ‫بعينين مختلفتين‬ ‫إلّ أّن بممولس نظممر إلممى حيمماته بطريقمم ة مختلفمم ة تمام مًا‪ .‬وه ذا هممو المفتمماح لك مّل مممن يري د أن يغلممب‬

‫روحيًّا‪ .‬إذ يجب أن تنفتح أعين لقلوبنا لكي نرى الظروف بطريق ة ل يراها الناس العاديون‪ .‬إذ لم ير بممولس‬ ‫نفسه سجينًا للرومان بل هو أسير المسيح‪.‬‬

‫ولكن هل غّير بولس من طريق ة كلمه عن نعم ة ال وغنمى رحمتمه الممتي رأيناهمما فمي الصممحاحين‬

‫الول والثمماني؟ هممل هممو الن ينتقممل إلممى طريقمم ة أخممرى للنظممر إلممى تجربتممه مممع المم؟ هممل همو الن يعتقممد أّنممه‬

‫مسممجون ومقّيممد وموضموع فممي ظممروف مزري ة مممن لقبممل المسمميح؟ والج مواب علممى ك مّل هممذه السممئل ة هممو ل‪.‬‬

‫فهناك تواصل في الفكار فمي مما لقماله بمولس إلمى الن وما يقموله هنما‪ .‬فهمو لمم ينمس ولو للحظم ة نعمم ة الم‬ ‫ومحّبتممه‪ .‬بممل هممو علممى العكممس أسممير هممذه المحّبمم ة‪ .‬فهممذه المحّبمم ة تحص مره وتحكمممه )كورنثمموس الثانيمم ة ‪:5‬‬ ‫‪ .(14‬ما فعله ال رائع وجميل جّد ًام لدرج ة أّنه أصبح القّوة المسيطرة والمحّر كم ةفي حياته‪.‬‬


‫فقممد تكممون القيممود جعلتممه أسممي ًار للحممرس الرومماني ولكممن بممولس رأى نفسممه بطريقمم ة أهممم ج مّد ًام أسممي ًار‬

‫للمسيح‪ .‬فهو يرفض أن يرى نفسه ضحّي ة الرومان بل همو ملمك المسميح‪ .‬نعمم لقمد كمان سمجينًا‪ .‬نعمم هنماك‬

‫شيء ما يقّيده‪ ،‬بل هو اختار أن يرى نفسه تحت سيطرة المسيح وليس كرجل تحت سيطرة النسان‪.‬‬

‫ولقد يكون السجن أم ًار سلبّيًا‪ .‬فمن يرغب بمأن يسممجن؟ ولكممن بمولس رأى كمونه أسمي ًار للمسمميح شمميئًا‬ ‫إيجابّي مًا‪ .‬وتؤّكم دم هممذه الجملمم ة أّنممه رج ل لممديه رس ال ة وه دف‪ .‬حممتى ولمو تممألم‪ ،‬فهممو يتممألم مممن أجممل القضممي ة‬

‫العظيم ة‪ .‬وعلينا أن نتعّلم مثل بولس أن ل ننظر إلى الظروف الخارجّي ة بممل إلممى الظممروف الروحّيمم ة الهممم‬

‫التي نحن عليها في المسيح‪ .‬ويقول ويليام باركلي أن النسان المسيحي لمديه دوم ًا حيماة مزدوج ة وعنموان‬ ‫مممزدوج‪ .‬وعادة الحيمماة المزدوج ة ليسممت أمم ًار جّيممدًا ولكممن ممما يعنيممه بالتأكيممد هممو أّنممه مممع كمملّ طممرف خممارجي‬

‫هناك حقيق ة روحيّ ة أعمق‪ .‬فمهما حصل معنا من الخارج‪ ،‬فلن يتغّير ما نحن عليه في المسيح وما نحممن‬ ‫عليه في المسيح همو الشميء الهمم‪ .‬ففمي حيماة بمولس كمان المسمميح أهمّم بكممثير ممن الرومان‪ .‬فمالول يغّيمر‬

‫حياته ول يستطيع هذا الخير أن يهدمها‪.‬‬ ‫من أج ل الخرين‬

‫لحظ هذا الجزء ممن الجملمم ة بإمعمان‪ .‬إذ ل يقمول بمولس أّنمه أسمير المسمميح بممل همو أسمير للمسمميح‬

‫وهو أسممير للمسمميح "لجلكممم أّيهمما المممم‪ ".‬عنممدما نتّحمد مممع المسمميح نتّحمد مممع الرسال ة‪ .‬فقممد لقممال المسمميح أّن‬ ‫"ابممن النسممان ‪ ...‬لممم يممأِت ُليخممدم بممل لَيخممدم وليبممذل نفسممه فديمٍ ة عممن كممثيرين" )مرلقس ‪ .(45 :10‬لممم يممأِت‬

‫يسوع المسيح من أجله بل من أجل الخرين‪.‬‬

‫ولقد فهم بولس أّن كونه تلميذ يعني أن يرتبط مع المسيح ليس فقط من أجله بل من أجل الخرين‬

‫أيضًا‪ .‬لقد كان أسير للمسيح ليس فقط ليخلص هو بل لكي يأتي الكثيرين إلى المسيح مممن خلل رسالته‪.‬‬ ‫لقد أظهمر لمه الم السمّر المذي سميذكره بمولس ثلث ممرات فمي اليمات اللحقم ة‪ .‬ولكمن لمماذا؟ لقمد فهمم بمولس‬

‫بوضوح أّن السبب هو أن يكون خادمًا للجميع تمامًا كما لقال إلى الكنيس ة في كورنثوس‪:‬‬


‫"فإّننا ل نكرز بأنفسنا بل بالمسيح يسوع رّبًا ولكن بأنفسنا عبيدًا لكم ممن أجمل يسموع‪.‬‬ ‫لّن الم المذي لقمال أن يشمرق نمور ممن ظلمم ة همو المذي أشمرق فمي لقلوبنما لنمارة معرف ة‬

‫مجد ال في وجه يسوع المسيح" )كورنثوس الثاني ة ‪(6-5 :4‬‬

‫وكتب بولس أيضَاً أّنه عندما يضيء نور الرؤيا في لقلوبنا وُيرينا مجممد الم فممي المسمميح‪ ،‬يجممب أن‬

‫يغيّر نماهممذا الضمموء‪ .‬ويجمب أن ل نحيما منمذ الن لنفسمنا بممل للمسميح وللخرين‪ .‬وكان يمكمن لبمولس فمي‬

‫هذه النقط ة من حياته أن يغطس فمي الشمفق ة علمى المذات بسمبب لقيموده ولكّنمه أخمذ الرسال ة إلمى لقلبمه وتذّك رم‬

‫أنّه ل يعيش لنفسه بل للخرين‪.‬‬ ‫نحممن نعيممش فممي عممالٍم حيممث يقمموم الشممخاص بخدممم ة الخرين ببعممض المممور ولكممن هنمماك الكممثير‬ ‫ممن الرسائل المتي تحثّنما للعيمش ممن أجمل أنفسمنا‪ .‬فكمم ممن العلنمات نمرى ونسممع تخبرنا أّننمما نسمتحق أن‬

‫نقوم بأمور من أجل رغباتنا؟ ونحن جميعًا نرغب أن نصّد قم هذه الرسال ة ولكّننا إن كّنا مرتبطين بالمسيح‬

‫طتممه هممي أن نعيممش مممن أجممل‬ ‫طمم ة المم‪ .‬لّن خ ّ‬ ‫سممندرك أّن تلممك ليسممت رس التنا‪ .‬ونعممرف أّن هممذه ليسممت خ ّ‬ ‫الخرين‪.‬‬

‫ما هو إذًا فحموى الموضوع؟ نحمن كسممجناء للمسميح‪ ،‬لقممد تحّر رمنالكممي نخممدم الخرين وهذه الحرّي ة‬ ‫تحدث ثمار كثيرة‪.‬‬ ‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬

‫ممما هممو الظممرف فممي حياتممك الممذي يجممب أن تنظممر إليممه بطريقمم ة مختلفمم ة بسممبب ممما أنممت عليممه فممي‬ ‫المسيح؟‬

‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬

‫كيف يمكن أن تتغير نظرتك إلى المور من خلل فكرة أّنك ُم لمك المسيح؟‬ ‫متى تشعر بالشفق ة على الذات أكثر؟‬

‫‪.4‬‬

‫ماذا يعني اللتزام بالعيش للخرين في حياتك؟ ما هو القرار الذي سوف تأخذه هذا السبوع؟‬


‫‪11‬‬

‫السّر العظيم‬ ‫"إن كنت ممم لق ممد س مممعتم بت ممدبير نعم مم ة الم م المعط مماة ل ممي لجلك ممم‪ .‬أّن ممه ب ممإعلن عّر فمن ممي‬ ‫ت ياليجماز‪ .‬المذي بحسمبه حينمما تقرأونه تقمدرون أن تفهمموا‬ ‫بالسّر ‪ .‬م م كمماسمبقت فكتبم ُ‬

‫درايتي بسّر المسيح‪ .‬الذي في أجيال أخر لم يعّر فمبه بنو البشر كما لقممد ُأعلممن الن‬ ‫لرسله القدّيسين وأنبيمائه بمالروح‪ .‬أّن الممّم شمركاء فمي الميمراث والجسمد ون وال موعده‬ ‫في المسيح بالنجيل‪ .‬الذي ِ‬ ‫ت أنا خادمًا له حسب موهبمم ة نعمم ة الم المعطماة لممي‬ ‫ص رم مُ‬ ‫حسب فعل لقمّو تممه‪ .‬لمي أنما أصمغر جميمع القّد يمسممين ُأعطيممت همذه النعممم ة أّن ُأبّشم رم بيممن‬ ‫المم بغنى المسيح الذي ل يستقصى وأنيمر الجميمع فمي ممما همو شمرك ة السمّر المكتموم‬

‫منذ الدهور في ال خالق الجميع بيسوع المسيح‪) ".‬أفسس ‪(9-2 :3‬‬

‫بصراح ة‪ ،‬عليك أن تق أر المقطع برّم تمه مرات عديدة لكمي تسمتطيع أن تحصمل علمى تمأثيره الكاممل‪.‬‬

‫)لقممد لق أرتممه شخصمّيًا العديممد مممن الممّراتلشممعر أّننممي جمماهز ان أكتممب عنممه(‪ .‬يتكلّممم بممولس عممن أمممر يعتممبره‬

‫مهّم ًام جّد اًم‪ -‬ولكن بعد أن مضى ألفي سن ة على همذا الممر‪ ،‬لقمد ل نسمتطيع أن نمرى مباشمرة مما همو ممدهش‬ ‫فيه‪ .‬دعونا نعطي بولس فرص ة لكي يشرح المر‪.‬‬ ‫رؤيا غير متوّقعة‬

‫أّو لمأمممر أذهممل بممولس هممو أّن الم كشممف لممه السمّر ‪.‬م م وكمانلقممد اسممتعمل هممذه الكلممم ة فممي الصممحاح‬

‫الّو لممممن رس الته إلممى أهممل أفسممس وه ي الن تعممود لتظهممر أرب ع م مّراتفممي هممذا المقطممع‪ .‬فممي أيممام بممولس‬

‫كممانت الممديانات الباطنّي مم ة ش ممائع ة جم مّد ًام بيممن الن مماس وكممان ته ممدف إلممى ملممء الفم مراغ الروحم ي‪ .‬وكممانت ه ممذه‬

‫الممديانات بممما فيهمما الخ ارفممات الشممعبّي ة‪ ،‬معروفمم ة بطقوسممها الغريبمم ة وخللهمما تنكشممف لقائممد الطقممس بعممض‬

‫السرار الدفين ة‪ .‬ولن ُتكشف هذه السرار لشخص ليس عضوًا‪ .‬وهذه السرار هممي الممتي تجمممع العضمماء‬ ‫معًا‪ .‬ولكن ليس لبولس أي ة نّي ة بأن يقلب اليمان بيسوع المسيح إلى ديان ة باطنّي ة‪ .‬فاستعمال بولس لكلم ة‬

‫"سّر " م م لتتعٌلق أبدًا باستعمالها في هذه المجموعات‪.‬‬


‫ويوضح معنى السّر بالنسب ة إليه في الي ة ‪:6‬‬ ‫"أّن المم شركاء في الميراث والجسد ونوال موعده في المسيح بالنجيل"‬

‫طمم ة ال م لجلممب اليهممود والّم م مم – جميممع النمماس‪ -‬مع مًا س مّر فممي الماضممي‪ .‬فهممي لممم ُتكشممف‬ ‫كممانت خ ّ‬

‫لحممد فممي الجيممال الماضممي ة ولم يكممن هنمماك فهممم واضممح للطريقمم ة الممتي سمّتحّقق بهمما‪ .‬والكممثير مممن النمماس لممم‬ ‫يعتقممد أّنهمما سممتتحّقق ذات يمموم‪ .‬ولكممن الن وبعممد كمّل هممذه السممنوات يكتممب بممولس أّن السمّر لقممد ُك شممف ال مذي‬

‫ُيظهممر كيممف سممتنتهي العممداوة وكيممف يمكممن للرج ال والنسمماء أن يكونم وا جممزء مممن العائلمم ة عينهمما‪ ،‬بصممليب‬ ‫يسوع‪ .‬وما ُأظهر لبولس‪ ،‬سيكرز به للجميع‪ .‬فهذا السّر لم تعد حك ًار لحد‪.‬‬

‫مممن الصممعب أن نفهممم مممدى ذهممول بممولس لمعرفتممه هممذا الس مّر ‪ .‬م م فممالخلفبيممن اليهممود والّم م مم كممان‬

‫طمم ة‬ ‫عظيمًا لدرج ة أّن المصالح ة بمدت مسمتحيل ة‪ .‬وكيهمودي فريسممي‪ ،‬لمم يكمن بمولس ليحلمم يوم ًا أّن هكممذا خ ّ‬

‫ممكنم ة‪ .‬فالتمدريب المذي تلقّماه والبيئم ة المتي ترعرع فيهما ل تمزرع فيمه همذا النموع ممن الرغبم ة‪ .‬وهو بالتأكيمد لمم‬ ‫يكن أم ًار آمن به وتطّلع إليه لقبل لقاء بيسوع على طريق دمشق‪.‬‬ ‫إختيار مفاجئ‬ ‫طم ة لجممع النماس معمًا ممكنم ة‪،‬فالمفاجمأة الثانيم ة‬ ‫إن كانت المفاجأة الولى لبمولس همي أن تكمون الخ ّ‬

‫ت كتابمًا لحممد المفّك رمين يقممول‬ ‫هي أّن ال اختاره ليكون الناطق الساسي باسم هذه الخ ّ‬ ‫ط ة! وأذكر أنني لقم أر ُ‬

‫فيممه أن بممولس اكتشممف المفتمماح للوح دة بيممن المممم واليهممود‪ .‬ولقمد يسممرع بممولس للقممول أّنممه لممم يقممم بمثممل هممذا‬

‫المممر‪ .‬فالكتشممافات تحصممل علممى يمّد مممن يبحممث عنهمما ونحممن نعطممي هممؤلء البمماحثين المكافممآت ونعممترف‬

‫بجهودهم واكتشممافاتهم‪ .‬ول يعتمبر بمولس أّنمه اكتشمف هممذا المممر‪ .‬كل‪ ،‬فقمد حمدث همذا الممر "بتممدبير نعممم ة‬ ‫ال" )آي ة ‪ .(2‬فقد عّر فمهال بهذا المر من خلل رؤيا )آي ة ‪ .(3‬فقد حصل بممولس علممى ممما لقممد وضعه الم‬

‫أم ممامه وهم و ل ممم يش ممعر أّن ممه يس ممتحق الم ممدح عل ممى ه ممذه الرس ال ة أو عل ممى انتش ممارها‪ .‬لعل ممه يس ممتذكر مش مماعره‬

‫وأحاسيسه على طريق دمشق وتقييمه الشخصي لنفسمه أّنمه كمان "أصمغر جميمع القدّيسممين" ولقد سممحت لمه‬ ‫النعم ة وحدها أن يكرز للمم عن غنى المسيح الذي ل يستقصى )آي ة ‪ .(8‬وفي أيامه السابق ة عندما كان‬


‫فرّيسي‪ ،‬لم يكن بولس مصلح يسعى إلى كسر الحاجز بين العروق‪ .‬بل كان متشمّد دمًا تصمّد ىم بقمّوة وعنممف‬

‫ب المم أيضًا(‪ .‬وكان من المهّم جّد ًام بالنسب ة إلى بولس أن يسمممح‬ ‫لرسال ة يسوع )الذي معّلم لقال أّن ال يح ّ‬ ‫لممه ألم أن يتمموب مممن خلل نعمتممه وأعطمماه المغفمرة وسمح لممه أن يكممرز بهممذا السمّر ‪.‬م م فقممدشممعر فممي لقلبممه أّنممه‬

‫"أصغر جميع القدّيسين"‪ -‬على الطلق‪.‬‬ ‫لنا نظحن أيضاً‬

‫ظمروف حياتنمما التاريخّيمم ة مختلفم ة جمّد ًام عمن ظمروف حيمماة بمولس‪ .‬معظمنمما ل يممأتي ممن خلفّيمم ة مثممل‬

‫ط ة ال تمامًا كما فعل‬ ‫التي أتى منها بولس من القرن الول في اليهودّي ة‪ ،‬ولكن علينا أن نرى مكاننا في خ ّ‬

‫بولس‪ .‬علينا أن نتحلّممى بشمعور عميمق أّننمما ل نسمتحق همذه الفرص ة‪ .‬وعلينما أن نمرى أهمّيم ة أّننمما مممن خلل‬

‫محّب ة ال‪ ،‬حصلنا على رسال ة يسوع وعلينا أن نندهش أّنه يستطيع أن يسمتخدمنا لكمي ننقمل رسال ة الغفمران‬ ‫ل‪ .‬ونحمن نتعلّممم مممن مثممل بممولس أّنممه ليممس هنمماك مممن مشممكل ة أّن‬ ‫والمصممالح ة لجميممع المممم وسيفعل ذلممك فع ً‬ ‫نرى أنفسنا أّننا ضعفاء ما ُد ممت تدك بسرع ة أّن نعم ة ال تجعل منك مهّم اًم‪.‬‬ ‫طم ة الم لتوحيمد جميمع النماس فمي المسميح ولكمن هنماك سمّر‬ ‫والسّر الذي يتكّلم عنه بولس هنا هو خ ّ‬ ‫طمم ة وأن الفرص ة ُأعطيممت لممي لكممي أحممدث فرلق ًا‪ .‬أنمما أعممرف‬ ‫آخممر بالنسممب ة إلممي هممو أّننممي جمزء مممن هممذه الخ ّ‬

‫ك فيهمما ويضممعف إيممماني ‪ .‬ل أعلممم إن كنممت أشممعر‬ ‫فشلي وأعرف ضعفي‪ .‬وأعرف تمامًا الولقات الممتي أشم ّ‬ ‫ض حم ة فمي الرسال ة‬ ‫"أصغر الجميع" ولكن أحيانمًا يكمون شمعوري لقريبمًا ممن ذلمك‪ .‬إلّ أّن رسال ة النجيمل المو ّ‬

‫إلى أهل أفسس هي أّننا الن خّد امم النجيممل "حسممب موهبم ة نعمم ة الم المعطمماة لنمما حسممب فعممل لقمّو تممه‪) ".‬آيم ة‬ ‫‪.(7‬‬ ‫طمم ة الم الرائعمم ة‪ ،‬أن ننممدهش عنممدما‬ ‫وأتمنممى فيممما يشممارك بممولس معنمما أهميمم ة أن نكممون جممزء مممن خ ّ‬

‫ندرك من نحن وماذا دعانا ال لنقوم به‪.‬‬ ‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬

‫حاول أن تضع نفسك مكان بولس‪ .‬ماذا سمح له أن يغّير كّليًا نظرته للمم ؟‬ ‫هل ساعدتك رسال ة يسوع إلى أن تغّير مولقفك تجاه الناس الخرين؟‬


‫‪.3‬‬ ‫‪.4‬‬

‫لهمي ة كونك تلميذ للمسيح وجزء من عائل ة ال؟‬ ‫ّ‬ ‫عّد دم ثلث ة أسباب‬

‫ماذا يساعدك التمرين السابق بأن ترغب أن تكون وأن تفعل؟‬


‫‪12‬‬

‫من خلل الكنيس ة‪ ...‬حكم ة ال‬ ‫"لكّي يعمّر فمالن عنممد الرؤساء والسمملطين فمي السممماويات بواسمط ة الكنيسمم ة بحكمم ة‬

‫ال المتنّوعمم ة حسمب لقصمد المدهور المذي صمنعه فمي المسميح يسموع رّبنمما‪ .‬المذي بمه لنما‬ ‫جراءة ولقدوم بإيمانه عن ثقٍ ة ‪.‬م لذلك أطلب أن ل تكلّوا في شممدائدي لجلكممم الممتي هممي‬ ‫مجدكم‪) ".‬أفسس ‪(13-10 :3‬‬

‫أنظر من حولك‪ .‬ماذا تمرى؟ نماس‪ ،‬أبنيم ة‪ ،‬طرلقات‪،‬غابمات‪،‬أنهمر‪،‬جبمال‪ ،‬حيوانمات‪ ،‬وآلت‪ .‬إلّ أّن‬ ‫ما ل نراه بأعيننا الجسدّي ة هو أهّم مما لقمد نمراه‪ .‬خلمف أحمداث الحيماة الظماهرة هنماك صمراع روحي أعظمم‪.‬‬ ‫ص م ةم أطفممال أو أسممطورة بممل هممي الحقيقمم ة‪ .‬وسممنرى ذلممك‬ ‫فقمموى الش مّر تعمممل ضممد لقمموى المم‪ .‬وه ذه ليسممت لق ّ‬

‫بوضوح أكبر عندما نصل إلى الصحاح السادس مممن هممذه الرسال ة‪ ،‬ولكممن يحمماول بممولس فممي هممذا المقطممع‬ ‫أن يشير إلى هذا الصراع‪ .‬فهو يشير هنا إلممى "الرؤساء والسمملطين فممي السممماويات"‪ .‬ويوضح بممولس فممي‬ ‫أفسس ‪ 12 :6‬عن من يتكّلم‪:‬‬ ‫"فممإّن مصممارعتنا ليسممت مممع دّم ولحمٍم بممل مممع الرؤساء مممع السمملطين مممع ولة العممالم‬ ‫على ظلم ة هذا الدهر مع أجناد الشّر الروحّي ة في السماويات‪) ".‬أفسس ‪(12 :6‬‬

‫الكنيس ة‪.‬‬

‫ومن المهمّم أن نقموم بهمذا التحديمد لكمي نسمتطيع أن نفهمم مما يقموله بمولس فمي همذا النمص عمن دور‬

‫علمة انتصار‬ ‫طتممه هممي أن‬ ‫يجممب أن يكممون مممن الواضممح لنمما أّن أحممد أعظممم اهتمامممات ال م وأحممد أهممم أهممداف خ ّ‬

‫يجمع الناس معمًا فمي الكنيسم ة وأن يكون وا متّحمدين هنماك‪ .‬ونجمد كلمم ة "معمًا" ثمانيم ة ممّراتفمي الرسال ة إلمى‬ ‫أهممل أفسممس‪ .‬إوان كممانت إرادة ال م أن يجمممع النمماس مع ماً فليممس عليممك أن تفّك م رم كممثي اًر كممي تكتشممف ممما هممو‬


‫هدف لقوى الشرير‪ .‬وبرغم من أّننمما ل نمرى لقموى الشمّر همذه إلّ أّنهمما تعممل فيمما يطموف رسل الشميطان لكمي‬

‫ك والغي مرة وع دم الثقمم ة والحسممد والكممره فممي لقلمموب النمماس فينشممئوا النقسممامات حيثممما‬ ‫يزرع وا النانّيمم ة والش م ّ‬

‫يسممتطيعون‪ .‬ومن الواضممح أّنهممم يهممدفون للمجموعات العرلقّيمم ة والمجموعات المختلفمم ة فهممم يغمّذ ومن الوطنّيمم ة‬

‫والقبلّي ة في الشخاص‪ .‬إلّ أّنهم يشمقّون طريقهمم أيضمًا إلمى لقلموب العمائلت والجيمران‪ .‬فليمس ممن مكمان ل‬

‫ك فممي لقممدرتهم علممى النجمماح‪ .‬إذ نممرى أمثلمم ة علممى ذلممك حيثممما‬ ‫يرغبممون فممي الوصمول إليممه ول يمكننمما أن نش م ّ‬ ‫ذهبنا‪.‬‬

‫في همذا العمالم المنقسمم أرسل الم ابنمه ولقد بّشم رم بالسملم ومن ثمم وضع حيماته علمى أّنهمما تضمحي ة‬

‫طمم ة سملم وهي تعمممل فممي كمّل ممّرةيتجماوب النمماس معهمما‪ .‬فالمذين يمذهبون إليمه‬ ‫السلم الكامل ة‪ .‬فال لمديه خ ّ‬ ‫إلممى الصممليب ويصمملبون كبرياؤهم وغطرستهم وأنممانّيتهم حقيقمً ة‪ ،‬يتحمّد ومن مع مًا كعائلمم ة جديممدة فممي الكنيسمم ة‪.‬‬

‫وعنممدما يحممدث هممذا‪ ،‬يحصممل فممي أيامنمما هممذه ممما حصممل فممي القممرن الول‪ ،‬وتنكشممف حكممم ة ال م للرؤسماء‬

‫والسمملطين فممي السممماويات‪ .‬وبعبممارات أخممرى يتّضمح لقمموى الظلم والشمرير أّنممه فممي جماعمم ة الصممليب أي‬ ‫كنيس ة المسيح أّن ال يغلب كّل الشّر الذي زرعوه في لقلوب الناس‪.‬‬

‫ولقد يعتقد القارئ العادي أّن همذا المقطمع يقمول أّن الم يسمتخدم كنيسمته لينشمر النجيمل إلمى جميمع‬

‫ل ما تقوم به الكنيس ة إلّ أّن هذا المقطمع يقصمد نقطم ة أخمرى‪ .‬فالكنيسم ة همي طريقم ة الم‬ ‫المم‪ .‬وهذا هو فع ً‬

‫في القول لقوى الظلم "انظروا إلى الشخاص الذين فّر لقمتموهم‪ .‬فأناأجلبهم معًا وأعّلمهم أن يحّبوا بعضهم‬ ‫ويهتموا لبعضهم البعض‪ ".‬و يقول تحديدًا بولس "حكم ة ال المتنّوع ة" ُأظهرت لسلطين الشّر )آي ة ‪.(10‬‬

‫ويمكن أن نضع مكان كلم ة "متنّوع ة" كلم ة "متعّد دمة اللموان" وهي تصممف شمميئًا متعمّد دم المعمماني‪ .‬ولقد تبممدو‬ ‫حكم ة الم جهالم ة للبشممر )كورنثمموس الولى ‪ (18 :1‬ولكّنهمما غنّيم ة ومليئم ة بمالقّوة وتسمتطيع أن توّح دم جميممع‬ ‫الناس الذين من المستحيل أن يجتمعوا‪ .‬ويقول بمولس أّن كمّل همذا كمان "حسمب لقصمد المدهور المذي صمنعه‬

‫طم ة وفيمما نتّحمد أنما وأنمت ممع الخرين فمي الكنيسم ة سمنحّقق‬ ‫في المسيح يسموع رّبنمما" )آيم ة ‪ .(11‬الم لمديه خ ّ‬ ‫هدف ال السرمدي!‬


‫بظحّر يلة وثقة‬

‫لقبممل أن ينتقممل بممولس إلممى آخممر وصمل ة لممه مممن الصمملة والتمجيممد الممتي س مُتنهي الجممزء الّو لممممن‬ ‫ل‪ ،‬هو يذّك رم التلميذ أّنه خلل اليمان بيسمموع المسمميح لممدينا‬ ‫الرسال ة‪ ،‬يضيف ملحظتين على منالقشته‪ .‬أّو ً‬

‫تواصل غير مشروط مع ال‪ .‬ولعل السبب فمي تمذكيره هممذا همو إشممارته إلمى الصمراع فممي السمماويات ولكممي‬ ‫ي سبب كان هو يزيد التأكيد هنا أّن المؤمنين لهم ال"جراءة ولقدوم بإيمممانه عمن ثقمٍ ة ‪.‬م" )آيمم ة ‪ .(12‬وفيممما‬ ‫ول ّ‬ ‫ل يفّك رم الرؤساء والسلطين في السماويات إلّ بتدميرنا‪ ،‬فال يهتممم لمرنا ونسممتطيع أن نممذهب إليممه بحّر يمم ة‬ ‫ومتى أردنا‪ .‬وغالبًا ما كان يأتي اليهود في العهد القديم إلى ال بخوف ورعدة إلّ أّن كلم ة "ثق ة" هنما )وفي‬

‫عبرانيين ‪ (16 :4‬في اليوناني ة تعني أّن المسيحيين يأتون إلمى الم بجمراءة‪ .‬وهذا همو وضع النعمم ة ال ارئمع‬

‫الممذي ننعممم بممه‪ .‬نحممن‪ ،‬الممذين كنمما أبنمماء الغضممب‪ ،‬نسممتمتع الن بالحّر ي مم ةللممذهاب إلممى ال م بج مراءة واضممعين‬ ‫أمامه حاجاتنا وطلباتنا‪.‬‬

‫وكلمممات الت ممأكيد هممذه تتصممل أخي م ًار بكلممم ة "لممذلك" بفك مرة أخي مرة‪" .‬أطلممب أن ل تكلّموا فممي شممدائدي‬

‫تلقوا هذه الرسال ة يعرفون بالتأكيد أّن بولس كتب من السجن‪.‬‬ ‫لجلكم التي هي مجدكم" )آي ة ‪ .(13‬والذين ّ‬

‫فمع وجود لقائدهم وبطلهمم فمي السمجن‪ ،‬كمان ممن السمهل أن يشمعروا بمالقلق والخموف‪ .‬إلّ أّن بمولس يمذّك رمهم‬ ‫أّنه ما من حكوم ة أو سلطان تستطيع أن تأخممذ عللقتهممم المباشمرة مممع المم‪ .‬ويقمول بممولس بكلمممات كممثيرة "ل‬

‫ط ة ولن يسمتطيع البشمر‬ ‫تزعجوا أنفسكم بذلك"‪" .‬وبفضل عللقتنا مع ال يتحّو لمألمنا إلى مجد!" ال لديه خ ّ‬ ‫تحطيمها‪.‬‬ ‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬

‫ي مدى تدرك حقيق ة العالم الروحي غير المرئي بالنسب ة إليك؟ هل لقمموى عممالم الظلم حقيقيم ة‬ ‫إلى أ ّ‬

‫‪.2‬‬

‫ممما هممي الموالقممف الممتي حمماولت لقمموى الشمرير أن تزرعهمما فممي لقلبممك لكممي تفصمملك عممن الخري ن فممي‬

‫لك كما هو ال حقيقي؟‬

‫العمل والعائل ة والكنيس ة؟‬ ‫‪.3‬‬

‫لماذا من المهّم جّد ًام أن نكون ملتزمين بالوحدة في الكنيس ة؟‬


‫‪.4‬‬

‫ما معنى أّنك تستطيع أن تذهب إلى ال بحّر يم ةوثق ة وحتى بجراءة‪ ،‬لك شخصّيًا؟‬


‫‪13‬‬

‫الصلة‬

‫"بسبب هذا أحني ركبتّي لدى أبي رّبنا يسوع المسيح الذي منه ُتسّم ىم كّل عشميرة فمي‬ ‫السمماوات وعلمى الرض‪ .‬لكمي يعطيكمم بحسمب غنمى مجمده أن تتأّيمدوا بمالقّوةم بروحه‬

‫صم لممون ومتأسسممون‬ ‫فممي النسممان البمماطن ليحمّل المسمميح باليمممان فممي لقلمموبكم وأنتممم متأ ّ‬

‫فممي المحّبمم ة حتّممى تسممتطيعوا أن تممدركوا مممع جميممع القّد يمسممين ممما هممو العممرض والطممول‬

‫والعمق والعلو وتعّر فموامحّبم ة المسميح الفائقم ة المعرف ة لكمي تمتلئموا إلمى كمّل ملمء الم‪.‬‬ ‫والقمادر أن يفعممل كمّل شمميء أكممثر جمّد اًم ممما نطلمب أو نفتكممر بحسمب القمّوةم المتي تعممل‬

‫فينا له المجممد فممي الكنيسمم ة فممي المسميح يسموع إلمى جميمع أجيممال دهمر المدهور‪ .‬آميمن"‬

‫)أفسس ‪(21-14 :3‬‬

‫نص ممل إل ممى ذروة الج ممزء الول م ممن الرس ال ة م ممع ه ممذه الص مملة الجيّاش مم ة‪ .‬لق ممد أعطان مما ب ممولس ف ممي‬ ‫الفصول الثلث الولى نظمرة لقوي ة ورائعم ة لخطم ة المم‪ .‬وكمما لقلنما سممابقًا لمم تكمن كتابمم ة همذه الرسال ة بالنسمب ة‬

‫إلى بولس مجّر دمممارس ة عقلّي ة‪ .‬فيمما يكتممب يجممد نفسممه همو أيضمًا ممأخوذ بالكلممات وبالمبمادئ وبالحقممائق‪.‬‬ ‫لقد أخبر هذه القص ة عّد ةم مّراتوفيما يضممع أفكمماره علمى المورق يشممعر بالمذهول والخشمموع مممن جديمد‪ .‬لممذلك‬

‫يقول "بسبب هذا أحني ركبتّي لدى أبي رّبنا‪) "...‬آي ة ‪ .(14‬وليس من المفاجئ أن نعرف أّن بولس أولقمف‬ ‫ب ليص مّلي لقبممل أن يعممود إلممى الكتابمم ة‪ .‬إواليكممم أمممر أكيممد‪ :‬إن لممم تنجممح هممذه‬ ‫كتممابته بالفعممل وجثمما أمممام الممر ّ‬ ‫الفصممول الثلث فممي خلممق شممعور بالممذهول والمتنممان لخطمم ة ال م فينمما ورغبمم ة فممي العبممادة والتمجيممد‪ ،‬تكممون‬

‫الرسال ة لقد أخفقت بطريق ة ما للوصول إلى لقلوبنا‪.‬‬ ‫ويقول بولس أّنه يجثو "لدى أبي رّبنا يسوع المسيح الذي منه ُتسّم ىم كّل عشيرة في السموات‬

‫وعلى الرض‪ .".‬وما كتبه بولس خاص ة في الإصحاحين الثاني والثالث جعله يتأّثر بفكرة أّن ال خلق‬

‫عائل ة جديدة تضّم من هم من أعراق ومجتمعات وطبقات مختلف ة‪ .‬ويمجد بولس ال لكونه أب الكّل ‪.‬م‬


‫للقّو ةلالداخلية‬

‫وكما فعل بولس في الصحاح الّو لممن رسالته‪ ،‬يصّلي بولس هنا عمدد مممن الصملوات المحمّد دمة‪.‬‬

‫ل أن يجممد التلميممذ القمّوة بممالروح فممي "النسممان البمماطن" )آيمم ة ‪ .(16‬والجملمم ة الممتي يسممتعملها‬ ‫فهممو يص مّلي أّو ً‬

‫لممذلك هممي عينهمما الجملمم ة الممتي اسممتعملها أفلاطممون لوصمف "الرج ل مممن الممداخل"‪ .‬ولعممل التنممالقض هنمما هممو‬

‫النسان الخارجي الذي سيفنى )كورنثوس الثاني ة ‪.(18-16 :4‬‬ ‫ف لقّو تمنمما‪ .‬فكممم مممن رج ل فممي الخمسممين مممن عممره يشممترك فممي‬ ‫فيممما نكممبر تضممعف عضمملتنا وتخم ّ‬ ‫اللعاب الولمبّي ة وفي شتى المسابقات الرياضّي ة؟ ولكّننا فيممما نكمبر‪ ،‬يمكننما أن نتقمّوى فممي إنسماننا البمماطن‬

‫لذلك يقول بولس في رسالته الثاني ة إلى أهل كورنثوس أّن "الداخل يتجّد دم يومًا فيومًا‪ ".‬ويمكننمما أن نصممبح‬ ‫ماء لهممم لقمموى داخليمم ة أكممبر بفضممل عمممل الممروح القممدس الممذي حصمملنا عليممه فممي حياتنمما باليمممان‪.‬‬ ‫ل ونسم ً‬ ‫رجا ً‬ ‫وفيما أعاني من مرض عضال‪ ،‬أذّكم رم نفسممي دائممًا أّنممه مممن الضمروري جمّد ًام أن أنممو فممي النسمان البماطن‪.‬‬

‫فقممد ل أتحّك م مم بممما يحممدث للجسممد ولكّننممي مممن خلل الممروح أسممتطيع أن أتحّك م مم فيممما يحصممل فممي الممداخل‪.‬‬ ‫وعلينا أن نصّلي من أجل بعضنا البعض ولكن علينا أن نؤمن أّن هذه الصلوات ستستجاب‪.‬‬

‫من أج ل يسوع في القلب‬ ‫ويتممابع بممولس صمملته بممأن يح مّل المسمميح فممي لقلمموب المممؤمنين )آيمم ة ‪ .(17‬وه و يسممتعمل صمميغ ة‬

‫الحاضمر‪ .‬وهذا يعنمي أّن صملته همي أن يسممتمر المسمميح فممي أن يحمّل فممي لقلموبهم دائممًا‪ .‬وهو يصمّلي هنما‬

‫مممن أجممل عمممق متنممامي لوجود المسمميح فممي تلميممذه‪ .‬لن حلممول المسمميح فممي لقلوبنمما يعنممي أكممثر بكممثير مممن‬

‫بعض المشاعر التي تعترينا‪ .‬إذ يمّثل القلب كّل ما هو عميمق فينما‪ .‬ويصمّلي بمولس أن نكمون متّحمدين فمي‬

‫ي دور ممن دون تمأثيره المذي يحمّد دم مممن نحمن عليمه‪.‬‬ ‫ي شميء أو أ ّ‬ ‫المسيح لدرج ة أّننمما ل نسمتطيع أن نقموم بمأ ّ‬

‫هل هناك وجود "السيطرة الفكرّي ة" في المسيحّي ة؟ بالتأكيد‪ .‬وتستطيع أن تق أر عن هذا المر في روميمم ة ‪:8‬‬ ‫‪ . 6‬ولكّنه ليس تحكم شخص ما بشخص آخر بل هو تحّك مم المسيح وروحه الذي يعمل في لقلوبنا‪.‬‬ ‫فهم هذه المظحّبة‬


‫ب عميق ة‪ .‬وهو ليس كأي لقص ة عاطفّي ة بل لقص ة ال الذي خلقنا والذي‬ ‫ص ةم ح ّ‬ ‫النجيل هو لق ّ‬ ‫وضع الخطط لنا والذي يبحث عنا لكي يباركنا‪ .‬وفي أحد أجمل الجمل من رسال ة أفسس‪ ،‬يطلب بولس‬ ‫أن ندرك "ما هو العرض والطول والعمق والعلو وتعرفوا محّب ة المسيح" )آي ة ‪ .(18‬إذ يعرف بولس أن‬ ‫حياتنا ستتغّير كثي ًار إن حصلنا على نظرة صحيح ة لعظم ة محّب ة ال‪.‬‬ ‫ولكن هناك شيء مهّم جّد ًام علينا أن نلحظه هنا‪ :‬فهو يصّلي أن يحدث ذلك "مع جميع‬

‫القديسين"‪ .‬وليس من المفاجئ أن نجد هذا المر في الرسال ة إلى أهل أفسس‪ ،‬ولكن أن ل ندعها تفوتنا‬ ‫نحن‪ .‬فالحصول على نظرة واضح ة لعمق وطول محّب ة ال ل تأتي من خلل عزل أنفسنا وطلب ال‬ ‫وحده‪ .‬بل هي تأتي عندما نكون معًا "مع جميع القديسين"‪ .‬نحن بحاج ة إلى بعضنا البعض‪.‬‬

‫ط ة ال هي أن يقّر بمنامن بعضنا البعض‪ .‬ففي لقربنا نحظى على فرص ة أكبر لمعرف ة محّب ة ال‬ ‫خّ‬

‫ولنساعد بعضنا البعض لنرى غنى هذه المحّب ة‪ .‬أنا بحاج ة إلى ما يمكن أن تعّلموني إياه عن محّب ة ال‬ ‫وأنتم بحاج ة إلى ما لقد أعّلمكم إياه‪ .‬ففيما نتعّر فمعلى بعضنا البعض ونقبل بعضنا البعض ونساعد‬

‫ص لممون ومتأسسون في المحّب ة" )آي ة ‪ ،(17‬سينمو‬ ‫بعضنا البعض ونسامح بعضنا البعض وفيما نحن "متأ ّ‬ ‫فهمنا لمحّب ة ال‪.‬‬ ‫لكي نمتلئ‬ ‫وصلة بولس النهائّي ة هي أن "‪ ...‬لكي تمتلئوا إلى كّل ملء ال‪) ".‬آي ة ‪ .(19‬لقد تبّنانا ال في‬

‫عائلته بهدف أن نصبح مثله‪ .‬ويمكن لشخاص مثلي ومثلك أن يمتلؤا بال وهذا مذهل جّد اًم‪ .‬كل‪ ،‬فنحن‬ ‫لن نصبح صور كامل ة عنه في هذا العالم‪ ،‬ولكن عندما نصّلي صلة بولس‪ ،‬يمكننا أن نتغّير إلى صورة‬

‫ال من مجد إلى مجد )كورنثوس الثاني ة ‪.(18 :3‬‬ ‫النهاية الكبيرة‬

‫وخلص ة صلة بولس هي تذكير عن ما يريد ال أن يحّققه في الكنيس ة‪ .‬إليكم ما لقال‪:‬‬


‫"والقادر أن يفعل فوق كّل شيء أكثر جّد اًم مّم ام نطلب أو نفتكر بحسب القّوة التي‬

‫تعمل فينا له المجد في الكنيس ة في المسيح يسوع إلى جميع أجيال دهر الدهور‪.‬‬ ‫آمين" )أفسس ‪(21-20 :3‬‬

‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬

‫من ‪ 10-1‬كيف تصّنف رغبتك في عبادة ال؟ ماذا يظهر جوابك؟‬

‫‪.2‬‬

‫ما هي التحّد يمات والفرص في حياتك التي أنت بحاج ة إلى "القوة في النسان الباطن"؟‬

‫‪.3‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪.5‬‬

‫ب في حياتك؟‬ ‫ماذا تفعل باستمرار لكي تتأكد أن يسوع ر ّ‬ ‫من هو أحد الشخاص الذي ساعدك لتدرك محّب ة ال؟‬

‫أكتب تعليقك الخاص على أفسس ‪ 21-20 :3‬وشارك ما كتبته مع أحد‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫الحياة اللئق ة‬ ‫ق للدعوة التي دعيتم بها‪.‬‬ ‫ب أنت تسلكوا كما يح ّ‬ ‫"فأطلب إليكم أنا السير في الر ّ‬

‫بكّل تواضع ووداع ة وبطول أناة محتملين بعضكم بعضًا في المحّب ة‪ .‬مجتهدين أن‬ ‫تحفظوا وحداني ة الروح برباط السلم‪) ".‬أفسس ‪(3-1 :4‬‬

‫في أّو لمجزء من رسالته إلى أهل أفسس‪ ،‬يصف بولس بانتباه أحد أعظم وألقوى الحقائق في‬

‫ط ة ال العظيم ة‪ .‬وأتمنى أن نكون إلى الن مذهولين أمام نعم ة ال ومحّبته وأس ارره التي كشفها إلينا‬ ‫خّ‬

‫الن‪ .‬ويبني بولس في الصحاح الرابع من رسالته على كّل ما لقاله في الجزء الّو لممنها ولكّنه يحّو لم‬

‫تركيزه نحو إتجاه مختلف‪ .‬إوان كان النصف الّو لممن الرسال ة يهدف إلى مساعدتنا لتقدير ما فعله ال‬ ‫من أجلنا‪ ،‬فالنصف الثاني منها يهدف لدعوتنا إلى العيش بطريق ة ُتظهر أّننا نقّد رم عمل ال من أجلنا‪.‬‬ ‫إذاً فالجزء الّو لميصف عمل ال من أجلنا والجزء الثاني يصف أعمالنا تجاوباً مع ال‪ .‬فقد يشبه‬ ‫الجزء الول صفًّا لقد حضرناه أّم ام الجزء الثاني هو المتحان الذي يبّين ما لقد تعّلمناه من الدرس‪.‬‬

‫ي نوع من الظحياة‬ ‫أّ‬

‫ُتظهر الصحاحات الثلث الولى من الرسال ة إلى أهل أفسس‪ ،‬أّننا ُد عمينا‪ .‬فقد دعانا ال في‬ ‫المسيح لكي نحيا حياة لقداس ة ولكي نحّقق خططه‪ .‬والن يحث بولس لقارئيه )بما فيهم نحن( إلى أن‬

‫ق للدعوة" )آي ة ‪ .(1‬وهذه الجمل ة هنا تشبه الجمل ة التي نجدها عندما نصل إلى هذا الحّد‬ ‫"يسلكوا كما يح ّ‬ ‫في الرسال ة إلى أهل رومي ة‪.‬‬ ‫"فأطلب إليكم أّيها الخوة برأف ة ال أن تقّد مموا أجسادكم ذبيحً ة حّيً ة مقّد سمً ة مرضيً ة‬

‫عند ال عبادتكم العقلّي ة‪) " .‬رومي ة ‪(1 :12‬‬


‫ولن تؤّثر نعم ة ال الرائع ة التي وصفها بولس في الصحاحات الثلث ة الولى من رسالته مّرات‬ ‫عديدة‪ ،‬إلّ إذا لقبلناها والتزمنا بالحياة بطريق ة ُتظهر إحترامنا لما فعله ال من أجلنا‪ .‬لقد أعطانا ال فرص ة‬

‫ل نستحّقها‪ .‬ولقد وهبنا النعم ة التي ل نستطيع يومًا أن نكسبها‪ .‬وعلينا الن أن نظهر التجاوب‪ .‬علينا أن‬ ‫نندهش ونشعر بالرهب ة ويجب أن يقودنا كّل هذا إلى لقول‪" ،‬المحّب ة الرائع ة والمقّد سم ة تستحق روحي‬ ‫وحياتي وكّل كياني!" ودعونا نقول هذا المر بوضوح لدرج ة أن ل يكون هذا النوع من التجاوب حكر‬ ‫على بعض القديسين في كنيس ة المسيح‪ .‬فهو لكّل تلميذ حصل على نعم ة ال‪ .‬وهناك حياة تليق مع‬

‫الطريق ة التي باركنا بها ال‪ .‬إوان كّنا نرفض أن نعيش هذه الحياة فنحن في الحقيق ة ل نريد النعم ة لّن‬ ‫هذه الخيرة صّم ممت لكي تحدث هذه الحياة الجديدة والمتحّو لم ة‪.‬‬

‫ق للدعوة" يفّك رمون أكثر بحياة أخللقّي ة مع التزام‬ ‫وعندما يسمع معظم الناس عن السلوك "كما يح ّ‬

‫لبعض المبادئ‪ .‬ول بّد أّن هذا المر جزء مما لقصده بولس وهو سيصل إلى المور التي تتعّلق بهذه‬

‫المسأل ة في الصحاح الخامس من هذه الرسال ة ولكن ليس من المفاجئ أن ل يكون هذا تركيز بولس في‬ ‫مجمل الرسال ة‪ .‬فهو في الحقيق ة يلقي الضوء على أمر غفل عنه الكثير من المتدّينين‪ .‬فالحياة التي‬ ‫طته‬ ‫يعتبرها بولس لئق ة هي حياة ُتظهر الشغف للوحدة والعللقات التي نجدها في ال‪ .‬فقد صّم مم ال خ ّ‬ ‫لكي يجلب جميع أنواع الناس معًا في جسد واحد‪ -‬الكنيس ة‪ .‬والحياة اللئق ة هي إذًا الحياة التي هي‬

‫ل للبقاء على وحدة التلميذ والمحافظ ة على لقّو تممه في عللقاتهم‪.‬‬ ‫ملتزم ة أو ً‬ ‫ما هي الصفات المطلوبة؟‬

‫ولكن كيف يمكننا أن نحّقق ذلك؟ يجيبنا بولس بما يلي‪" :‬بكّل تواضع ووداع ة وبطول أناة‬

‫محتملين بعضكم البعض في المحّب ة‪) ".‬آي ة ‪ .(2‬ول بّد من أّن النسان المسيحي يفهم أكثر من غيره‬ ‫حمالق ة التكّبر‪ .‬فإن تذّك رمنا ما كنا عليه من دون المسيح وكم كّنا بعيدين عن ال وكيف كّنا عبيد‬

‫لخطايانا‪ ،‬سندرك أّنه ليس هناك مبّر ر ملكبريائنا وسندرك السباب التي علينا أن نعين بعضنا البعض‬ ‫بتواضع‪.‬‬


‫ومن المؤسف أّن بعضنا متساهل جّد ًام مع الكبرياء في حياته‪ .‬فالكبرياء بشع ومؤذي ولكّنه أكثر‬

‫من ذلك حمالق ة‪ .‬وليس هناك أي أساس له‪ .‬فجميعنا ضاّلين بعيدًا عن دّم يسوع المسيح‪ .‬وكم من‬

‫المؤسف أّن نحتقر أحدهم أو أن نتصّر فمكأننا ل نحتاج إلى المساعدة‪ .‬فيجب أن يكون المسيحي الذي‬

‫يعرف هوّيته الحقيقّي ة والذي يدرك ما لقد فعله ال من أجله‪" ،‬متواضع" مع الجميع‪ .‬فالكبرياء هو ما يفرق‬ ‫العالم‪ .‬والتواضع يجلب الناس معًا‪ .‬فبالنسب ة إلينا يجب أن يكون التواضع أهّم أمر‪ ،‬ويجب أن يكون‬

‫الكبرياء أكثر أمر يقلقنا‪ .‬ويمكنك أن تكون أكيدًا من أمر واحد كلما كان هناك ضعف في الوحدة بين‬

‫الشخاص‪ :‬هناك شخص غير متواضع‪.‬‬

‫إوان كنا متواضعين سنكون وديعين أيضًا‪ .‬ولقد استعمل يسوع الصف ة عينها في التطويبات عندما‬

‫لقال‪" ،‬طوبى للودعاء" )متى ‪ .(5 :5‬وهي كلم ة يستعملها اليونان ليصفوا شيء لقوي ُك سمر وتّم تم‬

‫السيطرة عليه‪ .‬أن يكون المرء وديعًا يعني أن تسيطر على مشاعرك وانفعالتك‪ .‬وهي أن يصبح المرء‬

‫ل للتعليم ومنفتح لراء الخرين‪ .‬فإن كّنا عدائيين وسريعي الغضب أو مليئين بالكلمات القاسي ة‪،‬‬ ‫لقاب ً‬ ‫سنبعد الناس عّنا وسنجرح جسد يسوع‪ .‬إوان كّنا ودعاء في الروح سنحّقق المصالح ة والشفاء‪.‬‬

‫وأخي ًار يقول بولس أنه علينا أن نكون صبورين وأن ُنظهر استعداد لحتمال الخرين )أي أن‬

‫ط ة‪ .‬إذ يجمع‬ ‫ط ة للوحدة وستنجح هذه الخ ّ‬ ‫نصمد مع بعضنا البعض( في المحّب ة‪ .‬لقد وضع ال خ ّ‬ ‫الصليب الناس معًا‪ .‬إلّ أّننا جميعنا نصل إلى ملكوت ال مع أمتعتنا التي جلبناها من العالم‪ .‬ونحن‬

‫جميعًا في تطّو رممستمر‪ ,‬ويجب علينا جميعًا أن نضع إشارات تقول "كن صبو ًار معي‪ ،‬فأنا ما زلت في‬ ‫طور البناء"‪ .‬فنحن نتمّتع بالحلم والهداف الصحيح ة ولكن ما زال هناك الكثير من المسائل التي‬ ‫عيلنا أن نعالجها لكي نحافظ على وحدة جسد يسوع المسيح‪ .‬يجب أن نكون جميعنا ملتزمين بالصمود‬ ‫مع بضعنا البعض‪.‬‬ ‫كم من الجهد؟‬ ‫ويعطينا بولس في أفسس ‪ 3 :4‬توصي ة علينا أن نأخذها على محمل الجّد ‪.‬م "مجتهدين أن‬

‫تحفظوا وحداني ة الروح برباط السلم‪".‬‬


‫وكلم ة "مجتهدين" تحمل فكرة الحماس والجّد يم ة‪ .‬ويقول بولس هنا أّنه على كّل تلميذ أن يظهر‬ ‫إلتزام كبير وجّد يم ة للحفاظ على الوحدة‪ .‬فلو كان من السهل أن الحصول على الوحدة‪ ،‬هل كّنا بحاج ة إلى‬

‫هذا الكم من الرشاد؟ كل فالحقيق ة هي أّن الوحدة هّش ةم‪ .‬ونحن الحّل لكي نبقى مّتحدين معًا‪ ،‬ولكن علينا‬ ‫أن نعمل بجّد يم ة على عللقاتنا مع زرع جميع الصفات التي يدعونا ال إليها في القلب‪.‬‬

‫إواليكم إذًا فحوى هذه الرسال ة‪ :‬يعتقد ال أّن عملي ة جلب جميع الناس معًا في الكنيس ة أمر‬

‫يستحق العناء‪ .‬وبما أّن هذا صحيح‪ ،‬فمن الجيد إذًا ومن المناسب أن نضع حياتنا لكي نحافظ على هذه‬ ‫الوحدة‪ .‬وأحد أبشع الكوارث التي لقد تحصل في الكنيس ة هي عندما يستسلم الخوة والخوات بسرع ة إلى‬

‫النقسام‪ .‬وللسف هذه المور تحصل‪ ،‬فنحن نرى من ينشب بينهم خصام ومن ثم يتركون حياة الشراك ة‬ ‫من دون أن يكونوا "مجتهدين أن يحفظوا وحداني ة الروح" وليس من أمر مؤذ أكثر من هذا‪ .‬يمكننا أن‬ ‫نحّل في المسيح جميع النزاعات والضغوطات والخصومات‪ .‬فمن خلل التواضع والوداع ة والصبر‪،‬‬

‫يمكننا أن نحافظ على محّبتنا لبعضنا البعض ويمكننا أن نعالج المور‪.‬‬

‫إواليكم ما نحن بحاج ة إليه‪ :‬نحن بحاج ة إلى أن نقف برهب ة أمام كّل ما فعله ال ليسامحنا ولكي‬

‫يجمعنا معًا في جسد المسيح‪ .‬ومن ثم علينا أن نلتزم بالجتهاد للحفاظ على وحداني ة الروح‪ -‬وخاص ة‬ ‫ق العناء‪ .‬ودعونا نّقرر أّن‬ ‫عندما تكون هذه الوحدة مهّد دمة وفي خطر‪ .‬فقد لقال يسوع أن المر يستح ّ‬ ‫ق العناء‪.‬‬ ‫جسده يستح ّ‬ ‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬

‫هل ُتظهر عللقاتك بوضوح أّن نعم ة ال تحّر كمكللعيش "كما يحق للدعوة"؟ هل تغافلت عن‬ ‫الكبرياء وسمحت له أن يؤّثر على أحد عللقاتك؟ كيف؟‬

‫‪.2‬‬

‫هل يشعر الخرون أّنك تعرف كّل شيء وأّنك لست بحاج ة إلى المساعدة أّم أّنك منفتح مع‬

‫‪.3‬‬

‫هل أنت معروف لحّل المشاكل بوداع ة؟ كيف يستطيع التواضع أن يحدث هذه الوداع ة فيك؟‬

‫الخرين وتبني الوحدة من خلل تواضعك للحصول على إرشاد حكيم لحياتك؟‬


‫‪.4‬‬

‫هل هناك شخص لست مّتحدًا تمامًا معه؟ ماذا يمكنك أن تفعل لكي تكون من "المجتهدين" لكي‬ ‫تصل إلى الوحدة مع هذا الشخص أو الشخاص؟‬


‫‪15‬‬

‫السبع ة أمور المذهل ة‬ ‫ب واحد إوايمان‬ ‫"جسٌد واحد وروح واحد كما ُد عميتم أيضًا في رجاء دعوتكم الواحد ر ٌ‬ ‫واحد معمودّي ة واحدة إله وآب واحد للكّل الذي على الكّل وبالكّل وفي كّلكم‪".‬‬ ‫)أفسس ‪(6-4 :4‬‬

‫منذ العديد من السنوات‪ ،‬عّلمني أحد اكثر الرجال فراس ة في الكتاب المقّد سم‪ ،‬أّننا نرتكب خطأ إن‬

‫اعتقدنا أّن كّل شيء في النجيل له الثقل عينه‪ .‬ولقد أشار أن الفريسيين وجدوا صعوب ة في تحديد‬

‫المسائل المهّم ةم والمسائل الثانوّي ة‪ .‬فهم لم يجدوا أحيانًا المور الثانوّي ة مساوي ة للمسائل المهم ةّ فحسب‬ ‫بل هم أحيانًا وجدوا المسائل الثانوّي ة أكثر إلحاحًا من المهّم ةم‪ .‬ولقد لقال لهم يسوع أّنهم بحاج ة على‬

‫ق والرحم ة واليمان" )متى ‪ .(23 :23‬وعندما نصل إلى الصحاح‬ ‫التركيز على "أثقل الناموس الح ّ‬ ‫الرابع من الرسال ة إلى أهل أفسس نصل إلى أثقل المسائل في الملكوت‪.‬‬

‫ونحن لقد ل نّتفق على جميع المور )مع أّنه علينا أن نعمل على أن نكون على وفاق( ولكن‬

‫عندما يتعّلق المر بالمسائل التي يتكّلم عنها بولس هنا‪ ،‬يجب أن نكون مّتحدين كّليًا‪ .‬ونحن كتلميذ‬

‫يجب أن تكون هذه الحقائق السبع ة مشترك ة بيننا‪ .‬وحتى لو اختلفنا في المسائل الخرى علينا أن نحفظ‬ ‫"وحداني ة الروح" )أفسس ‪ (3 :4‬لننا جميعًا نتشارك في المر‪.‬‬ ‫جسد واظحد وروح واظحد ورجاء واظحد‬ ‫يمكننا أن نتكّهن فقط سبب هذا الترتيب الذي وضعه بولس لهذه المور ولكن مما ل ريب فيه‬

‫هو أّن هذه اللئح ة وضعت لّن كّل واحدة فيها بنظر بولس أساسّي ة لكياننا كتلميذ للمسيح‪ .‬فهو يقول‬ ‫ل‪" ،‬جسد واحد" ولعل السبب هو أّن الجسد موضوع أساسي في هذه الرسال ة‪ .‬ويجب أن نعمل على‬ ‫أّو ً‬

‫الحفاظ على الوحدة لّن كّل التلميذ ومجموعات التلميذ جزء من جسد واحد‪ .‬ومن المؤكد أّن يسوع لم‬

‫طط بأن تنشأ مجموعات متضارب ة وطوائف أو أحزاب في مجموع ة من يتبعه‪ .‬فكّل من يؤمن به‬ ‫يخ ّ‬


‫ويطيع بشارة النجيل يصبح جزءأ من الجسد الذي يسوع المسيح هو رأسه‪ .‬ولقد كان التفكير الطائفي‬ ‫شائعًا منذ أيام التغيير ولكّنه لم يكن يومًا إرادة ال‪.‬‬

‫ل ل"الروح الواحد"‬ ‫وتظهر هنا الركان الثلث من ألوهي ة ال كما كّنا لنتوّلقع‪ ،‬ويشير بولس أّو ً‬

‫)آي ة ‪ .(4‬وهو سبق أّن ركز على دور الروح في هذه الرسال ة‪ ،‬الذي أعطانا ضمان للميراث والذي وضعه‬

‫فينا علم ة ُتظهر ملكّي ة ال‪ .‬وكما لقال بولس في أحد رسائله الخرى‪،‬‬

‫"لّننا جميعنا بروح واحد أيضًا اعتمدنا إلى جسد واحد يهودًا كّنا أم يونانّيين عبيدًا‬ ‫أم أح ار ًار وجميعنا ُس قمينا روحًا واحدًا‪) ".‬كورنثوس الولى ‪(13 :12‬‬

‫والروح عينه الذي يحّر كمحياتي يحّر كمحياتك أيضًا‪ .‬فهو مصدر الحياة الروحانّي ة لنا جميعًا‪.‬‬

‫كيف "تحزنوا روح ال القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء" )أفسس ‪(30 :4‬؟ عندما نسمح لفكار لقلوبنا‬ ‫أن تفّر لقمنا‪.‬‬

‫ويصف بولس من بعد ذلك كيف نحن دعينا ل"رجاء وحد" )آي ة ‪ .(4‬وهو صّلى سابقًا في أفسس‬

‫‪ 18 :1‬أن تنفتح أعين لقلوب لقارئيه لكي يعلموا "ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في‬

‫القّد يمسين"‪ .‬نحن جميعًا مّتجهين إلى التجاه عينه‪ .‬وسنحصل جميعًا على غنى ميراثه" وسيكون "في‬ ‫القديسين" – أي سيكون مع القديسين‪ .‬سنكون جميعاً معاً وسننعم بالحياة البدّي ة معًا‪ .‬ياله من دافع رائع‬

‫لنبقى مّتحدين‪.‬‬

‫ب واظحد إيمان واظحد معمودّية واظحدة‬ ‫رّ‬

‫ويبدو مكان هذه العناصر الثلث ة التالي ة التي يعّد دمها بولس في اللئح ة منطقّيًا في البداي ة ولكن‬

‫ب الواحد‬ ‫ب واحد" )آي ة ‪ (5‬وهذا الر ّ‬ ‫مهما كان ترتيبها فهي تشّك لم لقلب وروح التجرب ة المسيحّي ة‪ .‬فهناك "ر ّ‬ ‫ل وثيقًا بسيادة يسوع‬ ‫هو يسوع المسيح‪ .‬والعنصرين التاليين وهما اليمان والمعمودّي ة مّتصلين إتصا ً‬

‫ب " م كان اعتراف المسيحييين الّو لممين )رومي ة ‪ (9 :10‬حتى عندما لقادهم هذا العتراف‬ ‫المسيح‪" .‬يسوع ر ّ‬

‫إلى الضطهاد والسجن‪ .‬ولدينا شيء مشترك في المسيح‪ :‬لقد لقّر رمناأّننا ل نتحّك مم بحياتنا الخاص ة وأّنه‬


‫ب على أفكارنا وأعمالنا‪ .‬وعندما ينشب نزاع بين تلميذين وعندما تكون‬ ‫يجب أن يكون يسوع المسيح ر ّ‬

‫الوحدة مهّد دمة‪ ،‬يتغّير المر كّليًا عندما يدرك كلهما أّن "ل يتعّلق المر بنا نحن بل باعترافنا أّن يسوع‬

‫ب وأن نسمح له أن يكون كذلك‪".‬‬ ‫هو ر ّ‬

‫ل عن يسوع المسيح‪ .‬فعندما كتب بولس‬ ‫هناك "إيمان واحد" )آي ة ‪ .(5‬وهذا المر ليس منفص ً‬

‫ب واحد إيمان واحد معمودّي ة واحدة" كان يصف أمر موجود في فكره وفي تبشيره‪ .‬اليمان الواحد ل‬ ‫"ر ّ‬ ‫يعني "اليمان باليمان"‪ .‬وليس مجرد اليمان بأمر ما كما تجده اليوم في الكثير من أشكال الروحانّي ة‬

‫اليوم‪ .‬ولكن اليمان الواحد هنا هو تحديدًا وفقط الثق ة بيسوع المسيح والتأّك دم أّنه وحده يتعامل مع خطايانا‬

‫ويصالحنا مع ال‪ .‬ويجب أن نحظى باليقين الذي عّبر عنه بولس في رسالته إلى أهل غلطي ة عندما‬

‫لقال‪ ..." ،‬فما أحياه الن في الجسد فإنما أحياه في اليمان إيمان ابن ال الذي أحّبني وأسلم نفسه لجلي"‬ ‫ب الواحد )يسوع المسيح( والمعمودّي ة‬ ‫)غلطي ة ‪ .(20 :2‬فاليمان الواحد الموجود هنا هو الصل ة بين الر ّ‬ ‫الواحدة التي يتكّلم عنها بعد ذلك‪.‬‬ ‫وفكرة أّن المعمودي ة موجودة في لئح ة العناصر الساسّي ة هذه‪ ،‬تخبرنا عن الطريق ة التي نظرت‬

‫إليها الكنيس ة آنذاك والطريق ة التي ينظر إليها ال نفسه‪ .‬ووفقًا للتقاليد‪ ،‬المعمودّي ة أمر ثانوي‪ .‬والكثير من‬ ‫التفسيرات الحديث ة للكتاب المقّد سم لقد تكتب عن مقطع مثل أعمال ‪ 38 :2‬وتتناول بالتفصيل موضوع‬

‫التوب ة وغفران الخطايا وموهب ة الروح القدس ولكّنها تغض النظر عن ذكر المعمودّي ة في هذا المقطع‪.‬‬

‫وبعد فترة الصلح البروتستنتي وفي أعقاب تعليم لوثر عن اليمان وحده‪ ،‬برزت فكرة أّن المعمودي ة‬

‫تدخل في خان ة العمال التي نقوم بها لحقًا ول عللق ة لها بالخلص‪ .‬ولم ينظر كاتبي العهد الجديد يومًا‬ ‫إلى المعمودّي ة على أّنها مجرد عمل ل أهمّي ة له ولكّنهم اعتبروها ملحظ ة مهّم ةم يقول فيها الخاطي‬ ‫ليسوع ما يلي‪" :‬أنا ضال وأستحق أن أموت وأنا بحاج ة إلى أن تغفر لي وأن ترفعني‪".‬‬

‫وأيضًا‪ ،‬فيما نظر بولس إلى التلميذ أدرك ما هو الشيء المشترك بينهم‪ :‬جميعهم أصبحوا‬

‫جزء من الملكوت بالطريق ة عينها‪ .‬فالكّل أصبح في المسيح من خلل التسليم له في المعمودّي ة‪ .‬ولم‬ ‫يكن هناك طريق ة أكثر أهمي ة للغنياء أو المشاهير‪ .‬فجميعهم ذهب بتواضع إلى مياه المعمودّي ة ولقام‬


‫إلى حياة جديدة‪ .‬فال"معمودي ة الواحدة" تعين الميلد الجديد الذي جعل كّل واحد فينا في المسيح وحصل‬ ‫على نعمته‪.‬‬

‫إله وآب واظحد‬ ‫وينهي بولس لئحته بالواحد الذي يجمع الكّل في الكّل ‪.‬م إذ هناك "آب واحد للكّل الذي على الكّل‬ ‫وبالكّل وفي كّلكم" )آي ة ‪ (6‬وهو أبو رّبنا يسوع المسيح" )أفسس ‪ .(3 :1‬وليس هناك أي تنويه في رسال ة‬

‫بولس يدعم فكرة أّنه على جميع المتدّينين أن يقبلوا بعهضم البعض لنهم يعبدون إله واحد‪ .‬فالله الواحد‬ ‫ب الواحد يسوع المسيح‪ .‬ويشّد دم العهد الجديد على هذه‬ ‫الذي يصفه بولس هو الله الذي أرسل الر ّ‬ ‫النقط ة‪:‬‬

‫"من هو الكّذ امب إلّ الذي ينكر أّن يسوع هو المسيح‪ .‬هذا هو ضّد المسيح الذي‬

‫ينكر الب والبن‪ .‬كّل من ينكر البن ليس له الب أيضًا ومن يعترف بالبن فله‬

‫الب أيضًا" )يوحنا الولى ‪(23-22 :2‬‬

‫جميعنا لديه إله وآب واحد في المسيح وهو أبو البن الذي وضع حياته من أجلنا والب الذي‬ ‫هو فوق كّل شيء‪ .‬فإن كان أبوك وأبي إوان كان لنا كلنا فكيف يمكن أن ل نطلب الوحدة؟‬

‫مهما كانت التحّد يمات الموضوع ة أمام عللقاتنا‪ ،‬يمكننا أن نغلبها إن تمسكنا بالعناصر السبع ة"‪-‬‬

‫المور الثقل في الملكوت‪.‬‬ ‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬

‫من السبع ة التي وصفها بولس في هذا المقطع‪ ،‬ما هي التي تشعر بيقين أعمق حيالها؟ وبأي‬ ‫منها يضعف يقينك؟ )يمكنك أن تحّد دم هذا المر من خلل النظر بعمق إلى الطريق ة التي تعيش‬

‫فيها وليس الطريق ة التي تفّك رم بها‪(.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫إن كنت مّتحدًا مع التلميذ على هذه العناصر السبع ة‪ ،‬لماذا تستطيع أن تعالج المور الخرى؟‬


‫‪.3‬‬

‫هل هناك أي شخص في الجسد لديك أي شيء ضّد هم ولم تعالج المر معه؟ كيف يشجّعكم هذا‬

‫‪.4‬‬

‫أكتب شيء واحد أنت ممتن له فيما يتعّلق بهذه العناصر السبع ة التي عّد دمها بولس‪.‬‬

‫المقطع على تغيير الوضع؟‬


‫‪16‬‬

‫لكي ُيبنى الجسد‬ ‫"ولكن لكّل واحٍد مّنا ُأعطيت النعم ة حسب لقياس هب ة المسيح‪ .‬لذلك يقول‪ .‬إذ صعد‬ ‫نزل‬

‫إلى العلء سبى سبيًا وأعطى الناس عطايا‪ .‬وأّم ام أّنه صعد فما هو إلّ إّنه‬ ‫ل إلى ألقسام الرض السفلى‪ .‬الذي نزل هو الذي صعد أيضًا فوق جميع‬ ‫أيضًا أّو ً‬ ‫ل والبعض أنبياء‬ ‫الّس مموات لكي يمل الكّل ‪.‬م وهو أعطى البعض أن يكونوا رس ً‬

‫والبعض مبّش رمين والبعض رعاة ومعّلمين لجل تكميل القّد يمسين لعمل الخدم ة لبنيان‬ ‫جسد المسيح إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانّي ة اليمان ومعرف ة ابن ال‪ .‬إلى‬ ‫انساٍن كامل‪ .‬إلى لقيا ٍ‬ ‫ل‬ ‫س لقام ة ملء المسيح‪ .‬كي ل نكون في ما بعد أطفا ً‬

‫مضطربين ومحمولين بكّل ريح تعليم بحيل ة الناس بمكر إلى مكيدة الضلل‪ .‬بل‬

‫صادلقين في المحّب ة ننمو في كّل شيء إلى ذاك الذي هو الرأس المسيح الذي منه‬

‫كّل جسد مركبًا معًا ومقترنًا بمؤازرة كّل مفصل حسب عمٍل على لقياس كّل جزء‬ ‫ص لم نمّو الجسد لبنيانه في المحّب ة" )أفسس ‪(16-7 :4‬‬ ‫ُيح ّ‬

‫طته ان يستعمل الكنيس ة لتحقيق هدفه‪ .‬وكما أّن‬ ‫الكنيس ة هي جسد المسيح‪ .‬ولقد اختار ال في خ ّ‬ ‫يسوع نفسه كان ال في الجسد‪ ،‬فالكنيس ة هي وجود المسيح المقّد سم في مجموع ة بشرّي ة‪ .‬و كمجموع ة‬

‫بشرّي ة تحمل هدفًا مقّد سمًا‪ ،‬تحتاج الكنيس ة إلى وجود لقادة‪ .‬والشخاص الساذجين الذين ل يرغبون بوجود‬

‫لقادة في ديانتهم ليس لهم خبرة ول يعرفون الكتاب المقّد سم كما يجب‪ .‬ومن المؤّك دم أّن للناس أسبابهم‬

‫ك في القادة‪ .‬فقد كان هناك الكثير من القادة الستغلليين‪ .‬ولكن عندما يكون هناك لقيادة بحسب ال‬ ‫للش ّ‬ ‫وعندما يتبع الناس هذه القيادة‪ ،‬تستطيع الكنيس ة أن تقوم بما يرضي ال‪.‬‬

‫ظحيث يقود القادة‬ ‫يبدأ بولس هذا الجزء من خلل الشارة أّننا جميعنا أعطينا مواهب بالطريق ة التي أراد المسيح‬

‫أن يعطينا إياها‪ .‬ومن المهّم أن نفهم هذا وأن نؤمن به‪ .‬وكّل تلميذ هو مفيد وتحتاج إليه الكنيس ة‪ .‬إلّ أّن‬


‫بولس يلقي الضوء على بعض المواهب في القيادة التي ُأعطيت لّن ليس واحد مّنا يستطيع أن يستعمل‬ ‫مواهبه بفعالّي ة إن لم يحصل على التوجيه‪ .‬الرسل والنبياء والمبشرون والمعّلمون )آي ة ‪ (11‬هم من‬

‫ُيعطي هذه التوجيهات‪ .‬لقد اكتمل عمل الرسل والنبياء في القرن الّو لمولكن على المبّش رمين والشيوخ‬ ‫اليوم )"لقس" هي مرادف لكلم ة راعي( أن يغوصوا في الكتاب المقّد سم الذي كتبه لنا الرسل والنبياء‬ ‫)أفسس ‪ (20 :2‬ومن ثم أن يقودوا الكنيس ة لتتميم اليات‪.‬‬

‫وليس دور القائد أن يقوم بكّل شيء‪ -‬فهذا أمر مستحيل! بل دورهم هو "تكميل القّد يمسين لعمل‬ ‫الخدم ة" والهدف هو بنيان جسد المسيح )أفسس ‪ .(12 :4‬وهناك فكرة مهّم ةم جّد ًام في هذا المقطع‪ .‬يتّم‬

‫بنيان جسد المسيح عندما يكون أعضاء الجسد مستعّد يمن للشتراك وعندما تكون كّل مواهبهم ولقدراتهم‬

‫موّج هم ة لخدم ة الخرين‪ .‬ومن أجل أن يبنوا كنيس ة لقوّي ة وسليم ة‪ ،‬يجب على القادة أن يعطوا التوجيهات‬ ‫والتولقعات‪ .‬يجب أن يقوموا بما هو مطلوب ل"تكميل" التلميذ لكي يستخدموا مواهبهم المختلف ة‪.‬‬ ‫ولكن فيما يفعل القادة ذلك‪ ،‬يجب أن يّر كمزواعلى أمر آخر‪ :‬مساعدة الكّل للوصول إلى‬

‫"وحدانّي ة اليمان ومعرف ة ابن ال" )آي ة ‪ (13‬ويشير هذا المقطع إلى أّن الوحدة ل تولد لمجرد وجود‬

‫مجموع ة من المؤمنين معًا‪ .‬بل هي أمر يجب أن نّتجه نحوه ونصل إليه عندما يحضّر القادة الناس‬

‫ليستخدموا مواهبهم‪ .‬ومعرف ة ابن ال هي أمر آخر علينا أن نصبو إليه‪ .‬والنضج بحدّ‍ ذاته ليس أمر‬ ‫موجود تلقائيًا فينا‪ ،‬بل هو أمر يأتي مع الولقت فيما نطّبق ما لقد تعّلمناه )إلق أر عبرانيين ‪ .(14 :5‬لحظ‬ ‫أّن الوحدة والنضوج مّتصلين معًا‪ .‬إذ ل تحصل على الواحدة من دون الخرى‪.‬‬

‫ماذا يمكننا أن نستنتج من كلم بولس عن القيادة؟ علينا أن ندرك أن القيادة أمر أساسي في‬

‫الكنيس ة‪ .‬ولكن يجب أن ل نظن أن القادة أهّم من الشخاص الخرين )لّن كّل واحد له أهميته( ولكن‬ ‫علينا أن ندرك أهمي‍ّ ة أن يقوم القادة بدورهم‪ .‬ونجد هذه الفكرة بوضوح في الرسال ة إلى العبرانيين حيث‬

‫تقول أّنه علينا أن نطيع مرشدينا وأن نجعل عملهم فرحًا وليس عبئًا )عبرانيين ‪ .(17 :13‬عندما ل يقوم‬

‫القادة بواجبهم‪ ،‬علينا أن ل نسكت ولكن ليس أن نفرط في رّد ةم فعلنا‪ .‬والقيادة القوّي ة أساسّي ة لجسد المسيح‬ ‫وعلينا أن ندعمها دائمًا‪.‬‬


‫والجميع ينمو‬ ‫بعد ذكر هدف النضوج‪ ،‬يعود بولس تحديدًا إلى موضوعه في الي ة ‪ 14‬من الصحاح الرابع‪.‬‬

‫عندما يحّقق القادة الدور الذي أراده ال لهم‪ ،‬ستكون النتيج ة أن ينضج الناس ولن يكونوا "أطفال فيما‬

‫بعد" ضعفاء أمام أي فكرة تعترضهم‪ .‬إذًا فأحد أهم أدوار القائد هو أن يتأّك دم أن التلميذ يحصلون على‬

‫الفرص لدراس ة الكتاب المقّد سم ويصبحوا متأصّلين في الحقائق من الكتاب المقّد سم‪.‬‬

‫ويذكر بولس أحد مفاتيح النمو في الي ة ‪" ،15‬بل صادلقين في المحّب ة ننمو في كّل شيء إلى‬

‫ذاك الذي هو الرأس المسيح"‪ .‬ينمو النضوج مع الولقت ولكنه لن ينمو حتى مع الولقت إن لم نتواصل مع‬ ‫بعضنا البعض إوان لم نقّد مم لبعضنا البعض عنصرين أساسّيين‪ :‬الصدق والمحّب ة‪ .‬الصدق كما ذكرنا‬ ‫سابقًا‪ ،‬يأتي من بشارة الرسل والنبياء أي من الكتاب المقّد سم وعلينا أن ل نمضي الولقت مع بعضنا‬

‫البعض فحسب بل علينا أن نستمتع بصحب ة بعضنا البعض‪ .‬علينا أن نكون صادلقين مع بعضنا‪ -‬ولكن‬

‫يجب أن نقوم بذلك بمحّب ة‪ .‬ويمكننا أن نقول الحقيق ة بطريق ة لقاسي ة وباردة من دون مشاعر أو تعاطف‪.‬‬ ‫إلّ‍ أّن الحقيق ة تساعدنا على النمو عندما يشعرنا شخص ما بالمحّب ة التي تشعرنا بالهتمام وأّن هذا‬ ‫الشخص يؤمن بنا ويدعمنا‪.‬‬

‫إواليكم نقط ة أساسّي ة‪ :‬نحن بحاج ة إلى أن نقول الصدق بالمحب ة لبعضنا البعض وجميعنا يحتاج‬ ‫إلى أن يسمع الحقيق ة بمحّب ة‪ .‬وليس من أحد ناضج لدرج ة أّنه ل يحتاج إلى النصح والرشاد من أحد‪.‬‬ ‫وليس من أحد مدرك لكّل شقوق حياته لدرج ة أّنه لن يستفيد من آراء الغير بأعماله وموالقفه‪ .‬يجب على‬

‫القادة‪ ،‬خاصً ة بدورهم المهّم في إرشاد الناس‪ ،‬أن يدركوا حاجتهم هم أيضًا إلى هذا النوع من المساعدة‪.‬‬

‫فمن الخطر أن يشعر المرء أّنه وصل إلى مرحل ة ل يحتاج فيها إلى نصح الخرين وآرائهم‪.‬‬

‫ل مثل جسد يكون "مركبًا معًا ومقترنا‬ ‫وينتهي هذا الجزء بتذكير من بولس أّن الكنيس ة فع ً‬

‫بمؤازرة كّل مفصل" )آي ة ‪ .(16‬ورجاؤنا الوحيد الروحي هو أن نبقى معًا وأن نبقى مّتصلين‪ .‬فعللقاتنا‬ ‫هي هذه المفاصل التي تقرن العضاء المختلف ة معًا وتسمح لكّل عضو أن يقوم بدوره بالطريق ة الفضل‪.‬‬ ‫أنا أتمّتع بمجموع ة من المواهب وأنت تتمّتع بمجموع ة أخرى‪ .‬وفيما نبقى مّتصلين ومّتحدين يمكننا أن‬


‫نستخدم مواهبي ومواهبك بأفضل طريق ة ويمكننا أن نكّم لم بعضنا البعض‪ .‬ويجب أن يكون مقياسنا هو‬

‫التالي‪ :‬كّل عضو يقوم بدوره‪.‬‬

‫منذ سنوات عديدة لقرأت عن القانون ‪ 20/80‬التي تقول أن ‪ %20‬يقومون ب ‪ %80‬من عمل‬

‫أّي ة مؤّس سم ة‪ .‬ومن المزعج أن نرى هذا المقياس يتسّلل إلى كنائسنا مؤخ ًرا‪ .‬يجب أن يكون عند جميعنا‬ ‫اليقين أّننا لن نسمح لهذا المر أن يكون صحيحًا في الكنيس ة لّن في الكنيس ة كّل عضو يجتهد ليقوم‬

‫بدوره‪ .‬وعندها يصبح الجسد لقاد ًار أن ُيظهر المسيح للعالم الذي هو رأس هذا الجسد‪.‬‬ ‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬

‫ما هي المواهب أو القدرات التي تسخدمها أنت حاليًا لكي تلّبي الحاجات من حولك في جسد‬

‫‪.2‬‬

‫ض ر م بطريق ة أفضل التلميذ من حولك‬ ‫أنت كقائد او لقائد مستقبلي‪ ،‬ماذا يمكنك أن تفعل لتح ّ‬

‫‪.3‬‬

‫ماذا يمكنك أن تغّير لكي تكون فرحًا في حياة لقائدك؟‬

‫المسيح؟ عددها‪.‬‬

‫"لعمال الخدم ة" ولتلبي ة حاجات بعضنا البعض؟‬ ‫‪.4‬‬

‫بغض النظر عن دورك في الكنيس ة‪ ،‬إلى أي مدى تفتح الكتاب المقّد سم مع التلميذ الخرين‬ ‫لكي تقول لهم الحقيق ة في المحّب ة؟ هل يمكنك أن تدخل ذلك في الولقات التي وضعتها هذا‬ ‫السبوع مع التلميذ؟‬


‫‪17‬‬

‫إنسان جديد‬

‫ب أن ل تسلكوا في ما بعد كما يسلك سائر المم أيضًا‬ ‫"فألقول هذا وأشهد في الر ّ‬

‫ببطل ذهنهم إذ هم مظلمو الفكر ومتجّنبون عن حيوة ال لسبب الجهل الذي فيهم‬

‫بسبب غلظ ة لقلوبهم‪ .‬الذين إذ هم لقد فقدوا الحّس أسلموا أنفسهم للدعارة ليعملوا كّل‬ ‫نجاس ة في الطمع‪ .‬وأما أنتم فلم تتعّلموا المسيح هكذا إن كنتم لقد سمعتموه وعّلمتم‬

‫ق في يسوع أن تخلعوا من جه ة التصّر فمالسابق النسان العتيق‬ ‫فيه كما هو ح ّ‬

‫الفاسد بحسب شهوات الغرور وتتجّد دموا بروح ذهنكم وتلبسوا النسان الجديد‬ ‫ق "م )أفسس ‪(24-17 :4‬‬ ‫المخلوق بحسب ال في ّ‍‬ ‫البر ولقداس ة الح ّ‬

‫لقد عّلم بولس بشّد ةم أّننا مخّلصين بالنعم ة إلّ أّن من هم مخّلصون بالنعم ة مدعوين لكي يقولوا‬

‫"ل" للحياة القديم ة و"نعم" للحياة الجديدة"‪ .‬النعم ة تمحو الخطايا إلّ أّن النعم ة ليست شهادة لكي نخطي‪.‬‬

‫فالنعم ة تعّلمنا أن نغّير حياتنا )تيطس ‪ .(12-11 :2‬أن نقبل النعم ة وأن نعود فيما بعد إلى الحياة‬

‫القديم ة تشبه فكرة أن نخضع إلى علج للسرطان ومن ثم نقف عمدًا أمام مسار لقطار‪ .‬لقد أعطيت لنا‬

‫النعم ة لكي ُتنقذنا ولكي تأخذنا من حياة فارغ ة وتضعنا على طريق جديد‪ .‬ول نجد الفتور أبدًا في كلم‬ ‫بولس بل هو متحّم سم للّتجاوب القوي الذي يجب أن ننظره حيال دعوة ال‪.‬‬ ‫خلع العتيق‬ ‫ويتكّلم بولس بوضوح عن السبب الذي علينا أن نخلع تمامًا حياتنا القديم ة‪ .‬وهو يستعمل في‬

‫ل أّنها حياة تظهر بطل‬ ‫الصحاح ‪ 19-17 :4‬جمل تصف بدّلق ة الحياة من دون المسيح‪ .‬فهو يقول أّو ً‬ ‫الذهن )آي ة ‪ .(17‬فالشخاص غير الروحيين الذين يعيشون بحسب لقواننيهم الخاص ة‪ ،‬ما زالوا يفّك رمون‬ ‫ل‪ .‬ولقد يكون هذا المر‬ ‫ولكّنهم لّنهم ل يرّك زمون على ال وعلى كلمته‪ ،‬سيكون ذهنهم في النهاي ة باط ً‬

‫ل واضح في بعض الحيان‪ .‬ولكن لقد يكون جذابًا على المدى القصير في بعض الحيان‪ .‬فقد ينشأ‬ ‫جه ً‬


‫عن هذا التفكير النجاح الفني أو السياسي أو المالي‪ .‬ولقد يجلب اللذة‪ .‬ولكّنه في النهاي ة‪ ،‬إن لم يكن‬

‫مّتحداً مع ال ومع هدفه الوحد ستكون كّل هذه المور فارغ ة‪ .‬وعلينا أن نتذّك رم ذلك عندما نجّر بمفي‬ ‫الميول إلى إنجازات النسان‪.‬‬ ‫فمن هم من العالم هم "مظلمو الفكر" لّنهم "متجّنبون عن حياة ال" )آي ة ‪ .(18‬ولّنهم ل‬

‫ينظرون إلى الحياة من خلل أعين ال‪ ،‬ل يفهمون من هم ومعنى الحياة الحقيقي‪ .‬ول يستطيعون‬ ‫الدعاء أّنهم ضحايا بريئين‪ .‬وسبب جهلهم هو "غلظ ة لقلوبهم" )آي ة ‪ .(18‬فهم حادوا عن معرف ة ال‪.‬‬

‫وتبدو جمل ة بولس التالي ة وكأّنها وصف مكتوب بعد رحل ة أجراها عبر المجتمعات الحديث ة‪.‬‬ ‫"الذين هم لقد فقدوا الحّس أسلموا نفوسهم للدعارة ليعلموا كّل نجاسٍ ة في الطمع‪) ".‬آي ة ‪ .(19‬وأنت إن‬ ‫ألقيت نظرة سريع ة على شبك ة النترنيت يكفيك لكي ترى أّن العالم مأخوذ بالمور التي كتب عنها بولس‪.‬‬ ‫فالقليل فقط من القيم مازال موجودًا‪ .‬فالموسيقى والتلفزيون والسينما والكتب وصفحات النترنيت تشّج عم‬

‫الناس على الحصول على كّل ما يرغبون به‪ .‬ويكبر أولدنا في جّو مشحون بالشهوات‪ .‬وشعار هذا النوع‬

‫من الحياة هو التركيز على الذات‪ .‬ويضع الناس لقوانينهم الخاص ة لكي يشبعوا شهواتهم‪ .‬والعتراف‬ ‫بالله القدوس والبحث عن إرضائه ليس في جدول أعمالهم‪.‬‬ ‫لبس ال نلسان الجديد‬

‫يجب أن ل يشترك التلميذ في هذا النوع من الحياة‪ .‬وكما لقال بولس في رسالته إلى أهل رومي ة‬ ‫"فماذا نقول‪ .‬أنبقى في الخطّي ة لكي تكثر النعم ة‪ .‬حاشا‪ .‬نحن الذين متنا عن الخطّي ة كيف نعيش بعد‬ ‫فيها‪) ".‬رومي ة ‪.(2-1 :6‬‬

‫والحياة القديم ة ليست ما تعّلمناه من المسيح )آي ة ‪ .(20‬على العكس‪ ،‬عندما تعّلمنا عنه ورأينا‬

‫الحقيق ة كما عاشها النسان يسوع )آي ة ‪ ،(21‬كانت مختلف ة تمامًا عن الروح التي رأيناها في العالم‪ .‬لقد‬

‫لقال يسوع‪ ،‬العالم "يبغضني أنا لني أشهد عليه أّن أعماله شريرة‪0 ".‬يوحنا ‪.(7 :7‬‬

‫ويذّك رم بولس التلميذ أّنه عندما تعّلموا عن يسوع‪ ،‬أدركوا أّن اتباعه يعني نهاي ة طريق ة حياتهم‬

‫القديم ة )آي ة ‪ .(22‬ومن المستحيل أن ينضّم وام إلى كنيس ة ال ويستمّر وامفي طريق ة عيش تتنافى مع ال‪.‬‬


‫ولقد تعّلموا بوضوح أّن اّتباع يسوع يعني خلع النسان العتيق لّنه "فاسد بحسب شهوات الغرور"‪ .‬وتحمل‬

‫كلم ة شهوات هنا معنى التركيز على النفس‪.‬‬

‫ول بّد من أّن التلميذ عندما لق أروا كلمات بولس هذه تذّك رموا رسال ة التلمذة الساسّي ة التي تعّلموها‪:‬‬ ‫"ولقال للجميع إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كّل يوٍم‬ ‫ويتبعني‪ .‬فإن أراد أن يخّلص نفسه يهلكها‪ .‬ومن يهلك نفسه من أجلي فهذا‬

‫يخّلصها‪) ".‬لولقا ‪(24-23 :9‬‬

‫وصدق من لقال أّن يسوع يدعوا النسان لكي يموت‪ .‬فليس من أحد يتبع يسوع من دون لقرار‬

‫جذري بأن ينهي طريق ة عيش ما ويبدأ بطريق ة جديدة‪ .‬ويذّك رم بولس جميع التلميذ أّنه عليهم أن يذكروا‬

‫لقرارهم هذا وأن يأّك دموه‪ .‬وكما لقال يسوع يجب أن يتجّد دم هذا القرار كّل يوم‪ .‬وسيحاول العالم باستمرار أن‬ ‫يؤّثر علينا لكي نعود إليه‪ .‬ويجب أن نرفض دومًا النسان العتيق متشّد دمين بالنعم ة وأن نتذّك رم أّن هذا‬ ‫النوع من الحياة ل يليق بنا‪.‬‬

‫ويقول بولس‪ ،‬لقد تعّلمتم أن "تتجّد دموا بروح ذهنكم وتلبسوا النسان الجديد المخلوق بحسب ال‬

‫ق "م )آي ة ‪ .(24-23‬يبدأ كّل شيء من تغيير في الذهن‪ .‬علينا أن ندرك أّن أفكارنا‬ ‫في البّر ولقداس ة الح ّ‬

‫فاسدة ولن تقودنا إلى تحقيق إرادة ال‪ .‬علينا أن نضع شيء جديد في ذهننا‪ -‬على اللقّل شيء جديد‬

‫بالنسب ة إلينا‪ :‬فكر ال‪ .‬وكما سنرى في الفصل التالي في أفسس‪ ،‬فدورنا ليس أن نعلم ما هو الصحيح بل‬ ‫ب ‪.‬م" )أفسس ‪.(10 :5‬‬ ‫أن ندرك "ما هو مرضي عند الر ّ‬ ‫ويقودنا هذا إلى وضع حياة جديدة‪ -‬أي أن نصبح إنسان مختلف‪ -‬شخص يريد أن يحصل‬ ‫ق "م )آي ة ‪.(24‬‬ ‫على فكر ال وأن يحيا مثله‪ .‬ويتكّلم بولس عن فكرة أن نكون مثل ال "في البّر ولقداس ة الح ّ‬ ‫والبّر وفقًا للكتاب المقّد سم هو أساسًا كيفّي ة التعامل مع الخرين وطريق ة التعامل مع العللقات‪ .‬لذلك‬

‫سيعالج بولس النقاط المختلف ة في العللقات في ما تبّقى من هذا الفصل‪ .‬أما القداس ة فهي بجوهرها فهم‬ ‫أّنه لدينا هدف والعيش بطريق ة تحّقق هذا الهدف‪.‬‬


‫نحن نعيش في عالم يستهين بالمور الدينّي ة ول يعتقد بقداس ة أي شيء‪ .‬إلّ أّن التلميذ يتعّلمون‬

‫عكس ذلك في المسيح‪ .‬فقد تعّلمنا أّن رسال ة ال مقّد سم ة وأّنه علينا أن نحترمها وأن نضعها في لقلبنا‬

‫وفكرنا‪ .‬لقد تعّلمنا أّن حياتنا مقّد سم ة وأّنه علينا أن نعيش من أجل ال ووفقًا لحقيقته‪ .‬وهذه ليست مجّر دم‬

‫حياة مختلف ة‪ .‬فهي الحياة الجديدة والحياة الوحيدة التي ليست باطل ة‪.‬‬ ‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬

‫هل لديك يقين عميق أّن طريق يسوع وطريق ة العالم متضاربتان؟ هل تشارك مع يسوع يقينه أّن‬ ‫ما يقوم به العالم شرير؟ كيف يظهر يقينك في أعمالك؟‬

‫‪.2‬‬

‫ما هي التجرب ة التي تواجهها في خيارك لي فيلم سوف تشاهد أو أي برنامج على التلفزيون أو‬ ‫الموسيقى التي ستستمع إليها أو صفحات النترنيت ستزور؟ هل ُيظهر خيارك حياتك الجديدة‬

‫في المسيح؟‬ ‫‪.3‬‬

‫ما هي الطرق التي تغّير فيها تفكيرك أكثر من غيرها بعدما أصبحت تلميذ؟ ما هي طريق ة‬ ‫التفكير التي أنت شكور لها أكثر من غيرها؟‬


‫‪18‬‬

‫الصواب والخطأ‬ ‫"لذلك اطرحوا عنكم الكذب وتكّلموا بالصدق كّل واحٍد مع لقريبه‪ .‬لّننا بعضنا‬

‫أعضاء البعض‪ .‬اغضبوا ول ُتخطئوا‪ .‬ل تغرب الشمس على غيظكم ول ُتعطوا‬

‫ص امملح بيديه‬ ‫إبليس مكانًا‪ .‬ل يسرق السارق في ما بعد بل بالحري يتعب عام ً‬ ‫ل ال ّ‬

‫ليكون له أن ُيعطَي من له احتياج‪) ".‬أفسس ‪(28-25 :4‬‬

‫والمشكل ة الساسّي ة في الروحانّي ة عند أغلب الناس هي أّنها ليست عملّي ة‪ -‬ولكن هذا ل ينطبق‬ ‫على الروحانّي ة في الكتاب المقّد سم‪ .‬فبعد أن وصف بطريق ة عام ة الحياة الجديدة التي دخل إليها‬

‫النسان المسيحي‪ ،‬هو الن يعطي بعض النقاط العمّلي ة عن كيف يجب أن تؤّثر حياتنا الجديدة على‬

‫عللقتنا مع الخرين‪ .‬ونحن لقد نتكّلم بفصاح ة عن إيجاد ال ولكن لماذا نتوّلقع أن يتجاوب الخرون إن لم‬

‫يكن لما نقوله أثر ملحوظ على الطريق ة التي نتعامل فيها مع الناس من حولنا؟ فنحن ل نصبح في‬

‫المسيحيين خلل حفظ شريع ة ما‪ ،‬بل يجب أن نسّلم أنفسنا لسيادة يسوع المسيح إذ يجب أن نعيش تحت‬

‫شريع ة المسيح )كورنثوس الولى ‪ .(21 :9‬هناك بعض المور تكون صحيح ة دائمًا وبعضها الخر‬

‫خطأ دائمًا‪ .‬ونحن كتلميذ للمسيح علينا أن نكون ملتزمين كّليًا لهذا النوع من الحياة‪ .‬إن كان هناك لغط‬ ‫أخللقي في حياتنا سيتكّد رم إنجيل يسوع المسيح‪.‬‬

‫جي ل فاسد‬ ‫من الشائع في العالم أن يكذب الناس على بعضهم البعض وأن يغضبوا بم اررة من بعضهم‬ ‫البعض أن يستغلوا بعضهم البعض لتحقيق شهواتهم الخاص ة‪ .‬ونجد هذا النوع من التصّر فمفي كّل‬ ‫مكان من حولنا‪ .‬فالزواج يكذبون على زوجاتهن والزوجات على أزواجهن والولد على أهلهم وعلى‬ ‫أساتذتهم‪ .‬لقد ألقيمت الدعاوي ضّد بعض الطباء بسبب غضبهم وسخطهم‪ .‬والهل والولد يهّد دمون‬

‫بعضهم البعض‪ .‬وفيما أكتب هذا الفصل تّم تولقيف ‪ 24‬لعب كرة سل ة من عشر جامعات مرمولق ة‬


‫بتهم ة سرلق ة الحذي ة من أحد المتاجر‪ .‬وتصف أخبار اليوم تلميذ في الرابع ة والعشرين من عمره‪ ،‬أولقفته‬ ‫طه في عملي ة غير شرعي ة عبر شبك ة النترنيت‪.‬‬ ‫الشرط ة بسبب تور ّ‬

‫ي أحد أن يتبع يسوع من‬ ‫اتباع يسوع يعني أكثر بكثير من اللتزام الخللقي ولكن ل يستطيع ل ّ‬

‫دون أن يكون ملتزمًا جذريًا بالخللقيات‪.‬‬ ‫الكذب‬

‫يجب أن يطرح التلميذ عنهم الكذب‪ .‬بما أّن معظمنا أتى إلى الملكوت من عالم يتساهل مع‬

‫الكذب‪ ،‬فعلينا بالتأكيد أن نخلع عّنا ما كنا نلبسه‪ .‬فقد استخدمنا سابقًا الكذب لكي نبدو أفضل في أعين‬

‫الناس أو لكي نتفادى أمر ما ولكي نحصل على أمر نريده‪ ،‬وعلينا الن أن نضع هذا التصرف جانبًا‬

‫تمامًا وأن نتكلم بالصدق مع بعضنا البعض‪ .‬ولقد يسّبب هذا الصدق الزعاج المؤلقت – أو بعض اللم‬ ‫الطويل المد‪ -‬ولكن ماذا يعطي النسان مقابل مصدالقّيته؟ فالشخاص الذين يكذبون يحاولون أن‬

‫يدّبروا حياتهم بأنفسهم ول يظهرون أي ثق ة بال‪ .‬الكذب خطأ وخطّي ة‪ .‬ويجب أن نبتعد عنه كلّيًا‪.‬‬ ‫الغضب‬

‫يجب أن يسيطر تلميذ المسيح على غضبهم‪ .‬وأتمنى أن ينسى من يق أر هذا الكتاب بعد عشرة‬

‫سنوات أمر منظم ة المصارع ة العالمي ة التي تستقطب المزيد من المشاهدين الذين يتراوح عمرهم بين‬

‫الثامن ة عشرة إلى الرابع ة والثلثين من عمرهم‪ .‬إذ يهّد دم الرجال والنساء بعضهم في هذا النوع من البرامج‬

‫طموا بعضهم البعض وينزلون الشتائم على بعضهم وحتى يضربون بعضهم البعض بالكراسي‬ ‫بأن يح ّ‬

‫والشياء الخرى‪ .‬وبالتأكيد فكّل هذه المور مدّبرة ومّتفق عليها إل أّنها تشّج عم العنف والغضب وتحتفل‬

‫به‪ .‬ويجب أن يبتعد التلميذ عن هذا النوع من البرامج‪ .‬وليس من الخطأ أن نغضب ولكن الخطأ أن ندع‬ ‫ق الشخاص‪ .‬ومن‬ ‫هذا الغضب يسيطر علينا‪ .‬والخطأ هو أن يدفعنا هذا الخطأ أن نرتكب خطّي ة بح ّ‬ ‫الخطأ أيضًا أن يتحّو لمالغضب إلى م اررة وسخط‪.‬‬


‫وفي هذا السياق‪ ،‬يعطينا بولس أمر عملي يساعدنا على التخ ّ‬ ‫طي "اغضبوا ول تخطئوا‪ .‬ل‬ ‫تغرب الشمس على غيظكم ول تعطوا إبليس مكانًا‪) ".‬أي ة ‪ .(27-26‬عندما يزعجنا أحد الشخاص‬

‫ويجرحنا ويسّبب للغضب أن ينمو فينا‪ ،‬علينا أن نعالج المر بسرع ة‪ .‬علينا أن نتكّلم عن الموضوع وأن‬

‫نصّلي من أجله وأن نعالجه‪ .‬فالغضب المتروك لليوم التالي يكبر في المرة التالي ة التي سترى فيها‬ ‫الشخص وكّلما كبر المر كلما استطاع العدو أن يستعمله أكثر‪.‬‬ ‫السرقة‬

‫يجب أن يتوّلقف تلميذ المسيح عن السرلق ة وبدل ذلك عليهم أن يخدموا‪ .‬فمن المتعارف عليه‬

‫حول العالم أن السرلق ة خطأ ويعالقب عليها القانون في جميع المجتمعات ولكن هل نفهم ما هو الضرر‬ ‫فيه؟ وبالتأكيد ستعم الفوضى إن لقبلنا بالسرلق ة ولكن هناك سبب أعمق‪ .‬يعّلمنا ال أن نحترم بعضنا‬

‫البعض وأن نرّك زم على العطاء وليس الخذ‪ .‬لذلك ل يكفي أن يتوّلقف التلميذ عن السرلق ة‪ ,‬كل‪ ،‬إذ علينا‬

‫أن نبذل الجهد لكي نكسب المال بالبّر لكي نتشارك مع الخرين اّلذين لديهم حاج ة‪ -‬وليس لكي نشتري‬

‫أحدث المنتوجات! إوان كنت تبحث عن آي ة تدعم فكرة توفير المال إلق أر الي ة ‪ .28‬كيف يمكننا أن نكون‬

‫مستعدين لمساعدة الشخاص في ولقت ضيقهم إن لم نوّفر بعض المال جانبًا ليس فقط لحاجات غير‬ ‫متوّلقع ة في حياتنا نحن بل في حياة الخرين أيضًا؟‬

‫وتعامل النسان المسيحي مع الخللقيات ليس مجرد تطبيق تقني للشريع ة‪ .‬بل الطريق ة‬

‫المسيحّي ة تقول "أريد أن أعامل الناس كما كان يسوع ليعاملهم‪ ".‬فالطريق ة المسيحّي ة تعترف أن بعض‬ ‫المور خاطئ ة وترفض رفضًا لقاطعًا أن تقترب منها إل أّن المر أعمق من ذلك‪ .‬إذ يقول‪" ،‬أنا هنا‬

‫ل ولكي أعاملهم باحترام ولكي ألّبي حاجاتهم كما أثق بال أن يلبي حاجاتي الخاص ة‪".‬‬ ‫لضع الناس أّو ً‬ ‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬

‫أي من هذه النقاط الثلث ة المذكورة تجد ضعف فيها أكثر من غيرها؟ ماذا تفعل لتحمي نفسك؟‬

‫‪.2‬‬

‫ما هي التجرب ة الشخصي ة التي تجعلك تتمّتع باليقين أن ل تضع الشمس تغرب على غضبك؟‬


‫‪.3‬‬

‫ماذا تفعل لتح ّ‬ ‫ض ر م نفسك لتلبي ة حاجات الخرين؟‬


‫‪19‬‬

‫بناء الخرين‬

‫" ل تخرج كلم ة ردّي ة من أفواهكم بل كّل ما كان للبنيان حسب الحاج ة لكي يعطي‬ ‫نعم ة للسامعين‪ .‬ول تحزنوا الروح القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء‪ .‬لُيرفع من‬ ‫بينكم كّل م اررة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كّل خبث‪ .‬وكونوا لطفاء‬

‫بعضكم نحو بع ٍ‬ ‫ض شفولقين متسامحين كما سامحكم ال أيضًا في المسيح" )أفسس‬ ‫‪(32-29 :4‬‬

‫وسنصل بعد لقليل إلى الصحاح الخامس من هذه الرسال ة حيث سيخبرنا بولس أّنه علينا أن‬

‫ل؟ وهذا هو فحوى موضوع هذا المقطع‪:‬‬ ‫ب الناس فع ً‬ ‫نعيش إنطللقًا من المحّب ة‪ .‬ولكن ماذا يعني أن نح ّ‬ ‫أن نعامل بعضنا البعض باحترام وأن نفهم بعضنا البعض تمامًا كما يفهمناال في المسيح‪ .‬فالمر يتعّلق‬ ‫بالتفكير بالخرين والهتمام للطريق ة التي تؤّثر عليهم موالقفنا وكلماتنا وأعمالنا‪ .‬والشخص غير الناضج‬ ‫ل يفّك رم كثي ًار بتأثير أعماله على الخرين‪ .‬أما الرجل الروحاني والناضج يهتم لما يفعله لمساعدة الناس‬ ‫على النمو ويهتم لتشجيعهم‪.‬‬

‫لظحظ كلمك‬ ‫عندما تخطر على بالنا فكرة الستفزاز غالبًا ما نفّك رم بشخص يتعّر ضمجسديًا لشخص آخر‬

‫فيؤذيه أو يغتصبه‪ .‬إلّ أّن نوع الستفزاز الكثر شيوعًا هو الستفزاز الشفهي‪ .‬فالكثير من الكلم الذي‬

‫يخرج من أفواه الناس يهّد مم ويوّتر ويحبط ويجلب اليأس للخرين‪ .‬وتقول يعقوب ‪ 6 :3‬عن هذا‬ ‫الموضوع ما يلي‪" :‬فاللسان ناٌر ‪.‬م م عالمالثم‪ .‬هكذا جعل في أعضائنا اللسان الذي يدّنس الجسم كّله‬

‫ويضرم دائرة الكون ويضرم من جهّنم‪ ".‬نستطيع أن نضرم جهّنم من خلل لساننا في حياة الخرين‪.‬‬ ‫ونستطيع أن نحرمهم من تشجيعهم وأملهم وفرحهم‪ .‬ونستطيع من خلل لساننا أن نهّد مم إيمانهم ونفتح‬

‫المجال أمام الشياطين‪.‬‬


‫إذًا فأول أمر يقوله بولس هنا هو أن تنتبه لكلمك‪ .‬ل تدع أي شيء لقد يجرح الناس يخرج من‬

‫فمك‪) .‬آي ة ‪ .(29‬أو أي أمر لقد يؤّثر على إيمانهم أو على أملهم أو على محّبتهم‪ .‬والكلم ة اليونانّي ة‬ ‫المستعمل ة للشارة إلى كلم ة "ردّي ة" يعني الكلم الذي ل معنى له‪ .‬وهو الكلم الذي ل لقيم ة له بتاتًا‪ .‬فهو‬

‫ل يساعد أحد‪ .‬وهو يؤذي فقط‪ .‬والكثير من بيننا يفتح فاه ويدع الكلم يخرج بأنانّي ة من دون أن يفّك رم ما‬

‫تأثير كلمه على الخرين‪ .‬وبعضنا الخر لقد يعتبر بسذاج ة أن كلمه ل يؤّثر كثي ًرا‪.‬‬

‫ونحن كأزواج‪ ،‬مذنبين بسبب الكلم الرديء الذي يخرج من أفواهنا‪ .‬فتشعر زوجاتنا بالفشل وأن‬

‫ي كلم‬ ‫ل لقيم ة لهّن ‪ .‬م ونحن كأهل مذنبون بسبب الكلم غير المفيد الذي نتفّوه به عندما ل يكون لدينا أ ّ‬

‫لبنائهم ولجعلهم شاكرين لما هم عليه‪ .‬ونحن كتلميذ مذنبين بسبب الكلم الرديء الذي نتفّوه به عندما‬ ‫ننتقد حياة أحدهم ول نقّد مم لهم كلم التشجيع والمل‪ .‬أيها القادة لكلمنا تأثير سلبي غير إيجابي عندما‬

‫يخرج هذا الكلم نتيج ة للغضب وليس من لقلب مهتم بالخرين‪.‬‬ ‫وبالتأكيد هناك بعض الحاديث المهّد مم ة التي نخ ّ‬ ‫طط لها مسبقًا‪ .‬وسببها هو إحداث الجرح‪ .‬إلّ‬

‫أّن معظم الكلم غير الرديء يصدر مّنا فقط لّننا ل نتوّلقف ونفّك رم بحاجات الخرين لكي نبنيهم‪ .‬ونحن‬

‫سريعين جدًا للتعبير عن مشاعرنا الخاص ة لدرج ة أّننا ل نفّك رم حتى بما لقد تحتاجه زوجاتنا أو أولدنا أو‬ ‫ي إهتمام لما سيفعله كلمنا بالخرين‪،‬‬ ‫أصدلقاؤنا‪ .‬وعندما نتكّلم إنطللقًا من غضبنا أو يأسنا من دون أ ّ‬

‫فقد نزلنا عن الصليب وعدنا إلى طريق ة العيش بحسب العالم‪ .‬لذا فعندما يكون كلمك رديء باستمرار‪،‬‬ ‫فلن يكفي أن تحاول ترويض لسانك‪ .‬بل عليك أن ترى لقلبك وكم لقد بعدت عن الصليب لّنه من فيض‬ ‫القلب يتكّلم اللسان )لولقا ‪.(45 :6‬‬

‫وعندما نجرح الخرين بكلمنا يحزن الروح القدس الذي فينا )آي ة ‪ .(30‬والكلم ة المستعمل ة في‬

‫ي الثقل أو السى‪ .‬وبالتأكيد يقول لنا الروح بدموع‪" ،‬ليس‬ ‫النص اليوناني لتشير إلى الحزن هي "لوبيو" أ ّ‬

‫لهذا السبب أنا هنا‪ .‬فأنا المعّزيولست الشيء الذي يؤذي" )إلق أر يوحنا ‪.(26 :14‬‬

‫وكّل هذا بالتأكيد ل يتوافق مع الحقيق ة التي في المسيح يسوع )آي ة ‪ (22‬والحياة الجديدة التي‬

‫حصلنا عليها من خلله )آي ة ‪ .(24‬لذلك فقد حان الولقت لكي نلتزم كّليًا بتغيير لقلوبنا وبالرغب ة بقول كلم‬

‫يبني الخرين ويلبي حاجاتهم‪.‬‬


‫ثّبتوا أعينكم على المسيح‬

‫يمكننا أن نعتبر الم اررة )آي ة ‪ (31‬وكأنها مرض سرطان‪ .‬فهي تأكل الشخص المملوء بها‪ .‬إلّ‬

‫أّن السرطان ليس تشخيصًا دلقيقًا لّن السرطان مرض غير معدي أما الم اررة فهي معدي ة‪.‬‬

‫ويدرك كاتب الرسال ة إلى العبرانيين كيف أّن الم اررة تنتقل بسرع ة من لقلب إلى لقلب عندما كتب‪،‬‬

‫"ملحظين لئل يخيب أحٌد من نعم ة ال‪ .‬لئل يطلع أصل م اررة ويصنع انزعاجًا فيتنّج س م به كثيرون‪".‬‬

‫)عبرانيين ‪ .(15 :12‬والكلم ة المستعمل ة في اللغ ة اليونانّي ة لتشير إلى الم اررة هي "بركيا" التي لقد تعني‬

‫أيضًا "سم"‪ .‬وفي جسد المسيح هذه هي الم اررة بعينها‪ .‬فهي تسّم مم الجسد وتفسده‪ .‬فأنت إن جمعت عشرة‬

‫مسيحيين سعداء معًا وجلبت شخصًا واحدًا يعاني الم اررة في لقلبه ورالقب كيف يستطيع هذا الشخص أن‬

‫يجذبهم إليه ويسلبهم الحياة‪ .‬وكما يشير كاتب الرسال ة إلى العبرانيين فمجرد أصل من الم اررة تكفي لكي‬ ‫يحصل الضرر لّن أصل الم اررة ينمو دائمًا‪ .‬ولقد يكون هذا السبب الذي لقال بولس من أجله‪" ،‬ليرفع من‬

‫بينكم كّل م اررة" لّن الم اررة وحتى في شكلها الدفين هي مرض روحي تهدم حاملها والشخاص الذين‬ ‫يتلّو ثممون بها‪.‬‬

‫وبرأيي‪ ،‬الم اررة هي أحد أعظم المخاطر في حياة التلميذ‪ .‬ونحن لقد نعالج الخطايا الخارجّي ة وبعد‬

‫بعض خيبات المل في الكنيس ة واللم الذي سّببه عدم اكتراث أحد الشخاص وبسبب فشل أحد‬

‫الحلم‪ ،‬لقد يظهر أصل م اررة‪ .‬وهي لقد تكون في البداي ة صغيرة جّد ًام ولكن هذا كّل ما يلزم‪ .‬ومهما كان‬

‫حجمها في البداي ة‪ ،‬ستنمو الم اررة إن لم نتعامل معها‪ .‬ولقد نق أر الكتاب المقّد سم ولقد نصّلي ولقد نظل نأتي‬

‫إلى حياة الشراك ة‪ .‬ولكن هناك شيء خفي يحصل فجسد المسيح يتسّم مم ببطء‪ .‬وهذه ليست مسأل ة ثانوّي ة‪.‬‬ ‫بل هو أمر جّد يم ولهذا يطلب مّنا بولس أن "نرفعها من بيننا"‪ .‬علينا أن نصل إلى جذور الم اررة ونطردها‬

‫من لقلبنا كّليًا‪.‬‬

‫ولقد يكون الشخاص الذين يعانون من الم اررة هم الشخاص الذين يعانون من البّر الذاتي‪.‬‬

‫وبالرغم من أّنهم مذنبين بإدخال السّم إلى جسد المسيح‪ ،‬فهم يؤمنون أّنهم على صواب وأّن الخرين على‬

‫ق لهم أن يشعروا بالم اررة‪ .‬وهم ل يخطئون فقط بل هم يدافعون عن حّقهم‬ ‫خطأ‪ .‬وهم يعتقدون أّنه يح ّ‬ ‫بالستمرار بالخطّي ة‪.‬‬


‫ولكن إليكم الجواب الذي كان لقد أعطاه بولس‪ :‬مهما حصل لك على يد الشخاص في العالم أو‬ ‫في الكنيس ة‪ ،‬فما فعله يسوع من أجلك أعظم وأفضل لدرج ة أنه ليس من ضرر على الرض لقد يقّلل من‬ ‫لقّو تممه‪.‬‬

‫ونحن عندما نشعر بالم اررة أو الغضب أو بالحقد أوالسخط‪ ،‬ل نقف تحت ألقدام الصليب ول‬

‫تكون أعيننا موّج هم ة على المسيح‪ .‬بل نكون مرّك زمين على أنفسنا وكيف جرحنا الشخاص‪ .‬والخطوة‬

‫الولى هي دائمًا أن نشعر بعدم امتناننا‪ .‬والحّل هو دائمًا أن نعود إلى الصليب وأن نوّج هم أعيننا على ما‬

‫فعله ال من أجلنا في المسيح‪ .‬فعندما يكون هذا المر واضحًا وراسخًا في عقولنا سنكون جاهزين أن‬ ‫نكون لطفاء ومتعاطفين مع الخرين )الجميع( وأن نغفر كما غفر لنا ال مجانًا وبغنى‪ .‬ونتيج ة لذلك‬

‫ستعّم النعم ة بدل السّم في جسد المسيح فيصبح الجسد سليمًا ولقوّيًا‪.‬‬ ‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬

‫إسأل شخص لقوي روحّيًا وشخص ليس لقوّيًا كيف يشعرون حيال الكلم الذي يخرج من أفواهنا‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫إن كنت متزّو جمًا أو تعيش وسط عائل ة‪ ،‬إسأل كيف تشعر العائل ة حيال ما يخرج من فمك‪ .‬إسأل‬

‫‪.3‬‬

‫أكتب أسماء ثلث ة أشخاص )ولكن ليس كّلها من عائلتك( يمكنك أن تبنيهم في جسد المسيح‪.‬‬

‫‪.4‬‬

‫كن صريحًا جّد ًام في هذا المر‪ :‬هل هناك جذور صغيرة للم اررة فيك حيال موضوع ما؟ هل‬

‫‪.5‬‬

‫كيف تتغّير طريق ة معاملتك مع الخرين عندما تقف عند ألقدام الصليب؟‬

‫إوان لقالوا لك أّنهم يسمعون كلم السفاه ة منك‪ ،‬إبحث عن جذور المر‪.‬‬

‫حتى أولدك الصغار‪ .‬ومّرةأخرى إبحث عن جذور هذه المشاكل‪.‬‬ ‫فّك رم بالكلمات التي ستستعملها‪.‬‬

‫ل؟‬ ‫تؤمن أّن هذا سّم ؟م هل ستخبر أحد عن هذا المر حا ً‬


‫‪20‬‬

‫حياة المحّب ة‬ ‫"فكونوا متمّثلين بال كأولٍد أحباء‪ .‬واسلكوا في المحّب ة كما أحّبنا المسيح أيضًا‬ ‫وأسلم نفسه لجلنا لقربانًا وذبيح ة ل رائحً ة طّيبً ة" )أفسس ‪(2-1 :5‬‬

‫أّو لمآيتان من الصحاح الخامس من الرسال ة إلى أفسس‪ ،‬تلّخ صم الجزء الخير من الصحاح‬

‫الرابع والصحاح الخامس‪ .‬والكلم ة المستعمل ة في اللغ ة اليونانّي ة هي "آغاِب " م م التيتعني في هذه اللغ ة‬

‫ب‬ ‫المحّب ة غير المشروط ة‪ .‬وكان هناك كلمات في هذه اللغ ة تعني محّب ة مثل إيروس الذي يعني الح ّ‬ ‫الرومانسي وستورج التي تعني المحّب ة العائلّي ة و"فيليا" الذي يعني المحّب ة الخوّي ة أو الصدالق ة‪ .‬وكلم ة‬

‫آغاِب فريدة من نوعها لّنها تعني المحّب ة التي نّك نمها للخرين ليس لّنهم يستطيعون إرضاءنا بطريق ة ما‬

‫بل بسبب إلتزامنا غير المشروط لهم‪.‬‬ ‫متمّثلين بال‬

‫ل‪ .‬فأنا ل أستطيع أن أتمّثل‬ ‫بالتأكيد هناك شقوق من حياتنا يكون فيها التمّثل بال مستحي ً‬

‫بحضور ال الكّلي ومعرفته الكّلي ة ول أستطيع أيضًا أن أتمّثل بقّوة ال المبدع ة‪ .‬ولكن يمكننا أن نتمّثل‬

‫بمحّب ة ال‪ .‬يمكننا أن نتعّلم أن نكون ملتزمين إلتزامًا غير مشروطًا بالخرين كما ال ملتزمًا معنا التزامًا‬ ‫غير مشروطًا‪ .‬فالروح القدس موجود فينا لتوليد هذه الثمار‪.‬‬ ‫ولم يكن استعمال كلم ة آغاب شائعًا لقبل مجيء المسيح‪ .‬ولكّنها أصبحت مهيمن ة عند وصف‬

‫المحّب ة المسيحّي ة لّننا تعّلمنا من المسيح أن نكون ملتزمين ليس فقط بالشخاص اللقرب إلينا ولكن‬

‫بأعدائنا أيضًا )متى ‪ ،44 :5‬لولقا ‪ (35 ،27 :6‬وبكّل شخص‪ .‬وكلم ة آغاب بطبيعتها ل تفّر قمبين‬ ‫الشخاص‪ .‬يجب أن تنهمر محّبتنا كالمطر على البرار وعلى الخطاة على حّد سواء )متى ‪.(45 :5‬‬ ‫ت عن عائل ة في كندا‪ ،‬تعّر ضمطفلين منها إلى القتل‬ ‫في اليوم الذي كتبت فيه هذا الفصل‪ ،‬لق أر ّ‬

‫البشع‪ .‬وبعد ولقت لقصير من هذا الحدث تعّر فمتهذه العائل ة على تلميذ المسيح وعلى رسال ة يسوع‬


‫المسيح‪ .‬وفيما لقرروا أن يتبعوه‪ ،‬وجدوا القّوة والحافز ليفعلوا ما يعتقد الكثير من الناس أّنه مستحيل‪ .‬إذ‬ ‫استطاعوا أن يلتزموا بما هو أفضل للقاتلين ‪ .‬وبالرغم من خسارتهم الشنيع ة التي كانت لتترك الكثير من‬ ‫الناس مع م اررة وحقد كبيرين ومع رغب ة في النتقام‪ ،‬وجدوا أّن التمّثل بيسوع لقادهم إلى التخّلص من‬

‫الغضب لكي يحّبوا المذنبين وليصلّوا من أجل خلصهم‪) .‬وبعضنا يجد صعوب ة في محّب ة أحد الخوة‬

‫ك أّن هذه العائل ة رأت لقلب ال ولقّر رمتفي وجه أصعب‬ ‫الذي لم يحّييه بح اررة!( وليس هناك من ش ّ‬

‫التحّد يمات في الحياة أن يتمّثلوا بهذا القلب‪ .‬فخط ة ال كما تظهر في الرسال ة إلى أهل أفسس ليست فقط‬

‫مجرد أن نكون أعضاء جّيدين في الكنيس ة بل أيضًا أن نتمّثل بال في الطريق ة التي نفّك رم ونتصّر فمبها‪.‬‬ ‫ولقد سمعت عّد ةم مّراتمن التلميذ أّنهم ل يجدون مسيرتهم مع ال مثيرة‪ .‬ويظهر هذا المر‬

‫لقلبهم أكثر مما يظهر مسيرتهم مع ال‪ .‬فهل هناك شيء أكثر إثارة من التمّثل بال؟ وهل من شيء أكثر‬

‫حماسًا من السماح للروح القدس بالعمل فينا لكي نبذل أنفسنا من أجل الخرين ونهتم بهم كما يفعل هو؟‬ ‫وفي مقطع يعرفه معظمنا‪ ،‬يكتب بولس عن اليمان والرجاء والمحّب ة )آغاب( وينهي أّن أعظمها هي‬ ‫المحّب ة )كورنثوس الولى ‪ .(13 :13‬وهل من شيء أكثر إرضاء من أن تصبح موهوبًا في عمل أعظم‬ ‫المور على الرض؟‬

‫متمّثلين بالمسيح‬

‫يظهر لنا العهد القديم أّن ال هو إله محّب ة‪ .‬وتوصف طبيع ة محّبته غير المتناهي ة في الكثير من‬ ‫المقاطع كما في هذا المقطع الذي وجدته في أخبار اليام الولى ‪ 34 :16‬ومزمور ‪1 :106‬‬ ‫ب لّنه صالح لّن إلى البد رحمته‪".‬‬ ‫"احمدوا الر ّ‬

‫وهناك مقاطع مثل مزمور ‪ 11 :130‬تصف عظم ة محّب ة ال‪:‬‬ ‫"لّنه مثل ارتفاع السموات فوق الرض لقويت رحمته على خائفيه‪".‬‬


‫ولكن بالرغم من عظم ة المقاطع التي تصف محّب ة ال في العهد القديم‪ ،‬فالصليب هو الذي‬

‫ساعدنا على إدراك طول وعرض وعمق محّب ة ال )أفسس ‪ .(18 :3‬والن‪ ،‬من مّنا يعيش من هذه‬

‫الجه ة من الصليب يشعر بالحماس بأخذ هذه المحّب ة إلى حدود أبعد بعد لقراءة جمل ة مثل‪" :‬كما أحّبنا‬ ‫المسيح"‪.‬‬ ‫لقد ارتكبت زوجتك أم ًار غبيًا أو لعّلها ارتكبت أمر يؤذيك ويجرح الزواج بعمق‪ .‬كيف تتصّر فم؟‬

‫"كما أحّبنا المسيح"‪.‬‬

‫لقد لقام ابنك بأمر أحرجك أو جرحك أو أحبط من عزيمتك‪ .‬كيف تتصّر فم؟"كما أحّبنا المسيح"‪.‬‬ ‫لقد أحبط أهلك عزيمتك وجعلوك تشعر أّنك لن تستطيع يومًا إرضاؤهم‪ .‬أو لعّلهم لقاموا بأمر‬

‫سيء لم تعتقد يومًا أّنهم لقد يقدمون عليه‪ .‬ما هي الحقيق ة التي عليك أن تعتمد عليها الن؟ "كما أحّبنا‬ ‫المسيح"‪.‬‬

‫لقد أساء جيرانك أو زملؤك في العمل‪ ،‬تقديمك إلى الخرين‪ .‬كيف ستتعامل معهم؟ "تمامًا كما‬

‫أحّبنا المسيح‪".‬‬

‫ض وام النظر عنك‬ ‫لم يشجّعكم إخوتك في المسيح‪ .‬أو لعل هذا التلميذ كان لقاسيًا معك‪ .‬أو لعلهم غ ّ‬

‫في أحد المسؤوليات لصالح شخص ألقل لقدرة منك‪ .‬ما هو المبدأ الذي ستتبعه الن؟ "كما أحّبنا المسيح‪".‬‬ ‫لقد لقضيت الكثير من الولقت مع أحد التلميذ لكي تساعده ليتغّير‪ .‬ومن ثم تصّر فمهذا‬ ‫الشخص بطيش وتجاهل نصيحتك كّليًا التي أعطيته إياها من الكتاب المقّد سم‪ .‬ما هي الجمل ة التي‬

‫تحتاجها أكثر من غيرها في المّرةالمقبل ة التي تراه فيها؟ "كما أحّبنا المسيح‪".‬‬

‫لقد رأيت على مّر السنين الكثير من التلميذ الذين حصلوا على التلمذة حقًا ولقّر رمواأن يتبعوا‬

‫ب أزواجهن بالرغم من سنوات من‬ ‫لقانون "كما أحّبنا يسوع" في حياتهم‪ .‬ولقد رأيت زوجات يبقين على ح ّ‬ ‫اللم‪ .‬ولقد رأيت أولد مجروحين بعمق يسامحون والديهم على الهمال والستغلل‪ .‬ولقد رأيت إخوة في‬

‫الملكوت يتقّر بمونمن بعضهم بعد الشعور بالبعد والتوتر بينهم‪ .‬ورأيت تلميذ يتحّو لممون عن الشّر‬ ‫ويظهرون المحّب ة والهتمام لمن اضطهدهم وغّش همم‪ .‬لقد رأيت تلميذ تركهم شريكهم في الزواج‬

‫يتخّلصون من الم اررة ويصّلون باستمرار أن يعودوا إلى ال‪.‬‬


‫ول يعني اللتزام بحياة "كما أحّبنا المسيح" أّننا سننعم بحياة سعيدة وخالي ة من اللم‪ .‬بل على‬ ‫العكس يعني "كما أحّبنا المسيح" أّننا سنعبر بطريق اللم‪ .‬والمر الذي يفّر قمالمحّب ة من نوع آغاِب عن‬

‫أي نوع آخر‪ ،‬هو أّن هذا النوع يقبل باللم كجزء من المحب ة الحقيقّي ة وأّننا نظهر هذه المحّب ة الحقيقي ة‬

‫فقط إن حافظنا عليها خلل اللم‪.‬‬

‫ومنذ سنوات طويل ة لقرأت تفسير عن لولقا ‪ . 51 :9‬فيقول لولقا في هذا المقطع‪" ،‬وحين تّم تم‬

‫اليام لرتفاعه ثّبت وجهه لينطلق إلى أورشليم"‪ .‬علمًا أّن يسوع كان يعرف تمامًا ما الذي ينتظره في‬ ‫أورشليم‪ ،‬لقال كاتب هذا التفسير بكّل بساط ة‪،‬‬ ‫لقد تعّلم يسوع من ألمه‬

‫لقد أظهر لنا يسوع بوضوح ما كان ال يفعله على مّر العصور‪ -‬يواجه اللم من أجلنا‪ .‬ولكّننا‬ ‫نرى في المسيح أّن ال ل يحّبنا من خلل الجلوس ولقول "أحّبكم‪ ".‬كل‪ ،‬فهو يشترك في آلمنا ويحمل‬ ‫همومنا التي ل نستطيع أن نحملها‪ .‬وهذا ليس لّننا نستحق أن يفعل ذلك‪ .‬بل هو عمل النعم ة‪ .‬ونحن‬ ‫الن مدعّو يممن للذهاب إلى الماكن الصعب ة ونعيش بين الخرين "كما أحّبنا المسيح‪".‬‬ ‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪.4‬‬

‫ل حياة المحّب ة؟‬ ‫هل يقول الناس أّنك نشيط في كنيستك وأّنك تعيش فع ً‬ ‫ما الذي أنت بحاج ة أن تغّيره لكي تكون سيرتك أّنك تعيش في المحّب ة؟‬

‫عدد ثلث ة موالقف تحتاج فيها إلى التركيز على الجمل ة التالي ة "كما أحّبنا المسيح"‪.‬‬

‫ماذا يعّلمك التمّثل بمحّب ة المسيح عن اللم؟‬


‫‪21‬‬

‫رفض الظلم ة‬

‫"وأّم ام الزنا وكّل نجاس ة أو طمع فل يسّم بينكم كما يليق بقّد يمسين ول القباح ة ول كلم‬ ‫السفاه ة والهزل التي ل تليق بل بالحري الشكر‪ .‬فإّنكم تعلمون هذا أّن كّل ازٍن أو‬

‫نج ٍ‬ ‫س أوطماٍع الذي هو عابٌد للوثان ليس له ميراث في ملكوت المسيح وال‪ .‬ل‬ ‫يغّر كممأحد بكلم باطٍل لّنه بسبب هذه المور يأتي غضب ال على أبناء‬ ‫المعصي ة‪ .‬فل تكونوا شركاءهم‪) ".‬أفسس ‪(7-3 :5‬‬

‫اليمان بحسب الكتاب المقّد سم ليس التمّس كم بقوانين معّين ة‪ .‬فالكتاب المقّد سم ليعّلمنا أّننا‬ ‫حصلنا على الخلص من خلل اتباع المبادئ الخللقّي ة أو من خلل اتباع الشريع ة‪ .‬وآمل أّنه من‬

‫الواضح إلى هذا الحد من دراستنا في الرسال ة إلى أهل أفسس‪ ،‬أّن الخلص يحصل من خلل النعم ة‪.‬‬ ‫وآمل أن يكون هذا المر يقين عميق في حياتنا‪ .‬ولكن كما يكتب بولس لحقًا في أحد رسائله الخرى‪:‬‬ ‫"لّنه لقد ظهرت نعم ة ال المخّلص ة لجميع الناس معّلم ة إّيانا أن ننكر الفجور‬

‫والشهوات العالمي ة ونعيش بالتعّقل والبّر والتقوى في العالم الحاضر" )تيطس ‪:2‬‬ ‫‪(12-11‬‬

‫ونحن بكّل بساط ة غير جّد يمين في الحصول على نعم ة ال إن لم نكن جّد يمين في السماح لنعمته‬

‫بالعمل وعمل النعم ة هو أن يجعلنا أبرار وأن يعّلمنا أن نرفض الظلم ة‪ .‬فالكثير ممن يحمل اسم المسيح‪،‬‬ ‫يفهم نعم ة تعطي العذار بدل من نعم ة تغّير لهم حياتهم‪ .‬ويوضح لنا بولس في هذا المقطع أّنه على‬ ‫الشخص الذي يحصل على النعم ة أن يستجيب لدعوة ال بأن يعيش حياة مختلف ة‪.‬‬ ‫المبادئ الجنسّية‬


‫لقد لحظنا في القرون الماضي ة تفالقم متزايد لخسارة القيم الجنسّي ة‪ .‬والفجور كما يحّد دمه الكتاب‬ ‫المقّد سم‪ ،‬متفشي كثي ًار في مجتمعاتنا‪ .‬فالغلبي ة العظمى للنشاط الجنسي الذي يظهره التلفزيون والسينما‬

‫يحدث خارج نطاق الزواج‪ .‬ولقد أصبح بين الراشدين الممارس ة الجنسّي ة الوحيدة المرفوض ة هي ممارس ة‬ ‫الجنس من دون حماي ة عندما تكون على علم بإصابتك بفيروس السيدا‪ .‬وبالتأكيد معارضتك للشذوذ‬

‫الجنسي يجعل منك مريضًا نفسيًا وغير لئق‪.‬‬

‫كلم الهزل )آي ة ‪ (4‬هو جوهر وروح الكوميديا العصرّي ة‪ .‬فمن المستحيل أن تجد أحد الممّثلين‬ ‫الهزلّيين ل يشير في كلمه إلى الجنس خارج نطاق الزواج‪ .‬وأحد أكثر الفلم شعبي ة هي التي تدور‬

‫حول هذا الموضوع‪ ،‬والقليل من الكتاب يجرؤ على الحياد عنه‪ .‬فمجتمعنا مهووس بالجنس‪ .‬وكّلما نظّن‬ ‫أّن هذا الموضوع وصل إلى ألقصى حدوده‪ ،‬نتفاجأ بأمر جديد‪ .‬فالثمار السوداء للطلق والجهاض‬ ‫والدمان الجنسي والفراغ الشخصي ُتظهر أّنه هناك بالتأكيد ثمن ندفعه لهذه القوانين التي وضعت‬ ‫حديثُا‪ -‬ولكن الناس هم دائمًا بطيئين في التعّلم‪.‬‬

‫الكتاب المقّد سم ل يتجّنب موضوع الجنس‪ .‬فالجنس ليس خلق الشيطان بل هو هدّي ة من إله‬

‫ب ‪ .‬م وكما جميع الهبات التي يعطينا إياها ال هدفها هو أن تبارك حياة شعبه وعندما نستخدم‬ ‫عظيم ومح ّ‬

‫ت أّنه إلى‬ ‫الجنس بحسب لقصد ال في ظل الزواج فهو يحدث بركات كثيرة‪ .‬منذ بضع ة سنوات اكتشف ُ‬

‫جانب الحّج ةم اللهوتّي ة والحج ة الكونّي ة لوجود ال‪ ،‬يمكننا أن نضيف الحج ة الجنسّي ة‪ .‬وأنا ل أظّن أّن‬ ‫الفلسف ة لقد يعتبرون هذه الحج ة بأهمّي ة الحجج المذكورة آنفًا‪ .‬إلّ‍ أّن لقّوة الجنس الذي يعطينا نشوة‬

‫ب ومعطاء وراء‬ ‫ويعّم قم العللق ة بين الزوج والزوج ة الملتزمين ببعضهما البعض‪ ،‬يشير إلى وجود إله مح ّ‬ ‫وجود هذا الكون‪ .‬لماذا إذًا تحمل المرأة عضوًا ل هدف له إلّ إعطاء لذة جنسّي ة كبيرة؟‬

‫ولكن فيما يعّلمنا الكتاب المقّد سم أّن الجنس حسن‪ ،‬هو يعّلمنا أيضًا أّننا لقد نسيء استعماله ولقد‬

‫ط ة ال العظيم ة‪ .‬وفيما أتى الكتاب المقّد سم في مجتمع مختلف‬ ‫نستغّله ونمارسه بطريق ة تتعارض مع خ ّ‬

‫جّد ًام عنا حيث كان هناك القليل من الممنوعات في الحياة الجنسّي ة‪ ،‬كان بولس واضح جّد اًم‪ :‬يجب أن ل‬ ‫ُتذكر النجاس ة وعدم الطهارة بين التلميذ‪ .‬فعلينا أن نرفض تمامًا جميع معايير العالم وأن نتبّنى معايير‬

‫ال تمامًا‪ .‬ستكون التجرب ة كبيرة ومستمّرةولكن علينا أن نرفضها لسبب أساسي‪ :‬نحن شعب ال‬


‫المقّد سم‪ -‬نحن شعب مختار لهدف معّين‪ .‬علينا أن نمارس الجنس الذي هو إحدى هبات ال فقط في‬ ‫ق بأن نشبع رغباتنا كّليًا وفقًا لخططنا الخاص ة‪ .‬عندما أصبحنا‬ ‫ظّل إرادته وأن ل نفكر أبدًا أّنه لنا الح ّ‬ ‫تلميذ تخّلينا عن مبدأ التركيز على النفس‪.‬‬

‫ولقد تجد أن العالم يتعامل مع الجنس من حولك أينما ذهبت‪ ،‬ولكن فيما يتعّلق بال فهذا أمر ل‬

‫طته وعلى شعبه أن يرفض العالم وأن يرفض أن يكون شريكًا مع‬ ‫يليق )آي ة ‪ .(4‬فهو ليس جزء من خ ّ‬

‫من هم منه سواء بالكلم أو بالعمال‪ .‬هل سيسخر الناس مّنا بسبب التزامنا؟ بالتأكيد‪ .‬وهل هذا المر‬

‫يهّم ؟م أبدًا‪ .‬فمهما كان الثمن الذي علينا أن ندفعه لكي نظل أوفياء ل وحقيقته‪ ،‬فالمر يستحق العناء‪.‬‬

‫المبادئ المادّية‬ ‫معظمنا يق أر المقطع المذكور آنفًا ويسمع بوضوح الدعوة إلى الطهارة الجنسّي ة‪ .‬ولكن هناك أمر‬

‫آخر في هذا المقطع‪ .‬فهو يدعونا بالحّد ةم عينها أن نرفض الطمع‪ .‬فعلينا أن نبتعد عن الطمع تمامًا مثل‬

‫النجاس ة )آي ة ‪ .(3‬فالشخص الذي يملك لقلبًا طّم امعًا‪ ،‬ل يجد مكانًا في ملكوت ال تمامًا مثل الشخص‬ ‫ل كثي ًار مثل النجاس ة ولكن ال يتعامل مع المرين‬ ‫النجس‪) .‬آي ة ‪ .(5‬ولكن هذا الموضوع ليس متداو ً‬

‫بالمثل‪.‬‬

‫ولعلنا نجد صعوب ة أكثر مع الطمع لّنه يصعب تحديده‪ .‬والكلم ة المستعمل ة في اللغ ة اليوناني ة‬

‫الذي ترجمته "الشتهاء"‪ .‬وبالتأكيد الكلمتين تشيران إلى رغبتنا في الحصول على شيء موجود لدى‬

‫الخرين‪ .‬وتجد هذه الخطي ة جذورها في النانّي ة كالنجاس ة‪ .‬والطمع وهو النجاس ة‪ ،‬أعمى عن حاجات‬ ‫الخرين وهو يحّد من لقدرتنا على محّب ة الناس بطريق ة غير مشروط ة‪ .‬وهو يتضمن محاول ة لعب دور ال‬

‫– أي التفكير أّن الحياة ستكون سخّي ة إن لقمنا بالمور بطريقتنا الخاص ة وسنحصل على ما نريد‪ .‬ويقول‬

‫بولس بوضوح أّن الشخص الطماع هو عابد للوثان )آي ة ‪ .(5‬فهو يضع شيء آخر مكان ال ويصبح‬ ‫"الربح" )أي الرغب ة في المزيد( إلهه الحقيقي‪.‬‬

‫والكثير من الشخاص يعتقدون أّنهم يعرفون أشخاص طّم امعين ولكن ل يدركون طمعهم‪ .‬وحتى‬

‫ل عن وضعه ويصبح سريعًا للدفاع عن مشترياته ورغباته‪.‬‬ ‫عندما نكون طّم امعين‪ ،‬معظمنا يكون غاف ً‬


‫ولهذا السبب‪ ،‬نحن بحاج ة إلى الشخاص في حياتنا الذين سيطرحون علينا السئل ة ويدعونا إلى‬ ‫التضحي ة وسيخبروننا عندما يظّنون أّننا نمشي على طريق الطمع‪ .‬ولّنه يصعب علينا تحديد الطمع‪ ،‬لقد‬

‫نحتاج إلى المزيد من الصلة والرادة لكي نطرحه خارجًا‪ .‬فهو آف ة في حياتنا الروحّي ة‪.‬‬ ‫وكما رأينا في الفصل السابق‪ ،‬فهدف النسان الجديد في المسيح هو العيش حياة المحّب ة‪.‬‬ ‫ط ة ال‪.‬‬ ‫ويجب أن نبتعد عن النجاس ة والطمع لّنهما يقوداننا بعيدًا عن الغاِب وبعيدًا عن خ ّ‬

‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬

‫حتى عندما نكون مقتنعين تمامًا أّن النجذاب الجنسي الذي يقّد ممه العالم ل أساس له‪ ،‬يمكن أن‬

‫‪.2‬‬

‫خلل الست ة أشهر الماضي ة هل كنت منفتحًا تمامًا مع تلميذ آخر عن ما تشعره في عقلك ولقلبك‬

‫نقع في التجرب ة‪ .‬ما هو التحّد يم الكبر بالنسب ة إليك؟‬

‫‪.3‬‬

‫حيال الفكار الجنسّي ة والمشاعر؟ هل كنت صريحًا حيال خطّي ة جنسّي ة؟‬ ‫ط ة ال بالنسب ة إلى الجنس؟ هل يفهمون روعته‬ ‫إن كان لديك أطفال يكبرون‪ ،‬ماذا تعّلمهم عن خ ّ‬

‫‪.4‬‬

‫من هو الصديق الحميم الذي لقد يساعدك في تقييم إمكاني ة وجود الطمع في حياتك؟‬

‫‪.5‬‬

‫ما الذي يساعدك في أن تكون مكتفيًا في ما تملكه؟‬

‫وجماله تمامًا مثل الحاج ة إلى استعماله فقط بحسب ال؟‬


‫‪22‬‬

‫كأولد نور‬

‫ب ‪ .‬م اسلكوا كأولد نوٍر ‪.‬م م لّن ثمر الروح‬ ‫"لّنكم كنتم لقب ً‬ ‫ل ظلم ة وأما الن فنور في الر ّ‬ ‫هو في كّل صلٍح وبًر وح ّ‬ ‫ب ‪ .‬م ول تشتركوا في‬ ‫ق ‪.‬م مختبرين ما هو مرضي عند الر ّ‬

‫أعمال الظلم ة غير المثمرة بل بالحري وّبخوها‪ .‬لّن المور الحادث ة منهم سّرًا‬ ‫ذكرها أيضًا لقبيح‪ .‬ولكن الكّل إذا توّبخ يظهر بالّنور‪ .‬لّن كّل ما أظهر فهو نوٌر ‪.‬م م‬ ‫لذلك يقول استيقظ أّيها النائم ولقم من الموات فيضيء لك المسيح‪) ".‬أفسس ‪:5‬‬ ‫‪(14-8‬‬

‫لقد تكون المعمودّي ة بالنسب ة إلى شخص من القرن الّو لممجرد طقس آخر من بين الطقوس‬

‫المعروف ة في الكثير من الديانات آنذاك‪ .‬إلّ أّنها كانت وبكّل وضوح بالنسب ة إلى الشخص الذي يعتمد‬

‫بداي ة حياة جديدة‪ .‬وعلى الغلب كانت المعموديات في القرن الّو لمتحدث في الفل‪ .‬وغالبًا ما كان يغّير‬ ‫الشخص ملبسه القديم ة ويضع مكانها ثوبًا أبيضًا‪ .‬وكان الترنيم أحد أجزاء العبادة المسيحّي ة كما‬

‫سيشير بولس لحقًا في الي ة ‪ .19‬وفيما كان يخرج الشخص من ماء المعمودّي ة وهو يشعر بفرح عميق‬ ‫كان يحّييه الناس بسعادة وكانوا غالبًا ما يرّد دمون الترانيم‪.‬‬

‫ويعتقد المفّك رمون أّن الكلمات المدّو نم ة في الي ة ‪ 14‬هي جزء من ترنيم ة مسيحّي ة‪ ،‬التي كانت‬

‫على الرجح أكثر شيوعًا عند المعموديات‪ .‬وبعد أن تعّلم الشخص أّن المعمودّي ة هي الموت عن الحياة‬

‫القديم ة والقيام ة إلى حياة جديدة‪ ،‬كان التلميذ الجديد يسمع عائلته ترّنم في المسيح وتشجّعه بالكلمات‬

‫التالي ة‪:‬‬

‫"استيقظ أّيها النائم ولقم من الموات فيضيء لك المسيح‪".‬‬


‫الشخص الذي كان مّيتًا في الخطايا يمكنه الن أن يستفيق ويقوم إلى حياة جديدة لن المسيح‬

‫سيشّع في حياته‪ .‬ففي هذه الكلمات البسيط ة كان يسمع هذا التلميذ الجديد رسال ة عميق ة‪ :‬أنت جديد‬ ‫ي في حياتك‪.‬‬ ‫الن‪ .‬فيجب أن تبتعد عن الحياة القديم ة‪ .‬فأنت تملك الن وجود لقو ّ‬

‫ل ولكن الن أنتم نور‬ ‫كنتم ظلمة قب ً‬

‫ويذّك رم بولس مرة أخرى لقارئيه ما كانوا عليه من لقبل‪ .‬ومن الواضح أّنه من المهم أن يعطيهم‬

‫ل ظلم ة" )آي ة ‪ .(8‬كما كان على‬ ‫هذا التذكير باستمرار متبّنيًا مبدأ التذكير المتفّر قم‪" .‬لّنكمكنتم لقب ً‬ ‫السرائيليين أن يذكروا أّنهم كانوا يومًا عبيد في أرض مصر‪ ،‬يجب أن ل ينسى المسيحيون أّنهم كانوا‬

‫يومًا في الظلم ة‪ .‬ولكن الطريق ة التي يعّبر عنها بولس غريب ة بعض الشيء‪ .‬فقد نتوّلقع منه أن يقول‪،‬‬

‫"كنتم يومًا في الظلم ة" لّن هذا صحيح‪ ..‬ولكنه بدل من ذلك يضربنا بقّوة بفكرة أّننا لم نكن في الظلم ة‬

‫فحسب بل كّنا نحن ظلم ة‪ .‬ولم نكن مسجونين فيها فحسب بل كّنا جزءًا منها‪ .‬ونحن مثل باتي هيرست‬ ‫)بعضكم يذكرها( لم نخططف فحسب بل أصبحنا نحن أيضًا إرهابيين‪ .‬ونحن لم نكن نعاني من مشكل ة‬

‫فقط بل كنا نحن المشكل ة‪ .‬ولم نكن في ضياع بل كنا نحن الضياع‪ .‬ومن المهم ان نذكر هذا المر لّنه‬ ‫يحمينا من حمالق ة البّر الذاتي كما يحمينا من عدم المتنان غير المبّر رمم‪.‬‬ ‫وبالرغم من أّنه من المهم ان نذكر دائمًا ما كّنا عليه فمن الهم أن نفهم كلّياّ ما نحن عليه‬

‫الن‪" -‬أولد نور"‪" ،‬نور في العالم"‪ .‬عندما كنت أكبر‪ ،‬كانت هناك أمور لم ألقوم بها أبدًا لّنني فهمت‬

‫أّنني من عائل ة جونز‪ .‬وهناك بعض المور كانت عائلتنا ل تقوم بها‪ .‬ولسوء الحظ لم تكن جميع لقوانين‬

‫عائلتي بحسب الكتاب المقّد سم‪ .‬ولكن أعتقد أنكم فهمتم ما الذي أعنيه‪ .‬فهناك أمور ألقوم بها أو ل ألقوم‬ ‫بها لمجرد أّنني فهمت من أكون‪ .‬ويريدنا بولس أن نفهم تماماً من نحن إوان فهمنا ذلك جّيداً سيتبع ذلك‬ ‫التصّر فموالعمال التي يباركها ال بسخاء‪.‬‬

‫بعضنا يسمع جمل ة بولس وتراوده بعض الشكوك‪ .‬فنحن ل نشعر كأولد نور‪ .‬ولربما نحن نشعر‬

‫أّننا نور صغير وضئيل‪ .‬أو نشعر أّننا سننطفئ في أي ولقت‪ .‬يجب أن نرى أنفسنا بالطريق ة التي يرانا ال‬


‫ظارات اليمان‪ .‬نحن أولد نور‪ .‬نحن نور في العالم‪ .‬ولقد‬ ‫فيها في المسيح‪ .‬ل تنظر إلى المرآة من دون ن ّ‬ ‫أصبح النور خافتًا ولكّننا نتبع يسوع الذي ل يطفئ هذه الفتيل ة التي فينا )متى ‪.(20 :12‬‬

‫لقد يكون من الصعب أحيانًا أن نؤمن أّننا نور العالم )متى ‪ .(14 :5‬لقد اختار يسوع أن يضيء‬

‫علينا وأن يظهر نوره الكامل من خلل حياتنا غير الكامل ة‪ .‬ويمكننا أن نعرف بين أصدلقائنا من خلل‬ ‫روحه من أجل بّر نماوطيبتنا وصدلقنا )أفسس ‪ .(9 :5‬ونحن ل نحتاج إلى العلم أو المال أو الشخصي ة‬ ‫ب " م )آي ة‬ ‫لنقوم بالمر‪ .‬بل علينا بكّل بساط ة أن نتحّلى بالتواضع لكي نختبر "ما هو مرضّي عند الر ّ‬

‫ي مولقف كّنا فيه‪ ،‬لكي‬ ‫‪ .(10‬ولكن يا له من مبدأ رائع لكي يرشدنا‪ .‬فيتطّلب أن نصّلي بكّل بساط ة في أ ّ‬

‫نعرف ما الذي يرضي ال ومن ثم أن نفتح كلمته حيث نجد الرشاد ومن ثم نذهب إلى شعبه )بهذا‬

‫الترتيب( وسيعني ذلك أّن حياتنا ستصبح نور في هذا العالم المظلم‪ .‬إواليكم المر الرائع‪ :‬كلما إشّتد‬ ‫التحّد يم‪ ،‬كلما أصبح نورنا ساطعًا أكثر‪.‬‬ ‫كشف الظلمة‬ ‫ق إيجابي كبير في النور‪ ،‬فهناك أيضًا جانب مهّم جّد اًم‪ :‬هو يكشف‬ ‫وفيما هناك بالتأكيد ش ّ‬ ‫الظلم ة ويظهرها على حقيقتها‪ .‬يقبل مجتمعنا اليوم الكثير من المور ولقليلون هم الشخاص الذين‬ ‫يجدون مشكل ة في ذلك‪ .‬أنا جالس أمام حاسوبي فيما أكتب هذا الفصل‪ .‬وزوجتي في السرير في الغرف ة‬ ‫المجاورة‪ .‬ومن السهل علّي أن أتصل بشبك ة النترنيت وأن أشاهد عليها أفلم الدعارة ومن خبرتي التي‬

‫اكتسبتها مما أسمع وألقرأ‪ ،‬أعرف أّنه هناك الكثير من هذه المور على هذه الشبك ة‪ .‬وتشير الصحف‬ ‫ل أكثر من أي ة أعمال أخرى‪ .‬والكثير من أولدنا‬ ‫المحّلي ة أّن أعمال الجنس عبر النترنيت تجني ما ً‬

‫سيعودون إلى البيت غدًا وسيشاهدون لقناة الموسيقى ويشاهدون ما هدفه تسويق أمر واحد‪ :‬الشهوة‪ .‬لقد‬ ‫ق واحد منه فقط‪ .‬أضف إليه‬ ‫أصبحت الظلم ة مقبول ة في مجتمعنا ومتوفّرة بسهول ة في منازلنا‪ -‬وهذا ش ّ‬

‫المولقف من الجهاض والجنس خارج نطاق الزواج والطلق والكذب والغش والطمع والدعارة وما شابه‪.‬‬ ‫ول يشعر الناس أّنهم سيئون لّنهم يحكمون أنفسهم بأنفسهم‪ .‬فهم ينظرون حولهم‪ ،‬ويجدون ش ًار كثي ًار‬

‫ويشعرون أّنهم أفضل‪.‬‬


‫ل الطريق ومن ثم يخبرون الكلم‪.‬‬ ‫ولكن الذين يختبرون "ما هو مرضي عند الرب" سيسيرون أو ً‬

‫وسيكون لديهم ما يقولونه‪ .‬وهم مثل يسوع الذين يتبعونه‪ ،‬سيحبون الناس وسيتحّد ومنهم وسيْد عمونهم ليتركوا‬

‫حياة الخطّي ة )يوحنا ‪.(11 :8‬‬

‫ل يتجاوب الشخاص جّيدًا مع من ُيظهر خطّيتهم )يوحنا ‪ .(20 :3‬ولكن تلك هي لحظ ة‬

‫ل‬ ‫الحقيق ة‪ .‬إذ نكتشف هنا أّننا إن أتينا إلى النور فنحن نريد أن تكون الحياة أفضل معنا أو لّننا نريد فع ً‬

‫أن نختبر "ما هي إرادة ال"‪ .‬ونحن كأداة سلمه‪ ،‬سنجد أنفسنا أهدافًا في حرب روحّي ة ضارم ة‪ .‬فهذه‬ ‫الحرب البارة‪ ،‬تستحق العناء ونحن بحاج ة إلى أن نسمع أصدلقاءنا يرّنمون من حولنا‪:‬‬ ‫"استيقظ أّيها النائم ولقم من الموات فيضيء لك المسيح‪".‬‬

‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬

‫بأي ة طريق ة تستطيع أن تقول أّنك كنت ظلم ة في ولقت من الولقات؟‬

‫عدد طرق محّد دمة يمكنك أن تكون فيها "نور في العالم" في ثلث موالقف مختلف ة من حياتك‪.‬‬

‫ما هو الذي تخافه أكثر من غيره في كشف الظلم ة؟ لماذا من المهم أن يضيء لك المسيح؟‬


‫‪23‬‬

‫إرادة ال وليس إرادتنا‬

‫"فانظروا كيف تسلكون بالتدلقيق ل كجهلء بل كحكماء مفتدين الولقت لّن اليام‬

‫ب ‪.‬م" )أفسس ‪:5‬‬ ‫شريرة‪ .‬من أجل ذلك ل تكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئ ة الر ّ‬ ‫‪(17-15‬‬

‫ب "مم‪ ،‬هذا ما لقاله بولس في أفسس ‪ .10 :5‬ويجب أن يسعى كّل‬ ‫"مختبرين ما هو مرضي عند الر ّ‬ ‫تلميذ له لقلب طاهر إلى هذا الهدف‪ .‬ولن ينفع كونك في المكان الصحيح أو كونك تقوم بالمور الروحّي ة‬ ‫ب ‪ .‬م كتب أحد‬ ‫الصحيح ة ما لم يكن هناك في لقلبك رغب ة بسيط ة بأن تختبر ما هو مرضي عند الر ّ‬

‫الفلسف ة المشهورين في القرن التاسع عشر كتابًا عنوانه "طهارة القلب هي أن ترغب أم ًار واحدًا"‪ .‬وعلى‬

‫ل‪ .‬فالمر الوحيد الذي يرغب به التلميذ هو أن يختبر ما يرضي‬ ‫اللقل فإن العنوان يصيب الهدف فع ً‬

‫ب ‪ .‬م يجب أن ل تقودنا رغباتنا النانّي ة الخاص ة أو حاجتنا إلى حماي ة أنفسنا أو سعينا إلى تفادي اللم‬ ‫الر ّ‬

‫ب وأن نلتزم بها مهما كان‬ ‫إوايجاد ما هو مريح‪ .‬بل يجب أن تقودنا رغب ة في معرف ة ما هو مرضي عند الر ّ‬

‫الثمن‪.‬‬

‫فهم ما هي إرادة ال‬ ‫أذكر عندما كانت تمّر بناتي الثلث في سّن المراهق ة وأرادت أن تشتركن في بعض النشاطات‬

‫الشائع ة في مجتمعنا التي كانت تقلقنا أنا وزوجتي‪ .‬وكانت تقول أحيانًا‪" ،‬ولكن يا أبي آل براونز )إسم‬

‫مختلق( هم تلميذ ويدعون أولدهم يفعلون هذا المر"‪ .‬وكان جوابي أن أساعدهم أن يفهموا أّننا ل نتبع‬ ‫آل براونز‪ .‬ولكّننا نحاول أن نختبر ما يرضي ال‪ .‬وكنت ألقول لهن أّننا لسنا متأّك دمين أّننا سنّتخذ دائمًا‬

‫ت لهم أّنني واثق أّن‬ ‫الق اررات الصائب ة في جميع المور‪ .‬وأنا أكيد أّننا أخطأنا هنا أو هناك‪ .‬إلّ أّنني لقل ُ‬ ‫ي مولقف كنت فيه لن تكون مخطئًا إن درست الكتاب‬ ‫مبدأي الذي أتبعه هو الصواب‪ .‬وأنت في أ ّ‬ ‫ب ‪.‬م"‬ ‫ت النصيح ة مع رغب ة واحدة بأن تختبر "ماهو مرضي عند الر ّ‬ ‫المقّد سم وصّليت وطلب ُ‬


‫ومولقف القلب هذا الموصوف في الي ة العاشرة مهّم جّد ًام لدرج ة أّن بولس يعود إليه بعبارات‬

‫ب "مم‪ .‬ولقد يكون هذا الفهم‬ ‫مختلف ة في الي ة ‪ .17‬فهو يصف هذا المبدأ هنا على أّنه فهم ما هي مشيئ ة الر ّ‬ ‫أحيانًا بسيطًا وواضحًا‪ .‬فالنجاس ة هي بوضوح ليست إرادة ال )أفسس ‪ .(3 :5‬والكذب والسرلق ة ليسا‬ ‫أيضًا إرادة أبدًا )أفسس ‪ .(28 ،25 :4‬ولقول كلم يبني إخوتنا في المسيح هو بالتأكيد إرادة ال )‪:4‬‬

‫‪ .(29‬وليس هناك شريع ة ضّد المحّب ة والفرح والسلم والصبر واللطف والتعّفف والسيطرة على النفس‪.‬‬

‫إوارادة ال هي أن نتحّل بكّل هذه )غلطي ة ‪.(23-22 :5‬‬

‫ولكن في أولقات أخرى يتطّلب المر جهدًا أكبر لتحديد مشيئ ة ال وللتسليم بها‪ .‬ومّرةأخرى نقف‬

‫ل بمعرف ة مشيئ ة ال‪ -‬حتى إوان كانت‬ ‫على أساس صلب عندما نتفّح صم لقلوبنا ونتأّك دم أّننا نرغب فع ً‬

‫مختلف ة عن مشيئتنا نحن‪ .‬وأنا أعرف دائمًا أّنني على أساس متقلقل في كّل مّرةل أرغب فيها بأن أفّك رم‬

‫في المور وأرفض الصلة ل وأن ألقول "لتكن مشيئتك وليس مشيئتي"‪ .‬وتكون لقلوبنا طاهرة فقط عندما‬ ‫ترغب بأمر واحد‪ :‬فعل مشيئ ة ال مهما كّلف المر‪.‬‬ ‫لّن اليام شريرة‬

‫ل لمعرف ة إرادة ال ستغلبنا القوى من حولنا وستدفعنا في التجاه الخاطئ‪.‬‬ ‫إن لم نكن مصّر يمنفع ً‬

‫"ويقول بولس ف"فانظروا]بمعنى انتبهوا جّيدًا [ ‪ ...‬لّن اليام شريرة" )آيات ‪ .(16-15‬ويجب أن يبدأ‬ ‫الشخص الذي يريد أن يرضي ال بأن يدرك الوالقع لّنه ل مكان للسذاج ة‪ .‬فهذا العالم ل يسير بحسب‬

‫مشيئ ة ال‪ .‬فالتصرفات التي نراها في الجيران وشاش ة التلفاز والفلم والدب والصحف ليس بحسب‬ ‫مشيئ ة ال‪ .‬ونحن لقد نجد أمور غير مضّرة هنا وهناك ولقد نجد بعض المور الجّيدة ولكن يجب أن‬ ‫نكون والقعيين حيال الجو العام الذي نعيش فيه‪ .‬وتركيز عالمنا هو أن ل نختبر ما هو مرضي عند‬

‫ب ‪ .‬م وهدفه هو أن ل يظهر الحترام والمجد للله الذي يحّبنا والذي وضع خطط رائع ة لحياتنا‪ .‬والمبدأ‬ ‫الر ّ‬

‫الساسي لمجتماعاتنا‪ ،‬يتنافى مع اتباع مثل يسوع ووضع حياتنا للخرين‪ .‬وينسى الكثير من التلميذ‬ ‫هذا المر ببطء ويبدأون بقبول أمور من العالم وليس من كلم ة ال‪.‬‬


‫يجب أن ل نكون أغبياء‪ .‬بل علينا أن نعيش كحكماء وليس كجهلء‪ .‬ويذّك رمني هذا بكلم يسوع‬

‫في متى ‪ 16 :10‬عندما لقال لتلميذه أّنه يرسلهم كحملن بين ذئاب وطلب منهم أن يكونوا "حكماء‬ ‫كالحيات وودعاء كالحمام"‪ .‬وكان يقول بكّل وضوح ل تكونوا ساذجين تمامًا كما يقول بولس هنا "ل‬

‫تكونوا جهلء"‪ .‬فالعالم من حولنا ليس جّيدًا‪ .‬فالناس ل يحاولون إرضاء ال وعلينا أن نحذر من أن‬ ‫نصتبغ بصبغ ة العالم )رومي ة ‪ .(2 :12‬وبالتأكيد يجب أن نعيش في هذا العالم ولكن يجب أن ل نتبنى‬ ‫لقَيمه أو أعماله أو رّد امت فعله‪.‬‬

‫اليام شريرة ويجب أن ل نظن العكس أبدًا‪ .‬لقد كانت شريرة عندما كتب بولس رسالته‪ .‬وكانت‬

‫شريرة في أواسط القرن العشرين وستظل شريرة‪ .‬إذ لم تجد أبدًا لقيم سماوي ة في هذا العالم‪ .‬وسنكون دائمًا‬ ‫كغرباء )بطرس الولى ‪ -(1 :1‬فاعتاد على ذلك!‬

‫ولكن ل يحاول بولس هنا فقط أن يدين الظلم ة ‪ .‬لحظ جمل ة في وسط هذا النقاش‪" :‬مفتدين‬ ‫الولقت" )آي ة ‪ .(16‬فالتلميذ الذين هم "حكماء كالحيات" الّذ يمن ل يشاكلون جهال ة أفكار هذا العالم‪،‬‬

‫يتمّتعون بفرص ة أن يفتدوا الولقت ليفعلوا تمامًا ما أراده يسوع‪" -‬يطلب ويخلص ما لقد هلك" )لولقا ‪:19‬‬ ‫‪ .(10‬ولقد استطاع يسوع أن يحدث الفرق الذي أحدثه لّنه رأى بوضوح مدى ضياع العالم‪ .‬وعندما‬

‫ندرك الظلم ة الموجودة في العالم‪ ،‬سنرفض أن نتبع مبادءه وعندما نبذل لقلوبنا لكي نعرف مشيئ ة ال‪،‬‬ ‫ستكون لدينا فرص ة بأن نحدث الفرق في حياة الناس‪ .‬فأنت لست مجرد جار شخص ما أو مجرد زميل‬ ‫أو مجرد تلميذ في الصف ولست مجرد أحد الزبائن‪ .‬بل أنت أحد أولد النور ولديك الفرص ة بأن تساعد‬ ‫شخص يعيش في الظلم ة ليجد النور‪ .‬فستجد الفرص أينما ذهبت‪.‬‬

‫أبق على البساط ة في حياتك‪ .‬استيقظ فقط كّل يوم مع هد ٍ‬ ‫ف واحد‪ -‬أن تختبر ما هو مرضي‬

‫ب ‪ .‬م تصارع وصّلي واستسلم‪ .‬ولكن إجعل من فهم مشيئ ة ال والعمل بها هدفك الوحد‪ .‬فهذا‬ ‫عند الر ّ‬

‫معنى أن تكون تلميذًا‪.‬‬ ‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬

‫كيف تشعر بصراح ة حيال فكرة أن تجعل من معرف ة مشيئ ة ال هدف حياتك؟‬


‫‪.2‬‬

‫ما هي مشيئ ة ال التي تتصارع معها أكثر من غيرها؟ أكتب ماذا لقد يقول لك الشيطان في هذا‬ ‫الصراع وماذا تعتقد لقد يقوله أحد الملئك ة‪.‬‬

‫‪.3‬‬

‫بعد النظر إلى ما كتبته‪ ،‬أين تجد لقلبك؟‬

‫‪.4‬‬

‫لماذا تحّر رمكفكرة أن تجعل من معرف ة مشيئ ة ال وما هو مرضي له هدف حياتك؟‬


‫‪24‬‬

‫المتلء بالروح‬

‫"ول تسكروا بالخمر الذي فيه الخلع ة بل امتلئوا بالروح مكّلمين بعضكم بعضًا‬

‫ب ‪ .‬م شاكرين كّل‬ ‫بمزامير وتسايبح وأغاني روحّي ة مترّنمين ومرّتلين في لقلوبكم للر ّ‬ ‫حين على كّل شيء في اسم رّبنا يسوع المسيح ل والب‪) ".‬أفسس ‪(20-18 :5‬‬

‫يبدو أّن الجميع يحاولوا أن يمتلئوا بشيء محاول ة منهم أن يتعاملوا مع مصاعب الحياة‪ .‬ولقد‬

‫تعّلمت الكنيس ة مؤخ ًار الكثير عن كيف يستعمل الكثير مّنا المخدرات والكحول لتخفيف اللم‪ .‬ولقد تعّلمنا‬ ‫أّن الشخص الذي يعاني من إدمان على أمر معّين لقد يكون جالس بقربك أو لقد يكون الشخص الذي‬

‫يقود مجموعتك‪ .‬وبعضنا اكتشف أّنه هو هذا الشخص‪ .‬ولو حصل هذا المر منذ خمس ة عشر سن ة‬

‫لكنت أّو لممن لن يصّد قم أّن هذه المور تحصل في الكنيس ة إلّ أّننا مؤخ ًار واجهنا جرع ة ل بأس بها من‬ ‫الحقيق ة‪ .‬وأنا أحمد ال لّننا نتجاوب مع المر بانفتاح وتواضع وبر‪ .‬ويحّذ رمنا بولس في هذا المقطع من‬

‫الطرق غير السليم ة والمملوءة بالخطّي ة الموجودة في الحياة‪ .‬فالعلج بالكحول أو المخدرات ليس الحّل‬ ‫بل هو تصليح مؤّلقت يقود إلى مشاكل جّد يم ة‪ .‬فبدل من أن نستعمل طريق ة العالم‪ ،‬يدعونا بولس إلى أن‬

‫نمتلئ بالشيء الوحيد الذي يّلبي الحاجات‪.‬‬ ‫البقاء على هذا المتلء‬

‫"امتلئوا بالروح"‪ .‬هذه جمل ة بسيط ة‪ ،‬ولكن إن تعّم قمنا فيها ُتظهر لنا شيء غني ومهم جّد اًم‪.‬‬ ‫ودعونا نأخذ بعض الولقت لتصريف هذا الفعل في اللغ ة اليونانّي ة بليرو‪) .‬ويبدو أّن دروس القواعد التي‬

‫كنت أجدها مضجرة‪ ،‬مفيدة(‪.‬‬

‫ل‪ ،‬علينا أن نلحظ أّن هذا الفعل في صيغ ة المر‪ .‬أي أّنه وصّي ة‪ .‬فالمتلء بروح ال ليس‬ ‫أّو ً‬ ‫مجرد إختيار‪ .‬فل نستطيع أن نرضي ال من دون روح ال في حياتنا تمامًا كما ل يمكننا أن نقود السيارة‬


‫إلى العمل كّل يوم من دون ولقود‪ .‬فالمتلء بالروح أمر أساسي وعلينا أن نكون ملّح يممن حياله‪ .‬يجب أن‬

‫نمتل بالروح إوالّ فلن نكون ملك المسيح‪) .‬إلق أر أيضًا رومي ة ‪.(9 :8‬‬

‫ثانيًا‪ ،‬يجب أن نلحظ أّن هذا الفعل في صيغ ة الجمع ما يعني أّنه موّج هم إلى الكنيس ة كّلها‪.‬‬

‫يجب أن يمتلئ كّل ابن ل بالروح‪ .‬فهو ليس فقط حكر على القادة بل هو لكّل تلميذ‪ .‬ولكن هناك المزيد‪.‬‬

‫فسبق أن رأينا في أفسس الصل ة بين الروح القّد سم وجسد المسيح‪ .‬فهيكل الروح القدس ليس مجرد‬

‫مسيحيين منفردين ومنعزلين عن بعضهم البعض‪ .‬فنحن لن نمتلئ بالروح إّن كّنا منعزلين عن بعضنا‬ ‫البعض‪ .‬فالمتلء بالروح يحدث عندما نكون معًا مع إخوتنا وأخواتنا‪ .‬ومن المؤّك دم أّن جميعنا يحتاج‬

‫إلى أولقات عزل ة مع ال ولقد تكون هذه الولقات منعش ة روحّيًا ولكننا لن نحافظ على ما حصلنا عليه من‬

‫دون حياة الشرك ة‪ .‬فالفعل في صيغ ة الجمع‪.‬‬

‫ثالثًا‪ ،‬علينا أن نلحظ أّن هذا الفعل في صيغ ة المجهول‪ ،‬فلم تصاغ الجمل ة كما يلي‪" ،‬إملئوا‬

‫أنفسكم بالروح" ولكن "امتلئوا بالروح‪ ".‬فنحن لن نستطيع أن نبذل ما يكفي من الجهد لكي يحصل هذا‬ ‫المر‪ ،‬ولكن إليكم ما يمكننا فعله‪ :‬يمكننا أن نكون منفتحين وأن نسمح للمسيح أن يملنا بالروح‪ .‬ويمكننا‬ ‫أن نعترف بحاجتنا وأن نقف أمامه بتواضع وأن نطلب منه أن يفعل لنا ما ل نستطيع أن نفعله بأنفسنا‪.‬‬ ‫وبعضنا يحاول أن يجد الحّل بنفسه فندخل أنفسنا في دّوام ة العمال‪ .‬ولقد ينفع هذا المر لبعض الولقت‬ ‫ش بعض الناس من حولنا‪ ،‬ولكّن ل شيء مثل النقتاح بحياتنا والسماح ل أن يملنا بروحه‪.‬‬ ‫ولقد يغ ّ‬

‫وأخي ًار علينا أن ندرك أّن هذا المقطع في زمان الحاضر‪ .‬فلو أراد بولس أن يخبرنا أّن المتلء‬

‫بالروح القدس يحصل مباشرة وفي ولقت محّد دم‪ ،‬لكان باستطاعته أن يستخدم زمان الأيوريست الموجود في‬ ‫اللغ ة اليونانّي ة إلّ أّنه اختار أّن يستخدم زمان الحاضر الذي يعطي في هذا النوع من الجمل فكرة العمل‬

‫المستمر‪ .‬فهو يقول بعبارة أخرى "ابقوا على امتلئكم من الروح القدس" أو "امتلئوا بالروح القدس مّرةبعد‬

‫مّرة"‪ .‬ومنالمؤّك دم أن جميعنا حصل على عطي ة الروح القدس عند معمودّيته )أعمال الرسل ‪ (38 :2‬ولقد‬ ‫حصل هذا المر مّرةواحدة ولكن يجب أن ندع الروح يملنا بثماره وبيقينه وبقّو تممه المجّد دمة مّرةبعد مّرة‪.‬‬ ‫اليام شريرة ويعرف العالم كيف يجذبنا‪ .‬علينا أن نعود مّرةبعد مّرةإلى ال إوالى شعبه وأن نسمح لنفسنا‬

‫بأن نمتلئ بالروح القدس‪.‬‬


‫هناك شيء أخير نقوله عن هذا الفعل ولست بحاج ة إلى أن تكون ضليعًا بالقواعد لكي نكتشف‬

‫هذا‪ .‬فالكلم ة "امتلئوا" تتكّلم عن نفسها‪ .‬إذ يدعونا بولس إلى أن ندع الروح يبّد لم كّل جانب من حياتنا‪.‬‬ ‫والمتلء ل يعني أن نمتلئ جزيئًا أو بطريق ة ما‪ . .‬بل هي تعني بكّل بساط ة أن نمتلئ‪.‬‬

‫الترنيم‬ ‫"فإّنه من فضل ة القلب يتكّلم اللسان" )متى ‪ .(34 :12‬عندما نمتلئ بالروح القدس وعندما نجد‬

‫الجوب ة الحقيقّي ة لتحّد يمات الحياة وعندما ندرك هدفًا حقيقّيًا في حياتنا وعندما نجد ثمار في حياتنا‬

‫تساعدنا على شفاء عللقاتنا مع الناس‪ ،‬ستكون النتيج ة الترنيم‪ .‬فالشخاص الممتّنين والسعداء يحّبون‬ ‫الترنيم‪ .‬فهم يحّبون أن يعبروا ل ولبضعهم البعض من خلل الترنيم عن المور التي تمل لقلوبهم‪.‬‬

‫ولكن الترنيم ل يصدر فقط من الممتلئين بالروح‪ ،‬بل هو يساعد الكنيس ة بأن تتملئ بالروح‪ .‬لذلك‬

‫طلب مّنا بولس أن نكّلم بعضنا البعض بالترانيم‪ .‬إذ يمكننا أن نشّج عم بعضنا البعض خلل الترنيم‬

‫ويمكننا أن نلهم بعضنا البعض‪ .‬ويجب أن ل نسمح لنفسنا أبدًا أن نحضر الجتماع وأن ندمدم الترانيم‬

‫فقط‪ .‬فهذه الولقات التي نّر نممفيها هي بأهمّي ة الولقات التي يعظ فيها أحدهم من الكتاب المقّد سم ولكن‬

‫ي شيء‬ ‫الكثير من بيننا ل يؤمن بذلك‪ .‬في الوالقع‪ ،‬هناك أولقات يمكن للترنيم أن يحّر كملقلوبنا أكثر من أ ّ‬ ‫ك أّن بولس يجد صل ة وصل بين المتلء بالروح وترانيم التلميذ‪.‬‬ ‫آخر‪ .‬فليس هناك من ش ّ‬

‫سواء كّنا نرنّم أو نحيا هذه الحياة‪ ،‬فنحن مدعّو يممن إلى أن نكون "شاكرين كّل حين على كّل شيء‬

‫في اسم رّبنا يسوع المسيح والب" )آي ة ‪ .(20‬وبعضنا يعتقد أّن هذا المر مستحيل‪ .‬إواليكم ما أتعّلمه‬

‫الن‪ :‬هناك لقّوة غريب ة في الروح لدرج ة أّن المتلء به يخّو لممنا أن نكون شاكرين كّل حين‪ .‬فالمتلء‬ ‫بالروح يفتح لقلوبنا ويعطينا القدرة على رؤي ة ما لقد حصلنا عليه )هل تذكر أفسس ‪18 :1‬؟(‪ .‬لقد يكون‬ ‫هناك الكثير من المور السلبّي ة التي لقد نرّك زم عليها إلّ أّن الروح سيساعدنا على إدراك أّن ما حصلنا‬ ‫عليه في المسيح أعظم من هذه التحّد يمات‪ .‬وسيساعدنا الروح على أن نكون شاكرين في كّل حين‪.‬‬

‫ملظحظات‬


‫‪.1‬‬

‫هل تحاول أن تمل حياتك بشيء غير ال؟ مع من ستتكّلم عن هذا المر اليوم؟‬

‫‪.2‬‬

‫ما هو الشيء في حياتك الذي ُيظهر أّنك جّد يم حيال المتلء بالروح؟‬

‫‪.4‬‬

‫لماذا تريد أن ترّنم؟‬

‫‪.3‬‬

‫ما الذي يخّو لممك أكثر من غيره أن تمتلئ بالروح؟‬


‫‪25‬‬

‫لقّوة الخضوع‬ ‫"خاضعين بعضكم لبعض في خوف ال" )أفسس ‪(21 :5‬‬

‫جوهر رسال ة العهد الجديد هي الصليب‪ .‬وأساس تعليم العهد الجديد هو إن أردنا أن نجد حياتنا‬ ‫يجب أن نخسرها إوان أردنا أن ُنرفع علينا أن نّتضع‪ .‬وعندما نسمع هذا الكلم ندرك سريعًا أّن هذا‬ ‫الكتاب ليس عادّيًا وهو ل يتكّلم عن الحكم ة التي نجدها في العالم‪ .‬ويجب أن ل نندهش أّن الرسال ة من‬ ‫خلل الكتاب المقّد سم عن النجاح في العللقات ستكون مختلف ة جّد ًام عن الحكم ة العتيادّي ة‪.‬‬ ‫ويبدأ بولس هذا الجزء من الرسال ة إلى أهل أفسس‪ ،‬بكلم ة غريب ة جّد ًام ومحتقرة في العالم‪:‬‬ ‫"خاضعين"‪ .‬فهذه كلم ة يكرهها المراهقين والطلب والمواطنين في جميع أرجاء العالم‪ .‬ويمكننا أن‬

‫نتفاعل مع هذا المقطع وننالقش أّن بولس كان يتكّلم متأث ًار ببيئته الخاص أو يمكننا أن نأتي إلى هذا‬

‫المقطع بتواضع وبرغب ة أّن نتعّلم حقيق ة روحّي ة عميق ة نحن بأمس الحاج ة إليها‪.‬‬ ‫الخضوع لنا جميعاً‬

‫هناك مجال لبعض الختلف في الراء لما يأتينا به هذا المقطع )أنظر إلى ملحظات مايك‬

‫فان أوكن في آخر هذا الكتاب(‪ .‬ولكن في هذا السياق بالذات تعّلمنا الي ة ‪ 21‬بكّل وضوح أّن الخضوع‬ ‫لبعضنا البعض هو من فيض ثمار الروح )أفسس ‪ .(18 :5‬وهذا يعني أّنه جزء من الحياة المسيحّي ة‪.‬‬ ‫ولقد كتب بولس معظم رسالته هذه للتركيز على فكرة أّننا جميعنا جسد واحد وعائل ة واحدة‪ .‬والخضوع‬ ‫لبعضنا البعض هي الخلص ة المنطقّي ة لجميع ما كتبه عن عللقاتنا‪ .‬يجب أن ل نقاوم بعضنا البعض‬ ‫وأن نتشاجر حول حقولقنا مع بعضنا البعض‪ .‬إذ يجب أن ُنخ ِ‬ ‫ض عم محياتنا لبعضنا البعض‪ .‬يجب أن ل‬

‫تكون عقليتنا "كيف أجعل الناس تفعل ما أريده؟" بل يجب أن تكون‪" ،‬كيف يمكنني أن أخدم وأدعم الناس‬ ‫لكي يتشّج عموا ليصبحوا أكثر مثل المسيح؟" يعّلمك العالم أن تكتشف كيف يمكن للناس أن يساعدوك وأن‬


‫تحّثهم على فعل ذلك‪ .‬أما يسوع فيعّلمك أن ترى كيف يمكنك أن تعطي من حولك وأن تشعرهم بالمحب ة‬ ‫والحترام والتقدير‪.‬‬

‫والفعل المستعمل هنا في اللغ ة اليونانّي ة )هوبوتاسو( يشير عادةً إلى الخضوع في عللقات‬ ‫ل في هذه‬ ‫ل‪ ،‬القادة ومن يتبعه والزوج والزوج ة والهل والولد(‪ .‬ويجب أن نطّبق الخضوع أّو ً‬ ‫محّد دمة )مث ً‬ ‫العللقات‪ .‬إلّ أّنه علينا أن ندرك أّنه هناك طريق ة يفيض فيه الخضوع من الطرفين في كّل عللق ة‬

‫ب )تسالونيكي الولى ‪ ،12 :5‬عبرانيين ‪:13‬‬ ‫مسيحّي ة‪ .‬يجب أن نخضع جميعًا إلى مرشدينا في الر ّ‬ ‫‪ (17‬ما يعني أّنه علينا أن نطيعهم وأن ندعمهم‪ .‬وبعبارات أخرى‪ ،‬يجب أن يتعّلم الذين يقودوا‪ ،‬أن‬ ‫ُيخ ِ‬ ‫ض عمموا حياتهم لمن يتبعهم وأن يخدموهم وأن يضعوا أمامهم المثل وأن ل يسودوا عليهم أبدًا )بطرس‬ ‫الولى ‪ .(4-1 :5‬الخضوع ليس فقط لنا حميعًا بل هو لنا جميعًا في جميع عللقاتنا‪.‬‬

‫لقد ُد عمي تلميذ يسوع للخضوع له ولكّن هذا الخضوع لم يكن من طرف واحد‪ .‬بل أخضع يسوع‬

‫نفسه لهم ومن أجلهم‪ .‬وأنا بصفتي شيخ لقد أنظر إلى أخ لي في المسيح أصغر مّني سّنًا وهو يتصرف‬

‫بكبرياء وألقّر ر مأّنني بحاج ة إلى أن أعّلمه التواضع‪ -‬ولقد أفعل ذلك‪ .‬وهو إن أراد أن ينمو سيخضع‬

‫لتأديبي )بطرس الولى ‪ .(5 :5‬ولكن ل يمكن أّن ألقوم بذلك بطريق ة باّرةمن دون أن أدرك أّنني بحاج ة‬ ‫من جه ة أخرى‪ ،‬أن أخضع نفسي له ومن أجله‪ .‬فدوري أن ُأخضع ولقتي وطالقتي ومحّبتي ولقلبي له‪.‬‬

‫فهذه هي الصف ة التي وجدها التلميذ الّو لممين في المسيح وهذا ما يجب أن يراه الناس فينا‪.‬‬

‫الخضوع هو من ال وهو لقّوي‪ .‬وغالبًا ما يدعو العالم الشّر خي ًار والخير شّرًا ويقاومون المر‬ ‫الذي يحدث النتعاش والتجديد في عللقاتنا‪ .‬إوان كّنا نواجه المشاكل في عللقاتنا‪ ،‬فأّو لمشيء يجب أن‬ ‫نقوم به هو الصلة للحكم ة لمعرف ة كيفّي ة الخضوع لهذا الشخص‪ .‬وهذا آخر أمر يعتقد معظمنا أّنه‬

‫مطلوب ولكن هذا ما يقلب المور رأسًا على عقب‪.‬‬

‫لقد حّد دم ال ترتيبه في العللقات بما فيها ما هو مكتوب في أخر الصحاح الخامس من رسال ة‬

‫أفسس وبداي ة الصحاح السادس‪ .‬والمعنى الساسي من كلم ة الخضوع هو الطاع ة والدعم للشخص‬

‫الذي وضعه ال ليهتم بنا‪ .‬ولكن وفي ظروف عديدة يعني الخضوع العتراف والغفران والخدم ة وأحيانًا‬

‫بالستماع بانتباه فقط‪ .‬وهو يعني أن نعطي أنفسنا للخرين‪.‬‬


‫وفي جميع الحالت‪ ،‬يعني الخضوع التخّلي عن كبريائنا ووضع خير الشخص الخر لقبل خيرنا‬

‫الشخصي‪ .‬وهو يعني أن نضع حياتنا من أجل الخرين‪ .‬وهذا هو نوع الخضوع الذي نراه في المسيح‪.‬‬ ‫ويمكننا أن نكون خاضعين لبعضنا البعض حتى حين نأّد بم ونقّو مموعندما نقول الحقيق ة بصدق ونحن‬

‫مستعدين أن نتمّس كم بالشخص إلى أن يتغّير‪ .‬ونحن إن ألقينا لقنبل ة من الصدق على أحدهم لكي نزيد‬ ‫على جرحه‪ ،‬نكون لقد أخطأنا الهدف‪.‬‬ ‫الدعوة إلى الصليب‬

‫الخضوع يتنافي ويختلف تمامًا عن طبيع ة النسان‪ ،‬والكثير من المسيحيين لم يكتشفوا لقّو تممه إلى‬

‫الن ويخافون لدى ذكر إسمه‪ .‬والدعوة للخضوع هي الدعوة إلى الصليب‪ .‬فنحن نخاف الخضوع تمامًا‬

‫كما نخاف الصليب‪ .‬ولكّننا نجد في كلهما حكم ة ال ولقّو تممه‪ .‬ويحتاج الكثير من بيننا إلى تغيير جذري‬ ‫في طريق ة تفكيره عن الخضوع‪ .‬إذ يجب أن ل نقبله بترّد دم بل أن نطّبقه مع الشكر‪.‬‬

‫إوان لم يكن الخضوع لبعضنا البعض لقوّيًا لما كان ال طلبه مّنا‪ .‬فكّل ما يدعونا إليه مصّم مم لكي‬ ‫يقّر بمنامنه ولكي يبني وحدة ألقوى ولكي ينشر البشارة ويساعد المزيد من الشخاص على تغيير حياتهم‪,‬‬

‫فكلّم ام خضعنا لبعضنا البعض أكثر بسبب إحترامنا للمسيح‪ ،‬تصبح الكنيس ة أكثر سلمً ة وكلما أصبحت‬ ‫سليم ة أكثر وستنمو أكثر‪.‬‬

‫جميعنا يقاوم الخضوع بطريق ة أو بأخرى‪ .‬ولقد يقاومه جسدنا كّل يوم‪ .‬لذلك لقال يسوع أّن التلمذة‬ ‫تتطّلب حمل الصليب‪ .‬وسنصبح أولد نور عندما نصلب باستمرار رغباتنا في القيام بأمور على طريقتنا‬ ‫وعندما نعتبر الخرين أفضل مّنا )فيلبي ‪ (3 :2‬وعندما نبحث عن طرق نضع فيها حياتنا من أجل‬

‫الخرين )يوحنا الولى ‪.(16 :3‬‬ ‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬

‫ما هي فكرتك الصريح ة والولي ة عن الخضوع؟‬

‫‪.2‬‬

‫بأي طريق ة تعتقد أّن يسوع خضع لنا؟‬


‫‪.3‬‬ ‫‪.4‬‬

‫لماذا من المفيد أن تتذّك رم أّن الخضوع لبعضنا البعض هو "في خوف ال"؟‬

‫عدد ثلث ة أنواع من عللقاتك أنت بحاج ة إلى أن تمارس الخضوع فيها‪ .‬كن دلقيقًا حيال المور‬

‫التي عليك القيام بها‪.‬‬


‫‪26‬‬

‫ط ة‬ ‫الزواج في الخ ّ‬

‫ب ‪ .‬م لّن الرجل هو رأس المرأة كما أّن‬ ‫"أّيها النساء اخضعن لرجالكّن كما للر ّ‬ ‫المسيح أيضًا رأس الكنيس ة‪ .‬وهو مخّلص الجسد‪ .‬ولكن كما تخضع الكنيس ة‬

‫ب‬ ‫للمسيح كذلك النساء لرجالهّن في كّل شيء‪ .‬أّيها الرجال أحّبوا نساءكم كما أح ّ‬ ‫المسيح أيضًا الكنيس ة وأسلم نفسه لجلها لكي يقّد سمها مطهّ ًار إّياها بغسل الماء‬

‫ض رمها لنفسه كنيس ة مجيدة ل دنس فيها ول غضن أو ل شيء من‬ ‫بالكلم ة لكي يح ّ‬

‫مثل ذلك بل تكون مقّد سم ة وبل عيب‪ .‬كذلك يجب على الرجال أن يحّبوا نساءهم‬

‫ب نفسه‪ .‬فإّنه لم يبغض أحد جسده لقط بل يقوته‬ ‫ب امرأته يح ّ‬ ‫كأجسادهم‪ .‬من يح ّ‬ ‫ب أيضًا للكنيس ة‪ .‬لّننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه‪ .‬من‬ ‫ويرّبيه كما الر ّ‬ ‫أجل هذا يترك الرجل أباه وأّم هم ويلتصق بامرأته ويكون الثنان جسدًا واحدًا‪ .‬هذا‬

‫السّر عظيم ولكّنني أنا ألقول من نحو المسيح والكنيس ة‪ .‬وأّم ام أنتم الفراد فليحب كّل‬ ‫واحد امرأته هكذا كنفسه وأّم ام المرأة فلتهب رجلها" )أفسس ‪(33-22 :5‬‬

‫ولقد يكون الزواج أكثر المؤسسات التي يساء معاملتها في المجتمعات الحديث ة‪ .‬فمنذ ثلثين سن ة‬ ‫ل على أّنه أحد الحلول‪ .‬ولقد تزايد عدد الشخاص الذين يرجئون الزواج‬ ‫على اللقّل ‪،‬م أصبح الطلق مقبو ً‬

‫لّنهم لم يعرفوا الكثير من الزيجات الناجح ة ولديهم الكثير من الشكوك على صّح تممه‪ .‬ومن الخطأ أن‬ ‫نعتقد أّن المشاكل الزوجّي ة بدأت في نهاي ة هذا القرن فقط‪ .‬ومن المؤّك دم أّن معظم الزيجات بقيت متماسك ة‬

‫لقبل السبعينات ولكن علينا أن نتسائل عن نوعّي ة هذه العللقات وحمامّيتها‪.‬‬ ‫ونحن إن إلقينا نظرة عبر العصور نجد –حتى في الكتاب المقّد سم‪ -‬القليل من الزيجات التي‬ ‫ل لنا‪ .‬فتاريخ النسانّي ة ليس مليئًا بالزيجات الناجح ة‪ .‬ومن المؤسف أن نرى شيئًا‬ ‫يمكن اعتبارها مث ً‬

‫صّم ممه ال بإتقان والذي ينجح إن استعمل بحسب إرادة ال‪ ،‬ولقد أصبح مصد ًار لهذا الكم من اللم‬


‫والخوف‪ .‬ولكن بالرغم من فشل النسان‪ ،‬ما زال الزواج يحتّل مرك ًاز مهمًا في خط ة ال ويظهر لنا بولس‬

‫هنا كيف يمكننا أن نجد الغنى الذي أراده ال في العللقات الزوجّي ة‪.‬‬ ‫الزوجات الخاضعات‬

‫ل أن تكّن خاضعات لزواجهن‪ .‬وأنت إن لم تق أر الفصل السابق لسبب‬ ‫يدعو بولس الزوجات أّو ً‬

‫من السباب‪ ،‬لن تفهم المغزى بالتأكيد‪ .‬فعندما يتكّلم بولس عن الخضوع المطلوب لدى الزوجات‪ ،‬من‬

‫المهّم أن ندرك أّنه يتكّلم في سياق المجتمع المسيحي حيث الجميع خاضع للجميع‪ .‬عندما أعادت إحدى‬

‫الطوائف المسيحّي ة تأكيدها على إيمانها بهذا المقطع‪ ،‬اندلعت الكثير من المعارضات التي اّد عمت أّن هذا‬

‫تعّد يم على حقوق المرأة وأن عجل ة التقّد مم تعود إلى الوراء‪ .‬فالشخاص الذين يشعرون كذلك‪ ،‬هم لقطعا ل‬ ‫يفهمون تعليم العهد الجديد الشامل عن الخضوع‪.‬‬

‫ط ة ال أن يكون الزوج هو القائد وللزوج ة أن‬ ‫يصف بولس هنا وصي ة ال للعللق ة الزوجّي ة‪ .‬فخ ّ‬ ‫تخضع لقيادته‪ .‬وهذا تعليم لقاسي في مجتعمنا هذه اليام‪.‬ولكن لقبل أن ننفعل علينا أن ندرك ما يقوله‬ ‫حقيقً ة هذا المقطع‪ .‬فهذا المقطع ل يعّلم أن تكون المرأة شريكًا صامتًا‪ .‬فالخضوع ل يعني الصمت‪ .‬وهو‬

‫ل يعني بالتأكيد أن يكون الزوج القّوة المهيمن ة في هذه العللق ة‬

‫طع هو أّنه على‬ ‫أو أن نتجاهل المرأة كما ُيظهر المقطع الموّج هم تحديدًا للرجال‪ .‬ولكن ما يقصده هذا المق ّ‬ ‫المرأة أن تدرك دور زوجها وأن تشّج عم لقيادة زوجها وتدعمها‪ .‬فعندما ترفض المرأة أن تظهر هذا الدعم‬

‫ول تخضع لزوجها‪ ،‬فهي ُتظهر ثق ة بخططها هي أكثر من ثقتها بخطط ال‪ .‬فهي تستسلم للكبرياء أو في‬ ‫معظم الحيان للخوف )بطرس الولى ‪.(6-5 :3‬‬ ‫ل وخاص ة في مجتمعنا‪ .‬فسنتصارع جميعنا معه وسيكون علينا أن‬ ‫لن يكون الخضوع سه ً‬

‫نكتشفه في كّل ظرف نمّر به‪ .‬وهو يتطّلب الكثير من النصح والرشاد مما يساعدنا على التواضع‬ ‫ويدفعنا إلى الصلة‪ .‬تذّك رم أّن المر يتعّلق بالصليب وهو سيحصد ثما ًرا‪ .‬ل يستطيع أحد أن يضيف‬

‫ط ة ال‪ .‬ولن تجد أي إمرأة طريق أخرى يمكنها من خللها أن تساعد زوجها على أن يصبح رجل‬ ‫على خ ّ‬


‫ال وأن ينعم أولدها بجو أكثر سلم ة يترعرعون فيه‪ .‬فكما في كّل شيء الشياء في الحياة المسيحّي ة‪،‬‬ ‫عليك أن تخسر حياتك لكي تجدها‪.‬‬ ‫ال زلواج الذين يظحّبون بعمق‬

‫عندما ينتقل بولس إلى الزواج‪ ،‬يحّذ رمهم بطريق ة ألقوى‪ .‬فهو يأخذنا مباشرة إلى الصليب ويدعونا‬

‫ب فيها يسوع الكنيس ة‪ .‬وهذا ل يصف أبدًا الرجل الذي‬ ‫ب زوجاتنا بالطريق ة عينها التي أح ّ‬ ‫إلى أن نح ّ‬

‫يتسّلى على زوجته ويذّك رمها بحاجتها إلى الخضوع ول يشبه أبدًا الذي يعود من العمل ليصعد فو ًار إلى‬

‫غرفته ويترك مهم ة القيادة إلى زوجته‪ .‬كل‪ ،‬إذ تحملنا كلمات بولس هذه إلى التواضع وتحّثنا للركوع أمام‬

‫ال كما فعل يسوع لكي نجد القّوة حتى نضع حياتنا من أجل الخرين‪.‬‬

‫وهذه الكلمات مهّم ةم جّد ًام لّنها تأتي من يهودي من القرن الّو لموفريسي سابق‪ .‬فقد كبر بولس‬

‫وهو يسمع أبناء جيله يشكرون ال لنهم ليسوا أممّيين أو نساء‪ .‬ولعله رفع هذه الصلة بدوره‪ .‬فقد كان‬

‫محاطًا بمجتمع ينظر إلى دور المرأة على أّنه أساسًا لخدم ة الرجل‪ .‬وهو يظهر في هذا المقطع أّنه ليس‬

‫مجرد رجل متأثر بهذه الفكار‪ .‬فبعدما تغّير بولس في المسيح‪ ،‬هو الن يدعو جميع الزواج المسيحيين‬ ‫إلى أن يحّبوا زوجاتهن بتضحي ة وبعمق وأن يشعرونهن أّنهن مميزات وثمينات ومتأّلقات‪.‬‬

‫الرجا ل والنساء المتغّيرين‬ ‫لقد عّلمنا مجتمعنا على الغلب الدروس الخاطئ ة‪ .‬ولقد يكون أهلنا أو ألقرباؤنا أو أصدلقاؤنا لقد‬

‫وضعوا المثل الخاطئ أمامنا‪ .‬ولكن يمكننا أن نتحّو لمفي المسيح‪ .‬إذ يمكن للنساء أن يثقن بال أكثر وأن‬

‫يحببن أزواجهن ما يكفي لكي يقّد ممن لهم الدعم في القيادة‪ .‬ويمكن للزواج أن يتشجعوا من مثل المسيح‬

‫لكي ُيظهروا لزوجاتهن الهتمام والمحّب ة غير المشروط ة‪ .‬فالزواج والزوجات الذين يفشلون )كما سنفشل‬

‫جميعنا في ولقت من الولقات( يمكنهم أن يعودوا معًا إلى الصليب لكي يغفروا وُيغفر لهم‪ .‬ويمكنهم أن‬

‫ط ة الخلص‪ .‬فيمكننا أن نكتشف‬ ‫ط ة ال الكامل ة للزواج مع خ ّ‬ ‫يكتشفوا على مّر السنين كيف تتماشى خ ّ‬ ‫عند ألقدام الصليب ما يجد العالم صعوب ة في اكتشافه‪.‬‬


‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬

‫أيتها الزوجات إلقرأن بتأّني الجزء المكتوب لكّن في أفسس ‪ .5‬وأيها الزواج إلق أروا المقطع‬

‫ض لم أن تق أر لشريكك المقطع‬ ‫ص صم لكم‪ .‬ماذا يخبرك هذا المقطع عن شخصيتك عندما تف ّ‬ ‫المخ ّ‬

‫‪.2‬‬

‫ص صم له؟‬ ‫المخ ّ‬

‫إن كنت متزّو جمًا‪ ،‬اكتب تغييران تريد أن تدخلهما بفضل هذا المقطع وشاركهما مع شريكك؟‬

‫‪.3‬‬

‫ي مولقف يعّلمك هذا المقطع في عللقاتك؟ إن تزوجت في المستقبل‪ ،‬ما هو‬ ‫إن كنت أعزبًا‪ ،‬أ ّ‬

‫‪.4‬‬

‫ص صم لكم في هذا الجزء مّرةفي السبوع‬ ‫تحّد يم خاص للزواج والزوجات‪ :‬إلق أروا المقطع المخ ّ‬

‫التحّد يم الكبر الذي تعتقد أّنك ستواجهه في دورك كما صّم ممه ال؟‬

‫خلل هذه السن ة‪ .‬وفي كّل مرة تقرأه فيه صّلي أن تذهب إلى الصليب من أجل شريكك‪.‬‬


‫‪27‬‬

‫ط ة‬ ‫العائلت في الخ ّ‬ ‫ق ‪.‬م أكرم أباك وأّم كم‪ .‬التي هي أّو لم‬ ‫ب لّن هذا ح ّ‬ ‫"أّيها الولد أطيعوا والديكم في الر ّ‬ ‫وصّي ة بوعد‪ .‬لكي يكون لكم خير وتكونوا طوال العمار على الرض‪ .‬وأنتم أّيها‬ ‫ب إوانذاره‪) ".‬أفسس ‪(4-1 :6‬‬ ‫الباء ل تغيظوا أولدكم بل رّبوهم بتأديب الر ّ‬

‫الولد يطيعون والديهم؟ هذه فكرة غريب ة جّد ًام خاص ة في المجتمعات الغربي ة‪ .‬إذهبوا إلى أي‬

‫متجر ورالقبوا التفاعل بين الهل والولد‪ .‬من هو المسيطر؟ معظم الحيان يكون جوني أو سوزي‪ .‬إذ‬ ‫تقول الم‪" ،‬جوني تعال إلى هنا‪ ".‬فهو إّم ام يتجاهلها ويفعل ما لقالته أو يقول بفظاظ ة‪" ،‬كل‪ ،‬أريد أن‬

‫أذهب إلى هناك‪ ".‬أو يأتي الب ليقّل ابنته من عند صديقتها ويقول‪" ،‬حان ولقت الذهاب"غالبًا ما يكون‬ ‫الجواب‪" ،‬كل ل أريد المغادرة‪ .‬أريد أن أبقى لولقت أطول‪ ".‬يبدو أّن الهل حائرون‪.‬‬

‫رالقبوا آخر عرض لفلم هوليود عن حياة العائل ة‪ .‬من يبدو أكثر ذكاًء وفطن ة؟ فالوصف للم‬

‫والب على الشاشات اليوم ُيظهرهم على أّنهم أشخاص تائهون ومتوّترون ويسيطر عليهم أولدهم الكثر‬

‫ط ة ال ويجب أن ل يحدث في منازلنا اليوم‪.‬‬ ‫ذكاًء وطللق ة في الكلم‪ .‬وهذا لم يكن يومًا خ ّ‬ ‫أكرم أباك وأّم كل‬

‫كما رأينا في السابق‪ ،‬هدفنا في الحياة هو أن نختبر ما يرضي ال وأن ندرك ما هي إرادة ال‬

‫الجّيدة والكامل ة‪ .‬ويقول الكتاب المقّد سم بكّل وضوح "أكرم أباك وأّم كم"‪ .‬ويجب أن يكون كّل طفل في‬ ‫العالم متواضعًا في عللقته مع أّم هم وأبيه‪ .‬فعليه أن يظهر التكريم والحترام لهم لّنهم بكّل بساط ة والديه‪.‬‬

‫إوالى أن يترك هذا الولد أبيه وأّم هم ليعيش حياته الراشدة الخاص ة‪ ،‬عليه أن يطيعهم‪ .‬وحتى عليه أن يحافظ‬

‫على مبدأ التكريم‪.‬‬

‫ل‪ ،‬علينا أن نفحص‬ ‫هناك طريقتان يحتاج معظمنا أن يطّبق من خللها هذا المبدأ المهّم ‪.‬م أو ً‬

‫عللقتنا مع والدينا‪ .‬فإن لم نكن مطيعين لهم عندما كنا نعيش تحت جناحيهما إوان لم نظهر الحترام‬


‫الملئم‪ ،‬علينا أن نتوب وأن نطلب المغفرة‪ .‬هل يشعر والدينا أّننا نحترمهم؟ هل يشعرون أّننا متواضعين‬

‫في عللقتنا معهم؟ هل يشعرون بتقديرنا لهم؟ إوان لم يكن الجواب إيجابّيًا على جميع هذه السئل ة‪ ،‬فعلينا‬ ‫أن نقوم ببعض التعديلت‪ .‬وكما لقال الرسول يوحنا مع إعادة الصياغ ة‪ ،‬إن لم نظهر الحترام لوالدينا‬ ‫على الرض الذين نراهم فكيف يمكننا أن نظهر الحترام ل‪ ،‬الب‪ ،‬الذي ل نراه؟‬ ‫ثانيًا‪ ،‬إن كان لدينا أولد‪ ،‬يجب أن ل نسمح للعالم أن يربحهم‪ .‬فمن حولنا ومن حولهم هناك‬

‫الكثير من المثال لولد غير مطيعين يعاملون والديهم باستخفاف‪ .‬وعلينا أن ل نسمح بالمساوم ة‪.‬‬

‫فمقياس ال هو أن يطيعنا أولدنا وأن يظهروا التكريم‪ .‬ونحن ل نطلب الكثير عندما نطلب من أولدنا أن‬ ‫يفعلوا تمامًا ما أوصانا به ال‪.‬‬

‫ي‬ ‫وأنا أجد الكثير من الهالي في الكنيس ة يسمحون لولدهم أن يتصرفوا بعدم احترام من دون أ ّ‬ ‫عوالقب‪ .‬وهم يرتكبون خطأ رهيبًا الذي سيحدث ثمار سيئ ة‪ .‬ويتطّلب المر الشجاع ة والصلة والنصح‬

‫لكي نربح بعض هذه المعارك‪ ،‬ولكن إن كّنا نحب أولدنا يجب أن نربح هذه المعارك‪.‬‬ ‫رّبوهم‬

‫عندما يعطينا بولس بعض المبادئ الساسّي ة للتربي ة‪ ،‬ل يتوّج هم تحديدًا إلى المهات بل هو‬

‫ل‪ :‬الكتاب المقّد سم واضح جّد ًام بأن الباء هم‬ ‫يتوّج هم إلى الباء‪ .‬دعوني ألقول أمران عن هذا الموضوع‪ .‬أّو ً‬ ‫القادة الروحيين في المنزل‪ .‬وهذا ليس امتيا ًاز بل مسؤولي ة‪ .‬فالكثير من الرجل يلقون أمر تدريب الولد‬ ‫الروحي والتأديب على عاتق زوجاتهن‪ .‬والكثير من الرجال ل يجدون أّنهم يبلون حسنًا في لقيادة أولقات‬

‫صلة للعائل ة فيتخّلون عن هذا المر‪ .‬فهم ينسحبون ويفعلون فقط ما ينجحون فيه‪ .‬وهذا ما يسمى‬

‫ب"تصّر فممشّو شمم" أي أّنه يخّل بالنظام داخل العائل ة‪ .‬ولن يسجنك أحد من أجل ذلك ولكن سيكون‬

‫هناك ثمن باهظ لكي تدفعه‪ .‬يحتاج الولد إلى أن يروا أبيهم يمجد ال وأن ينفتح عن إيمانه وأن يدعو‬ ‫ي‬ ‫عائلته بشجاع ة إلى العيش بحسب معايير ال وأن يقود المسائل التي تتعّلق بالتأديب‪ .‬ولن يستطيع أ ّ‬ ‫ل )ويجب أن ننفتح جميعًا عن ضعفاتنا( ولكن يحتاج كّل طفل إلى أب متحّم سم للحياة‬ ‫ب أن يكون كام ً‬ ‫أّ‬

‫الروحّي ة‪.‬‬


‫والمر الثاني الذي أرغب في لقوله أّن هذا المبدأ ينطبق على المهات والباء على حّد سواء‪ .‬إذ‬

‫يجب أن نعّلم أولدنا أن يحترموا العمر والسلط ة ولكن علينا نحن أيضًا أن نحترمهم‪ .‬يقول بولس "ل‬

‫تغيظوا أولدكم"‪ .‬والكلم ة اليونانّي ة "بوروغيزو" تعني أن تدفع شخص ما إلى الغضب‪ .‬ويمكننا أن نقوم‬ ‫بهذا المر بطرق مختلف ة‪ .‬يمكن أن يكون لدينا معيار لنفسنا ومعيار آخر لولدنا‪ .‬أي يمكن أن نكون‬ ‫مرائين‪ .‬يمكن أن نعد من دون أن نفي‪ .‬ويمكن أن نتجاهل حاج ة أولدنا أو أن نتجاهل أمر يلفت‬ ‫إنتباههم‪ .‬ويمكن أن نتحّم لم عدم طاعتهم إلى أن يطفح الكيل‪ .‬يمكن أن نقّلل من شأن جهودهم‪ .‬ويمكن‬

‫أن نرهقهم بالكثير من القوانين والمطالب‪ .‬وفي حالتي‪ ،‬لقد كنت مذنبًا بالسخري ة وكان علّي أن أتغّير‪.‬‬ ‫ولئحتي هذه ليست كامل ة‪ .‬إذ هناك طرق أخرى يمكن أن نعامل فيها أولدنا بعدم احترام فنغيظهم‪ .‬وبكّل‬

‫بساط ة يطلب مّنا بولس هنا أن نطّبق القاعدة الذهبّي ة مع أولدنا وأن نعاملهم بالطريق ة التي نريد أن‬ ‫نعامل بها‪.‬‬

‫ب إوانذاره‪ .‬أو بعبارات أخرى‪ ،‬يمكننا‬ ‫وما إن نظهر المحّب ة والتقدير‪ ،‬يمكننا أن نرّبيهم بتأديب الر ّ‬

‫أن نقودهم إلى الطريق التي اخترناها نحن‪ .‬والكلمتان المستعملتان هنا "تأديب إوانذار" تتطلبان التقويم‪.‬‬ ‫فكّل ولد ُيترك ليختار طريقه الخاص ة‪ ،‬سيسلك طرق أخرى ولن يجد سبيل ال‪ .‬يجب أن نعّلمهم طريق‬ ‫ال والمطلوب هو التعليم والتدريب‪ .‬ولكن يجب أن ل يكون هذا التدريب لقاسيًا وبل أن يكون مليئًا‬ ‫بالنعم ة‪ .‬وهو يتضمن التواضع والعتراف من طرف من يطّبقونه‪ .‬ولكن يجب أن ل نساوم أبدًا‪.‬‬ ‫والعائل ة هي نموذج عن الجن ة فقط عندما نقوم بذلك بحسب طريق ة ال‪.‬‬ ‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬

‫هل تبت تمامًا عن عدم احترامك لهلك؟ هل سمعوا اعترافك وطلبك للغفران؟‬

‫ماذا ستفعل هذا السبوع وهذا الشهر وهذه السن ة لكي تكرم أباك وأّم كم؟‬

‫‪.3‬‬

‫أّيها الهل‪ ،‬إن لقضى أحدهم اسبوع في منازلكم‪ ،‬هل سيجد أولد يحترمون والديهم ويفهمون أن‬

‫‪.4‬‬

‫أيها الهل كيف تغيظون أولدكم؟ لماذا من المهم أن ُتجري تغيي ًرا؟‬

‫إرادة ال لهم هي أن يكرموا والديهم؟ إوان كان الجواب سلبيًا‪ ،‬ممن ستطلب المساعدة؟‬


‫‪28‬‬

‫ط ة‬ ‫مكان العمل في الخ ّ‬

‫"أّيها العبيد أطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة في بساط ة لقلوبكم كما‬

‫للمسيح‪ .‬ل بخدم ة العين كمن ُيرضي الناس بل كعبيد المسيح عاملين مشيئ ة ال‬

‫ب ليس للناس‪ .‬عالمين أن مهما عمل كّل‬ ‫من القلب خادمين بنّي ة صالح ة كما للر َ‬ ‫ب عبدًا كان أم حّرًا‪ .‬وأنتمأّيها السادة افعلوا لهم‬ ‫واحد من الخير فذلك يناله من الر ّ‬ ‫هذه المور تاركين التهديد عالمين أّن سيدكم أنتم أيضًا في السموات وليس عنده‬ ‫محاباة" )أفسس ‪(9-5 :6‬‬

‫الكثير من بيننا يتساءل لماذا ل يدعو العهد الجديد إلى زوال العبودّي ة‪ .‬كما رأينا سابقًا‪ ،‬لم‬ ‫يخجل بولس وغيره من المسحيّين وبالتأكيد يسوع بشخصه‪ ،‬بأن يتحّد وما المعايير في المجتمع التي ليست‬ ‫بحسب ال‪ .‬ول يمكننا إلّ أن نتّك همن لماذا لم يدين العهد الجديد يومًا التطبيق العالمي الشامل للعبودّي ة‪،‬‬ ‫ولكن ل يسعنا إلّ أن نقول ما يلي‪ :‬إًن تطبيق المبادئ المسيحّي ة ُتلغي أي نوع من الستغلل المتعّلق‬

‫بالعبودّي ة وسيقود ذلك تلقائيًا إلى رفض هذه الممارس ة‪ .‬وُتظهر رسال ة بولس إلى فيلمون أّنه علينا أن‬

‫ننظر إلى العللق ة بين العبد وسيده بطريق ة مختلف ة تمامًا في المسيح‪ .‬وكان هدف بولس الساسي هو أن‬ ‫ث فيلمون إلى أن ل يعتبر أنسيمس "كعبد في ما بعد بل أفضل من عبد أخًا محبوبًا‪) "...‬آي ة ‪.(16‬‬ ‫يح ّ‬

‫والرشادات التي أعطاها بولس للعبيد هنا وفي الرسال ة الولى إلى أهل كورنثوس والرسال ة إلى‬

‫أهل كولوسي مع كلمات بطرس في رسالته الولى‪ ،‬مهّم ةم جّد ًام لنا اليوم بالرغم من أّن العبودّي ة غير‬

‫مسموح ة في أيامنا هذه حول العالم‪ .‬وبالرغم من أّن ليس أحد مّنا عبد‪ ،‬فجميعنا لديه عللق ة مع شخص‬

‫أعلى منه مسؤول عن مرالقب ة عملنا‪ .‬إوان كانت المبادئ المذكورة هنا صحيح ة للعبيد والسياد فيمكننا أن‬

‫نطّبقها بالتأكيد على أشخاص يتمّتعون بحّر يم ةأكبر وفرص أوسع‪.‬‬ ‫عندما يكون شخص مسؤو ل عنك‬


‫على العبيد المسيحيين أن يكونوا مطيعين لمن هو مسؤول عنهم‪ .‬وعليهم أن يطيعوهم كما‬ ‫يطيعوا المسيح‪ .‬ويجب أن ل تكون طاعتهم معتمدة على وجود شخص يرالقبهم بل يجب أن يخدموا كما‬ ‫لو أّنهم يخدموا المسيح الذي ل يغلق عينيه لما يفعلوه هم ولما نفعله نحن‪ .‬وبالرغم من أّن ظروف عملهم‬ ‫لم تكن جّيدة أبدًا‪ ،‬عليهم أن يخدموا من كّل لقلوبهم وأن يرّك زموا على فكرة أّنهم يخدمون المسيح بالفعل‬ ‫وليس النسان‪ .‬وبالرغم من أّن المسؤولين عنهم ل يظهرون التقدير للجهد الذي يبذلوه‪ ،‬يمكنهم أن‬

‫يتأّك دموا أّن الرب يرى كّل شيء وأّنه سيكافئهم على أعمالهم‪.‬‬

‫ويحاول بولس القول هنا أّنه على المسيحيين أن ينظروا إلى عملهم نظرة مختلف ة تمامًا‪ .‬فنحن ل‬

‫نساعد الشخاص على تحقيق هدفهم فحسب بل لقد ُأعطيت الفرص ة لنا لن نظهر المسيح للعالم من‬ ‫خلل الطريق ة التي نعمل بها‪ .‬والذي يلفت نظري في هذا المقطع هو أّن بولس يدعونا أن نذهب إلى‬

‫الصليب حتى عندما تكون ظروفنا صعب ة جّد اًم‪ .‬كان على العبيد المسيحيين أن يموتوا عن شعورهم‬ ‫ي م اررة يشعرون بها بسبب المعامل ة التي يتلّقونها‪.‬‬ ‫بالظلم وعن حّقهم بالبغض‪ .‬كان عليهم أن يصلبوا أ ّ‬ ‫ويقول بولس للعبيد في كنيس ة كورنثوس أّنه ل بأس في أن يحاولوا كسب حّر يمتهم ولكن إن لم ينجح‬

‫المر يجب عليهم أن يعيشوا الحياة التي دعاهم إليها المسيح حيثما هم وأن يكونوا ممتّنين أّنهم حصلوا‬

‫في المسيح على الحّر يم ةالمطلق ة)كورنثوس الولى ‪ .(24-21 :7‬وهذا تعليم صعب بالنسب ة إلى بعضنا‬ ‫ي حدود‪.‬‬ ‫لّنه يظهر أّن الدعوة إلى نكران النفس وحمل الصليب ل تعرف أ ّ‬

‫وبالطبع إساءة المعامل ة وعدم الحترام تجرحنا‪ .‬وبالتأكيد علينا أن نعّبر عن هذا اللم ونعالجه‬

‫إذ من الخطأ أن نترك هذه المشاعر دفين ة في داخلنا‪ .‬ولكن في نهاي ة المطاف يجب أن يعود التلميذ إلى‬ ‫ل حكم ة ال ولقّو تممه‪ .‬والمور التي نتمّس كم‬ ‫الصليب حيث سيكتشف مّرةأخرى أّن ما يحتقره العالم هو فع ً‬ ‫ق بالتقدير والحترام والتكريم من الناس‪ -‬هي مجرد أمور عابرة‪ .‬فمن الفضل أن نفعل‬ ‫فيها بشّد ةم – كالح ّ‬ ‫ما يرضي ال‪ .‬لقد كتبت زوجتي شيل في كتابها الحياة الروحّي ة من التاسع ة إلى الخامس ة‪ ،‬الكلمات‬

‫التالي ة‪:‬‬

‫ل يهم ما هو عملنا‪ -‬بيع السيارات‪ ،‬طبع التقارير‪ ،‬تنظيف المنازل‪ ،‬التعليم‪،‬‬ ‫التمريض‪ ،‬الكتاب ة‪ ،‬عامل ة هاتف‪ ،‬طبيب‪ ،‬محامي أو أي شيء آخر‪ -‬علينا أن‬


‫نبذل لقصارى جهدنا‪ .‬ونحن ندين بذلك إلى زبائننا‪ ،‬موظفينا‪ ،‬زملئنا‪ ،‬أنفسنا ول‪.‬‬ ‫ب العمل ونسرق ال‪.‬‬ ‫وعندما نمتنع عن إعطاء أفضل ما لدينا نحن نسرق ر ّ‬

‫إواليكم فحوى الرسال ة إلى أهل أفسس للتلميذ اليوم‪ :‬اتبع التوجيهات‪ ،‬إعمل مع فريق‪ ،‬أبذل‬

‫لقصارى جهدك وافعل ذلك بفرح لّنك ُم ْلمك المسيح ولديك الفرص ة لتشع من أجله‪.‬‬ ‫عندما تكون مسؤوًل عن أظحد‬

‫كانت سلط ة السياد في القديم غير محدودة إذ يمكنهم أن يعملوا كّل ما يريدونه بعبيدهم بما أّن‬ ‫ب لقريبه وهذا العبد هو‬ ‫هذا الخير من أملك سيده‪ .‬ولكن عندما يصبح السيد مسيحّيًا‪ ،‬كان عليه أن يح ّ‬

‫لقريبه‪ .‬وعندما يقّر ر مالسيد أن يتبع يسوع‪ ،‬كان عليه أن يعامل كّل شخص عبدًا كان أم حّرًا بالطريق ة التي‬

‫كان يسوع ليعامله بها‪ .‬وتمامًا كما يجدر بالعبد المسيحي أن يخدم سيده كما لو أّنه يخدم المسيح‪ ،‬كذلك‬ ‫على السياد المسيحيين أن يعاملوا عبيدهم آخذين بعين العتبار أّنهم هم أيضًا يعيشون في المسيح‪.‬‬

‫فتتغّير طريق ة التعامل بين السيد والعبد فجأًة‪.‬‬ ‫عندما لقال بولس‪" ،‬تاركين التهديد" كان يعني باللغ ة اليونانّي ة أّنه عليهم أن يتوّلقفوا عن التهديد‬ ‫وهذا يعني أّن هذه هي الطريق ة المعتادة لمعامل ة العبيد آنذاك‪ .‬وبما أّن العبيد في معظم الحالت لم‬

‫يخدموا أسيادهم إنطللقًا من المحّب ة‪ ،‬فقد شعر الكثيرمن السياد أّن عبيدهم يخدموهم بداعي الخوف‪.‬‬

‫وعندما يصبح السيد مسيحّيًا كان عليه أن يخلق جّوًا ل يمله الريب‪ .‬فقد اختلف الن تركيزه‪ .‬هل كان‬

‫المر صعبًا؟ بالتأكيد نعم‪ .‬ولكن كان على السيد أن يتعّلم أن يقف مع عبده بتواضع أمام سيد الكوان‪.‬‬ ‫نحن نعيش اليوم في عالم مختلف‪ .‬فل أحد لحسن الحظ يملك عبيد ولكن الكثير من بيننا‬

‫مسؤول عن مرالقب ة عمل أشخاص آخرين‪ .‬لدينا السلط ة بأن نوّج هممهم وأن نأّد بمهم وأن نصرفهم من العمل‬ ‫إن دعت الحاج ة‪ .‬وعلينا أن نستعمل هذه السلط ة بتواضع‪ .‬وعلينا أن ندرك أّننا مسؤولون أمام ال عن‬

‫معاملتنا للخرين‪ .‬علينا أن نقوم بواجباتنا الخاص ة ونسهر على أن تحقق مجموعتنا العمال المطلوب ة‬


‫منها وأن نعمل جاهدين لنحّقق أهدافنا ولكن علينا أيضًا أن نهتم لمر الناس كما يهتم ال لمرهم‪ .‬وعلينا‬ ‫ب ان تعامل‪.‬‬ ‫أن نتبع لقاعدة بسيط ة‪ :‬عامل الغير كما تح ّ‬ ‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬

‫حاول أن تتخّي لم أّنك عبد من القرن الول الذي أصبح مسيحّيًا‪ .‬ماذا سيكون التحّد يم الكبر في‬ ‫حياتك؟‬

‫‪.2‬‬

‫لماذا تعتقد أّن العهد الجديد ل يتعاطف مع العبيد ول يعطيهم العذار للم اررة الموجودة في‬

‫‪.3‬‬

‫ما هي المبادئ الموجودة هنا التي تحتاج أن تطّبقها في عملك أنت؟‬

‫لقلوبهم؟‬ ‫‪.4‬‬

‫لمن منكم مسؤول عن أشخاص آخرين‪ ،‬ما هي المبادئ الثلث ة التي ستستعملها في طريق ة‬

‫تعاملك مع الشخاص المسؤول عنهم؟‬


‫‪29‬‬

‫ط ة‬ ‫النصر في الخ ّ‬ ‫ب وفي شّد ةم لقّو تممه‪ .‬البسوا سلح ال الكامل لكي تقدروا‬ ‫"أخي ًار يا إخوتي تقّو وام في الر ّ‬ ‫أن تثبتوا ضّد مكايد إبليس‪ .‬فإّن مصارعتنا ليست مع دٍم ولحٍم بل مع الرؤساء مع‬ ‫السلطين مع ولة العالم على ظلم ة هذا الدهر مع أجناد الشّر الروحّي ة في‬

‫الّس مماويات‪ .‬من أجل ذلك احملوا سلح ال الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم‬ ‫ق ولبسين‬ ‫الشرير وبعد أن تمّم وما كّل شيء أن تثبتوا‪ .‬فاثبتوا ممنطقين أحقاءكم بالح ّ‬ ‫درع البّر وحاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلم‪ .‬حاملين فوق الكّل ترس اليمان‬ ‫الذي به تقدرون أن ُتطفئوا جميع سهام الشرير الملتهب ة‪ .‬وخذوا خوذة الخلص‬

‫وسيف الروح الذي هو كلم ة ال‪ .‬مصّلين بكّل صلوٍة وطلب ة كّل ولقت في الروح‬ ‫وساهرين لهذا بعينه بكّل مواظب ة وطلبٍ ة لجل جميع القديسين" )أفسس ‪-10 :6‬‬ ‫‪(18‬‬

‫"الحياة صعب ة"‪ .‬هكذا يبدأ أحد الكتب التي كانت الشهر في السوق‪ .‬ولقد أحّس مليين القّراء‬ ‫بهذه الجمل ة البسيط ة‪ .‬فكّل شخص يجد أّن الحياة كذلك‪ .‬ولكن في اللحظ ة التي تقّر ر مفيها أن تصبح‬

‫تلميذًا للمسيح‪ ،‬هناك صعوبات فريدة من نوعها ستعترض طريقك‪ .‬الحياة العادّي ة مليئ ة بالتحّد يمات ولكن‬ ‫ط ة ال ويلتزم بالمسيح‪ ،‬سيواجه المعارك أكثر من غيره‪ .‬فهذا‬ ‫الشخص الذي يبتعد عن الجموع ويقبل خ ّ‬

‫الشخص أعلن الحرب على ما يسّم يمه بولس "أجناد الشّر الروحّي ة في السماويات‪ ".‬أنظر إلى عيني أحد‬

‫الرهابيين في أيامنا هذه وستجد الكراهي ة عينها الموجودة في لقلب عدّو نمما الروحي‪ .‬لذلك فإن الحياة‬ ‫بالنسب ة لمن يؤمن بيسوع المسيح هي معرك ة‪ .‬إوان أردنا أن ننتصر )وبالتأكيد يمكننا ذلك( علينا أن نعير‬ ‫الكثير من النتباه لما يقوله هذا المقطع‪.‬‬


‫القّو ةلمن ال وليس من أنفسنا‬

‫ب وفي شّد ةم لقّو تممه" )آي ة ‪ .(10‬وهو ينتقل‬ ‫يعّبر بولس أّو ً‬ ‫ل عن الفكرة الكثر أهمّي ة‪" :‬تقّو وام في الر ّ‬ ‫سريعًا ليصف الرؤساء والسلطين وولة العالم الذين هم ضّد نما‪ .‬والمفتاح للنصر هو أن نجد لقّو تممنا في‬

‫ب الرباب وملك الملوك‪ .‬ولقد‬ ‫ب لّنه مهما بلغت لقّوة العدو ولقّوة حلفائه‪ ،‬فهي ل شيء مقارنً ة مع لقّوة ر ّ‬ ‫الر ّ‬

‫ب الجنود الذي صنع الرض‬ ‫يبدو أّن لقّوة العدو الذي يحاربنا ل ُتقهر إلى أن نقارن لقّو تممه مع لقّوة ر ّ‬ ‫والسماء‪ .‬وكما الشعوب التي وصفها إشعياء )إشعياء ‪ (15 :40‬فالشيطان والشرير ليسوا سوى لقطرة في‬ ‫بئر‪.‬‬ ‫ولماذا لقد يسمح ال بوجود هذا العدو؟ ويمكنك أن تتكّهن الجواب لهذا السؤال‪ .‬ويمكنك أن تجد‬

‫ل منطقيًا لهذه المعضل ة ولكن يخبرنا الكتاب المقّد سم أّنه موجود وأّنه مصّم مم على تدميرنا‪ .‬ومن ثم‬ ‫حً‬

‫يعطينا الطريق ة لغلبته‪ .‬وعندما نكون في معرك ة ضّد أحد الدخلء‪ ،‬ل نتوّلقف لنفّك رم بالطريق ة التي‬

‫استطاع فيها أن يدخل إلى المنزل‪ .‬بل نرّك زم على حربنا للبقاء ويمكننا أن نحّل ما تبقى من السئل ة‬

‫لحقًا‪ .‬وبالطريق ة عينها يخبرنا الكتاب المقّد سم أّننا نتعّر ضمللحرب ويعطينا الطريق ة التي يمكننا أن نربح‬

‫هذه الحرب‪ .‬ولحّد الن تلك هي الحقيق ة المهّم ةم‪.‬‬

‫والمفتاح للنصر بسيط‪ -‬علينا أن نبقى لقريبين من ال‪ .‬ويعني ذلك أن نبقى متواضعين أمام ال‬

‫وأن نعترف بحاجتنا الكبيرة إليه‪ .‬وحدهم المساكين في الروح يرثون ملكوت ال )متى ‪ .(3 :5‬ول يمكن‬ ‫أن نجد القّوة التي تخّو لممنا أن نربح بحزم على العدو بعيدًا عن ال‪.‬‬

‫وجيمعنا بطبيعته مزيج من القوى والضعفات‪ .‬والخطأ الكبر الذي يرتكبه معظمنا في الحرب‬

‫الروحّي ة – ولقد يكون خطأ مميتًا‪ -‬هو العتماد على لقّو تممنا الخاص ة‪ .‬ولقد نتمتع بمواهب فكرّي ة أو تنظيمّي ة‬ ‫أو لقد نتمتع بروح الفكاه ة‪ .‬والشيء الشائع في العالم هو العتماد على لقّو تممنا الخاص ة ونرّك زم عليها‬

‫ونشّد دم عليها‪ .‬وبالتأكيد يستطيع ال أن يستعمل هذه القّوى ولكن إن اعتمدنا عليها سيستخدم خصمنا‬ ‫الذكي خططه )آي ة ‪ (11‬لكي يحّو لمهذه القوة إلى ضعف‪.‬‬

‫ويقودنا العتماد على لقّو تممنا الخاص ة إلى التعجرف والكبرياء والمنافس ة‪ .‬وبالطبع كّل هذه تقودنا‬

‫إلى الخسارة الروحي ة‪ .‬والفضل )وستنزعج الحركات التي تدعو إلى تقدير النفس من كلمي هذا( هو أن‬


‫نرّك زم على ضعفاتنا ومن ثم ندع هذه الضعفات أن تدفعنا إلى العتماد على ال وليس على أنفسنا‪.‬‬

‫أليس هذا هو الدرس الذي أرادنا بولس أن نتعّلمه في الصحاح الثاني عشر من رسالته الثاني ة إلى أهل‬

‫كورنثوس؟ أليس هذا هو السبب الذي دفع بولس أن يستنتج المر الغريب التالي‪..." ،‬لّني حينما أنا‬

‫ضعيف فحينئذ أنا لقوي" )كورنثوس الثاني ة ‪.(10 :12‬‬ ‫سلح ال‬

‫تساعدنا الكثير من التفسيرات للكتاب المقّد سم‪ ،‬على فهم الفرق بين الستعارات التي يستعملها‬

‫بولس في هذا المقطع‪ .‬وسنستفيد جميعًا من التعّم قم الدلقيق لكّل من هذه الستعارات ومن فهم التشبيهات‬ ‫التي يستعملها‪ .‬ولكن دعوني أطلب منكم أن تنظروا إلى لئح ة الداة والسلح الكامل ة التي يصفها وأن‬

‫تأخذوا بعض الولقت للتفكير بكّل واحدة منها‪:‬‬ ‫•‬

‫الحقيق ة‬

‫•‬

‫البّر‬ ‫إنجيل السلم‬

‫•‬

‫اليمان‬

‫•‬

‫الخلص‬

‫•‬

‫كلم ة ال‬

‫•‬

‫الصلة‬

‫•‬

‫ما الذي يلفت إنتباهك؟ما الذي تلحظ غيابه؟ أنا ألحظ أّن لقواي غير مذكورة هنا‪ .‬فالشيء الذي‬

‫يؤّم نم لي النصرة على العدو هو اعتمادي على ال وتواضعي أمامه‪.‬‬

‫ل من أن أعتمد على منطقي الخاص‪ .‬وسأحصل على‬ ‫وسأربح عندما ألقبل هذه الحقيق ة بد ً‬

‫ل من أن أحاول وضع بّريالخاص‪ .‬وسأرى النتائج عندما أبّش رم‬ ‫النصر عندما ألقبل بّر المسيح بد ً‬ ‫بالنجيل )أي الصليب( وليس بكلمات حكمتي‪ .‬وحاجتي الكبر هي الهتمام بإيماني وليس بمعنوياتي‪.‬‬


‫وعلي أن أتذّك رم أّنني مخّلص وأّن اسمي مكتوب في السماء مما سيقودني إلى الفرح إوالى البقاء في ساح ة‬

‫المعرك ة حتى في الولقات الصعب ة‪ .‬ولقّوة ال هي ما سيهدم مكايد إبليس وليس أفكاري الخاص ة‪ .‬والصلة‬

‫ي العتراف المتواضع بضعفي وحاجتي‪ -‬هي ما ستقودني إلى مصدر شّد ةم لقّوة ال‪.‬‬ ‫–أ ّ‬

‫ويجب على القادة من بينكم أن يطّبقوا هذه المور في بناء الخدمات‪ .‬هل تعتمد على لقّو تممك؟‬

‫وأّنك تفتخر بضعفك وتعتمد على لقّوة ال وحده‪ .‬وغالبًا ما تبوء محاولتنا في البناء بالفشل‪ ،‬لننا نحاول‬

‫بجهل أن نبني المنزل بطريق ة غير روحّي ة‪ .‬فنحن نعير الكثير من الهمّي ة لما يجلب النصر في العالم‬ ‫فيضحك العدو‪ .‬ونق أر الكثير من الكتب حول القيادة في العالم ول نقضي الكثير من الولقت بالتفكير‬

‫بالي ة التالي ة "لّن جهال ة ال أحكم من الناس‪ .‬وضعف ال ألقوى من الناس" )كورنثوس الولى ‪.(25 :1‬‬ ‫الحياة صعب ة‪ .‬وحياة النسان المسيحي هي معرك ة‪ .‬ولكن لدينا لقضي ة ولدينا سبب للمحارب ة‬

‫ويمكننا أن نربح إن لم نحارب وفقًا للعالم‪.‬‬

‫ب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون" )خروج‬ ‫يجب أن نذكر الكلم الذي لقاله موسى للسرائيليين‪" :‬الر ّ‬

‫ب وفي شّد ةم‬ ‫‪ .(14 :14‬دعونا نرّك زم على ضعفنا إلى أن نتأّك دم أّننا سنربح فقط إن وجدنا لقّو تممنا في الر ّ‬

‫لقّو تممه‪.‬‬

‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬

‫ما هي العناصر الهّم في الصراع الروحي لك شخصّيًا؟‬

‫‪.3‬‬

‫ما هي القوى التي تميل إلى العتماد عليها عندما تكون في المعرك ة؟ عندما تحّد دم هذا المر ما‬

‫‪.2‬‬

‫‪.4‬‬ ‫‪.5‬‬

‫ما هي العناصر الهّم للصراع من أجل كنيستك؟‬

‫هو القرار الذي ستّتخذه؟‬ ‫ما هي الق اررات التي تحتاج أن تّتخذها لتتأّك دم أّنك تعتمد على ال وليس على نفسك؟‬ ‫للقادة‪ :‬ما هو التغيير الذي يجب أن تحدثه في الطريق ة التي تقود فيها خدمتك؟‬


‫‪30‬‬

‫بخوف كما يجب‬ ‫"ولجلي لكي يعطى لي الكلم عند افتتاح فمي لعّلم جها ًار بسّر النجيل‪ ،‬الذي‬ ‫لجله أنا سفير في سلسل‪ ،‬لكي أجاهر فيه كما يجب أن أتكّلم‪.‬‬

‫ولكن لكي تعلموا أنتم أيضًا أحوالي‪ ،‬ماذا أفعل‪ ،‬يعّر فمكمبكّل شيء تيخيكس الخ‬

‫ب ‪ ،‬مالذي أرسلته إليكم لهذا بعينه لكي تعلموا أحوالنا‪،‬‬ ‫الحبيب والخادم المين في الر ّ‬

‫ولكي يعّزيلقلوبكم‪.‬‬

‫ب يسوع المسيح‪ .‬النعم ة مع‬ ‫سلم على الخوة‪ ،‬ومحّب ة بإيمان من ال الب والر ّ‬ ‫جميع الّذ يمن يحّبون رّبنا يسوع المسيح في عدم فساٍد ‪.‬م آمين" )أفسس ‪(24-19 :6‬‬

‫طته الرائع ة‪ .‬وبالنعم ة نفهم الشياء الهّم عن الحياة‪ .‬لدينا أجوب ة‪ .‬ونحن‬ ‫لقد أظهر لنا ال خ ّ‬

‫نعلم أّن جيراننا يحتاجون إلى أن يعلموا‪ .‬وأنت تعلم أّن الشخاص بقربك يحتاجون إلى المعرف ة‪ .‬وأنت‬ ‫تفهم أمور ل يفهمها طبيبك أو محاميك أو رئيس مصرفك‪.‬‬

‫ق طريقه في الحياة‪ .‬ومعظمهم‬ ‫وبالتأكيد إن لم تفتح فاك وتبشّرهمبالنجيل فمعظمهم سيش ّ‬

‫سيصل إلى سّن التقاعد‪ .‬ومعظمهم سينجح في عمله‪ .‬وفي الولقت عينه الكثير منهم سيحصل على‬ ‫الطلق وسيطّو رمعللقات مشّوه ة مع أولده‪ .‬وعدد ليس بقليل منهم سيدمن على الكحول والمخدرات‬

‫)الشرعي ة وغير الشرعي ة منها( وعلى الدعارة ‪ .‬ومعظهم سيصل إلى سّن السبعين أو الثمانين ويموت في‬ ‫غرف ة إحدى المستشفيات ومع جنازة تعّح بالشخاص الذين ل يعرفهم‪ .‬وسيكون لهم أيام جّيدة وأيام سيئ ة‬ ‫ولكن معظمهم سيحيا ويضحك ويسافر إلى أماكن بعيدة وسيمرح وسيبني صدالقات جديدة أو بنوا أمر‬

‫ط ة ال وأن‬ ‫فخورين به وتمّتعوا بالتزّلج أو القيادة في السيارة‪ .‬ومن ثم سيموتون من دون أن يعرفوا خ ّ‬ ‫يفهموا سبب وجودهم‪.‬‬

‫ت فّم يل‬ ‫كّلما فتظح ُ‬


‫ط ة ال‬ ‫الليل ة الماضي ة‪ ،‬لقضينا أنا وزوجتي بعض الولقت مع الصدلقاء لكي نتأّم لم فقط بعظم ة خ ّ‬

‫التي أظهرها في حياتنا‪ .‬والن بعد بضع ة دلقائق سأذهب لبتاع الغذاء‪ .‬والشخاص الذين سألتقي بهم‬

‫ط ة ال‪ .‬ومن بعد ابتياع الغذاء سأعبر الطريق لكي أحضر الغسيل‪ .‬والرجل‬ ‫هناك يحتاجون إلى فهم خ ّ‬ ‫الذي سيعطيني لقميصي يحتاج إلى معرف ة ما أعرفه أنا عن المسيح‪ .‬والصدلقاء الذين سندعوهم ليأتوا‬

‫معنا إلى السينما هذا المساء يحتاجون إلى كّل القوة التي يستطيع أن يعطيها ال لّنهم فقدوا السيطرة‬

‫على عائلتهم‪ .‬وأنا أحتاج أن ألقول لكّل أصدلقائي المسيحيين ما يلي‪" :‬صلوا لجلي لكي يعطى لي كلم‬

‫عند افتتاح فمي"‪ .‬لقد باركني ال‪" .‬فويٌل لي إن كنت ل ُأبّش رم‪) ".‬كورنثوس الولى ‪.(16 :9‬‬ ‫وأنا أشكر ال على الشخاص الذين فتحوا فمهم وشاركوا الخبر السار معي‪ .‬وأنا أمدح ال على‬ ‫كّل شخص ساعدني على أن أفهم معنى اتباع المسيح‪ .‬وأشكر ال على هذه الكتب )ولقد اكتشفت‬

‫معظمها بعد أن مات كاتبها( التي ساعدتني لجد هدف لحياتي في المسيح‪ .‬وأمدح ال على كّل رجل أو‬ ‫امرأة وضعهم في حياتي لمساعدتي على اليمان بخططه‪ .‬لقد ُأعطيت الكثير وماذا يسعني القول أكثر‬

‫من "‪ ...‬لكي أجاهر فيه كما يجب أن أتكّلم" للمسيحيين ولغير المسيحّيين على حّد سواء؟ وماذا هنالك‬

‫أهّم من أن أتأّك دم أّن كّل تلميذ للمسيح أعرفه يهاب ال ولديه يقين عميق ويعيش حياة تليق بالدعوة التي‬

‫دعي إليها )أفسس ‪ (1 :4‬وأن يفهم كّل شخص غير مسيحي اللتزام الذي التزم به ال معه؟‬ ‫صلّوا لجلي أنا أيضاً‬

‫بين الن واليوم الذي سنموت فيه‪ ،‬سنفتح فمنا مّراتعديدة‪ .‬ولكن ماذا سيخرج منه؟ هل ستخرج‬

‫ط ة ال أّم أننا سنتحدث فقط أحاديث فارغ ة ل تعني شيئًا ول‬ ‫منه كلمات يستفيد منها أشخاص يفهمون خ ّ‬ ‫تقود أحد إلى الطريق الصحيح؟ يقوم بولس هنا بما هو صواب‪ .‬فقط طلب ممن يعرفونه أن يصلّوا من‬

‫أجله لكي ل يفشل‪ .‬ومعظمنا ل يبلى حسنًا كونه سفير للمسيح كما يجب‪ .‬إلّ أّن الجواب ليس في العمل‬ ‫والعتماد على أنفسنا للحصول على النتائج‪ .‬بل نجد الجواب في أن نتواضع وأن نطلب من الخرين أن‬

‫يصلّوا من أجلنا لكي يعطينا ال القّوة للعمل‪.‬‬


‫ولقد أدركت فيما أكتب هذه السطور أّنني حظيت بفرص ة فريدة من نوعها‪ .‬فاللف منكم‬

‫سيقرأون هذا الكتاب‪ .‬ولم أحظى يومًا بهذا العدد من الشخاص لكي يصلّوا لجلي ولكّنني أرغب في أن‬

‫أتمّثل ببولس‪ .‬وأنا أطلب منكم ما طلبه بولس من التلميذ في آسيا‪ .‬صلّوا لجلي لكي أفتح فمي بكلم‬

‫لجاهر بسّر إنجيل المسيح‪ .‬وأنا لست مسجونًا كما كان هو إلّ أّن مرض تصّلب النسج ة لقد وضع‬

‫الكثير من الحدود على حركتي والعمال التي يمكنني أن ألقوم بها‪ .‬ولكن حدث هذا لكي ل أتكل على‬

‫نفسي بل على ال الذي يقيم الموت )كورنثوس الثاني ة ‪ .(9 :1‬وسيخلصني ال بفضل صلواتكم‬ ‫ومساعدة الروح القدس‪ .‬سيتمّج دم ال في جسدي بالحياة أو بالموت )فيلبي ‪ .(20-19 :1‬ممن تطلب أن‬

‫يصّلي من أجلك؟‬

‫عندما نبدأ بالتخطيط لنشر كتاب جديد‪ ،‬أول ما نفعله هو تشكيل فريق صلة‪ .‬فهم يصّلون‬

‫للكاتب والمنّقح وللتصميم وللطباع ة‪ .‬من هو جزء من فريق صلتك؟ ممن طلبت أن يصّلي لجلك لكي‬

‫تجاهر بالبشارة كما يجب؟ وليس من الضرورة أن يصّلي من أجلك آلف الشخاص ولكن يجب أن‬

‫ُتظهر حاجتك لصلوات الشخاص من حولك‪ .‬إوان كان بولس محتاج لصلة الشخاص – ولقد كان‬ ‫بالتأكيد محتاج إليها‪ -‬فنحن ل نختلف عنه‪.‬‬ ‫اليمان‪ ،‬المظحّبة‪ ،‬النعمة والسلم‬

‫يحتاج عالمنا إلى السلم‪ .‬وفيما أكتب هذا الفصل الخير‪ ،‬مازالت الوليات المّتحدة تقيم‬

‫ف عفريت‪ ،‬والحرب تسود أفريقيا‪.‬‬ ‫مشاورات حول موضوع سياسي‪ .‬أّم ام الشرق الوسط فهو على ك ّ‬

‫والتفرلق ة العنصرّي ة وصلت إلى أوجها في الكثير من المناطق‪ .‬المنازل مليئ ة بأولد عاصين والزواج غير‬

‫مّتفقين والجيران يعرفون تمامًا ما يحدث في المنازل المجاورة‪ .‬لقد عشنا لمدة عشر سنوات في كونكورد‪،‬‬

‫ماسشوستس وهي مدين ة كبيرة وهادئ ة إلّ أّن أحد المواطنين المرمولقين فيها وصف الحياة في أيامه‬ ‫وأيامنا عندما لقال‪ " ،‬يعيش النسان في يأس صامت‪".‬‬

‫ط ة ال تجلب لنا سلم‪ .‬فهي ُتظهر لنا كيفي ة اليمان به وكيف نقبل عائلتنا وألقرابائنا‬ ‫إلّ أّن خ ّ‬

‫وكيف نقبل نعم ة ال وننشرها‪ .‬وكّل هذا يقودنا إلى السلم مع ال ومع الخرين‪ ...‬والسلم في داخلك‪.‬‬


‫ط ة ال هي‬ ‫ومن المهّم جّد ًام أّن بولس ينهي رسالته بهذه الكلمات الربع ة‪ :‬إيمان‪ ،‬محّب ة‪ ،‬نعم ة وسلم‪ .‬وخ ّ‬

‫أن نجد كّل هذه في المسيح‪ .‬وعندما نجدها يجب أن ل يولقفنا عن إعلنه إلى العالم أجمع‪ .‬لقد وضع ال‬

‫طته لجميع الناس الذين نعرفهم‪ .‬دعونا نفعل ذلك إنطللقًا من محّبتنا غير‬ ‫ط ة وهو يريد أن نخبر بخ ّ‬ ‫خّ‬ ‫الفاني ة للمسيح‪.‬‬ ‫ملظحظات‬ ‫‪.1‬‬

‫أكتب سبب رغبتك في إعلن بشارة المسيح بجهارة لمن حولك؟‬

‫‪.2‬‬

‫ما هو الفرق بين المجاهرة والجهل في الطريق ة التي تخبر بها عن النجيل؟‬

‫‪.3‬‬

‫عّد دم الشخاص الذين تريد أن تطلب منهم أن يكونوا في فريق صلتك‪ -‬هؤلء هم من سيصّلي‬

‫‪.4‬‬

‫ما هي الكلم ة التي تحتاج إلى أن ترّك زم عليها أكثر من غيرها‪ -‬اليمان‪ ،‬المحّب ة والنعم ة‪ -‬لكي‬ ‫تعاين سلم ال؟ لماذا؟‬

‫باستمرار لك لكي تدرك جميع الفرص وتستغّلها‪.‬‬


‫ملظحظات إضافّية‬ ‫مايك فان أوكن‬ ‫الفص ل الّو ل ل‬

‫الي ة ‪ :1‬العبارة "في أفسس" ل تظهر في بعض الكتب القديم ة‪ .‬إوان أضفنا لهذا المر فكرة أّن هذه‬ ‫الرسال ة ل تتضمن أي ملمح شخصي ة‪ ،‬تدفع البعض للستنتاج أّنها كانت "رسال ة عام ة" إلى جميع‬

‫الكنائس في آسيا الصغرى وأّن كلمات "إلى أفسس" لقد ُأضيفت لحقًا‪.‬‬

‫الي ة ‪ :3‬العبارة "في السماويات" تظهر أيضًا في أفسس ‪ ،20 :1‬أفسس ‪ 6 :2‬وأفسس ‪ .12 :6‬وهي‬

‫ليست مرادف ة للسماء ولكّنها تشير إلى المجال الروحي‪ .‬فال موجود هناك )في أّو لمثلث إشارات( ولكن‬

‫حّك امم وسلطين هذا العالم المظلم موجودون أيضًا هناك )الشاراتان الخيرتان(‪ .‬لذا فإّن المعرك ة‬ ‫الروحّي ة تدور في السماويات التي ليست جزءًا من الكون المعروف‪.‬‬

‫وفكرة وجود طبقات في العالم الروحي تعود إلى العهد القديم والديان ة اليهودّي ة المزيف ة‪ .‬والكثير من الكّتاب‬ ‫القدامى يتكّلمون عن خمس ة أو ست ة او عشرة سموات‪ .‬إذ يتكّلم بولس في كورنثوس الثاني ة عن "السماء‬ ‫الثالث ة" بطريق ة مماثل ة‪.‬‬

‫وأحد الوجه لوجود الكثير من السماوات‪ ،‬هي أّن المخلولقات العظم تسود في السماوات العليا‪ .‬ومكان‬

‫المسيح واضح جّد اًم‪" :‬فوق كّل رياس ة وسلطان ولقّوة وسيادة" )أفسس ‪ .(21-20 :1‬ومكاننا نحن كتلميذ‬ ‫للمسيح ليس واضحًا في السماويات‪ .‬فنحن جالسين مع المسيح )أفسس ‪ .(6 :2‬لذلك فوجود العداء‬ ‫الروحيين في حياتنا ل يدعو إلى القلق الكبير‪ .‬فمكانتنا ولقّو تممنا ومصيرنا جميعها متعّلق ة بيسوع كّلي القّوة‬ ‫)متى ‪ ،(18 :28‬إن ثبتنا فيه )عبرانيين ‪.(14 :3‬‬ ‫الي ة ‪ :4‬تعتقد العديد من التفسيرات أّن عبارة "في المحّب ة" مّتصل ة تلقائيًا بالفكار التي سبقت في الي ة‬ ‫الرابع ة أكثر من اتصالها بالي ة ‪ 5‬التي تتبعها‪ .‬لحظ التركيز على نوعّي ة محبتنا إذ يقول المقطع "كما‬

‫اختارنا فيه لقبل تأسيس العالم لنكون لقّد يمسين وبل لوٍم لقّد اممه في المحّب ة"‪.‬‬


‫ط ة ال ل تعتمد على من هو الشخص تحديدًا بل على رّد ةم فعل هذا الشخص على الصليب‪.‬‬ ‫الي ة ‪ :5‬خ ّ‬

‫ق يقبلون" )تيموثاوس الولى‬ ‫فرغب ة ال أي "الذي يريده" هو أّن "جميع الناس يخلصون إوالى معرف ة الح ّ‬ ‫ط ة يستطيع من خلل الصليب أن يخّلص جميع الناس )عبرانيين ‪.(9 :2‬‬ ‫ض ر م ال خ ّ‬ ‫‪ .(4 :2‬فلذلك ح ّ‬ ‫ط ة )عبرانيين ‪.(9 :5‬‬ ‫ط ة ال هي أن يخلص جميع من يستجيب بالطاع ة لهذه الخ ّ‬ ‫وخ ّ‬

‫الي ة ‪ :9‬وسّر ال هو بكّل وضوح موضوع أساسي في الرسال ة إلى أهل أفسس‪ .‬والكلم ة اليونانّي ة‬ ‫موستيريون تعني أّن هذا السّر يجب أن يعلن وسوف يعلن لكي نستطيع فهمه‪ .‬وهو ل يعني شيئًا ل‬

‫طته الممّيزة‪.‬‬ ‫نستطيع فهمه‪ .‬وبعبارات أخرى‪ُ ،‬يظهر لنا ال خ ّ‬

‫الي ة ‪ُ :10‬تظهر الجمل ة "ليجمع " الموضوع الساسي‪ .‬إذ يشّد دم بولس أّن المسيح هو الداة) بالمسيح(‬ ‫ط ة ال لتوحيد جميع الشياء في السماء وعلى الرض‪ .‬والمكان الوحيد الخر‬ ‫والتركيز في المسيح في خ ّ‬

‫"‪...‬وان كانت‬ ‫في العهد الجديد الذي ُتذكر فيه هذه الكلم ة هي في رومي ة ‪ 9 :13‬عندما كتب بولس‬ ‫إ‬ ‫ب لقريبك كنفسك‪".‬‬ ‫وصّي ة أخرى هي مجموع ة في هذه الكلم ة أن تح ّ‬

‫الي ة ‪ :14‬بالضاف ة إلى المعنى الذي تحمله كلم ة "عربون" )آرابون( كوديع ة مالي ة‪ ،‬تحمل هذه الكلم ة‬

‫في اللغ ة اليونانّي ة الحديث ة معنى خاتم الخطب ة‪.‬‬

‫الي ة ‪ :22‬ولقد تمّر علينا أولقات نشعر فيها كما شعر كاتب الرسال ة إلى العبرانيين عندما لقال‪:‬‬ ‫"أخضعت كّل شيء تحت لقدميه‪ .‬لّنه إذ أخضع الكّل له لم يترك شيئًا غير خاضع‬

‫له‪ .‬على أّننا الن لسنا نرى الكّل بعد ُم خمضعًا له‪) ".‬عبرانيين ‪.(8 :2‬‬

‫إلّ أّنه بالنسب ة إلى ال فمسأل ة إخضاع كّل شيء في السماويات في المسيح لقد حصل‪ -‬لّنه‬ ‫يرى النهاي ة منذ البداي ة‪ .‬ويستطيع التلميذ أن يهّللوا لّن مصيرنا مربوط بهذا المر كما الرأس مربوط‬ ‫بالجسد‪) .‬إلق أر مزمور ‪.(6 :8‬‬

‫الفص ل الثاني‬


‫اليات ‪2‬و ‪ :3‬يذكّر نماكلم بولس في الجمل التالي ة "أبناء المعصي ة" و"أبناء الغضب" بكلم يسوع في‬

‫ط ة ال‪ ،‬نكون لقد اخترنا تلقائّيًا الشيطان أبًا لنا‪.‬‬ ‫يوحنا ‪ .39 :8‬فنحن إن إخترنا أن نعيش خلفًا لخ ّ‬

‫الي ة ‪ :5‬وحده ال يستطيع أن يقيم الموات‪ .‬ويذّك رمنا بولس هنا بلهجته في رومي ة ‪ 5‬و ‪ 6‬حيث يتكّلم‬

‫ل لنا في‬ ‫في هذه الي ة عن لقّوة الصليب ودور المعمودّي ة في حياتنا‪ .‬فحياة المسيح‪ ،‬موته ولقيامته هي مث ً‬ ‫موتنا الروحي ودفننا ولقيامتنا عند المعمودّي ة‪.‬‬ ‫الي ة ‪ :6‬عندما نقوم مع المسيح في المعمودّي ة نجلس مع المسيح "في السماويات"‪ .‬وهذا المر صحيح‬

‫مهما كان يومنا سيئًا أو جّيدًا ويعني أّننا مجهّزين كّليًا لخوض المعرك ة الروحّي ة‪.‬‬ ‫الي ة ‪ :11‬الكلم ة اليونانّي ة كييروبويتوس التي ترجمتها "مصنوعًا باليِد " م هي كلم ة تستعمل للشارة إلى‬ ‫الوثان التي ُتصنع بأيدي الناس‪ -‬خلفًا ل‪ .‬وكّل المّراتالخرى التي يستعمل فيها هذه الكلم ة في‬ ‫العهد الجديد تشير إلى المعابد المصنوع ة بأيدي الناس )مرلقس ‪ ،58 :14‬أعمال الرسل ‪،24 :17‬‬ ‫عبرانيين ‪.(24-11 :9‬‬

‫الي ة ‪ :12‬ولقد تشير "بإيمانه عن ثق ة" إلى لئح ة الوعود في العهد القديم التي ُأعطيت إلى إبراهيم‬

‫)تكوين ‪ ،(21-1 :17‬إسحق )تكوين ‪ ،(5-2 :26‬يعقوب )تكوين ‪ ،(15-13 :28‬شعب إسرائيل‬

‫)خروج ‪ (8-1 :24‬وداود )صموئيل الثاني ة ‪ (16-11 :7‬إواضاف ة إلى الوعد الساسي الذي ُأعطي إلى‬

‫إبراهيم )تكوين ‪ .(3-1 :12‬وبعض الوعود الضافي ة التي لقصدها بولس تشمل الوعد الذي ُأعطي إلى‬ ‫نوح في تكوين ‪ 17-8 :9‬إوالى إبراهيم في تكوين ‪.21-7 :15‬‬

‫ط ة ال‬ ‫الي ة ‪ :13‬تقول إشعياء ‪ 19 :57‬ما يلي‪..." :‬سلم سلم للبعيد وللقريب" ولعل هذا إشارة إلى خ ّ‬

‫للممّيين أيضًا في المسيح‪ .‬وفي القرن الول كانت العبارة "صرتم لقريبين" تستعمل للشارة إلى الممّيين‬ ‫الذين أصبحوا يهودًا‪ .‬والفكرة هي أّن الشخص يتقّر بممن ال لمجرد تقّر بمهمن الشعب السرائيلي‪ .‬ول‬

‫يتكّلم بولس هنا عن ضّم المميين إلى المجمتع اليهودي التقليدي بل عن ضّم اليهود والمميين معًا في‬

‫مجتمع جديد‪.‬‬

‫ل‪ ،‬يذكر‬ ‫الي ة ‪ :14‬هناك أحتمالت كثيرة لما تحمله جمل ة "نقض حائط السياج المتوّس طم" من معنى‪ .‬أّو ً‬ ‫بولس شريع ة موسى‪ .‬ومن الواضح أّن عهد الختان هو الحائط‪ .‬فهو لم يشّك لم فارق كبير بين شعب‬


‫إسرائيل وجيرانه فحسب بل هو رمز أساسي للهتداء! وهناك إحتمال آخر وهو أّن بولس يقصد الحائط‬

‫في المعبد الذي يفصل المنطق ة المحرم ة على الممّيين عن بالقي المعبد‪ .‬وكان هناك تحذير‪ ،‬استطاع‬ ‫علماء الثار أن يجدوا آثار بعض هذه التحذيرات‪ ،‬مكتوب على هذا الحائط يذّك رم المميين باحتمال‬ ‫وجود عقاب الموت إن اكتشف امر تسّللهم إلى هذا المكان‪ .‬ولقد اّتهم بولس بأّنه أحضر أممّيين إلى‬

‫المعبد في أعمال الرسل ‪.27 :21‬‬

‫ط ة يسوع للكنيس ة جّد يم ة جّد اًم‪ .‬فهي‬ ‫الي ة ‪ :15‬الكلم ة اليونانّي ة كينوس التي ترجمتها "جديد" ُتظهر أّن خ ّ‬ ‫تحمل معنى عدم وجود أي شيء لقبل هذا المر‪ -‬شيء غريب أو غير معروف‪ .‬ويخلق يسوع في‬ ‫كنيسته نوع جديد من الرجال‪.‬‬

‫الي ة ‪ :18‬إن لقدومنا أمام ال أمر ممّيز جّد اًم‪ .‬فالكلم ة اليونانّي ة "لقدوم" أي بروساغوغ تجد جذورها في‬ ‫فعل يصف لقدوم شخص أمام حضرة الملك‪.‬‬

‫الي ة ‪ :20‬عندما يكتب بولس هنا عن "النبياء" هو يقصد على الرجح أنبياء العهد الجديد وليس أنبياء‬

‫ل‪ ،‬فإن ترتيب هذه الكلم ة )الرسل لقبل الشياء( ينفي احتمال أّن بولس لقصد‬ ‫العهد القديم والجديد‪ .‬أّو ً‬ ‫أنبياء العهد القديم‪ .‬تذّك رم الي ة في الرسال ة إلى أهل كورنثوس الولى ‪ 28 :12‬التي تقول ما يلي‪:‬‬

‫ل ثانيًا أنبياء ‪."...‬‬ ‫ل رس ً‬ ‫"فوضع ال في الكنيس ة أناسًا أّو ً‬

‫وثانيًا‪ ،‬يستعمل بولس البناء الساسي نفسه في مقطعين آخرين من الرسال ة إلى أهل أفسس التي ل يمكن‬

‫أن تعني إلّ العهد الجديد‪ :‬ففي أفسس ‪ 5 :3‬يذكر بولس سّر ُأظهر الن وفي أفسس ‪ 11 :4‬يتكّلم عن‬ ‫القيادة والدوار في الكنيس ة‪.‬‬

‫الفص ل الثالث‬ ‫الي ة ‪ :1‬لقد أدرك بولس أّنه لديه عنوان مزدوج كونه تلميذ للمسيح‪ .‬فقد كان سجينًا في روما ولكن في‬

‫لقلبه كان سجينًا للمسيح‪.‬‬


‫الي ة ‪ :2‬فجأة بدأ بولس بالستطراد‪ .‬ولعله عندما بدأ بالتفكير بالممّيين الذين يكتب لهم‪ ،‬بدأ يفّك رم‬

‫بنعم ة ال ومعنى هذه النعم ة في حياته وفي حياة من سيستلم هذه الرسال ة‪ .‬وأحّس أّنه ل يستطيع أن ل‬ ‫يكتب عنهم‪ .‬وَم ثَمَله لقّوي بالنسب ة إلينا‪ :‬إلى أي مدى نتحّم سم عندما نفّك رم بنعم ة ال؟‬

‫الي ة ‪ :7‬نوع العبيد الذين يكتب إليهم بولس هو الديياكنوس‪ .‬وتعود جذور كلم ة "ديكون" في اللغ ة‬

‫الميركّي ة إلى هذه الكلم ة‪ .‬لحظ مدى إمتنان بولس ل"موهب ة نعم ة ال" التي سمحت له أن يخدم‬

‫النجيل‪ .‬في اليات ‪2‬و ‪ 8‬يستعمل بولس كلم ة نعم ة ثلث ة مّراتو"معطاة" ثلث ة مّرات وكلم ة "موهب ة"‬

‫مّرةواحدة‪ .‬وهذه الكلمات الثلث ة تعود إلى جذر واحد في الغ ة اليونانّي ة )كاريس(‪.‬‬ ‫طته السرمدّي ة‪ .‬نحن‬ ‫الي ة ‪ :11 -10‬يظهر هنا جزء من الدور الذي يريده ال من الكنيس ة في خ ّ‬

‫)الكنيس ة( الظهار الشخصي لحكم ة ال للعالم الروحي وغير الروحي‪ .‬والكلم ة التي ترجمتها "المتنّوع ة"‬ ‫)بولوبوكيلوس( تعطي فكرة تعّد دم اللوان في اللغ ة اليونانّي ة‪ .‬وبعبارات أخرى حكم ة ال ليست ضيق ة أو‬

‫ط ة‬ ‫طى خ ّ‬ ‫محدودة‪ -‬وكذلك أيضًا كنيسته‪ .‬وبالتأكيد يجمع ال في الكنيس ة بين اليهود والمميين‪ .‬وتتخ ّ‬

‫ال هذه الفكرة لتصل إلى الكون البعيد )أفسس ‪ .(10-9 :1‬والوحدة في الكنيس ة هي مفتاح أساسي في‬ ‫طته تحّققت "في المسيح يسوع"‪.‬‬ ‫ط ة والتأكيد بأّن خ ّ‬ ‫الخ ّ‬

‫الي ة ‪ :14‬ويعود بولس مع الجمل ة "بسبب هذا" إلى الفكرة التي بدأ بها في الي ة الولى‪ .‬وهناك أمران‬ ‫أساسيان يصفهما بولس في صلته‪ (1) :‬هو جاٍث و)‪ (2‬وهو يخاطب ال على أّنه الب‪ .‬ومن الواضح‬ ‫أّن الولقوف كان مألوفًا في الصلة آنذاك عند اليهود )مرلقس ‪ ،25 :11‬لولقا ‪ .(13-11 :18‬والجثو‬

‫على الركبتين ُيظهر الخشوع والحترام‪ .‬وكلم ة "الب" تشير إلى الحمامي ة والحترام‪ .‬وفي رسالته هذه‪،‬‬

‫يستعمل بولس هذه العبارة لمن هو نبع النعم ة والسلم )أفسس ‪ (2 :1‬وجميع المور الحسن ة )أفسس ‪:5‬‬ ‫‪ .(20‬وهو يستعمل أيضًا كلم ة "آب" لّنه يستحق المدح )أفسس ‪ (3 :1‬والموجود في كّل مكان )أفسس‬

‫‪ (6 :4‬والذي نتقّد مم إلى حضرته كأّننا في حضرة ملك )إلق أر الملحظات على أفسس ‪.(18 :2‬‬

‫ب يسوع أكثر بالرغم من أّن هذا المر ضروري جّد اًم‪ .‬بل هو‬ ‫الي ة ‪ :19 -18‬ول يصّلي بولس أن نح ّ‬ ‫يصّلي أن نفهم محّب ة المسيح وندركها‪ .‬فسبق أّن وصف هذه المحّب ة على أّنها "ل تستقصى" )أفسس ‪:3‬‬ ‫‪ (8‬ومن المنطقي أن يطلب المساعدة من ال لكي نفهم هذا المر وندركه‪.‬‬


‫الي ة ‪ :20‬ل يمكننا أن نفهم لقدرة ال على إعطائنا البركات‪ .‬ويقول الكتاب المقّد سم أّنه لقادر على‬

‫إعطائنا أكثر بكثير مما نتخّي لم‪ .‬والكلم ة اليوناني ة التي ترجمتها "أكثر جّد اًم" )هوبيريكبيريسو( هي ألقوى‬ ‫نوع من التشبيه‪ .‬فليس هناك حدود لما يستطيع ال أن يقوم به‪ .‬ولعل لقدرته على إعطائنا تتماشى فقط‬ ‫مع رغبته في ذلك‪.‬‬

‫الي ة ‪ :21‬عندما يكتب بولس عبارة "له المجد" هو ل يتمنى أو يرجو أن يحصل ال على المجد ول‬

‫يطلب من ال المجد‪ .‬بل هو بدل من ذلك يطرح والقعًا‪ :‬المجد كّله ل‪ .‬إوان استطاع بولس وهو‬

‫الشخصّي ة المهّم ةم أن يدرك أّن كّل شيء نتيج ة لنعم ة ال ولقّو تممه بدل من أن يعتقد أّن السبب يعود إلى‬ ‫جهده الشخصي‪ ،‬فكم نحن بحاج ة إلى فحص رغبتنا الخاص ة بالحصول على المجد والتقدير؟‬ ‫الفص ل الرابع‬

‫الي ة ‪ :2‬وحدها الديان ة المسيحّي ة تعتبر أّن التواضع فضيل ة‪ .‬فقبل مجيء يسوع كان التواضع صف ة‬

‫محتقرة‪ .‬فكانت تشبه الضعف والعبودّي ة‪ .‬ورفع التواضع إلى صف ة مقّد سم ة هي مثل إضافي لحكم ة ال‬ ‫وكونها مختلف ة تمامًا عن حكم ة الناس‪.‬‬

‫اللطف )أو الوداع ة( هو مثل آخر عن حكم ة ال التي هي أعظم من حكم ة الناس‪ .‬فما كان يعتقده عالم‬ ‫بولس آنذاك )وما يعتقده اليوم حتى التلميذ غالبًا( أّنه إشارة إلى الضعف‪ ،‬يعتبره ال أحد ثمار الروح‬

‫)غلطي ة ‪ .(23 :5‬واللطف يعني أن نسيطر على لقّو تممنا إوارادة بأن نتخّلى عن حقولقنا من أجل الخرين‪.‬‬

‫ولقبل كّل شيء تصف هذه الصف ة الطريق ة التي علينا أن نتعامل فيها مع شخص نحاول أن نعيده إلى ال‬

‫والروح التي علينا أن نحمل من خللها أتعاب بعضنا البعض )غلطي ة ‪.(2-1 :6‬‬

‫الي ة ‪ :3‬والفعل الذي ترجمته "مجتهدين" )سباوزا( يحمل معنى اللحاح‪ .‬فهو يعني أن نسرع وأن نظهر‬ ‫الحماس‪.‬‬

‫الوحدة في كنيس ة ال هي جهد مشترك‪ .‬فالروح يخلقها إلّ أّن النسان يحافظ عليها‪ .‬والتحّد يم الذي يتبع‬ ‫الوحدة هو أّنه بالرغم من أّن الجميع يرغب بالتمّتع بثمارها‪ ،‬إلّ أّنه علينا أن نبذل جهد كبير للمحافظ ة‬ ‫على هذا النوع من العللقات التي أراد يسوع أن نحظى بها )يوحنا ‪ ،35-34 :13‬يوحنا ‪-20 :17‬‬


‫‪ .(23‬وهذه صحيح خاص ة لّن عبء المحافظ ة على هذه الوحدة يقع على الخ أو الخت الذي تعّر ضم‬

‫للجرح‪ .‬ول يمكن أن نبني الوحدة إلّ عندما نهتم لملكوت ال أكثر من اهتمامنا لمشاعرنا الخاص ة‪.‬‬

‫الي ة ‪ :8‬وتخبرنا الملحظات في الكتاب المقّد سم أّن بولس هنا يقتبس المزمور ‪ 18 :68‬في هذه الي ة‪.‬‬

‫إلّ أّن المزمور ‪ 18 :68‬يقول ما يلي‪:‬‬

‫"صعدت إلى العلء‪ .‬سبيت سبيًا‪ .‬لقبلت عطايا بين الناس ‪"...‬‬

‫إلّ أّن بولس كتب ما يلي‪:‬‬

‫"إذ صعد إلى العلء سبى سبيًا وأعطى الناس عطايا"‬

‫والسؤال هو‪ :‬هل ارتكب بولس خطًأ في القتباسه لمزمور ‪ 68‬أو هل هناك تفسير آخر؟ ومن المستبعد أن‬ ‫يرتكب شخص مثل بولس هذا النوع من الخطاء من دون لقصد‪ .‬وهناك على اللقل وجهان آخران‬ ‫يستحّقان التوّلقف عندهما‪.‬‬

‫ل‪ ،‬لقد يكون بولس يستخدم نسخ ة مختلف ة من العهد القديم عن التي نعرفها نحن اليوم‪ .‬فالبيسهيتا‬ ‫أّو ً‬

‫السريانّي ة والتارغوم الرامي ة )وهي أسماء الترجمات الولى للكتاب المقّد سم إلى هذه اللغات( تترجم‬ ‫"حصلت" في مزمور ‪ 18 :68‬كأنها "أعطيت"‪.‬‬

‫واحتمال آخر هو أّن المزمور ‪ 68‬بنفسه يعتمد على عدد ‪ 8‬و ‪ .18‬إوان أنطلقنا من هذا المنظار يكون‬

‫ال لقد أخذ اللويين )عدد ‪ (14 ،6 :8‬ليعطيهم للسرائيليين ككهن ة )عدد ‪ .(6 :18‬وهذا المر يتماشى‬ ‫مع أفسس ‪ .16-11 :4‬والسبب الذي استعمل بولس كلم ة "أعطى" لقد تكون لقريب ة أكثر إلى التفسير من‬ ‫احتمال وجود خطأ في اللقتباس‪.‬‬

‫الي ة ‪ :9‬هناك على اللقّل ثلث ة أفكار تفّس رم طبيع ة الفعل "نزل" المذكور في الي ة ‪ .9‬ولقد يكون أحد‬

‫التفسيرات أّنه يصف نزول المسيح إلى وادي الموت‪ .‬فتتصل الفكرة في أفسس ‪ 9 :4‬بالي ة في بطرس‬

‫الولى ‪ .19 :3‬والمشكل ة الساسّي ة في هذا التفسير هو أّنه يبدو أّن النزول إلى الموت يحصل من‬ ‫الرض إلّ أّن النزول والصعود في أفسس ‪ 10-9 :4‬يحصل في السماوات‪.‬‬


‫وتفسير آخر يعتبر أّن النزول هو تجسد المسيح )وموته(‪ .‬وهذا المر يتماشى مع المزمور ‪ 68‬حيث‬

‫يأتي ال من جبله المقّد سم لينتصر ومن ثم يصعد مجّد دمًا‪.‬‬

‫وأخي ًرا‪ ،‬هناك فكرة تقول أّن نزول المسيح هو الروح في يوم العنصرة في أعمال الرسل ‪ .2‬والمشكل ة‬

‫الولى في هذه النظري ة هي أّن بولس يشير إلى نزول ومن ثم صعود و الصعود ومن ثم النزول في‬

‫أعمال الرسل ‪ 2‬يقلب الترتيب‪ .‬والمشكل ة الثاني ة هي أّن لقص ة العنصرة ترّك زم على نزول الروح وليس‬

‫نزول المسيح‪.‬‬

‫وبعد كّل هذا‪ ،‬أعتقد أّن فكرة النزول هي تجّس دم المسيح‪ ،‬وهي النسب ولكن يجب أن نعتبر كّل من هذه‬

‫الحتمالت‪.‬‬

‫الي ة ‪ :10‬إلى حّد ما ل يهم إلى ماذا كان يشير بولس بالنزول‪ .‬فنحن نعلم أّن يسوع نزل‪ .‬والمهّم من‬

‫هذا المقطع أّن يسوع صعد أيضًا‪.‬‬

‫ل‬ ‫وصعوديسوع كما يفسره بولس هنا‪ ،‬يتماشى مع أفكار كثيرة موجودة في هذه الرسال ة‪ .‬فهو صعد أّو ً‬

‫"فوق جميع السماوات" مشي ًار مّرةأخرى إلى المستويات في السماوات‪ .‬ونعود إلى يسوع المترّبع على‬ ‫عرشه في السماويات فوق كّل سيادة أو سلطان )أفسس ‪.(21 :1‬‬

‫ويضيف بولس أّن المسيح صعد "لكي يمل الكّل "مم‪ .‬وتعيدنا هذه الفكرة إلى الفكرة في أفسس ‪23 :1‬‬

‫)"يمل الكّل في الكّل "مم( وتشير إلى سيادة المسيح‪ .‬ول يقصد بولس أّن المسيح سيمل الكّل بطريق ة جسدّي ة‬ ‫ب "مم(‬ ‫أو روحّي ة‪ .‬ولقد تشير كلم ة "يمل" إلى إرميا ‪") 24 :23‬أما أنا إمل السماوات والرض يقول الر ّ‬ ‫والتي تشير إلى سيادة المسيح‪.‬‬

‫الي ة ‪ :17‬الكلم ة اليونانّي ة التي ترجمتها "ُبطل" )ماتييوتيس( تعّبر عن النحطاط‪ .‬وهي لقد تعني‬ ‫بالضاف ة إلى البطل‪ ،‬الفراغ وعدم وجود هدف‪ .‬وفي الالسيبتياغينت التي هي الترجم ة اليونانّي ة القديم ة‬ ‫للعهد القديم‪ ،‬نجد هذه الكلم ة متكّر رة مفي سفر جامع ة‪.‬‬

‫الي ة ‪ :19‬ولقد تشير الكلم ة اليونانّي ة التي معناها "فقدوا الحّس "م م م)أبالجييو( إلى الجلد المتقّرحلدرج ة أّنه‬ ‫لم يعد يشعر باللم‪ .‬وفي المجال الخللقي تعني هذه الكلم ة "فقدان الشعور بالعار أو الحرج"‪ .‬وصيغ ة‬


‫الفعل التي استعملها بولس هنا تصف شيئًا بدأ في الماضي ومازال مستم ًار في الحاضر‪ .‬وبالتأكيد فإن‬

‫أحد آثار الخطي ة في حياتنا هي تعطيل الحّس لدينا‪.‬‬

‫الي ة ‪ :20‬ومّرةأخرى يعود بولس إلى موضوع الدراك الروحي‪ .‬فهو يصّلي في أفسس ‪ 18 :1‬إلى أن‬

‫تنفتح أعين القلوب كما يصّلي في أفسس ‪ 19-17 :3‬أن نفهم محّب ة المسيح‪ .‬ويبدو لبولس أّنه ل‬ ‫يحتاج لقارئيه أّن يعرفوا أكثر عن كيفي ة التصرف أو معرف ة أمور أكثر عن المسيح‪ .‬بل عليهم فقط أن‬ ‫يعرفوا المسيح الذي سيهتم بجميع احتياجاتهم‪ .‬وهو يذّك رم القارئ أّنه أصبح مسيحّيًا وأّنه وضع الدافع‬

‫الساسي لجميع أعماله في حياته المسيحّي ة التي سيعددها بعد لقليل‪.‬‬

‫الي ة ‪ :26‬وتفتح هذه الي ة إمكاني ة الغضب من دون ارتكاب الخطّي ة‪ .‬بما أّن يسوع فعل ذلك في يوحنا‬ ‫‪ 17-12 :2‬وفي اماكن أخرى‪ ،‬فالمر ممكن نظرّيًا بالنسب ة إلينا‪ .‬ولكن في الوالقع من الصعب التفريق‬

‫بين المضايق ة البارة والغضب! وطريق ة أخرى لتفسير هذا المر تقوم باعتبار الغضب رّد ةم فعل طبيعّي ة‬ ‫في بعض الموالقف ولذلك ليست دائمًا خطّي ة‪ .‬ولكّننا عندما نغضب تكون التجرب ة لرتكاب الخطّي ة ألقوى‬ ‫بكثير ونحن بحاج ة للعتماد على ال لمعالج ة الغضب بطريق ة بارة‪ .‬فقد ل يكون الغضب بحّد ذاته‬ ‫خطّي ة ولكن ما نفعله بهذا الغضب أمر مهّم جّد اًم‪.‬‬

‫الي ة ‪ :28‬والكلم ة اليونانّي ة التي ترجمتها "يتعب" )كوبيياو( تعني أن يعمل المرء لدرج ة الرهاق‪ .‬وهي‬

‫لقد تشير إلى الجهد الجسدي أو العقلي‪ .‬وهي الكلم ة عينها التي استعملها بولس في كورنثوس الولى‬ ‫‪ 10 :15‬ليصف تأثير النعم ة على حياتنا‪.‬‬ ‫الفص ل الخامس‬

‫اليات ‪1‬و ‪ :2‬والتقليد كان أحد أهّم الطرق للتدريب عند اليونان‪ .‬وكالعادة ل يعطينا بولس فقط المهّم ةم‬ ‫)"كونوا متمّثلين بال"( ولكّنه يعطينا معها الحافز )"كأولد أحباء"(‪.‬‬

‫الي ة ‪ :3‬الكلم ة التي ترجمت في العهد الجديد "ل يسّم "م هي جذر الفعل اليوناني أونومازو‪ .‬أي بعبارات‬

‫أخرى يجب أن ل ُتنالقش مواضيع الفسق بين التلميذ‪ .‬وبالتأكيد ل يعني هذا المر أن ل نحذر منها أو‬ ‫ل نعظ عنها وعن أي خطي ة أخرى‪ .‬إلّ أّنها تعني أّنه علينا أن نكون حذرين بالطريق ة التي نتكّلم فيها‬


‫عن الخطي ة‪ .‬وتساعدنا الي ة ‪ 4‬التي ُتحّذ رم من القباح ة وكلم السفاه ة والهزل تفّس رم الفكرة بوضوح‪ .‬وبعد‬

‫لقولنا هذا علينا أن ندرك أن اهتمام بولس يصل إلى أبعد من مجرد الكلم عن الخطّي ة‪ .‬وهو يقول أّن‬ ‫الزنى خطّي ة بشع ة تختلف مع صفات ال لدرج ة أّننا كأولده ل نتكّلم عنها حتى‪.‬‬

‫اليات ‪ :14 -13‬يستخدم بولس مثل غيره من كّتاب العهد الجديد‪ ،‬صورة الظلم ة والنور لغاي ة روحّي ة‪.‬‬ ‫ويبدو المقطع من الي ة ‪ 8‬إلى الي ة ‪ 14‬وكأّنه انتقال من الظلم ة إلى النور‪ .‬فهو يبدأ أولّ بالقول أّن‬

‫لقارئيه انتقلوا من الظلم ة إلى النور ومن ثم يتكّلم عن لقّوة النور‪ .‬وبالرغم من أّن بعض المفكرين يعتبرون‬ ‫أّن اليات ‪ 13‬و ‪ 14‬تعالج كيفّي ة إعادة المرتّد يمن‪ ،‬إلّ أّن الفكرة العام ة هي أّننا نظهر أعمال الظلم ة من‬ ‫خلل حياتنا على حقيقتها ويمكننا أن نؤّثر على الناس فيتغّيرون‪.‬‬ ‫ولقد يكون للجزء الثاني من الي ة ‪ 14‬مصادر مختلف ة‪ .‬والكثير من تفسيرات العهد القديم تعيد هذا‬

‫المقطع إلى إشعياء ‪") 19 :26‬تحيا أمواتك تقوم الجثث‪ .‬استيقظوا ترّنموا يا سكان التراب"(‪ ،‬إشعياء‬ ‫ب أشرق عليِك " مم( ويونان ‪") 6 :1‬ما لك نائمًا‪ .‬لقّم‬ ‫‪") 1 :60‬لقومي استنيري لّنه لقد جاء نورك ومجد الر ّ‬ ‫اصرخ إلى إلهك‪.("...‬‬ ‫وبالرغم من أّنه هناك عّد ةم إحتمالت للربط بين هذه المقاطع )وخاص ة في إشعياء( والجزء الثاني من‬

‫الي ة ‪ 14‬إلّ أّن الفكرة المهيمن ة هي أّن هذه الي ة تشير إلى المعمودّي ة‪.‬‬ ‫اليات ‪ :17 -15‬التلميذ الحكيم يدرك أّنه يعيش في أيام شريرة لذلك عليه أن يجتهد ويستفيد من أّي ة‬ ‫فرص ة‪ .‬والرباط بين الي ة ‪ 15‬و ‪ُ 17‬يظهر أّن الحكم ة تعني فهم إرادة ال‪ .‬ولقد بذل بولس الكثير من‬

‫الجهد سابقًا ليظهر لنا أّننا محمّيين من هذه اليام الشريرة كوننا تلميذ وأّننا جالسين مع يسوع المسيح‬

‫في السماويات‪ .‬وعلينا الن أن نبذل جهدنا لكي نظهر مختلفين عن العالم من حولنا من أجل بعضنا‬

‫البعض )آي ة ‪ (21-18‬ومن أجل الضاّلين أيضًا )تيموثاوس الولى ‪ .(5-3 :2‬ويمكننا أن نبقى ثابتين‬

‫بهذه الطريق ة وأن نهدي أكبر عدد ممكن من الناس‪.‬‬

‫اليات ‪ :21 -18‬تحمل هذه اليات معنيين‪ .‬فهناك في الي ة ‪ 18‬تحذير من الفراط في شرب الكحول‪.‬‬ ‫ومن ثم في الي ة ‪ 18‬إلى الي ة ‪ 21‬يدعو بولس لقارئيه إلى أن يمتلئوا من الروح القدس ويكمل بالتعليق‬


‫على هذه اليات وبالرغم من أّن اليات ‪ 18‬إلى ‪ 24‬مقسوم ة إلى ثماني ة جمل في أحد الترجمات إلّ أّنها‬ ‫لقد تبدو جمل ة طويل ة واحدة في ترجمات أخرى‪ .‬والجمل ة الساسي ة هي ما يلي‪:‬‬ ‫"‪...‬بل امتلئوا بالروح مكّم لمين بعضكم بعضًا بمزامير وتسابيح وأغاني روحّي ة‬ ‫ب ‪ .‬م خاضعين بعضكم لبعض في خوف ال‪".‬‬ ‫مترّنمين ومرّتلين في لقلوبكم للر ّ‬

‫الي ة ‪ :21‬وبإذن من الكاتب‪ ،‬سأعطي طريق ة مختلف ة للنظر إلى هذا المقطع‪ .‬لقد لقيل الكثير عن كلم ة‬

‫ل هو‬ ‫"الخضوع" في هذا المقطع‪ .‬والكلم ة اليونانّي ة هوبوتاسو تعني إخضاع شخص ما أو شيء ما‪ .‬فمث ً‬

‫الفعل الذي استعمله بولس في أفسس ‪ 22 :1‬ليصف سيادة المسيح في السماويات‪ .‬وفي أفسس ‪21 :5‬‬

‫استعمل بولس هذا الفعل بالصيغ ة الوسطى التي ترجمتها "اّتضعوا"‪ .‬وفي العهد الجديد ككّل ‪،‬م يستعمل‬

‫هذا الفعل للشارة إلى ترتيب معّين‪.‬‬ ‫ل‪ ،‬لن معنى الفعل ل يسمح بذلك‪.‬‬ ‫وليس من المرّج حم أن يكون بولس لقد عنا هنا الخضوع المتبادل‪ .‬أّو ً‬ ‫وثانيًا‪ ،‬ليس من المؤّك دم أّن العبارة "بعضكم البعض تعني الخضوع المتبادل وأنا ل أعتقد ذلك‪ .‬وهناك‬

‫موالقف تستعمل فيه كلم ة "أللون" لتصف التواضع المتبادل )أفسس ‪ (25 :4‬ولكن هناك مّراتأخرى ل‬ ‫ل‪ ،‬عندما طلب مّنا بولس في غلطي ة ‪" 2 :6‬احملوا بعضكم أحمال بعض" ل‬ ‫تحمل هذا المعنى‪ .‬فمث ً‬

‫تعني أن نتبادل أعباء بعضنا البعض‪ .‬بل تعني أّنه على من يستطيع أن يساعد العضاء الضعفاء‬ ‫عليه أن يفعل ذلك‪.‬‬

‫لذلك أعتقد أّن أفسس ‪ 21 :5‬تعتبر كتلخيص للموضوع في أفسس ‪ ،9 :6-22 :5‬حيث يدعونا إلى‬

‫الخضوع لبعضنا البعض‪ :‬الزوجات لزواجهن والولد لهلهم والعبيد لسيادهم‪ .‬وهو يطّو رمأي نوع من‬

‫التبادل في هذه اليات‪ .‬وهذا ل ينفي أّنه على الزوج ة أن تخدم زوجها بمحّب ة‪ .‬إلّ أن بولس سيستعمل‬ ‫ب المسيح الكنيس ة"( للتعبير عن هذا المر‪.‬‬ ‫عبارات مختلف ة )"كما أح ّ‬

‫اليات ‪ :27 -26‬هناك احتمالن لمعنى جمل ة بولس "غسل الماء بالكلم ة"‪ .‬وأحد الحتمالت هي أّن‬ ‫الماء تشير إلى المعمودّي ة والتطهير من الخطايا من خلل يسوع المسيح‪ .‬وهناك احتمال آخر أّن هذا‬ ‫المقطع يشير إلى الغسل لقبل الولدة الذي أعطاه ال لشعب إسرائيل في حزلقيال ‪ .14-8 :16‬والغسل‬


‫بالكلم ة هي لقّوة النجيل التي تخّلص كما في يوحنا ‪ 3 :15‬عندما لقال يسوع‪" ،‬أنتم الن أنقياء لسبب‬ ‫الكلم الذي كّلمتكم به‪".‬‬ ‫الفص ل السادس‬

‫الي ة ‪ :4‬لعله ليس من المهّم أن يدعى الولد إلى طاع ة والديهما‪ ،‬فمسؤولي ة الب هي أن يتحّم لم بشكل‬

‫خاص مسأل ة تربي ة الولد‪ .‬وفي ذلك الولقت‪ ،‬كان هذا المر يشير إلى "باتريا بوتيستاس" التي كانت‬

‫ق الكامل على الولد‪ -‬حتى إلى درج ة الموت‪ -‬لمدى حياة الولد‪ .‬ولعل كلم ة "آباء"‬ ‫تعطي للب الح ّ‬

‫ب " م مذكور‪.‬‬ ‫تشير إلى "الم والب" خاص ة وأّن تكريم "الّم وال ّ‬

‫ب إوانذاره‪ .‬ول‬ ‫ونحن من يقوم باختيار إمًا أن نغضب أولدنا )أو أن نغيظهم( أو أن نرّبيهم في تأديب الر ّ‬

‫يهتم بولس فقط ببساط ة أن يطيع الولد آباءهم بل أن يعرفوا ال وأن يطيعوه من خلل عللقتهم مع‬ ‫والديهم‪ .‬والمقول ة التالي ة "حياتك هي النجيل الول الذي سيقرأه أصدلقاؤك" يمكن أن تصاغ أيضًا‬

‫بالطريق ة التالي ة "حياتك هي أّو لمإنجيل سيقرأه أولدك‪".‬‬

‫الي ة ‪ :10‬ل يتولقف بولس عن تذكيرنا بحاجتنا للتكال على ال‪ .‬وهو يكتب بالصيغ ة المجهول ة ويقول‬

‫"تقّو وما"‪ .‬وبعبارة أخرى نحن لن نخوض الحرب ونربحها على أساس لقّو تممنا بل على أساس القّوة التي‬ ‫يعطينا إياها ال‪.‬‬

‫الي ة ‪ :12‬الكلم ة التي يستعملها بولس عندما يكتب عن صراعاتنا )بال( تحمل معنى المصارع ة التي‬

‫كانت رياض ة معروف ة في القرن الول‪ .‬ونحن في هذه المعرك ة نصارع ضّد الشيطان ويذّك رمنا أّن السلح‬ ‫ليس أسلح ة طويل ة المد‪ .‬بل هي حرب يومّي ة‪.‬‬ ‫اليات ‪ :18 -14‬في هذا المقطع المشهور عن الحرب الروحّي ة‪ ،‬يرسم بولس الصورة من العهد القديم‬

‫وخاص ة من سفر إشعياء‪ .‬وهو يعرف معرف ة تام ة السلح الروماني والتي يعرفها أيضًا لقّراؤه‪ .‬وتذّك رمأن‬ ‫بولس كتب هذه الرسال ة خلل وجوده في السجن‪ .‬ولعله كان يرى الحّراسشخصيًا وليس بحاج ة إلى‬

‫تخّي لم أنواع السلح ة‪.‬‬


‫ولقد نكتشف الحقيق ة من النسخ ة القديم ة لسفر إشعياء ‪ 5-4 :11‬التي تقول "‪...‬ويكون البّر منطقه َم تْمنْي هم‬

‫والمان ة منطق ة َح ْقمَو ْيمهم"‪ .‬ولعلبولس استوحى وصفه للسلح من هنا‪ .‬ونجد درع البّر وخوذة الخلص‬ ‫طي صدر‬ ‫في إشعياء ‪" 17 :59‬فلبس البّر كدرع وخوذة الخلص على رأسه‪ "...‬وبالتأكيد كان الدرع يغ ّ‬ ‫الجندي ويحمي لقلبه‪ .‬ولقد يكون البّر الذي يصفه بولس هنا هو بّر نماالخللقي )فعل ما هو صواب( أو‬ ‫لعله كان يفّك رم بالمسيح‪ .‬ونحن نضع المسيح كبّر نماعند المعمودّي ة‪.‬‬ ‫وعندما يتكّلم بولس عن ترس اليمان‪ ،‬هو ل يقصد الترس الصغير الدائري الذي يحمله أحيانًا الجنود‪.‬‬

‫بل الترس الذي كان يقصده ضخم جّد ًام وكان يدعا السكوتوم‪ .‬وغالبًا ما كان الجنود يضعوه في الماء لكي‬ ‫يطفئوا السهام الملتهب ة في المعرك ة‪.‬‬

‫وكلم العهد القديم عن "سيف الروح" ليس واضحًا وبسيطًا كالخرين‪ .‬ولقد يفّك رم بولس بإشعياء ‪-4 :11‬‬ ‫‪ 5‬التي تقول "بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالنصاف لبائسي الرض ويضرب الرض بقضيب‬

‫فمه ويميت المنافق بنفخ ة شفتيه‪ ".‬والصورة هنا عظيم ة‪ .‬وهو ل يقصد السيف الروماني الطويل‪ .‬بل‬ ‫يشير إلى السيف القصير الذي يخلق المعرك ة‪ -‬السلح الذي نحتاجه في هذا النوع من المعارك‪.‬‬ ‫والصلة تحتل مكانًا ممّي ًاز في جيش سلح‪ .‬ويستعمل الرسول كلم ة "جميع" أربع ة مّرات‪ .‬فيجملتين‬ ‫لقصيرتين )آي ة ‪ .(18‬ودعوة بولس لنا أن نسهر تقصد التحّد يم الذي نواجهه في التركيز على الصلة –‬

‫تذّك رم الرسل في الحديق ة‪ .‬ولقد يقصد فكرة المثابرة إلى النهاي ة )مثل العذارى العشرة في متى ‪.(25‬‬

‫سلح من هو؟ وبالتأكيد هذا هو سلح ال الذي يقّد ممه لقّد يمسيه‪ .‬إل أّن العهد القديم يصفه على أّنه‬ ‫السلح الذي يلبسه ال نفسه في المعرك ة‪ .‬ويمكننا أن نتخّي لم فكرة أن يعطينا ال سلحه لننتصر على‬

‫ل من الترس أو الخوذة أو الدرع نضع علينا الحق والبّر واليمان والخلص إلخ‪...‬‬ ‫الشيطان‪ .‬وأخي ًرا‪ ،‬بد ً‬

‫ومن ثم يمكننا القول أن وضع سلح ال يعني أن نلبس ال بعينه‪ .‬ولقد يفّك رم بولس بأفسس ‪ ،1 :5‬حيث‬

‫يطلب مّنا أن نتمّثل بال‪ .‬وكلما حاربنا أكثر لنصبح مثل المسيح‪ ،‬كلما عرفنا إنتصارات روحّي ة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.