Worship the King

Page 1

‫عبادة الملك‬ ‫بقلم هنري كريت‬ ‫ترجمة روزين ديب‬

‫‪1‬‬


‫مقّد ممة ‪ :‬خمر جديد‪ ،‬آبار أعمق‬

‫فهرس‬

‫مجد العبادة‬ ‫‪.1‬‬

‫فعل فقبلة فسكين‬

‫‪.2‬‬

‫العطية والمجد‬

‫‪.3‬‬

‫مجد الفطر والنجمة والعهد‬

‫ال لمه الذي نعبد‬ ‫‪.4‬‬

‫المقابلة‬

‫‪.5‬‬

‫كورام ديو‬

‫‪.6‬‬

‫محيط من النعمة‬

‫‪.7‬‬

‫بحيرة من نار‬

‫‪.8‬‬

‫يسوع الكّل ‪ ،،‬يسوع فقط‬

‫‪.9‬‬

‫قّب ل‪ ،‬البن‬

‫المتعّبدون الحقيقيون‬ ‫‪.10‬‬

‫أعجوبة مزدوجة‬

‫‪.11‬‬

‫عناصر المور‬

‫‪.12‬‬

‫الّو ل‪ ، ،‬الفضل ‪ ،‬الكّل ‪ ،،‬الوحيد‬

‫‪.13‬‬ ‫‪.14‬‬ ‫‪.15‬‬

‫ب‬ ‫يوم الر ّ‬ ‫الكنز‬

‫متغّيرين أمامه‬

‫العبادة المطلقة‬ ‫‪.16‬‬

‫لماذا الحياة البدّية هي ما هي عليه؟‬

‫ب ال؟‬ ‫ملحق‪ :‬كيف أح ّ‬

‫‪2‬‬


‫مقّد ممة‬

‫خمر جديد‪ ،‬آبار أعمق‬ ‫"فعاد إسحق ونبش آبار الماء التي حفروها في أيام إبرهيم أبيه‪) "...‬تكوين ‪(18 :26‬‬ ‫"فتسقون مياهًا بفرٍح من ينابيع الخل‪.‬ص‪) ".‬إشعياء ‪(3 :12‬‬ ‫ف في كّل نف ٍ‬ ‫س ‪) "،.‬أعمال الرسل ‪(43 :2‬‬ ‫"وصار خو ٌ‬

‫ي ‪ ،.‬وأذكر بكّل وضوح نهار‬ ‫بدأت دراستي عن موضوع العبادة إنطلقًا من حاجة خاصة لد ّ‬

‫ظم خدمة‬ ‫الحد من شهر كانون الّو ل‪،‬الماضي عندما أطلقت العنان لتوتري أمام ال‪ .‬لقد كنت أن ّ‬

‫ت أّنني مهتم بالتفاصيل الدقيقة لدرجة أّنني لم أكن مرك ًاز على ال‪ .‬إضافة إلى‬ ‫العبادة ولكّنني شعر ُ‬

‫أّن عطلة نهاية السنة كانت على البواب وكان لدي الكثير من المور لهتّم بها‪ .‬وأذكر أّنني‬ ‫ت في المقاعد المامّية حيث كان التلميذ يكتبون الملحظات على أوراق صغيرة ويتنافسون‬ ‫جلس ُ‬ ‫ت تكرار الترانيم القديمة‬ ‫على لفت إنتباهي حتى خلل الدرس‪ .‬إواضافة إلى كّل هذا ‪ ،‬كنت قد ملل ُ‬

‫عينها في كّل مّرة! فأنالم أذهب إلى هناك بقصد العبادة أو تمجيد ال لذلك قد ل تندهشون أّنني لم‬ ‫أخرج متجّد د‪،‬اً من هذا المكان‪ .‬ولكّنها كانت غلطتي أنا وحدي‪ .‬فقد سمحت للمور أن تخنقني‪ .‬لقد‬

‫كنت قلقًا غير خاشعًا ‪ ،‬كنت مشتت الفكار غير ملتزم ‪ ،‬كنت أشعر بالملل وليس بالحماس‪ .‬لقد كنت‬

‫ت الفضل‪ .‬ونتيجًة لذلك ‪ ،‬خرجت من خدمة العبادة‬ ‫مثل مارتا ‪ ،‬منهمكًا بأمور جّيدة ولكّنني ترك ُ‬ ‫فارغًا ومتوت ًرا ‪ ،‬وربما غاضبًا بعض الشيء‪.‬‬

‫لقد كنت بحاجة إلى إستعادة الخشوع إواعادة إكتشاف ميزة العبادة والفرح الذي ُتعطيه وأن‬

‫ت الكتاب المقّد س‪،‬‬ ‫أعيد التركيز على العناصر الساسّية للعبادة وأّن أعّم ق‪ ،‬رهبتي من ال‪ .‬لقد درس ُ‬

‫بحماس‪ .‬وبدأت أنظر إلى العبادة بنظرة مختلفة كما لو أّن ال فتح عينّي لّو ل‪،‬مّرة‪ .‬فموضوعالعبادة‬ ‫ت أعرف الفرق بين العبادة‬ ‫مهيمن في الكتاب المقّد س‪ ،‬من سفر التكوين إلى سفر رؤيا يوحنا‪ .‬وبدأ ُ‬ ‫الصحيحة والعبادة الخاطئة في كّل مكان‪ -‬في قصة قايين وهابيل والملوك وفي سفر خروج‬ ‫والتحّر ر ‪،‬من أرض مصر وفي الحصول على أرض كنعان ومجد الشريعة والعبادة في المجمع ‪ ،‬في‬

‫مزامير داود في تدمير أورشليم وفي آلم أيوب وفي ترميم المعبد وفي تحطيم الوثان وحكم الملوك‬

‫والممالك وفي إعلن ولدة يسوع وتجاربه وخدمته وفي حوافز وكلمات حياته القصيرة على الرض‪.‬‬ ‫لقد كانت العبادة جزءًا من العنصرة ومن إرسال المبشرين من إنطاكية وفي بداية رسائل العهد‬

‫الجديد وقد استمّر ت‪،‬إلى مجد الحياة البدّية‪ .‬موضوع العبادة موجود في كّل مكان ومطبوع بعمق في‬ ‫كّل سفر وفي كّل حادث حصل في الكتاب المقّد س‪.،‬‬ ‫‪3‬‬


‫وأنا مقتنع أّن الحاجة العظمى في كنيستنا‪ -‬وهو المر الذي أمسك بنا وأطلق حركتنا حول‬

‫العالم في أولى أيامها‪ -‬هو الخشوع أمام ال‪ .‬ونحن بأمس الحاجة وخاصة بين المؤمنين الناضجين‬ ‫إلى عودة الخشوع والرهبة اللذان هما خمر العبادة الحقيقّية الجديد‪.‬‬

‫والسبب الذي يترك لجله الكثير من التلميذ ‪ ،‬وذلك وفقًا لكلمة ال ‪..." ،‬وانظري أّن تركك‬

‫ب الجنود" )إرميا ‪ .(19 :2‬والسبب الذي يتعب‬ ‫ب إلهك شّر وأّن خشيتي ليست فيك يقول السّيد ر ّ‬ ‫الر ّ‬ ‫لجله التلميذ روحّيًا ومن ثم يغلبهم العالم ‪ ،‬هو لّن خوفهم من ال لم يضمحل فقط بل اختفى كلّيًا‪.‬‬ ‫ومع هذا الختفاء نخسر بركته في عبادتنا‪ .‬والسبب الذي ل يعطش التلميذ لكلمة ال بسيط جّد اً‪:،‬‬

‫فنحن ل نشعر بما شعر به كاتب المزامير عندما قال "من رعبك ومن أحكامك جزعت" )مزمور‬ ‫‪ .(120 :119‬والسبب الذي لجله ل يكون المسيحيون جاهزون لعطاء حياتهم من أجل‬

‫المأمورية العظمى‪ -‬ويختارون أن يعطوا أفضل ما لديهم في أعمالهم بدل من ملكوت ال‪ -‬واضح‬ ‫ب قد سمعت خبرك فجزعت‪) ".‬حبقوق ‪:3‬‬ ‫جّد اً‪ :،‬إذ ل نستطيع أن نقول بعد الن مع حبقوق ‪" ،‬يا ر ّ‬

‫ك "ذبيحة الجّهال" )جامعة ‪ (1، 7 :5‬أو قد نترك الحياة معه‪.‬‬ ‫‪ (2‬لذلك نحن نقّد م‪ ،‬له من دون ش ّ‬ ‫والحّل لقلٍب منهوك ومتحّج ر‪ ، ،‬وللجبن والتكّبر ‪ ،‬هو العودة مّرةأخرى إلى الخشوع أمام‬ ‫شخ‪.‬ص ال وأمام ما فعله وأمام ملكوته الذي نحن جزء منه‪ .‬نحن بحاجة إلى إستعادة الرهبة التي‬

‫كنا نتحّلى بها عندما كّنا تلميذ جدد‪ -‬فرح الخل‪.‬ص المنتظر وغبطة أن نكون جزء من حركة رائعة‬ ‫حول العالم واليقين أّننا جزء من ملكوت ل يفنى‪ .‬لقد "اندهشنا" عندما أحسننا لّو ل‪،‬مّرةبعمق‬

‫المحبة في العلقات التي لم نعتقد أّنه ممكن ومعجزة حياة الشراكة المستقيمة والمنصهرة تمامًا‬

‫وشفاء العائلت المجروحة وبركة الزيجات المخّلصة‪ .‬لقد كانت قلوبنا تّنتخس بعد سماع درس يوم‬

‫الحد وكّنا نبكي بعد درس الصليب واعتبرناه شرف أن نبيع البيوت والسيارات والراضي من أجل‬ ‫ظ أحيانًا‬ ‫العطاء للرساليات‪ .‬والسبب الذي لجله توّقف بعض التلميذ عن النمو ‪-‬ولسوء الح ّ‬

‫كنائس برّم ت‪،‬ها‪ -‬وأصبحوا أقّل جذرّية ‪ ،‬يعود إلى أّنهم قد فقدوا الرهبة والمتنان والمحّبة‪ .‬علينا أن‬ ‫نسمح ل بأن يكسر قلوبنا وأن يهّز ن‪،‬امن جديد ‪ ،‬وعندما ُنكسر علينا أن نحمي أنفسنا مهما كان الثمن‬ ‫من هذا النوع من التحّج ر‪ .،،‬فالرهبة والفرح والمفاجأة والعفوّية واليمان والشجاعة والتضحية والنمو‬ ‫ب يقف أمام ال بخشوع )إق أر أعمال الرسل ‪-42 :2‬‬ ‫العددي‪ -‬كّل هذه تأتي من فيض قلب مح ّ‬ ‫‪ .(47‬فالعبادة الحقيقّية تنتج عن هذا النوع من الخشوع وهي باعتقادي تنبع من هذا النوع من‬

‫الخشوع أيضًا‪.‬‬

‫كنت مثل إسحاق بحاجة إلى أن أحفر وأعيد فتح آبار اليمان والعبادة القديمة )تكوين‬

‫‪ .(26‬ومّرةأخرى كان علّي أن أقّر ر ‪،‬أن أشرب بفرح وبعمق من "ينابيع الخل‪.‬ص" )إشعياء ‪:12‬‬

‫‪ .(3‬ولحسن الحظ فهذه الينابيع ل تنشف أبدًا‪ .‬وأعتقد أّنه حان الوقت لجميعنا أن نعود إلى مياهها‬

‫‪4‬‬


‫الحّية‪ .‬ويقول بولس "ل تسكروا بالخمر‪ "...‬ولكن بالحري اسكروا بروح ال )أفسس ‪ .(18 :5‬لقد‬ ‫حان الوقت للخمر الجديد والبار العميقة ‪ ،‬للقلب والخشوع وعطّية الخشوع‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫مجد العبادة‬

‫‪6‬‬


‫العبادة هي الفرصة المعطاة إلى الشخا‪.‬ص المنشغلين لكي يلمسوا ما هو أبدي وللخطاة لكي يروا القدوس‬

‫طي حياتنا المرتكزة على أنفسنا لكي نلتقي من خلقنا‬ ‫وللمنكسرين لكي يشفوا بمحّبته الكاملة‪ .‬العبادة هي تخ ّ‬ ‫لهد ٍ‬ ‫ف أسمى‪.‬‬

‫روب فروست‬

‫الهدف السمى للنسان هو تمجيد اسم ال وأن يتمّتع به إلى البد‪.‬‬

‫مجموعة التعليم الديني في مانشستر‬

‫نحن مدعوون إلى عبادة ال إواعطاء المجد لسمه القدوس ولنا الشرف لّننا مدعوون لفعل ذلك ‪ ،‬فالعبادة‬

‫هي هدف بحّد ذاتها‪ -‬بل هي بالفعل أسمى جميع الهداف‪ .‬يبحث ال عن التكريم في شعبه وهو يفرح به‪.‬‬

‫كما أّن العبادة تساعد في إعادتنا إلى فحوى وجودنا إوالى إرادة ال في حياتنا‪.‬‬

‫دونالد هاستيد‬

‫العبادة الحقيقّية تحصل عندما يتكّلم روح النسان والجزء البدي منه وغير المرئي ‪ ،‬إلى ال وتقابل ال‬

‫السرمدي وغير المرئي‪.‬‬

‫ويليم باركلي‬

‫نقش ال العبادة في قلب النسان‪ ...‬والعبادة بمعناها الواسع هي جزء ل يتج أز من الحياة كما هي نوع من‬ ‫التعبير عنها‪ .‬وأنا ل أقصد أّن النسان ل يستطيع أن يحيا من دون عبادة بل أّنه ل يستطيع أن يحيا بالفعل‬

‫من دون عبادة‪ ...‬لقد خلق ال النسان من أجل العبادة تمامًا كما خلقه ليتنّفس‪ .‬ونحن قد نحصر العبادة‬ ‫في موسم تمامًا كما قد نحبس أنفاسنا لبرهة ولكن هناك تطّلع داخلي للعبادة ل نستطيع أن نخفيه لزمن‬ ‫طويل‪.‬‬

‫جادسون كورنوال‬

‫‪7‬‬


‫‪1‬‬

‫فعل فقبلة فسّك يمن‬ ‫العبادة هي فعل‪ -‬عمل‪ .‬فال ُيظهر ونحن نتجاوب‪ .‬علينا أن نتجاوب‪ .‬ول يمكن أن ل‬

‫ق‬ ‫ُنظهر تجاوب ونعتقد أّننا نتعّبد ل‪ .‬فنحن ل نجتمع من أجل اللهو وال ليس بمثابة تسلية‪ .‬فمن ح ّ‬ ‫ال الخا‪.‬ص أن يعاين خليقته وأن يكون المشاهد‪ -‬هو وحده‪ .‬فنحن هنا لكي نرفع ونعطي ونجّح د‪،،‬؛‬ ‫ونصرخ ونرق‪.‬ص‪ .‬وكأحد مخلوقات ال ‪ ،‬أنا الحمار في عرضه ‪ ،‬فأنا أحمل ملكًا وأدعو كّل مخلوقاته‬

‫لكي يرّنموا‪ .‬إوان لم يكن أنا فأنت إذًا‪ .‬إوان لم يكن نحن فعندها "الحجارة تصرخ" )لوقا ‪.(40 :19‬‬ ‫ل!‬ ‫وهي ستصرخ فع ً‬

‫والعبادة هي قبلة‪ -‬هي في الحقيقة الكثير من القبل والجثو على أقدام رّبي مع شعر مبعثر‬

‫والدمع يمل عّيني‪ .‬وهو يقّب ل‪،‬ني أيضًا ‪ ،‬بقبلة نابعة من ابتسامة واسعة‪.‬‬ ‫والعبادة هي سكين‪ -‬سكين دامية‪ .‬فأنا أضّح ي ‪ ،‬بأفضل ما لدي بكياني وبأول مولود لي من‬

‫أجل حياته ومحّبته‪ .‬وأنا أفعل ذلك احترامًا لدّم ه‪) ،‬إق أر تكوين ‪.(22‬‬ ‫وأخي ًرا ‪ ،‬وبغرابة فإّن العبادة هي سماع صوت رعد مدّو من بعيد‪ -‬الهمسة الخافتة عبر‬

‫الزمنة التي تعلن أّن شيء عظيم سيمّر بي وأّن شيء رائع سوف يحصل‪ .‬تلك هي العبادة‪.‬‬

‫وسواء كانت علنية أو س ًرا ‪ ،‬فالعبادة الحقيقّية تولد من تجربة شخصّية بحتة‪ .‬وتتطّلب‬ ‫العبادة الحقيقيذة بأن نلتزم كّليًا وأن نفعل ذلك بخشوع ولّذ ة‪ ،‬وباستطابة‪ .‬ونحن في العبادة نحتفل‬

‫بالحياة ونصبو إلى تذّو ق‪،‬السّر ونرغب بأن نلمس الجللة وأن تلمسنا هي‪ .‬والعبادة تدعو إلى ينبوع‬ ‫من المشاعر العميقة‪ .‬فرح؟ نعم وأكثر من ذلك بكثير ‪ ،‬قلب مملوء بالمشاعر "يخفق‪ ...‬ويّتسع"‬ ‫)إشعياء ‪ .(5 :60‬العبادة مصافحة بسيطة وقصة درامّية ‪ ،‬هي قبلة ومداعبة ‪ ،‬هي سّر الهّزة‬ ‫الرضّية وركود وصوت خافت‪.‬‬

‫العبادة هي مغامرة‪ -‬ركوب حصان بّري‪ .‬هيعمل جنوني تمامًا كأزالة الدماء عن السكين‪.‬‬ ‫هي مأدبة فخمة ‪ ،‬هي ِش ع‪،،‬ر وكهنوت والجلوس تحت شجرة عند حصول قصف‪ .‬هي أول قبلة‬ ‫لعاشقين وهي إرتعاش العّد العكسي أو مسك حبل الحياة واكتشاف قارة جديدة أو معادلة جديدة‪ .‬هي‬

‫قوس قزح مفاجئ وحليب وثدي أم حديثة ‪ -....... ،‬هي مسيرة شّيقة في منجم مليء بالمحّبة‬ ‫والعجائب والقّوة‪.‬‬

‫تلك هي العبادة وتلك هي المشاعر التي تحدثها فينا‪ .‬فيجب على العبادة أن تتعبنا وتنعشنا‬

‫وتحّم س‪،‬نا وأحيانًا ترعبنا‪ .‬إلّ أّنها تتضمن أكثر بكثير من مشاعرنا ‪ ،‬فالكثير من المشاعر الحقيقّية‬

‫‪8‬‬


‫والنسانّية تظهر في العبادة الحقيقّية‪ .‬وأنا ل أعني أّنه علينا أن نقفز كالكنغر أو أن نصّفق كالفقمة‬ ‫وأن نصدر الكثير من الصوات وأن نفعل أي من هذه‪ -‬على العكّس ولكن يجب أن نشعر بالعبادة‬ ‫على الصعيد العاطفي والجسدي‪ .‬لماذا؟ لّن العبادة هي الوقوف أمام ال وأمام عظمته‪ .‬هي تتكّلم‬

‫عني وعن ال‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫‪2‬‬

‫العطية والمجد‬

‫هناك شيء واحد يطلبه مّنا ال‪ -‬أن نكون أشخا‪.‬ص يعتبرون ال في كّل ما لديهم ويكون ال كفايتهم‪.‬‬

‫برينن مانينغ‬

‫من هو الكثر طمعًا من شخ‪.‬ص ل يكتفي بال؟‬

‫أوغستين‬

‫العبادة الحقيقّية هي احتفال وتجربة مغنية كثي ًرا‪ .‬وكما قال كليمون من روما ‪" ،‬من أحكم من‬

‫الرجل الذي يغني ويحتفل ويقيم مأدبة مع ال؟" إلّ أّن العبادة هي أيضًا أمر جّد ي‪ ، ،‬إذ هي لقاء‬

‫النسان الفاني مع الله البدي‪.‬‬

‫كيف قد تنهي هذه العبارة "العبادة هي ‪"...‬؟ متى كانت آخر مّرةدرست فيها هذا الموضوع‬

‫لكي تمّج د‪ ،‬ال بطريقة أفضل ولكي تعّم ق‪ ،‬تجربتك الشخصّية في العبادة؟ متى كانت آخر مّرةذهبت‬

‫فيها إلى اجتماع عبادة متّو ق‪،،‬عًا أن تلتقي بالمسيح القائم من الموات؟ متى كانت آخر مّرةتركت فيها‬ ‫ل إلى‬ ‫الجتماع عاجز عن الكلم لّنك لمست – أو بالحري قد لمسك‪ -‬الله العظيم‪ .‬هل تتوق فع ً‬ ‫ب وهل أنت متحّم س‪ ،‬لتشجيع جماعة المؤمنين؟‬ ‫أن تكون في حضرة ال في يوم الر ّ‬

‫ما هو مدى جّد ي‪،‬تك في مسألة نوعّية عبادتك؟ إليك المتحان" متى كانت آخر مّرةاعترفت‬

‫فيها لشخ‪.‬ص مسيحي آخر بالنق‪.‬ص في خشوعك ونق‪.‬ص مجهودك في العبادة؟ هل سبق لك أن‬ ‫طلبت من شخ‪.‬ص أن يساعدك في خطّية بأّنك ل تعطي من أفضل ما لديك؟‬

‫معنى العبادة كبير جّد ًا‪ ،‬لدى ال لّنه يحّبنا كثي ًرا‪ .‬وبالرغم من أّن ال هو العلي بكّل تأكيد إلّ‬

‫أّنه يمكن لقلبه أن ينجرح‪ .‬أو بعبارات أخرى ‪ ،‬أظهر ال نفسه لنا‪ .‬وقد يمتلئ قلبه بالحزن أو قد يفرح‬ ‫و يغّني‪ .‬يمكننا أن نرضيه ونجلب له الفرح والتكريم أو قد نحزنه بالتمّلق أو الهانة‪.‬‬ ‫العبادة الحقيقّية ليست دائمًا سهلة المنال‪ .‬فحتى المحاولت الصادقة للعبادة قد تتحّو ل‪،‬إلى‬

‫طقوس أو عادات أو عروض تمامًا كصلة الدمدمة عند الفريسيين‪ .‬أو قد نخدع أنفسنا بأن نعتقد‬ ‫أّن الصراخ أو ترداد عبارة "آمين" هي العبادة كما لو أّن التعبير عن الحماس هو العبادة‪ .‬وهي‬

‫ليست كذلك ‪ ،‬والترنيم ليس كذلك أيضًا‪ .‬بل هذه المور هي مجرد أدوات للتعبير عن العبادة‪ .‬فمفتاح‬

‫العبادة موجود في القلب الذي يقوم بهذه المور‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫ومن المؤسف أّن الكهنة والشعب في أيام ملخي لم يدركوا أّنه يرتكبون خطًأ‪ .‬إوان لم نكن‬

‫حذرين فنحن قد نقترب من ال مزاجيين أحيانًا مرّك ز‪،‬ين وأحيانًا أخرى ل نكون‪ .‬وقد نتجاوب مع ال‬

‫إستنادًا إلى ما نشعر به في هذه اللحظة بدل من أن نستند على قيمته في حياتنا‪ .‬والعبادة ليست‬

‫ظمًا أو قد يكون عاديًا مرتك ًاز على أنفسنا‪.‬‬ ‫مزاجًا بل إعلن‪ .‬وقد يكون وقتنا مع ال ثمينًا ومّر ك‪ً ،‬ازومن ّ‬ ‫وتمامًا كأي علقة مع شخ‪.‬ص ما ‪ ،‬قد يشعر ال أّنه ممّيز في حياتنا أو قد يشعر أّنه غير مهم أو قد‬

‫يشعر بالخيانة‪.‬‬

‫إلّ أّنه هناك فرق واحد مهّم ‪ ،:‬لّن ال هو من خلقنا قد نكون مباركين أو فارغي اليدي أو‬

‫حتى ملعونين نتيجة لتجربة عبادتنا‪ .‬ولم تكن تقدمة قايين ثانوية فقط‪ -‬بل كانت تقدمة شريرة )يوحنا‬ ‫الولى ‪ .(12 :3‬وحتى في العهد الجديد ‪ ،‬عهد النعمة والحقيقة ‪ ،‬إستحق بعض المسيحيين حكم‬ ‫ب بطريقة لئقة )كورنثوس الولى ‪ .(30-27 :11‬فهم لم يدركوا‬ ‫الموت لّنهم لم يشاركوا بمائدة الر ّ‬ ‫جّد ي‪،‬ة الموقف‪ .‬ومّرةأخرى تصّو ر‪،‬كم إنكسر قلب ال ‪ ،‬عندما كان في وسط إظهار مجده لموسى‬

‫ومجد العبادة‪ -‬التفاصيل الدقيقة واللوان الغنّية‪ -‬بينما كان شعبه عند قدمي الجبل عينه ‪ ،‬الشعب‬ ‫ل بإلقاء القراط في ناّر لصنع بقرة‪ .‬والفرق شاسع جّد اً‪:،‬‬ ‫الذي خّلصه منذ وقت ليس بطويل ‪ ،‬مشغو ً‬

‫العظيم والمجيد والممتاز ضّد الكسول وغير الممتن‪.‬‬

‫ما هو رأي ال في عبادتي؟ هل يتلّذ ذ‪ ،‬بها أو أّنه يرفضها )إشعياء ‪ ، 17-9 :1‬عاموس ‪:5‬‬

‫‪(23-22‬؟ هل يطلبها ال أم أّنه يتمنى أن يغلق أحدهم باب المعبد )ملخي ‪(10 :1‬؟ وفي معبده ‪،‬‬

‫إما أن نضرخ جميعًا "المجد" أو أن نبّد ل‪ ،‬مجدنا من أجل صورة عجل يأكل العشب )مزمور ‪:106‬‬ ‫‪.(20‬‬

‫العبادة هي إمتياز‬ ‫العبادة هي عطّية إوامتياز لّن الخل‪.‬ص هو إمتياز‪ .‬فيا لها من معجزة أن نستطيع أن‬

‫نتنّش ق‪ ،‬الهواء ‪ ،‬فما بالك إذًا بالوقوف أمام ال ونحن نرّد د‪ ،‬اسمه على شفاهنا‪ .‬لقد كّنا "بل رجاء‪..‬‬

‫وبل إله في العالم‪) ".‬أفسس ‪ ، (12 :2‬لقد كنا نبعد عن البدية مع ال بعد همسة أو دقة قلب‪ .‬ولكن‬

‫بفضل نعمة ال وحده‪ -‬خّلصنا وتقّر ب‪،‬نامنه‪ .‬لقد انتقلنا من الهاوية إلى المجد ومن الموت إلى الحياة‬ ‫ومن الجهل إلى الستنارة ومن العري والعار إلى ملبس الملوك والكهنة وأبناء ال‪.‬‬

‫إّنه لمتياز أن نكون ملك ال وأن نحمل اسمه‪ .‬وأن نستطيع أن نقف أمام عرشه بحرّية‬ ‫وب‪"،‬ثقة ول نخجل منه" )يوحنا الولى ‪ .(28 :2‬لقد أصبحنا ملكّية ال القّيمة ‪ ،‬أبناؤه ‪ ،‬أّم ة‪ ،‬مقّد س‪،‬ة ‪،‬‬

‫شعب ُم ْل‪،‬ك ال‪ .‬ونحن لم نحصل على المغفرة فحسب بل نحن متأكدين من غفرانه من خلل معرفة‬ ‫أّن روح ال تسكن فينا‪ .‬لذلك فإن العبادة هي إمتياز‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫في العهد القديم ‪ ،‬لقد اختار ال اللويين من بين الجميع ليكونوا كهنته‪ .‬كان يجب أن يكون‬ ‫ال قسمتهم ومجدهم‪ .‬وفي العهد الجديد ‪ ،‬نحن جميعًا كهنة ال )بطرس الولى ‪ ، 9 ، 5 :2‬رؤيا ‪:1‬‬

‫‪ .(6‬لقد أعطانا بركاته وتكريمه‪ .‬كان ال يختار رئيس الكهنة‪ .‬فهو لم يأخذ هذا المجد لنفسه ‪ ،‬تمامًا‬

‫كما اختار ال يسوع ليكون رئيس كهنتنا‪ .‬لقد كان رئيس الكهنة وسيط بين ال والناس‪ .‬وفي العهد‬ ‫الجديد ‪ ،‬يمثل يسوع أمام ال من أجلنا ليتشّفع لنا‪.‬‬ ‫"فإذ لنا أّيها الخوة ثقة بالدخول إلى القداس بدم يسوع طريقًا كّر س‪،‬هلنا حديثًا‬ ‫حّيًا بالحجاب أي جسده وكاهن عظيم على بيت ال لنتقّد م‪ ،‬بقلٍب صادق في‬ ‫يقين اليمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماٍء نقّي "‪،‬‬ ‫)عبرانيين ‪(22-19 :10‬‬

‫فّك ر‪ ،‬بالمر ‪ ،‬لنا الثقة بأن ندخل إلى بيت ال‪ -‬ليس نسخة أو خيال وليس على الرض‪-‬‬

‫بل في البدّية‪ .‬هذا هو المقطع الذي أدهشني ودفعني إلى أن أدرس موضوع العبادة‪ .‬فقد دخل سهم‬ ‫ملتهب إلى قلبي وبدأ يشتعل هناك‪ .‬من المستحيل أن أفهم عمق وتمّيز هذه الحقيقة‪ .‬إّنه لمر‬

‫ي مكان آخر ‪ ،‬في وسط المعجزات والشارات‬ ‫يسكت الخيال‪ .‬ولعلنا نجد أنفسنا هنا أكثر من أ ّ‬

‫والمور الرائعة‪ -‬في قلب ال‪ .‬من قد يصّد ق‪ ،‬هذا المر إن لم يكن هذا ما يقوله الكتاب المقّد س‪،‬؟‬

‫لهذا السبب يجب أن نتحّلى ب‪"،‬يقين اليمان"‪.‬‬

‫يمكن أن نصف العلقة بين العهد القديم والعهد الجديد كما يلي‪ :‬الثاني متخّفى في الول‬

‫ويظهر الول في الثاني‪ .‬فّك ر‪ ،‬بميزة الصلة في المعبد الرائعة ‪ ،‬لذا يجب أن ل نعتقد أن رغبة ال في‬

‫العبادة في المعبد انتهت بانتهاء العهد القديم‪ .‬فهناك الكثير من اليات الرائعة المبعثرة في العهد‬

‫الجديد لتذّك ر‪،‬نا أّننا نحن الهيكل وأّن مبادئ العبادة وميزتها في العهد القديم موجودة في العهد الجديد‬ ‫وقد ُأعطيت مجد أكبر في العهد الجديد‪ .‬ليس لدينا مذبح مرئي ولكن لدينا الصليب ‪ ،‬لدينا مياه‬

‫اغتسال )عبرانيين ‪ (22 :10‬لدينا ذبيحة للفصح )كورنثوس الولى ‪ (7 :5‬لدينا الخبز والبخور‬ ‫)يوحنا ‪ ، 35 :6‬رؤيا ‪ (8 :5‬لدينا اختتان روحي )رومية ‪ (29 :2‬ونحن نعبد بالروح )فيلبي ‪.(3 :3‬‬ ‫نحن الهيكل ومسكن ال )كورنثوس الولى ‪ .(16 :3‬نحن نقّد م‪ ،‬تقدمات حمد )عبرانيين ‪(15 :13‬‬ ‫وعطايانا مثل سكب ذبائح أمام ال )فيلبي ‪ .(17 :2‬نحن غير لبسين الثواب بل نلبس رئيس‬

‫الكهنة بنفسه! )إق أر غلطية ‪.(27-26 :3‬‬ ‫في العهد الجديد ‪ ،‬كّل شيء هو أفضل وأسمى وأقدس‪ .‬ويصعب علينا وصف مكانتنا‬

‫طينا وليس دّم الماعز‪ .‬ونحن نخدم في هيكل غير مصنوع بأيدي‬ ‫الممّيزة عند ال‪ .‬فدم ابن ال يغ ّ‬ ‫الناس ولكن بيّد ال‪ .‬ورئيس كهنتنا ل يفنى بل يعيش للبد ليشفع فينا‪ .‬ويمكننا أن نتقّد م‪ ،‬بثقة ومتى‬ ‫شئنا إلى عرش ال‪ -‬وهو أمر لم يكن يستطيع الكاهن ان يقوم به سوى مّرةفي السنة ولفترة قصيرة‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫ويمكننا نحن أن نرتاح ونتأّم ل‪ .،‬ونحن لسنا من يأتي إلى الشيكينه‪ -‬وهي مجد ال ‪ ،‬بل الشيكينه‬ ‫تسكن فينا! وذبائحنا مقّد س‪،‬ة أكثر من أجساد الماعز أو الخراف‪ :‬فنحن كهنوت ملوكي وكّل واحٍد مّنا‬ ‫هو هيكل في هيكل ال‪ .‬إوان كنا نتمّتع بهذه الميزة العظيمة لخدمة ال بهذه الطريقة الجديدة والحّية ‪،‬‬

‫فبالتأكيد يجب أن تصبح العبادة أولى أولوياتنا‪.‬‬ ‫العبادة فائقة‬

‫نجد مثل العبادة والدعوة إليها في جميع أنحاء الكتاب المقّد س‪ ، ،‬من قصة تقدمة قايين‬

‫وهابيل إلى جوقة المدح في السماويات‪ .‬ويذكر الكتاب المقّد س‪ ،‬ظروف معّينة بنى فيها ابراهيم‬

‫مذابح وليس ابراهيم فقط ولكن ابنه إسحاق أيضًا وحفيده يعقوب أيضًا‪ .‬وخلصة سفر خروج ‪ ،‬هو‬

‫دعوة إلى العبادة‪ -‬فقد تكّلم موسى عن لسان ال فقال "أطلق شعبي ليعبدوني في البّر ي‪،‬ة‪) ".‬خروج‪:7‬‬ ‫‪ .(3 :10 ، 13 ، 1 :9 ، 20 ، 1 :8 ، 16‬أحاطت العبادة بإعطاء الشريعة والمعبد والكهنة وبناء‬ ‫الهيكل وأعمال العبادة الرائعة التي كانت ترافقها‪ .‬وقد صنعت اللت الموسيقّية بغرض العبادة ‪،‬‬

‫ب الموسيقّية" وآلف الرجال الموهوبين كان يتدّر ب‪،‬ونعلى الغناء وعلى اللعب على اللت‬ ‫"آلت الر ّ‬ ‫الموسيقّية وعلى كتابة الترانيم لتمجيد ال‪ -‬ترانيم معّبرة مازالت ُتذكر إلى الن‪ .‬لقد كان الهيكل في‬

‫حركة طوال الربع وعشرين ساعة‪ .‬يجب أن يظل البخور محترقًا والخبز طري والذبائح ُتقّد م‪ ،‬في‬ ‫الصباح والظهر والليل‪.‬‬

‫وكان تهديم الهيكل والمكان الذي حمل اسم ال المقّد س‪ ،‬ومركز مجده ووجوده ‪ ،‬بمثابة سقوط‬

‫الّم ة‪ ،‬عندما ُنفي الشعب إلى بابل‪ .‬وبعد السبي ‪ ،‬إهتّم النبياء بشكل خا‪.‬ص‪ -‬وحصرّيًا‪ -‬بإعادة بناء‬ ‫الهيكل بما فيها إعادة بناء حائط أورشليم )نحميا( وترميم الهيكل )حجي( وتجديد الشريعة )عزرا(‬ ‫والذبائح التي رافقت هذا المر )ملخي(‪.‬‬ ‫لقد أوصانا ال عبر الكتاب المقّد س‪ ،‬بالعبادة‪ .‬وهو لطالما بحث عن المتعّبدين إواّنها لميزة‬ ‫أن نعرف أّن ال يطلب عبادتنا‪ .‬والعبادة قائمة الن في الهيكل السماوي‪ .‬ويسوع يقف أمام ال اليوم‬

‫من أجلنا‪ .‬والروح القدس يحيا فينا في هذه اللحظة‪ .‬ونحن ككنيسة ‪ ،‬نعمل لكي نكون "مبنّيون معًا‬

‫مسكنًا ل في الروح" )أفسس ‪ .(22 :2‬لقد وقفنا في حضرة آلف الملئكة الذين يعبدون ال الن‬ ‫بفرح عظيم‪.‬‬

‫ماذا يعني كّل هذا؟ يجب أن نصبح متعّبدين أفضل وأعمق ‪ ،‬يجب أن نعبد ال بالروح‬

‫ق بخشوع وهيبة ‪ ،‬يملنا المدح والشكر‪ .‬وفي بعض مجموعاتنا اليوم ‪ ،‬ل يسعنا إل أّن نعيد ترميم‬ ‫والح ّ‬

‫مجد العبادة أي أن نعّلم هذا الموضوع ونعظ عنه ‪ ،‬لكي نتعّبد أكثر وبطريقة أفضل في الخفاء أو‬

‫علنية مع الصدقاء أو العائلة في مجموعات من إثنين ومن آلف الناس‪ .‬عندما تركت إسرائيل‬

‫إلهها ‪ ،‬كانت الدعوة دائمًا هي العودة إلى العبادة الطاهرة والصحيحة‪ .‬وأنا أعتقد أّنه من أجلنا كأفراد‬ ‫‪13‬‬


‫ومن أجل الكنيسة ومن أجل العالم أسره ‪ ،‬علينا أن نعيد بناء عبادتنا ونعيد تكريس أنفسنا له ‪ ،‬أكثر‬ ‫ي شيء آخر‪.‬‬ ‫من أ ّ‬

‫تمامًا كما أراد سليمان الهيكل عظيمًا ورائعًا لّن ال عظيم ورائع ‪ ،‬يجب أن تكون العبادة‬

‫كذلك محور حياتنا وأولى أولوياتنا‪ .‬علينا أن نقّد ر‪ ،‬الميزة الرائعة والدعوى السمى ‪ ،‬بما أّننا أبناء عهد‬ ‫طسين في الماء والدم ‪ ،‬التي تدفعنا إلى أن نعبد ال بكّل كياننا‪.‬‬ ‫جديد ‪ ،‬نحيا بروح ال ومغ ّ‬ ‫العبادة هي هدفنا‬ ‫تمجيد ال هو أسمى أولى أهدافنا وأسمى أعمالنا‪ .‬فهو السبب الساسي لوجودنا والعبادة‬ ‫هي تعبير عن هذا الهدف الوحد‪ .‬والطريقة المثلى للتعبير عن هذه الفكرة هي بكّل بساطة أن ندع‬

‫الكلم للكتاب المقّد س‪ .،‬سأستعمل عند كّل نقطة مقطع معّين من الكتاب المقّد س‪ ،‬وأعطيكم مقاطع‬ ‫أخرى لدراستها‪ .‬أنا أشّج ع‪،،‬كم أن تتأّم ل‪،‬وا بهذه المقاطع وأن تسمحوا لها أن تدخل إلى أذهانكم وقلوبكم‬ ‫لّنها الطريق إلى قلب ال وعرشه‪.‬‬ ‫لقد ُخ ِلمقنا لمجده‬

‫"ايِت ببنّي من بعيٍد وببناتي من أقصى الرض‪ .‬بكّل من ُد ع‪،‬ي باسمي‬ ‫ولمجدي خلقته وجبلته وصنعته‪) ".‬إشعياء ‪(7-6 :43‬‬

‫في المّرةالقادمة التي يسألك فيها أحدهم "ما هو هدف كّل هذا؟"‪ .‬تذّك ر‪ ،‬الجواب‪ .‬فيمكن‬ ‫لحياتك إما أن تمّج د‪ ،‬ال إواما أن تخذله‪.‬‬ ‫إق أر أيضًا ‪ ،‬إشعياء ‪ ، 21 :60 ، 21-20 :43‬إرميا ‪ 11 :13‬ومزمور ‪.12-10 :48‬‬

‫لقد ُدعينا وتّم اختيارنا وحصلنا على الغفران من أجل العبادة‪.‬‬ ‫"وأّم ا‪ ،‬أنتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي أّم ة‪ ،‬مقّد س‪،‬ة شعب اقتناء لكي تخبروا‬ ‫بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العظيم‪) ".‬بطرس الولى ‪(9 :2‬‬

‫ما هو الثمن الذي دفعه ال لينتشلك من الظلمة؟ هل أنت تعيش كما يليق بلقبك الجديد‪ -‬أي أن‬ ‫تخبر عن فضائله؟‬ ‫إق أر أيضًا إرميا ‪ 9-8 :33‬وأفسس ‪.21-20 :3‬‬ ‫يجب أن يكون مجد ال هو محور وسبب جميع ما نقوم به‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫في عطائنا‬

‫"مستغنين في كّل شيء لكّل سخاء ينشئ بنا شك ًار ل‪ .‬لّن افتعال هذه الخدمة‬ ‫ليس يسّد إعواز القّد ي‪،‬سين فقط بل يزيد بشكٍر كثير ل إذ هم باختبار هذه‬ ‫الخدمة يمجدون ال على طاعة اعترافكم لنجيل المسيح وسخاء التوزيع لهم‬ ‫وللجميع‪) ".‬كورنثوس الثانية ‪(13-11 :9‬‬

‫ل روتينّيًا كما نكتب باستمرار الشيكات التي‬ ‫من السهل جّد ًا‪ ،‬أن يصبح عطاؤنا المالي عم ً‬

‫تشّك ل‪ ،‬جزء من ميزانياتنا‪ .‬خذ بعض الوقت لكي تفّك ر‪ ،‬بهذا المقطع‪ .‬بكم طريقة يمّج د‪ ،‬ال عندما‬

‫نعطي بسخاء ومن دون مقابل؟‬

‫في تبشيرنا‬

‫"لّن جميع الشياء هي من أجلكم لكي تكون النعمة وهي قد كثرت بالكثرين‬ ‫تزيد الشكر لمجد ال‪) ".‬كورنثوس الثانية ‪(15 :4‬‬

‫هل تصل نعمة ال من خللك إلى "الكثرين"؟ هل تفّك ر‪ ،‬عادة بالتبشير كطريقة لتمجيد ال أو‬

‫كطريقة لتكون أنت مفيدًا؟‬

‫في عبادتنا المشتركة‬

‫"فسجدوا له ورجعوا إلى أورشليم بفرٍح عظيٍم ‪ ، .‬وكانوا كّل حين في الهيكل‬

‫يسّبحون ويباركون ال‪) ".‬لوقا ‪(53-52 :24‬‬

‫هل اجتماعات عبادتنا مليئة بالفرح والقّوة حقًّا؟ أين يكون قلبك عندما يحين الوقت لنلتقي‬

‫معًا ونمّج د‪ ،‬ال؟‬

‫إق أر أيضًا أعمال الرسل ‪ 30-23 :4‬وكورنثوس الولى ‪.25-24 :14‬‬

‫في مثلنا الشخصي‬

‫"حسب انتظاري ورجائي أّني‪ ،‬ل أخزى في شيء بل بكّل جهارة كما في كّل‬ ‫ظم المسيح في جسدي سواء كان بحياة أو بموٍت ‪) ،"، .‬فيلبي‬ ‫حين كذلك الن يتع ّ‬ ‫‪(20 :1‬‬

‫ظم المسيح في حياتك‪ -‬أدومًا؟ أو أحيانًا؟ أو ناد ًرا؟ هل تتحّلى بما يكفي‬ ‫ي مدى يتع ّ‬ ‫إلى أ ّ‬

‫من الشجاعة )أو أي شيء تحتاج إليه( لكي تحيا بطريقة تمّج د‪ ،‬ال أمام الخرين؟‬

‫إق أر أيضًا تيطس ‪ 10-3 :2‬وكورنثوس الولى ‪ 31 :10‬وكولوسي ‪.17 :3‬‬

‫في حياة الشركة‬

‫‪15‬‬


‫"وكانوا كّل يوم يواظبون في الهيكل بنف ٍ‬ ‫س واحدة‪ .‬إواذ هم يكسرون الخبز في‬ ‫البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب مسّبحين ال ولهم نعمة‬

‫ب كّل يوم يضّم إلى الكنيسة الذين يخلصون"‬ ‫لدى جميع الشعب‪ .‬وكان الر ّ‬

‫)أعمال الرسل ‪(47-46 :2‬‬

‫هل يرى جيرانك الصحاح الثاني من أعمال الرسل في بيتك؟ هل أنت ُتعطي وهل أنت‬ ‫منفتح مع إخوتك وأخواتك بطريقة تقّر ب‪،‬الناس من ال؟‬ ‫إق أر أيضًا أعمال الرسل ‪ 35-32 :4‬و ‪.16-12 :5‬‬

‫في وعظنا وتعليمنا‬

‫"كريتيون وعرب نسمعهم يتكّلمون بألسنتنا بعظائم ال‪) ".‬أعمال الرسل ‪:2‬‬ ‫‪(11‬‬

‫ي شيء آخر في محادثاتي؟ هل أنا أرفع ابنه وأجعل تعاليم ال‬ ‫هل أنا أمّج د‪ ،‬ال أكثر من أ ّ‬

‫جذابة؟ هل أتكّلم كما لو أّنني أخبر عن "أقوال ال" )بطرس الولى ‪(11 :4‬؟‬ ‫إق أر أيضًا أعمال الرسل ‪ 12 :13 ، 42 :5‬وتيطس ‪.10-7 :2‬‬

‫مجد ال هو هدف كّل اليشياء المخلوقة‬

‫ب يا ملئكته المقتدرين قّوة الفاعلين أمره عند سماع صوت كلمه‪.‬‬ ‫باركوا الر ّ‬ ‫ب يا جميع‬ ‫ب يا جميع جنوده خّد ا‪،‬مه العاملين مرضاته‪ .‬باركوا الر ّ‬ ‫باركوا الر ّ‬

‫ب " ‪) ،‬مزمور ‪-20 :103‬‬ ‫أعماله في كّل مواضع سلطانه باركي يا نفسي الر ّ‬ ‫‪(22‬‬

‫لقد خلق ال النجوم ‪ ،‬الزهار ‪ ،‬الجبال ‪ ،‬العناصر ‪ ،‬المخلوقات ‪ ،‬الحشرات ‪ ،‬كّل أّم ة‪ ،‬وقّوة ‪ ،‬وكّل‬ ‫ما هو مرئي وغير مرئي ‪ ،‬لكي يجلب المجد لنفسه‪ .‬وهدف ال السرمدي منذ البداية إوالى النهاية ‪ ،‬هو‬ ‫مدح مجد نعمته )أفسس ‪ .(14 ، 12 ، 6 :1‬فلن تتوّقف أبدًا جيوش الملئكة عن إعلن مجده )رؤيا‬ ‫‪ .(5-4‬وهذا نوع من الدراك يمل كّل لحظة من حياتنا بالخشوع والمدح‪ .‬فإن كانت الحجارة‬

‫والشجار تمّج د‪ ،‬ال فماذا بالحري علينا نحن أن نفعل! إوان كانت الملئكة تصرخ بفرح )أيوب ‪:38‬‬ ‫‪ (7‬فكم يجب أن تكون صرختنا أعلى؟‬

‫إق أر أيضًا مزمور ‪ 148‬ومزمور ‪ 6 :150‬ويوحنا ‪.8-7 :15‬‬ ‫وعد العبادة‬ ‫العبادة الحقيقّية هي تعبير عن هدفنا الحقيقي إواعلن لقيمة ال‪ .‬وعبادة ال تعني أن نكون‬

‫في وسط مشيئته لحياتنا‪ .‬فإن فعلنا ما يجب أن نقوم به ونعبده بطريقة مقبولة ‪ ،‬سيباركنا ال ويملئ‬

‫‪16‬‬


‫خزائننا‪ .‬وسيبارك أرضنا وحقولنا وأحشاءنا‪ .‬سيباركنا بسخاء‪ -‬من الداخل ومن الخارج‪ .‬في‬ ‫الحقيقة ‪ ،‬كما سنرى ‪ ،‬فإن ال يهتم بطريقة خاصة بمن يظهر الغيرة على مجده‪ -‬إذ سيكافئهم‬ ‫ويشفيهم ويخّلصهم ويحفظهم ويكّر م‪،‬همويرفعهم‪.‬‬

‫العبادة ميزة كبيرة‪ .‬علينا أن نتأّك د‪ ،‬أّننا ننقل هذه الفكرة لولدنا وأن يرونا نشترك فيها ونصبو‬

‫لن نكون مع مجموعة القديسين‪ .‬يجب أن تكون الطريق إلى الكنيسة عمل عبادة ‪ ،‬إحتفال وتطّلع‪.‬‬

‫يمكن لولدنا أن يعرفوا ماذا يجول في خاطرنا‪ -‬وهم غالبًا ما يعرفون تمامًا ما نشعر به ‪ ،‬فعندما‬ ‫نتعامل مع العبادة كما لو أّنها عبء أو كأنها وظيفة نقوم بها أو عندما نكون متعبين أو غير‬

‫منظمين‪ .‬العبادة هي ميزتنا وهدفنا ويجب أن نعيشها في مكان أعلى من الرضيات‪ .‬يستحق ال‬ ‫أفضل ما لدينا وأعظم ما يمكننا أن نقّد م‪ ،‬لذلك دعونا نظهر له ذلك من خلل العبادة الفرحة‬ ‫والممتازة!‬

‫‪17‬‬


‫‪3‬‬

‫مجد الفطر والنجمة والعهد‬ ‫مجد الفطر‪ :‬أحد أنواع الفطر بنّي اللون وصغير الحجم ويمكن أن نجده في معظم أنواع‬

‫السلطة وهو لذيذ الطعم؛ ونوع آخر يتشّك ل‪ ،‬من مخّلفات القنبلة النووّية وهو سيحرق فمك ل محال إن‬ ‫حاولت تذّو ق‪،،‬ه‪.‬‬

‫مجد النجمة‪ :‬أحدها له خمسة جوانب ‪ ،‬يرسم بالقلم ويمكن تعليقه في مطبخك ونوعها الخر‬

‫يطوف في الكون‪ .‬وأحد هذه النجوم هو إيتا كارينه ‪ ،‬وهو يلمع أربعة مليين مّرة أكثر من نجمنا‬ ‫الذي هو الشمس‪ .‬وهي ل تتعّلق على أي شيء‪.‬‬

‫مجد العهد‪ :‬أحدها مكتوب على حجر وُأعطي من قبل الملئكة على جبل ‪ ،‬يمكن رؤيته‬

‫ولمسه ويتضّم ن‪ ،‬دم الثيران والعجول والطيور‪ .‬والثاني محفور على قلب النسان ‪ ،‬أوصله ال بنفسه‬

‫ب السماء والرض ‪ ،‬كلمة ال بنفسه )يوحنا ‪ .(1 :1‬ودّم ه‪ ،‬ل يغفر‬ ‫إلى الرض وتطّلب دم خالقنا ‪ ،‬ر ّ‬

‫الخطايا فقط بل هو يمّج د‪ ،‬الخطاة في حضرته‪.‬‬

‫ل يمكنني أن أبالغ في نقطتي الثانية‪ .‬فالفرق بين مجد الفطرين والنجمتين كما هو ‪ ،‬أصغر‬

‫من الفرق بين العهد القديم والجديد‪ .‬لقد كان العهد القديم عظيم بالفعل‪ .‬فقد كان وجه موسى مضيئًا‬

‫ظم الشريعة ويكّر م‪،‬ها‪) ".‬إشعياء‪ (21 :42‬وكان كّل قانون‬ ‫وكانت الشريعة باّرةولكّنها فانية‪" .‬يع ّ‬ ‫باّر ‪ ، ،.‬فقدأتى تصميم الهيكل والمعبد من عند ال نفسه ومن روحه‪ .‬وكان دّم الحيوانات ذبيحة إيمان‬ ‫وكان أم ًار ضرورّيًا‪.‬‬

‫إلّ أّن بولس قال أّن العهد القديم فاٍن مقارنة مع العهد الجديد‪ .‬في الحقيقة ‪ ،‬ل مجد للعهد‬

‫القديم نهائّيًا مقارنة مع مجد العهد الجديد )كورنثوس الثانية ‪ .(10 :3‬فقد أصبح بعبارات كاتب‬

‫الرسالة إلى العبرانيين "قريب من الضمحلل" )عبرانين ‪ .(13 :8‬فقد صلب المسيح الشريعة بنفسه‬ ‫مع قوانينها ووصاياها )كولوسي ‪ .(14 :2‬وهنا تخفق مقارنتي الصغيرة‪ .‬لماذا؟ لّنه مهما عظم‬

‫الفرق بين مجد الفطر والنجوم ‪ ،‬فحجم الفرق بين العهد القديم والعهد الجديد أعظم بكثير‪ .‬فأحدهما‬

‫ق وحّي ‪ ،،‬هو حقيقة البدّية‬ ‫كان مؤقتًا "شبه السماويات وظّلها‪) "...‬عبرانيين ‪ ، (5 :8‬والخر هو ح ّ‬ ‫والمجد‪.‬‬ ‫س والحساس‬ ‫الح ّ‬

‫‪18‬‬


‫كانت العبادة في العهد القديم ‪ ،‬وخاصة العبادة المتمركزة في المعبد والهيكل ‪ ،‬أمر غنّي ‪،،‬‬

‫ي ودموي‪ .‬فهو يشغل الحواس الخمس‪ :‬العطر واللوان والقماش والجراس واللحم‬ ‫جميل سر ّ‬ ‫ص ف‪،،‬قوا ويقفوا ويرقصوا‬ ‫والعشاب المّرة‪ .‬وكانيطلب من المتعّبدين أن يرفعوا اليدي وأن يجثو وي ّ‬ ‫ويصرخوا‪ .‬كان يتّم قياس الغراض ووزنها وعّد ه‪،‬ا ووضع علمة عليها‪ .‬وكان يتّم دهن الجساد‬

‫ش الدم‪ .‬ويجب أن يبنى المعبد على أيدي‬ ‫وغسلها وحلقها‪ .‬وتسّلم الحيوانات وتد ّ‬ ‫ق أعناقها‪ .‬ويتّم ر ّ‬ ‫أكثر فّناني إسرائيل موهبًة‪ .‬فقد ملهم ال بروحه ليعطيهم هذه المهارة‪ .‬فقد كان كّل العمال‬

‫محترفون‪ .‬بما فيهم من كان يمزج زيت المسح ‪" ،‬عطر عطا ٍرة "‪) ،‬خروج ‪ .(25 :30‬فقد كان كّل‬ ‫شيء في المعبد حتى آخر تفصيل ‪ ،‬مصنوع بدّقة وكمال‪ .‬السبب؟ لّنه كان نسخة عن المعبد‬ ‫العظيم والكامل في البدّية ‪" ،‬غير مصنوع بيٍد " ‪) ،‬كورنثوس الثانية ‪ (1 :5‬و"لم يدخل إلى أقداس‬ ‫مصنوعة بأيدي‪) "...‬عبرانيين ‪.(24 :9‬‬

‫لقد كان لباس رئيس الكهنة في العهد القديم ‪ ،‬أي القمي‪.‬ص والمنطقة والرداء وزّنار الرداء‬

‫والتاج ‪ ،‬يكّر س‪،‬بالدم والزيت‪ .‬ول يمكن تمزيقه أبدًا‪ .‬ويجب أن ل يتعّر ق‪،‬في هذا اللباس لذا كان يلبس‬

‫الحرير من تحته‪ .‬ويجب أن ل يظهر أي جزء من جلده‪ .‬والتاج الموضوع على رأسه كان مقّد س‪ً،‬ا‬

‫ب قدوس" إوالّ ل يمكن قبول العطايا‪ .‬وقد كانت تعّلق على قميصه أجراس‬ ‫ومكتوب عليه "الر ّ‬ ‫صغيرة متساوية البعد إوان لم يسمع أي صوت عندما يدخل إلى المعبد ‪ ،‬يموت‪ .‬فالخدمة في المعبد‬ ‫أو الهيكل كانت مقّد س‪،‬ة لدرجة أّنه إن ُو ل‪،،‬د أحد السرائليين من زواج غريب ‪ ،‬ل يسمح لحد من‬ ‫العائلة أن يخدم في الهيكل لحّد الجيل العاشر‪ .‬كما أّنه يجب أن ل يوجد أي عيب جسدي في‬ ‫الكهنة‪.‬‬

‫ق من الحياة في الهيكل مقّد س‪ ،‬لدى ال‪ .‬فقد كان الدم في كّل مكان وفي كّل شيء‪.‬‬ ‫كّل ش ّ‬

‫وكان الدّم يسفك لتطهير المّن حتى! لقد كان غبار المعبد مقّد س‪ً،‬ا‪ .‬إوان كانت أحد الزوجات مّتهمة‬ ‫بالزنى ‪ ،‬يأخذ الكاهن بعضًا من هذا الغبار ويخلطه بالماء وُتجبر الزوجة على شربه لتحديد تورطها‬

‫طق"‬ ‫أو براءتها )إق أر عدد ‪ .(5‬وقد اختار ال الزينة فيه بما فيه اللون والمواد‪ .‬فقد كان كّل شيء "من ّ‬ ‫)لويين ‪ .(7 :8‬فسواء كنا نتكّلم عن الساس والمواد أو طريقة التعامل مع الوعية ‪ ،‬فكّل شيء‬

‫يتعّلق بالمعبد يجب أن يتّم بقّد ا‪،‬سة ال‪.‬‬

‫لحماية هذه الّم ة‪ ،‬من تأثير الوثنيين والتأّك د‪ ،‬أن العبادة والتكريس لم يمسا بأّية طريقة ‪ ،‬أرادهم‬

‫ال أن يقتلوا كّل نفس حّية في المم التي كانوا يجتاحونها‪ .‬يجب أن ل تتلّو ث‪،‬إسرائيل بالعالم )تثنية‬ ‫‪.(18-16 :20‬‬

‫عندما كان موسى على جبل سيناء ‪ ،‬أعطاه ال الشريعة بما فيها معايير وطرق العبادة‪ .‬لقد‬ ‫كان موحى بها من ال ومقّد س‪،‬ة لديه‪ .‬فأية أمة أخرى حصلت على مثل هذه الشريعة الرائعة‬

‫‪19‬‬


‫ي شعب آخر حصل على مكان رائع كهذا للتعّبد للهه )ملوك الولى‬ ‫والمقّد س‪،‬ة )تثنية ‪(8-7 :4‬؟ وأ ّ‬ ‫‪.(8‬‬

‫كهنوت ملوكي‬ ‫لقد كان الكهنوت عطية وشرف ُم ع‪،‬طى من ال لعشيرة اللويين ولهم فقط‪ .‬ومن هذه‬

‫العداد ‪ ،‬وحدهم أولد هارون يخدمون في الهيكل‪ .‬وقد تكون هذه المجموعة ممّيزة من الرجال‬ ‫ولكّنهم كانوا يقومون بأخطر العمال على الطلق‪ .‬إذ يجب أن يكون كّل شيء "دقيقًا"‬

‫و"متشابهًا"‪ .‬كان عليهم أن "يتأّك د‪،‬وا" وأن يكونوا "حذرين جّد اً‪ ."،‬ويجب أن ل "يغفلوا" ول "للحظة‬ ‫واحدة"‪ .‬وقد أوصاهم أن "ل يلمسوا" و"ل ينظروا"‪:‬و"ل يشّم و‪،‬ا"‪ .‬لم تكن هذه مزحة من عند ال! لقد‬

‫صّم م‪ ،‬الروح القدس المعبد والهيكل بهدف إظهار لنا المور التي ستحصل في المستقبل‪ .‬يجب أن‬ ‫نحترم الهيكل‪.‬‬

‫ونحن كأشخا‪.‬ص يعيشون في القرن الحادي عشر ‪ ،‬غالبًا ما نميل إلى تسريع الطرق‬

‫الموجودة في سفر اللويين من دون أن نهتم لمر الذبائح في القدم‪ .‬ولكن لو كّنا كهنة آنذاك ‪ ،‬كان‬

‫علينا أن نحفظ هذه القوانين إوان لم نفعل نعّر ض‪،‬حياتنا للخطر‪ .‬وخلل الربعين سنة في البرّية ‪،‬‬ ‫التي كان يخدم فيها اللويون في المعبد ‪ ،‬كان هناك خطر يداهمهم دائمًا وهو ارتكاب خطأ ما ولو‬

‫ببحر الصدفة‪ .‬وكان عليهم أن يّتخذوا إجراءات مشّد د‪،‬ة للحماية من هذه الخطاء )إق أر عدد ‪:1‬‬ ‫ل ونها ًرا‪ .‬وكانوا‬ ‫‪ .(20-17 ، 15 ، 6-4 :4 ، 10 :3 ، 53-50‬لقد كان الكهنة يخدمون لي ً‬

‫يحافظون على البخور مشتعل دائمًا ويحافظون على الخبز طازجًا‪ .‬وحافظوا على الوعية‬

‫المقّد س‪،‬ة‪ -‬من دون ذكر أّنهم كانوا يقّد م‪،‬ون الذبائح لخطايا الناس كما أّنهم كانوا يقيمون الحتفلت‬ ‫والمأدبات‪ .‬لقد كانوا يقتلون الحيوانات ويفصلون أعضاؤهم ويغسلون بالدّم من أجل خطاياهم‬ ‫وخطايا الشعب‪ .‬ومّرةفي السنة ‪ ،‬مّرةواحدة فقط ‪ ،‬في يوم التكفير ‪ ،‬يستطيع رئيس الكهنة أن يدخل‬

‫طي مقعد الرحمة لكي ل تراه أعينهم‬ ‫إلى قدس القداس‪ .‬وحتى في ذلك الوقت ‪ ،‬كان البخور يغ ّ‬

‫البشرّية وكانوا يرشون الدماء‪ .‬كان المر بسيطًا‪ :‬الدخول ومن ثم الخروج‪.‬‬ ‫يشعب مطيع‬

‫ظمة بهذا الشكل فحسب بل كانت كذلك حياة الناس أيضًا‪ .‬فقد كان‬ ‫لم تكن حياة الكاهن من ّ‬

‫كّل شيء دقيقًا جّد اً‪ .،‬فإن كنت ل تستطيع أن تدفع ثمن خروف عندها تعطي حمامًة )إق أر عن ولدة‬ ‫يسوع في لوقا ‪ .(24-22 :2‬إوان كنت ل تستطيع أن تعطي طائ اًر تعطي عندها بزور‪ .‬وحتى في‬

‫هذه ‪ ،‬كان هناك قوانين متعّد د‪،‬ة تحّد د‪ ،‬طريقة تقديمها استنادًا على كونها مشوية أو مطبوخة‪ .‬لقد كان‬

‫ال جّد ي‪ً،‬ا فيما يتعّلق بقدسه ومجد اسمه‪ .‬كان على الناس أن يحترموه وأن يكرموه‪ .‬وعقوبة عدم‬

‫‪20‬‬


‫العمل بهذه القوانين – الرجم أو الحرق أو الدفن حّي أو الطعن‪ -‬موجودة في الكتاب المقّد س‪.،‬‬ ‫وبعبارات أخرى "ل تقترب إوالّ تموت‪".‬‬

‫وكما ذكرنا سابقًا ‪ ،‬إن لم تسمع الجراس على ثوب الكاهن عندما يدخل إلى قدس القداس‬

‫يموت )خروج ‪ .(35 :28‬يستطيع المتعّبدين أن يجتمعوا للصلة وتقديم الذبائح في قاعات الهيكل‬ ‫وهناك كانوا يرنمون المزامير ويشاهدون ذبائحهم تقّد م‪ ،‬إلى ال على المذبح العظيم‪ .‬ولكن إن حاول‬

‫ض ر‪،‬‬ ‫أحد غير الكهنة اللويين )أو أحد قادة العبادة الذي اختاره ال( دخول الهيكل ‪ ،‬يموت‪ .‬إوان ح ّ‬ ‫الرجال والنساء بخورهم الخا‪.‬ص أو زيت المسح بالمقادير والمكونات عينها المستعملة في الزيت‬

‫المقّد س‪ ، ،‬بغرض شم الرائحة الذكّية ‪ ،‬يقطعون من شعب إسرائيل‪ .‬إوان لم تغسل الجساد يموتون‪.‬‬ ‫ب ‪، ،‬يموتون‪.‬‬ ‫إوان تجّد ف‪ ،‬على اسم الر ّ‬

‫قداسة تابوت العهد‬ ‫وكان التابوت موجودًا في قدس القداس في قلب الهيكل وهو كان رم ًاز لوجود ال المباشر‬

‫مع شعبه‪ .‬ويصف الكتاب المقّد س‪ ،‬تابوت العهد على أّنه "عّزه" و"جلله" )مزمور‪ .(61 :78‬إوان‬ ‫لمست يّد النسان التابوت ‪ ،‬كانت العقوبة الموت على الفور‪ .‬لذلك كانت الخشاب موثوقة دائمًا‬

‫بالتابوت لتفاجي هذا النوع من الحوادث‪ .‬وعندما يحمل التابوت ‪ ،‬كان على السرائليين أن يبقوا على‬ ‫بعد ألف متر‪ .‬إوان نظر أحدهم إلى قدس القداس من وراء الكاهن ‪ ،‬يموت‪ .‬إوان لم يكن الدم‬ ‫موجودًا على الكاهن عندما يدخل قدس القداس ‪ ،‬يموت هو أيضًا‪.‬‬

‫ول حاجة إلى القول ‪ ،‬أّنه عندما يستولي العداء على التابوت ‪ ،‬كان يدفعون ثمن ذلك‬

‫ل التابوت ‪ ،‬سحق ال إلههم داغون ورماه على الرض ولعنهم‬ ‫باهظًا‪ .‬فعندما أخذ الفلسطينيون مث ً‬ ‫ال بدمامل موجعة‪ .‬وعندما أعادوه على ثور لرضاء إله اليهود ‪ ،‬تسلّل سبعون رجل إلى الداخل ‪،‬‬

‫وماذا حصل؟ ماتوا جميعًا )صموئيل الولى ‪ .(19 :6‬في الحقيقة بعد خمس مئة سنة على إعطاء‬

‫شريعة لمن يحق لمس التابوت وكيف ‪ ،‬لسمه أحدهم ‪ ،‬وماذا حصل؟ مات‪.‬‬

‫وسبب تعقيد العبادة في العهد القديم وجّد ي‪،‬تها هو إحداث حّس من الخشوع لشخ‪.‬ص ال‬

‫وعلقة السرائيليين به‪ .‬لقد كانت ميزة من الطراز الّو ل‪ .،،‬أي أّم ة‪ ،‬أخرى حفظت كاملة من وسط أّم ة‪،‬‬ ‫أخرى؟ أي أّم ة‪ ،‬أخرى حصلت على مثل هذه الشريعة العظيمة؟ أية أّم ة‪ ،‬أخرى كان لها إله قريب‬

‫منها؟ )إق أر تثنية ‪.(8-7 :4‬‬

‫ما هو سبب هذا النوع من الساليب؟ لسباب عديدة‪ .‬يجب أن ل يكون أبناء ال كسولين أو‬ ‫متخاذلين في عبادتهم‪ .‬فقد كانوا أّم ة‪ ،‬مقّد س‪،‬ة‪ .‬فما من أّم ة‪ ،‬حصلت على ما حصل عليه‬ ‫السرائيليون‪ .‬فقد أوصاهم ال أن يحفظوا جميع الوصايا‪ :‬التعّلم والطاعة والحفظ والتعليم والدراسة‬

‫والسرد والحفظ‪ .‬مّرةبعد مّرة ‪،‬وخاصة في سفر تثنية ‪ ،‬أظهر ال أّنه هناك فرق كبير بين شعبه وبين‬ ‫‪21‬‬


‫شخصه ‪ ،‬وبينه وبين آلهة المم الخرى‪ .‬وكان يظهر أّنه يبحث عن العبادة وأّننا بحاجة إلى العبادة‬

‫وأّن الحياة في الدم وأّن شعبه هو كنزه وأّن للعبادة ثمن وأّن ال كبير في العظمة ول يستهان به وأّن‬ ‫كّل شيء متعّلق بال هو مقّد س‪ ،‬وأّن التقدمات التي تقّد م‪ ،‬له يجب أن تكون مقّد س‪،‬ة‪ .‬وقد كان بالفعل‬ ‫عهد مجد ‪ ،‬عهد مجد عظيم‪ .‬ولكّنه كان أيضًا عهد موت ول قّوة فيه لتخلي‪.‬ص أحد‪.‬‬

‫عالم جديد‬ ‫وفيما نفّك ر‪ ،‬بالعهد القديم والعهد الجديد تصبح الهّوة أكبر‪ .‬إذ نحن نعبد "بجّد ة‪ ،‬الروح ل بعتق‬ ‫الحرف" )رومية ‪ .(6 :7‬قال بولس "إذًا الناموس مقّد س‪ ،‬والوصية مقّد س‪،‬ة وعادلة وصالحة‪) ".‬رومية‬ ‫ب قد سّر من أجل بّره‪ .‬يعظمالشريعة ويكرمها‪) ".‬إشعياء ‪ .(21 :42‬إلّ‬ ‫‪ (12 :7‬وقال إشعياء "الر ّ‬

‫أّنها ظّلت خدمة تجلب الموت‪ .‬والخطأ وفقًا لكاتب الرسالة إلى العبرانيين ليس في الشريعة بل في‬

‫الشعب الذي لم يستطع أن يحفظ الشريعة‪ .‬وكان هنالك حاجة إلى عهد جديد ‪ ،‬عهد أفضل وطريقة‬ ‫أفضل ‪" ،‬طريقًا‪...‬حديثًا حّيًا‪) "...‬عبرانيين ‪ (20 :10‬من خلل الروح ومن خلل دم المسيح‪.‬‬ ‫لقد تغّير كّل شيء في العهد الجديد وأصبح أغنى وأعمق وذو معنى أكبر‪ .‬فقد حصلنا الن‬ ‫على دم يسوع المسيح‪ .‬فيسوع الن هو رئيس كهنتنا وقد دخل إلى المعبد الحقيقي في السماويات‬

‫الذي لم يصنع بأيدي البشر‪ .‬والن يستطيع الجميع أن يدخل إلى قدس القداس من خلل حجاب‬ ‫جسد يسوع المسيح الذي ُبذل من أجلنا )عبرانيين ‪ .(20 :10‬يا لها من ميزة! يا لها من معجزة! يا‬ ‫لها من مسؤولية مقّد س‪،‬ة!‬

‫ويجب أن يحدث فينا العهد العظم ‪ ،‬عبادة أعظم وأمجد‪ .‬فالعهد الفضل يجب أن يحدث‬

‫عبادة أفضل‪ .‬والدم المقّد س‪ ،‬يدعو إلى تضحية أعمق‪ .‬والعهد الحّي يعني ترنيم فيه حياة أكثر‪.‬‬ ‫والعهد الذي يعطي الرحمة والسلم يحدث فينا عطش لن نكون مع ال‪ .‬عبادة أفضل وأفضل‬ ‫ي "‪،‬‬ ‫وأغنى‪ -‬ليس من القانون أو الشريعة ‪ ،‬من دم الثيران بل بالح ّ‬ ‫ق والروح ‪" ،‬بدم العهد البد ّ‬

‫)عبرانيين ‪ .(20 :13‬كما يقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين ‪،‬‬

‫"لّنكم لم تأتوا إلى جبل ملموس مضطرم بالنّار إوالى ضباب وظلم وزوبعة‬

‫وهتاف بوق وصوت كلمات استعفى الذين سمعوه من أن تزاد لهم كلمة‪ .‬لّنهم‬ ‫لم يحتملوا ما أمر به إوان مّس ت‪ ،‬الجبل بهيمة ترجم أو ترمى بسهم‪ .‬وكان‬ ‫المنظر هكذا مخيفًا حتى قال موسى أنا مرتعب ومرتعد‪ .‬بل قد أتيتم إلى حبل‬

‫صهيون إوالى مدينة ال الحّي أورشليم السماوّية إوالى ربوات هم محفل ملئكة‬ ‫وكنيسة أبكار مكتوبين في السموات إوالى ال دّيان الجميع إوالى أرواح أحرار‬

‫مكّم ل‪،‬ين إوالى وسيط العهد الجديد يسوع إوالى دم رّش يتكّلم أفضل من هابيل‬

‫‪22‬‬


‫انظروا أن ل تستعفوا من المتكّلم‪ .‬لّنه إن كان أولئك لم ينجوا إذ استعفوا من‬

‫المتكّلم على الرض فبالولى جّد اً‪ ،‬ل ننجو نحن المرتّد ي‪،‬ن عن الذي من السماء‬

‫ل إّني‪ ،‬مرة أيضًا أزلزل‬ ‫الذي صوته زعزع الرض حينئذ وأّم ا‪ ،‬الن فقد وعد قائ ً‬ ‫ل الرض فقط بل السماء أيضًا‪ .‬فقوله مّرةأيضًا يدّل على تغيير الشياء‬

‫المتزعزعة كمصنوعة لكي تبقى التي ل تتزعزع‪ .‬لذلك ونحن قابلون ملكوتًا ل‬ ‫يتزعزع ليكن عندنا شكر به نخدم ال خدمة مرضية بخشوع وتقوى‪ .‬لّن إلهنا‬

‫نار آكلة" )عبرانيين ‪(29-18 :12‬‬

‫‪23‬‬


‫ال لمه الذي نعبد‬

‫‪24‬‬


‫أن نكون منشغلين كّليًا بمجد ال هو الشغف المستحوذ على المتعّبدين الحقيقيين الذي يعيشون لتمجيد اسم‬ ‫ال‪.‬‬

‫جون ماكآرثر ‪ ،‬جونيور‬ ‫أنا ل أجد مسيحيين ما عدا المدفن الديماسي ‪ ،‬لديهم شعور بما يكفي ومتيقظين للظروف من حولهم‪ .‬هل‬

‫ي كلمة‬ ‫لدى أحدكم أّية فكرة ما هو نوع القّوة التي بين يدينا والتي ل ندركها؟ أو كما أعتقد التي ل نؤمن بأ ّ‬

‫منها؟ فالكنائس هي أولد تلعب على الرض بمواد كيميائّية ويخلطون مواد متفّج رة‪ ،‬لقتل صباح الحد‪...‬‬

‫فمن الجنون أن تعتمر السيدات القبعات المزّينة للحضور إلى الكنيسة بينما علينا أن نلبس الخوذات‪ .‬ويجب‬

‫أن يستخدم الوصيل مواد حافظة للحياة إواشارات ‪ ،‬إذ عليه أن يشّد ن‪،‬ا إلى مقاعدنا‪.‬‬

‫آني ديلر‬

‫نحن نأتي من العالم ونبحث طوعًا عن الحقيقة بأعمق مستوياتها من خلل التعّر ف‪،‬إلى ال ومن خلل‬ ‫يسوع المسيح والتجاوب مع دعوته‪.‬‬

‫جيمس وايت‬

‫‪25‬‬


‫‪4‬‬

‫المقابلة‬ ‫"وخاف وقال ما أرهب هذا المكان‪ .‬ما هذا إلّ بيت ال وهذا باب السماء‪".‬‬

‫)تكوين ‪(17 :28‬‬

‫"فقلت ويٌل لي إّني‪ ،‬هلكت لّني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعٍب‬ ‫ب الجنود‪) ".‬إشعياء ‪(5 :6‬‬ ‫نجس الشفتين لّن عينّي قد رأتا الملك ر ّ‬

‫تنبع العبادة الحقيقّية من مقابلة ال‪ .‬فنحن نرى ال في العبادة من خلل أعين قلوبنا‪ .‬فنرى‬

‫ونتذّو ق ‪،‬أن ال جّيد ونتجاوب من خلل هذه الرؤيا‪ .‬فال حول شعبه كما "أورشليم الجبال حولها"‬

‫طي وشاح أعيننا لكي ل نرى‬ ‫طي السحاب قمة الجبل كذلك يغ ّ‬ ‫)مزمور ‪ .(2 :125‬ولكن كما يغ ّ‬

‫مجده‪ .‬هو موجود ولكن محجوب عن نظرنا‪.‬‬

‫ويسّج ل‪ ،‬الكتاب المقّد س‪ ،‬مّراتعديدة أزال فيها ال حجاب الحرير لبرهة وأظهر طرف من‬

‫مجده وقّو ت‪،،‬ه للنسان‪ .‬وفي كّل مّرةفعل ذلك ‪ ،‬كانت المقابلة عظيمة‪ -‬إن لم تكن مرعبة‪ .‬وفي كّل‬ ‫مّرةقابل فيها النسان ال ‪ ،‬لم يكن هناك حاجة إلى الحث؛ إذ كان المؤمنون يجثون من تلقاء أنفسهم‬ ‫إذ يغلبهم الخشوع‪) .‬إق أر كورنثوس الولى ‪.(25 :14‬‬

‫وفي كّل من هذه المّرات ‪،‬كان النسان يسقط أمام ال‪ .‬عندما جّد ف‪ ،‬بلشاصر على ال‬

‫مستخدمًا آنية الهيكل ليشرب فيها الخمر من أجل آلهته ‪ ،‬ظهرت أصابع يد إنسان وكتبت على‬

‫الحائط‪ .‬عند ذلك تغّيرت هيئة الملك وانحّلت خرز حقويه وسقطت ركبتيه )دانيال ‪ .(6 :5‬وكان‬

‫إشعياء قد "هلك" وذهل تمامًا عندما راى قدوس إسرائيل )إشعياء ‪ .(5 :6‬وبعدما رأى رؤى من عند‬ ‫ل ومرتعشًا )حزقيال ‪ .(15 :3 ، 1:1‬كما خاف‬ ‫ال ‪ ،‬جلس حزقيال على ضفة نهر خابور مذهو ً‬

‫دانيال وخّر على وجهه )دانيال ‪ .(27 ، 17 :8‬أما أيوب فأغلق فاه وقال ‪" ،‬قد طرحني في الوحل‬

‫فأشبهت التراب والرماد" )أيوب ‪ .(19 :30‬أما الحراس على قبر يسوع ‪" ،‬ارتعد الحّراس‪ ...‬وصاروا‬ ‫ت عند رجليه‬ ‫كأمواٍت " ‪) ، ،‬متى‪ (4 :28‬وقال الرسول يوحنا بعد أن رأى مجد يسوع المسيح "سقط ُ‬ ‫كميٍت ‪) "..،، .‬رؤيايوحنا ‪.(17 :1‬‬ ‫أن نرى ال وجهًا لوجه يعني الموت‪ .‬وقد قيل لموسى الذي أراد أن يرى مجد ال ‪ ،‬ما يلي‪:‬‬ ‫ب هوذا‬ ‫"وقال ل تقدر أن ترى وجهي‪ .‬لن النسان ل يراني ويعيش‪ .‬وقال الر ّ‬

‫عندي مكاٌن ‪ ، .‬فتقف على الصخرة‪ .‬ويكون متى اجتاز مجدي أّني أضعك في‬

‫‪26‬‬


‫نقرٍة من الصخرة وأسترك بيدي حتى أجتاز‪ .‬ثم أرفع يدي فتنظر ورائي‪ .‬وأما‬

‫وجهي فل ُيرى" )خروج ‪(23-20 :33‬‬

‫ب ‪) "..،،.‬مزمور ‪ .(5 :97‬والسماء‬ ‫وفي لغة الشعر "ذابت الجبال مثل الشمع قّد ا‪،‬م الر ّ‬ ‫والرض تهرب من وجهه لّنه "لم يوجد لهما موضٌع‪) ".‬رؤيا ‪ .(11 :20‬وعندما يحين يوم الدينونة ‪،‬‬

‫ب )تسالونيكي الثانية ‪ .(8 :2‬وسيصرخ الرجال لكي تسقط‬ ‫سيضمحل الشّر عند رؤية مجد الر ّ‬

‫عليهم الجبال ليهربوا من "عن غضب الخروف" )رؤيا ‪ .(16 :6‬ولكن لن يكون هناك جبال لتسقط‬ ‫عليهم لّن جميعها ستذوب وستهرب‪.‬‬

‫دخول حضرته‬ ‫وبالتأكيد ل يكون إظهار ال لشخصه مرعبًا دائمًا‪ .‬إلّ أّنه اليوم ما زال الله العظيم فهو لم‬

‫يتغّير ولم يتبّد ل‪..." -،‬معت ًاز في القداسة‪ .‬مخوفًا بالتسابيح‪ .‬صانعًا عجائب‪) ".‬خروج ‪.(11 :15‬‬ ‫فهو مازال حقيقياً وقريبًا‪.‬‬ ‫وبالرغم من أّن ال موجود في كّل مكان وهو يمل الكون إلّ أّن عبادته هي لقاءًا مهوبًا‬

‫وممّي ًاز من الوقوف في حضرته‪ -‬في مكان وزمان محّد د‪،‬ان‪ .‬علينا أن نذكر أّنه كان على إسرائيل‬ ‫أن "تحضر" أمام ال ‪ ،‬و" تجتمع كرجل واحد" أمامه ‪ ،‬وأن تجتمع أمام خيمة الجتماع ‪" ،‬لتأكل في‬ ‫حضرته" في الحتفالت والمآدب وأن "تدخل إلى حضرته بمدح"‪ .‬وعندما نعبد ال معًا اليوم ‪ ،‬نحن‬

‫نكّر س‪،‬حدث محّد د‪ ،‬الزمان والمكان لنجتمع أمام السرمدي والكّلي الوجود‪.‬‬

‫لقد عّلمنا يسوع "أّنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلثة باسمي فهناك أكون في وسطهم" )متى‬

‫‪ .(20 :18‬هو دائمًا معنا إلّ أّن هذا العلن يشير إلى وجوده بمعنى مختلف‪ .‬وقد أشار بولس‬

‫إلى هذا المر عندما كتب ما يلي في رسالته إلى أهل كورنثوس‪" :‬باسم رّبنا يسوع المسيح إذ أنتم‬

‫وروحي مجتمعون مع قّوة رّبنا يسوع المسيح" )كورنثوس الولى ‪ .(4 :5‬وكل هذه اليات تشير إلى‬

‫وجود يسوع معنا لعمل معّين من إدانة الكنائس وتأديبها ‪ ،‬وهي تظهر أّنه "موجود" بشكل خا‪.‬ص‬ ‫ب ما يلي‪" :‬لّن الذي يأكل‬ ‫عندما نجتمع معًا كجسد‪ .‬وكتب بولس بعد ذلك بخصو‪.‬ص عشاء الر ّ‬

‫ب " ‪) ،‬كورنثوس الولى ‪:11‬‬ ‫ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونًة لنفسه غير ممّيز جسد الر ّ‬

‫ب‬ ‫ب وأّن الر ّ‬ ‫ب وأّننا جزء من عشاء الر ّ‬ ‫‪ .(29‬علينا أن نذكر كّل يوم أحد أّن هذا اليوم هو يوم الر ّ‬ ‫في وسطنا بقّوة وتمّيز‪ .‬فهو يتنقل بين الضواء والكنائس بأعين تلمع وتخترق حياة الشركة وتفح‪.‬ص‬ ‫قلوبنا وأذهاننا مباركة أبناء برنابا ولعنًة أبناء حنانيا )أعمال الرسل ‪ ، 5-4‬رؤيا ‪.(3-2‬‬

‫‪27‬‬


‫وتولد العبادة من هذا النوع من اللقاء ومن إدراك ووعي لوجود ال في وسطنا‪ .‬يظهر ال‬ ‫نفسه لنا ونحن نستجيب لهذه الرؤيا‪ .‬وقد نستجيب لمحّبته وصليبه وخلقه وسيادته ولعمله من أجلنا‪.‬‬

‫ب قّد و‪،‬سكم خالق إسرائيل ملككم" )إشعياء ‪.(15 :43‬‬ ‫فهو "الكائن" المشاهد الوحيد‪" .‬أنا الر ّ‬

‫وكّلما زاد إدراكنا لوجود ال في وسطنا تصبح عبادتنا أكثر حقيقة وغنى ‪ .‬ونحن إن ل نعي‬

‫ال في صلتنا وترنيمنا وكسر الخبز فنحن ل نتعّبد على الطلق ‪ ،‬بل نصّلي لنفسنا أو بكّل‬ ‫بساطة "تتكّلمون في الهواء" )كورنثوس الولى ‪ .(9 :14‬ونحن إن لم نِع أن ال موجود ‪ ،‬ل نجثو في‬ ‫العبادة بل نتكّلم في الهواء فقط‪ .‬إوان فشلنا في فهم من يدعونا إلى التضحية ‪ ،‬فنحن ل نعطي هذا‬

‫المال إلى ال بل إلى الصحن الموضوع فيه‪ .‬تخّي ل‪ ،‬زوج في موعد لهم وهم يتحّد ث‪،‬ون‪ .‬أل يبدو لك‬ ‫غريبًا أن ل ينظروا أبدًا إلى بعضهم البعض وأن ينظروا من حولهم فيما هم يتكّلمون؟ ومن السهل‬

‫أن تصل عبادتنا إلى هذا المستوى إن لم نرّك ز‪ ،‬على حقيقة وجود ال‪ -‬ليس فقط بيننا بل في وسطنا‬

‫أيضًا‪.‬‬

‫وأنا لن أنسى أبدًا المحادثة التي حصلت بيني وبين مارتين بينتلي منذ حوالي ثمانية عشر‬

‫سنة‪ .‬لقد قال لي كما لو كان يدلي بالوصية الحادية عشر أو كما لو كان موسى بنفسه ‪" ،‬ل تدفن‬

‫ملئكتك يا هنري‪ ".‬يا لها من فكرة! ونحن في الحقيقة أتينا إلى "ربوات هم محفل ملئكة" )عبرانيين‬ ‫‪ (22 :12‬وهم فرحين لنهم واقفون في حضرة ال )متى ‪ .(10 :18‬ونحن ندفن ملئكتنا بالفعل‬ ‫عندما نحيا حياة يأس ولكن أسوأ من ذلك قد نحرجهم عندما نقّد م‪ ،‬عبادة ناقصة غير نابعة من القلب‪.‬‬

‫لماذا؟ لّننا نتمّتع بميزة علقة مع ال التي يصبو إليها الملئكة أيضًا‪ .‬فنحن عروس المسيح ‪ ،‬زوجة‬ ‫الخروف ‪ ،‬سبب هذا الكون والملئكة تخدمنا‪ .‬هم يرون أشياء ل نراها نحن ولكن نحن نملك شيء‬

‫هم يتمّنون أن يحصلون عليه )بطرس الولى ‪ .(12 :1‬هل يمكن أن يكون المدعوون متحّم س‪،‬ين‬

‫أكثر من العروس نفسها؟ صعب جّد اً‪ .،‬إلّ أّنه يمكن لهذا المر أن يحصل عندما نكتفي بمجرد‬ ‫القدوم إلى الكنيسة بدل من لقاء ال‪.‬‬

‫العبادة هي اللحظة المقّد س‪،‬ة في حياة النسان التي "يجتاح فيها ال روح النسان" )اقتباسًا‬

‫من جملة ر‪.‬سيز سبرول‪ .‬لذلك كانت عبادة داود غنّية لهذه الدرجة‪ .‬إق أر المزامير ولحظ كيف كان‬

‫ال مباش ًار مع داود‪ .‬لقد كان هذا الخير ملتزمًا تمامًا ‪ ،‬يستعيد ويتذّك ر‪ ،‬ويفرح‪ -‬لّنه "عاين" إلهه‬ ‫ق من حياته‪ .‬هذا هو نوع العبادة التي علينا أن نجتهد لنحصل عليها بكّل كياننا‪.‬‬ ‫بوضوح في كّل ش ّ‬

‫فال موجود بقربنا ودعوته أكيدة‪..." :‬أفغر فاك فأمله‪) ".‬مزمور ‪" ، (10 :81‬كفّوا واعلموا أّني أنا‬ ‫ال‪) ".‬مزمور ‪" ، (10 :46‬اخلع حذاءك من رجليك" )خروج ‪..." ، (5 :3‬أحني ركبتي لدى أبي‬

‫رّبنا‪) "...‬أفسس ‪..." ، (14 :3‬فاستعد للقاء إلهك‪) "...‬عاموس ‪" ، (12 :4‬ادخلوا أبوابه بحمد دياره"‬ ‫)مزمور ‪" ، (4 :100‬تقّد س‪،‬وا‪) "...‬يشوع ‪.(5 :3‬‬

‫‪28‬‬


‫عندما نسمح ل بأن يدخل إلى هذا الحّد في حياتناونصّلي بالروح ونعبد بالروح ونرنم ترانيم‬

‫روحّية بكلمات روحّية‪ .‬ومن ثم يتمّج د‪ ،‬ال فينا لّننا مكتفين به‪ .‬فنحن مغّلفين ومملوئين بحضرته‪.‬‬ ‫ب ‪ ، .‬وهناك نتذّو ق‪،‬سّره‬ ‫فقد أتينا إلى نوره العظيم ونحن نعلن مجده كّليُا‪ .‬وهكذا نتقّد م‪ ،‬أمام عرش الر ّ‬ ‫ونلمس عظمته‪.‬‬

‫في بيت ال هذا ‪ ،‬نحن نعاين قّوة ال ومجده ونحتفل بمحّبته‪ .‬وهو يجدنا هنا إذ هو يطلب‬ ‫عبادتنا‪ .‬ويوقظنا هنا الله الحّي ويحملنا الحبيب ‪ ،‬يوقظنا خالقنا ويحضننا ويرفعنا ويقّب ل‪،‬نا الب ‪،‬‬

‫أبانا‪ .‬ونحن محمّيين هنا بوجوده ومحاطين بترانيم النجاة )مزمور ‪ .(7 :32‬ونحن بأمان هنا في هذا‬

‫المكان المقّد س‪ ،‬وتجد قلوبنا القّوة والراحة‪ .‬وهذا السلم والراحة ليسا فقط تعبير عن العبادة بل هي‬

‫ل وتفيض من لقائنا مع ال‪.‬‬ ‫تجلب أيضًا لّذ ة‪ ،‬كبيرة ل‪ .‬فالعبادة تنبع أّو ً‬ ‫إدراك أعمق‬

‫ب الجنود عندما تقّد م‪ ،‬عبادتك‪.‬‬ ‫إن كنت مثلي ‪ ،‬فأنت تنسى مّرةبعد مّرةأّنك أنت في حضرة ر ّ‬

‫وقد تنسى هذا المر مرات كثيرة‪ .‬وللسف ‪ ،‬ل أستطيع أن أعّد المّراتالتي أتيت فيها إلى اجتماع‬

‫عبادة في الكنيسة ورّنمت ليسوع واشتركت بكسر الخبز وتمّتعت بحياة الشراكة وأعطيت للمحتاجين‬ ‫وقرأت وصليت باسم يسوع المسيح ‪ ،‬ولّك ن‪،‬ي كنت غير مدرك لوجود ال في وسطنا‪ .‬ليس أّنني كنت‬

‫أفّك ر‪ ،‬بالرياضة والحذية أو ألوان الستائر )بالرغم من أّنني قمت بذلك في بعض المرات( ‪ ،‬ولكن في‬

‫العمق على المستوى الجوهري ‪ ،‬كنت مشوشًا أو غير مركز أو أمسك بزمام المور‪ .‬وهذا نوع من‬ ‫عدم الخشوع وحتى نوع من عدم اليمان الذي هو ليس عبادة على الطلق‪.‬‬

‫ولسوء الحظ يمكن أن تتلّو ث‪،‬اللحظات التي نقّد م‪ ،‬فيها العبادة‪ .‬ولكن يجب أن ل يفاجؤنا‬

‫هذا المر‪ .‬نحن أشخا‪.‬ص ضعفاء وبما أّن العبادة أمر مهّم جّد ًا‪ ،‬يجب أن نتوّقع أّن الشيطان‬

‫سيحاربنا ويحاول أن يلهينا‪ .‬ومن الممكن أن تخطر في بالنا أفكار سخيفة خلل أوقات العبادة‬ ‫الحميمة أو خلل كسر الخبز ‪ ،‬أو حتى أفكار خطّية وشريرة‪ .‬وأتمنى أن ل يكون المر عادة إلّ أّنه‬ ‫يحصل‪ .‬هل تذكر أّو ل‪،‬كسر خبز حصل؟ في اللحظة التي أخذ فيها يهوذا الخبز من يسوع دخله‬

‫الشيطان )يوحنا ‪ .(27 :13‬لذلك يجب أن ل نشعر بالحباط‪ .‬فال يعلم أّننا ضعفاء وأّننا ننسى‬

‫وأّننا من التراب‪ .‬ويجب أن ل نقسى على أنفسنا عندما يحصل هذا المر بل علينا أن نستعيد بلطف‬ ‫ونذّك ر‪ ،‬أنفسنا بالمر الذي نحن جزء منه‪ -‬كلما دعت الضرورة‪ .‬وعلينا أن نعترف بصمت ونكمل‬

‫العبادة‪ .‬يجب أن ل نجلد أنفسنا‪" .‬فاثبتوا إذًا في الحّر ي‪،‬ةقد حررنا المسيح بها‪) "...‬غلطية ‪.(1 :5‬‬ ‫فهم ال‬

‫‪29‬‬


‫كيف يمكننا أن نفهم بوضوح هذا الله غير المرئي خلل العبادة الجماعّية؟ أعتقد أّن‬ ‫المفتاح الساسي هو ما نقوم به خلل الستة أيام المتبّقية‪ .‬إذ يجب أن نفهم ال بتفاصيل كّل يوم‬ ‫وليس فقط يوم الحد‪ .‬فقد كان هذا هدف ومجد شريعة إسرائيل‪.‬‬

‫وعلينا أن نصّلي كما فعل كاتب المزامير ‪" ،‬اكشف عن عّيني فأرى عجائب من شريعتك"‬

‫)مزمور ‪ .(18 :119‬وسفر لويين ليس بقراءة ممّلة بل هو يتضمن عظمة ال وتكريسه‪ .‬فهو‬

‫يحتوي على أمور "رائعة"‪ .‬كما أّن طقوس المعبد ليست أقرا‪.‬ص منّو م‪،،‬ة بل هي كنز إن فتحنا أعيننا‪.‬‬

‫فقد أرغمت الشريعة شعب إسرائيل على إدراك وجود ال‪ .‬فقد مّس ت‪ ،‬قوانينها جميع شقوق حياتهم مثل‬ ‫الزرع والحصاد والنظافة والطبخ واللباس واللحية والواني والرض والبذور والحيوانات والذبائح‬

‫ل إلى دفن جسد‬ ‫والمرض والتقدمات والدين والستعارة والعادة الشهرّية والزواج والخبز وعفنه وصو ً‬

‫ب إلهك سائر في وسط محّلتك" )تثنية ‪ .(14 :23‬فقد كان فريضة عليهم أن‬ ‫النسان‪ -‬لّن "الر ّ‬

‫يحبوا ال وكلمته ‪ 24‬ساعة في اليوم‪ .‬فكان يجب أن تتلى عليهم كلمة ال وأن يلتصقوا بها وأن‬

‫ينقشوها على أبوابهم وأن يتكّلموا بها ويحفظوها من الصباح إلى المساء‪ .‬لقد فعل ال ذلك لكي يفكر‬

‫به شعب إسرائيل وأكثر من ذلك لكي يصبح جزءًا من حياتهم‪.‬‬

‫ويمكن أن نتعّلم درس من كّل هذا‪ .‬فنحن إن لم ندرج ال في المور الصغيرة و"العادية"‬ ‫كيف يمكننا أن نفهمه في المور العظم‪ -‬مثل العبادة؟ فكما قال بولس ‪،‬‬ ‫"فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئًا فافعلوا كّل شيء لمجد ال"‬

‫)كورنثوس الولى ‪(31 :10‬‬

‫"اشكروا في كّل شيء‪ .‬لّن هذه هي مشيئة ال في المسيح يسوع من جهتكم‪".‬‬ ‫)تسالونيكي الولى ‪(18 :5‬‬

‫ب قريب‪ .‬ل تهتموا بشيء‪) "...‬فيلبي ‪(6-5 :4‬‬ ‫"‪...‬الر ّ‬ ‫"اهتموا بما فوق ل بما على الرض‪) ".‬كولوسي ‪(2 :3‬‬

‫"‪...‬مستأسرين كّل فكر إلى طاعة المسيح" )كورنثوس الثانية ‪(5 :10‬‬

‫وقد عاش داود كما بولس من خلل هذه الحقيقة‪.‬‬ ‫ب أمامي في كّل حين‪) "...‬مزمور ‪(8 :16‬‬ ‫"جعلت الر ّ‬

‫‪30‬‬


‫لقد كان ال حقيقّيًا جّد ًا‪ ،‬بالنسبة إلى داود‪ .‬إذ لم يكن داود مدركًا فقط بل مدركًا جّد ًا‪ ،‬وجود‬

‫ال‪ .‬ووفقًا لوليم بليك ‪ ،‬ل نستطيع أن نرى ال ب"أعيننا الفانية" ولكن لسنا مضطرين إلى ذلك‪.‬‬

‫فال واضح جّد ًا‪ ،‬لكّل من يسير باليمان وليس بالنظر‪ .‬وكما قال آساف‪:‬‬

‫"في البحر طريقك وسبلك في المياه الكثيرة وآثارك لم تعرف‪) ".‬مزمور ‪:77‬‬ ‫‪(19‬‬

‫موعد‬ ‫إق أر بتمّعن الملحظات التالية إن أردت أن تعّم ق‪ ،‬إدراكك بوجود ال خلل أوقات العبادة‪.‬‬

‫إفتح عينيك‪ .‬لقد قال يسوع ‪" ،‬أبي يعمل حتى الن‪) "...‬يوحنا ‪ .(17 :5‬ال يعمل من أجلنا‪ .‬فبدًأ‬

‫ل إلى المور الدنيوّية ‪ ،‬فال يصمم تفاصيل حياتنا‪ -‬توقيت المور وتبادل‬ ‫من العجائب وصو ً‬

‫الكلمات وتصرف الخرين معنا والمور الجّيدة والمور السيئة والرق والسهم التي نتلقاها‪ -‬وحتى‬

‫في اللم وخاصة خلل اللم )رومية ‪.(28 :8‬‬

‫فّك ر‪ ،‬بمثل يوسف‪ -‬كره إخوته والقمي‪.‬ص الملّو ن‪،،‬ة والحلم والبئر ومشاعر روبن وحافلة‬

‫المديانيين ومنزل فوطيفار وشكله الوسيم وشهوة إمرأة إواتهامات بالغتصاب والسجن والحلم‬

‫والتفسيرات ونسيان الخدمة وأكثر من ذلك بكثير‪ .‬وفجأة وبعد ثلثين سنة من الّتضاع والستبعاد ‪،‬‬ ‫فقد تحّو ل‪،‬يوسف من الهاوية إلى القّم ة‪ ،‬في يوم واحد‪ .‬فقد أصبح يوسف حاكماً على "كّل أرض‬

‫مصر‪ ".‬وأبًا لفرعون‪ "...‬و"يحيي شعبًا كثي ًرا‪) ".‬تكوين ‪ .(20 :50 ، 8 :45 ، 43 :41‬أين كان ال‬

‫ب مع يوسف‪) "...‬تكوين ‪.(23 ، 2 :39‬‬ ‫خلل هذا الوقت؟ "وكان الر ّ‬

‫ال هو القائد العظيم ‪ ،‬فهو يقود حياتنا بتوافق مع أهدافه بمجموعة من الظروف‪ .‬ونحن إن‬

‫لم نشعر بوجود ال أو لم ندركه خلل ما تبقى من السبوع ‪ ،‬كيف يمكننا أن ندرك بالفعل بوجود ال‬ ‫في أوقات عبادتنا؟‬

‫آمن‪.‬‬

‫"وأّم ا‪ ،‬اليمان فهو الثقة بما يرجى واليقان بأمور ل ترى‪ .‬فإّنه في هذا شهد‬ ‫للقدماء‪) ".‬عبرانيين ‪(2-1 :11‬‬

‫"ولكن بدون إيمان ل يمكن إرضاؤه لّنه يجب أّن الذي يأتي إلى ال يؤمن بأّنه‬ ‫موجود وأّنه يجازي الذين يطلبونه‪) ".‬عبرانيين ‪(6 :11‬‬ ‫"باليمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك لّنه تشّد د‪ ،‬كأّنه يرى من ل‬ ‫يرى‪) ".‬عبرانيين ‪(27 :11‬‬

‫‪31‬‬


‫"لنتقّد م‪ ،‬بقلٍب صادق في يقين اليمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير‬ ‫ومغتسلة أجسادنا بماء نقّي "‪) ،‬عبرانيين ‪(22 :10‬‬

‫ي لدرجة أن يعمينا عن "إنارة معرفة مجد ال في‬ ‫ي تمامًا كاليمان‪ .‬فهو قو ّ‬ ‫عدم اليمان قو ّ‬

‫وجه يسوع المسيح" )كورنثوس الثانية ‪ .(6 :4‬كان هذا الفرق بين أليشع وخادمه حيجزي‪ .‬فلم‬

‫يستطع هذا الخير أن يرى إذ كان خائفًا إلّ أّن أليشع استطاع أن يرى وشعر بالسلم‪ .‬فصلى ‪" ،‬يا‬

‫ب افتح عينيه‪) "...‬ملوك الثاني ‪ .(17 :6‬ولم يطلب إليشع الملئكة بل كانوا هم موجودين‪ .‬لقد‬ ‫رّ‬ ‫علم ذلك ولكن حيجزي لم يفعل‪.‬‬

‫أطلب‪..." .‬ولستم تملكون لّنكم ل تطلبون‪) ".‬يعقوب ‪ .(2 :4‬وكذلك فعل بولس ‪" ،‬مستنيرة عيون‬

‫أذهانكم" )أفسس ‪ .(18 :1‬وكذلك فعل موسى ‪" ،‬فقال أرني مجدك‪) ".‬خروج ‪ (33‬وفعل داود كذلك ‪،‬‬ ‫"واحدةً أسأل" )مزمور ‪.(4 :27‬‬ ‫الرغبة‪ .‬يريد ال أن يظهر نفسه لنا إلّ أّنه حذر‪ .‬فهو يظهر متخّفي ليس فقط خلل الوقات‬ ‫الصعبة ‪ ،‬خلل "ليالي الروح المظلمة" بل كإمتحان لعطشنا له‪ .‬فهو يبارك من يطلبه ويبحث عنه‬ ‫ل ‪" ،‬من هو ذا الذي أرهن قلبه ليدنو إلّي ‪) "..،،.‬إرميا ‪.(21 :30‬‬ ‫)أمثال ‪ .(5-1 :2‬هو يدعونا قائ ً‬ ‫ب فيعطيك سؤل قلبك‪".‬‬ ‫هو يجازي من يأتي إليه ويطلبه بإلحاح )عبرانيين ‪" .(6 :11‬وتلّذ ذ‪ ،‬بالر ً‬ ‫)مزمور ‪ .(4 :37‬ومّرةأخرى ‪ ،‬نتشّبه بداود الذي هو أشهر متعّبد ل في الكتاب المقّد س‪.،‬‬ ‫ب كّل أيام حياتي‬ ‫ب إواياها ألتمس‪ .‬أن أسكن في بيت الر ّ‬ ‫"واحدة سألت من الر ّ‬

‫ب وأتفّر س‪،‬في هيكله‪) ".‬مزمور ‪(4 :27‬‬ ‫لكي أنظر إلى جمال الر ّ‬

‫"كما يشتاق اليل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا ال‪ .‬عطشت‬ ‫نفسي إلى ال إلى الله الحّي ‪ ،.‬متى أجيء وأتراءى قّد ا‪،‬م ال‪) ".‬مزمور ‪:42‬‬ ‫‪(2-1‬‬

‫ب من ال واضحة في المزمور التالي‪:‬‬ ‫ومّرةأخرى نجد رغبة داود بالتقر ّ‬ ‫"يا ال إلهي أنت‪ .‬إليك أبّك ر‪ .،‬عطشت إليك نفسي يشتاق إليك جسدي في‬

‫أرض ناشفة ويابسة بل ماء لكي أبصر قّو ت‪،،‬ك ومجدك كما قد رأيتك في قدسك‪.‬‬ ‫لّن رحمتك أفضل من الحياة‪ .‬شفتاي تسّبحانك‪ .‬هكذا أباركك في حياتي‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫ي ‪ ،.‬كما من شحٍم ودسٍم تشبع نفسي وبشفتي البتهاج يسّبحك‬ ‫باسمك أرفع يد ّ‬ ‫فمي إذا ذكرتك على فراشي‪ .‬في السهد ألهج بك‪) ".‬مزمور ‪(6-1 :63‬‬

‫لحظ أّنه يرغب بأمر بعمق ويعرف ما يريد ويعّبر عن عاطفته ويضرب الوعود وهو واثق‬

‫من البركة‪ .‬فال هو هوس داود العظم وعطشه فهو يصبو إليه وهو حياته‪ .‬ول يستطيع أن يوقف‬ ‫نفسه‪ -‬حتى في فراشه في منتصف الليل ‪ ،‬فهو بكّل بساطة يريد ال‪.‬‬ ‫التكريس والصلة‪ .‬وتحضير قلوبنا من أجل العبادة‪ -‬كغسل أنفسنا من خلل العتراف والتفكير‬ ‫ب ‪ ، .‬فهي "النعم" للدعوة وال"آمين" لوعد البركة‪.‬‬ ‫ض ر ‪ ،‬الطريق للر ّ‬ ‫باللقاء مع ال‪ -‬يح ّ‬

‫التذّك ر‪" .،‬كفوا واعلموا" )مزمور ‪ -(10 :46‬هدئ نفسك وأدرك وجود ال‪ .‬فال يعلم أّننا ضعفاء وهو‬ ‫إله النعمة‪ .‬وقد نحتاج أن نذّك ر‪ ،‬أنفسنا بلطف بهذا المر مرات عديدة خلل اجتماع الخدمة ولكن ل‬

‫بأس بذلك‪ .‬ولكن في الوقت عينه إن تشتت تفكيرنا كثي ًرا ‪ ،‬فلدينا إذًا مشكلة نحتاج إلى العتراف بها‬ ‫ومعالجتها‪.‬‬

‫سّلم أعباءك‪ .‬لماذا يصّلي التلميذ لكي يتركوا أعباءهم في الخارج؟ فهذا أمر يشتت التفكير‪ .‬بل‬ ‫على العكس أحضرها معك ‪ ،‬ووفقًا للرسول بطرس ‪ ،‬ألقها على ال الذي يعطينا السلم )بطرس‬

‫الولى ‪ .(7 :5‬وعندها سيحفظ سلم ال قلوبنا وعقولنا في المسيح يسوع‪.‬‬

‫شارك كّليًا‪ .‬دّر بنفسك لكي تكون منخرطًا كّليًا في الخدمة‪ .‬إفتح كتابك المقدس ورّنم واتبع‬

‫الصلوات‪ -‬كلمة بكلمة إن لزم المر‪ .‬وعندها سيكون لل"آمين" معنى‪ .‬وقد يكون المر صعبًا‬

‫أحيانًا ولكن يجب أن ل نسمح للخرين أن يأّثروا على نوعية عبادتنا أمام ال‪ .‬كان على داود أن‬ ‫يتعامل مع نساء مثل أبيجايل أما حّنه فكان عليها أن تتعامل مع أولد عالي ودانيال تعامل مع‬ ‫السود‪ .‬هل توّقف يسوع لّن المجمع مليء بالفريسيين؟ وهل توّقف بولس وسيل لّنهم كانا‬

‫مسجونين وعراة ومجلودين ومحاطين برجال شرسين؟ ليس على الطلق‪ .‬بل كانا من دون أي نوع‬ ‫من التذّم ر‪" ،‬يصليان ويسبحان ال‪) "...‬أعمال الرسل ‪.(25 :16‬‬

‫ل الشخا‪.‬ص الذين يقودون إجتماع الخدمة‪ .‬فهي ميزة كبيرة ومسؤولية‬ ‫يجب أن يقودنا فع ً‬

‫كبيرة بأن يأخذونا إلى حضرة ال ومن ثم الكلم‪ .‬ولكن إن كان الشخا‪.‬ص الذين يقودون "ل‬

‫يساعدون أحد" بسبب نق‪.‬ص في الموهبة أو النضج‪ -‬فلماذا أسمح لهذا المر بأن يحرمني من تجربة‬ ‫العبادة الرائعة؟ فإن كان المسيح في وسطنا ‪ ،‬فيمكننا دومًا أن نقّد م‪ ،‬عبادة عظيمة‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫فقادة العبادة في كنائسنا ‪ ،‬هم مثل كّل الشخا‪.‬ص الذين يقودون ‪ ،‬خّد ا‪،‬م ال وهبة للكنائس‬

‫)أفسس ‪ .(11-10 :4‬بعضهم أقوى من الخر أو أكثر حيوّية أو لديهم تجربة أوسع وقد يكونون‪-‬‬

‫يرنمون بطريقة أفضل! كما أّن يسوع موجود في أقّل واحد فيهم‪.‬‬

‫•‬ ‫دعونا نرّنم ليسوع نفسه كما لو كان يسوع بقربنا ‪ ،‬كما لو كان هو قائد الترانيم وكما لو كان يسوع‬ ‫نفسه يقّد م‪ ،‬الخبز والنبيذ‪ .‬إوان فعلنا ذلك ‪ ،‬سيكون كّل إجتماع عبادة لقاء مع ال‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫‪5‬‬

‫كورام ديو‬ ‫فجأة أحس الخلد بعظمة كبيرة أضعفت عضلته وأحنت رأسه وخرست أقدامه‬ ‫في الرض‪ .‬لم يكن أم ًار مرعبًا‪ -‬وهو شعر بالفعل بسلم وسعادة رائعين‪ -‬إلّ‬

‫ي شيء ‪ ،‬أدرك أّنه على مقربة من‬ ‫أّنه كان شعور سحقه ومن دون أن يرى أ ّ‬

‫أمر عظيم‪.‬‬

‫هينز سيلنغ‬

‫العبادة هي الوقوف أمام حضرة ال‪ .‬وعلى كّل متعّبد أن يعلم بيقين أّن ال موجود وأّنه‬ ‫طى بدّم يسوع المسيح سوف يقف‬ ‫يجازي من يطلبه من كّل قلبه )عبرانيين ‪ .(6 :11‬وكّل ابن ل مغ ّ‬ ‫أمامه في السماويات وعليه أن يتقّد م‪ ،‬إليه بصدق وثقة اليمان )عبرانيين ‪.(22-19 :10‬‬ ‫في حضرته‬ ‫ماذا يعني أن نقف "كورام ديو" ‪" ،‬في حضرة ال"؟ الوقوف أمام ال يعني أن نكون محاطين‬ ‫بالعظمة‪ .‬فال عظيم ورائع‪ .‬ونحن نتقّد م‪ ،‬أمام من يسكن في النور والذي يشّع نو ًرا‪) .‬إق أر تيموثاوس‬

‫الولى ‪ 16 :6‬ومزمور ‪.(4 :76‬‬

‫ي‬ ‫وفي حضرته نقابل القّد و‪،‬س‪ .‬فال عظيم في القداسة‪ -‬وهو مختلف إختلفًا كبي ًار عن أ ّ‬ ‫شيء في هذه الخليقة‪ .‬فهو عظيم في القداسة وكّلي ومختلف تمامًا عّنا‪ .‬فهو العلي والبعيد تمامًا‬

‫ل‬ ‫عّنا‪ .‬فال مقّد س‪ ،‬لدرجة أّن ملئكته الذين هم من دون خطّية ‪ ،‬يندهشون لقداسته ويصرخون لي ً‬ ‫ونها ًرا ‪" ،‬قّد و‪،‬س ‪ ،‬قّد و‪،‬س ‪ ،‬قّد و‪،‬س" )إشعياء ‪ ، 3 :6‬رؤيا ‪ .(8 :4‬هو نار آكلة إواله غيور ‪ ،‬وهو إله يكره‬ ‫ويزدري بالخطّية ويرفض وجودها أمامه‪.‬‬

‫ونحن في حضرته ‪ ،‬محاطين ومغمورين بالمحّبة‪" .‬ال محّبة" )يوحنا الولى ‪ .(8 :4‬فهو‬ ‫حبيبنا ونحن حبيبته‪ .‬فقد غمرنا ال بمحّبته ونعمته )أفسس ‪ .(7-4 :1‬فهو يتحّد ا‪،‬نا ويشّج ع‪،،‬نا ‪ ،‬لكي‬

‫ندرك "مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعلو وتعرفوا محّبة المسيح وفائقة المعرفة لكي‬ ‫تمتلئوا إلى كّل ملء ال‪) ".‬أفسس ‪.(19-18 :3‬‬

‫وفي حضرة ال نواجه الحقيقة‪ .‬الحقيقة رقم ‪ .101‬فباليمان تشّد د‪ ،‬موسى "كأّنه يرى من ل‬

‫طى بوشاح وصامت‬ ‫يرى" )عبرانيين ‪ (27 :11‬وباليمان نحن أيضًا نرى من ل يرى‪ .‬فال مغ ّ‬

‫لذاننا ومتخّفي عن حواسنا ‪ ،‬إلّ أّنه هنا الن بكّله‪ .‬فهو أكثر واقعية من أي موجة يبعثها التلفاز أو‬

‫‪35‬‬


‫جهاز الراديو التي تبث الن‪ .‬ونحن ل نشعر بهذه الموجات الكثيرة إلّ عندما نشّغ ل‪ ،‬هذه الجهزة‬

‫رغم أّنها موجودة‪ -‬وكذلك ال‪ .‬فهو ل يتنّقل في مكان آخر بل هو دائمًا "أهيه" )خروج ‪.(14 :3‬‬ ‫فهو الله الذي يراني ويلحظ المور‪ .‬فهو أقرب من يدي ومن قبلتي وأكثر حيوّية من الهواء الذي‬

‫أتنّش ق‪،‬ه‪ .‬فهو يتفّش ى‪ ،‬مثل الوكسجين الذي يدخل إلى رئتّي ويمّر بدمي ويحيي كّل خلية في جسدي‪.‬‬ ‫ب وحميد جّد ًا‪ ،‬وليس لعظمته‬ ‫وفي حضرته نحن مغّلفين بالعظمة والروعة‪" .‬عظيم هو الر ّ‬ ‫ب من يخبر بكّل تسابيحه‪) ".‬مزمور ‪:106‬‬ ‫استقصاء‪) ".‬مزمور ‪" .(3 :145‬من يتكّلم بجبروت الر ّ‬

‫‪ .(2‬فعظمة ال تتخطى الخيال البشري وتضمحل أمامها حكمة النسان وفلسفته وهي تمحو كّل أثر‬

‫للعجرفة و الكبرياء‪ .‬وهي بالفعل إثبات للوهية ال )إق أر أيوب ‪ .(14-9 :40‬فكّل شيء ُخ ل‪،،‬ق يعلن‬ ‫عظمته ومجده‪ -‬كّل نجمة وزهرة وكنيسة وكّل عنصر وكّل رجل إوامرأة‪ .‬فجميعها تعلن طبيعته‬ ‫اللوهية وقّو ت‪،،‬ه البدية إوامتداد حكمته وجماله‪ .‬ونحن نتكّلم ونرّنم أمام هذا الله‪.‬‬

‫ب الجنود" )تكوين ‪ .(1 :17‬فقّو ت‪،،‬ه‬ ‫ونحن في حضرته أمام قّوة ل توصف‪ .‬فهو الشادي ‪" ،‬ر ّ‬ ‫السرمدّية تحيي كّل نفس حّية‪ .‬فليس له إلّ أن يتنّفس أو أن يرغب فيخلق‪ .‬فهو "تكّلم فدعا الرض‬

‫من مشرق الشمس إلى مغربها‪) ".‬مزمور ‪ (1 :50‬ويعرف كّل نجمة بالسم "ويدعو الشياء غير‬

‫الموجودة وكأّنها موجودة‪) ".‬رومية ‪ .(17 :4‬فقد خلق الكون وكّل ما فيه من ل شيء‪ .‬ويفتح يداه‬ ‫فُيل‪ّ،‬بي رغبات كّل نفس حّية )مزمور ‪.(16 :145‬‬ ‫ونحن ل نأتي بكّل بساطة إلى الكنيسة بل نحن أمام دعوة ملك‪ .‬نحن ل ندعو ال بل هو‬

‫ب بين‬ ‫ب الجنود ‪" ،‬أنا ملك عظيم‪...‬واسمي مهي ٌ‬ ‫ب الرباب‪ .‬فيقول ر ّ‬ ‫يدعونا‪ .‬فال هو ملك الملوك ور ّ‬ ‫المم" )ملخي ‪ ..." .(14 :1‬هو يفعل كما يشاء في جند السماء وسّك ا‪،‬ن الرض ول يوجد من‬

‫يمنع يده أو يقول له ماذا تفعل‪) ".‬دانيال ‪ .(35 :4‬فجميع المم كأنها ل شيء أمامه ‪ ،‬كقطرة ماء‬ ‫في يده أو غبار على ثوبه‪ .‬ل يستطيع أحد أن يقول له "ماذا فعلت؟" أو "لماذا فعلت هذا؟" ل‬ ‫يستطيع أن يخّر ب‪،‬خططه أو أهدافه‪ .‬فهو خلق كّل ما هو مرئي وغير مرئي‪ .‬هو حاكم كّل شيء‬ ‫وهو يحكم بقين ل يتزعزع‪ .‬وهو يتعامل مع ملك وثني كأّنه "خادمه" )إرميا ‪ (9 :25‬أو "حليفه‬ ‫المختار" )إشعياء ‪ (14 :48‬أو "عصاه" )إشعياء ‪ (15 :10‬أو "مغسلته" )مزمور ‪ (8 :60‬أو‬ ‫"مسيحه" )إشعياء ‪ (1 :45‬و"راعيه" )إشعياء ‪ (28 :44‬لتحقيق أهدافه‪ .‬فال يعرف خططهم‬ ‫)أعمال الرسل ‪ .(28-27 :4‬هم يفرغون وال يكّلل )مزمور ‪ .(2‬هم يفعلون ولكن ال يقّر ر‪ .،،‬وكما‬ ‫نرى الكتاب المقّد س‪ ، ،‬فإن كّل ملك أو كّل حاكم هو أداة ال لعادة مجد إسرائيل إواعادة بناء الهيكل‬ ‫ولخدمة الكنيسة وأهدافه السرمدية )أفسس ‪ (23-21 :1‬وعندما ينتهون من خدمته يقول عنهم‬

‫"غطاؤك الدود )إشعياء ‪ .(11 :14‬وعندما اختلف الملوك مع ال على نقطة ما ‪ ،‬حوّلهم ال إلى‬ ‫حيوانات وحّو ل‪،‬أنهرهم إلى دماء وحضاراتهم إلى رماد‪ .‬فهو ملك الملوك‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫ي ‪،.‬‬ ‫في حضرته أتذوقه وأغرق في دم فاد ّ‬

‫كم ثمين هو السيل الذي جعلني أبيض كالثلج‬ ‫ليس هناك نبع آخر أعرفه غير دّم يسوع المسيح‪.‬‬ ‫نحن ُم ْل‪،‬ك يسوع‪ .‬هو يملكنا‪ .‬فقد اشترانا بدّم ه‪ ،‬البدي ‪ ،‬دّم العهد البدي )أعمال الرسل ‪:20‬‬

‫‪ .(28‬فنحن لسنا ملك لنفسنا بعد الن‪ .‬نحن مغموسين في دم عروق عمانوئيل ‪ ،‬حصلنا على‬

‫"الفداء بدمه غفران الخطايا‪) "...‬أفسس ‪..." .(7 :1‬وبدون سفك دم ل تحصل مغفرة" )عبرانيين ‪:9‬‬ ‫‪ .(22‬نحن نأكل جسده ونشرب دمه )يوحنا ‪ ، (53 :6‬دم مسفوك ودم مرشوش ودم مغسول ‪ ،‬دم‬ ‫ظف ويبّيض هو دم مقّد س‪ ،‬وثمين ‪ ،‬دم يقيم الموات‪ .‬المسيح هو الدماء على لباسي ‪ ،‬قلبي‬ ‫يطّهر وين ّ‬ ‫وضميري‪ .‬هو الدم في فمي وعلى عتبة منزلي ‪ ،‬هو خروف ذبح قبل إنشاء هذا العالم )رؤيا يوحنا‬

‫‪ .(8 :13‬هل يمكننا أن نحّو ل‪،‬نظرنا على هذا الكم من الدماء أو أن ل نبالي بهذا الخل‪.‬ص الثمين؟‬

‫هل يمكن أن نتعامل مع دم العهد الذي يطهّرنا على أّنه امر غير مقّد س‪) ،‬عبرانيين ‪ (29 :10‬أو أن‬

‫نشترك "بدون استحقاق" )كورنثوس الولى ‪ (27 :11‬في جسد المسيح ودمه لحظة كسر الخبز؟‬ ‫ماذا يحصل إن فتح ال أعيننا لنرى كمية الدماء الهائلة‪ -‬الدم المقّد س‪ ، ،‬دم خالقنا؟ الشرب بدون‬

‫استحقاق يعني تدمير أرواحنا‪ .‬وفهم هذا الدم وجماله يعني تسبيح ال بكّل كياننا‪ .‬فجوهر البدّية هو‬ ‫الخروف الذي ذبح )رؤيا ‪.(5‬‬ ‫هذا هو ال الذي نعبده ‪ ،‬هذا الله الذي نلتقيه وفي حضرة هذا الله‪ -‬الذي هو معنا‬ ‫ويسمعنا ويلحظ كّل شيء ويبارك عبادتنا أو يلعنها‪ -‬والذي نأتي إليه‪ .‬دعونا نتوقف ونعرف‪.‬‬

‫دعونا نخلع أحذيتنا ‪ ،‬نجثو ‪ ،‬نسجد؛ ونعبد بطريقة مرضية بخشوع‪.‬‬ ‫ال يتأّم لم‬ ‫"الباّر يتأّم ل‪) "...،‬أمثال ‪(12 :21‬‬

‫ب ‪ ، .‬رأى جميع بني البشر‪ .‬من مكان سكناه تطّلع إلى‬ ‫"من السموات نظر الر ّ‬

‫جميع سّك ا‪،‬ن الرض‪ .‬المصّو ر‪،‬قلوبهم جميعًا المنتبه إلى كّل أعمالهم" )مزمور‬ ‫‪(15-13 :33‬‬ ‫ب الذي تكّلم معها "أنت ال الذي رآني"‪ .‬لّنها قالت‪:‬‬ ‫)هاجر( "فدعت اسم الر ّ‬

‫أحقًا رأيت هنا الذي يراني" )تكوين ‪(13 :16‬‬

‫‪37‬‬


‫ونحن عندما نتعّبد ‪ ،‬نحصل على انتباه ال الكامل‪ .‬ولكن يجب أن يكون السؤال ‪ ،‬هل‬

‫يحصل ال على انتباهنا الكامل؟ فليس هناك فرق إن كنت في مجموعة من ألف أو مع شخصين أو‬ ‫بمفردي في غرفتي‪ .‬سواء كان علنية أو في الخفاء ‪ ،‬العبادة هي أمر شخصي‪ .‬فال يعلم ما في‬ ‫قلوبنا وفي أذهاننا عندما نرّنم أو نتعّبد أو نصّلي‪ .‬فهو يعرف جميع دوافعنا‪ .‬كّل أس اررنا وكّل رغباتنا‬ ‫معروفة لديه سواء كنا ضجرين أو متحّم س‪،‬ين ‪ ،‬سعيدين أو نتألم‪ .‬واستنادًا علّي أنا كشخ‪.‬ص في‬

‫حضرته ‪ ،‬هو يقبل عبادتي أو ل يقبلها‪ .‬وقد أكون واقفًا مع آلف التلميذ ولكن ال يراني أنا‪ .‬فماذا‬

‫أقّد م‪ ،‬ل؟‬

‫ويأخذ الكتاب المقّد س‪ ،‬الوقت ليرينا أّن ال يلحظ الشخ‪.‬ص في المجموعات ويتأمل قلبه‪.‬‬ ‫ب أصغى وسمع وكتب أمامه سفر‬ ‫ب كّل واحد قريبه والر ّ‬ ‫"حينئذ كّلم مّتقو الر ّ‬

‫ب الجنود في‬ ‫ب وللمفّك ر‪،‬ين في اسمه‪ .‬ويكونون لي قال ر ّ‬ ‫تذكرة لّلذين اّتقوا الر ّ‬

‫اليوم الذي أنا صانع خاصًة وأشفق عليهم كما يشفق النسان على ابنه الذي‬ ‫يخدمه‪ .‬فتعودون وتمّيزون بين الصّد ي‪،‬ق والشرير ‪ ،‬بين من يعبد ال ومن ل‬

‫يعبده" )ملخي ‪(18-16 :3‬‬

‫إليكم أمثلة عديدة عن ال الذي يفّر ق‪،‬ويلحظ ويصنع فرقًا‪.‬‬ ‫• تقدمة هابيل كانت أفضل من تقّد م‪،‬ة قايين بالرغم من أّن كلهما أعطى وكلهما ضّح ى‪.،،‬‬ ‫ب إلى هابيل وقربانه‪ .‬ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر‪) ".‬تكوين ‪-4 :4‬‬ ‫ولكن "نظر الر ّ‬

‫‪ .(5‬وهو ل يفرق النسان عن تقدمته‪ .‬فهما واحد‪ .‬فإن أعطيت شيء من كّل قلبك فهكذا‬

‫أنت أيضًا‪.‬‬ ‫• لم يبِن شاول مذبح ل إلّ بعد انهزامه أمام شعبه )صموئيل الولى ‪.(35 :14‬‬

‫• الكثير من الناس كانوا حول يسوع إلّ أّن واحدة فقط لمسته وأخرجت قوة منه )مرقس ‪:5‬‬ ‫‪.(30-24‬‬

‫• صنع سليمان أغطية من ذهب فاستبدلها ابنه بواحدة من نحاس )أخبار اليام الثانية ‪:12‬‬ ‫‪.(10-9‬‬ ‫• لحظ يسوع الرملة الفقيرة التي "ألقت كّل المعيشة التي لها" )لوقا ‪.(3 :21‬‬

‫• لقد رّم م‪ ،‬جميع المنفيين جزءه من الحائط ما عدا رجل واحد يدعى باروخ الذي "رّم م‪ ،‬بعزٍم " ‪،‬‬ ‫)نحميا ‪ .(20 :3‬قد تكون أفضل مّني ‪ ،‬ولكّنني استطعت أن أعّد ‪ 38‬جزء مرّم م‪ ،‬من‬ ‫الحائط ولكن واحد فقط رّم م‪ ،‬بعزم وقد لحظ ال ذلك‪.‬‬

‫• كذب حّنانيا وسفيرة على ال وليس على الناس )أعمال الرسل ‪.(4-1 :5‬‬

‫‪38‬‬


‫• لحظ ال رجل واحد من عائلة واحدة من عشيرة واحدة من أّم ة‪ ،‬واحدة‪ -‬عخان‪ -‬الذي‬ ‫جّد ف‪ ،‬على اسم ال )يشوع ‪.(23-19 :7‬‬

‫ل حسنًا‪".‬‬ ‫• وقال يسوع بخصو‪.‬ص المراة التي سكبت العطر على رجليه "قد عملت بي عم ً‬ ‫)مرقس ‪ .(6 :14‬يسوع وحده فهم أهمّية هذا العمل‪.‬‬

‫• لقد قال يسوع "عندك أسماء قليلة في ساردس لم ينجسوا ثيابهم‪) "...‬رؤيا ‪.(4 :3‬‬ ‫• "‪...‬ل تخف يا زكريا لّن طلبتك قد سمعت‪) "...‬لوقا ‪.(13 :1‬‬

‫• كّل مذبح بناه إبراهيم مسّج ل‪ ،‬في الكتاب المقّد س‪) ،‬تكوين ‪.(9 :22 ، 18 :13 ، 8-7 :12‬‬ ‫• "وكان هؤلء أشرف من الذين في تسالونيكي ‪) "...‬أعمال الرسل ‪.(11 :17‬‬

‫• بالرغم من أّن ياهو كان من محاربي عبادة البعل ولكّنه لم "يتحّفظ للسلوك في شريعة‬

‫ب ‪ ...‬من كّل قلبه‪) ".‬الملوك الثاني ‪.(31 :10‬‬ ‫الر ّ‬ ‫• لقد تّم إحصاء وتسجيل أسماء كّل تطّوع للعيش في أورشليم في سفر نحميا )نحميا ‪:11‬‬ ‫‪(24-1‬‬

‫• عندما كّر س‪،‬المعبد لّو ل‪،‬مّرة ‪،‬تّم عّد كّل التقدمات التي قّد م‪،‬ها السباط الثني عشر بالرغم‬ ‫من أّن جميع السباط كانت متشابهة )عدد ‪ .(7‬فما يبدو لنا روتيني هو مهم بالنسبة إلى‬ ‫ال‪ .‬وال يرسل لنا رسالة ‪ ،‬فهو يهتّم بالتفاصيل‪.‬‬

‫•‬ ‫لقد راقبت مؤّخ ًار‪ ،‬عددًا من التلميذ فيما يتعّلق بفهمهم لما يحدث خلل العبادة‪ .‬ومن الغريب أّن قليل‬

‫منهم بما فيهم من يقود الترانيم‪ -‬اعتبر أّن العبادة هي لقاء مع ال‪ .‬نحن نعيش في عالم ذو أبعاد‬

‫ثلث حيث ليس من الممكن أن نكون في مكانين في آن واحد‪ .‬ومن السهل أن ننسى أن ال موجود‬

‫في كّل مكان‪ .‬ويلزمنا اليمان لكي ندرك أّنه ليس موجود فقط بل هو موجود ومنصت‪ .‬هو يلحظ‬ ‫ويشعر وينتظر‪ .‬وهو يتوق لن يحمينا تحت أجنحته )مزمور ‪ .(20 :31‬يا لها من ميزة! ويا لها‬ ‫من فرصة! دعونا نركض لكي نقابل إلهنا الكثير النعمة والمهيب‪.‬‬ ‫"تعّر ف‪،‬نيسبيل الحياة‪ .‬أمامك شبع سرور‪ .‬في يمينك نعٌم إلى البد" )مزمور‬ ‫‪(11 :16‬‬

‫‪39‬‬


‫‪6‬‬

‫محيط من النعمة‬ ‫"هل بزغ هذه الليلة من الريكة‬ ‫أم أّنه بزغ من السماء؟‬

‫هل نزل إلى الرض هذه الليلة؟‬ ‫هل تلحف بمنشفة أو بجسد بشري؟‬ ‫هل غسل خطاياهم بالماء‬

‫أّم أّنه غسلهم بالدم؟‬

‫هل طلع هذه الليلة إلى طاولته‬

‫أم أّنه صعد إلى عرشه؟‬

‫تلك الليلة!‬ ‫تلك الليلة!‬

‫هذه الليلة الموحشة!‬

‫حيث كان النسان يتصارع من أجل العظمة‬

‫أما ال فكان جاثيًا على ركبتيه‪.‬‬

‫ه‪ .،‬ك‪.‬‬

‫ل وهي‪..." :‬ال‬ ‫الية المفضلة لدي في الكتاب المقّد س‪ ،‬هي أيضًا إحدى أقصر اليات طو ً‬

‫محّبة‪) "...‬يوحنا الولى ‪ .(16 :4‬فال ل يقوم فقط بأمور تظهر المحّبة بل المحّبة هي جوهر كيانه‬ ‫التي تتغطى على كّل ما هو وتسير كّل ما يقوم به‪ .‬ال محّبة‪ .‬وهذا يعني أّن المحّبة هي في جوهر‬ ‫هذا الكون‪.‬المحّبة‪ -‬المقّد س‪،‬ة‪ -‬هي سبب وجودنا هنا‪ .‬وهي السبب الذي نحن مدعوون لجله إلى‬ ‫الحياة البدّية‪ .‬وهي سبب موت يسوع من أجلنا‪ .‬فمحّبة ال كاملة وليس لها حدود‪ .‬فما هو طول أو‬ ‫عرض أو عمق محّبة ال؟ فل يمكن تقييم محّبته أو قياسها أو التعبير عنها وهي متناهية إلى كّل‬ ‫الحدود وهي موّج ه‪،،‬ة إلى كّل واحد فينا‪ .‬ال يراقب العصافير و"أنتم أفضل من عصافير كثيرة" )لوقا‬ ‫‪.(7 :12‬‬

‫دايا ساغار‬

‫‪40‬‬


‫عندما كنا نعيش في الهند ‪ ،‬سمعت مقولتان عن يسوع مازلت أذكرها إلى اليوم‪ .‬الولى‬ ‫ص ة‪ ،‬حياته وهذا اللقب هو "محيط من‬ ‫كانت لقب ُأعطي إليه في إحدى المسرحيات التي روت ق ّ‬

‫النعمة" أو دايا ساغار‪ .‬يا له من ملخ‪.‬ص غني لحياته! عميق ومضياف ‪ ،‬محّبة من دون حدود ‪،‬‬

‫ي في جنوب الهند واسمه فينكاتيش رامان‪.‬‬ ‫محيط من دون ضفاف‪ .‬والمقولة الثانية سمعتها من قرو ّ‬

‫وهو لم يسمع أي كلمة عن يسوع المسيح طوال حياته بل رأى صورته على الصليب عندما كان يهّم‬ ‫للخروج من قريته‪ .‬وعندما التقيته لّو ل‪،‬مرة في مامبي )بامبي( قال لي ‪" ،‬أخبرني عن الله الذي‬ ‫مات‪ ".‬كان أم ًار رائعًا!‬

‫ل ‪ ،‬يعبد الناس غانيش وهو إله‬ ‫يوجد في الهند عدد ل يح‪.‬ص من اللهة‪ .‬ففي بومبي مث ً‬

‫الزدهار ‪ ،‬وفي كلكوتا يعبدون كالي وهو الجهة المظلمة من ال ويمكن أن أستمر في سرد أسماء‬ ‫اللهة هناك‪ .‬وقد رأيت أكثر من مليون هندي يحملون تماثيل اللهة غانيش في مدينة بومبي حتى‬ ‫شاطئ جوهو حيث يلقونهم في البحر‪ .‬وكان المنظر خياليًا‪ :‬آلف التماثيل من جميع الحجام‬ ‫بمختلف الشكال يحملها الشخا‪.‬ص والعائلت أو حتى أحياء بأكملها ‪ ،‬تعوم في الماء‪ .‬وفي‬

‫الصباح التالي عندما ينقشع المّد يصبح المنظر مخيفًا‪ .‬فأجزاء التماثيل والمجوهرات في أشكال‬

‫مختلفة كرؤوس الفيلة والبطون ‪ ،‬كانت إما مطمورة في الرمل أو تطوف على الماء في البعيد‪ .‬إوان‬ ‫كانت مراسم العبادة هذه التي تهدف إلى إرضاء اللهة ‪ ،‬صادقة أم ل فهي بشعة في الطريقة التي‬ ‫تحّو ر‪،‬طبيعة ال الحقيقّية وكيانه‪ .‬لهذا السبب فإن عبادة الوثان تصدم ال وتزعجه كثي ًرا‪.‬‬ ‫عندما سأل السيد رامان عن "الله الذي مات" شعرت أّنني مثل بولس في أكروبوليس أعظ‬

‫عن "الله المجهول" )أعمال الرسل ‪ .(23 :17‬ومن كّل الشياء التي كان يستطيع السيد رامان أن‬

‫يعرف عن يسوع ‪ ،‬لم يعرف إلّ شيء واحد وهو الشيء الفضل‪ :‬المسيحيون يعبدون الله الذي‬

‫مات‪ .‬من غيرهم يستطيع أن يقول ذلك؟ من يستطيع أن يتخّي ل‪ ،‬المر؟ الخالق يموت من أجل خلقه‪.‬‬ ‫وهذا المر ضرب من ضروب الخيال بالنسبة إلى الوثنيين وأما بالنسبة إلى اليهود فهو أمر فظيع‬

‫وهو بالنسبة إلى المسلمون كْذ ب‪،‬ة لن ال لم يكن ليسمح أن يحصل ذلك لبنه‪ .‬ولكن بالنسبة إلينا‬

‫نحن من يؤمن ويعلم ويحّبه ‪ ،‬يمكننا أن نرّد د‪ ،‬مع بطرس ‪" ،‬رئيس الحياة قتلتموه‪) "...‬أعمال الرسل ‪:3‬‬ ‫ب المجد‪) ".‬كورنثوس الولى ‪ .(8 :2‬وليس هناك طريقة‬ ‫‪ (15‬وأن نصرخ مع بولس ‪..." ،‬صلبوا ر ّ‬ ‫أفضل من يسوع على الصليب للتعبير عن محّبة ال‪.‬‬

‫س دمة‬ ‫المحّبة متج ّ‬

‫يسوع هو التعبير الكامل عن محّبة ال‪ .‬إوان كان ال جسد من دّم ولحم وعينان وأذنان‬ ‫ويدين ‪ ،‬كيف كان ليكون؟ كيف قد يبدو الله غير المرئي والسرمدي ‪ ،‬إله المحّبة والذي يتعامل مع‬

‫‪41‬‬


‫الرجال والنساء المغموسين في الخطّية والجهل وعدم اليمان؟ كيف كان ليدخل هذا العالم؟ كيف‬

‫كان ليعيش؟ كيف كان ليموت؟ إليكم ما هو يسوع المسيح‪ :‬ال متجّس د‪ ، ،‬هو محيط من النعمة في‬

‫قطرة ماء واحدة‪ .‬هو أبدي ولكن محصور ‪ ،‬مقّد س‪ ،‬ولكن ملموس من دون حدود في جسد‪ .‬يسوع هو‬ ‫تجّس د‪ ،‬الية التالية ‪" ،‬ال محّبة‪".‬‬ ‫يصف العهد القديم ال مّرةبعد مّرةعن أّنه إله المحّبة والمشاعر القوّية‪ .‬هو الب والراعي‬ ‫والزوج والمخّل‪.‬ص والفادي والصديق‪ .‬كما يصّو ره‪ ،‬على أّنه يدنو مّنا ليطعمنا كما لو أّنه يحملنا‬

‫"بالقرب من قلبه" و"بذراعه" )إشعياء ‪ ، 11 :40‬لوقا ‪ .(5 :15‬هو يفرح بشعبه‪ .‬فإيجاد شعب‬ ‫إسرائيل يشبه بالنسبة إليه "كعنب في بّر ي‪،‬ة" )هوشع‪ .(10 :9‬وهو تذّك ر‪ ،‬بشغف توق حبيبته‪ .‬فقال ‪،‬‬ ‫"‪ ...‬قد ذّك ر‪،‬ت لك غيرة صباك محّبة خطبتك ذهابك ورائي في البّر ي‪،‬ةفي أرض غير مزروعة‪".‬‬

‫)إرميا ‪ .(2 :2‬حتى عندما أدانهم ال هو لم يتركهم كّليًا إذ يقول ‪" ،‬كيف أجعلك‪ ...‬قد انقلب علّي‬ ‫قلبي اضطرمت مراحمي جميعًا" )هوشع ‪ .(8 :11‬كان ال ومازال إله غيور‪ .‬ونحن "حدقة عينيه"‬

‫)تثنية ‪ ، (10 :32‬و"على كفّي نقشتك‪) "...‬إشعياء ‪ .(16 :49‬وحتى إن "تنسى المرأة رضيعها فل‬ ‫ترحم ابن بطنها‪...‬أنا ل أنساك‪) ".‬إشعياء ‪ .(15 :49‬لقد أصبْح ِت ‪،‬زانية ولكن أريد أن أعيدك‬ ‫)هوشع ‪ .(1 :3‬وسأفرح بك كما يفرح الزوج بعروسه )إشعياء ‪ .(5 :62‬أنا أغار عليك )تثنية ‪:4‬‬ ‫‪ .(24‬بسخٍط عظيم غرت عليها‪) ".‬زكريا ‪ .(2 :8‬ومن السهل أن نرّك ز‪ ،‬على العنف الموجود في‬

‫العهد القديم وأن ننسى العاطفة الكبيرة التي يكّنها ال لشعبه‪" .‬عّز وا‪،‬عّز وا‪،‬شعبي يقول إلهكم‪ .‬طّيبوا‬

‫ي طول النهار‪) "...‬إشعياء ‪.(5 :62‬‬ ‫قلب أورشليم" )إشعياء ‪" .(2-1 :40‬بسطت يد ّ‬ ‫البد؟‬

‫هل من طريقة أخرى يستطيع ال أن يظهر فيها محّبته؟ كيف يمكن ل أن يقنعنا مّرة إوالى‬ ‫"ال يعد ما كّلم الباء بالنبياء قديمًا بأنواع وطرق كثيرة كّلمنا في هذه اليام‬

‫الخيرة في ابنه الذي جعله وارثًا لكّل شيء الذي به أيضًا عمل العالمين الذي‬

‫هو بهاء مجده ورسم جوهره وحامٌل كّل الشياء بكلمة قدرته بعد ما صنع‬

‫بنفسه تطهي ًار لخطايانا جلس في يمين العظمة في العالي" )العبرانيين ‪:1‬‬ ‫‪(3-1‬‬

‫لقد دخل ال من خلل يسوع المسيح إلى كوكبنا‪ .‬لقد أعطى نفسه جسدًا وأظهر لنا مجده‪.‬‬

‫المسيح هو تجّس د‪ ،‬الكلمة‪ .‬أن نراه يعني أن نرى ال‪ .‬فهو ملئ ال وفيه الروح من دون حدود )يوحنا‬ ‫‪ .(34 :3‬كيف يحّبنا ال؟ دعوني أعّد شتى الطرق بيسوع المسيح‪.‬‬ ‫لمسة يشخصّية‬ ‫‪42‬‬


‫يمكننا أن نلمس ال من خلل يسوع المسيح‪ .‬وقد سمح قدوس إسرائيل‪ -‬الذي سكن في‬ ‫المعبد بمجد ‪ ،‬والذي قتل كّل من نظر إلى التابوت أو لمسه )صموئيل الولى ‪ -(19 :6‬للبشر على‬

‫الرض أن يلمسوا ليس التابوت فقط‪ .‬لقد لمس البشر ال وظلّوا على قيد الحياة‪.‬‬

‫"الذي من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا‬

‫من جهة كلمة الحياة‪) ".‬يوحنا الولى ‪(1 :1‬‬

‫وقد لمسنا يسوع أيضًا ‪ ،‬وبحث عن الفراد وشفاهم جسدّيًا وروحّيًا‪ .‬لقد لمس البر‪.‬ص بيديه‬ ‫عندما كان بإمكانه أن يشفيهم بكلمة )متى ‪ ، 3-2 :8‬مرقس ‪ ، 42-40 :1‬لوقا ‪ .(13-12 :5‬لقد‬ ‫أوقف رحلة حول المدينة من أجل أعمى )مرقس ‪ .(52-46 :10‬لقد شرب بكوب من إمرأة سامرّية‬ ‫)يوحنا ‪ .(10-4 :4‬وتناول الغذاء على طاولة أحد جابي الضرائب )لوقا ‪ .(10-1 :19‬لقد كان‬ ‫يسوع ليستعمل فرشاة شعرك أو منشفتك أو سريرك‪ .‬ولم يعرف الجمع التعامل مع هذا النوع من‬ ‫المسحاء ومع هذا النوع من المخّلصين‪ .‬وكالعادة ‪ ،‬يخطأ الجمع دائمًا بشأن ال‪ .‬وكانوا مخطئين‬

‫بشأن يسوع أيضًا‪.‬‬

‫طت إمرأة زانية مجموعة كبيرة من الشخا‪.‬ص‬ ‫ل ‪ ،‬لقد تخ ّ‬ ‫لقد كان يسوع سهل الجانب‪ .‬فمث ً‬

‫المتدّينين للوصول إليه )لوقا ‪ .(50-36 :7‬لقد علمت أّنهم يحتقرونها ولكنها علمت أيضًا أّن يسوع‬

‫يحّبها وأّنه سيقبلها‪ .‬هل يمكنك أن تتخّي ل‪ ،‬مدى الحراج والسى التي كانت لتشعر به إن رفضها‬ ‫يسوع أو تعامل معها بطريقة غريبة؟‬

‫لقد كانت محّبة يسوع جّذ ا‪،‬بة ومقّد س‪،‬ة‪ .‬لقد كان سهل الجانب لدرجة أّن بطرس شعر بالراحة‬

‫أن يأخذه جانبًا ليوّبخه حتى بعد أن دعاه ابن ال! )إق أر متى ‪.(23-15 :16‬‬ ‫مدرك بعمق‬

‫لقد لحظ يسوع أمور كثيرة بفضل حّبه المتناهي‪ .‬فقد لحظ رجل على شجرة )لوقا ‪:19‬‬ ‫‪ (5-4‬وصوت متسّو ل‪)،‬مرقس ‪ (52-46 :10‬وبراءة الولد )متى ‪ .(10-1 :18‬والدوافع‬

‫الحقيقّية خلف عمل أحمق )متى ‪ (13-6 :26‬والقلب خلف فلسين )مرقس ‪ .(42 :12‬كما لحظ‬

‫لمسة إمرأة في مجموعة )لوقا ‪ .(48-44 :8‬وبعد أن أقام فتاة صغيرة من الموات قال ‪" ،‬أن تعطى‬ ‫لتأكل" )مرقس ‪ -(43-40 :5‬لمسة جميلة‪ .‬وبعد أن شفى رجل مجنون وضع لباس عليه )مرقس‬ ‫‪ -(15 :5‬لباس من يا ُترى؟‬

‫لقد كان ابن ال عطوفًا وحنونًا‪ .‬لقد بكى أمام قبر أليعازر حتى عندما علم أّنه سيقيمه من‬

‫الموات )يوحنا ‪ .(35 :11‬وبكى على مدينة طلبت دمه )لوقا ‪ .(41 :19‬وقد حمى مريم عندما‬

‫غسلت رجليه بدموعها )لوقا ‪ .(50-44 :7‬كما حمى بطرس في المحمكة‪ .‬فلو فعل يسوع أكثر من‬ ‫‪43‬‬


‫النظر إلى بطرس ‪ ،‬كان الحرس ليلقوا القبض عليه أيضًا‪ .‬إلّ أّنه لم يفعل بل كسر قلب بطرس من‬

‫خلل هذه النظرة )لوقا ‪" .(62-56 :22‬قصبة مقصوفة ل يقصف‪ .‬وفتيلة مدّخ ن‪،،‬ة ل يطفئ‪ .‬حتى‬

‫ق إلى النصرة‪) ".‬متى ‪.(20 :12‬‬ ‫يخرج الح ّ‬

‫كما كان يسوع صبو ًرا‪ -‬مع الجميع‪ .‬فقد أعطى لمن لم يظهروا المتنان ‪ ،‬ومن لم يعد لشكره‬

‫)لوقا ‪ .(19-12 :17‬وقد كان الجموع دائمًا تضيق عليه لتلمسه فقط )لوقا ‪ (2-1 :12‬وكان‬

‫يرحب بهم‪.‬‬

‫محّبة خالية من الخطّية وكاملة‬

‫إلهنا الواحد والوحيد هو من دون خطّية )عبرانيين ‪ .(15 :4‬وطبيعته غير الخاطية تعّبر‬ ‫أكثر من غيرها عن صدق محّبته لنا‪ .‬إذ لم تخطر على باله ولو لمّرةواحدة فكرة شريرة تجاه أحدهم‬

‫ولم يشعر بالكبرياء أو الم اررة‪ .‬وهو لم يتفّوه بالنميمة أو التمّلق أو بالقساوة‪ .‬ولم يترّد د‪ ،‬بان يخدم‪ .‬ولم‬

‫يصّد من اتى طالبًا إياه‪ .‬ولم يدين من قّس ى‪ ،‬قلبه حتى عندما وّبخ الفريسيين ودعاهم أبناء الشيطان‪.‬‬

‫فقد فعل ذلك من قلب مليء بالمحّبة )متى ‪ .(23‬ماذا يدهشنا أكثر من غيره في هذه التصرفات‪-‬‬ ‫هل فكرة أّنه خاٍل من الخطّية أو محّبته الكاملة؟‬

‫ل الذين كانوا سيخونوه ويتركوه بعد فترة قصيرة فأظهر لهم‬ ‫لقد غسل أرجل إثني عشر رج ً‬

‫"محّبته إلى المنتهى )يوحنا ‪ .(12-1 :13‬كان ال جاثيًا على رجليه وينظر إليهم! وبعد ثلثة‬

‫سنوات قضاها معهم قال لهم يسوع ‪" ،‬إّنه واحدًا منكم يسّلمني" )متى ‪ .(21 :26‬هل تحّو ل‪،،‬ت جميع‬ ‫العين على يهوذا؟ كل! وهم لم يشّك و‪،‬ا حتى عندما ترك يهوذا الغرفة‪ .‬ولما ل؟ لقد علم يسوع منذ‬

‫البداية أّنه من سيسّلمه إلّ أّنه أحب يهوذا محّبة طاهرة وكاملة وغير متحّيزة لدرجة إّنه لم يلحظ أحد‬ ‫المر‪.‬‬

‫لقد عّزىيسوع المسيح رسله قبل أن يذهب إلى الصلب وليس العكس )يوحنا ‪.(17-14‬‬

‫ض ر‪ ،‬لهم السمك‬ ‫ي كلمة توبيخ‪ .‬بل بد ً‬ ‫ل من ذلك ‪ ،‬ح ّ‬ ‫وبعد أن قام من الموات ‪ ،‬لم تخرج من فمه أ ّ‬

‫للفطور ودعاهم للمس يدّيه )يوحنا ‪ .(14 :21 -26 :20‬وماذا عن بطرس ‪ ،‬هل أصبح رسول أقّل‬ ‫من غيره بعد أن حلف أّنه ل يعلم يسوع؟ كل‪ .‬بل بقيت المفاتيح التي أعطاه إياها يسوع مع بطرس‬ ‫)متى ‪ (19 :16‬وبعد خمسين يومًا تكّلم بطرس عن عظمة المسيح )أعمال الرسل ‪.(2‬‬

‫لقد غفر يسوع على الصليب لسارق بعد لحظات من إتهام هذا الل‪.‬ص له بشتى التهامات‬

‫)متى ‪" .(44 :27‬إّنك اليوم تكون معي في الفردوس" )لوقا ‪ .(43 :23‬كان يمكن ليسوع أن يقول‬

‫"نعم" فقط أو أن يهّز برأسه ولكن بالرغم من أّنه على الصليب ‪ ،‬ضغط على رجليه المسّم ر‪،‬تين ومل‬

‫ق أقول لك‪"...‬‬ ‫رئتيه ليستطيع الكلم وتحّم ل‪ ،‬ألم أكبر فقط ليستطيع أن يعّزيهذا التلميذ الجديد‪" .‬الح ّ‬ ‫طر لفعل ذلك ولكّنه فعله‪.‬‬ ‫)لوقا ‪ .(43 :23‬لم يكن مض ّ‬

‫‪44‬‬


‫وعلى هذه الشجرة المّرةومحاط بالكلب المسعورة والثيران )مزمور ‪ ، (16 ، 12 :22‬لقد‬

‫ذبح ابن ال وتّم تعذيبه أكثر مما يتحّم ل‪،‬ه العقل البشري )إشعياء ‪ .(14 :52‬لقد لعن )غلطية ‪:3‬‬ ‫‪ (13‬وسحق )إشعياء ‪ (10 :53‬وفصل عن أبيه )متى ‪ (46 :27‬ولكن حتى خلل ذلك الوقت‬

‫ب وأعطى وبكى‪ .‬وفي وسط كّل هذه الظلمة وفي ظل ألم المسامير ‪ ،‬نسمع صرخة القلب الذي‬ ‫أح ّ‬

‫ينبض "سامحهم يا أبتاه‪".‬‬ ‫أبي وأبيكم‬

‫عندما تحّد ث‪ ،‬عن ال أبيه ‪ ،‬شّبهه ذات مّرةإلى رجل يركض وراء ابن لم يصن كرامته‪.‬‬ ‫"‪ ...‬أخرجوا الحّلة الولى وألبسوه وأجعلوا خاتمًا في يده وحذاًء في رجليه‪.‬‬

‫وقّد م‪،‬وا العجل المسّم ن‪ ،‬واذبحوه فنأكل ونفرح‪) ".‬لوقا ‪(23-22 :15‬‬

‫لم يتمكن البن من إنهاء اعتذاره‪ .‬هذا هو إلهكم كما عّلمه يسوع‪ :‬الله الذي يركض‪ .‬ووفقًا‬

‫لحد الشعراء القدامى‪:‬‬

‫ك أّنه لن يدنو منه بنور عظيم"‬ ‫"من يتقّر ب‪،‬من ال ويش ّ‬

‫إله يركض‪ .‬إله يبكي‪ .‬إله يموت‪ .‬مقّد س‪ ،‬جّد اً‪" :،‬يا أبتاه اغفر لهم" )لوقا ‪.(34 :23‬‬ ‫ومتواضع جّد اً‪" :،‬على أتاٍن "‪) ، ،‬متى ‪ .(5 :21‬وسهل الجانب‪" :‬وهو أيضاً الذي اتكأ على صدره وقت‬

‫ل حسنًا" )متى ‪ .(10 :26‬حنون‬ ‫العشاء‪) "...‬يوحنا ‪ .(20 :21‬ولطيف جّد اً‪" :،‬قد عملت بي عم ً‬ ‫جّد اً‪" :،‬ل تبكي" )لوقا ‪ .(13 :7‬مستعد إلى أقصى الحدود‪" :‬من الذي لمسني‪) "...‬لوقا ‪.(45 :8‬‬

‫م ارٍع جّد أ‪" :،‬يا امرأة هوذا ابنك‪) "...‬لوقا ‪ .(26 :19‬متفاني‪" :‬أنا عطشان"‪ -‬التي قالها فقط عندما‬ ‫أنهى رسالته )يوحنا ‪ .(28 :19‬هش جّد اً‪" :،‬كشاة ساقوه للذبح‪) "...‬إشعياء ‪ .(7 :53‬وبشري جّد اً‪:،‬‬

‫"وبصقوا عليه" )متى ‪ .(30 :27‬هي محّبة كاملة وحقيقّية وتصرخ لبناء علقة معنا‪" :‬صلبوه هناك"‬ ‫)لوقا ‪.(33 :23‬‬

‫كيف يمكن ل أن يعبر أكثر؟ وكيف يمكنه أن يظهر محّبته أكثر؟ ومحّبته ليست معادلة‬

‫ب ال العالم وأنا جزء من العالم لذلك فال‬ ‫في الرياضيات أو أحد قضايا المنطق الباردة‪" :‬لقد أح ّ‬

‫يحّبني"‪ .‬كل وألف كل! فمحّبة ال مرتكزة تمامًا على كّل واحد فينا‪ .‬ول يمكنه أن يفعل عكس ذلك‪.‬‬ ‫فهو ال وهو إلهك‪ .‬ال محّبة‪.‬‬ ‫•‬

‫‪45‬‬


‫هذا هو الله الذي نتقّد م‪ ،‬إليه في عبادتنا‪ .‬ويجب أن يمنحنا هذا المر سلم وراحة في‬

‫ب‬ ‫قلوبنا‪ .‬ويجب أن يقرّبنا هذا المر من ال ويعطينا الثقة أمام عرشه إذ لدينا رئيس كهنة رحوم‪ .‬يح ّ‬ ‫يسوع أن يتشّفع من أجلنا‪ .‬عندما نتقّد م‪ ،‬من ال يمكننا أن ندعوه أبا الب تمامًا كما دعاه ابنه‬

‫الحبيب‪ .‬ولكن هناك أكثر من ذلك ‪" ،‬لّن محّبة ال قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا‪".‬‬ ‫)رومية ‪ -(5 :5‬إوان فكرت في المر يشبه هذا الوضع وقوفك أمام شللت نياغا ار وأن تحمل كوبًا‬

‫في يدك‪ .‬ال ل يطهرنا في محّبته فحسب بل هو يغمرنا بها‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫‪7‬‬

‫بحيرة من نار‬ ‫"نهُر ناٍر جرى وخرج من قّد ا‪،‬مه‪ .‬ألوف ألوف تخدمه وربوات ربوات وقوف‬ ‫قّد ا‪،‬مه‪ .‬فجلس الدّين وُفتحت السفار‪) ".‬دانيال ‪(10 :7‬‬

‫هل كنت لتقّد م‪ ،‬طفلك كذبيحة أو تقدمة ل؟ لماذا فعل ابراهيم ذلك؟‬ ‫"‪...‬الن علمت أّنك خائف ال فلم تمسك ابنك وحيدك عّني‪) ".‬تكوين ‪:22‬‬ ‫‪(12‬‬

‫هل هناك عجب أّن ال دعي "هيبة إسحق"؟ )تكوين ‪.(42 :31‬‬

‫هل كنت لتبني سفينة لسنوات طويلة من دون أن ترى المطر وأن تصبح مضحكة لبقّية‬ ‫الناس ومع فقط تحذير؟ لماذا فعل نوح ما قد فعل؟‬ ‫"‪...‬خاف فبنى فلكًا لخل‪.‬ص بيته فبه دان العالم وصار وارثًا للبّر الذي حسب‬ ‫اليمان‪) ".‬عبرانيين ‪(7 :11‬‬

‫خوفنا هو خوف مقّد س‪ ، ،‬وثقتنا هي بالرحمة والنعمة وليس في الرعب والدانة‪ .‬ولكن هناك‬

‫خوف من نوع آخر لمن ل يتوب‪ -‬مؤمن كان أو غير مؤمن‪..." -‬قبول دينونة مخيف وغيرة ناٍر‬ ‫عتيدة أن تأكل المضادين‪) ".‬عبرانيين ‪ .(27-26 :10‬يصف بولس يوم الدينونة على أّنه بكل‬

‫بساطة ‪" ،‬هلك أبدي" )تسالونيكي الثانية ‪ .(9 :1‬وبالفعل ‪" ،‬مخيف هو الوقوع في يدي ال الحّي "‪،‬‬ ‫)عبرانيين ‪.(31 :10‬‬

‫غالبًا ما سمعت أشخا‪.‬ص يحاولون أن يقّللوا من خوف ال ‪ ،‬قائلين أّنه مجرد إحترام‬

‫كالحترام الذي يظهره الطفل لوالده أو العبد لسّيده‪ .‬وأنا ل أوافقهم الرأي أبدًا‪ .‬بل علينا أن نتقّر ب‪،‬من‬ ‫طى المر ذلك ويصل إلى بعض الحقائق الصعبة التي‬ ‫ال بخشوع إواحترام )ملخي ‪ .(1‬ولكن يتخ ّ‬ ‫علينا أن نتعامل معها‪ .‬وبالتأكيد يرغب أن ينظر قديسيه إلى هيبته بطريقة مختلفة عن غير‬

‫المؤمنين‪ .‬إلّ أّن الطريقة التي نتجاوب فيها مع الخوف والنار الكلة هي التي تحّد د‪ ،‬إن كّنا سنحيا‬

‫أو نموت‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫قد تكون النار مفيدة أو مضّرة‪ .‬يمكنأن نتسعملها للحصول على الدفئ والنوروالطبخ أو حتى‬ ‫للرومانسّية‪ -‬أو يمكن أن نعبث بها ونحرق المنزل بأكمله‪ .‬خوف ال ل يتغّير‪ -‬بركة أو لعنة ‪ ،‬حياو‬ ‫أو موت ‪ ،‬نور عظيم أو نار آكلة‪ .‬جميعنا لديه الخيار‪ :‬أن نؤمن أو ل نؤمن ‪ ،‬أن نكون جّد ي‪،‬ين مع‬

‫ل من عدم الهتمام‪ .‬قد يكون‬ ‫أمور ال أو متساهلين أو عاطفيين ‪ ،‬وأن نختار الهتمام والحذر بد ً‬ ‫الفرح والضحك مناسب في بعض الوقات )مزمور ‪ .(2 :126‬ولكن هل ينبغي أن نكون غير‬

‫مبالين أو غير مكترثين أمام من يكره الخطّية بعنف؟‬

‫عرش ال هو عرش النعمة ولكّنه أيضًا "نهر ناٍر "‪) ، ،‬دانيال ‪ .(10 :7‬لقد حّذ ر‪ ،‬ال شعبه ‪،‬‬

‫"ويصير نور إسرائيل نا ًار وقدوسه لهيبًا فيحرق ويأكل حسكه وشوكه في يوٍم " ‪) ،‬إشعياء ‪(17 :10‬‬ ‫ب الجنود فهو خوفكم وهو رهبتكم‪) ".‬إشعياء ‪.(13 :8‬‬ ‫وأيضًا ‪" ،‬قّد س‪،‬وا ر ّ‬

‫عندما أبدأ عادة دراسة مكّثفة عن موضوع معّين ‪ ،‬أشتري كتاب مقّد س‪ ،‬جديد وأعّلم‬

‫ل كتاب مقّد س‪ ،‬استعملته لدراسة‬ ‫الملحظات التي تعود خصيصًا إلى هذا الموضوع‪ .‬فلدي مث ً‬

‫صفات ال )هذا مليء بالملحظات( وواحد آخر لدراسة عن الحياة البدّية وواحد آخر استعلمته‬

‫ص ‪.‬ص‪ ،‬لخوف ال‪ .‬إليكم بعض النقاط التي تعّلمتها‬ ‫لدراستي عن العبادة‪ .‬ولدي كتاب مقدس آخر مخ ّ‬

‫من هذه الدراسة وآمل أن تؤثر بكم كما فعلت بي‪.‬‬ ‫الخوف هو هبة‬

‫تأّم ل‪ ،‬هذه اليات عن خوف ال‪" .‬ليس عوٌز لمّتقيه‪) ".‬مزمور ‪ .(9 :34‬بدء الحكمة مخافة‬ ‫ب بأتقيائه‬ ‫ب ينبوع حياة‪) "...‬أمثال ‪" .(27 :14‬يرضى الر ّ‬ ‫ب ‪) "..،،.‬أمثال ‪" .(10 :9‬مخافة الر ّ‬ ‫الر ّ‬

‫ب الحيدان عن الشّر ‪) ،"،.‬أمثال‪.(6 :16‬‬ ‫بالراجين رحمته" )مزمور ‪ ..." .(11 :147‬وفي مخافة الر ّ‬ ‫ب تخّلصنا‪ .‬وهي المفتاح الوحيد للكنز الرائع والعظيم‬ ‫وخلصة هذه اليات هي أّن مخافة الر ّ‬ ‫)إشعياء ‪.(6 :33‬‬

‫مخافة ال هي نعمة‪ .‬ويقول ال أّنه هو سيطّري‪،‬قلب شعبه ويشّج ع‪،،‬هم على مخافته )حزقيال‬ ‫‪" .(26 :36‬النعمة هي من عّلمت قلبي خوف ال‪ "...‬وبعبا ارٍت أخرى ‪ ،‬فالقدرة على مخافة ال هي‬

‫بنفسها عطّية ‪ ،‬عمل النعمة ومكافأة من السماء‪.‬‬

‫"يا ابني إن قبلت كلمي وخبأت وصاياي عندك حتى تميل أذنك إلى الحكمة‬

‫طف قلبك على الفهم إن دعوت المعرفة ورفعت صوتك إلى الفهم إن‬ ‫وتع ّ‬

‫ب وتجد معرفة‬ ‫ض ة‪ ،‬وبحثت عنها كالكنوز فحينئذ تفهم مخافة الر ّ‬ ‫طلبتها كالف ّ‬

‫ال‪) ".‬أمثال ‪(5-1 :2‬‬

‫‪48‬‬


‫مخافة ال هي القدرة على رؤية ال على حقيقته‪ .‬ال عظيم ومهيب ‪ ،‬رائع في الحكم ‪ ،‬مقّد س‪،‬‬

‫وغامض‪ -‬وليس الوثن الذي نريده أن يكون‪ .‬فهدف الحداث على جبل سيناء كان منع الشعب‬

‫السرائيلي من ارتكاب الخطّية‪ .‬الخوف يخّلصنا‪ .‬فهو يساعدنا على هيبة ال وتساعدنا على‬ ‫التعامل مع كلمته بجّد ي‪،‬ة‪ .‬وتساعدنا على الوقوف في حضرته بحّر ي‪،‬ةوحذر وبالفرح والثقة الذي يريد‬ ‫أن نشعر بها‪ .‬فقد قال يوحنا المعمدان فيما يتعّلق بيسوع ‪ ،‬ما يلي‪:‬‬

‫"الذي رفشه في يده وسينّقي بيدره ويجمع القمح إلى مخزنه‪ .‬وأّم ا‪ ،‬التبن فيحرقه‬

‫بناٍر ل ُتطفئ‪ .‬وبأشياء أخر كثيرة كان يعظ الشعب ويبّش ر‪،‬هم‪) ".‬لوقا ‪-17 :3‬‬ ‫‪(18‬‬

‫إوان كانت رسالة حكم هي التي ستبقيني على مقربة من ال وبعيدًا عن الخطّية فهذه الرسالة‬

‫هي بالفعل خبر سار!‬

‫لقد أخذت قراري شخصيًا بأن أكون تلميذًا للمسيح بعد قراءتي لسفر رؤيا يوحنا‪ .‬فقد قرأت‬

‫السفار أخرى في العهد الجديد وكنت بدأت ُأغرم بيسوع‪ .‬وكانت أّو ل‪،‬مّرةأق أر فيها الكتاب المقّد س‪،‬‬ ‫ت ‪ ، .‬بل لم أفهم شيء من سفر رؤيا ولكن عندما بدأت بقراءته فهمت‬ ‫ولم أفهم إلّ القليل مما ق أر ُ‬

‫مغزاه‪ :‬فريق ال هو الفريق الرابح وقد كنت مع الفريق الخاسر‪ .‬وأكثر من ذلك لم أستطع أن أطرد‬ ‫ت ‪،.‬‬ ‫فكرة أّنني في أحد أفلم الرعب‪ .‬وبعد ذلك بقليل ‪ ،‬اعتمد ُ‬

‫ب الذين يؤّد ب‪،‬هم‪ -‬ولكن سيؤّد ب‪ ،‬ل محال‪ .‬ويقول‬ ‫بغموض ومن دون شك أو سؤال ‪ ،‬ال يح ّ‬ ‫الكتاب المقّد س‪ ،‬أن ال ل يريد أن يضيع أحد بل يريد أن يخل‪.‬ص جميع الناس )بطرس الثانية ‪، 9 :3‬‬

‫تيموثاوس الولى ‪ .(4 :2‬لقد سامح من شتمه )لوقا ‪ .(34 :23‬وفي رحمته هو يعطينا وقت لنتوب‬ ‫)رومية ‪ ، 4 :2‬رؤيا ‪2‬و ‪.(3‬‬ ‫لقد أراد ال أن يخّل‪.‬ص حتى المم الكثر شّرًا ‪،‬الشوريين‪ .‬وكان الشوريون مدمنون على‬

‫القتل والدماء‪ .‬وكان يزّينون جدران معابد آلهتهم بجلد أعدائهم‪ .‬وكانوا يجّر و‪،‬نالسرى لمسافات‬

‫طويلة واضعين كلبات في أجسادهم‪ .‬كانت تلك أّم ه‪ ،‬همجّية وعنيفة‪ .‬ولكن أحّبهم ال ووّبخ يونان‬ ‫من أجل ذلك )يونان ‪ .(11-9 :4‬فال يدين كّل من يطلب منه أن يدّم ر‪ ،‬الخرين والذي يفرح‬ ‫بالويلت‪ .‬يرغب ال أن يخّلصنا بشّد ة‪ .،‬فهو مستعد أن يذهب إلى أقصى الحدود وأن يدفع أبهظ‬

‫الثمان بما فيها التخّلي عن ابنه الوحيد‪.‬‬

‫وهناك مقطع مؤّثر جّد ًا‪ ،‬في الكتاب المقّد س‪ُ ،‬يظهر لنا أّن ال "تأسف في قلبه" )تكوين ‪:6‬‬

‫‪ .(6‬وهو يحاول أن يبتعد عن العقاب والتدمير بقدر ما يستطيع‪ .‬وقد يكون الحكم أحيانًا مباشر أو‬

‫قد يستغرق مئات السنين كما حصل مع الموريين )تكوين ‪ .(16 :15‬ولكّنه سيدين بالتأكيد لّنه إله‬

‫‪49‬‬


‫قدوس يكره الخطّية‪ .‬الخطّية والتمرد تزعجان ال كثي ًرا‪ .‬وعبادة الوثان خطيرة جّد ًا‪ ،‬لذلك كان ال‬ ‫يطلب أحيانًا من الشعب السرائيلي أن يقتل كّل ذي نفس في المم التي كانوا يجتاحونها‪ .‬إذ لم يرد‬

‫ي أثر للوثان حتى على شفاه الطفال‪.‬‬ ‫ال أن يترك أ ّ‬ ‫وفي الوقت عينه يقلق ال على الّذ ي‪،‬ن سيدّم ر‪،‬هم‪ .‬ويثير هذا المنظر شفقة ال وقد تكون حتى‬ ‫ي إلى شعٍب معانٍد ومقاوٍم " ‪) ،‬رومية ‪ .(21 :10‬وقد‬ ‫محرجة له أيضًا‪ ..." .‬طول النهار بسطت يد ّ‬ ‫أرسل أنبياءه مّرةبعد مّرةولكن الشعب لم يصِغ ‪، .‬‬ ‫لقد بكى يسوع على أورشليم ‪،‬‬

‫"يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة النبياء وراجمة المرسلين إليها كم مّرةأردت أن‬

‫أجمع أولدك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا‪) ".‬متى ‪:23‬‬ ‫‪(37‬‬

‫وفي طريقه إلى الصليب قال يسوع ‪..." ،‬ل تبكين علّي بل ابكين على أنفسكّن وعلى‬

‫أولدكّن " ‪) ،‬لوقا ‪ .(28 :23‬لقد أرسل ال ابنه ليكون مخّلصنا ‪ ،‬ولكن ليخّلصنا من ماذا؟ من الغضب‬ ‫التي والدمار البدي ومن أجرة الخطّية‪.‬‬ ‫مصّم ْمم لكي يخيف‬

‫الخوف يعني الخوف‪.‬والرعب يعني الرعب‪ .‬والذعر يعني الذعر‪ .‬والكتاب المقّد س‪ ،‬يفّس ر‪،‬‬

‫نفسه بنفسه‪ .‬إق أر العبارات التالية‪" :‬يرتعد" الرجال )إشعياء ‪ (16 :19‬و "كّل اليدي ترتخي وكّل‬ ‫الركب تصير ماًء‪) ".‬حزقيال ‪ (16 :7‬هذا إن لم نذكر ‪،‬‬ ‫"لذلك ترتخي كّل اليادي ويذوب كّل قلب إنسان فيرتاعون‪ .‬تأخذهم أوجاع‬

‫ومخاض ويتلوون كوالدة‪ .‬يبهتون بعضهم إلى بعض‪ .‬وجوههم وجوه لهيٍب " ‪، ،‬‬ ‫)إشعياء ‪(8-7 :13‬‬

‫وقد أعلن كاتب المزامير ‪" ،‬من يعرف قّوة غضبك‪ .‬وكخوفك سخطك‪) ".‬مزمور ‪.(11 :90‬‬ ‫إفهم سخط ال وستفهم تمامًا عمق ومعنى ما الذي تحدثه مخافة ال‪..." .‬ويكون فهم الخبر فقط‬

‫انزعاجًا‪) ".‬إشعياء ‪ .(19 :28‬وهذا هو هدف كلمات ال من خلل إشعياء وهذا جزء من هدف‬

‫كلمة ال اليوم‪ .‬وقد ارتعب شعب إسرائيل عندما وقف أمام جبل سيناء لمقابلة ال‪) .‬إق أر خروج ‪:19‬‬ ‫‪ .(19-16‬وكان المنظر هكذا مخيفًا حتى قال موسى أنا مرتعب ومرتعٌد "‪) ،‬عبرانيين ‪ .(21 :12‬ما‬

‫هو هدف هذا الخوف؟‬

‫‪50‬‬


‫"فقال موسى للشعب ل تخافوا‪ .‬لّن ال إّنما جاء يمتحنكم ولكي تكون مخافته‬ ‫أمام وجوهكم حتى ل تخطئوا‪" .‬خروج ‪(20 :20‬‬

‫أراد ال أن يخيفهم لكي ل يخطئوا‪ .‬كان هذا هو الهدف‪ .‬عندما مات حنانيا وسفيرا ‪ ،‬يشير‬ ‫لوقا إلى أّنه "صار خوف عظيم على جميع الكنيسة‪) "...‬أعمال الرسل ‪ .(11 :5‬ومّرةأخرى كان‬ ‫هذا هو الهدف‪.‬‬

‫الحكام التي أنزلها ال والصور التي تعكسها موجودة لكي تذوب قلوبنا من الخوف‪ .‬هذا‬ ‫هو هدفها الوحد‪ .‬وهناك وجود لصور مخيفة لوصف قدر الشرار في كّل الكتاب المقّد س‪.،‬‬ ‫ب ول يسمى بعد توفة ول وادي ابن هنوم بل‬ ‫"لذلك ها هي أيام تأتي يقول الر ّ‬

‫وادي القتل ويدفنون في توفة حتى ل يكون موضع‪) ".‬إرميا ‪(32 :7‬‬

‫"وتكون جثة إيزابل كدمنة على وجه الحقل في قسم يزرعيل حتى ل يقولوا هذه‬ ‫إيزابل" )الملوك الثاني ‪(37 :9‬‬ ‫ب فيسفح دمهم كالتراب‬ ‫"وأضايق الناس فيمشون كالعمي لّنهم أخطأوا إلى الر ّ‬

‫ولحمهم كالجّلة‪) ".‬صفنيا ‪(17 :1‬‬

‫"فأنا أيضًا أرفع ذيلْي ك‪ ،‬على وجهك فُيرى خزيك‪) ".‬إرميا ‪(26 :13‬‬ ‫"وأطرح عليك أوساخًا وأهينك وأجعلك عبرًة‪) ".‬ناحوم ‪(6 :3‬‬ ‫ب عرفتني رأيتني واختبرت قلبي من جهتك‪ .‬افرزهم كغنٍم للذبح‬ ‫"وأنت يا ر ّ‬

‫ص ص‪،،‬هم ليوم القتل‪) ".‬إرميا ‪(3 :12‬‬ ‫وخ ّ‬

‫"وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم" )إشياء ‪:13‬‬ ‫‪(16‬‬

‫"هؤلء هم آبار بل ماء غيوم يسوقها النوء‪ .‬الذين قد ُح ف‪،،‬ظ لهم قتام الظلم إلى‬ ‫البد‪) ".‬بطرس الثانية ‪(17 :2‬‬

‫"ويرثها القوق والقنفذ‪ .‬والكركّي والغراب يسكنان فيها ويمّد عليها خيط الخراب‬

‫ومطمار الخلء‪) ".‬إشعياء ‪(11 :34‬‬

‫‪51‬‬


‫ب الجنود سوطًا كضربة مديان عند صخرة غراب وعصاه على‬ ‫"ويقيم عليه ر ّ‬ ‫البحر ويرفعها على أسلوب مصر‪) ".‬إشعياء ‪(26 :10‬‬

‫ب الجنود يوم نقمٍة للنتقام من مبغضيه فيأكل السيف‬ ‫"فهذا اليوم للسّيد ر ّ‬

‫ب الجنود ذبيحة في أرض الشمال عند‬ ‫ويشبع ويرتوي من دمهم‪ .‬لّن للسّيد ر ّ‬ ‫نهر الفرات‪) ".‬إرميا ‪(10 :46‬‬

‫خطر المبالغة في الوصف‬ ‫يصف ال نفسه بطرق تذهل القلب‪ .‬فغضبه مخيف‪ .‬ويصف غضبه بطريقة إنسانّية غير‬

‫ت ‪) "..،،.‬إشعياء ‪" ، (17 :57‬بفيضان الغضب‪) "...‬إشعياء ‪" ، (8 :54‬لّنه عن‬ ‫إلهية مرعبة‪" :‬غضب ُ‬ ‫قليل يّتقد غضبه" )مزمور ‪" ، (12 :2‬حمو الغضب" )عدد ‪" ، (4 :25‬المخوف" )يوئيل ‪(31 :2‬‬ ‫و"قاسيًا‪) "...‬إشعياء ‪ .(9 :13‬وهو مستعد أن يخاطر بأن يساء فهمه حتى فيما يتعّلق بشخصيته‬

‫إن كان هذا ما يجب أن يفعل لكي نستوعب نحن الصورة‪ .‬وهذه صور ل نريد أن يفّك ر‪ ،‬فيها أولدنا‬

‫كّل الوقت ول حتى نحن‪ .‬وبالنسبة إلى متحّج ر‪،‬ي القلب وغير المؤمنين ‪ ،‬ل يشكل هذا المر أكثر من‬

‫مبالغة في الوصف أو "ديانة تدعو إلى العنف والقتل"‪ .‬إستمع إلى جواب ال عن السؤال ‪" ،‬ما بال‬ ‫لباسك محمّر "‪،،‬؟‬ ‫"قد دست المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي أحد‪ .‬فدستهم بغضبي‬ ‫ووطئتهم بغيظي فرش عصيرهم على ثيابي فلطخت كّل ملبسي‪ .‬لّن يوم‬ ‫النقمة في قلبي وسنة مفدّيي قد أتت‪) ".‬إشعياء ‪(4-3 :63‬‬

‫ولكنك قد تقول أّن المر يختلف مع يسوع المسيح فيجيبك الكتاب المقّد س‪ ،‬بما يلي‪:‬‬ ‫ل بصوٍت عظيم خافوا اللع وأعطوه مجدًا لّنه قد جاءت دينونته واسجدوا‬ ‫"قائ ً‬ ‫لصانع السماء والرض والبحر وينابيع المياه‪...‬‬

‫فهو أيضًا سيشرب من خمر غضب ال المصبوب صرفًا في كأ ِ‬ ‫س غضبه‬

‫ويعّذ ب‪ ،‬بناٍر وكبريت أمام الملئكة القّد ي‪،‬سين وأمام الخروف‪ .‬ويصعد دخان‬ ‫ل للذين يسجدون للوحش‬ ‫عذابهم إلى أبد البدين ول تكون راحة نها ًار ولي ً‬

‫ولصورته ولكّل من يقبل سمة اسمه‪) ".‬رؤيا ‪(11-10 ، 7 :14‬‬

‫سيقوم المسيح بنفسه بإلقاء الناس في النار ‪،‬‬ ‫"ثم يقول أيضًا إلى الذين عن اليسار اذهبوا عّني يا ملعين إلى النار البدّية‬ ‫المعدة إلى إبليس وملئكته‪) ".‬متى ‪(41 :25‬‬ ‫‪52‬‬


‫فّك ر‪،‬وا بالمر بوضوح‪ .‬إن كانت النار هي الحكم العادل لبليس الذين قاد العالم بأسره‬

‫وملئكته إلى التمّر د‪،‬على ال ‪ ،‬كم مخيفة ستكون هذه النار! وكم هو مدى شّر الخطّية‪ .‬هل نحن‬ ‫بالفعل نخاف كما فعل جوناثان إيدويردز ‪ ،‬من قدر "الخاطئين بين يدي إله غاضب"؟ ويحّذ ر‪،‬نا كاتب‬

‫ي ال الحّي "‪) ،‬عبرانيين ‪.(31 :10‬‬ ‫الرسالة إلى العبرانيين مما يلي ‪" ،‬مخيف هو الوقوع في يد ّ‬ ‫ل أعذار‬

‫ل يعطي الكتاب المقّد س‪ ،‬أية أعذار ول يتساهل أبدًا ‪ ،‬فهو ل يقول ‪" ،‬أرجوكم ل تفهموني‬

‫خطأ" و"هذا مجرد شعر"‪ .‬إلّ أننا من جهة أخرى ‪ ،‬نبذل جهدًا لكي نتأكد أّن الناس يفهمون التوازن‬

‫ب كثي ًار أيضًا‪ .‬وهذا أمر جّيد وحسن لّنه يأخذ‬ ‫في شخصية ال‪" :‬هو غاضب وهو قدوس ولكّنه مح ّ‬ ‫بعين العتبار جميع نواحي شخصية ال‪ .‬ولكن ما يدهشني أّن ال لم يقّد م‪ ،‬أعذار لهذه الصور ول‬ ‫حتى يسوع‪ .‬وليس هناك طريقة خاصة لتحضيرنا‪ .‬إق أر بتمّعن كلمات نبؤة صفنيا بعد سنوات من‬ ‫الصمت‪:‬‬

‫ب ‪ ، .‬أنزع النسان والحيوان‪ .‬أنزع‬ ‫"نزعًا أنزع الكّل عن وجه الرض يقول الر ّ‬ ‫طيور السماء وسمك البحر والمعاثر مع الشرار وأقطع النسان عن وجه‬

‫ب ‪) "،.‬صفنيا ‪(3-2 :1‬‬ ‫الرض يقول الر ّ‬

‫ليس هناك أّية محاولة لحماية الحّس ا‪،‬سين من بيننا وليس أي جهد مبذول لخفائها عن‬

‫الطفال حتى )يوئيل ‪ .(16-15 :2‬لقد كانت دينونة ال على ُع ّز‪،‬ة)صموئيل الثاني ‪(8-1 :6‬‬

‫وعلى ناداب وأبيهو ‪ ،‬قاسية ومباشرة‪ .‬ونتيجة لذلك كانت "صمت هارون‪) ".‬لويين ‪ (3 :10‬و"خاف‬

‫ب في ذلك اليوم‪) "...‬صموئيل الثاني ‪ .(9 :6‬لقد ابتعلت الرض قورح وداثان وأبيرام‬ ‫داود من الر ّ‬

‫ب ‪ 250‬شخ‪.‬ص )سفر عدد‬ ‫ب ‪، ،‬فأحرقت نار من عند الر ّ‬ ‫وعائلتهم لّنهم رفضوا أن يخضعوا للر ّ‬ ‫‪ .(16‬والمور الوحيدة التي لم تحرق في هذا الدمار كانت أواني المعبد‪ .‬وهذه الحداث كانت بمثابة‬

‫تذكير يومي لشعب إسرائيل لكي يقتربوا من ال برهبة مقّد س‪،‬ة‪.‬‬ ‫الدعوة‬ ‫لكي يستطيع أن يلفت إنتباه جميع الناس ‪ ،‬يلجأ ال إلى شتى أنواع الرعب والخيال‬ ‫والساليب‪ .‬فما قد ل يؤّثر بك أنت قد يرعب شخ‪.‬ص آخر‪ .‬قل ما هو نوع خوفك‪ .‬هل تخاف من‬

‫فكرة الجثث الهامدة التي يأكلها الدود أو الظلمة أو أميال من الدماء؟ هل تخاف من موت شخ‪.‬ص‬ ‫ي مكروه أو النار البدّية أو العذاب الذي ل ينتهي؟‬ ‫تحبه أو تعّر ض‪،‬هل ّ‬

‫‪53‬‬


‫ب قادم قاسيًا بسخٍط وحمو غضٍب ليجعل الرض خرابًا ويبيد‬ ‫"هوذا يوم الر ّ‬ ‫منها خطاتها‪) ".‬إشعياء ‪(9 :13‬‬

‫أّم أّنك تخاف من الشرار؟‬ ‫وأسكب عليك غضبي وأنفخ عليك بنار غيظي وأسّلمك ليد رجاٍل متحّر ق‪،‬ين‬

‫ماهرين للهلك‪) ".‬حزقيال ‪(31 :21‬‬

‫هل تخاف من السجن؟ أنت لن تسجن مع أشخا‪.‬ص أشرار فحسب بل مع الشرير بنفسه‪.‬‬ ‫إوان كانت هذه المور ل تزعجك ‪" ،‬يحدث أّن السيف الذي أنتم خائفون منه يدرككم‪) "...‬إرميا ‪:42‬‬ ‫‪.(16‬‬

‫سخط ال أمر يشخصي‬ ‫لقد قال ال يومًا وهو غاضب كثي ًرا ‪ ،‬ما يلي عن دينونته‪..." :‬غيظي عضدني" )إشعياء‬

‫‪ .(5 :63‬وهذا الغيظ ليس قّوة غير شخصّية أو شّر فقد السيطرة أو أشرار يدّبرون الشّر ‪ ، ،.‬بلدينونة‬

‫ال شخصّية وهو يبذل جهد ليعلمنا أّنه هو خلف هذه المور وأّنه المصّم م‪ ،‬وجالب الموت‪ ..." .‬أنا‬ ‫ل" )حزقيال ‪.(21 :26‬‬ ‫خلقت المهلك ليخّر ب‪) "،‬إشعياء‪" .(16 :54‬أضّيرك أهوا ً‬

‫ب ‪ ، .‬إلى الوراء سرت فأمّد يدي عليك وأهلكك‪ .‬مِلْلت من‬ ‫"أنت تركتني يقول الر ّ‬ ‫الندامة‪ .‬وأذريهم بمذراة في أبواب الرض‪ .‬اُثِْك ل‪ ،‬وأبيد شعبي‪ .‬لم يرجعوا عن‬ ‫ت عليهم على أّم الشّبان‬ ‫طرقهم‪ .‬كثرت لي أراملهم أكثر من رمل البحار‪ .‬جلب ُ‬ ‫ناهبًا في الظهيرة‪ .‬أوقعت عليها بغتًة رعدةً ورعباٍت ‪ ، ، .‬ذبلتوالدة الّس ب‪،‬عة‬

‫أسلمت نفسها‪ .‬غربت شمسها إذ بعد نهار‪ .‬خزيت وخجلت‪ .‬أّم ا‪ ،‬بقّيتهم‬ ‫ب " ‪) ،‬إرميا ‪(9-6 :15‬‬ ‫فللسيف أدفعها أمام أعدائهم يقول الر ّ‬

‫ب الجنود‪ .‬هأنذا أحطم قوس عيلم أّو ل‪،‬قّو ت‪،،‬هم‪ .‬وأجلب على‬ ‫"هكذا قال ر ّ‬ ‫عيلم أربع رياح من أربعة أطراف السماء وأذريهم لكّل هذه الرياح ول تكون‬ ‫أّم ة‪ ،‬إلّ ويأتي إليها منفيو عيلم‪ .‬وأجعل العيلمّيين يرتعبون أمام أعدائهم‬ ‫ب ‪ ، .‬وأرسل‬ ‫وأمام طالبي نفوسهم وأجلب عليهم شّرًا حمّو غضبي يقول الر ّ‬

‫وراءهم السيف حتى أفنيهم‪ .‬وأضع كرسي في عيلم وأبيد من هناك الملك‬ ‫ب " ‪) ،‬إرميا ‪(38-35 :49‬‬ ‫والرؤساء يقول الر ّ‬

‫‪54‬‬


‫"وألقي لحمك على الجبال وأمل الودية من جيفك‪ .‬وأسقي أرض فيضانك من‬ ‫دمك إلى الجبال وتمتلئ منك الفاق‪ .‬وعند إطفائي إّياك أحجب السموات‬

‫وأظلم نجومها وُأغشي الشمس بسحاب والقمر ل يضيء ضوءه‪) .‬حزقيال‬ ‫‪(7-5 :32‬‬

‫"أرسلت بينكم وبأ على طريقة مصر‪ .‬قتلت بالسيف فتيانكم مع سبي خيلكم‬ ‫ب ‪) "،.‬عاموس‬ ‫وأصعدت نتن محاّلكم حتى إلى أنوفكم فلم ترجعوا إلّي يقول الر ّ‬ ‫‪(10 :4‬‬

‫ل تتلعب يوماً مع ال‬

‫ف بال أبدًا‪ .‬فهو يعني ما يقوله‪ .‬لقد جمع داود آلف الوجهاء من شعب‬ ‫يجب أن ل نستخ ّ‬

‫إسرائيل وكان يح ّ‬ ‫ض ر ‪ ،‬إلى أكبر الحفلت وأجمل الحتفالت بسبب عودة فتابوت ال إلى أورشليم!‬

‫فوضعوا التابوت على خشبة جديدة‪ -‬فهذا فقط ما قد يفي بالغرض‪ .‬لقد رقصوا وغّنوا و لعبوا "أمام‬ ‫ب بكّل أنواع اللت‪) "...‬صموئيل الثاني ‪ (5 :6‬وكان داود يقودهم‪ .‬وفجأة انشمصت الثيران‬ ‫الر ّ‬

‫وكان تابوت ال و كّل "عظمته" على وشك الوقوع إلى الرض ولعله كان سيكسر‪ .‬لعل حياة عّزة‬ ‫مّر ت‪،‬أمامه وقال في نفسه "من قد يسامحني؟ فقد يكتب عني النبياء‪ :‬وقف عّزةولم يفعل شيئًا‪ .‬أو‬

‫قد يغنون أغاني عّني‪ :‬لقد أبعد عّزةعن وجه إلهه مثل قايين في البّر ي‪،‬ة‪ ".‬فماذفعل إذًا؟ مّد يده ليسند‬ ‫التابوت ‪ ...‬ليقّد م‪ ،‬خدمة ل على ما كان يعتقد‪ .‬وبالطبع فقد أمرهم ال منذ خمس مئة سنة أل يلمس‬ ‫أحد التابوت وأّن اللويين وحدهم يحملوه )عدد ‪ .(51-50 :1‬فمات عّزةوانتهت الحفلة‪.‬‬

‫لقد ُقتل ولدا هارون ‪ ،‬أبيهو وناداب ‪ ،‬في أول يوم عمل لهم‪ .‬أما أولد صدقيا فذبحوا أمام‬

‫عينيه ومن ثم اقتلع البابليون عينيه‪ .‬وكانت آخر صورة يذكرها إلى نهاية حياته هي مقتل أولده‪ .‬لقد‬ ‫أّد ب‪ ،‬ال إسرائيل من خلل السبي وتدمير أورشليم بالرغم من أّن ذلك يعني تدنيس اسمه ومعبده‬

‫)مزمور ‪ .(74‬لقد سمح أن يجّد ف‪ ،‬عليه لكي يعاقب خطّية شعبه‪ .‬وهو سيدين العالم يومًا ما رفضه‬ ‫ليسوع المسيح‪ .‬لقد أظهر لنا ال محّبته بالفعل ولكّنه أظهر غضبه أيضًا‪ .‬فال جّد ي‪.،‬‬ ‫ماذا يريدنا ال أن نرى من هذا كّله؟ يريدنا أن نعرف أّنه علينا أن نتصالح معه وأن نخافه‬

‫مهما كّلف المر‪ .‬وفي وعظة الجبل ‪ ،‬طلب يسوع أن نقطع يدنا وأن نقلع عيننا وأن نرميها حتى إن‬

‫كانت تسّبب لنا الخطّية‪ .‬أو بعبارات أخرى ‪ ،‬إفعل أي شيء بدل من أن تذهب إلى الجحيم‪ .‬لقد قيل‬ ‫ب " ‪) ،‬عبرانيين ‪ .(14 :12‬و‬ ‫لنا "اتبعوا السلم والقداسة مع الجميع التي بدونها لن يرى أحد الر ّ‬ ‫"‪...‬تم م‪،‬وا خلصكم بخو ٍ‬ ‫ف ورعدة" )فيلبي ‪ .(12 :2‬وطلب مّنا أن نذكر عيسو ‪" ،‬الذي لجل أكلٍة‬ ‫ّ‬ ‫واحدٍة باع بكورّيته‪ ...‬ولم يجد للتوبة مكانًا مع أّنه طلبها بدموع" )عبرانيين ‪.(17-16 :12‬‬

‫‪55‬‬


‫وكما قال النبي ‪" ،‬ويكون فهم الخبر فقط انزعاجًا" )إشعياء ‪ .(19 :28‬ولكن بالنسبة إلينا‬

‫ب ال ‪ ،‬تحّذ ر‪،‬نا هذه الكلمات وتبقينا على الطريق المستقيم والضيق‪ .‬وتعّلمنا‬ ‫نحن من ُد ع‪،‬ي ومن يح ّ‬

‫أن نتكّلم بتواضع أمام ال وبخشوع وهيبة‪ .‬وتساعدنا على حفظ قلوبنا وتبعدنا عن عدم الكتراث أو‬

‫ب الجنود‪ ..." .‬لّن ال في السموات وأنت على الرض فلذلك لتكن كلماتك قليلة‪...‬‬ ‫التهاون بر ّ‬ ‫ولكن اخشى ال" )جامعة ‪(7 ، 2 :5‬‬ ‫التقّر بممن ال‬

‫كيف يجب أن نفّك ر‪ ،‬بال خلل العبادة؟ فهو "المبارك" )مرقس ‪ (61 :14‬و"المهوب"‬

‫)مزمور ‪ .(11 :76‬هو أسمى وأعلى من كّل خليقته وهو ظاهر وقريب وموجود في كّل خلقه‪ .‬هو‬ ‫يمل السموات وقلوبنا أيضًا‪.‬‬ ‫وهو بالنسبة إلى المختارين أب الب‪ .‬نحن أولده الحقيقيون‪ .‬وعرشه هو عرش النعمة‪.‬‬

‫يرغب ال بمحّبتنا ويريدها ويستحّقها‪ .‬وهو ل يريدنا أن نخافه بطريقة تؤذي قربنا منه وفرحنا إوايماننا‬ ‫ق ويعطي الحياة‪.‬‬ ‫برحمته‪ .‬وعهدنا هو عهد نعمة وح ّ‬ ‫ومن جهة أخرى هو نار آكلة وخاصة مع أعدائه‪ .‬ول يمكن أن نفّر ق‪،‬بين محّبته وقداسته‪.‬‬

‫ب ولطيف وجّيد دائمًا ولكّنه أيضًا قّد و‪،‬س وباّر ومهيب دائمًا‪ .‬فالول ل يبعد الثاني‪ .‬والواحد‬ ‫فهو مح ّ‬ ‫ل يقّلل من الخر‪.‬‬

‫يجب أن ل نكون منقسمين في تعاملنا مع ال ولكن أن نشعر بالسلم‪ -‬سلم يفوق الفهم‬

‫)فيلبي ‪ .(7 :4‬والطفل الذي يعاني من أهل استغلليين يسأل نفسه دائمًا‪ :‬هل سيحضنني أو‬

‫ل ومسحوق عاطفّيًا بسبب تصرف‬ ‫سيضربني؟ هل سيقبلني أو يضربني؟ " وسيكون هذا الولد متقلق ً‬ ‫والده المشين‪ .‬وال ليس كذلك أبدًا وأنا محرج بأن أستعمل هذا التشبيه ولكن الحقيقة هي أّنه بسبب‬

‫خلفيتنا ‪ ،‬يقوم بعضنا بإلقاء هذه المشاعر على ال‪ .‬لذلك علينا أن نرّك ز‪ ،‬على رحمة ال‪ -‬ولكن‬

‫"رحمة مع خوف" )يهوذا ‪ .(23‬وعلينا أن نذكر هذين الشقين من طبيعة ال خلل عبادتنا‪.‬‬ ‫ب بخوف واهتفوا برعدة‪) ".‬مزمور ‪(11 :2‬‬ ‫" اعبدوا الر ّ‬

‫ب وبتعزية الروح القدس‪"...‬‬ ‫وأما الكنائس في جميع اليهودّية ‪ ...‬فكانت تبنى وتسير في خوف الر ّ‬ ‫)أعمال الرسل ‪ .(31 :9‬وليكن عندنا مثلهم ‪،‬‬ ‫"شكر به نخدم ال خدمة مرضية بخشوع وتقوى‪ .‬لّن إلهنا نار آلكة" )عبرانيين‬ ‫‪(29-28 :12‬‬

‫‪56‬‬


‫‪8‬‬

‫يسوع الكّل‪،‬م‬ ‫يسوع فقط‬

‫إن كان لدي ألف رأس وكّل رأس له ألف لسان وكّل لسان يتكّلم ألف لغة‬ ‫ت أن أمدح يسوع بما‬ ‫إوان كنت أستطيع أن أتكّلم إلى البد لما استطع ُ‬

‫يكفي‪.‬‬

‫روبرت‪ .‬جي‪ .‬لي‬ ‫المسيح هو الثقب الذي يمكننا من خلله أن نرى مجد ال وعظمته‪.‬‬ ‫جي‪ .‬بي‪ .‬فيلبيس‬ ‫منذ مّد ة‪ ،‬قصيرة اكتشفت اكتشافًا فتح عينّي بطريقة ملحوظة‪ .‬ويتعّلق إكتشافي هذا بيسوع‬

‫ل‪ -‬ولكن كان أوضح‬ ‫المسيح ومكانته وأولوّيته في حياتي وفي خدمتي‪ .‬وليس هناك شيء جديد فع ً‬

‫ت‬ ‫من ذي قبل‪ .‬وأنا كنت أؤمن بهذه المور وأعظ عنها ولكّنني لم أفهم يومًا معناها تمامًا‪ .‬فقد غفل ُ‬ ‫عن عمقها وبساطتها الرائعة‪ .‬وكان إكتشافي بكّل بساطة ما يلي‪ :‬يسوع الكّل وفي الكّل ‪ ،.‬ووفقًا‬ ‫لجي‪ .‬بي‪ .‬فيليبس "يسوع هو كّل ما يهّم "‪) ،‬كولوسي ‪ .(11 :3‬فيسوع هو أساس وجوهر جميع‬

‫المور‪ .‬وبكلماته الخاصة‪:‬‬

‫"وهذه هي الحياة البدّية أن يعرفوك أنت الله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح‬

‫الذي أرسلته‪) ".‬يوحنا ‪(3 :17‬‬

‫ت الن أّن اللؤلؤة الباهظة الثمن ل تعني أنا وخلصي بل هي تتعّلق بشخ‪.‬ص‬ ‫وقد أدرك ُ‬

‫يسوع المسيح‪ .‬فهو المفتاح إلى السماء والرض‪ .‬هو جوهر السموات إواكليل كّل الخليقة والسبب‬

‫الذي يعطي معنى للفردوس‪ .‬وأنا أعلم أنكم تعرفون المور التي ذكرتها ولكن حصل معي شيء رائع‬ ‫ت بقراءة‬ ‫عندما أدركت أخي ًار هذه المور‪ .‬وبدأ الطريقة الجديدة التي أرى فيها المور عندما بدأ ُ‬

‫الفصل الول من الرسالة الولى إلى أهل كورنثوس )تحديدًا اليات ‪ .(18-1‬خذ بعض الوقت‬

‫لقراءة هذا المقطع الن وفيما تقرأ ‪ ،‬إندهش لفكرة وجود المسيح في كّل فكرة‪ .‬كّل حقيقة وكّل دافع‬

‫‪57‬‬


‫وكّل شغف في حياة بولس‪ .‬أرجوك خذ بعض الوقت لقراءة هذا المقطع الن‪ -‬المر مهم إلى هذا‬

‫الحّد !‪،‬‬

‫والتركيز على المسيح في هذا المقطع مذهل‪ .‬فهو بسيط جّد ًا‪ ،‬وصحيح جّد ًا‪ ،‬وواضح جّد اً‪-،‬‬ ‫ولكّنه صدمني تمام ًا‪ .‬ماذا يحاول الروح القدس أن يعّلمنا هنا؟ هل يجب أن نندهش لغنى علقة‬

‫بولس مع المسيح وأن نتواضع أمام روحانيته؟ أّم أّنها دعوة لفهم أعمق لشخ‪.‬ص يسوع المسيح‬ ‫والحاجة إلى ملئ حياتنا الروحّية بأفكار عن يسوع المسيح أو حياتنا بأكملها؟‬

‫تخّي ل‪ ،‬كيف سنبدو إن ذكرنا شيء عن يسوع بعد كّل جملة أو جملتين نقولها‪ .‬سيعتبرنا‬

‫الناس متطّر ف‪،‬ينروحّيًا وحتى بين التلميذ سنعتبر كذلك! وأنا ل أقول أّنه علينا أن نتكّلم بهذه‬ ‫الطريقة ولكن بالتأكيد يجب أن نفّك ر‪ ،‬بهذه الطريقة‪ .‬ويجب أن نأخذ كّل فكر لطاعة المسيح‬

‫)كورنثوس الثانية ‪ .(5 :10‬كّل كلمة وعمل ليسوع المسيح‪ .‬كّل قضمة ليسوع‪ .‬كّل طموح ودافع‬

‫ق الهم من حياتنا بل هو حياتنا‪ -‬فوق وتحت ‪ ،‬فينا وبنا ‪ ،‬هو كّل والكّل‬ ‫للمسيح‪ .‬ويسوع ليس الش ّ‬ ‫الن إوالى البد‪.‬‬ ‫عجيب اسمه‬ ‫من هو يسوع المسيح؟ الكلمات ل تكفي ولكّنها كّل ما نملكه؟ كيف يمكننا أن نعّبر عن‬

‫مجده وملء حياته ونعمته؟ "عجيب" )إشعياء ‪ -(6 :9‬من يستطيع التعبير؟ لقد ولد من عذراء‬

‫)إشعياء ‪ -(14 :7‬من يفهم؟ كان "بل خطّية" و"ابن ال الحّي "‪) ،‬عبرانيين ‪ ، 15 :4‬يوحنا ‪:6‬‬ ‫‪ -(69‬من يستطيع أن يتشّبه به؟ "ورئيس الحياة قتلتموه‪) "...‬أعمال الرسل ‪ -(15 :3‬من يستطيع‬

‫أن يتخيله؟ لقد أصبح خطيئة من أجلنا )كورنثوس الثانية ‪ -(21 :5‬من يصّد ق‪،‬؟ بالفعل إن لم تكن‬

‫هذه المور حقيقّية من قد يصّد ق‪،‬؟ والسبب الذي يخّو ل‪،،‬نا لعبادة ال والسبب الذي نحن أحياء وليس‬ ‫ل ‪ ،‬هو يسوع‬ ‫ب بعضنا البعض والسبب الذي نعرف ال وما هو عليه فع ً‬ ‫أموات والسبب الذي نح ّ‬ ‫المسيح‪.‬‬

‫فهو ال المتجّس د‪ ، ،‬جسد وروح ‪ ،‬أسد وخروف‪ .‬هو ملك وخادم ‪ ،‬وديع وعظيم‪ .‬هو إنسان‬

‫كامل مثلنا من جميع النواحي‪" .‬فإذ قد تشارك الولد في اللحم والدّم أشترك هو أيضًا كذلك‪"...‬‬

‫)عبرانيين ‪ .(14 :2‬وهو ال‪ :‬كلمة ال "صار جسدًا وحّل بيننا" )يوحنا ‪.(14 :1‬‬ ‫علينا أن نحّو ل‪،‬أعيننا عليه وأن نذكره وأن نتمّثل به وأن نفعل كّل المور به وله‪ .‬بعيدًا عنه‬

‫ل يمكننا أن نفعل شيء‪ .‬علينا أن نطلب "ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين ال‪) ".‬كولوسي ‪:3‬‬ ‫‪ .(1‬يجب أن نرفعه وأن نصلي له ونعظ عنه ونعبده‪.‬‬ ‫يسوع المسيح يملئ هذا الكون‪ .‬فقد "صعد أيضًا فوق جميع السموات لكي يمل الكّل ‪"،،.‬‬

‫)أفسس ‪ .(10 :4‬وهو "قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات" )عبرانيين ‪.(26 :7‬‬

‫‪58‬‬


‫و"ملء الذي يمل الكّل في الكّل "‪) ،‬أفسس ‪ .(23 :1‬وهو "كوكب الصبح المنير" )رؤيا يوحنا ‪:22‬‬

‫‪ ، (16‬هو مجيد وجميل و"مشتهى كّل المم‪) "...‬حجي ‪ .(7 :2‬يسوع المسيح هو ابن ال الوحيد‬ ‫)يوحنا الولى ‪ (9 :4‬والكلمة متجّس د‪،‬ة‪ .‬وهو تجّس د‪ ،‬المحبة وملء ال والتعبير عنه )كولوسي ‪:2‬‬ ‫‪" .(9‬الذي هو قبل كّل شيء وفيه يقوم الكّل "‪) ،‬كولوسي ‪" .(17 :1‬فإّنه فيه خلق الكّل ما في‬

‫السموات وما على الرض ما يرى وما ل يرى سواء كان عروشًا أو سيادات أو رياسات أو سلطين ‪،‬‬

‫الكّل به وله قد خلق‪) ".‬كولوسي ‪ .(16 :1‬وهو "بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كّل الشياء بكلمة‬

‫قدرته بعد ما صنع بنفسه تطهي ًار لخطايانا جلس في يمين العظمة في العالي" )عبرانيين ‪.(3 :1‬‬ ‫وهو يسود بسمو ونعمة وبعظمة مخيفة‪ .‬فهو تجّس د‪ ،‬الكمال الخلقي وخلصة المتياز وقمة‬

‫ب كّل الخليقة وخادم الخليقة‪ .‬وفيه "كّل غنى يقين الفهم لمعرفة‪) "...‬كولوسي ‪:2‬‬ ‫الجمال‪ .‬هو ر ّ‬ ‫ل‪ ،‬إلى البد" )عبرانينن ‪.(28 :7‬‬ ‫‪ .(3‬هو ملئ الله وال‪ .‬هو "مكّم ً‬

‫الحياة الفضل‬ ‫"فيه كانت الحياة" )يوحنا ‪ .(4 :1‬وكلماته هي الحياة )يوحنا ‪ .(63 :6‬هو حياتنا )كولوسي‬ ‫‪ .(4 :3‬وهو يلّقب ب"رئيس الحياة" )أعمال الرسل ‪ (15 :3‬و"الحياة البدية التي كانت عند الب‬

‫وُأظهرت لنا‪) ".‬يوحنا الولى ‪ .(2 :1‬هو "رجاء المجد" )كولوسي ‪" ، (27 :1‬بكر كّل خليقة"‬

‫)كولوسي ‪ (15 :1‬و"بك ًار بين إخوة كثيرين" )رومية ‪ .(29 :8‬وهو حتى الن يتشّفع لنا أمام ال‬

‫)يوحنا الولى ‪ .(1 :2‬هو يحيا "ليتشّفع لنا" )عبرانيين ‪ (25 :7‬ونتقّد م‪ ،‬إلى الب من خلله )يوحنا‬

‫‪ .(6 :14‬وبفضل حّبه البدي للمسيح )يوحنا ‪ ، (24 :17‬يرغب ال أن يكون ابنه إكليل كّل خليقة‪-‬‬

‫ل )أفسس ‪ .(21-20 :1‬وعبادتنا هي تعبير عن ذلك‪.‬‬ ‫وهذا ما هو عليه فع ً‬

‫أن نرى المسيح يعني أن نرى ال )يوحنا ‪ .(9 :14‬وتكريم البن هو تكريم الب )يوحنا ‪:5‬‬

‫ب باسمه‪.‬‬ ‫‪ .(23‬وروح ال هي من يكشف لنا هذه المور )أفسس ‪ .(5 :3‬نحن نجتمع في يوم الر ّ‬

‫ب ‪ ، .‬ونذكر جسده ودمه )كورنثوس الولى ‪ .(25-24 :11‬ونحن نشترك في هذه‬ ‫ونقيم مائدة الر ّ‬

‫المور من خلل دمه الذي ُس ف‪،‬ك من أجلنا )كورنثوس الولى ‪ .(16 :10‬ونصلي باسمه )يوحنا‬

‫‪ (14 :14‬ونبّش ر‪ ،‬بإنجيله )رومية ‪ .(19 :15‬وتسكن كلمته بغنى فينا ونحن نغّني لبعضنا البعض‬

‫)كولوسي ‪ .(16 :3‬وروحه موجودة في أجسادنا )كورنثوس الولى ‪ (16 :3‬وقد نعم على جميعنا‬ ‫بعطاياه )كورنثوس الولى ‪ ، 4 :12‬أفسس ‪.(11-10 :4‬‬

‫لقد اشترانا )أعمال الرسل ‪ ، 28 :20‬رؤيا ‪ .(9 :5‬لقد فدانا )بطرس الولى ‪.(19-18 :1‬‬ ‫و كّل "القدرة والغنى والحكمة والقّوة والكرامة والمجد والبركة" تعود إليه )رؤيا ‪ .(12 :5‬ويملك‬

‫المسيح "كّل سلطان في السماء وعلى الرض" )متى ‪ .(18 :28‬كّل شيء موضوع تحت قدميه‬

‫وكّل الشياء تخدمه وهو يملك كّل شيء‪ .‬لقد ُر ف‪،‬عإلى أعلى مكان وهو فوق كّل اسم أو لقب قد ُيمنح‬ ‫‪59‬‬


‫لحد )فيلبي ‪" ، (11-9 :2‬فوق كّل رياسة وسلطان وقّوة وسيادة‪ ...‬ليس فقط في هذا الدهر بل في‬ ‫المستقبل أيضًا" )أفسس ‪ .(21 :1‬وعندما يتكّلم سيقوم كّل الموات في التاريخ لمواجهته )يوحنا ‪:5‬‬ ‫‪.(28‬‬ ‫ب الجنود‪ .‬هو الخادم‬ ‫هو ابن داود وابن مريم وابن إبراهيم وابن النسان وابن ال‪ .‬هو ال ‪ ،‬ر ّ‬ ‫وهو الملك‪ .‬هو السد )رؤيا يوحنا ‪ .(5 :5‬هو الخروف )رؤيا ‪ .(8 :5‬هو السّر المكتوم في ال منذ‬

‫الدهور ولكن "الن قد ُأظهر لقّد ي‪،‬سيه" )كولوسي ‪ .(26 :1‬هو المصدر والجوهر والسبب والفرح‬ ‫والكليل والمجد ونهاية كّل شيء‪ .‬هو نشيد كّل الخليقة‪.‬‬

‫"لّنه يولد لنا ولد وُنعطى ابنًا وتكون الرياسة على كتفه وُيدعى اسمه عجيبًا‬

‫مشي ًار إلهًا قدي ًار أبًا أبدّيًا رئيس السلم" )إشعياء ‪(6 :9‬‬

‫"قائلين بصوٍت عظيم مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى‬ ‫والحكمة والقّوة‪ ،‬والكرامة والمجد والبركة" )رؤيا ‪(12 :5‬‬

‫هو البداية والنهاية ‪ ،‬الول والخر ‪ ،‬اللف والياء )رؤيا ‪ .(13 :22‬وهو يحمل في يديه‬ ‫مفاتيح الحياة والموت )رؤيا ‪ .(18 :1‬هو هو أمس واليوم إوالى البد )عبرانيين ‪ .(8 :13‬هو‬

‫حكمتنا وفادينا وقداستنا ووسيطنا‪ .‬هو رّبنا ومخّلصنا )بطرس الثانية ‪.(18 :3‬‬

‫هو الشخ‪.‬ص الموجود في التاريخ وفي الكتاب المقّد س‪ -،‬سيأتي أحد )العهد القديم( ‪ ،‬أتى أحد‬ ‫)النجيل( ‪ ،‬أحدهم سيأتي من جديد )العهد الجديد(‪ .‬هو "رئيس اليمان ومكّم ل‪،‬ه " )عبرانيين ‪:12‬‬ ‫‪ .(2‬نحن موجودون من خلله )عبرانيين ‪ .(10 :2‬والروح الذي يرسله يبّك ت‪،‬نا على الخطّية )يوحنا‬ ‫‪ ، 8 :16‬أعمال الرسل ‪ (33 :2‬إوانجيله يخّلصنا )رومية ‪.(16 :1‬‬

‫لقد ُد ف‪ّ،‬نا معه وقمنا معه )كولوسي ‪ .(12 :2‬نحن مغموسين فيه ونلبسه علينا )غلطية ‪:3‬‬

‫ص ل‪،،‬بنا معه )غلطية ‪ (20 :2‬وحصلنا على الحياة به )أفسس ‪ (5 :2‬ومّتحدين به‬ ‫‪ .(27‬لقد ُ‬

‫)رومية ‪ (5 :6‬وجالسين معه حتى الن في السماويات )أفسس ‪:6 ، 10 :3 ، 6 :2 ، 20 ، 3 :1‬‬ ‫‪ .(12‬ويقول بولس ‪" ،‬لّنكم قد مّتتم وحياتكم مستترة مع المسيح في ال" )كولوسي ‪ .(3 :3‬وقد ختننا‬ ‫بيديه من طبيعتنا الخاطئة في المعمودّية )غلطية ‪ .(12-11 :2‬دمه يغسلنا )عبرانيين ‪.(14 :9‬‬ ‫"لّنه بقربان واحٍد قد أكمل إلى البد المقّد س‪،‬ين‪) ".‬عبرانيين ‪ .(14 :10‬نحن كنيسة المسيح ومبنّيين‬ ‫على أساس المسيح وكلمته)يوحنا ‪ ، 48 :12‬كورنثوس الولى ‪ .(11 :3‬هو حجر الزاوية والحجر‬

‫الحّي )أفسس ‪ ، 20 :2‬بطرس الولى ‪ .(4 :2‬ونحن "جسده ملء الذي يمل الكّل في الكّل "‪) ،‬أفسس‬ ‫‪ .(23 :1‬عهده أفضل وأجدد وأعظم وأعلى وأكثر كرامة‪ .‬دمه أثمن وأكثر حياًة‪ .‬هو مركز السماء‬ ‫والرض ‪ ،‬الجسر بين ال والنسان‪ -‬النسان يسوع المسيح‪.‬‬

‫‪60‬‬


‫هو ممثلنا وهو كنزنا‪ .‬هو وحينا ووسيطنا‪ -‬صلب بين رجلين وبين عهدين وبين الرض‬ ‫والسماء وبين البدية والجحيم‪.‬‬ ‫"ومن ملئه نحن جميعًا أخذنا‪ .‬ونعمًة فوق نعمة‪) ".‬يوحنا ‪ .(16 :1‬هو "عطّيته التي ل‬

‫يعّبر عنها" )كورنثوس الثانية ‪ (15 :9‬والنعمة التي ل ُتستقصى )أفسس ‪ (8 :3‬والحياة البدّية‬ ‫)رومية ‪ .(23 :6‬هو زوجنا )إشعياء ‪ (5 :54‬ونحن عروسه ‪" ،‬العروس إمرأة الخروف" )رؤيا ‪:21‬‬ ‫‪ .(9‬هو يرث معنا ومثلنا في الحياة البدّية )رومية ‪ .(17 :8‬ونحن سنملك معه على عرشه )رؤيا‬ ‫‪ .(21 :3‬هو الذبيحة ورئيس الكهنة في شخ‪.‬ص واحد )عبرانيين ‪ .(22-19 :10‬هو الخروف‬ ‫ب في آن واحد‪ .‬هو الخالق والفادي معًا‪.‬‬ ‫والر ّ‬ ‫الجواب الصحيح‬ ‫هو الجواب لكّل سؤال ومشبع كّل حاجة )فيلبي ‪ .(19 :4‬هو الخبز )يوحنا ‪ .(35 :6‬هو‬

‫الماء )يوحنا ‪ .(10 :4‬هو الراعي )يوحنا ‪ .(11 :10‬هو النور )يوحنا ‪ (12 :8‬والكرمة المثمرة‬

‫ق والحياة )يوحنا ‪ -(6 :14‬هو المفتاح والباب إلى الجّنة‪ .‬هو‬ ‫)يوحنا ‪ .(2-1 :15‬هو الطريق والح ّ‬ ‫"القيامة والحياة" )يوحنا ‪ .(25 :11‬واليمان به يعني الحياة دومًا )يوحنا ‪.(26 :11‬‬ ‫المسيح هو كلمة ال‪ -‬الكلمة الخيرة والتعبير الكّلي عن ال في السماء وعلى الرض‪ .‬من‬

‫يلمس هذا البر‪.‬ص؟ ال يلمسه‪ .‬من يغسل هذه الرجل؟ ال يفعل ذلك‪ .‬من يبكي على أورشليم؟‬

‫ال‪ .‬من يموت على هذا الصليب؟ ال‪ .‬فقد قال بطرس "رئيس الحياة قتلتموه" )أعمال الرسل ‪:3‬‬ ‫‪ .(15‬هو المحّبة‪ .‬هو سهل الجانب‪ .‬هو كثير الرحمة‪ .‬هو وديع‪ .‬هو رؤؤف‪ .‬هو كّل شيء وفي‬ ‫كّل شيء‪ -‬فينا ومن خللنا ولنا‪ .‬المسيح هو كّل شيء وفي كّل شيء‪.‬‬

‫هو"وديعًا راكبًا على أتان" )متى ‪ .(5 :21‬هو رائع و"آتيًا على سحاب السماء" )متى ‪:26‬‬

‫‪ .(64‬هو "نور" و"مجد" ومعبد" الحياة البدّية بنفسها‪ .‬ولسمه "تجثو‪ ...‬كّل ركبة ممن في السماء‬ ‫ب لمجد ال الب"‬ ‫ومن على الرض ومن تحت الرض ويعترف كّل لسان أّن يسوع المسيح هو ر ّ‬

‫)فيلبي ‪(11-10 :2‬‬

‫ب الرباب" )تيموثاوس الولى ‪ (16 :5‬و"الشاهد المين" )رؤيا يوحنا‬ ‫هو "ملك الملوك ور ّ‬

‫‪ (5 :1‬و"بداءة خليقة ال" )رؤيا يوحنا ‪ .(14 :3‬فعيناه نار مشتعلة وهو يمشي بين الضواء‬

‫والكنائس‪ .‬هو الجوهر والملء والغنى ومجيء هدف ال السرمدي وتحقيقه )أفسس ‪ .(11 :3‬فقد‬ ‫تصالح ال مع كّل الخليقة من خلله وجسده ودمه )كولوسي ‪ .(23-15 :1‬ففيه تجتمع كّل خليقة‬

‫في السماء وعلى الرض "في المسيح ‪...‬في ذاك" )أفسس ‪ .(10 :1‬هو ملء كّل خليقة هو هدف‬

‫الكون وسببه‪ .‬وقد أعطي كّل مجد وتكريم له‪ .‬وستعبده كّل خليقة‪ .‬هو نصرتنا‪ .‬وهو محامينا‪ .‬هو‬ ‫قاضي هذه الرض‪ .‬هو المين في ال‪.‬‬

‫‪61‬‬


‫هو الخروف الذي ُذ ب‪،‬ح والحجاب الذي انشق ورئيس الكهنة الذي قّد م‪ ،‬دمه الخالي من‬

‫الخطّية من أجلنا‪ -‬هذا الدم المسفوك والذي يغسل وينظف ويفدي ويطهّرنا‪ .‬هو دم رائع ومقّد س‪،‬‬ ‫وعجيب‪ -‬هو دم العهد البدي الذي يملك القّوة بأن يقيم المسيح من الموات )عبرانيين ‪.(20 :13‬‬

‫فل شيء يهّم غير المسيح‪.‬‬

‫ي شخ‪.‬ص غير المسيح وليس لحد آخر يجب أن ننظر‪" .‬فجاء صوت من‬ ‫ليس هناك أ ّ‬

‫ل هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا" )مرقس ‪ ، 7 :9‬بطرس الثانية ‪" .(17 :1‬إلى من‬ ‫السحابة قائ ً‬

‫نذهب؟" يسوع وحده‪" .‬كلم الحياة البدّية عندك‪) ".‬يوحنا ‪ .(68 :6‬فما من اسم يستطيع أن‬ ‫يخّلصنا غير يسوع )أعمال الرسل ‪ .(12 :4‬فهناك إله واحد ووسيط واحد بين ال والناس‪ -‬يسوع‬ ‫المسيح )تيموثاوس الولى ‪ .(5 :2‬فمحّبته تحصرنا )كورنثوس الثانية ‪ .(14 :5‬فحياته هي‬

‫رسالتنا‪ .‬وروحه تعطينا القّوة وترشدنا )أعمال الرسل ‪ .(7 :16‬ونحن نصّلي باسمه ونحّقق‬ ‫المعجزات وخلله فقط نصّلي إلى ال‪ .‬هو سلمنا )يوحنا ‪ .(33 :16‬هو فرحنا‪ .‬هو حكمتنا‬ ‫وقداستنا وفديتنا )كورنثوس الولى ‪.(30 :1‬‬ ‫فقد سكب محّبته في قلوبنا من خلل الروح القدس بمحّبة ل تستقصى لدرجة أّننا لن نعرف‬

‫يومًا عمقها أو طولها أو عرضها ‪ ،‬فهي محّبة عظيمة لدرجة أّن ل شيء في هذا الكون قد يفّر ق‪،‬ناعن‬

‫محّبة ال التي في المسيح يسوع )رومية ‪ .(39 :8‬فقد أحبنا محّبة أبدّية وكاملة لدرجة تقديم حياته‪.‬‬ ‫ويمكننا أن نقوم بكّل شيء فيه )يوحنا ‪ .(13 :14‬ونحن ننتظر رجوعه‪ .‬ويجب أن نمجده‬

‫في أجسادنا في الحياة أو في الموت‪ .‬ويجب أن نتمّثل به وأن نعطي الشكر من خلله‪ .‬فقد صلب‬

‫ص ل‪،،‬ب في الضعف ولكّنه رفع إلى السموات وحتى أعلى سموات‪ .‬هو أملنا بالمجد‬ ‫العالم لنا به‪ .‬لقد ُ‬ ‫وأخونا وحبيبنا وصديقنا‪.‬‬

‫هو تفسير اللغز والسّر المكشوف والمعضلة المبّس ط‪،‬ة والهدف السرمدي في حياة إنسان‬

‫قصيرة‪ .‬هو السؤال وهو الجواب‪ .‬هو العطية وهو العاطي‪ .‬لقد تجّس د‪ ،‬المسيح لكي نحتفل نحن‬

‫بحياته‪ .‬لقد أصبح خطّية من أجلنا لكي "نصير نحن بّر ال" )كورنثوس الثانية ‪ .(21 :5‬لقد ُو ل‪،،‬د في‬ ‫حظيرة لكي نحصل نحن على منازل في السماء‪ .‬لقد أصبح ل شيء لكي نكون نحن ورثة‪ .‬لقد ُترك‬ ‫لكي نقترب نحن‪ .‬لقد أصبح فقي ًار لكي نغتني نحن من خلل فقره‪ .‬لقد كان خادمًا لكي نكون نحن‬ ‫ص ل‪،،‬ب هو لكي نمّج د‪ ،‬نحن‪ .‬لقد كان رجل أحزان لكي نمتلئ نحن ب‪"،‬فرٍح ل ُينطق به‬ ‫ملوك‪ .‬لقد ُ‬ ‫ومجيد" )بطرس الولى ‪ .(8 :1‬المسيح هو مركز ومجد كّل شيء من خلقنا إلى دعوة إهتدائنا‬

‫وتتويجنا وحصولنا على الحياة البدّية‪ .‬هو "رئيس اليمان ومكّم ل‪،‬ه" )عبرانيين ‪ .(2 :12‬ومّرةأخرى‬ ‫يسوع الكّل ويسوع وحده‪ -‬السبب والمصدر والمعنى والمجد والمل ونشيد الخليقة في السماء وعلى‬

‫الرض الن إوالى البد‪ .‬آمين‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫دورنا‬ ‫ب يسوع المسيح؟ علينا فقط أن نلقي نظرة على بولس‪.‬‬ ‫ي مدى يمكن لنسان أن يح ّ‬ ‫إلى أ ّ‬

‫فكما كان داود لعبادة يهوه كذلك كان بولس لمحّبة يسوع المسيح‪ .‬لقد كان المسيح شغف بولس‬

‫الوحيد وسببه الوحيد لكي يبقى على قيد الحياة )فيلبي ‪ .(21-20 :1‬وحتى بعد رؤياه والتجليات‬ ‫والظهورات التي حصلت معه والفهم الكامل الذي كان يتحّلى به كرسول ‪ ،‬حتى بعد كّل هذا ‪ ،‬ماذا‬

‫أراد بولس؟ "لعرفه وقّوة قيامته وشركة آلمه مشتبهًا بموته‪) ".‬فيلبي ‪.(10 :3‬‬

‫لقد كان بولس مستعدًا أن يتألم من أجله وأن يملئ جسده ما كان "نقائ‪.‬ص شدائد المسيح"‬

‫)كولوسي ‪ .(24 :1‬لقد كان المسيح قّو ت‪،،‬ه‪ .‬وقد علم أّن كّل حاجاته ستتحّقق من خلل المسيح‪ .‬كان‬ ‫يستطيع أن يفعل كّل شيء فيه )فيلبي ‪ .(13 :4‬فلم يهّم شيء غير "المسيح إواياه مصلوبًا"‬ ‫)كورنثوس الولى ‪ .(2 :2‬لقد خدم ال من كّل قلبه من خلل "إنجيل ابنه" )رومية ‪ .(9 :1‬محّبة‬ ‫المسيح حصرته )كورنثوس الثانية ‪ (14 :5‬وصلبه للعالم )غلطية ‪.(14 :6‬‬

‫وكما بولس ‪ ،‬كانت مريم المجدلّية أحد الشخا‪.‬ص الذين أحّبوا يسوع بعمق‪ .‬إذ لم تستطع‬

‫ب يسوع بشّد ة‪ .،‬لم يكن هناك حدود لمشاعرها ولم تستحي‬ ‫بكّل بساطة أن تبتعد عنه‪ .‬لقد كانت تح ّ‬ ‫يومًا عن التعبير عن هذه المشاعر‪ .‬لقد بقيت عند رجيله لتستمع له‪ .‬لقد عادت لتعبده وتمسح رجليه‬ ‫بالزيت‪ .‬فهي لم تأبه للثمن فقد كان يسوع يستحق ذلك‪ .‬وهي لم تهتم بالنقد وهي لم تعرف بوجودها‬

‫ل‪ .‬لقد رأت يسوع فقط‪ .‬فهي لم تستطع أن تتركه حتى على الصليب بالرغم من وجود‬ ‫أص ً‬

‫الشخا‪.‬ص الذين يكرهون ال ويريدون قتل المسيح‪.‬‬

‫بولس ومريم هما مثلن رائعان للمحّبة ليسوع‪ .‬ولكن من هو يسوع لك ولي؟ كيف يجب أن‬

‫تكون تجربة النسان المسيحي العادي مع يسوع؟ إق أر العهد الجديد واكتشف بنفسك‪ .‬فالمسيح هو‬

‫الكّل وهو وحده وهو إلى البد‪ .‬يجب أن نرفعه في تعاليمنا وأن نمّثله في عالمنا وأن نعّر ف‪،‬أولدنا‬

‫عليه وأن نعّلمه في صفوفنا‪ .‬يجب أن يكون هو المهيمن في نصائحنا‪ .‬وعلينا أن نتمّثل بحياته ومن‬

‫خلله نتعّبد ال ونشترك في عشائه‪ .‬ونفعل ما نفعله من أجله‪ .‬فمن الولدة إلى الموت والوصول إلى‬

‫الحياة البدّية ‪ ،‬يسوع هو كّل شيء‪ -‬الشيء الوحيد‪.‬‬

‫"فلنتقّد م‪ ،‬به في كّل حين ل ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاٍه معترفة باسمه‪".‬‬

‫)عبرانيين ‪(15 :12‬‬

‫‪63‬‬


‫‪9‬‬

‫قّبل البن‬ ‫ب بخوف واهتفوا برعدة‪ .‬قّبل‪،‬وا البن لئل يغضب فتبيدوا من الطريق‬ ‫"اعبدوا الر ّ‬ ‫لّنه عن قليل يّتقد غضبه‪ .‬طوبى لجميع المّتكلين عليه" )مزمور ‪-11 :2‬‬ ‫‪(12‬‬

‫ب يسوع المسيح فليكن أناثيما‪ .‬ماران أثا" )كورنثوس‬ ‫ب الر ّ‬ ‫"إن كان أحد ل يح ّ‬

‫الولى ‪(22 :16‬‬

‫ت مّرةواحدة برجوع المسيح وقد كان مخيفًا جّد اً‪ .،‬فقد تحّو ل‪،،‬ت السماء إلى معدن أما‬ ‫لقد حلم ُ‬

‫السحاب فتحّو ل‪،‬إلى مخلوقات مخيفة‪ -‬تشبه التنين‪ .‬وقد غطس واحد منهم مثل لمحة البرق في‬

‫المحيط وبدأ يتحرك مثل سمك القرش‪ -‬كان عطشان للدماء‪ .‬لقد كانت ِر ق‪،‬بته مخيفة وظهر حائط‬ ‫على الضفتين‪ .‬واختفى هذا المخلوق عن النظر ما عدا هذه الرقبة من الماء كجبل فوقه ووراءه‪ .‬وثم‬ ‫ت تكريس‬ ‫ت بخطاياي لمدة ستة ساعات وتفحصت كّل تفصيل في حياتي وأعد ُ‬ ‫استيقظت‪ .‬واعترف ُ‬

‫ت عشرة أضعاف هذا‪ .‬ولم أبتسم لمّد ة‪ ،‬أسبوع‪ .‬وبالتأكيد الشيء الوحيد الذي‬ ‫نفسي مئات المّراتوتب ُ‬

‫كان ناقصًا في حلمي كان يسوع‪.‬‬

‫وهذا لم يكن المجيء الثاني أبدًا‪ .‬بل كان أشبه بفتح الختوم السبعة )رؤيا يوحنا ‪.(8-6‬‬

‫وحتى أقّل من ذلك ‪ ،‬كان مجّر د‪،‬حلم ومجّر د‪،‬خيال‪ .‬فول واحد من الملئكة موصوف في الكتاب‬ ‫المقّد س‪ ،‬بهذا الشكل ول حتى عن بعيد‪ .‬إذًا‪ ...‬كيف سيكون المجيء الثاني ليسوع المسيح؟ نحن‬

‫بحاجة لبعض المقاطع فقط لكي يظهر خوفنا ودهشتنا‪.‬‬ ‫جند مل ئمكي‬

‫ل عن الملئكة‪ .‬الملئكة يتمّتعون بالقّوة والمجد وهم مخلوقات روحّية‪ .‬هم‬ ‫دعونا نتكّلم أّو ً‬ ‫يقفون في حضرة ال ويخدمونه ‪ ،‬هم يخدمون الريح والنار‪ .‬ورؤية الملئكة بكامل عظمتهم بأعيننا‬ ‫البشرّية غالبًا ما يحدث الخوف والذعر‪ .‬فقد إمتل زكريا بالخوف‪ .‬أما يشوع قائد الجيش السرائيلي‬

‫فقد وقع على ركبيته‪ .‬وبدأ دانيال يرتجف أما حزقيال فقد خاف كثي ًرا‪ .‬والجنود عند القبر ارتعشوا مثل‬ ‫الموات‪ .‬وقد استطاع ملك واحد أن يقتل ‪ 185000‬جندي أشوري‪ .‬ونجد في سفر رؤيا يوحنا أّن‬ ‫ميخائيل وملئكته‪ -‬وليس يسوع‪ -‬طردوا إبليس من الحياة البدّية‪ .‬وقد وقف ملك واحد يحمل سيفًا‬

‫‪64‬‬


‫بيده أمام أورشليم وكان لتدميرها كّلها بسبب خطّية داود‪ .‬والصورة مخيفة جّد اً‪ .،‬وقد وقع الرسول‬ ‫يوحنا الذي يحّذ ر‪،‬نا من عبادة الوثان ‪ ،‬على رجليه أمامهم ليعبدهم‪.‬‬

‫وقد خلق ال كّل ملك فرديًا لخدمته‪ .‬وقد دّم ر‪،‬ت مصر "جيش ملئكة أشرار" )مزمور ‪:78‬‬

‫‪ .(49‬وقد ُد ع‪،‬ي أداة ال الذي قتل كّل بكر في مصر بكّل بساطة "المهلك" )خروج ‪.(23 :12‬‬

‫ويفّس ر‪ ،‬يوحنا في الصحاح التاسع من سفر رؤيا أّن "مئتا ألف ألف" ملك كانوا مستعدين لعمل‬

‫معّين‪ -‬ليوم محّد د‪ ،‬وساعة معّينة وهم لذلك ُخ ل‪،،‬قوا‪ ,‬وقد قال يوحنا "سمعت عددهم" )رؤيا يوحنا ‪:9‬‬ ‫‪ .(16‬ويمكن أن نسمع صرخة ملك واحد عبر الخليقة كّلها )رؤيا يوحنا ‪ .(3-2 :5‬وهناك أعداد‬ ‫ل تحصى منهم )رؤيا ‪ -(11 :5‬هم أقوياء وأذكياء ومن دون خطّية‪ -‬منكبين فقط على خدمة ال‬ ‫وتحقيق إرادته‪.‬‬

‫لماذا أقول كّل هذه المور؟ بسبب كلمة صغيرة يمكنها أن تساعدنا على فهم مجيء المسيح‬

‫الثاني بصورة أوضح‪ .‬وهي كلمة قد غفلتم عنها في الماضي‪ -‬على القل أن فعلت كذلك‪.‬‬ ‫"ومتى جاء ابن النسان في مجده وجميع الملئكة القّد ي‪،‬سين معه فحينئٍذ يجلس‬

‫على كرسّي مجده‪) ".‬متى ‪.(31 :25‬‬

‫عندما يعود يسوع مّرةأخرى ‪ ،‬من سيأتي معه؟ الملئكة؟ آلف الملئكة؟ ليس تحديدًا ‪ ،‬ما‬

‫رأيكم بكّل الملئكة‪ -‬كّل واحد منهم! وستخلو السموات من جميع الملئكة‪ .‬فهم سيحيطون بإلههم‬ ‫ويحلمون سيوفهم وسيكونون مستعدين للتصّر ف‪،‬بحزم وله الرادة بالقتل‪ .‬فهم سيلعنون أعداء ال‬

‫وفي الوقت عينه سيجمعون كّل من كان ينتظر هذا الظهور ويصبو إليه‪ .‬فهم سيجمعون المختارين‬

‫من أقاصي الرض‪.‬‬

‫ويتكّلم يهوذا عن العقاب الذي ينتظر من يتجرأون على التجديف على المخلوقات السماوية‬

‫)يهوذا ‪ .(10-8‬إل أّن المسيح أروع من كّل القديسين الذين يحيطون به‪ .‬ففي الواقع‪:‬‬ ‫"وأيضًا متى أدخل البكر إلى العالم يقول ولتسجد له كّل ملئكة ال‪".‬‬ ‫)عبرانيين ‪(6 :1‬‬

‫كم عظيم هو إلهنا إن كان هو "أعظم من الملئكة" )عبرانيين ‪ (4 :1‬بكثير‪ .‬هو أعظم من‬ ‫كّل من حوله مجتمعين‪.‬‬ ‫المسيح الذي ل يقاوم‬

‫‪65‬‬


‫والذي يؤّثر فّي أكثر من الصحاح الخامس والعشرين من إنجيل متى هو كلمة للرسول‬

‫بولس في رسالته إلى أهل تسالونيكي‪ .‬هل نتوّقع مقاومة عندما يعود المسيح؟ هل سيتج أر الشرير‬

‫المحكوم للهلك ‪ ،‬أن يحارب؟ هل ستخرج كلمة غضب وتجديف واحدة من شفتي الشرير قبل هلكه‬

‫المحّتم؟ إليكم ما يقوله بولس عن المجيء الثاني للمسيح‪:‬‬ ‫ب يبيده بنفخة من فمه وُيبطله بظهور‬ ‫"وحينئذ سُيستعلن الثيم الذي الر ّ‬ ‫مجيئه‪) ".‬تسالونيكي الثانية ‪(8 :2‬‬

‫نفخته وعظمته يكفيان لبادة الشرير‪ .‬هذا كّل شيء‪ .‬وفي مواجهة من نور عظيم ‪ ،‬ستختفي‬ ‫الظلمة بالسهولة الذي ُيضيء فيها النور في غرفة ما‪ .‬فحتى الجبال ستذوب مثل الشمع أمامه‪.‬‬

‫وكما يصف يوحنا ‪ ..." ،‬من وجهه هربت الرض والسماء ولم يوجد لهما موضٌع‪) ".‬رؤيا يوحنا ‪:20‬‬ ‫‪.(11‬‬

‫سنواجه في يوم الدينونة ‪ ،‬من يمل الكون كّله‪ .‬فنحن لن نقف أمام ال فحسب بل أمام كّل‬ ‫ملئ ال كما هو‪ .‬ولن يكون هناك مكان نهرب إليه لّنه لن يبقى شيء لنركض إليه‪ .‬إوان وضعنا‬

‫كلم الشعر جانبًا ‪ ،‬سنقف أمام الحقيقة‪ .‬هل تتخّي ل‪ ،‬يسوع يستحي بنا لّننا استحينا به؟ ويسوع يمل‬

‫الكون الن أيضًا‪ .‬فهو يملك ويسود على يمين ال في السماء وهو مستعّد للعودة‪ .‬وسيعود على‬ ‫حين غّرة‪ .‬ويقوليعقوب أّنه حتى الن "الديان واقف قّد ا‪،‬م الباب‪) ".‬يعقوب ‪ .(9 :5‬ويقول بطرس‬ ‫أّنه "على استعداٍد أن يدين" )بطرس الولى ‪ .(5 :4‬وستحترق العناصر في لمحة بصر‪ .‬وستزول‬ ‫السماء والرض بصرخة عظيمة وسيرى جميع الناس ‪" ،‬ستنظره‪ ...‬والذين طعنوه" )رؤيا يوحنا ‪:1‬‬ ‫‪ .(7‬سينوحون ويبكون لكي تسقط الجبال عليهم لكي يختبئوا من غضب السد؟ كل "عن غضب‬ ‫الخروف" )رؤيا يوحنا ‪.(16 :6‬‬ ‫يسوع هو ملك عظيم فهو كثير النعمة واللطف والرحمة‪ .‬وقد حجب عظمته وسموه‬ ‫وملوكّيته عندما كان على الرض‪ .‬فقد ولد في إسطبل ومحاط بالحيوانات وليس الملئكة‪ .‬كان‬

‫ل يحتاج للرعاية والرضاعة من إمرأة‪.‬‬ ‫طف ً‬ ‫خالق النجوم أصبح رضيعًا‬

‫خالق الكون إحتاج إلى الراحة‬

‫كلمة ال عاجزة عن الكلم‬

‫أبدي القّوة غير قادر على المشي‬

‫‪66‬‬


‫ص ل‪،،‬ب من‬ ‫لقد جاء يسوع أّو ً‬ ‫ل كخادم‪ .‬كان بإمكاننا لمسه والكلم معه‪ .‬ويقول بولس أّنه " ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ي "صورة له ول جمال فننظر إليه ول منظر‬ ‫ضعف "‪) ، ،‬كورنثوس الثانية ‪ .(4 :13‬فلم يكن هناك أ ّ‬

‫فنشتهيه" )إشعياء ‪ .(2 :53‬لقد قبض على يسوع في الحديقة بقبلة‪ .‬فلم يستطع الجنود أن يتعّر ف‪،‬وا‬

‫ب المجد‪) ".‬كورنثوس‬ ‫ي تاج أو إكليل‪ .‬فهم لو فهموا من هو فع ً‬ ‫ل ‪" ،‬لما صلبوا ر ّ‬ ‫إليه لّنه لم يضع أ ّ‬ ‫الثانية ‪ -(8 :2‬ولكّنهم فعلوا‪ .‬لقد كان ال بالتأكيد‪ -‬ملئ ال‪ -‬ولكّنه كان إنسان أيضًا‪ .‬فقد أخفت‬

‫إنسانّيته عظمة ألوهّيته‪" .‬إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله" )يوحنا ‪.(11 :1‬‬ ‫وكان المر أكثر من "عدم قبوله"‪ .‬فقد سخر الجنود من يسوع قبل صلبه‪ .‬وقد لطموه كما لو‬ ‫ل من شوك على رأسه‪.‬‬ ‫أّنه دمية‪ .‬وضربوه على رأسه م ار ًار وتك ار ًرا‪ .‬وقد بصقوا عليه ووضعوا إكلي ً‬ ‫وألبسوه ثوبًا على ظهره الدامي ووضعوا عصا في يده على أّنها صولجان‪ .‬لقد جثوا أمامه وعبدوه‬

‫ساخرين من يسوع ‪ ،‬هذا ملك اليهود وعدو قيصر ‪ ،‬هذا البله والمهّرج‪ .‬إلّأّن عمل الوثنيين هذا ‪،‬‬ ‫مجموعة الرجال القساة هذه والسخرية على يد الشرار كانت بالفعل حفلة تتويج ملك هذا الكون! "أّم ا‪،‬‬ ‫أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي" )مزمور ‪ .(6 :2‬لم يعرفوا ذلك‪ -‬وكيف كانوا‬ ‫ليعرفوا؟‬ ‫لوح خشب وقطعة لحم‬ ‫مرح الجّزارون‬ ‫جميل ونظيف ‪ ،‬مخطط ومستبق‬ ‫بدأ الذبح‬

‫ولكن عند مجيئه الثاني ‪ ،‬لن يخطأ أحد في كونه ملك‪ .‬وسينوح جميع الناس لدى ظهوره‪.‬‬ ‫بهاء ل مثيل له‬ ‫لقد أخفي بهاء يسوع الكبير والمخيف حتى عن أعين الناس‪ .‬فل نستطيع أن نراه إلّ في‬

‫كلمه وأعماله‪ .‬لقد كان سهل الجانب لّن ملء بهائه كان محجوبًا‪ .‬وقد إتكأ يوحنا التلميذ الحبيب‬

‫على يسوع في لحظة مؤثّرة جّد ًا‪ ،‬وهي لحظة عشاء الفصح ‪ ،‬وأظهر بذلك عمق علقتهم‪ .‬وبالرغم من‬

‫أّن يوحنا قد رأى التجّلي والعجائب وقيامة الموات ‪ ،‬فهو لم يخف من التقّر ب‪،‬من رّبه‪ .‬ووفقًا له "فإن‬ ‫الحياة ُأظهرت وقد رأينا" )يوحنا الولى ‪" ، (2 :1‬ولمسته أيدينا" )يوحنا الولى ‪ .(1 :1‬ولكن عندما‬ ‫ت عند رجليه‬ ‫ُأعطي يوحنا على مقربة من موته ‪ ،‬رؤيا عن المسيح وعظمته المخيفة ‪ ،‬لقد "سقط ُ‬ ‫كميٍت " ‪) ، ،‬رؤيا‪.(17 :1‬‬

‫‪67‬‬


‫ب المحّبة إواله المجد‪.‬‬ ‫ملكنا ومخّلصنا ورّبنا رائع‪ .‬نحن نعبد خروف ال وأسده‪ .‬هو ر ّ‬ ‫والطريقة التي رأينا فيها يسوع على الرض ليست بالضرورة الطريقة التي يريد أن نعرفه فيها الن‬ ‫وهو في السماء وليست الطريقة التي سيكون عليها لدى مجيئه الثاني‪.‬‬ ‫إق أر وصف يسوع الموجود في رؤياه ليوحنا‪:‬‬ ‫" وأّم ا‪ ،‬رأسه وشعره فأبيضان كالصوف البيض كالثلج وعيناه كلهيب ناٍر‬

‫ورجله شبه النحاس النّقي كأّنهما محمّيتان في أتون وصوته كصوت مياه‬

‫ف ما ٍ‬ ‫ض ذو حّد ي‪،‬ن يخرج من‬ ‫كثيرٍة ومعه في يده اليمنى سبعة كواكب‪ .‬وسي ٌ‬

‫فمه ووجهه كالشمس التي تضيء في قّو ت‪،،‬ها‪ .‬فلما رأيته سقطت عند رجليه‬ ‫ل لي ل تخف أنا هو الول والخر والحّي‬ ‫كميت فوضع يده اليمنى علّي قائ ً‬ ‫وكنت ميتًا وها أنا حّي إلى أبد البدين أمين ولي مفاتيح الهاوية والموت "‬

‫)رؤيا ‪(18-14 :1‬‬

‫وتأّم ل‪ ،‬وصف يسوع لنفسه في رسائله للكنائس في آسيا‪:‬‬ ‫"اكتب إلى ملك كنيسة أفسس‪ .‬هذا يقوله الممسك السبعة الكواكب في يمينه‬ ‫الماشي في وسط السبع المناير الذهبّية‪) ".‬رؤيا ‪(1 :2‬‬ ‫"وأكتب إلى ملك كنيسة سميرنا‪ .‬هذا يقوله الّو ل‪،‬والخر الذي كان ميتًا‬ ‫فعاش‪) ".‬رؤيا ‪(8 :2‬‬

‫"وأكتب إلى ملك الكنيسة التي في برغامس‪ .‬هذا يقوله الذي له السيف‬ ‫الماضي ذو الحدين‪) ".‬رؤيا ‪(12 :2‬‬ ‫"وأكتب إلى ملك الكنيسة التي في ثياتيرا‪ .‬هذا يقوله ابن ال الذي له عينان‬

‫كلهيِب ناٍر ورجله مثل النحاس النقّي ‪) "،،.‬رؤيا ‪(18 :2‬‬

‫"وأكتب إلى ملك الكنيسة التي في ساردس‪ .‬هذا يقوله الذي له سبعة أرواح‬ ‫ت ‪"،.‬‬ ‫ال والسبعة كواكب‪ .‬أنا عار ٌ‬ ‫ف أعمالك أّن لك اسمًا أّنك حّي وأنت مي ٌ‬

‫)رؤيا ‪(1 :3‬‬

‫ق الذي له‬ ‫"وأكتب إلى ملك الكنيسة التي في فلدلفيا‪ .‬هذا يقوله القّد و‪،‬س الح ّ‬

‫مفتاح داود الذي يفتح ول أحد يغلق وُيغلق ول أحد يفتح‪) ".‬رؤيا ‪(7 :3‬‬

‫‪68‬‬


‫"وأكتب إلى ملك كنيسة اللودكيين‪ .‬هذا يقوله المين الشاهد المين الصادق‬ ‫بداءة خليقة ال‪) ".‬رؤيا ‪(14 :3‬‬

‫تأّم ل‪ ،‬الوصف النبؤي الموجود في دينونة أعداء الكنيسة‪:‬‬ ‫"وملوك الرض والعظماء والغنياء والمراء والقوياء وكّل عبٍد وكّل حّر أخفوا‬ ‫أنفسهم في المغاير وفي صخور الجبال وهم يقولون للجبال والصخور اسقطي‬

‫علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف لّنه قد جاء‬ ‫يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف" )رؤيا ‪(17-15 :6‬‬

‫ت السماء مفتوحة إواذا فرس أبيض والجالس عليه ُيدعى أمينًا وصادقًا‬ ‫"ثم رأي ُ‬ ‫وبالعدل يحكم وُيحارب‪ .‬وعيناه كلهيب ناٍر وعلى رأسه تيجان كثيرة وله اسم‬

‫مكتوب ليس أحٌد يعرفه إل هو‪ .‬وهو متسربل بثوب مغموس بدٍم ويدعى اسمه‬

‫كلمة ال‪ .‬والجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيٍل بيض لبسين بّزًا‬ ‫أبيض ونقّيًا‪ .‬ومن فمه يخرج سيف ما ٍ‬ ‫ض لكي يضرب به المم وهو سيرعاهم‬ ‫بعصًا من حديد وهو يدوس معصرة خمر سخِط وغضب ال القادر على كّل‬ ‫ب الرباب"‬ ‫شيء‪ .‬وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ور ّ‬

‫)رؤيا ‪(16-11 :19‬‬

‫وتأّم ل‪ ،‬كلمات من سيعود لدينونة كّل كائن بشري‪:‬‬ ‫"وها أنا آتي سريعًا وأجرتي معي لجازي كّل واحٍد كما يكون عمله‪ .‬أنا اللف‬ ‫والياء‪ .‬البداية والنهاية‪ .‬الّو ل‪،‬والخر‪) ".‬رؤيا ‪(13-12 :22‬‬

‫"أنا يسوع أرسلت ملكي لشهد لكم بهذه المور عن الكنائس‪ .‬أنا أصل‬ ‫وذّر ي‪،‬ةداود‪ .‬كوكب الصبح المنير‪) ".‬رؤيا ‪(16 :22‬‬ ‫ب يسوع نعمة‬ ‫"يقول الشاهد بهذا النعم‪ .‬أنا آتي سريعًا‪ .‬آمين‪ .‬تعال أّيها الر ّ‬ ‫رّبنا يسوع المسيح مع جميعكم‪ .‬آمين" )رؤيا ‪(21-20 :22‬‬

‫هذا هو المسيح في المجيء الثاني‪ .‬والطريقة التي نقف فيها أمامه الن والطريقة التي نعبده‬ ‫فيها والطريقة التي نقترب فيها منه الن تحّد د‪ ،‬الطريقة التي سنقف فيها أمامه عندئٍذ ‪ ، .‬دعونا نراه كما‬ ‫هو‪ .‬دعونا نجثو أمام الملك‪ .‬دعونا نسقط ونقّب ل‪ ،‬البن‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫"لذلك رّفعه ال أيضًا وأعطاه اسمًا فوق كّل اسم لكي تجثو باسم يسوع كّل ركبة‬

‫ممن في السماء ومن على الرض ومن تحت الرض ويعترف كّل لساٍن أّن‬ ‫ب لمجد ال الب" )فيلبي ‪(11-9 :2‬‬ ‫يسوع المسيح هو ر ّ‬

‫‪70‬‬


‫متعّبدون حقيقّيون‬

‫‪71‬‬


‫ي‬ ‫يبحث الب عن متعّبدين‪ .‬فإن كنت تبحث عن ال ول يبدو لك أّنك تجده ‪ ،‬إذًا توّقف عن أ ّ‬ ‫عمل تقوم به وتعّبده‪ -‬وهو سيتأتي ويجدك‪.‬‬

‫جوزيف كارلينغتون‬

‫العبادة هي أكثر بكثير من موقف حيال ال‪ .‬فالعبادة هي خدمتنا النشيطة وهو عملنا الفرح‬

‫ل‪.‬‬

‫دونالد ب‪ .‬هوستاد‬ ‫ش بدل من أن يكون مقّد س‪ً،‬ا ‪ ،‬وسهل بدل‬ ‫لقد أصبح معظم العبادة في الكنيسة البروتستنتّية ه ّ‬

‫ل من أن يكون متعّبدًا ‪ ،‬ول يتفاجئ المرء أّن هذا المر‬ ‫من أن يكون خشوعي ‪ ،‬ونصحي بد ً‬ ‫يدعو عادةً إلى عناصر طفولّية في شخصّية بشرّية‪.‬‬

‫بول هاون‬

‫العبادة هي قصة ال الرحوم وأعمال العظيمة مع شعبه وهو إيجاد مكاننا في هذه القصة‪.‬‬ ‫كين ميدينا‬ ‫ي معنى إن لم تكن نابعة عن ستة أيام من العبادة كطريقة حياة‪.‬‬ ‫العبادة يوم الحد ل تملك أ ّ‬

‫ج‪ .‬غامبل مورغون‬

‫ل‬ ‫ل سلبّيًا بل عم ً‬ ‫العبادة هي تجاوب متحّم س‪ ،‬ل حيث نعلن عن أعماله‪ .‬والعبادة ليست عم ً‬

‫متشاركًا‪ .‬والعبادة ليست مزاج بل تجاوب‪ .‬العبادة ليست مجرد إحساس بل هي إعلن‪.‬‬

‫رونالد آلن وغوردون بورور‬

‫‪72‬‬


‫‪10‬‬

‫أعجوبة مزدوجة‬ ‫"كّل من هو مولود من ال ل يفعل خطّيًة لّن زرعه يثبت فيه ول يستطيع أن‬ ‫يخطئ لّنه مولود من ال‪) ".‬يوحنا الولى ‪(9 :3‬‬

‫"لدي إيمان كبير في البذرة‪ .‬فأقنعني أّنه توجد بذرة وسأحضر نفسي لمعاينة‬ ‫المعجزات"‬

‫ه‪.‬د‪ .‬تورو‬

‫الكاتب المشهور لويس توماس ل يميل عادةّ إلى استعمال المبالغة في كتابته‪ .‬إلّ أّنه‬ ‫عندما كتب في كتابه عن موضوع علم الجنين ‪ ،‬القنديل البحر والحلزونة ‪ ،‬قال ما يلي عن البيضة‬ ‫ص ب‪،،‬ة ‪ ،‬وهي الخلية الواحدة التي يأتي منها كّل كائن حّي ‪،:‬‬ ‫المخ ّ‬ ‫وجود هذه الخلّية يجب أن يكون أحد أعظم عجائب هذه الرض‪ .‬إذ يجب أن‬ ‫يتنقل الناس كّل يوم وكّل ساعة وهم يخبرون بعضهم بالعجائب الرائعة ول‬

‫يتكلمون إلّ عن هذه الخلّية‪.‬‬

‫وهذه الخطّية غير المنظورة للعين المجردة هي كثيرة السرار‪ .‬فمن يستطيع أن يفّس ر‪ ،‬كيف‬

‫خلية واحدة يمكن أن تصبح مئات وآلف الخليا وهي في مكانها بطريقة كاملة ومندمجة كّليًا ‪،‬‬

‫هكذا؟ وأكثر من ذلك ‪ ،‬كيف يمكن لنوع واحد من الخليا أن يصبح مئات النواع من الخليا‪ -‬دم‬ ‫وعظم وشعر وحلق ودماغ وقلب وعضلت وعصب وأكثر؟ ويخل‪.‬ص السيد توماس بالقول ‪،‬‬ ‫"إن نجح أحدهم بتفسير هذا المر في حياتي ‪ ،‬سآخذ طائرة كبيرة للكتابة في‬

‫السماء أو ربما مجموعة منها وسأجعلها تكتب علمات استفهام في السماء‬

‫إلى أن ينفذ ما لدي من مال‪.‬‬

‫يشّغ لموا محّر كماتكم‬

‫وبالرغم من أّنني أستطيع من خلل اليمان معرفة سبب وجود هذه الخلّية فأنا ل أستطيع‬

‫أن أفّس ر‪ ،‬كيف يحدث ذلك ‪ ،‬ول أحد يستطيع ذلك‪ .‬في الواقع ‪ ،‬الحياة المهنّية للف الرجال والنساء‬

‫وكّلهم نوابغ ‪ ،‬مرتكزة على هذه الخلّية بالذات‪ .‬فكّل سؤال نحصل على جوابه يطرح مجموعة جديدة‬ ‫‪73‬‬


‫من السئلة‪ .‬وبالرغم من عظمة بذرة النسانّية – وهي أحد معجزات الحياة على الرض‪ -‬هناك‬

‫بالنسبة إلى النسان المسيحي بذرة أخرى يجب زرعها ‪ ،‬وهي بذرة تفوق بعظمتها الولى‪ :‬بذرة ال‪.‬‬ ‫فهذه البذرة المقّد س‪،‬ة الموجودة بعمق في كّل مؤمن جديد ‪ ،‬وفي كّل واحد "مولود من ال" )يوحنا‬ ‫الولى ‪ (9 :3‬وقد زرعها ال هناك؟‬

‫هدف هذا الفصل ‪ ،‬إستعارة من هنري دافيد تورو ‪ ،‬هو إقناعك بوجود البذرة‪ .‬وبعد ان تقتنع‬ ‫بوجودها أن تستحوذ هذه البذرة على مخّي ل‪،‬تك‪ .‬وأنا أكتب هذا الفصل بخشوع وتواضع‪ .‬فأنا ل أحاول‬ ‫أن ُأظهر أسرار ال‪ -‬فسيكون هذا المر غباءً مّني وأصّلي بأن ل أكون مغرو ًرا‪ -‬فقد يكون ذلك‬

‫مثل اللعب بالنار‪ .‬والفكار والمبادئ في هذا الفصل عزيزة على قلبي‪ .‬فهي ليست فريدة بالنسبة إلّي‬ ‫ت بالتفكير بها خلل الخمسة عشر سنة التي مضت‪ .‬وبالرغم من أّنني أؤمن أّنها‬ ‫إلّ أّنني تمتع ُ‬ ‫أفكار بحسب الكتاب المقّد س‪ ، ،‬قد يكون بعضها غير مألوف وقد تكون مذهلة في مضمونها‪.‬‬ ‫وأشجعكم أن تربطوا أحزمة المان لّن ما سأقوله سيترككم أمام خياران فقط‪ -‬الجثو وعبادة ال أو‬

‫رجمي بالحجارة!‬

‫المسيح هو المفتاح لكّل ما سيلي‪ .‬فهو اللغز المكشوف والسّر الذي ُأعلن ‪..." ،‬المسيح فيكم‬

‫رجاء المجد" )كولوسي ‪ .(27 :1‬وال وحده الذي فيه ومنه كّل شيء يحصل على المجد‪ .‬بعيدًا عن‬ ‫المسيح نحن غبار ول شيء‪ .‬ومن دون المسيح نحن من "زاغوا" )رومية ‪" ، (12 :3‬أموات" )أفسس‬ ‫‪" ، (1 :2‬بالطبيعة أبناء الغضب" )أفسس ‪ .(3 :2‬فال الذي في المسيح هو سبب كّل شيء‪" .‬له‬

‫المجد في الكنيسة في المسيح يسوع إلى جميع أجيال دهر الدهور‪ .‬آمين" )أفسس ‪.(21 :3‬‬

‫موضوع هذا الفصل هو ال بالتأكيد ولكّنه أيضًا عن ماذا فعل من أجلنا نحن كنيسته‪ .‬فنحن نمّثل‬ ‫جزء من هدفه البدي‪.‬‬

‫إليكم جوهر المسألة‪ .‬عندما يدعونا الكتاب المقّد س‪ ،‬أبناء ال ل يستعمل لذلك اللغة‬

‫المجازّية‪ .‬فهو ليس مجرد لقب ُنسب إلينا ليظهر إنتماءنا للب‪ .‬فهو ليس إستعارة أو تشبيه‪ -‬بل‬ ‫هو حقيقة‪ .‬نحن أبناء ال ‪ ،‬أولد "توالديين"‪ -‬نحن نسل ال الروحي الحقيقيين‪ .‬إذ يكتب يوحنا ‪،‬‬ ‫"انظروا أّية محّبة أعطانا ال حتى ندعى أولد ال‪ ".‬ومن ثم بعد أن أحّس بالذهول ولكي يتأكد أن ل‬ ‫ينسى أحد هذه الحقيقة يضيف للتأكيد "ونحن أبناء ال" )يوحنا الولى ‪ .(1 :3‬نحن أولد روحيين‬ ‫حقيقيين "‪ ...‬فإننا ورثة ال ووارثون مع المسيح‪ ".‬ونلنا "التبني" )غلطية ‪.(5 :4‬‬ ‫لقد أعطانا ال حياته وطبيعته المقّد س‪،‬ة‪ .‬فقد أعيد إحياؤنا بطريقة مقّد س‪،‬ة وتبّنانا ال بالفعل‪.‬‬

‫فقد "ولدنا من جديد" )يوحنا ‪" ، (8 :3‬مولودين من ال" )يوحنا ‪ (13 :1‬وقد جدّد ن‪،‬ا "الروح القدس"‬

‫)تيطس ‪ (5 :3‬وأحيانا من جديد‪ .‬كيف؟ لّن "المولود من الروح هو روح" )يوحنا ‪ .(6 :3‬وقد كانت‬

‫الولدة الجديدة جذرية لدرجة أّننا أصبحنا "في المسيح خليقة جديدة" )كورنثوس الثانية ‪.(17 :5‬‬

‫"كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم‪ ...‬فعّيننا للتبني بيسوع المسيح" )أفسس ‪ .(5-4 :1‬متبّنين إلى‬ ‫‪74‬‬


‫ماذا؟ مولودين في ماذا؟ عائلة ال المقّد س‪،‬ة‪ -‬الب والبن والروح القدس‪ .‬وقد أصبحنا شركاء في‬

‫الطبيعة اللهّية من دون أن نكون آلهة‪ .‬فبذرة ال موجودة في داخلنا )يوحنا الولى ‪ .(9 :3‬فنحن‬ ‫ك و ‪ %100‬مولودين من ال!‬ ‫الفعل وحقيقة ومن دون ش ّ‬

‫فّك ر‪ ،‬بالمر‪ :‬حياة ال موجودة فّي ‪ ،،‬فحياته في حياتي )إق أر كولوسي ‪ .(4-1 :3‬لقد أحيانا‬

‫من جديد بحياته المقّد س‪،‬ة وقد أصبحنا ‪ ،‬وأقول هذا المر بخشوع ‪ ،‬نوع من تواصل للعائلة الكونية‬

‫الساسّية‪ .‬وهذه حقيقة في الكتاب المقّد س‪ ،‬وعلينا أن نقبل بها‪ .‬وفيما نهضم هذه الحقيقة ونقبل بها‪-‬‬ ‫سنجد المجد فيها‪ .‬وفهم هذه الحقيقة سيزيد ثقتنا في المسيح آلف المرات‪ .‬فيجب أن تكون هويتنا‬ ‫في المسيح وحقيقة أّننا أبناء حقيقيين ل ‪ ،‬فرح روحنا العظم‪.‬‬ ‫الحصول على المجد‬ ‫هدف ال للبشرّية أي هدفه البدي ‪ ،‬واضح جّد اً‪ :،‬خلق إنسان جديد وعرق جديد من خلل تمجيد‬ ‫أبنائه‪.‬‬ ‫"لّنه لق بذاك الذي من أجله الكّل وبه الكّل وهو آٍت بأبناء كثيرين إلى المجد‬ ‫أن يكّم ل‪ ،‬رئيس خلصهم باللم‪ .‬لّن المقّد س‪ ،‬والمقّد س‪،‬ين جميعهم من واحٍد‬ ‫فلهذا السبب ل يستحي أن يدعوهم إخوًة" )عبرانيين ‪(11-10 :2‬‬ ‫"لّن الذين سبق فعرفهم سبق فعّينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون بك اًر‬

‫بين إخوة كثيرين‪ .‬والذين سبق فعّينهم فهؤلء دعاهم أيضًا والذين دعاهم فهؤلء‬

‫بّر ر‪،‬همأيضًا‪ .‬والذين بّر ر‪،‬همفهؤلء مّج د‪،،‬هم أيضًا‪) ".‬رومية ‪(30-29 :8‬‬

‫المسيح هو "البكر بين إخوة كثيرين"‪ .‬فتلك هي معجزة الفداء‪ .‬فال لم يخلقنا فحسب بل‬ ‫أعاد خلقنا من جديد وأعطانا حياته الخاصة في عملية الولدة الجديدة‪ .‬فالمسيح هو المثل والمعيار ‪،‬‬ ‫هو القّوة والهدف وهو مدح فدائنا‪ .‬فالمسيح هو "صورة ال غير المنظور" )كولوسي ‪ (15 :1‬وقد‬

‫ص ن‪،،‬ع على صورته ومثاله‪ -‬فهو إلى البد "النسان يسوع‬ ‫أخذ شكل النسان فقط لّن النسان ُ‬ ‫المسيح" )تيموثاوس الولى ‪ .(5 :2‬فقد ُخ ل‪،،‬قنا على صورة ال ومثاله‪.‬‬

‫فمن خلل التجّس د‪ ،‬والصليب ‪ ،‬لم يشترك ابن النسان في طبيعتنا النسانّية فحسب‬

‫)عبرانيين ‪ (14 :2‬وأخذ جسد مثلنا بل هو حمل خطايانا أيضًا )إشعياء ‪ .(5 :53‬وبطريقة ما ‪ ،‬من‬

‫خلل تبديل طبيعته العجيبة ‪ ،‬أعطانا قداسة ال وبّرهومجده في المقابل‪.‬‬

‫"لّنه جعل الذي لم يعرف خطّية خطّيًة لجلنا لنصير نحن بّر ال فيه"‬

‫)كورنثوس الثانية ‪(21 :5‬‬

‫‪75‬‬


‫"ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمًة من ال وبّرًا وقداسًة وفداًء‪".‬‬

‫)كورنثوس الولى ‪(30 :1‬‬

‫"الذي أراد ال أن يعرفهم ما هو غنى مجد هذا السّر في المم الذي هو المسيح‬ ‫فيكم رجاء المجد" )كولوسي ‪(27 :1‬‬

‫وقد تعتقدون أّنني أروج فكرة تأليه النسان‪ .‬وأنا ل أفعل هذا أبدًا لن هذا هرطقة‪ .‬فالنسان‬

‫ل يؤله أبدًا ولكّنه يمّج د‪ .،،‬وهذا التمجيد والرفع للنسان هو حقيقة أغنى بكثير مما قد نحلم به في هذه‬ ‫الحياة‪ .‬فكيف يمكن لخلّية واحدة أن تتخّي ل‪ ،‬أّنها ستتكاثر لتصبح مئات أو آلف الخليا؟ وبالطريقة‬ ‫عينها ‪ ،‬هل يمكننا أن نتخّي ل‪ ،‬تمامًا ما سيحصل لنا في المجد؟ علينا أن نستيقظ إلى روعة ما نحن‬

‫عليه في المسيح!‬

‫ونحن كأبناء ال نتمّتع بفوائد من هذه العلقة الممّيزة ووضعنا في هذا الكون‪.‬‬ ‫"ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل ال ابنه مولودًا من امرأة مولودًا تحت‬

‫الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبّني‪ .‬ثم بما أّنكم أبناء أرسل ال‬ ‫روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الب‪ .‬إذاً لست بعد عبداً بل ابناً إوان كنت‬

‫ابنًا فوارث ال بالمسيح" )غلطية ‪(7-4 :4‬‬

‫ي نوع من الحقوق؟ "الحقوق كاملة"‪ .‬ورثة من؟ ورثة ال‪ .‬ماذا نملك؟ "كّل شيء" )إق أر غلطية ‪:4‬‬ ‫أّ‬ ‫‪(1‬‬ ‫ت ولداي دانيال ونتاشا وزوجتي مارلين وأنا نحّبهما كثي ًار وبعمق‪ .‬ول أستطيع أّن‬ ‫أنا تبّني ُ‬ ‫أحّبهم أكثر مما أحّبهم‪ .‬فهم لي ‪ ،‬عائلتي ‪ ،‬ابني وابنتي‪ .‬وبالرغم من أّنني تبّنيتهم فقد أعطيتهم اسمي‬ ‫وهم ورثتي الشرعيين‪ .‬فهم سيرثون معًا بالتساوي‪ .‬إلّ أّن عملية تبنينا في عائلة ال أغنى من ذلك‬

‫وأكثر واقعّية وأعمق من ذلك‪ .‬فهو لم يعطينا الحياة فحسب بل أعطانا حياته المقّد س‪،‬ة ‪،‬‬ ‫"‪...‬بغسل الميلد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع‬

‫المسيح مخّلصنا حتى إذا تبّر ر‪،‬نابنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة‬ ‫البدّية‪) ".‬تيطس ‪(7-5 :3‬‬

‫إنجاز مكّلل‬

‫بعيدًا عن ال ‪ ،‬النسانّية المفدّية هي الجنس السمى في الكون مرئي كان أو غير مرئي‪.‬‬

‫وأنا ل أتكّلم عن النسان الخاطئ بل النسان المولود من جديد والمفدي في المسيح‪ -‬وهذا هو‬

‫‪76‬‬


‫السّر ‪ ، ،-‬نحنأعظم من الملئكة وأعلى منهم في العظمة والسلطة‪ .‬والملئكة هم بكّل تأكيد فائقي‬

‫الروعة وأذكياء وأقوياء ول أقصد أبدًا أن أقّلل من عظمتهم‪ .‬ولكن وبالرغم من أّنهم يقفون أمام ال‬ ‫وبالرغم من أّنهم يرون وجهه سيظّل الملئكة أقّل مّنا ويخضعون لنا لّننا نحن أبناء ال‪.‬‬ ‫"أليس جميعهم أرواحًا خادمًة مرسلًة للخدمة لجل العتيدين أن يرثوا الخل‪.‬ص"‬

‫)عبرانيين ‪(14 :1‬‬

‫الملئكة ليسوا أبناء ال بالطريقة التي نحن أبناء ال فيها‪ .‬فهم مخلوقون ولكن نحن أعيد‬ ‫خلقنا‪ .‬ولم يخلق الملئكة على صورة ال ومثاله‪ .‬لم يمت يسوع من أجل الملئكة ولكن من أجلنا‬ ‫نحن المخلوقين على صورة ال‪ .‬وقد يبدو أّن الملئكة ل يحصلون على الفداء بحياة ال عندما‬

‫طة خل‪.‬ص من أجلهم )إق أر بطرس الثانية ‪.(4 :2‬‬ ‫يخطئون إذ لم نعرف عن خ ّ‬ ‫والملئكة مخلوقات رائعة ولكن‪:‬‬

‫لّنه لمن من الملئكة قال قط أنت ابني أنا اليوم ولدتك‪ .‬وأيضًا أنا أكون له أبًا‬

‫وهو يكون لي ابنًا‪) ".‬عبرانيين ‪(5 :1‬‬

‫ي من الملئكة‪.‬‬ ‫لم يقال هذا الكلم يومًا ل ّ‬

‫وأنا حذر فيما يتعّلق بهذا الموضوع وليس بنّيتي أن أقّلل من شأن هذه المخلوقات السماوّية‬ ‫ومجدها وقّو ت‪،،‬ها وذكائها ومركزها أمام ال‪ .‬بل على العكس تحدث رؤية ملك فينا ذع ًار كبي ًرا‪ .‬وأنا‬

‫ب الخيال القوي في هذا الشعر التالي‪.‬‬ ‫أح ّ‬

‫كّل ملك مخيف‪ .‬ولكن إن ظهر الن رئيس الملئكة من خلف النجوم‪:‬‬

‫ض ل‪،،‬ه الخليقة‬ ‫ستخفق قلوبنا إلى حّد الموت‪ .‬من أنت؟ النجاح السابق والذي تف ّ‬ ‫والجبال والقمة الحمراء عند فجر كّل الخليقة ورحيق الرأس المزهر وصلة‬

‫من نور عذب وأروقة وعروش وأكوان من البخور وأغطية مصنوعة من النشوة‬ ‫وعواصف من المشاعر وفجأة تصبح وحدك‪.‬‬

‫ل إليها‪.‬‬ ‫وستظهر المرآة الجمال الذي يتدّفق من وجوههم وتجمعه كام ً‬

‫رينر ماريا ريلك‬

‫الملئكة رائعون بالتأكيد إلّ أّننا نتقّد م‪ ،‬عليهم روحّيًا فهم يخدموننا‪ .‬إوان كنت تستطيع تقّب ل‪،‬‬

‫المر فالصغر في ملكوت السموات أعظم من رئيس الملئكة ميخائيل‪ .‬فنحن سنملك في اليوم‬ ‫الخير مع المسيح على الكون بأسره بما فيه الملئكة‪ .‬ويقول بولس لهل كورنثوس ما يلي ‪،‬‬

‫‪77‬‬


‫"ألستم تعلمون أّن القّد ي‪،‬سين سيدينون العالم‪...‬ألستم تعلمون أّننا سندين‬ ‫ملئكة‪) "...‬كورنثوس الولى ‪(3-2 :6‬‬

‫دعونا نفّك ر‪ ،‬بالمر‪ .‬نحن‪ -‬من في الكنيسة‪ -‬يصبو الملئكة إلينا‪) .‬بطرس الولى ‪:1‬‬

‫‪ .(12‬وبالتأكيد سيظل هناك فرق كبير بيننا وبين ال‪ .‬إلّ أّننا ومن خلل يسوع المسيح ‪ ،‬قريبين إلى‬

‫ال ونشبهه كما يمكن للمخلوق أن يكون من دون أن يهين ذات الله‪.‬‬ ‫عظمة من عظامه‬

‫نحن الن أبناء ال الحقيقيين‪ .‬وبالرغم من أّننا ننتظر التبني الكامل كأبناء فإتحادنا مع‬

‫المسيح كامل الن‪.‬‬

‫"في ذلك اليوم تعلمون أّني أنا في أبي وأنتم فّي وأنا فيكم‪) ".‬يوحنا ‪(20 :14‬‬

‫نحن في المسيح وهو فينا‪ .‬نحن في المسيح وهو في ال‪ .‬فنحن "للمسيح والمسيح ل"‬ ‫)كورنثوس الولى ‪ .(23 :3‬فل يمكننا أن نكون أقرب من ال أكثر مما نحن عليه الن‪ .‬وسيأتي‬ ‫اليوم الذي سندركه فيه أخي ًار هذا المر‪ .‬وفي هذه الثناء وبالرغم من أّننا لن ندرك كمال مجدنا حتى‬

‫ذلك اليوم ‪ ،‬فهذه الحقيقة واقعية الن‪.‬‬

‫قريب جّد اً‪ ،‬من ال ‪ ،‬أقرب مما كنت عليه يومًا‬ ‫لّنه بفضل ابنه أنا قريب مثله‬

‫ريس هاولز‬

‫المسيح هو حياتنا‪ .‬فنحن متصلين به بشكل حميم لدرجة أّن مصيره يصبح مصيرنا‪.‬‬ ‫"متى أظهر المسيح حياتنا فحينئٍذ ُتظهرون أنتم أيضًا معه في المجد"‬ ‫)كولوسي ‪(4 :3‬‬

‫روح ال ساكن فينا‪ .‬فروحه القدوس موجود داخل كّل واحد ممن هم له الن‪ .‬تأّم ل‪ ،‬في‬

‫عظمة هذه الحقيقة‪ .‬فروح ال "القدوس ‪ ،‬القدوس ‪ ،‬القدوس" موجود في داخلنا‪ .‬يا لها من عظمة! يا‬ ‫له من سّر ! ‪ ، ،‬ياله من مجد! وكيف يمكن أن يحصل ذلك إن لم نكن أولد حقيقيون وخطايانا مغفورة‬

‫تمامًا؟‬

‫‪78‬‬


‫"أم لستم تعلمون أّن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من ال‬

‫وأّنكم لستم لنفسكم‪) ".‬كورنثوس الولى ‪(19 :6‬‬

‫"أما تعلمون أّنكم هيكل ال وروح ال يسكن فيكم‪ ...‬لّن هيكل ال مقّد س‪ ،‬الذي‬ ‫أنتم هو‪) ".‬كورنثوس الولى ‪(17-16 :3‬‬

‫"فإّنه فيه يحّل كّل ملء اللهوت جسدّيًا‪ .‬وأنتم مملوؤون فيه الذي هو رأس كّل‬ ‫رياسة وسلطان‪) ".‬كولوسي ‪(10-9 :2‬‬

‫عندما جمع آدم وحواء معًا ‪ ،‬قال ال "يكونان جسدًا واحدًا‪) ".‬تكوين ‪ .(24 :2‬ويقول بولس‬

‫ل عن هذا المقطع "هذا السّر عظيم ولكّنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة‪) ".‬أفسس ‪:5‬‬ ‫نق ً‬

‫‪ .(32‬نحن عروس المسيح ‪" ،‬امرأة الخروف" )رؤيا يوحنا ‪ .(9 :21‬نحن سنرث معه وسنملك معه‪.‬‬

‫ي شيء أقّل من ملك‬ ‫نحن حواؤه وهو آدمنا‪ .‬فإن كان الزوج هو ملك الكون فمن نحن إذًا؟ ليس أ ّ‬ ‫وشريكة في الفردوس؟‬

‫لماذا يدعو بولس أهل كورنثوس للتوبة عن الزنى؟‬ ‫"ألستم تعلمون أّن أجسادكم هي أعضاء المسيح‪ .‬أفآخذ أعضاء المسيح‬

‫وأجعلها أعضاء زانية‪ .‬حاشا‪ .‬أم لستم تعلمون أّن من التصق بزانية هو جسد‬

‫ب فهو روح واحد‪".‬‬ ‫واحد لّنه يكون الثنان جسدًا واحدًا‪ .‬وأما من التصق بالر ّ‬

‫)كورنثوس الولى ‪(17-15 :6‬‬

‫فكوننا ملك للمسيح هي وحدة حّية وفعالة وذلك ليس بالخلط أو المزج بل على أّننا عظمة من‬

‫عظامه وقطعة من جسده‪ .‬ونحن الن مع المسيح جالسين معه في السماويات )أفسس ‪.(7-4 :2‬‬ ‫والن "لنا ثقة بالدخول إلى القداس بدم يسوع" )عبرانيين ‪ .(19 :10‬نحن "في المسيح" )رومية ‪:8‬‬ ‫‪" ، (1‬لبستم المسيح" )غلطية ‪" ، (27 :3‬مّتحدين معه" )رومية ‪ .(5 :6‬فالمسيح فينا ومن خللنا‪.‬‬ ‫فنحن في المسيح "شركاء الطبيعة اللهّية" )بطرس الثانية ‪ .(4 :1‬فنحن نشترك في حياة‬

‫ال غير الملموسة‪ .‬فنحن مقّد س‪،‬ين في المسيح وبارين مثل ال ذاته )كورنثوس الثانية ‪(21 :5‬‬

‫وقادرين أن نقف أمامه "لنا ثقة ول نخجل منه" )يوحنا الولى ‪ .(28 :2‬فنحن مسكن الروح القدس‬

‫مّتحدين تمامًا معه‪" -‬فقد صار معه روحًا واحدًا" )كورنثوس الولى ‪.(17 :6‬‬ ‫ل ّنمكم أبناء‬

‫نحن ملكية ال الثمينة ‪ ،‬شعبه الخا‪.‬ص‪.‬‬

‫‪79‬‬


‫"وأن يجعلك مستعليًا على جميع القبائل التي عملها في الثناء والسم والبهاء‬

‫ب إلهك كما قال" )تثنية ‪(19 :26‬‬ ‫وأن تكون شعبًا مقّد س‪ً،‬ا للر ّ‬

‫نحن فرح كّل جيل ‪" ،‬انتهت إلينا أواخر الدهور" )كورنثوس الولى ‪ .(11 :10‬نحن قّرة‬ ‫عينه منقوشين على كّفه مختارين قبل الخليقة ‪ ،‬مختارين بالنعمة ومحاطين بمحّبته العظيمة "سبق‬

‫فعّينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه" )رومية ‪" -(29 :8‬ابن محّبته" )كولوسي ‪.(13 :1‬‬ ‫ب المسيح والمسيح يحّبنا تمامًا كما يحّبه الب‬ ‫وتأّك د‪ ،‬مما يلي‪ :‬ال يحّبنا تمامًا كما يح ّ‬

‫)يوحنا ‪ .(9 :15 ، 23 :17‬فال "لم يشفق على ابنه بل بذله لجلنا" )رومية ‪ .(32 :8‬وبفضل هذه‬

‫المحّبة العظيمة التي سكبها علينا أصبحت العائلة الكونّية‪ -‬أي الب والبن والروح القدس‪ -‬عائلة‬ ‫أكبر تضّم عددًا أكبر من الناس‪.‬‬ ‫"لّن المقّد س‪ ،‬والمقّد س‪،‬ين جميعهم من واحٍد فلهذا السبب ل يستحي أن يدعوهم‬ ‫إخوة" )عبرانيين ‪(11 :2‬‬

‫وكما صّلى يسوع ‪،‬‬ ‫"‪ ...‬أحببتهم كما أحببتني‪ .‬أّيها الب أريد أّن هؤلء الذين أعطيتني يكونون‬

‫معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني لّنك أحببتني قبل إنشاء‬ ‫العالم‪ ...‬ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم" )يوحنا ‪:17‬‬ ‫‪(26 ، 24-23‬‬

‫لماذا؟ وكيف؟ وما هو مضمون كّل هذه المور؟‬ ‫ل يشيء محجوب‬ ‫ي شيء اكثر بكّل بساطة يستطيع ال أن يقوم به من أجلنا‪ .‬فقد أعطانا "كّل‬ ‫ليس هناك أ ّ‬ ‫شيء" )رومية ‪ .(32 :8‬وليس هناك محّبة أكثر يمكن أن ُتعطى لنا‪ -‬فكّلها مسكوبة علينا الن‪.‬‬ ‫وليس هناك مجد يمكن أن ُيعطى لنا وأن نشترك به‪ -‬فلدينا مجده هو‪ .‬ول يمكن أن ُنرفع إلى‬

‫منصب أعلى من الذي نحن فيه الن‪ -‬جالسين مع المسيح في السماويات )أفسس ‪.(6 :2‬‬ ‫إق أر المقاطع الرائعة التالية وحاول أن تفهم عظمته!‬ ‫"‪...‬فإّن كّل شيء لكم‪ .‬أبولس أم أبولس أم صفا أم العالم أم الحياة أم الموت أِم‬ ‫الشياء الحاضرة أم المستقبلة كّل شيء لكم‪ .‬وأما أنتم فللمسيح والمسيح ل"‬

‫)كورنثوس الولى ‪(23-21 :3‬‬

‫‪80‬‬


‫"‪ ...‬لّن أباكم قد سّر أن يعطيكم الملكوت‪) ".‬لوقا ‪(32 :12‬‬ ‫"‪...‬فسأعطيه سلطانًا على المم‪ ...‬كما أخذت أنا أيضًا من عند أبي" )رؤيا‬

‫يوحنا ‪(27-26 :2‬‬

‫"‪ ...‬اليوم تكون معي في الفردوس" )لوقا ‪(43 :23‬‬ ‫"في وسط فردوس ال" )رؤيا يوحنا ‪(7 :2‬‬ ‫"وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني‪) "...‬يوحنا ‪(22 :17‬‬ ‫"‪...‬ورثة ال ووارثون مع المسيح‪) "...‬رومية ‪(17 :8‬‬ ‫"‪ ...‬ادخل إلى فرح سّيدك‪) ".‬متى ‪(21 :25‬‬ ‫"سلمي‪) "...‬يوحنا ‪(27 :14‬‬ ‫"‪ ...‬فرحي‪) "...‬يوحنا ‪(11 :15‬‬ ‫"‪ ...‬لنصير نحن بّر ال فيه" )كورنثوس الثانية ‪(21 :5‬‬ ‫"‪ ...‬المسيح حياتنا" )كولوسي ‪(4 :3‬‬ ‫"‪ ...‬ال الذي دعاكم إلى ملكوته ومجده" )تسالونيكي الولى ‪(12 :2‬‬ ‫"‪...‬مكلوت ابنه محّبته" )كولوسي ‪(13 :1‬‬ ‫"‪ ...‬بكّل بركة روحّية‪) "...‬أفسس ‪(3 :1‬‬ ‫"‪ ...‬وأما نحن فلنا فكر المسيح" )كورنثوس الولى ‪(16 :2‬‬ ‫"وأنتم مملوؤن فيه‪) "...‬كولوسي ‪(10 :2‬‬ ‫"‪ ...‬الكنيسة التي هي جسده ملء الذي يمل الكّل في الكّل ‪) "،،.‬أفسس ‪:1‬‬ ‫‪(23-22‬‬

‫"‪ ...‬القّد ي‪،‬سين سيدينون العالم‪) ".‬كورنثوس الولى ‪(2 :6‬‬ ‫"سندين ملئكًة" )كورنثوس الولى ‪(3 :6‬‬ ‫"‪ ...‬لننال التبّني‪) ".‬غلطية ‪(5 :4‬‬ ‫"صاحب الجميع" )غلطية ‪(1 :4‬‬

‫‪81‬‬


‫"‪...‬غنى نعمته" )افسس ‪(7 :2‬‬ ‫"‪...‬غنى ل يستقصى‪) "...‬أفسس ‪(8 :3‬‬ ‫"فوق كّل شيء‪) "...‬أفسس ‪(20 :3‬‬ ‫"عطّيته التي ل يعّبر عنها" )كورنثوس الثانية ‪(15 :9‬‬ ‫"‪...‬كلمات ل ينطق بها" )كورنثوس الثانية ‪(4 :12‬‬ ‫"‪...‬لكّل غنى يقين الفهم‪ ...‬جميع كنوز الحكمة والعلم‪) ".‬كولوسي ‪(3-2 :2‬‬

‫هل يمكن أن نكون أكيدين؟ هل نحن نحلم؟ أم هو ضرب من ضروب الخيال؟ ليس على‬ ‫الطلق!‬ ‫"الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لجلنا أجمعين كيف ل يهبنا أيضًا معه كّل‬ ‫شيء‪ .‬فإني متيّقن أّنه ل موت ول حياة ول ملئكة ول رؤساء ول قّوات ول‬

‫أمور حاضرة ول مستقبلة ول علو ول عمق ول خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا‬ ‫عن محّبة ال التي في المسيح يسوع رّبنا" )رومية ‪(39-38 ، 32 :8‬‬

‫فالكون بأسره يخدم حاجات أبناء ال‪.‬‬ ‫"ونحن نعلم أّن كّل الشياء تعمل للخير للذين يحّبون ال الذين هم مدعوون‬ ‫حسب قصده‪) ".‬رومية ‪(28 :8‬‬

‫نحن شركاء مع المسيح وهذا أمر حقيقي‪ .‬فنحن ورثة ال وورثة مع المسيح‪ -‬رّك ز‪،‬وا أذهانكم‬

‫على هذه الفكرّة‪ .‬ومثل آدم وحواء الذين كانوا ليسودوا على الرض ‪ ،‬فنحن أيضًا علينا أن نسود‬ ‫ونتسّلط "على المم" )رؤيا ‪ (26 :2‬مع رّبنا ومخّلصنا فيما سنسود الكون التي معه‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ت أنا أيضًا وجلس ُ‬ ‫"من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي كما غلب ُ‬ ‫مع أبي في عرشه‪) ".‬رؤيا يوحنا ‪(21 :3‬‬

‫فنحن شركاء في مجده وملكوته وحياته وعرشه وروحه وملكه وزرعه وقّو ت‪،،‬ه وصورته وملئه‬

‫وفرحه‪ .‬وقد رفعنا إلى أعلى درجة وتمّج د‪،،‬نا إلى أكثر حدود وأصبحنا مثل يسوع المسيح لقصى‬

‫درجة يمكن أن يصل إليها البشر‪.‬‬

‫‪82‬‬


‫ب‬ ‫"فإّن سيرتنا نحن هي في السموات التي منها أيضًا ننتظر مخّلصًا هو الر ّ‬ ‫يسوع المسيح الذي سيغّير شكل جسد تواضعنا لنكون على صورة جسد مجده‬ ‫بحسب عمل استطاعته أن ُيخضع لنفسه كّل شيء" )فيلبي ‪(21-20 :3‬‬

‫ب من السماء‪ .‬كما هو‬ ‫"النسان الول من الرض ترابي‪ .‬النسان الثاني الر ّ‬

‫ترابي هكذا الترابيون أيضًا‪ .‬وكما هو السماوي هكذا السماويون أيضًا‪ .‬وكما‬ ‫لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضًا صورة السماوي‪) ".‬كورنثوس الولى ‪:15‬‬ ‫‪(49-47‬‬

‫"أّيها الحباء الن نحن أولد ال ولم يظهر بعد ماذا سنكون‪ .‬ولكن نعلم أّنه إذا‬

‫ُأظهر مثله لّننا سنراه كما هو‪) ".‬يوحنا الولى ‪(2 :3‬‬

‫ونحن الن ككنيسة "باكورة من خلئقه" )يعقوب ‪ .(18 :1‬ول وحده المجد ول وحده المدح‬ ‫البدي‪.‬‬ ‫"لّنه منه وبه وله كّل الشياء‪ .‬له المجد إلى البد‪ .‬آمين" )رومية ‪(36 :11‬‬

‫ذروة الخلق‬ ‫ما هو هدف هذا الكون الواسع؟ هو نحن‪ -‬مختاري ال‪ .‬أشهر العلماء في العالم بالرغم من‬ ‫ي فكرة عن السبب‪ .‬وعلماء الكون الحديثين "يعتقدون أّن الكون بدأ‬ ‫مجاهرهم وأجهزتهم ل يملكون أ ّ‬

‫من نقطة معّينة أصغر آلف المّراتمن البرة"‪ -‬تغيير نوعي في بحر من الطاقة‪ .‬وأكثر من ذلك‬

‫فهم يأّك د‪،‬ون أّنه سيأتي يوم يحّد د‪ ،‬فيه الكون ويفّس ر‪ ،‬بالرياضيات بمبدأ كبير وموّح د‪ -،،‬بمعادلة بسيطة‪.‬‬ ‫ويقول عالم الفيزياء ليون ليدرمن في كتابه ذرة ال ‪ ،‬ما يلي‪" :‬طموحي أن أعّم ر‪ ،‬لرى كّل علم‬ ‫الفيزياء ملّخ ‪.‬ص‪ ،‬في معادلة بسيطة لدرجة أّنه يسهل كتابتها على قمي‪.‬ص"‪ -‬كما لو أّن المعادلة لديها‬

‫الطاقة لتعطي الحياة! ومعظم الناس يعتقد أّننا وصلنا إلى هذه الحياة بالصدفة ولذلك فإن جنس‬

‫البشر غير مهم وهو "تائه في عمق هذا الكون‪ ".‬ويلّخ ‪.‬ص‪ ،‬برتران راسل هذه الفلسفة فيما يلي‪.‬‬ ‫"هذا النسان هو خلصة نتائج كثيرة لم تعرف الغرض النهائي التي ستحّققه‪.‬‬ ‫وأصله ونموه وأمله ومخاوفه ومحّبته ويقينه هم حصيلة دمج عشوائي للذرة ‪ ،‬ول‬ ‫نار أو بطولة أو قّوة أفكار ومشاعر يمكن أن تحمي حياة الفرد أبعد من القبر‪.‬‬

‫وأّن إنجازات كّل هذه العصور واللتزام والوحي وكّل نبوغ الذكاء النساني‬

‫ستفنى في نظامنا الشمسي الشاسع‪ .‬وكّل إنجازات النسان ستدفن في حطام‬ ‫‪83‬‬


‫ي جدل هي غير أكيدة وليس من‬ ‫هذا الكون‪ -‬وكّل هذه المور من دون أ ّ‬

‫فلسفة تدعي العكس يمكن أن تبّر ر ‪،‬المر‪ .‬يمكننا فقط أن نبني بأمان على‬ ‫هذه الحقائق‪ .‬فحياة النسان عابرة وضعيفة ‪ ،‬وسيهلك وكّل جنسه في الظلمة‪.‬‬

‫يا لها من صورة! إق أر الفكرة المماثلة التي كتب عنها كارل ساغان‪.‬‬ ‫ي شيء ممّيز فينا"‪" .‬فنحن لسنا مركز النظام‬ ‫"يقول كارل ساغان "ليس هناك أ ّ‬ ‫الشمسي ‪ ،‬فكوكبنا واحد من كثيرين‪ ...‬والشمس هي مجّر د‪،‬نجمة من بين نجوم‬ ‫كثيرة في مجّر ت‪،‬نا ‪،‬ومجّر ت‪،‬ناهي مجرة بين الكثير منها‪ ...‬فنحن ل نملك أي‬ ‫شيء ممّيز أو أّية طريقة لقياس الزمان أو المكان‪".‬‬

‫ي باختصار لسنا ممّيزين أبدًا‪ .‬بل نحن مجّر د‪،‬صدفة في هذا كون ل معنى له‪ .‬ولكّننا ما زلنا نتطّلع‬ ‫أّ‬ ‫ونبني الحضارات والمستشفيات ومعجزات‪ .‬ما الغريب في هذا؟‬ ‫ويبدو أّن العلماء الخرين أكثر تحّر ًر ‪،‬ا‪.‬‬ ‫"فيما ننظر في الكون ونحّد د‪ ،‬الحداث الكثيرة التي تحصل فيه والتي تعمل معًا‬ ‫لمصلحتنا ‪ ،‬يبدو لنا أّن الكون كان على علم بمجيئنا بطريقة ما‪.‬‬

‫وقد كتب السير فريد هويل ‪ ،‬عالم الفيزياء الذي ربح جائزة نوبل ‪ ،‬فيما يتعّلق بطريقة تنظيم‬

‫كوننا مايلي‪:‬‬

‫ص ن‪،،‬ا الحداث بموضوعّية‪ ،‬نلحظ أّنه هناك قّوة‪ ،‬عظيمة نظمت الفيزياء‬ ‫"إن تفح ّ‬ ‫والكيمياء وعلم الحياء وأّنه ل يوجد أّية قوى خفّية في الطبيعة‪ .‬والرقام التي‬

‫نحصل عليها بعد هذا التفّح ‪.‬ص‪ ،‬مهّم ة‪ ،‬لدرجة أّنها تجعل هذا الستنتاج غير‬ ‫قابل للجدال‪.‬‬

‫ل‪:‬‬ ‫حتى ستيفن هاوكينغ يعترف بوجود شيء أبعد ويصرخ متسائ ً‬ ‫"حتى ولو كان هناك مبدأ موّح د‪ ، ،‬فهو مجرد مجموعة من القوانين والمعادلت‪.‬‬

‫ما هو هذا الذي ينفخ النار في المعادلة ويصنع منها عالمًا يوصف؟ ‪ ...‬لماذا‬ ‫نحن وهذا الكون موجودين؟ إن وجدنا الجواب لهذا السؤال سيكون ذلك‬ ‫النتصار العظم للعقل النساني‪ -‬لّننا بذلك نعرف فكر ال‪".‬‬

‫‪84‬‬


‫ل يعرف العلماء العلمانيون لماذا نحن موجودون‪ .‬ويمكن للفلسفة فقط الّد ع‪،‬اء بفهم معنى‬

‫هذا الكون ولماذا نحن هنا ولكّنهم هم أيضًا بشر‪ .‬وقد يحاول المؤّر خ‪،‬ونإيجاد السبب‪ .‬ولكن يمكن‬

‫ي بلد كان ويحمل العهد الجديد في يده ‪ ،‬أن يفهم هدف ال السرمدي من هذا‬ ‫ي مزارع في أ ّ‬ ‫لّ‬ ‫الكون‪ -‬هو وكنيسة المسيح‪ .‬لماذا؟ لّن له فكر اّل )إق أر كورنثوس الولى ‪ .(16-9 :2‬وأنا أعشق‬

‫ب فكرة أّن جميع‬ ‫فكرة أن إخوتنا وأخواتنا في بنغلدش يملكون غنى ال غير المستقصى‪ .‬وأح ّ‬

‫القديسين في الهند وخاصة الفقراء منهم والمحرومين سيرفعون مع المسيح في عرشه في السماويات‪.‬‬ ‫ب أن‬ ‫ب أن إخوتنا في أميركا الجنوبّية سيأكلون من شجرة الحياة ويحتفلون في فردوس ال‪ .‬وأح ّ‬ ‫وأح ّ‬

‫إخوتنا وأخواتنا في الصين سيشتركون معًا يومًا ما في الخل‪.‬ص والتحّر ر ‪،‬من هذا الكون بأسره‪.‬‬

‫والكون بذاته واقف على رؤوس أصابعه ويحبس نفسه وينوح منتظ ًار الساعة الخيرة التي‬

‫سيحّر ر ‪،‬فيها أبناء ال‪ .‬وعندها فقط ‪ ،‬عندما ُتفتدى النسانّية ‪ ،‬سيعرف الكون بذاته الفداء )رومية ‪:8‬‬ ‫‪.(23-18‬‬

‫الكنيسة مهّم ة‪ ،‬جّد ًا‪ ،‬في هذا الكون ومّتصلة به بشكل وثيق كما أّن الكون والسماوات والرض‬

‫مّتصلين بنا‪ -‬لدرجة أن مصيرنا يصبح مصيرهم‪ .‬عندما أخطأ النسان تأثر بذلك الكون بأسره‪.‬‬ ‫ولكن من خلل تمجيدنا نحن وحّر ي‪،‬تنافقط ‪ ،‬يستطيع الكون أن يحصل على الفداء والحّر ي‪،‬ة‪ -‬ليس‬

‫قبلنا ول وراءنا ولكن معنا‪ .‬الخليقة جّيدة إلّ أّن الفداء أفضل بكثير‪ .‬كيف يمكن للمرء أن يفّس ر‪ ،‬ذلك‬

‫المر لعقل محدود؟ كيف يمكن لي شيء أن يفهم ذلك من دون المسيح؟ ل يستطيع‪" .‬أما نحن فلنا‬

‫فكر المسيح" )كورنثوس الولى ‪.(16 :2‬‬ ‫يعتبر النسان في القرن الحادي والعشرين أّنها قمة التعجرف أن نعتبر أننا لوحدنا في هذا‬

‫الكون ‪ ،‬فما بالك إن قلنا أّننا السبب الوحيد لوجوده‪ .‬أو كما قال كارل ساغان من خلل الممثلة‬

‫جودي فوستر في فيلم تواصل "قد يكون ذلك مضيعة للمكان‪ ".‬ولكّنني أؤمن أّن كّل هذا الكون‬

‫وآلف السنين الضوئّية التي ل نهاية لها من جميع الجهات والنجوم والنيازك التي ل ُتحصى وكّل‬ ‫أّم ة‪ ،‬وكّل التاريخ وكّل ملك وكّل شيء مرئي وغير مرئي وكّل شيء وجميع الشياء قد ُو ج‪،‬دت لنا‪-‬‬ ‫القّلة ‪ ،‬مختاري ال المختارين في المسيح قبل بداية العالم‪ .‬فهذا الكون بأسره قد خلق من أجل‬

‫النسان ولكن خاصًة من أجل النسانّية المفدّية‪.‬‬ ‫"في البدء خلق ال السموات والرض‪) ".‬تكوين ‪ .(1 :1‬وفي أّو ل‪،‬آية من الكتاب المقّد س‪،‬‬ ‫يظهر موقعنا الممّيز والمختار‪ .‬فالرض هي حلبة ال‪ .‬ونحن الكوكب المزار‪ .‬فال يحّقق هدفه‬ ‫البدي هنا والن وعلى هذا الكوكب من أجلنا‪ .‬لقد ولد المسيح متجّس د‪ً،‬ا مرة واحدة‪ .‬وقد مات مّرة‬ ‫واحدة من أجل خطايانا‪ .‬وقد قال ال على هذا الكوكب وليس على غيره ‪..." ،‬مسحت ملكي على‬ ‫صهيون‪) "...‬مزمور ‪.(6 :2‬‬

‫‪85‬‬


‫هدف السماء والرض هو جلب الكثير من البناء إلى المجد‪ .‬وبالتأكيد فحجم هذا الكون‬ ‫وعظمة هدف ال تجعلنا نّتضع‪ .‬ومن جهة أخرى وفي الوقت عينه يجب أن نشعر بالفخر والتمّيز‬ ‫وبالخشوع الكبير أّن كّل هذا من أجلنا نحن كنيسة المسيح وعروسه‪.‬‬ ‫المجد في الكنيسة‬ ‫ي شيء أبدًا‪ .‬فهو كامل وتام ومجيد‪ .‬لقد فعل‬ ‫لماذا خلق ال كّل شيء؟ فهو لم يحتاج إلى أ ّ‬

‫ال كّل هذا ليتوّد د‪ ،‬لنا وليوقظنا لكي يبحث عنه مختاريه ويجدوه‪ .‬وبركات الزواج والولد والعائلة‬ ‫ب ليس فقط أهم ناحية من نواحي النسانّية ‪ ،‬بل هي أيضًا نوع من ظل هدف ال السمى‬ ‫والح ّ‬

‫للخليقة‪ .‬فالمحّبة والرومانسّية هي قلب هذا الكون وروحه‪ .‬هو كله‪ -‬السبب الكامل لوجوده‪ -‬من‬

‫أجل إختيار عروس المسيح وتحضيرها كرفيق أبدي‪.‬‬

‫لقد أخبر بولس الكنيسة في كورنثوس أّن كّل شيء سواء كان موت أو حياة هو لنا‪ .‬وفي‬

‫أفسس ‪ ،‬يسود المسيح على الكون‪ -‬من أجلنا‪ .‬وفي كولوسي ‪ ،‬المور المرئية وغير المرئية ‪ ،‬أعروش‬ ‫كانت أو سلطين أو حكام أو سلطات قد صنعت من أجله ‪ ،‬الذي هو صورة ال غير المرئي وبكر‬ ‫كّل خليقة‪ .‬ولكن نحن أي الكنيسة ‪ ،‬مركز هذه المغامرة في هذا الكون وفحواها‪ .‬وقد وجد كّل عمل‬ ‫ل وكّل مجرة قريبة أو بعيدة وكّل ملك وكّل كاهن وكّل أّم ة‪ ،‬وكّل وحدة وكّل ريح وموجة وكّل حيوان‬ ‫وحشرة وكّل ذرة ‪ ،‬من أجل الكنيسة ‪" ،‬جسده ملء الذي يمل الكّل في الكّل "‪) ،‬أفسس ‪.(23 :1‬‬

‫فالتاريخ يتقّد م‪ ،‬من أجلنا‪ .‬والملوك على الرض ُيرفعون ويسقطون من أجلنا ولخدمتنا نحن ملكوت‬ ‫ال ‪ ،‬ولتحقيق هدف ال من أجل جنسه المختار‪) .‬إق أر رومية ‪.(7-1 :13‬‬

‫ك في‬ ‫وأنا ل أقصد أّننا المركز الجغرافي للكون‪ .‬ولكن يجب أن ل يجعلنا هذا المر نش ّ‬

‫مركز كوكبنا وجنسنا البشري والكنيسة‪ .‬لقد ولد يسوع المسيح في بيت لحم وليس أورشليم‪ .‬لقد مات‬ ‫ك‬ ‫خارج المدينة وليس في المعبد‪ .‬ولكن يجب أّن ل تجعلنا عظمة هذا الكون وهذا العالم الشاسع ‪ ،‬نش ّ‬ ‫أو نخسر إيماننا‪ .‬فنحن ضعفاء بين كّل هذه المور‪ .‬ولكن أهذا يهم؟ فصغرنا ل يمت لهميتنا‬ ‫بصلة‪ .‬فال العظيم أصبح بحجم الجنين في أحشاء عذراء‪ .‬فدعونا نجثو ونعبد إلهنا إلى البد لجل‬

‫"غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع‪) ".‬أفسس ‪.(7 :2‬‬ ‫المسيح‪ -‬الخروف الذي ذبح قبل أن بداية العالم )رؤيا ‪ -(8 :13‬قد قدم كذبيحة للعالم‬ ‫وكمخّل‪.‬ص ‪ ،‬و "ل سيما المؤمنين‪) ".‬تيموثاوس الولى ‪ .(10 :4‬لقد تّم اختيارنا ودعوتنا قبل الخليقة‬

‫لنكون في المسيح يسوع ‪" ،‬قّد ي‪،‬سين وبل لوم قدامه" )أفسس ‪ .(4 :1‬فالخليقة كّلها موجودة من أجل‬

‫تحقيق هدف ال السرمدي‪ .‬ونحن الكنيسة ومختاري ال ‪ ،‬القلئل‪ -‬المدعّو ي‪،،‬ن والوفياء‪ -‬المستفيدين‬ ‫من هذا الهدف‪ ,‬ويمكننا أن نستنتج إذًا ‪ ،‬بتواضع عميق ودهشة ‪ ،‬أّن سبب الكون الوحيد‪ -‬هذا العدد‬

‫الشاسع من المجرات والشياء الحّية ‪ ،‬وتاريخ البشرّية كّله‪ -‬إرتفاع المم وسقوطها وكّل حضارة‬

‫‪86‬‬


‫وتأسيس كّل حكومة وكّل ملك ‪ ،‬الرأسمالية أو الشتراكّية ‪ ،‬وكّل شيء قد خلق يومًا‪ -‬الملئكة‬

‫والشياطين ‪ ،‬الحياة واللم ‪ ،‬الولدة والموت ‪ ،‬الزواج والعائلة واليهود والمعبد والشريعة والنبياء وكّل‬ ‫قانون في الطبيعة‪ -‬قانون الجاذبّية والضوء وحركة الشياء والشجار والورود والشمس والقمر ‪،‬‬ ‫النظام الشمسي وخسوف الشمس ‪ ،‬المحيطات والجواء والنجوم والرعد والعواصف والهواء الذي‬ ‫نتنّش ق‪،‬ه ‪ ،‬كّل رجل أو إمرأة ‪ ،‬طيبين كانوا أو أشرار‪ -‬كّلهم من أجلنا ‪" ،‬وهو آٍت بأبناء كثيرين إلى‬ ‫المجد" )عبرانيين ‪.(10 :2‬‬

‫بالنسبة إلى غير المفدّيين ‪ ،‬قد يكون النسان حادث مثل غيره ‪ ،‬ول معنى للحياة ونحن‬

‫مختلفين عن الحيوان بفضل بعض الجينات‪ .‬وهم يعترفون بنظرية داْر و‪،،‬ينعن أسلفنا‪ .‬ونحن‬

‫حصيلة الصدفة كما لو أّن الصدفة تملك قّوة كبيرة‪ .‬وبالنسبة إلى المشّك ك‪،‬ين ‪ ،‬ل أهمية لنا وقد يكون‬

‫من ذروة التعجرف أن نّد ع‪،‬ي أن يكون لنا مكانة ممّيزة في الكون ‪ ،‬فما بالك بمكانة مقّد س‪،‬ة‪ .‬وفي هذا‬ ‫السياق ‪ ،‬فنظرة المسيحّية نظرة متعجرفة وغير منطقّية‪ .‬وبالنسبة إلى غير المؤمنين ‪ ،‬لقد ولدنا بسبب‬ ‫إنفجار عظيم وسنموت في كون بارد ل هدف له ومثير للشفقة‪ .‬وهذا كّل شيء‪.‬‬ ‫إل أّننا من جهة أخرى نعرف أّنه‬

‫"‪...‬اختارنا فيه من قبل تأسيس العالم‪) "...‬أفسس ‪(4 :1‬‬

‫وأّن‬

‫"كّل الشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون ال الذين هم مدعوون حسب‬

‫بالضافة ‪،‬‬

‫قصده‪) ".‬رومية ‪(28 :8‬‬

‫"‪...‬فإّن كّل شيء لكم‪ .‬أبولس أو أبلوس أم صفا أم العالم أم الحياة أم الموت‬

‫أم الشياء الحاضرة أم المستقبلة كّل شيء لكم‪ .‬وأما أنتم فللمسيح والمسيح ل"‬

‫)كورنثوس الولى ‪(23-21 :3‬‬

‫ظم "جميع‬ ‫كّل الشياء تعني كّل الشياء ‪ ،‬المرئية وغير المرئية في كّل هذا الكون‪ .‬فال ين ّ‬

‫الشياء" لكي يأتي بالكثير من البناء إلى المجد وللخير للذين يحبونه المدعووين وفقًا لقصده‪.‬‬

‫وكمسيحيين ‪ ،‬نحن سبب هذا الكون‪ .‬لقد أراد ال أن يجلب الكثير من البناء إلى المجد والكون‬ ‫المادي لهدفه السامي‪ .‬فهو الحلبة والمكان وساحة المعركة وواٍد لخلق الرواح‪ .‬فقد تجّس د‪ ،‬ال ومات‬ ‫مّرةواحدة‪ -‬وكان ذلك على الرض من أجلنا‪.‬‬ ‫هل يجعلنا هذا المر نتواضع؟ بالتأكيد‪ .‬ولكّن في الوقت عينه ‪ ،‬بدل أن نشعر بالضياع‬

‫وعدم الهمّية في وسط هذا العالم الشاسع والكبير ‪ ،‬علينا نحن ككنيسة أن نشعر بالذهول الكبير‬

‫والمتنان العميق لجل المكانة المميزة التي نتمّتع بها في هذا الكون‪ .‬لقد ُخ ل‪،،‬ق هذا الكون ليكون‬ ‫‪87‬‬


‫طته غير المرئية واضحة للعيان‪.‬‬ ‫منزل مناسب لنا في كاتدرائية العجائب هذه‪ .‬فهنا يجعل ال خ ّ‬

‫فهي للشارات والمواسم لجلب المور الجّيدة لخير النسان‪ .‬الكون يعلن قّوة ال ومجده‪.‬‬

‫يعلنه لمن؟ لنا‪ .‬ولماذا؟ من أجلنا‪ .‬فكّل زهرة هي كاتدرائية وكّل نجمة هي معجزة‪ .‬وكّل‬ ‫صدفة وكّل قوس قزح وكّل بذرة هي رسول يعظنا ويدعونا إلى ال‪ .‬ومن ناحية أخرى فالكون هو‬ ‫إمرأة‪ .‬هي أحشاء وزوجة تلد أبناء ل‪) .‬إق أر رومية ‪.(30-16 :8‬‬

‫الكوكب المزار‬ ‫هنا على هذه الرض وعلى هذا الكوكب المزار "أرسل ال ابنه مولودًا من امرأة مولودًا تحت‬

‫الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبّني" )غلطية ‪ .(5-4 :4‬وقد حصل ذلك في كوكبنا‬ ‫الصغير‪ -‬كوكب صغير وضعيف في هذا الكون الشاسع‪ -‬هذه هي الحلبة الموضوعة لهدف ال‪.‬‬ ‫ففي رقطة الغبار هذه ‪ ،‬في قرية بيت لحم ‪ ،‬في أحشاء عذراء ‪ ،‬لقد ولد ابن ال البدي‪ .‬وعلى أرضنا ‪،‬‬ ‫خارج سور أورشليم ‪ ،‬صلب ونزف ومات‪ .‬وكّل ذلك من أجلنا نحن ‪ ،‬مختاري ال لكي نصبح "معينًا‬

‫نظي ًرا" )تكوين ‪ (20 :2‬ليسوع مخلوقين من ضلعه ودمه وعظمه‪ .‬والرومانسية هي سبب كّل شيء‪.‬‬ ‫والرومنسية هي تفسير خلية توماس‪.‬‬

‫أتمنى لو كان لويس توماس مازال حّيًا‪ .‬فلعل هذه اليات والفكار كانت تأخذه إلى تفكير‬ ‫أعمق وحتى إلى علقة مع ال‪ .‬فالبذرة التي كتب عنها هي بذور النسان المخلوق على صورة ال‬ ‫ومثاله‪ .‬فهي بذرة مهّم ة‪ ،‬ومجيدة من لحم ودّم ‪ ،.‬ماذا سيحصل لهذه البذرة العظيمة والمقّد س‪،‬ة المزروعة‬

‫بعمق في كّل تلميذ للمسيح‪ -‬بذرة ال؟ جهز نفسك للمعجزات ‪ ،‬معجزات رائعة‪.‬‬

‫‪88‬‬


‫‪11‬‬

‫عناصر المور‬ ‫عنصر الكربون عنصر سحري‪ .‬فبتغيير بسيط في التركيبة يمكن أن يتحّو ل‪،‬الكربون إلى‬

‫ماس أو إلى فحم‪ .‬أحدهم أسود بينما الخر يعكس النور‪ .‬أحدهم يستعمل للشوي والخر تتحّل به‬ ‫العروس‪.‬‬

‫عندما ننظر إلى المواد التي ل ُتحصى في هذا الكون ‪ ،‬يصعب علينا التصديق أّنها كّلها‬ ‫تتألف من ‪ 106‬عناصر فقط‪ -‬كالهيدروجن والوكسيجن والنيتروجن والصوديوم والكربون‪.‬‬ ‫والمذهل هو أّن كّل صفة في المادة‪ -‬الرائحة ‪ ،‬التركيبة ‪ ،‬الطعم ‪ ،‬اللون ‪ ،‬النعومة ‪ ،‬الصلبة ‪،‬‬ ‫النزلق ‪ ،‬اللمعّية ‪ ،‬الوزن ‪ ،‬اللزوجة ‪ ،‬الليونة والكثافة‪ -‬تعتمد على الطريقة التي تتفاعل فيها هذه‬ ‫العناصر‪.‬‬

‫أو فّك ر‪ ،‬بالموسيقى‪ .‬هناك المليين من النغمات والسيمفونّيات وشّتى أنواع الموسيقى‪ .‬إلّ‬ ‫أّن الختلف في تأليف الموسيقى يعكس إختلف الحضارات النسانّية‪ -‬فالموسيقى الهندوسّية‬

‫والهندّية ومن أميركا الجنوبّية والصينّية‪ -‬جميعها تعزف عددًا مّو ح‪،‬دًا من النغمات‪.‬‬ ‫أو فّك ر‪ ،‬بالتعليم العالي‪ .‬فمهما كانت أهمّية الموضوع ‪ ،‬كّل شيء مرتكز على ما تعّلمناه في‬

‫الصفوف البتداّئية‪ :‬الحرف والرقام‪.‬‬ ‫ما هي المور العظيمة التي تخلقها عناصر كيماوّية قليلة أو نغمات بدائّية أو أحرف قليلة‪:‬‬

‫سيمفونيات قد تكون رائعة أو ممّلة ‪ ،‬مواد كيماوية توّلد الفحم أو الماس ‪ ،‬الماس أو الطعام ‪ ،‬كلمات قد‬

‫تجرح أو تشفي ‪ ،‬تمتع أو ترعب‪.‬‬

‫ما يلي هي النغمات والمواد الكيماوّية ‪ ،‬المواد الساسّية التي تشّك ل‪ ،‬العبادة الحقيقّية‪ .‬هي‬ ‫ي وقت أو‬ ‫ي مدى ‪ ،‬ل ّ‬ ‫أساسّيات العبادة‪ .‬والطريقة التي تتعامل مع كّل واحدة فيها إلى أي درجة أو أ ّ‬

‫ي حّد هي التي تحّد د‪ ،‬طبيعة تركيبتنا‪ .‬ولكي نعبد ال علينا أن تصبح هذه العناصر الساسّية مألوفة‬ ‫أّ‬

‫بالنسبة إلينا‪.‬‬

‫ق‬ ‫الروح والح ّ‬ ‫كّل شي يتعّلق بيسوع رائع ومذهل‪ .‬فعندما اختار أن ُيظهر المسيح نفسه للمّرةالولى ‪ ،‬لم‬

‫ُيظهر نفسه لرجل بل لمرأة غير يهودّية بل سامرّية ‪ ،‬وليس لكاهن بل لمرأة تمل الخطّية حياتها‬

‫)يوحنا ‪ .(42-1 :4‬لقد كان فريدًا من نوعه ‪ ،‬رجل لئق ولفت إنتباهها من خلل طلب خدمة منها‪.‬‬

‫‪89‬‬


‫ومن ثم وضع كأسها على فمه‪ .‬أي يهودي كان ليفعل ذلك‪ .‬وأي معّلم كان ليذهب إلى السامرة أو‬

‫كان ليقول لها كلمة واحدة؟‬

‫وعندما فتحت موضوع العبادة ‪ ،‬ألغى يسوع سبعة آلف سنة من التقاليد والذبائح والطقوس‬ ‫بجملة واحدة‪" :‬أنتم تسجدون لما لستم تعلمون‪ "...‬فقط )يوحنا ‪ .(22 :4‬لقد كان لطيفًا ولكن غير‬

‫عاطفي‪ .‬فالحقيقة مهّم ة‪ ،‬جّد ًا‪ ،‬بالنسبة إلى ال وهو جّد ي‪ ،‬جّد ًا‪ ،‬فيما يتعّلق بطرق العبادة وأسبابها‪ .‬فال‬

‫ق في العبادة‪ .‬ويريد ال متعّبدين حقيقيين‪ -‬رجال ونساء‬ ‫ل يبحث فقط عن العبادة بل عن الح ّ‬

‫يكّر س‪،‬ونأنفسهم له ويحبّو ن‪،،‬ه ويصبون إليه‪.‬‬

‫"ولكن تأتي ساعة وهي الن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للب بالروح‬ ‫ق ‪ ،.‬لّن الب طالب مثل هؤلء الساجدين له‪ .‬ال روح‪ .‬والذين يسجدون‬ ‫والح ّ‬ ‫ق ينبغي أن يسجدوا‪) ".‬يوحنا ‪(24-23 :4‬‬ ‫له فبالروح والح ّ‬

‫لقد غّير يسوع كّل شيء‪ .‬فقد كانت هذه نظرته المقّد س‪،‬ة‪ .‬فبالطبع‪ -‬فمن هو أعظم من‬ ‫السبت وأعظم من سليمان واعظم من المعبد ‪ ،‬موجود بيننا‪ .‬فالعبادة لم تعد فيما بعد متعّلقة بمكان أو‬

‫بشخ‪.‬ص أو بوجود ما‪ .‬وبالتأكيد لم يخطط النسان للمعبد ولورشليم بل ال فعل ذلك‪ .‬إلّ أّن يسوع‬

‫ي شيء‬ ‫سيغّير كّل هذا‪ .‬فنحن لسنا بعد الن محدودين بالجغرافيا أو بالذبائح الحيوانّية أو بأ ّ‬

‫جسدي‪ -‬فنحن بحاجة فقط إلى القليل من الزمان والمكان إوالى الخبز والخمر‪ .‬فنحن الن أحرار‬

‫ي وقت نريده‪ -‬في الداخل أو الخارج في السجن أو على ضفاف‬ ‫ي مكان أو أ ّ‬ ‫لكي نعبد ال في أ ّ‬

‫بحيرة ‪ ،‬على شاطئ البحر أو في مبنى كما يحلو لنا‪.‬‬

‫ولماذا؟ لّننا نحن هيكله الن‪ .‬ومجده يمل كّل واحد فينا الذين نحن كنيسته ‪" ،‬التي هي‬

‫جسده ملء الذي يمل الكّل في الكّل "‪) ،‬أفسس ‪ .(23 :1‬نحن مسكن الروح القدس وكّل واحد فينا‬

‫حجر حّي وكّل واحد فينا هيكل موجود في داخل هيكل أعظم ‪ ،‬مبنى غير مصنوع بأيدي الناس ‪،‬‬

‫ب ‪ ..،،.‬مسكنًا ل في الروح" )أفسس ‪ .(22-21 :2‬وحتى هذا الهيكل‬ ‫"‪ ...‬ينمو هيك ً‬ ‫ل مقدسًا في الر ّ‬ ‫وكنيسته موجودين في الهيكل العظم في السماويات أمام عرش ال ومذبحه‪ .‬تخّي ل‪ ،‬هيكل داخل‬

‫هيكل آخر وهذا الخير داخل هيكل آخر‪.‬‬

‫وبالرغم من أّننا لسنا محدودين بالحدود الجسدّية ‪ُ ،‬يظهر لنا يسوع أمرين أساسيّين نحن‬

‫ق ‪ ،.‬ماذا يعني أن نعبد بالروح؟ أعتقد أّنه‬ ‫ملزمين بهما‪ .‬فالعبادة المقبولة يجب أن تكون بالروح والح ّ‬ ‫يعني عبادة نابعة من القلب وصادقة‪ .‬وهذا النوع من العبادة ينبع من المحّبة التي تنبض من نهر‬ ‫عميق موجود في داخلنا )يوحنا ‪ .(38 :7‬نحن نعبد ال بمشاعرنا في فرح الروح كما فعل يسوع‪.‬‬

‫فنحن "نراه" من خلل أعين قلوبنا )أفسس ‪ .(18 :1‬نحن نصّلي "صلة‪ ...‬في الروح" )؟أفسس ‪:6‬‬

‫‪90‬‬


‫‪" ، (18‬نعبد ال بالروح" )فيلبي ‪ (3 "3‬ونرّنم "أغاني روحّية" )كولوسي ‪" .(16 :3‬غمر ينادي‬ ‫غم ًرا‪) "...‬مزمور ‪ (7 :42‬والروح تنادي بالروح‪ .‬الفاني والداخل يلمس غير المرئي وغير الفاني‪.‬‬ ‫ولّن العبادة هي صلة ‪ ،‬فالروح أيضًا يساعدنا‪ .‬فهو ‪،‬‬

‫"‪...‬يشفع فينا بأّناٍت ل ُينطق بها‪ .‬ولكن الذي يفح‪.‬ص القلوب يعلم ما هو‬

‫اهتمام الروح‪ .‬لّنه بحسب مشيئة ال يشفع في القديسين‪) ".‬رومية ‪-26 :8‬‬ ‫‪(27‬‬

‫نحن ل نقّد م‪ ،‬ذبائح دّم فيما بعد بل نقّد م‪ ،‬ذبيحة مزدوجة من المجد‪" -‬ثمر شفاٍه معترفة‬

‫باسمه‪) ".‬عبرانيين ‪ (15 :13‬ومن حياتنا نقّد م‪،‬ها كّل يوم له‪" -‬ذبيحة حّية مقّد س‪،‬ة" )رومية ‪:12‬‬ ‫‪ .(1‬عبارة "في الروح" تعني أّننا نتقّد م‪ ،‬أمام ال بقلب طاهر وأيدي مقّد س‪،‬ة وبضمير صالح وصدق‪.‬‬

‫علينا أن نعّبر وأن نفيض بالشكر والمتنان‪.‬‬

‫ي شخ‪.‬ص آخر ‪ ،‬يمّثل القلب الروحي الذي يطلبه يسوع‪ .‬فقد مّج د‪ ،‬ال‬ ‫ولعل داود أكثر من أ ّ‬

‫بعمق وبصراحة وبمشاعر وباستمرار‪ -‬خلل الوقات الحسنة والصعبة في حياته‪ .‬لقد أعطى‬

‫بتضحية وكانت محّبته ل واضحة للكّل ‪ ،.‬لقد تواضع من خلل أنانّيته وسمح لنفسه أن ينكسر فغّيره‬ ‫ال‪ .‬وقد عبر عن أفكار قلبه الحقيقّية وتلّذ ذ‪ ،‬بوجود ال في كّل شيء من حوله‪ .‬ومزاميره الكثيرة‬

‫تعطينا مجموعة كبيرة من المشاعر بدءًا من المحّبة إلى التمجيد والعبادة واليأس والقلق والخوف‪.‬‬ ‫وقد تذهلنا صراحته مع ال في بعض الحيان‪ .‬إذ نرى رجل يتصارع مع ضعفه ولكن في الوقت‬

‫عينه يعمل بجهد لفهم عظمة ال وأس ارره‪ .‬ويجب أن نقّد م‪ ،‬لداود كّل احترام وأن نتمّثل به لّنه "رجل‬

‫بحسب قلب ]ال "[" )صموئيل الولى ‪.(14 :13‬‬

‫ق تتضمن العقل والقلب في آن واحد‪ .‬إذ علينا أن‬ ‫ق إذًا؟ فالعبادة بالح ّ‬ ‫فما هو العبادة بالح ّ‬

‫ب ال من كّل عقلنا وأن ننمو في معرفتنا له‪ .‬يجب أن نفكر بحسب الكتاب المقّد س‪ ،‬حول طبيعة‬ ‫نح ّ‬

‫ال وأن نطرد من عقولنا الفكار الوثنية التي تؤذي عبادتنا وتضعفه‪ .‬فعبادة الوثان ليس فقط الجثو‬

‫أمام تمثال ما بل تعني أيضًا أن تكون في مخيلتنا فكرة إله صغير‪ .‬وفي كتابه "معرفة القدوس" يقّد ر‪،‬‬ ‫أ‪ .‬و‪ .‬توزر صوابًا أّن الفكرة الصحيحة عن ال بالنسبة إلى العبادة هي بمثابة الساس بالنسبة إلى‬ ‫الهيكل‪" .‬عندما يكون هناك خلل أو عدم دّقة في أحد الماكن سرعان ما سيتداعى النظام‪...‬‬

‫والمسؤولية الكبر الملقاة على ظهر الكنيسة اليوم هي أن تطّهر فكرة ال وأن تسمو بها لكي تعّبر‬ ‫مّرةأخرى عن مكانته‪ -‬ومكانتها"‪.‬‬

‫ق إله ليس كّلي السيطرة‪ .‬ول يمكننا أن نكون ممتّنين وأن نبني علقة‬ ‫ل يمكن أن نعبد بح ّ‬

‫ك في محّبته‪ .‬ول يمكننا أن نعطي أنفسنا لله ليس كّلي المعرفة وسبق له أن خسر‬ ‫حميمة مع إله نش ّ‬

‫‪91‬‬


‫ق إن كّنا نؤمن أّن‬ ‫معركة مع الشرير إواله يرتكب الخطأ‪ -‬ولو مّرةواحدة‪ .‬ول يمكننا أن نعبد ال بح ّ‬ ‫مجرى المور خارجه عن إرادته إوان كنا نعتقد أّنه بحاجة إلى قراءة الصحيفة ليعرف ما الذي‬

‫ك‬ ‫ك أّنه خلق هذا الكون بتصميم كامل وأّن نش ّ‬ ‫يحصل في العالم! ول يمكننا أن نخشى ال إن كّنا نش ّ‬ ‫أّنه على علقة وثيقة مع خليقته‪.‬‬ ‫تمامًا كما أّننا ل نستطيع أن نتعالى على مبدأ ال في حياتنا اليومّية ‪ ،‬ل يمكننا أن نتعالى‬

‫على مبدأ ال في عبادتنا‪ .‬لقد صّلى يسوع كما يلي‪:‬‬

‫"وهذه هي الحياة البدّية أن يعرفوك أنت الله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح‬

‫الذي أرسلته‪) ".‬يوحنا ‪(3 :17‬‬

‫والفكرة السطحّية عن ال قد تؤذي بعمق قدرتنا على تقديم العبادة الحقيقّية هذا إن لم نذكر‬

‫حياتنا الروحية بالمجمل‪.‬‬

‫ق تتضمن إلتزام عميق بكلمة ال‪ .‬فقد رفع ال اسمه وكلمته فوق كّل شيء‬ ‫فالعبادة بالح ّ‬

‫)مزمور ‪ .(119‬فالكلمة مرتبطة إرتباطًا وثيقًا بطبيعة ال لدرجة أّن كاتب المزمور مّج د‪ ،‬شريعة ال‬

‫من دون أن يشك بأّنه يشرك بعبادته‪ .‬والعبادة الناضجة والمقبولة هي عبادة من خلل الكتاب‬

‫ب وروح‬ ‫المقّد س‪ .،‬ما الذي يطلب منا في أمور محّد د‪،‬ة مثل العطاء والترنيم والشتراك في مائدة الر ّ‬ ‫وجوهر إجتماعاتنا معًا؟ كّل هذه المواضيع موجودة في الكتاب المقّد س‪ .،‬لقد قال بولس للكنيسة في‬

‫كورنثوس أّن إجتماعاتهم هي "ليس للفضل بل للردأ‪) ".‬كورنثوس الولى ‪ (17 :11‬لّنهم لم‬

‫يدركوا مقياس ال وطرق العبادة‪ .‬فالساجدون الحقيقيون يمجدون ال من خلل النتباه إلى كلمته‬ ‫إوالى حّقه‪ .‬وسيفعلون ذلك من كّل قلبهم وروحهم‪.‬‬ ‫ق عندما يجلب كّل مشاعره ورغباته أمام عرش ال بتأثير‬ ‫يعبد النسان ال بالح ّ‬

‫ق عندما يكون هدف قلبه ورغبته وعندما يكون‬ ‫من الروح القدس ويعبده بالح ّ‬

‫كّل عمل في عبادته الدينّية موجه بإرشاد كلمة ال‪.‬‬

‫لدراسة أعمق إق أر يوحنا ‪ 26-1 :4‬وكورنثوس الولى ‪.34-17 :11‬‬ ‫الخوف والخيشوع‬ ‫ب أول ترتعدون من وجهي أنا الذي وضعت الرمل‬ ‫"إياي ل تخشون يقول الر ّ‬

‫تخومًا للبحر فريضًة أبدّيًة ل يتعّد ا‪،‬ها فتتلطم ول تستطيع وتعّج أمواجه ول‬ ‫تتجاوزها‪) ".‬إرميا ‪(22 :5‬‬

‫‪92‬‬


‫"لذلك ونحن قابلون ملكوتًا ل يتزعزع ليكن عندنا شكر به نخدم ال خدمًة‬

‫مرضية بخشوع وتقوى‪ .‬لّن إلهنا نار آكلة" )عبرانيين ‪(29-28 :12‬‬

‫ك إحتفال بالشكر ولكن يجب أن يكون دائمًا مملوءًا‬ ‫العبادة الحقيقّية هي من دون ش ّ‬

‫بالخشوع والخوف‪ .‬معرفة ال هي مخافة ال‪ .‬ومخافة ال هي معرفة مكانتنا أمام ال‪ .‬فالعبادة تعني‬ ‫تقبيل أرجل ال‪ .‬فهي التعبّد الكامل والحترام التام والذهول الكامل أمام ال‪ .‬وهو أن ندرك أن "عظيم‬

‫ب وحميد جّد ًا‪ ،‬وليس لعظمته استقصاء‪) ".‬مزمور ‪.(3 :145‬‬ ‫هو الر ّ‬

‫فال هو الخالق والملك وهو "ساكنًا في نور ل يدنى منه" )تيموثاوس الولى ‪ .(16 :6‬هو‬

‫يمل الكون بينما نحن‪ -‬ماذا نحن؟ بخار وطين قدر من فخار من بين الكثير من القدار )إشعياء‬ ‫‪ .(9 :45‬ال يحمل حياتي الهّش ة‪ ،‬بين يديه‪ .‬فهو يأمر المور لكي تحيا أو تموت‪ .‬ولديه القّوة أن‬

‫يرسل إلى الجحيم وأن يسامح ويرفع إلى السماء‪ .‬يجب أن يمل الخوف والخشوع عبادتنا‪.‬‬

‫علينا أن نخشى ال بفضل نعمته‪ .‬يعلن كاتب المزمور "لّن عندك المغفرة لكي ُيخاف منك"‬

‫)مزمور ‪ .(4 :130‬وغالبًا ما نرّد د‪ ،‬الترنيمة "النعمة التي عّلمت قلبي الخوف"‪ .‬المغفرة لن تكون يومًا‬ ‫ق ولن نستحقها يوم ًا‪ .‬وحتى عندما نتوب يبقى الغفران عطية من عند ال‪ .‬ونحن دائمًا خّد ا‪،‬م غير‬ ‫حّ‬ ‫جديرين‪.‬‬

‫ونحن إن فهمنا حقًّا أّننا عندما نخطأ نستحق الجحيم مّرةأخرى يمكننا أن نقّد ر‪ ،‬نعمة ال‬

‫أكثر‪ .‬لقد كنا أمواتًا في خطايانا و"بالطبيعة أبناء الغضب‪ ...‬ال الذي هو غني في الرحمة‪...‬‬

‫أحيانا مع المسيح" )أفسس ‪ .(5-3 :2‬فقد انتشلنا من موتنا و"‪...‬أجلسنا معه في السماويات في‬ ‫ل ومتروكين في حقل ودمنا يراق ‪ ،‬مّر ال بنا وقال‬ ‫المسيح يسوع" )أفسس ‪ .(6 :2‬عندما كّنا أطفا ً‬

‫"عْش "‪)، ، ،‬حزقيال‪.(6 :16‬‬ ‫يعتمد خلصنا تمامًا على ال‪ .‬وبالرغم من أّننا نتجاوب مع البشارة فما زالت البشارة‬

‫بشارته‪ .‬فمن الول إلى الخر ‪ ،‬ال هو من منح وحرك جميع نواحي الخل‪.‬ص‪ .‬فهو يفتح القلوب‬ ‫والذهان‪ .‬وهو يحّر ك‪،‬نالنتبع شريعته ويحّم س‪،‬نا لنخافه ويحّد د‪ ،‬الزمان والمكان وجميع الظروف‬

‫لهتدائنا‪ .‬فال هو من يدعونا إلى الكنيسة وليس النسان ول نحن إطلقًا‬ ‫ت‬ ‫لقد طلبت ال ومن بعدها أدرك ُ‬ ‫أنه حّر ك‪،‬روحي لكي أطلبه ‪ ،‬باحثًا عّني‬ ‫فلست أنا من ُو ج‪ْ،‬د ‪،،‬أيها المخّل‪.‬ص‬

‫بل أنت من وجدني‬

‫نشيد من القرن التاسع عشر‬

‫‪93‬‬


‫وعلينا أيضًا أن نخاف ال بسبب قداسته‪ .‬في إشعياء ‪ ، 6‬فيما ترتعش أساسات هيكل ال‬

‫ب الجنود مجده ملء كّل الرض‪ ".‬عليهم أن‬ ‫بالقّوة والمجد ‪ ،‬يصرخ السرافيم ‪" ،‬قدوس قدوس قدوس ر ّ‬ ‫يغطوا أرجلهم وأعينهم وأفواههم بتواضع ‪ ،‬أمام المتأّلق‪ .‬فمن عرش ال يفيض نبع الحياة ونهر من‬ ‫نار‪ .‬وعلى قدمي عرشه ليس من أمر محجوب عنه‪" :‬كّل شيء عريان ومكشوف لعينّي ذلك الذي‬

‫معه أمرنا" )عبرانيين ‪.(13 :4‬‬

‫فحجم مجد ال ونعمته والقداسة التي ل تمس والتي تلبسه ‪ ،‬تدعونا إلى الخشوع والجثو‬ ‫والسقوط والرتعاش وحتى الرعب‪ .‬العبادة هي إحتفال ولكن إحتفال بخشوع حتى يكون قلبنا دائمًا‬

‫على ركبتيه مهما كانت وضعية جسدنا‪ .‬فإن ضحكنا أم بكينا ‪ ،‬رقصنا أم غنينا ‪ ،‬علينا أن ندرك دومًا‬ ‫وجود ال‪ .‬ومن هذا الدراك يجب أن ينبع الخشوع‪.‬‬

‫لدراسة أعمق إق أر أخبار اليام الثانية ‪ ، 19-16 :26‬حزقيال ‪ ، 28-24 :36‬مزمور ‪:2‬‬ ‫‪ 11‬وتثنية ‪.23 :14‬‬ ‫التمجيد واليشكر‬ ‫ب بفرٍح ‪ ، .‬ادخلوا إلى حضرته بترنٍم ‪، .‬‬ ‫ب يا كّل الرض‪ .‬اعبدوا الر ّ‬ ‫"اهتفي للر ّ‬ ‫ب هو ال‪ .‬هو صنعنا وله نحن شعبه وغنم مرعاه‪ .‬ادخلوا أبوابه‬ ‫اعلموا أّن الر ّ‬ ‫ب صالٌح ‪ ،.‬إلى البد رحمته‬ ‫بحمٍد دياره بالتسبيح احمدوه باركوا اسمه‪ .‬لّن الر ّ‬

‫إوالى دور فدوٍر أمانته" )مزمور ‪(100‬‬

‫أن نسّبح ال يعني أن نرفعه وأن نعلنه وأن نمّج د‪ ،‬اسمه‪ .‬لقد قال داود "الجالس بين تسبيحات‬ ‫إسرائيل‪) ".‬مزمور ‪ .(3 :22‬التسبيح الحقيقي هو إعلن ال من دون خجل لقيمة ال وبركاته‪.‬‬ ‫ب "‪ ، ،‬نرفع ال ونجعل مجده يضيء‪ .‬التسبيح هو التفاخر‬ ‫فعندما نرّنم "هّللوليا" التي تعني "سبحوا الر ّ‬

‫بال إواعلن مجده‪ .‬هو أن نصرخ للعالم بأسره لكي يسمع أن ال عظيم وأّنه حسن وأّن ال محّبة وأّنه‬ ‫ق ‪ ،.‬فالمر شخصي جّد ًا‪ ،‬حتى عندما يحيط بك تلميذ آخرين‪ .‬هو إلهي وصخرتي ‪ ،‬خلصي‬ ‫حّ‬ ‫وروحي تفتخر به‪.‬‬

‫والشكر هو العتراف بإمتنان بوجود ال وكّل ما فعل من أجلنا ولنا‪ .‬والشكر والمتنان‬

‫أمران متناغمان‪ .‬أنا أشكره على عطاياه وهي عطايا تفيض من حسن شخصّيته‪ .‬ولكن أشكره أيضًا‬ ‫على ما هو عليه وعلى صفاته المقّد س‪،‬ة‪ .‬وكما قال كاتب المزمور ‪،‬‬ ‫ب العّلي" )مزمور ‪(17 :7‬‬ ‫ب حسب بّره‪ .‬وأرّنملسم الر ّ‬ ‫"أحمد الر ّ‬

‫‪94‬‬


‫كّل شيء خارج الجحيم هو عمل نعمة ال‪ .‬ونحن لن نتوّقف عن شكر ال إن أدركنا فقط ما‬

‫الذي أنقذنا منه داعيك عن الذي دعانا إليه‪ .‬يجب أن يمتل فمنا بالتسبيح وأن تفيض قلوبنا بالشكر‪.‬‬ ‫علينا أن نكون كما هؤلء الجموع الذين "تحّيروا وركضوا" لما فعله ال من أجلنا )مرقس ‪.(15 :9‬‬

‫والكثير من المعجزات والعجائب ستتدّفق من لحظة إدراكنا لقلب ال إلى أن نصل إلى المجد الحقيقي‬

‫في السماء! ويجب أن ل نستهين يومًا بعطاياه وحمايته وأعماله الكثيرة والصلوات المستجابة‬

‫ف أبدًا بجهوده لكسرنا ومباركتنا‬ ‫إواهتمامه بكّل تفصيل من حياتنا حتى في نومنا‪ .‬ويجب أن ل نستخ ّ‬ ‫وتدّخ ل‪،،‬ه السماوي ورسالته الخاصة لتخليصنا‪ .‬بل علينا أن نقبل هذه المور بشكر الرجل العمى‬

‫الذي ُفتحت عيناه وبإمتنان السارق الذي وعده يسوع بالفردوس قبل لحظات من موته علىالصليب‬

‫وبدهشة المرأة الزانية عندما خّلصها يسوع من الرجم وحّر ر‪،‬هاوبتواضع هذه المرأة‪ .‬هؤلء الشخا‪.‬ص‬

‫يمثلون ما كّل واحد فيما عليه أمام ال‪ .‬والعبادة هي العتراف بهذه العطايا وبمثابة فتحها وتقديرها‪.‬‬ ‫وحدها العين المفتوحة على بركات ال ‪ ،‬تعرف كيف تشكره بالطريقة الملئمة‪ .‬ووحدهم‬

‫الشخا‪.‬ص الذي يفهمون عمق مغفرة ال يستطعون أن يفهموا ما معنى أن نكون "متفاضلين فيه‬ ‫ل هو قصير البصيرة وأعمى‪.‬‬ ‫ل ويشكر قلي ً‬ ‫ب قلي ً‬ ‫بالشكر‪) ".‬كولوسي ‪ .(7 :2‬والشخ‪.‬ص الذي يح ّ‬

‫علينا أن نشكر ال يومّيًا على خلصنا وعلى دّم يسوع المسيح‪ -‬الدم الذي يحّو ل‪،‬الفاني إلى العذرية‬

‫من جديد ويسمح للقتلى أن يحصلوا على ولدة جديدة ويغطي ذنوبنا كالثلج‪ .‬وقد كان صديقي مايك‬

‫فونتينو على صواب عندما قال‪" :‬يمكن أن يحّو ل‪،‬الثلج الخردة إلى قصر من جليد‪ .‬وهذا ما فعله دّم‬ ‫يسوع المسيح من أجلنا‪ -‬دّم قّوي جّد ًا‪ ،‬وطاهر بطريقة تفوق الخيال لدرجة أّنه يسمح لنا بأن نتقّد م‪،‬‬ ‫أمام عرش النعمة في أعلى مكان في السماء‪.‬‬ ‫ت له رسالة سكبت فيها قلبي‪ .‬وقد‬ ‫منذ بضعة سنوات ‪ ،‬اشتريت هدّية إلى أحد الخوة وكتب ُ‬

‫ل أن أبدأ من جديد وأن ننعم بعلقة‬ ‫كتبتها لعتذر ولكي ألتزم مّرةأخرى بالصداقة‪ .‬وقد أردت فع ً‬

‫ت بطاقة ممّيزة وأخذت مّتسع من الوقت لجد هدّية ممّيزة‪ .‬وبعد بضعة أسابيع ‪،‬‬ ‫رائعة‪ .‬لقد اشتري ّ‬ ‫ت‬ ‫ت هديتي غير مفتوحة على الطاولة‪ .‬ما زلت أذكر عمق الجرح الذي أحسس ُ‬ ‫ت إلى منزله ورأي ُ‬ ‫ذهب ُ‬ ‫به من جراء هذه الهدّية غير المفتوحة‪ .‬ومع ال هناك عدد ل ُيحصى من العطايا والبركات التي‬

‫يسكبها باستمرار علينا‪ .‬وجّل ما يريد وما يستحقه هو أن نكون شاكرين وأن نعترف بما فعله من‬ ‫أجلنا‪ .‬فهذا أمر أساسي للعبادة الحقيقّية‪ .‬ولكن لسوء الحظ هناك أوقات أكون فيها أناني كثي ًرا‪.‬‬ ‫ولكن ال أعطانا الرحمة!‬

‫لدراسة أعمق إق أر مزمور ‪ 30 :69 ، 7 :51 ، 23 :50 ، 14-13 :50‬ومزمور ‪.147‬‬ ‫المحّبة والذهول‬

‫‪95‬‬


‫" لّن رحمتك أفضل من الحياة‪ .‬شفتاي ُتسّبحانك‪) ".‬مزمور ‪(3 :63‬‬

‫يجب أن تكون عبادتنا مفعمة بالمحّبة والذهول‪ .‬ففي الكنائس الولى "صار خوف في كّل‬ ‫نفس" )أعمال الرسل ‪ (43 :2‬ويجب أن تكون حياة الشراكة لدينا اليوم كذلك‪ .‬فالوصّية العظمى‬

‫ب ال من كّل قلبنا ومن كّل عقلنا ومن كّل نفسنا ‪ ،‬تلّخ ‪.‬ص‪ ،‬كّل معنى العبادة‪ .‬فالعبادة هي‬ ‫بأن نح ّ‬

‫تجربة محّبتنا العميقة مع ال مخّلصنا‪ .‬فقلوبنا تمتلئ بالذهول لمحّبته‪ .‬فنحن نرى من خلل العبادة‬ ‫ال الجميل والحبيب والمبارك‪ .‬وببساطة ‪ ،‬العبادة هي أن نندهش أمام ال وأمام كمال شخصّيته‪ .‬إذ‬

‫نتمّتع به ونّتضع أمامه‪ .‬فالشخا‪.‬ص المغرمون ل يفّك ر‪،‬ون إل بحبيبهم فقلوبهم سجينة هذا الحبيب‪.‬‬ ‫يجب أن يكون المر كذلك مع مخّلصنا‪.‬‬ ‫إن ُر ف‪،‬عتجميع الوراق وُم ّد‪،‬ت‪ ،‬إلى‬ ‫أن تصل إلى السماء‬

‫ل يمكنها أن تسع كّل المور التي فعلتها‬

‫أنت حياتي وكّلي وحبيبي‬

‫قد يحزن ال بشّد ة‪ ،‬عندما ل نعطيه عواطفنا أو عندما نكون بعيدين عنه كما كان شعب‬

‫إسرائيل أحيان ًا‪ .‬قال ال ‪،‬‬

‫"وجدت إسرائيل كعنٍب في البرّية‪) ".‬هوشع ‪(10 :9‬‬ ‫ولكن فيما بعد طلب منها عاطفتها ‪،‬‬ ‫"‪ ...‬قد ذكرت لك غيرة صباك محّبة خطبتك ذهابك ورائي في البّر ي‪،‬ةفي أرض‬

‫غير مزروعة‪) ".‬إرميا ‪(2 :2‬‬

‫ل مّنا هو محّبتنا‪ .‬وهذا ما يستحّقه‪.‬‬ ‫ما يطلبه ال فع ً‬ ‫ل" )يوحنا الولى ‪ .(19 :4‬والعبادة هي تبادل المحّبة‪ .‬فنحن‬ ‫ونحن نحّبه لّنه "هو أحّبنا أّو ً‬

‫ب ال لما هو عليه ول‪"،‬عطّيته التي ل يعّبر عنها" والتي سكبها علينا في المسيح يسوع )كورنثوس‬ ‫نح ّ‬ ‫الثانية ‪ .(15 :9‬ففي المسيح لدينا نعمة على نعمة ‪ ،‬وعطّية على عطّية ‪ ،‬وبركة على بركة ‪ ،‬مرئية‬ ‫وغير مرئية ‪ ،‬وهي أكثر مما يمكن أن نفهمها أو ندركها‪ .‬وكّل ذلك يسكب علينا من محّبة ال‬

‫العظيمة‪ .‬في الواقع ‪" ،‬محّبة ال قد انكسبت في قلوبنا بالروح القّد س‪ ،‬المعطى لنا" )رومية ‪.(5 :5‬‬

‫ب ال بشّد ة‪،‬؟ برأي هذه أفضل عبادة وأطهرها على الطلق‪.‬‬ ‫أفليس علينا أيضًا بالروح عينه أن نح ّ‬

‫‪96‬‬


‫العبادة هي قبلتنا ل‪ .‬إذ نركض إليه ونحضنه كما يركض الطفل إلى والديه‪ .‬فأفضل شيء‬ ‫ي شك ‪ ،‬هو أن تحضنني طفلتي الصغيرة ناتاشا وابني دانيال وأن‬ ‫لدي في العالم بأسره ومن دون أ ّ‬

‫يقّبلني‪ .‬وأحيانًا يذوب قلبي عندما أدرك أن ولداي يحبانني ‪ ،‬أنا أبيهم‪ .‬وأنا ل أعتقد أّن شعور ال‬ ‫مختلف عن ذلك عندما أركض أنا إليه‪ .‬تلك هي عبادتي‪.‬‬ ‫لقد عاش الملك داود من أجل وقته مع ال‪ .‬فهو بالرغم من العداء والجيوش التي كانت‬ ‫ب في هيكله وأن ينظر "إلى‬ ‫تحاصره ‪ ،‬أراد شيئًا واحد وصبا إلى أمر واحد فقط‪ -‬وهو أن يطلب الر ّ‬

‫ب " ‪) ،‬مزمور ‪ .(4 :27‬العبادة هي نوع من العطش‪ .‬وفي العبادة يتكّلم ال مع هذا العطش‪.‬‬ ‫جمال الر ّ‬ ‫ومّرةأخرى ننظر إلى مريم‪ .‬فقد كانت مريم عبارة عن الدموع والعواطف والمحّبة والذهول‬

‫والوجع والعطش‪ .‬وهي لم تستطع أن تبتعد عن يسوع )يوحنا ‪ .(3 :12‬وقد غضب الرسل منها إلّ‬

‫أّن يسوع فرح بما فعلته‪ .‬والعبادة هي المحّبة والذهول لفكرة أّن ال يحّبني وأّنه يقّب ل‪،‬ني‪ .‬هو الب وهو‬ ‫يفرح بي ويعتبرني كنزه‪ .‬فكّل أنواع اللتزام ل‪ -‬مثل أخذ الكأس والخبز والغناء والصلة‪ -‬ل يعني‬ ‫ي شيء من دون المحّبة الصادقة‪ .‬ألم تكن هذه حالة الكنيسة في أفسس؟ فقد كانوا يقّد م‪،‬ون‬ ‫أّ‬ ‫العمال وليس العواطف‪ .‬فمهما كانت درجة الغيرة لدينا ‪ ،‬تبقى العمال من دون المحّبة‪ .‬فهذا هو‬

‫العلو الذي علينا أن ل نسقط منه أبدًا )رؤيا يوحنا ‪.(5-4 :2‬‬

‫لماذا أنا يا إلهي؟ لماذا ولدت لماذا اخترتني ولماذا دعيتني؟ لماذا لمست قلبي؟ لماذا‬

‫تجاوبت معك؟ بولس يعرف لماذا‪:‬‬ ‫"ولكن حين ظهر لطف مخّلصنا ال إواحسانه ل بأعمال في بّر عملناها نحن‬

‫بل بمقتضى رحمته خّلصنا بغسل الميلد الثاني وتجديد الروح القدس" )تيطس‬ ‫‪(5-4 :3‬‬

‫ولدراسة أعمق إق أر أخبار اليام الول ‪ ، 20 :29‬يوحنا ‪ 8-1 :12‬ويوحنا الولى ‪-7 :4‬‬ ‫‪.19‬‬ ‫القداسة والتواضع‬ ‫إن كنا سنقترب من ال علينا أن نتقّد م‪ ،‬إليه بالقداسة‪ .‬إق أر المقاطع التالية‪:‬‬ ‫"‪...‬رافعين أيادي طاهرة‪) "...‬تيموثاوس الولى ‪(8 :2‬‬ ‫"‪ ...‬نقّوا أيديكم أّيها الخطاة‪) "...‬يعقوب ‪(8 :4‬‬

‫‪97‬‬


‫ض‬ ‫"‪...‬اخلع حذاءك من رجليك‪ .‬لّن الموضع الذي أنت واقف عليه أر ٌ‬ ‫مقّد س‪،‬ة‪) "...‬خروج ‪(5 :3‬‬ ‫"بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضًا قديسين في كّل سيرة‪ .‬لّنه‬ ‫مكتوب كونوا قّد ي‪،‬سين لّني أنا قدوس‪) ".‬بطرس الولى ‪(16-15 :1‬‬

‫ومّرةبعد مّرة ‪،‬يخبرنا الكتاب المقّد س‪ ،‬أّن القداسة هو أحد شروط القتراب من ال‪.‬‬ ‫ب من ينزل في مسكنك‪ .‬من يسكن في جبل قدسك‪ .‬السالك بالكمال‬ ‫"يا ر ّ‬ ‫ق والمتكّلم بالصدق في قلبه‪".‬‬ ‫والعامل الح ّ‬

‫ب ‪ ، .‬لكن قد سمع ال‪ .‬أصغى إلى‬ ‫"إن راعيت إثمًا في قلبي ل يستمع لي الر ّ‬

‫صوت صلتي‪ .‬مبارك ال الذي لم يبعد صلتي ول رحمته عّني" )مزمور‬ ‫‪(20-18 :66‬‬

‫فالخطايا الخفّية والمراءات والدوافع الخاطئة ‪ ،‬كّل هذه تجعلنا ل نستحق الشراكة معه‪.‬‬

‫فأهمية "اليادي النظيفة" و"الضمائر الصالحة" ل يمكن أن نغض النظرعنها‪ .‬فإن كان لدينا "خطايا‬ ‫مكتومة" ونعلم أن خطّيتنا ‪ ،‬فمن الجهل أن نؤمن أّن ال يفرح بعبادتنا‪.‬‬ ‫فعندما عاقب ال ناداب وأبيهو ‪ ،‬قال‪:‬‬

‫في القريبين مّني أتقّد س‪ ،‬وأمام جميع الشعب أتمّج د‪) ".،،‬لويين ‪(3 :10‬‬

‫ولم يستطع موسى وهارون أن يدخلوا إلى أرض الميعاد لسبب واحد وهو "لم تقّد س‪،‬اني"‬

‫)تثنية ‪.(51 :32‬‬

‫ش أنفسنا بفكرة أن معاييره أقل في أيامنا هذه‪ .‬فنحن‬ ‫ش ال ول يجب أن نغ ّ‬ ‫ل يمكن أن نغ ّ‬

‫نقّد س‪ ،‬ال عندما نكون "مسّبحين في زينة مقّد س‪،‬ة" )أخبار اليام الول ‪ (21 :20‬ومن ثم نقترب منه‬ ‫ب " ‪) ،‬عبرانيين ‪:12‬‬ ‫بالقداسة التي يتوّقعها والتي يستحقها مّنا‪ .‬لّنه "بدونها ]القداسة "[ لن يرى أحد الر ّ‬ ‫‪ (14‬ليس هنا ول في السماء‪.‬‬

‫ونحن نقّد س‪ ،‬ال عندما نعلن له اعتمادنا الكّلي عليه‪ .‬فهذا هو التواضع‪ .‬إذ ل يستطيع‬

‫المتكّبر أن يقف أمام ال تمامًا كما غنت مريم ‪،‬‬

‫"صنع قّوةً بذراعه‪ .‬شّتت المستكبرين بفكر قلوبهم‪ .‬أنزل العّزاءعن الكراسي‬ ‫ورفع المّتضعين‪) ".‬لوقا ‪(52-51 :1‬‬

‫‪98‬‬


‫فال يقّد ر‪ ،‬الشخ‪.‬ص "المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلمه" )إشعياء ‪.(2 :66‬‬

‫ي فكرة تجعل من النسان نكرة ولكّنني أتكّلم عن‬ ‫فنحن رماد ول شيء أمام ال‪ .‬وأنا ل أرّوج ل ّ‬ ‫حاجتنا إلى تقدير خلقنا أمام ال‪ .‬فنحن المخلوق وهو الخالق وعلينا أن نعبد ال وفقًا لذلك‪.‬‬

‫ويمكن أن نتعّلم التواضع بطرق مختلفة بالتأكيد ولكّنها تتعٌم ق‪ ،‬دائمًا من خلل مقارنة أنفسنا‬

‫ل أنا ل ألحظ القشرة في شعري‪ -‬إلّ أّن ال يعّد كّل شعرة على رأسي‪ .‬وأنا ل أستطيع أن‬ ‫بال‪ .‬فمث ً‬

‫أجد مفتاح سيارتي إلّ أّن كّل الخليقة مكشوفة أمام ال‪ .‬أنا ل أستطيع أن أحافظ على توازن حسابي‬

‫المصرفي‪ -‬بينما ال يحييي كّل كائن حّي ‪ ،.‬أنا ل أستطيع أن أصّلي من دون أن أشرد بينما ال يعلم‬

‫ي شيء‪ .‬وأنا أعيش في حالة من التجربة‬ ‫كّل كلمة سأقولها وكّل فكر وكّل دافع حتى قبل أن أتفّوه بأ ّ‬ ‫المستمرة بينما ال يسكن في نور عجيب‪ .‬أنا ل أستطيع أن أرى ماذا يوجد ورائي بينما ال يرى من‬ ‫خللي‪ .‬وأنا ل أستطيع أن أستمع بوضوح لشخصين يتكلمان معًا بينما ال يصغي إلى كّل حديث‬

‫على الرض كما لو كان كّل واحد يقف أمامه‪ .‬ونحن نعطي للمجرات والكواكب في الفضاء أسامي‬

‫ممّلة مثل م‪ 87-‬ول يمكننا حتى أن نحصيها جميعها بينما ال عدد كّل هذه المجرات وأعطى اسم‬ ‫لكّل واحدة منها‪.‬‬

‫عندما أنظر إلى الرض‬

‫أرى أرجل جميع البشر‬

‫الفانين والضعفاء مثلي‬

‫وهم مّتصلون بجذورهم العنيدة‬ ‫بهذه الرض الهشة‬ ‫ومكسورين بإنسانيتنا‬ ‫وأنظر إلى النجوم‬ ‫فأرى وجه ال‬

‫قوي ومشرق‬

‫وحّر إلى البد‬

‫وجالس في سماء ل نهاية لها‬ ‫وينشد قّو ت‪،،‬ه‬

‫ومسألة فهم من نحن أمام ال هي أحد أهم الدروس في الحياة‪ .‬فّك ر‪،‬وا بأيوب وهو أحد أعظم‬

‫المتعّبدين ل‪ .‬ففي ذروة يأسه ‪ ،‬حمل الكثير من السئلة أمام ال‪ .‬إلّ أن ال لم يجب ول على واحدة‪.‬‬ ‫بل على العكس ‪ ،‬أجابه بمئات من السئلة‪" :‬أين كنت حين أّس س‪،‬ت الرض‪...‬هل تعقد أنت عقد‬

‫‪99‬‬


‫الثريا‪) "...‬أيوب ‪ .(31 ، 4 :38‬فغرق أيوب في الصمت وغطى فمه وأخي ًار وصل إلى السلم‪ .‬وأنا‬

‫أعتقد أّن ال أرادنا جميعًا أن نتعّلم هذا الدرس‪.‬‬

‫لدراسة أعمق إق أر لوقا ‪ ، 54-46 :1‬أيوب ‪ ، 6 :42-38‬عبرانيين ‪ 15-14 :12‬ولوييين‬

‫‪.3-1 :10‬‬

‫غير أناني وغير خجول‬ ‫ل بّد أّنه من المؤلم جّد ًا‪ ،‬أن نستحي بال‪ .‬فالعبادة هي العتراف أّن ال هو كّل كياننا وهو‬

‫ب تمجيد‬ ‫المر الوحيد الذي يهّم ن‪،‬ا وأّننا نحّبه أكثر من الحياة نفسها‪ .‬لم يستح داود في عبادته بل أح ّ‬ ‫ب ال بل أراد أن يعرف الجميع ذلك‪ .‬فكتب عن حّبه ل‬ ‫ال في حضرة الخرين‪ .‬ولم يكتف بأن يح ّ‬

‫ل أو محرجًا في إعلنه لمحّبته ل أمام‬ ‫وغناه ورق‪.‬ص على أنغامه ووجد المجد فيه‪ .‬فهو لم يكن خجو ً‬

‫أصدقائه ورعيته والمم وحتى في حضرة أعدائه وحتى أمام اللهة‪.‬‬

‫يجب أن ندرك وجود ال وليس وجودنا نحن في عبادتنا‪ .‬فقد بارك ال المرأة الزانية هذه التي‬ ‫ارتمت على مائدة يسوع مع أحد الفريسيين ‪ ،‬لنها تبعت غريزة قلبها‪ .‬فلم تسكب طيبها فقط بل‬ ‫روحها أيضًا‪ .‬ومّرةأخرى ‪ ،‬وّبخ الرسل مريم لهدارها العطر في الجرة إلّ أن يسوع كّر م‪،‬هالمحّبتها‬ ‫الشديدة‪ .‬فال ل يدين أبدًا هذا النوع من العلن للعواطف أمام الجموع عندما يكون هذا العلن‬

‫صادقًا‪.‬‬

‫يجب أن نكون فخورين بال كما هو فخور بنا‪ .‬فهو يخبرنا في كلمته أّننا الخاتم في اصبعه‬

‫وأن أّم عينيه وأّننا كنزه‪ .‬فيجب أن تضيء هذه الحقيقة نورنا في المجتمعات‪ .‬يريدنا ال أن نكون‬

‫ملتزمين تمامًا معه بكّل جسدنا وبكّل عواطفنا‪ .‬فنرى أشخا‪.‬ص في الكتاب المقّد س‪ ،‬جثو في أثناء‬

‫العبادة ورفعوا اليدي ورقصوا وصرخوا وسقطوا وقفزوا‪ .‬تلك هي الطرق التي مجد فيها الفراد ال‬

‫س ًار وعلنيًة‪.‬‬

‫ونحن أيضًا بحاجة إلى التعبير أكثر في الغناء ورفع اليدي والجثو‪ .‬وأنا ومارلين نشتاق‬

‫لعبادة ال مع التلميذ في أفريقيا‪ .‬فكّل عنصر في العبادة‪ -‬التعبير والتناغم والطاقة‪ -‬كان محّم س‪ً،‬ا‪.‬‬

‫فأذكر عندما كنا في لغوس أّنني كنت أرق‪.‬ص طوال الليل في الصلة مع إثني عشر تلميذًا‪ .‬لقد‬ ‫كانت الغرفة صاخبة ولم يكن الحّر مهمًا‪ .‬فكنت أسمع الصوات من الخارج‪ .‬فدخلت ووجدت‬

‫الخوة يرقصون ويهللون مثل داود أمام ال‪ .‬فقد أعطوا أنفسهم تمامًا إلى ال‪ -‬كان المر رائعًا!‬

‫أتمنى لو لم أخجل‪ .‬وبالتأكيد يجب أن نعبد ال بإتزان واحترام ولكن هذا ل يعني أن نكون رسميين‪.‬‬ ‫وقد احتقرت ميكال داود لّنه أعطى نفسه أمام العبيدات ووضع نفسه أمام الخرين‪ .‬إلّ أّنه كان‬

‫‪100‬‬


‫على ميكال أن تواجه نوع آخر من الموسيقى‪ -‬العقم‪ .‬يجب أن ل نترّد د‪ ،‬أبدًا عند تقّر ب‪،‬نامن ال بل‬

‫يجب أن نرفع اسمه عندما نعبده من كّل قلوبنا‪.‬‬

‫لدراسة أعمق إق أر أخبار اليام الول ‪ 29-25 :15‬وصموئيل الثانية ‪.23-12 :6‬‬

‫الحتفال والفرح‬ ‫"يمتلئ فمي من تسبيحك اليوم كّله من مجدك" )مزمور ‪(8 :71‬‬ ‫ب قد‬ ‫"ترّنمي أّيتها السموات وابتهجي أّيتها الرض لتشد الجبال بالترّنم لّن الر ّ‬

‫عّزىشعبه وعلى بائسيه يترّح م‪) "،،‬إشعياء ‪(13 :49‬‬

‫ب ار ٍ‬ ‫ض عن شعبه‪ .‬يجّم ل‪ ،‬الودعاء بالخل‪.‬ص‪ .‬ليبتهج التقياء بمجٍد‬ ‫"لّن الر ّ‬

‫ليرّنموا على مضاجعهم‪ .‬تنويهات ال في أفواههم‪) "...‬مزمور ‪.(6-4 :149‬‬

‫العبادة هي الحتفال بال والحياة التي أعطانا إياها‪ .‬فهناك أوقات في الكتاب المقّد س‪،‬‬

‫عندما كانت فيها العبادة إستعراضًا‪ .‬لقد احتفل شعب إسرائيل بال وداود بكّل قّو ت‪،،‬هم وأحيانًا كان‬

‫يمكن أن ُتسمع صوت فرح الحتفال خارج جدران المدينة‪ .‬وكانت الرض أحيانًا تتحرك‪.‬‬

‫والشخ‪.‬ص المسيحي هو من يفيض كأسه بالفرح والحتفال‪ .‬وجزء من العبادة في العهد‬

‫القديم كان الحتفالت السنوّية كان على شعب ال أن يقيم الحتفالت بفرح‪ .‬فإنجيلنا هو"فرح‬

‫عظيم" )لوقا ‪ !(10 :2‬إق أر مزمور ‪ 150‬وستفهم أن العبادة هي أكبر الحتفالت‪ .‬إق أر رؤيا يوحنا‬ ‫‪ 19‬وستندهش لصرخات الفرح وللحتفالت في السماء‪ .‬وخلفًا للمعتقد الشعبي فالسماء مكان‬

‫صاخب!‬

‫لدراسة أعمق إق أر إشعياء ‪ ، 10 :61‬مزمور ‪7 :28 ، 10-9 :35 ، 2-1 :9 ، 2-1 :84‬‬ ‫و ‪.11-9 :16‬‬ ‫العل نم والعتماد‬ ‫ب الله أقّم إلى البد الكلم الذي تكّلمت به عن عبدك وعن بيته‬ ‫"والن أّيها الر ّ‬

‫ب الجنود إله على‬ ‫وافعل كما نطقت‪ .‬وليتع ّ‬ ‫ظم اسمك إلى البد فيقال ر ّ‬

‫إسرائيل‪ .‬وليكن بيت عبدك داود ثابتًا أمامك‪) ".‬صموئيل الثاني ‪(26-25 :7‬‬

‫العبادة هي إعلن‪ .‬إذ نذكر أعمال ال الرائعة ونعلنها‪ .‬فتحريض بطرس للتذكير والتنشيط‬ ‫)بطرس الثاني ‪ (2 :3 ، 13-12 :1‬جميعها نجدها في العبادة‪.‬‬ ‫‪101‬‬


‫فبعد أن جلدوا الرسل وحذّر و‪،‬هم ‪،‬صلّوا وأعلنوا سلطان ال على جميع المم )أعمال الرسل‬

‫‪ .(30-24 :4‬كما أعلن الملك آسا أّنه ضعيف تمامًا أمام ال فكان معتمدًا كّليًا على ال )أخبار‬

‫اليام الثاني ‪ .(11 :14‬كما جمع يهوشافاط يهوذا جميعًا‪ -‬الرجال والنساء والطفال‪ -‬لكي يعلنوا‬

‫ضعفهم أمام ال‪ .‬وعلى رأس جيشه كان هناك مغنيين وليس الجنود! )إق أر أخبار اليام الثاني ‪:20‬‬ ‫‪.(22-21‬‬

‫نجد في الكتاب المقّد س‪ ،‬متعّبدين يتكّلمون عن وعود ال‪ .‬وهم يذّك ر‪،‬ونه بوعوده وبفضل هذا‬

‫التذكير الذي هو إعلن باليمان به ‪ ،‬عمل ال‪ .‬وهذا النوع من العلن يظهر عظمة ال وهو غيرة‬ ‫لمجده فقط‪.‬‬ ‫والعبادة هي دومًا نوع من العتماد‪.‬‬ ‫"هوذا كما أّن عيون العبيد نحو أيدي سادتهم كما أّن عيني الجارية نحو يد‬

‫ب إلهنا حتى يترأف علينا‪) ".‬مزمور ‪(2 :123‬‬ ‫سيدتها هكذا عيوننا نحو الر ّ‬

‫نحن ضعفاء إلّ أّن ال قدير‪ .‬نحن ل حيلة لدينا ولكّنه يعطي المساعدة للضعفاء‪ .‬فمثل‬

‫داود ملك إسرائيل ‪ ،‬كّل شخ‪.‬ص "مسكين وبائس" أمام ال )مزمور ‪ .(17 :40‬ونحن نعترف أّنه وحده‬

‫يعطي النصرة للملوك وأّننا ل نثق بأنفسنا ول بالحصنة ول بالعربات‪ .‬ونحن ل نثق بالعالم‪ .‬ونحن‬

‫ل نتحالف مع المم حوالينا‪ .‬ونحن ل نطلب قّو ت‪،،‬هم في المعركة‪ .‬ونحن ل نّتجه إليهم عندما نخاف‪.‬‬ ‫ونعطي كّل شيء ل‪ .‬ونحن ننظر إليه وحده دائمًا‪.‬‬

‫وقد وضع حزقيا تهديدات سنحاريب أمام ال‪ .‬فدخل إلى المعبد وقال "إقرأه بنفسك ‪ ،‬فهم‬

‫ينّج س‪،،‬ون اسمك وأنا أشعر بالغيرة ‪ ،‬نحن ضعفاء وأنت قوي" )إق أر ملوك الثاني ‪ .(16-14 :19‬وثم‬ ‫عمل ال‪.‬‬

‫ب حزقيا وسكان أورشليم من سنحاريب ملك أشور ومن يد الجميع‬ ‫"وخّل‪.‬ص الر ّ‬ ‫وحماهم من كّل ناحية" )أخبار اليام الثاني ‪(22 :32‬‬

‫ب لكم ل تخافوا ول ترتاعوا‪ ...‬لّن الحرب ليست لكم بل ل‪".‬‬ ‫"‪...‬هكذا قال الر ّ‬

‫)أخبار اليام الثاني ‪(15 :20‬‬

‫لدراسة أعمق إق أر مزمور ‪ ، 14-13 :9 ، 7 :28 ، 1 :27 ، 15 :50‬صموئيل الثاني ‪:7‬‬ ‫‪ ، 25‬أخبار اليام الثاني ‪ 9 ، 7 :16 ، 11 :14‬و ‪.15-5 :20‬‬

‫‪102‬‬


‫•‬ ‫إن كّنا نطلب ال بشّد ة‪ ،‬علينا أن نتعّلم أساسيات العبادة‪ .‬وفيما ننمو ونتعّر ف‪،‬أكثر على‬

‫كيفّية استعمالهم ‪ ،‬فلن تفشل عبادتنا بأن تحرك قلبنا‪ .‬وأهم من ذلك لن نفشل بأن نحّر ك‪،‬قلب ال‪.‬‬

‫‪103‬‬


‫‪12‬‬

‫الّو لمم‪ ،‬الفضل‪ ،‬الكّل‪،‬م الوحيد‬ ‫يستحق ال أفضل ما لدينا‪ -‬وليس فقط باكورة ما لدينا ولكن "أّو ل‪،‬أبكار أرضك‪) "...‬خروج‬

‫ب الجنود وعلينا‬ ‫ب على فضلتنا وليس مخّل‪.‬ص من الدرجة الولى‪ .‬فهو ر ّ‬ ‫‪ .(19 :23‬فهو ليس الر ّ‬

‫أن نخشاه‪.‬‬

‫وهذا المر حقيقي جّد ًا‪ ،‬خلل عبادتنا‪ .‬فعلينا أن نغّني من كّل قلوبنا ونعظ كما لو أّننا نعلن‬

‫كلمة ال ونعّلم كما لو أّننا في حضرة ال ونصّلي بإيمان ويقين وشغف فيما نقود مجموعتنا إلى‬

‫طط لجتماعاتنا بمهارة وهدف وحّر ي‪،‬ة‪ .‬ومنيقود الترانيم عليه أن يفعل ذلك‬ ‫عرش ال‪ .‬علينا أن نخ ّ‬ ‫بفرح إواشراق لكي يحّم س‪ ،‬ما تبقى من المجموعة‪ .‬ويجب أن يكون المستقبلين دقيقين وأن يخدموا‬

‫بصدق بطريقة حازمة ولطيفة متذكرين أنه كان هناك في الهيكل حراس أيضًا! وعلى من يقود‬

‫أفكارنا في وقت كسر الخبز ‪ ،‬أن يسعى إلى تجسيد المسيح أمام أعيننا‪ .‬ويجب أن يكون هدفهم أن‬ ‫نقترب من المسيح وليس أن نبتعد عنه‪.‬‬ ‫يجب أن نستمع اليوم إلى تحذير سليمان التالي‪:‬‬ ‫"احفظ قدمك حين تذهب إلى بيت ال فالستماع اقرب من تقديم ذبيحة الجهال‬ ‫لّنهم ل يبالون بفعل الشّر ‪ ، ، .‬لتستعجل فمك ول يسرع قلبك إلى نطق كلم‬

‫قدام ال‪ .‬لّن ال في السموات وأنت على الرض فلذلك لتكن كلماتك قليلة‪.‬‬

‫لّن الحلم يأتي من كثرة الشغل وقول الجهل من كثرة الكلم‪...‬لّن ذلك من‬

‫كثرة الحلم والباطيل وكثرة الكلم‪ .‬ولكن اخشى ال" )جامعة ‪(7 ، 3-1 :5‬‬

‫سيظل عدم الخشوع يحاول أن يشق طريقه إلى قلوبنا إوالى وسط أوقات عبادتنا‪ .‬فعلينا أن‬

‫ي شيء قد يخفف خشوعنا وهيبتنا من ال ‪ ،‬ونتخّل‪.‬ص منه‪ .‬إوالّ نحن أيضًا سنقّد م‪" ،‬ذبيحة‬ ‫نحّد د‪ ،‬أ ّ‬ ‫الجهال"‪.‬‬

‫ونحن نعطي أفضل ما لدينا ل لّن هذا ما قد أعطانا ال‪ .‬نحن نعطي من قلبنا وروحنا لّنه‬ ‫ل" )يوحنا الولى ‪ .(19 :4‬ال أعطانا ابنه‬ ‫أعطانا قلبه وروحه‪ .‬ونحن نحّبه "لّنه هو أحّبنا أّو ً‬ ‫الوحيد‪ -‬وهي عطية ل يعّبر عنها‪ .‬وهو لم يعطنا المسيح فحسب بل ومعه أيضًا أعطانا كّل شيء‬ ‫بسخاء‪ .‬فقد أصبح المسيح فقي ًار من أجلنا لكي نصبح أغنياء وملوك‪.‬‬

‫‪104‬‬


‫يوسف‪:‬‬

‫ويمكن أن نرى رغبة ال بأن يعطينا أفضل ما لديه ‪ ،‬في البركة التي تكّلم بها موسى لنسل‬

‫ب أرضه بنفائس السماء بالندى وبالّلجة الرابضة تحت‬ ‫"‪...‬مباركة من الر ّ‬

‫لت الشمس ونفائس منبتات القمار‪ .‬ومن مفاخر الجبال القديمة‬ ‫ونفائس مغ ّ‬

‫ومن نفائس الكام البدّية ومن نفائس الرض وملئها ورضى الساكن في‬

‫العليقة‪ .‬فلتأت على رأس يوسف وعلى قّم ة‪ ،‬نذير إخوته‪) ".‬تثنية ‪-13 :33‬‬ ‫‪(16‬‬

‫"ثمينة" و"عميقة" و"الفضل" تلك هي الطرق التي أعطانا فيها ال‪ .‬وهذه هي الطرق التي‬ ‫يجب أن نعطي فيها نحن إلى ال‪.‬‬ ‫المدرسة القديمة‬ ‫يعّلم العهد القديم بوضوح أّنه على إسرائيل أن ُتعطي أفضل ما لديها ل‪ .‬ويجب أن يكون‬ ‫كّل شيء طاه ًار وجّيدًا ومقّد س‪ً،‬ا‪ .‬كان من المتوّقع من اليهود أن يعطوا تقدمات من الدّم والمثّم ن‪،‬ات‪.‬‬

‫وكان هناك نوعان من التقدمات إلى ال‪ :‬التقدمات المقّد س‪،‬ة والتقدمات القدس‪ .‬فكّل بكر ذكر كان‬

‫ملكًا ل سواء كان إنسانًا أو حيوانًا‪ .‬والتقدمات الوحيدة المقبولة كانت الطاهرة والتي ل عيب فيها‪.‬‬

‫وعندما كانت الملك تسبى من المم الخرى ‪ ،‬كان عليهم أن يحرقوا كّل ما هو ممكن حرقه لكي‬

‫ل للحرق كان عليهم غسله‪ .‬وكان المعبد والهيكل يبنيان‬ ‫يطهروه قبل أن يقّد م‪ ،‬إلى ال‪ .‬إوان لم يكن قاب ً‬ ‫طط لهما‪.‬فقد كان كّل شيء ثمين في المعبد مطلي بالذهب‪ .‬فكان‬ ‫بأفضل المواد‪ .‬فال صممهما وخ ّ‬

‫ل جّد اً‪ !،‬وقد بناه أفضل البناؤؤن والمهندسون على الطلق‪ .‬وكان على الموهوبين في‬ ‫جمي ً‬ ‫الموسيقى أن يقودوا ببراعة وأن يدّر ب‪،‬واالمغنين بإتقان‪.‬‬

‫ما هي رسالة ال في كّل هذا لك ولي؟ كيف يجب أن يكون معيارنا للعبادة تحت العهد‬

‫الجديد إن كان العهد القديم مجرد ظّل ؟‪ ،‬فكانوا آنذاك يقّد م‪،‬ون دماء الحيوانات لكي يطهر مقّد م‪،‬‬

‫الذبيحة )من الخارج( أما اليوم فيمكننا أن نعبد ال بضمائر نظيفة من خلل دم يسوع المسيح‪.‬‬

‫فيجب أن تكون عبادتنا مقبولة ومفرحة وذات رائحة طّيبة‪ .‬يجب أن نقّد م‪ ،‬ل الذبائح الملئمة لسمه‬ ‫العظيم والمجيد وأن نتقّد م‪ ،‬أمامه بروح المتياز والرادة والفرح والخشوع والهيبة‪ .‬وفيما يلي بعض‬ ‫المبادئ التي يمكن أن نلملمها من العبادة في العهد القديم‪.‬‬ ‫أيادي غير فارغة أبداً‬

‫‪105‬‬


‫نأتي خلل العبادة للعطاء وهدية تدّل على قلب العاطي‪ .‬ل يمكننا أن نعطي جميعاً بنفس‬

‫الطريقة ولكن يمكننا جميعًا أن ُنعطي أفضل ما لدينا‪ -‬فإن لم نستطع أن نعطي خروفًا فحمامة إوان‬ ‫ليس حمامة فقربان )لويين ‪ .(11 ، 7 :5‬وقد يكون ترنيمي رهيبًا ولكن يمكنني أن أقّد م‪ ،‬صوتًا فرحًا‬

‫ّل وقد أشيخ وأفقد طاقتي ولكن ما زال بإمكاني أن أفيض بالشكر‪.‬‬

‫النوعية وليس الكمّية‬ ‫في أحد أمثال يسوع ‪ ،‬تكّلم الفريسي عن نفسه أما جابي الضرائب فقد أدان نفسه‪ .‬فأحدهم‬

‫أفرح ال أما الخر فلم يفعل‪ .‬وفيما راقب يسوع الهيكل ‪ ،‬كان الكثيرين يرمون كميات كبيرة من المال‪.‬‬ ‫وواحدة منهم أعطت فلسين فقط ولكّنها أرضت ال‪ .‬فل يلحظ ال الطريقة التي نتعّبد فيها فحسب‬

‫بل السبب أيضًا‪ .‬هل أنت تخدمه من كّل قلبك؟‬ ‫بحّر يمة وفرح‬

‫"المعطي المسرور يحّبه ال" )كورنثوس الثانية ‪ -(7 :9‬شخ‪.‬ص يريد أن يعبده ويرغب أن‬ ‫ض ر ‪ ،‬أنفسنا للقائه ونكّر س‪،‬هافي العبادة‪ .‬وأنت قد تقول‬ ‫يكون معه ويطلب إرضاؤه‪ .‬فهو يسّر عندما نح ّ‬

‫"ل أشعر بهذا المر"‪ .‬ل يهم! فال يريد أن تعطيه أفضل ما لديك على كّل حال‪ .‬ففي كّل يوم كان‬ ‫نحميا يقف أمام أرتحشستا وكان مسرو ًار لّنه كان الملك‪ .‬والمّرةالوحيدة التي كان فيها حزيناً لم تكن‬ ‫القاعدة العامة بل استثناء وهذا الستثناء استدعى انتباه الملك‪ .‬فإن استطاع نحميا أن يقف فرحًا‬

‫أمام ملك أممي يوم بعد يوم ‪ ،‬فيمكننا نحن إذًا أن نتعّبد بفرح أمام ال‪.‬‬ ‫المتياز والفرح‬

‫يقّد م‪ ،‬لنا سفر ملخي أوضح صورة عن العبادة غير الحّية والتي ل تأتي من كّل قلوبنا‪.‬‬

‫وبالتأكيد عرف اليهود الذين أعادوا بناء بيوتهم بعد السبي ‪ ،‬نوعًا من العبادة‪ .‬فقد ذرفوا الدموع وقدموا‬

‫الدم وقد أعطوا الكثير من الشياء‪ .‬ولكن في النهاية رفضها ال كّلها‪ -‬حيوانات سقيمة وعبادة‬

‫ناقصة إواحساس عام بالعبء‪ .‬لقد أعطوا لّنهم اضطروا لذلك وهم لم يعطوا جميع عشورهم‪ .‬وكيف‬ ‫أحس ال حيال ذلك؟‬

‫"من فيكم يغلق الباب بل ل توقدون على مذبحي مجانًا‪ .‬ليست لي مّس رة‪ ،‬بكم‬ ‫ب الجنود ول أقبل تقدمة من يدكم‪ ...‬وملعون الماكر الذي يوجد في‬ ‫قال ر ّ‬

‫ب الجنود‬ ‫قطيعه ذكر وينذر ويذبح السّيد عائبًا‪ .‬لّني أنا ملك عظيم قال ر ّ‬

‫واسمي مهيب بين المم" )ملخي ‪(14 ، 10 :1‬‬

‫‪106‬‬


‫لقد ُأعتق هؤلء اليهود من بعد سبعين سنة من السبي وماذا كان تركيزهم‪ -‬تكريم ال إوابقاء‬ ‫أشياء لهم؟ لقد فقدوا صوابهم وكانوا مليئين بالعمال وليس بالحساس ‪ ،‬من دون قلب‪ .‬فجهلهم الذي‬ ‫يظهر في السئلة التي طرحوها ‪ ،‬محرج‪.‬‬ ‫"بم أحببتنا" )ملخي ‪(2 :1‬‬

‫"بم احتقرنا اسمك‪) ".‬ملخي ‪(6 :1‬‬ ‫"بم نّج س‪،،‬ناك‪) ".‬ملخي ‪(7 :1‬‬ ‫"بم أتعبناه" )ملخي ‪(17 :2‬‬

‫"بماذا نرجع‪) ".‬ملخي ‪(7 :3‬‬

‫"بم سلبناك" )ملخي ‪(8 :3‬‬

‫فأجاب ال بأّنهم احتقروا مائدته‪.‬‬ ‫"وان قّر ب‪،‬تمالعمى ذبيحة أفليس ذلك شّرًا إوان قّر ب‪،‬تمالعرج والسقيم أفليس ذلك‬ ‫إ‬ ‫ب الجنود‪.‬‬ ‫شّرًَا‪ .‬قّر ب‪،‬هلواليك أفيرضى عليك أو يرفع وجهك قال ر ّ‬ ‫ب الجنود وجئتم بالمغتصب والعرج‬ ‫وقلتم ما هذه المشّقة وتأّففتم عليه قال ر ّ‬ ‫ب ‪) "،.‬ملخي ‪(13 ، 8 :1‬‬ ‫والسقيم فأتيتم بالتقدمة‪ .‬فهل أقبلها من يدكم قال الر ّ‬

‫وقد قالوا أمور أخرى مثل‪:‬‬ ‫"‪...‬عبادة ال باطلة وما المنفعة من أّننا حفظنا شعائره وأّننا سلكنا بالحزن قّد ا‪،‬م‬

‫ب الجنود‪) ".‬ملخي ‪(14 :3‬‬ ‫رّ‬

‫ول يهم إن كان هؤلء الناس قالوا هذا الكلم فعلّيًا أم أنهم فكروا فيه فقط‪ .‬فالمهم أّن هذا ما‬

‫ل والمدهش أّنه من الكاهن إلى الرجل‬ ‫رآه ال في قلوبهم خلل عبادتهم‪ .‬ورأيه بعبادتهم هو ما يهّم فع ً‬ ‫العادي جميعهم كانوا جهلء لما توّقعه ال‪ .‬ولكي نعبد ال بطريقة مقبولة علينا أن نبدأ بأخذ ق اررين‪.‬‬ ‫تكريم ال‬ ‫أعط قلبك لتكريم ال‪ .‬فالمر غير صعب فهو مجّر د‪،‬قرار‪ .‬ففي إنديانابوليس ‪ ،‬هدفنا الّو ل‪،‬‬

‫هذه السنة هو أن نعرف إجتماعات عبادة عميقة وذات معنى‪ .‬ومؤخ ًار حجزنا يوم الجمعة مساًء‬

‫لتعّلم ترانيم جديدة‪ .‬وكان بيل كولبيبر يقودنا والذي انضم إلينا مؤخ ًار من كنائس المثلث في جنوب‬

‫كارولينا‪ .‬في البداية كان الترنيم ل بأس به ولكنه أصبح فيما بعد حماسيًا‪ .‬فقد صعد بيل إلى المنبر‬

‫‪107‬‬


‫وتحّد ا‪،‬نا بلطف أن نعطي أفضل ما لدينا في الترنيم‪ .‬هذا العمل غّير كّل شيء‪ .‬وبالرغم من أّننا كنا‬

‫نتعّلم ترنيمة جديدة كنا نشيطين ورائعين‪ .‬وقد تطّلب المر ق ار ًار بسيطًا‪ :‬سأرنم وسأعطي كّل قلبي‪.‬‬

‫خوف ال‬

‫ومن ثم أعطي قلبك في خوف ال‪ .‬عندما ل يكون هناك خوف ال ل نكون ممتازين‬ ‫ومتحّم س‪،‬ين لعبادته‪ .‬ومّرةأخرى أصِغ إلى كلم ملخي‪:‬‬ ‫ب أصغى وسمع وكتب أمامه سفر‬ ‫ب كّل واحٍد قريبه والر ّ‬ ‫"حينئٍذ كّلم مّتقو الر ّ‬

‫ب الجنود في‬ ‫ب وللمفّك ر‪،‬ين في اسمه‪ .‬ويكونون لي قال ر ّ‬ ‫تذكرة لّلذين اّتقوا الر ّ‬

‫اليوم الذي أنا صانٌع خاصًة وأشفق عليهم كما ُيشفق النسان على ابنه الذي‬ ‫يخدمه‪) ".‬ملخي ‪(17-16 :3‬‬

‫ونستنتج من هذا المقطع أّن ال ينظر إلى جماعة المتعّبدين ولكّنه يلحظ من يخافه‬

‫ويخشاه‪ .‬ويكتب اسمه على حجر‪ .‬وليس من الضروري أن يكون من يحضر إجتماعات الكنيسة‬ ‫ويّد ع‪،‬ي أّنه يعبده من خاصة ال بل المتعبدين الحقيقيون هم كنز ال‪.‬‬ ‫من أّوًل ؟‬

‫يجب أن يكون ال أّولً في حياتنا‪ .‬وسفر حجي يعطينا مثل آخر واضح عن هذه النقطة‪.‬‬

‫فبعد أن عاد الناس إلى ديارهم من بعد سبعين سنة من السبي ‪ ،‬لم تكن العبادة إحدى الولويات في‬ ‫أيام حجي‪ .‬فقد كانت الولوية لنفسهم‪ .‬فلم يجدوا وقتًا لعادة بناء الهيكل ولكّنهم استطاعوا بطريقة‬ ‫أو بأخرى أن يعيدوا بناء منازلهم الخاصة‪ .‬لقد أرادوا الفضل لنفسهم وأهملوا بناء بيت ال ‪ ،‬مكان‬ ‫عبادتهم‪ .‬وماذا كانت نتيجة هذا الهمال؟ لقد هدم ال منازلهم ورفض أن يباركهم‪ .‬لقد كان موقفًا‬

‫صعبًا ولكن كان من الممكن إصلحه‪.‬‬

‫فقد حرك ال بنفسه روح الكاهن العلى وقلب الناس لعادة بناء الهيكل‪ .‬وكانت النتيجة‬

‫مذهلة‪.‬‬ ‫"فاجعلوا قلبكم من هذا اليوم فصاعدًا من اليوم الرابع والعشرين من الشهر‬ ‫ب اجعلوا قلبكم‪ .‬هل البذر في‬ ‫التاسع من اليوم الذي فيه تأسس هيكل الر ّ‬

‫الهراء بعد‪ .‬والكرم والتين والرمان والزيتون لم يحمل بعد‪ .‬فمن هذا اليوم‬ ‫أبارك" )حجي ‪(19-18 :2‬‬

‫والدرس هنا بسيط‪ .‬عندما نضع ال أّول ‪ ،‬تصبح الحداث مهمة والبركات بارزة لدرجة أّنه‬ ‫يمكننا معرفة الشهر واليوم الذي تصبح فيه المور مختلفة‪ .‬ويقول ال "اجعلوا قلبكم على طرقكم‪".‬‬ ‫‪108‬‬


‫)حجي ‪ .(7 :1‬وعندما يتذّك ر‪،‬وا هذا اليوم في المستقبل سيدركون بوضوح أّنه اليوم الذي باركهم فيه‬

‫ل في العبادة ‪ ،‬يفرح ويكّر م‪ .،‬وعندمايكون ثانيًا ‪ ،‬يجب أن نلوم أنفسنا فقط‬ ‫ب ‪ ، .‬وعندما يكون ال أّو ً‬ ‫الر ّ‬ ‫لعقمنا‪.‬‬ ‫ب على كياني‬ ‫ب على فضلتي أو ر ّ‬ ‫ب الولوّية في العبادة‪ .‬هل ال ر ّ‬ ‫عدمى إعطاء الر ّ‬

‫كّله؟ هل يسيطر على قلبي كّله وأّنه يرى مّني عبادة سقيمة فقط‪.‬‬

‫أسئلة تطبيقّية‬ ‫‪ .1‬هل أعني ما أقوله عندما أرّنم؟ "أعط نفسي ليسوع"أو "حبيبي يا يسوع"‪ .‬هل أعني ما أقوله‬ ‫أو هي مجرد تمّلق ووعود كاذبة؟‬

‫ل وشاكر بعمق وأرّك ز‪ ،‬كّليًا على صليب المسيح لحظة كسر الخبز؟ هل‬ ‫‪ .2‬هل أّنا ممتن فع ً‬

‫يحركني المر الن أكثر بعد التكرار أو أقل؟ هل أتصرف بغباء أو يسهل تشتيت أفكاري؟‬ ‫ب أم أّنني منشغل بتخطيط‬ ‫هل أنا متلزم بالعبادة إلى هذا الحّد ؟‪ ،‬هل أدرك فع ً‬ ‫ل جسد الر ّ‬

‫أمور أخرى؟‬

‫‪ .3‬عندما يتّم جمع المال هل أعطي ل أو للطبق؟ هل أعطي كابن ال أو ابن قيصر؟ هل أنا‬ ‫ل "بحسب وصاياه" )يوحنا الثالثة ‪ .(6‬هل أعي أّن إعطاء الفقير هو إعطاء‬ ‫أعاملهم فع ً‬

‫يسوع؟ )إق أر متى ‪ .(40 :25‬إواظهار اللطف للفقير هو إظهار اللطف ل )أمثال ‪، 31 :14‬‬ ‫‪ .(17 :19‬هل كنت لطيفًا مع ال مؤخ ًرا؟ هل أعطي بيقين أم أّنها مجرد عادة أو تقليد؟‬

‫ل بالطريقة التي أرّنم بها أم أّنني أنسى كتاب الترانيم غالبًا؟‬ ‫‪ .4‬هل أهتم فع ً‬

‫ض ر‪،‬ة؟ هل قلوب سامعينا تحترق فيهم عندما‬ ‫‪ .5‬هل عظاتي قوّية ونليئة بكلمة ال ومنطقّية ومح ّ‬ ‫نشارك معهم اليات؟ أم أّنها مثل غيرها؟ عار على الواعظ الكسول!‬

‫ل؟ وأن آدم‬ ‫ل؟ وأن الحوت ابتلع يونان فع ً‬ ‫‪ .6‬هل نعّلم أولدنا كأننا نؤمن بالكتاب المقّد س‪ ،‬فع ً‬

‫ل أّو ل‪،‬والدين؟ وأّنه حصل هناك فيضان عّم كّل الرض؟ هل أنا مقنع؟ هل‬ ‫وحواء كانا فع ً‬

‫أتحّد ا‪،‬هم؟ هل أجاوب على أسئلتهم بحذر وألبي حاجاتهم أو أنا ممّل وغير مثير؟ هي خطية‬ ‫أن نضجر الناس بالكتاب المقّد س‪ ،‬عندما نستطيع أن نفعل أكثر من ذلك‪.‬‬

‫‪ .7‬هل أتأخر عادة على الكنيسة وأجلس دائمًا في المقاعد الخلفّية ول أهتم بالمقاطعة أو‬

‫التشتيت؟وسيتأخر كّل واحد فينا من وقت إلى آخر‪ -‬ربما لمساعدة أحد المحتاجيتن في‬

‫طريقنا إلى الكنيسة كما فعل السامري‪ -‬إلّ أّن المشكلة في التأخير المستمر ليست ساعتك‬ ‫أو زحمة السيارات أو أعمال الخير‪ .‬بل المشكلة هيب عدم الخشوع‪.‬‬

‫ل لليات كما لو أّنها معجزات ال‪ .‬هل أحاول تطبيقها؟ هل لدي روح صموئيل‬ ‫‪ .8‬هل أنتبه فع ً‬ ‫ب لّن عبدك سامع‪) "...‬صموئيل الولى ‪ .(9 :3‬فاليات في‬ ‫عندما قال "‪...‬تكّلم يا ر ّ‬

‫‪109‬‬


‫الكتاب المقّد س‪ ،‬هي كلم ال تمامًا مثل كلماته التي قالها على جبل سيناء‪) .‬إق أر نحميا ‪:8‬‬ ‫‪.(6-1‬‬

‫‪ .9‬هل بذلت نفسي في حياة الشراكة من أجل شعب ال أم أّنني أناني ومنشغل بأمور العالم؟‬ ‫"لّن ال ليس بظالٍم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه إذ قد‬ ‫خدمتم القديسين وتخدمونهم‪) ".‬عبرانيين ‪.(10 :6‬‬

‫‪ .10‬عندما يقف قائد الترانيم أو قائد العبادة على المنصة ليبدأ الجتماع هل أتوقف عن الكلم‬ ‫أم أعتبر نفسي استثناء؟ وأنا ل أعني أّنه علينا أن نكون جافين ولكن هناك رسالة مرسلة لنا‬ ‫ولصدقائنا عندما نتوقف بسرعة ونعير اهتمامنا للمتكّلم ‪ ،‬مستعدين لعبادة ال‪ .‬المر رائع‬

‫حقًا‪.‬‬

‫‪ .11‬هناك تعدد في المزاج واضح في العبادة‪ .‬وسيكون كّل اجتماع مختلف عن الخر‪ .‬فبعضها‬ ‫ص ‪.‬ص‪ ،‬أكثر للحتفال وبعضها جّد ي‪ ،‬ومرتكز على اليات والظروف واختيار الترانيم‪ .‬إلّ‬ ‫مخ ّ‬

‫أّنه ليس من الضروري أن يدغدغنا القادة لكي نشعر بالحماس وأن نعطي أكثر‪ .‬قّر ر ‪،‬فقط أن‬

‫تعطي كّل قلبك منذ البداية‪ .‬فالمر بهذه البساطة‪.‬‬

‫‪ .12‬هل أحضر بانتظام إلى الجتماعات أو أّنه لدي عادة أن ل آتي؟ هل أنا متحّم س‪،‬‬

‫للجتماعات وأن ألتقي مع ال وشعبه أم أّنني أعطي العذار؟ هل يبعدني العمل أو التعب؟‬

‫سيقوم كال رابكين الذي لعب ‪ 2632‬مباراة في كرة السلة واحدة تلو الخرى ‪ ،‬في يوم الدينونة‬

‫ليديننا فيما يتعّلق بهذا الموضوع‪) .‬إق أر لوقا ‪.(32-31 :11‬‬

‫‪ .13‬ملحظة مفيدة‪ :‬احفظ ترتيب أسفار الكتاب المقّد س‪ ،‬لكي تستطيع أن تتبع‪ .‬فستوفر الكثير‬ ‫من الوقت والكلم لقناع زوارك‪.‬‬

‫‪ .14‬هل انتبه حولي عندما أحضر إلى الكنيسة؟ هل أفّك ر‪ ،‬بحاجات إخوتي وأخواتي وزوارنا؟‬

‫"هل أساعدك لتجد مقعد فارغ؟" هل تريد أن تشاركني في كتاب الترانيم؟" و"دعني أساعدك‬

‫بأخذ اولدك إلى صفوفهم‪ .‬هل أخدم بمساعدة أحد الطفال الذي يبكي؟ هل ألحظ من‬ ‫يجلس وحده أو من هو بحاجة إلى التشجيع؟ لعلني أحتاج إلى أن أتكّلم وأن أساعد الخرين‬ ‫لكي ينتبهوا وأن أحمس أولدي لكي يعطوا أكثر في حياة الشراكة أو يكونوا متحمسين في‬ ‫الترنيم‪.‬‬ ‫‪ .15‬وأخي ًار هل لحظت نفسي‪ -‬تفّح ص‪،،‬ت قلبي‪ -‬قبل أن أكسر الخبز؟ هل هناك ضغينة في‬

‫ل جسد المسيح وكنيسته وأحتفل‬ ‫قلبي؟ هل أنا بحاجة للعتراف بخطاياي؟ هل أنا أعي فع ً‬

‫بالمخّل‪.‬ص؟ فكسر الخبز هو عطّية ال ‪ ،‬عمل النعمة‪ .‬ويعلم ال أّننا ننسى وعلينا أن نشكره‬

‫لّنه أعطانا هذه الذكرى‪ .‬فكسر الخبز ليس مجرد جزء من عبادتنا بل هو جوهر عبادتنا‪-‬‬

‫‪110‬‬


‫ي لحظة‬ ‫هو السبب الذي نجتمع من أجله‪ .‬ويجب أن تكون هذه اللحظة مقّد س‪،‬ة أكثر من أ ّ‬ ‫أخرى‪.‬‬

‫•‬ ‫يعرف ال ضعفنا إواّن الكثير مّنا أطفال في المسيح وأننا سراب ويسهل تشويشنا‪ .‬ولذلك لن‬ ‫يطلب مّنا ال أكثر مما نستطيع أن ُنعطي‪ .‬فهو يعلم إن تشاجر الزوج والزوجة في طريقهم إلى‬ ‫الكنيسة )وسيحصل ذلك(‪ .‬ويعلم عندما يسهر أولدنا طوال الليل بسبب المرض أو إن كنت أم‬

‫وحيدة أحاول أن أجّهز ثلثة أولد على الوقت‪ .‬فال رحوم‪ .‬وعرشه عرش النعمة‪ .‬عندما ترسم لي‬

‫ابنتي صورة منزل فهي ‪ ،‬تحدث فوضى كبيرة وتوسخ ملبسها ولكن عندما تعطيني الرسم أفرح بها‬ ‫ول أوّبخها وسأعّلقها لّنها ثمينة بالنسبة إلّي لنها في الرابعة فقط من عمرها وعملها مهم بالنسبة‬

‫إلّي ‪،.‬‬

‫ال صبور ولطيف‪ .‬وهم ل يبحث عن الكمال في العبادة‪ .‬كل ولكّنني أتكّلم عن إستعدادنا‬

‫ظف أو نعّلم الطفال أو نقود الصلة‬ ‫واهتمامنا وصدقنا في العبادة‪ .‬فسواء كّنا نستقبل الناس أو نن ّ‬

‫أو قراءة الكتاب المقّد س‪ ، ،‬علينا أن نعطي أفضل ما لدينا بفرح ويقين‪ .‬إّنه مجرد قرار‪ .‬فنحن نختار‬ ‫أن نعطي قلوبنا لتكريم ال ومهابته‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫ب‬ ‫يوم الر ّ‬ ‫ب " ‪) ،‬رؤيا يوحنا‬ ‫لقد كتب يوحنا في مقّد م‪،‬ته لسفر رؤيا ما يلي‪" :‬كنت في الروح في يوم الر ّ‬

‫‪ .(10 :1‬فبدأ وقت رائع من العبادة والخشوع والحماس‪ .‬ويجب أن يكون يوم الحد بالنسبة إلى كّل‬ ‫ب ‪، ،‬اليوم الذي نجتمع فيه مع جسد‬ ‫إنسان مسيحي ‪ ،‬يوم رائع مليء بالحماس والترّقب‪ .‬فهو يوم الر ّ‬ ‫ب ‪ ، .‬فيجب أن‬ ‫المسيح لتكريم الب وعبادته‪ .‬فهو اليوم الذي نذكر فيه الصليب ونحتفل بقيامة الر ّ‬

‫يكون هذا اليوم رائعًا في كّل أسبوع سواء كنت جديد في اليمان أو إن كنت تلميذ منذ عشرين سنة‬ ‫وتشترك في إجتماعك عدد ‪ .1040‬يجب أن تشتعل غيرتنا لمجد ال وملكوته خصوصًا في هذا‬

‫اليوم‪ -‬فهو يوم مكّر س‪،‬للتركيز على ال‪ .‬يجب أن نحترس من ميولنا البشري لكي نحّو ل‪،‬العبادة إلى‬

‫أمر ممّل وبل فائدة مما يحول دون تمجيد ال ويترك قلوبنا كما هي‪ .‬يجب أن تكون إجتماعاتنا يوم‬

‫‪111‬‬


‫ق "‪) ،‬يوحنا ‪.(24 :4‬‬ ‫الحد منعشة وحّية و"في الروح"‪ -‬العبادة التي هي من دون ش ّ‬ ‫ك "بالروح والح ّ‬ ‫وال الذي نعبده ل يستحق أقل من ذلك‪.‬‬

‫وقد كتبت هذا الكتاب نتيجة لصراعي مع هذه المواضيع في كنيسة إنديانابوليس‪ .‬لقد كانت‬ ‫إجتمعاتنا يوم الحد جّيدة بالجمال )بموضوعّية( ولكّنها لم تكن رائعة دومًا‪ .‬فالكثير من العضاء‬ ‫هنا مضى على كونهم تلميذ أكثر من خمسة عشر سنة والبعض الخر عشرون سنة‪ .‬وعندما‬ ‫بدأت بإعطاء دروس عن الحاجة إلى العبادة الحقيقّية وأعّلم عن هذا الموضوع ‪ ،‬بدأ الكثير منهم‬

‫يدرك أّن إجتماعات يوم الحد لم تكن بّناءة ومشّج ع‪،،‬ة كما يجب‪ .‬فقد وقعنا كجماعة وكأفراد في فّخ‬ ‫العادة والترنيم والصلة السطحّية وفي الشراكة غير العميقة‪ .‬وكان هذا المر غير صحيح بوضوح‬

‫بما أّننا نحن أعضاء في هيكل ال الروحي ومسكن الروح القدس! فحصرنا التركيز على القلب وروح‬ ‫العبادة الحقيقّية وبدأنا بإدخال تغييرات داخلية وخارجية كما عّلمنا الروح وذّك ر‪،‬نا‪ .‬وقد انتعش الجميع‬ ‫لرؤية إجتماع عبادتنا تنبعث فيه الحياة من جديد بحماس وغيرة مختلفتين‪ .‬وأتمنى أن يكون ال‬

‫متحّم س‪ً،‬ا أيضًا‪ .‬وفيما يلي بعض الدروس التيي تعّلمناها والتي نبذل جهدنا لتطبيقها‪.‬‬

‫المور الولى‬ ‫وبالرغم من أّن العهد الجديد ل يذكر الكثير عن أشكال العبادة وطرقها في القرن الول ‪ ،‬إلّ‬

‫أّنه يمكننا أن نتعّلم الكثير من سفر أعمال الرسل ومن الرسائل عن جوهر إجتماعات العبادة هذه‬

‫وأولوياتها‪ .‬ونعلم أّنهم كانوا ملتزمين بقراءة الكتاب المقّد س‪ ،‬والوعظ والصلة وتركيزهم الساسي في‬

‫ب ‪ ، .‬وكان كسر الخبز لديهم‬ ‫ب كان إحياء ذكرى موت يسوع المسيح وقيامته من خل مائدة الر ّ‬ ‫يوم الر ّ‬ ‫أحيانًا جزءًا من آغابي )وهو "ولئمكم المحّبية" )يهوذا ‪ (12‬وكانوا يعطون أهمّية أكثر لوضع قلوب‬ ‫المتعّبدين من شكل المائدة )كورنثوس الولى ‪.(34-17 :11‬‬ ‫ك للختلف في‬ ‫إوان استطعنا أن نعود في الزمن إلى أيام القرن الّو ل‪ ، ،‬سنتفاجأ من دون ش ّ‬

‫طريقة اليهود للعبادة في كنيسة أورشليم ولمسة المميين في الكنيسة في مدينة روما‪ .‬إواّن عدم وجود‬ ‫ي نوع معّين من الترنيم أو الوعظ أو الصلة يشير أّن هذه المور لم تشّك ل‪ ،‬أّية‬ ‫أي ذكر دقيق ل ّ‬ ‫مشكلة ‪ ،‬فالهم هو أّن يمّج د‪ ،‬ال من خلل العبادة الصادقة والتعليم الصحيح والحياة بحسب ال‬

‫والوحدة في حياة الشراكة‪ .‬ففي كّل شيء يجب أن يحتفلوا بالبشارة أو أن يعظوا عنها‪ .‬والبشارة كانت‬

‫آنذاك "أهم شيء" )كورنثوس الولى ‪ .(3-1 :15‬ويجب أن يرفع المسيح في الترنيم والصلة‬ ‫والتنبؤ وحياة الشراكة‪.‬‬

‫‪112‬‬


‫ويحب أن يكون المر صحيحًا اليوم‪ .‬فقد نجد طرق وميول مختلفة في العبادة ‪ ،‬ما دمنا‬

‫أوفياء لهذه الولويات وبقينا مّتحدين مع بعضنا البعض‪ .‬فكروا بيوحنا المعمدان ويسوع المسيح‪ .‬فل‬

‫يوجد قائدين مختلفين في طريقة الخدمة مثل هذين‪ .‬فهما مختلفين جّد ًا‪) ،‬لوقا ‪ (32 :7‬ولكن كلهما‬ ‫بشّرا بالتوبة للدخول إلى ملكوت ال‪ :‬لقد عاص ار بعضهما وكانا مختلفين تمامًا ولكن بقيا مّتحدين‬ ‫بشكل تام‪.‬‬ ‫العبادة يوم الحد‬ ‫يعالج الفصل الرابع عشر من الرسالة إلى أهل كورنثوس المشلكة التي واجهتها الكنيسة‬

‫عندما رّك ز‪،‬ت على التكّلم باللسن أكثر من المحبة والنظام وبناء الكنيسة‪ .‬ولكن ومع الهتمام الملئم‬

‫الذي ُأعطي لهذه المور ‪ ،‬كان المسيحيون الّو ل‪،،‬ين أح ار ًار في اختيار طريقة العبادة كما يلئمهم‪ .‬ما‬ ‫هي العناصر الموجودة في العبادة في القرن الول؟‬ ‫كان يقرأون الكتاب المقّد س‪.،‬‬ ‫"إلى أن أجيء اعكف على القراءة والوعظ والتعليم‪) ".‬تيموثاوس الولى ‪:4‬‬ ‫‪(13‬‬

‫كانوا يقرأون الشريعة والنبياء وتعاليم الرسل‪.‬‬ ‫"ومتى قُرئت عندكم هذه الرسالة فاجعلوها ُتق أر أيضًا في كنيسة اللودكيين‬

‫والتي من لودكية تقرأونها أنتم أيضًا‪) ".‬كولوسي ‪.(16 :4‬‬

‫كان هناك وعظات ومناقشات‪.‬‬ ‫"وفي أّو ل‪،‬السبوع إذ كان التلميذ مجتمعين ليكسروا خب ًاز خاطبهم بولس وهو‬

‫مزمع أن يمضي في الغد وأطال الكلم إلى نصف الليل‪) ".‬أعمال الرسل ‪:20‬‬ ‫‪(7‬‬

‫كان هناك الكثير من الترنيم ‪ .‬فقد رّنمت الكنيسة الولى مزامير تعبر عن كّل أنواع الصلة‬

‫والناشيد لتعّلم العضاء لهوت الكنيسة الجديدة والترانيم الروحية التي كانت تحّر ك‪،‬العواطف‬ ‫والعقل‪.‬‬

‫‪113‬‬


‫"لتسكن فيكم كلمة المسيح بغًنى‪ ،‬وأنتم بكّل حكمة معّلمون ومنذرون بعضكم‬ ‫ب "‪،‬‬ ‫بعضًا بمزامير وتسابيح وأغاني روحّية بنعمٍة مترّنمين في قلوبكم للر ّ‬

‫)كولوسي ‪(16 :3‬‬

‫وكان هناك صلوات‪.‬‬ ‫"اعترفوا بعضكم لبعض بالزلت وصلّوا بعضكم لجل بع ٍ‬ ‫ض لكي تشفوا‪ .‬طلبة‬ ‫البار تقتدر كثي ًار في فعلها‪) ".‬يعقوب ‪(16 :5‬‬

‫"فأطلب أّو ل‪،‬كّل شيء أن تقام طلبات وصلوات وابتهالت وتشّك ر‪،‬ات لجل‬

‫جميع الناس لجل الملوك وجميع الذين هم في منصب لكي نقضي حياة‬

‫مطمئنة هادئة في كّل تقوى ووقاٍر ‪) "،،.‬تيموثاوس الولى ‪(2-1 :2‬‬

‫كان هناك "آمين" تصرخها المجموعة كّلها‪.‬‬ ‫"وال فإن باركت بالروح فالذي يشغل مكان العامي كيف يقول آمين عند‬ ‫إ‬ ‫شكرك‪ .‬لّنه ل يعرف ماذا تقول‪) ".‬كورنثوس الولى ‪(16 :14‬‬

‫"لّن مهما كانت مواعيد ال فهو فيه النعم وفيه المين لمجد ال بواسطتنا‪".‬‬

‫)كورنثوس الثانية ‪(20 :1‬‬

‫كان هناك شهادات عن حياتهم الجديدة باليمان‪.‬‬ ‫"جاهد جهاد اليمان الحسن وأمسك بالحياة البدّية التي إليها ُد ع‪،‬يت أيضًا‬ ‫واعترفت العتراف الحسن أمام شهوٍد كثيرين‪) ".‬تيموثاوس الولى ‪(12 :6‬‬

‫كان الجميع يشترك فيها‪.‬‬ ‫"‪...‬متى اجتمعتم فكّل واحٍد منكم له مزمور له تعليم له لسان له إعلن له‬ ‫ترجمة‪ .‬فليكن كّل شيء للبنيان‪) ".‬كورنثوس الولى ‪(26 :14‬‬

‫كان هناك جمع للتبرعات‪.‬‬ ‫"وأما من جهة الجمع لجل القديسين فكما أوصيت كنائس غلطية هكذا افعلوا‬ ‫أنتم أيضًا‪ .‬في كّل أسبوع ليضع كّل واحٍد منكم ما عنده‪ .‬خازنًا ما تيّس ر‪ ،‬حتى‬ ‫إذا جئت ل يكون جمٌع حينئٍذ ‪) "،،.‬كورنثوس الولى ‪(2-1 :16‬‬

‫‪114‬‬


‫كان هناك حركات جسدية إذ كانوا يرفعون اليدي‪.‬‬ ‫"فأريد أن يصّلي الرجال في كّل مكان رافعين أيادي طاهرة بدون غضب ول‬ ‫جداٍل ‪) "،،.‬تيموثاوس الولى ‪(8 :2‬‬

‫كان هناك سلمات وبركات‪.‬‬ ‫ب يسوع المسيح" )كورنثوس الولى ‪(3 :1‬‬ ‫"نعمة لكم وسلم من ال أبينا والر ّ‬

‫وكانوا يحييون بعضهم بقبلة مقّد س‪،‬ة‪.‬‬

‫"يسّلم عليكم الخوة أجمعون‪ .‬سّلموا بعضكم على بعض بقبلة مقّد س‪،‬ة"‬

‫)كورنثوس الولى ‪(20 :16‬‬

‫"سّلموا على الخوة جميعًا بقبلة مقّد س‪،‬ة‪) ".‬كورنثوس الولى ‪(26 :5‬‬

‫متعّبدون حقيقّيون‬ ‫كيف يمكن أن تصبح إجتماعات عبادتنا أكثر قّوة ومتعّبدة أكثر ل وقبل كّل شيء مرضية‬

‫ل ‪ ،‬يجب أن يقوم كّل واحد فينا بدوره‪ .‬فكواحد من أعضاء كثيرة في الجسد يمكنّني أنا أن‬ ‫أكثر ل؟ أّو ً‬

‫ض ر‪ ،‬لجتماع يوم الحد مهمان جّد اً‪ .،‬هل أنا‬ ‫أقّوي العبادة أو أن أضعفه‪ .‬فقلبي وموقفي فيما أح ّ‬ ‫متحّم س‪ ،‬لعبادة ال ولن أكون مع شعبه؟ هل المجيء إلى الكنيسة عبء علّي أم أّنه ميزة رائعة؟ كان‬ ‫اليهود في العهد القديم يسافرون ثلث مرات في السنة إلى أورشليم ليتعّبدوا ل ويقيموا الحتفلت‪.‬‬

‫ب‬ ‫فكان بكّل بساطة ما هو مكتوب في مزمور ‪ 122‬متوّقع منهم‪" :‬فرحت بالقائلين لي إلى بيت الر ّ‬ ‫نذهب‪) ".‬مزمور ‪(122‬‬ ‫كان اليهود يفرحون جّد اً‪ ،‬في هذا النوع من التعّبد القومي الجماعي ل لّنهم من‬ ‫خلله كانوا يّتحدون معًا في الوطنية والخوة والتكاتف والفخر الشخصي‬ ‫والعبادة الشخصّية‪.‬‬

‫هل يصف هذا المر روحك في صباح يوم الحد؟‬ ‫غالبًا ما يعاني التلميذ في الصين والشرق الوسط والكثير من البلد النامية ‪ ،‬من خطر‬

‫التوقيف أو السجن لكي يجتمعوا معًا‪ .‬وأخرين يمشون مسافات طويلة لكي يتعّبدوا ل مع الكنيسة‪.‬‬

‫لقد ُع ش‪،‬ت أنا وعائلتي في الهند وأفريقيا‪ -‬وهؤلء التلميذ حقيقيون وقصصهم غير مبالغ فيها‪ .‬ما هو‬

‫العذر الذي تعطيه لكسلك حيال المجيء إلى الكنيسة؟‬

‫‪115‬‬


‫المتعّبدون الحقيقيون يأتون إلى الكنيسة بحماس وقلوبهم تطوق إلى العطاء‪ .‬والكثير من‬

‫هذا التحضير يبدأ في اليوم السابق إذ نطّهر قلوبنا من الخطايا التي لم نعترف بها ومن الم اررة التي‬

‫قد تتفّش ى‪ ،‬في كنيسة ال‪) .‬إق أر متى ‪ .(24-23 :5‬وقد نحتاج للتصال بأخت أو أخ أو أن نعالج‬

‫مسألة سّببت جرح أو إنشقاق في علقاتنا ‪،‬وجهًا لوجه‪ .‬كيف كان قلبكم أّيتها الزوجات تجاه أزواجكم‬ ‫طخة‬ ‫ل )أو الخرين( إن كانت قلوبنا مل ّ‬ ‫هذا السبوع والعكس صحيح؟ ل يمكننا أن نعطي ال فع ً‬

‫بالم اررة والغضب‪.‬‬

‫وهناك نوع آخر من التحضير يتضّم ن‪ ،‬قضاء وقت رائع مع ال قبل أن نذهب إلى الكنيسة‪.‬‬

‫فإن اتحّد ت‪ ،‬مع ال إوان تصّلي إليه في وقتك الشخصي معه ‪ ،‬ستكون عبادتك مع الخرين أكثر عمقًا‬ ‫ومعنى‪ .‬وأقصد تحديدًا "ترانيم المصاعد" )مزمور ‪ (134-120‬والمزامير الخرى التي كتبت‬

‫لتحضير القلب للعبادة‪ .‬لقد فهم كاتب المزامير أن قلوبنا تحتاج إلى العتراف والغفران والمدح‬ ‫والترّقب إن أردنا "أن نتواصل مع ال" في الهيكل‪.‬‬

‫وفيما نذهب إلى المذبح )سواء كان مسرحًا أو كنيسة أو فندق أو مدرسة( يجب أن يكون‬

‫تصرفنا مثل المسيح‪ :‬الدفئ والعطاء والمحّبة والتشجيع‪ .‬فليس مسموحًا أن يكون التلميذ في مزاج‬ ‫متعّك ر‪ ،‬أو أن يرّك ز‪ ،‬على نفسه أو تكون له روح النقد‪ .‬فنحن نجتمع معًا لبناء وتشجيع بعضنا البعض‬ ‫ومشاركة كّل عضو مهّم ة‪ ،‬جّد اً‪ .،‬فالتخلي عن مقعدك أو التعرف على أحد الزوار أو إلقاء التحّية‬ ‫على الضعفاء والمسّنين والسقماء‪ -‬كّل هذه طرق للعطاء كما فعل يسوع‪.‬‬

‫فحياة الشراكة المليئة بتلميذ يعطون من قلوبهم ستكون مفعمة بالطاقة والمحّبة وستحدث‬

‫فرقًا كبي ًار في الضيوف‪ .‬لقد وصلتنا رسالة منذ وقت قصير من أحد الضيوف تقول الرسالة أّنها‬ ‫تمّتعت بالجتماع إلّ أّنه لم يتكّلم معها أحد قبل أو بعد الجتماع‪ .‬أتساءل إن كنت أنا أحد من‬

‫تجاهلها في هذا اليوم‪ .‬ونحن نصّلي أن تعطينا فرصة جديدة وأّنها ستجد في المّرةالمقبلة أّننا تغّيرنا‬ ‫جذرّيًا!‬

‫وفيما شّج ع‪،،‬نا بعضنا البعض في إنديانابوليس لكي نأتي جاهزين ‪ ،‬ظهرت الكثير من‬

‫القتراحات الرائعة‪ .‬وأفضل واحدة هي ترنيم الغاني الروحّية قبل المجيء إلى الكنيسة‪ .‬فهي تخّفف‬ ‫ض ر‪ ،‬أوتارنا الصوتّية أيضاً مما‬ ‫من صخب النهار وخاصة في منزل حاشد وتشجع الجميع‪ .‬ونح ّ‬

‫يساعدنا في الترنيمة الفتتاحّية‪ .‬والكثير من العائلت تصّلي معًا في طريقها إلى الكنيسة ونحاول‬ ‫جميعًا أن نترك البيت باك ًار لكي ل نتأخر على الجتماع‪ .‬وهذه المور البسيطة ُتحدث فرقًا كبي ًار في‬ ‫الطريقة التي نأتي فيها للعبادة‪.‬‬

‫وفيما تبدأ هذه الجتماعات يجب أن نكون خاشعين ونحّو ل‪،‬انتباهنا لمن يقود إجتماع‬

‫العبادة هذا‪ .‬وهذا يعني أن الترنيمة الولى ليست فرصة لنهاء حديث نجريه مع شخ‪.‬ص ما أو‬ ‫للقاء التحية على بعض الشخا‪.‬ص بل هي البداية الحقيقّية لجتماع خدمتنا‪ .‬فعندما يصعد قائد‬ ‫‪116‬‬


‫ب الجنود‪ .‬أيها القادة خاصة‬ ‫الترانيم إلى المنصة يجب أن تنتهي الشراكة‪ :‬لّنه حان الوقت لعبادة ر ّ‬ ‫أعيروني انتباهكم‪ -‬قد نكون أكثر الشخا‪.‬ص ذنبًا فيما يتعّلق باستخدام وقت أول ترنيمة لنهاء‬

‫بعض العمال‪ .‬تخّي ل‪ ،‬أنك في حضرة ال وأّنك دخلت إلى قدس القداس فأسكت الجميع وغّني‬ ‫لمجده‪.‬‬

‫ولطالما آمّنا أنا ومارلين أّنه يمكن أن نعرف قلب الكنيسة من خلل ترنيمها‪ .‬وأحد أجمل‬

‫الذكريات التي عرفناها في الترنيم كانت في أفريقيا‪ .‬فبرأينا الترانيم الجميلة والمتناغمة في أفريقيا هي‬ ‫الجمل على الطلق والتصفيق والرق‪.‬ص والحماس في غرب أفريقيا هو الكثر تناسقًا‪ .‬وقد يفضل‬

‫البعض الترانيم الروحّية والبعض الخر الناشيد التقليدّية والبعض الخر التصفيق والرق‪.‬ص‪ .‬ومهما‬

‫ي شيء يقف في طريق سكب قلبك في الترنيم حتى إوان كانت الترنيمة‬ ‫كانت ميولك ‪ ،‬ل تدع أ ّ‬

‫ض ل‪،،‬ة لديك‪ .‬فأن تصبح "للكّل كّل شيء" )كورنثوس الولى ‪ (22 :9‬يتضمن أن‬ ‫الحالية ليست المف ّ‬ ‫نتعّلم إحترام وتقدير المجموعة الكبيرة والمختلفة من أنواع الموسيقى التي نجدها في كنائسنا‪ .‬أحضر‬

‫كتاب الترانيم معك إلى الكنيسة ورّنم من كّل قلبك في كّل كلمة وكّل ترنيمة‪ .‬ويحتاج البعض مّنا إلى‬ ‫السترخاء‪ -‬فرفع اليدي فيما نغّني وحتى الجثو على الركبتين بتواضع وأن ندع روح ال تحركنا في‬ ‫العبادة‪ .‬وأنا ل أقصد العبادة غير المنظمة والمور التي نقوم بها للفت أنظار الناس إلينا‪) .‬فغالبًا ما‬

‫يجد ضيوفنا هذا المر غريبًا(‪ .‬إلّ أّنه هناك أوقات شعر جميعنا بالحماس خلل الترانيم ولعلنا أردنا‬ ‫أن نسقط على ركبتينا إل أّننا نسمح للخوف أن يمنعنا من فعل ما قد يدفعنا الروح القدس إليه‪ .‬ل‬

‫نجد "وصايا" فيما يتعّلق بهذا الموضوع ‪ ،‬ولكن مثل داود في ذلك الذي كان "رجل بحسب قلب ال"‬

‫ُيظهر لنا أّنه كان متعّبدًا متواضعًا ومعّب ًار أمام ال‪.‬‬ ‫السير إلى المام‬

‫ل في القيادة‪ .‬فسواء قيادة الترانيم أو الصلة أو الوعظ أو‬ ‫يجب أن يقودنا قادة العبادة فع ً‬

‫التعليم ‪ ،‬يجب أن تكون هذه المور بإمتياز ومع الكثير من الصلة في خدمة ال )إق أر بطرس الولى‬ ‫‪ .(11-10 :4‬فقائدي الترانيم الذين نجدهم في العهد القديم‪ -‬آساف وآثان وأبناء قّرة ‪،‬لم يكونوا‬

‫غريبي الطوار نتيجة لهذا المر ‪ ،‬بل كانوا محاربين وأنبياء وبنوا مدن ومستشاري الملك‪ .‬لقد كانوا‬ ‫رجال روحيين استعملوا مواهبهم لخدمة ال‪ .‬ويجب أن يكون قائدي ترانيمنا ومغنينا موهوبون‬ ‫وروحيّين أيضًا‪ .‬وبما أّن الترنيم جزء مهم جّد ًا‪ ،‬من عبادتنا يجب أن يكون قائد الترنيم مبدعاّ وخلقًا‬

‫ومستعدًا لتعّلم طرق جديدة لبقاء ترنيمنا منعش ومحّم س‪ .،‬فقد تصبح "ثلثة ترانيم وصلة" مضجرة‬ ‫خاصة إوان كانت الترانيم عينها التي نرّنمها منذ سنة! فكم رائع أن يفاجؤنا قائد الترنيم بترانيم جديدة‬ ‫وطرق جديدة لغناء ترانيم قديمة‪.‬‬

‫‪117‬‬


‫ويجب على من يقود في الصلة وكسر الخبز ‪ ،‬أن يقودوا بكلم ذو معنى تعّبر عن قلوبنا‬

‫تجاه ال‪ .‬والتحضير هو المفتاح‪ .‬فقد استمعتنا ببعض الصلوات العلنية وكسر الخبز الرائعين في‬ ‫إنديانابوليس فيما بذلنا جهدنا لعطاء أفضل ما لدينا ل‪ .‬فعندما نبقي تركيزنا على ال ونملئ‬ ‫وعظاتنا دائمًا به وباليات ‪ ،‬ستتغّير القلوب وسيمجد ال‪.‬‬

‫وتمامًا كما كان كّل شق من الهيكل مهمًا ‪ ،‬يجب أن يكون كّل شق من إجتماع خدمتنا ذات‬

‫معنى‪ .‬فعشورنا‪ -‬وهي إعطاء مالنا ل‪ -‬هي أيضًا عمل عبادة‪ .‬ولطالما ُش ّج‪ ،‬ع‪،،‬ت الكنيسة أن ُتعطي‬ ‫بسخاء في التبّرعإلى الفقراء‪ .‬فكّل عطاء مرضي ل عندنا ُنعطي بفرح وكرم‪ .‬وهناك الكثير من‬

‫الشخا‪.‬ص الذين يجدون طرق للعطاء بسخاء‪ :‬من خلل الستقبال وتحضير معّد ا‪،‬ت الصوت وملء‬

‫مكان المعمودّية بالماء وتحضير الخبز والنبيذ إواعطاء الماء للواعظ وتجميع الشياء المنسّية مّرة‬ ‫بعد مّرة‪ .‬فهؤلءالبطال المجهولين يخدمون الكنيسة بطرق سُتعرف وتذكْر إلى البد )متى ‪:10‬‬ ‫‪ .(42‬فدعونا نكون شاكرين لكّل واحد فيهم وأن نتذّك ر‪ ،‬إظهار إمتناننا لكّل ما يفعلونه لنا‪.‬‬

‫ل‪ .‬فالشراكة التي نقيمها بعد آخر ترنيمة هي جزء‬ ‫وعندما ينتهي الجتماع فهو لم ينتهي فع ً‬

‫من عبادتنا‪ .‬فالشراكة الرائعة تعني العطاء لبعضنا البعض‪ :‬البقاء للتحّد ث‪ ،‬لفترة أطول والتعّر ف‪،‬على‬

‫بعضنا البعض وخلق طرق جديدة لخدمة بعضنا ولكي نكون معًا وبناء الصداقات بعمق‪ .‬ووفقًا‬

‫لرومية ‪) 12‬الفصل بأكمله( ف‪"،‬عبادتنا" تتضّم ن‪ ،‬العطاء لبعضنا البعض من خلل المحّبة الخوّية‬ ‫وأن نكون مستعدين لتفّهم الناس القل مرتبة مّنا‪ .‬تلك هي كّل المكونات التي يمكن أن تكون جزء‬

‫ب ويجب أن تكون كذلك‪.‬‬ ‫من إحتفالنا في يوم الر ّ‬ ‫ليس من دون تأثير‬

‫في كّل مّرةنجتمع معًا سواء كنا في مجموعات من آلف أو مئات أو عشرات أو مجموعات‬

‫ب معنا )متى ‪ .(20 :18‬لقد تعّر ف‪،‬تزوجتي مارلين على الملكوت في‬ ‫من أعداد قليلة ‪ ،‬سيكون الر ّ‬

‫إجتماع يوم الحد فيه ثلثة أشخا‪.‬ص فقط‪ -‬وكانت الضيفة الوحيدة! وكان هذا الصباح ليكون يومًا‬ ‫ل" في أعين الناس‪ -‬ولكّنه غّير حياتها إلى البد‪ .‬لماذا؟ لّنه حتى في مجموعات‬ ‫عادّيًا و"فش ً‬

‫صغيرة من التلميذ )بول ‪ ،‬شريكي في البشارة وأنا( شعرت بروح ال في عبادتنا البسيطة وفي‬

‫خشوعنا‪ .‬لقد قرأنا اليات ووعظنا عن البشارة ‪ ،‬لقد رفعنا ال وصّلينا‪ .‬وقد أّثر فيها درس كسر الخبز‬

‫الذي كان مرتك ًاز على كورنثوس الثانية ‪ 8‬و ‪ : 9‬فقد أفرغت المسكينة محفظتها في هذا اليوم!‬

‫ب ‪ ، .‬وهو يسمح لنا أن نفقد أنفسنا‬ ‫العبادة الحقيقّية قوّية ومتواضعة‪ .‬فهو يقّر ب‪،‬الناس من الر ّ‬

‫في عبادة المسيح‪ .‬وهو ليس مزّيفًا‪.‬‬

‫‪118‬‬


‫المسيح هو بالتأكيد السبب للعبادة والسبب الذي سمح لنا أن نعبد ال‪ .‬هو خروفنا وكاهننا‬ ‫العلى‪ .‬ودمه يسمح لنا بأن نقف بحّر ي‪،‬ةومن دون خجل وبثقة وبفرح أمام ال‪ .‬فقد اعتمدنا لسمه‬ ‫ب ‪، ،‬أّو ل‪،‬يوم ‪ ،‬يوم القيامة ويوم البكر‪.‬‬ ‫ب ‪ ، .‬هو يوم الر ّ‬ ‫ونجتمع باسمه‪ .‬ونحن نشترك في مائدة الر ّ‬

‫دعونا نعطي أفضل ما لدينا من أجل اسمه في كّل أسبوع في يومه الممّيز‪.‬‬

‫‪119‬‬


‫‪14‬‬

‫الكنز‬ ‫ب‬ ‫"فقال لهم‪ .‬من أجل ذلك كّل كاتب متعّلم في ملكوت السموات يشبه رج ً‬ ‫ل رّ‬ ‫بيت يخرج من كنزه ُج ُد‪،‬د‪ً،‬ا وعتقاء‪) ".‬متى ‪(52 :13‬‬ ‫"إصنع لك أصدقاء جدد وحافط على القديمين منهم‬ ‫فالول من فضة والخير من ذهب‪) ".‬مقولة(‬

‫إن كان كّل ما قلته عن ال إلى الن حقيقّيًا ‪ ،‬يجب أن تكون أوقاتنا مع ال أهم شيء في‬

‫يومنا‪ .‬فالعادة الممّلة قد تريح ضمير المتدّيينين ولكّنها لم تعّم ق‪ ،‬وجودنا أمام ال أو يجلب له المجد‬

‫الذي يستحقه‪ .‬ونحن مدعوون لن نفعل كّل ما بوسعنا لتركيز قلوبنا وعقولنا على عظمة ال‪.‬‬

‫إواليك بعض القتراحات العملّية التي أتمنى أن ُتغني مسيرتك مع ال وتعّم ق‪ ،‬تجربة عبادتك‬ ‫الشخصّية‪ .‬بعضها بسيط جّد ًا‪ ،‬وبعضها الخر جذري جّد اً‪ .،‬لقد جّر ب‪،‬تهاكّلها ولكّنني أحتاج إلى أن‬

‫أطبقها كّلها مّرةأخرى! إوان كانت تلك حاجتك ‪ ،‬إبدأ بالتوبة‪ .‬قّر ر ‪،‬أن يكون لك يقين عميق للتعّبد إلى‬ ‫ق ‪" ،.‬مّز ق‪،‬واقلوبكم ل ثيابكم‪) "...‬يوئيل ‪ .(13 :2‬فالتصميم الصادق وحده‬ ‫ال بطريقة أغنى وكما يح ّ‬

‫سيجعل مّنا متعّبدين أفضل وال يطلب هذا النوع من المتعّبدين‪.‬‬ ‫‪(1‬‬

‫ل ‪ ،‬ليكن يسوع المسيح والنجيل مرجعك دومًا‪.‬‬ ‫أّو ً‬

‫"وللوقت كّل الجمع لما رأوه تحّيروا وركضوا وسّلموا عليه‪) ".‬مرقس ‪(15 :9‬‬

‫لقد قال يوحنا ما يلي ‪..." ،‬لست أظّن أّن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة" عنه )يوحنا ‪:21‬‬

‫‪ .(25‬علينا أن "ننظر إليه" و"أن نهتم به" و"نحّو ل‪،‬نظرنا" إليه )عبرانيين ‪ ، 3-2 :12‬كولوسي ‪:3‬‬

‫‪.(2‬‬

‫ب‬ ‫‪(2‬‬ ‫إبدأ بدراسة من الكتاب المقّد س‪ ،‬عن صفات ال وشخصّيته‪" .‬عظيم هو الر ّ‬ ‫وحميد جّد ًا‪ ،‬وليس لعظمته استقصاء‪) ".‬مزمور ‪ .,(3 :145‬إوان كنت تستطيع ‪ ،‬ضع علمات‬ ‫ظمها وراجعها في وقت عبادتك وتمجيدك‬ ‫إواشارات على كتابك المقّد س‪ .،‬اجمع هذه اليات ون ّ‬ ‫ل‪.‬‬

‫‪(3‬‬

‫ب ترنيمة جديدة‪) "...‬مزمور ‪ .(1 :96‬هناك الكثير‬ ‫تعّلم ترانيم جديدة‪" .‬رّنموا للر ّ‬

‫من الترانيم التي يمكن تعّلمها والستمتاع بها‪ .‬ل تنتظر لتتعّلم بعضًا منها في الكنيسة بل إبحث‬

‫‪120‬‬


‫عنها أنت‪ .‬إوان وجدت واحدة أعجبتك وتعتقد أّنها قد تلهم المجموعة ‪ ،‬إقترحها على قائد الكنيسة‬

‫أو قائد الترانيم‪.‬‬

‫إشتِر الكاسيتات أو استعرها‪ .‬فهناك أنواع كثيرة من الشرطة والسطوانات في‬

‫‪(4‬‬

‫المكاتب المسيحّية‪ .‬وقد اشتريت بعضها مؤخ ًرا‪ .‬فإّنه من المفيد أكثر للروح أن تستمع إلى هذه‬ ‫ل من الستماع إلى الراديو‪ .‬فهي ترتفع بأفكارنا وتساعدنا إلى أن نجلب كّل فكر إلى‬ ‫الترانيم بد ً‬

‫طاعة المسيح‪ -‬هذا إن لم أذكر أّنها تساعد على تهدئة أعصابنا في الزحمة الخانقة‪.‬‬

‫إستعمل كتاب الترانيم في وقت خلوتك مع ال للتأمل‪ .‬فالتأمل بكلمات إحدى‬

‫‪(5‬‬

‫الترانيم المشهورة يحّر ك‪،‬قلبك بطريقة مختلفة عندما تكون بمفردك‪ .‬وهذا سيحّس ن‪ ،‬ترنيمك أيضًا‬

‫مع المجموعة‪ .‬كم مّرةسبق لك أن رّنمت "النعمة العظيمة"؟ لقد تأثّر ت‪،‬مؤخ ًار بالجملة التالية‬ ‫"النعمة التي عّلمت قلبي خوف ال"‪ .‬كان أم ًار رائعًا‪.‬‬

‫تعّلم أن تق أر النغمات الموسيقّية )مزمور ‪ .(3 :33‬وقد تبدو مهّم ة‪ ،‬صعبة‪ .‬ولكن‬ ‫‪(6‬‬ ‫قراءة الموسيقى تساعدنا على الترنيم بصدق وعاطفة أكبر‪ .‬فعندما نغّني بشكل صحيح ‪ ،‬قد‬ ‫يتحّو ل‪،‬المر من الملل إلى الدهشة‪.‬‬

‫ب ل‪ .‬لعل داود كتب اللف منها في حياته وقد فعل ابنه سليمان‬ ‫‪(7‬‬ ‫إكتب رسالة ح ّ‬ ‫ذلك أيضًا‪ .‬أكتب في الوقات الحرجة والمهمة‪ .‬ليس من الضروري أن تري ما كتبته لحد‪ -‬بل‬ ‫هي تقدمة محّبتك ل‪ .‬وقد لحظت أّن هذه طريقة جّيدة لنعاش ذكرياتي وملء قلبي بما يفعله‬ ‫ال من حولي‪ .‬وأكثر من ذلك فهي ترضي ال كثي ًرا‪.‬‬

‫رّنم في أوقاتك الصباحّية‪ .‬لقد قال داود ‪..." ،‬أغّني أرّنم‪ .‬استيقظ يا مجدي‪.‬‬ ‫‪(8‬‬ ‫استيقظي يا رباب ويا عود أنا أستيقظ سح ًرا‪) ".‬مزمور ‪.(8-7 :57‬‬ ‫‪(9‬‬

‫أرق‪.‬ص‪ .‬فالرق‪.‬ص نوع من العبادة‪ .‬وأنا شخصيًا ل أجيد الرق‪.‬ص ولكن ل يهم! فقد‬

‫‪(10‬‬

‫ضع لئحة شكر )مزمور ‪ .(5-1 :103‬أكتب لئحة شكر صادقة ذات معنى‬

‫ب بالرغم من قّو ت‪،،‬ه‪ .‬ويشّج ع‪،،‬ناالمزمور ‪ 150‬أن نسّبح اسمه "برق‪.‬ص‪ .‬بدف‬ ‫رق‪.‬ص داود أمام الر ّ‬ ‫وعود"‪ .‬ولعلك تريد أن تجّر ب‪،‬المر بنفسك خاصة إن لم تفعل ذلك من قبل!‬ ‫معّد د‪ً،‬ا فيها الطرق التي باركك ال فيها ومن ثم سّبح ال لجل كّل واحدة منها‪.‬‬

‫‪(11‬‬

‫استعد كّل مراحل إهتدائك‪ .‬أو بعبارات أخرى استعد الطرق التي عمل فيها ال في‬

‫المور الصغيرة والكبيرة من خلل الظروف والهتداءات واليات‪ .‬كيف طلبك ال ووجدك؟‬

‫استمتع بالخلق‪ .‬فال فخور بكّل خلقه‪ .‬فكّل كائن حّي يعّلمنا شيء فريد عن ال‪.‬‬ ‫‪(12‬‬ ‫"تأملوا الزنابق تنمو" )لوقا ‪" .(27 :12‬ارفعوا إلى العلء عيونكم وانظروا من خلق هذه‪"...‬‬ ‫)إشعياء ‪" .(26 :40‬هل تربط أنت عقد الثريا‪) "...‬أيوب ‪ .(31 :38‬الطبيعة أغنى وأعمق‬ ‫وأكثر غموضًا مما يمكننا أن نتخّي ل‪ .،‬فهناك أمور مخفّية وألوان غنّية ونعمة الصوت وشكل ورق‬ ‫‪121‬‬


‫الشجر وطبيعة كّل حيوان‪ .‬لقد قال يسوع "تأملوا الزنابق" ومن تأمله الخا‪.‬ص اكتشف أّن زهرة‬

‫واحدة أبهى من كّل لباس سليمان‪ .‬لقد تأمل داود واندهش من قدرة ال وقال له "تفتح يدك فُتشبع‬ ‫كّل حّي رضًى ‪) "،،.‬مزمور ‪.(16 :145‬‬

‫أخرج في نزهات في الطبيعة‪ .‬عندما كّنا في جنوب أفريقيا كنا نذهب في نزهات مع ولدنا دانيال‬ ‫ونتبارى لنعرف من سيجد أجمل زهرة أو حشرة أو أبدع لون‪ .‬وهي طريقة رائعة لقضاء الوقت‬

‫مع العائلة ولتعليمهم عن خالقهم‪.‬‬ ‫أدرس علم التشريح وخاصة علم تشريح النسان‪ .‬وكما قال داود ‪،‬‬ ‫"أحمدك من أجل أّني قد امتزت عجبًا‪ .‬عجيبة هي أعمالك ونفسي تعرف ذلك‬

‫يقينًا" )مزمور ‪(14 :139‬‬

‫معظمنا ل يعرف مكان وجود الِط ح‪،،‬ال ول النخاع المستطيل في الجسم!‬ ‫ل من الكيمياء في جامعة‬ ‫إوان أعجبك ذلك ‪ ،‬أدرس الكيمياء‪ .‬فأنا درستها‪ .‬فقد تبعت فص ً‬

‫ب الكيمياء‪ -‬سّر الذّرةوالطريقة التي تتفاعل بها والجزئيات التي تنتجها‪-‬‬ ‫أولد دومينوين‪ .‬أنا أح ّ‬ ‫فالمر أشبه بالسحر‪ .‬فال عظيم جّد اً‪ .،‬لعلك تستطيع أن تدرس البيولوجيا أو علم الفيزياء أو علم‬

‫ت الكثير‬ ‫الفلك وأن تق أر كتب أو حتى مبدأ الضوء‪ .‬هل هي موجة؟ نواة؟ أهي الثنان؟ ولقد أمضّي ُ‬

‫ل؟ ليس تمامًا‪ .‬فعندما سئل أينشتاين عما‬ ‫من الشهر أفّك ر‪ ،‬بهبة الضوء وغناه‪ .‬أتعتقد المر مستحي ً‬ ‫ل أن أفهم الضوء"‪ .‬يساعدنا تأّم ل‪،‬‬ ‫سيقوم به بعد نظريته عن النسبّية قال ‪ "،‬سأقضي حياتي محاو ً‬ ‫عمل الخالق ودراسته على التعّم ق‪ ،‬بعبادتنا له‪.‬‬

‫‪(13‬‬

‫صّل ورّنم من خلل المزامير‪ .‬استعملها وكأنها كتاب صلواتك‪ .‬وقد شارك هذا‬

‫المر معي دوغلس جاكوبي منذ سنوات طويلة‪ .‬استعمل اليات وكأنها لئحة صلواتك‬

‫المقّد س‪،‬ة‪ .‬احفط المزامير‪ .‬وغّن من قلبك ما كتبه داود وغناه‪.‬‬ ‫تابع دراستك عن موضوع العبادة‪ .‬أنا أق أر الكتاب المقّد س‪ ،‬ثلثة مّراتباحثاُ عن‬ ‫‪(14‬‬

‫هذا الموضوع بالذات‪ .‬وقد فتح هذا المر عيناي على جزء كامل من حياتي المسيّح ي‪،،‬ة كنت قد‬ ‫أهملت لفترة طويلة‪ .‬وقد بدأ المر يغّير حياتي الن وأعتقد أّنه سيغّير حياتي بشّد ة‪ ،‬في‬

‫المستقبل‪ .‬وقد بدأ يغّير أيضًا عمق عبادتنا في كنيسة إنديانابوليس‪ .‬ومازال لدينا الكثير من‬

‫المور لمعالجتها إلى أّننا ننتقل في هذه الرحلة كما في كّل حياتنا المسيّح ي‪،،‬ة ‪ ،‬من مجد إلى مجد‪.‬‬

‫التضحيات الختيارّية‪ .‬ما رأيك بالقيام بأمر فوق الطبيعة من أجل ال؟ أمر غير‬ ‫‪(15‬‬ ‫ل عن شيء تريد القيام به بشّد ة‪ ،‬من أجل قضاء وقت ممّيز مع ال‪.‬‬ ‫مطلوب منك؟ كالتخّلي مث ً‬ ‫ططت لها ولكن لعلك تستطيع أن تحجز إحدى‬ ‫وأنا ل أقصد أن تلغي المور التي سبق أن خ ّ‬

‫‪122‬‬


‫أمسيات يوم السبت لكي تقضي وقتًا مع ال‪ .‬أو أن تعطي هدية كبيرة للفقراء تكريمًا ل‪ .‬إفعل‬

‫ي شيء يفوق ما هو مطلوب منك بهدف أن ترضي ال‪.‬‬ ‫أّ‬

‫ويمكنك أن تقوم بدراسة رائعة أيضًا عن معنى كلمة "عبادة" في اللغة اليونانّية‬ ‫‪(16‬‬ ‫والعبرّية واللتينّية والعربّية‪.‬‬

‫إرفع يدّيك‪ .‬وقد يشعر بعضنا بالنزعاج من رفع اليدي في العبادة‪ .‬قد نخجل‬ ‫‪(17‬‬ ‫بعض الشيء او نحرج‪ .‬ولكّننا نجد هذا المر في الكتاب المقّد س‪ ،‬مّرةبعد مّرة‪ .‬فهناكضعف‬

‫في هذه الحركة ونوع من التحّية تشبه تعامل الولد مع أبيه‪ .‬وقد تستطيع أن تقوم ذلك في وقت‬ ‫خلوتك مع ال ونتيجة لذلك ستشعر براحة أكبر بأن تقوم بذلك علنًا‪.‬‬

‫‪(18‬‬

‫كن صريحًا مع ال‪ .‬كن منفتحًا وواقعيًا إلى أقصى حّد ‪ ،.‬إذ ل تحتاج إلى الدعاء‬

‫‪(19‬‬

‫عّلم أولدك عن العبادة )مزمور ‪ ، 2 :8‬خروج ‪ .(28-25 :21‬فتعليم أولدنا عن‬

‫مع ال‪ .‬ول تحتاج لستعمال كلمات منّم ق‪،‬ة‪ .‬بل كن صريحًا واسكب روحك أمامه‪ .‬فهذا معنى‬ ‫العلقات‪.‬‬

‫العبادة يزيد فهمنا الخا‪.‬ص عن هذا الموضوع‪ .‬فقد عرف ال على أّنه "هيبة إسحاق"‪ -‬وأتساءل‬ ‫لماذا! ونحتاج أيضًا أن نعّلم أولدنا عن الخشوع وخوف ال‪ .‬يجب أن نستمع إلى صلواتهم‬

‫وعباراتهم ونصّح ح‪ ،‬مفهومهم عن ال‪ .‬عيلنا أن نعّلمهم خوف ال والبتعاد عن البتذال‬ ‫ونساعدهم على الشعور بحضرة ال‪.‬‬

‫‪(20‬‬

‫إق أر سفر لويين وكّل كلمة فيه‪ .‬فعظمة ال هي موضوع هذا السفر‪ .‬تخّي ل‪ ،‬نفسك‬

‫‪(21‬‬

‫تعّلم من المتعبّد ي‪،‬ن العظماء في الكتاب المقّد س‪ ،‬مثل إبراهيم وداود وآساف وموسى‬

‫كاهن إسرائيل‪ .‬وأقترح أيضًا دراسة عن الهياكل المختلفة في الكتاب المقّد س‪.،‬‬

‫ونحميا وعز ار ومريم وحّنة‪.‬‬ ‫أكتب أغنية‪ .‬وأّلف موسيقاك الخاصة‪ .‬فنحن بحاجة إلى المزيد من الترانيم التي‬ ‫‪(22‬‬

‫ترفع قلوبنا أمام ال وتعيد سرد ما فعله ال في حركته وفي الملكوت حول العالم‪ .‬إوان أردت أن‬

‫ترّنمها المجموعة فيجب أن تكون ممتازة ولكن إن لم تكن تلك موهبتك أكتبها‪ -‬من أجلك أو من‬ ‫أجل طفلك أو زوجتك‪.‬‬

‫‪(23‬‬

‫ب أن تصّغر‪ ،‬السماء لكي‬ ‫ب النجوم كثي ًرا‪" .‬أرجوك يا ر ّ‬ ‫تأمل السموات‪ .‬أنا أح ّ‬

‫أتلّح ف‪ ،‬بها"‪ .‬فصمت سماء الليل وحجمها تريحني وتسمح لقلبي بأن يطير‪ .‬ومن الواضح أن‬

‫النجوم هي إحدى عطايا ال لنا‪ .‬لقد أشتريت أول مجهر كبير لي في الهند! وكنت متحّم س‪ً،‬ا جّد ًا‪،‬‬

‫لشاهد الظل في كوكب الزهرة‪ .‬وعندما كّنا في بريتوريا كنت أدعو التلميذ إلى سطح المنزل‬ ‫لنشاهد معًا الكواكب‪ُ .‬أقصد المكتبة وطالع الكتب عن النجوم والكون أو إذهب إلى أحد‬

‫المراصد في الجامعات‪ .‬إوافعل ذلك بأّية طريقة كانت‪ .‬فهناك الكثير من الصور الجميلة بفضل‬ ‫‪123‬‬


‫مجهر هابول‪ .‬أقصد شبكة النترنيت واسمح لنفسك أن تندهش‪ .‬فقد قال ال ‪" ،‬إرفعوا إلى العلء‬ ‫عيونكم وانظروا من خلق هذه‪) "...‬إشعياء ‪.(26 :40‬‬ ‫‪(24‬‬

‫شاهد البرامج عن الطبيعة مع عائلتك‪.‬‬

‫تعّلم أناشيد مسيحّية من أّم ة‪ ،‬مختلفة‪ .‬وأحد أجمل الشياء في النتقال والسفر إلى‬ ‫‪(25‬‬ ‫مدن كثيرة هو سماع التلميذ يغّنون ترانيم جديدة وكلمات جديدة‪ .‬فمن الرائع أن ترى مجد ال‬ ‫في حضارات مختلفة وبطرق مختلفة‪.‬‬

‫‪(26‬‬

‫أكتب درس كسر الخبز الخا‪.‬ص بك سواء كنت ستشاركه علنًا أو ل‪ .‬ماذا ستقول‬

‫‪(27‬‬

‫غض دراسة عن المور الكثر غموضًا عن شخصية ال كأن تدرس عن طبيعته‬

‫إن سمحت لك الفرصة؟‬

‫أو عن سّر سلطته المطلقة إوارادته الحّرة‪.‬‬ ‫خذ عطلة شخصّية وأذهب في نزهة في الطبيعة لمدة يوم أو يومين لكي تقضي‬ ‫‪(28‬‬ ‫وقتًا ممّي ًاز مع ال‪ .‬فقد قال المسيح بنفسه ‪"،‬تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلء واستريحوا‬

‫ل‪) "...‬مرقس ‪.(31 :6‬‬ ‫قلي ً‬ ‫‪(29‬‬

‫أدع بعض التلميذ إلى منزلك لكي تغنوا معًا وتمجدوا ال )مزمور ‪(2 :106‬‬

‫‪(30‬‬

‫أبذل جهدًا لكي تساعد الفقراء والمحتاجين‪ .‬فالعبادة والعدل متجانسان‪ .‬فمن دون‬

‫‪(31‬‬

‫إحفظ صلوات أو وعظات في العبادة‪ -‬وحتى بعض المقاطع الطويلة‪ .‬فبعد ستة‬

‫العطاء ومن دون العدالة ل وجود للعبادة الحقيقّية‪ .‬وفي الواقع هذه أكثر الدراسة عمقًا وتحّد ي‪ً،‬ا‬ ‫في الكتاب المقّد س‪ .،‬فتكريم الفقير من تكريم ال‪.‬‬ ‫عشر سنة ‪ ،‬ما زلت أذكر مقطعًا حفظته في أخبار اليام ‪ 14-10 :19‬مع جيم ماكارتني‬

‫عندما كنا في بوسطن‪ .‬ومازلت أذكر روعة أن نكون على ركبتينا ونصلي صلة داود النبيلة‪.‬‬ ‫‪(32‬‬

‫كرس أحد أيام الحد بأكمله للعبادة لك وللعائلة‪ .‬وتمتع بيوم كامل من التلذذ بال‬

‫وشكره وقراءة اليات والتمتع برفقة بعضكم البعض‪ .‬بإختصار ل تهدر طاقتك أو جهدك على‬ ‫ي شيء سوى أمور ال في هذا اليوم‪.‬‬ ‫أّ‬

‫‪(33‬‬

‫إشتر كتاب أو إثنان عن موضوع العبادة أو أقصد المكتبة وأدرس ما كتبه آخرون‬

‫عن هذا الموضوع‪ .‬ومن المذهل أن نستطيع شراء ما قام آخرون بدراسته لسنوات طويلة بثمن‬ ‫زهيد‪ .‬وهذه صفقة جّيدة برأيي‪.‬‬ ‫‪(34‬‬

‫ل ‪" ،‬أرفع وأقول‬ ‫أدرس العبارات المختلفة عن العبادة التي نجدها في المزامير‪ .‬مث ً‬

‫‪(35‬‬

‫أقم عشاء الفصح‪ .‬فقد تكون هذه تجربة ذات معنى عميق‪ .‬فأنا أقوم بذلك منذ‬

‫وأعلن وأمّج د‪ ،‬وأتفتخر وأتأّم ل‪ ،‬وأذكر ‪ ،‬إلخ‪) "...‬إنظر إلى الملحق(‪.‬‬

‫عشر سنوات في الكنائس والمجموعات التي كنت جزءًا منها‪ .‬فنحن نرّنم عادة ومن ثم نصّلي‬ ‫‪124‬‬


‫بضع ساعات ونق أر آيات من سفر خروج وعشاء الفصح إلى أن نصل إلى آلم المسيح‪ .‬وعادة‬ ‫نقيم عشاء شرق أوشطي تقليدي ‪ .‬ونقوم ذلك كّل يوم جمعة عظيمة ونعيد اليات والترانيم من‬ ‫آخر أيام المسيح من العشاء إلى القيامة‪.‬‬

‫تعلم القص‪.‬ص وراء الناشيد التقليدّية‪ .‬فالرجل الذي كتب "النعمة المدهشة" كان‬ ‫‪(36‬‬ ‫قاتل وتاجر عبيد فيما مضى‪ .‬والرجل الذي كتب "إهدأي يا نفسي" خسر عائلته بأكملها في‬ ‫المحيط الطلسي‪.‬‬ ‫‪(37‬‬

‫تأّم ل‪ ،‬المقاطع الخمس التالية عن آلم يسوع وموته‪ :‬مزمور ‪ ، 22‬إشعياء ‪ ، 53‬متى‬

‫‪ ، 27‬فيلبي ‪ 2‬ورؤيا يوحنا ‪4‬و ‪.5‬‬

‫تعّم ق‪ ،‬في قدراتك على دراسة الكتاب المقّد س‪ .،‬فقد قال كاتب المزامير ‪" ،‬شريعة فمك‬ ‫‪(38‬‬ ‫ض ٍة‪) ،"،‬مزمور ‪ .(72 :119‬وقال بطرس فيما يتعّلق بالنبياء ما‬ ‫خير لي من ألوف ذهٍب وف ّ‬ ‫يلي‪" :‬فّتش وبحث عنه أنبياء‪) "...‬بطرس الولى ‪ .(10 :1‬وأنا ل أعني أن تق أر الكتاب‬

‫المقّد س‪ ،‬أكثر بل أعني أن تق أر الكتاب المقّد س‪ ،‬بطريقة أفضل وباهتمام أكبر‪ .‬وعلينا أن نتعّلم أن‬

‫ل عن الدّقة‪ .‬وأضف إلى ذلك التأّم ل‪ -،‬الذي يزيد من‬ ‫نكسب عواطفنا وخيالنا عند الدراسة فض ً‬ ‫قدرتنا عل التركيز وفهم كلمة ال‪ .‬تخيل بقرة تشتْر في الحقل وستحصل على فكرة واضحة عما‬ ‫أقصده‪.‬‬

‫‪(39‬‬

‫ص ل‪،،‬ة عن هذه المواضيع واليات‪ :‬مزمور ‪ ، 119‬كيف احترم المسيح‬ ‫فّك ر‪ ،‬بدراسة مف ّ‬

‫اليات واستعملها ‪ ،‬مزمور ‪ 150-145‬محّبة يسوع في النجيل ‪ ،‬الرسالة إلى العبرانيين ‪ ،‬العبادة‬ ‫إواعادة بناء وترميم الهيكل )عزرا ‪ ،‬نحميا ‪ ،‬ملخي ‪ ،‬حجي ‪ ،‬زكريا(‪.‬‬

‫‪(40‬‬ ‫‪(41‬‬

‫حاول أن تق أر الترجمات المختلفة للكتاب المقّد س‪ ،‬خاصة المزامير والنبياء‪.‬‬

‫أقم حفلة‪ .‬عندما كنت في فرجينيا ‪ ،‬استأجرنا مسرح قديم الطراز وأقمنا أكبر إجتماع‬

‫يوم أحد لنا من أجل مشاهدة الموسيقى الرائعة‪.‬‬ ‫أدرس حياة كبار "منتهكي" عبادة الوثان في الكتاب المقّد س‪ .،‬فهؤلء الشخا‪.‬ص‬ ‫‪(42‬‬ ‫لم يعيدوا العبادة الحقيقّية فقط بل حاربوا جميع أنواع عبادة الوثان‪ .‬أدرس رجال مثل ياهو‪ .‬هل‬ ‫أزلنا نحن الوثان من حياتنا؟ هل صلبنا أنفسنا للعالم؟‬

‫‪(43‬‬

‫إق أر دراسة جّيدة عن الرسالة إلى العبرانيين‪ .‬إوان كنت ل تعرف أي واحدة تختار‬

‫أطلب النصيحة من أحد القادة أو الشيوخ في كنيستك‪.‬‬

‫يجب أن تحّر ض‪،‬الوعظات والدراسات اليمان في شعب ال وتغذيه وتعّم ق‪،‬ه‪ .‬علينا‬ ‫‪(44‬‬ ‫أن نعلن بأمانة عمل ال ونعطيهم وعظات دسمة وعميقة‪.‬‬

‫‪125‬‬


‫وأخي ًار طّهر قلبك‪ .‬فكّل واحد فينا هو هيكل الروح القدس‪ .‬فإن احتفظنا بالخطية‬ ‫‪(45‬‬ ‫في قلوبنا ‪ ،‬لن يسمع لنا ال‪ .‬فمن المستحيل أن ننعّم بعلقة قوّية مع ال إن كّنا نخفي خطايا‪.‬‬ ‫هل نستهين بأمور يجب أن نخجل منها؟ فل يمكن أن نقترب من ال إلّ بقلب وأيٍد طاهرة‪.‬‬ ‫•‬ ‫ي شكل كاملة ول تضمن هذه الفكار أن تصبح أوقاتك مع ال أكثر عمقًا‬ ‫وهذه اللئحة ليست بأ ّ‬

‫تلقائيًا‪ .‬فعليك أن تعمل أنت شخصيًا على علقتك مع ال‪ .‬وأتمنى أن تساعدك هذه القتراحات أن‬

‫تضع لئحتك الخاصة للمور التي تعّم ق‪ ،‬عبادتك‪ .‬وفيما نخرج كنوزنا "جددًا وعتقاء" سيرى ال‬ ‫إنتعاش وحيوّية في قلوبنا ستشّج ع‪،،‬ه في كّل مّرةنقترب منه‪.‬‬

‫‪126‬‬


‫‪15‬‬

‫التغّير أمامه‬ ‫العبادة الحقيقّية والصادقة ل تمّج د‪ ،‬ال فحسب بل تغّير المتعّبد من أعماقه‪ .‬فال يكافئ‬

‫المتعّبدين له ويكّر م‪،‬همويعطيهم القّوة لّنه فيما نعاين ال "بوجه مكشوف" )كورنثوس الثانية ‪(18 :3‬‬

‫نصبح مثله‪ -‬ليس فقط في السماء ولكن هنا على الرض أيضًا‪ .‬فهو يريد أن نصبح "‪...‬إنسان‬

‫كامل‪ .‬إلى قياس قامة ماء المسيح" )أفسس ‪ (13 :4‬لكي "تتجّد د‪،‬وا بروح ذهنكم" )أفسس ‪(23 :4‬‬

‫لكي نصبح "مشابهين صورة ابنه" )رومية ‪ (29 :8‬وأن نلبس "النسان الجديد المخلوق بحسب ال‬ ‫ق "‪) ،‬أفسس ‪ .(24 :4‬وسيحدث ذلك عندما نكون "ناظرين إلى ‪...‬يسوع"‬ ‫في البّر وقداسة الح ّ‬

‫)عبرانيين ‪ (2 :12‬فيما نهتم "بما فوق" )كولوسي ‪ (2 :3‬وفيما نرّك ز‪ ،‬على يسوع وحده و"نتفّك ر‪ "،‬به‬ ‫)عبرانيين ‪ .(3 :12‬فالبركات التي يسكبها ال على متعّبديه أكثر بكثير من أن نتمكن من تعدادها‬

‫ولكن إليكم بعضها لنلقي الضوء على الفكرة ولتتشّج ع‪ ،‬قلوبنا‪.‬‬ ‫العبادة تعطي المجد‬

‫يريد ال أن يتمّج د‪ ،‬في شعبه ويريد أن يّك ر‪،‬م يسوع المسيح نتيجة لمن يحمل اسمه‪ .‬فكلما‬

‫تغّيرنا لنصبح مثل يسوع كلما أعطي المجد ل‪ .‬فنحن نتغّير لننتقل من مجد لمجد‪ .‬وكّل تغيير‬ ‫يحدث في حياتنا يجلب المزيد من المجد لرّبنا‪.‬‬

‫ب هناك حّر ي‪،‬ة‪ .‬ونحنجميعًا ناظرين مجد‬ ‫ب فهو الروح وحيث روح الر ّ‬ ‫"وأما الر ّ‬ ‫ب بوجٍه مكشو ٍ‬ ‫ف كما في مرآة نتغّير إلى تلك الصورة عينها من مجٍد إلى‬ ‫الر ّ‬

‫ب الروح" )كورنثوس الثانية ‪(18-17 :3‬‬ ‫مجٍد من الر ّ‬

‫وقد استعمل بولس كلمة "مكشوف" مشي ًار إلى أوقات موسى مع ال‪ .‬فعندما كان يحضر‬

‫أمام ال سواء كان على الجبل أو في خيمة الجتماع ‪ ،‬كان وجهه يضيء بنور‪ .‬وبالرغم من أّنه لم‬

‫يِع هذا المر في البداية إلّ أّن كّل شعب إسرائيل رأى المر‪ .‬فقد كان المنظر غامضًا لدرجة أّن‬ ‫موسى اضطر أن يضع حجابًا لكي ل يخاف الشعب‪ .‬ما هو تأثير إشراقك على الخرين فيما‬ ‫تتغّير بفضل علقتك العميقة مع ال؟ )إق أر كورنثوس الثانية ‪.(18-17 :3‬‬

‫ل يمكن أن نشمخ يومًا على فهمنا ل "أهم شيء في النسان هو ما يخطر بباله عندما‬

‫يفّك ر‪ ،‬بال‪ ".‬ففكرتنا عنه مهّم ة‪ ،‬جّد ًا‪ ،‬في عبادتنا‪ .‬فنحن نصبح مثل موضوع عبادتنا‪ .‬وبالتأكيد هذه‬

‫‪127‬‬


‫أّو ل‪،‬توّقعات ال الب مّنا‪ -‬أن نكون مثله في كّل ما نقوم به‪ .‬إذ نتغّير من مجد إلى مجد‪ .‬ونصبح‬ ‫مثل ال بقدر المستطاع‪.‬‬ ‫"‪...‬كونوا قديسين لّني أنا قدوس‪) ".‬بطرس الولى ‪(16 :1‬‬

‫"فكونوا أنتم كاملين كما أّن أباكم الذي في السموات هو كامٌل "‪) ،‬متى ‪(48 :5‬‬ ‫"‪...‬كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضًا‪) ".‬كولوسي ‪(13 :3‬‬

‫"فكونوا متمّثلين بال‪) "...‬أفسس ‪(1 :5‬‬

‫"واسلكوا في المحّبة كما أحّبنا المسيح أيضًا‪) "...‬أفسس ‪(2 :5‬‬

‫العبادة تطّهر‬ ‫يوصينا ال أن نطرح "كّل نجاسة وكثرة شّر " ‪) ، ،‬يعقوب‪ (21 :1‬وأن "تميتوا أعضاءكم التي‬ ‫على الرض‪) "...‬كولوسي ‪ ، (5 :3‬و"كونوا قديسين لّني أنا قدوٌس ‪) ، "، ،.‬بطرسالولى ‪.(16 :1‬‬ ‫والكثير من هذه المور تتضّم ن‪ ،‬أعمال خارجّية من قبلنا‪ .‬والتطهير الحقيقي يأتي من الداخل وهو‬

‫في أعماقه وجوهره عمل ال‪ .‬فعندما أتعّبد يطّريال قلبي ويعطيه الحساس من جديد لكي يرفض‬ ‫الخطّية‪ .‬فتخسر الخطّية طعمها‪ .‬ويخسر العالم المادي من قبضته علينا‪ .‬ويختفي التركيز على‬ ‫النفس مع شهوات هذا العالم كما حدث مع يسوع عندما جّر ب‪،‬في البّر ي‪،‬ة‪" :‬وقالله أعطيك هذه‬ ‫ب إلهك‬ ‫جميعها إن خررت وسجدت لي‪ .‬حينئٍذ قال له يسوع اذهب يا شيطان‪ .‬لّنه مكتوب للر ّ‬

‫تسجد إواياه تعبد‪) ".‬متى ‪.(10-9 :4‬‬

‫ويتجّد د‪ ،‬لدينا الدراك للخطّية والشمئزاز منها نتيجة لعبادة ال‪ .‬ويحدث هذا المر بطرق‬

‫عديدة‪ .‬ففيما نتأّم ل‪ ،‬الصليب ‪ ،‬تصبح الخطّية ونتيجتها واضحة جّد ًا‪ ،‬فنبتعد عنها‪ .‬والتركيز على ال‬

‫في العبادة يطهّرنا أيضًا‪ .‬وكما قال الرسول يوحنا ‪" ،‬وكّل من عنده هذا الرجاء به يطّهر نفسه كما هو‬ ‫طاهٌر ‪) ،"،.‬يوحناالولى ‪ .(3 :3‬فإن الرجاء به يطهّرنا فإن عبادة ال تطهّرنا أيضًا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫يطهّرنا روح ال من الداخل‪ .‬فندرك أّن ال هو أبينا وأّنه بيننا وأّنه يجب أن ل نلمس أ ّ‬ ‫شيء غير طاهر‪.‬‬

‫"فإذ لنا هذه المواعيد أّيها الحباء لنطّهر ذواتنا من كّل دنس الجسد والروح‬

‫مكّم ل‪،‬ين القداسة في خوف ال" )كورنثوس الثانية ‪(1 :7‬‬

‫العبادة تنّقي‬

‫‪128‬‬


‫العبادة هي النظر إلى ال وحده‪ .‬فكما قال داود ‪" ،‬لكي أبصر قّو ت‪،،‬ك ومجدك كما قد رأيتك‬

‫في قدسك‪) ".‬مزمور ‪ .(2 :63‬وفيما نفعل ذلك ‪ ،‬نكسب فكرة أفضل عن ما هو حقيقي ومهّم إواضافًة‬ ‫إلى نسبة أكبر من الثقة بال‪.‬‬

‫ل باّرًا جّد ًا‪ ،‬الذي في وسط‬ ‫لقد واجه أيوب سلسلة من الزمات والصعاب‪ .‬وقد كان رج ً‬

‫أوقاته الصعبة تكّد ر‪،‬ت أفكاره إوانهّز إيمانه‪ .‬ولكن عندما أظهر ال نفسه له وأقنعه بسيادته وحكمته ‪،‬‬ ‫تواضع أيوب وشعر بالرضى‪.‬‬ ‫لقد كان عّز ي‪،‬املكاّ جّيدًا بل رائعًا فقد أعطى السلم والستقرار لّم ت‪،‬ه‪ .‬لقد كان مزارعًا‬ ‫ططًا ومحاربًا رائعًا‪ .‬وعندما مات ‪ ،‬ل بّد أن الكثير من الناس تساءل عن مصير شعب‬ ‫ومهندسًا ومخ ّ‬

‫ال‪" .‬في سنة وفاة عزّيا الملك‪ "...‬أظهر ال نفسه لشعياء )إشعياء ‪ .(8-1 :6‬إذ لم يبتعد الملك‬ ‫الحقيقي يومًا عن الحكم‪.‬‬

‫وكما يقول الصحاح الثاني والثالث في سفر رؤيا يوحنا ‪ ،‬لقد كانت الكنيسة في القرن الّو ل‪،‬‬

‫على شفير ضغوطات واوقات صعبة لم تعرفها من قبل‪ .‬كيف سيتحملون؟ لماذا سمح ال بهذه‬

‫المور أن تحصل؟ ونجد الجواب بوضوح في اليات الفتتاحية في الصحاح الرابع من سفر رؤيا‬ ‫يوحنا فيما يفتح الستار ونرى أّن ال مازال على عرشه ومازال مسيط ًرا‪ .‬فما من داعي أن يقلقوا‪.‬‬

‫لقد شغر آساف أحد أهم المناصب في إسرائيل‪ .‬فقد كان نبّيًا وكاتب مزامير موهوب وقائد‬

‫ب ‪ ، .‬ولكن حتى هو بدأ يحيد عن الهدف وتحّو ل‪،‬إلى مجرد عامل في الهيكل بدل‬ ‫العبادة في هيكل الر ّ‬ ‫أن يتعّبد ل في الهيكل‪ .‬فقد تغّلبت عليه الم اررة والحسد‪ .‬وقد شرح آساف بتفاصيل محرجة وضع‬

‫قلبه المأساوي في مزمور ‪ :73‬لماذا أنا؟ لماذا هم يستمتعون؟ الحياة قاسية جّد اً‪ .،‬يا لي من مسكين‪.‬‬ ‫فيما بعد لقد عاد إلى صوابه واعترف ‪" ،‬وأنا بليد ول أعرف‪ .‬صرت كبهيم عندك" )مزمور ‪:73‬‬ ‫‪ .(22‬كيف استطاع أن يتغّير؟‬ ‫"فلما قصدت معرفة هذا إذا هو تعب في عّينّي ‪ ،.‬حتى دخلت مقادس ال‬ ‫وانتبهت إلى آخرتهم‪) ".‬مزمور ‪(17-16 :73‬‬

‫في سكون الهيكل ‪ ،‬تحدث إلى قلبه‪ .‬ففي حضرة ال البدي ‪ ،‬تنفتح العين ويخلع الجهل‬ ‫والغشاوة ونستعيد هدفنا البدي‪.‬‬ ‫لقد حصل حادث مماثل في حياة الملك البابلي ‪ ،‬نبوخذنصر‪ .‬ولكّنه بدل من أن يحسد‬

‫العالم ‪ ،‬انتهك مجد ال بإعلنه أّنه هو العالم‪ .‬فأصبح كأحد البهائم بلحظة‪ .‬وثم عاد إليه صوابه‪-‬‬ ‫وسيعود إلينا نحن أيضًا‪ -‬فقط عندما ارفع "عّيني إلى السماء" )دانيال ‪.(34-33 :4‬‬

‫‪129‬‬


‫علينا من خلل العبادة أن نطلب "ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين ال‪...‬ل بما على‬ ‫الرض" )كولوسي ‪ .(2-1 :3‬وفيما نرّك ز‪ ،‬على المسيح ونمدحه من أجل حياته ودمه ونعمته ‪،‬‬

‫ستتبّخ ر‪ ،‬الشهوات الرضّية‪ .‬ويخسر العالم من قّوة قبضته علينا‪ .‬وتتضح فكرة الحياة البدّية‬ ‫والسئلة مثل "لماذا؟ وما هو معنى الحياة؟"‪.‬‬

‫هل سبق أن راودتك أفكار كالتالي‪ :‬لماذا هم ل يعانون من المشاكل‪ -‬لماذا أنا وحدي؟‬ ‫لماذا لست نجمًا في السينما؟ لماذا يحصل على جميع الستراحات؟ لماذا لم تعاقب؟ لما ل أكون‬

‫غنّيًا؟ الحياة سهلة جّد ًا‪ ،‬لو لم أكن مسيحّيًا‪ .‬أنظر إليهم‪ -‬أحرار ويتمتعون بوقتهم وسعداء دائمًا‪.‬‬ ‫لماذا علي أن آتي إلى الكنيسة وأعطي مالي وأخدم الفقراء وأسهر لمساعدة الشخا‪.‬ص في زواجهم؟‬ ‫لماذا علّي أن أستيقظ باك ًرا؟ إلخ‪ ...‬حسنًا ‪ ،‬لست وحدك! لقد خطرت في بال آساف أفكار مماثلة‬

‫وكان الحّل في أن يتعّبد ل‪ .‬فالعبادة تساعدنا على رؤية المور على حقيقتها‪ :‬فالعالم مجرد قذارة‪.‬‬ ‫ولدينا الكثير لكي نكون ممتّنين له ولم يفلت زمام المور من يّد ال يومًا‪.‬‬

‫العبادة تقّو يم‬

‫يوضح الكتاب المقّد س‪ ،‬أّن من ينظر إلى ال يجد القّوة والطاقة عنده‪ .‬إذ يستخدم ال عظمته‬

‫ليعطينا القّوة‪ .‬فلسيت صدفة أبدًا أن تكون آخر آية في إنجيل لوقا تصف التلميذ الذين كانوا "كّل‬ ‫حين في الهيكل يسّبحون ويباركون ال‪) ".‬لوقا ‪ .(53 :24‬وعندما يعيد لوقا سرد القصة عينها في‬ ‫أول إصحاحين من سفر أعمال الرسل ‪ ،‬كان التلميذ أيضًا يصّلون ويسّبحون ال‪ .‬وفيما كانوا في‬ ‫حالة تواضع أمام ال ‪ ،‬نزل عليهم الروح القدس بقّوة‪ .‬وبعد فترة قصيرة ‪ ،‬فيما كانوا يعبدون ال‬ ‫ويعلنون بيقين سيادته المطلقة "امتل الجميع من الروح القدس وكانوا يتكّلمون بكلم ال بمجاهرة"‬

‫)أعمال الرسل ‪ .(31 :4‬وفي الصحاح الثالث عشر ‪ ،‬نجد التلميذ في إنطاكيا يسّبحون ال عندما‬

‫عّين روح ال بولس وبرنابا لمهّم ت‪،‬هما الرسولّية‪ .‬ومّرةأخرى في الصحاح السادس عشر ‪ ،‬عندما‬ ‫ُوج‪،‬د بولس وبرنابا في السجن من أجل إيمانهما ‪ ،‬غّنوا ترانيم ل واستجاب ال من خلل الزلزال‪.‬‬ ‫العبادة تقّو ي‪،،‬نا وتحدث شجاعة وسلم في قلوبنا‪ .‬عندما نرى ال ‪ ،‬نفهم التحدي‪" :‬من أنِت‬ ‫حتى تخافي من إنسان يموت ومن ابن النسان الذي يجعل كالعشب" )إشعياء ‪ .(12 :51‬ونحن‬

‫ب الجنود‪ .‬ونتحّلى بشجاعة داود عندما واجه جليات‪:‬‬ ‫نتحّلى بالجرأة لّننا ندرك أّن ال معنا وهو ر ّ‬ ‫"فقال داود للفلسطيني أنت تأتي إلي بسي ٍ‬ ‫ف وبرمٍح وبتر ٍ‬ ‫ب الجنود إله‬ ‫س ‪ ، .‬وأنا آتي إليك باسم ر ّ‬ ‫ّ‬

‫صفوف إسرائيل الذين عّيرتهم‪) ".‬صموئيل الولى ‪ .(45 :17‬ولدينا ثقة استفانوس الذي مات‬ ‫شهيدًا ورأى يسوع جالسًا عن يمين ال‪ .‬ولدينا سلم إليشع الذي لم يخف عندما أحاطه الراميون‬

‫لّنه علم أّنه محاط بالجيوش‪ -‬جيوش ل تحصى ولكّنها موجودة‪ .‬إلّ أّن خادمه حيجزي استجاب‬ ‫بخو ٍ‬ ‫ف لّنه لم يراها‪ .‬وقال إليشع الكلمات التي كان ليقولها أي رجل أو إمرأة بحسب قلب ال بفضل‬ ‫‪130‬‬


‫يقين ل يتزعزع عن سيادة ال ووجوده "ل تخف" )الملوك الثانية ‪ .(16 :6‬وفيما نعبد ال وننظر إليه‬ ‫ونعلن مجده وفيما نذّك ر‪ ،‬أنفسنا بقّو ت‪،،‬ه وأعماله ‪ ،‬تقّوي العبادة أنفسنا وتعطينا القّوة‪.‬‬ ‫فعندما جّر ب‪،‬يسوع المسيح في البّر ي‪،‬ة ‪،‬ظهر إدراكه لوجود ال في كّل أجوبته لبليس‪ .‬يحيا‬ ‫ب إلهك تسجد إواياه وحده تعبد‪ .‬وكيف‬ ‫ب إلهك‪...‬للر ّ‬ ‫النسان ‪...‬بكّل كلمة من ال‪...‬ل تجرب الر ّ‬ ‫عاد من وقت التجربة هذا؟ لقد عاد "بقّوة الروح" )لوقا ‪ .(14 :4‬فعندما نهتم بأمور ال وبه فقط ‪،‬‬

‫سيعطينا ال القّوة تمامًا كما أعطى القّوة لبنه‪.‬‬

‫والعبادة هي المكان الكثر أمنًا الذي يمكن أن نكون فيه‪ .‬فنحن هنا تحت ظلل ال‪ .‬ونحن‬

‫محاطين بترانيم الخل‪.‬ص‪ .‬إذ يحيطنا ال بمحّبته التي ل تسقط‪.‬‬ ‫س طم المور‬ ‫العبادة تب ّ‬

‫ندرك من خلل العبادة أّننا نملك جوهرة ثمينة وهي يسوع المسيح‪ .‬فما من شيء في العالم‬

‫أهّم منه‪ .‬وكما قال كاتب المزامير ‪،‬‬

‫"من لي في السماء‪ .‬ومعك ل أريد شيئًا على الرض‪) ".‬مزمور ‪.(25 :73‬‬

‫ونعلن من خلل العبادة أّن ال هو كياننا وكّل من نحتاج إليه‪ .‬فاستطاع بولس أن يقول ‪،‬‬

‫"أفعل شيئًا واحدًا" )فيلبي ‪ (13 :3‬واختارت مريم "النصيب الصالح" )لوقا ‪ .(42 :10‬لقد قال داود ‪،‬‬ ‫ب كّل أيام حياتي‬ ‫ب إواياها ألتمس‪ .‬أن أسكن في بيت الر ّ‬ ‫"واحدة سألت من الر ّ‬

‫لكي أنظر إلى جمال الّر ب‪،‬وأتفرس في هيكله‪) ".‬مزمور ‪.(4 :27‬‬ ‫ب القصيدة التالية التي كتبها ويليم فابر ‪،‬‬ ‫وأنا أح ّ‬ ‫"يا لها من سعادة أن نجلس لنفّك ر‪ ،‬بال وحده‪.‬‬

‫يا لها من نشوة للرض أن نفّك ر‪ ،‬به وأن نتنفس اسمه‬

‫ويا له من سرور ‪ ،‬يا أبا يسوع أن نقف أمام عرشك وأن ننظر إليك‬

‫للعبادة طريقتها بأن تبسط المور لنا وأن تعطينا هدف وتشبع روحنا "كما من شحم ودسٍم " ‪،‬‬ ‫)مزمور ‪ .(5 :63‬وقد كتب آساف ‪" ،‬لّن يومًا واحدًا في ديارك خير من ألف‪ .‬اخترت الوقوف على‬

‫العتبة في بيت إلهي على السكن في خيام الشرار‪) ".‬مزمور ‪.(10 :84‬‬ ‫العبادة تخيف‬

‫‪131‬‬


‫العبادة هي إعلن بإعتمادنا الكّلي على ال‪ .‬لهذا السبب ‪ ،‬العبادة هي أيضًا حرب‪.‬‬

‫فالشياطين ترتعد عندما نصّلي باسم يسوع المسيح‪ .‬لقد أعطانا المسيح السلطان أن ندوس الشيطان‬ ‫تحت أقدامنا )رومية ‪ .(20 :16‬ومن يعبد ال يعلن الحرب باسم يسوع المسيح ويخيف العدو‪.‬‬

‫ويصف الكتاب المقّد س‪ ،‬معارك كثيرة ربحها ال عندما سّبح الشعب بكّل بساطة ال وعّبروا‬

‫عن غيرة لمجده فقط‪ .‬وعندما عرف يهوشافاط وشعب يهوذا خبر إجتماع جيش جبار ضّد ه‪،‬م ‪ ،‬وقفوا‬

‫ل أن يعّبر عن إيمانه‬ ‫أمام ال واعترفوا بضعفهم‪ .‬وقد حضر الطفال أيضًا‪ .‬وقد صّلى الملك محاو ً‬ ‫ويأسه ‪،‬‬

‫" يا إلهنا أما تقضي عليهم لّنه ليس فينا قّوة أمام هذا الجمهور الكثير التي‬

‫علينا ونحن ل نعلم ماذا نعمل ولكن نحوك أعيننا‪) ".‬أخبار اليام الثاني ‪:20‬‬ ‫‪(12‬‬

‫لقد أّك د‪ ،‬ال أّنه سيربح هذه المعركة ‪ ،‬فوضع يهوشافاط الكهنة على رأس الجيش لكي يغّنوا‬

‫ترانيم عن محّبة ال و"مسّبحين في زينة مقّد س‪،‬ة" )أخبار اليام الثاني ‪ .(21 :20‬وبفضل ثقته بال‬ ‫وغيرته من أجل مجده ‪ ،‬لم يحتاجوا أن يرفعوا سيوفهم فقد سحق ال عدوهم أمامهم‪.‬‬ ‫لقد خّل‪.‬ص ال شعبه بطريقة مماثلة في أيام حزقيا‪) .‬إق أر إشعياء ‪ .(37-36‬فقد كان‬

‫ل شري ًار يقود أّم ة‪ ،‬شريرة‪ .‬وقد كان الشوريون هم الشرار في العهد القديم‪ .‬لقد حاصروا‬ ‫سنحاريب رج ً‬

‫حزقيا وجّد ف‪،‬وا على اسم ال وافتخروا بقّو ت‪،،‬هم العظيمة‪ .‬وحاولوا أن يزرعوا الخوف في قلب الشعب‬

‫بقولهم أّنهم "ليأكلوا عذرتهم ويشربوا بولهم" )إشعياء ‪ .(12 :36‬فقد كان الشوريون شعبًا ل يرحم‬

‫ب الدماء‪ .‬وماذا يستطيع حزقيا أن يفعل في ظّل هذا النوع من المعارضة؟ لقد أخذ شخصيًا‬ ‫ويح ّ‬ ‫رسالة سنحاريب إلى الهيكل معه ووضعها أمام ال‪ .‬وصّلى عندها صلته التي طلب فيها أن يحّو ل‪،‬‬

‫نظره إلى أعين ال فقط )أخبار اليام ‪ .(12 :20‬وكيف استجاب ال؟ أرسل ملك واحد ضرب‬ ‫‪ 185000‬جندي أشوري‪.‬‬

‫ل من أن يعتمد‬ ‫والملك آسا هو ملك آخر من يهوذا اختار أن يعتمد على ال في الصلة بد ً‬

‫على قّو ت‪،،‬ه الخاصة‪ .‬فقد كان لسا أكثر من نصف مليون جندي شجاع وماهر‪ .‬ولكّن وبالرغم من‬ ‫جيشه المجّهز افضل تجهيز ‪ ،‬أصِغ إلى صلة آسا عندما زحف جيش الكوشيين للقائهم إلى الحرب‪:‬‬ ‫ب ليس فرقًا عندك أن تساعد الكثيرين ومن‬ ‫ب إلهه وقال أّيها الر ّ‬ ‫"ودعا آسا الر ّ‬ ‫ب إلهنا لّننا عليك اّتكلنا وباسمك قدمنا على‬ ‫ليس لهم قّوة‪ .‬فساعدنا أّيها الر ّ‬ ‫ب أنت إلهنا‪ .‬ل يقو عليك إنساٌن ‪) "،.‬أخبار اليام الثاني‬ ‫هذا الجيش‪ .‬أّيها الر ّ‬ ‫‪(11 :14‬‬

‫‪132‬‬


‫وماذا فعل ال؟ أباد العدو‪.‬‬ ‫تخيف العبادة أعداء ال‪ .‬فّك ر‪ ،‬بهذا المثل‪ :‬كان بولس معروفًا في عالم الشياطين‪ .‬فعندما‬

‫حاول أبناء سكاوا السبعة أن يخرجوا شيطانًا من أحد الرجال في مدينة أفسس ‪ ،‬قال لهم الشيطان قبل‬ ‫ض عليهم ويشبعهم ضربًا ‪" ،‬أما يسوع فأنا أعرف وبولس أنا أعلمه وأما أنتم فمن أنتم‪".‬‬ ‫أن ينق ّ‬

‫)أعمال الرسل ‪ .(15 :19‬تلميذ المسيح الحقيقيون معروفون في عالم الشياطين بين "السلطين‬ ‫‪...‬ولة العالم على ظلمة هذا العالم" )أفسس ‪.(12 :6‬‬

‫عبادتنا بالفعل تجعل العدو يرتعد‪ .‬فنحن ندّم ر‪ ،‬من خللها كّل الظنون‪ .‬ونحن من خللها‬ ‫نستأسر كّل فكر يرتفع ضد معرفة ال‪ .‬فنحن من خلل العبادة نظهر الغيرة على مجد ال ونصّلي‬ ‫باسم يسوع المسيح‪ .‬فهذا هو المكان الذي يكون فيه الشيطان موطئًا لقدامنا‪.‬‬

‫"واله السلم سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعًا‪) "...‬رومية ‪(20 :16‬‬ ‫إ‬ ‫"فقال لهم رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء‪ .‬ها أنا أعطيكم سلطانًا‬

‫لتدوسوا الحيات والعقارب وكّل قّوة العدو ول يضركم شيء‪) ".‬لوقا ‪-18 :10‬‬ ‫‪.(19‬‬

‫تستعّد الملئكة لدى ذكر اسم يسوع المسيح وتحمل السيوف مستعدةً لتحقيق إرادة ال‪.‬‬ ‫العبادة تجّم لم‬

‫مازلت أندهش عندما أرى نساء عائدات من إرسالية ما وهن مشرقات‪ .‬فهن جميلت جّد ًا‪،‬‬

‫ومشرقات! وأنا أعتقد أّن هذا الجمال يأتي من التسليم والمحّبة‪ .‬والشراق أيضًا ينتج عن العبادة‪.‬‬ ‫ويعّلمنا الكتاب المقّد س‪" ،‬نظروا إليه واستناروا" )مزمور ‪ .(5 :34‬فهناك جمال ممّيز يعطيه ال لمن‬

‫يتعّلم أن يثق به ويطيعه‪ .‬ويقول بطرس أّن النساء المؤمنات في القدم مثل ساره ‪ ،‬كّن جميلت من‬ ‫خلل طاعة أزواجهن‪.‬‬

‫عناك نور في أعيننا وسلم يفوق العقول وفرح ل يعّبر عنه وهذه كّلها تجّم ل‪،‬نا عندما نهاب‬

‫ش والجمال‬ ‫ال‪ .‬الجمال الخارجي هو عطّية من ال إلّ أّن الجمال الداخلي عطّية أعظم‪" .‬الحسن غ ّ‬ ‫ب فهي تمدح" )أمثال ‪ .(30 :31‬هذا هو الجمال الحقيقي‪.‬‬ ‫باطل‪ .‬أما المرأة المّتقية ال الر ّ‬ ‫ب إلههم في ذلك اليوم كقطيٍع شعبه بل كحجارة التاج مرفوعة‬ ‫"ويخّلصهم الر ّ‬

‫على أرضه‪ .‬ما أجوده وما أجمله‪ .‬الحنطة تنمي الفتيان والمسطار العذارى"‬ ‫)زكريا ‪(17-16 :9‬‬

‫‪133‬‬


‫العبادة ُتعطي يشعور بالرضى‬

‫ستعطي السموات الرضى لرواحنا‪ .‬إذ سنشرب من مياه نبع الحياة ونتغذى من الشجار‬

‫في الفردوس‪ .‬ولكن يجب أن ل نعتقد أّنه علينا أن ننتظر إلى ذلك الوقت حتى نعرف الرضى‬

‫الحقيقي‪ .‬إذ يريد ال أن يشبع أرواحنا هنا والن‪ .‬وسنشعر بالرضى الكّلي وسيمّج د‪ ،‬ال بطريقة‬

‫أفضل عندما يكون ال كّل كياننا‪ .‬ويصف داود فيما يلي الرضى الذي يأتي من طلب ال‪.‬‬ ‫"يا ال إلهي أنت‪ .‬إليك أبّك ر‪ .،‬عطشت إليك نفسي يشتاق إليك جسدي في‬ ‫أر ٍ‬ ‫ض ناشفٍة ويابسٍة بل ماء لكي أبصر قّو ت‪،،‬ك ومجدك كما قد رأيتك في قدسك‪.‬‬ ‫لّن رحمتك أفضل من الحياة‪ .‬شفتاي تسّبحانك‪ .‬هكذا أباركك في حياتي‪.‬‬ ‫ي ‪ ،.‬كما من شحٍم ودسٍم تشبع نفسي وبشفتي البتهاج يسّبحك‬ ‫باسمك أرفع يد ّ‬

‫ظل‬ ‫فمي إذا ذكرتك على فراشي‪ .‬في السهد ألهج بك‪ .‬لّنك كنت عونًا لي وب ّ‬ ‫جناحيك أبتهج‬

‫التصقت نفسي بك‪ .‬يمينك تعضدني‪) ".‬مزمور ‪(8-1 :63‬‬

‫ال هو مياهنا الحّية وخبز الحياة‪ .‬هو يشبع أرواحنا كما الشحم الدسم‪ .‬فننظر إلى جماله‬

‫ونفرح‪ .‬فنعرف لذاته ونتعّج ب‪ ،‬لقبوله لنا وسلم مغفرته‪ .‬فتلّبى رغباتنا ويشبع جوعنا وتفيض كأسنا‪.‬‬

‫وهذا ل ينطبق على الترنيم والعبادة الناقصان بل في العبادة الصادقة والحقيقّية التي نفتح فيها أنفسنا‬

‫ل ولما يريده مّنا‪ .‬يتركنا هذا العالم عطشين وجائعين فهو ل يستطيع أن يلّبي رغباتنا وحاجاتنا‬ ‫الروحّية العميقة‪ .‬إذ ل يحدث هذا المر إلّ من خلل ال ويحصل عندما نتعّبد إليه‪.‬‬ ‫العبادة تّو حمدنا‬

‫أحد أغنى بركات العبادة هي الوحدة التي تخلقها في مجموعاتنا وفي الملكوت عامًة‪.‬‬

‫فالوحدة مقّد س‪،‬ة بالنسبة إلى ال‪ .‬فهي شهادة أمام العالم والسلطين في السماويات ‪ ،‬عن قّو ت‪،،‬ه‬ ‫وحكمته‪.‬‬

‫"أّن المم شركاء في الميراث والجسد ونوال موعده في المسيح بالنجيل‪...‬‬

‫لكي يعرف الن عند الرؤساء والسلطين في السماويات بواسطة الكنيسة‬

‫بحكمة ال المتنّوعة حسب قصد الدهور الذي صنعه في المسيح يسوع رّبنا‪".‬‬ ‫)أفسس ‪(11-10 ، 6 :3‬‬

‫‪134‬‬


‫لقد صّلى المسيح لتلميذه ليكونوا واحدًا كما هو والب واحد‪ .‬وهذا معيار عالي جّد ًا‪،‬‬

‫والعبادة الجماعّية هي بكّل وضوح الطريقة المثلى للوصول إلى هذه الوحدة‪ .‬ونجد مثل هذه الوحدة‬ ‫والعبادة في العهد القديم والعهد الجديد‪.‬‬ ‫في ظّل العهد القديم‬

‫كان الهيكل في العهد القديم جوهر إسرائيل‪ .‬فكّل رجل إوامرأة وطفل كان جزء من هذه‬

‫البركة‪ .‬فكانت العبادة تجتاح جميع شقوق حياة شعب إسرائيل‪ .‬فخلل فترة السفر في البّر ي‪،‬ة ‪،‬كان‬

‫الهيكل في وسط المخّيم ومحاط من كّل جهة بأسباط إسرائيل الثني عشر وعشيرة لوي في الوسط‪.‬‬

‫فهذا الشكل وهذه الطقوس خلقت وحدة بين العشائر‪ .‬فكان الهيكل ملكًا للجميع وقد بناه الجميع‬

‫بفضل عطايا الجميع ومواهبهم ومن أجل تضحيات الجميع‪ .‬فعندما كان هارون يدخل إلى الهيكل ‪،‬‬

‫كان عليه أن يضع درعًا على صدره مدّو ن‪،،‬ة عليه أسماء السباط الثني عشر‪.‬‬

‫وكانت الحتفالت والمهرجانات توّح د‪ ،‬الشعب أيضًا عندما بدأت تنتشر بعد الدخول إلى‬

‫ب في وقت معّين من‬ ‫أرض الميعاد‪ .‬وكان على جميع الذكور من جميع العشائر أن يقفوا أمام الر ّ‬

‫السنة إوال فسيقطعون من المجموعة‪ .‬لقد شّج ع‪،،‬ت هذه الحتفالت الوحدة وذّك ر‪،‬تهم جميعًا بوضعهم‬

‫ق الوحيد وق أروا من شريعة واحدة وكان لهم كاهن أعلى واحد‬ ‫الممّيز أمام ال‪ .‬لقد تعّبدوا ل الح ّ‬

‫ومكان للعبادة واحد ‪ ،‬المكان الذي حمل اسم ال‪ .‬فقد كانوا كأمة "شعب مقّد س‪) "،‬تثنية ‪ .(6 :7‬فلم‬ ‫يكن أحد يشابههم "على وجه الرض"‪.‬‬ ‫في ظّل العهد الجديد‬

‫في العهد الجديد ‪ ،‬نحن هيكل ال ومسكن روح ال )أفسس ‪ .(21-2 :2‬نحن منزل واحد‬

‫وجسد واحد وعروس واحدة وأّم ة‪ ،‬واحدة وكهنوت مقّد س‪ ،‬واحد وبقلب واحد وشفة واحدة نمّج د‪ ،‬ال‪.‬‬

‫والعبادة تأسس هذه الوحدة وتعّم ق‪،‬ها‪ .‬لدينا وسيط واحد و"إله وآب واحد للكّل الذي على الكّل وبالكّل‬ ‫وفي كّلكم" )أفسس ‪ .(6 :4‬لقد تخّلصنا بنعمة واحدة ويغطينا دّم واحد وممتلئين بالروح الواحدة‬

‫عينها واعتمدنا لجسد واحد من خلل هذه الروح )كورنثوس الولى ‪ .(13 :12‬كّل شخ‪.‬ص مسيحي‬

‫مقّد س‪ ،‬بالنسبة إلى ال وكّل واحد هيكل رائع وخليقة ممّيزة )كورنثوس الولى ‪-14 :12 ، 19 :6‬‬ ‫‪.(18‬‬

‫نحن نتذّك ر‪ ،‬من خلل العبادة مساواتنا في المسيح‪ .‬فأقل واحد فينا هو أعظمنا‪ .‬ويجب أن‬

‫نتعامل مع العضاء الضعف باحترام ممّيز‪ .‬فالعبادة الحقيقّية تظهر كرامة كّل تلميذ للمسيح‬ ‫ومجده‪.‬‬ ‫ب المجد في المحاباة‪ .‬فإّنه إن‬ ‫"يا إخوتي ل يكن لكم إيمان رّبنا يسوع المسيح ر ّ‬ ‫دخل إلى مجمعكم رجل بخواتم ذهب في لباس بهّي ودخل أيضًا فقير بلباس‬

‫‪135‬‬


‫لبس اللباس البهي وقلتم له اجلس أنت هنا حسنًا وقلتم‬ ‫وسٍخ فنظرتم إلى ال ّ‬ ‫للفقير قف أنت هناك أو أجلس هنا تحت موطئ قدمّي فهل ل ترتابون في‬ ‫أنفسكم وتصيرون قضاة أفكار شريرة‪) ".‬يعقوب ‪(4-1 :2‬‬

‫من السهل أن ننجذب إلى الغنى والشهرة ونغض النظر عن الفقراء بيننا حتى في الشركة‬ ‫فيما بيننا‪ .‬ماذا يعني الّلباس البهي وخواتم الذهب؟ هل يحّبون يسوع؟ هذا ما يهّم ‪ ،.‬والباقي ل يهّم ‪،.‬‬ ‫"إّنما باطل بنو آدم‪ .‬كذب بنو البشر‪ .‬في الموازين هم إلى فوق‪ .‬هم من باطٍل‬ ‫أجمعون‪) ".‬مزمور ‪(9 :62‬‬

‫يجب أن نكون فخورين بأقل واحد فينا أكثر من أي شخ‪.‬ص في العالم‪ .‬يجب أن نكون‬ ‫مسحورين بأبناء ال أكثر من نجوم السينما ورجال العمال والرؤساء القوى في العالم الذين ل‬ ‫يحبون يسوع المسيح‪ .‬يجب أن نشعر هكذا حيال الخوة والخوات سواء كانوا ضعفاء أو أقوياء‬ ‫روحّيًا أو سواء كانوا العظم والقّل ‪ ،.‬فالتعامل مع أحد الخوة كما لو أّنه أقل وأن نطلب منه أن‬

‫يجلس بعيدًا ل يجلب الحرج له فقط بل ل ولكنيسته‪ .‬فالمحاباة هي خطّية نرتكبها ضّد المسيح وهي‬

‫ب ‪،.‬‬ ‫عبادة غير حقيّقية‪ .‬فالعبادة الحقيقّية تحمي قلوبنا من هذا الشّر ‪ ، ، .‬فنحنواحد في الر ّ‬ ‫أحد أبشع الوقات في حياتي المسيّح ي‪،،‬ة كانت عندما شعرت أّنني "أقّل "‪ ،‬في المجموعة وذلك‬ ‫عندما كنا نعيش أنا وعائلتي في بريتوريا في جنوب أفريقيا‪ .‬وبالرغم من أّننا كنا محاطين بإخوة‬

‫وأخوات رائعين إلّ أّنني مررت بأوقات صعبة جّد ًا‪ ،‬وانغمست بالخطّية والشك واليأس‪ .‬وقد فقدت‬

‫صوابي مثل نبوخذنصر لفترة قصيرة‪ .‬أردت أن أستسلم وأترك أرض المعركة‪.‬‬

‫لكن إتصل بي دوغلس آرثر في أحد اليام‪ .‬ودوغلس يؤمن أّنه عندما يضعف أحد‬

‫الخوة يجب أن ل نتخلى عنه بل علينا أن ننزل إليه وننتشله من حالته مّرةبعد مّرةإن لزم المر وان‬

‫نساعده بكّل ما لدينا‪ .‬هذا كّل ما لدي لقوله‪ -‬فقد ساعدني لستعيد المل وأعطاني فرصة ثانية‬ ‫ب الضعف بيننا دومًا‪-‬‬ ‫ب الخوة والمؤمنين وأريد أّن أح ّ‬ ‫ب الملكوت وأح ّ‬ ‫وعاملني بنعمة‪ .‬أنا أح ّ‬

‫الذي قد يكون أنا أو أنت!‬

‫ال وحده قادر على خلق هذا النوع من الوحدة في الملكوت‪ .‬فنحن من عشائر مختلفة‬ ‫ونتكّلم لغات مختلفة ومن أمم مختلفة ولكّننا نعبد إله ومخّل‪.‬ص واحد‪ .‬فنحن أبناء آب واحد في‬

‫السموات ونجثو أمامه في العبادة بفم واحد وجسد واحد وقلب وروح واحدة‪ .‬فنحن من خلل العبادة‬ ‫نأسس وحدتنا ونعّز ز‪،‬ها‪ .‬فقدتبّنانا ال إلى مجموعة من المحّبة والحنان ودعينا إلى إحتفال الب‬ ‫والبن والروح القدس حيث ال يسود كّل شيء ‪ ،‬في كّل شيء وعلى كّل شيء‪.‬‬

‫‪136‬‬


‫"هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الخوة معًا‪ .‬مثل الدهن الطّيب على‬

‫الرأس النازل على اللحية لحية هرون النازل إلى طرف ثيابه‪ .‬مثل ندى حرمون‬ ‫ب بالبركة حياة إلى البد‪".‬‬ ‫النازل على جبل صهيون‪ .‬لّنه هناك أمر الر ّ‬

‫)مزمور ‪(3-1 :133‬‬

‫العبادة تقّو مم‬

‫ل أن أشترك في‬ ‫وأخي ًار تصالح العبادة علقاتنامن خلل إظهار خطّيتنا‪ .‬هل يمكنني فع ً‬ ‫كسر الخبز بضمير صالح إن كنت لم أغفر لحد الخوة؟ علينا أن نغفر بعضنا لبعض "كما‬ ‫سامحكم ال" )أفسس ‪ .(32 :4‬ومّرةأخرى يحذرنا يسوع "إن لم تتركوا من قلوبكم كّل واحٍد لخيه‬ ‫لتكم" )متى ‪.(15 :6‬‬ ‫زلته" )متى ‪" ، (35 :18‬ل يغفر لكم أبوكم أيضًا ز ّ‬ ‫ومن جهة أخرى ‪ ،‬لعل أحدهم لديه شيء ضّد ك‪ .،‬ويدعونا يسوع مّرةأخرى للعمل‪:‬‬ ‫"فإن قّد م‪،‬ت قربانك إلى المذبح وهناك تذّك ر‪،‬ت أّن لخيك شيئًا عليك فاترك‬ ‫ل اصطلح مع أخيك‪ .‬وحينئٍذ تعال وقّد م‪،‬‬ ‫هناك قربانك قّد ا‪،‬م المذبح واذهب أّو ً‬ ‫قربانك‪) ".‬متى ‪(24-23 :5‬‬

‫وعندما نتعّبد ل في جوهانزبرغ ‪ ،‬نأخذ من وقت إلى آخر إستراحة خلل الجتماع قبل أن‬

‫نأخذ الخبز والنبيذ لنعترف بخطايانا ونتصالح مع بعضنا البعض‪ .‬وبالرغم من أّن هذا المر ل يدوم‬ ‫أكثر من عشرة دقائق فقد كان المر مغنيًا وقد بنى الوحدة بيننا‪.‬‬

‫العبادة تذوب قلوبنا أمام القديسين‪ .‬ففيما ننظر حوالينا ونرى من مات المسيح من أجلهم ‪،‬‬

‫ب بعضنا البعض بشّد ة‪ .،‬فقد أرّنم كثي ًار وأعطي كّل ما لدي للفقراء وأرمي جسدي‬ ‫يجب أن نتحّر ك‪،‬لنح ّ‬ ‫ب القل بين القديسين فلست شيئاً وعبادتي فارغة‪" .‬إن قال أحد إّني‬ ‫في النار ولكن إن كنت ل أح ّ‬ ‫ب ال الذي‬ ‫ب أخاه الذي أبصره كيف يقدر أن يح ّ‬ ‫ب ال وأبغض أخاه فهو كاذب‪ .‬لّن من ل يح ّ‬ ‫أح ّ‬ ‫لم يبصره" )يوحنا الولى ‪ .(20 :4‬المر مستحيل‪.‬‬

‫فنحن جميعًا على إختلف نوعنا ولوننا ووضعنا الجتماعي وثقافتنا ومواهبنا ولغاتنا ‪،‬‬

‫ب ومخّل‪.‬ص واحد‪.‬‬ ‫نشّك ل‪ ،‬جسدًا واحدًا‪ .‬فهذا هو جمال الملكوت ومجده وقّو ت‪،،‬ه‪ .‬إذ لنا إله وآب واحد ور ّ‬ ‫فكّلنا اجتمعنا ومتصلين مع بعضنا البعض ونقوم لنصبح مسكن ال في الروح‪ .‬ومن هذا المسكن‬ ‫نمّج د‪ ،‬ال "بنفس واحدة وفّم واحد‪) ".‬رومية ‪.(6 :15‬‬ ‫•‬

‫‪137‬‬


‫لقد عّد د‪،‬ت لكم بعض من البركات التي يسكبها ال علينا كأفراد وكمجموعة مؤمنين‪ .‬فالنظر‬

‫إلى ال وتأمل جماله والتركيز على شخصه وفتح قلوبنا وأذهاننا والتسليم في الطاعة لرادته‪ -‬تلك‬ ‫هي المور التي تمجد ال الب في السماء وتحّو ل‪،،‬نا نحن أبناؤه على الرض‪ .‬وقد أراد ال هذا‬

‫التغيير فينا ليس مّرةأو مّر ت‪،‬ينفي حياتنا ولكن في كّل مّرةنتعبد فيها "في المجد"‪.‬‬

‫‪138‬‬


‫العبادة المطّلقة‬

‫‪139‬‬


‫بالتأكيد لم يخلق ال مخلوق كالنسان‪ ...‬لكي يوجد ليوم واحد! كل فقد خلق النسان للبدّية‬

‫إبراهام لينكولن‬

‫ي يوم مضى‪ .‬أنا اليوم أقرب من اليوم الذي سيزاح السراب وتكشف السرار‬ ‫اليوم أنا أقرب إلى المنزل من أ ّ‬ ‫ونجد الجوبة لجميع السئلة! سأرى الملك!‬

‫فانس هافنر‬

‫ل؟‪...‬فالملل مثل‬ ‫الحياة البدّية هي نبع أفكار ال الذي ل يضمحل ومحّبته ‪ ،‬كيف يمكن أن يكون المر مم ً‬

‫اللم سيكون مجّر د‪،‬ذكرى فيما نحن غارقين في الفرح‪.‬‬

‫س‪.‬س‪.‬لويس‬

‫ماذا تستطيع الرض أن تفعل لك إن كنت ضامن الحياة البدّية؟ فأن تخاف أن تخسر أي شيء على‬ ‫الرض سيكون مثل أن يخاف الغني إن أضاع فلسًا‪.‬‬

‫بيتر كريفت‬

‫لن تكون البدّية طويلة ما يكفي لكي نعرف كّل شيء عنه أو لن نمدحه لكّل ما فعله لنا ولكن هذا ل يهّم‬ ‫ي شيء آخر‪.‬‬ ‫لّننا سنكون دائمًا معه ول نرغب بأ ّ‬

‫فريديريك ويليم فابر‬

‫‪140‬‬


‫‪16‬‬

‫لماذا الحياة البّد يمة هي على ما هي عليه ؟‬ ‫"ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعّد ه‪ ،‬ال للذين‬ ‫يحّبونه" )كورنثوس الولى ‪(9 :2‬‬

‫ل في معلوماتي في الكتاب‬ ‫في أحد اليام لما كنت تلميذًا جديدًا وسعيدًا بخلصي ولكن طف ً‬

‫المقّد س‪ ، ،‬كنت أسافر في السيارة مع بعض الصدقاء في شمال كندا‪ .‬فيما كنا نتقّد م‪ ،‬في السيارة‬

‫وفيما بدأ النهار ينتهي وصلنا إلى مجموعة من الشجار كانت أوراقها تتطاير مع الرياح‪ .‬كانت‬

‫الشمس تغيب ببطء وفيما كانت تغيب ‪ ،‬كان منظر الوراق عند المغيب ساح ًار كما لو كّل ورقة منها‬

‫ل‪ ...‬هل تستطيع‬ ‫تشتعل بالنار‪ .‬كان منظ ًار رائعًا‪ -‬كّل ما يرغب الرسام بأن يلتقطه‪ .‬كان أم ًار مذه ً‬ ‫أن تتخّي ل‪.،‬‬

‫وفي هذه اللحظة بالذات سمعت كلمات مثل مريع وفاشل‪ -‬وكانت كلمات مخيبة للمل‪.‬‬

‫وبإبتسامة عريضة قالت الفتاة الجالسة بقربي ‪" ،‬أراهن أّن السماء ستكون عشرة أضعاف أفضل من‬

‫هذا!‪ .‬وفجأة خفتت الموسيقى‪ .‬وفّك ر‪،‬ت في نفسي ‪ ،‬ما هذا؟ أهذا كّل شيء؟ عشر مرات أفضل؟ لماذا‬

‫ليس مئة مّرة؟أو مليين المرات أو حتى مئات مليين المرات؟ ولكّنني كنت جبانًا ولم أقل شيئًا‪.‬‬ ‫صغير جّد اًم‬

‫ب‬ ‫أنا أكره اللهوت الناق‪.‬ص‪ .‬وأنا أكرهه لّنه يؤذي الروح‪) .‬صديقتي في السيارة تركت الر ّ‬ ‫منذ سنوات طويلة(‪ .‬ولكّن ما أكرهه أنا يزدريه ال بالتأكيد‪ -‬هذه الصور الصغيرة والطفولية عن‬ ‫الحياة البدّية‪ :‬بطرس واقف على الباب والكتاب في يده‪ ...‬الجدران البيضاء التي ل تنتهي‪...‬‬ ‫الصيد على البحر‪...‬وما إلى ذلك‪ .‬ويسمع الناس هذه المور ويسألون السئلة مثل‪" :‬ماذا سيكون‬

‫هناك أكثر من ذلك؟" كما لو كان الملل ممكنًا في الحياة القادمة‪ .‬ومثل هذا الوصف يتماشى مع‬

‫حياة أبدّية للنمل أو للكلب ولكن بالتأكيد ليس لبناء ال! فالحياة البدّية هي أملنا الوحيد وطموحنا‬

‫الوحيد وسبب وجودنا‪ .‬فهي هدف كّل خليقة وخلصها النهائي‪ .‬فهي نهاية بداية كّل شيء‪ .‬يجب‬ ‫أن ننضج في تفكيرنا‪.‬‬

‫فحياتكم البدّية صغيرة جّد ًا‪ .،‬وهي صغيرة جّد ًا‪ ،‬في تفكيري أنا أيضًا‪ .‬إوان حاولنا جميعًا أن‬

‫ل من الفكار‬ ‫نتنافس مع بعضنا بالخيال والجرأة عن الفكار عن الحياة البدّية‪ .‬فنحن إن جمعنا جب ً‬

‫‪141‬‬


‫ورفعناها فهي لن تكفي‪ .‬وستتركنا هذه التجربة متعبين وسعيدين بالتأكيد ولكّننا سنفق أمام أفكارنا‬

‫المبالغة وسنكتشف أّننا لم نبدأ بعد بتسلق الجبل ومازال الجبل ممتد أمامنا‪.‬‬

‫عشر مرات أكثر؟ مئات مليين المرات؟ ماذا عن البدّية؟ فالحياة البدّية هي أكثر بكثير‬

‫لقة لدينا‪ .‬إذ ماذا تطلعنا العبارات من الكتاب المقّد س‪ ،‬مثل‪" :‬ل تقصى" "ل يعّبر‬ ‫من أفضل فكرة خ ّ‬ ‫عنها"؟ سنسكن في الحياة البدّية في ملكوت ال البدي‪ .‬نحن سندخل إلى حياة ال ونصبح جزءًا‬

‫لقة‪ .‬وسيزول الموت ومعه كّل حدود هذه الخليقة من‬ ‫منها‪ -‬حياته الكثيرة والبدّية والمعطاء والخ ّ‬ ‫خلل حياة البدي‪.‬‬

‫حاول إذًا أن تتخّي ل‪ ،‬كّل هذا؟ لّننا متحمسين لفعل ذلك مّرةوبعد مّرةولن ال يوصينا بذلك‪.‬‬

‫أرأيت ‪ ،‬فإن التفكير بالحياة البدّية يرفعنا‪ .‬فهي تطهّرنا )يوحنا الولى ‪ (3 :3‬وتحّر ر‪،‬نامن قبضة هذا‬

‫العالم )كولوسي ‪ (4-1 :3‬وتعطينا الصبر والمل‪ .‬وتملنا ب"فرح ل ينطق به" )بطرس الولى ‪:1‬‬ ‫‪ .(8‬وهي عدا عن ذلك ممتعة جّد اً‪!،‬‬ ‫الحقيقة والسراب‬ ‫وبالرغم أّنه ل يمكننا أن نتخّي ل‪ ،‬ما هي الحياة البدّية عليه‪) -‬فعل يستطيع العمى أن يفهم‬ ‫معنى اللوان؟(‪ -‬إلّ أّن ال أعطانا تلميح كثيرة لتساعدنا‪ .‬إلّ أّن هذه الحقائق ليست أهم من‬ ‫همسة أو رائحة‪ .‬ولكّنها تكفي لتجعلنا نصبو لما سيأتي‪.‬‬

‫فالوصف الذي نقرأه في الكتاب المقّد س‪ ،‬فيما يتعّلق بالحياة البدّية حقيقّية إلّ أّنها ليست‬

‫ل معنى كلمة "فرح"‪ .‬فالمعادلة‬ ‫ملموسة‪ .‬ليس مثل المعادلة الشهيرة التي اكتشفها أينشتاين أو مث ً‬

‫الولى التي تفيد أن الطاقة تساوي الكتلة ‪ X‬مربع سرعة الضوء‪ .‬فهذه المعادلة صحيحة وكانت‬ ‫صحيحة قبل أينشتاين أو قبل القنبلة الذّر ي‪،‬ة‪ .‬وكانتصحيحة في أيام نوح بالرغم من أّنه لم يكن أحد‬ ‫ل ‪ 2.6‬كيلوغرام من‬ ‫قد اكتشفها بعد‪ .‬وقد نفهم بعض هذه القّوة من ما ينتجه التفاعل الذري‪ .‬فمث ً‬ ‫اليورانيوم قد تصبح قنبلة تستطيع أن تّد م‪،‬ر مدن في لحظة واحدة‪ .‬وقد تحدث كمّية صغيرة منها‬

‫انفجا ًار يساوي بقّو ت‪،،‬ه انفجار ‪ 60‬مليون طن من الديناميت‪ .‬ومن جهة أخرى ‪ ،‬الكمّية عينها من هذه‬

‫المادة عندما تدخل في المفاعل ‪ ،‬تحدث ما يكفي من الكهرباء لتضيء المدن عينها لسنوات طويلة‪.‬‬ ‫وحتى في حالة النفجار الذري ‪ ،‬ل نرى إلّ جزء بسيط من القّوة الكامنة‪ .‬فالطاقة هذه محبوسة‬ ‫مجّم د‪،‬ة داخل المادة‪ .‬مدهش!‬

‫لقد خلق ال معادلة الطاقة وليس أينشتاين الذي كان أّو ل‪،‬إنسان ليكتشفها‪ .‬ولكن لم يستطع‬

‫أي عالم بما فيهم أينشتاين ‪ ،‬أن يفهم تمامًا القّوة الموجودة في هذه الذرة إلى أن ُج ّر‪،‬ب‪،‬تأّو ل‪،‬قنبلة‬

‫ذّر ي‪،‬ة‪.‬‬

‫‪142‬‬


‫أما الكلمة "فرح"‪ .‬فنحن نشعر بهذه الكلمة في عيد مولد أحدهم أو في إحدى المباريات‬ ‫عندما يسجل الفريق هدفًا‪ .‬لقد قرأت مؤخ ًار هذا المقطع في الجريدة‪:‬‬ ‫"لم يتأذى أحد من المسافرين الست والثمانين في تتشتاون"‪ .‬الصحافة في سان‬ ‫فرنسيسكو‪ .‬اضطرت إحدى الطائرات من شركة جيت للطيران بأن تهبط‬

‫هبوطًا طارئًا وعلى متنها ‪ 86‬شخ‪.‬ص ‪ ،‬عندما تعطل أحد القطع فيها وقد‬

‫انزلقت على المدرج مما أدى إلى تعطيل أحد الجنحة‪ .‬وقد فرح المسافرون‬

‫عندما توّقفت الطائرة‪.‬‬

‫وتحمل كلمة "فرح" في هذه الحادئة بعدًا مختلفًا تمامًا ‪ ،‬أليس كذلك؟ فهذا النوع من الفرح‬

‫يتضمن الفرح لكونهم ما زالوا على قيد الحياة وهو ذات معنى أكثر بكثير من كّل المثلة التي‬ ‫ذكرتها‪.‬‬

‫والكلمات مثل "مجد" ‪" ،‬كّل "‪" ، ،‬حياة" ‪" ،‬بذرة" و"قّوة"‪ -‬هذا إن لم أذكر "ال"‪ -‬وكذلك جميع‬ ‫الكلمات التي يستعملها الكتاب المقّد س‪ ،‬لكي يصف الحياة البّد ي‪،‬ة‪ -‬تحمل معاني كثيرة‪ .‬وجميعها‬ ‫تتضمن مبدأ حقيقي ولكن غير ملموس‪ .‬وتعطينا كّل واحدة فيها معنى مختلف‪ .‬وما هي إلّ‬ ‫مقتطفات وظّل ‪ ،.‬فمن خلل نحصل على فكرة مبهمة عن الحياة البدّية‪ .‬فهي توقظنا وتحّم س‪،‬نا‬ ‫وتفرحنا ولكّننا ل نرى إل من خلل أعين قلوبنا وأرواحنا وكأننا ننظر في مرآة غامضة‪.‬‬

‫كيف إذًا يمكننا أن نتخّي ل‪ ،‬ما ل نستطيع نتخّي ل‪،‬ه؟ لقد قال يوحنا الرسول "‪...‬لم يظهر بعد‬

‫ماذا سنكون‪) "...‬يوحنا الولى ‪ .(2 :3‬وتعطينا هذه العبارة دللة رائعة ‪ ،‬لّننا سمعنا الكثير من‬

‫الشياء عن الحياة البدية وهي أمور رائعة مما يجعل من الصعب تصديقها‪ .‬ولكن وحتى بعد هذه‬

‫الرؤيا الغنّية عن المور التي ستأتي ‪ ،‬فمازال هناك الكثير من الشياء التي "لم تظهر"‪.‬‬

‫إلّ أّن ال يتمّتع بأّن نلقي "رجاءكم بالتمام على النعمة التي يؤتى بها إليكم عند استعلن‬

‫يسوع المسيح" )بطرس الولى ‪ .(13 :1‬علينا أن نطلب "ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين‬

‫ال‪) ".‬كولوسي ‪ .(1 :3‬وبالفعل نحن المسيحيون قد ذقنا "كلمة ال الصالحة وقّوات الدهر التي"‬

‫)عبرانيين ‪ .(5 :6‬وحتى الن كل ّتلميذ جالس معه في السماويات" )أفسس ‪ .(7-4 :2‬بمعنى آخر‬

‫نحن نشعر بالحتفال من بعيد ونتحّم س‪.،‬‬

‫ل ‪ ،‬الحياة البدّية‬ ‫أي من نوع من الدللة أعطانا ال عن طبيعة الحياة البدّية ومجدها؟ أو ً‬ ‫هي هدف ال السرمدي‪ .‬طموحه الوحيد وهدفه الوحد لهذا الكون وسبب وجود كّل كائن حّي هو‬

‫الحياة البدّية! لم يكن هناك بدأ لهذا الهدف فهو أبدي تمامًا كما ال هو أبدي )أفسس ‪.(11 :3‬‬ ‫وهدفه هذا هو جزء من كيان ال وطبيعته كإله‪ .‬وقد خلق كّل هذا‪ -‬الملئكة والشياطين والعروش‬

‫والقوات والمور المرئية وغير المرئية وكمال الحياة والشريعة والسرار ‪ ،‬الرض والمم والنبياء ومن‬ ‫‪143‬‬


‫أول إنسان إلى آخر واحد‪ -‬كّل هذه مجرد جزء من تحضير ال لهدفه السرمدي وهدف كّل الشياء‬

‫المطلق‪ :‬الحياة البدّية‪ .‬فّك ر‪ ،‬بتحضيرات العرس المكّثفة التي تقودنا إلى هذه اللحظة الكاملة بين‬ ‫حبيبين‪ -‬القبلة إواعلنهما "زوج وزوجة"‪ .‬إلّ أّنه هذه المّرة ‪،‬ال بنفسه سيلفظ البركات على ابنه يسوع‬

‫المسيح وعلينا نحن "العروس امرأة الخروف" )رؤيا ‪.(9 :21‬‬

‫لكي نحّقق هدف ال السرمدي ‪ ،‬أعطى ال كّل ما لديه‪ :‬ابنه الوحيد‪ .‬فالحياة البدّية ليست‬

‫أمر بسيط صنعه ال بل هي شيء اشتراه من أجلنا‪ .‬فقد أخذ ال كلمة واحدة ونفحة واحدة من فمه‬ ‫لكي يخلق السماء والرض‪ .‬ولكن من أجل أن يخّل‪.‬ص خليقته ويمّج د‪ ،‬مختاريه أمر مختلف تمامًا‪.‬‬

‫فلم يكن الثمن كلمة بل الكلمة والحياة وابنه الوحيد ‪..." ،‬منذ تأسيس العالم‪...‬الخروف الذي ذبح‪".‬‬ ‫)رؤيا يوحنا ‪ ، 8 :13‬يوحنا ‪.(2-1 :1‬‬

‫ما الذي جعل يسوع يبذل حياته؟ فبالرغم من آلم يسوع التي كانت فظيعة وكثيرة ‪ ،‬فالنتيجة‬ ‫النهائّية كانت واضحة في ذهنه‪ .‬ما الذي جعل الله النسان يصبح "ل شيء" ويموت؟ إّنه "السرور‬ ‫الموضوع أمامه" )عبرانيين ‪ .(2 :12‬فهناك أمر رائع سيحصل يومًا ما حتى كان يسوع مستعدًا أن‬

‫يصبح خطّية من أجلنا )كورنثوس الثانية ‪ (21 :5‬وأن يصبح ل شيء )فيلبي ‪ (7 :2‬وأن يصير‬

‫"لعنة" من أبيه )غلطية ‪ (13 :3‬وأن يذبح )إشعياء ‪ (7 :53‬وأن "يترك" )متى ‪ .(46 :27‬فهو لم‬

‫يمت "لينقذنا من العالم الحاضر الشرير" )غلطية ‪ (4 :1‬فحسب ولكن ليأتي "بأبناء كثيرين للمجد"‬ ‫)عبرانيين ‪ (10 :2‬إلى مكان فرح ل ينطق به‪ .‬من يستطيع أن يتخّي ل‪ ،‬فرحًا يفوق بشّد ت‪،‬ه آلم‬

‫المسيح بكثير‪ -‬هو فرح عظيم جّد ًا‪ ،‬لدرجة أّن القدوس والطاهر أصبح خطّية ليحّققه؟ فتضحيته‬

‫العميقة توّلد مجد كثير في السماء حتى الن )رؤيا ‪ (5‬وستظل تفعل ذلك إلى البد‪ .‬فهو أعطانا‬

‫بمحّبة كّل ما لديه من أجل "السرور الموضوع أمامه" )عبرانيين ‪ .(2 :12‬ما هو هذا السرور؟‬ ‫أعتقد أّنه نحن ‪ ،‬الكنيسة‪.‬‬

‫العالم ل يكفي‬ ‫ونجد دللة أخرى عن الحياة البدّية في الخليقة‪ .‬فهذا الكوكب الصغير يعّج بالحياة‪.‬‬

‫ب‬ ‫فبحسب إليزابيت بيريت براوننيغ "الرض مليئة بالحياة البدّية وكّل شجرة تشتعل بال‪ ".‬يح ّ‬ ‫النسان أن يبني إلّ أّن ال هو مصمم كّل ما هو موجود‪ .‬فهو كّلي القّوة والحكمة والخلق‪.‬‬

‫فهناك على الرض مليين ل تحصى من الكائنات الحّية‪ .‬وقد تّم التعّر ف‪،‬على مليونين‬ ‫فصيلة ويعتقد العلماء أّنه هناك مئتي مليون لم تكتشف بعد! فكّل حفنة غبار مليئة بالحياة‪-‬‬ ‫مجموعات كبيرة من الكائنات الحّية وكّلها جميل‪ .‬فتركيبة نملة واحدة تفوق بتعقيدها النصهار‬

‫‪144‬‬


‫النووي الذي يحدث الن في كّل نجمة في هذا الكون‪.‬والن إن كنت تستطيع ذلك ‪ ،‬مئات من العلماء‬

‫يعملون حول العالم لفهم تركيبة وطريقة عيش حشرة واحدة وهي ذبابة الفاكهة‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪21‬‬

‫ماذا تعّلمنا السماء عن الحياة البدّية؟ منذ بضعة سنوات قّد ر‪ ،‬عدد النجوم بما يعادل‬

‫في الكون‪ .‬وهذا يعني ‪ 1000000000000000000000‬نجمة‪ .‬ما هو حجم هذا العدد؟‬

‫إوان استطعنا أن نجعل حجم كّل نجمة كحجم حّبة الرمل ستغطي هذه النجمات كّل الوليات المّتحدة‬ ‫وسيكون عمق الرمل إثني عشر إنشًا‪ .‬واليوم يقول العلماء أّنه هناك عدد نجوم أكثر من عدد كّل‬

‫حبات الرمل في العالم‪ .‬ومن يستطيع عدها على أّية حال؟ مليين السنوات الضوئية في كّل‬ ‫الّتجاهات )كّل سنة ضوئّية تساوي ستة بليين ميل( والكون الذي نعرفه مليء بالمجّراتويوجد في‬

‫كّل واحدة مليين وحتى بليين النجمات‪ -‬وبعضها أكبر بمئات المرات وأكبر مليين المّراتمن‬ ‫شمسنا‪.‬‬

‫وأكثر ‪ ،‬كّلما ازدادت معلوماتنا عن الكون يكبر هذا الكون بحّد ذاته "فيما تزيد مليين‬

‫السنوات الضويئة من حجم الكون في كّل ثانية‪ ".‬وحدود الكون المعروف لنا يبتعد عّنا بسرعة تقارب‬ ‫‪ 70‬أو ‪ %80‬من سرعة الضوء!‬ ‫وبالرغم من كّل هذه النجوم ‪ ،‬مازال علينا أن نسّم ي‪،‬ه "كونًا"‪ .‬لّنه بالرغم من عدد الشياء‬

‫التي ل ُتحصى ‪ ،‬فالمسافات بين النجوم شاسعة مما يجعل الكون يبدو أّنه فارغ‪ .‬فالنجمة القرب لنا‬

‫ل وهي بروكسيما سينتوري ‪ ،‬تبعد عن الرض بمسافة ‪ 4.2‬سنة ضوئّية‪ .‬فّك ر‪ ،‬بالمر فأقرب نجمة‬ ‫مث ً‬ ‫لنا تبعد عّنا ‪ 25‬بليون ميل‪ .‬خلق ال كّل هذا الكون وكّل هذه النجوم بكلمة واحدة‪ .‬فكّل واحدة منها‬ ‫ممّيزة ولها اسم فريد وجمال فريد )كورنثوس الولى ‪ .(41 :15‬وكّل واحدة فيها موجودة في المكان‬ ‫الذي يريدها ال أن تكون فيه‪.‬‬

‫حقًا فإّن "السموات تحدث بمجد ال" )مزمور ‪ !(1 :19‬فهي تشهد على "قدرته السرمدّية‬ ‫ولهوته" )رومية ‪ .(20 :1‬إل أّن السموات "محفوظة للنار" )بطرس الثانية ‪ .(7 :3‬وسيزيلها ال‬

‫كما لو كان يطفئ شمعة )مزمور ‪ .(27-25 :102‬فمن يستطيع إذًا أن يدرك كيف ستكون "قوات‬ ‫الدهر التي" )عبرانيين ‪ .(5 :6‬ما الذي أعّد ه‪ ،‬ال لنا في الفردوس؟ فإن كانت هذه السموات مجرد‬ ‫لمحة عن قّو ت‪،،‬ه فما هي إذًا قّو ت‪،،‬ه التي ستعلن في "سمواٍت جديدة" )إشعياء ‪.(17 :65‬‬ ‫لسان مربوط‬ ‫الحياة البدّية تفوق الكلم‪ .‬فقد ذكر بولس "كلمات ل ينطق بها" )كورنثوس الثانية ‪(4 :12‬‬

‫وأمور "لم تر عين" )كورنثوس الولى ‪ .(9 :2‬هذه دللة رائعة‪ .‬فاللغة ل تكفي حتى إن تفّح ص‪،،‬نا كّل‬ ‫القواميس في جميع اللغات ونق أر كّل كلمة فيها ‪ ،‬مازالت كّل هذه ل تكفي‪ .‬فالسكاء تفوق الكلك لّن‬

‫‪145‬‬


‫ال يفوق الكلم‪ .‬وحتى عندما نصل إلى الحياة البدّية لن تكون الكلمات كافية لوصف من هو‬

‫أعلى من "أعلى سماء" )أخبار اليام الثانية ‪.(18 :6‬‬

‫ما الذي جّر ب‪،‬هالرسول يوحنا فيما يتعّلق بهذا الموضوع؟ فعندما كتب الفصل العشرين من‬

‫سفر رؤيا كان يوحنا قد وصل إلى أقصى حدود مخّي ل‪،‬ته البشرّية‪ .‬وثم نقله أحد الملئكة إلى حدود‬ ‫أعلى ‪ ،‬إلى جبل عاٍل جّد ًا‪) ،‬رؤيا يوحنا ‪ .(10 :21‬وهو مأخوذ بالروح رأى أبعد مما رأته عين إنسان‬

‫من قلبه ‪ ،‬ولكّنه لم ير كّل شيء‪ .‬فهناك أبعد مما رآه ‪ ،‬أورشليم الجديدة ‪ ،‬مدينة ال ‪ ،‬التي ستأتي من‬

‫السماء‪ .‬والرؤيا التي حصل عليها كانت قوّية جدًا لدرجة اّنه سقط على رجلي ملك الذي كشف له‬

‫فقط هذه المور‪ .‬وقد فعل ذلك مّر ت‪،‬ين)رؤيا يوحنا ‪ .(8 :22 ، 10 :19‬لقد عرف يوحنا أفضل مما‬ ‫فعل )يوحنا الولى ‪ (21 :5‬ولكّنه لم يستطع تفادي ما فعله‪ .‬فرؤيا بسيطة من خلل ملك فحسب‬ ‫جعلته يسقط على ركبيته ليتعّبد‪.‬‬ ‫وماذا عن بولس؟ فقد "اختطف ‪...‬إلى السماء الثالثة" إلى "الفردوس" وسمع "كلمات ل‬

‫ينطق بها ول يسوغ لنساٍن أن يتكّلم بها‪) "...‬كورنثوس الثانية ‪ .(10-1 :12‬فقد كان محتا ًار بسبب‬ ‫عظمة هذه الرؤيا لدرجة أّنه لم يعرف إن كان في الجسد أم ل‪ .‬ماذا رأى؟ شيء رائع بدرجة تفوق‬

‫العقول ‪ ،‬فأعطاه ال شوكة في الجسد لبقّية حياته "ملك الشيطان" لكي ل ينتفخ بسبب هذه‬

‫العلنات‪.‬‬

‫يرغب بولس بالحياة البدّية وقد دفعته رغبته "أن أنطلق وأكون مع المسيح" )فيلبي ‪(23 :1‬‬

‫لن يصّل إلى حد التصحّية واللم والعار‪ .‬ولكن ماذا لدى الرجل الخائف والمجلود والمكسور ليخبرنا‬ ‫عن حياته؟ "‪...‬آلم الزمان الحاضر ل تقاس بالمجد العتيد أن ُيستعلن فينا‪) ".‬رومية ‪.(18 :8‬‬

‫ومّرةأخرى "خفة ضيقتنا الوقتّية ُتنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدّيًا" )كورنثوس الثانية ‪."17 :4‬‬ ‫وتجارب هذين الرجلين تلقي مزيد من الضوء على الحياة البدّية‪ .‬فكلماتهم وتصّر ف‪،‬اتهم‬

‫وتصريحاتهم تتضمن حقائق مذهلة‪.‬‬

‫نحن نقترب من موضوعنا الساسي‪ :‬لماذا الحياة البدّية ما هي عليه؟ سنكون في الحياة‬

‫البدّية بحسب بولس كمن "يبتلع المائت من الحياة" )كورنثوس الثانية ‪ .(4 :5‬ويبدو ذلك جّيدًا‬

‫أليس كذلك؟ مبتلعين ومغّلفين بالحياة ‪ ،‬الحياة التي تفيض منها كّل حياة ‪ ،‬من مصّم م‪ ،‬كّل كائن حّي‬ ‫من الحياة البدّية بنفسها‪.‬‬ ‫سنرث من ال‪-‬إحبس أنفاسك‪" -‬كّل شيء )رومية ‪ .(32 :8‬كّل شيء يمكن أن يتخّي ل‪،‬ه‬

‫ذهن ال وكّل شيء تستطيع قّو ت‪،،‬ه أن تحّققه وتستطيع محّبته أن تسكب ‪ ،‬سُيعطى لنا‪ .‬فنحن نسله‬ ‫ق بأن‬ ‫ق الشرعي بالميراث‪ .‬فنحن "صاحب الجميع" )غلطية ‪ (1 :4‬ولنا الح ّ‬ ‫وأبناؤه ولدينا الح ّ‬

‫نأكل في فردوس ال )رؤيا يوحنا ‪ .(7 :2‬وعندما يقول الكتاب المقّد س‪" ،‬كّل شيء" فهذا يعني "كّل‬

‫‪146‬‬


‫شيء"‪ .‬ولم ل؟ فكما قلنا سابقًا إن لم "يشفق ال على ابنه بل بذله لجلنا أجمعين كيف ل يهبنا أيضًا‬

‫معه كّل شيء" )رومية ‪(32 :8‬؟ ولكن‪ ...‬ليس هذا هو سبب كون الحياة البدّية على ما هي عليه‪.‬‬ ‫العجائب الرضّية‬ ‫هناك دلئل أخرى في الكون التي هدفها أن ُتظهر ال وأن تكون جّيدة للنسان‪ .‬فما نجده‬

‫هنا ليس مجد ال ولكّنه يعلن مجده وصفاته غير المرئّية ولهوته وقّو ت‪،،‬ه السرمدّية )رومية ‪.(20 :1‬‬

‫فهذا عالم هو مجرد عرض لما يستطيع ال فعله أي نوع من "ذراع قدسه" )إشعياء ‪ .(10 :52‬فهو‬ ‫مليئ بظلل رائعة وأجزاء من أشياء موجودة في الزمان والمكان‪ .‬فعندما ُيعكس ظلنا على أحد‬

‫الجدران نجد فيه بعضًا مّنا‪ .‬فما يظهرونه حقيقي ولكّنه محدود‪ .‬فالخليقة كّلها ليست إل ظّل ال!‬ ‫ل‪ .‬فهو إله‬ ‫ال هو المصّم م‪ ،‬الرائع لكّل شكل حياة بما فيها المور المضحكة كالنعامة مث ً‬

‫حواسي ومخّي ل‪،‬تي وشخصّيتي‪ .‬فهو من اخترع جميع النواة‪ .‬فهو مهندس الكون‪ .‬لقد أعطانا مبدأ‬ ‫النسبّية وأسرار سرعة الضوء‪ .‬فقد جعل الكثير من المور ممكنة بمجرد ثلث جزيئات‪ :‬النيترون‬

‫والبروتون واللكترون‪ .‬وهو من صّم م‪ ،‬المؤشرات الوراثّية لدى النسان والبذرة البشرّية والعالم الذي‬ ‫يعّج بالحياة والعجائب ونجوم تعلن عن مجده يومًا بعد يوم وأسرار عميقة تنتظر بفارغ الصبر لكي‬

‫ُتكتشف‪" -‬مجد الملوك" )أمثال ‪ .(2 :25‬وقد خلق ال علم الهندسة واللوان والمجرات والمذاق‬ ‫والروائح والقّوة النووّية‪ .‬فهو إله البروتينات والنزيمات والسوائل والجماد والمحيطات وعملية المبيض‬ ‫وأعمال الرّس ا‪،‬مين المشهورين‪.‬‬

‫وصمم فكره علم العصب‪ .‬فهو إله دماغي وجميع التفاعلت التي تحصل في جسدي‪ .‬فهو‬

‫من صّم م‪ ،‬قلبي والكريات الحمراء والبيضاء في دمي‪ .‬وهو صّم م‪ ،‬أيضًا الثلج والبرق والتأثير اللطيف‬

‫للجاذبّية على النمو والشكل‪ .‬وهو وراء كّل التصاميم التي نراها في الطبيعة‪ .‬وهو من خلق‬ ‫النجذاب الجنسي ليس فقط لدى النسان ولكن لدى كّل كائن حّي ‪،.‬‬

‫وال هو من كتب جميع المعادلت التي اكتشفها العلماء مثل نيوتن وماكسويل‪.‬‬ ‫والرائع أّن كّل هذه المور هي هدية للنسان‪ .‬فقد صمم ال مسكنًا يلئم النسان الذي خلقه‬

‫ي عذر ولكن محجوب‬ ‫على صورته‪ .‬فالرض هي مكان ال فيه قريب لدرجة أّن النسان ل يملك أ ّ‬

‫ب والجنس‪ -‬هي كّلها للنسان‪.‬‬ ‫لدرجة أّنه علينا أن نبحث عنه‪ .‬وكّل القوانين وأشكال الحياة ‪ ،‬الح ّ‬ ‫وهي مخلوقة خصيصًا للقلئل ‪ ،‬لمختاري ال‪.‬‬ ‫هذه الرض هي منزلنا أو وفقًا لجون كيتز "وادي صنع الرواح"‪ .‬فهي مسرح هدف ال‬

‫البدي وهي حسنة جّد ًا‪) ،‬تكوين ‪ (31 :1‬ولكنها ستفنى عندما يعلن ال "أنا صانع كّل كّل شيء‬

‫جديدًا" )رؤيا يوحنا ‪ .(5 :21‬وقد أعلن بولس "لّن الخليقة نفسها أيضًا سُتعتق من عبودّية الفساد‬ ‫إلى حّر ي‪،‬ةمجد أولد ال‪) ".‬رومية ‪.(21 :8‬‬

‫‪147‬‬


‫وعلينا أن نقف هنا لنسأل‪ :‬إن كانت الرض خلقت كمنزل ملئم للبشر ‪ ،‬فكيف هو منزل ال‬ ‫إذًا؟ فقد ُد ع‪،‬ينا "إلى ملكوته ومجده" )تسالونيكي الولى ‪ (12 :2‬وسندخل يومًا ما إلى منزل ال ‪،‬‬

‫الذي هو "صانع ومخترع" أمور أفضل)عبرانيين ‪.(10 :11‬‬ ‫جسد ال نمسان‬

‫ال هو إله الشكل البشري "امتزت عجبًا" )مزمور ‪ .(14 :139‬فالجسد الذي خلقه عجيب‬

‫ورائع لدرجة أّنه تم وصفه بآلف الكلمات في المكتبات العلمّية‪ .‬وقد أقام العلماء حول العالم الكثير‬ ‫من البحاث ولكّننا لم نحصل إلى الن إلّ إلى فهم خلّية واحدة في النسان فما بالك بالجسد كّله‪.‬‬

‫فنحن ل نعلم بالظبط كيف تعمل النزيمات أو البروتينات‪.‬‬

‫عند لحظة التكوين ‪ ،‬تكون بويضة النسان معقّد ة‪ ،‬كثي ًار لدرجة أّن كّل ما كتب عنها يستعمل‬

‫المرادفة "رائعة"‪ .‬فعملية توحيد البويضة والحّيي المنوي ومؤشراتها الوراثّية الفريدة ‪ ،‬تفوق بتعقيدها‬

‫جمع حضارتنا بلمحة نظر‪ .‬فقد يشبه المر جمع موسكو ونيويورك معًا وأن تعمل جميع أجزائها معًا‬

‫بتناغم وأن ل تسحق آلتها وأن يفهم مواطنيها لغة بضعهم البعض وأن يصبح الجميع أعّز‬ ‫الصدقاء!‬

‫أنظر إلى ما يستطيع ال فعله ببذرة بشرّية واحدة‪ .‬ففي غضون تسعة أشهر ‪ ،‬تنمو البذرة‬ ‫البشرّية‪ -‬البويضة والحّيي المنوي‪-‬مئات مليين المرات أكبر من حجمها في البدء‪ .‬وهي ستحصل‬

‫على جسد لتتعرف على العالم وستحصل على روح ونفس لكي تكتشف نفسها وتصل إلى ال‪ .‬وهي‬

‫ب وستلد‬ ‫عندما تولد تدخل إلى عالم واسع من اللوان والصوات والمذاق واللمس‪ .‬فهي ستفّك ر‪ ،‬وتح ّ‬ ‫وستستطيع )إن أرادت( أن تفهم معادلة النسبّية وتخترع أشعار وسيفونيات‪ .‬وهي قادرة على فهم‬

‫أمور تبعد عنا مليين السنوات الضوئّية وستجد مكانها في الكون‪ .‬إذ تستطيع مجرد نقطة صغيرة‬ ‫أن تبحث عن ال وتجده! ولكن أكثر من ذلك‪ :‬يمكن لهذه البذرة الصغيرة أن تصبح عروس‬

‫المسيح‪ -‬وهذه البذرة هي بذرة جّيدة‪.‬‬ ‫يعلن يوحنا أّن بذرة ال موجودة فينا )يوحنا الولى ‪ .(9 :3‬ونحن نعلم أن البذور تجلب‬

‫الثمار وفقًا لنواعها )تكوين ‪ .(11 :1‬إوان كان هذا ما يستطيع ال فعله ببذرة بشرّية فماذا ستصبح‬

‫بذرة ال فينا؟ جّهز نفسك لتصبح مثل ال!‬ ‫الجسد البدي‬

‫سنحصل في الحياة البدّية على جسد جديد‪ -‬أجساد أبدّية وممجّد ة‪ ،‬وروحّية‪ .‬وسنحصل مع‬ ‫هذه الجساد على قوى ل توصف بفضل حياة ال الموجودة فينا‪ .‬وسنكون مجهّزين لخوض المغامرة‬ ‫والكتشافات والعجائب في الحياة البدّية من دون أن ننفجر من الفرح أو ننشغل بالمجد‪ .‬وستكون‬

‫‪148‬‬


‫أجسادنا "على صورة جسد مجده" )فيلبي ‪ (21 :3‬وكما ُخ ل‪،،‬قنا على صورة آدم الرجل الذي من‬

‫الرض ف"سنلبس أيضًا صورة السماوي" )كورنثوس الولى ‪ .(49 :15‬فقد ُأعطيت لنا حياته‬ ‫وطبيعته‪ .‬وهذا ليس جنون العظمة‪ .‬فنحن ولدنا من ال ومن روحه ونحن شركاء في الطبيعة‬

‫اللهّية‪.‬‬

‫طة ال هي أن‬ ‫إضافة إلى أّن الحياة البدّية ستكون بلد فيها الجميع مثل المسيح! إذ خ ّ‬

‫يجلب "أبناء كثيرين إلى المجد" )عبرانيين ‪ .(10 :2‬فكّل واحد فينا سيمّج د ‪ ،‬وسيكّم ل‪ ،‬وسيفيض‬

‫بالمحّبة اللهّية‪ .‬وتكون كّل حركة بمثابة بركة وكّل كلمة ممتلئة نعمة وكّل تواصل عطّية‪ .‬وسيكون‬ ‫ل ومقّد س‪ً،‬ا وطاه ًرا‪ .‬ونحن لن نخطي فيما بعد ضد بعضنا البعض‪-‬‬ ‫كّل عمل وكّل شيء لطيفًا وجمي ً‬ ‫ب بعضنا البعض‬ ‫ولن تمّر الفكرة في أذهاننا‪ .‬لن تكون هناك تجربة من أي نوع لتؤذينا‪ .‬وسنح ّ‬

‫بعمق كما أحّبنا المسيح وكما يحّبنا ال‪.‬‬

‫وسنخدم ال وبعضنا البعض من دون دمدمة‪ .‬إذ سنتنشق محّبة ال كما نتنشق الن‬

‫الوكسيجين‪ .‬فكّل واحد فينا سيكون مثل المسيح الذي كان "بك ًار بين إخوة كثيرين‪) ".‬رومية ‪:8‬‬

‫‪ (29‬وكّل واحد فينا سيكون فريدًا أيضًا‪ .‬وأنا أعتقد أّن هذا المتياز العميق ستكون طريقة ال في‬

‫تكميل حياة الشراكة عند القديسين‪ .‬وسنحتاج بعضنا البعض إلى أقصى حدود‪ .‬فما من عجب أّنها‬ ‫ُد ع‪،‬يت "مدينة" )عبرانيين ‪.(16 :11‬‬

‫وسنمّج د‪ ،‬إلى أقضى حّد ممكن‪ .‬فهذا هو هدف خلصنا إوامتيازه‪" .‬والذين سبق فعّينهم‬ ‫فهؤلء دعاهم أيضًا‪ .‬والذين دعاهم فهؤلء بّر ر‪،‬همأيضًا‪ .‬والذين بّر ر‪،‬همفهؤلء مّج د‪،،‬هم أيضًا‪) ".‬رومية‬

‫‪ .(30 :8‬سيرفعنا ال إلى أعلى مكان ل نستطيع أن نتخّي ل‪،‬ه لدرجة أّنه من المستحيل أن يوجد مكان‬

‫ي مجد بل‬ ‫أعلى من دون خرق ال‪ .‬وبالرغم من أّن المسيح هو ال النسان فنحن لن نشارك في أ ّ‬

‫في مجده هو )يوحنا ‪ .(24 :17‬فنحن مدعوين إلى "ملكوته ومجده" )تسالونيكي الولى ‪.(12 :2‬‬ ‫من سيكون في الحياة البدّية؟ هل المخّلصين فقط والملئكة؟ هل سبق أن فّك ر‪،‬ت بوجود‬

‫أعداد ل ُتحصى من أشكال الحياة الروحّية معنا أيضًا؟ ماذا إذًا فيما يتعّلق ب"الرؤساء والسلطين‬ ‫في السماويات" )أفسس ‪(10 :3‬؟ ماذا عن آلف الطفال الذين ماتوا خلل الولدة أو بسبب عملّية‬ ‫إجهاض أو في براءتهم؟ ولعل جميع الكائنات الحّية في هذه الخليقة ستشترك في الخل‪.‬ص‬

‫وستحّر ر ‪،‬من عبوديتها )رومية ‪ .(21 :8‬فإن كان ال يستطيع أن يحّو ل‪،‬كمّية من الفحم إلى ماس‬

‫فلربما سيصبح العنكبوت البشع ألعابًا نارّية في الحياة البدّية‪.‬‬ ‫الميشاركة في منزل ال‬

‫‪149‬‬


‫"وقال الجالس على العرش ها أنا أصنع كّل شيء جديدًا‪ .‬وقال لي اكتب فإّن‬ ‫هذه القوال صادقة وأمينة‪) ".‬رؤيا يوحنا ‪(5 :21‬‬

‫سيكون كّل شيء جديدًا‪ :‬ألوان جديدة وأصوات جديدة وكّل شيء جديد‪ .‬وقال لي أحد‬

‫أصدقائي يومًا "الشيء الوحيد الذي سيكون في الحياة البدّية مصنوع بيّد النسان هي آثار‬

‫ي يسوع‪ ".‬سنكتشف في الحياة البدّية عمق الحكمة وكنوز فكر ال وقلبه )كولوسي‬ ‫المسامير في يد ّ‬ ‫‪ .(3-2 :2‬سنرى المجاد وكبر خليقته‪ -‬أو حتى أن ندخل إليها في حلم‪ .‬وربما سنحصل على‬

‫قوى خلقّية جديدة‪ -‬قوى للبناء وللبحار في أسفار إستكشافّية‪ -‬قوى لبناء ال الحقيقيون‪ .‬فما‬ ‫ينتظرنا يعّج بالمفاجآت والعجائب والكنوز والروعة‪ .‬وستكون كّل لحظة وكأننا نفتح أعيننا للمّرة‬

‫الولى‪ .‬وسنختبر قوات وغنى ومغامرات ولّذ ا‪،‬ت إواحتفالت ل توصف‪ .‬وستكشف السرار وُتفهم‬ ‫الشريعة وسنحصل على الجوبة وسنعرف ما هو غامض‪ .‬ولن نقول يوماً "ماذا سنفعل فيما بعد؟"‬

‫إذ لن يضمحل المجد أبدًا ولن نمّل أبدًا حتى ولو للحظة واحدة‪ .‬وكما أركان الثالوث مكتفين في‬

‫بعضهم البعض فسنكون نحن كذلك ‪ ،‬إذ ستمّر حياتهم فينا‪ .‬لقد سؤل أحد الرجال يومًا السؤال التالي‬

‫"ما هو أّو ل‪،‬شيء ستقوم به عندما تصل إلى الحياة البدّية؟" فأجاب "خلل أول ألف سنة سوف‬ ‫أرتاح"‪ .‬آمين‪.‬‬

‫وسننعم في الحياة البدّية ليس بفردوس النسان بل بفردوس ال‪ .‬فكيف سيكون منزل ال‬

‫وهو المكان الذي يسكن فيه ملء مجده؟ فهو في النهاية إله الجمال والروعة والنوروالغموض‪.‬‬

‫الحياة البدّية هي منزل أرواح الناس البارين الذين تكّم ل‪،‬وا‪ .‬فهي مكان الكمال الُخ ل‪،،‬قي التام‪.‬‬ ‫هي قدس القداس ومسكن ال‪ .‬فكان هناك في الهيكل في أيام موسى وفي هيكل سليمان حجرة‬ ‫صغيرة بشكل مكّعب وكانت ُتدعى قدس القداس‪ .‬وهناك مكّعب‪ ،‬آخر مذكور في الكتاب المقّد س‪،‬‬ ‫وهو المكّعب‪ ،‬الخر الوحيد المذكور‪ .‬هو مدينة ال ومقاييسه أكبر بكثير‪ .‬هو مسكن ال‪ -‬وليس‬

‫قدس القداس على الرض بل قدس القداس في السماء‪ .‬فتأثير رؤيا يوحنا المنشود واضح جّد اً‪-،‬‬

‫فالسماء مغمورة بالقدس والمجد وبوجود ال‪ .‬فما هو شكل منزل ‪ ،‬المكان الذي يسكن فيه مجده؟ فال‬ ‫يرّح ب‪ ،‬بنا في فردوسه‪.‬‬

‫وأستطيع أن أكمل كلمي وأضيف ولكن بالرغم من روعة وغموض هذه البركات إلّ أّنها‬ ‫ليست ما يجعل الحياة البدية على ما هي عليه‪ .‬بل هي فقط جزء منها‪ .‬وحتى تمجيدنا نحن مجرد‬

‫جزء منها وهو وسيلة لهدف‪ .‬فما هو هذا الهدف إذًا؟ هو ليس أقّل من ال نفسه‪ .‬فهو البداية وهو‬ ‫النهاية‪.‬‬

‫ال مع البيشر‬

‫‪150‬‬


‫إذًا فما يجعل من الحياة البدّية ما هي عليه؟ لّنه أخي ًار ولّو ل‪،‬مّرةفي البدّية سنرى وجه‬

‫ال في كماله‪ .‬إذ لم ير أحد من قبل ملء مجد ال إلّ يسوع المسيح )يوحنا ‪ -(18 :1‬ول حتى‬

‫الملئكة‪ .‬والملئكة بالتأكيد ينظرون إلى وجهه فكّل واحد فيهم "واقف أمام ال" )لوقا ‪.(19 :1‬‬

‫ولكنهم ل يستطيعون أن يدركوا ملؤه لّنهم لم يخلقوا على صورته‪ .‬فهم بالنسبة إلى ال كما كانت‬

‫الحيونات بالنسبة إلى آدم ‪ ،‬هي مخلوقات ولكّنها ليست شريكة‪ .‬إذ لم يستطع آدم أن يتواصل بعمق‬

‫إلّ مع واحد مثله ومنه وهو حواء‪ .‬عندما نرى ال فستكون تلك هي أّو ل‪،‬مّرةُيظهر فيها ال نفسه في‬

‫البدّية‪ .‬فسنرى حقيقة ال وسندرك روعته‪ .‬وسنفهم عمق محّبة ال‪ .‬وهذه البركة متروكة للمختارين‬ ‫فقط ‪ ،‬القلئل والمينين ‪ ،‬عروس ابنه‪ .‬وأخي ًار سنرى خالقنا وفادينا وجهًا لوجه "أبانا الذي في‬ ‫السموات"‪ .‬وقد ترك ال هذه اللحظة منذ البدء لنا ولنا فقط‪ .‬ستكون رؤيا ممّيزة ومقّد س‪،‬ة وستكون‬

‫بداية مقّد س‪،‬ة لشهر عسل أبدي مع المسيح‪ .‬فيقول بولس "‪...‬ويكون الثنان جسدًا واحدًا‪ .‬هذا السّر‬ ‫عظيم ولكّنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة‪) ".‬أفسس ‪..." .(32-31 :5‬إذا أظهر سنكون‬ ‫مثله لّننا سنراه كما هو" )يوحنا الولى ‪.(2 :3‬‬

‫سندخل في الحياة البدّية إلى ملء محّبة الب والبن والروح القدس‪ .‬وسنكون في شراكة‬

‫مع الرأس‪ .‬ولّنه تّم تبنّينا ‪ ،‬سنمّج د ‪ ،‬وسنسود مع المسيح‪ .‬وسنشترك كلّيًا في المحّبة التي يشترك فيها‬ ‫أركان الثالوث مع بعضهم البعض قبل الخليقة‪ .‬وكما كانت حواء بالنسبة إلى آدم ‪ ،‬عظمة من‬

‫عظامه ولحم من لحمه فكذلك نحن بالنسبة إلى المسيح‪ .‬يا له من "سّر عظيم" )إق أر أفسس ‪:5‬‬ ‫‪.(32‬‬ ‫صّد ق‪ ،‬ما ل يصّد ق‪ ،‬وأحصل على ما يستحيل الحصول عليه‪ :‬سوف نرى ال‪ .‬فقد خلقنا‬

‫لهذا الهدف بالذات‪ :‬لكي نكون كؤوس ومرآة لكي نحمل ونعكس مجد ال‪ .‬وما يدعوه اللهوتيون‬ ‫طوباويات أدعوه أنا رائع جّد اً‪ !،‬لم يستطع آدم أن يحصل على شراكة تامة مع الحيوانات لّنها لم‬ ‫تكن مثله ولم يستطيعوا أن يكونوا حميمين لّنهم لم يكونوا "عظمة من عظامه" )تكوين ‪.(23 :2‬‬ ‫ولكي نحصل على شراكة عميقة مع ال يجب أن نكون مثله‪ .‬وهذا ما نحن عليه أّيها الخوة‬

‫والخوات‪ :‬عظمة من عظامه ولحم من لحمه وحياة من حياته ومحّبة ومحّبته ومجد من مجده‪.‬‬

‫أنا ل أستحق‬ ‫لماذا يا ال؟ أنا ل أجرؤ أن أتكّلم عن لسان ال ولكن عندما أتأّم ل‪ ،‬بهذه السرار يبدو لي أّن‬ ‫ال رائع جّد ًا‪ ،‬ول أستطيع أن ل أشاركه‪ .‬وتمامًا كما خرجت حواء‪ -‬شيء خارج آدم ولكن مثله‪ -‬من‬

‫طة لكي يستطيع النسان‪ -‬شيء خارجه ولكن منه‪ -‬أن يطلبه ويجده وأن يحّبه‬ ‫آدم ‪ ،‬خلق ال خ ّ‬ ‫بالمثل وأخي ًار أن يرفعه لكي يصبح مثل ال‪ .‬مخلوق من خالق‪ -‬ولكن خليقة ممّج د‪،،‬ة‪ -‬لكي ننظر‬

‫إلى ال ونتمّتع به إلى البد‪ .‬وكما نظرت حواء إلى آدم كذلك نحن سننظر إلى المسيح ‪ ،‬آدم الخير ‪،‬‬ ‫‪151‬‬


‫حبيبنا إوالى أبينا الذي في السموات‪ .‬وكما ساد آدم وحواء على جميع الرض ‪ ،‬نحن أيضًا كوننا‬

‫عروس المسيح ‪ ،‬سنسود معه على عرشه لنتسّلط ونسود في السماويات‪ .‬سنسود معه كورثته وشركاء‬

‫في فردوسه‪.‬‬

‫"وسمعت كصوت جمٍع كثير وكصوت مياه كثيرة وكصوت رعوٍد شديدة قائلة‬

‫ب الله القادر على كّل شيء‪ .‬لنفرح ونتهّلل ونعطه‬ ‫هّللويا فإّنه قد ملك الر ّ‬ ‫المجد لّن عرس الخروف قد جاء وامرأته هيأت نفسها‪) ".‬رؤيا يوحنا ‪-6 :19‬‬ ‫‪(7‬‬

‫سنتمّتع بكّل شيء سيعطينا إياه ال‪ .‬فهذا الظهار الخير والتام ل‪ .‬فندرك كّل ما يرغب به‬

‫ال وكّل ما لديه‪ -‬وخاصًة محّبته‪.‬‬

‫‪152‬‬


‫ملحق‬

‫ب ال ؟‬ ‫كيف ُأح ّ‬ ‫كانت إليزابيت براونينغ إمرأة مغرمة بشّد ة‪ .،‬وقليلون من بيننا لم يسمعوا يومًا الجملة التالية‬

‫ب ال دعوني أح ِ‬ ‫‪.‬ص الطرق؟" وليس الكثيرين يعرفون ما تبقى من هذه القصيدة الرائعة‬ ‫"كيف أح ّ‬ ‫التي كتبتها إلى زوجها‪ .‬وليست التعابير الجميلة فقط بل العلن العام لمحّبتها جميل جّد اً‪ .،‬وقد‬ ‫فاضت عواطف السيدة براونينغ بحرّية وقلما استطاعت الكلمات أن تعّبر عنها‪.‬‬ ‫والمزامير هي قصائد عبّر ي‪،‬ةمن وحي الروح القدس‪ .‬فهي كنز من العواطف والتعابير‬

‫الشفهّية ‪ ،‬مضيئة ومظلمة‪ .‬ويبدو لنا أننا نجد جميع العواطف البشرّية في هذه المزامير‪ .‬ولربما‬

‫أفضل تعبير لهذه العواطف موجود في مزمور ‪ 88‬ومزمور ‪ .89‬فهيمان الزراحي ينهي مزمور ‪88‬‬

‫كما يلي‪:‬‬ ‫ب ترفض‬ ‫ب صرخت وفي الغداة صلتي تتقّد م‪،‬ك‪ .‬لماذا يا ر ّ‬ ‫"أّم ا‪ ،‬أنا فإليك يا ر ّ‬ ‫نفسي‪ .‬لماذا تحجب وجهك عّني‪ .‬أنا مسكين ومسّلم الروح منذ صباي‪.‬‬ ‫احتملت أهوالك‪ .‬تحّيرت‪ .‬علّي عبر سخطك‪ .‬أهوالك أهلكتني‪ .‬أحاطت بي‬ ‫كالمياه اليوم كّله‪ .‬اكتنفتني معًا‪ .‬أبعدت عّني محّبًا وصاحبًا‪ .‬معارفي في‬ ‫الظلمة" )مزمور ‪(18-13 :88‬‬

‫إلّ أّن آثان الزراحي )قريب أو عضو من العائلة( يبدأ مزمور ‪ 89‬كما يلي‪:‬‬ ‫ب أغّني إلى الدهر‪ .‬لدور فدور أخبر عن حّقك بفمي‪ .‬لّني قلت‬ ‫"بمراحم الر ّ‬ ‫إّن الرحمة إلى الدهر ُتبنى‪ .‬السموات تثبت فيها حّقك‪ .‬قطعت عهداً مع‬ ‫مختاري‪ .‬حلفت لداود عبدي إلى الدهر أثّبت نسلك وأبني إلى دور فدور‬ ‫كرسيك‪ .‬سله‪) ".‬مزمور ‪(4-1 :89‬‬

‫ولكي نستطيع أن نفهم الجوانب المختلفة للعبادة ولكي ندرك عمق الشراكة معه ‪ ،‬إق أر‬ ‫الوصف التالي للعبادة‪ .‬إلّ أّن التركيز هنا مّرةأخرى على العبادة الشخصّية‪ .‬فالعبادة أمر شخصي‬ ‫جّد اً‪ .،‬فهو نوري أنا وخلصي أنا وأسكب روحي أنا ‪... ،‬إلخ‬ ‫"تبتهج شفتاي إذ أرّنم لك ونفسي التي فديتها" )مزمور ‪(23 :71‬‬

‫‪153‬‬


‫تأّم ل‪ ،‬في العواطف المختلفة والحاسيس والعمال التي تعّبر عنها اليات التالية فيما يتعّلق‬

‫بعبادة إلهنا الرائع‪ .‬خذ بعض الوقت في عبادتك الشخصّية لقراءة هذه اليات‪.‬‬ ‫أرفع )مزمور ‪(1 :25 ، 7 :24 ، 5 :20‬‬

‫أعلن )مزمور ‪ ، 2 :106 ، 2 :89 ، 9 :75 ، 22 :22‬بطرس الولى ‪ ، 9 :2‬إشعياء ‪.(6-4 :12‬‬ ‫أطلب )مزمور ‪(2-1 :77 ، 27‬‬

‫أصرخ )مزمور ‪(1 :28‬‬

‫ألتصق )مزمور ‪(8-7 :63‬‬

‫أكّر م‪)،‬مزمور ‪(29‬‬

‫ظم )مزمور ‪ ، 1 :145 ، 5 :99 ، 16 :89 ، 16 :40 ، 1 :30‬إشعياء ‪(1 :25 ، 16-14 :24‬‬ ‫أع ّ‬ ‫أعترف )مزمور ‪(30‬‬

‫أثق )مزمور ‪(4-3 :56 ، 15-14 :31‬‬ ‫أحمد )مزمور ‪(1 :111 ، 30 :109‬‬

‫أفتخر )مزمور ‪(5 :92 ، 8 :44 ، 2-1 :34‬‬

‫أتلّذ ذ‪) ،‬مزمور ‪ ، 4 :37‬إشعياء ‪(10 :61‬‬ ‫أذكر )مزمور ‪(17-13 :74 ، 5 :40‬‬

‫أرغب )مزمور ‪(8-6 :40‬‬ ‫أشتاق )مزمور ‪(1 :42‬‬

‫أعطش )مزمور ‪ ، 1 :63 ، 1 :42‬إرميا ‪(13 :2‬‬ ‫أسكب )مزمور ‪(4 :42‬‬

‫ألقي )مزمور ‪(22 :55‬‬ ‫أيقظ )مزمور ‪(8 :57‬‬

‫أرّنم )مزمور ‪(17-16 :59‬‬ ‫أصبو )مزمور ‪(2-1 :63‬‬ ‫أضحك )مزمور ‪(2 :126‬‬

‫أفيض )مزمور ‪(171 :119‬‬

‫أحيا )مزمور ‪(7 :142 ، 175 :119‬‬ ‫أحمد )مزمور ‪(147 ، 111‬‬

‫أنتظر )مزمور ‪(6 :130‬‬

‫أرق‪.‬ص )مزمور ‪(3 :149‬‬

‫أجلس )أخبار اليام ‪(22-16 :17‬‬

‫أصّلي )مزمور ‪(2 :141‬‬ ‫‪154‬‬


‫أحتفل )مزمور ‪(7 :145‬‬

‫أصرخ )مزمور ‪(1 :95 ، 1 :81‬‬ ‫أتأّم ل‪) ،‬مزمور ‪(12 :77‬‬

‫أستريح )مزمور ‪(7-5 ، 2-1 :62‬‬

‫أفّك ر‪) ،‬مزمور ‪(2 :63‬‬

‫أذكر )مزمور ‪(6-5 :143 ، 4-2 :111 ، 11 :78 ، 6 :63‬‬

‫أعلن )مزمور ‪(35-34 :68‬‬

‫أمّج د‪) ،‬مزمور ‪(30 :69 ، 3 :63‬‬

‫أخبر )مزمور ‪(22 :107 ، 6-3 :78 ، 28 :73 ، 15 :71‬‬ ‫أنذر )مزمور ‪(11 :76‬‬

‫أطلب )مزمور ‪(2 :132 ، 11-10 :77‬‬

‫أسكن )مزمور ‪(1 :90‬‬

‫أجثو )مزمور ‪(7-6 :95‬‬

‫أمّج د‪) ،‬مزمور ‪ ، 47 :106‬إشعياء ‪(16 :41‬‬ ‫أشكر )مزمور ‪(17 :116 ، 4 :100‬‬ ‫أذخر )مزمور ‪(72 :119‬‬

‫أرتجف )مزمور ‪ ، 7 :114‬إشعياء ‪(2 :66‬‬ ‫أسقط )رؤيا يوحنا ‪(11-10 :4‬‬

‫أشترك )كورنثوس الولى ‪(16 :10‬‬ ‫أجتهد )إشعياء ‪(9-8 :26‬‬

‫يجب أن يمل كّل هذا التجاوب والمشاعر العميقة قلوبنا فيما نتعّبد ل‪ .‬إذ عندما نعبد ال‬ ‫ق ‪ ،،‬نسكب قلوبنا ونرفع أرواحنا ونصرخ من أعماقنا ونفتح أيدينا ونحتفل بكّل جهدنا ونرق‪.‬ص‬ ‫بح ّ‬ ‫ونجثو أمام خالقنا ونتأمل بجمال ونور وروعة ال ‪ ،‬هو يمّج د‪ ،‬ونحن نشعر بالرضى‪ .‬فمن قال أن‬

‫الكنيسة ممّلة؟ فالكنيسة هي مكان العمل!‬

‫‪155‬‬


156


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.