عبادة الملك بقلم هنري كريت ترجمة روزين ديب
1
مقّد ممة :خمر جديد ،آبار أعمق
فهرس
مجد العبادة .1
فعل فقبلة فسكين
.2
العطية والمجد
.3
مجد الفطر والنجمة والعهد
ال لمه الذي نعبد .4
المقابلة
.5
كورام ديو
.6
محيط من النعمة
.7
بحيرة من نار
.8
يسوع الكّل ،،يسوع فقط
.9
قّب ل ،البن
المتعّبدون الحقيقيون .10
أعجوبة مزدوجة
.11
عناصر المور
.12
الّو ل ، ،الفضل ،الكّل ،،الوحيد
.13 .14 .15
ب يوم الر ّ الكنز
متغّيرين أمامه
العبادة المطلقة .16
لماذا الحياة البدّية هي ما هي عليه؟
ب ال؟ ملحق :كيف أح ّ
2
مقّد ممة
خمر جديد ،آبار أعمق "فعاد إسحق ونبش آبار الماء التي حفروها في أيام إبرهيم أبيه) "...تكوين (18 :26 "فتسقون مياهًا بفرٍح من ينابيع الخل.ص) ".إشعياء (3 :12 ف في كّل نف ٍ س ) "،.أعمال الرسل (43 :2 "وصار خو ٌ
ي ،.وأذكر بكّل وضوح نهار بدأت دراستي عن موضوع العبادة إنطلقًا من حاجة خاصة لد ّ
ظم خدمة الحد من شهر كانون الّو ل،الماضي عندما أطلقت العنان لتوتري أمام ال .لقد كنت أن ّ
ت أّنني مهتم بالتفاصيل الدقيقة لدرجة أّنني لم أكن مرك ًاز على ال .إضافة إلى العبادة ولكّنني شعر ُ
أّن عطلة نهاية السنة كانت على البواب وكان لدي الكثير من المور لهتّم بها .وأذكر أّنني ت في المقاعد المامّية حيث كان التلميذ يكتبون الملحظات على أوراق صغيرة ويتنافسون جلس ُ ت تكرار الترانيم القديمة على لفت إنتباهي حتى خلل الدرس .إواضافة إلى كّل هذا ،كنت قد ملل ُ
عينها في كّل مّرة! فأنالم أذهب إلى هناك بقصد العبادة أو تمجيد ال لذلك قد ل تندهشون أّنني لم أخرج متجّد د،اً من هذا المكان .ولكّنها كانت غلطتي أنا وحدي .فقد سمحت للمور أن تخنقني .لقد
كنت قلقًا غير خاشعًا ،كنت مشتت الفكار غير ملتزم ،كنت أشعر بالملل وليس بالحماس .لقد كنت
ت الفضل .ونتيجًة لذلك ،خرجت من خدمة العبادة مثل مارتا ،منهمكًا بأمور جّيدة ولكّنني ترك ُ فارغًا ومتوت ًرا ،وربما غاضبًا بعض الشيء.
لقد كنت بحاجة إلى إستعادة الخشوع إواعادة إكتشاف ميزة العبادة والفرح الذي ُتعطيه وأن
ت الكتاب المقّد س، أعيد التركيز على العناصر الساسّية للعبادة وأّن أعّم ق ،رهبتي من ال .لقد درس ُ
بحماس .وبدأت أنظر إلى العبادة بنظرة مختلفة كما لو أّن ال فتح عينّي لّو ل،مّرة .فموضوعالعبادة ت أعرف الفرق بين العبادة مهيمن في الكتاب المقّد س ،من سفر التكوين إلى سفر رؤيا يوحنا .وبدأ ُ الصحيحة والعبادة الخاطئة في كّل مكان -في قصة قايين وهابيل والملوك وفي سفر خروج والتحّر ر ،من أرض مصر وفي الحصول على أرض كنعان ومجد الشريعة والعبادة في المجمع ،في
مزامير داود في تدمير أورشليم وفي آلم أيوب وفي ترميم المعبد وفي تحطيم الوثان وحكم الملوك
والممالك وفي إعلن ولدة يسوع وتجاربه وخدمته وفي حوافز وكلمات حياته القصيرة على الرض. لقد كانت العبادة جزءًا من العنصرة ومن إرسال المبشرين من إنطاكية وفي بداية رسائل العهد
الجديد وقد استمّر ت،إلى مجد الحياة البدّية .موضوع العبادة موجود في كّل مكان ومطبوع بعمق في كّل سفر وفي كّل حادث حصل في الكتاب المقّد س.، 3
وأنا مقتنع أّن الحاجة العظمى في كنيستنا -وهو المر الذي أمسك بنا وأطلق حركتنا حول
العالم في أولى أيامها -هو الخشوع أمام ال .ونحن بأمس الحاجة وخاصة بين المؤمنين الناضجين إلى عودة الخشوع والرهبة اللذان هما خمر العبادة الحقيقّية الجديد.
والسبب الذي يترك لجله الكثير من التلميذ ،وذلك وفقًا لكلمة ال ..." ،وانظري أّن تركك
ب الجنود" )إرميا .(19 :2والسبب الذي يتعب ب إلهك شّر وأّن خشيتي ليست فيك يقول السّيد ر ّ الر ّ لجله التلميذ روحّيًا ومن ثم يغلبهم العالم ،هو لّن خوفهم من ال لم يضمحل فقط بل اختفى كلّيًا. ومع هذا الختفاء نخسر بركته في عبادتنا .والسبب الذي ل يعطش التلميذ لكلمة ال بسيط جّد اً:،
فنحن ل نشعر بما شعر به كاتب المزامير عندما قال "من رعبك ومن أحكامك جزعت" )مزمور .(120 :119والسبب الذي لجله ل يكون المسيحيون جاهزون لعطاء حياتهم من أجل
المأمورية العظمى -ويختارون أن يعطوا أفضل ما لديهم في أعمالهم بدل من ملكوت ال -واضح ب قد سمعت خبرك فجزعت) ".حبقوق :3 جّد اً :،إذ ل نستطيع أن نقول بعد الن مع حبقوق " ،يا ر ّ
ك "ذبيحة الجّهال" )جامعة (1، 7 :5أو قد نترك الحياة معه. (2لذلك نحن نقّد م ،له من دون ش ّ والحّل لقلٍب منهوك ومتحّج ر ، ،وللجبن والتكّبر ،هو العودة مّرةأخرى إلى الخشوع أمام شخ.ص ال وأمام ما فعله وأمام ملكوته الذي نحن جزء منه .نحن بحاجة إلى إستعادة الرهبة التي
كنا نتحّلى بها عندما كّنا تلميذ جدد -فرح الخل.ص المنتظر وغبطة أن نكون جزء من حركة رائعة حول العالم واليقين أّننا جزء من ملكوت ل يفنى .لقد "اندهشنا" عندما أحسننا لّو ل،مّرةبعمق
المحبة في العلقات التي لم نعتقد أّنه ممكن ومعجزة حياة الشراكة المستقيمة والمنصهرة تمامًا
وشفاء العائلت المجروحة وبركة الزيجات المخّلصة .لقد كانت قلوبنا تّنتخس بعد سماع درس يوم
الحد وكّنا نبكي بعد درس الصليب واعتبرناه شرف أن نبيع البيوت والسيارات والراضي من أجل ظ أحيانًا العطاء للرساليات .والسبب الذي لجله توّقف بعض التلميذ عن النمو -ولسوء الح ّ
كنائس برّم ت،ها -وأصبحوا أقّل جذرّية ،يعود إلى أّنهم قد فقدوا الرهبة والمتنان والمحّبة .علينا أن نسمح ل بأن يكسر قلوبنا وأن يهّز ن،امن جديد ،وعندما ُنكسر علينا أن نحمي أنفسنا مهما كان الثمن من هذا النوع من التحّج ر .،،فالرهبة والفرح والمفاجأة والعفوّية واليمان والشجاعة والتضحية والنمو ب يقف أمام ال بخشوع )إق أر أعمال الرسل -42 :2 العددي -كّل هذه تأتي من فيض قلب مح ّ .(47فالعبادة الحقيقّية تنتج عن هذا النوع من الخشوع وهي باعتقادي تنبع من هذا النوع من
الخشوع أيضًا.
كنت مثل إسحاق بحاجة إلى أن أحفر وأعيد فتح آبار اليمان والعبادة القديمة )تكوين
.(26ومّرةأخرى كان علّي أن أقّر ر ،أن أشرب بفرح وبعمق من "ينابيع الخل.ص" )إشعياء :12
.(3ولحسن الحظ فهذه الينابيع ل تنشف أبدًا .وأعتقد أّنه حان الوقت لجميعنا أن نعود إلى مياهها
4
الحّية .ويقول بولس "ل تسكروا بالخمر "...ولكن بالحري اسكروا بروح ال )أفسس .(18 :5لقد حان الوقت للخمر الجديد والبار العميقة ،للقلب والخشوع وعطّية الخشوع.
5
مجد العبادة
6
العبادة هي الفرصة المعطاة إلى الشخا.ص المنشغلين لكي يلمسوا ما هو أبدي وللخطاة لكي يروا القدوس
طي حياتنا المرتكزة على أنفسنا لكي نلتقي من خلقنا وللمنكسرين لكي يشفوا بمحّبته الكاملة .العبادة هي تخ ّ لهد ٍ ف أسمى.
روب فروست
الهدف السمى للنسان هو تمجيد اسم ال وأن يتمّتع به إلى البد.
مجموعة التعليم الديني في مانشستر
نحن مدعوون إلى عبادة ال إواعطاء المجد لسمه القدوس ولنا الشرف لّننا مدعوون لفعل ذلك ،فالعبادة
هي هدف بحّد ذاتها -بل هي بالفعل أسمى جميع الهداف .يبحث ال عن التكريم في شعبه وهو يفرح به.
كما أّن العبادة تساعد في إعادتنا إلى فحوى وجودنا إوالى إرادة ال في حياتنا.
دونالد هاستيد
العبادة الحقيقّية تحصل عندما يتكّلم روح النسان والجزء البدي منه وغير المرئي ،إلى ال وتقابل ال
السرمدي وغير المرئي.
ويليم باركلي
نقش ال العبادة في قلب النسان ...والعبادة بمعناها الواسع هي جزء ل يتج أز من الحياة كما هي نوع من التعبير عنها .وأنا ل أقصد أّن النسان ل يستطيع أن يحيا من دون عبادة بل أّنه ل يستطيع أن يحيا بالفعل
من دون عبادة ...لقد خلق ال النسان من أجل العبادة تمامًا كما خلقه ليتنّفس .ونحن قد نحصر العبادة في موسم تمامًا كما قد نحبس أنفاسنا لبرهة ولكن هناك تطّلع داخلي للعبادة ل نستطيع أن نخفيه لزمن طويل.
جادسون كورنوال
7
1
فعل فقبلة فسّك يمن العبادة هي فعل -عمل .فال ُيظهر ونحن نتجاوب .علينا أن نتجاوب .ول يمكن أن ل
ق ُنظهر تجاوب ونعتقد أّننا نتعّبد ل .فنحن ل نجتمع من أجل اللهو وال ليس بمثابة تسلية .فمن ح ّ ال الخا.ص أن يعاين خليقته وأن يكون المشاهد -هو وحده .فنحن هنا لكي نرفع ونعطي ونجّح د،،؛ ونصرخ ونرق.ص .وكأحد مخلوقات ال ،أنا الحمار في عرضه ،فأنا أحمل ملكًا وأدعو كّل مخلوقاته
لكي يرّنموا .إوان لم يكن أنا فأنت إذًا .إوان لم يكن نحن فعندها "الحجارة تصرخ" )لوقا .(40 :19 ل! وهي ستصرخ فع ً
والعبادة هي قبلة -هي في الحقيقة الكثير من القبل والجثو على أقدام رّبي مع شعر مبعثر
والدمع يمل عّيني .وهو يقّب ل،ني أيضًا ،بقبلة نابعة من ابتسامة واسعة. والعبادة هي سكين -سكين دامية .فأنا أضّح ي ،بأفضل ما لدي بكياني وبأول مولود لي من
أجل حياته ومحّبته .وأنا أفعل ذلك احترامًا لدّم ه) ،إق أر تكوين .(22 وأخي ًرا ،وبغرابة فإّن العبادة هي سماع صوت رعد مدّو من بعيد -الهمسة الخافتة عبر
الزمنة التي تعلن أّن شيء عظيم سيمّر بي وأّن شيء رائع سوف يحصل .تلك هي العبادة.
وسواء كانت علنية أو س ًرا ،فالعبادة الحقيقّية تولد من تجربة شخصّية بحتة .وتتطّلب العبادة الحقيقيذة بأن نلتزم كّليًا وأن نفعل ذلك بخشوع ولّذ ة ،وباستطابة .ونحن في العبادة نحتفل
بالحياة ونصبو إلى تذّو ق،السّر ونرغب بأن نلمس الجللة وأن تلمسنا هي .والعبادة تدعو إلى ينبوع من المشاعر العميقة .فرح؟ نعم وأكثر من ذلك بكثير ،قلب مملوء بالمشاعر "يخفق ...ويّتسع" )إشعياء .(5 :60العبادة مصافحة بسيطة وقصة درامّية ،هي قبلة ومداعبة ،هي سّر الهّزة الرضّية وركود وصوت خافت.
العبادة هي مغامرة -ركوب حصان بّري .هيعمل جنوني تمامًا كأزالة الدماء عن السكين. هي مأدبة فخمة ،هي ِش ع،،ر وكهنوت والجلوس تحت شجرة عند حصول قصف .هي أول قبلة لعاشقين وهي إرتعاش العّد العكسي أو مسك حبل الحياة واكتشاف قارة جديدة أو معادلة جديدة .هي
قوس قزح مفاجئ وحليب وثدي أم حديثة -....... ،هي مسيرة شّيقة في منجم مليء بالمحّبة والعجائب والقّوة.
تلك هي العبادة وتلك هي المشاعر التي تحدثها فينا .فيجب على العبادة أن تتعبنا وتنعشنا
وتحّم س،نا وأحيانًا ترعبنا .إلّ أّنها تتضمن أكثر بكثير من مشاعرنا ،فالكثير من المشاعر الحقيقّية
8
والنسانّية تظهر في العبادة الحقيقّية .وأنا ل أعني أّنه علينا أن نقفز كالكنغر أو أن نصّفق كالفقمة وأن نصدر الكثير من الصوات وأن نفعل أي من هذه -على العكّس ولكن يجب أن نشعر بالعبادة على الصعيد العاطفي والجسدي .لماذا؟ لّن العبادة هي الوقوف أمام ال وأمام عظمته .هي تتكّلم
عني وعن ال.
9
2
العطية والمجد
هناك شيء واحد يطلبه مّنا ال -أن نكون أشخا.ص يعتبرون ال في كّل ما لديهم ويكون ال كفايتهم.
برينن مانينغ
من هو الكثر طمعًا من شخ.ص ل يكتفي بال؟
أوغستين
العبادة الحقيقّية هي احتفال وتجربة مغنية كثي ًرا .وكما قال كليمون من روما " ،من أحكم من
الرجل الذي يغني ويحتفل ويقيم مأدبة مع ال؟" إلّ أّن العبادة هي أيضًا أمر جّد ي ، ،إذ هي لقاء
النسان الفاني مع الله البدي.
كيف قد تنهي هذه العبارة "العبادة هي "...؟ متى كانت آخر مّرةدرست فيها هذا الموضوع
لكي تمّج د ،ال بطريقة أفضل ولكي تعّم ق ،تجربتك الشخصّية في العبادة؟ متى كانت آخر مّرةذهبت
فيها إلى اجتماع عبادة متّو ق،،عًا أن تلتقي بالمسيح القائم من الموات؟ متى كانت آخر مّرةتركت فيها ل إلى الجتماع عاجز عن الكلم لّنك لمست – أو بالحري قد لمسك -الله العظيم .هل تتوق فع ً ب وهل أنت متحّم س ،لتشجيع جماعة المؤمنين؟ أن تكون في حضرة ال في يوم الر ّ
ما هو مدى جّد ي،تك في مسألة نوعّية عبادتك؟ إليك المتحان" متى كانت آخر مّرةاعترفت
فيها لشخ.ص مسيحي آخر بالنق.ص في خشوعك ونق.ص مجهودك في العبادة؟ هل سبق لك أن طلبت من شخ.ص أن يساعدك في خطّية بأّنك ل تعطي من أفضل ما لديك؟
معنى العبادة كبير جّد ًا ،لدى ال لّنه يحّبنا كثي ًرا .وبالرغم من أّن ال هو العلي بكّل تأكيد إلّ
أّنه يمكن لقلبه أن ينجرح .أو بعبارات أخرى ،أظهر ال نفسه لنا .وقد يمتلئ قلبه بالحزن أو قد يفرح و يغّني .يمكننا أن نرضيه ونجلب له الفرح والتكريم أو قد نحزنه بالتمّلق أو الهانة. العبادة الحقيقّية ليست دائمًا سهلة المنال .فحتى المحاولت الصادقة للعبادة قد تتحّو ل،إلى
طقوس أو عادات أو عروض تمامًا كصلة الدمدمة عند الفريسيين .أو قد نخدع أنفسنا بأن نعتقد أّن الصراخ أو ترداد عبارة "آمين" هي العبادة كما لو أّن التعبير عن الحماس هو العبادة .وهي
ليست كذلك ،والترنيم ليس كذلك أيضًا .بل هذه المور هي مجرد أدوات للتعبير عن العبادة .فمفتاح
العبادة موجود في القلب الذي يقوم بهذه المور.
10
ومن المؤسف أّن الكهنة والشعب في أيام ملخي لم يدركوا أّنه يرتكبون خطًأ .إوان لم نكن
حذرين فنحن قد نقترب من ال مزاجيين أحيانًا مرّك ز،ين وأحيانًا أخرى ل نكون .وقد نتجاوب مع ال
إستنادًا إلى ما نشعر به في هذه اللحظة بدل من أن نستند على قيمته في حياتنا .والعبادة ليست
ظمًا أو قد يكون عاديًا مرتك ًاز على أنفسنا. مزاجًا بل إعلن .وقد يكون وقتنا مع ال ثمينًا ومّر كً ،ازومن ّ وتمامًا كأي علقة مع شخ.ص ما ،قد يشعر ال أّنه ممّيز في حياتنا أو قد يشعر أّنه غير مهم أو قد
يشعر بالخيانة.
إلّ أّنه هناك فرق واحد مهّم ،:لّن ال هو من خلقنا قد نكون مباركين أو فارغي اليدي أو
حتى ملعونين نتيجة لتجربة عبادتنا .ولم تكن تقدمة قايين ثانوية فقط -بل كانت تقدمة شريرة )يوحنا الولى .(12 :3وحتى في العهد الجديد ،عهد النعمة والحقيقة ،إستحق بعض المسيحيين حكم ب بطريقة لئقة )كورنثوس الولى .(30-27 :11فهم لم يدركوا الموت لّنهم لم يشاركوا بمائدة الر ّ جّد ي،ة الموقف .ومّرةأخرى تصّو ر،كم إنكسر قلب ال ،عندما كان في وسط إظهار مجده لموسى
ومجد العبادة -التفاصيل الدقيقة واللوان الغنّية -بينما كان شعبه عند قدمي الجبل عينه ،الشعب ل بإلقاء القراط في ناّر لصنع بقرة .والفرق شاسع جّد اً:، الذي خّلصه منذ وقت ليس بطويل ،مشغو ً
العظيم والمجيد والممتاز ضّد الكسول وغير الممتن.
ما هو رأي ال في عبادتي؟ هل يتلّذ ذ ،بها أو أّنه يرفضها )إشعياء ، 17-9 :1عاموس :5
(23-22؟ هل يطلبها ال أم أّنه يتمنى أن يغلق أحدهم باب المعبد )ملخي (10 :1؟ وفي معبده ،
إما أن نضرخ جميعًا "المجد" أو أن نبّد ل ،مجدنا من أجل صورة عجل يأكل العشب )مزمور :106 .(20
العبادة هي إمتياز العبادة هي عطّية إوامتياز لّن الخل.ص هو إمتياز .فيا لها من معجزة أن نستطيع أن
نتنّش ق ،الهواء ،فما بالك إذًا بالوقوف أمام ال ونحن نرّد د ،اسمه على شفاهنا .لقد كّنا "بل رجاء..
وبل إله في العالم) ".أفسس ، (12 :2لقد كنا نبعد عن البدية مع ال بعد همسة أو دقة قلب .ولكن
بفضل نعمة ال وحده -خّلصنا وتقّر ب،نامنه .لقد انتقلنا من الهاوية إلى المجد ومن الموت إلى الحياة ومن الجهل إلى الستنارة ومن العري والعار إلى ملبس الملوك والكهنة وأبناء ال.
إّنه لمتياز أن نكون ملك ال وأن نحمل اسمه .وأن نستطيع أن نقف أمام عرشه بحرّية وب"،ثقة ول نخجل منه" )يوحنا الولى .(28 :2لقد أصبحنا ملكّية ال القّيمة ،أبناؤه ،أّم ة ،مقّد س،ة ،
شعب ُم ْل،ك ال .ونحن لم نحصل على المغفرة فحسب بل نحن متأكدين من غفرانه من خلل معرفة أّن روح ال تسكن فينا .لذلك فإن العبادة هي إمتياز.
11
في العهد القديم ،لقد اختار ال اللويين من بين الجميع ليكونوا كهنته .كان يجب أن يكون ال قسمتهم ومجدهم .وفي العهد الجديد ،نحن جميعًا كهنة ال )بطرس الولى ، 9 ، 5 :2رؤيا :1
.(6لقد أعطانا بركاته وتكريمه .كان ال يختار رئيس الكهنة .فهو لم يأخذ هذا المجد لنفسه ،تمامًا
كما اختار ال يسوع ليكون رئيس كهنتنا .لقد كان رئيس الكهنة وسيط بين ال والناس .وفي العهد الجديد ،يمثل يسوع أمام ال من أجلنا ليتشّفع لنا. "فإذ لنا أّيها الخوة ثقة بالدخول إلى القداس بدم يسوع طريقًا كّر س،هلنا حديثًا حّيًا بالحجاب أي جسده وكاهن عظيم على بيت ال لنتقّد م ،بقلٍب صادق في يقين اليمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماٍء نقّي "، )عبرانيين (22-19 :10
فّك ر ،بالمر ،لنا الثقة بأن ندخل إلى بيت ال -ليس نسخة أو خيال وليس على الرض-
بل في البدّية .هذا هو المقطع الذي أدهشني ودفعني إلى أن أدرس موضوع العبادة .فقد دخل سهم ملتهب إلى قلبي وبدأ يشتعل هناك .من المستحيل أن أفهم عمق وتمّيز هذه الحقيقة .إّنه لمر
ي مكان آخر ،في وسط المعجزات والشارات يسكت الخيال .ولعلنا نجد أنفسنا هنا أكثر من أ ّ
والمور الرائعة -في قلب ال .من قد يصّد ق ،هذا المر إن لم يكن هذا ما يقوله الكتاب المقّد س،؟
لهذا السبب يجب أن نتحّلى ب"،يقين اليمان".
يمكن أن نصف العلقة بين العهد القديم والعهد الجديد كما يلي :الثاني متخّفى في الول
ويظهر الول في الثاني .فّك ر ،بميزة الصلة في المعبد الرائعة ،لذا يجب أن ل نعتقد أن رغبة ال في
العبادة في المعبد انتهت بانتهاء العهد القديم .فهناك الكثير من اليات الرائعة المبعثرة في العهد
الجديد لتذّك ر،نا أّننا نحن الهيكل وأّن مبادئ العبادة وميزتها في العهد القديم موجودة في العهد الجديد وقد ُأعطيت مجد أكبر في العهد الجديد .ليس لدينا مذبح مرئي ولكن لدينا الصليب ،لدينا مياه
اغتسال )عبرانيين (22 :10لدينا ذبيحة للفصح )كورنثوس الولى (7 :5لدينا الخبز والبخور )يوحنا ، 35 :6رؤيا (8 :5لدينا اختتان روحي )رومية (29 :2ونحن نعبد بالروح )فيلبي .(3 :3 نحن الهيكل ومسكن ال )كورنثوس الولى .(16 :3نحن نقّد م ،تقدمات حمد )عبرانيين (15 :13 وعطايانا مثل سكب ذبائح أمام ال )فيلبي .(17 :2نحن غير لبسين الثواب بل نلبس رئيس
الكهنة بنفسه! )إق أر غلطية .(27-26 :3 في العهد الجديد ،كّل شيء هو أفضل وأسمى وأقدس .ويصعب علينا وصف مكانتنا
طينا وليس دّم الماعز .ونحن نخدم في هيكل غير مصنوع بأيدي الممّيزة عند ال .فدم ابن ال يغ ّ الناس ولكن بيّد ال .ورئيس كهنتنا ل يفنى بل يعيش للبد ليشفع فينا .ويمكننا أن نتقّد م ،بثقة ومتى شئنا إلى عرش ال -وهو أمر لم يكن يستطيع الكاهن ان يقوم به سوى مّرةفي السنة ولفترة قصيرة. 12
ويمكننا نحن أن نرتاح ونتأّم ل .،ونحن لسنا من يأتي إلى الشيكينه -وهي مجد ال ،بل الشيكينه تسكن فينا! وذبائحنا مقّد س،ة أكثر من أجساد الماعز أو الخراف :فنحن كهنوت ملوكي وكّل واحٍد مّنا هو هيكل في هيكل ال .إوان كنا نتمّتع بهذه الميزة العظيمة لخدمة ال بهذه الطريقة الجديدة والحّية ،
فبالتأكيد يجب أن تصبح العبادة أولى أولوياتنا. العبادة فائقة
نجد مثل العبادة والدعوة إليها في جميع أنحاء الكتاب المقّد س ، ،من قصة تقدمة قايين
وهابيل إلى جوقة المدح في السماويات .ويذكر الكتاب المقّد س ،ظروف معّينة بنى فيها ابراهيم
مذابح وليس ابراهيم فقط ولكن ابنه إسحاق أيضًا وحفيده يعقوب أيضًا .وخلصة سفر خروج ،هو
دعوة إلى العبادة -فقد تكّلم موسى عن لسان ال فقال "أطلق شعبي ليعبدوني في البّر ي،ة) ".خروج:7 .(3 :10 ، 13 ، 1 :9 ، 20 ، 1 :8 ، 16أحاطت العبادة بإعطاء الشريعة والمعبد والكهنة وبناء الهيكل وأعمال العبادة الرائعة التي كانت ترافقها .وقد صنعت اللت الموسيقّية بغرض العبادة ،
ب الموسيقّية" وآلف الرجال الموهوبين كان يتدّر ب،ونعلى الغناء وعلى اللعب على اللت "آلت الر ّ الموسيقّية وعلى كتابة الترانيم لتمجيد ال -ترانيم معّبرة مازالت ُتذكر إلى الن .لقد كان الهيكل في
حركة طوال الربع وعشرين ساعة .يجب أن يظل البخور محترقًا والخبز طري والذبائح ُتقّد م ،في الصباح والظهر والليل.
وكان تهديم الهيكل والمكان الذي حمل اسم ال المقّد س ،ومركز مجده ووجوده ،بمثابة سقوط
الّم ة ،عندما ُنفي الشعب إلى بابل .وبعد السبي ،إهتّم النبياء بشكل خا.ص -وحصرّيًا -بإعادة بناء الهيكل بما فيها إعادة بناء حائط أورشليم )نحميا( وترميم الهيكل )حجي( وتجديد الشريعة )عزرا( والذبائح التي رافقت هذا المر )ملخي(. لقد أوصانا ال عبر الكتاب المقّد س ،بالعبادة .وهو لطالما بحث عن المتعّبدين إواّنها لميزة أن نعرف أّن ال يطلب عبادتنا .والعبادة قائمة الن في الهيكل السماوي .ويسوع يقف أمام ال اليوم
من أجلنا .والروح القدس يحيا فينا في هذه اللحظة .ونحن ككنيسة ،نعمل لكي نكون "مبنّيون معًا
مسكنًا ل في الروح" )أفسس .(22 :2لقد وقفنا في حضرة آلف الملئكة الذين يعبدون ال الن بفرح عظيم.
ماذا يعني كّل هذا؟ يجب أن نصبح متعّبدين أفضل وأعمق ،يجب أن نعبد ال بالروح
ق بخشوع وهيبة ،يملنا المدح والشكر .وفي بعض مجموعاتنا اليوم ،ل يسعنا إل أّن نعيد ترميم والح ّ
مجد العبادة أي أن نعّلم هذا الموضوع ونعظ عنه ،لكي نتعّبد أكثر وبطريقة أفضل في الخفاء أو
علنية مع الصدقاء أو العائلة في مجموعات من إثنين ومن آلف الناس .عندما تركت إسرائيل
إلهها ،كانت الدعوة دائمًا هي العودة إلى العبادة الطاهرة والصحيحة .وأنا أعتقد أّنه من أجلنا كأفراد 13
ومن أجل الكنيسة ومن أجل العالم أسره ،علينا أن نعيد بناء عبادتنا ونعيد تكريس أنفسنا له ،أكثر ي شيء آخر. من أ ّ
تمامًا كما أراد سليمان الهيكل عظيمًا ورائعًا لّن ال عظيم ورائع ،يجب أن تكون العبادة
كذلك محور حياتنا وأولى أولوياتنا .علينا أن نقّد ر ،الميزة الرائعة والدعوى السمى ،بما أّننا أبناء عهد طسين في الماء والدم ،التي تدفعنا إلى أن نعبد ال بكّل كياننا. جديد ،نحيا بروح ال ومغ ّ العبادة هي هدفنا تمجيد ال هو أسمى أولى أهدافنا وأسمى أعمالنا .فهو السبب الساسي لوجودنا والعبادة هي تعبير عن هذا الهدف الوحد .والطريقة المثلى للتعبير عن هذه الفكرة هي بكّل بساطة أن ندع
الكلم للكتاب المقّد س .،سأستعمل عند كّل نقطة مقطع معّين من الكتاب المقّد س ،وأعطيكم مقاطع أخرى لدراستها .أنا أشّج ع،،كم أن تتأّم ل،وا بهذه المقاطع وأن تسمحوا لها أن تدخل إلى أذهانكم وقلوبكم لّنها الطريق إلى قلب ال وعرشه. لقد ُخ ِلمقنا لمجده
"ايِت ببنّي من بعيٍد وببناتي من أقصى الرض .بكّل من ُد ع،ي باسمي ولمجدي خلقته وجبلته وصنعته) ".إشعياء (7-6 :43
في المّرةالقادمة التي يسألك فيها أحدهم "ما هو هدف كّل هذا؟" .تذّك ر ،الجواب .فيمكن لحياتك إما أن تمّج د ،ال إواما أن تخذله. إق أر أيضًا ،إشعياء ، 21 :60 ، 21-20 :43إرميا 11 :13ومزمور .12-10 :48
لقد ُدعينا وتّم اختيارنا وحصلنا على الغفران من أجل العبادة. "وأّم ا ،أنتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي أّم ة ،مقّد س،ة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العظيم) ".بطرس الولى (9 :2
ما هو الثمن الذي دفعه ال لينتشلك من الظلمة؟ هل أنت تعيش كما يليق بلقبك الجديد -أي أن تخبر عن فضائله؟ إق أر أيضًا إرميا 9-8 :33وأفسس .21-20 :3 يجب أن يكون مجد ال هو محور وسبب جميع ما نقوم به.
14
في عطائنا
"مستغنين في كّل شيء لكّل سخاء ينشئ بنا شك ًار ل .لّن افتعال هذه الخدمة ليس يسّد إعواز القّد ي،سين فقط بل يزيد بشكٍر كثير ل إذ هم باختبار هذه الخدمة يمجدون ال على طاعة اعترافكم لنجيل المسيح وسخاء التوزيع لهم وللجميع) ".كورنثوس الثانية (13-11 :9
ل روتينّيًا كما نكتب باستمرار الشيكات التي من السهل جّد ًا ،أن يصبح عطاؤنا المالي عم ً
تشّك ل ،جزء من ميزانياتنا .خذ بعض الوقت لكي تفّك ر ،بهذا المقطع .بكم طريقة يمّج د ،ال عندما
نعطي بسخاء ومن دون مقابل؟
في تبشيرنا
"لّن جميع الشياء هي من أجلكم لكي تكون النعمة وهي قد كثرت بالكثرين تزيد الشكر لمجد ال) ".كورنثوس الثانية (15 :4
هل تصل نعمة ال من خللك إلى "الكثرين"؟ هل تفّك ر ،عادة بالتبشير كطريقة لتمجيد ال أو
كطريقة لتكون أنت مفيدًا؟
في عبادتنا المشتركة
"فسجدوا له ورجعوا إلى أورشليم بفرٍح عظيٍم ، .وكانوا كّل حين في الهيكل
يسّبحون ويباركون ال) ".لوقا (53-52 :24
هل اجتماعات عبادتنا مليئة بالفرح والقّوة حقًّا؟ أين يكون قلبك عندما يحين الوقت لنلتقي
معًا ونمّج د ،ال؟
إق أر أيضًا أعمال الرسل 30-23 :4وكورنثوس الولى .25-24 :14
في مثلنا الشخصي
"حسب انتظاري ورجائي أّني ،ل أخزى في شيء بل بكّل جهارة كما في كّل ظم المسيح في جسدي سواء كان بحياة أو بموٍت ) ،"، .فيلبي حين كذلك الن يتع ّ (20 :1
ظم المسيح في حياتك -أدومًا؟ أو أحيانًا؟ أو ناد ًرا؟ هل تتحّلى بما يكفي ي مدى يتع ّ إلى أ ّ
من الشجاعة )أو أي شيء تحتاج إليه( لكي تحيا بطريقة تمّج د ،ال أمام الخرين؟
إق أر أيضًا تيطس 10-3 :2وكورنثوس الولى 31 :10وكولوسي .17 :3
في حياة الشركة
15
"وكانوا كّل يوم يواظبون في الهيكل بنف ٍ س واحدة .إواذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب مسّبحين ال ولهم نعمة
ب كّل يوم يضّم إلى الكنيسة الذين يخلصون" لدى جميع الشعب .وكان الر ّ
)أعمال الرسل (47-46 :2
هل يرى جيرانك الصحاح الثاني من أعمال الرسل في بيتك؟ هل أنت ُتعطي وهل أنت منفتح مع إخوتك وأخواتك بطريقة تقّر ب،الناس من ال؟ إق أر أيضًا أعمال الرسل 35-32 :4و .16-12 :5
في وعظنا وتعليمنا
"كريتيون وعرب نسمعهم يتكّلمون بألسنتنا بعظائم ال) ".أعمال الرسل :2 (11
ي شيء آخر في محادثاتي؟ هل أنا أرفع ابنه وأجعل تعاليم ال هل أنا أمّج د ،ال أكثر من أ ّ
جذابة؟ هل أتكّلم كما لو أّنني أخبر عن "أقوال ال" )بطرس الولى (11 :4؟ إق أر أيضًا أعمال الرسل 12 :13 ، 42 :5وتيطس .10-7 :2
مجد ال هو هدف كّل اليشياء المخلوقة
ب يا ملئكته المقتدرين قّوة الفاعلين أمره عند سماع صوت كلمه. باركوا الر ّ ب يا جميع ب يا جميع جنوده خّد ا،مه العاملين مرضاته .باركوا الر ّ باركوا الر ّ
ب " ) ،مزمور -20 :103 أعماله في كّل مواضع سلطانه باركي يا نفسي الر ّ (22
لقد خلق ال النجوم ،الزهار ،الجبال ،العناصر ،المخلوقات ،الحشرات ،كّل أّم ة ،وقّوة ،وكّل ما هو مرئي وغير مرئي ،لكي يجلب المجد لنفسه .وهدف ال السرمدي منذ البداية إوالى النهاية ،هو مدح مجد نعمته )أفسس .(14 ، 12 ، 6 :1فلن تتوّقف أبدًا جيوش الملئكة عن إعلن مجده )رؤيا .(5-4وهذا نوع من الدراك يمل كّل لحظة من حياتنا بالخشوع والمدح .فإن كانت الحجارة
والشجار تمّج د ،ال فماذا بالحري علينا نحن أن نفعل! إوان كانت الملئكة تصرخ بفرح )أيوب :38 (7فكم يجب أن تكون صرختنا أعلى؟
إق أر أيضًا مزمور 148ومزمور 6 :150ويوحنا .8-7 :15 وعد العبادة العبادة الحقيقّية هي تعبير عن هدفنا الحقيقي إواعلن لقيمة ال .وعبادة ال تعني أن نكون
في وسط مشيئته لحياتنا .فإن فعلنا ما يجب أن نقوم به ونعبده بطريقة مقبولة ،سيباركنا ال ويملئ
16
خزائننا .وسيبارك أرضنا وحقولنا وأحشاءنا .سيباركنا بسخاء -من الداخل ومن الخارج .في الحقيقة ،كما سنرى ،فإن ال يهتم بطريقة خاصة بمن يظهر الغيرة على مجده -إذ سيكافئهم ويشفيهم ويخّلصهم ويحفظهم ويكّر م،همويرفعهم.
العبادة ميزة كبيرة .علينا أن نتأّك د ،أّننا ننقل هذه الفكرة لولدنا وأن يرونا نشترك فيها ونصبو
لن نكون مع مجموعة القديسين .يجب أن تكون الطريق إلى الكنيسة عمل عبادة ،إحتفال وتطّلع.
يمكن لولدنا أن يعرفوا ماذا يجول في خاطرنا -وهم غالبًا ما يعرفون تمامًا ما نشعر به ،فعندما نتعامل مع العبادة كما لو أّنها عبء أو كأنها وظيفة نقوم بها أو عندما نكون متعبين أو غير
منظمين .العبادة هي ميزتنا وهدفنا ويجب أن نعيشها في مكان أعلى من الرضيات .يستحق ال أفضل ما لدينا وأعظم ما يمكننا أن نقّد م ،لذلك دعونا نظهر له ذلك من خلل العبادة الفرحة والممتازة!
17
3
مجد الفطر والنجمة والعهد مجد الفطر :أحد أنواع الفطر بنّي اللون وصغير الحجم ويمكن أن نجده في معظم أنواع
السلطة وهو لذيذ الطعم؛ ونوع آخر يتشّك ل ،من مخّلفات القنبلة النووّية وهو سيحرق فمك ل محال إن حاولت تذّو ق،،ه.
مجد النجمة :أحدها له خمسة جوانب ،يرسم بالقلم ويمكن تعليقه في مطبخك ونوعها الخر
يطوف في الكون .وأحد هذه النجوم هو إيتا كارينه ،وهو يلمع أربعة مليين مّرة أكثر من نجمنا الذي هو الشمس .وهي ل تتعّلق على أي شيء.
مجد العهد :أحدها مكتوب على حجر وُأعطي من قبل الملئكة على جبل ،يمكن رؤيته
ولمسه ويتضّم ن ،دم الثيران والعجول والطيور .والثاني محفور على قلب النسان ،أوصله ال بنفسه
ب السماء والرض ،كلمة ال بنفسه )يوحنا .(1 :1ودّم ه ،ل يغفر إلى الرض وتطّلب دم خالقنا ،ر ّ
الخطايا فقط بل هو يمّج د ،الخطاة في حضرته.
ل يمكنني أن أبالغ في نقطتي الثانية .فالفرق بين مجد الفطرين والنجمتين كما هو ،أصغر
من الفرق بين العهد القديم والجديد .لقد كان العهد القديم عظيم بالفعل .فقد كان وجه موسى مضيئًا
ظم الشريعة ويكّر م،ها) ".إشعياء (21 :42وكان كّل قانون وكانت الشريعة باّرةولكّنها فانية" .يع ّ باّر ، ،.فقدأتى تصميم الهيكل والمعبد من عند ال نفسه ومن روحه .وكان دّم الحيوانات ذبيحة إيمان وكان أم ًار ضرورّيًا.
إلّ أّن بولس قال أّن العهد القديم فاٍن مقارنة مع العهد الجديد .في الحقيقة ،ل مجد للعهد
القديم نهائّيًا مقارنة مع مجد العهد الجديد )كورنثوس الثانية .(10 :3فقد أصبح بعبارات كاتب
الرسالة إلى العبرانيين "قريب من الضمحلل" )عبرانين .(13 :8فقد صلب المسيح الشريعة بنفسه مع قوانينها ووصاياها )كولوسي .(14 :2وهنا تخفق مقارنتي الصغيرة .لماذا؟ لّنه مهما عظم
الفرق بين مجد الفطر والنجوم ،فحجم الفرق بين العهد القديم والعهد الجديد أعظم بكثير .فأحدهما
ق وحّي ،،هو حقيقة البدّية كان مؤقتًا "شبه السماويات وظّلها) "...عبرانيين ، (5 :8والخر هو ح ّ والمجد. س والحساس الح ّ
18
كانت العبادة في العهد القديم ،وخاصة العبادة المتمركزة في المعبد والهيكل ،أمر غنّي ،،
ي ودموي .فهو يشغل الحواس الخمس :العطر واللوان والقماش والجراس واللحم جميل سر ّ ص ف،،قوا ويقفوا ويرقصوا والعشاب المّرة .وكانيطلب من المتعّبدين أن يرفعوا اليدي وأن يجثو وي ّ ويصرخوا .كان يتّم قياس الغراض ووزنها وعّد ه،ا ووضع علمة عليها .وكان يتّم دهن الجساد
ش الدم .ويجب أن يبنى المعبد على أيدي وغسلها وحلقها .وتسّلم الحيوانات وتد ّ ق أعناقها .ويتّم ر ّ أكثر فّناني إسرائيل موهبًة .فقد ملهم ال بروحه ليعطيهم هذه المهارة .فقد كان كّل العمال
محترفون .بما فيهم من كان يمزج زيت المسح " ،عطر عطا ٍرة ") ،خروج .(25 :30فقد كان كّل شيء في المعبد حتى آخر تفصيل ،مصنوع بدّقة وكمال .السبب؟ لّنه كان نسخة عن المعبد العظيم والكامل في البدّية " ،غير مصنوع بيٍد " ) ،كورنثوس الثانية (1 :5و"لم يدخل إلى أقداس مصنوعة بأيدي) "...عبرانيين .(24 :9
لقد كان لباس رئيس الكهنة في العهد القديم ،أي القمي.ص والمنطقة والرداء وزّنار الرداء
والتاج ،يكّر س،بالدم والزيت .ول يمكن تمزيقه أبدًا .ويجب أن ل يتعّر ق،في هذا اللباس لذا كان يلبس
الحرير من تحته .ويجب أن ل يظهر أي جزء من جلده .والتاج الموضوع على رأسه كان مقّد سً،ا
ب قدوس" إوالّ ل يمكن قبول العطايا .وقد كانت تعّلق على قميصه أجراس ومكتوب عليه "الر ّ صغيرة متساوية البعد إوان لم يسمع أي صوت عندما يدخل إلى المعبد ،يموت .فالخدمة في المعبد أو الهيكل كانت مقّد س،ة لدرجة أّنه إن ُو ل،،د أحد السرائليين من زواج غريب ،ل يسمح لحد من العائلة أن يخدم في الهيكل لحّد الجيل العاشر .كما أّنه يجب أن ل يوجد أي عيب جسدي في الكهنة.
ق من الحياة في الهيكل مقّد س ،لدى ال .فقد كان الدم في كّل مكان وفي كّل شيء. كّل ش ّ
وكان الدّم يسفك لتطهير المّن حتى! لقد كان غبار المعبد مقّد سً،ا .إوان كانت أحد الزوجات مّتهمة بالزنى ،يأخذ الكاهن بعضًا من هذا الغبار ويخلطه بالماء وُتجبر الزوجة على شربه لتحديد تورطها
طق" أو براءتها )إق أر عدد .(5وقد اختار ال الزينة فيه بما فيه اللون والمواد .فقد كان كّل شيء "من ّ )لويين .(7 :8فسواء كنا نتكّلم عن الساس والمواد أو طريقة التعامل مع الوعية ،فكّل شيء
يتعّلق بالمعبد يجب أن يتّم بقّد ا،سة ال.
لحماية هذه الّم ة ،من تأثير الوثنيين والتأّك د ،أن العبادة والتكريس لم يمسا بأّية طريقة ،أرادهم
ال أن يقتلوا كّل نفس حّية في المم التي كانوا يجتاحونها .يجب أن ل تتلّو ث،إسرائيل بالعالم )تثنية .(18-16 :20
عندما كان موسى على جبل سيناء ،أعطاه ال الشريعة بما فيها معايير وطرق العبادة .لقد كان موحى بها من ال ومقّد س،ة لديه .فأية أمة أخرى حصلت على مثل هذه الشريعة الرائعة
19
ي شعب آخر حصل على مكان رائع كهذا للتعّبد للهه )ملوك الولى والمقّد س،ة )تثنية (8-7 :4؟ وأ ّ .(8
كهنوت ملوكي لقد كان الكهنوت عطية وشرف ُم ع،طى من ال لعشيرة اللويين ولهم فقط .ومن هذه
العداد ،وحدهم أولد هارون يخدمون في الهيكل .وقد تكون هذه المجموعة ممّيزة من الرجال ولكّنهم كانوا يقومون بأخطر العمال على الطلق .إذ يجب أن يكون كّل شيء "دقيقًا"
و"متشابهًا" .كان عليهم أن "يتأّك د،وا" وأن يكونوا "حذرين جّد اً ."،ويجب أن ل "يغفلوا" ول "للحظة واحدة" .وقد أوصاهم أن "ل يلمسوا" و"ل ينظروا":و"ل يشّم و،ا" .لم تكن هذه مزحة من عند ال! لقد
صّم م ،الروح القدس المعبد والهيكل بهدف إظهار لنا المور التي ستحصل في المستقبل .يجب أن نحترم الهيكل.
ونحن كأشخا.ص يعيشون في القرن الحادي عشر ،غالبًا ما نميل إلى تسريع الطرق
الموجودة في سفر اللويين من دون أن نهتم لمر الذبائح في القدم .ولكن لو كّنا كهنة آنذاك ،كان
علينا أن نحفظ هذه القوانين إوان لم نفعل نعّر ض،حياتنا للخطر .وخلل الربعين سنة في البرّية ، التي كان يخدم فيها اللويون في المعبد ،كان هناك خطر يداهمهم دائمًا وهو ارتكاب خطأ ما ولو
ببحر الصدفة .وكان عليهم أن يّتخذوا إجراءات مشّد د،ة للحماية من هذه الخطاء )إق أر عدد :1 ل ونها ًرا .وكانوا .(20-17 ، 15 ، 6-4 :4 ، 10 :3 ، 53-50لقد كان الكهنة يخدمون لي ً
يحافظون على البخور مشتعل دائمًا ويحافظون على الخبز طازجًا .وحافظوا على الوعية
المقّد س،ة -من دون ذكر أّنهم كانوا يقّد م،ون الذبائح لخطايا الناس كما أّنهم كانوا يقيمون الحتفلت والمأدبات .لقد كانوا يقتلون الحيوانات ويفصلون أعضاؤهم ويغسلون بالدّم من أجل خطاياهم وخطايا الشعب .ومّرةفي السنة ،مّرةواحدة فقط ،في يوم التكفير ،يستطيع رئيس الكهنة أن يدخل
طي مقعد الرحمة لكي ل تراه أعينهم إلى قدس القداس .وحتى في ذلك الوقت ،كان البخور يغ ّ
البشرّية وكانوا يرشون الدماء .كان المر بسيطًا :الدخول ومن ثم الخروج. يشعب مطيع
ظمة بهذا الشكل فحسب بل كانت كذلك حياة الناس أيضًا .فقد كان لم تكن حياة الكاهن من ّ
كّل شيء دقيقًا جّد اً .،فإن كنت ل تستطيع أن تدفع ثمن خروف عندها تعطي حمامًة )إق أر عن ولدة يسوع في لوقا .(24-22 :2إوان كنت ل تستطيع أن تعطي طائ اًر تعطي عندها بزور .وحتى في
هذه ،كان هناك قوانين متعّد د،ة تحّد د ،طريقة تقديمها استنادًا على كونها مشوية أو مطبوخة .لقد كان
ال جّد يً،ا فيما يتعّلق بقدسه ومجد اسمه .كان على الناس أن يحترموه وأن يكرموه .وعقوبة عدم
20
العمل بهذه القوانين – الرجم أو الحرق أو الدفن حّي أو الطعن -موجودة في الكتاب المقّد س.، وبعبارات أخرى "ل تقترب إوالّ تموت".
وكما ذكرنا سابقًا ،إن لم تسمع الجراس على ثوب الكاهن عندما يدخل إلى قدس القداس
يموت )خروج .(35 :28يستطيع المتعّبدين أن يجتمعوا للصلة وتقديم الذبائح في قاعات الهيكل وهناك كانوا يرنمون المزامير ويشاهدون ذبائحهم تقّد م ،إلى ال على المذبح العظيم .ولكن إن حاول
ض ر، أحد غير الكهنة اللويين )أو أحد قادة العبادة الذي اختاره ال( دخول الهيكل ،يموت .إوان ح ّ الرجال والنساء بخورهم الخا.ص أو زيت المسح بالمقادير والمكونات عينها المستعملة في الزيت
المقّد س ، ،بغرض شم الرائحة الذكّية ،يقطعون من شعب إسرائيل .إوان لم تغسل الجساد يموتون. ب ، ،يموتون. إوان تجّد ف ،على اسم الر ّ
قداسة تابوت العهد وكان التابوت موجودًا في قدس القداس في قلب الهيكل وهو كان رم ًاز لوجود ال المباشر
مع شعبه .ويصف الكتاب المقّد س ،تابوت العهد على أّنه "عّزه" و"جلله" )مزمور .(61 :78إوان لمست يّد النسان التابوت ،كانت العقوبة الموت على الفور .لذلك كانت الخشاب موثوقة دائمًا
بالتابوت لتفاجي هذا النوع من الحوادث .وعندما يحمل التابوت ،كان على السرائليين أن يبقوا على بعد ألف متر .إوان نظر أحدهم إلى قدس القداس من وراء الكاهن ،يموت .إوان لم يكن الدم موجودًا على الكاهن عندما يدخل قدس القداس ،يموت هو أيضًا.
ول حاجة إلى القول ،أّنه عندما يستولي العداء على التابوت ،كان يدفعون ثمن ذلك
ل التابوت ،سحق ال إلههم داغون ورماه على الرض ولعنهم باهظًا .فعندما أخذ الفلسطينيون مث ً ال بدمامل موجعة .وعندما أعادوه على ثور لرضاء إله اليهود ،تسلّل سبعون رجل إلى الداخل ،
وماذا حصل؟ ماتوا جميعًا )صموئيل الولى .(19 :6في الحقيقة بعد خمس مئة سنة على إعطاء
شريعة لمن يحق لمس التابوت وكيف ،لسمه أحدهم ،وماذا حصل؟ مات.
وسبب تعقيد العبادة في العهد القديم وجّد ي،تها هو إحداث حّس من الخشوع لشخ.ص ال
وعلقة السرائيليين به .لقد كانت ميزة من الطراز الّو ل .،،أي أّم ة ،أخرى حفظت كاملة من وسط أّم ة، أخرى؟ أي أّم ة ،أخرى حصلت على مثل هذه الشريعة العظيمة؟ أية أّم ة ،أخرى كان لها إله قريب
منها؟ )إق أر تثنية .(8-7 :4
ما هو سبب هذا النوع من الساليب؟ لسباب عديدة .يجب أن ل يكون أبناء ال كسولين أو متخاذلين في عبادتهم .فقد كانوا أّم ة ،مقّد س،ة .فما من أّم ة ،حصلت على ما حصل عليه السرائيليون .فقد أوصاهم ال أن يحفظوا جميع الوصايا :التعّلم والطاعة والحفظ والتعليم والدراسة
والسرد والحفظ .مّرةبعد مّرة ،وخاصة في سفر تثنية ،أظهر ال أّنه هناك فرق كبير بين شعبه وبين 21
شخصه ،وبينه وبين آلهة المم الخرى .وكان يظهر أّنه يبحث عن العبادة وأّننا بحاجة إلى العبادة
وأّن الحياة في الدم وأّن شعبه هو كنزه وأّن للعبادة ثمن وأّن ال كبير في العظمة ول يستهان به وأّن كّل شيء متعّلق بال هو مقّد س ،وأّن التقدمات التي تقّد م ،له يجب أن تكون مقّد س،ة .وقد كان بالفعل عهد مجد ،عهد مجد عظيم .ولكّنه كان أيضًا عهد موت ول قّوة فيه لتخلي.ص أحد.
عالم جديد وفيما نفّك ر ،بالعهد القديم والعهد الجديد تصبح الهّوة أكبر .إذ نحن نعبد "بجّد ة ،الروح ل بعتق الحرف" )رومية .(6 :7قال بولس "إذًا الناموس مقّد س ،والوصية مقّد س،ة وعادلة وصالحة) ".رومية ب قد سّر من أجل بّره .يعظمالشريعة ويكرمها) ".إشعياء .(21 :42إلّ (12 :7وقال إشعياء "الر ّ
أّنها ظّلت خدمة تجلب الموت .والخطأ وفقًا لكاتب الرسالة إلى العبرانيين ليس في الشريعة بل في
الشعب الذي لم يستطع أن يحفظ الشريعة .وكان هنالك حاجة إلى عهد جديد ،عهد أفضل وطريقة أفضل " ،طريقًا...حديثًا حّيًا) "...عبرانيين (20 :10من خلل الروح ومن خلل دم المسيح. لقد تغّير كّل شيء في العهد الجديد وأصبح أغنى وأعمق وذو معنى أكبر .فقد حصلنا الن على دم يسوع المسيح .فيسوع الن هو رئيس كهنتنا وقد دخل إلى المعبد الحقيقي في السماويات
الذي لم يصنع بأيدي البشر .والن يستطيع الجميع أن يدخل إلى قدس القداس من خلل حجاب جسد يسوع المسيح الذي ُبذل من أجلنا )عبرانيين .(20 :10يا لها من ميزة! يا لها من معجزة! يا لها من مسؤولية مقّد س،ة!
ويجب أن يحدث فينا العهد العظم ،عبادة أعظم وأمجد .فالعهد الفضل يجب أن يحدث
عبادة أفضل .والدم المقّد س ،يدعو إلى تضحية أعمق .والعهد الحّي يعني ترنيم فيه حياة أكثر. والعهد الذي يعطي الرحمة والسلم يحدث فينا عطش لن نكون مع ال .عبادة أفضل وأفضل ي "، وأغنى -ليس من القانون أو الشريعة ،من دم الثيران بل بالح ّ ق والروح " ،بدم العهد البد ّ
)عبرانيين .(20 :13كما يقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين ،
"لّنكم لم تأتوا إلى جبل ملموس مضطرم بالنّار إوالى ضباب وظلم وزوبعة
وهتاف بوق وصوت كلمات استعفى الذين سمعوه من أن تزاد لهم كلمة .لّنهم لم يحتملوا ما أمر به إوان مّس ت ،الجبل بهيمة ترجم أو ترمى بسهم .وكان المنظر هكذا مخيفًا حتى قال موسى أنا مرتعب ومرتعد .بل قد أتيتم إلى حبل
صهيون إوالى مدينة ال الحّي أورشليم السماوّية إوالى ربوات هم محفل ملئكة وكنيسة أبكار مكتوبين في السموات إوالى ال دّيان الجميع إوالى أرواح أحرار
مكّم ل،ين إوالى وسيط العهد الجديد يسوع إوالى دم رّش يتكّلم أفضل من هابيل
22
انظروا أن ل تستعفوا من المتكّلم .لّنه إن كان أولئك لم ينجوا إذ استعفوا من
المتكّلم على الرض فبالولى جّد اً ،ل ننجو نحن المرتّد ي،ن عن الذي من السماء
ل إّني ،مرة أيضًا أزلزل الذي صوته زعزع الرض حينئذ وأّم ا ،الن فقد وعد قائ ً ل الرض فقط بل السماء أيضًا .فقوله مّرةأيضًا يدّل على تغيير الشياء
المتزعزعة كمصنوعة لكي تبقى التي ل تتزعزع .لذلك ونحن قابلون ملكوتًا ل يتزعزع ليكن عندنا شكر به نخدم ال خدمة مرضية بخشوع وتقوى .لّن إلهنا
نار آكلة" )عبرانيين (29-18 :12
23
ال لمه الذي نعبد
24
أن نكون منشغلين كّليًا بمجد ال هو الشغف المستحوذ على المتعّبدين الحقيقيين الذي يعيشون لتمجيد اسم ال.
جون ماكآرثر ،جونيور أنا ل أجد مسيحيين ما عدا المدفن الديماسي ،لديهم شعور بما يكفي ومتيقظين للظروف من حولهم .هل
ي كلمة لدى أحدكم أّية فكرة ما هو نوع القّوة التي بين يدينا والتي ل ندركها؟ أو كما أعتقد التي ل نؤمن بأ ّ
منها؟ فالكنائس هي أولد تلعب على الرض بمواد كيميائّية ويخلطون مواد متفّج رة ،لقتل صباح الحد...
فمن الجنون أن تعتمر السيدات القبعات المزّينة للحضور إلى الكنيسة بينما علينا أن نلبس الخوذات .ويجب
أن يستخدم الوصيل مواد حافظة للحياة إواشارات ،إذ عليه أن يشّد ن،ا إلى مقاعدنا.
آني ديلر
نحن نأتي من العالم ونبحث طوعًا عن الحقيقة بأعمق مستوياتها من خلل التعّر ف،إلى ال ومن خلل يسوع المسيح والتجاوب مع دعوته.
جيمس وايت
25
4
المقابلة "وخاف وقال ما أرهب هذا المكان .ما هذا إلّ بيت ال وهذا باب السماء".
)تكوين (17 :28
"فقلت ويٌل لي إّني ،هلكت لّني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعٍب ب الجنود) ".إشعياء (5 :6 نجس الشفتين لّن عينّي قد رأتا الملك ر ّ
تنبع العبادة الحقيقّية من مقابلة ال .فنحن نرى ال في العبادة من خلل أعين قلوبنا .فنرى
ونتذّو ق ،أن ال جّيد ونتجاوب من خلل هذه الرؤيا .فال حول شعبه كما "أورشليم الجبال حولها"
طي وشاح أعيننا لكي ل نرى طي السحاب قمة الجبل كذلك يغ ّ )مزمور .(2 :125ولكن كما يغ ّ
مجده .هو موجود ولكن محجوب عن نظرنا.
ويسّج ل ،الكتاب المقّد س ،مّراتعديدة أزال فيها ال حجاب الحرير لبرهة وأظهر طرف من
مجده وقّو ت،،ه للنسان .وفي كّل مّرةفعل ذلك ،كانت المقابلة عظيمة -إن لم تكن مرعبة .وفي كّل مّرةقابل فيها النسان ال ،لم يكن هناك حاجة إلى الحث؛ إذ كان المؤمنون يجثون من تلقاء أنفسهم إذ يغلبهم الخشوع) .إق أر كورنثوس الولى .(25 :14
وفي كّل من هذه المّرات ،كان النسان يسقط أمام ال .عندما جّد ف ،بلشاصر على ال
مستخدمًا آنية الهيكل ليشرب فيها الخمر من أجل آلهته ،ظهرت أصابع يد إنسان وكتبت على
الحائط .عند ذلك تغّيرت هيئة الملك وانحّلت خرز حقويه وسقطت ركبتيه )دانيال .(6 :5وكان
إشعياء قد "هلك" وذهل تمامًا عندما راى قدوس إسرائيل )إشعياء .(5 :6وبعدما رأى رؤى من عند ل ومرتعشًا )حزقيال .(15 :3 ، 1:1كما خاف ال ،جلس حزقيال على ضفة نهر خابور مذهو ً
دانيال وخّر على وجهه )دانيال .(27 ، 17 :8أما أيوب فأغلق فاه وقال " ،قد طرحني في الوحل
فأشبهت التراب والرماد" )أيوب .(19 :30أما الحراس على قبر يسوع " ،ارتعد الحّراس ...وصاروا ت عند رجليه كأمواٍت " ) ، ،متى (4 :28وقال الرسول يوحنا بعد أن رأى مجد يسوع المسيح "سقط ُ كميٍت ) "..،، .رؤيايوحنا .(17 :1 أن نرى ال وجهًا لوجه يعني الموت .وقد قيل لموسى الذي أراد أن يرى مجد ال ،ما يلي: ب هوذا "وقال ل تقدر أن ترى وجهي .لن النسان ل يراني ويعيش .وقال الر ّ
عندي مكاٌن ، .فتقف على الصخرة .ويكون متى اجتاز مجدي أّني أضعك في
26
نقرٍة من الصخرة وأسترك بيدي حتى أجتاز .ثم أرفع يدي فتنظر ورائي .وأما
وجهي فل ُيرى" )خروج (23-20 :33
ب ) "..،،.مزمور .(5 :97والسماء وفي لغة الشعر "ذابت الجبال مثل الشمع قّد ا،م الر ّ والرض تهرب من وجهه لّنه "لم يوجد لهما موضٌع) ".رؤيا .(11 :20وعندما يحين يوم الدينونة ،
ب )تسالونيكي الثانية .(8 :2وسيصرخ الرجال لكي تسقط سيضمحل الشّر عند رؤية مجد الر ّ
عليهم الجبال ليهربوا من "عن غضب الخروف" )رؤيا .(16 :6ولكن لن يكون هناك جبال لتسقط عليهم لّن جميعها ستذوب وستهرب.
دخول حضرته وبالتأكيد ل يكون إظهار ال لشخصه مرعبًا دائمًا .إلّ أّنه اليوم ما زال الله العظيم فهو لم
يتغّير ولم يتبّد ل..." -،معت ًاز في القداسة .مخوفًا بالتسابيح .صانعًا عجائب) ".خروج .(11 :15 فهو مازال حقيقياً وقريبًا. وبالرغم من أّن ال موجود في كّل مكان وهو يمل الكون إلّ أّن عبادته هي لقاءًا مهوبًا
وممّي ًاز من الوقوف في حضرته -في مكان وزمان محّد د،ان .علينا أن نذكر أّنه كان على إسرائيل أن "تحضر" أمام ال ،و" تجتمع كرجل واحد" أمامه ،وأن تجتمع أمام خيمة الجتماع " ،لتأكل في حضرته" في الحتفالت والمآدب وأن "تدخل إلى حضرته بمدح" .وعندما نعبد ال معًا اليوم ،نحن
نكّر س،حدث محّد د ،الزمان والمكان لنجتمع أمام السرمدي والكّلي الوجود.
لقد عّلمنا يسوع "أّنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلثة باسمي فهناك أكون في وسطهم" )متى
.(20 :18هو دائمًا معنا إلّ أّن هذا العلن يشير إلى وجوده بمعنى مختلف .وقد أشار بولس
إلى هذا المر عندما كتب ما يلي في رسالته إلى أهل كورنثوس" :باسم رّبنا يسوع المسيح إذ أنتم
وروحي مجتمعون مع قّوة رّبنا يسوع المسيح" )كورنثوس الولى .(4 :5وكل هذه اليات تشير إلى
وجود يسوع معنا لعمل معّين من إدانة الكنائس وتأديبها ،وهي تظهر أّنه "موجود" بشكل خا.ص ب ما يلي" :لّن الذي يأكل عندما نجتمع معًا كجسد .وكتب بولس بعد ذلك بخصو.ص عشاء الر ّ
ب " ) ،كورنثوس الولى :11 ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونًة لنفسه غير ممّيز جسد الر ّ
ب ب وأّن الر ّ ب وأّننا جزء من عشاء الر ّ .(29علينا أن نذكر كّل يوم أحد أّن هذا اليوم هو يوم الر ّ في وسطنا بقّوة وتمّيز .فهو يتنقل بين الضواء والكنائس بأعين تلمع وتخترق حياة الشركة وتفح.ص قلوبنا وأذهاننا مباركة أبناء برنابا ولعنًة أبناء حنانيا )أعمال الرسل ، 5-4رؤيا .(3-2
27
وتولد العبادة من هذا النوع من اللقاء ومن إدراك ووعي لوجود ال في وسطنا .يظهر ال نفسه لنا ونحن نستجيب لهذه الرؤيا .وقد نستجيب لمحّبته وصليبه وخلقه وسيادته ولعمله من أجلنا.
ب قّد و،سكم خالق إسرائيل ملككم" )إشعياء .(15 :43 فهو "الكائن" المشاهد الوحيد" .أنا الر ّ
وكّلما زاد إدراكنا لوجود ال في وسطنا تصبح عبادتنا أكثر حقيقة وغنى .ونحن إن ل نعي
ال في صلتنا وترنيمنا وكسر الخبز فنحن ل نتعّبد على الطلق ،بل نصّلي لنفسنا أو بكّل بساطة "تتكّلمون في الهواء" )كورنثوس الولى .(9 :14ونحن إن لم نِع أن ال موجود ،ل نجثو في العبادة بل نتكّلم في الهواء فقط .إوان فشلنا في فهم من يدعونا إلى التضحية ،فنحن ل نعطي هذا
المال إلى ال بل إلى الصحن الموضوع فيه .تخّي ل ،زوج في موعد لهم وهم يتحّد ث،ون .أل يبدو لك غريبًا أن ل ينظروا أبدًا إلى بعضهم البعض وأن ينظروا من حولهم فيما هم يتكّلمون؟ ومن السهل
أن تصل عبادتنا إلى هذا المستوى إن لم نرّك ز ،على حقيقة وجود ال -ليس فقط بيننا بل في وسطنا
أيضًا.
وأنا لن أنسى أبدًا المحادثة التي حصلت بيني وبين مارتين بينتلي منذ حوالي ثمانية عشر
سنة .لقد قال لي كما لو كان يدلي بالوصية الحادية عشر أو كما لو كان موسى بنفسه " ،ل تدفن
ملئكتك يا هنري ".يا لها من فكرة! ونحن في الحقيقة أتينا إلى "ربوات هم محفل ملئكة" )عبرانيين (22 :12وهم فرحين لنهم واقفون في حضرة ال )متى .(10 :18ونحن ندفن ملئكتنا بالفعل عندما نحيا حياة يأس ولكن أسوأ من ذلك قد نحرجهم عندما نقّد م ،عبادة ناقصة غير نابعة من القلب.
لماذا؟ لّننا نتمّتع بميزة علقة مع ال التي يصبو إليها الملئكة أيضًا .فنحن عروس المسيح ،زوجة الخروف ،سبب هذا الكون والملئكة تخدمنا .هم يرون أشياء ل نراها نحن ولكن نحن نملك شيء
هم يتمّنون أن يحصلون عليه )بطرس الولى .(12 :1هل يمكن أن يكون المدعوون متحّم س،ين
أكثر من العروس نفسها؟ صعب جّد اً .،إلّ أّنه يمكن لهذا المر أن يحصل عندما نكتفي بمجرد القدوم إلى الكنيسة بدل من لقاء ال.
العبادة هي اللحظة المقّد س،ة في حياة النسان التي "يجتاح فيها ال روح النسان" )اقتباسًا
من جملة ر.سيز سبرول .لذلك كانت عبادة داود غنّية لهذه الدرجة .إق أر المزامير ولحظ كيف كان
ال مباش ًار مع داود .لقد كان هذا الخير ملتزمًا تمامًا ،يستعيد ويتذّك ر ،ويفرح -لّنه "عاين" إلهه ق من حياته .هذا هو نوع العبادة التي علينا أن نجتهد لنحصل عليها بكّل كياننا. بوضوح في كّل ش ّ
فال موجود بقربنا ودعوته أكيدة..." :أفغر فاك فأمله) ".مزمور " ، (10 :81كفّوا واعلموا أّني أنا ال) ".مزمور " ، (10 :46اخلع حذاءك من رجليك" )خروج ..." ، (5 :3أحني ركبتي لدى أبي
رّبنا) "...أفسس ..." ، (14 :3فاستعد للقاء إلهك) "...عاموس " ، (12 :4ادخلوا أبوابه بحمد دياره" )مزمور " ، (4 :100تقّد س،وا) "...يشوع .(5 :3
28
عندما نسمح ل بأن يدخل إلى هذا الحّد في حياتناونصّلي بالروح ونعبد بالروح ونرنم ترانيم
روحّية بكلمات روحّية .ومن ثم يتمّج د ،ال فينا لّننا مكتفين به .فنحن مغّلفين ومملوئين بحضرته. ب ، .وهناك نتذّو ق،سّره فقد أتينا إلى نوره العظيم ونحن نعلن مجده كّليُا .وهكذا نتقّد م ،أمام عرش الر ّ ونلمس عظمته.
في بيت ال هذا ،نحن نعاين قّوة ال ومجده ونحتفل بمحّبته .وهو يجدنا هنا إذ هو يطلب عبادتنا .ويوقظنا هنا الله الحّي ويحملنا الحبيب ،يوقظنا خالقنا ويحضننا ويرفعنا ويقّب ل،نا الب ،
أبانا .ونحن محمّيين هنا بوجوده ومحاطين بترانيم النجاة )مزمور .(7 :32ونحن بأمان هنا في هذا
المكان المقّد س ،وتجد قلوبنا القّوة والراحة .وهذا السلم والراحة ليسا فقط تعبير عن العبادة بل هي
ل وتفيض من لقائنا مع ال. تجلب أيضًا لّذ ة ،كبيرة ل .فالعبادة تنبع أّو ً إدراك أعمق
ب الجنود عندما تقّد م ،عبادتك. إن كنت مثلي ،فأنت تنسى مّرةبعد مّرةأّنك أنت في حضرة ر ّ
وقد تنسى هذا المر مرات كثيرة .وللسف ،ل أستطيع أن أعّد المّراتالتي أتيت فيها إلى اجتماع
عبادة في الكنيسة ورّنمت ليسوع واشتركت بكسر الخبز وتمّتعت بحياة الشراكة وأعطيت للمحتاجين وقرأت وصليت باسم يسوع المسيح ،ولّك ن،ي كنت غير مدرك لوجود ال في وسطنا .ليس أّنني كنت
أفّك ر ،بالرياضة والحذية أو ألوان الستائر )بالرغم من أّنني قمت بذلك في بعض المرات( ،ولكن في
العمق على المستوى الجوهري ،كنت مشوشًا أو غير مركز أو أمسك بزمام المور .وهذا نوع من عدم الخشوع وحتى نوع من عدم اليمان الذي هو ليس عبادة على الطلق.
ولسوء الحظ يمكن أن تتلّو ث،اللحظات التي نقّد م ،فيها العبادة .ولكن يجب أن ل يفاجؤنا
هذا المر .نحن أشخا.ص ضعفاء وبما أّن العبادة أمر مهّم جّد ًا ،يجب أن نتوّقع أّن الشيطان
سيحاربنا ويحاول أن يلهينا .ومن الممكن أن تخطر في بالنا أفكار سخيفة خلل أوقات العبادة الحميمة أو خلل كسر الخبز ،أو حتى أفكار خطّية وشريرة .وأتمنى أن ل يكون المر عادة إلّ أّنه يحصل .هل تذكر أّو ل،كسر خبز حصل؟ في اللحظة التي أخذ فيها يهوذا الخبز من يسوع دخله
الشيطان )يوحنا .(27 :13لذلك يجب أن ل نشعر بالحباط .فال يعلم أّننا ضعفاء وأّننا ننسى
وأّننا من التراب .ويجب أن ل نقسى على أنفسنا عندما يحصل هذا المر بل علينا أن نستعيد بلطف ونذّك ر ،أنفسنا بالمر الذي نحن جزء منه -كلما دعت الضرورة .وعلينا أن نعترف بصمت ونكمل
العبادة .يجب أن ل نجلد أنفسنا" .فاثبتوا إذًا في الحّر ي،ةقد حررنا المسيح بها) "...غلطية .(1 :5 فهم ال
29
كيف يمكننا أن نفهم بوضوح هذا الله غير المرئي خلل العبادة الجماعّية؟ أعتقد أّن المفتاح الساسي هو ما نقوم به خلل الستة أيام المتبّقية .إذ يجب أن نفهم ال بتفاصيل كّل يوم وليس فقط يوم الحد .فقد كان هذا هدف ومجد شريعة إسرائيل.
وعلينا أن نصّلي كما فعل كاتب المزامير " ،اكشف عن عّيني فأرى عجائب من شريعتك"
)مزمور .(18 :119وسفر لويين ليس بقراءة ممّلة بل هو يتضمن عظمة ال وتكريسه .فهو
يحتوي على أمور "رائعة" .كما أّن طقوس المعبد ليست أقرا.ص منّو م،،ة بل هي كنز إن فتحنا أعيننا.
فقد أرغمت الشريعة شعب إسرائيل على إدراك وجود ال .فقد مّس ت ،قوانينها جميع شقوق حياتهم مثل الزرع والحصاد والنظافة والطبخ واللباس واللحية والواني والرض والبذور والحيوانات والذبائح
ل إلى دفن جسد والمرض والتقدمات والدين والستعارة والعادة الشهرّية والزواج والخبز وعفنه وصو ً
ب إلهك سائر في وسط محّلتك" )تثنية .(14 :23فقد كان فريضة عليهم أن النسان -لّن "الر ّ
يحبوا ال وكلمته 24ساعة في اليوم .فكان يجب أن تتلى عليهم كلمة ال وأن يلتصقوا بها وأن
ينقشوها على أبوابهم وأن يتكّلموا بها ويحفظوها من الصباح إلى المساء .لقد فعل ال ذلك لكي يفكر
به شعب إسرائيل وأكثر من ذلك لكي يصبح جزءًا من حياتهم.
ويمكن أن نتعّلم درس من كّل هذا .فنحن إن لم ندرج ال في المور الصغيرة و"العادية" كيف يمكننا أن نفهمه في المور العظم -مثل العبادة؟ فكما قال بولس ، "فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئًا فافعلوا كّل شيء لمجد ال"
)كورنثوس الولى (31 :10
"اشكروا في كّل شيء .لّن هذه هي مشيئة ال في المسيح يسوع من جهتكم". )تسالونيكي الولى (18 :5
ب قريب .ل تهتموا بشيء) "...فيلبي (6-5 :4 "...الر ّ "اهتموا بما فوق ل بما على الرض) ".كولوسي (2 :3
"...مستأسرين كّل فكر إلى طاعة المسيح" )كورنثوس الثانية (5 :10
وقد عاش داود كما بولس من خلل هذه الحقيقة. ب أمامي في كّل حين) "...مزمور (8 :16 "جعلت الر ّ
30
لقد كان ال حقيقّيًا جّد ًا ،بالنسبة إلى داود .إذ لم يكن داود مدركًا فقط بل مدركًا جّد ًا ،وجود
ال .ووفقًا لوليم بليك ،ل نستطيع أن نرى ال ب"أعيننا الفانية" ولكن لسنا مضطرين إلى ذلك.
فال واضح جّد ًا ،لكّل من يسير باليمان وليس بالنظر .وكما قال آساف:
"في البحر طريقك وسبلك في المياه الكثيرة وآثارك لم تعرف) ".مزمور :77 (19
موعد إق أر بتمّعن الملحظات التالية إن أردت أن تعّم ق ،إدراكك بوجود ال خلل أوقات العبادة.
إفتح عينيك .لقد قال يسوع " ،أبي يعمل حتى الن) "...يوحنا .(17 :5ال يعمل من أجلنا .فبدًأ
ل إلى المور الدنيوّية ،فال يصمم تفاصيل حياتنا -توقيت المور وتبادل من العجائب وصو ً
الكلمات وتصرف الخرين معنا والمور الجّيدة والمور السيئة والرق والسهم التي نتلقاها -وحتى
في اللم وخاصة خلل اللم )رومية .(28 :8
فّك ر ،بمثل يوسف -كره إخوته والقمي.ص الملّو ن،،ة والحلم والبئر ومشاعر روبن وحافلة
المديانيين ومنزل فوطيفار وشكله الوسيم وشهوة إمرأة إواتهامات بالغتصاب والسجن والحلم
والتفسيرات ونسيان الخدمة وأكثر من ذلك بكثير .وفجأة وبعد ثلثين سنة من الّتضاع والستبعاد ، فقد تحّو ل،يوسف من الهاوية إلى القّم ة ،في يوم واحد .فقد أصبح يوسف حاكماً على "كّل أرض
مصر ".وأبًا لفرعون "...و"يحيي شعبًا كثي ًرا) ".تكوين .(20 :50 ، 8 :45 ، 43 :41أين كان ال
ب مع يوسف) "...تكوين .(23 ، 2 :39 خلل هذا الوقت؟ "وكان الر ّ
ال هو القائد العظيم ،فهو يقود حياتنا بتوافق مع أهدافه بمجموعة من الظروف .ونحن إن
لم نشعر بوجود ال أو لم ندركه خلل ما تبقى من السبوع ،كيف يمكننا أن ندرك بالفعل بوجود ال في أوقات عبادتنا؟
آمن.
"وأّم ا ،اليمان فهو الثقة بما يرجى واليقان بأمور ل ترى .فإّنه في هذا شهد للقدماء) ".عبرانيين (2-1 :11
"ولكن بدون إيمان ل يمكن إرضاؤه لّنه يجب أّن الذي يأتي إلى ال يؤمن بأّنه موجود وأّنه يجازي الذين يطلبونه) ".عبرانيين (6 :11 "باليمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك لّنه تشّد د ،كأّنه يرى من ل يرى) ".عبرانيين (27 :11
31
"لنتقّد م ،بقلٍب صادق في يقين اليمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقّي ") ،عبرانيين (22 :10
ي لدرجة أن يعمينا عن "إنارة معرفة مجد ال في ي تمامًا كاليمان .فهو قو ّ عدم اليمان قو ّ
وجه يسوع المسيح" )كورنثوس الثانية .(6 :4كان هذا الفرق بين أليشع وخادمه حيجزي .فلم
يستطع هذا الخير أن يرى إذ كان خائفًا إلّ أّن أليشع استطاع أن يرى وشعر بالسلم .فصلى " ،يا
ب افتح عينيه) "...ملوك الثاني .(17 :6ولم يطلب إليشع الملئكة بل كانوا هم موجودين .لقد رّ علم ذلك ولكن حيجزي لم يفعل.
أطلب..." .ولستم تملكون لّنكم ل تطلبون) ".يعقوب .(2 :4وكذلك فعل بولس " ،مستنيرة عيون
أذهانكم" )أفسس .(18 :1وكذلك فعل موسى " ،فقال أرني مجدك) ".خروج (33وفعل داود كذلك ، "واحدةً أسأل" )مزمور .(4 :27 الرغبة .يريد ال أن يظهر نفسه لنا إلّ أّنه حذر .فهو يظهر متخّفي ليس فقط خلل الوقات الصعبة ،خلل "ليالي الروح المظلمة" بل كإمتحان لعطشنا له .فهو يبارك من يطلبه ويبحث عنه ل " ،من هو ذا الذي أرهن قلبه ليدنو إلّي ) "..،،.إرميا .(21 :30 )أمثال .(5-1 :2هو يدعونا قائ ً ب فيعطيك سؤل قلبك". هو يجازي من يأتي إليه ويطلبه بإلحاح )عبرانيين " .(6 :11وتلّذ ذ ،بالر ً )مزمور .(4 :37ومّرةأخرى ،نتشّبه بداود الذي هو أشهر متعّبد ل في الكتاب المقّد س.، ب كّل أيام حياتي ب إواياها ألتمس .أن أسكن في بيت الر ّ "واحدة سألت من الر ّ
ب وأتفّر س،في هيكله) ".مزمور (4 :27 لكي أنظر إلى جمال الر ّ
"كما يشتاق اليل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا ال .عطشت نفسي إلى ال إلى الله الحّي ،.متى أجيء وأتراءى قّد ا،م ال) ".مزمور :42 (2-1
ب من ال واضحة في المزمور التالي: ومّرةأخرى نجد رغبة داود بالتقر ّ "يا ال إلهي أنت .إليك أبّك ر .،عطشت إليك نفسي يشتاق إليك جسدي في
أرض ناشفة ويابسة بل ماء لكي أبصر قّو ت،،ك ومجدك كما قد رأيتك في قدسك. لّن رحمتك أفضل من الحياة .شفتاي تسّبحانك .هكذا أباركك في حياتي.
32
ي ،.كما من شحٍم ودسٍم تشبع نفسي وبشفتي البتهاج يسّبحك باسمك أرفع يد ّ فمي إذا ذكرتك على فراشي .في السهد ألهج بك) ".مزمور (6-1 :63
لحظ أّنه يرغب بأمر بعمق ويعرف ما يريد ويعّبر عن عاطفته ويضرب الوعود وهو واثق
من البركة .فال هو هوس داود العظم وعطشه فهو يصبو إليه وهو حياته .ول يستطيع أن يوقف نفسه -حتى في فراشه في منتصف الليل ،فهو بكّل بساطة يريد ال. التكريس والصلة .وتحضير قلوبنا من أجل العبادة -كغسل أنفسنا من خلل العتراف والتفكير ب ، .فهي "النعم" للدعوة وال"آمين" لوعد البركة. ض ر ،الطريق للر ّ باللقاء مع ال -يح ّ
التذّك ر" .،كفوا واعلموا" )مزمور -(10 :46هدئ نفسك وأدرك وجود ال .فال يعلم أّننا ضعفاء وهو إله النعمة .وقد نحتاج أن نذّك ر ،أنفسنا بلطف بهذا المر مرات عديدة خلل اجتماع الخدمة ولكن ل
بأس بذلك .ولكن في الوقت عينه إن تشتت تفكيرنا كثي ًرا ،فلدينا إذًا مشكلة نحتاج إلى العتراف بها ومعالجتها.
سّلم أعباءك .لماذا يصّلي التلميذ لكي يتركوا أعباءهم في الخارج؟ فهذا أمر يشتت التفكير .بل على العكس أحضرها معك ،ووفقًا للرسول بطرس ،ألقها على ال الذي يعطينا السلم )بطرس
الولى .(7 :5وعندها سيحفظ سلم ال قلوبنا وعقولنا في المسيح يسوع.
شارك كّليًا .دّر بنفسك لكي تكون منخرطًا كّليًا في الخدمة .إفتح كتابك المقدس ورّنم واتبع
الصلوات -كلمة بكلمة إن لزم المر .وعندها سيكون لل"آمين" معنى .وقد يكون المر صعبًا
أحيانًا ولكن يجب أن ل نسمح للخرين أن يأّثروا على نوعية عبادتنا أمام ال .كان على داود أن يتعامل مع نساء مثل أبيجايل أما حّنه فكان عليها أن تتعامل مع أولد عالي ودانيال تعامل مع السود .هل توّقف يسوع لّن المجمع مليء بالفريسيين؟ وهل توّقف بولس وسيل لّنهم كانا
مسجونين وعراة ومجلودين ومحاطين برجال شرسين؟ ليس على الطلق .بل كانا من دون أي نوع من التذّم ر" ،يصليان ويسبحان ال) "...أعمال الرسل .(25 :16
ل الشخا.ص الذين يقودون إجتماع الخدمة .فهي ميزة كبيرة ومسؤولية يجب أن يقودنا فع ً
كبيرة بأن يأخذونا إلى حضرة ال ومن ثم الكلم .ولكن إن كان الشخا.ص الذين يقودون "ل
يساعدون أحد" بسبب نق.ص في الموهبة أو النضج -فلماذا أسمح لهذا المر بأن يحرمني من تجربة العبادة الرائعة؟ فإن كان المسيح في وسطنا ،فيمكننا دومًا أن نقّد م ،عبادة عظيمة.
33
فقادة العبادة في كنائسنا ،هم مثل كّل الشخا.ص الذين يقودون ،خّد ا،م ال وهبة للكنائس
)أفسس .(11-10 :4بعضهم أقوى من الخر أو أكثر حيوّية أو لديهم تجربة أوسع وقد يكونون-
يرنمون بطريقة أفضل! كما أّن يسوع موجود في أقّل واحد فيهم.
• دعونا نرّنم ليسوع نفسه كما لو كان يسوع بقربنا ،كما لو كان هو قائد الترانيم وكما لو كان يسوع نفسه يقّد م ،الخبز والنبيذ .إوان فعلنا ذلك ،سيكون كّل إجتماع عبادة لقاء مع ال.
34
5
كورام ديو فجأة أحس الخلد بعظمة كبيرة أضعفت عضلته وأحنت رأسه وخرست أقدامه في الرض .لم يكن أم ًار مرعبًا -وهو شعر بالفعل بسلم وسعادة رائعين -إلّ
ي شيء ،أدرك أّنه على مقربة من أّنه كان شعور سحقه ومن دون أن يرى أ ّ
أمر عظيم.
هينز سيلنغ
العبادة هي الوقوف أمام حضرة ال .وعلى كّل متعّبد أن يعلم بيقين أّن ال موجود وأّنه طى بدّم يسوع المسيح سوف يقف يجازي من يطلبه من كّل قلبه )عبرانيين .(6 :11وكّل ابن ل مغ ّ أمامه في السماويات وعليه أن يتقّد م ،إليه بصدق وثقة اليمان )عبرانيين .(22-19 :10 في حضرته ماذا يعني أن نقف "كورام ديو" " ،في حضرة ال"؟ الوقوف أمام ال يعني أن نكون محاطين بالعظمة .فال عظيم ورائع .ونحن نتقّد م ،أمام من يسكن في النور والذي يشّع نو ًرا) .إق أر تيموثاوس
الولى 16 :6ومزمور .(4 :76
ي وفي حضرته نقابل القّد و،س .فال عظيم في القداسة -وهو مختلف إختلفًا كبي ًار عن أ ّ شيء في هذه الخليقة .فهو عظيم في القداسة وكّلي ومختلف تمامًا عّنا .فهو العلي والبعيد تمامًا
ل عّنا .فال مقّد س ،لدرجة أّن ملئكته الذين هم من دون خطّية ،يندهشون لقداسته ويصرخون لي ً ونها ًرا " ،قّد و،س ،قّد و،س ،قّد و،س" )إشعياء ، 3 :6رؤيا .(8 :4هو نار آكلة إواله غيور ،وهو إله يكره ويزدري بالخطّية ويرفض وجودها أمامه.
ونحن في حضرته ،محاطين ومغمورين بالمحّبة" .ال محّبة" )يوحنا الولى .(8 :4فهو حبيبنا ونحن حبيبته .فقد غمرنا ال بمحّبته ونعمته )أفسس .(7-4 :1فهو يتحّد ا،نا ويشّج ع،،نا ،لكي
ندرك "مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعلو وتعرفوا محّبة المسيح وفائقة المعرفة لكي تمتلئوا إلى كّل ملء ال) ".أفسس .(19-18 :3
وفي حضرة ال نواجه الحقيقة .الحقيقة رقم .101فباليمان تشّد د ،موسى "كأّنه يرى من ل
طى بوشاح وصامت يرى" )عبرانيين (27 :11وباليمان نحن أيضًا نرى من ل يرى .فال مغ ّ
لذاننا ومتخّفي عن حواسنا ،إلّ أّنه هنا الن بكّله .فهو أكثر واقعية من أي موجة يبعثها التلفاز أو
35
جهاز الراديو التي تبث الن .ونحن ل نشعر بهذه الموجات الكثيرة إلّ عندما نشّغ ل ،هذه الجهزة
رغم أّنها موجودة -وكذلك ال .فهو ل يتنّقل في مكان آخر بل هو دائمًا "أهيه" )خروج .(14 :3 فهو الله الذي يراني ويلحظ المور .فهو أقرب من يدي ومن قبلتي وأكثر حيوّية من الهواء الذي
أتنّش ق،ه .فهو يتفّش ى ،مثل الوكسجين الذي يدخل إلى رئتّي ويمّر بدمي ويحيي كّل خلية في جسدي. ب وحميد جّد ًا ،وليس لعظمته وفي حضرته نحن مغّلفين بالعظمة والروعة" .عظيم هو الر ّ ب من يخبر بكّل تسابيحه) ".مزمور :106 استقصاء) ".مزمور " .(3 :145من يتكّلم بجبروت الر ّ
.(2فعظمة ال تتخطى الخيال البشري وتضمحل أمامها حكمة النسان وفلسفته وهي تمحو كّل أثر
للعجرفة و الكبرياء .وهي بالفعل إثبات للوهية ال )إق أر أيوب .(14-9 :40فكّل شيء ُخ ل،،ق يعلن عظمته ومجده -كّل نجمة وزهرة وكنيسة وكّل عنصر وكّل رجل إوامرأة .فجميعها تعلن طبيعته اللوهية وقّو ت،،ه البدية إوامتداد حكمته وجماله .ونحن نتكّلم ونرّنم أمام هذا الله.
ب الجنود" )تكوين .(1 :17فقّو ت،،ه ونحن في حضرته أمام قّوة ل توصف .فهو الشادي " ،ر ّ السرمدّية تحيي كّل نفس حّية .فليس له إلّ أن يتنّفس أو أن يرغب فيخلق .فهو "تكّلم فدعا الرض
من مشرق الشمس إلى مغربها) ".مزمور (1 :50ويعرف كّل نجمة بالسم "ويدعو الشياء غير
الموجودة وكأّنها موجودة) ".رومية .(17 :4فقد خلق الكون وكّل ما فيه من ل شيء .ويفتح يداه فُيلّ،بي رغبات كّل نفس حّية )مزمور .(16 :145 ونحن ل نأتي بكّل بساطة إلى الكنيسة بل نحن أمام دعوة ملك .نحن ل ندعو ال بل هو
ب بين ب الجنود " ،أنا ملك عظيم...واسمي مهي ٌ ب الرباب .فيقول ر ّ يدعونا .فال هو ملك الملوك ور ّ المم" )ملخي ..." .(14 :1هو يفعل كما يشاء في جند السماء وسّك ا،ن الرض ول يوجد من
يمنع يده أو يقول له ماذا تفعل) ".دانيال .(35 :4فجميع المم كأنها ل شيء أمامه ،كقطرة ماء في يده أو غبار على ثوبه .ل يستطيع أحد أن يقول له "ماذا فعلت؟" أو "لماذا فعلت هذا؟" ل يستطيع أن يخّر ب،خططه أو أهدافه .فهو خلق كّل ما هو مرئي وغير مرئي .هو حاكم كّل شيء وهو يحكم بقين ل يتزعزع .وهو يتعامل مع ملك وثني كأّنه "خادمه" )إرميا (9 :25أو "حليفه المختار" )إشعياء (14 :48أو "عصاه" )إشعياء (15 :10أو "مغسلته" )مزمور (8 :60أو "مسيحه" )إشعياء (1 :45و"راعيه" )إشعياء (28 :44لتحقيق أهدافه .فال يعرف خططهم )أعمال الرسل .(28-27 :4هم يفرغون وال يكّلل )مزمور .(2هم يفعلون ولكن ال يقّر ر .،،وكما نرى الكتاب المقّد س ، ،فإن كّل ملك أو كّل حاكم هو أداة ال لعادة مجد إسرائيل إواعادة بناء الهيكل ولخدمة الكنيسة وأهدافه السرمدية )أفسس (23-21 :1وعندما ينتهون من خدمته يقول عنهم
"غطاؤك الدود )إشعياء .(11 :14وعندما اختلف الملوك مع ال على نقطة ما ،حوّلهم ال إلى حيوانات وحّو ل،أنهرهم إلى دماء وحضاراتهم إلى رماد .فهو ملك الملوك.
36
ي ،. في حضرته أتذوقه وأغرق في دم فاد ّ
كم ثمين هو السيل الذي جعلني أبيض كالثلج ليس هناك نبع آخر أعرفه غير دّم يسوع المسيح. نحن ُم ْل،ك يسوع .هو يملكنا .فقد اشترانا بدّم ه ،البدي ،دّم العهد البدي )أعمال الرسل :20
.(28فنحن لسنا ملك لنفسنا بعد الن .نحن مغموسين في دم عروق عمانوئيل ،حصلنا على
"الفداء بدمه غفران الخطايا) "...أفسس ..." .(7 :1وبدون سفك دم ل تحصل مغفرة" )عبرانيين :9 .(22نحن نأكل جسده ونشرب دمه )يوحنا ، (53 :6دم مسفوك ودم مرشوش ودم مغسول ،دم ظف ويبّيض هو دم مقّد س ،وثمين ،دم يقيم الموات .المسيح هو الدماء على لباسي ،قلبي يطّهر وين ّ وضميري .هو الدم في فمي وعلى عتبة منزلي ،هو خروف ذبح قبل إنشاء هذا العالم )رؤيا يوحنا
.(8 :13هل يمكننا أن نحّو ل،نظرنا على هذا الكم من الدماء أو أن ل نبالي بهذا الخل.ص الثمين؟
هل يمكن أن نتعامل مع دم العهد الذي يطهّرنا على أّنه امر غير مقّد س) ،عبرانيين (29 :10أو أن
نشترك "بدون استحقاق" )كورنثوس الولى (27 :11في جسد المسيح ودمه لحظة كسر الخبز؟ ماذا يحصل إن فتح ال أعيننا لنرى كمية الدماء الهائلة -الدم المقّد س ، ،دم خالقنا؟ الشرب بدون
استحقاق يعني تدمير أرواحنا .وفهم هذا الدم وجماله يعني تسبيح ال بكّل كياننا .فجوهر البدّية هو الخروف الذي ذبح )رؤيا .(5 هذا هو ال الذي نعبده ،هذا الله الذي نلتقيه وفي حضرة هذا الله -الذي هو معنا ويسمعنا ويلحظ كّل شيء ويبارك عبادتنا أو يلعنها -والذي نأتي إليه .دعونا نتوقف ونعرف.
دعونا نخلع أحذيتنا ،نجثو ،نسجد؛ ونعبد بطريقة مرضية بخشوع. ال يتأّم لم "الباّر يتأّم ل) "...،أمثال (12 :21
ب ، .رأى جميع بني البشر .من مكان سكناه تطّلع إلى "من السموات نظر الر ّ
جميع سّك ا،ن الرض .المصّو ر،قلوبهم جميعًا المنتبه إلى كّل أعمالهم" )مزمور (15-13 :33 ب الذي تكّلم معها "أنت ال الذي رآني" .لّنها قالت: )هاجر( "فدعت اسم الر ّ
أحقًا رأيت هنا الذي يراني" )تكوين (13 :16
37
ونحن عندما نتعّبد ،نحصل على انتباه ال الكامل .ولكن يجب أن يكون السؤال ،هل
يحصل ال على انتباهنا الكامل؟ فليس هناك فرق إن كنت في مجموعة من ألف أو مع شخصين أو بمفردي في غرفتي .سواء كان علنية أو في الخفاء ،العبادة هي أمر شخصي .فال يعلم ما في قلوبنا وفي أذهاننا عندما نرّنم أو نتعّبد أو نصّلي .فهو يعرف جميع دوافعنا .كّل أس اررنا وكّل رغباتنا معروفة لديه سواء كنا ضجرين أو متحّم س،ين ،سعيدين أو نتألم .واستنادًا علّي أنا كشخ.ص في
حضرته ،هو يقبل عبادتي أو ل يقبلها .وقد أكون واقفًا مع آلف التلميذ ولكن ال يراني أنا .فماذا
أقّد م ،ل؟
ويأخذ الكتاب المقّد س ،الوقت ليرينا أّن ال يلحظ الشخ.ص في المجموعات ويتأمل قلبه. ب أصغى وسمع وكتب أمامه سفر ب كّل واحد قريبه والر ّ "حينئذ كّلم مّتقو الر ّ
ب الجنود في ب وللمفّك ر،ين في اسمه .ويكونون لي قال ر ّ تذكرة لّلذين اّتقوا الر ّ
اليوم الذي أنا صانع خاصًة وأشفق عليهم كما يشفق النسان على ابنه الذي يخدمه .فتعودون وتمّيزون بين الصّد ي،ق والشرير ،بين من يعبد ال ومن ل
يعبده" )ملخي (18-16 :3
إليكم أمثلة عديدة عن ال الذي يفّر ق،ويلحظ ويصنع فرقًا. • تقدمة هابيل كانت أفضل من تقّد م،ة قايين بالرغم من أّن كلهما أعطى وكلهما ضّح ى.،، ب إلى هابيل وقربانه .ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر) ".تكوين -4 :4 ولكن "نظر الر ّ
.(5وهو ل يفرق النسان عن تقدمته .فهما واحد .فإن أعطيت شيء من كّل قلبك فهكذا
أنت أيضًا. • لم يبِن شاول مذبح ل إلّ بعد انهزامه أمام شعبه )صموئيل الولى .(35 :14
• الكثير من الناس كانوا حول يسوع إلّ أّن واحدة فقط لمسته وأخرجت قوة منه )مرقس :5 .(30-24
• صنع سليمان أغطية من ذهب فاستبدلها ابنه بواحدة من نحاس )أخبار اليام الثانية :12 .(10-9 • لحظ يسوع الرملة الفقيرة التي "ألقت كّل المعيشة التي لها" )لوقا .(3 :21
• لقد رّم م ،جميع المنفيين جزءه من الحائط ما عدا رجل واحد يدعى باروخ الذي "رّم م ،بعزٍم " ، )نحميا .(20 :3قد تكون أفضل مّني ،ولكّنني استطعت أن أعّد 38جزء مرّم م ،من الحائط ولكن واحد فقط رّم م ،بعزم وقد لحظ ال ذلك.
• كذب حّنانيا وسفيرة على ال وليس على الناس )أعمال الرسل .(4-1 :5
38
• لحظ ال رجل واحد من عائلة واحدة من عشيرة واحدة من أّم ة ،واحدة -عخان -الذي جّد ف ،على اسم ال )يشوع .(23-19 :7
ل حسنًا". • وقال يسوع بخصو.ص المراة التي سكبت العطر على رجليه "قد عملت بي عم ً )مرقس .(6 :14يسوع وحده فهم أهمّية هذا العمل.
• لقد قال يسوع "عندك أسماء قليلة في ساردس لم ينجسوا ثيابهم) "...رؤيا .(4 :3 • "...ل تخف يا زكريا لّن طلبتك قد سمعت) "...لوقا .(13 :1
• كّل مذبح بناه إبراهيم مسّج ل ،في الكتاب المقّد س) ،تكوين .(9 :22 ، 18 :13 ، 8-7 :12 • "وكان هؤلء أشرف من الذين في تسالونيكي ) "...أعمال الرسل .(11 :17
• بالرغم من أّن ياهو كان من محاربي عبادة البعل ولكّنه لم "يتحّفظ للسلوك في شريعة
ب ...من كّل قلبه) ".الملوك الثاني .(31 :10 الر ّ • لقد تّم إحصاء وتسجيل أسماء كّل تطّوع للعيش في أورشليم في سفر نحميا )نحميا :11 (24-1
• عندما كّر س،المعبد لّو ل،مّرة ،تّم عّد كّل التقدمات التي قّد م،ها السباط الثني عشر بالرغم من أّن جميع السباط كانت متشابهة )عدد .(7فما يبدو لنا روتيني هو مهم بالنسبة إلى ال .وال يرسل لنا رسالة ،فهو يهتّم بالتفاصيل.
• لقد راقبت مؤّخ ًار ،عددًا من التلميذ فيما يتعّلق بفهمهم لما يحدث خلل العبادة .ومن الغريب أّن قليل
منهم بما فيهم من يقود الترانيم -اعتبر أّن العبادة هي لقاء مع ال .نحن نعيش في عالم ذو أبعاد
ثلث حيث ليس من الممكن أن نكون في مكانين في آن واحد .ومن السهل أن ننسى أن ال موجود
في كّل مكان .ويلزمنا اليمان لكي ندرك أّنه ليس موجود فقط بل هو موجود ومنصت .هو يلحظ ويشعر وينتظر .وهو يتوق لن يحمينا تحت أجنحته )مزمور .(20 :31يا لها من ميزة! ويا لها من فرصة! دعونا نركض لكي نقابل إلهنا الكثير النعمة والمهيب. "تعّر ف،نيسبيل الحياة .أمامك شبع سرور .في يمينك نعٌم إلى البد" )مزمور (11 :16
39
6
محيط من النعمة "هل بزغ هذه الليلة من الريكة أم أّنه بزغ من السماء؟
هل نزل إلى الرض هذه الليلة؟ هل تلحف بمنشفة أو بجسد بشري؟ هل غسل خطاياهم بالماء
أّم أّنه غسلهم بالدم؟
هل طلع هذه الليلة إلى طاولته
أم أّنه صعد إلى عرشه؟
تلك الليلة! تلك الليلة!
هذه الليلة الموحشة!
حيث كان النسان يتصارع من أجل العظمة
أما ال فكان جاثيًا على ركبتيه.
ه .،ك.
ل وهي..." :ال الية المفضلة لدي في الكتاب المقّد س ،هي أيضًا إحدى أقصر اليات طو ً
محّبة) "...يوحنا الولى .(16 :4فال ل يقوم فقط بأمور تظهر المحّبة بل المحّبة هي جوهر كيانه التي تتغطى على كّل ما هو وتسير كّل ما يقوم به .ال محّبة .وهذا يعني أّن المحّبة هي في جوهر هذا الكون.المحّبة -المقّد س،ة -هي سبب وجودنا هنا .وهي السبب الذي نحن مدعوون لجله إلى الحياة البدّية .وهي سبب موت يسوع من أجلنا .فمحّبة ال كاملة وليس لها حدود .فما هو طول أو عرض أو عمق محّبة ال؟ فل يمكن تقييم محّبته أو قياسها أو التعبير عنها وهي متناهية إلى كّل الحدود وهي موّج ه،،ة إلى كّل واحد فينا .ال يراقب العصافير و"أنتم أفضل من عصافير كثيرة" )لوقا .(7 :12
دايا ساغار
40
عندما كنا نعيش في الهند ،سمعت مقولتان عن يسوع مازلت أذكرها إلى اليوم .الولى ص ة ،حياته وهذا اللقب هو "محيط من كانت لقب ُأعطي إليه في إحدى المسرحيات التي روت ق ّ
النعمة" أو دايا ساغار .يا له من ملخ.ص غني لحياته! عميق ومضياف ،محّبة من دون حدود ،
ي في جنوب الهند واسمه فينكاتيش رامان. محيط من دون ضفاف .والمقولة الثانية سمعتها من قرو ّ
وهو لم يسمع أي كلمة عن يسوع المسيح طوال حياته بل رأى صورته على الصليب عندما كان يهّم للخروج من قريته .وعندما التقيته لّو ل،مرة في مامبي )بامبي( قال لي " ،أخبرني عن الله الذي مات ".كان أم ًار رائعًا!
ل ،يعبد الناس غانيش وهو إله يوجد في الهند عدد ل يح.ص من اللهة .ففي بومبي مث ً
الزدهار ،وفي كلكوتا يعبدون كالي وهو الجهة المظلمة من ال ويمكن أن أستمر في سرد أسماء اللهة هناك .وقد رأيت أكثر من مليون هندي يحملون تماثيل اللهة غانيش في مدينة بومبي حتى شاطئ جوهو حيث يلقونهم في البحر .وكان المنظر خياليًا :آلف التماثيل من جميع الحجام بمختلف الشكال يحملها الشخا.ص والعائلت أو حتى أحياء بأكملها ،تعوم في الماء .وفي
الصباح التالي عندما ينقشع المّد يصبح المنظر مخيفًا .فأجزاء التماثيل والمجوهرات في أشكال
مختلفة كرؤوس الفيلة والبطون ،كانت إما مطمورة في الرمل أو تطوف على الماء في البعيد .إوان كانت مراسم العبادة هذه التي تهدف إلى إرضاء اللهة ،صادقة أم ل فهي بشعة في الطريقة التي تحّو ر،طبيعة ال الحقيقّية وكيانه .لهذا السبب فإن عبادة الوثان تصدم ال وتزعجه كثي ًرا. عندما سأل السيد رامان عن "الله الذي مات" شعرت أّنني مثل بولس في أكروبوليس أعظ
عن "الله المجهول" )أعمال الرسل .(23 :17ومن كّل الشياء التي كان يستطيع السيد رامان أن
يعرف عن يسوع ،لم يعرف إلّ شيء واحد وهو الشيء الفضل :المسيحيون يعبدون الله الذي
مات .من غيرهم يستطيع أن يقول ذلك؟ من يستطيع أن يتخّي ل ،المر؟ الخالق يموت من أجل خلقه. وهذا المر ضرب من ضروب الخيال بالنسبة إلى الوثنيين وأما بالنسبة إلى اليهود فهو أمر فظيع
وهو بالنسبة إلى المسلمون كْذ ب،ة لن ال لم يكن ليسمح أن يحصل ذلك لبنه .ولكن بالنسبة إلينا
نحن من يؤمن ويعلم ويحّبه ،يمكننا أن نرّد د ،مع بطرس " ،رئيس الحياة قتلتموه) "...أعمال الرسل :3 ب المجد) ".كورنثوس الولى .(8 :2وليس هناك طريقة (15وأن نصرخ مع بولس ..." ،صلبوا ر ّ أفضل من يسوع على الصليب للتعبير عن محّبة ال.
س دمة المحّبة متج ّ
يسوع هو التعبير الكامل عن محّبة ال .إوان كان ال جسد من دّم ولحم وعينان وأذنان ويدين ،كيف كان ليكون؟ كيف قد يبدو الله غير المرئي والسرمدي ،إله المحّبة والذي يتعامل مع
41
الرجال والنساء المغموسين في الخطّية والجهل وعدم اليمان؟ كيف كان ليدخل هذا العالم؟ كيف
كان ليعيش؟ كيف كان ليموت؟ إليكم ما هو يسوع المسيح :ال متجّس د ، ،هو محيط من النعمة في
قطرة ماء واحدة .هو أبدي ولكن محصور ،مقّد س ،ولكن ملموس من دون حدود في جسد .يسوع هو تجّس د ،الية التالية " ،ال محّبة". يصف العهد القديم ال مّرةبعد مّرةعن أّنه إله المحّبة والمشاعر القوّية .هو الب والراعي والزوج والمخّل.ص والفادي والصديق .كما يصّو ره ،على أّنه يدنو مّنا ليطعمنا كما لو أّنه يحملنا
"بالقرب من قلبه" و"بذراعه" )إشعياء ، 11 :40لوقا .(5 :15هو يفرح بشعبه .فإيجاد شعب إسرائيل يشبه بالنسبة إليه "كعنب في بّر ي،ة" )هوشع .(10 :9وهو تذّك ر ،بشغف توق حبيبته .فقال ، " ...قد ذّك ر،ت لك غيرة صباك محّبة خطبتك ذهابك ورائي في البّر ي،ةفي أرض غير مزروعة".
)إرميا .(2 :2حتى عندما أدانهم ال هو لم يتركهم كّليًا إذ يقول " ،كيف أجعلك ...قد انقلب علّي قلبي اضطرمت مراحمي جميعًا" )هوشع .(8 :11كان ال ومازال إله غيور .ونحن "حدقة عينيه"
)تثنية ، (10 :32و"على كفّي نقشتك) "...إشعياء .(16 :49وحتى إن "تنسى المرأة رضيعها فل ترحم ابن بطنها...أنا ل أنساك) ".إشعياء .(15 :49لقد أصبْح ِت ،زانية ولكن أريد أن أعيدك )هوشع .(1 :3وسأفرح بك كما يفرح الزوج بعروسه )إشعياء .(5 :62أنا أغار عليك )تثنية :4 .(24بسخٍط عظيم غرت عليها) ".زكريا .(2 :8ومن السهل أن نرّك ز ،على العنف الموجود في
العهد القديم وأن ننسى العاطفة الكبيرة التي يكّنها ال لشعبه" .عّز وا،عّز وا،شعبي يقول إلهكم .طّيبوا
ي طول النهار) "...إشعياء .(5 :62 قلب أورشليم" )إشعياء " .(2-1 :40بسطت يد ّ البد؟
هل من طريقة أخرى يستطيع ال أن يظهر فيها محّبته؟ كيف يمكن ل أن يقنعنا مّرة إوالى "ال يعد ما كّلم الباء بالنبياء قديمًا بأنواع وطرق كثيرة كّلمنا في هذه اليام
الخيرة في ابنه الذي جعله وارثًا لكّل شيء الذي به أيضًا عمل العالمين الذي
هو بهاء مجده ورسم جوهره وحامٌل كّل الشياء بكلمة قدرته بعد ما صنع
بنفسه تطهي ًار لخطايانا جلس في يمين العظمة في العالي" )العبرانيين :1 (3-1
لقد دخل ال من خلل يسوع المسيح إلى كوكبنا .لقد أعطى نفسه جسدًا وأظهر لنا مجده.
المسيح هو تجّس د ،الكلمة .أن نراه يعني أن نرى ال .فهو ملئ ال وفيه الروح من دون حدود )يوحنا .(34 :3كيف يحّبنا ال؟ دعوني أعّد شتى الطرق بيسوع المسيح. لمسة يشخصّية 42
يمكننا أن نلمس ال من خلل يسوع المسيح .وقد سمح قدوس إسرائيل -الذي سكن في المعبد بمجد ،والذي قتل كّل من نظر إلى التابوت أو لمسه )صموئيل الولى -(19 :6للبشر على
الرض أن يلمسوا ليس التابوت فقط .لقد لمس البشر ال وظلّوا على قيد الحياة.
"الذي من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا
من جهة كلمة الحياة) ".يوحنا الولى (1 :1
وقد لمسنا يسوع أيضًا ،وبحث عن الفراد وشفاهم جسدّيًا وروحّيًا .لقد لمس البر.ص بيديه عندما كان بإمكانه أن يشفيهم بكلمة )متى ، 3-2 :8مرقس ، 42-40 :1لوقا .(13-12 :5لقد أوقف رحلة حول المدينة من أجل أعمى )مرقس .(52-46 :10لقد شرب بكوب من إمرأة سامرّية )يوحنا .(10-4 :4وتناول الغذاء على طاولة أحد جابي الضرائب )لوقا .(10-1 :19لقد كان يسوع ليستعمل فرشاة شعرك أو منشفتك أو سريرك .ولم يعرف الجمع التعامل مع هذا النوع من المسحاء ومع هذا النوع من المخّلصين .وكالعادة ،يخطأ الجمع دائمًا بشأن ال .وكانوا مخطئين
بشأن يسوع أيضًا.
طت إمرأة زانية مجموعة كبيرة من الشخا.ص ل ،لقد تخ ّ لقد كان يسوع سهل الجانب .فمث ً
المتدّينين للوصول إليه )لوقا .(50-36 :7لقد علمت أّنهم يحتقرونها ولكنها علمت أيضًا أّن يسوع
يحّبها وأّنه سيقبلها .هل يمكنك أن تتخّي ل ،مدى الحراج والسى التي كانت لتشعر به إن رفضها يسوع أو تعامل معها بطريقة غريبة؟
لقد كانت محّبة يسوع جّذ ا،بة ومقّد س،ة .لقد كان سهل الجانب لدرجة أّن بطرس شعر بالراحة
أن يأخذه جانبًا ليوّبخه حتى بعد أن دعاه ابن ال! )إق أر متى .(23-15 :16 مدرك بعمق
لقد لحظ يسوع أمور كثيرة بفضل حّبه المتناهي .فقد لحظ رجل على شجرة )لوقا :19 (5-4وصوت متسّو ل)،مرقس (52-46 :10وبراءة الولد )متى .(10-1 :18والدوافع
الحقيقّية خلف عمل أحمق )متى (13-6 :26والقلب خلف فلسين )مرقس .(42 :12كما لحظ
لمسة إمرأة في مجموعة )لوقا .(48-44 :8وبعد أن أقام فتاة صغيرة من الموات قال " ،أن تعطى لتأكل" )مرقس -(43-40 :5لمسة جميلة .وبعد أن شفى رجل مجنون وضع لباس عليه )مرقس -(15 :5لباس من يا ُترى؟
لقد كان ابن ال عطوفًا وحنونًا .لقد بكى أمام قبر أليعازر حتى عندما علم أّنه سيقيمه من
الموات )يوحنا .(35 :11وبكى على مدينة طلبت دمه )لوقا .(41 :19وقد حمى مريم عندما
غسلت رجليه بدموعها )لوقا .(50-44 :7كما حمى بطرس في المحمكة .فلو فعل يسوع أكثر من 43
النظر إلى بطرس ،كان الحرس ليلقوا القبض عليه أيضًا .إلّ أّنه لم يفعل بل كسر قلب بطرس من
خلل هذه النظرة )لوقا " .(62-56 :22قصبة مقصوفة ل يقصف .وفتيلة مدّخ ن،،ة ل يطفئ .حتى
ق إلى النصرة) ".متى .(20 :12 يخرج الح ّ
كما كان يسوع صبو ًرا -مع الجميع .فقد أعطى لمن لم يظهروا المتنان ،ومن لم يعد لشكره
)لوقا .(19-12 :17وقد كان الجموع دائمًا تضيق عليه لتلمسه فقط )لوقا (2-1 :12وكان
يرحب بهم.
محّبة خالية من الخطّية وكاملة
إلهنا الواحد والوحيد هو من دون خطّية )عبرانيين .(15 :4وطبيعته غير الخاطية تعّبر أكثر من غيرها عن صدق محّبته لنا .إذ لم تخطر على باله ولو لمّرةواحدة فكرة شريرة تجاه أحدهم
ولم يشعر بالكبرياء أو الم اررة .وهو لم يتفّوه بالنميمة أو التمّلق أو بالقساوة .ولم يترّد د ،بان يخدم .ولم
يصّد من اتى طالبًا إياه .ولم يدين من قّس ى ،قلبه حتى عندما وّبخ الفريسيين ودعاهم أبناء الشيطان.
فقد فعل ذلك من قلب مليء بالمحّبة )متى .(23ماذا يدهشنا أكثر من غيره في هذه التصرفات- هل فكرة أّنه خاٍل من الخطّية أو محّبته الكاملة؟
ل الذين كانوا سيخونوه ويتركوه بعد فترة قصيرة فأظهر لهم لقد غسل أرجل إثني عشر رج ً
"محّبته إلى المنتهى )يوحنا .(12-1 :13كان ال جاثيًا على رجليه وينظر إليهم! وبعد ثلثة
سنوات قضاها معهم قال لهم يسوع " ،إّنه واحدًا منكم يسّلمني" )متى .(21 :26هل تحّو ل،،ت جميع العين على يهوذا؟ كل! وهم لم يشّك و،ا حتى عندما ترك يهوذا الغرفة .ولما ل؟ لقد علم يسوع منذ
البداية أّنه من سيسّلمه إلّ أّنه أحب يهوذا محّبة طاهرة وكاملة وغير متحّيزة لدرجة إّنه لم يلحظ أحد المر.
لقد عّزىيسوع المسيح رسله قبل أن يذهب إلى الصلب وليس العكس )يوحنا .(17-14
ض ر ،لهم السمك ي كلمة توبيخ .بل بد ً ل من ذلك ،ح ّ وبعد أن قام من الموات ،لم تخرج من فمه أ ّ
للفطور ودعاهم للمس يدّيه )يوحنا .(14 :21 -26 :20وماذا عن بطرس ،هل أصبح رسول أقّل من غيره بعد أن حلف أّنه ل يعلم يسوع؟ كل .بل بقيت المفاتيح التي أعطاه إياها يسوع مع بطرس )متى (19 :16وبعد خمسين يومًا تكّلم بطرس عن عظمة المسيح )أعمال الرسل .(2
لقد غفر يسوع على الصليب لسارق بعد لحظات من إتهام هذا الل.ص له بشتى التهامات
)متى " .(44 :27إّنك اليوم تكون معي في الفردوس" )لوقا .(43 :23كان يمكن ليسوع أن يقول
"نعم" فقط أو أن يهّز برأسه ولكن بالرغم من أّنه على الصليب ،ضغط على رجليه المسّم ر،تين ومل
ق أقول لك"... رئتيه ليستطيع الكلم وتحّم ل ،ألم أكبر فقط ليستطيع أن يعّزيهذا التلميذ الجديد" .الح ّ طر لفعل ذلك ولكّنه فعله. )لوقا .(43 :23لم يكن مض ّ
44
وعلى هذه الشجرة المّرةومحاط بالكلب المسعورة والثيران )مزمور ، (16 ، 12 :22لقد
ذبح ابن ال وتّم تعذيبه أكثر مما يتحّم ل،ه العقل البشري )إشعياء .(14 :52لقد لعن )غلطية :3 (13وسحق )إشعياء (10 :53وفصل عن أبيه )متى (46 :27ولكن حتى خلل ذلك الوقت
ب وأعطى وبكى .وفي وسط كّل هذه الظلمة وفي ظل ألم المسامير ،نسمع صرخة القلب الذي أح ّ
ينبض "سامحهم يا أبتاه". أبي وأبيكم
عندما تحّد ث ،عن ال أبيه ،شّبهه ذات مّرةإلى رجل يركض وراء ابن لم يصن كرامته. " ...أخرجوا الحّلة الولى وألبسوه وأجعلوا خاتمًا في يده وحذاًء في رجليه.
وقّد م،وا العجل المسّم ن ،واذبحوه فنأكل ونفرح) ".لوقا (23-22 :15
لم يتمكن البن من إنهاء اعتذاره .هذا هو إلهكم كما عّلمه يسوع :الله الذي يركض .ووفقًا
لحد الشعراء القدامى:
ك أّنه لن يدنو منه بنور عظيم" "من يتقّر ب،من ال ويش ّ
إله يركض .إله يبكي .إله يموت .مقّد س ،جّد اً" :،يا أبتاه اغفر لهم" )لوقا .(34 :23 ومتواضع جّد اً" :،على أتاٍن ") ، ،متى .(5 :21وسهل الجانب" :وهو أيضاً الذي اتكأ على صدره وقت
ل حسنًا" )متى .(10 :26حنون العشاء) "...يوحنا .(20 :21ولطيف جّد اً" :،قد عملت بي عم ً جّد اً" :،ل تبكي" )لوقا .(13 :7مستعد إلى أقصى الحدود" :من الذي لمسني) "...لوقا .(45 :8
م ارٍع جّد أ" :،يا امرأة هوذا ابنك) "...لوقا .(26 :19متفاني" :أنا عطشان" -التي قالها فقط عندما أنهى رسالته )يوحنا .(28 :19هش جّد اً" :،كشاة ساقوه للذبح) "...إشعياء .(7 :53وبشري جّد اً:،
"وبصقوا عليه" )متى .(30 :27هي محّبة كاملة وحقيقّية وتصرخ لبناء علقة معنا" :صلبوه هناك" )لوقا .(33 :23
كيف يمكن ل أن يعبر أكثر؟ وكيف يمكنه أن يظهر محّبته أكثر؟ ومحّبته ليست معادلة
ب ال العالم وأنا جزء من العالم لذلك فال في الرياضيات أو أحد قضايا المنطق الباردة" :لقد أح ّ
يحّبني" .كل وألف كل! فمحّبة ال مرتكزة تمامًا على كّل واحد فينا .ول يمكنه أن يفعل عكس ذلك. فهو ال وهو إلهك .ال محّبة. •
45
هذا هو الله الذي نتقّد م ،إليه في عبادتنا .ويجب أن يمنحنا هذا المر سلم وراحة في
ب قلوبنا .ويجب أن يقرّبنا هذا المر من ال ويعطينا الثقة أمام عرشه إذ لدينا رئيس كهنة رحوم .يح ّ يسوع أن يتشّفع من أجلنا .عندما نتقّد م ،من ال يمكننا أن ندعوه أبا الب تمامًا كما دعاه ابنه
الحبيب .ولكن هناك أكثر من ذلك " ،لّن محّبة ال قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا". )رومية -(5 :5إوان فكرت في المر يشبه هذا الوضع وقوفك أمام شللت نياغا ار وأن تحمل كوبًا
في يدك .ال ل يطهرنا في محّبته فحسب بل هو يغمرنا بها.
46
7
بحيرة من نار "نهُر ناٍر جرى وخرج من قّد ا،مه .ألوف ألوف تخدمه وربوات ربوات وقوف قّد ا،مه .فجلس الدّين وُفتحت السفار) ".دانيال (10 :7
هل كنت لتقّد م ،طفلك كذبيحة أو تقدمة ل؟ لماذا فعل ابراهيم ذلك؟ "...الن علمت أّنك خائف ال فلم تمسك ابنك وحيدك عّني) ".تكوين :22 (12
هل هناك عجب أّن ال دعي "هيبة إسحق"؟ )تكوين .(42 :31
هل كنت لتبني سفينة لسنوات طويلة من دون أن ترى المطر وأن تصبح مضحكة لبقّية الناس ومع فقط تحذير؟ لماذا فعل نوح ما قد فعل؟ "...خاف فبنى فلكًا لخل.ص بيته فبه دان العالم وصار وارثًا للبّر الذي حسب اليمان) ".عبرانيين (7 :11
خوفنا هو خوف مقّد س ، ،وثقتنا هي بالرحمة والنعمة وليس في الرعب والدانة .ولكن هناك
خوف من نوع آخر لمن ل يتوب -مؤمن كان أو غير مؤمن..." -قبول دينونة مخيف وغيرة ناٍر عتيدة أن تأكل المضادين) ".عبرانيين .(27-26 :10يصف بولس يوم الدينونة على أّنه بكل
بساطة " ،هلك أبدي" )تسالونيكي الثانية .(9 :1وبالفعل " ،مخيف هو الوقوع في يدي ال الحّي "، )عبرانيين .(31 :10
غالبًا ما سمعت أشخا.ص يحاولون أن يقّللوا من خوف ال ،قائلين أّنه مجرد إحترام
كالحترام الذي يظهره الطفل لوالده أو العبد لسّيده .وأنا ل أوافقهم الرأي أبدًا .بل علينا أن نتقّر ب،من طى المر ذلك ويصل إلى بعض الحقائق الصعبة التي ال بخشوع إواحترام )ملخي .(1ولكن يتخ ّ علينا أن نتعامل معها .وبالتأكيد يرغب أن ينظر قديسيه إلى هيبته بطريقة مختلفة عن غير
المؤمنين .إلّ أّن الطريقة التي نتجاوب فيها مع الخوف والنار الكلة هي التي تحّد د ،إن كّنا سنحيا
أو نموت.
47
قد تكون النار مفيدة أو مضّرة .يمكنأن نتسعملها للحصول على الدفئ والنوروالطبخ أو حتى للرومانسّية -أو يمكن أن نعبث بها ونحرق المنزل بأكمله .خوف ال ل يتغّير -بركة أو لعنة ،حياو أو موت ،نور عظيم أو نار آكلة .جميعنا لديه الخيار :أن نؤمن أو ل نؤمن ،أن نكون جّد ي،ين مع
ل من عدم الهتمام .قد يكون أمور ال أو متساهلين أو عاطفيين ،وأن نختار الهتمام والحذر بد ً الفرح والضحك مناسب في بعض الوقات )مزمور .(2 :126ولكن هل ينبغي أن نكون غير
مبالين أو غير مكترثين أمام من يكره الخطّية بعنف؟
عرش ال هو عرش النعمة ولكّنه أيضًا "نهر ناٍر ") ، ،دانيال .(10 :7لقد حّذ ر ،ال شعبه ،
"ويصير نور إسرائيل نا ًار وقدوسه لهيبًا فيحرق ويأكل حسكه وشوكه في يوٍم " ) ،إشعياء (17 :10 ب الجنود فهو خوفكم وهو رهبتكم) ".إشعياء .(13 :8 وأيضًا " ،قّد س،وا ر ّ
عندما أبدأ عادة دراسة مكّثفة عن موضوع معّين ،أشتري كتاب مقّد س ،جديد وأعّلم
ل كتاب مقّد س ،استعملته لدراسة الملحظات التي تعود خصيصًا إلى هذا الموضوع .فلدي مث ً
صفات ال )هذا مليء بالملحظات( وواحد آخر لدراسة عن الحياة البدّية وواحد آخر استعلمته
ص .ص ،لخوف ال .إليكم بعض النقاط التي تعّلمتها لدراستي عن العبادة .ولدي كتاب مقدس آخر مخ ّ
من هذه الدراسة وآمل أن تؤثر بكم كما فعلت بي. الخوف هو هبة
تأّم ل ،هذه اليات عن خوف ال" .ليس عوٌز لمّتقيه) ".مزمور .(9 :34بدء الحكمة مخافة ب بأتقيائه ب ينبوع حياة) "...أمثال " .(27 :14يرضى الر ّ ب ) "..،،.أمثال " .(10 :9مخافة الر ّ الر ّ
ب الحيدان عن الشّر ) ،"،.أمثال.(6 :16 بالراجين رحمته" )مزمور ..." .(11 :147وفي مخافة الر ّ ب تخّلصنا .وهي المفتاح الوحيد للكنز الرائع والعظيم وخلصة هذه اليات هي أّن مخافة الر ّ )إشعياء .(6 :33
مخافة ال هي نعمة .ويقول ال أّنه هو سيطّري،قلب شعبه ويشّج ع،،هم على مخافته )حزقيال " .(26 :36النعمة هي من عّلمت قلبي خوف ال "...وبعبا ارٍت أخرى ،فالقدرة على مخافة ال هي
بنفسها عطّية ،عمل النعمة ومكافأة من السماء.
"يا ابني إن قبلت كلمي وخبأت وصاياي عندك حتى تميل أذنك إلى الحكمة
طف قلبك على الفهم إن دعوت المعرفة ورفعت صوتك إلى الفهم إن وتع ّ
ب وتجد معرفة ض ة ،وبحثت عنها كالكنوز فحينئذ تفهم مخافة الر ّ طلبتها كالف ّ
ال) ".أمثال (5-1 :2
48
مخافة ال هي القدرة على رؤية ال على حقيقته .ال عظيم ومهيب ،رائع في الحكم ،مقّد س،
وغامض -وليس الوثن الذي نريده أن يكون .فهدف الحداث على جبل سيناء كان منع الشعب
السرائيلي من ارتكاب الخطّية .الخوف يخّلصنا .فهو يساعدنا على هيبة ال وتساعدنا على التعامل مع كلمته بجّد ي،ة .وتساعدنا على الوقوف في حضرته بحّر ي،ةوحذر وبالفرح والثقة الذي يريد أن نشعر بها .فقد قال يوحنا المعمدان فيما يتعّلق بيسوع ،ما يلي:
"الذي رفشه في يده وسينّقي بيدره ويجمع القمح إلى مخزنه .وأّم ا ،التبن فيحرقه
بناٍر ل ُتطفئ .وبأشياء أخر كثيرة كان يعظ الشعب ويبّش ر،هم) ".لوقا -17 :3 (18
إوان كانت رسالة حكم هي التي ستبقيني على مقربة من ال وبعيدًا عن الخطّية فهذه الرسالة
هي بالفعل خبر سار!
لقد أخذت قراري شخصيًا بأن أكون تلميذًا للمسيح بعد قراءتي لسفر رؤيا يوحنا .فقد قرأت
السفار أخرى في العهد الجديد وكنت بدأت ُأغرم بيسوع .وكانت أّو ل،مّرةأق أر فيها الكتاب المقّد س، ت ، .بل لم أفهم شيء من سفر رؤيا ولكن عندما بدأت بقراءته فهمت ولم أفهم إلّ القليل مما ق أر ُ
مغزاه :فريق ال هو الفريق الرابح وقد كنت مع الفريق الخاسر .وأكثر من ذلك لم أستطع أن أطرد ت ،. فكرة أّنني في أحد أفلم الرعب .وبعد ذلك بقليل ،اعتمد ُ
ب الذين يؤّد ب،هم -ولكن سيؤّد ب ،ل محال .ويقول بغموض ومن دون شك أو سؤال ،ال يح ّ الكتاب المقّد س ،أن ال ل يريد أن يضيع أحد بل يريد أن يخل.ص جميع الناس )بطرس الثانية ، 9 :3
تيموثاوس الولى .(4 :2لقد سامح من شتمه )لوقا .(34 :23وفي رحمته هو يعطينا وقت لنتوب )رومية ، 4 :2رؤيا 2و .(3 لقد أراد ال أن يخّل.ص حتى المم الكثر شّرًا ،الشوريين .وكان الشوريون مدمنون على
القتل والدماء .وكان يزّينون جدران معابد آلهتهم بجلد أعدائهم .وكانوا يجّر و،نالسرى لمسافات
طويلة واضعين كلبات في أجسادهم .كانت تلك أّم ه ،همجّية وعنيفة .ولكن أحّبهم ال ووّبخ يونان من أجل ذلك )يونان .(11-9 :4فال يدين كّل من يطلب منه أن يدّم ر ،الخرين والذي يفرح بالويلت .يرغب ال أن يخّلصنا بشّد ة .،فهو مستعد أن يذهب إلى أقصى الحدود وأن يدفع أبهظ
الثمان بما فيها التخّلي عن ابنه الوحيد.
وهناك مقطع مؤّثر جّد ًا ،في الكتاب المقّد سُ ،يظهر لنا أّن ال "تأسف في قلبه" )تكوين :6
.(6وهو يحاول أن يبتعد عن العقاب والتدمير بقدر ما يستطيع .وقد يكون الحكم أحيانًا مباشر أو
قد يستغرق مئات السنين كما حصل مع الموريين )تكوين .(16 :15ولكّنه سيدين بالتأكيد لّنه إله
49
قدوس يكره الخطّية .الخطّية والتمرد تزعجان ال كثي ًرا .وعبادة الوثان خطيرة جّد ًا ،لذلك كان ال يطلب أحيانًا من الشعب السرائيلي أن يقتل كّل ذي نفس في المم التي كانوا يجتاحونها .إذ لم يرد
ي أثر للوثان حتى على شفاه الطفال. ال أن يترك أ ّ وفي الوقت عينه يقلق ال على الّذ ي،ن سيدّم ر،هم .ويثير هذا المنظر شفقة ال وقد تكون حتى ي إلى شعٍب معانٍد ومقاوٍم " ) ،رومية .(21 :10وقد محرجة له أيضًا ..." .طول النهار بسطت يد ّ أرسل أنبياءه مّرةبعد مّرةولكن الشعب لم يصِغ ، . لقد بكى يسوع على أورشليم ،
"يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة النبياء وراجمة المرسلين إليها كم مّرةأردت أن
أجمع أولدك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا) ".متى :23 (37
وفي طريقه إلى الصليب قال يسوع ..." ،ل تبكين علّي بل ابكين على أنفسكّن وعلى
أولدكّن " ) ،لوقا .(28 :23لقد أرسل ال ابنه ليكون مخّلصنا ،ولكن ليخّلصنا من ماذا؟ من الغضب التي والدمار البدي ومن أجرة الخطّية. مصّم ْمم لكي يخيف
الخوف يعني الخوف.والرعب يعني الرعب .والذعر يعني الذعر .والكتاب المقّد س ،يفّس ر،
نفسه بنفسه .إق أر العبارات التالية" :يرتعد" الرجال )إشعياء (16 :19و "كّل اليدي ترتخي وكّل الركب تصير ماًء) ".حزقيال (16 :7هذا إن لم نذكر ، "لذلك ترتخي كّل اليادي ويذوب كّل قلب إنسان فيرتاعون .تأخذهم أوجاع
ومخاض ويتلوون كوالدة .يبهتون بعضهم إلى بعض .وجوههم وجوه لهيٍب " ، ، )إشعياء (8-7 :13
وقد أعلن كاتب المزامير " ،من يعرف قّوة غضبك .وكخوفك سخطك) ".مزمور .(11 :90 إفهم سخط ال وستفهم تمامًا عمق ومعنى ما الذي تحدثه مخافة ال..." .ويكون فهم الخبر فقط
انزعاجًا) ".إشعياء .(19 :28وهذا هو هدف كلمات ال من خلل إشعياء وهذا جزء من هدف
كلمة ال اليوم .وقد ارتعب شعب إسرائيل عندما وقف أمام جبل سيناء لمقابلة ال) .إق أر خروج :19 .(19-16وكان المنظر هكذا مخيفًا حتى قال موسى أنا مرتعب ومرتعٌد ") ،عبرانيين .(21 :12ما
هو هدف هذا الخوف؟
50
"فقال موسى للشعب ل تخافوا .لّن ال إّنما جاء يمتحنكم ولكي تكون مخافته أمام وجوهكم حتى ل تخطئوا" .خروج (20 :20
أراد ال أن يخيفهم لكي ل يخطئوا .كان هذا هو الهدف .عندما مات حنانيا وسفيرا ،يشير لوقا إلى أّنه "صار خوف عظيم على جميع الكنيسة) "...أعمال الرسل .(11 :5ومّرةأخرى كان هذا هو الهدف.
الحكام التي أنزلها ال والصور التي تعكسها موجودة لكي تذوب قلوبنا من الخوف .هذا هو هدفها الوحد .وهناك وجود لصور مخيفة لوصف قدر الشرار في كّل الكتاب المقّد س.، ب ول يسمى بعد توفة ول وادي ابن هنوم بل "لذلك ها هي أيام تأتي يقول الر ّ
وادي القتل ويدفنون في توفة حتى ل يكون موضع) ".إرميا (32 :7
"وتكون جثة إيزابل كدمنة على وجه الحقل في قسم يزرعيل حتى ل يقولوا هذه إيزابل" )الملوك الثاني (37 :9 ب فيسفح دمهم كالتراب "وأضايق الناس فيمشون كالعمي لّنهم أخطأوا إلى الر ّ
ولحمهم كالجّلة) ".صفنيا (17 :1
"فأنا أيضًا أرفع ذيلْي ك ،على وجهك فُيرى خزيك) ".إرميا (26 :13 "وأطرح عليك أوساخًا وأهينك وأجعلك عبرًة) ".ناحوم (6 :3 ب عرفتني رأيتني واختبرت قلبي من جهتك .افرزهم كغنٍم للذبح "وأنت يا ر ّ
ص ص،،هم ليوم القتل) ".إرميا (3 :12 وخ ّ
"وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم" )إشياء :13 (16
"هؤلء هم آبار بل ماء غيوم يسوقها النوء .الذين قد ُح ف،،ظ لهم قتام الظلم إلى البد) ".بطرس الثانية (17 :2
"ويرثها القوق والقنفذ .والكركّي والغراب يسكنان فيها ويمّد عليها خيط الخراب
ومطمار الخلء) ".إشعياء (11 :34
51
ب الجنود سوطًا كضربة مديان عند صخرة غراب وعصاه على "ويقيم عليه ر ّ البحر ويرفعها على أسلوب مصر) ".إشعياء (26 :10
ب الجنود يوم نقمٍة للنتقام من مبغضيه فيأكل السيف "فهذا اليوم للسّيد ر ّ
ب الجنود ذبيحة في أرض الشمال عند ويشبع ويرتوي من دمهم .لّن للسّيد ر ّ نهر الفرات) ".إرميا (10 :46
خطر المبالغة في الوصف يصف ال نفسه بطرق تذهل القلب .فغضبه مخيف .ويصف غضبه بطريقة إنسانّية غير
ت ) "..،،.إشعياء " ، (17 :57بفيضان الغضب) "...إشعياء " ، (8 :54لّنه عن إلهية مرعبة" :غضب ُ قليل يّتقد غضبه" )مزمور " ، (12 :2حمو الغضب" )عدد " ، (4 :25المخوف" )يوئيل (31 :2 و"قاسيًا) "...إشعياء .(9 :13وهو مستعد أن يخاطر بأن يساء فهمه حتى فيما يتعّلق بشخصيته
إن كان هذا ما يجب أن يفعل لكي نستوعب نحن الصورة .وهذه صور ل نريد أن يفّك ر ،فيها أولدنا
كّل الوقت ول حتى نحن .وبالنسبة إلى متحّج ر،ي القلب وغير المؤمنين ،ل يشكل هذا المر أكثر من
مبالغة في الوصف أو "ديانة تدعو إلى العنف والقتل" .إستمع إلى جواب ال عن السؤال " ،ما بال لباسك محمّر "،،؟ "قد دست المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي أحد .فدستهم بغضبي ووطئتهم بغيظي فرش عصيرهم على ثيابي فلطخت كّل ملبسي .لّن يوم النقمة في قلبي وسنة مفدّيي قد أتت) ".إشعياء (4-3 :63
ولكنك قد تقول أّن المر يختلف مع يسوع المسيح فيجيبك الكتاب المقّد س ،بما يلي: ل بصوٍت عظيم خافوا اللع وأعطوه مجدًا لّنه قد جاءت دينونته واسجدوا "قائ ً لصانع السماء والرض والبحر وينابيع المياه...
فهو أيضًا سيشرب من خمر غضب ال المصبوب صرفًا في كأ ِ س غضبه
ويعّذ ب ،بناٍر وكبريت أمام الملئكة القّد ي،سين وأمام الخروف .ويصعد دخان ل للذين يسجدون للوحش عذابهم إلى أبد البدين ول تكون راحة نها ًار ولي ً
ولصورته ولكّل من يقبل سمة اسمه) ".رؤيا (11-10 ، 7 :14
سيقوم المسيح بنفسه بإلقاء الناس في النار ، "ثم يقول أيضًا إلى الذين عن اليسار اذهبوا عّني يا ملعين إلى النار البدّية المعدة إلى إبليس وملئكته) ".متى (41 :25 52
فّك ر،وا بالمر بوضوح .إن كانت النار هي الحكم العادل لبليس الذين قاد العالم بأسره
وملئكته إلى التمّر د،على ال ،كم مخيفة ستكون هذه النار! وكم هو مدى شّر الخطّية .هل نحن بالفعل نخاف كما فعل جوناثان إيدويردز ،من قدر "الخاطئين بين يدي إله غاضب"؟ ويحّذ ر،نا كاتب
ي ال الحّي ") ،عبرانيين .(31 :10 الرسالة إلى العبرانيين مما يلي " ،مخيف هو الوقوع في يد ّ ل أعذار
ل يعطي الكتاب المقّد س ،أية أعذار ول يتساهل أبدًا ،فهو ل يقول " ،أرجوكم ل تفهموني
خطأ" و"هذا مجرد شعر" .إلّ أننا من جهة أخرى ،نبذل جهدًا لكي نتأكد أّن الناس يفهمون التوازن
ب كثي ًار أيضًا .وهذا أمر جّيد وحسن لّنه يأخذ في شخصية ال" :هو غاضب وهو قدوس ولكّنه مح ّ بعين العتبار جميع نواحي شخصية ال .ولكن ما يدهشني أّن ال لم يقّد م ،أعذار لهذه الصور ول حتى يسوع .وليس هناك طريقة خاصة لتحضيرنا .إق أر بتمّعن كلمات نبؤة صفنيا بعد سنوات من الصمت:
ب ، .أنزع النسان والحيوان .أنزع "نزعًا أنزع الكّل عن وجه الرض يقول الر ّ طيور السماء وسمك البحر والمعاثر مع الشرار وأقطع النسان عن وجه
ب ) "،.صفنيا (3-2 :1 الرض يقول الر ّ
ليس هناك أّية محاولة لحماية الحّس ا،سين من بيننا وليس أي جهد مبذول لخفائها عن
الطفال حتى )يوئيل .(16-15 :2لقد كانت دينونة ال على ُع ّز،ة)صموئيل الثاني (8-1 :6
وعلى ناداب وأبيهو ،قاسية ومباشرة .ونتيجة لذلك كانت "صمت هارون) ".لويين (3 :10و"خاف
ب في ذلك اليوم) "...صموئيل الثاني .(9 :6لقد ابتعلت الرض قورح وداثان وأبيرام داود من الر ّ
ب 250شخ.ص )سفر عدد ب ، ،فأحرقت نار من عند الر ّ وعائلتهم لّنهم رفضوا أن يخضعوا للر ّ .(16والمور الوحيدة التي لم تحرق في هذا الدمار كانت أواني المعبد .وهذه الحداث كانت بمثابة
تذكير يومي لشعب إسرائيل لكي يقتربوا من ال برهبة مقّد س،ة. الدعوة لكي يستطيع أن يلفت إنتباه جميع الناس ،يلجأ ال إلى شتى أنواع الرعب والخيال والساليب .فما قد ل يؤّثر بك أنت قد يرعب شخ.ص آخر .قل ما هو نوع خوفك .هل تخاف من
فكرة الجثث الهامدة التي يأكلها الدود أو الظلمة أو أميال من الدماء؟ هل تخاف من موت شخ.ص ي مكروه أو النار البدّية أو العذاب الذي ل ينتهي؟ تحبه أو تعّر ض،هل ّ
53
ب قادم قاسيًا بسخٍط وحمو غضٍب ليجعل الرض خرابًا ويبيد "هوذا يوم الر ّ منها خطاتها) ".إشعياء (9 :13
أّم أّنك تخاف من الشرار؟ وأسكب عليك غضبي وأنفخ عليك بنار غيظي وأسّلمك ليد رجاٍل متحّر ق،ين
ماهرين للهلك) ".حزقيال (31 :21
هل تخاف من السجن؟ أنت لن تسجن مع أشخا.ص أشرار فحسب بل مع الشرير بنفسه. إوان كانت هذه المور ل تزعجك " ،يحدث أّن السيف الذي أنتم خائفون منه يدرككم) "...إرميا :42 .(16
سخط ال أمر يشخصي لقد قال ال يومًا وهو غاضب كثي ًرا ،ما يلي عن دينونته..." :غيظي عضدني" )إشعياء
.(5 :63وهذا الغيظ ليس قّوة غير شخصّية أو شّر فقد السيطرة أو أشرار يدّبرون الشّر ، ،.بلدينونة
ال شخصّية وهو يبذل جهد ليعلمنا أّنه هو خلف هذه المور وأّنه المصّم م ،وجالب الموت ..." .أنا ل" )حزقيال .(21 :26 خلقت المهلك ليخّر ب) "،إشعياء" .(16 :54أضّيرك أهوا ً
ب ، .إلى الوراء سرت فأمّد يدي عليك وأهلكك .مِلْلت من "أنت تركتني يقول الر ّ الندامة .وأذريهم بمذراة في أبواب الرض .اُثِْك ل ،وأبيد شعبي .لم يرجعوا عن ت عليهم على أّم الشّبان طرقهم .كثرت لي أراملهم أكثر من رمل البحار .جلب ُ ناهبًا في الظهيرة .أوقعت عليها بغتًة رعدةً ورعباٍت ، ، .ذبلتوالدة الّس ب،عة
أسلمت نفسها .غربت شمسها إذ بعد نهار .خزيت وخجلت .أّم ا ،بقّيتهم ب " ) ،إرميا (9-6 :15 فللسيف أدفعها أمام أعدائهم يقول الر ّ
ب الجنود .هأنذا أحطم قوس عيلم أّو ل،قّو ت،،هم .وأجلب على "هكذا قال ر ّ عيلم أربع رياح من أربعة أطراف السماء وأذريهم لكّل هذه الرياح ول تكون أّم ة ،إلّ ويأتي إليها منفيو عيلم .وأجعل العيلمّيين يرتعبون أمام أعدائهم ب ، .وأرسل وأمام طالبي نفوسهم وأجلب عليهم شّرًا حمّو غضبي يقول الر ّ
وراءهم السيف حتى أفنيهم .وأضع كرسي في عيلم وأبيد من هناك الملك ب " ) ،إرميا (38-35 :49 والرؤساء يقول الر ّ
54
"وألقي لحمك على الجبال وأمل الودية من جيفك .وأسقي أرض فيضانك من دمك إلى الجبال وتمتلئ منك الفاق .وعند إطفائي إّياك أحجب السموات
وأظلم نجومها وُأغشي الشمس بسحاب والقمر ل يضيء ضوءه) .حزقيال (7-5 :32
"أرسلت بينكم وبأ على طريقة مصر .قتلت بالسيف فتيانكم مع سبي خيلكم ب ) "،.عاموس وأصعدت نتن محاّلكم حتى إلى أنوفكم فلم ترجعوا إلّي يقول الر ّ (10 :4
ل تتلعب يوماً مع ال
ف بال أبدًا .فهو يعني ما يقوله .لقد جمع داود آلف الوجهاء من شعب يجب أن ل نستخ ّ
إسرائيل وكان يح ّ ض ر ،إلى أكبر الحفلت وأجمل الحتفالت بسبب عودة فتابوت ال إلى أورشليم!
فوضعوا التابوت على خشبة جديدة -فهذا فقط ما قد يفي بالغرض .لقد رقصوا وغّنوا و لعبوا "أمام ب بكّل أنواع اللت) "...صموئيل الثاني (5 :6وكان داود يقودهم .وفجأة انشمصت الثيران الر ّ
وكان تابوت ال و كّل "عظمته" على وشك الوقوع إلى الرض ولعله كان سيكسر .لعل حياة عّزة مّر ت،أمامه وقال في نفسه "من قد يسامحني؟ فقد يكتب عني النبياء :وقف عّزةولم يفعل شيئًا .أو
قد يغنون أغاني عّني :لقد أبعد عّزةعن وجه إلهه مثل قايين في البّر ي،ة ".فماذفعل إذًا؟ مّد يده ليسند التابوت ...ليقّد م ،خدمة ل على ما كان يعتقد .وبالطبع فقد أمرهم ال منذ خمس مئة سنة أل يلمس أحد التابوت وأّن اللويين وحدهم يحملوه )عدد .(51-50 :1فمات عّزةوانتهت الحفلة.
لقد ُقتل ولدا هارون ،أبيهو وناداب ،في أول يوم عمل لهم .أما أولد صدقيا فذبحوا أمام
عينيه ومن ثم اقتلع البابليون عينيه .وكانت آخر صورة يذكرها إلى نهاية حياته هي مقتل أولده .لقد أّد ب ،ال إسرائيل من خلل السبي وتدمير أورشليم بالرغم من أّن ذلك يعني تدنيس اسمه ومعبده
)مزمور .(74لقد سمح أن يجّد ف ،عليه لكي يعاقب خطّية شعبه .وهو سيدين العالم يومًا ما رفضه ليسوع المسيح .لقد أظهر لنا ال محّبته بالفعل ولكّنه أظهر غضبه أيضًا .فال جّد ي.، ماذا يريدنا ال أن نرى من هذا كّله؟ يريدنا أن نعرف أّنه علينا أن نتصالح معه وأن نخافه
مهما كّلف المر .وفي وعظة الجبل ،طلب يسوع أن نقطع يدنا وأن نقلع عيننا وأن نرميها حتى إن
كانت تسّبب لنا الخطّية .أو بعبارات أخرى ،إفعل أي شيء بدل من أن تذهب إلى الجحيم .لقد قيل ب " ) ،عبرانيين .(14 :12و لنا "اتبعوا السلم والقداسة مع الجميع التي بدونها لن يرى أحد الر ّ "...تم م،وا خلصكم بخو ٍ ف ورعدة" )فيلبي .(12 :2وطلب مّنا أن نذكر عيسو " ،الذي لجل أكلٍة ّ واحدٍة باع بكورّيته ...ولم يجد للتوبة مكانًا مع أّنه طلبها بدموع" )عبرانيين .(17-16 :12
55
وكما قال النبي " ،ويكون فهم الخبر فقط انزعاجًا" )إشعياء .(19 :28ولكن بالنسبة إلينا
ب ال ،تحّذ ر،نا هذه الكلمات وتبقينا على الطريق المستقيم والضيق .وتعّلمنا نحن من ُد ع،ي ومن يح ّ
أن نتكّلم بتواضع أمام ال وبخشوع وهيبة .وتساعدنا على حفظ قلوبنا وتبعدنا عن عدم الكتراث أو
ب الجنود ..." .لّن ال في السموات وأنت على الرض فلذلك لتكن كلماتك قليلة... التهاون بر ّ ولكن اخشى ال" )جامعة (7 ، 2 :5 التقّر بممن ال
كيف يجب أن نفّك ر ،بال خلل العبادة؟ فهو "المبارك" )مرقس (61 :14و"المهوب"
)مزمور .(11 :76هو أسمى وأعلى من كّل خليقته وهو ظاهر وقريب وموجود في كّل خلقه .هو يمل السموات وقلوبنا أيضًا. وهو بالنسبة إلى المختارين أب الب .نحن أولده الحقيقيون .وعرشه هو عرش النعمة.
يرغب ال بمحّبتنا ويريدها ويستحّقها .وهو ل يريدنا أن نخافه بطريقة تؤذي قربنا منه وفرحنا إوايماننا ق ويعطي الحياة. برحمته .وعهدنا هو عهد نعمة وح ّ ومن جهة أخرى هو نار آكلة وخاصة مع أعدائه .ول يمكن أن نفّر ق،بين محّبته وقداسته.
ب ولطيف وجّيد دائمًا ولكّنه أيضًا قّد و،س وباّر ومهيب دائمًا .فالول ل يبعد الثاني .والواحد فهو مح ّ ل يقّلل من الخر.
يجب أن ل نكون منقسمين في تعاملنا مع ال ولكن أن نشعر بالسلم -سلم يفوق الفهم
)فيلبي .(7 :4والطفل الذي يعاني من أهل استغلليين يسأل نفسه دائمًا :هل سيحضنني أو
ل ومسحوق عاطفّيًا بسبب تصرف سيضربني؟ هل سيقبلني أو يضربني؟ " وسيكون هذا الولد متقلق ً والده المشين .وال ليس كذلك أبدًا وأنا محرج بأن أستعمل هذا التشبيه ولكن الحقيقة هي أّنه بسبب
خلفيتنا ،يقوم بعضنا بإلقاء هذه المشاعر على ال .لذلك علينا أن نرّك ز ،على رحمة ال -ولكن
"رحمة مع خوف" )يهوذا .(23وعلينا أن نذكر هذين الشقين من طبيعة ال خلل عبادتنا. ب بخوف واهتفوا برعدة) ".مزمور (11 :2 " اعبدوا الر ّ
ب وبتعزية الروح القدس"... وأما الكنائس في جميع اليهودّية ...فكانت تبنى وتسير في خوف الر ّ )أعمال الرسل .(31 :9وليكن عندنا مثلهم ، "شكر به نخدم ال خدمة مرضية بخشوع وتقوى .لّن إلهنا نار آلكة" )عبرانيين (29-28 :12
56
8
يسوع الكّل،م يسوع فقط
إن كان لدي ألف رأس وكّل رأس له ألف لسان وكّل لسان يتكّلم ألف لغة ت أن أمدح يسوع بما إوان كنت أستطيع أن أتكّلم إلى البد لما استطع ُ
يكفي.
روبرت .جي .لي المسيح هو الثقب الذي يمكننا من خلله أن نرى مجد ال وعظمته. جي .بي .فيلبيس منذ مّد ة ،قصيرة اكتشفت اكتشافًا فتح عينّي بطريقة ملحوظة .ويتعّلق إكتشافي هذا بيسوع
ل -ولكن كان أوضح المسيح ومكانته وأولوّيته في حياتي وفي خدمتي .وليس هناك شيء جديد فع ً
ت من ذي قبل .وأنا كنت أؤمن بهذه المور وأعظ عنها ولكّنني لم أفهم يومًا معناها تمامًا .فقد غفل ُ عن عمقها وبساطتها الرائعة .وكان إكتشافي بكّل بساطة ما يلي :يسوع الكّل وفي الكّل ،.ووفقًا لجي .بي .فيليبس "يسوع هو كّل ما يهّم ") ،كولوسي .(11 :3فيسوع هو أساس وجوهر جميع
المور .وبكلماته الخاصة:
"وهذه هي الحياة البدّية أن يعرفوك أنت الله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح
الذي أرسلته) ".يوحنا (3 :17
ت الن أّن اللؤلؤة الباهظة الثمن ل تعني أنا وخلصي بل هي تتعّلق بشخ.ص وقد أدرك ُ
يسوع المسيح .فهو المفتاح إلى السماء والرض .هو جوهر السموات إواكليل كّل الخليقة والسبب
الذي يعطي معنى للفردوس .وأنا أعلم أنكم تعرفون المور التي ذكرتها ولكن حصل معي شيء رائع ت بقراءة عندما أدركت أخي ًار هذه المور .وبدأ الطريقة الجديدة التي أرى فيها المور عندما بدأ ُ
الفصل الول من الرسالة الولى إلى أهل كورنثوس )تحديدًا اليات .(18-1خذ بعض الوقت
لقراءة هذا المقطع الن وفيما تقرأ ،إندهش لفكرة وجود المسيح في كّل فكرة .كّل حقيقة وكّل دافع
57
وكّل شغف في حياة بولس .أرجوك خذ بعض الوقت لقراءة هذا المقطع الن -المر مهم إلى هذا
الحّد !،
والتركيز على المسيح في هذا المقطع مذهل .فهو بسيط جّد ًا ،وصحيح جّد ًا ،وواضح جّد اً-، ولكّنه صدمني تمام ًا .ماذا يحاول الروح القدس أن يعّلمنا هنا؟ هل يجب أن نندهش لغنى علقة
بولس مع المسيح وأن نتواضع أمام روحانيته؟ أّم أّنها دعوة لفهم أعمق لشخ.ص يسوع المسيح والحاجة إلى ملئ حياتنا الروحّية بأفكار عن يسوع المسيح أو حياتنا بأكملها؟
تخّي ل ،كيف سنبدو إن ذكرنا شيء عن يسوع بعد كّل جملة أو جملتين نقولها .سيعتبرنا
الناس متطّر ف،ينروحّيًا وحتى بين التلميذ سنعتبر كذلك! وأنا ل أقول أّنه علينا أن نتكّلم بهذه الطريقة ولكن بالتأكيد يجب أن نفّك ر ،بهذه الطريقة .ويجب أن نأخذ كّل فكر لطاعة المسيح
)كورنثوس الثانية .(5 :10كّل كلمة وعمل ليسوع المسيح .كّل قضمة ليسوع .كّل طموح ودافع
ق الهم من حياتنا بل هو حياتنا -فوق وتحت ،فينا وبنا ،هو كّل والكّل للمسيح .ويسوع ليس الش ّ الن إوالى البد. عجيب اسمه من هو يسوع المسيح؟ الكلمات ل تكفي ولكّنها كّل ما نملكه؟ كيف يمكننا أن نعّبر عن
مجده وملء حياته ونعمته؟ "عجيب" )إشعياء -(6 :9من يستطيع التعبير؟ لقد ولد من عذراء
)إشعياء -(14 :7من يفهم؟ كان "بل خطّية" و"ابن ال الحّي ") ،عبرانيين ، 15 :4يوحنا :6 -(69من يستطيع أن يتشّبه به؟ "ورئيس الحياة قتلتموه) "...أعمال الرسل -(15 :3من يستطيع
أن يتخيله؟ لقد أصبح خطيئة من أجلنا )كورنثوس الثانية -(21 :5من يصّد ق،؟ بالفعل إن لم تكن
هذه المور حقيقّية من قد يصّد ق،؟ والسبب الذي يخّو ل،،نا لعبادة ال والسبب الذي نحن أحياء وليس ل ،هو يسوع ب بعضنا البعض والسبب الذي نعرف ال وما هو عليه فع ً أموات والسبب الذي نح ّ المسيح.
فهو ال المتجّس د ، ،جسد وروح ،أسد وخروف .هو ملك وخادم ،وديع وعظيم .هو إنسان
كامل مثلنا من جميع النواحي" .فإذ قد تشارك الولد في اللحم والدّم أشترك هو أيضًا كذلك"...
)عبرانيين .(14 :2وهو ال :كلمة ال "صار جسدًا وحّل بيننا" )يوحنا .(14 :1 علينا أن نحّو ل،أعيننا عليه وأن نذكره وأن نتمّثل به وأن نفعل كّل المور به وله .بعيدًا عنه
ل يمكننا أن نفعل شيء .علينا أن نطلب "ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين ال) ".كولوسي :3 .(1يجب أن نرفعه وأن نصلي له ونعظ عنه ونعبده. يسوع المسيح يملئ هذا الكون .فقد "صعد أيضًا فوق جميع السموات لكي يمل الكّل "،،.
)أفسس .(10 :4وهو "قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات" )عبرانيين .(26 :7
58
و"ملء الذي يمل الكّل في الكّل ") ،أفسس .(23 :1وهو "كوكب الصبح المنير" )رؤيا يوحنا :22
، (16هو مجيد وجميل و"مشتهى كّل المم) "...حجي .(7 :2يسوع المسيح هو ابن ال الوحيد )يوحنا الولى (9 :4والكلمة متجّس د،ة .وهو تجّس د ،المحبة وملء ال والتعبير عنه )كولوسي :2 " .(9الذي هو قبل كّل شيء وفيه يقوم الكّل ") ،كولوسي " .(17 :1فإّنه فيه خلق الكّل ما في
السموات وما على الرض ما يرى وما ل يرى سواء كان عروشًا أو سيادات أو رياسات أو سلطين ،
الكّل به وله قد خلق) ".كولوسي .(16 :1وهو "بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كّل الشياء بكلمة
قدرته بعد ما صنع بنفسه تطهي ًار لخطايانا جلس في يمين العظمة في العالي" )عبرانيين .(3 :1 وهو يسود بسمو ونعمة وبعظمة مخيفة .فهو تجّس د ،الكمال الخلقي وخلصة المتياز وقمة
ب كّل الخليقة وخادم الخليقة .وفيه "كّل غنى يقين الفهم لمعرفة) "...كولوسي :2 الجمال .هو ر ّ ل ،إلى البد" )عبرانينن .(28 :7 .(3هو ملئ الله وال .هو "مكّم ً
الحياة الفضل "فيه كانت الحياة" )يوحنا .(4 :1وكلماته هي الحياة )يوحنا .(63 :6هو حياتنا )كولوسي .(4 :3وهو يلّقب ب"رئيس الحياة" )أعمال الرسل (15 :3و"الحياة البدية التي كانت عند الب
وُأظهرت لنا) ".يوحنا الولى .(2 :1هو "رجاء المجد" )كولوسي " ، (27 :1بكر كّل خليقة"
)كولوسي (15 :1و"بك ًار بين إخوة كثيرين" )رومية .(29 :8وهو حتى الن يتشّفع لنا أمام ال
)يوحنا الولى .(1 :2هو يحيا "ليتشّفع لنا" )عبرانيين (25 :7ونتقّد م ،إلى الب من خلله )يوحنا
.(6 :14وبفضل حّبه البدي للمسيح )يوحنا ، (24 :17يرغب ال أن يكون ابنه إكليل كّل خليقة-
ل )أفسس .(21-20 :1وعبادتنا هي تعبير عن ذلك. وهذا ما هو عليه فع ً
أن نرى المسيح يعني أن نرى ال )يوحنا .(9 :14وتكريم البن هو تكريم الب )يوحنا :5
ب باسمه. .(23وروح ال هي من يكشف لنا هذه المور )أفسس .(5 :3نحن نجتمع في يوم الر ّ
ب ، .ونذكر جسده ودمه )كورنثوس الولى .(25-24 :11ونحن نشترك في هذه ونقيم مائدة الر ّ
المور من خلل دمه الذي ُس ف،ك من أجلنا )كورنثوس الولى .(16 :10ونصلي باسمه )يوحنا
(14 :14ونبّش ر ،بإنجيله )رومية .(19 :15وتسكن كلمته بغنى فينا ونحن نغّني لبعضنا البعض
)كولوسي .(16 :3وروحه موجودة في أجسادنا )كورنثوس الولى (16 :3وقد نعم على جميعنا بعطاياه )كورنثوس الولى ، 4 :12أفسس .(11-10 :4
لقد اشترانا )أعمال الرسل ، 28 :20رؤيا .(9 :5لقد فدانا )بطرس الولى .(19-18 :1 و كّل "القدرة والغنى والحكمة والقّوة والكرامة والمجد والبركة" تعود إليه )رؤيا .(12 :5ويملك
المسيح "كّل سلطان في السماء وعلى الرض" )متى .(18 :28كّل شيء موضوع تحت قدميه
وكّل الشياء تخدمه وهو يملك كّل شيء .لقد ُر ف،عإلى أعلى مكان وهو فوق كّل اسم أو لقب قد ُيمنح 59
لحد )فيلبي " ، (11-9 :2فوق كّل رياسة وسلطان وقّوة وسيادة ...ليس فقط في هذا الدهر بل في المستقبل أيضًا" )أفسس .(21 :1وعندما يتكّلم سيقوم كّل الموات في التاريخ لمواجهته )يوحنا :5 .(28 ب الجنود .هو الخادم هو ابن داود وابن مريم وابن إبراهيم وابن النسان وابن ال .هو ال ،ر ّ وهو الملك .هو السد )رؤيا يوحنا .(5 :5هو الخروف )رؤيا .(8 :5هو السّر المكتوم في ال منذ
الدهور ولكن "الن قد ُأظهر لقّد ي،سيه" )كولوسي .(26 :1هو المصدر والجوهر والسبب والفرح والكليل والمجد ونهاية كّل شيء .هو نشيد كّل الخليقة.
"لّنه يولد لنا ولد وُنعطى ابنًا وتكون الرياسة على كتفه وُيدعى اسمه عجيبًا
مشي ًار إلهًا قدي ًار أبًا أبدّيًا رئيس السلم" )إشعياء (6 :9
"قائلين بصوٍت عظيم مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقّوة ،والكرامة والمجد والبركة" )رؤيا (12 :5
هو البداية والنهاية ،الول والخر ،اللف والياء )رؤيا .(13 :22وهو يحمل في يديه مفاتيح الحياة والموت )رؤيا .(18 :1هو هو أمس واليوم إوالى البد )عبرانيين .(8 :13هو
حكمتنا وفادينا وقداستنا ووسيطنا .هو رّبنا ومخّلصنا )بطرس الثانية .(18 :3
هو الشخ.ص الموجود في التاريخ وفي الكتاب المقّد س -،سيأتي أحد )العهد القديم( ،أتى أحد )النجيل( ،أحدهم سيأتي من جديد )العهد الجديد( .هو "رئيس اليمان ومكّم ل،ه " )عبرانيين :12 .(2نحن موجودون من خلله )عبرانيين .(10 :2والروح الذي يرسله يبّك ت،نا على الخطّية )يوحنا ، 8 :16أعمال الرسل (33 :2إوانجيله يخّلصنا )رومية .(16 :1
لقد ُد فّ،نا معه وقمنا معه )كولوسي .(12 :2نحن مغموسين فيه ونلبسه علينا )غلطية :3
ص ل،،بنا معه )غلطية (20 :2وحصلنا على الحياة به )أفسس (5 :2ومّتحدين به .(27لقد ُ
)رومية (5 :6وجالسين معه حتى الن في السماويات )أفسس :6 ، 10 :3 ، 6 :2 ، 20 ، 3 :1 .(12ويقول بولس " ،لّنكم قد مّتتم وحياتكم مستترة مع المسيح في ال" )كولوسي .(3 :3وقد ختننا بيديه من طبيعتنا الخاطئة في المعمودّية )غلطية .(12-11 :2دمه يغسلنا )عبرانيين .(14 :9 "لّنه بقربان واحٍد قد أكمل إلى البد المقّد س،ين) ".عبرانيين .(14 :10نحن كنيسة المسيح ومبنّيين على أساس المسيح وكلمته)يوحنا ، 48 :12كورنثوس الولى .(11 :3هو حجر الزاوية والحجر
الحّي )أفسس ، 20 :2بطرس الولى .(4 :2ونحن "جسده ملء الذي يمل الكّل في الكّل ") ،أفسس .(23 :1عهده أفضل وأجدد وأعظم وأعلى وأكثر كرامة .دمه أثمن وأكثر حياًة .هو مركز السماء والرض ،الجسر بين ال والنسان -النسان يسوع المسيح.
60
هو ممثلنا وهو كنزنا .هو وحينا ووسيطنا -صلب بين رجلين وبين عهدين وبين الرض والسماء وبين البدية والجحيم. "ومن ملئه نحن جميعًا أخذنا .ونعمًة فوق نعمة) ".يوحنا .(16 :1هو "عطّيته التي ل
يعّبر عنها" )كورنثوس الثانية (15 :9والنعمة التي ل ُتستقصى )أفسس (8 :3والحياة البدّية )رومية .(23 :6هو زوجنا )إشعياء (5 :54ونحن عروسه " ،العروس إمرأة الخروف" )رؤيا :21 .(9هو يرث معنا ومثلنا في الحياة البدّية )رومية .(17 :8ونحن سنملك معه على عرشه )رؤيا .(21 :3هو الذبيحة ورئيس الكهنة في شخ.ص واحد )عبرانيين .(22-19 :10هو الخروف ب في آن واحد .هو الخالق والفادي معًا. والر ّ الجواب الصحيح هو الجواب لكّل سؤال ومشبع كّل حاجة )فيلبي .(19 :4هو الخبز )يوحنا .(35 :6هو
الماء )يوحنا .(10 :4هو الراعي )يوحنا .(11 :10هو النور )يوحنا (12 :8والكرمة المثمرة
ق والحياة )يوحنا -(6 :14هو المفتاح والباب إلى الجّنة .هو )يوحنا .(2-1 :15هو الطريق والح ّ "القيامة والحياة" )يوحنا .(25 :11واليمان به يعني الحياة دومًا )يوحنا .(26 :11 المسيح هو كلمة ال -الكلمة الخيرة والتعبير الكّلي عن ال في السماء وعلى الرض .من
يلمس هذا البر.ص؟ ال يلمسه .من يغسل هذه الرجل؟ ال يفعل ذلك .من يبكي على أورشليم؟
ال .من يموت على هذا الصليب؟ ال .فقد قال بطرس "رئيس الحياة قتلتموه" )أعمال الرسل :3 .(15هو المحّبة .هو سهل الجانب .هو كثير الرحمة .هو وديع .هو رؤؤف .هو كّل شيء وفي كّل شيء -فينا ومن خللنا ولنا .المسيح هو كّل شيء وفي كّل شيء.
هو"وديعًا راكبًا على أتان" )متى .(5 :21هو رائع و"آتيًا على سحاب السماء" )متى :26
.(64هو "نور" و"مجد" ومعبد" الحياة البدّية بنفسها .ولسمه "تجثو ...كّل ركبة ممن في السماء ب لمجد ال الب" ومن على الرض ومن تحت الرض ويعترف كّل لسان أّن يسوع المسيح هو ر ّ
)فيلبي (11-10 :2
ب الرباب" )تيموثاوس الولى (16 :5و"الشاهد المين" )رؤيا يوحنا هو "ملك الملوك ور ّ
(5 :1و"بداءة خليقة ال" )رؤيا يوحنا .(14 :3فعيناه نار مشتعلة وهو يمشي بين الضواء
والكنائس .هو الجوهر والملء والغنى ومجيء هدف ال السرمدي وتحقيقه )أفسس .(11 :3فقد تصالح ال مع كّل الخليقة من خلله وجسده ودمه )كولوسي .(23-15 :1ففيه تجتمع كّل خليقة
في السماء وعلى الرض "في المسيح ...في ذاك" )أفسس .(10 :1هو ملء كّل خليقة هو هدف
الكون وسببه .وقد أعطي كّل مجد وتكريم له .وستعبده كّل خليقة .هو نصرتنا .وهو محامينا .هو قاضي هذه الرض .هو المين في ال.
61
هو الخروف الذي ُذ ب،ح والحجاب الذي انشق ورئيس الكهنة الذي قّد م ،دمه الخالي من
الخطّية من أجلنا -هذا الدم المسفوك والذي يغسل وينظف ويفدي ويطهّرنا .هو دم رائع ومقّد س، وعجيب -هو دم العهد البدي الذي يملك القّوة بأن يقيم المسيح من الموات )عبرانيين .(20 :13
فل شيء يهّم غير المسيح.
ي شخ.ص غير المسيح وليس لحد آخر يجب أن ننظر" .فجاء صوت من ليس هناك أ ّ
ل هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا" )مرقس ، 7 :9بطرس الثانية " .(17 :1إلى من السحابة قائ ً
نذهب؟" يسوع وحده" .كلم الحياة البدّية عندك) ".يوحنا .(68 :6فما من اسم يستطيع أن يخّلصنا غير يسوع )أعمال الرسل .(12 :4فهناك إله واحد ووسيط واحد بين ال والناس -يسوع المسيح )تيموثاوس الولى .(5 :2فمحّبته تحصرنا )كورنثوس الثانية .(14 :5فحياته هي
رسالتنا .وروحه تعطينا القّوة وترشدنا )أعمال الرسل .(7 :16ونحن نصّلي باسمه ونحّقق المعجزات وخلله فقط نصّلي إلى ال .هو سلمنا )يوحنا .(33 :16هو فرحنا .هو حكمتنا وقداستنا وفديتنا )كورنثوس الولى .(30 :1 فقد سكب محّبته في قلوبنا من خلل الروح القدس بمحّبة ل تستقصى لدرجة أّننا لن نعرف
يومًا عمقها أو طولها أو عرضها ،فهي محّبة عظيمة لدرجة أّن ل شيء في هذا الكون قد يفّر ق،ناعن
محّبة ال التي في المسيح يسوع )رومية .(39 :8فقد أحبنا محّبة أبدّية وكاملة لدرجة تقديم حياته. ويمكننا أن نقوم بكّل شيء فيه )يوحنا .(13 :14ونحن ننتظر رجوعه .ويجب أن نمجده
في أجسادنا في الحياة أو في الموت .ويجب أن نتمّثل به وأن نعطي الشكر من خلله .فقد صلب
ص ل،،ب في الضعف ولكّنه رفع إلى السموات وحتى أعلى سموات .هو أملنا بالمجد العالم لنا به .لقد ُ وأخونا وحبيبنا وصديقنا.
هو تفسير اللغز والسّر المكشوف والمعضلة المبّس ط،ة والهدف السرمدي في حياة إنسان
قصيرة .هو السؤال وهو الجواب .هو العطية وهو العاطي .لقد تجّس د ،المسيح لكي نحتفل نحن
بحياته .لقد أصبح خطّية من أجلنا لكي "نصير نحن بّر ال" )كورنثوس الثانية .(21 :5لقد ُو ل،،د في حظيرة لكي نحصل نحن على منازل في السماء .لقد أصبح ل شيء لكي نكون نحن ورثة .لقد ُترك لكي نقترب نحن .لقد أصبح فقي ًار لكي نغتني نحن من خلل فقره .لقد كان خادمًا لكي نكون نحن ص ل،،ب هو لكي نمّج د ،نحن .لقد كان رجل أحزان لكي نمتلئ نحن ب"،فرٍح ل ُينطق به ملوك .لقد ُ ومجيد" )بطرس الولى .(8 :1المسيح هو مركز ومجد كّل شيء من خلقنا إلى دعوة إهتدائنا
وتتويجنا وحصولنا على الحياة البدّية .هو "رئيس اليمان ومكّم ل،ه" )عبرانيين .(2 :12ومّرةأخرى يسوع الكّل ويسوع وحده -السبب والمصدر والمعنى والمجد والمل ونشيد الخليقة في السماء وعلى
الرض الن إوالى البد .آمين.
62
دورنا ب يسوع المسيح؟ علينا فقط أن نلقي نظرة على بولس. ي مدى يمكن لنسان أن يح ّ إلى أ ّ
فكما كان داود لعبادة يهوه كذلك كان بولس لمحّبة يسوع المسيح .لقد كان المسيح شغف بولس
الوحيد وسببه الوحيد لكي يبقى على قيد الحياة )فيلبي .(21-20 :1وحتى بعد رؤياه والتجليات والظهورات التي حصلت معه والفهم الكامل الذي كان يتحّلى به كرسول ،حتى بعد كّل هذا ،ماذا
أراد بولس؟ "لعرفه وقّوة قيامته وشركة آلمه مشتبهًا بموته) ".فيلبي .(10 :3
لقد كان بولس مستعدًا أن يتألم من أجله وأن يملئ جسده ما كان "نقائ.ص شدائد المسيح"
)كولوسي .(24 :1لقد كان المسيح قّو ت،،ه .وقد علم أّن كّل حاجاته ستتحّقق من خلل المسيح .كان يستطيع أن يفعل كّل شيء فيه )فيلبي .(13 :4فلم يهّم شيء غير "المسيح إواياه مصلوبًا" )كورنثوس الولى .(2 :2لقد خدم ال من كّل قلبه من خلل "إنجيل ابنه" )رومية .(9 :1محّبة المسيح حصرته )كورنثوس الثانية (14 :5وصلبه للعالم )غلطية .(14 :6
وكما بولس ،كانت مريم المجدلّية أحد الشخا.ص الذين أحّبوا يسوع بعمق .إذ لم تستطع
ب يسوع بشّد ة .،لم يكن هناك حدود لمشاعرها ولم تستحي بكّل بساطة أن تبتعد عنه .لقد كانت تح ّ يومًا عن التعبير عن هذه المشاعر .لقد بقيت عند رجيله لتستمع له .لقد عادت لتعبده وتمسح رجليه بالزيت .فهي لم تأبه للثمن فقد كان يسوع يستحق ذلك .وهي لم تهتم بالنقد وهي لم تعرف بوجودها
ل .لقد رأت يسوع فقط .فهي لم تستطع أن تتركه حتى على الصليب بالرغم من وجود أص ً
الشخا.ص الذين يكرهون ال ويريدون قتل المسيح.
بولس ومريم هما مثلن رائعان للمحّبة ليسوع .ولكن من هو يسوع لك ولي؟ كيف يجب أن
تكون تجربة النسان المسيحي العادي مع يسوع؟ إق أر العهد الجديد واكتشف بنفسك .فالمسيح هو
الكّل وهو وحده وهو إلى البد .يجب أن نرفعه في تعاليمنا وأن نمّثله في عالمنا وأن نعّر ف،أولدنا
عليه وأن نعّلمه في صفوفنا .يجب أن يكون هو المهيمن في نصائحنا .وعلينا أن نتمّثل بحياته ومن
خلله نتعّبد ال ونشترك في عشائه .ونفعل ما نفعله من أجله .فمن الولدة إلى الموت والوصول إلى
الحياة البدّية ،يسوع هو كّل شيء -الشيء الوحيد.
"فلنتقّد م ،به في كّل حين ل ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاٍه معترفة باسمه".
)عبرانيين (15 :12
63
9
قّبل البن ب بخوف واهتفوا برعدة .قّبل،وا البن لئل يغضب فتبيدوا من الطريق "اعبدوا الر ّ لّنه عن قليل يّتقد غضبه .طوبى لجميع المّتكلين عليه" )مزمور -11 :2 (12
ب يسوع المسيح فليكن أناثيما .ماران أثا" )كورنثوس ب الر ّ "إن كان أحد ل يح ّ
الولى (22 :16
ت مّرةواحدة برجوع المسيح وقد كان مخيفًا جّد اً .،فقد تحّو ل،،ت السماء إلى معدن أما لقد حلم ُ
السحاب فتحّو ل،إلى مخلوقات مخيفة -تشبه التنين .وقد غطس واحد منهم مثل لمحة البرق في
المحيط وبدأ يتحرك مثل سمك القرش -كان عطشان للدماء .لقد كانت ِر ق،بته مخيفة وظهر حائط على الضفتين .واختفى هذا المخلوق عن النظر ما عدا هذه الرقبة من الماء كجبل فوقه ووراءه .وثم ت تكريس ت بخطاياي لمدة ستة ساعات وتفحصت كّل تفصيل في حياتي وأعد ُ استيقظت .واعترف ُ
ت عشرة أضعاف هذا .ولم أبتسم لمّد ة ،أسبوع .وبالتأكيد الشيء الوحيد الذي نفسي مئات المّراتوتب ُ
كان ناقصًا في حلمي كان يسوع.
وهذا لم يكن المجيء الثاني أبدًا .بل كان أشبه بفتح الختوم السبعة )رؤيا يوحنا .(8-6
وحتى أقّل من ذلك ،كان مجّر د،حلم ومجّر د،خيال .فول واحد من الملئكة موصوف في الكتاب المقّد س ،بهذا الشكل ول حتى عن بعيد .إذًا ...كيف سيكون المجيء الثاني ليسوع المسيح؟ نحن
بحاجة لبعض المقاطع فقط لكي يظهر خوفنا ودهشتنا. جند مل ئمكي
ل عن الملئكة .الملئكة يتمّتعون بالقّوة والمجد وهم مخلوقات روحّية .هم دعونا نتكّلم أّو ً يقفون في حضرة ال ويخدمونه ،هم يخدمون الريح والنار .ورؤية الملئكة بكامل عظمتهم بأعيننا البشرّية غالبًا ما يحدث الخوف والذعر .فقد إمتل زكريا بالخوف .أما يشوع قائد الجيش السرائيلي
فقد وقع على ركبيته .وبدأ دانيال يرتجف أما حزقيال فقد خاف كثي ًرا .والجنود عند القبر ارتعشوا مثل الموات .وقد استطاع ملك واحد أن يقتل 185000جندي أشوري .ونجد في سفر رؤيا يوحنا أّن ميخائيل وملئكته -وليس يسوع -طردوا إبليس من الحياة البدّية .وقد وقف ملك واحد يحمل سيفًا
64
بيده أمام أورشليم وكان لتدميرها كّلها بسبب خطّية داود .والصورة مخيفة جّد اً .،وقد وقع الرسول يوحنا الذي يحّذ ر،نا من عبادة الوثان ،على رجليه أمامهم ليعبدهم.
وقد خلق ال كّل ملك فرديًا لخدمته .وقد دّم ر،ت مصر "جيش ملئكة أشرار" )مزمور :78
.(49وقد ُد ع،ي أداة ال الذي قتل كّل بكر في مصر بكّل بساطة "المهلك" )خروج .(23 :12
ويفّس ر ،يوحنا في الصحاح التاسع من سفر رؤيا أّن "مئتا ألف ألف" ملك كانوا مستعدين لعمل
معّين -ليوم محّد د ،وساعة معّينة وهم لذلك ُخ ل،،قوا ,وقد قال يوحنا "سمعت عددهم" )رؤيا يوحنا :9 .(16ويمكن أن نسمع صرخة ملك واحد عبر الخليقة كّلها )رؤيا يوحنا .(3-2 :5وهناك أعداد ل تحصى منهم )رؤيا -(11 :5هم أقوياء وأذكياء ومن دون خطّية -منكبين فقط على خدمة ال وتحقيق إرادته.
لماذا أقول كّل هذه المور؟ بسبب كلمة صغيرة يمكنها أن تساعدنا على فهم مجيء المسيح
الثاني بصورة أوضح .وهي كلمة قد غفلتم عنها في الماضي -على القل أن فعلت كذلك. "ومتى جاء ابن النسان في مجده وجميع الملئكة القّد ي،سين معه فحينئٍذ يجلس
على كرسّي مجده) ".متى .(31 :25
عندما يعود يسوع مّرةأخرى ،من سيأتي معه؟ الملئكة؟ آلف الملئكة؟ ليس تحديدًا ،ما
رأيكم بكّل الملئكة -كّل واحد منهم! وستخلو السموات من جميع الملئكة .فهم سيحيطون بإلههم ويحلمون سيوفهم وسيكونون مستعدين للتصّر ف،بحزم وله الرادة بالقتل .فهم سيلعنون أعداء ال
وفي الوقت عينه سيجمعون كّل من كان ينتظر هذا الظهور ويصبو إليه .فهم سيجمعون المختارين
من أقاصي الرض.
ويتكّلم يهوذا عن العقاب الذي ينتظر من يتجرأون على التجديف على المخلوقات السماوية
)يهوذا .(10-8إل أّن المسيح أروع من كّل القديسين الذين يحيطون به .ففي الواقع: "وأيضًا متى أدخل البكر إلى العالم يقول ولتسجد له كّل ملئكة ال". )عبرانيين (6 :1
كم عظيم هو إلهنا إن كان هو "أعظم من الملئكة" )عبرانيين (4 :1بكثير .هو أعظم من كّل من حوله مجتمعين. المسيح الذي ل يقاوم
65
والذي يؤّثر فّي أكثر من الصحاح الخامس والعشرين من إنجيل متى هو كلمة للرسول
بولس في رسالته إلى أهل تسالونيكي .هل نتوّقع مقاومة عندما يعود المسيح؟ هل سيتج أر الشرير
المحكوم للهلك ،أن يحارب؟ هل ستخرج كلمة غضب وتجديف واحدة من شفتي الشرير قبل هلكه
المحّتم؟ إليكم ما يقوله بولس عن المجيء الثاني للمسيح: ب يبيده بنفخة من فمه وُيبطله بظهور "وحينئذ سُيستعلن الثيم الذي الر ّ مجيئه) ".تسالونيكي الثانية (8 :2
نفخته وعظمته يكفيان لبادة الشرير .هذا كّل شيء .وفي مواجهة من نور عظيم ،ستختفي الظلمة بالسهولة الذي ُيضيء فيها النور في غرفة ما .فحتى الجبال ستذوب مثل الشمع أمامه.
وكما يصف يوحنا ..." ،من وجهه هربت الرض والسماء ولم يوجد لهما موضٌع) ".رؤيا يوحنا :20 .(11
سنواجه في يوم الدينونة ،من يمل الكون كّله .فنحن لن نقف أمام ال فحسب بل أمام كّل ملئ ال كما هو .ولن يكون هناك مكان نهرب إليه لّنه لن يبقى شيء لنركض إليه .إوان وضعنا
كلم الشعر جانبًا ،سنقف أمام الحقيقة .هل تتخّي ل ،يسوع يستحي بنا لّننا استحينا به؟ ويسوع يمل
الكون الن أيضًا .فهو يملك ويسود على يمين ال في السماء وهو مستعّد للعودة .وسيعود على حين غّرة .ويقوليعقوب أّنه حتى الن "الديان واقف قّد ا،م الباب) ".يعقوب .(9 :5ويقول بطرس أّنه "على استعداٍد أن يدين" )بطرس الولى .(5 :4وستحترق العناصر في لمحة بصر .وستزول السماء والرض بصرخة عظيمة وسيرى جميع الناس " ،ستنظره ...والذين طعنوه" )رؤيا يوحنا :1 .(7سينوحون ويبكون لكي تسقط الجبال عليهم لكي يختبئوا من غضب السد؟ كل "عن غضب الخروف" )رؤيا يوحنا .(16 :6 يسوع هو ملك عظيم فهو كثير النعمة واللطف والرحمة .وقد حجب عظمته وسموه وملوكّيته عندما كان على الرض .فقد ولد في إسطبل ومحاط بالحيوانات وليس الملئكة .كان
ل يحتاج للرعاية والرضاعة من إمرأة. طف ً خالق النجوم أصبح رضيعًا
خالق الكون إحتاج إلى الراحة
كلمة ال عاجزة عن الكلم
أبدي القّوة غير قادر على المشي
66
ص ل،،ب من لقد جاء يسوع أّو ً ل كخادم .كان بإمكاننا لمسه والكلم معه .ويقول بولس أّنه " ُ ٍ ي "صورة له ول جمال فننظر إليه ول منظر ضعف ") ، ،كورنثوس الثانية .(4 :13فلم يكن هناك أ ّ
فنشتهيه" )إشعياء .(2 :53لقد قبض على يسوع في الحديقة بقبلة .فلم يستطع الجنود أن يتعّر ف،وا
ب المجد) ".كورنثوس ي تاج أو إكليل .فهم لو فهموا من هو فع ً ل " ،لما صلبوا ر ّ إليه لّنه لم يضع أ ّ الثانية -(8 :2ولكّنهم فعلوا .لقد كان ال بالتأكيد -ملئ ال -ولكّنه كان إنسان أيضًا .فقد أخفت
إنسانّيته عظمة ألوهّيته" .إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله" )يوحنا .(11 :1 وكان المر أكثر من "عدم قبوله" .فقد سخر الجنود من يسوع قبل صلبه .وقد لطموه كما لو ل من شوك على رأسه. أّنه دمية .وضربوه على رأسه م ار ًار وتك ار ًرا .وقد بصقوا عليه ووضعوا إكلي ً وألبسوه ثوبًا على ظهره الدامي ووضعوا عصا في يده على أّنها صولجان .لقد جثوا أمامه وعبدوه
ساخرين من يسوع ،هذا ملك اليهود وعدو قيصر ،هذا البله والمهّرج .إلّأّن عمل الوثنيين هذا ، مجموعة الرجال القساة هذه والسخرية على يد الشرار كانت بالفعل حفلة تتويج ملك هذا الكون! "أّم ا، أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي" )مزمور .(6 :2لم يعرفوا ذلك -وكيف كانوا ليعرفوا؟ لوح خشب وقطعة لحم مرح الجّزارون جميل ونظيف ،مخطط ومستبق بدأ الذبح
ولكن عند مجيئه الثاني ،لن يخطأ أحد في كونه ملك .وسينوح جميع الناس لدى ظهوره. بهاء ل مثيل له لقد أخفي بهاء يسوع الكبير والمخيف حتى عن أعين الناس .فل نستطيع أن نراه إلّ في
كلمه وأعماله .لقد كان سهل الجانب لّن ملء بهائه كان محجوبًا .وقد إتكأ يوحنا التلميذ الحبيب
على يسوع في لحظة مؤثّرة جّد ًا ،وهي لحظة عشاء الفصح ،وأظهر بذلك عمق علقتهم .وبالرغم من
أّن يوحنا قد رأى التجّلي والعجائب وقيامة الموات ،فهو لم يخف من التقّر ب،من رّبه .ووفقًا له "فإن الحياة ُأظهرت وقد رأينا" )يوحنا الولى " ، (2 :1ولمسته أيدينا" )يوحنا الولى .(1 :1ولكن عندما ت عند رجليه ُأعطي يوحنا على مقربة من موته ،رؤيا عن المسيح وعظمته المخيفة ،لقد "سقط ُ كميٍت " ) ، ،رؤيا.(17 :1
67
ب المحّبة إواله المجد. ملكنا ومخّلصنا ورّبنا رائع .نحن نعبد خروف ال وأسده .هو ر ّ والطريقة التي رأينا فيها يسوع على الرض ليست بالضرورة الطريقة التي يريد أن نعرفه فيها الن وهو في السماء وليست الطريقة التي سيكون عليها لدى مجيئه الثاني. إق أر وصف يسوع الموجود في رؤياه ليوحنا: " وأّم ا ،رأسه وشعره فأبيضان كالصوف البيض كالثلج وعيناه كلهيب ناٍر
ورجله شبه النحاس النّقي كأّنهما محمّيتان في أتون وصوته كصوت مياه
ف ما ٍ ض ذو حّد ي،ن يخرج من كثيرٍة ومعه في يده اليمنى سبعة كواكب .وسي ٌ
فمه ووجهه كالشمس التي تضيء في قّو ت،،ها .فلما رأيته سقطت عند رجليه ل لي ل تخف أنا هو الول والخر والحّي كميت فوضع يده اليمنى علّي قائ ً وكنت ميتًا وها أنا حّي إلى أبد البدين أمين ولي مفاتيح الهاوية والموت "
)رؤيا (18-14 :1
وتأّم ل ،وصف يسوع لنفسه في رسائله للكنائس في آسيا: "اكتب إلى ملك كنيسة أفسس .هذا يقوله الممسك السبعة الكواكب في يمينه الماشي في وسط السبع المناير الذهبّية) ".رؤيا (1 :2 "وأكتب إلى ملك كنيسة سميرنا .هذا يقوله الّو ل،والخر الذي كان ميتًا فعاش) ".رؤيا (8 :2
"وأكتب إلى ملك الكنيسة التي في برغامس .هذا يقوله الذي له السيف الماضي ذو الحدين) ".رؤيا (12 :2 "وأكتب إلى ملك الكنيسة التي في ثياتيرا .هذا يقوله ابن ال الذي له عينان
كلهيِب ناٍر ورجله مثل النحاس النقّي ) "،،.رؤيا (18 :2
"وأكتب إلى ملك الكنيسة التي في ساردس .هذا يقوله الذي له سبعة أرواح ت "،. ال والسبعة كواكب .أنا عار ٌ ف أعمالك أّن لك اسمًا أّنك حّي وأنت مي ٌ
)رؤيا (1 :3
ق الذي له "وأكتب إلى ملك الكنيسة التي في فلدلفيا .هذا يقوله القّد و،س الح ّ
مفتاح داود الذي يفتح ول أحد يغلق وُيغلق ول أحد يفتح) ".رؤيا (7 :3
68
"وأكتب إلى ملك كنيسة اللودكيين .هذا يقوله المين الشاهد المين الصادق بداءة خليقة ال) ".رؤيا (14 :3
تأّم ل ،الوصف النبؤي الموجود في دينونة أعداء الكنيسة: "وملوك الرض والعظماء والغنياء والمراء والقوياء وكّل عبٍد وكّل حّر أخفوا أنفسهم في المغاير وفي صخور الجبال وهم يقولون للجبال والصخور اسقطي
علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف لّنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف" )رؤيا (17-15 :6
ت السماء مفتوحة إواذا فرس أبيض والجالس عليه ُيدعى أمينًا وصادقًا "ثم رأي ُ وبالعدل يحكم وُيحارب .وعيناه كلهيب ناٍر وعلى رأسه تيجان كثيرة وله اسم
مكتوب ليس أحٌد يعرفه إل هو .وهو متسربل بثوب مغموس بدٍم ويدعى اسمه
كلمة ال .والجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيٍل بيض لبسين بّزًا أبيض ونقّيًا .ومن فمه يخرج سيف ما ٍ ض لكي يضرب به المم وهو سيرعاهم بعصًا من حديد وهو يدوس معصرة خمر سخِط وغضب ال القادر على كّل ب الرباب" شيء .وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ور ّ
)رؤيا (16-11 :19
وتأّم ل ،كلمات من سيعود لدينونة كّل كائن بشري: "وها أنا آتي سريعًا وأجرتي معي لجازي كّل واحٍد كما يكون عمله .أنا اللف والياء .البداية والنهاية .الّو ل،والخر) ".رؤيا (13-12 :22
"أنا يسوع أرسلت ملكي لشهد لكم بهذه المور عن الكنائس .أنا أصل وذّر ي،ةداود .كوكب الصبح المنير) ".رؤيا (16 :22 ب يسوع نعمة "يقول الشاهد بهذا النعم .أنا آتي سريعًا .آمين .تعال أّيها الر ّ رّبنا يسوع المسيح مع جميعكم .آمين" )رؤيا (21-20 :22
هذا هو المسيح في المجيء الثاني .والطريقة التي نقف فيها أمامه الن والطريقة التي نعبده فيها والطريقة التي نقترب فيها منه الن تحّد د ،الطريقة التي سنقف فيها أمامه عندئٍذ ، .دعونا نراه كما هو .دعونا نجثو أمام الملك .دعونا نسقط ونقّب ل ،البن.
69
"لذلك رّفعه ال أيضًا وأعطاه اسمًا فوق كّل اسم لكي تجثو باسم يسوع كّل ركبة
ممن في السماء ومن على الرض ومن تحت الرض ويعترف كّل لساٍن أّن ب لمجد ال الب" )فيلبي (11-9 :2 يسوع المسيح هو ر ّ
70
متعّبدون حقيقّيون
71
ي يبحث الب عن متعّبدين .فإن كنت تبحث عن ال ول يبدو لك أّنك تجده ،إذًا توّقف عن أ ّ عمل تقوم به وتعّبده -وهو سيتأتي ويجدك.
جوزيف كارلينغتون
العبادة هي أكثر بكثير من موقف حيال ال .فالعبادة هي خدمتنا النشيطة وهو عملنا الفرح
ل.
دونالد ب .هوستاد ش بدل من أن يكون مقّد سً،ا ،وسهل بدل لقد أصبح معظم العبادة في الكنيسة البروتستنتّية ه ّ
ل من أن يكون متعّبدًا ،ول يتفاجئ المرء أّن هذا المر من أن يكون خشوعي ،ونصحي بد ً يدعو عادةً إلى عناصر طفولّية في شخصّية بشرّية.
بول هاون
العبادة هي قصة ال الرحوم وأعمال العظيمة مع شعبه وهو إيجاد مكاننا في هذه القصة. كين ميدينا ي معنى إن لم تكن نابعة عن ستة أيام من العبادة كطريقة حياة. العبادة يوم الحد ل تملك أ ّ
ج .غامبل مورغون
ل ل سلبّيًا بل عم ً العبادة هي تجاوب متحّم س ،ل حيث نعلن عن أعماله .والعبادة ليست عم ً
متشاركًا .والعبادة ليست مزاج بل تجاوب .العبادة ليست مجرد إحساس بل هي إعلن.
رونالد آلن وغوردون بورور
72
10
أعجوبة مزدوجة "كّل من هو مولود من ال ل يفعل خطّيًة لّن زرعه يثبت فيه ول يستطيع أن يخطئ لّنه مولود من ال) ".يوحنا الولى (9 :3
"لدي إيمان كبير في البذرة .فأقنعني أّنه توجد بذرة وسأحضر نفسي لمعاينة المعجزات"
ه.د .تورو
الكاتب المشهور لويس توماس ل يميل عادةّ إلى استعمال المبالغة في كتابته .إلّ أّنه عندما كتب في كتابه عن موضوع علم الجنين ،القنديل البحر والحلزونة ،قال ما يلي عن البيضة ص ب،،ة ،وهي الخلية الواحدة التي يأتي منها كّل كائن حّي ،: المخ ّ وجود هذه الخلّية يجب أن يكون أحد أعظم عجائب هذه الرض .إذ يجب أن يتنقل الناس كّل يوم وكّل ساعة وهم يخبرون بعضهم بالعجائب الرائعة ول
يتكلمون إلّ عن هذه الخلّية.
وهذه الخطّية غير المنظورة للعين المجردة هي كثيرة السرار .فمن يستطيع أن يفّس ر ،كيف
خلية واحدة يمكن أن تصبح مئات وآلف الخليا وهي في مكانها بطريقة كاملة ومندمجة كّليًا ،
هكذا؟ وأكثر من ذلك ،كيف يمكن لنوع واحد من الخليا أن يصبح مئات النواع من الخليا -دم وعظم وشعر وحلق ودماغ وقلب وعضلت وعصب وأكثر؟ ويخل.ص السيد توماس بالقول ، "إن نجح أحدهم بتفسير هذا المر في حياتي ،سآخذ طائرة كبيرة للكتابة في
السماء أو ربما مجموعة منها وسأجعلها تكتب علمات استفهام في السماء
إلى أن ينفذ ما لدي من مال.
يشّغ لموا محّر كماتكم
وبالرغم من أّنني أستطيع من خلل اليمان معرفة سبب وجود هذه الخلّية فأنا ل أستطيع
أن أفّس ر ،كيف يحدث ذلك ،ول أحد يستطيع ذلك .في الواقع ،الحياة المهنّية للف الرجال والنساء
وكّلهم نوابغ ،مرتكزة على هذه الخلّية بالذات .فكّل سؤال نحصل على جوابه يطرح مجموعة جديدة 73
من السئلة .وبالرغم من عظمة بذرة النسانّية – وهي أحد معجزات الحياة على الرض -هناك
بالنسبة إلى النسان المسيحي بذرة أخرى يجب زرعها ،وهي بذرة تفوق بعظمتها الولى :بذرة ال. فهذه البذرة المقّد س،ة الموجودة بعمق في كّل مؤمن جديد ،وفي كّل واحد "مولود من ال" )يوحنا الولى (9 :3وقد زرعها ال هناك؟
هدف هذا الفصل ،إستعارة من هنري دافيد تورو ،هو إقناعك بوجود البذرة .وبعد ان تقتنع بوجودها أن تستحوذ هذه البذرة على مخّي ل،تك .وأنا أكتب هذا الفصل بخشوع وتواضع .فأنا ل أحاول أن ُأظهر أسرار ال -فسيكون هذا المر غباءً مّني وأصّلي بأن ل أكون مغرو ًرا -فقد يكون ذلك
مثل اللعب بالنار .والفكار والمبادئ في هذا الفصل عزيزة على قلبي .فهي ليست فريدة بالنسبة إلّي ت بالتفكير بها خلل الخمسة عشر سنة التي مضت .وبالرغم من أّنني أؤمن أّنها إلّ أّنني تمتع ُ أفكار بحسب الكتاب المقّد س ، ،قد يكون بعضها غير مألوف وقد تكون مذهلة في مضمونها. وأشجعكم أن تربطوا أحزمة المان لّن ما سأقوله سيترككم أمام خياران فقط -الجثو وعبادة ال أو
رجمي بالحجارة!
المسيح هو المفتاح لكّل ما سيلي .فهو اللغز المكشوف والسّر الذي ُأعلن ..." ،المسيح فيكم
رجاء المجد" )كولوسي .(27 :1وال وحده الذي فيه ومنه كّل شيء يحصل على المجد .بعيدًا عن المسيح نحن غبار ول شيء .ومن دون المسيح نحن من "زاغوا" )رومية " ، (12 :3أموات" )أفسس " ، (1 :2بالطبيعة أبناء الغضب" )أفسس .(3 :2فال الذي في المسيح هو سبب كّل شيء" .له
المجد في الكنيسة في المسيح يسوع إلى جميع أجيال دهر الدهور .آمين" )أفسس .(21 :3
موضوع هذا الفصل هو ال بالتأكيد ولكّنه أيضًا عن ماذا فعل من أجلنا نحن كنيسته .فنحن نمّثل جزء من هدفه البدي.
إليكم جوهر المسألة .عندما يدعونا الكتاب المقّد س ،أبناء ال ل يستعمل لذلك اللغة
المجازّية .فهو ليس مجرد لقب ُنسب إلينا ليظهر إنتماءنا للب .فهو ليس إستعارة أو تشبيه -بل هو حقيقة .نحن أبناء ال ،أولد "توالديين" -نحن نسل ال الروحي الحقيقيين .إذ يكتب يوحنا ، "انظروا أّية محّبة أعطانا ال حتى ندعى أولد ال ".ومن ثم بعد أن أحّس بالذهول ولكي يتأكد أن ل ينسى أحد هذه الحقيقة يضيف للتأكيد "ونحن أبناء ال" )يوحنا الولى .(1 :3نحن أولد روحيين حقيقيين " ...فإننا ورثة ال ووارثون مع المسيح ".ونلنا "التبني" )غلطية .(5 :4 لقد أعطانا ال حياته وطبيعته المقّد س،ة .فقد أعيد إحياؤنا بطريقة مقّد س،ة وتبّنانا ال بالفعل.
فقد "ولدنا من جديد" )يوحنا " ، (8 :3مولودين من ال" )يوحنا (13 :1وقد جدّد ن،ا "الروح القدس"
)تيطس (5 :3وأحيانا من جديد .كيف؟ لّن "المولود من الروح هو روح" )يوحنا .(6 :3وقد كانت
الولدة الجديدة جذرية لدرجة أّننا أصبحنا "في المسيح خليقة جديدة" )كورنثوس الثانية .(17 :5
"كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم ...فعّيننا للتبني بيسوع المسيح" )أفسس .(5-4 :1متبّنين إلى 74
ماذا؟ مولودين في ماذا؟ عائلة ال المقّد س،ة -الب والبن والروح القدس .وقد أصبحنا شركاء في
الطبيعة اللهّية من دون أن نكون آلهة .فبذرة ال موجودة في داخلنا )يوحنا الولى .(9 :3فنحن ك و %100مولودين من ال! الفعل وحقيقة ومن دون ش ّ
فّك ر ،بالمر :حياة ال موجودة فّي ،،فحياته في حياتي )إق أر كولوسي .(4-1 :3لقد أحيانا
من جديد بحياته المقّد س،ة وقد أصبحنا ،وأقول هذا المر بخشوع ،نوع من تواصل للعائلة الكونية
الساسّية .وهذه حقيقة في الكتاب المقّد س ،وعلينا أن نقبل بها .وفيما نهضم هذه الحقيقة ونقبل بها- سنجد المجد فيها .وفهم هذه الحقيقة سيزيد ثقتنا في المسيح آلف المرات .فيجب أن تكون هويتنا في المسيح وحقيقة أّننا أبناء حقيقيين ل ،فرح روحنا العظم. الحصول على المجد هدف ال للبشرّية أي هدفه البدي ،واضح جّد اً :،خلق إنسان جديد وعرق جديد من خلل تمجيد أبنائه. "لّنه لق بذاك الذي من أجله الكّل وبه الكّل وهو آٍت بأبناء كثيرين إلى المجد أن يكّم ل ،رئيس خلصهم باللم .لّن المقّد س ،والمقّد س،ين جميعهم من واحٍد فلهذا السبب ل يستحي أن يدعوهم إخوًة" )عبرانيين (11-10 :2 "لّن الذين سبق فعرفهم سبق فعّينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون بك اًر
بين إخوة كثيرين .والذين سبق فعّينهم فهؤلء دعاهم أيضًا والذين دعاهم فهؤلء
بّر ر،همأيضًا .والذين بّر ر،همفهؤلء مّج د،،هم أيضًا) ".رومية (30-29 :8
المسيح هو "البكر بين إخوة كثيرين" .فتلك هي معجزة الفداء .فال لم يخلقنا فحسب بل أعاد خلقنا من جديد وأعطانا حياته الخاصة في عملية الولدة الجديدة .فالمسيح هو المثل والمعيار ، هو القّوة والهدف وهو مدح فدائنا .فالمسيح هو "صورة ال غير المنظور" )كولوسي (15 :1وقد
ص ن،،ع على صورته ومثاله -فهو إلى البد "النسان يسوع أخذ شكل النسان فقط لّن النسان ُ المسيح" )تيموثاوس الولى .(5 :2فقد ُخ ل،،قنا على صورة ال ومثاله.
فمن خلل التجّس د ،والصليب ،لم يشترك ابن النسان في طبيعتنا النسانّية فحسب
)عبرانيين (14 :2وأخذ جسد مثلنا بل هو حمل خطايانا أيضًا )إشعياء .(5 :53وبطريقة ما ،من
خلل تبديل طبيعته العجيبة ،أعطانا قداسة ال وبّرهومجده في المقابل.
"لّنه جعل الذي لم يعرف خطّية خطّيًة لجلنا لنصير نحن بّر ال فيه"
)كورنثوس الثانية (21 :5
75
"ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمًة من ال وبّرًا وقداسًة وفداًء".
)كورنثوس الولى (30 :1
"الذي أراد ال أن يعرفهم ما هو غنى مجد هذا السّر في المم الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد" )كولوسي (27 :1
وقد تعتقدون أّنني أروج فكرة تأليه النسان .وأنا ل أفعل هذا أبدًا لن هذا هرطقة .فالنسان
ل يؤله أبدًا ولكّنه يمّج د .،،وهذا التمجيد والرفع للنسان هو حقيقة أغنى بكثير مما قد نحلم به في هذه الحياة .فكيف يمكن لخلّية واحدة أن تتخّي ل ،أّنها ستتكاثر لتصبح مئات أو آلف الخليا؟ وبالطريقة عينها ،هل يمكننا أن نتخّي ل ،تمامًا ما سيحصل لنا في المجد؟ علينا أن نستيقظ إلى روعة ما نحن
عليه في المسيح!
ونحن كأبناء ال نتمّتع بفوائد من هذه العلقة الممّيزة ووضعنا في هذا الكون. "ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل ال ابنه مولودًا من امرأة مولودًا تحت
الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبّني .ثم بما أّنكم أبناء أرسل ال روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الب .إذاً لست بعد عبداً بل ابناً إوان كنت
ابنًا فوارث ال بالمسيح" )غلطية (7-4 :4
ي نوع من الحقوق؟ "الحقوق كاملة" .ورثة من؟ ورثة ال .ماذا نملك؟ "كّل شيء" )إق أر غلطية :4 أّ (1 ت ولداي دانيال ونتاشا وزوجتي مارلين وأنا نحّبهما كثي ًار وبعمق .ول أستطيع أّن أنا تبّني ُ أحّبهم أكثر مما أحّبهم .فهم لي ،عائلتي ،ابني وابنتي .وبالرغم من أّنني تبّنيتهم فقد أعطيتهم اسمي وهم ورثتي الشرعيين .فهم سيرثون معًا بالتساوي .إلّ أّن عملية تبنينا في عائلة ال أغنى من ذلك
وأكثر واقعّية وأعمق من ذلك .فهو لم يعطينا الحياة فحسب بل أعطانا حياته المقّد س،ة ، "...بغسل الميلد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع
المسيح مخّلصنا حتى إذا تبّر ر،نابنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة البدّية) ".تيطس (7-5 :3
إنجاز مكّلل
بعيدًا عن ال ،النسانّية المفدّية هي الجنس السمى في الكون مرئي كان أو غير مرئي.
وأنا ل أتكّلم عن النسان الخاطئ بل النسان المولود من جديد والمفدي في المسيح -وهذا هو
76
السّر ، ،-نحنأعظم من الملئكة وأعلى منهم في العظمة والسلطة .والملئكة هم بكّل تأكيد فائقي
الروعة وأذكياء وأقوياء ول أقصد أبدًا أن أقّلل من عظمتهم .ولكن وبالرغم من أّنهم يقفون أمام ال وبالرغم من أّنهم يرون وجهه سيظّل الملئكة أقّل مّنا ويخضعون لنا لّننا نحن أبناء ال. "أليس جميعهم أرواحًا خادمًة مرسلًة للخدمة لجل العتيدين أن يرثوا الخل.ص"
)عبرانيين (14 :1
الملئكة ليسوا أبناء ال بالطريقة التي نحن أبناء ال فيها .فهم مخلوقون ولكن نحن أعيد خلقنا .ولم يخلق الملئكة على صورة ال ومثاله .لم يمت يسوع من أجل الملئكة ولكن من أجلنا نحن المخلوقين على صورة ال .وقد يبدو أّن الملئكة ل يحصلون على الفداء بحياة ال عندما
طة خل.ص من أجلهم )إق أر بطرس الثانية .(4 :2 يخطئون إذ لم نعرف عن خ ّ والملئكة مخلوقات رائعة ولكن:
لّنه لمن من الملئكة قال قط أنت ابني أنا اليوم ولدتك .وأيضًا أنا أكون له أبًا
وهو يكون لي ابنًا) ".عبرانيين (5 :1
ي من الملئكة. لم يقال هذا الكلم يومًا ل ّ
وأنا حذر فيما يتعّلق بهذا الموضوع وليس بنّيتي أن أقّلل من شأن هذه المخلوقات السماوّية ومجدها وقّو ت،،ها وذكائها ومركزها أمام ال .بل على العكس تحدث رؤية ملك فينا ذع ًار كبي ًرا .وأنا
ب الخيال القوي في هذا الشعر التالي. أح ّ
كّل ملك مخيف .ولكن إن ظهر الن رئيس الملئكة من خلف النجوم:
ض ل،،ه الخليقة ستخفق قلوبنا إلى حّد الموت .من أنت؟ النجاح السابق والذي تف ّ والجبال والقمة الحمراء عند فجر كّل الخليقة ورحيق الرأس المزهر وصلة
من نور عذب وأروقة وعروش وأكوان من البخور وأغطية مصنوعة من النشوة وعواصف من المشاعر وفجأة تصبح وحدك.
ل إليها. وستظهر المرآة الجمال الذي يتدّفق من وجوههم وتجمعه كام ً
رينر ماريا ريلك
الملئكة رائعون بالتأكيد إلّ أّننا نتقّد م ،عليهم روحّيًا فهم يخدموننا .إوان كنت تستطيع تقّب ل،
المر فالصغر في ملكوت السموات أعظم من رئيس الملئكة ميخائيل .فنحن سنملك في اليوم الخير مع المسيح على الكون بأسره بما فيه الملئكة .ويقول بولس لهل كورنثوس ما يلي ،
77
"ألستم تعلمون أّن القّد ي،سين سيدينون العالم...ألستم تعلمون أّننا سندين ملئكة) "...كورنثوس الولى (3-2 :6
دعونا نفّك ر ،بالمر .نحن -من في الكنيسة -يصبو الملئكة إلينا) .بطرس الولى :1
.(12وبالتأكيد سيظل هناك فرق كبير بيننا وبين ال .إلّ أّننا ومن خلل يسوع المسيح ،قريبين إلى
ال ونشبهه كما يمكن للمخلوق أن يكون من دون أن يهين ذات الله. عظمة من عظامه
نحن الن أبناء ال الحقيقيين .وبالرغم من أّننا ننتظر التبني الكامل كأبناء فإتحادنا مع
المسيح كامل الن.
"في ذلك اليوم تعلمون أّني أنا في أبي وأنتم فّي وأنا فيكم) ".يوحنا (20 :14
نحن في المسيح وهو فينا .نحن في المسيح وهو في ال .فنحن "للمسيح والمسيح ل" )كورنثوس الولى .(23 :3فل يمكننا أن نكون أقرب من ال أكثر مما نحن عليه الن .وسيأتي اليوم الذي سندركه فيه أخي ًار هذا المر .وفي هذه الثناء وبالرغم من أّننا لن ندرك كمال مجدنا حتى
ذلك اليوم ،فهذه الحقيقة واقعية الن.
قريب جّد اً ،من ال ،أقرب مما كنت عليه يومًا لّنه بفضل ابنه أنا قريب مثله
ريس هاولز
المسيح هو حياتنا .فنحن متصلين به بشكل حميم لدرجة أّن مصيره يصبح مصيرنا. "متى أظهر المسيح حياتنا فحينئٍذ ُتظهرون أنتم أيضًا معه في المجد" )كولوسي (4 :3
روح ال ساكن فينا .فروحه القدوس موجود داخل كّل واحد ممن هم له الن .تأّم ل ،في
عظمة هذه الحقيقة .فروح ال "القدوس ،القدوس ،القدوس" موجود في داخلنا .يا لها من عظمة! يا له من سّر ! ، ،ياله من مجد! وكيف يمكن أن يحصل ذلك إن لم نكن أولد حقيقيون وخطايانا مغفورة
تمامًا؟
78
"أم لستم تعلمون أّن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من ال
وأّنكم لستم لنفسكم) ".كورنثوس الولى (19 :6
"أما تعلمون أّنكم هيكل ال وروح ال يسكن فيكم ...لّن هيكل ال مقّد س ،الذي أنتم هو) ".كورنثوس الولى (17-16 :3
"فإّنه فيه يحّل كّل ملء اللهوت جسدّيًا .وأنتم مملوؤون فيه الذي هو رأس كّل رياسة وسلطان) ".كولوسي (10-9 :2
عندما جمع آدم وحواء معًا ،قال ال "يكونان جسدًا واحدًا) ".تكوين .(24 :2ويقول بولس
ل عن هذا المقطع "هذا السّر عظيم ولكّنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة) ".أفسس :5 نق ً
.(32نحن عروس المسيح " ،امرأة الخروف" )رؤيا يوحنا .(9 :21نحن سنرث معه وسنملك معه.
ي شيء أقّل من ملك نحن حواؤه وهو آدمنا .فإن كان الزوج هو ملك الكون فمن نحن إذًا؟ ليس أ ّ وشريكة في الفردوس؟
لماذا يدعو بولس أهل كورنثوس للتوبة عن الزنى؟ "ألستم تعلمون أّن أجسادكم هي أعضاء المسيح .أفآخذ أعضاء المسيح
وأجعلها أعضاء زانية .حاشا .أم لستم تعلمون أّن من التصق بزانية هو جسد
ب فهو روح واحد". واحد لّنه يكون الثنان جسدًا واحدًا .وأما من التصق بالر ّ
)كورنثوس الولى (17-15 :6
فكوننا ملك للمسيح هي وحدة حّية وفعالة وذلك ليس بالخلط أو المزج بل على أّننا عظمة من
عظامه وقطعة من جسده .ونحن الن مع المسيح جالسين معه في السماويات )أفسس .(7-4 :2 والن "لنا ثقة بالدخول إلى القداس بدم يسوع" )عبرانيين .(19 :10نحن "في المسيح" )رومية :8 " ، (1لبستم المسيح" )غلطية " ، (27 :3مّتحدين معه" )رومية .(5 :6فالمسيح فينا ومن خللنا. فنحن في المسيح "شركاء الطبيعة اللهّية" )بطرس الثانية .(4 :1فنحن نشترك في حياة
ال غير الملموسة .فنحن مقّد س،ين في المسيح وبارين مثل ال ذاته )كورنثوس الثانية (21 :5
وقادرين أن نقف أمامه "لنا ثقة ول نخجل منه" )يوحنا الولى .(28 :2فنحن مسكن الروح القدس
مّتحدين تمامًا معه" -فقد صار معه روحًا واحدًا" )كورنثوس الولى .(17 :6 ل ّنمكم أبناء
نحن ملكية ال الثمينة ،شعبه الخا.ص.
79
"وأن يجعلك مستعليًا على جميع القبائل التي عملها في الثناء والسم والبهاء
ب إلهك كما قال" )تثنية (19 :26 وأن تكون شعبًا مقّد سً،ا للر ّ
نحن فرح كّل جيل " ،انتهت إلينا أواخر الدهور" )كورنثوس الولى .(11 :10نحن قّرة عينه منقوشين على كّفه مختارين قبل الخليقة ،مختارين بالنعمة ومحاطين بمحّبته العظيمة "سبق
فعّينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه" )رومية " -(29 :8ابن محّبته" )كولوسي .(13 :1 ب المسيح والمسيح يحّبنا تمامًا كما يحّبه الب وتأّك د ،مما يلي :ال يحّبنا تمامًا كما يح ّ
)يوحنا .(9 :15 ، 23 :17فال "لم يشفق على ابنه بل بذله لجلنا" )رومية .(32 :8وبفضل هذه
المحّبة العظيمة التي سكبها علينا أصبحت العائلة الكونّية -أي الب والبن والروح القدس -عائلة أكبر تضّم عددًا أكبر من الناس. "لّن المقّد س ،والمقّد س،ين جميعهم من واحٍد فلهذا السبب ل يستحي أن يدعوهم إخوة" )عبرانيين (11 :2
وكما صّلى يسوع ، " ...أحببتهم كما أحببتني .أّيها الب أريد أّن هؤلء الذين أعطيتني يكونون
معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني لّنك أحببتني قبل إنشاء العالم ...ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم" )يوحنا :17 (26 ، 24-23
لماذا؟ وكيف؟ وما هو مضمون كّل هذه المور؟ ل يشيء محجوب ي شيء اكثر بكّل بساطة يستطيع ال أن يقوم به من أجلنا .فقد أعطانا "كّل ليس هناك أ ّ شيء" )رومية .(32 :8وليس هناك محّبة أكثر يمكن أن ُتعطى لنا -فكّلها مسكوبة علينا الن. وليس هناك مجد يمكن أن ُيعطى لنا وأن نشترك به -فلدينا مجده هو .ول يمكن أن ُنرفع إلى
منصب أعلى من الذي نحن فيه الن -جالسين مع المسيح في السماويات )أفسس .(6 :2 إق أر المقاطع الرائعة التالية وحاول أن تفهم عظمته! "...فإّن كّل شيء لكم .أبولس أم أبولس أم صفا أم العالم أم الحياة أم الموت أِم الشياء الحاضرة أم المستقبلة كّل شيء لكم .وأما أنتم فللمسيح والمسيح ل"
)كورنثوس الولى (23-21 :3
80
" ...لّن أباكم قد سّر أن يعطيكم الملكوت) ".لوقا (32 :12 "...فسأعطيه سلطانًا على المم ...كما أخذت أنا أيضًا من عند أبي" )رؤيا
يوحنا (27-26 :2
" ...اليوم تكون معي في الفردوس" )لوقا (43 :23 "في وسط فردوس ال" )رؤيا يوحنا (7 :2 "وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني) "...يوحنا (22 :17 "...ورثة ال ووارثون مع المسيح) "...رومية (17 :8 " ...ادخل إلى فرح سّيدك) ".متى (21 :25 "سلمي) "...يوحنا (27 :14 " ...فرحي) "...يوحنا (11 :15 " ...لنصير نحن بّر ال فيه" )كورنثوس الثانية (21 :5 " ...المسيح حياتنا" )كولوسي (4 :3 " ...ال الذي دعاكم إلى ملكوته ومجده" )تسالونيكي الولى (12 :2 "...مكلوت ابنه محّبته" )كولوسي (13 :1 " ...بكّل بركة روحّية) "...أفسس (3 :1 " ...وأما نحن فلنا فكر المسيح" )كورنثوس الولى (16 :2 "وأنتم مملوؤن فيه) "...كولوسي (10 :2 " ...الكنيسة التي هي جسده ملء الذي يمل الكّل في الكّل ) "،،.أفسس :1 (23-22
" ...القّد ي،سين سيدينون العالم) ".كورنثوس الولى (2 :6 "سندين ملئكًة" )كورنثوس الولى (3 :6 " ...لننال التبّني) ".غلطية (5 :4 "صاحب الجميع" )غلطية (1 :4
81
"...غنى نعمته" )افسس (7 :2 "...غنى ل يستقصى) "...أفسس (8 :3 "فوق كّل شيء) "...أفسس (20 :3 "عطّيته التي ل يعّبر عنها" )كورنثوس الثانية (15 :9 "...كلمات ل ينطق بها" )كورنثوس الثانية (4 :12 "...لكّل غنى يقين الفهم ...جميع كنوز الحكمة والعلم) ".كولوسي (3-2 :2
هل يمكن أن نكون أكيدين؟ هل نحن نحلم؟ أم هو ضرب من ضروب الخيال؟ ليس على الطلق! "الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لجلنا أجمعين كيف ل يهبنا أيضًا معه كّل شيء .فإني متيّقن أّنه ل موت ول حياة ول ملئكة ول رؤساء ول قّوات ول
أمور حاضرة ول مستقبلة ول علو ول عمق ول خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محّبة ال التي في المسيح يسوع رّبنا" )رومية (39-38 ، 32 :8
فالكون بأسره يخدم حاجات أبناء ال. "ونحن نعلم أّن كّل الشياء تعمل للخير للذين يحّبون ال الذين هم مدعوون حسب قصده) ".رومية (28 :8
نحن شركاء مع المسيح وهذا أمر حقيقي .فنحن ورثة ال وورثة مع المسيح -رّك ز،وا أذهانكم
على هذه الفكرّة .ومثل آدم وحواء الذين كانوا ليسودوا على الرض ،فنحن أيضًا علينا أن نسود ونتسّلط "على المم" )رؤيا (26 :2مع رّبنا ومخّلصنا فيما سنسود الكون التي معه. ت ت أنا أيضًا وجلس ُ "من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي كما غلب ُ مع أبي في عرشه) ".رؤيا يوحنا (21 :3
فنحن شركاء في مجده وملكوته وحياته وعرشه وروحه وملكه وزرعه وقّو ت،،ه وصورته وملئه
وفرحه .وقد رفعنا إلى أعلى درجة وتمّج د،،نا إلى أكثر حدود وأصبحنا مثل يسوع المسيح لقصى
درجة يمكن أن يصل إليها البشر.
82
ب "فإّن سيرتنا نحن هي في السموات التي منها أيضًا ننتظر مخّلصًا هو الر ّ يسوع المسيح الذي سيغّير شكل جسد تواضعنا لنكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته أن ُيخضع لنفسه كّل شيء" )فيلبي (21-20 :3
ب من السماء .كما هو "النسان الول من الرض ترابي .النسان الثاني الر ّ
ترابي هكذا الترابيون أيضًا .وكما هو السماوي هكذا السماويون أيضًا .وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضًا صورة السماوي) ".كورنثوس الولى :15 (49-47
"أّيها الحباء الن نحن أولد ال ولم يظهر بعد ماذا سنكون .ولكن نعلم أّنه إذا
ُأظهر مثله لّننا سنراه كما هو) ".يوحنا الولى (2 :3
ونحن الن ككنيسة "باكورة من خلئقه" )يعقوب .(18 :1ول وحده المجد ول وحده المدح البدي. "لّنه منه وبه وله كّل الشياء .له المجد إلى البد .آمين" )رومية (36 :11
ذروة الخلق ما هو هدف هذا الكون الواسع؟ هو نحن -مختاري ال .أشهر العلماء في العالم بالرغم من ي فكرة عن السبب .وعلماء الكون الحديثين "يعتقدون أّن الكون بدأ مجاهرهم وأجهزتهم ل يملكون أ ّ
من نقطة معّينة أصغر آلف المّراتمن البرة" -تغيير نوعي في بحر من الطاقة .وأكثر من ذلك
فهم يأّك د،ون أّنه سيأتي يوم يحّد د ،فيه الكون ويفّس ر ،بالرياضيات بمبدأ كبير وموّح د -،،بمعادلة بسيطة. ويقول عالم الفيزياء ليون ليدرمن في كتابه ذرة ال ،ما يلي" :طموحي أن أعّم ر ،لرى كّل علم الفيزياء ملّخ .ص ،في معادلة بسيطة لدرجة أّنه يسهل كتابتها على قمي.ص" -كما لو أّن المعادلة لديها
الطاقة لتعطي الحياة! ومعظم الناس يعتقد أّننا وصلنا إلى هذه الحياة بالصدفة ولذلك فإن جنس
البشر غير مهم وهو "تائه في عمق هذا الكون ".ويلّخ .ص ،برتران راسل هذه الفلسفة فيما يلي. "هذا النسان هو خلصة نتائج كثيرة لم تعرف الغرض النهائي التي ستحّققه. وأصله ونموه وأمله ومخاوفه ومحّبته ويقينه هم حصيلة دمج عشوائي للذرة ،ول نار أو بطولة أو قّوة أفكار ومشاعر يمكن أن تحمي حياة الفرد أبعد من القبر.
وأّن إنجازات كّل هذه العصور واللتزام والوحي وكّل نبوغ الذكاء النساني
ستفنى في نظامنا الشمسي الشاسع .وكّل إنجازات النسان ستدفن في حطام 83
ي جدل هي غير أكيدة وليس من هذا الكون -وكّل هذه المور من دون أ ّ
فلسفة تدعي العكس يمكن أن تبّر ر ،المر .يمكننا فقط أن نبني بأمان على هذه الحقائق .فحياة النسان عابرة وضعيفة ،وسيهلك وكّل جنسه في الظلمة.
يا لها من صورة! إق أر الفكرة المماثلة التي كتب عنها كارل ساغان. ي شيء ممّيز فينا"" .فنحن لسنا مركز النظام "يقول كارل ساغان "ليس هناك أ ّ الشمسي ،فكوكبنا واحد من كثيرين ...والشمس هي مجّر د،نجمة من بين نجوم كثيرة في مجّر ت،نا ،ومجّر ت،ناهي مجرة بين الكثير منها ...فنحن ل نملك أي شيء ممّيز أو أّية طريقة لقياس الزمان أو المكان".
ي باختصار لسنا ممّيزين أبدًا .بل نحن مجّر د،صدفة في هذا كون ل معنى له .ولكّننا ما زلنا نتطّلع أّ ونبني الحضارات والمستشفيات ومعجزات .ما الغريب في هذا؟ ويبدو أّن العلماء الخرين أكثر تحّر ًر ،ا. "فيما ننظر في الكون ونحّد د ،الحداث الكثيرة التي تحصل فيه والتي تعمل معًا لمصلحتنا ،يبدو لنا أّن الكون كان على علم بمجيئنا بطريقة ما.
وقد كتب السير فريد هويل ،عالم الفيزياء الذي ربح جائزة نوبل ،فيما يتعّلق بطريقة تنظيم
كوننا مايلي:
ص ن،،ا الحداث بموضوعّية ،نلحظ أّنه هناك قّوة ،عظيمة نظمت الفيزياء "إن تفح ّ والكيمياء وعلم الحياء وأّنه ل يوجد أّية قوى خفّية في الطبيعة .والرقام التي
نحصل عليها بعد هذا التفّح .ص ،مهّم ة ،لدرجة أّنها تجعل هذا الستنتاج غير قابل للجدال.
ل: حتى ستيفن هاوكينغ يعترف بوجود شيء أبعد ويصرخ متسائ ً "حتى ولو كان هناك مبدأ موّح د ، ،فهو مجرد مجموعة من القوانين والمعادلت.
ما هو هذا الذي ينفخ النار في المعادلة ويصنع منها عالمًا يوصف؟ ...لماذا نحن وهذا الكون موجودين؟ إن وجدنا الجواب لهذا السؤال سيكون ذلك النتصار العظم للعقل النساني -لّننا بذلك نعرف فكر ال".
84
ل يعرف العلماء العلمانيون لماذا نحن موجودون .ويمكن للفلسفة فقط الّد ع،اء بفهم معنى
هذا الكون ولماذا نحن هنا ولكّنهم هم أيضًا بشر .وقد يحاول المؤّر خ،ونإيجاد السبب .ولكن يمكن
ي بلد كان ويحمل العهد الجديد في يده ،أن يفهم هدف ال السرمدي من هذا ي مزارع في أ ّ لّ الكون -هو وكنيسة المسيح .لماذا؟ لّن له فكر اّل )إق أر كورنثوس الولى .(16-9 :2وأنا أعشق
ب فكرة أّن جميع فكرة أن إخوتنا وأخواتنا في بنغلدش يملكون غنى ال غير المستقصى .وأح ّ
القديسين في الهند وخاصة الفقراء منهم والمحرومين سيرفعون مع المسيح في عرشه في السماويات. ب أن ب أن إخوتنا في أميركا الجنوبّية سيأكلون من شجرة الحياة ويحتفلون في فردوس ال .وأح ّ وأح ّ
إخوتنا وأخواتنا في الصين سيشتركون معًا يومًا ما في الخل.ص والتحّر ر ،من هذا الكون بأسره.
والكون بذاته واقف على رؤوس أصابعه ويحبس نفسه وينوح منتظ ًار الساعة الخيرة التي
سيحّر ر ،فيها أبناء ال .وعندها فقط ،عندما ُتفتدى النسانّية ،سيعرف الكون بذاته الفداء )رومية :8 .(23-18
الكنيسة مهّم ة ،جّد ًا ،في هذا الكون ومّتصلة به بشكل وثيق كما أّن الكون والسماوات والرض
مّتصلين بنا -لدرجة أن مصيرنا يصبح مصيرهم .عندما أخطأ النسان تأثر بذلك الكون بأسره. ولكن من خلل تمجيدنا نحن وحّر ي،تنافقط ،يستطيع الكون أن يحصل على الفداء والحّر ي،ة -ليس
قبلنا ول وراءنا ولكن معنا .الخليقة جّيدة إلّ أّن الفداء أفضل بكثير .كيف يمكن للمرء أن يفّس ر ،ذلك
المر لعقل محدود؟ كيف يمكن لي شيء أن يفهم ذلك من دون المسيح؟ ل يستطيع" .أما نحن فلنا
فكر المسيح" )كورنثوس الولى .(16 :2 يعتبر النسان في القرن الحادي والعشرين أّنها قمة التعجرف أن نعتبر أننا لوحدنا في هذا
الكون ،فما بالك إن قلنا أّننا السبب الوحيد لوجوده .أو كما قال كارل ساغان من خلل الممثلة
جودي فوستر في فيلم تواصل "قد يكون ذلك مضيعة للمكان ".ولكّنني أؤمن أّن كّل هذا الكون
وآلف السنين الضوئّية التي ل نهاية لها من جميع الجهات والنجوم والنيازك التي ل ُتحصى وكّل أّم ة ،وكّل التاريخ وكّل ملك وكّل شيء مرئي وغير مرئي وكّل شيء وجميع الشياء قد ُو ج،دت لنا- القّلة ،مختاري ال المختارين في المسيح قبل بداية العالم .فهذا الكون بأسره قد خلق من أجل
النسان ولكن خاصًة من أجل النسانّية المفدّية. "في البدء خلق ال السموات والرض) ".تكوين .(1 :1وفي أّو ل،آية من الكتاب المقّد س، يظهر موقعنا الممّيز والمختار .فالرض هي حلبة ال .ونحن الكوكب المزار .فال يحّقق هدفه البدي هنا والن وعلى هذا الكوكب من أجلنا .لقد ولد المسيح متجّس دً،ا مرة واحدة .وقد مات مّرة واحدة من أجل خطايانا .وقد قال ال على هذا الكوكب وليس على غيره ..." ،مسحت ملكي على صهيون) "...مزمور .(6 :2
85
هدف السماء والرض هو جلب الكثير من البناء إلى المجد .وبالتأكيد فحجم هذا الكون وعظمة هدف ال تجعلنا نّتضع .ومن جهة أخرى وفي الوقت عينه يجب أن نشعر بالفخر والتمّيز وبالخشوع الكبير أّن كّل هذا من أجلنا نحن كنيسة المسيح وعروسه. المجد في الكنيسة ي شيء أبدًا .فهو كامل وتام ومجيد .لقد فعل لماذا خلق ال كّل شيء؟ فهو لم يحتاج إلى أ ّ
ال كّل هذا ليتوّد د ،لنا وليوقظنا لكي يبحث عنه مختاريه ويجدوه .وبركات الزواج والولد والعائلة ب ليس فقط أهم ناحية من نواحي النسانّية ،بل هي أيضًا نوع من ظل هدف ال السمى والح ّ
للخليقة .فالمحّبة والرومانسّية هي قلب هذا الكون وروحه .هو كله -السبب الكامل لوجوده -من
أجل إختيار عروس المسيح وتحضيرها كرفيق أبدي.
لقد أخبر بولس الكنيسة في كورنثوس أّن كّل شيء سواء كان موت أو حياة هو لنا .وفي
أفسس ،يسود المسيح على الكون -من أجلنا .وفي كولوسي ،المور المرئية وغير المرئية ،أعروش كانت أو سلطين أو حكام أو سلطات قد صنعت من أجله ،الذي هو صورة ال غير المرئي وبكر كّل خليقة .ولكن نحن أي الكنيسة ،مركز هذه المغامرة في هذا الكون وفحواها .وقد وجد كّل عمل ل وكّل مجرة قريبة أو بعيدة وكّل ملك وكّل كاهن وكّل أّم ة ،وكّل وحدة وكّل ريح وموجة وكّل حيوان وحشرة وكّل ذرة ،من أجل الكنيسة " ،جسده ملء الذي يمل الكّل في الكّل ") ،أفسس .(23 :1
فالتاريخ يتقّد م ،من أجلنا .والملوك على الرض ُيرفعون ويسقطون من أجلنا ولخدمتنا نحن ملكوت ال ،ولتحقيق هدف ال من أجل جنسه المختار) .إق أر رومية .(7-1 :13
ك في وأنا ل أقصد أّننا المركز الجغرافي للكون .ولكن يجب أن ل يجعلنا هذا المر نش ّ
مركز كوكبنا وجنسنا البشري والكنيسة .لقد ولد يسوع المسيح في بيت لحم وليس أورشليم .لقد مات ك خارج المدينة وليس في المعبد .ولكن يجب أّن ل تجعلنا عظمة هذا الكون وهذا العالم الشاسع ،نش ّ أو نخسر إيماننا .فنحن ضعفاء بين كّل هذه المور .ولكن أهذا يهم؟ فصغرنا ل يمت لهميتنا بصلة .فال العظيم أصبح بحجم الجنين في أحشاء عذراء .فدعونا نجثو ونعبد إلهنا إلى البد لجل
"غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع) ".أفسس .(7 :2 المسيح -الخروف الذي ذبح قبل أن بداية العالم )رؤيا -(8 :13قد قدم كذبيحة للعالم وكمخّل.ص ،و "ل سيما المؤمنين) ".تيموثاوس الولى .(10 :4لقد تّم اختيارنا ودعوتنا قبل الخليقة
لنكون في المسيح يسوع " ،قّد ي،سين وبل لوم قدامه" )أفسس .(4 :1فالخليقة كّلها موجودة من أجل
تحقيق هدف ال السرمدي .ونحن الكنيسة ومختاري ال ،القلئل -المدعّو ي،،ن والوفياء -المستفيدين من هذا الهدف ,ويمكننا أن نستنتج إذًا ،بتواضع عميق ودهشة ،أّن سبب الكون الوحيد -هذا العدد
الشاسع من المجرات والشياء الحّية ،وتاريخ البشرّية كّله -إرتفاع المم وسقوطها وكّل حضارة
86
وتأسيس كّل حكومة وكّل ملك ،الرأسمالية أو الشتراكّية ،وكّل شيء قد خلق يومًا -الملئكة
والشياطين ،الحياة واللم ،الولدة والموت ،الزواج والعائلة واليهود والمعبد والشريعة والنبياء وكّل قانون في الطبيعة -قانون الجاذبّية والضوء وحركة الشياء والشجار والورود والشمس والقمر ، النظام الشمسي وخسوف الشمس ،المحيطات والجواء والنجوم والرعد والعواصف والهواء الذي نتنّش ق،ه ،كّل رجل أو إمرأة ،طيبين كانوا أو أشرار -كّلهم من أجلنا " ،وهو آٍت بأبناء كثيرين إلى المجد" )عبرانيين .(10 :2
بالنسبة إلى غير المفدّيين ،قد يكون النسان حادث مثل غيره ،ول معنى للحياة ونحن
مختلفين عن الحيوان بفضل بعض الجينات .وهم يعترفون بنظرية داْر و،،ينعن أسلفنا .ونحن
حصيلة الصدفة كما لو أّن الصدفة تملك قّوة كبيرة .وبالنسبة إلى المشّك ك،ين ،ل أهمية لنا وقد يكون
من ذروة التعجرف أن نّد ع،ي أن يكون لنا مكانة ممّيزة في الكون ،فما بالك بمكانة مقّد س،ة .وفي هذا السياق ،فنظرة المسيحّية نظرة متعجرفة وغير منطقّية .وبالنسبة إلى غير المؤمنين ،لقد ولدنا بسبب إنفجار عظيم وسنموت في كون بارد ل هدف له ومثير للشفقة .وهذا كّل شيء. إل أّننا من جهة أخرى نعرف أّنه
"...اختارنا فيه من قبل تأسيس العالم) "...أفسس (4 :1
وأّن
"كّل الشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون ال الذين هم مدعوون حسب
بالضافة ،
قصده) ".رومية (28 :8
"...فإّن كّل شيء لكم .أبولس أو أبلوس أم صفا أم العالم أم الحياة أم الموت
أم الشياء الحاضرة أم المستقبلة كّل شيء لكم .وأما أنتم فللمسيح والمسيح ل"
)كورنثوس الولى (23-21 :3
ظم "جميع كّل الشياء تعني كّل الشياء ،المرئية وغير المرئية في كّل هذا الكون .فال ين ّ
الشياء" لكي يأتي بالكثير من البناء إلى المجد وللخير للذين يحبونه المدعووين وفقًا لقصده.
وكمسيحيين ،نحن سبب هذا الكون .لقد أراد ال أن يجلب الكثير من البناء إلى المجد والكون المادي لهدفه السامي .فهو الحلبة والمكان وساحة المعركة وواٍد لخلق الرواح .فقد تجّس د ،ال ومات مّرةواحدة -وكان ذلك على الرض من أجلنا. هل يجعلنا هذا المر نتواضع؟ بالتأكيد .ولكّن في الوقت عينه ،بدل أن نشعر بالضياع
وعدم الهمّية في وسط هذا العالم الشاسع والكبير ،علينا نحن ككنيسة أن نشعر بالذهول الكبير
والمتنان العميق لجل المكانة المميزة التي نتمّتع بها في هذا الكون .لقد ُخ ل،،ق هذا الكون ليكون 87
طته غير المرئية واضحة للعيان. منزل مناسب لنا في كاتدرائية العجائب هذه .فهنا يجعل ال خ ّ
فهي للشارات والمواسم لجلب المور الجّيدة لخير النسان .الكون يعلن قّوة ال ومجده.
يعلنه لمن؟ لنا .ولماذا؟ من أجلنا .فكّل زهرة هي كاتدرائية وكّل نجمة هي معجزة .وكّل صدفة وكّل قوس قزح وكّل بذرة هي رسول يعظنا ويدعونا إلى ال .ومن ناحية أخرى فالكون هو إمرأة .هي أحشاء وزوجة تلد أبناء ل) .إق أر رومية .(30-16 :8
الكوكب المزار هنا على هذه الرض وعلى هذا الكوكب المزار "أرسل ال ابنه مولودًا من امرأة مولودًا تحت
الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبّني" )غلطية .(5-4 :4وقد حصل ذلك في كوكبنا الصغير -كوكب صغير وضعيف في هذا الكون الشاسع -هذه هي الحلبة الموضوعة لهدف ال. ففي رقطة الغبار هذه ،في قرية بيت لحم ،في أحشاء عذراء ،لقد ولد ابن ال البدي .وعلى أرضنا ، خارج سور أورشليم ،صلب ونزف ومات .وكّل ذلك من أجلنا نحن ،مختاري ال لكي نصبح "معينًا
نظي ًرا" )تكوين (20 :2ليسوع مخلوقين من ضلعه ودمه وعظمه .والرومانسية هي سبب كّل شيء. والرومنسية هي تفسير خلية توماس.
أتمنى لو كان لويس توماس مازال حّيًا .فلعل هذه اليات والفكار كانت تأخذه إلى تفكير أعمق وحتى إلى علقة مع ال .فالبذرة التي كتب عنها هي بذور النسان المخلوق على صورة ال ومثاله .فهي بذرة مهّم ة ،ومجيدة من لحم ودّم ،.ماذا سيحصل لهذه البذرة العظيمة والمقّد س،ة المزروعة
بعمق في كّل تلميذ للمسيح -بذرة ال؟ جهز نفسك للمعجزات ،معجزات رائعة.
88
11
عناصر المور عنصر الكربون عنصر سحري .فبتغيير بسيط في التركيبة يمكن أن يتحّو ل،الكربون إلى
ماس أو إلى فحم .أحدهم أسود بينما الخر يعكس النور .أحدهم يستعمل للشوي والخر تتحّل به العروس.
عندما ننظر إلى المواد التي ل ُتحصى في هذا الكون ،يصعب علينا التصديق أّنها كّلها تتألف من 106عناصر فقط -كالهيدروجن والوكسيجن والنيتروجن والصوديوم والكربون. والمذهل هو أّن كّل صفة في المادة -الرائحة ،التركيبة ،الطعم ،اللون ،النعومة ،الصلبة ، النزلق ،اللمعّية ،الوزن ،اللزوجة ،الليونة والكثافة -تعتمد على الطريقة التي تتفاعل فيها هذه العناصر.
أو فّك ر ،بالموسيقى .هناك المليين من النغمات والسيمفونّيات وشّتى أنواع الموسيقى .إلّ أّن الختلف في تأليف الموسيقى يعكس إختلف الحضارات النسانّية -فالموسيقى الهندوسّية
والهندّية ومن أميركا الجنوبّية والصينّية -جميعها تعزف عددًا مّو ح،دًا من النغمات. أو فّك ر ،بالتعليم العالي .فمهما كانت أهمّية الموضوع ،كّل شيء مرتكز على ما تعّلمناه في
الصفوف البتداّئية :الحرف والرقام. ما هي المور العظيمة التي تخلقها عناصر كيماوّية قليلة أو نغمات بدائّية أو أحرف قليلة:
سيمفونيات قد تكون رائعة أو ممّلة ،مواد كيماوية توّلد الفحم أو الماس ،الماس أو الطعام ،كلمات قد
تجرح أو تشفي ،تمتع أو ترعب.
ما يلي هي النغمات والمواد الكيماوّية ،المواد الساسّية التي تشّك ل ،العبادة الحقيقّية .هي ي وقت أو ي مدى ،ل ّ أساسّيات العبادة .والطريقة التي تتعامل مع كّل واحدة فيها إلى أي درجة أو أ ّ
ي حّد هي التي تحّد د ،طبيعة تركيبتنا .ولكي نعبد ال علينا أن تصبح هذه العناصر الساسّية مألوفة أّ
بالنسبة إلينا.
ق الروح والح ّ كّل شي يتعّلق بيسوع رائع ومذهل .فعندما اختار أن ُيظهر المسيح نفسه للمّرةالولى ،لم
ُيظهر نفسه لرجل بل لمرأة غير يهودّية بل سامرّية ،وليس لكاهن بل لمرأة تمل الخطّية حياتها
)يوحنا .(42-1 :4لقد كان فريدًا من نوعه ،رجل لئق ولفت إنتباهها من خلل طلب خدمة منها.
89
ومن ثم وضع كأسها على فمه .أي يهودي كان ليفعل ذلك .وأي معّلم كان ليذهب إلى السامرة أو
كان ليقول لها كلمة واحدة؟
وعندما فتحت موضوع العبادة ،ألغى يسوع سبعة آلف سنة من التقاليد والذبائح والطقوس بجملة واحدة" :أنتم تسجدون لما لستم تعلمون "...فقط )يوحنا .(22 :4لقد كان لطيفًا ولكن غير
عاطفي .فالحقيقة مهّم ة ،جّد ًا ،بالنسبة إلى ال وهو جّد ي ،جّد ًا ،فيما يتعّلق بطرق العبادة وأسبابها .فال
ق في العبادة .ويريد ال متعّبدين حقيقيين -رجال ونساء ل يبحث فقط عن العبادة بل عن الح ّ
يكّر س،ونأنفسهم له ويحبّو ن،،ه ويصبون إليه.
"ولكن تأتي ساعة وهي الن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للب بالروح ق ،.لّن الب طالب مثل هؤلء الساجدين له .ال روح .والذين يسجدون والح ّ ق ينبغي أن يسجدوا) ".يوحنا (24-23 :4 له فبالروح والح ّ
لقد غّير يسوع كّل شيء .فقد كانت هذه نظرته المقّد س،ة .فبالطبع -فمن هو أعظم من السبت وأعظم من سليمان واعظم من المعبد ،موجود بيننا .فالعبادة لم تعد فيما بعد متعّلقة بمكان أو
بشخ.ص أو بوجود ما .وبالتأكيد لم يخطط النسان للمعبد ولورشليم بل ال فعل ذلك .إلّ أّن يسوع
ي شيء سيغّير كّل هذا .فنحن لسنا بعد الن محدودين بالجغرافيا أو بالذبائح الحيوانّية أو بأ ّ
جسدي -فنحن بحاجة فقط إلى القليل من الزمان والمكان إوالى الخبز والخمر .فنحن الن أحرار
ي وقت نريده -في الداخل أو الخارج في السجن أو على ضفاف ي مكان أو أ ّ لكي نعبد ال في أ ّ
بحيرة ،على شاطئ البحر أو في مبنى كما يحلو لنا.
ولماذا؟ لّننا نحن هيكله الن .ومجده يمل كّل واحد فينا الذين نحن كنيسته " ،التي هي
جسده ملء الذي يمل الكّل في الكّل ") ،أفسس .(23 :1نحن مسكن الروح القدس وكّل واحد فينا
حجر حّي وكّل واحد فينا هيكل موجود في داخل هيكل أعظم ،مبنى غير مصنوع بأيدي الناس ،
ب ..،،.مسكنًا ل في الروح" )أفسس .(22-21 :2وحتى هذا الهيكل " ...ينمو هيك ً ل مقدسًا في الر ّ وكنيسته موجودين في الهيكل العظم في السماويات أمام عرش ال ومذبحه .تخّي ل ،هيكل داخل
هيكل آخر وهذا الخير داخل هيكل آخر.
وبالرغم من أّننا لسنا محدودين بالحدود الجسدّية ُ ،يظهر لنا يسوع أمرين أساسيّين نحن
ق ،.ماذا يعني أن نعبد بالروح؟ أعتقد أّنه ملزمين بهما .فالعبادة المقبولة يجب أن تكون بالروح والح ّ يعني عبادة نابعة من القلب وصادقة .وهذا النوع من العبادة ينبع من المحّبة التي تنبض من نهر عميق موجود في داخلنا )يوحنا .(38 :7نحن نعبد ال بمشاعرنا في فرح الروح كما فعل يسوع.
فنحن "نراه" من خلل أعين قلوبنا )أفسس .(18 :1نحن نصّلي "صلة ...في الروح" )؟أفسس :6
90
" ، (18نعبد ال بالروح" )فيلبي (3 "3ونرّنم "أغاني روحّية" )كولوسي " .(16 :3غمر ينادي غم ًرا) "...مزمور (7 :42والروح تنادي بالروح .الفاني والداخل يلمس غير المرئي وغير الفاني. ولّن العبادة هي صلة ،فالروح أيضًا يساعدنا .فهو ،
"...يشفع فينا بأّناٍت ل ُينطق بها .ولكن الذي يفح.ص القلوب يعلم ما هو
اهتمام الروح .لّنه بحسب مشيئة ال يشفع في القديسين) ".رومية -26 :8 (27
نحن ل نقّد م ،ذبائح دّم فيما بعد بل نقّد م ،ذبيحة مزدوجة من المجد" -ثمر شفاٍه معترفة
باسمه) ".عبرانيين (15 :13ومن حياتنا نقّد م،ها كّل يوم له" -ذبيحة حّية مقّد س،ة" )رومية :12 .(1عبارة "في الروح" تعني أّننا نتقّد م ،أمام ال بقلب طاهر وأيدي مقّد س،ة وبضمير صالح وصدق.
علينا أن نعّبر وأن نفيض بالشكر والمتنان.
ي شخ.ص آخر ،يمّثل القلب الروحي الذي يطلبه يسوع .فقد مّج د ،ال ولعل داود أكثر من أ ّ
بعمق وبصراحة وبمشاعر وباستمرار -خلل الوقات الحسنة والصعبة في حياته .لقد أعطى
بتضحية وكانت محّبته ل واضحة للكّل ،.لقد تواضع من خلل أنانّيته وسمح لنفسه أن ينكسر فغّيره ال .وقد عبر عن أفكار قلبه الحقيقّية وتلّذ ذ ،بوجود ال في كّل شيء من حوله .ومزاميره الكثيرة
تعطينا مجموعة كبيرة من المشاعر بدءًا من المحّبة إلى التمجيد والعبادة واليأس والقلق والخوف. وقد تذهلنا صراحته مع ال في بعض الحيان .إذ نرى رجل يتصارع مع ضعفه ولكن في الوقت
عينه يعمل بجهد لفهم عظمة ال وأس ارره .ويجب أن نقّد م ،لداود كّل احترام وأن نتمّثل به لّنه "رجل
بحسب قلب ]ال "[" )صموئيل الولى .(14 :13
ق تتضمن العقل والقلب في آن واحد .إذ علينا أن ق إذًا؟ فالعبادة بالح ّ فما هو العبادة بالح ّ
ب ال من كّل عقلنا وأن ننمو في معرفتنا له .يجب أن نفكر بحسب الكتاب المقّد س ،حول طبيعة نح ّ
ال وأن نطرد من عقولنا الفكار الوثنية التي تؤذي عبادتنا وتضعفه .فعبادة الوثان ليس فقط الجثو
أمام تمثال ما بل تعني أيضًا أن تكون في مخيلتنا فكرة إله صغير .وفي كتابه "معرفة القدوس" يقّد ر، أ .و .توزر صوابًا أّن الفكرة الصحيحة عن ال بالنسبة إلى العبادة هي بمثابة الساس بالنسبة إلى الهيكل" .عندما يكون هناك خلل أو عدم دّقة في أحد الماكن سرعان ما سيتداعى النظام...
والمسؤولية الكبر الملقاة على ظهر الكنيسة اليوم هي أن تطّهر فكرة ال وأن تسمو بها لكي تعّبر مّرةأخرى عن مكانته -ومكانتها".
ق إله ليس كّلي السيطرة .ول يمكننا أن نكون ممتّنين وأن نبني علقة ل يمكن أن نعبد بح ّ
ك في محّبته .ول يمكننا أن نعطي أنفسنا لله ليس كّلي المعرفة وسبق له أن خسر حميمة مع إله نش ّ
91
ق إن كّنا نؤمن أّن معركة مع الشرير إواله يرتكب الخطأ -ولو مّرةواحدة .ول يمكننا أن نعبد ال بح ّ مجرى المور خارجه عن إرادته إوان كنا نعتقد أّنه بحاجة إلى قراءة الصحيفة ليعرف ما الذي
ك ك أّنه خلق هذا الكون بتصميم كامل وأّن نش ّ يحصل في العالم! ول يمكننا أن نخشى ال إن كّنا نش ّ أّنه على علقة وثيقة مع خليقته. تمامًا كما أّننا ل نستطيع أن نتعالى على مبدأ ال في حياتنا اليومّية ،ل يمكننا أن نتعالى
على مبدأ ال في عبادتنا .لقد صّلى يسوع كما يلي:
"وهذه هي الحياة البدّية أن يعرفوك أنت الله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح
الذي أرسلته) ".يوحنا (3 :17
والفكرة السطحّية عن ال قد تؤذي بعمق قدرتنا على تقديم العبادة الحقيقّية هذا إن لم نذكر
حياتنا الروحية بالمجمل.
ق تتضمن إلتزام عميق بكلمة ال .فقد رفع ال اسمه وكلمته فوق كّل شيء فالعبادة بالح ّ
)مزمور .(119فالكلمة مرتبطة إرتباطًا وثيقًا بطبيعة ال لدرجة أّن كاتب المزمور مّج د ،شريعة ال
من دون أن يشك بأّنه يشرك بعبادته .والعبادة الناضجة والمقبولة هي عبادة من خلل الكتاب
ب وروح المقّد س .،ما الذي يطلب منا في أمور محّد د،ة مثل العطاء والترنيم والشتراك في مائدة الر ّ وجوهر إجتماعاتنا معًا؟ كّل هذه المواضيع موجودة في الكتاب المقّد س .،لقد قال بولس للكنيسة في
كورنثوس أّن إجتماعاتهم هي "ليس للفضل بل للردأ) ".كورنثوس الولى (17 :11لّنهم لم
يدركوا مقياس ال وطرق العبادة .فالساجدون الحقيقيون يمجدون ال من خلل النتباه إلى كلمته إوالى حّقه .وسيفعلون ذلك من كّل قلبهم وروحهم. ق عندما يجلب كّل مشاعره ورغباته أمام عرش ال بتأثير يعبد النسان ال بالح ّ
ق عندما يكون هدف قلبه ورغبته وعندما يكون من الروح القدس ويعبده بالح ّ
كّل عمل في عبادته الدينّية موجه بإرشاد كلمة ال.
لدراسة أعمق إق أر يوحنا 26-1 :4وكورنثوس الولى .34-17 :11 الخوف والخيشوع ب أول ترتعدون من وجهي أنا الذي وضعت الرمل "إياي ل تخشون يقول الر ّ
تخومًا للبحر فريضًة أبدّيًة ل يتعّد ا،ها فتتلطم ول تستطيع وتعّج أمواجه ول تتجاوزها) ".إرميا (22 :5
92
"لذلك ونحن قابلون ملكوتًا ل يتزعزع ليكن عندنا شكر به نخدم ال خدمًة
مرضية بخشوع وتقوى .لّن إلهنا نار آكلة" )عبرانيين (29-28 :12
ك إحتفال بالشكر ولكن يجب أن يكون دائمًا مملوءًا العبادة الحقيقّية هي من دون ش ّ
بالخشوع والخوف .معرفة ال هي مخافة ال .ومخافة ال هي معرفة مكانتنا أمام ال .فالعبادة تعني تقبيل أرجل ال .فهي التعبّد الكامل والحترام التام والذهول الكامل أمام ال .وهو أن ندرك أن "عظيم
ب وحميد جّد ًا ،وليس لعظمته استقصاء) ".مزمور .(3 :145 هو الر ّ
فال هو الخالق والملك وهو "ساكنًا في نور ل يدنى منه" )تيموثاوس الولى .(16 :6هو
يمل الكون بينما نحن -ماذا نحن؟ بخار وطين قدر من فخار من بين الكثير من القدار )إشعياء .(9 :45ال يحمل حياتي الهّش ة ،بين يديه .فهو يأمر المور لكي تحيا أو تموت .ولديه القّوة أن
يرسل إلى الجحيم وأن يسامح ويرفع إلى السماء .يجب أن يمل الخوف والخشوع عبادتنا.
علينا أن نخشى ال بفضل نعمته .يعلن كاتب المزمور "لّن عندك المغفرة لكي ُيخاف منك"
)مزمور .(4 :130وغالبًا ما نرّد د ،الترنيمة "النعمة التي عّلمت قلبي الخوف" .المغفرة لن تكون يومًا ق ولن نستحقها يوم ًا .وحتى عندما نتوب يبقى الغفران عطية من عند ال .ونحن دائمًا خّد ا،م غير حّ جديرين.
ونحن إن فهمنا حقًّا أّننا عندما نخطأ نستحق الجحيم مّرةأخرى يمكننا أن نقّد ر ،نعمة ال
أكثر .لقد كنا أمواتًا في خطايانا و"بالطبيعة أبناء الغضب ...ال الذي هو غني في الرحمة...
أحيانا مع المسيح" )أفسس .(5-3 :2فقد انتشلنا من موتنا و"...أجلسنا معه في السماويات في ل ومتروكين في حقل ودمنا يراق ،مّر ال بنا وقال المسيح يسوع" )أفسس .(6 :2عندما كّنا أطفا ً
"عْش ")، ، ،حزقيال.(6 :16 يعتمد خلصنا تمامًا على ال .وبالرغم من أّننا نتجاوب مع البشارة فما زالت البشارة
بشارته .فمن الول إلى الخر ،ال هو من منح وحرك جميع نواحي الخل.ص .فهو يفتح القلوب والذهان .وهو يحّر ك،نالنتبع شريعته ويحّم س،نا لنخافه ويحّد د ،الزمان والمكان وجميع الظروف
لهتدائنا .فال هو من يدعونا إلى الكنيسة وليس النسان ول نحن إطلقًا ت لقد طلبت ال ومن بعدها أدرك ُ أنه حّر ك،روحي لكي أطلبه ،باحثًا عّني فلست أنا من ُو جْ،د ،،أيها المخّل.ص
بل أنت من وجدني
نشيد من القرن التاسع عشر
93
وعلينا أيضًا أن نخاف ال بسبب قداسته .في إشعياء ، 6فيما ترتعش أساسات هيكل ال
ب الجنود مجده ملء كّل الرض ".عليهم أن بالقّوة والمجد ،يصرخ السرافيم " ،قدوس قدوس قدوس ر ّ يغطوا أرجلهم وأعينهم وأفواههم بتواضع ،أمام المتأّلق .فمن عرش ال يفيض نبع الحياة ونهر من نار .وعلى قدمي عرشه ليس من أمر محجوب عنه" :كّل شيء عريان ومكشوف لعينّي ذلك الذي
معه أمرنا" )عبرانيين .(13 :4
فحجم مجد ال ونعمته والقداسة التي ل تمس والتي تلبسه ،تدعونا إلى الخشوع والجثو والسقوط والرتعاش وحتى الرعب .العبادة هي إحتفال ولكن إحتفال بخشوع حتى يكون قلبنا دائمًا
على ركبتيه مهما كانت وضعية جسدنا .فإن ضحكنا أم بكينا ،رقصنا أم غنينا ،علينا أن ندرك دومًا وجود ال .ومن هذا الدراك يجب أن ينبع الخشوع.
لدراسة أعمق إق أر أخبار اليام الثانية ، 19-16 :26حزقيال ، 28-24 :36مزمور :2 11وتثنية .23 :14 التمجيد واليشكر ب بفرٍح ، .ادخلوا إلى حضرته بترنٍم ، . ب يا كّل الرض .اعبدوا الر ّ "اهتفي للر ّ ب هو ال .هو صنعنا وله نحن شعبه وغنم مرعاه .ادخلوا أبوابه اعلموا أّن الر ّ ب صالٌح ،.إلى البد رحمته بحمٍد دياره بالتسبيح احمدوه باركوا اسمه .لّن الر ّ
إوالى دور فدوٍر أمانته" )مزمور (100
أن نسّبح ال يعني أن نرفعه وأن نعلنه وأن نمّج د ،اسمه .لقد قال داود "الجالس بين تسبيحات إسرائيل) ".مزمور .(3 :22التسبيح الحقيقي هو إعلن ال من دون خجل لقيمة ال وبركاته. ب " ، ،نرفع ال ونجعل مجده يضيء .التسبيح هو التفاخر فعندما نرّنم "هّللوليا" التي تعني "سبحوا الر ّ
بال إواعلن مجده .هو أن نصرخ للعالم بأسره لكي يسمع أن ال عظيم وأّنه حسن وأّن ال محّبة وأّنه ق ،.فالمر شخصي جّد ًا ،حتى عندما يحيط بك تلميذ آخرين .هو إلهي وصخرتي ،خلصي حّ وروحي تفتخر به.
والشكر هو العتراف بإمتنان بوجود ال وكّل ما فعل من أجلنا ولنا .والشكر والمتنان
أمران متناغمان .أنا أشكره على عطاياه وهي عطايا تفيض من حسن شخصّيته .ولكن أشكره أيضًا على ما هو عليه وعلى صفاته المقّد س،ة .وكما قال كاتب المزمور ، ب العّلي" )مزمور (17 :7 ب حسب بّره .وأرّنملسم الر ّ "أحمد الر ّ
94
كّل شيء خارج الجحيم هو عمل نعمة ال .ونحن لن نتوّقف عن شكر ال إن أدركنا فقط ما
الذي أنقذنا منه داعيك عن الذي دعانا إليه .يجب أن يمتل فمنا بالتسبيح وأن تفيض قلوبنا بالشكر. علينا أن نكون كما هؤلء الجموع الذين "تحّيروا وركضوا" لما فعله ال من أجلنا )مرقس .(15 :9
والكثير من المعجزات والعجائب ستتدّفق من لحظة إدراكنا لقلب ال إلى أن نصل إلى المجد الحقيقي
في السماء! ويجب أن ل نستهين يومًا بعطاياه وحمايته وأعماله الكثيرة والصلوات المستجابة
ف أبدًا بجهوده لكسرنا ومباركتنا إواهتمامه بكّل تفصيل من حياتنا حتى في نومنا .ويجب أن ل نستخ ّ وتدّخ ل،،ه السماوي ورسالته الخاصة لتخليصنا .بل علينا أن نقبل هذه المور بشكر الرجل العمى
الذي ُفتحت عيناه وبإمتنان السارق الذي وعده يسوع بالفردوس قبل لحظات من موته علىالصليب
وبدهشة المرأة الزانية عندما خّلصها يسوع من الرجم وحّر ر،هاوبتواضع هذه المرأة .هؤلء الشخا.ص
يمثلون ما كّل واحد فيما عليه أمام ال .والعبادة هي العتراف بهذه العطايا وبمثابة فتحها وتقديرها. وحدها العين المفتوحة على بركات ال ،تعرف كيف تشكره بالطريقة الملئمة .ووحدهم
الشخا.ص الذي يفهمون عمق مغفرة ال يستطعون أن يفهموا ما معنى أن نكون "متفاضلين فيه ل هو قصير البصيرة وأعمى. ل ويشكر قلي ً ب قلي ً بالشكر) ".كولوسي .(7 :2والشخ.ص الذي يح ّ
علينا أن نشكر ال يومّيًا على خلصنا وعلى دّم يسوع المسيح -الدم الذي يحّو ل،الفاني إلى العذرية
من جديد ويسمح للقتلى أن يحصلوا على ولدة جديدة ويغطي ذنوبنا كالثلج .وقد كان صديقي مايك
فونتينو على صواب عندما قال" :يمكن أن يحّو ل،الثلج الخردة إلى قصر من جليد .وهذا ما فعله دّم يسوع المسيح من أجلنا -دّم قّوي جّد ًا ،وطاهر بطريقة تفوق الخيال لدرجة أّنه يسمح لنا بأن نتقّد م، أمام عرش النعمة في أعلى مكان في السماء. ت له رسالة سكبت فيها قلبي .وقد منذ بضعة سنوات ،اشتريت هدّية إلى أحد الخوة وكتب ُ
ل أن أبدأ من جديد وأن ننعم بعلقة كتبتها لعتذر ولكي ألتزم مّرةأخرى بالصداقة .وقد أردت فع ً
ت بطاقة ممّيزة وأخذت مّتسع من الوقت لجد هدّية ممّيزة .وبعد بضعة أسابيع ، رائعة .لقد اشتري ّ ت ت هديتي غير مفتوحة على الطاولة .ما زلت أذكر عمق الجرح الذي أحسس ُ ت إلى منزله ورأي ُ ذهب ُ به من جراء هذه الهدّية غير المفتوحة .ومع ال هناك عدد ل ُيحصى من العطايا والبركات التي
يسكبها باستمرار علينا .وجّل ما يريد وما يستحقه هو أن نكون شاكرين وأن نعترف بما فعله من أجلنا .فهذا أمر أساسي للعبادة الحقيقّية .ولكن لسوء الحظ هناك أوقات أكون فيها أناني كثي ًرا. ولكن ال أعطانا الرحمة!
لدراسة أعمق إق أر مزمور 30 :69 ، 7 :51 ، 23 :50 ، 14-13 :50ومزمور .147 المحّبة والذهول
95
" لّن رحمتك أفضل من الحياة .شفتاي ُتسّبحانك) ".مزمور (3 :63
يجب أن تكون عبادتنا مفعمة بالمحّبة والذهول .ففي الكنائس الولى "صار خوف في كّل نفس" )أعمال الرسل (43 :2ويجب أن تكون حياة الشراكة لدينا اليوم كذلك .فالوصّية العظمى
ب ال من كّل قلبنا ومن كّل عقلنا ومن كّل نفسنا ،تلّخ .ص ،كّل معنى العبادة .فالعبادة هي بأن نح ّ
تجربة محّبتنا العميقة مع ال مخّلصنا .فقلوبنا تمتلئ بالذهول لمحّبته .فنحن نرى من خلل العبادة ال الجميل والحبيب والمبارك .وببساطة ،العبادة هي أن نندهش أمام ال وأمام كمال شخصّيته .إذ
نتمّتع به ونّتضع أمامه .فالشخا.ص المغرمون ل يفّك ر،ون إل بحبيبهم فقلوبهم سجينة هذا الحبيب. يجب أن يكون المر كذلك مع مخّلصنا. إن ُر ف،عتجميع الوراق وُم ّد،ت ،إلى أن تصل إلى السماء
ل يمكنها أن تسع كّل المور التي فعلتها
أنت حياتي وكّلي وحبيبي
قد يحزن ال بشّد ة ،عندما ل نعطيه عواطفنا أو عندما نكون بعيدين عنه كما كان شعب
إسرائيل أحيان ًا .قال ال ،
"وجدت إسرائيل كعنٍب في البرّية) ".هوشع (10 :9 ولكن فيما بعد طلب منها عاطفتها ، " ...قد ذكرت لك غيرة صباك محّبة خطبتك ذهابك ورائي في البّر ي،ةفي أرض
غير مزروعة) ".إرميا (2 :2
ل مّنا هو محّبتنا .وهذا ما يستحّقه. ما يطلبه ال فع ً ل" )يوحنا الولى .(19 :4والعبادة هي تبادل المحّبة .فنحن ونحن نحّبه لّنه "هو أحّبنا أّو ً
ب ال لما هو عليه ول"،عطّيته التي ل يعّبر عنها" والتي سكبها علينا في المسيح يسوع )كورنثوس نح ّ الثانية .(15 :9ففي المسيح لدينا نعمة على نعمة ،وعطّية على عطّية ،وبركة على بركة ،مرئية وغير مرئية ،وهي أكثر مما يمكن أن نفهمها أو ندركها .وكّل ذلك يسكب علينا من محّبة ال
العظيمة .في الواقع " ،محّبة ال قد انكسبت في قلوبنا بالروح القّد س ،المعطى لنا" )رومية .(5 :5
ب ال بشّد ة،؟ برأي هذه أفضل عبادة وأطهرها على الطلق. أفليس علينا أيضًا بالروح عينه أن نح ّ
96
العبادة هي قبلتنا ل .إذ نركض إليه ونحضنه كما يركض الطفل إلى والديه .فأفضل شيء ي شك ،هو أن تحضنني طفلتي الصغيرة ناتاشا وابني دانيال وأن لدي في العالم بأسره ومن دون أ ّ
يقّبلني .وأحيانًا يذوب قلبي عندما أدرك أن ولداي يحبانني ،أنا أبيهم .وأنا ل أعتقد أّن شعور ال مختلف عن ذلك عندما أركض أنا إليه .تلك هي عبادتي. لقد عاش الملك داود من أجل وقته مع ال .فهو بالرغم من العداء والجيوش التي كانت ب في هيكله وأن ينظر "إلى تحاصره ،أراد شيئًا واحد وصبا إلى أمر واحد فقط -وهو أن يطلب الر ّ
ب " ) ،مزمور .(4 :27العبادة هي نوع من العطش .وفي العبادة يتكّلم ال مع هذا العطش. جمال الر ّ ومّرةأخرى ننظر إلى مريم .فقد كانت مريم عبارة عن الدموع والعواطف والمحّبة والذهول
والوجع والعطش .وهي لم تستطع أن تبتعد عن يسوع )يوحنا .(3 :12وقد غضب الرسل منها إلّ
أّن يسوع فرح بما فعلته .والعبادة هي المحّبة والذهول لفكرة أّن ال يحّبني وأّنه يقّب ل،ني .هو الب وهو يفرح بي ويعتبرني كنزه .فكّل أنواع اللتزام ل -مثل أخذ الكأس والخبز والغناء والصلة -ل يعني ي شيء من دون المحّبة الصادقة .ألم تكن هذه حالة الكنيسة في أفسس؟ فقد كانوا يقّد م،ون أّ العمال وليس العواطف .فمهما كانت درجة الغيرة لدينا ،تبقى العمال من دون المحّبة .فهذا هو
العلو الذي علينا أن ل نسقط منه أبدًا )رؤيا يوحنا .(5-4 :2
لماذا أنا يا إلهي؟ لماذا ولدت لماذا اخترتني ولماذا دعيتني؟ لماذا لمست قلبي؟ لماذا
تجاوبت معك؟ بولس يعرف لماذا: "ولكن حين ظهر لطف مخّلصنا ال إواحسانه ل بأعمال في بّر عملناها نحن
بل بمقتضى رحمته خّلصنا بغسل الميلد الثاني وتجديد الروح القدس" )تيطس (5-4 :3
ولدراسة أعمق إق أر أخبار اليام الول ، 20 :29يوحنا 8-1 :12ويوحنا الولى -7 :4 .19 القداسة والتواضع إن كنا سنقترب من ال علينا أن نتقّد م ،إليه بالقداسة .إق أر المقاطع التالية: "...رافعين أيادي طاهرة) "...تيموثاوس الولى (8 :2 " ...نقّوا أيديكم أّيها الخطاة) "...يعقوب (8 :4
97
ض "...اخلع حذاءك من رجليك .لّن الموضع الذي أنت واقف عليه أر ٌ مقّد س،ة) "...خروج (5 :3 "بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضًا قديسين في كّل سيرة .لّنه مكتوب كونوا قّد ي،سين لّني أنا قدوس) ".بطرس الولى (16-15 :1
ومّرةبعد مّرة ،يخبرنا الكتاب المقّد س ،أّن القداسة هو أحد شروط القتراب من ال. ب من ينزل في مسكنك .من يسكن في جبل قدسك .السالك بالكمال "يا ر ّ ق والمتكّلم بالصدق في قلبه". والعامل الح ّ
ب ، .لكن قد سمع ال .أصغى إلى "إن راعيت إثمًا في قلبي ل يستمع لي الر ّ
صوت صلتي .مبارك ال الذي لم يبعد صلتي ول رحمته عّني" )مزمور (20-18 :66
فالخطايا الخفّية والمراءات والدوافع الخاطئة ،كّل هذه تجعلنا ل نستحق الشراكة معه.
فأهمية "اليادي النظيفة" و"الضمائر الصالحة" ل يمكن أن نغض النظرعنها .فإن كان لدينا "خطايا مكتومة" ونعلم أن خطّيتنا ،فمن الجهل أن نؤمن أّن ال يفرح بعبادتنا. فعندما عاقب ال ناداب وأبيهو ،قال:
في القريبين مّني أتقّد س ،وأمام جميع الشعب أتمّج د) ".،،لويين (3 :10
ولم يستطع موسى وهارون أن يدخلوا إلى أرض الميعاد لسبب واحد وهو "لم تقّد س،اني"
)تثنية .(51 :32
ش أنفسنا بفكرة أن معاييره أقل في أيامنا هذه .فنحن ش ال ول يجب أن نغ ّ ل يمكن أن نغ ّ
نقّد س ،ال عندما نكون "مسّبحين في زينة مقّد س،ة" )أخبار اليام الول (21 :20ومن ثم نقترب منه ب " ) ،عبرانيين :12 بالقداسة التي يتوّقعها والتي يستحقها مّنا .لّنه "بدونها ]القداسة "[ لن يرى أحد الر ّ (14ليس هنا ول في السماء.
ونحن نقّد س ،ال عندما نعلن له اعتمادنا الكّلي عليه .فهذا هو التواضع .إذ ل يستطيع
المتكّبر أن يقف أمام ال تمامًا كما غنت مريم ،
"صنع قّوةً بذراعه .شّتت المستكبرين بفكر قلوبهم .أنزل العّزاءعن الكراسي ورفع المّتضعين) ".لوقا (52-51 :1
98
فال يقّد ر ،الشخ.ص "المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلمه" )إشعياء .(2 :66
ي فكرة تجعل من النسان نكرة ولكّنني أتكّلم عن فنحن رماد ول شيء أمام ال .وأنا ل أرّوج ل ّ حاجتنا إلى تقدير خلقنا أمام ال .فنحن المخلوق وهو الخالق وعلينا أن نعبد ال وفقًا لذلك.
ويمكن أن نتعّلم التواضع بطرق مختلفة بالتأكيد ولكّنها تتعٌم ق ،دائمًا من خلل مقارنة أنفسنا
ل أنا ل ألحظ القشرة في شعري -إلّ أّن ال يعّد كّل شعرة على رأسي .وأنا ل أستطيع أن بال .فمث ً
أجد مفتاح سيارتي إلّ أّن كّل الخليقة مكشوفة أمام ال .أنا ل أستطيع أن أحافظ على توازن حسابي
المصرفي -بينما ال يحييي كّل كائن حّي ،.أنا ل أستطيع أن أصّلي من دون أن أشرد بينما ال يعلم
ي شيء .وأنا أعيش في حالة من التجربة كّل كلمة سأقولها وكّل فكر وكّل دافع حتى قبل أن أتفّوه بأ ّ المستمرة بينما ال يسكن في نور عجيب .أنا ل أستطيع أن أرى ماذا يوجد ورائي بينما ال يرى من خللي .وأنا ل أستطيع أن أستمع بوضوح لشخصين يتكلمان معًا بينما ال يصغي إلى كّل حديث
على الرض كما لو كان كّل واحد يقف أمامه .ونحن نعطي للمجرات والكواكب في الفضاء أسامي
ممّلة مثل م 87-ول يمكننا حتى أن نحصيها جميعها بينما ال عدد كّل هذه المجرات وأعطى اسم لكّل واحدة منها.
عندما أنظر إلى الرض
أرى أرجل جميع البشر
الفانين والضعفاء مثلي
وهم مّتصلون بجذورهم العنيدة بهذه الرض الهشة ومكسورين بإنسانيتنا وأنظر إلى النجوم فأرى وجه ال
قوي ومشرق
وحّر إلى البد
وجالس في سماء ل نهاية لها وينشد قّو ت،،ه
ومسألة فهم من نحن أمام ال هي أحد أهم الدروس في الحياة .فّك ر،وا بأيوب وهو أحد أعظم
المتعّبدين ل .ففي ذروة يأسه ،حمل الكثير من السئلة أمام ال .إلّ أن ال لم يجب ول على واحدة. بل على العكس ،أجابه بمئات من السئلة" :أين كنت حين أّس س،ت الرض...هل تعقد أنت عقد
99
الثريا) "...أيوب .(31 ، 4 :38فغرق أيوب في الصمت وغطى فمه وأخي ًار وصل إلى السلم .وأنا
أعتقد أّن ال أرادنا جميعًا أن نتعّلم هذا الدرس.
لدراسة أعمق إق أر لوقا ، 54-46 :1أيوب ، 6 :42-38عبرانيين 15-14 :12ولوييين
.3-1 :10
غير أناني وغير خجول ل بّد أّنه من المؤلم جّد ًا ،أن نستحي بال .فالعبادة هي العتراف أّن ال هو كّل كياننا وهو
ب تمجيد المر الوحيد الذي يهّم ن،ا وأّننا نحّبه أكثر من الحياة نفسها .لم يستح داود في عبادته بل أح ّ ب ال بل أراد أن يعرف الجميع ذلك .فكتب عن حّبه ل ال في حضرة الخرين .ولم يكتف بأن يح ّ
ل أو محرجًا في إعلنه لمحّبته ل أمام وغناه ورق.ص على أنغامه ووجد المجد فيه .فهو لم يكن خجو ً
أصدقائه ورعيته والمم وحتى في حضرة أعدائه وحتى أمام اللهة.
يجب أن ندرك وجود ال وليس وجودنا نحن في عبادتنا .فقد بارك ال المرأة الزانية هذه التي ارتمت على مائدة يسوع مع أحد الفريسيين ،لنها تبعت غريزة قلبها .فلم تسكب طيبها فقط بل روحها أيضًا .ومّرةأخرى ،وّبخ الرسل مريم لهدارها العطر في الجرة إلّ أن يسوع كّر م،هالمحّبتها الشديدة .فال ل يدين أبدًا هذا النوع من العلن للعواطف أمام الجموع عندما يكون هذا العلن
صادقًا.
يجب أن نكون فخورين بال كما هو فخور بنا .فهو يخبرنا في كلمته أّننا الخاتم في اصبعه
وأن أّم عينيه وأّننا كنزه .فيجب أن تضيء هذه الحقيقة نورنا في المجتمعات .يريدنا ال أن نكون
ملتزمين تمامًا معه بكّل جسدنا وبكّل عواطفنا .فنرى أشخا.ص في الكتاب المقّد س ،جثو في أثناء
العبادة ورفعوا اليدي ورقصوا وصرخوا وسقطوا وقفزوا .تلك هي الطرق التي مجد فيها الفراد ال
س ًار وعلنيًة.
ونحن أيضًا بحاجة إلى التعبير أكثر في الغناء ورفع اليدي والجثو .وأنا ومارلين نشتاق
لعبادة ال مع التلميذ في أفريقيا .فكّل عنصر في العبادة -التعبير والتناغم والطاقة -كان محّم سً،ا.
فأذكر عندما كنا في لغوس أّنني كنت أرق.ص طوال الليل في الصلة مع إثني عشر تلميذًا .لقد كانت الغرفة صاخبة ولم يكن الحّر مهمًا .فكنت أسمع الصوات من الخارج .فدخلت ووجدت
الخوة يرقصون ويهللون مثل داود أمام ال .فقد أعطوا أنفسهم تمامًا إلى ال -كان المر رائعًا!
أتمنى لو لم أخجل .وبالتأكيد يجب أن نعبد ال بإتزان واحترام ولكن هذا ل يعني أن نكون رسميين. وقد احتقرت ميكال داود لّنه أعطى نفسه أمام العبيدات ووضع نفسه أمام الخرين .إلّ أّنه كان
100
على ميكال أن تواجه نوع آخر من الموسيقى -العقم .يجب أن ل نترّد د ،أبدًا عند تقّر ب،نامن ال بل
يجب أن نرفع اسمه عندما نعبده من كّل قلوبنا.
لدراسة أعمق إق أر أخبار اليام الول 29-25 :15وصموئيل الثانية .23-12 :6
الحتفال والفرح "يمتلئ فمي من تسبيحك اليوم كّله من مجدك" )مزمور (8 :71 ب قد "ترّنمي أّيتها السموات وابتهجي أّيتها الرض لتشد الجبال بالترّنم لّن الر ّ
عّزىشعبه وعلى بائسيه يترّح م) "،،إشعياء (13 :49
ب ار ٍ ض عن شعبه .يجّم ل ،الودعاء بالخل.ص .ليبتهج التقياء بمجٍد "لّن الر ّ
ليرّنموا على مضاجعهم .تنويهات ال في أفواههم) "...مزمور .(6-4 :149
العبادة هي الحتفال بال والحياة التي أعطانا إياها .فهناك أوقات في الكتاب المقّد س،
عندما كانت فيها العبادة إستعراضًا .لقد احتفل شعب إسرائيل بال وداود بكّل قّو ت،،هم وأحيانًا كان
يمكن أن ُتسمع صوت فرح الحتفال خارج جدران المدينة .وكانت الرض أحيانًا تتحرك.
والشخ.ص المسيحي هو من يفيض كأسه بالفرح والحتفال .وجزء من العبادة في العهد
القديم كان الحتفالت السنوّية كان على شعب ال أن يقيم الحتفالت بفرح .فإنجيلنا هو"فرح
عظيم" )لوقا !(10 :2إق أر مزمور 150وستفهم أن العبادة هي أكبر الحتفالت .إق أر رؤيا يوحنا 19وستندهش لصرخات الفرح وللحتفالت في السماء .وخلفًا للمعتقد الشعبي فالسماء مكان
صاخب!
لدراسة أعمق إق أر إشعياء ، 10 :61مزمور 7 :28 ، 10-9 :35 ، 2-1 :9 ، 2-1 :84 و .11-9 :16 العل نم والعتماد ب الله أقّم إلى البد الكلم الذي تكّلمت به عن عبدك وعن بيته "والن أّيها الر ّ
ب الجنود إله على وافعل كما نطقت .وليتع ّ ظم اسمك إلى البد فيقال ر ّ
إسرائيل .وليكن بيت عبدك داود ثابتًا أمامك) ".صموئيل الثاني (26-25 :7
العبادة هي إعلن .إذ نذكر أعمال ال الرائعة ونعلنها .فتحريض بطرس للتذكير والتنشيط )بطرس الثاني (2 :3 ، 13-12 :1جميعها نجدها في العبادة. 101
فبعد أن جلدوا الرسل وحذّر و،هم ،صلّوا وأعلنوا سلطان ال على جميع المم )أعمال الرسل
.(30-24 :4كما أعلن الملك آسا أّنه ضعيف تمامًا أمام ال فكان معتمدًا كّليًا على ال )أخبار
اليام الثاني .(11 :14كما جمع يهوشافاط يهوذا جميعًا -الرجال والنساء والطفال -لكي يعلنوا
ضعفهم أمام ال .وعلى رأس جيشه كان هناك مغنيين وليس الجنود! )إق أر أخبار اليام الثاني :20 .(22-21
نجد في الكتاب المقّد س ،متعّبدين يتكّلمون عن وعود ال .وهم يذّك ر،ونه بوعوده وبفضل هذا
التذكير الذي هو إعلن باليمان به ،عمل ال .وهذا النوع من العلن يظهر عظمة ال وهو غيرة لمجده فقط. والعبادة هي دومًا نوع من العتماد. "هوذا كما أّن عيون العبيد نحو أيدي سادتهم كما أّن عيني الجارية نحو يد
ب إلهنا حتى يترأف علينا) ".مزمور (2 :123 سيدتها هكذا عيوننا نحو الر ّ
نحن ضعفاء إلّ أّن ال قدير .نحن ل حيلة لدينا ولكّنه يعطي المساعدة للضعفاء .فمثل
داود ملك إسرائيل ،كّل شخ.ص "مسكين وبائس" أمام ال )مزمور .(17 :40ونحن نعترف أّنه وحده
يعطي النصرة للملوك وأّننا ل نثق بأنفسنا ول بالحصنة ول بالعربات .ونحن ل نثق بالعالم .ونحن
ل نتحالف مع المم حوالينا .ونحن ل نطلب قّو ت،،هم في المعركة .ونحن ل نّتجه إليهم عندما نخاف. ونعطي كّل شيء ل .ونحن ننظر إليه وحده دائمًا.
وقد وضع حزقيا تهديدات سنحاريب أمام ال .فدخل إلى المعبد وقال "إقرأه بنفسك ،فهم
ينّج س،،ون اسمك وأنا أشعر بالغيرة ،نحن ضعفاء وأنت قوي" )إق أر ملوك الثاني .(16-14 :19وثم عمل ال.
ب حزقيا وسكان أورشليم من سنحاريب ملك أشور ومن يد الجميع "وخّل.ص الر ّ وحماهم من كّل ناحية" )أخبار اليام الثاني (22 :32
ب لكم ل تخافوا ول ترتاعوا ...لّن الحرب ليست لكم بل ل". "...هكذا قال الر ّ
)أخبار اليام الثاني (15 :20
لدراسة أعمق إق أر مزمور ، 14-13 :9 ، 7 :28 ، 1 :27 ، 15 :50صموئيل الثاني :7 ، 25أخبار اليام الثاني 9 ، 7 :16 ، 11 :14و .15-5 :20
102
• إن كّنا نطلب ال بشّد ة ،علينا أن نتعّلم أساسيات العبادة .وفيما ننمو ونتعّر ف،أكثر على
كيفّية استعمالهم ،فلن تفشل عبادتنا بأن تحرك قلبنا .وأهم من ذلك لن نفشل بأن نحّر ك،قلب ال.
103
12
الّو لمم ،الفضل ،الكّل،م الوحيد يستحق ال أفضل ما لدينا -وليس فقط باكورة ما لدينا ولكن "أّو ل،أبكار أرضك) "...خروج
ب الجنود وعلينا ب على فضلتنا وليس مخّل.ص من الدرجة الولى .فهو ر ّ .(19 :23فهو ليس الر ّ
أن نخشاه.
وهذا المر حقيقي جّد ًا ،خلل عبادتنا .فعلينا أن نغّني من كّل قلوبنا ونعظ كما لو أّننا نعلن
كلمة ال ونعّلم كما لو أّننا في حضرة ال ونصّلي بإيمان ويقين وشغف فيما نقود مجموعتنا إلى
طط لجتماعاتنا بمهارة وهدف وحّر ي،ة .ومنيقود الترانيم عليه أن يفعل ذلك عرش ال .علينا أن نخ ّ بفرح إواشراق لكي يحّم س ،ما تبقى من المجموعة .ويجب أن يكون المستقبلين دقيقين وأن يخدموا
بصدق بطريقة حازمة ولطيفة متذكرين أنه كان هناك في الهيكل حراس أيضًا! وعلى من يقود
أفكارنا في وقت كسر الخبز ،أن يسعى إلى تجسيد المسيح أمام أعيننا .ويجب أن يكون هدفهم أن نقترب من المسيح وليس أن نبتعد عنه. يجب أن نستمع اليوم إلى تحذير سليمان التالي: "احفظ قدمك حين تذهب إلى بيت ال فالستماع اقرب من تقديم ذبيحة الجهال لّنهم ل يبالون بفعل الشّر ، ، .لتستعجل فمك ول يسرع قلبك إلى نطق كلم
قدام ال .لّن ال في السموات وأنت على الرض فلذلك لتكن كلماتك قليلة.
لّن الحلم يأتي من كثرة الشغل وقول الجهل من كثرة الكلم...لّن ذلك من
كثرة الحلم والباطيل وكثرة الكلم .ولكن اخشى ال" )جامعة (7 ، 3-1 :5
سيظل عدم الخشوع يحاول أن يشق طريقه إلى قلوبنا إوالى وسط أوقات عبادتنا .فعلينا أن
ي شيء قد يخفف خشوعنا وهيبتنا من ال ،ونتخّل.ص منه .إوالّ نحن أيضًا سنقّد م" ،ذبيحة نحّد د ،أ ّ الجهال".
ونحن نعطي أفضل ما لدينا ل لّن هذا ما قد أعطانا ال .نحن نعطي من قلبنا وروحنا لّنه ل" )يوحنا الولى .(19 :4ال أعطانا ابنه أعطانا قلبه وروحه .ونحن نحّبه "لّنه هو أحّبنا أّو ً الوحيد -وهي عطية ل يعّبر عنها .وهو لم يعطنا المسيح فحسب بل ومعه أيضًا أعطانا كّل شيء بسخاء .فقد أصبح المسيح فقي ًار من أجلنا لكي نصبح أغنياء وملوك.
104
يوسف:
ويمكن أن نرى رغبة ال بأن يعطينا أفضل ما لديه ،في البركة التي تكّلم بها موسى لنسل
ب أرضه بنفائس السماء بالندى وبالّلجة الرابضة تحت "...مباركة من الر ّ
لت الشمس ونفائس منبتات القمار .ومن مفاخر الجبال القديمة ونفائس مغ ّ
ومن نفائس الكام البدّية ومن نفائس الرض وملئها ورضى الساكن في
العليقة .فلتأت على رأس يوسف وعلى قّم ة ،نذير إخوته) ".تثنية -13 :33 (16
"ثمينة" و"عميقة" و"الفضل" تلك هي الطرق التي أعطانا فيها ال .وهذه هي الطرق التي يجب أن نعطي فيها نحن إلى ال. المدرسة القديمة يعّلم العهد القديم بوضوح أّنه على إسرائيل أن ُتعطي أفضل ما لديها ل .ويجب أن يكون كّل شيء طاه ًار وجّيدًا ومقّد سً،ا .كان من المتوّقع من اليهود أن يعطوا تقدمات من الدّم والمثّم ن،ات.
وكان هناك نوعان من التقدمات إلى ال :التقدمات المقّد س،ة والتقدمات القدس .فكّل بكر ذكر كان
ملكًا ل سواء كان إنسانًا أو حيوانًا .والتقدمات الوحيدة المقبولة كانت الطاهرة والتي ل عيب فيها.
وعندما كانت الملك تسبى من المم الخرى ،كان عليهم أن يحرقوا كّل ما هو ممكن حرقه لكي
ل للحرق كان عليهم غسله .وكان المعبد والهيكل يبنيان يطهروه قبل أن يقّد م ،إلى ال .إوان لم يكن قاب ً طط لهما.فقد كان كّل شيء ثمين في المعبد مطلي بالذهب .فكان بأفضل المواد .فال صممهما وخ ّ
ل جّد اً !،وقد بناه أفضل البناؤؤن والمهندسون على الطلق .وكان على الموهوبين في جمي ً الموسيقى أن يقودوا ببراعة وأن يدّر ب،واالمغنين بإتقان.
ما هي رسالة ال في كّل هذا لك ولي؟ كيف يجب أن يكون معيارنا للعبادة تحت العهد
الجديد إن كان العهد القديم مجرد ظّل ؟ ،فكانوا آنذاك يقّد م،ون دماء الحيوانات لكي يطهر مقّد م،
الذبيحة )من الخارج( أما اليوم فيمكننا أن نعبد ال بضمائر نظيفة من خلل دم يسوع المسيح.
فيجب أن تكون عبادتنا مقبولة ومفرحة وذات رائحة طّيبة .يجب أن نقّد م ،ل الذبائح الملئمة لسمه العظيم والمجيد وأن نتقّد م ،أمامه بروح المتياز والرادة والفرح والخشوع والهيبة .وفيما يلي بعض المبادئ التي يمكن أن نلملمها من العبادة في العهد القديم. أيادي غير فارغة أبداً
105
نأتي خلل العبادة للعطاء وهدية تدّل على قلب العاطي .ل يمكننا أن نعطي جميعاً بنفس
الطريقة ولكن يمكننا جميعًا أن ُنعطي أفضل ما لدينا -فإن لم نستطع أن نعطي خروفًا فحمامة إوان ليس حمامة فقربان )لويين .(11 ، 7 :5وقد يكون ترنيمي رهيبًا ولكن يمكنني أن أقّد م ،صوتًا فرحًا
ّل وقد أشيخ وأفقد طاقتي ولكن ما زال بإمكاني أن أفيض بالشكر.
النوعية وليس الكمّية في أحد أمثال يسوع ،تكّلم الفريسي عن نفسه أما جابي الضرائب فقد أدان نفسه .فأحدهم
أفرح ال أما الخر فلم يفعل .وفيما راقب يسوع الهيكل ،كان الكثيرين يرمون كميات كبيرة من المال. وواحدة منهم أعطت فلسين فقط ولكّنها أرضت ال .فل يلحظ ال الطريقة التي نتعّبد فيها فحسب
بل السبب أيضًا .هل أنت تخدمه من كّل قلبك؟ بحّر يمة وفرح
"المعطي المسرور يحّبه ال" )كورنثوس الثانية -(7 :9شخ.ص يريد أن يعبده ويرغب أن ض ر ،أنفسنا للقائه ونكّر س،هافي العبادة .وأنت قد تقول يكون معه ويطلب إرضاؤه .فهو يسّر عندما نح ّ
"ل أشعر بهذا المر" .ل يهم! فال يريد أن تعطيه أفضل ما لديك على كّل حال .ففي كّل يوم كان نحميا يقف أمام أرتحشستا وكان مسرو ًار لّنه كان الملك .والمّرةالوحيدة التي كان فيها حزيناً لم تكن القاعدة العامة بل استثناء وهذا الستثناء استدعى انتباه الملك .فإن استطاع نحميا أن يقف فرحًا
أمام ملك أممي يوم بعد يوم ،فيمكننا نحن إذًا أن نتعّبد بفرح أمام ال. المتياز والفرح
يقّد م ،لنا سفر ملخي أوضح صورة عن العبادة غير الحّية والتي ل تأتي من كّل قلوبنا.
وبالتأكيد عرف اليهود الذين أعادوا بناء بيوتهم بعد السبي ،نوعًا من العبادة .فقد ذرفوا الدموع وقدموا
الدم وقد أعطوا الكثير من الشياء .ولكن في النهاية رفضها ال كّلها -حيوانات سقيمة وعبادة
ناقصة إواحساس عام بالعبء .لقد أعطوا لّنهم اضطروا لذلك وهم لم يعطوا جميع عشورهم .وكيف أحس ال حيال ذلك؟
"من فيكم يغلق الباب بل ل توقدون على مذبحي مجانًا .ليست لي مّس رة ،بكم ب الجنود ول أقبل تقدمة من يدكم ...وملعون الماكر الذي يوجد في قال ر ّ
ب الجنود قطيعه ذكر وينذر ويذبح السّيد عائبًا .لّني أنا ملك عظيم قال ر ّ
واسمي مهيب بين المم" )ملخي (14 ، 10 :1
106
لقد ُأعتق هؤلء اليهود من بعد سبعين سنة من السبي وماذا كان تركيزهم -تكريم ال إوابقاء أشياء لهم؟ لقد فقدوا صوابهم وكانوا مليئين بالعمال وليس بالحساس ،من دون قلب .فجهلهم الذي يظهر في السئلة التي طرحوها ،محرج. "بم أحببتنا" )ملخي (2 :1
"بم احتقرنا اسمك) ".ملخي (6 :1 "بم نّج س،،ناك) ".ملخي (7 :1 "بم أتعبناه" )ملخي (17 :2
"بماذا نرجع) ".ملخي (7 :3
"بم سلبناك" )ملخي (8 :3
فأجاب ال بأّنهم احتقروا مائدته. "وان قّر ب،تمالعمى ذبيحة أفليس ذلك شّرًا إوان قّر ب،تمالعرج والسقيم أفليس ذلك إ ب الجنود. شّرًَا .قّر ب،هلواليك أفيرضى عليك أو يرفع وجهك قال ر ّ ب الجنود وجئتم بالمغتصب والعرج وقلتم ما هذه المشّقة وتأّففتم عليه قال ر ّ ب ) "،.ملخي (13 ، 8 :1 والسقيم فأتيتم بالتقدمة .فهل أقبلها من يدكم قال الر ّ
وقد قالوا أمور أخرى مثل: "...عبادة ال باطلة وما المنفعة من أّننا حفظنا شعائره وأّننا سلكنا بالحزن قّد ا،م
ب الجنود) ".ملخي (14 :3 رّ
ول يهم إن كان هؤلء الناس قالوا هذا الكلم فعلّيًا أم أنهم فكروا فيه فقط .فالمهم أّن هذا ما
ل والمدهش أّنه من الكاهن إلى الرجل رآه ال في قلوبهم خلل عبادتهم .ورأيه بعبادتهم هو ما يهّم فع ً العادي جميعهم كانوا جهلء لما توّقعه ال .ولكي نعبد ال بطريقة مقبولة علينا أن نبدأ بأخذ ق اررين. تكريم ال أعط قلبك لتكريم ال .فالمر غير صعب فهو مجّر د،قرار .ففي إنديانابوليس ،هدفنا الّو ل،
هذه السنة هو أن نعرف إجتماعات عبادة عميقة وذات معنى .ومؤخ ًار حجزنا يوم الجمعة مساًء
لتعّلم ترانيم جديدة .وكان بيل كولبيبر يقودنا والذي انضم إلينا مؤخ ًار من كنائس المثلث في جنوب
كارولينا .في البداية كان الترنيم ل بأس به ولكنه أصبح فيما بعد حماسيًا .فقد صعد بيل إلى المنبر
107
وتحّد ا،نا بلطف أن نعطي أفضل ما لدينا في الترنيم .هذا العمل غّير كّل شيء .وبالرغم من أّننا كنا
نتعّلم ترنيمة جديدة كنا نشيطين ورائعين .وقد تطّلب المر ق ار ًار بسيطًا :سأرنم وسأعطي كّل قلبي.
خوف ال
ومن ثم أعطي قلبك في خوف ال .عندما ل يكون هناك خوف ال ل نكون ممتازين ومتحّم س،ين لعبادته .ومّرةأخرى أصِغ إلى كلم ملخي: ب أصغى وسمع وكتب أمامه سفر ب كّل واحٍد قريبه والر ّ "حينئٍذ كّلم مّتقو الر ّ
ب الجنود في ب وللمفّك ر،ين في اسمه .ويكونون لي قال ر ّ تذكرة لّلذين اّتقوا الر ّ
اليوم الذي أنا صانٌع خاصًة وأشفق عليهم كما ُيشفق النسان على ابنه الذي يخدمه) ".ملخي (17-16 :3
ونستنتج من هذا المقطع أّن ال ينظر إلى جماعة المتعّبدين ولكّنه يلحظ من يخافه
ويخشاه .ويكتب اسمه على حجر .وليس من الضروري أن يكون من يحضر إجتماعات الكنيسة ويّد ع،ي أّنه يعبده من خاصة ال بل المتعبدين الحقيقيون هم كنز ال. من أّوًل ؟
يجب أن يكون ال أّولً في حياتنا .وسفر حجي يعطينا مثل آخر واضح عن هذه النقطة.
فبعد أن عاد الناس إلى ديارهم من بعد سبعين سنة من السبي ،لم تكن العبادة إحدى الولويات في أيام حجي .فقد كانت الولوية لنفسهم .فلم يجدوا وقتًا لعادة بناء الهيكل ولكّنهم استطاعوا بطريقة أو بأخرى أن يعيدوا بناء منازلهم الخاصة .لقد أرادوا الفضل لنفسهم وأهملوا بناء بيت ال ،مكان عبادتهم .وماذا كانت نتيجة هذا الهمال؟ لقد هدم ال منازلهم ورفض أن يباركهم .لقد كان موقفًا
صعبًا ولكن كان من الممكن إصلحه.
فقد حرك ال بنفسه روح الكاهن العلى وقلب الناس لعادة بناء الهيكل .وكانت النتيجة
مذهلة. "فاجعلوا قلبكم من هذا اليوم فصاعدًا من اليوم الرابع والعشرين من الشهر ب اجعلوا قلبكم .هل البذر في التاسع من اليوم الذي فيه تأسس هيكل الر ّ
الهراء بعد .والكرم والتين والرمان والزيتون لم يحمل بعد .فمن هذا اليوم أبارك" )حجي (19-18 :2
والدرس هنا بسيط .عندما نضع ال أّول ،تصبح الحداث مهمة والبركات بارزة لدرجة أّنه يمكننا معرفة الشهر واليوم الذي تصبح فيه المور مختلفة .ويقول ال "اجعلوا قلبكم على طرقكم". 108
)حجي .(7 :1وعندما يتذّك ر،وا هذا اليوم في المستقبل سيدركون بوضوح أّنه اليوم الذي باركهم فيه
ل في العبادة ،يفرح ويكّر م .،وعندمايكون ثانيًا ،يجب أن نلوم أنفسنا فقط ب ، .وعندما يكون ال أّو ً الر ّ لعقمنا. ب على كياني ب على فضلتي أو ر ّ ب الولوّية في العبادة .هل ال ر ّ عدمى إعطاء الر ّ
كّله؟ هل يسيطر على قلبي كّله وأّنه يرى مّني عبادة سقيمة فقط.
أسئلة تطبيقّية .1هل أعني ما أقوله عندما أرّنم؟ "أعط نفسي ليسوع"أو "حبيبي يا يسوع" .هل أعني ما أقوله أو هي مجرد تمّلق ووعود كاذبة؟
ل وشاكر بعمق وأرّك ز ،كّليًا على صليب المسيح لحظة كسر الخبز؟ هل .2هل أّنا ممتن فع ً
يحركني المر الن أكثر بعد التكرار أو أقل؟ هل أتصرف بغباء أو يسهل تشتيت أفكاري؟ ب أم أّنني منشغل بتخطيط هل أنا متلزم بالعبادة إلى هذا الحّد ؟ ،هل أدرك فع ً ل جسد الر ّ
أمور أخرى؟
.3عندما يتّم جمع المال هل أعطي ل أو للطبق؟ هل أعطي كابن ال أو ابن قيصر؟ هل أنا ل "بحسب وصاياه" )يوحنا الثالثة .(6هل أعي أّن إعطاء الفقير هو إعطاء أعاملهم فع ً
يسوع؟ )إق أر متى .(40 :25إواظهار اللطف للفقير هو إظهار اللطف ل )أمثال ، 31 :14 .(17 :19هل كنت لطيفًا مع ال مؤخ ًرا؟ هل أعطي بيقين أم أّنها مجرد عادة أو تقليد؟
ل بالطريقة التي أرّنم بها أم أّنني أنسى كتاب الترانيم غالبًا؟ .4هل أهتم فع ً
ض ر،ة؟ هل قلوب سامعينا تحترق فيهم عندما .5هل عظاتي قوّية ونليئة بكلمة ال ومنطقّية ومح ّ نشارك معهم اليات؟ أم أّنها مثل غيرها؟ عار على الواعظ الكسول!
ل؟ وأن آدم ل؟ وأن الحوت ابتلع يونان فع ً .6هل نعّلم أولدنا كأننا نؤمن بالكتاب المقّد س ،فع ً
ل أّو ل،والدين؟ وأّنه حصل هناك فيضان عّم كّل الرض؟ هل أنا مقنع؟ هل وحواء كانا فع ً
أتحّد ا،هم؟ هل أجاوب على أسئلتهم بحذر وألبي حاجاتهم أو أنا ممّل وغير مثير؟ هي خطية أن نضجر الناس بالكتاب المقّد س ،عندما نستطيع أن نفعل أكثر من ذلك.
.7هل أتأخر عادة على الكنيسة وأجلس دائمًا في المقاعد الخلفّية ول أهتم بالمقاطعة أو
التشتيت؟وسيتأخر كّل واحد فينا من وقت إلى آخر -ربما لمساعدة أحد المحتاجيتن في
طريقنا إلى الكنيسة كما فعل السامري -إلّ أّن المشكلة في التأخير المستمر ليست ساعتك أو زحمة السيارات أو أعمال الخير .بل المشكلة هيب عدم الخشوع.
ل لليات كما لو أّنها معجزات ال .هل أحاول تطبيقها؟ هل لدي روح صموئيل .8هل أنتبه فع ً ب لّن عبدك سامع) "...صموئيل الولى .(9 :3فاليات في عندما قال "...تكّلم يا ر ّ
109
الكتاب المقّد س ،هي كلم ال تمامًا مثل كلماته التي قالها على جبل سيناء) .إق أر نحميا :8 .(6-1
.9هل بذلت نفسي في حياة الشراكة من أجل شعب ال أم أّنني أناني ومنشغل بأمور العالم؟ "لّن ال ليس بظالٍم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم) ".عبرانيين .(10 :6
.10عندما يقف قائد الترانيم أو قائد العبادة على المنصة ليبدأ الجتماع هل أتوقف عن الكلم أم أعتبر نفسي استثناء؟ وأنا ل أعني أّنه علينا أن نكون جافين ولكن هناك رسالة مرسلة لنا ولصدقائنا عندما نتوقف بسرعة ونعير اهتمامنا للمتكّلم ،مستعدين لعبادة ال .المر رائع
حقًا.
.11هناك تعدد في المزاج واضح في العبادة .وسيكون كّل اجتماع مختلف عن الخر .فبعضها ص .ص ،أكثر للحتفال وبعضها جّد ي ،ومرتكز على اليات والظروف واختيار الترانيم .إلّ مخ ّ
أّنه ليس من الضروري أن يدغدغنا القادة لكي نشعر بالحماس وأن نعطي أكثر .قّر ر ،فقط أن
تعطي كّل قلبك منذ البداية .فالمر بهذه البساطة.
.12هل أحضر بانتظام إلى الجتماعات أو أّنه لدي عادة أن ل آتي؟ هل أنا متحّم س،
للجتماعات وأن ألتقي مع ال وشعبه أم أّنني أعطي العذار؟ هل يبعدني العمل أو التعب؟
سيقوم كال رابكين الذي لعب 2632مباراة في كرة السلة واحدة تلو الخرى ،في يوم الدينونة
ليديننا فيما يتعّلق بهذا الموضوع) .إق أر لوقا .(32-31 :11
.13ملحظة مفيدة :احفظ ترتيب أسفار الكتاب المقّد س ،لكي تستطيع أن تتبع .فستوفر الكثير من الوقت والكلم لقناع زوارك.
.14هل انتبه حولي عندما أحضر إلى الكنيسة؟ هل أفّك ر ،بحاجات إخوتي وأخواتي وزوارنا؟
"هل أساعدك لتجد مقعد فارغ؟" هل تريد أن تشاركني في كتاب الترانيم؟" و"دعني أساعدك
بأخذ اولدك إلى صفوفهم .هل أخدم بمساعدة أحد الطفال الذي يبكي؟ هل ألحظ من يجلس وحده أو من هو بحاجة إلى التشجيع؟ لعلني أحتاج إلى أن أتكّلم وأن أساعد الخرين لكي ينتبهوا وأن أحمس أولدي لكي يعطوا أكثر في حياة الشراكة أو يكونوا متحمسين في الترنيم. .15وأخي ًار هل لحظت نفسي -تفّح ص،،ت قلبي -قبل أن أكسر الخبز؟ هل هناك ضغينة في
ل جسد المسيح وكنيسته وأحتفل قلبي؟ هل أنا بحاجة للعتراف بخطاياي؟ هل أنا أعي فع ً
بالمخّل.ص؟ فكسر الخبز هو عطّية ال ،عمل النعمة .ويعلم ال أّننا ننسى وعلينا أن نشكره
لّنه أعطانا هذه الذكرى .فكسر الخبز ليس مجرد جزء من عبادتنا بل هو جوهر عبادتنا-
110
ي لحظة هو السبب الذي نجتمع من أجله .ويجب أن تكون هذه اللحظة مقّد س،ة أكثر من أ ّ أخرى.
• يعرف ال ضعفنا إواّن الكثير مّنا أطفال في المسيح وأننا سراب ويسهل تشويشنا .ولذلك لن يطلب مّنا ال أكثر مما نستطيع أن ُنعطي .فهو يعلم إن تشاجر الزوج والزوجة في طريقهم إلى الكنيسة )وسيحصل ذلك( .ويعلم عندما يسهر أولدنا طوال الليل بسبب المرض أو إن كنت أم
وحيدة أحاول أن أجّهز ثلثة أولد على الوقت .فال رحوم .وعرشه عرش النعمة .عندما ترسم لي
ابنتي صورة منزل فهي ،تحدث فوضى كبيرة وتوسخ ملبسها ولكن عندما تعطيني الرسم أفرح بها ول أوّبخها وسأعّلقها لّنها ثمينة بالنسبة إلّي لنها في الرابعة فقط من عمرها وعملها مهم بالنسبة
إلّي ،.
ال صبور ولطيف .وهم ل يبحث عن الكمال في العبادة .كل ولكّنني أتكّلم عن إستعدادنا
ظف أو نعّلم الطفال أو نقود الصلة واهتمامنا وصدقنا في العبادة .فسواء كّنا نستقبل الناس أو نن ّ
أو قراءة الكتاب المقّد س ، ،علينا أن نعطي أفضل ما لدينا بفرح ويقين .إّنه مجرد قرار .فنحن نختار أن نعطي قلوبنا لتكريم ال ومهابته.
13 ب يوم الر ّ ب " ) ،رؤيا يوحنا لقد كتب يوحنا في مقّد م،ته لسفر رؤيا ما يلي" :كنت في الروح في يوم الر ّ
.(10 :1فبدأ وقت رائع من العبادة والخشوع والحماس .ويجب أن يكون يوم الحد بالنسبة إلى كّل ب ، ،اليوم الذي نجتمع فيه مع جسد إنسان مسيحي ،يوم رائع مليء بالحماس والترّقب .فهو يوم الر ّ ب ، .فيجب أن المسيح لتكريم الب وعبادته .فهو اليوم الذي نذكر فيه الصليب ونحتفل بقيامة الر ّ
يكون هذا اليوم رائعًا في كّل أسبوع سواء كنت جديد في اليمان أو إن كنت تلميذ منذ عشرين سنة وتشترك في إجتماعك عدد .1040يجب أن تشتعل غيرتنا لمجد ال وملكوته خصوصًا في هذا
اليوم -فهو يوم مكّر س،للتركيز على ال .يجب أن نحترس من ميولنا البشري لكي نحّو ل،العبادة إلى
أمر ممّل وبل فائدة مما يحول دون تمجيد ال ويترك قلوبنا كما هي .يجب أن تكون إجتماعاتنا يوم
111
ق ") ،يوحنا .(24 :4 الحد منعشة وحّية و"في الروح" -العبادة التي هي من دون ش ّ ك "بالروح والح ّ وال الذي نعبده ل يستحق أقل من ذلك.
وقد كتبت هذا الكتاب نتيجة لصراعي مع هذه المواضيع في كنيسة إنديانابوليس .لقد كانت إجتمعاتنا يوم الحد جّيدة بالجمال )بموضوعّية( ولكّنها لم تكن رائعة دومًا .فالكثير من العضاء هنا مضى على كونهم تلميذ أكثر من خمسة عشر سنة والبعض الخر عشرون سنة .وعندما بدأت بإعطاء دروس عن الحاجة إلى العبادة الحقيقّية وأعّلم عن هذا الموضوع ،بدأ الكثير منهم
يدرك أّن إجتماعات يوم الحد لم تكن بّناءة ومشّج ع،،ة كما يجب .فقد وقعنا كجماعة وكأفراد في فّخ العادة والترنيم والصلة السطحّية وفي الشراكة غير العميقة .وكان هذا المر غير صحيح بوضوح
بما أّننا نحن أعضاء في هيكل ال الروحي ومسكن الروح القدس! فحصرنا التركيز على القلب وروح العبادة الحقيقّية وبدأنا بإدخال تغييرات داخلية وخارجية كما عّلمنا الروح وذّك ر،نا .وقد انتعش الجميع لرؤية إجتماع عبادتنا تنبعث فيه الحياة من جديد بحماس وغيرة مختلفتين .وأتمنى أن يكون ال
متحّم سً،ا أيضًا .وفيما يلي بعض الدروس التيي تعّلمناها والتي نبذل جهدنا لتطبيقها.
المور الولى وبالرغم من أّن العهد الجديد ل يذكر الكثير عن أشكال العبادة وطرقها في القرن الول ،إلّ
أّنه يمكننا أن نتعّلم الكثير من سفر أعمال الرسل ومن الرسائل عن جوهر إجتماعات العبادة هذه
وأولوياتها .ونعلم أّنهم كانوا ملتزمين بقراءة الكتاب المقّد س ،والوعظ والصلة وتركيزهم الساسي في
ب ، .وكان كسر الخبز لديهم ب كان إحياء ذكرى موت يسوع المسيح وقيامته من خل مائدة الر ّ يوم الر ّ أحيانًا جزءًا من آغابي )وهو "ولئمكم المحّبية" )يهوذا (12وكانوا يعطون أهمّية أكثر لوضع قلوب المتعّبدين من شكل المائدة )كورنثوس الولى .(34-17 :11 ك للختلف في إوان استطعنا أن نعود في الزمن إلى أيام القرن الّو ل ، ،سنتفاجأ من دون ش ّ
طريقة اليهود للعبادة في كنيسة أورشليم ولمسة المميين في الكنيسة في مدينة روما .إواّن عدم وجود ي نوع معّين من الترنيم أو الوعظ أو الصلة يشير أّن هذه المور لم تشّك ل ،أّية أي ذكر دقيق ل ّ مشكلة ،فالهم هو أّن يمّج د ،ال من خلل العبادة الصادقة والتعليم الصحيح والحياة بحسب ال
والوحدة في حياة الشراكة .ففي كّل شيء يجب أن يحتفلوا بالبشارة أو أن يعظوا عنها .والبشارة كانت
آنذاك "أهم شيء" )كورنثوس الولى .(3-1 :15ويجب أن يرفع المسيح في الترنيم والصلة والتنبؤ وحياة الشراكة.
112
ويحب أن يكون المر صحيحًا اليوم .فقد نجد طرق وميول مختلفة في العبادة ،ما دمنا
أوفياء لهذه الولويات وبقينا مّتحدين مع بعضنا البعض .فكروا بيوحنا المعمدان ويسوع المسيح .فل
يوجد قائدين مختلفين في طريقة الخدمة مثل هذين .فهما مختلفين جّد ًا) ،لوقا (32 :7ولكن كلهما بشّرا بالتوبة للدخول إلى ملكوت ال :لقد عاص ار بعضهما وكانا مختلفين تمامًا ولكن بقيا مّتحدين بشكل تام. العبادة يوم الحد يعالج الفصل الرابع عشر من الرسالة إلى أهل كورنثوس المشلكة التي واجهتها الكنيسة
عندما رّك ز،ت على التكّلم باللسن أكثر من المحبة والنظام وبناء الكنيسة .ولكن ومع الهتمام الملئم
الذي ُأعطي لهذه المور ،كان المسيحيون الّو ل،،ين أح ار ًار في اختيار طريقة العبادة كما يلئمهم .ما هي العناصر الموجودة في العبادة في القرن الول؟ كان يقرأون الكتاب المقّد س.، "إلى أن أجيء اعكف على القراءة والوعظ والتعليم) ".تيموثاوس الولى :4 (13
كانوا يقرأون الشريعة والنبياء وتعاليم الرسل. "ومتى قُرئت عندكم هذه الرسالة فاجعلوها ُتق أر أيضًا في كنيسة اللودكيين
والتي من لودكية تقرأونها أنتم أيضًا) ".كولوسي .(16 :4
كان هناك وعظات ومناقشات. "وفي أّو ل،السبوع إذ كان التلميذ مجتمعين ليكسروا خب ًاز خاطبهم بولس وهو
مزمع أن يمضي في الغد وأطال الكلم إلى نصف الليل) ".أعمال الرسل :20 (7
كان هناك الكثير من الترنيم .فقد رّنمت الكنيسة الولى مزامير تعبر عن كّل أنواع الصلة
والناشيد لتعّلم العضاء لهوت الكنيسة الجديدة والترانيم الروحية التي كانت تحّر ك،العواطف والعقل.
113
"لتسكن فيكم كلمة المسيح بغًنى ،وأنتم بكّل حكمة معّلمون ومنذرون بعضكم ب "، بعضًا بمزامير وتسابيح وأغاني روحّية بنعمٍة مترّنمين في قلوبكم للر ّ
)كولوسي (16 :3
وكان هناك صلوات. "اعترفوا بعضكم لبعض بالزلت وصلّوا بعضكم لجل بع ٍ ض لكي تشفوا .طلبة البار تقتدر كثي ًار في فعلها) ".يعقوب (16 :5
"فأطلب أّو ل،كّل شيء أن تقام طلبات وصلوات وابتهالت وتشّك ر،ات لجل
جميع الناس لجل الملوك وجميع الذين هم في منصب لكي نقضي حياة
مطمئنة هادئة في كّل تقوى ووقاٍر ) "،،.تيموثاوس الولى (2-1 :2
كان هناك "آمين" تصرخها المجموعة كّلها. "وال فإن باركت بالروح فالذي يشغل مكان العامي كيف يقول آمين عند إ شكرك .لّنه ل يعرف ماذا تقول) ".كورنثوس الولى (16 :14
"لّن مهما كانت مواعيد ال فهو فيه النعم وفيه المين لمجد ال بواسطتنا".
)كورنثوس الثانية (20 :1
كان هناك شهادات عن حياتهم الجديدة باليمان. "جاهد جهاد اليمان الحسن وأمسك بالحياة البدّية التي إليها ُد ع،يت أيضًا واعترفت العتراف الحسن أمام شهوٍد كثيرين) ".تيموثاوس الولى (12 :6
كان الجميع يشترك فيها. "...متى اجتمعتم فكّل واحٍد منكم له مزمور له تعليم له لسان له إعلن له ترجمة .فليكن كّل شيء للبنيان) ".كورنثوس الولى (26 :14
كان هناك جمع للتبرعات. "وأما من جهة الجمع لجل القديسين فكما أوصيت كنائس غلطية هكذا افعلوا أنتم أيضًا .في كّل أسبوع ليضع كّل واحٍد منكم ما عنده .خازنًا ما تيّس ر ،حتى إذا جئت ل يكون جمٌع حينئٍذ ) "،،.كورنثوس الولى (2-1 :16
114
كان هناك حركات جسدية إذ كانوا يرفعون اليدي. "فأريد أن يصّلي الرجال في كّل مكان رافعين أيادي طاهرة بدون غضب ول جداٍل ) "،،.تيموثاوس الولى (8 :2
كان هناك سلمات وبركات. ب يسوع المسيح" )كورنثوس الولى (3 :1 "نعمة لكم وسلم من ال أبينا والر ّ
وكانوا يحييون بعضهم بقبلة مقّد س،ة.
"يسّلم عليكم الخوة أجمعون .سّلموا بعضكم على بعض بقبلة مقّد س،ة"
)كورنثوس الولى (20 :16
"سّلموا على الخوة جميعًا بقبلة مقّد س،ة) ".كورنثوس الولى (26 :5
متعّبدون حقيقّيون كيف يمكن أن تصبح إجتماعات عبادتنا أكثر قّوة ومتعّبدة أكثر ل وقبل كّل شيء مرضية
ل ،يجب أن يقوم كّل واحد فينا بدوره .فكواحد من أعضاء كثيرة في الجسد يمكنّني أنا أن أكثر ل؟ أّو ً
ض ر ،لجتماع يوم الحد مهمان جّد اً .،هل أنا أقّوي العبادة أو أن أضعفه .فقلبي وموقفي فيما أح ّ متحّم س ،لعبادة ال ولن أكون مع شعبه؟ هل المجيء إلى الكنيسة عبء علّي أم أّنه ميزة رائعة؟ كان اليهود في العهد القديم يسافرون ثلث مرات في السنة إلى أورشليم ليتعّبدوا ل ويقيموا الحتفلت.
ب فكان بكّل بساطة ما هو مكتوب في مزمور 122متوّقع منهم" :فرحت بالقائلين لي إلى بيت الر ّ نذهب) ".مزمور (122 كان اليهود يفرحون جّد اً ،في هذا النوع من التعّبد القومي الجماعي ل لّنهم من خلله كانوا يّتحدون معًا في الوطنية والخوة والتكاتف والفخر الشخصي والعبادة الشخصّية.
هل يصف هذا المر روحك في صباح يوم الحد؟ غالبًا ما يعاني التلميذ في الصين والشرق الوسط والكثير من البلد النامية ،من خطر
التوقيف أو السجن لكي يجتمعوا معًا .وأخرين يمشون مسافات طويلة لكي يتعّبدوا ل مع الكنيسة.
لقد ُع ش،ت أنا وعائلتي في الهند وأفريقيا -وهؤلء التلميذ حقيقيون وقصصهم غير مبالغ فيها .ما هو
العذر الذي تعطيه لكسلك حيال المجيء إلى الكنيسة؟
115
المتعّبدون الحقيقيون يأتون إلى الكنيسة بحماس وقلوبهم تطوق إلى العطاء .والكثير من
هذا التحضير يبدأ في اليوم السابق إذ نطّهر قلوبنا من الخطايا التي لم نعترف بها ومن الم اررة التي
قد تتفّش ى ،في كنيسة ال) .إق أر متى .(24-23 :5وقد نحتاج للتصال بأخت أو أخ أو أن نعالج
مسألة سّببت جرح أو إنشقاق في علقاتنا ،وجهًا لوجه .كيف كان قلبكم أّيتها الزوجات تجاه أزواجكم طخة ل )أو الخرين( إن كانت قلوبنا مل ّ هذا السبوع والعكس صحيح؟ ل يمكننا أن نعطي ال فع ً
بالم اررة والغضب.
وهناك نوع آخر من التحضير يتضّم ن ،قضاء وقت رائع مع ال قبل أن نذهب إلى الكنيسة.
فإن اتحّد ت ،مع ال إوان تصّلي إليه في وقتك الشخصي معه ،ستكون عبادتك مع الخرين أكثر عمقًا ومعنى .وأقصد تحديدًا "ترانيم المصاعد" )مزمور (134-120والمزامير الخرى التي كتبت
لتحضير القلب للعبادة .لقد فهم كاتب المزامير أن قلوبنا تحتاج إلى العتراف والغفران والمدح والترّقب إن أردنا "أن نتواصل مع ال" في الهيكل.
وفيما نذهب إلى المذبح )سواء كان مسرحًا أو كنيسة أو فندق أو مدرسة( يجب أن يكون
تصرفنا مثل المسيح :الدفئ والعطاء والمحّبة والتشجيع .فليس مسموحًا أن يكون التلميذ في مزاج متعّك ر ،أو أن يرّك ز ،على نفسه أو تكون له روح النقد .فنحن نجتمع معًا لبناء وتشجيع بعضنا البعض ومشاركة كّل عضو مهّم ة ،جّد اً .،فالتخلي عن مقعدك أو التعرف على أحد الزوار أو إلقاء التحّية على الضعفاء والمسّنين والسقماء -كّل هذه طرق للعطاء كما فعل يسوع.
فحياة الشراكة المليئة بتلميذ يعطون من قلوبهم ستكون مفعمة بالطاقة والمحّبة وستحدث
فرقًا كبي ًار في الضيوف .لقد وصلتنا رسالة منذ وقت قصير من أحد الضيوف تقول الرسالة أّنها تمّتعت بالجتماع إلّ أّنه لم يتكّلم معها أحد قبل أو بعد الجتماع .أتساءل إن كنت أنا أحد من
تجاهلها في هذا اليوم .ونحن نصّلي أن تعطينا فرصة جديدة وأّنها ستجد في المّرةالمقبلة أّننا تغّيرنا جذرّيًا!
وفيما شّج ع،،نا بعضنا البعض في إنديانابوليس لكي نأتي جاهزين ،ظهرت الكثير من
القتراحات الرائعة .وأفضل واحدة هي ترنيم الغاني الروحّية قبل المجيء إلى الكنيسة .فهي تخّفف ض ر ،أوتارنا الصوتّية أيضاً مما من صخب النهار وخاصة في منزل حاشد وتشجع الجميع .ونح ّ
يساعدنا في الترنيمة الفتتاحّية .والكثير من العائلت تصّلي معًا في طريقها إلى الكنيسة ونحاول جميعًا أن نترك البيت باك ًار لكي ل نتأخر على الجتماع .وهذه المور البسيطة ُتحدث فرقًا كبي ًار في الطريقة التي نأتي فيها للعبادة.
وفيما تبدأ هذه الجتماعات يجب أن نكون خاشعين ونحّو ل،انتباهنا لمن يقود إجتماع
العبادة هذا .وهذا يعني أن الترنيمة الولى ليست فرصة لنهاء حديث نجريه مع شخ.ص ما أو للقاء التحية على بعض الشخا.ص بل هي البداية الحقيقّية لجتماع خدمتنا .فعندما يصعد قائد 116
ب الجنود .أيها القادة خاصة الترانيم إلى المنصة يجب أن تنتهي الشراكة :لّنه حان الوقت لعبادة ر ّ أعيروني انتباهكم -قد نكون أكثر الشخا.ص ذنبًا فيما يتعّلق باستخدام وقت أول ترنيمة لنهاء
بعض العمال .تخّي ل ،أنك في حضرة ال وأّنك دخلت إلى قدس القداس فأسكت الجميع وغّني لمجده.
ولطالما آمّنا أنا ومارلين أّنه يمكن أن نعرف قلب الكنيسة من خلل ترنيمها .وأحد أجمل
الذكريات التي عرفناها في الترنيم كانت في أفريقيا .فبرأينا الترانيم الجميلة والمتناغمة في أفريقيا هي الجمل على الطلق والتصفيق والرق.ص والحماس في غرب أفريقيا هو الكثر تناسقًا .وقد يفضل
البعض الترانيم الروحّية والبعض الخر الناشيد التقليدّية والبعض الخر التصفيق والرق.ص .ومهما
ي شيء يقف في طريق سكب قلبك في الترنيم حتى إوان كانت الترنيمة كانت ميولك ،ل تدع أ ّ
ض ل،،ة لديك .فأن تصبح "للكّل كّل شيء" )كورنثوس الولى (22 :9يتضمن أن الحالية ليست المف ّ نتعّلم إحترام وتقدير المجموعة الكبيرة والمختلفة من أنواع الموسيقى التي نجدها في كنائسنا .أحضر
كتاب الترانيم معك إلى الكنيسة ورّنم من كّل قلبك في كّل كلمة وكّل ترنيمة .ويحتاج البعض مّنا إلى السترخاء -فرفع اليدي فيما نغّني وحتى الجثو على الركبتين بتواضع وأن ندع روح ال تحركنا في العبادة .وأنا ل أقصد العبادة غير المنظمة والمور التي نقوم بها للفت أنظار الناس إلينا) .فغالبًا ما
يجد ضيوفنا هذا المر غريبًا( .إلّ أّنه هناك أوقات شعر جميعنا بالحماس خلل الترانيم ولعلنا أردنا أن نسقط على ركبتينا إل أّننا نسمح للخوف أن يمنعنا من فعل ما قد يدفعنا الروح القدس إليه .ل
نجد "وصايا" فيما يتعّلق بهذا الموضوع ،ولكن مثل داود في ذلك الذي كان "رجل بحسب قلب ال"
ُيظهر لنا أّنه كان متعّبدًا متواضعًا ومعّب ًار أمام ال. السير إلى المام
ل في القيادة .فسواء قيادة الترانيم أو الصلة أو الوعظ أو يجب أن يقودنا قادة العبادة فع ً
التعليم ،يجب أن تكون هذه المور بإمتياز ومع الكثير من الصلة في خدمة ال )إق أر بطرس الولى .(11-10 :4فقائدي الترانيم الذين نجدهم في العهد القديم -آساف وآثان وأبناء قّرة ،لم يكونوا
غريبي الطوار نتيجة لهذا المر ،بل كانوا محاربين وأنبياء وبنوا مدن ومستشاري الملك .لقد كانوا رجال روحيين استعملوا مواهبهم لخدمة ال .ويجب أن يكون قائدي ترانيمنا ومغنينا موهوبون وروحيّين أيضًا .وبما أّن الترنيم جزء مهم جّد ًا ،من عبادتنا يجب أن يكون قائد الترنيم مبدعاّ وخلقًا
ومستعدًا لتعّلم طرق جديدة لبقاء ترنيمنا منعش ومحّم س .،فقد تصبح "ثلثة ترانيم وصلة" مضجرة خاصة إوان كانت الترانيم عينها التي نرّنمها منذ سنة! فكم رائع أن يفاجؤنا قائد الترنيم بترانيم جديدة وطرق جديدة لغناء ترانيم قديمة.
117
ويجب على من يقود في الصلة وكسر الخبز ،أن يقودوا بكلم ذو معنى تعّبر عن قلوبنا
تجاه ال .والتحضير هو المفتاح .فقد استمعتنا ببعض الصلوات العلنية وكسر الخبز الرائعين في إنديانابوليس فيما بذلنا جهدنا لعطاء أفضل ما لدينا ل .فعندما نبقي تركيزنا على ال ونملئ وعظاتنا دائمًا به وباليات ،ستتغّير القلوب وسيمجد ال.
وتمامًا كما كان كّل شق من الهيكل مهمًا ،يجب أن يكون كّل شق من إجتماع خدمتنا ذات
معنى .فعشورنا -وهي إعطاء مالنا ل -هي أيضًا عمل عبادة .ولطالما ُش ّج ،ع،،ت الكنيسة أن ُتعطي بسخاء في التبّرعإلى الفقراء .فكّل عطاء مرضي ل عندنا ُنعطي بفرح وكرم .وهناك الكثير من
الشخا.ص الذين يجدون طرق للعطاء بسخاء :من خلل الستقبال وتحضير معّد ا،ت الصوت وملء
مكان المعمودّية بالماء وتحضير الخبز والنبيذ إواعطاء الماء للواعظ وتجميع الشياء المنسّية مّرة بعد مّرة .فهؤلءالبطال المجهولين يخدمون الكنيسة بطرق سُتعرف وتذكْر إلى البد )متى :10 .(42فدعونا نكون شاكرين لكّل واحد فيهم وأن نتذّك ر ،إظهار إمتناننا لكّل ما يفعلونه لنا.
ل .فالشراكة التي نقيمها بعد آخر ترنيمة هي جزء وعندما ينتهي الجتماع فهو لم ينتهي فع ً
من عبادتنا .فالشراكة الرائعة تعني العطاء لبعضنا البعض :البقاء للتحّد ث ،لفترة أطول والتعّر ف،على
بعضنا البعض وخلق طرق جديدة لخدمة بعضنا ولكي نكون معًا وبناء الصداقات بعمق .ووفقًا
لرومية ) 12الفصل بأكمله( ف"،عبادتنا" تتضّم ن ،العطاء لبعضنا البعض من خلل المحّبة الخوّية وأن نكون مستعدين لتفّهم الناس القل مرتبة مّنا .تلك هي كّل المكونات التي يمكن أن تكون جزء
ب ويجب أن تكون كذلك. من إحتفالنا في يوم الر ّ ليس من دون تأثير
في كّل مّرةنجتمع معًا سواء كنا في مجموعات من آلف أو مئات أو عشرات أو مجموعات
ب معنا )متى .(20 :18لقد تعّر ف،تزوجتي مارلين على الملكوت في من أعداد قليلة ،سيكون الر ّ
إجتماع يوم الحد فيه ثلثة أشخا.ص فقط -وكانت الضيفة الوحيدة! وكان هذا الصباح ليكون يومًا ل" في أعين الناس -ولكّنه غّير حياتها إلى البد .لماذا؟ لّنه حتى في مجموعات عادّيًا و"فش ً
صغيرة من التلميذ )بول ،شريكي في البشارة وأنا( شعرت بروح ال في عبادتنا البسيطة وفي
خشوعنا .لقد قرأنا اليات ووعظنا عن البشارة ،لقد رفعنا ال وصّلينا .وقد أّثر فيها درس كسر الخبز
الذي كان مرتك ًاز على كورنثوس الثانية 8و : 9فقد أفرغت المسكينة محفظتها في هذا اليوم!
ب ، .وهو يسمح لنا أن نفقد أنفسنا العبادة الحقيقّية قوّية ومتواضعة .فهو يقّر ب،الناس من الر ّ
في عبادة المسيح .وهو ليس مزّيفًا.
118
المسيح هو بالتأكيد السبب للعبادة والسبب الذي سمح لنا أن نعبد ال .هو خروفنا وكاهننا العلى .ودمه يسمح لنا بأن نقف بحّر ي،ةومن دون خجل وبثقة وبفرح أمام ال .فقد اعتمدنا لسمه ب ، ،أّو ل،يوم ،يوم القيامة ويوم البكر. ب ، .هو يوم الر ّ ونجتمع باسمه .ونحن نشترك في مائدة الر ّ
دعونا نعطي أفضل ما لدينا من أجل اسمه في كّل أسبوع في يومه الممّيز.
119
14
الكنز ب "فقال لهم .من أجل ذلك كّل كاتب متعّلم في ملكوت السموات يشبه رج ً ل رّ بيت يخرج من كنزه ُج ُد،دً،ا وعتقاء) ".متى (52 :13 "إصنع لك أصدقاء جدد وحافط على القديمين منهم فالول من فضة والخير من ذهب) ".مقولة(
إن كان كّل ما قلته عن ال إلى الن حقيقّيًا ،يجب أن تكون أوقاتنا مع ال أهم شيء في
يومنا .فالعادة الممّلة قد تريح ضمير المتدّيينين ولكّنها لم تعّم ق ،وجودنا أمام ال أو يجلب له المجد
الذي يستحقه .ونحن مدعوون لن نفعل كّل ما بوسعنا لتركيز قلوبنا وعقولنا على عظمة ال.
إواليك بعض القتراحات العملّية التي أتمنى أن ُتغني مسيرتك مع ال وتعّم ق ،تجربة عبادتك الشخصّية .بعضها بسيط جّد ًا ،وبعضها الخر جذري جّد اً .،لقد جّر ب،تهاكّلها ولكّنني أحتاج إلى أن
أطبقها كّلها مّرةأخرى! إوان كانت تلك حاجتك ،إبدأ بالتوبة .قّر ر ،أن يكون لك يقين عميق للتعّبد إلى ق " ،.مّز ق،واقلوبكم ل ثيابكم) "...يوئيل .(13 :2فالتصميم الصادق وحده ال بطريقة أغنى وكما يح ّ
سيجعل مّنا متعّبدين أفضل وال يطلب هذا النوع من المتعّبدين. (1
ل ،ليكن يسوع المسيح والنجيل مرجعك دومًا. أّو ً
"وللوقت كّل الجمع لما رأوه تحّيروا وركضوا وسّلموا عليه) ".مرقس (15 :9
لقد قال يوحنا ما يلي ..." ،لست أظّن أّن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة" عنه )يوحنا :21
.(25علينا أن "ننظر إليه" و"أن نهتم به" و"نحّو ل،نظرنا" إليه )عبرانيين ، 3-2 :12كولوسي :3
.(2
ب (2 إبدأ بدراسة من الكتاب المقّد س ،عن صفات ال وشخصّيته" .عظيم هو الر ّ وحميد جّد ًا ،وليس لعظمته استقصاء) ".مزمور .,(3 :145إوان كنت تستطيع ،ضع علمات ظمها وراجعها في وقت عبادتك وتمجيدك إواشارات على كتابك المقّد س .،اجمع هذه اليات ون ّ ل.
(3
ب ترنيمة جديدة) "...مزمور .(1 :96هناك الكثير تعّلم ترانيم جديدة" .رّنموا للر ّ
من الترانيم التي يمكن تعّلمها والستمتاع بها .ل تنتظر لتتعّلم بعضًا منها في الكنيسة بل إبحث
120
عنها أنت .إوان وجدت واحدة أعجبتك وتعتقد أّنها قد تلهم المجموعة ،إقترحها على قائد الكنيسة
أو قائد الترانيم.
إشتِر الكاسيتات أو استعرها .فهناك أنواع كثيرة من الشرطة والسطوانات في
(4
المكاتب المسيحّية .وقد اشتريت بعضها مؤخ ًرا .فإّنه من المفيد أكثر للروح أن تستمع إلى هذه ل من الستماع إلى الراديو .فهي ترتفع بأفكارنا وتساعدنا إلى أن نجلب كّل فكر إلى الترانيم بد ً
طاعة المسيح -هذا إن لم أذكر أّنها تساعد على تهدئة أعصابنا في الزحمة الخانقة.
إستعمل كتاب الترانيم في وقت خلوتك مع ال للتأمل .فالتأمل بكلمات إحدى
(5
الترانيم المشهورة يحّر ك،قلبك بطريقة مختلفة عندما تكون بمفردك .وهذا سيحّس ن ،ترنيمك أيضًا
مع المجموعة .كم مّرةسبق لك أن رّنمت "النعمة العظيمة"؟ لقد تأثّر ت،مؤخ ًار بالجملة التالية "النعمة التي عّلمت قلبي خوف ال" .كان أم ًار رائعًا.
تعّلم أن تق أر النغمات الموسيقّية )مزمور .(3 :33وقد تبدو مهّم ة ،صعبة .ولكن (6 قراءة الموسيقى تساعدنا على الترنيم بصدق وعاطفة أكبر .فعندما نغّني بشكل صحيح ،قد يتحّو ل،المر من الملل إلى الدهشة.
ب ل .لعل داود كتب اللف منها في حياته وقد فعل ابنه سليمان (7 إكتب رسالة ح ّ ذلك أيضًا .أكتب في الوقات الحرجة والمهمة .ليس من الضروري أن تري ما كتبته لحد -بل هي تقدمة محّبتك ل .وقد لحظت أّن هذه طريقة جّيدة لنعاش ذكرياتي وملء قلبي بما يفعله ال من حولي .وأكثر من ذلك فهي ترضي ال كثي ًرا.
رّنم في أوقاتك الصباحّية .لقد قال داود ..." ،أغّني أرّنم .استيقظ يا مجدي. (8 استيقظي يا رباب ويا عود أنا أستيقظ سح ًرا) ".مزمور .(8-7 :57 (9
أرق.ص .فالرق.ص نوع من العبادة .وأنا شخصيًا ل أجيد الرق.ص ولكن ل يهم! فقد
(10
ضع لئحة شكر )مزمور .(5-1 :103أكتب لئحة شكر صادقة ذات معنى
ب بالرغم من قّو ت،،ه .ويشّج ع،،ناالمزمور 150أن نسّبح اسمه "برق.ص .بدف رق.ص داود أمام الر ّ وعود" .ولعلك تريد أن تجّر ب،المر بنفسك خاصة إن لم تفعل ذلك من قبل! معّد دً،ا فيها الطرق التي باركك ال فيها ومن ثم سّبح ال لجل كّل واحدة منها.
(11
استعد كّل مراحل إهتدائك .أو بعبارات أخرى استعد الطرق التي عمل فيها ال في
المور الصغيرة والكبيرة من خلل الظروف والهتداءات واليات .كيف طلبك ال ووجدك؟
استمتع بالخلق .فال فخور بكّل خلقه .فكّل كائن حّي يعّلمنا شيء فريد عن ال. (12 "تأملوا الزنابق تنمو" )لوقا " .(27 :12ارفعوا إلى العلء عيونكم وانظروا من خلق هذه"... )إشعياء " .(26 :40هل تربط أنت عقد الثريا) "...أيوب .(31 :38الطبيعة أغنى وأعمق وأكثر غموضًا مما يمكننا أن نتخّي ل .،فهناك أمور مخفّية وألوان غنّية ونعمة الصوت وشكل ورق 121
الشجر وطبيعة كّل حيوان .لقد قال يسوع "تأملوا الزنابق" ومن تأمله الخا.ص اكتشف أّن زهرة
واحدة أبهى من كّل لباس سليمان .لقد تأمل داود واندهش من قدرة ال وقال له "تفتح يدك فُتشبع كّل حّي رضًى ) "،،.مزمور .(16 :145
أخرج في نزهات في الطبيعة .عندما كّنا في جنوب أفريقيا كنا نذهب في نزهات مع ولدنا دانيال ونتبارى لنعرف من سيجد أجمل زهرة أو حشرة أو أبدع لون .وهي طريقة رائعة لقضاء الوقت
مع العائلة ولتعليمهم عن خالقهم. أدرس علم التشريح وخاصة علم تشريح النسان .وكما قال داود ، "أحمدك من أجل أّني قد امتزت عجبًا .عجيبة هي أعمالك ونفسي تعرف ذلك
يقينًا" )مزمور (14 :139
معظمنا ل يعرف مكان وجود الِط ح،،ال ول النخاع المستطيل في الجسم! ل من الكيمياء في جامعة إوان أعجبك ذلك ،أدرس الكيمياء .فأنا درستها .فقد تبعت فص ً
ب الكيمياء -سّر الذّرةوالطريقة التي تتفاعل بها والجزئيات التي تنتجها- أولد دومينوين .أنا أح ّ فالمر أشبه بالسحر .فال عظيم جّد اً .،لعلك تستطيع أن تدرس البيولوجيا أو علم الفيزياء أو علم
ت الكثير الفلك وأن تق أر كتب أو حتى مبدأ الضوء .هل هي موجة؟ نواة؟ أهي الثنان؟ ولقد أمضّي ُ
ل؟ ليس تمامًا .فعندما سئل أينشتاين عما من الشهر أفّك ر ،بهبة الضوء وغناه .أتعتقد المر مستحي ً ل أن أفهم الضوء" .يساعدنا تأّم ل، سيقوم به بعد نظريته عن النسبّية قال "،سأقضي حياتي محاو ً عمل الخالق ودراسته على التعّم ق ،بعبادتنا له.
(13
صّل ورّنم من خلل المزامير .استعملها وكأنها كتاب صلواتك .وقد شارك هذا
المر معي دوغلس جاكوبي منذ سنوات طويلة .استعمل اليات وكأنها لئحة صلواتك
المقّد س،ة .احفط المزامير .وغّن من قلبك ما كتبه داود وغناه. تابع دراستك عن موضوع العبادة .أنا أق أر الكتاب المقّد س ،ثلثة مّراتباحثاُ عن (14
هذا الموضوع بالذات .وقد فتح هذا المر عيناي على جزء كامل من حياتي المسيّح ي،،ة كنت قد أهملت لفترة طويلة .وقد بدأ المر يغّير حياتي الن وأعتقد أّنه سيغّير حياتي بشّد ة ،في
المستقبل .وقد بدأ يغّير أيضًا عمق عبادتنا في كنيسة إنديانابوليس .ومازال لدينا الكثير من
المور لمعالجتها إلى أّننا ننتقل في هذه الرحلة كما في كّل حياتنا المسيّح ي،،ة ،من مجد إلى مجد.
التضحيات الختيارّية .ما رأيك بالقيام بأمر فوق الطبيعة من أجل ال؟ أمر غير (15 ل عن شيء تريد القيام به بشّد ة ،من أجل قضاء وقت ممّيز مع ال. مطلوب منك؟ كالتخّلي مث ً ططت لها ولكن لعلك تستطيع أن تحجز إحدى وأنا ل أقصد أن تلغي المور التي سبق أن خ ّ
122
أمسيات يوم السبت لكي تقضي وقتًا مع ال .أو أن تعطي هدية كبيرة للفقراء تكريمًا ل .إفعل
ي شيء يفوق ما هو مطلوب منك بهدف أن ترضي ال. أّ
ويمكنك أن تقوم بدراسة رائعة أيضًا عن معنى كلمة "عبادة" في اللغة اليونانّية (16 والعبرّية واللتينّية والعربّية.
إرفع يدّيك .وقد يشعر بعضنا بالنزعاج من رفع اليدي في العبادة .قد نخجل (17 بعض الشيء او نحرج .ولكّننا نجد هذا المر في الكتاب المقّد س ،مّرةبعد مّرة .فهناكضعف
في هذه الحركة ونوع من التحّية تشبه تعامل الولد مع أبيه .وقد تستطيع أن تقوم ذلك في وقت خلوتك مع ال ونتيجة لذلك ستشعر براحة أكبر بأن تقوم بذلك علنًا.
(18
كن صريحًا مع ال .كن منفتحًا وواقعيًا إلى أقصى حّد ،.إذ ل تحتاج إلى الدعاء
(19
عّلم أولدك عن العبادة )مزمور ، 2 :8خروج .(28-25 :21فتعليم أولدنا عن
مع ال .ول تحتاج لستعمال كلمات منّم ق،ة .بل كن صريحًا واسكب روحك أمامه .فهذا معنى العلقات.
العبادة يزيد فهمنا الخا.ص عن هذا الموضوع .فقد عرف ال على أّنه "هيبة إسحاق" -وأتساءل لماذا! ونحتاج أيضًا أن نعّلم أولدنا عن الخشوع وخوف ال .يجب أن نستمع إلى صلواتهم
وعباراتهم ونصّح ح ،مفهومهم عن ال .عيلنا أن نعّلمهم خوف ال والبتعاد عن البتذال ونساعدهم على الشعور بحضرة ال.
(20
إق أر سفر لويين وكّل كلمة فيه .فعظمة ال هي موضوع هذا السفر .تخّي ل ،نفسك
(21
تعّلم من المتعبّد ي،ن العظماء في الكتاب المقّد س ،مثل إبراهيم وداود وآساف وموسى
كاهن إسرائيل .وأقترح أيضًا دراسة عن الهياكل المختلفة في الكتاب المقّد س.،
ونحميا وعز ار ومريم وحّنة. أكتب أغنية .وأّلف موسيقاك الخاصة .فنحن بحاجة إلى المزيد من الترانيم التي (22
ترفع قلوبنا أمام ال وتعيد سرد ما فعله ال في حركته وفي الملكوت حول العالم .إوان أردت أن
ترّنمها المجموعة فيجب أن تكون ممتازة ولكن إن لم تكن تلك موهبتك أكتبها -من أجلك أو من أجل طفلك أو زوجتك.
(23
ب أن تصّغر ،السماء لكي ب النجوم كثي ًرا" .أرجوك يا ر ّ تأمل السموات .أنا أح ّ
أتلّح ف ،بها" .فصمت سماء الليل وحجمها تريحني وتسمح لقلبي بأن يطير .ومن الواضح أن
النجوم هي إحدى عطايا ال لنا .لقد أشتريت أول مجهر كبير لي في الهند! وكنت متحّم سً،ا جّد ًا،
لشاهد الظل في كوكب الزهرة .وعندما كّنا في بريتوريا كنت أدعو التلميذ إلى سطح المنزل لنشاهد معًا الكواكبُ .أقصد المكتبة وطالع الكتب عن النجوم والكون أو إذهب إلى أحد
المراصد في الجامعات .إوافعل ذلك بأّية طريقة كانت .فهناك الكثير من الصور الجميلة بفضل 123
مجهر هابول .أقصد شبكة النترنيت واسمح لنفسك أن تندهش .فقد قال ال " ،إرفعوا إلى العلء عيونكم وانظروا من خلق هذه) "...إشعياء .(26 :40 (24
شاهد البرامج عن الطبيعة مع عائلتك.
تعّلم أناشيد مسيحّية من أّم ة ،مختلفة .وأحد أجمل الشياء في النتقال والسفر إلى (25 مدن كثيرة هو سماع التلميذ يغّنون ترانيم جديدة وكلمات جديدة .فمن الرائع أن ترى مجد ال في حضارات مختلفة وبطرق مختلفة.
(26
أكتب درس كسر الخبز الخا.ص بك سواء كنت ستشاركه علنًا أو ل .ماذا ستقول
(27
غض دراسة عن المور الكثر غموضًا عن شخصية ال كأن تدرس عن طبيعته
إن سمحت لك الفرصة؟
أو عن سّر سلطته المطلقة إوارادته الحّرة. خذ عطلة شخصّية وأذهب في نزهة في الطبيعة لمدة يوم أو يومين لكي تقضي (28 وقتًا ممّي ًاز مع ال .فقد قال المسيح بنفسه "،تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلء واستريحوا
ل) "...مرقس .(31 :6 قلي ً (29
أدع بعض التلميذ إلى منزلك لكي تغنوا معًا وتمجدوا ال )مزمور (2 :106
(30
أبذل جهدًا لكي تساعد الفقراء والمحتاجين .فالعبادة والعدل متجانسان .فمن دون
(31
إحفظ صلوات أو وعظات في العبادة -وحتى بعض المقاطع الطويلة .فبعد ستة
العطاء ومن دون العدالة ل وجود للعبادة الحقيقّية .وفي الواقع هذه أكثر الدراسة عمقًا وتحّد يً،ا في الكتاب المقّد س .،فتكريم الفقير من تكريم ال. عشر سنة ،ما زلت أذكر مقطعًا حفظته في أخبار اليام 14-10 :19مع جيم ماكارتني
عندما كنا في بوسطن .ومازلت أذكر روعة أن نكون على ركبتينا ونصلي صلة داود النبيلة. (32
كرس أحد أيام الحد بأكمله للعبادة لك وللعائلة .وتمتع بيوم كامل من التلذذ بال
وشكره وقراءة اليات والتمتع برفقة بعضكم البعض .بإختصار ل تهدر طاقتك أو جهدك على ي شيء سوى أمور ال في هذا اليوم. أّ
(33
إشتر كتاب أو إثنان عن موضوع العبادة أو أقصد المكتبة وأدرس ما كتبه آخرون
عن هذا الموضوع .ومن المذهل أن نستطيع شراء ما قام آخرون بدراسته لسنوات طويلة بثمن زهيد .وهذه صفقة جّيدة برأيي. (34
ل " ،أرفع وأقول أدرس العبارات المختلفة عن العبادة التي نجدها في المزامير .مث ً
(35
أقم عشاء الفصح .فقد تكون هذه تجربة ذات معنى عميق .فأنا أقوم بذلك منذ
وأعلن وأمّج د ،وأتفتخر وأتأّم ل ،وأذكر ،إلخ) "...إنظر إلى الملحق(.
عشر سنوات في الكنائس والمجموعات التي كنت جزءًا منها .فنحن نرّنم عادة ومن ثم نصّلي 124
بضع ساعات ونق أر آيات من سفر خروج وعشاء الفصح إلى أن نصل إلى آلم المسيح .وعادة نقيم عشاء شرق أوشطي تقليدي .ونقوم ذلك كّل يوم جمعة عظيمة ونعيد اليات والترانيم من آخر أيام المسيح من العشاء إلى القيامة.
تعلم القص.ص وراء الناشيد التقليدّية .فالرجل الذي كتب "النعمة المدهشة" كان (36 قاتل وتاجر عبيد فيما مضى .والرجل الذي كتب "إهدأي يا نفسي" خسر عائلته بأكملها في المحيط الطلسي. (37
تأّم ل ،المقاطع الخمس التالية عن آلم يسوع وموته :مزمور ، 22إشعياء ، 53متى
، 27فيلبي 2ورؤيا يوحنا 4و .5
تعّم ق ،في قدراتك على دراسة الكتاب المقّد س .،فقد قال كاتب المزامير " ،شريعة فمك (38 ض ٍة) ،"،مزمور .(72 :119وقال بطرس فيما يتعّلق بالنبياء ما خير لي من ألوف ذهٍب وف ّ يلي" :فّتش وبحث عنه أنبياء) "...بطرس الولى .(10 :1وأنا ل أعني أن تق أر الكتاب
المقّد س ،أكثر بل أعني أن تق أر الكتاب المقّد س ،بطريقة أفضل وباهتمام أكبر .وعلينا أن نتعّلم أن
ل عن الدّقة .وأضف إلى ذلك التأّم ل -،الذي يزيد من نكسب عواطفنا وخيالنا عند الدراسة فض ً قدرتنا عل التركيز وفهم كلمة ال .تخيل بقرة تشتْر في الحقل وستحصل على فكرة واضحة عما أقصده.
(39
ص ل،،ة عن هذه المواضيع واليات :مزمور ، 119كيف احترم المسيح فّك ر ،بدراسة مف ّ
اليات واستعملها ،مزمور 150-145محّبة يسوع في النجيل ،الرسالة إلى العبرانيين ،العبادة إواعادة بناء وترميم الهيكل )عزرا ،نحميا ،ملخي ،حجي ،زكريا(.
(40 (41
حاول أن تق أر الترجمات المختلفة للكتاب المقّد س ،خاصة المزامير والنبياء.
أقم حفلة .عندما كنت في فرجينيا ،استأجرنا مسرح قديم الطراز وأقمنا أكبر إجتماع
يوم أحد لنا من أجل مشاهدة الموسيقى الرائعة. أدرس حياة كبار "منتهكي" عبادة الوثان في الكتاب المقّد س .،فهؤلء الشخا.ص (42 لم يعيدوا العبادة الحقيقّية فقط بل حاربوا جميع أنواع عبادة الوثان .أدرس رجال مثل ياهو .هل أزلنا نحن الوثان من حياتنا؟ هل صلبنا أنفسنا للعالم؟
(43
إق أر دراسة جّيدة عن الرسالة إلى العبرانيين .إوان كنت ل تعرف أي واحدة تختار
أطلب النصيحة من أحد القادة أو الشيوخ في كنيستك.
يجب أن تحّر ض،الوعظات والدراسات اليمان في شعب ال وتغذيه وتعّم ق،ه .علينا (44 أن نعلن بأمانة عمل ال ونعطيهم وعظات دسمة وعميقة.
125
وأخي ًار طّهر قلبك .فكّل واحد فينا هو هيكل الروح القدس .فإن احتفظنا بالخطية (45 في قلوبنا ،لن يسمع لنا ال .فمن المستحيل أن ننعّم بعلقة قوّية مع ال إن كّنا نخفي خطايا. هل نستهين بأمور يجب أن نخجل منها؟ فل يمكن أن نقترب من ال إلّ بقلب وأيٍد طاهرة. • ي شكل كاملة ول تضمن هذه الفكار أن تصبح أوقاتك مع ال أكثر عمقًا وهذه اللئحة ليست بأ ّ
تلقائيًا .فعليك أن تعمل أنت شخصيًا على علقتك مع ال .وأتمنى أن تساعدك هذه القتراحات أن
تضع لئحتك الخاصة للمور التي تعّم ق ،عبادتك .وفيما نخرج كنوزنا "جددًا وعتقاء" سيرى ال إنتعاش وحيوّية في قلوبنا ستشّج ع،،ه في كّل مّرةنقترب منه.
126
15
التغّير أمامه العبادة الحقيقّية والصادقة ل تمّج د ،ال فحسب بل تغّير المتعّبد من أعماقه .فال يكافئ
المتعّبدين له ويكّر م،همويعطيهم القّوة لّنه فيما نعاين ال "بوجه مكشوف" )كورنثوس الثانية (18 :3
نصبح مثله -ليس فقط في السماء ولكن هنا على الرض أيضًا .فهو يريد أن نصبح "...إنسان
كامل .إلى قياس قامة ماء المسيح" )أفسس (13 :4لكي "تتجّد د،وا بروح ذهنكم" )أفسس (23 :4
لكي نصبح "مشابهين صورة ابنه" )رومية (29 :8وأن نلبس "النسان الجديد المخلوق بحسب ال ق ") ،أفسس .(24 :4وسيحدث ذلك عندما نكون "ناظرين إلى ...يسوع" في البّر وقداسة الح ّ
)عبرانيين (2 :12فيما نهتم "بما فوق" )كولوسي (2 :3وفيما نرّك ز ،على يسوع وحده و"نتفّك ر "،به )عبرانيين .(3 :12فالبركات التي يسكبها ال على متعّبديه أكثر بكثير من أن نتمكن من تعدادها
ولكن إليكم بعضها لنلقي الضوء على الفكرة ولتتشّج ع ،قلوبنا. العبادة تعطي المجد
يريد ال أن يتمّج د ،في شعبه ويريد أن يّك ر،م يسوع المسيح نتيجة لمن يحمل اسمه .فكلما
تغّيرنا لنصبح مثل يسوع كلما أعطي المجد ل .فنحن نتغّير لننتقل من مجد لمجد .وكّل تغيير يحدث في حياتنا يجلب المزيد من المجد لرّبنا.
ب هناك حّر ي،ة .ونحنجميعًا ناظرين مجد ب فهو الروح وحيث روح الر ّ "وأما الر ّ ب بوجٍه مكشو ٍ ف كما في مرآة نتغّير إلى تلك الصورة عينها من مجٍد إلى الر ّ
ب الروح" )كورنثوس الثانية (18-17 :3 مجٍد من الر ّ
وقد استعمل بولس كلمة "مكشوف" مشي ًار إلى أوقات موسى مع ال .فعندما كان يحضر
أمام ال سواء كان على الجبل أو في خيمة الجتماع ،كان وجهه يضيء بنور .وبالرغم من أّنه لم
يِع هذا المر في البداية إلّ أّن كّل شعب إسرائيل رأى المر .فقد كان المنظر غامضًا لدرجة أّن موسى اضطر أن يضع حجابًا لكي ل يخاف الشعب .ما هو تأثير إشراقك على الخرين فيما تتغّير بفضل علقتك العميقة مع ال؟ )إق أر كورنثوس الثانية .(18-17 :3
ل يمكن أن نشمخ يومًا على فهمنا ل "أهم شيء في النسان هو ما يخطر بباله عندما
يفّك ر ،بال ".ففكرتنا عنه مهّم ة ،جّد ًا ،في عبادتنا .فنحن نصبح مثل موضوع عبادتنا .وبالتأكيد هذه
127
أّو ل،توّقعات ال الب مّنا -أن نكون مثله في كّل ما نقوم به .إذ نتغّير من مجد إلى مجد .ونصبح مثل ال بقدر المستطاع. "...كونوا قديسين لّني أنا قدوس) ".بطرس الولى (16 :1
"فكونوا أنتم كاملين كما أّن أباكم الذي في السموات هو كامٌل ") ،متى (48 :5 "...كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضًا) ".كولوسي (13 :3
"فكونوا متمّثلين بال) "...أفسس (1 :5
"واسلكوا في المحّبة كما أحّبنا المسيح أيضًا) "...أفسس (2 :5
العبادة تطّهر يوصينا ال أن نطرح "كّل نجاسة وكثرة شّر " ) ، ،يعقوب (21 :1وأن "تميتوا أعضاءكم التي على الرض) "...كولوسي ، (5 :3و"كونوا قديسين لّني أنا قدوٌس ) ، "، ،.بطرسالولى .(16 :1 والكثير من هذه المور تتضّم ن ،أعمال خارجّية من قبلنا .والتطهير الحقيقي يأتي من الداخل وهو
في أعماقه وجوهره عمل ال .فعندما أتعّبد يطّريال قلبي ويعطيه الحساس من جديد لكي يرفض الخطّية .فتخسر الخطّية طعمها .ويخسر العالم المادي من قبضته علينا .ويختفي التركيز على النفس مع شهوات هذا العالم كما حدث مع يسوع عندما جّر ب،في البّر ي،ة" :وقالله أعطيك هذه ب إلهك جميعها إن خررت وسجدت لي .حينئٍذ قال له يسوع اذهب يا شيطان .لّنه مكتوب للر ّ
تسجد إواياه تعبد) ".متى .(10-9 :4
ويتجّد د ،لدينا الدراك للخطّية والشمئزاز منها نتيجة لعبادة ال .ويحدث هذا المر بطرق
عديدة .ففيما نتأّم ل ،الصليب ،تصبح الخطّية ونتيجتها واضحة جّد ًا ،فنبتعد عنها .والتركيز على ال
في العبادة يطهّرنا أيضًا .وكما قال الرسول يوحنا " ،وكّل من عنده هذا الرجاء به يطّهر نفسه كما هو طاهٌر ) ،"،.يوحناالولى .(3 :3فإن الرجاء به يطهّرنا فإن عبادة ال تطهّرنا أيضًا. ي يطهّرنا روح ال من الداخل .فندرك أّن ال هو أبينا وأّنه بيننا وأّنه يجب أن ل نلمس أ ّ شيء غير طاهر.
"فإذ لنا هذه المواعيد أّيها الحباء لنطّهر ذواتنا من كّل دنس الجسد والروح
مكّم ل،ين القداسة في خوف ال" )كورنثوس الثانية (1 :7
العبادة تنّقي
128
العبادة هي النظر إلى ال وحده .فكما قال داود " ،لكي أبصر قّو ت،،ك ومجدك كما قد رأيتك
في قدسك) ".مزمور .(2 :63وفيما نفعل ذلك ،نكسب فكرة أفضل عن ما هو حقيقي ومهّم إواضافًة إلى نسبة أكبر من الثقة بال.
ل باّرًا جّد ًا ،الذي في وسط لقد واجه أيوب سلسلة من الزمات والصعاب .وقد كان رج ً
أوقاته الصعبة تكّد ر،ت أفكاره إوانهّز إيمانه .ولكن عندما أظهر ال نفسه له وأقنعه بسيادته وحكمته ، تواضع أيوب وشعر بالرضى. لقد كان عّز ي،املكاّ جّيدًا بل رائعًا فقد أعطى السلم والستقرار لّم ت،ه .لقد كان مزارعًا ططًا ومحاربًا رائعًا .وعندما مات ،ل بّد أن الكثير من الناس تساءل عن مصير شعب ومهندسًا ومخ ّ
ال" .في سنة وفاة عزّيا الملك "...أظهر ال نفسه لشعياء )إشعياء .(8-1 :6إذ لم يبتعد الملك الحقيقي يومًا عن الحكم.
وكما يقول الصحاح الثاني والثالث في سفر رؤيا يوحنا ،لقد كانت الكنيسة في القرن الّو ل،
على شفير ضغوطات واوقات صعبة لم تعرفها من قبل .كيف سيتحملون؟ لماذا سمح ال بهذه
المور أن تحصل؟ ونجد الجواب بوضوح في اليات الفتتاحية في الصحاح الرابع من سفر رؤيا يوحنا فيما يفتح الستار ونرى أّن ال مازال على عرشه ومازال مسيط ًرا .فما من داعي أن يقلقوا.
لقد شغر آساف أحد أهم المناصب في إسرائيل .فقد كان نبّيًا وكاتب مزامير موهوب وقائد
ب ، .ولكن حتى هو بدأ يحيد عن الهدف وتحّو ل،إلى مجرد عامل في الهيكل بدل العبادة في هيكل الر ّ أن يتعّبد ل في الهيكل .فقد تغّلبت عليه الم اررة والحسد .وقد شرح آساف بتفاصيل محرجة وضع
قلبه المأساوي في مزمور :73لماذا أنا؟ لماذا هم يستمتعون؟ الحياة قاسية جّد اً .،يا لي من مسكين. فيما بعد لقد عاد إلى صوابه واعترف " ،وأنا بليد ول أعرف .صرت كبهيم عندك" )مزمور :73 .(22كيف استطاع أن يتغّير؟ "فلما قصدت معرفة هذا إذا هو تعب في عّينّي ،.حتى دخلت مقادس ال وانتبهت إلى آخرتهم) ".مزمور (17-16 :73
في سكون الهيكل ،تحدث إلى قلبه .ففي حضرة ال البدي ،تنفتح العين ويخلع الجهل والغشاوة ونستعيد هدفنا البدي. لقد حصل حادث مماثل في حياة الملك البابلي ،نبوخذنصر .ولكّنه بدل من أن يحسد
العالم ،انتهك مجد ال بإعلنه أّنه هو العالم .فأصبح كأحد البهائم بلحظة .وثم عاد إليه صوابه- وسيعود إلينا نحن أيضًا -فقط عندما ارفع "عّيني إلى السماء" )دانيال .(34-33 :4
129
علينا من خلل العبادة أن نطلب "ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين ال...ل بما على الرض" )كولوسي .(2-1 :3وفيما نرّك ز ،على المسيح ونمدحه من أجل حياته ودمه ونعمته ،
ستتبّخ ر ،الشهوات الرضّية .ويخسر العالم من قّوة قبضته علينا .وتتضح فكرة الحياة البدّية والسئلة مثل "لماذا؟ وما هو معنى الحياة؟".
هل سبق أن راودتك أفكار كالتالي :لماذا هم ل يعانون من المشاكل -لماذا أنا وحدي؟ لماذا لست نجمًا في السينما؟ لماذا يحصل على جميع الستراحات؟ لماذا لم تعاقب؟ لما ل أكون
غنّيًا؟ الحياة سهلة جّد ًا ،لو لم أكن مسيحّيًا .أنظر إليهم -أحرار ويتمتعون بوقتهم وسعداء دائمًا. لماذا علي أن آتي إلى الكنيسة وأعطي مالي وأخدم الفقراء وأسهر لمساعدة الشخا.ص في زواجهم؟ لماذا علّي أن أستيقظ باك ًرا؟ إلخ ...حسنًا ،لست وحدك! لقد خطرت في بال آساف أفكار مماثلة
وكان الحّل في أن يتعّبد ل .فالعبادة تساعدنا على رؤية المور على حقيقتها :فالعالم مجرد قذارة. ولدينا الكثير لكي نكون ممتّنين له ولم يفلت زمام المور من يّد ال يومًا.
العبادة تقّو يم
يوضح الكتاب المقّد س ،أّن من ينظر إلى ال يجد القّوة والطاقة عنده .إذ يستخدم ال عظمته
ليعطينا القّوة .فلسيت صدفة أبدًا أن تكون آخر آية في إنجيل لوقا تصف التلميذ الذين كانوا "كّل حين في الهيكل يسّبحون ويباركون ال) ".لوقا .(53 :24وعندما يعيد لوقا سرد القصة عينها في أول إصحاحين من سفر أعمال الرسل ،كان التلميذ أيضًا يصّلون ويسّبحون ال .وفيما كانوا في حالة تواضع أمام ال ،نزل عليهم الروح القدس بقّوة .وبعد فترة قصيرة ،فيما كانوا يعبدون ال ويعلنون بيقين سيادته المطلقة "امتل الجميع من الروح القدس وكانوا يتكّلمون بكلم ال بمجاهرة"
)أعمال الرسل .(31 :4وفي الصحاح الثالث عشر ،نجد التلميذ في إنطاكيا يسّبحون ال عندما
عّين روح ال بولس وبرنابا لمهّم ت،هما الرسولّية .ومّرةأخرى في الصحاح السادس عشر ،عندما ُوج،د بولس وبرنابا في السجن من أجل إيمانهما ،غّنوا ترانيم ل واستجاب ال من خلل الزلزال. العبادة تقّو ي،،نا وتحدث شجاعة وسلم في قلوبنا .عندما نرى ال ،نفهم التحدي" :من أنِت حتى تخافي من إنسان يموت ومن ابن النسان الذي يجعل كالعشب" )إشعياء .(12 :51ونحن
ب الجنود .ونتحّلى بشجاعة داود عندما واجه جليات: نتحّلى بالجرأة لّننا ندرك أّن ال معنا وهو ر ّ "فقال داود للفلسطيني أنت تأتي إلي بسي ٍ ف وبرمٍح وبتر ٍ ب الجنود إله س ، .وأنا آتي إليك باسم ر ّ ّ
صفوف إسرائيل الذين عّيرتهم) ".صموئيل الولى .(45 :17ولدينا ثقة استفانوس الذي مات شهيدًا ورأى يسوع جالسًا عن يمين ال .ولدينا سلم إليشع الذي لم يخف عندما أحاطه الراميون
لّنه علم أّنه محاط بالجيوش -جيوش ل تحصى ولكّنها موجودة .إلّ أّن خادمه حيجزي استجاب بخو ٍ ف لّنه لم يراها .وقال إليشع الكلمات التي كان ليقولها أي رجل أو إمرأة بحسب قلب ال بفضل 130
يقين ل يتزعزع عن سيادة ال ووجوده "ل تخف" )الملوك الثانية .(16 :6وفيما نعبد ال وننظر إليه ونعلن مجده وفيما نذّك ر ،أنفسنا بقّو ت،،ه وأعماله ،تقّوي العبادة أنفسنا وتعطينا القّوة. فعندما جّر ب،يسوع المسيح في البّر ي،ة ،ظهر إدراكه لوجود ال في كّل أجوبته لبليس .يحيا ب إلهك تسجد إواياه وحده تعبد .وكيف ب إلهك...للر ّ النسان ...بكّل كلمة من ال...ل تجرب الر ّ عاد من وقت التجربة هذا؟ لقد عاد "بقّوة الروح" )لوقا .(14 :4فعندما نهتم بأمور ال وبه فقط ،
سيعطينا ال القّوة تمامًا كما أعطى القّوة لبنه.
والعبادة هي المكان الكثر أمنًا الذي يمكن أن نكون فيه .فنحن هنا تحت ظلل ال .ونحن
محاطين بترانيم الخل.ص .إذ يحيطنا ال بمحّبته التي ل تسقط. س طم المور العبادة تب ّ
ندرك من خلل العبادة أّننا نملك جوهرة ثمينة وهي يسوع المسيح .فما من شيء في العالم
أهّم منه .وكما قال كاتب المزامير ،
"من لي في السماء .ومعك ل أريد شيئًا على الرض) ".مزمور .(25 :73
ونعلن من خلل العبادة أّن ال هو كياننا وكّل من نحتاج إليه .فاستطاع بولس أن يقول ،
"أفعل شيئًا واحدًا" )فيلبي (13 :3واختارت مريم "النصيب الصالح" )لوقا .(42 :10لقد قال داود ، ب كّل أيام حياتي ب إواياها ألتمس .أن أسكن في بيت الر ّ "واحدة سألت من الر ّ
لكي أنظر إلى جمال الّر ب،وأتفرس في هيكله) ".مزمور .(4 :27 ب القصيدة التالية التي كتبها ويليم فابر ، وأنا أح ّ "يا لها من سعادة أن نجلس لنفّك ر ،بال وحده.
يا لها من نشوة للرض أن نفّك ر ،به وأن نتنفس اسمه
ويا له من سرور ،يا أبا يسوع أن نقف أمام عرشك وأن ننظر إليك
للعبادة طريقتها بأن تبسط المور لنا وأن تعطينا هدف وتشبع روحنا "كما من شحم ودسٍم " ، )مزمور .(5 :63وقد كتب آساف " ،لّن يومًا واحدًا في ديارك خير من ألف .اخترت الوقوف على
العتبة في بيت إلهي على السكن في خيام الشرار) ".مزمور .(10 :84 العبادة تخيف
131
العبادة هي إعلن بإعتمادنا الكّلي على ال .لهذا السبب ،العبادة هي أيضًا حرب.
فالشياطين ترتعد عندما نصّلي باسم يسوع المسيح .لقد أعطانا المسيح السلطان أن ندوس الشيطان تحت أقدامنا )رومية .(20 :16ومن يعبد ال يعلن الحرب باسم يسوع المسيح ويخيف العدو.
ويصف الكتاب المقّد س ،معارك كثيرة ربحها ال عندما سّبح الشعب بكّل بساطة ال وعّبروا
عن غيرة لمجده فقط .وعندما عرف يهوشافاط وشعب يهوذا خبر إجتماع جيش جبار ضّد ه،م ،وقفوا
ل أن يعّبر عن إيمانه أمام ال واعترفوا بضعفهم .وقد حضر الطفال أيضًا .وقد صّلى الملك محاو ً ويأسه ،
" يا إلهنا أما تقضي عليهم لّنه ليس فينا قّوة أمام هذا الجمهور الكثير التي
علينا ونحن ل نعلم ماذا نعمل ولكن نحوك أعيننا) ".أخبار اليام الثاني :20 (12
لقد أّك د ،ال أّنه سيربح هذه المعركة ،فوضع يهوشافاط الكهنة على رأس الجيش لكي يغّنوا
ترانيم عن محّبة ال و"مسّبحين في زينة مقّد س،ة" )أخبار اليام الثاني .(21 :20وبفضل ثقته بال وغيرته من أجل مجده ،لم يحتاجوا أن يرفعوا سيوفهم فقد سحق ال عدوهم أمامهم. لقد خّل.ص ال شعبه بطريقة مماثلة في أيام حزقيا) .إق أر إشعياء .(37-36فقد كان
ل شري ًار يقود أّم ة ،شريرة .وقد كان الشوريون هم الشرار في العهد القديم .لقد حاصروا سنحاريب رج ً
حزقيا وجّد ف،وا على اسم ال وافتخروا بقّو ت،،هم العظيمة .وحاولوا أن يزرعوا الخوف في قلب الشعب
بقولهم أّنهم "ليأكلوا عذرتهم ويشربوا بولهم" )إشعياء .(12 :36فقد كان الشوريون شعبًا ل يرحم
ب الدماء .وماذا يستطيع حزقيا أن يفعل في ظّل هذا النوع من المعارضة؟ لقد أخذ شخصيًا ويح ّ رسالة سنحاريب إلى الهيكل معه ووضعها أمام ال .وصّلى عندها صلته التي طلب فيها أن يحّو ل،
نظره إلى أعين ال فقط )أخبار اليام .(12 :20وكيف استجاب ال؟ أرسل ملك واحد ضرب 185000جندي أشوري.
ل من أن يعتمد والملك آسا هو ملك آخر من يهوذا اختار أن يعتمد على ال في الصلة بد ً
على قّو ت،،ه الخاصة .فقد كان لسا أكثر من نصف مليون جندي شجاع وماهر .ولكّن وبالرغم من جيشه المجّهز افضل تجهيز ،أصِغ إلى صلة آسا عندما زحف جيش الكوشيين للقائهم إلى الحرب: ب ليس فرقًا عندك أن تساعد الكثيرين ومن ب إلهه وقال أّيها الر ّ "ودعا آسا الر ّ ب إلهنا لّننا عليك اّتكلنا وباسمك قدمنا على ليس لهم قّوة .فساعدنا أّيها الر ّ ب أنت إلهنا .ل يقو عليك إنساٌن ) "،.أخبار اليام الثاني هذا الجيش .أّيها الر ّ (11 :14
132
وماذا فعل ال؟ أباد العدو. تخيف العبادة أعداء ال .فّك ر ،بهذا المثل :كان بولس معروفًا في عالم الشياطين .فعندما
حاول أبناء سكاوا السبعة أن يخرجوا شيطانًا من أحد الرجال في مدينة أفسس ،قال لهم الشيطان قبل ض عليهم ويشبعهم ضربًا " ،أما يسوع فأنا أعرف وبولس أنا أعلمه وأما أنتم فمن أنتم". أن ينق ّ
)أعمال الرسل .(15 :19تلميذ المسيح الحقيقيون معروفون في عالم الشياطين بين "السلطين ...ولة العالم على ظلمة هذا العالم" )أفسس .(12 :6
عبادتنا بالفعل تجعل العدو يرتعد .فنحن ندّم ر ،من خللها كّل الظنون .ونحن من خللها نستأسر كّل فكر يرتفع ضد معرفة ال .فنحن من خلل العبادة نظهر الغيرة على مجد ال ونصّلي باسم يسوع المسيح .فهذا هو المكان الذي يكون فيه الشيطان موطئًا لقدامنا.
"واله السلم سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعًا) "...رومية (20 :16 إ "فقال لهم رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء .ها أنا أعطيكم سلطانًا
لتدوسوا الحيات والعقارب وكّل قّوة العدو ول يضركم شيء) ".لوقا -18 :10 .(19
تستعّد الملئكة لدى ذكر اسم يسوع المسيح وتحمل السيوف مستعدةً لتحقيق إرادة ال. العبادة تجّم لم
مازلت أندهش عندما أرى نساء عائدات من إرسالية ما وهن مشرقات .فهن جميلت جّد ًا،
ومشرقات! وأنا أعتقد أّن هذا الجمال يأتي من التسليم والمحّبة .والشراق أيضًا ينتج عن العبادة. ويعّلمنا الكتاب المقّد س" ،نظروا إليه واستناروا" )مزمور .(5 :34فهناك جمال ممّيز يعطيه ال لمن
يتعّلم أن يثق به ويطيعه .ويقول بطرس أّن النساء المؤمنات في القدم مثل ساره ،كّن جميلت من خلل طاعة أزواجهن.
عناك نور في أعيننا وسلم يفوق العقول وفرح ل يعّبر عنه وهذه كّلها تجّم ل،نا عندما نهاب
ش والجمال ال .الجمال الخارجي هو عطّية من ال إلّ أّن الجمال الداخلي عطّية أعظم" .الحسن غ ّ ب فهي تمدح" )أمثال .(30 :31هذا هو الجمال الحقيقي. باطل .أما المرأة المّتقية ال الر ّ ب إلههم في ذلك اليوم كقطيٍع شعبه بل كحجارة التاج مرفوعة "ويخّلصهم الر ّ
على أرضه .ما أجوده وما أجمله .الحنطة تنمي الفتيان والمسطار العذارى" )زكريا (17-16 :9
133
العبادة ُتعطي يشعور بالرضى
ستعطي السموات الرضى لرواحنا .إذ سنشرب من مياه نبع الحياة ونتغذى من الشجار
في الفردوس .ولكن يجب أن ل نعتقد أّنه علينا أن ننتظر إلى ذلك الوقت حتى نعرف الرضى
الحقيقي .إذ يريد ال أن يشبع أرواحنا هنا والن .وسنشعر بالرضى الكّلي وسيمّج د ،ال بطريقة
أفضل عندما يكون ال كّل كياننا .ويصف داود فيما يلي الرضى الذي يأتي من طلب ال. "يا ال إلهي أنت .إليك أبّك ر .،عطشت إليك نفسي يشتاق إليك جسدي في أر ٍ ض ناشفٍة ويابسٍة بل ماء لكي أبصر قّو ت،،ك ومجدك كما قد رأيتك في قدسك. لّن رحمتك أفضل من الحياة .شفتاي تسّبحانك .هكذا أباركك في حياتي. ي ،.كما من شحٍم ودسٍم تشبع نفسي وبشفتي البتهاج يسّبحك باسمك أرفع يد ّ
ظل فمي إذا ذكرتك على فراشي .في السهد ألهج بك .لّنك كنت عونًا لي وب ّ جناحيك أبتهج
التصقت نفسي بك .يمينك تعضدني) ".مزمور (8-1 :63
ال هو مياهنا الحّية وخبز الحياة .هو يشبع أرواحنا كما الشحم الدسم .فننظر إلى جماله
ونفرح .فنعرف لذاته ونتعّج ب ،لقبوله لنا وسلم مغفرته .فتلّبى رغباتنا ويشبع جوعنا وتفيض كأسنا.
وهذا ل ينطبق على الترنيم والعبادة الناقصان بل في العبادة الصادقة والحقيقّية التي نفتح فيها أنفسنا
ل ولما يريده مّنا .يتركنا هذا العالم عطشين وجائعين فهو ل يستطيع أن يلّبي رغباتنا وحاجاتنا الروحّية العميقة .إذ ل يحدث هذا المر إلّ من خلل ال ويحصل عندما نتعّبد إليه. العبادة تّو حمدنا
أحد أغنى بركات العبادة هي الوحدة التي تخلقها في مجموعاتنا وفي الملكوت عامًة.
فالوحدة مقّد س،ة بالنسبة إلى ال .فهي شهادة أمام العالم والسلطين في السماويات ،عن قّو ت،،ه وحكمته.
"أّن المم شركاء في الميراث والجسد ونوال موعده في المسيح بالنجيل...
لكي يعرف الن عند الرؤساء والسلطين في السماويات بواسطة الكنيسة
بحكمة ال المتنّوعة حسب قصد الدهور الذي صنعه في المسيح يسوع رّبنا". )أفسس (11-10 ، 6 :3
134
لقد صّلى المسيح لتلميذه ليكونوا واحدًا كما هو والب واحد .وهذا معيار عالي جّد ًا،
والعبادة الجماعّية هي بكّل وضوح الطريقة المثلى للوصول إلى هذه الوحدة .ونجد مثل هذه الوحدة والعبادة في العهد القديم والعهد الجديد. في ظّل العهد القديم
كان الهيكل في العهد القديم جوهر إسرائيل .فكّل رجل إوامرأة وطفل كان جزء من هذه
البركة .فكانت العبادة تجتاح جميع شقوق حياة شعب إسرائيل .فخلل فترة السفر في البّر ي،ة ،كان
الهيكل في وسط المخّيم ومحاط من كّل جهة بأسباط إسرائيل الثني عشر وعشيرة لوي في الوسط.
فهذا الشكل وهذه الطقوس خلقت وحدة بين العشائر .فكان الهيكل ملكًا للجميع وقد بناه الجميع
بفضل عطايا الجميع ومواهبهم ومن أجل تضحيات الجميع .فعندما كان هارون يدخل إلى الهيكل ،
كان عليه أن يضع درعًا على صدره مدّو ن،،ة عليه أسماء السباط الثني عشر.
وكانت الحتفالت والمهرجانات توّح د ،الشعب أيضًا عندما بدأت تنتشر بعد الدخول إلى
ب في وقت معّين من أرض الميعاد .وكان على جميع الذكور من جميع العشائر أن يقفوا أمام الر ّ
السنة إوال فسيقطعون من المجموعة .لقد شّج ع،،ت هذه الحتفالت الوحدة وذّك ر،تهم جميعًا بوضعهم
ق الوحيد وق أروا من شريعة واحدة وكان لهم كاهن أعلى واحد الممّيز أمام ال .لقد تعّبدوا ل الح ّ
ومكان للعبادة واحد ،المكان الذي حمل اسم ال .فقد كانوا كأمة "شعب مقّد س) "،تثنية .(6 :7فلم يكن أحد يشابههم "على وجه الرض". في ظّل العهد الجديد
في العهد الجديد ،نحن هيكل ال ومسكن روح ال )أفسس .(21-2 :2نحن منزل واحد
وجسد واحد وعروس واحدة وأّم ة ،واحدة وكهنوت مقّد س ،واحد وبقلب واحد وشفة واحدة نمّج د ،ال.
والعبادة تأسس هذه الوحدة وتعّم ق،ها .لدينا وسيط واحد و"إله وآب واحد للكّل الذي على الكّل وبالكّل وفي كّلكم" )أفسس .(6 :4لقد تخّلصنا بنعمة واحدة ويغطينا دّم واحد وممتلئين بالروح الواحدة
عينها واعتمدنا لجسد واحد من خلل هذه الروح )كورنثوس الولى .(13 :12كّل شخ.ص مسيحي
مقّد س ،بالنسبة إلى ال وكّل واحد هيكل رائع وخليقة ممّيزة )كورنثوس الولى -14 :12 ، 19 :6 .(18
نحن نتذّك ر ،من خلل العبادة مساواتنا في المسيح .فأقل واحد فينا هو أعظمنا .ويجب أن
نتعامل مع العضاء الضعف باحترام ممّيز .فالعبادة الحقيقّية تظهر كرامة كّل تلميذ للمسيح ومجده. ب المجد في المحاباة .فإّنه إن "يا إخوتي ل يكن لكم إيمان رّبنا يسوع المسيح ر ّ دخل إلى مجمعكم رجل بخواتم ذهب في لباس بهّي ودخل أيضًا فقير بلباس
135
لبس اللباس البهي وقلتم له اجلس أنت هنا حسنًا وقلتم وسٍخ فنظرتم إلى ال ّ للفقير قف أنت هناك أو أجلس هنا تحت موطئ قدمّي فهل ل ترتابون في أنفسكم وتصيرون قضاة أفكار شريرة) ".يعقوب (4-1 :2
من السهل أن ننجذب إلى الغنى والشهرة ونغض النظر عن الفقراء بيننا حتى في الشركة فيما بيننا .ماذا يعني الّلباس البهي وخواتم الذهب؟ هل يحّبون يسوع؟ هذا ما يهّم ،.والباقي ل يهّم ،. "إّنما باطل بنو آدم .كذب بنو البشر .في الموازين هم إلى فوق .هم من باطٍل أجمعون) ".مزمور (9 :62
يجب أن نكون فخورين بأقل واحد فينا أكثر من أي شخ.ص في العالم .يجب أن نكون مسحورين بأبناء ال أكثر من نجوم السينما ورجال العمال والرؤساء القوى في العالم الذين ل يحبون يسوع المسيح .يجب أن نشعر هكذا حيال الخوة والخوات سواء كانوا ضعفاء أو أقوياء روحّيًا أو سواء كانوا العظم والقّل ،.فالتعامل مع أحد الخوة كما لو أّنه أقل وأن نطلب منه أن
يجلس بعيدًا ل يجلب الحرج له فقط بل ل ولكنيسته .فالمحاباة هي خطّية نرتكبها ضّد المسيح وهي
ب ،. عبادة غير حقيّقية .فالعبادة الحقيقّية تحمي قلوبنا من هذا الشّر ، ، .فنحنواحد في الر ّ أحد أبشع الوقات في حياتي المسيّح ي،،ة كانت عندما شعرت أّنني "أقّل " ،في المجموعة وذلك عندما كنا نعيش أنا وعائلتي في بريتوريا في جنوب أفريقيا .وبالرغم من أّننا كنا محاطين بإخوة
وأخوات رائعين إلّ أّنني مررت بأوقات صعبة جّد ًا ،وانغمست بالخطّية والشك واليأس .وقد فقدت
صوابي مثل نبوخذنصر لفترة قصيرة .أردت أن أستسلم وأترك أرض المعركة.
لكن إتصل بي دوغلس آرثر في أحد اليام .ودوغلس يؤمن أّنه عندما يضعف أحد
الخوة يجب أن ل نتخلى عنه بل علينا أن ننزل إليه وننتشله من حالته مّرةبعد مّرةإن لزم المر وان
نساعده بكّل ما لدينا .هذا كّل ما لدي لقوله -فقد ساعدني لستعيد المل وأعطاني فرصة ثانية ب الضعف بيننا دومًا- ب الخوة والمؤمنين وأريد أّن أح ّ ب الملكوت وأح ّ وعاملني بنعمة .أنا أح ّ
الذي قد يكون أنا أو أنت!
ال وحده قادر على خلق هذا النوع من الوحدة في الملكوت .فنحن من عشائر مختلفة ونتكّلم لغات مختلفة ومن أمم مختلفة ولكّننا نعبد إله ومخّل.ص واحد .فنحن أبناء آب واحد في
السموات ونجثو أمامه في العبادة بفم واحد وجسد واحد وقلب وروح واحدة .فنحن من خلل العبادة نأسس وحدتنا ونعّز ز،ها .فقدتبّنانا ال إلى مجموعة من المحّبة والحنان ودعينا إلى إحتفال الب والبن والروح القدس حيث ال يسود كّل شيء ،في كّل شيء وعلى كّل شيء.
136
"هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الخوة معًا .مثل الدهن الطّيب على
الرأس النازل على اللحية لحية هرون النازل إلى طرف ثيابه .مثل ندى حرمون ب بالبركة حياة إلى البد". النازل على جبل صهيون .لّنه هناك أمر الر ّ
)مزمور (3-1 :133
العبادة تقّو مم
ل أن أشترك في وأخي ًار تصالح العبادة علقاتنامن خلل إظهار خطّيتنا .هل يمكنني فع ً كسر الخبز بضمير صالح إن كنت لم أغفر لحد الخوة؟ علينا أن نغفر بعضنا لبعض "كما سامحكم ال" )أفسس .(32 :4ومّرةأخرى يحذرنا يسوع "إن لم تتركوا من قلوبكم كّل واحٍد لخيه لتكم" )متى .(15 :6 زلته" )متى " ، (35 :18ل يغفر لكم أبوكم أيضًا ز ّ ومن جهة أخرى ،لعل أحدهم لديه شيء ضّد ك .،ويدعونا يسوع مّرةأخرى للعمل: "فإن قّد م،ت قربانك إلى المذبح وهناك تذّك ر،ت أّن لخيك شيئًا عليك فاترك ل اصطلح مع أخيك .وحينئٍذ تعال وقّد م، هناك قربانك قّد ا،م المذبح واذهب أّو ً قربانك) ".متى (24-23 :5
وعندما نتعّبد ل في جوهانزبرغ ،نأخذ من وقت إلى آخر إستراحة خلل الجتماع قبل أن
نأخذ الخبز والنبيذ لنعترف بخطايانا ونتصالح مع بعضنا البعض .وبالرغم من أّن هذا المر ل يدوم أكثر من عشرة دقائق فقد كان المر مغنيًا وقد بنى الوحدة بيننا.
العبادة تذوب قلوبنا أمام القديسين .ففيما ننظر حوالينا ونرى من مات المسيح من أجلهم ،
ب بعضنا البعض بشّد ة .،فقد أرّنم كثي ًار وأعطي كّل ما لدي للفقراء وأرمي جسدي يجب أن نتحّر ك،لنح ّ ب القل بين القديسين فلست شيئاً وعبادتي فارغة" .إن قال أحد إّني في النار ولكن إن كنت ل أح ّ ب ال الذي ب أخاه الذي أبصره كيف يقدر أن يح ّ ب ال وأبغض أخاه فهو كاذب .لّن من ل يح ّ أح ّ لم يبصره" )يوحنا الولى .(20 :4المر مستحيل.
فنحن جميعًا على إختلف نوعنا ولوننا ووضعنا الجتماعي وثقافتنا ومواهبنا ولغاتنا ،
ب ومخّل.ص واحد. نشّك ل ،جسدًا واحدًا .فهذا هو جمال الملكوت ومجده وقّو ت،،ه .إذ لنا إله وآب واحد ور ّ فكّلنا اجتمعنا ومتصلين مع بعضنا البعض ونقوم لنصبح مسكن ال في الروح .ومن هذا المسكن نمّج د ،ال "بنفس واحدة وفّم واحد) ".رومية .(6 :15 •
137
لقد عّد د،ت لكم بعض من البركات التي يسكبها ال علينا كأفراد وكمجموعة مؤمنين .فالنظر
إلى ال وتأمل جماله والتركيز على شخصه وفتح قلوبنا وأذهاننا والتسليم في الطاعة لرادته -تلك هي المور التي تمجد ال الب في السماء وتحّو ل،،نا نحن أبناؤه على الرض .وقد أراد ال هذا
التغيير فينا ليس مّرةأو مّر ت،ينفي حياتنا ولكن في كّل مّرةنتعبد فيها "في المجد".
138
العبادة المطّلقة
139
بالتأكيد لم يخلق ال مخلوق كالنسان ...لكي يوجد ليوم واحد! كل فقد خلق النسان للبدّية
إبراهام لينكولن
ي يوم مضى .أنا اليوم أقرب من اليوم الذي سيزاح السراب وتكشف السرار اليوم أنا أقرب إلى المنزل من أ ّ ونجد الجوبة لجميع السئلة! سأرى الملك!
فانس هافنر
ل؟...فالملل مثل الحياة البدّية هي نبع أفكار ال الذي ل يضمحل ومحّبته ،كيف يمكن أن يكون المر مم ً
اللم سيكون مجّر د،ذكرى فيما نحن غارقين في الفرح.
س.س.لويس
ماذا تستطيع الرض أن تفعل لك إن كنت ضامن الحياة البدّية؟ فأن تخاف أن تخسر أي شيء على الرض سيكون مثل أن يخاف الغني إن أضاع فلسًا.
بيتر كريفت
لن تكون البدّية طويلة ما يكفي لكي نعرف كّل شيء عنه أو لن نمدحه لكّل ما فعله لنا ولكن هذا ل يهّم ي شيء آخر. لّننا سنكون دائمًا معه ول نرغب بأ ّ
فريديريك ويليم فابر
140
16
لماذا الحياة البّد يمة هي على ما هي عليه ؟ "ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعّد ه ،ال للذين يحّبونه" )كورنثوس الولى (9 :2
ل في معلوماتي في الكتاب في أحد اليام لما كنت تلميذًا جديدًا وسعيدًا بخلصي ولكن طف ً
المقّد س ، ،كنت أسافر في السيارة مع بعض الصدقاء في شمال كندا .فيما كنا نتقّد م ،في السيارة
وفيما بدأ النهار ينتهي وصلنا إلى مجموعة من الشجار كانت أوراقها تتطاير مع الرياح .كانت
الشمس تغيب ببطء وفيما كانت تغيب ،كان منظر الوراق عند المغيب ساح ًار كما لو كّل ورقة منها
ل ...هل تستطيع تشتعل بالنار .كان منظ ًار رائعًا -كّل ما يرغب الرسام بأن يلتقطه .كان أم ًار مذه ً أن تتخّي ل.،
وفي هذه اللحظة بالذات سمعت كلمات مثل مريع وفاشل -وكانت كلمات مخيبة للمل.
وبإبتسامة عريضة قالت الفتاة الجالسة بقربي " ،أراهن أّن السماء ستكون عشرة أضعاف أفضل من
هذا! .وفجأة خفتت الموسيقى .وفّك ر،ت في نفسي ،ما هذا؟ أهذا كّل شيء؟ عشر مرات أفضل؟ لماذا
ليس مئة مّرة؟أو مليين المرات أو حتى مئات مليين المرات؟ ولكّنني كنت جبانًا ولم أقل شيئًا. صغير جّد اًم
ب أنا أكره اللهوت الناق.ص .وأنا أكرهه لّنه يؤذي الروح) .صديقتي في السيارة تركت الر ّ منذ سنوات طويلة( .ولكّن ما أكرهه أنا يزدريه ال بالتأكيد -هذه الصور الصغيرة والطفولية عن الحياة البدّية :بطرس واقف على الباب والكتاب في يده ...الجدران البيضاء التي ل تنتهي... الصيد على البحر...وما إلى ذلك .ويسمع الناس هذه المور ويسألون السئلة مثل" :ماذا سيكون
هناك أكثر من ذلك؟" كما لو كان الملل ممكنًا في الحياة القادمة .ومثل هذا الوصف يتماشى مع
حياة أبدّية للنمل أو للكلب ولكن بالتأكيد ليس لبناء ال! فالحياة البدّية هي أملنا الوحيد وطموحنا
الوحيد وسبب وجودنا .فهي هدف كّل خليقة وخلصها النهائي .فهي نهاية بداية كّل شيء .يجب أن ننضج في تفكيرنا.
فحياتكم البدّية صغيرة جّد ًا .،وهي صغيرة جّد ًا ،في تفكيري أنا أيضًا .إوان حاولنا جميعًا أن
ل من الفكار نتنافس مع بعضنا بالخيال والجرأة عن الفكار عن الحياة البدّية .فنحن إن جمعنا جب ً
141
ورفعناها فهي لن تكفي .وستتركنا هذه التجربة متعبين وسعيدين بالتأكيد ولكّننا سنفق أمام أفكارنا
المبالغة وسنكتشف أّننا لم نبدأ بعد بتسلق الجبل ومازال الجبل ممتد أمامنا.
عشر مرات أكثر؟ مئات مليين المرات؟ ماذا عن البدّية؟ فالحياة البدّية هي أكثر بكثير
لقة لدينا .إذ ماذا تطلعنا العبارات من الكتاب المقّد س ،مثل" :ل تقصى" "ل يعّبر من أفضل فكرة خ ّ عنها"؟ سنسكن في الحياة البدّية في ملكوت ال البدي .نحن سندخل إلى حياة ال ونصبح جزءًا
لقة .وسيزول الموت ومعه كّل حدود هذه الخليقة من منها -حياته الكثيرة والبدّية والمعطاء والخ ّ خلل حياة البدي.
حاول إذًا أن تتخّي ل ،كّل هذا؟ لّننا متحمسين لفعل ذلك مّرةوبعد مّرةولن ال يوصينا بذلك.
أرأيت ،فإن التفكير بالحياة البدّية يرفعنا .فهي تطهّرنا )يوحنا الولى (3 :3وتحّر ر،نامن قبضة هذا
العالم )كولوسي (4-1 :3وتعطينا الصبر والمل .وتملنا ب"فرح ل ينطق به" )بطرس الولى :1 .(8وهي عدا عن ذلك ممتعة جّد اً!، الحقيقة والسراب وبالرغم أّنه ل يمكننا أن نتخّي ل ،ما هي الحياة البدّية عليه) -فعل يستطيع العمى أن يفهم معنى اللوان؟( -إلّ أّن ال أعطانا تلميح كثيرة لتساعدنا .إلّ أّن هذه الحقائق ليست أهم من همسة أو رائحة .ولكّنها تكفي لتجعلنا نصبو لما سيأتي.
فالوصف الذي نقرأه في الكتاب المقّد س ،فيما يتعّلق بالحياة البدّية حقيقّية إلّ أّنها ليست
ل معنى كلمة "فرح" .فالمعادلة ملموسة .ليس مثل المعادلة الشهيرة التي اكتشفها أينشتاين أو مث ً
الولى التي تفيد أن الطاقة تساوي الكتلة Xمربع سرعة الضوء .فهذه المعادلة صحيحة وكانت صحيحة قبل أينشتاين أو قبل القنبلة الذّر ي،ة .وكانتصحيحة في أيام نوح بالرغم من أّنه لم يكن أحد ل 2.6كيلوغرام من قد اكتشفها بعد .وقد نفهم بعض هذه القّوة من ما ينتجه التفاعل الذري .فمث ً اليورانيوم قد تصبح قنبلة تستطيع أن تّد م،ر مدن في لحظة واحدة .وقد تحدث كمّية صغيرة منها
انفجا ًار يساوي بقّو ت،،ه انفجار 60مليون طن من الديناميت .ومن جهة أخرى ،الكمّية عينها من هذه
المادة عندما تدخل في المفاعل ،تحدث ما يكفي من الكهرباء لتضيء المدن عينها لسنوات طويلة. وحتى في حالة النفجار الذري ،ل نرى إلّ جزء بسيط من القّوة الكامنة .فالطاقة هذه محبوسة مجّم د،ة داخل المادة .مدهش!
لقد خلق ال معادلة الطاقة وليس أينشتاين الذي كان أّو ل،إنسان ليكتشفها .ولكن لم يستطع
أي عالم بما فيهم أينشتاين ،أن يفهم تمامًا القّوة الموجودة في هذه الذرة إلى أن ُج ّر،ب،تأّو ل،قنبلة
ذّر ي،ة.
142
أما الكلمة "فرح" .فنحن نشعر بهذه الكلمة في عيد مولد أحدهم أو في إحدى المباريات عندما يسجل الفريق هدفًا .لقد قرأت مؤخ ًار هذا المقطع في الجريدة: "لم يتأذى أحد من المسافرين الست والثمانين في تتشتاون" .الصحافة في سان فرنسيسكو .اضطرت إحدى الطائرات من شركة جيت للطيران بأن تهبط
هبوطًا طارئًا وعلى متنها 86شخ.ص ،عندما تعطل أحد القطع فيها وقد
انزلقت على المدرج مما أدى إلى تعطيل أحد الجنحة .وقد فرح المسافرون
عندما توّقفت الطائرة.
وتحمل كلمة "فرح" في هذه الحادئة بعدًا مختلفًا تمامًا ،أليس كذلك؟ فهذا النوع من الفرح
يتضمن الفرح لكونهم ما زالوا على قيد الحياة وهو ذات معنى أكثر بكثير من كّل المثلة التي ذكرتها.
والكلمات مثل "مجد" " ،كّل "" ، ،حياة" " ،بذرة" و"قّوة" -هذا إن لم أذكر "ال" -وكذلك جميع الكلمات التي يستعملها الكتاب المقّد س ،لكي يصف الحياة البّد ي،ة -تحمل معاني كثيرة .وجميعها تتضمن مبدأ حقيقي ولكن غير ملموس .وتعطينا كّل واحدة فيها معنى مختلف .وما هي إلّ مقتطفات وظّل ،.فمن خلل نحصل على فكرة مبهمة عن الحياة البدّية .فهي توقظنا وتحّم س،نا وتفرحنا ولكّننا ل نرى إل من خلل أعين قلوبنا وأرواحنا وكأننا ننظر في مرآة غامضة.
كيف إذًا يمكننا أن نتخّي ل ،ما ل نستطيع نتخّي ل،ه؟ لقد قال يوحنا الرسول "...لم يظهر بعد
ماذا سنكون) "...يوحنا الولى .(2 :3وتعطينا هذه العبارة دللة رائعة ،لّننا سمعنا الكثير من
الشياء عن الحياة البدية وهي أمور رائعة مما يجعل من الصعب تصديقها .ولكن وحتى بعد هذه
الرؤيا الغنّية عن المور التي ستأتي ،فمازال هناك الكثير من الشياء التي "لم تظهر".
إلّ أّن ال يتمّتع بأّن نلقي "رجاءكم بالتمام على النعمة التي يؤتى بها إليكم عند استعلن
يسوع المسيح" )بطرس الولى .(13 :1علينا أن نطلب "ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين
ال) ".كولوسي .(1 :3وبالفعل نحن المسيحيون قد ذقنا "كلمة ال الصالحة وقّوات الدهر التي"
)عبرانيين .(5 :6وحتى الن كل ّتلميذ جالس معه في السماويات" )أفسس .(7-4 :2بمعنى آخر
نحن نشعر بالحتفال من بعيد ونتحّم س.،
ل ،الحياة البدّية أي من نوع من الدللة أعطانا ال عن طبيعة الحياة البدّية ومجدها؟ أو ً هي هدف ال السرمدي .طموحه الوحيد وهدفه الوحد لهذا الكون وسبب وجود كّل كائن حّي هو
الحياة البدّية! لم يكن هناك بدأ لهذا الهدف فهو أبدي تمامًا كما ال هو أبدي )أفسس .(11 :3 وهدفه هذا هو جزء من كيان ال وطبيعته كإله .وقد خلق كّل هذا -الملئكة والشياطين والعروش
والقوات والمور المرئية وغير المرئية وكمال الحياة والشريعة والسرار ،الرض والمم والنبياء ومن 143
أول إنسان إلى آخر واحد -كّل هذه مجرد جزء من تحضير ال لهدفه السرمدي وهدف كّل الشياء
المطلق :الحياة البدّية .فّك ر ،بتحضيرات العرس المكّثفة التي تقودنا إلى هذه اللحظة الكاملة بين حبيبين -القبلة إواعلنهما "زوج وزوجة" .إلّ أّنه هذه المّرة ،ال بنفسه سيلفظ البركات على ابنه يسوع
المسيح وعلينا نحن "العروس امرأة الخروف" )رؤيا .(9 :21
لكي نحّقق هدف ال السرمدي ،أعطى ال كّل ما لديه :ابنه الوحيد .فالحياة البدّية ليست
أمر بسيط صنعه ال بل هي شيء اشتراه من أجلنا .فقد أخذ ال كلمة واحدة ونفحة واحدة من فمه لكي يخلق السماء والرض .ولكن من أجل أن يخّل.ص خليقته ويمّج د ،مختاريه أمر مختلف تمامًا.
فلم يكن الثمن كلمة بل الكلمة والحياة وابنه الوحيد ..." ،منذ تأسيس العالم...الخروف الذي ذبح". )رؤيا يوحنا ، 8 :13يوحنا .(2-1 :1
ما الذي جعل يسوع يبذل حياته؟ فبالرغم من آلم يسوع التي كانت فظيعة وكثيرة ،فالنتيجة النهائّية كانت واضحة في ذهنه .ما الذي جعل الله النسان يصبح "ل شيء" ويموت؟ إّنه "السرور الموضوع أمامه" )عبرانيين .(2 :12فهناك أمر رائع سيحصل يومًا ما حتى كان يسوع مستعدًا أن
يصبح خطّية من أجلنا )كورنثوس الثانية (21 :5وأن يصبح ل شيء )فيلبي (7 :2وأن يصير
"لعنة" من أبيه )غلطية (13 :3وأن يذبح )إشعياء (7 :53وأن "يترك" )متى .(46 :27فهو لم
يمت "لينقذنا من العالم الحاضر الشرير" )غلطية (4 :1فحسب ولكن ليأتي "بأبناء كثيرين للمجد" )عبرانيين (10 :2إلى مكان فرح ل ينطق به .من يستطيع أن يتخّي ل ،فرحًا يفوق بشّد ت،ه آلم
المسيح بكثير -هو فرح عظيم جّد ًا ،لدرجة أّن القدوس والطاهر أصبح خطّية ليحّققه؟ فتضحيته
العميقة توّلد مجد كثير في السماء حتى الن )رؤيا (5وستظل تفعل ذلك إلى البد .فهو أعطانا
بمحّبة كّل ما لديه من أجل "السرور الموضوع أمامه" )عبرانيين .(2 :12ما هو هذا السرور؟ أعتقد أّنه نحن ،الكنيسة.
العالم ل يكفي ونجد دللة أخرى عن الحياة البدّية في الخليقة .فهذا الكوكب الصغير يعّج بالحياة.
ب فبحسب إليزابيت بيريت براوننيغ "الرض مليئة بالحياة البدّية وكّل شجرة تشتعل بال ".يح ّ النسان أن يبني إلّ أّن ال هو مصمم كّل ما هو موجود .فهو كّلي القّوة والحكمة والخلق.
فهناك على الرض مليين ل تحصى من الكائنات الحّية .وقد تّم التعّر ف،على مليونين فصيلة ويعتقد العلماء أّنه هناك مئتي مليون لم تكتشف بعد! فكّل حفنة غبار مليئة بالحياة- مجموعات كبيرة من الكائنات الحّية وكّلها جميل .فتركيبة نملة واحدة تفوق بتعقيدها النصهار
144
النووي الذي يحدث الن في كّل نجمة في هذا الكون.والن إن كنت تستطيع ذلك ،مئات من العلماء
يعملون حول العالم لفهم تركيبة وطريقة عيش حشرة واحدة وهي ذبابة الفاكهة. 10
21
ماذا تعّلمنا السماء عن الحياة البدّية؟ منذ بضعة سنوات قّد ر ،عدد النجوم بما يعادل
في الكون .وهذا يعني 1000000000000000000000نجمة .ما هو حجم هذا العدد؟
إوان استطعنا أن نجعل حجم كّل نجمة كحجم حّبة الرمل ستغطي هذه النجمات كّل الوليات المّتحدة وسيكون عمق الرمل إثني عشر إنشًا .واليوم يقول العلماء أّنه هناك عدد نجوم أكثر من عدد كّل
حبات الرمل في العالم .ومن يستطيع عدها على أّية حال؟ مليين السنوات الضوئية في كّل الّتجاهات )كّل سنة ضوئّية تساوي ستة بليين ميل( والكون الذي نعرفه مليء بالمجّراتويوجد في
كّل واحدة مليين وحتى بليين النجمات -وبعضها أكبر بمئات المرات وأكبر مليين المّراتمن شمسنا.
وأكثر ،كّلما ازدادت معلوماتنا عن الكون يكبر هذا الكون بحّد ذاته "فيما تزيد مليين
السنوات الضويئة من حجم الكون في كّل ثانية ".وحدود الكون المعروف لنا يبتعد عّنا بسرعة تقارب 70أو %80من سرعة الضوء! وبالرغم من كّل هذه النجوم ،مازال علينا أن نسّم ي،ه "كونًا" .لّنه بالرغم من عدد الشياء
التي ل ُتحصى ،فالمسافات بين النجوم شاسعة مما يجعل الكون يبدو أّنه فارغ .فالنجمة القرب لنا
ل وهي بروكسيما سينتوري ،تبعد عن الرض بمسافة 4.2سنة ضوئّية .فّك ر ،بالمر فأقرب نجمة مث ً لنا تبعد عّنا 25بليون ميل .خلق ال كّل هذا الكون وكّل هذه النجوم بكلمة واحدة .فكّل واحدة منها ممّيزة ولها اسم فريد وجمال فريد )كورنثوس الولى .(41 :15وكّل واحدة فيها موجودة في المكان الذي يريدها ال أن تكون فيه.
حقًا فإّن "السموات تحدث بمجد ال" )مزمور !(1 :19فهي تشهد على "قدرته السرمدّية ولهوته" )رومية .(20 :1إل أّن السموات "محفوظة للنار" )بطرس الثانية .(7 :3وسيزيلها ال
كما لو كان يطفئ شمعة )مزمور .(27-25 :102فمن يستطيع إذًا أن يدرك كيف ستكون "قوات الدهر التي" )عبرانيين .(5 :6ما الذي أعّد ه ،ال لنا في الفردوس؟ فإن كانت هذه السموات مجرد لمحة عن قّو ت،،ه فما هي إذًا قّو ت،،ه التي ستعلن في "سمواٍت جديدة" )إشعياء .(17 :65 لسان مربوط الحياة البدّية تفوق الكلم .فقد ذكر بولس "كلمات ل ينطق بها" )كورنثوس الثانية (4 :12
وأمور "لم تر عين" )كورنثوس الولى .(9 :2هذه دللة رائعة .فاللغة ل تكفي حتى إن تفّح ص،،نا كّل القواميس في جميع اللغات ونق أر كّل كلمة فيها ،مازالت كّل هذه ل تكفي .فالسكاء تفوق الكلك لّن
145
ال يفوق الكلم .وحتى عندما نصل إلى الحياة البدّية لن تكون الكلمات كافية لوصف من هو
أعلى من "أعلى سماء" )أخبار اليام الثانية .(18 :6
ما الذي جّر ب،هالرسول يوحنا فيما يتعّلق بهذا الموضوع؟ فعندما كتب الفصل العشرين من
سفر رؤيا كان يوحنا قد وصل إلى أقصى حدود مخّي ل،ته البشرّية .وثم نقله أحد الملئكة إلى حدود أعلى ،إلى جبل عاٍل جّد ًا) ،رؤيا يوحنا .(10 :21وهو مأخوذ بالروح رأى أبعد مما رأته عين إنسان
من قلبه ،ولكّنه لم ير كّل شيء .فهناك أبعد مما رآه ،أورشليم الجديدة ،مدينة ال ،التي ستأتي من
السماء .والرؤيا التي حصل عليها كانت قوّية جدًا لدرجة اّنه سقط على رجلي ملك الذي كشف له
فقط هذه المور .وقد فعل ذلك مّر ت،ين)رؤيا يوحنا .(8 :22 ، 10 :19لقد عرف يوحنا أفضل مما فعل )يوحنا الولى (21 :5ولكّنه لم يستطع تفادي ما فعله .فرؤيا بسيطة من خلل ملك فحسب جعلته يسقط على ركبيته ليتعّبد. وماذا عن بولس؟ فقد "اختطف ...إلى السماء الثالثة" إلى "الفردوس" وسمع "كلمات ل
ينطق بها ول يسوغ لنساٍن أن يتكّلم بها) "...كورنثوس الثانية .(10-1 :12فقد كان محتا ًار بسبب عظمة هذه الرؤيا لدرجة أّنه لم يعرف إن كان في الجسد أم ل .ماذا رأى؟ شيء رائع بدرجة تفوق
العقول ،فأعطاه ال شوكة في الجسد لبقّية حياته "ملك الشيطان" لكي ل ينتفخ بسبب هذه
العلنات.
يرغب بولس بالحياة البدّية وقد دفعته رغبته "أن أنطلق وأكون مع المسيح" )فيلبي (23 :1
لن يصّل إلى حد التصحّية واللم والعار .ولكن ماذا لدى الرجل الخائف والمجلود والمكسور ليخبرنا عن حياته؟ "...آلم الزمان الحاضر ل تقاس بالمجد العتيد أن ُيستعلن فينا) ".رومية .(18 :8
ومّرةأخرى "خفة ضيقتنا الوقتّية ُتنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدّيًا" )كورنثوس الثانية ."17 :4 وتجارب هذين الرجلين تلقي مزيد من الضوء على الحياة البدّية .فكلماتهم وتصّر ف،اتهم
وتصريحاتهم تتضمن حقائق مذهلة.
نحن نقترب من موضوعنا الساسي :لماذا الحياة البدّية ما هي عليه؟ سنكون في الحياة
البدّية بحسب بولس كمن "يبتلع المائت من الحياة" )كورنثوس الثانية .(4 :5ويبدو ذلك جّيدًا
أليس كذلك؟ مبتلعين ومغّلفين بالحياة ،الحياة التي تفيض منها كّل حياة ،من مصّم م ،كّل كائن حّي من الحياة البدّية بنفسها. سنرث من ال-إحبس أنفاسك" -كّل شيء )رومية .(32 :8كّل شيء يمكن أن يتخّي ل،ه
ذهن ال وكّل شيء تستطيع قّو ت،،ه أن تحّققه وتستطيع محّبته أن تسكب ،سُيعطى لنا .فنحن نسله ق بأن ق الشرعي بالميراث .فنحن "صاحب الجميع" )غلطية (1 :4ولنا الح ّ وأبناؤه ولدينا الح ّ
نأكل في فردوس ال )رؤيا يوحنا .(7 :2وعندما يقول الكتاب المقّد س" ،كّل شيء" فهذا يعني "كّل
146
شيء" .ولم ل؟ فكما قلنا سابقًا إن لم "يشفق ال على ابنه بل بذله لجلنا أجمعين كيف ل يهبنا أيضًا
معه كّل شيء" )رومية (32 :8؟ ولكن ...ليس هذا هو سبب كون الحياة البدّية على ما هي عليه. العجائب الرضّية هناك دلئل أخرى في الكون التي هدفها أن ُتظهر ال وأن تكون جّيدة للنسان .فما نجده
هنا ليس مجد ال ولكّنه يعلن مجده وصفاته غير المرئّية ولهوته وقّو ت،،ه السرمدّية )رومية .(20 :1
فهذا عالم هو مجرد عرض لما يستطيع ال فعله أي نوع من "ذراع قدسه" )إشعياء .(10 :52فهو مليئ بظلل رائعة وأجزاء من أشياء موجودة في الزمان والمكان .فعندما ُيعكس ظلنا على أحد
الجدران نجد فيه بعضًا مّنا .فما يظهرونه حقيقي ولكّنه محدود .فالخليقة كّلها ليست إل ظّل ال! ل .فهو إله ال هو المصّم م ،الرائع لكّل شكل حياة بما فيها المور المضحكة كالنعامة مث ً
حواسي ومخّي ل،تي وشخصّيتي .فهو من اخترع جميع النواة .فهو مهندس الكون .لقد أعطانا مبدأ النسبّية وأسرار سرعة الضوء .فقد جعل الكثير من المور ممكنة بمجرد ثلث جزيئات :النيترون
والبروتون واللكترون .وهو من صّم م ،المؤشرات الوراثّية لدى النسان والبذرة البشرّية والعالم الذي يعّج بالحياة والعجائب ونجوم تعلن عن مجده يومًا بعد يوم وأسرار عميقة تنتظر بفارغ الصبر لكي
ُتكتشف" -مجد الملوك" )أمثال .(2 :25وقد خلق ال علم الهندسة واللوان والمجرات والمذاق والروائح والقّوة النووّية .فهو إله البروتينات والنزيمات والسوائل والجماد والمحيطات وعملية المبيض وأعمال الرّس ا،مين المشهورين.
وصمم فكره علم العصب .فهو إله دماغي وجميع التفاعلت التي تحصل في جسدي .فهو
من صّم م ،قلبي والكريات الحمراء والبيضاء في دمي .وهو صّم م ،أيضًا الثلج والبرق والتأثير اللطيف
للجاذبّية على النمو والشكل .وهو وراء كّل التصاميم التي نراها في الطبيعة .وهو من خلق النجذاب الجنسي ليس فقط لدى النسان ولكن لدى كّل كائن حّي ،.
وال هو من كتب جميع المعادلت التي اكتشفها العلماء مثل نيوتن وماكسويل. والرائع أّن كّل هذه المور هي هدية للنسان .فقد صمم ال مسكنًا يلئم النسان الذي خلقه
ي عذر ولكن محجوب على صورته .فالرض هي مكان ال فيه قريب لدرجة أّن النسان ل يملك أ ّ
ب والجنس -هي كّلها للنسان. لدرجة أّنه علينا أن نبحث عنه .وكّل القوانين وأشكال الحياة ،الح ّ وهي مخلوقة خصيصًا للقلئل ،لمختاري ال. هذه الرض هي منزلنا أو وفقًا لجون كيتز "وادي صنع الرواح" .فهي مسرح هدف ال
البدي وهي حسنة جّد ًا) ،تكوين (31 :1ولكنها ستفنى عندما يعلن ال "أنا صانع كّل كّل شيء
جديدًا" )رؤيا يوحنا .(5 :21وقد أعلن بولس "لّن الخليقة نفسها أيضًا سُتعتق من عبودّية الفساد إلى حّر ي،ةمجد أولد ال) ".رومية .(21 :8
147
وعلينا أن نقف هنا لنسأل :إن كانت الرض خلقت كمنزل ملئم للبشر ،فكيف هو منزل ال إذًا؟ فقد ُد ع،ينا "إلى ملكوته ومجده" )تسالونيكي الولى (12 :2وسندخل يومًا ما إلى منزل ال ،
الذي هو "صانع ومخترع" أمور أفضل)عبرانيين .(10 :11 جسد ال نمسان
ال هو إله الشكل البشري "امتزت عجبًا" )مزمور .(14 :139فالجسد الذي خلقه عجيب
ورائع لدرجة أّنه تم وصفه بآلف الكلمات في المكتبات العلمّية .وقد أقام العلماء حول العالم الكثير من البحاث ولكّننا لم نحصل إلى الن إلّ إلى فهم خلّية واحدة في النسان فما بالك بالجسد كّله.
فنحن ل نعلم بالظبط كيف تعمل النزيمات أو البروتينات.
عند لحظة التكوين ،تكون بويضة النسان معقّد ة ،كثي ًار لدرجة أّن كّل ما كتب عنها يستعمل
المرادفة "رائعة" .فعملية توحيد البويضة والحّيي المنوي ومؤشراتها الوراثّية الفريدة ،تفوق بتعقيدها
جمع حضارتنا بلمحة نظر .فقد يشبه المر جمع موسكو ونيويورك معًا وأن تعمل جميع أجزائها معًا
بتناغم وأن ل تسحق آلتها وأن يفهم مواطنيها لغة بضعهم البعض وأن يصبح الجميع أعّز الصدقاء!
أنظر إلى ما يستطيع ال فعله ببذرة بشرّية واحدة .ففي غضون تسعة أشهر ،تنمو البذرة البشرّية -البويضة والحّيي المنوي-مئات مليين المرات أكبر من حجمها في البدء .وهي ستحصل
على جسد لتتعرف على العالم وستحصل على روح ونفس لكي تكتشف نفسها وتصل إلى ال .وهي
ب وستلد عندما تولد تدخل إلى عالم واسع من اللوان والصوات والمذاق واللمس .فهي ستفّك ر ،وتح ّ وستستطيع )إن أرادت( أن تفهم معادلة النسبّية وتخترع أشعار وسيفونيات .وهي قادرة على فهم
أمور تبعد عنا مليين السنوات الضوئّية وستجد مكانها في الكون .إذ تستطيع مجرد نقطة صغيرة أن تبحث عن ال وتجده! ولكن أكثر من ذلك :يمكن لهذه البذرة الصغيرة أن تصبح عروس
المسيح -وهذه البذرة هي بذرة جّيدة. يعلن يوحنا أّن بذرة ال موجودة فينا )يوحنا الولى .(9 :3ونحن نعلم أن البذور تجلب
الثمار وفقًا لنواعها )تكوين .(11 :1إوان كان هذا ما يستطيع ال فعله ببذرة بشرّية فماذا ستصبح
بذرة ال فينا؟ جّهز نفسك لتصبح مثل ال! الجسد البدي
سنحصل في الحياة البدّية على جسد جديد -أجساد أبدّية وممجّد ة ،وروحّية .وسنحصل مع هذه الجساد على قوى ل توصف بفضل حياة ال الموجودة فينا .وسنكون مجهّزين لخوض المغامرة والكتشافات والعجائب في الحياة البدّية من دون أن ننفجر من الفرح أو ننشغل بالمجد .وستكون
148
أجسادنا "على صورة جسد مجده" )فيلبي (21 :3وكما ُخ ل،،قنا على صورة آدم الرجل الذي من
الرض ف"سنلبس أيضًا صورة السماوي" )كورنثوس الولى .(49 :15فقد ُأعطيت لنا حياته وطبيعته .وهذا ليس جنون العظمة .فنحن ولدنا من ال ومن روحه ونحن شركاء في الطبيعة
اللهّية.
طة ال هي أن إضافة إلى أّن الحياة البدّية ستكون بلد فيها الجميع مثل المسيح! إذ خ ّ
يجلب "أبناء كثيرين إلى المجد" )عبرانيين .(10 :2فكّل واحد فينا سيمّج د ،وسيكّم ل ،وسيفيض
بالمحّبة اللهّية .وتكون كّل حركة بمثابة بركة وكّل كلمة ممتلئة نعمة وكّل تواصل عطّية .وسيكون ل ومقّد سً،ا وطاه ًرا .ونحن لن نخطي فيما بعد ضد بعضنا البعض- كّل عمل وكّل شيء لطيفًا وجمي ً ب بعضنا البعض ولن تمّر الفكرة في أذهاننا .لن تكون هناك تجربة من أي نوع لتؤذينا .وسنح ّ
بعمق كما أحّبنا المسيح وكما يحّبنا ال.
وسنخدم ال وبعضنا البعض من دون دمدمة .إذ سنتنشق محّبة ال كما نتنشق الن
الوكسيجين .فكّل واحد فينا سيكون مثل المسيح الذي كان "بك ًار بين إخوة كثيرين) ".رومية :8
(29وكّل واحد فينا سيكون فريدًا أيضًا .وأنا أعتقد أّن هذا المتياز العميق ستكون طريقة ال في
تكميل حياة الشراكة عند القديسين .وسنحتاج بعضنا البعض إلى أقصى حدود .فما من عجب أّنها ُد ع،يت "مدينة" )عبرانيين .(16 :11
وسنمّج د ،إلى أقضى حّد ممكن .فهذا هو هدف خلصنا إوامتيازه" .والذين سبق فعّينهم فهؤلء دعاهم أيضًا .والذين دعاهم فهؤلء بّر ر،همأيضًا .والذين بّر ر،همفهؤلء مّج د،،هم أيضًا) ".رومية
.(30 :8سيرفعنا ال إلى أعلى مكان ل نستطيع أن نتخّي ل،ه لدرجة أّنه من المستحيل أن يوجد مكان
ي مجد بل أعلى من دون خرق ال .وبالرغم من أّن المسيح هو ال النسان فنحن لن نشارك في أ ّ
في مجده هو )يوحنا .(24 :17فنحن مدعوين إلى "ملكوته ومجده" )تسالونيكي الولى .(12 :2 من سيكون في الحياة البدّية؟ هل المخّلصين فقط والملئكة؟ هل سبق أن فّك ر،ت بوجود
أعداد ل ُتحصى من أشكال الحياة الروحّية معنا أيضًا؟ ماذا إذًا فيما يتعّلق ب"الرؤساء والسلطين في السماويات" )أفسس (10 :3؟ ماذا عن آلف الطفال الذين ماتوا خلل الولدة أو بسبب عملّية إجهاض أو في براءتهم؟ ولعل جميع الكائنات الحّية في هذه الخليقة ستشترك في الخل.ص
وستحّر ر ،من عبوديتها )رومية .(21 :8فإن كان ال يستطيع أن يحّو ل،كمّية من الفحم إلى ماس
فلربما سيصبح العنكبوت البشع ألعابًا نارّية في الحياة البدّية. الميشاركة في منزل ال
149
"وقال الجالس على العرش ها أنا أصنع كّل شيء جديدًا .وقال لي اكتب فإّن هذه القوال صادقة وأمينة) ".رؤيا يوحنا (5 :21
سيكون كّل شيء جديدًا :ألوان جديدة وأصوات جديدة وكّل شيء جديد .وقال لي أحد
أصدقائي يومًا "الشيء الوحيد الذي سيكون في الحياة البدّية مصنوع بيّد النسان هي آثار
ي يسوع ".سنكتشف في الحياة البدّية عمق الحكمة وكنوز فكر ال وقلبه )كولوسي المسامير في يد ّ .(3-2 :2سنرى المجاد وكبر خليقته -أو حتى أن ندخل إليها في حلم .وربما سنحصل على
قوى خلقّية جديدة -قوى للبناء وللبحار في أسفار إستكشافّية -قوى لبناء ال الحقيقيون .فما ينتظرنا يعّج بالمفاجآت والعجائب والكنوز والروعة .وستكون كّل لحظة وكأننا نفتح أعيننا للمّرة
الولى .وسنختبر قوات وغنى ومغامرات ولّذ ا،ت إواحتفالت ل توصف .وستكشف السرار وُتفهم الشريعة وسنحصل على الجوبة وسنعرف ما هو غامض .ولن نقول يوماً "ماذا سنفعل فيما بعد؟"
إذ لن يضمحل المجد أبدًا ولن نمّل أبدًا حتى ولو للحظة واحدة .وكما أركان الثالوث مكتفين في
بعضهم البعض فسنكون نحن كذلك ،إذ ستمّر حياتهم فينا .لقد سؤل أحد الرجال يومًا السؤال التالي
"ما هو أّو ل،شيء ستقوم به عندما تصل إلى الحياة البدّية؟" فأجاب "خلل أول ألف سنة سوف أرتاح" .آمين.
وسننعم في الحياة البدّية ليس بفردوس النسان بل بفردوس ال .فكيف سيكون منزل ال
وهو المكان الذي يسكن فيه ملء مجده؟ فهو في النهاية إله الجمال والروعة والنوروالغموض.
الحياة البدّية هي منزل أرواح الناس البارين الذين تكّم ل،وا .فهي مكان الكمال الُخ ل،،قي التام. هي قدس القداس ومسكن ال .فكان هناك في الهيكل في أيام موسى وفي هيكل سليمان حجرة صغيرة بشكل مكّعب وكانت ُتدعى قدس القداس .وهناك مكّعب ،آخر مذكور في الكتاب المقّد س، وهو المكّعب ،الخر الوحيد المذكور .هو مدينة ال ومقاييسه أكبر بكثير .هو مسكن ال -وليس
قدس القداس على الرض بل قدس القداس في السماء .فتأثير رؤيا يوحنا المنشود واضح جّد اً-،
فالسماء مغمورة بالقدس والمجد وبوجود ال .فما هو شكل منزل ،المكان الذي يسكن فيه مجده؟ فال يرّح ب ،بنا في فردوسه.
وأستطيع أن أكمل كلمي وأضيف ولكن بالرغم من روعة وغموض هذه البركات إلّ أّنها ليست ما يجعل الحياة البدية على ما هي عليه .بل هي فقط جزء منها .وحتى تمجيدنا نحن مجرد
جزء منها وهو وسيلة لهدف .فما هو هذا الهدف إذًا؟ هو ليس أقّل من ال نفسه .فهو البداية وهو النهاية.
ال مع البيشر
150
إذًا فما يجعل من الحياة البدّية ما هي عليه؟ لّنه أخي ًار ولّو ل،مّرةفي البدّية سنرى وجه
ال في كماله .إذ لم ير أحد من قبل ملء مجد ال إلّ يسوع المسيح )يوحنا -(18 :1ول حتى
الملئكة .والملئكة بالتأكيد ينظرون إلى وجهه فكّل واحد فيهم "واقف أمام ال" )لوقا .(19 :1
ولكنهم ل يستطيعون أن يدركوا ملؤه لّنهم لم يخلقوا على صورته .فهم بالنسبة إلى ال كما كانت
الحيونات بالنسبة إلى آدم ،هي مخلوقات ولكّنها ليست شريكة .إذ لم يستطع آدم أن يتواصل بعمق
إلّ مع واحد مثله ومنه وهو حواء .عندما نرى ال فستكون تلك هي أّو ل،مّرةُيظهر فيها ال نفسه في
البدّية .فسنرى حقيقة ال وسندرك روعته .وسنفهم عمق محّبة ال .وهذه البركة متروكة للمختارين فقط ،القلئل والمينين ،عروس ابنه .وأخي ًار سنرى خالقنا وفادينا وجهًا لوجه "أبانا الذي في السموات" .وقد ترك ال هذه اللحظة منذ البدء لنا ولنا فقط .ستكون رؤيا ممّيزة ومقّد س،ة وستكون
بداية مقّد س،ة لشهر عسل أبدي مع المسيح .فيقول بولس "...ويكون الثنان جسدًا واحدًا .هذا السّر عظيم ولكّنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة) ".أفسس ..." .(32-31 :5إذا أظهر سنكون مثله لّننا سنراه كما هو" )يوحنا الولى .(2 :3
سندخل في الحياة البدّية إلى ملء محّبة الب والبن والروح القدس .وسنكون في شراكة
مع الرأس .ولّنه تّم تبنّينا ،سنمّج د ،وسنسود مع المسيح .وسنشترك كلّيًا في المحّبة التي يشترك فيها أركان الثالوث مع بعضهم البعض قبل الخليقة .وكما كانت حواء بالنسبة إلى آدم ،عظمة من
عظامه ولحم من لحمه فكذلك نحن بالنسبة إلى المسيح .يا له من "سّر عظيم" )إق أر أفسس :5 .(32 صّد ق ،ما ل يصّد ق ،وأحصل على ما يستحيل الحصول عليه :سوف نرى ال .فقد خلقنا
لهذا الهدف بالذات :لكي نكون كؤوس ومرآة لكي نحمل ونعكس مجد ال .وما يدعوه اللهوتيون طوباويات أدعوه أنا رائع جّد اً !،لم يستطع آدم أن يحصل على شراكة تامة مع الحيوانات لّنها لم تكن مثله ولم يستطيعوا أن يكونوا حميمين لّنهم لم يكونوا "عظمة من عظامه" )تكوين .(23 :2 ولكي نحصل على شراكة عميقة مع ال يجب أن نكون مثله .وهذا ما نحن عليه أّيها الخوة
والخوات :عظمة من عظامه ولحم من لحمه وحياة من حياته ومحّبة ومحّبته ومجد من مجده.
أنا ل أستحق لماذا يا ال؟ أنا ل أجرؤ أن أتكّلم عن لسان ال ولكن عندما أتأّم ل ،بهذه السرار يبدو لي أّن ال رائع جّد ًا ،ول أستطيع أن ل أشاركه .وتمامًا كما خرجت حواء -شيء خارج آدم ولكن مثله -من
طة لكي يستطيع النسان -شيء خارجه ولكن منه -أن يطلبه ويجده وأن يحّبه آدم ،خلق ال خ ّ بالمثل وأخي ًار أن يرفعه لكي يصبح مثل ال .مخلوق من خالق -ولكن خليقة ممّج د،،ة -لكي ننظر
إلى ال ونتمّتع به إلى البد .وكما نظرت حواء إلى آدم كذلك نحن سننظر إلى المسيح ،آدم الخير ، 151
حبيبنا إوالى أبينا الذي في السموات .وكما ساد آدم وحواء على جميع الرض ،نحن أيضًا كوننا
عروس المسيح ،سنسود معه على عرشه لنتسّلط ونسود في السماويات .سنسود معه كورثته وشركاء
في فردوسه.
"وسمعت كصوت جمٍع كثير وكصوت مياه كثيرة وكصوت رعوٍد شديدة قائلة
ب الله القادر على كّل شيء .لنفرح ونتهّلل ونعطه هّللويا فإّنه قد ملك الر ّ المجد لّن عرس الخروف قد جاء وامرأته هيأت نفسها) ".رؤيا يوحنا -6 :19 (7
سنتمّتع بكّل شيء سيعطينا إياه ال .فهذا الظهار الخير والتام ل .فندرك كّل ما يرغب به
ال وكّل ما لديه -وخاصًة محّبته.
152
ملحق
ب ال ؟ كيف ُأح ّ كانت إليزابيت براونينغ إمرأة مغرمة بشّد ة .،وقليلون من بيننا لم يسمعوا يومًا الجملة التالية
ب ال دعوني أح ِ .ص الطرق؟" وليس الكثيرين يعرفون ما تبقى من هذه القصيدة الرائعة "كيف أح ّ التي كتبتها إلى زوجها .وليست التعابير الجميلة فقط بل العلن العام لمحّبتها جميل جّد اً .،وقد فاضت عواطف السيدة براونينغ بحرّية وقلما استطاعت الكلمات أن تعّبر عنها. والمزامير هي قصائد عبّر ي،ةمن وحي الروح القدس .فهي كنز من العواطف والتعابير
الشفهّية ،مضيئة ومظلمة .ويبدو لنا أننا نجد جميع العواطف البشرّية في هذه المزامير .ولربما
أفضل تعبير لهذه العواطف موجود في مزمور 88ومزمور .89فهيمان الزراحي ينهي مزمور 88
كما يلي: ب ترفض ب صرخت وفي الغداة صلتي تتقّد م،ك .لماذا يا ر ّ "أّم ا ،أنا فإليك يا ر ّ نفسي .لماذا تحجب وجهك عّني .أنا مسكين ومسّلم الروح منذ صباي. احتملت أهوالك .تحّيرت .علّي عبر سخطك .أهوالك أهلكتني .أحاطت بي كالمياه اليوم كّله .اكتنفتني معًا .أبعدت عّني محّبًا وصاحبًا .معارفي في الظلمة" )مزمور (18-13 :88
إلّ أّن آثان الزراحي )قريب أو عضو من العائلة( يبدأ مزمور 89كما يلي: ب أغّني إلى الدهر .لدور فدور أخبر عن حّقك بفمي .لّني قلت "بمراحم الر ّ إّن الرحمة إلى الدهر ُتبنى .السموات تثبت فيها حّقك .قطعت عهداً مع مختاري .حلفت لداود عبدي إلى الدهر أثّبت نسلك وأبني إلى دور فدور كرسيك .سله) ".مزمور (4-1 :89
ولكي نستطيع أن نفهم الجوانب المختلفة للعبادة ولكي ندرك عمق الشراكة معه ،إق أر الوصف التالي للعبادة .إلّ أّن التركيز هنا مّرةأخرى على العبادة الشخصّية .فالعبادة أمر شخصي جّد اً .،فهو نوري أنا وخلصي أنا وأسكب روحي أنا ... ،إلخ "تبتهج شفتاي إذ أرّنم لك ونفسي التي فديتها" )مزمور (23 :71
153
تأّم ل ،في العواطف المختلفة والحاسيس والعمال التي تعّبر عنها اليات التالية فيما يتعّلق
بعبادة إلهنا الرائع .خذ بعض الوقت في عبادتك الشخصّية لقراءة هذه اليات. أرفع )مزمور (1 :25 ، 7 :24 ، 5 :20
أعلن )مزمور ، 2 :106 ، 2 :89 ، 9 :75 ، 22 :22بطرس الولى ، 9 :2إشعياء .(6-4 :12 أطلب )مزمور (2-1 :77 ، 27
أصرخ )مزمور (1 :28
ألتصق )مزمور (8-7 :63
أكّر م)،مزمور (29
ظم )مزمور ، 1 :145 ، 5 :99 ، 16 :89 ، 16 :40 ، 1 :30إشعياء (1 :25 ، 16-14 :24 أع ّ أعترف )مزمور (30
أثق )مزمور (4-3 :56 ، 15-14 :31 أحمد )مزمور (1 :111 ، 30 :109
أفتخر )مزمور (5 :92 ، 8 :44 ، 2-1 :34
أتلّذ ذ) ،مزمور ، 4 :37إشعياء (10 :61 أذكر )مزمور (17-13 :74 ، 5 :40
أرغب )مزمور (8-6 :40 أشتاق )مزمور (1 :42
أعطش )مزمور ، 1 :63 ، 1 :42إرميا (13 :2 أسكب )مزمور (4 :42
ألقي )مزمور (22 :55 أيقظ )مزمور (8 :57
أرّنم )مزمور (17-16 :59 أصبو )مزمور (2-1 :63 أضحك )مزمور (2 :126
أفيض )مزمور (171 :119
أحيا )مزمور (7 :142 ، 175 :119 أحمد )مزمور (147 ، 111
أنتظر )مزمور (6 :130
أرق.ص )مزمور (3 :149
أجلس )أخبار اليام (22-16 :17
أصّلي )مزمور (2 :141 154
أحتفل )مزمور (7 :145
أصرخ )مزمور (1 :95 ، 1 :81 أتأّم ل) ،مزمور (12 :77
أستريح )مزمور (7-5 ، 2-1 :62
أفّك ر) ،مزمور (2 :63
أذكر )مزمور (6-5 :143 ، 4-2 :111 ، 11 :78 ، 6 :63
أعلن )مزمور (35-34 :68
أمّج د) ،مزمور (30 :69 ، 3 :63
أخبر )مزمور (22 :107 ، 6-3 :78 ، 28 :73 ، 15 :71 أنذر )مزمور (11 :76
أطلب )مزمور (2 :132 ، 11-10 :77
أسكن )مزمور (1 :90
أجثو )مزمور (7-6 :95
أمّج د) ،مزمور ، 47 :106إشعياء (16 :41 أشكر )مزمور (17 :116 ، 4 :100 أذخر )مزمور (72 :119
أرتجف )مزمور ، 7 :114إشعياء (2 :66 أسقط )رؤيا يوحنا (11-10 :4
أشترك )كورنثوس الولى (16 :10 أجتهد )إشعياء (9-8 :26
يجب أن يمل كّل هذا التجاوب والمشاعر العميقة قلوبنا فيما نتعّبد ل .إذ عندما نعبد ال ق ،،نسكب قلوبنا ونرفع أرواحنا ونصرخ من أعماقنا ونفتح أيدينا ونحتفل بكّل جهدنا ونرق.ص بح ّ ونجثو أمام خالقنا ونتأمل بجمال ونور وروعة ال ،هو يمّج د ،ونحن نشعر بالرضى .فمن قال أن
الكنيسة ممّلة؟ فالكنيسة هي مكان العمل!
155
156