مجلة مؤسسة الشبكة للثقافة والاعلام - العدد الثالث

Page 1

‫مجلة مؤسسة الشبكة للثقافة واالعالم‬

‫الشبكة تشارك العتبة العباسية المقدسة ورشتها االعالمية بمناسبة مرور عشر سنوات على انطالقة اصداراتها‬ ‫التعليم والثقافة‬

‫مهرجانات المسرح‬ ‫الحسيني التي تقيمها‬ ‫العتبة العباسية‬ ‫المقدسة‬

‫اشكاليات النهضة‬ ‫وتحديات الحداثة‬

‫جمالية االشتغاالت‬ ‫الفكرية‬ ‫ومعايير النجاح‬

‫من كتاب فنارات في‬ ‫الثقافة العراقية‬

‫صباح محسن كاظم‬

‫السؤال الجمالي‪ -‬علي حسين الخباز‬ ‫‪‬‬

‫‪ISSUE. (3) 2014‬‬ ‫‪1‬‬

‫العدد الثالث– شباط – ‪4102‬‬

‫د‪ .‬سعدي عبد الكريم‬


‫عيد الحب ‪..‬دعوة للتسامح‬ ‫كم هي سعادتي وأنا أرى األسواق‬ ‫تمتلئ بالورود والدمى الحمراء‬ ‫والكل يستعد ويتحدث عن قدوم‬ ‫((عيد الحب )) ‪ ،‬كما هي األحاديث‬ ‫من خالل الشارع وفي مواقع‬ ‫التواصل األجتماعي وهم يحضرون‬ ‫له بجمال العبارات وروعة األشعار‬ ‫ليتبادلوا التهاني ‪.‬‬ ‫وما يشعرني بالغبطة والسعادة هي‬ ‫تلك الروح المستمرة بالمحبة‬ ‫والتفاؤل بالرغم من عوامل األحزان‬ ‫بسبب ما يعانيه البلد من تجاذبات‬ ‫وتناحرات سياسية أودت به الى‬ ‫تنافر مقيت وقتل وارهاب عصف‬ ‫بالحياة العراقية الجميلة ‪ ،‬تلك‬ ‫الروح التي تمتد جذورها الى عمق‬ ‫التأريخ لبلد الرافدين كيف ال وهو‬ ‫أول من صنع كتابة الحرف وسن‬ ‫القانون ‪ ،‬حيث القصة والحدث‬ ‫مستورد من الغرب بسبب الحادثة‬ ‫التاريخية المشهورة للقس فلنتاين ‪،‬‬ ‫ولكن مضمون روح العيد هو‬ ‫االرتباط الروحي وقد غرسها‬ ‫اإلسالم بجمالية القرآن وتعاليمه‬ ‫السمحاء ‪ ،‬ولالرتقاء بهكذا اعياد‬ ‫وتطبيق المضمون ال تطبيق‬ ‫الظواهر ‪ ،‬علينا بناء سلم المحبة‬ ‫والتسامح ‪ ،‬ونشر لغة االعتذار‬ ‫والوئام ‪ ،‬وما أحوجنا اليوم الى‬ ‫نتكاتف وننشر الحب لنزرع جيل‬ ‫يبنى المجد لهذا البلد الذي ال يمكن‬ ‫لنا ان ننهض به دون هذه اللغة‬ ‫التي لوالها لما يكون البناء والتقدم‬ ‫وال يمكننا أن ننهض بالمجتمع نحو‬ ‫مصاف الدول المتقدمة ‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫يعقوب يوسف العبدهللا‬

‫العدد الثالث– شباط – ‪4102‬‬

‫مدير المؤسسة والمشرف العام‬

‫االحتفاء بالشاعرة غرام الربيعي‬ ‫مسرحية –مونودراما – علي العبادي‬

‫التعليم والثقافة – صباح محسن‬ ‫قصة قصيرة‪ -‬ثامر ياسين العبيدي‬

‫يعقوب يوسف العبد هللا‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫د‪.‬نمير قاسم البياتي‬ ‫هيئة تحرير المجلة‬ ‫د‪.‬معن جاسم االمين ‪..‬نائب رئيس التحرير‬ ‫رباب كريم الشمري‪ ..‬مساعد رئيس التحرير‬

‫مستشار المجلة‬ ‫د‪.‬نجم عبد هللا عسكر البياتي‬ ‫د‪.‬سعدي عبد الكريم‬

‫السؤال الجمالي – علي الخباز‬ ‫المسرح الحسيني – سعدي عبد الكريم‬

‫مدينة دوز عروس الصحراء‬ ‫منى يوسف صليوه– شهرزاد بغداد‬

‫المحررون‬ ‫رباب كريم ‪...‬مسؤولة شبكة االخبار‬ ‫عادل عطا هلل‪ ...‬مسؤول شبكة الفنون‬ ‫نجاة معلة‪..‬مسؤولة شبكة الثقافة‬ ‫ظمياء العزاوي‪ ..‬مسؤولة شبكة التحقيقات‬ ‫حسين محمد علي ‪...‬محرر‬ ‫غازي المالكي ‪.... .‬محرر‬ ‫علي جعار لفتة‪.... .‬محرر‬

‫القسم الفني‬ ‫‪Design by‬‬

‫الشبكة في ضيافة قناة الفرت‬

‫‪Dr. Namer K.Khalaf‬‬ ‫عباس كردي ‪ ...‬مصور صحفي‬

‫الشبكة في ضيافة العتبة العلوية‬ ‫االعالم الديني واسلوب التواصل‬ ‫» المقاالت والمواضيع المنشورة تعبر عن‬ ‫آراء اصحابها والتعبر بالضرورة عن رأي‬ ‫المجلة‪.‬‬ ‫» المادة الثقافية واالعالمية الواردة في‬ ‫هذا العدد وغيره تعود ملكيتها الفكرية‬ ‫الصحابها وحقوق نشرها تعود للمجلة‪.‬‬

‫مجلة مؤسسة الشبكة االلكترونية‬ ‫تصدرها‬

‫مؤسسة الشبكة‬ ‫للثقافة واالعالم‬ ‫معتمدة لدى‬ ‫نقابة الصحفيين العراقيين‬ ‫بالرقم ‪0231‬‬ ‫ومسجلة لدى‬ ‫االمانة العامة لمجلس الوزراء‬ ‫دائرة المنظمات غير الحكومية‬ ‫تحت الرقم ‪1B76502‬‬

‫موبايل رئيس التحرير ‪ 65760660570 :‬بريد الكتروني ‪press@shabakaa.com :‬‬


‫شبكة الثقافة‬

‫عيون ُ بغداد‬ ‫بغداد ُ ‪ ..‬من عينيك ِ علم زممي‬ ‫حروفي كيف ينحت ُ شلرا‬ ‫***‬ ‫بغداد ُ ‪ ...‬ألج ِك ِالمحبين واعقاد ِ‬ ‫البريق ِ في الليون ِ‬ ‫وارعهان ِ الميالي‬ ‫واقعراب ِ المنون ِ‬ ‫حينما عسيرين خمف نلشيّ‬ ‫ال عرعدي السواد‬ ‫يكفي سواد عينيك ِ حدادا‬ ‫***‬ ‫ذات صباح ٍ اسعيقظت ُ من صحوعي‬ ‫وفي القمب ِ احعدا‬ ‫دقة ‪ ...‬دقة ‪ ...‬دقة ‪...‬‬ ‫ها هي بغداد قد عخطت الرؤى‬ ‫ك الرؤى علاليّ زيعها المنبقة ُ زيعها‬ ‫النخمة ُ زدل ْفي الى مقمعيّ اشعلمي فوق‬ ‫محجري ّ في مجمريّ الشلري ّ‬ ‫اخعبئي في حسدي ّ عحت الجفون‬ ‫داخ المآقي بغداد ُ ‪ ...‬بال اسعئذان ٍ‬ ‫زو وج ْ !!!‬ ‫***‬ ‫حينما كنت ُصغيرا ووديلا ‪...‬‬ ‫وجميال ‪...‬‬ ‫حممت ُ بأني سأقطف ُ وردة من‬ ‫بيت ِ الجيران ِ‬ ‫وحين كبرت ُ صارت الوردة ُ داريّ‬ ‫والميس ُ جرحيّ‬ ‫ومذ ذاك اليو ِ الى اآلن عشنا سوية‬ ‫زنا ووردة بيت ِ الجيران ِ‬ ‫في حجرة ٍ صغيرة ٍ منسية ٍ‬ ‫في جانب ِالكرخ ِ من بغداد نعقاس ُ‬ ‫فيها ما عقضمه ُ الفئران !!!‬

‫سعدي عبد الكريم‬

‫‪3‬‬

‫العدد الثالث– شباط – ‪4102‬‬

‫وحيدة مخذولة تناجي ما تبقى من عمر ذوى الما ‪..‬ذبل حسرة تركها‬ ‫جذوعا تنوح على اوراق ألقها تسامر اطالال تضوعت لهفا تشتت من‬ ‫صرير وهم عشقته فهتك بوجع قلبا نعته فتهاوى باكيا على جفاف‬ ‫عرش عذب تخاطفته مجاديف اآلم وداع مازال رضابه متعافيا يلثم‬ ‫حروفا نقشت بهيام استسالما حسبته غفوة هانئة تموج باحالم شفافة‬ ‫وردية دالفة وسنا يعشق العافية فغطت بنوم عميق تلفه بحار راضية‬ ‫جفلت رعبا ‪..‬تراجفت وجعا ‪..‬تالطمت هديرا فرثت وفاء باغتها بريح‬ ‫صرصر عاتية قوضت خيام جفونها ‪..‬مزقت مراتع اشرعتها فتراقصت‬ ‫مجاديفها ورمت مراكبها بالهاوية ‪...‬‬

‫تم االحتفاء بالشاعرة والتشكيلية غرام الربيعي في منتدى بغداد الثقافي صباح‬ ‫الخميس الموافق ‪ 4/ 01‬الساعة ‪ 00‬صباحا ‪،‬تضمن االحتفاء افتتاح المعرض‬ ‫التشكيلي لها من قبل الدكتور البروفسور عبد الرضا علي والنائب للمدير العام المانة‬ ‫بغداد ‪،‬وتضمن المعرض ‪ 01‬لوحة وبحضور جمع غفير من المثقفين والفنانين‬ ‫واالعالم ومحبي الفن ‪،‬ثم توحه الحضور للجلسة النقدية للمجموعه الشعرية (ضباب‬ ‫ليس ابيض )فقدمت اوراق نقدية ومداخالت من قبل الدكتورة الناقدة (نادية هناوي ‪،‬‬ ‫ووالناقد والشاعر احمد البياتي ‪،‬والشاعر عدنان الفضلي واالعالمي والكاتب منشد‬ ‫االسدي وتحدث البروفسور عبد الرضا علي والدكتور محمد الطائي ‪ ،‬واالديب عبد‬ ‫المنعم العيساوي ‪..‬وقراءات شعرية للشاعرة‪..‬وفي الختام قدمت ادارة المنتدى شهادة‬ ‫تقديرية للشاعرة وتسلمت باقات ورد من االصدقاء الحاضرين ‪.‬‬


‫تفتح الستارة‪ ...‬بعد أن ضاقت به السبل وجد له مالذا امنا في حذائه الذي اصبح شاهدا حيا على‬ ‫جالس في داخل حذائه)‪ ،‬الى متى تبقى حذائي عاقرا؟ الى متى اتخفى‬ ‫خارطة الوجع الذي الم به‪ .‬هو (‬ ‫ٌ‬ ‫من نباح االيام هنا‪( .‬الى الحذاء) يا ترى هل دخل َتكِ سهواً أم شهو ًة؟ ‪ ...‬ال اعرف ال اعرف‪ ،‬ال شك ان‬ ‫هناك فوضى في الطبيعة (يصرخ) أكيد أكيد (يهدأ) حينما تكون ايامك كلها فصل واحدا أ هذا ال يعني‬ ‫ان هناك فوضى؟ لماذا دوما يرسم الخريف على اجنحة الحلم وجوه بال مالمح‪( ،‬بهدوء وآلم) من‬ ‫الذي كسر تلك االغصان‪ ،‬ورمي بي هنا بعد ان كنت اغرد‪...‬أغرد نعم اغرد (ينتفض) لكن لم أغرد‬ ‫خارج السرب‪(.‬متحديا) سوف اتخذ من زنزانة حذائي سوطا ً يجلد اصواتكم‪(.‬يتأمل حذائه) رغم‬ ‫عفونتها لكن افضل من عفونتكم‪(.‬متألم)عذراً يا حذائي انا ال أستطيع من الذي سوف يروف جرحك‬ ‫لحلم وردي‪ ،‬موت ‪...‬موت‪...‬موت‪ ...‬كل شيء خارج نطاق التغطية إال انت ايها‬ ‫االزلي‪...‬أصبحتُ بقايا‬ ‫ٍ‬ ‫الموت‪ ...‬من الذي سوف يموت قبل ‪ ،‬انا الذي غرس الوجع جذور ناياته في روحي‪ ،‬ام انت بعد ان‬ ‫فقدت كل شيء إال عقمك‪ .‬تتوضأ عيني بدمعها لكنها ال تستطيع الصالة في أرض مصلوبة في افق‬ ‫الدم‪ ...‬رغم كل الدم صليتم ‪...‬اجل صليتم ‪...‬لكن لمن؟ للموتى السابقون‪...‬ام لألحياء‬ ‫الالحقون‪(...‬بهستريا) هويات بال عناوين أكل السكون جسدنا ونخر جسدها‪ ...‬في حمام الدم الذي‬ ‫يرتاده الكل‪ ،‬ال فرق بين رجل وامرأة وطفل‪ ،‬الشيء والوحيد الذي نحن متساوون به هو حمام الدم‪...‬‬ ‫يسألونك عن هويت َك‪( .‬يضحك) هههههههه ما أقسى ان يكون قاتلك أسمك؟ أسماؤنا هي ليست‬ ‫عناوين لنا‪ ،‬بل مقصلة ألحالمنا التي أرهق جفنيها الليل الذي ال ينجلي‪ .‬أشد ما يؤلمني حذائي التي‬ ‫فقدت شهيتها للترحال ألنها تمتلك من الحياء ما يخجلها ان تسير فوق نهر الدم ‪ ...‬نهر يؤمن‬ ‫بالفوضى و الالمعقول والضياع‪ ...‬وشم على خديه ابتسامات االطفال التي تدحرجت في وسطه فغرقت‬ ‫‪ ...‬تخيل بؤس الخارطة التي تصحرت بها دغدغة ضحكات االطفال كانت تلك القهقهات واالبتسامات‬ ‫والضحاكات دائما تداعب الموت المستشري في أجسادهم‪ ...‬يهزون جذع العراق بدمعهم فيتساقط‬ ‫القتل عليهم جنيا‪ .‬لماذا غيومنا تمطر وجعا؟ حتى الرياح من فرط قسوتها علينا أقصتنا‪ .‬حذائي أصفر‬ ‫وجهها منذ أن احست قلب المدن تعتصر و بريقها بدء بالذبول‪(...‬يصرخ متألما) الى متى أبقى هنا في‬ ‫ذاكرة حذائي‪ ...‬اشتقت كثيراً لضياء الشمس والى زقزقة العصافير‪ ...‬من يميط لثام الخوف مني حتى‬ ‫اخرج من هنا‪( .‬بتأمل) ولماذا اخرج‪ ،‬هذه العفونة التي أرزخ تحتها افضل لدي من العفونة التي في‬ ‫الخارج‪ .‬وطن شاخ فيه الوجع‪...‬جرحه يرتل بهمس حتى ال يوقظ االخر ‪ ...‬أصبحت كتلة من الجراح‬ ‫تمشي على طرق معبد بالملح ‪( .‬يخرج صور صغيره من جيبه (لحبيبته)) عندما كانت عينيك وطن‬ ‫مثقل بالجمال‪ ...‬كنت اوسم رجل في الدنيا ‪ ...‬بعد ان أحكم البؤس علينا لفنا الضياع لفة مريرة جعلنا‬ ‫سلعة غير معلبة تباع بأسعار زهيد‪ ...‬الفردوس تحول جحيم‪ ...‬لماذا دوما ال نعرف الى السالم طريقا‬ ‫إال في التحية المزيفة؟ أرخص ما في الكون أحالمنا‪ ...‬في كل يوم وأنا ارى الكناس وهو يزين وجه‬ ‫الشارع ‪ ...‬أرى احالمنا اصبحت تحت مكنسته تتدحرج بال رحمة الى سلة النفايات‪...‬هكذا هو المعنى‬ ‫في بلدي لالمعنى المتخم بأبجدية الفوضى‪ ...‬ما أقسى المرء حينما يكون صوته أكبر من فعله ؟ ما‬ ‫أقسى أن تخلق منتظرا في محطة هجرتها القطارات وتآكلت سككها؟ ما أقسى أن تكون سلعة بائرة ؟‬ ‫كل عضو من جسد هذه البلدة يئن بصوت ناي ‪ ...‬ال يبكي عليه أحد وال يضمد جراحه ‪ ...‬فيبكي على‬ ‫نفسه خجالً ‪ ...‬خمسة وأربعون عاما ونحن تحت خيمة الدخان والبارود‪ .‬كم أتمنى أن احتفل وان‬ ‫خارج حذائي بجفاف ذلك النهر االحمر‪ ...‬ولد بصورة غير شرعية على أرصفة الشوارع ‪ ...‬كان في‬ ‫جريانه ندا شرسا للنهرين الذابالت‪ ...‬في جريانه كم دمعة سقطت‪ ...‬كم حلم بزغ فجر شيبه بال‬ ‫موعد‪ ...‬يا ترى هل سوف أستطيع أن احقق هذا الحلم المختنق في انفاسي‪( ...‬أصوات أنفجارات مع‬ ‫أصوات لعيارات نارية) (صرخ) ال ال ال ال ‪ ...‬ال يزال العواء مستمراً ‪ ...‬ما أسخف عبثية الحياة ‪...‬‬ ‫أناس يفجرون حضارات بؤسهم بجسد طفل رضيع ‪ ...‬تزغرد الرصاص عبثا ال تعرف أهي مع أم‬ ‫ضد؟ حينما يتصارع األحمر مع األسود مخلفين ورائهم أبهى حضارة للتخلف االنساني‪.‬هل سوف يأتي‬ ‫يوما واخرج من هنا ؟ لكن كيف وما أن تفطم من محرم حتى تدخل في محرم تجريبي أخر‪ .‬كلكامش‬ ‫هل سوف يموت خلك مجدداً‪ ...‬كم أنا محتاج اليك ‪( ...‬يصرخ) أين انت‪ ...‬يبدو انت االخر غيبك‬ ‫الموت ‪ ...‬لكن يا كلكامش مت ولم تخبرني هل هناك حقا عشبة خلود؟ هل بإمكاني حذائي هذه ان‬ ‫تكون سر خلودي؟ (منزعجا وصارخا) لماذا ال تجيب لماذا؟ ‪ ...‬مللت جدا من هذيان الصمت‪...‬‬ ‫كلكامش أنا اريد فقط عشبة سالم حتى أستطيع أن أبحث عنك ‪ ...‬وان انام ما تبقى من العمر بهدوء‬ ‫(يسمع اصوات انفجارات) (صارخا) الالالالالالالال‪...‬‬

‫‪4‬‬

‫العدد الثالث– شباط – ‪4102‬‬

‫‪TRANSLATED BY:‬‬ ‫‪NOHA MOHAMED KAMAL‬‬ ‫‪EGYPT‬‬ ‫‪HOW DEEP YOU 'RE IN PASSION IT'S‬‬ ‫‪dedicated to a gone lover I do‬‬ ‫‪assure that we're two halves Both‬‬ ‫‪of them shape me NO other entities‬‬ ‫‪could be pertained to us SO. we‬‬ ‫‪may say we 're those ones Yet, we‬‬ ‫‪proved to be the first of them all NO‬‬ ‫‪SKYLINE ,you may pass through my‬‬ ‫‪sight But bend over OR, anything‬‬ ‫‪you behold with me Yet, bow IT was‬‬ ‫‪not a prophecy IN order to say, it‬‬ ‫‪was a matter of prediction OR mere‬‬ ‫‪a wish to say we may MUCH ALIKE‬‬ ‫‪WE WERE TO THE LIGHT WERENOT‬‬ ‫‪WE? WHY THEN WE didn't recognize‬‬ ‫‪our shadows while we have both‬‬ ‫‪left and right OR WHAT MAY GET‬‬ ‫‪NEAR OR FAR WE REACHED A POINT‬‬ ‫‪WHERE EVERY CLIMAX COMES‬‬ ‫‪BELOW US YOU abandoned me at‬‬ ‫‪such a position where either of us‬‬ ‫‪exists WITH all my fancies and‬‬ ‫‪wishes AS IF I BECAME A‬‬ ‫‪CONTINOUS SERIES OF RETREAT‬‬ ‫‪BEHIND my defeat NO LIGHT ,NO‬‬ ‫‪SHADOWS NO HERE OR THERE‬‬ ‫‪REALLY EXIST OOOOH,MY LAST‬‬ ‫‪THINGS YOUR FAREWELL WAS NOT‬‬ ‫‪AN EASYONE YOU HAVE A LOT that‬‬ ‫‪kept me attached to you I'M the‬‬ ‫‪one who is more attached to doubt‬‬ ‫‪rather than to be certain UNAWARE‬‬ ‫‪within that farewell WHO'S the one‬‬ ‫‪that about to say goodbye ALLOW‬‬ ‫‪me then to mourn words while you‬‬ ‫‪'re holding tight tongues I'M less‬‬ ‫‪tolerant to grief to grieve PEOPLE‬‬ ‫‪SHED TEARS YET,I SHED EYES.‬‬


‫ثمة ضرورات للنهضة العلمية والثقافية لإلرتقاء باإلنسان وإنسانيته‬ ‫والعلمي في األجيال ‪،‬ونزع‬ ‫والثقافي‬ ‫الحضاري‬ ‫الوعي‬ ‫لغرس روح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فتيل األزمات النفسية التي تؤدي إلى العنف والجهل والتخلف‬ ‫الثقافي والتربوي يعيد التوازن الطبيعي لإلنسان إلن‬ ‫والتحجر‪،‬فالبناء‬ ‫ّ‬ ‫الثقافة والتربية إكتساب‪ ..‬وإنتاج‪ ..‬وتوظيف‪ ..‬وقد اصبحت في الحياة‬ ‫المعاصرة هي ‪ :‬الوسيلة التي تحقق التنميه بكل ابعادها فال التقدم‬ ‫التقني‪ ،‬والتكنلوجي‪ ،‬والتنميه الشامله إال بإصالح التعليم ومؤسساته‬ ‫وبنيته الشاملة ‪،‬وقد اكد الكواكبي ‪-‬ومحمد عبده‪ -‬وجمال الدين‬ ‫االفغاني‪ -‬وكل المصلحين على االهتمام بالتعليم ‪...‬من اجل رقي االمة‬ ‫ونهوضها فان تخلف المعرفة‪،‬والفكر‪ ،‬والثقافة ‪:‬هو الذي يكرس تخلف‬ ‫االمه في سائر المجاالت‪ .‬وإن شواهد التخلف في واقعنا الثقافي‬ ‫‪،‬والصناعي‪ ،‬والزراعي بات واضحا ً من خالل االعتماد الكلي على‬ ‫االستيراد االجنبي‪،‬في كل السلع والخدمات الضرورية في الحياة‬ ‫المعاصرة‪،‬على الرغم من إمتالكنا الثروات المتنوعة‪،‬وااليدي‬ ‫العاملة‪،‬والوفرة النقدية –وخصوصا ً بالدول العربية المتخمة‪ -‬لكننا‬ ‫نعتمد كليا ً على ماينتجه االخر‪ .‬ان أية نهضة صناعية و زراعية‬ ‫وثقافية وتنموية شاملة ال تتم اال عن طريق االهتمام بالعلم والعملية‬ ‫التربوية التي تتجسد بالمعلم – المنهج‪ -‬التلميذ‪ -‬الن عوامل التنشئة‬ ‫االجتماعية ركائزها االسرة‪ ..‬والمجتمع‪ ..‬والمدرسة‪ ..‬من هذه‬ ‫المنطلقات كان دور المعلم رياديا في عملية النهوض الفكري‪،‬‬ ‫والتربوي‪ ،‬واالجتماعي‪ ،‬فان صيرورة التطور الحضاري الدافع للحراك‬ ‫النهضوي والذي تتمظهر الثقافة‪ ،‬و التنمية االجتماعية من خالله‪،‬‬ ‫هواالهتمام بالعلم والعملية التربوية‪ .‬لذا تسعى االمم جاهدة الي‬ ‫االهتمام الفائق بالعملية التربوية‪ ،‬ومراكز االبحاث‪ ،‬والدراسات النفسية‬ ‫‪،‬وتهيئة المستلزمات لنجاح التعليم من مبان حديثة‪ ..‬ومختبرات‪..‬‬ ‫ومدرسين اكفاء‪ ..‬ومناهج تتناسب مع القدرات الذهنية للطلبة‪..‬‬ ‫ومراعاة الفروق الفردية ‪..‬وتأسيس مدارس خاصة للموهوبين في‬ ‫عملية التسريع النتقالهم لمراحل اخري ‪ .‬ان النهضة االوربية حصلت‬ ‫من خالل االهتمام بالعلم ‪،‬والمناهج وتحديثها فتمظهرت بالنتاج‬ ‫االبداعي في الفنون‪ ،‬واالداب‪ ،‬والنتاج المعرفي بكافة‬ ‫تمظهراته‪،..‬بالطبع ال تحصل أية نهضة في أي الجوانب االبداعية‬ ‫كاالنتاج السينمائي‪ ..‬والدراما التلفزيونيه‪ ..‬و البث االذاعي والفضائي‪..‬‬ ‫واالنتاج المسرحي‪ ..‬والتشكيلي ‪..‬اذا لم تصقل المواهب بالتعليم من‬ ‫الدراسه االبتدائيه صعودا‪ ،‬الي المعاهد ‪،‬و االكاديميات المتخصصه ‪ .‬ان‬ ‫اسوأ ما تمر به امتنا انتشار االمية والتي تقدر في وطننا العربي‬ ‫بسبعين مليونا‪ ،‬وكذلك التسرب من المدارس يشكل نسبا كبيرة من‬ ‫الطلبة ‪ .‬لقد كان العلماء والفضالء يقيمون وزنا للتذاكر‪ ..‬والبحث‪..‬‬ ‫والتدريس‪ ..‬وطلب العلم ‪..‬وتعليمه ‪ ،‬ففي التراث العربي ابن سينا‪،‬‬ ‫وابن رشد‪ ،‬والرازي‪ ،‬وجابر بن حيان الكوفي‪ ،‬وكل اساطين الفكر‪،‬‬ ‫واعالم الفلسفة ‪،‬والتأليف‪ ،‬رغم صعوبة الظروف التي كانوا يحيونها‪،‬‬ ‫فكانت القراءة على ضوء السراج ‪،‬والكتابة بريشة المحابر‪ ،‬ولم تعرف‬ ‫الطباعة والتطور ‪،‬اما االن وسائل المعلوماتية وفرت المعلومة من‬ ‫خالل االنترنت‪ ،‬والفاكس ‪،‬والعولمة‪ ..‬التي جعلت العالم قرية واحدة او‬ ‫غرفة زجاجية يطلع الجالس فيها علي محتوياتها‪ ،‬لقد ركز العلماء‬ ‫االوائل جهودهم في كل الحقول ‪،‬والميادين في علوم اللغة وادابها‪،‬‬ ‫والتاريخ وتوابعه‪ ،‬والعلوم التجريبية‪ ،‬والطبيعية والتطبيقية‪،‬ويذكر في‬ ‫تاريخ العلم ان العلماء كانوا يسهرون ليلهم‪ ،‬ولم تغمض عيونهم من‬ ‫اجل معرفة المسائل العلمية‪ ،‬فيذكر ان عبد هللا المامقاني انه يحلق كل‬ ‫شعره اال من االمام يبقيه ويعلقه في الليل بخيط مشدود الي السقف‬ ‫حتى ال تغمض عيناه حين يشعر بالنعاس فيسحبه الخيط لينبهه‬ ‫ويستفيق من رقدته أو إغفاءة قصيرة‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫العدد الثالث– شباط – ‪4102‬‬

‫ويذكر عن العالمة محسن االمين العاملي انه يذهب الى اقصى بقاع االرض‬ ‫للحصول علي حديث ‪،‬او رواية تاريخية‪ ،‬كما سافر الي الجبال بحدود افغانستان‬ ‫وروسيا فلم يعره صاحب الكتاب محتفظا به فاضطر الي السهر ليال لحفظه‬ ‫واعادته إلى صاحبه ثم عاد الى وطنه ‪،‬وكان المفكر محمد باقر الصدر يشتري‬ ‫الكتاب فيحفظه ثم يبيعه ليشتري اخر بثمنه ‪،‬هكذا ديدن العلماء ‪..‬والباحثين عن‬ ‫الحقيقة‪ ،‬والمعرفة‪ ،‬والعلم ‪.‬لقد توجت االنسانية العلوم والتكنلوجيا من اجل‬ ‫خدمة االنسان فحري بنا االهتمام بالعلم لكن الواقع العلمي بعد الدكتاتورية‬ ‫ينشط ببطء رغم تحسن الوضع االقتصادي والتغيير النسبي في المناهج‬ ‫الدراسية نحو االفضل‪ ،‬اال ان دور االسرة‪ ..‬والطالب مغيبا ً في استنفار‬ ‫واستثمار هذه الحرية من اجل النجاح‪ ،‬و التطور العلمي ‪،‬ونالحظ لالسف‬ ‫الشديد بعض التردي في المستوي العلمي وبشكل جلي وواضح ومؤشر‪،‬‬ ‫والمطلوب المعالجة من المؤسسات التربوية ؛ومن المعلمين والمدرسين‬ ‫لإلرتقاء بالعملية التربوية ‪،‬فاإلكتفاء بمعلومة الجامعة التكفي والتتطور‬ ‫الحصيلة العلمية لألستاذ إال بالقراءة واإلطالع والحصول على المعلومات من‬ ‫وسائل اإلتصال الحديثة بالحث على طلب العلم والمعرفة ‪،‬والقيمة في الحياة‬ ‫بدونهما ‪،‬ومن خالل عملي بالتعليم الثانوي الكثر من عشرين عاما ً حصلت على‬ ‫اليقين بتقبل التلميذ العراقي للعلم وتطوره فيما لو أعتني به بالشكل المطلوب‬ ‫نفسيا ً ومعنويا ً ؛وبتظافر جهود االسرة مع الهيئات التعليمية نكون قد خطونا‬ ‫إلى االمام ‪ ..‬فضالً عن اإلهتمام بالمنظومة الساندة في االعالم المرئي‬ ‫والتربوي والقنوات الخاصة العلمية‪ ،‬واإلعالم المسموع ‪ ،‬والمقروء فيما لو‬ ‫كرست برامجه الثقافية والتربوية‪،‬والحوارية للنهوض بحاجات الطالب النفسية‬ ‫‪،‬وتشجيعه بالمضي بطلب العلم ‪..‬والفكر‪ ..‬والثقافة بدال من المسلسالت‬ ‫المدبلجة التي ضيعت الشباب وإحدى الوسائل للشرود الذهني‪ ،‬ومحاوالت‬ ‫التشبه بما اليليق بشبابنا‪ ..،‬بالطبع المسؤولية باالرتقاء بالتعليم والثقافة‬ ‫مسؤولية جماعية تتظافر فيها جهود جميع المؤسسات الحكومية والمجتمعية‬ ‫لصقل وإعداد أجيال قادرة على النهوض الحضاري وتتواصل مع العالم الحر‬ ‫في مسعاه المتالك زمام التقدم العلمي والتكنلوجي الذي أضحى سمة بارزة في‬ ‫حياتنا المعاصرة ‪ ،‬ان واجب الحكومة االساسي النهوض بالعملية التربوية فهي‬ ‫‪-0 :‬االصالح الشامل لكافة مناحي الحياة التربوية من األبنية الدراسية إلى‬ ‫مناهج التعليم إلى إعداد المعلم المؤهل وبالخصوص التعليم اإلبتدائي فهو‬ ‫األساس ثم المراحل األخرى ‪،‬فالمقدمات الصحيحة تعطي النتائج الصحيحة‬ ‫مستقبالً‪-4 .‬صناعة االجيال تمثل حيزاً كبيراً في فلسفة الدولة وإستراتيجياتها‬ ‫وخططها المستقبلية ‪،‬فصناعة العقل تتم من خالل التنشئة العلمية الثقافية‬ ‫المستندة على قاعدة صلبة من اإلشتراطات النهضوية ‪،‬وبال التخطيط‬ ‫اإلستراتيجي المستقبلي تكون العفوية هي سذاجة التحقق المرتجى العلمي‪-1 .‬‬ ‫من خالل نافذة وفضاء العلم والفن والثقافة والرياضة والنشاطات االصفية يتم‬ ‫تطويرأداء العملية التربوية بكافة مستلزماتها من أبنية مدرسية ‪،‬وتغذية خاصة‬ ‫للطلبة ‪،‬ومختبرات علمية ‪،‬ووسائل إيضاح نافعة ‪،‬ومناهج تواكب التطور‬ ‫اإلنساني ‪،‬وقيادات إدارية تربوية من اإلشراف وإدارة المدرسة إلى جميع‬ ‫الكادر التعليمي ‪،‬لقدسية العلم وأهميته في التطور والرقي الحضاري‬ ‫والمجتمعي‪-2 .‬إقتباس آخر البرامج العلمية ‪،‬والنفسية في التعامل مع عقول‬ ‫الطلبة ‪،‬وآخر المستحدثات التربوية في التنشئة الثقافية ‪،‬فالعلم يخطو إلى األمام‬ ‫مسرعا ً ونحن نسير سير السلحفاة‪ -0 .‬اإلهتمام بالمدرسين المخلصين بالسماح‬ ‫بإيفادهم للدراسات العليا ‪،‬وتطوير قابلياتهم ‪،‬فتكريم المدرس المميز يعطي‬ ‫حافزاً لآلخرين لإلهتمام بمهنة التعليم‪ -6 .‬إرسال الموهوبين إلكمال دراساتهم‬ ‫في الدول المتحضرة ‪،‬لتشجيع الطلبة على المواظبة والمثابرة والتنافس‬ ‫العلمي ‪.‬‬


‫أني آسفة عزيزتي ‪ ,‬هل أيقظتك ؟ أنا خائفة ‪ ,‬انا حزينة‪ ,‬الاعرف ماذا‬ ‫جرى لي ! أنا مضطربة ‪ ...‬هل تسمعين صوتي ؟ انني ابكي بسبب‬ ‫علي من حقك ان تضحكي‪ ,‬لقد تركني ‪ ..‬نعم تركني‬ ‫الهموم التي انهالت‬ ‫َ‬ ‫قبل ساعتين ‪..‬ماذا تقولين ؟‪ ..‬أقسم لكِ لم استفزه ‪,‬لم ارفع صوتي‬ ‫بوجهه ‪,‬قلت لكِ لم استفزه ‪ ..‬فلماذا تلحين؟! تركني بال سبب بل كان‬ ‫سببا" تافها" لكنه انفعل ‪ ..‬غضب َ مني غضبا" شديدا" ثم غادر البيت‬ ‫قبل ساعتين‪ ! ..‬ـــ ((( اين كن ِ‬ ‫ت ))) ؟؟ !‪ ..‬ـــ كنت ابكي هنا وحدي ‪ ,‬لم‬ ‫أكن أريد ان اوقظكِ من النوم‪..‬لكني بدأت اخاف ‪ ,‬الشقة موحشة‪...‬‬ ‫موحشة جدا" ‪,‬السبب؟ لم يكن ثمة سبب مهم ‪ ..‬انا اعرف انه سيأتي‬ ‫متأخرا" مثل كل ليلة دخل البيت وهو غاضب كان ينظر لي بأحتقار ال‬ ‫اعرف كيف أصف لكِ نظراته ‪ ...‬هل تسمعينني ؟ اذن لماذا صوتكِ‬ ‫يتموج يختفي ويظهر ؟!!! أين كنت اتحدث؟‪ ..‬آه تذكرت ‪ ,‬نعم‬ ‫(( بأحتقار)) لماذا تضحكين؟!! أنا اتلظى بالنار وان ِ‬ ‫ت تضحكين؟؟!!! لن‬ ‫تتألمي مثلي ‪ ,‬ان الذي يده في الماء ليس مثل الذي‪ ....‬ماذا تقولين ؟‪..‬‬ ‫ان ِ‬ ‫ت نعسانة ‪ ..‬اسمعيني عزيزتي ‪ ,‬ألست صديقتي الوحيدة في هذا العالم‬ ‫بقي يسبح في‬ ‫؟ قلت لكِ دخل البيت وهو غاضب ‪,‬ثم دخل الى الحمام َ‬ ‫البخار اكثر من نصف ساعة ‪ ,‬تسللت الى مالبسه ‪ ,‬بحيت عن شئ يبعد‬ ‫الشك عني ‪ ,‬اتدرين ماذا وجدت ‪ ,‬ياليتني لم ابحث ياليتني لم اعثر على‬ ‫ماعثرت عليه ‪ ,‬لقد وجدت منديال" ورقيا" يحمل عطرا" نسائيا" ‪,‬‬ ‫العطر كان منتشر بين طيات المنديل ‪ ,‬ووجدت فيه بقايا أحمر الشفاه ‪,‬‬ ‫هل ُيعقل ان يكون ذلك مصادفة ؟ ‪ ...‬انا اليمكن ‪ ,‬اليمكن عزيزتي ‪ ...‬منذ‬ ‫اكثر من عام وهو لم يقبلني منذ اكثر من عام وهو بالكاد يقترب مني ‪...‬‬ ‫الادري لماذا تضحكين ؟!!! آه ياصديقتي ماذا أقول لكِ ؟ عندما خرج من‬ ‫الحمام ‪ ,‬اتجه فورا" الى غرفة النوم امسكتُ به من ذراعه وطلبتُ منه‬ ‫الوح بالمنديل امام ناظري ِه ‪ ,‬عاد ينظر لي تلك النظرة‬ ‫تفسيرا" فيما كنتُ ٌ‬ ‫القاسية ثم عرب َد وازب َد وزعقَ ‪ ,‬كاد يهوي بيديه على وجهي ‪ ,‬لكنه‬ ‫عض شفت ُه السفلى ثم قفز صوب الدوالب‬ ‫تماسك في اللحظات االخيرة‬ ‫َ‬ ‫وبسرعة ارتدى مالبسه وبعدها خرج صافقا" الباب بقوة ‪ .‬ـــ (((اين‬ ‫ذهب؟ماذا جرى؟‪ ))) ...‬ـــ قلتُ لكِ ارتدى مالبسه‪ ,‬ثم خرج ‪ ..‬لماذا‬ ‫تريدينني استعجل الكالم ؟ ألنكِ نعسانة؟ انا لستُ راغبة في النوم‪ ..‬انا‬ ‫خائفة ياعزيزتي خائفة ان افقده ‪ ,‬بالطبع سأفقده انا متيقنة انه خرج‬ ‫ولن يعود ثانية الادري لماذا ؟‪.‬‬

‫ربما هناك امرأة اخرى فـــــــي حياته ‪ ,‬كيف اعرف ؟ كيف اعرف من تكون ؟‬ ‫ت صديقتي الوحيدة فــــــي هذا العالم الاعرف احد سواكِ‬ ‫ت ان ِ‬ ‫هل ترشدينني ان ِ‬ ‫أتلفن ُه في هذه الساعة المتأخرة من الليل !!! أرجوكِ ان تتحملنني النني اكاد‬ ‫أُجن‪ ..‬لقد تحول َ الى شخص آخر ‪ ,‬كأنني الأعرفه ‪ 1‬عشر سنوات أمضيتها معه‬ ‫وهو يعلم انه هو سبب فراغ حياتنا ‪ .‬فراغنا من غير أطفال ‪ ,‬ماذنبي أنا اعيش‬ ‫من دون اطفال ولكنني برغم ذلك تحملته‪ 1‬واخبرته لمليون مرة ان هذا نصيبنا‬ ‫أليس من حقي‬ ‫وهو قدرنا ومشيئة هللا وقد أُريد لحياتنا ان تكون بهذا الشكل ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫بعدئ ٍذ ان اغار عليه وان احب ُه تعويضا" عن لهفتي الى االمومة ؟! لكنه تناسى‬ ‫حبي له ‪ ,‬بات يهجرني ‪ .‬لم يعد كما كان ‪ ,‬انقذيني ماذا افعل ؟؟‪ ...‬أتريدين ان‬ ‫تنامي ؟‪ ..‬أأن ِ‬ ‫ت نعسانة حقا" ؟! من حقكِ ‪ ,‬لكني أكاد أنفجر أكاد أموت انا تعيسة‬ ‫وان ِ‬ ‫ت نعسانة وانا الاريد ان انام ‪ ..‬الى اين تتوقعين قد ذهب اآلن ؟ ماذا ؟ ربما‬ ‫كالمكِ‬ ‫ِ‬ ‫ذهب اليها وقد تكون هذه المرأة زوجته ‪,‬‬ ‫ربما‬ ‫صحيح‬ ‫؟‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫‪,‬‬ ‫اليها‬ ‫ذهب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل لِ َم ال ؟ كان يحدثني أحيانا" عن أصدقاء له تزوجوا بالسر وهو منذ عام‬ ‫لي ‪ ...‬طبعا" طبعا" كان مازحا" ‪ .‬أنقذيني حبيبتي ‪ ,‬ارشديني ماذا‬ ‫تفريبا" لَ ٌمح َ‬ ‫أفعل ‪ .‬اريدكِ ان تعرفي من تكون هذ ِه المرأة ‪ ,‬ألَم تذكري شكله ؟ جئنا انا وهو‬ ‫الى المصرف الذي تعملين فيه وشاهدتيه‪ ,‬هل نسي ِ‬ ‫ت شكله؟ وقتها وعندما خرجنا‬ ‫من المصرف سألني عنكِ كثيرا" ‪ ,‬ثم لم يعد يسألني ‪ ,‬قال ‪ :‬أنه يكره تتطلق‬ ‫المرأة ألن اسبـــاب الطالق تتحملها المرأة أكثر من الرجل ‪ ,‬لماذا تضحكين ؟!!‬ ‫كفي عن الضحك ‪,‬ارجوكِ ‪ ,‬طبعا" هو اليعنيكِ ‪ ,‬لماذا تضحكين؟ ‪ ..‬على أية حال‬ ‫‪ ,‬لماذا ترغبين فــــــي النوم؟ تقولين نعسانة؟ ‪ ,‬لكني الاريد ان انام وسوف أأتي‬ ‫اليكِ ‪ .‬ـــ (((ماذا؟؟!!!!!!! ))) ـــ سوف أأتي اليكِ ‪ ,‬انام معكِ ‪ ,‬انا أخاف من‬ ‫علي من كالب الليل ‪,‬التخافي ‪ ,‬قلت لكِ‬ ‫الشقة‪ ,‬التريدني ؟ معقولة؟ أتخافين‬ ‫َ‬ ‫علي ‪ ,‬قلبي يلتهب بالنار سوف أأني اليكِ اريد ان ابكي بجانبكِ ‪ .‬ان ِ‬ ‫ت‬ ‫التخافي‬ ‫َ‬ ‫صديقتي الوحيدة في هذا العالم ‪ ..‬سأغلق الهاتف وهيئي نفسكِ لمجيئي ‪ .‬مع‬ ‫السالمة ‪ ...‬وأُغلقَ الخط من الجانب اآلخر ووضعت الصديقة السماعة بأرتباك‬ ‫شديد ‪ ..‬ثم نظرت الى الرجل الذي يشاركها السرير‪ ..‬وقالت ‪ :‬ـــ ((( هيا‬ ‫بسرعة‪ ..‬زوجت َك قادمة ألبس ثياب َك ‪!!!!!!! ))) .‬‬

‫لﺴﺖ مﺠﺒــــﺮة يا فلﻨﺘايــــﻦ‪ ...‬أن أعﺘﺮف لﻜﻢ في هﺬا الﻴﻮم أني أحﺐ ‪....‬‬ ‫فعﺬراً يا قﺪيﺲ الﺤﺐ (فالﻨﺘايﻦ ) فﺘاريﺨﻚ عﻨﺪي‪...‬سﺤقﺘه األقﺪام‪..‬‬ ‫إن كان لﺪيهﻢ ( فلﻨﺘايـﻦ ) فعﻨﺪي ( مﺤﻤﺪ ) صل الله علﻴه و سلﻢ‪...‬علﻤﻨي أن تﻜﻮن حﻴاتي كلها حﺐ‪...‬وأيامي كلها حﺐ‬ ‫علﻤﻨي إذا أحﺒﺒﺖ شﺨﺼاً أن آتﻴه مﺴﺮعاً‪...‬ال أنﺘﻈﺮ ‪ 02‬فﺒﺮايﺮ ‪،‬وال ‪ 0‬مارس ‪...،‬ألقﻮل له" ‪ :‬يا فالن إني أحﺒﻚ"‪...‬‬ ‫علﻤﻨي أن مﺮسال الﺤﺐ هﻮ الهﺪايا بأي لﻮنٍ كانﺖ‪....‬وكﻴفﻤا تﻜﻮن وأي وقﺖ‪...‬فقال لي" ‪:‬تهادوا تﺤابﻮا "‪....‬‬ ‫علﻤﻨي ‪...‬مﺤﻤﺪ ( صل الله علﻴه و سلﻢ)‪...‬أن الله يﺤﺒﻨي ألني أعﻴﺶ بالﺤﺐ فقال ‪ " :‬وَجﺒَﺖْ مَﺤﺒَّﺘِي للﻤﺘﺤابِّﻴﻦ فيَّ‪ ،‬والﻤُﺘﺠاِلِﺴﻴﻦ‬ ‫فيَّ‪،‬والُﻤﺘﺰاوريﻦ فيّ" ‪ ،‬ووعﺪني بأن أكﻮن معه إذا أحﺒﺒﺘه‪...‬فﺤﺒه صل الله علﻴه وآله وسلﻢ لﻴﺲ كالماً يﺒاع بال ثﻤﻦ‪...،‬‬ ‫فقال لي" ‪:‬الﻤﺮﺀ يﺤﺸﺮ مع مﻦ أحﺐ"‪..‬وأرشﺪني إلى قﻮل ربي" ‪:‬األخالﺀ يﻮمﺌﺬ بعﻀهﻢ لﺒعﺾ عﺪو إال الﻤﺘقﻴﻦ‪..."،‬‬ ‫وأخﺒﺮني أن أساس حﺒي في الﺤﻴاة هﻮ لله وفي الله‪....‬فقال ‪" :‬مﻦ أحﺐ لله وأبغﺾ لله وأعﻄى لله ومﻨع لله ؛ فقﺪ اسﺘﻜﻤﻞ اإليﻤان"‪.‬‬ ‫إن كان ضعاف العقﻮل مﻦ بﻨي جلﺪتي قﺪ أسﺮتهﻢ بهﺮجﺘﻜﻢ الﻜﺬابة ‪..،‬‬ ‫فﺴﺤقاً لﻴﻮم حﺐٍّ أرى فﻴه أتﺒاعه يﺴﺨﺮون مﻦ نﺒﻴي‪....‬وديﻨي بﺮسﻮماتهﻢ وأفالمهﻢ و يعﺘقﺪون بأنهﻢ يعﺮفﻮن‪....‬الﺤﺐ‪ .‬بﻞ نﺤﻦ أهﻞ الهﻮى و‬ ‫العﺸاق الﺤقﻴقﻮن‪....‬صلﻮا على الﺤﺒﻴﺐ‪...‬‬

‫‪6‬‬

‫العدد الثالث– شباط – ‪4102‬‬

‫الكاتبة ( تونس ) \تونس ‪ -‬صفاقس‬


‫تناولت السكين لت ّدسها في حقيبتها‪...‬غادرت على عجل ‪ ،‬واتخذت‬ ‫طريقا مختصراً ُيشرف على األلم‪....‬السماء ترتفع على اعمد ٍة ل ُتصب ًح‬ ‫ً‬ ‫عريشة ُتظلل ُ االرض ‪...‬‬ ‫وهناك تختبىء هي من عناء المراوغة مع الرغبة في الصراخ‬ ‫‪....‬الشمس ُتلقي بكاهلها على التربة لتعكس وميض الدموع ‪.....‬‬ ‫والرياح الباردة ترمي بأحساسها أل ُمن َهك على قارعة الطريق‪.‬‬ ‫ليوم نال مرتبة الشرف في سباق‬ ‫تركت ال َعنانَ لذكرى إنطلقت بجموح‬ ‫ٍ‬ ‫لآلهات‬ ‫َ‬ ‫يومها كان يحمل باقة ور ٍد يدس بين اوراقها ‪....‬كلمات‬ ‫وراح قلبها يشدو طربا ً وهي تسأله؟‬ ‫أهي لي؟؟‬ ‫اجاب بكل برود ‪ :‬كال‬ ‫بلعت أنفاسها لتمنع أألختناق من جفاف ريقها ‪...‬‬ ‫وتطلعت اليه ببراءة الحمالن‪...‬لعلها لم تسمع!! او حتى لم تفهم!!‬ ‫والكلمات؟؟‬ ‫اجاب كتبتها للحياة ولعروستي‬ ‫صت عيناها لتتأجج شعلة كانت تخبو بين رماد االحتراق لتنهي‬ ‫وتقل َّ‬ ‫ً‬ ‫مالحةعلى‬ ‫بالكامل دواخلها بعد أن أضرم النار َفيها‪..‬وسالت دمو ٌع‬ ‫متحشرج بالكاد سمعته ‪،‬قالت وهي تطأطأ برأسها‪:‬‬ ‫خديها وبصوت‬ ‫ٍ‬ ‫ولكنك تحبني؟‬ ‫اطلق ضحكة صفراء تبعتها كلمات تحترف ال ُخ َ‬ ‫بث‪:‬‬ ‫الحب في حياتي‬ ‫أنا؟؟؟ انا لم اعرف‬ ‫َ‬ ‫إسودَّت الدنيا بوجهها وأحست بأألرض تميد تحت قدميها وبقلبها‬ ‫لقيطا ً‬ ‫ولكنك كنت تقولها لي؟؟‬ ‫اجاب وهو ينفث السم الرعاف‬ ‫كنت اقولها ‪.......‬مجاملة‬ ‫س ْع مآقيها انهمار الدموع بعد مقاومة شديدة‬ ‫لم َت َ‬ ‫تتحسس السكين لتتأكد من وجوده‬ ‫توقفت لتع ُب َر الشارع وهي‬ ‫ّ‬ ‫كم كان بارعا ً بتذوق الدموع وارجاعها الى نسبها!! يالها من خبرة‬ ‫بدموع النساء!!‬ ‫وعلى هودج الذكريات تلكأت لتشحن نفسها بالمزيد منَ ال ُمق ِ‬ ‫ت عليه‬ ‫يومها أنطلقت على مركبة الذهول لم ي ُكن هناك اال الفراغ فكل‬ ‫ماحولها ‪ُ ...‬معتِم‪.‬‬ ‫لتستفسر وتفهم؟!!‬ ‫طلبت منه اللقاء‬ ‫َ‬ ‫طبق مال َّذ وطاب‬ ‫جلست قُبالته في نفس المكان الذي قدمت له على‬ ‫ٍ‬ ‫سلَّم الدخول‬ ‫من االشتياق واللهفة ‪....‬كان يستدرج عواطفها على ُ‬ ‫سلَّ ّمة‪.....‬حتى جاء اليوم الذي‬ ‫يوم ُ‬ ‫‪..‬وهي من غبائها تصعد معه ُكل َّ ٍ‬ ‫سدّد حربت ُه في صميم ِ برائتها ‪....‬وعلى قمة االنتهاك‪.‬‬ ‫بتوسل لماذا؟ وأجاب ‪ :‬لقد حدث ماحدث‬ ‫سألته‬ ‫ٍ‬ ‫سلبها اغلى ماتملك بفعلين من الزمن الماضي لينهيها مع االف افعال‬ ‫مستقبلية ‪....‬جريمة استخدم فيها لسانه المعسول‪....‬كسالح بل كما‬ ‫قال ‪...‬مجاملة!!! نهض وسط أسألتها المتالحقة دون أجابة كان يبدو‬ ‫عجل كعادته معها حين يلتقيها دون لهفة وعلى حين غرة م َّد‬ ‫على‬ ‫ٍ‬ ‫يده لينتزع سلسلة ذهبية لكلمة هللا كانت تزين بها جيدها توارثتها اما‬ ‫عن جدة‪...‬شهقت لهول المفاجأة ‪..‬‬

‫‪7‬‬

‫العدد الثالث– شباط – ‪4102‬‬

‫َ‬ ‫الخبث لمن تشاء‬ ‫غير أن ضحكته كانت شجرة تطرح‬ ‫ومتى ماتشاء فقد تعودت األرتواء من غباء تربة‬ ‫تمنح جذورها منابع ش ّتى من مختلف النساء وأردف‬ ‫قائال‬ ‫انها تساوي الكثير هاقد وصلني ثمن المتعة التي‬ ‫منحتك إياها فال تبحثي عني والغي وجودي من‬ ‫حياتك كي اتنفس الصعداء فقد خنقني حبك‪...‬وغادر‬ ‫ليقف مستأنفا ً‪ :‬سأدعو لك بالخير‪.‬ودون وعي منها‬ ‫ً‬ ‫ضحكة مسموعة تن َّبه لها المارة ‪..‬إستدركت‬ ‫أطلقت‬ ‫لتسحب نفسا ً عميقا ً هذا الرجل سيدعو لها بالخير !!‬ ‫يالسخرية القدر!! قتلها وهاهو يقرأ الفاتحة في‬ ‫جنازتها وسيدعو لروحها بالرحمة!!! توالت الثواني‬ ‫تعاقبها بأجترار الذكريات حين هددها بأن يجعلها‬ ‫طبقا يتذوق منه كل المعارف بعد ان طالبته‬ ‫بالقصاص ان يتريث في الزواج لنفس المدة التي‬ ‫جعلها سجينه حبه واال ستجعل رسائله بين يدي‬ ‫‪..‬عروسه ‪.‬‬ ‫واخيرا وصلت رأته يقف في نفس المكان‬ ‫‪...‬استجمعت شجاعتها واخرجت سكينها متوجهة‬ ‫اليه ‪...‬تراجع على الفور وه َّمت بكل قوتها لتطعنه‬ ‫وبحركة من يده اصبح السكين بين اصابعه‬ ‫‪....‬ويالهول المفاجأة ‪....‬كان لعبة لدنة‬ ‫قالت بأزدراء وسط ذهوله لقد قتلتني ولم اقتلك ‪،‬‬ ‫وظلمتني ولم أظلمك وجاملتني ‪...‬وهاأنذا ‪...‬اجاملك!‬ ‫القت بالهاتف والرسائل في وجههة ورمقته‬ ‫بنظرة احتقار ثم خرجت والدموع تغالبها ‪..‬وقفت‬ ‫تنظر لالشجار كم تشبهها فهي ايضا تجردت من كل‬ ‫االوراق اوراق الثقة واالمان والرحمة و المستقبل‬ ‫وحتى االلم ‪....‬سرت البرودة في اوصالها حين‬ ‫احست بيدين تضع سلسلة على جيدها ‪...‬التفتت‬ ‫بسرعة لتجد اباه مبتسما ً بوهن ‪..‬مسح بيده‬ ‫المرتعشة دموعها وقال بصو ٍ‬ ‫ت ُيق ِّط ُّر الما ً اعرف‬ ‫يا ُبنيتي انك لن تسامحيه ولكن ارجوك ان تسامحيني‬ ‫فانا من دفعك اليه ‪....‬واجهشت بالبكاء وعاد يكرر‬ ‫سامحيني سامحيني ‪...‬لطالما كان يرد ُد على مسامعها‬ ‫‪..‬انت المالك الذي سيرعاه ‪....‬وتركها بعد ان قبلها‬ ‫على راسها وعالمات االعياء تبدو على‬ ‫مالمحه‪....‬كان وآلخر لحظة يدفع ثمن اخطاء ابنه ‪...‬‬ ‫فتحت حقيبتها واخرجت الرسالة الوحيدة التي‬ ‫أحتفظت بها لنفسها ‪....‬احبك ِ ياحياتي كانت تعشق‬ ‫كلمة حياتي من شفتيه‪...‬مزقتها ونثرتها في الهواء‬ ‫ً‬ ‫فاتحة ذراعيها للسماء تدندن‬ ‫وهي تدور حول نفسها‬ ‫اغنية‪......‬كلمات‪...‬كلمات‪.‬‬


‫قوة أال‬ ‫سالح الفن ال يعلم الفنان ما في يده من ّ‬ ‫أي سالح‬ ‫قوة سالح الفنّ ‪ ،‬وهو أقوى من ّ‬ ‫وهو ّ‬ ‫فالفن ال يعجز في األزمان كلّها أل ّنه يحمل صفة ال‬ ‫يحملها سواه من الفعاليات‪ ،‬هذه الصفة هي‬ ‫التغيير‪ ،‬ويتم ّثل هذا التغيير بأفكار الف ّنان وخياله‬ ‫وعواطفه‪ ،‬وهذه قدرات ال تمنح إلنسان عادي‪،‬‬ ‫إ ّنها اسلحة ال تكون لها فاعلية إال إذا قامت في‬ ‫نفس قو ّية وقادرة وتعرف هدفها وتحاسب نفسها‬ ‫وت ّتحد مع عالمها وشعبها‪ ،‬عندئذ يكشف الفنان‬ ‫أسرار الحياة ويع ّبر عنها ويتوغل في أعماق‬ ‫النفس البشرية ويكون في التعبير جمال والجمال‬ ‫سلطان تنفتح له مغاليق الحياة وفي الحياة خيال‬ ‫والخيال يربط أعماق الناس لتصبح وحدة فكر ّية‬ ‫واحدة‪ ،‬وإذا كان الفكر واحداً فسوف يكون الهدف‬ ‫والطريق واحداً أيضاً‪ ،‬والفن بشكله الذي ذكرت‬ ‫مازال موجوداً وفي ازدهار وهو جزء من ثقافتنا‪،‬‬ ‫وقوة التغيير موجودة في داخلنا وننتظر من‬ ‫ّ‬ ‫يوقظها من سباتها وقد يتحقق التغيير بما يحققه‬ ‫الفن من رسالة يقدمها الفنان المحب لف ّنه وتقديمه‬ ‫بماهو أفضل ‪ ،‬فإذا كان الفنّ في طريقه الصحيح‬ ‫المحب‬ ‫فإ ّنه سيزيد قدرته على التأثير في الجمهور‬ ‫ّ‬ ‫يتجرد من خياله وال‬ ‫للذائقة الفن ّية‪ ،‬والفنّ فنّ ال‬ ‫ّ‬ ‫من تأثيره على القلوب ‪ .‬والفنّ إشعاع له دور وله‬ ‫تأثير في الغاية النهائية في تجربة خلق االنسان‪،‬‬ ‫وهذا مايجعل للفن إشعاعا ً أعمق من المادة التي‬ ‫يلهث االنسان وراءها‪ ،‬وفيه أيضا الفكر واالرادة‪،‬‬ ‫الحقيقي‬ ‫وفيه ما هو أعمق من هذا‪ ،‬وسيبقى الفنّ‬ ‫ّ‬ ‫ألي سلطة ألنه‬ ‫على ما هو عليه رافضا ً الخضوع ّ‬ ‫سس على الحر ّية التي تنحاز لقضايا االنسان‬ ‫تأ ّ‬ ‫والعدالة والحقّ في العيش والحياة الكريمة‪.‬‬

‫ظمياء العـزاوي‬

‫‪8‬‬

‫العدد الثالث– شباط – ‪4102‬‬

‫يثير الناقد الدكتور عقيل مهدي في كتابه (السؤال الجمالي ) أكثر من معنى‬ ‫تفاعلي يشكل التماثل الحداثوي كمعالجة فنية تحمل حيثيات دالالتها عبر‬ ‫التماهي المعرفي الذي يهذب مفهوم المغايرة الرافضة للمعنى المباشر ‪ ،‬أو‬ ‫يعتبره على األقل عنصرا معطال للنتاج الداللي‪ ،‬ويطرح محور استثمار الطاقة‬ ‫اإليحائية كانزياح معياري لترسيخ الكينونة الفنية بما يعني لديه زحزحة الحياة‬ ‫لحماية السلوك من االبتذال ومن انماط التفكير التقليدية ‪ ،‬رؤى تقرن الذائقة‬ ‫بجمالية النتاج ‪ ،‬وتستقر عند الوقع الداللي بما تثيره من تأويالت التلقي‪ ،‬وال‬ ‫يتم ذلك اال بتجاوز المعاني المقفلة وسلوك المنحى العالماتي ‪ ،‬تحوالت المعنى‬ ‫لحضور المؤثر بتناغمات المضمون الجمالي مع المبنى وخاصة عند احتواء‬ ‫التصور التجريبي المعتمد على الرؤيا ‪/‬تفعيل الحدسي‪ /‬وتحويله الى مثير‬ ‫أدراكي تعبيري‪ ،‬دعوات لها ماهيتها ومكوناتها التأملية ‪ ،‬وال تعني صياغة‬ ‫االسلوب لصيرورة جمالية دعوة انعزالية او ترسيخ لمفهوم تجريدي ‪ ،‬فكان‬ ‫(السؤال الجمالي) تفاعل حقيقي مع الواقع الموضوعي ليدفع الظاهرة الجمالية‬ ‫الى واقع الحياة البهي والتأكيد على ان انعزالها عن هموم المواطن العادي‬ ‫يدفعها الى حيز نخبوي ضيق‪ ،‬واالبتعاد عن أي تأثير يسعى لظاهرة العزل‬ ‫النهائي عن الواقع والبحث عن الفن خارج نطاق الحياة ‪ ،‬هناك تجارب واعية‬ ‫للبحث عن الجمال فيما هو موجود ‪،‬و في انعكاسات الصراع المعاش ‪ ،‬أراء‬ ‫متنوعة تبحث في جميع اوجه الجمالية وتصوراتها التي ال يحدها قانون ‪ ،‬وال‬ ‫يمكن لقواعد عملية ترتكز على اعمال منجزة لتكون منهجا يقود المدركات الى‬ ‫غاية الدقة والقيم الفنية المستخدمة تشكل نمطا من الموضوعات الخاصة التي‬ ‫تكون عبارة عن اجراءات وتجارب نسبية ال تمتلك المعيارية الثابتة فليس كل‬ ‫تشبيه جميل وال كل تكرار مبدع ‪ ،‬وكل عنصر من هذه العناصر يمثل قوالب‬ ‫محكمة ‪ ،‬استعرض الناقد الدكتور عقيل مهدي بعض المكونات البحثية التي‬ ‫عاملت الفن معاملة العقلي المحض وعدته ضربا من ضروب الفلسفة ‪،‬‬ ‫ويستشهد بمجوعة من اآلراء ليقدم لنا رؤاه المؤمنة بوجود المؤثر اإلنساني‬ ‫الفكري والشعوري المشبع بالجمالية واالسلوب لديه تابع لطريقة التعبير‬ ‫الخاصة ‪،‬والبحث في العمق االبداعي يحتاج الى معرفة ما يطرحه كبار الفنانين‬ ‫الستخالص الرأي المدروس ‪ ،‬هناك من يعتقد بسحريته وبروحيته المعنوية من‬ ‫الهام ومن ايحاء‪ ،‬وفي الجهة االخرى هناك من يركز على الصفات التي‬ ‫تستنطق الحكمة واالرادة ‪ ،‬استشهادات متنوعة تطل بنا لعوالم غالبا ما نعيشها‬ ‫قبل ان نتعلمها ‪ ،‬فنان يتعجل العمل ليعرف ما الذي سوف يحدث ‪،‬شعور مبدع‬ ‫يترقب انبثاق الفكرة االولى للعمل الفني ويقدم لنا روح التأمل للوصول الى‬ ‫الطريق التكاملي عبر مكونات فكرية (من التفاهة ان أصور ما هو قائم ) وهذا‬ ‫طموح حر لتجديد الحياة ‪ ،‬فنجد ان المدلول الجمالي ال يمثل مرحلة زمانية أو‬ ‫اثر مكاني بقدر ما يؤثر شعوريا ‪ ،‬ويحافظ على قيمة النص امام سعة‬ ‫التصورات وعمق الرؤى المتباينة ‪ ،‬كمعايشته لنظريتين مختلفتين في علم‬ ‫الجمل ‪ ،‬اولهما ‪ ...‬المثالية التي ترى ان التطور فكرة ‪ ،‬والموهبة ألهام والجمال‬ ‫عبقري نابع من تصورات ذكية وليس من واقع اجتماعي ‪ ،‬سمات تأملية مجردة‬ ‫ال عالقة لها بمحتوى مضموني رسالي هو نمط تصوري يعتمد على استجابة‬ ‫الذائقة بينما النظرية الواقعية تتخذ الواقع مصدرا ‪ ..‬متقن التصوير ودقة‬ ‫التعبير والصدق‪ ،‬واالنسجام أحساس جمالي ‪،‬استطاع الدين ان يقدم رؤيا‬ ‫جمالية وعوالم روحية تروي لنا قصص االمم السالفة واحاديث عن االسراء‬ ‫والمعراج وعن القيامة والبرزخ وعن الجنة والنار وكشفت عن ما ال يعرف‬ ‫واستطاع ان يمنحنا اشكاال جديدة وينظر الواقع المتطور الى ان الحدس اداة‬ ‫ألدراك الشعور الباطني ‪،‬والذاكرة االستباقية ـ (النبوءات) هي ايضا من االعمال‬ ‫التعبيرية التي رسمت ما سيكون من توهجات ادراكية وهواجس واحاسيس من‬ ‫تأثير ات الوحي ‪ ،‬فكان سؤال الدكتور عقيل مهدي سؤاال جماليا وهبنا المتعة‬ ‫والدرس‬


‫إن‬

‫( علم الجمال ) من العلوم التي كان ديدنها وما زال هو اكتشاف مكامن النص ‪،‬‬

‫الظاهرة ‪ ،‬التكوين ‪ ،‬الخلق ‪ ،‬اإلبداع ‪ ،‬االبتكار ‪ ،‬األسلبة ‪ ،‬الطرائق ‪ ،‬والعديد من‬ ‫المسميات واألشكال على الصعيد الوعيوي والفكري ‪ ،‬إلحالتها الى مخاصب جمالية‬ ‫ذات منافع فردية ‪ ،‬وجمعية ‪ ،‬وبالتالي فهي منظومة ذات خصائص تنظيرية أكاديمية‬ ‫مهمتها إلحاق الجهد الفكري اإلنساني الى مصاف الذاكرة الخالقة ال ُمبتكرة ‪ ،‬ومن هنا‬ ‫نجد برأينا النقدي ‪ ،‬بان مهمة القائمين على مهرجانات المسرح الحسيني العالمي ‪،‬‬ ‫كانت غاية في النجاح ‪ ،‬واإلبهار ‪ ،‬الن التأثيث األصيل في مهمتها أو مجمل مالحق‬ ‫اشتغاالتها كان منصب ٌ على النواحي الفكرية والعقائدية في تدشين االنتقال التسلسلي‬ ‫صوب مضامين صياغة نمط جديد من أنماط كتابة ( الخطاب المسرحي ) الذي ظل‬ ‫والزمان فائتة ‪ ،‬حبيس اإلدراج ‪ ،‬والذي رفع عنه غبار الزمن ‪ ،‬ليرى نور الخلق ‪،‬‬ ‫واإلبداع ‪ ،‬واالبتكار ‪ ،‬واالستقراء ‪ ،‬والمشاهدة ‪ .‬نعتقد جازمين بأنها من أصعب المهام‬ ‫الملقاة على كاهل العاملين والقائمين والمسرحين المؤسسين األوائل ‪ ،‬في بلورة فكرة انتقال المعاضد التاريخية العظيمة للثورة الحسينية ‪ ،‬وواقعة الطف‬ ‫‪ ،‬الى دائرة الضوء من خالل أرقى منظومة مؤسسة أخالقية وتربوية تأخذ على عاتقها نشر أفكار تلك الرسالة السماوية المقدسة المدونة بحبر الدم ‪،‬‬ ‫والرقي اإلنساني ‪ ،‬واألخالقي ‪ ،‬والت ربوي ‪ ،‬والثوري ‪ ،‬والعقائدي الملتزم ‪ ،‬والتي تؤسس للقيم اإلنسانية ‪ ،‬والفكرية ‪،‬‬ ‫والتي تحمل كما ً هائال من العافية‬ ‫ّ‬ ‫والجمالية الرفيعة وهي تلك البوتقة الباهرة الجمال ( المسرح ) ‪ (( .‬وكان لنا الشرف ‪ ..‬بان نكون من ثلة المسرحيين المؤسسين األوائل لمسابقة النص‬ ‫الحسيني في دورته األولى )) ولعل المسرح هو المعنى الحقيقي الستدراج ( اللحظة ) و ( الهنا ) في تركيب مالمح الزمكانية المتاحة إلنشاء فضاءات‬ ‫من السمو التأثيثي للمشهد اآلني ‪ ،‬او االستشرافي ‪ ،‬أو التاريخي ‪ ،‬إلحالته الى مبالغ التخليد ‪ ،‬وإخراجه من حيز ( بطونات الكتب ) و ( الشريط المسجل‬ ‫) الى عيون الضوء المبصرة برؤى ذات اشتهادات مالزمة لذات معنى المعنى في خضم فحوى الثورة الحسينية ‪ ،‬ومن اجل ترسيخ تلك القيم واألفكار‬ ‫اإلنسانية النبيلة ‪ ،‬والمآسي التاريخية العظيمة ‪ ،‬ودفعها باتجاه محاكاتها او سيمائيتها ‪ ،‬من وجهة النظر الحداثوية ‪ .‬ومما ال شك فيه ‪ ،‬بان جمالية‬ ‫االشت غاالت الفكرية في المهرجانات األربع المنصرمة ‪ ،‬كانت غاية في التمكن الرفيع المستوى في استقطاب عدد كبير من األكاديميين العراقيين ‪ ،‬والعرب‬ ‫المشتغلين بفن المسرح ‪ ،‬بحثا ً ‪ ،‬وتنظيرا ً ‪ ،‬واجتهادا ً مدارسيا ً ‪ ،‬وأساتذة كبار آلوا على أنفسهم ان يبذلوا قصارى جهودهم في احتضان تلك الفكرة‬ ‫السامية ‪ ،‬واالشتغال على تنميتها واحتضانها ‪ ،‬باعتبارها فكرة تهم تداول‬ ‫‪ ،‬وتناول العقل الجمعي ‪ .‬ان القيام بدور الريادة للعتبة العباسية المقدسة ‪،‬‬ ‫في تخصيص مهرجان سنوي لـ ( المسرح الحسيني ) في رأينا ‪ ..‬ما هي‬ ‫إال ظاهرة صحية معافاة وغاية في بذاخة اإلبهار ‪ ،‬على صعيد رفد الحركة‬ ‫المسرحية العراقية والعربية والعالمية بالمعالم الفكرية واإلنسانية‬ ‫والعقائدية للثورة الحسينية الخالدة على مر الدهور ‪ ،‬من خالل الخطاب‬ ‫المسرحي بدء ً ‪ ،‬ومرورا بالدراسات والبحوث األكاديمية التي تناقش ذات‬ ‫المسرحي ‪ ،‬وإقفاال ً بالجلسات النقدية التشاركية التي من‬ ‫الهم االشتغالي‬ ‫ّ‬ ‫شأنها استكمال الصورة الجمالية االشتغالية في جسد المهرجان ‪ .‬إذن هي‬ ‫تجربة خالقة ‪ ،‬وواعية ‪ ،‬وهادفة ‪ ،‬علينا جميعا كمسرحين ان نقف في‬ ‫حضرتها وقفة إجالل ٍ وتعظيم ٍ ‪ ،‬وتعضيد ٍ ‪ ،‬ألنها أوال ترتقي بفكرة انتشار‬ ‫الوعي الوالئي للثورة الحسينية الجليلة ‪ ،‬من أماكن التشبيه ‪ ،‬الى حيز‬ ‫الفرجة المسرحية ‪ ،‬وبالتالي المنظومة برمتها تسعى لالرتقاء بهدفها‬ ‫الجمالي الفكري السامي النبيل ‪ ،‬من اجل الوصول الى نتائج فضلى‬ ‫لالستجابة من قبل الملقي النخبوي ‪ ،‬والعادي ‪ ،‬وعلى حد ٍ سواء ‪ .‬وإذا انتقلنا الى المبحث الثاني من هذه الدراسة ‪ ،‬وهو ( معايير النجاح ) لمهرجانات‬ ‫المسرح الحسيني ‪ ،‬فهناك ثمة سؤال يجول داخل الذاكرة الحية المتقدة ‪ ،‬وبخاصة تلك الذاكرة التي تجد لذاتها حيزا اشتغاليا جماليا وتنظيريا ًتخصصيا‬ ‫أكاديميا داخل مالذات وبواتق ذلك المنحوت السحري ّ الخالق ( المسرح ) ‪ ،‬علينا إيجاد إجابة ذات دالئل ناجعة ومنتجة من خالل المعايشة على ارض‬ ‫واقع ذات المهرجانات وعلى مدى الدورات األربع الفائتة ‪ ،‬وباعتبار أن مناطق اشتغاالتنا التخصصية األكاديمية ‪ ،‬هي الكتابة والنقد المسرحي ‪ .‬السؤال‬ ‫( هل نجح القائمون على تنظيم مهرجان المسرح الحسيني الذي تقيمه العتبة العباسية كل عام ‪ .‬وما هي معايير نجاحه ) الجواب وفق‬ ‫مفاده ‪-:‬‬ ‫وجهة نظرنا النقدية ‪ ،‬نعم ‪ ،‬الن منظومة االشتغال االستعدادية والتنظيمية والرجاالت الذين بذلوا أقصى طاقات الجهد العالي ‪ ،‬هي كفيلة برأينا إلنجاح‬ ‫المسرحي الحسيني ‪ .‬وتأتي رعاية واهتمام السيد احمد الصافي األمين العام للعتبة العباسية المقدسة على رأس تلك‬ ‫مظاهر هكذا مهرجان عالمي للنص‬ ‫ّ‬ ‫المنظومة الخالقة االشتغالية الدءوبة في رفد المهرجان من الناحية االسنادية الفاعلة ‪ ،‬واالستعدادية الناهضة ‪ ،‬واإلمكانيات الهائلة ‪ ،‬والقدرة الفائقة من‬ ‫لدن تلك الثلة الحسينية الخيرة إلنجاح المهرجان ‪ .‬وال يألوا جهدا السيد الصافي دام ظله في رفد المهرجان ‪ ،‬بدء ً من دعمه ماليا ‪ ،‬ومرورا باإلشراف‬ ‫الرقي بالمهرجان ألقصى درجة من درجات االنسجام الفكري والعقائدي والوالئي ورفع مستواه‬ ‫المباشر عليه ‪ ،‬والمتابعة الجادة والحريصة له لمحاولة‬ ‫ّ‬ ‫المضموني والشكلي الذي يؤشر بجدية خالقة وباهرة االرتقاء بالفكر الحسيني المتجدد عبر مؤسسة أخالقية وتربوية وإنسانية وفكرية راقية وهي‬ ‫( الخطاب المسرحي ) ‪ .‬إن تأثيث ملحمة الخلق الفكري واإلنساني عبر ناصية المسرح وتأسيس البنائية المعطاءة لمهرجان المسرح الحسيني تقوم على‬ ‫عدة عوامل تأتي في اولوياتها تسيد تلك العقول ذات الفهمية العالية ‪ ،‬واالفاق الفاعلة والمتفاعلة الوعيوية في جدولة تلك التراتبية الزمكانية الباعثة‬

‫‪9‬‬

‫العدد الثالث– شباط – ‪4102‬‬


‫على انعاش روح النجاح ‪ ،‬ومن ثم االشتغال لمدة زمنية طويلة قبل انعقاد المهرجان من جدولة سياقات عمل وإعدادات في استقبال النصوص المشاركة‬ ‫وتعين لجان تخصصية ‪ ،‬ولجان علمية ‪ ،‬ولجان بحثية ‪،‬وجلسات نقدية ‪ ،‬وعروض مسرحية ‪ ،‬وأماكن الستقبال الوافدين للمهرجان من بقاع مختلفة من‬ ‫العالم عراقية وعربية ذات اهتمامات مسرحية مختصة وأكاديمية وربما تفيض في رأس صفحة األسماء المجبولة لذاك الجهد النبيل الموزع بتقنية وبنية‬ ‫عالية للسيد عقيل عبد الحسين الياسري عضو اللجنة التحضيرية لمهرجان المسرح الحسيني العالمي ونائب رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية في‬ ‫العتبة العباسية المقدسة ‪ .‬والجهود الخالقة ‪ ،‬اإلبداعية ‪ ،‬والفكرية ‪ ،‬والفنية ‪ ،‬والتقنية المبذولة من قبل مسؤول شعبة اإلعالم في قسم الشؤون الفكرية‬ ‫والثقافية في العتبة العباسية المقدسة األديب األستاذ علي الخباز ‪ ،‬مع ثلة من السادة خدمة اإلمام العباس عليه السالم من الجنود المجهولين الذين تراهم‬ ‫وأنت َ داخل منظومة المهرجان خلية نحل التقاد شمعات أصواتها اال همسا ً ‪ ،‬الن مناطق اشتغاالتهم الراقية ال يحتاج الى ربكة وضجيج وصراخ النهم‬ ‫البهي ‪ ،‬والمغموس بالدم النبوة الطاهر وترى وجوههم معروقة حزنا ً تارة ‪ ،‬وغبطة ً تارة اخرى ‪،‬‬ ‫مجبولين من طينة معجونة بذلك التراب الكربالئي‬ ‫ّ‬ ‫فهنيئا لهم تلك المساعي الحميدة التي يبذلوها في خدمة شهداء كربالء عليهم السالم ‪ .‬وهم يقدمون للوافدين للمهرجان أرقى أنواع الخدمات وقد بانت‬ ‫على محياهم تلك االبتسامة الودودة ‪ ،‬التي تثلج صدر المعرفة ‪ ،‬وتبهر ناظر الفكر‪ ،‬وتوهج مالمح الذاكرة المتقدة ‪ .‬من هنا ‪ ....‬ومما سبق نجد بان‬ ‫المهرجانات المسرحية لمسابقة النص الحسيني العالمي األربع الفائتة ‪ ،‬كانت بذات القدر من النجاح واإلبهار ألنها تحاكي تلك ( الال ) التي راح صداها‬ ‫يمآل أفق الكون زهوا ً ‪ ،‬وكبرياء ً ‪ ،‬هي تلك (الال) التي اطلقها اإلمام الحسين (عليه السالم) بوجه أعتا طغاة األرض وافسدهم لدين هللا ‪ ،‬وسنة نبينه‬ ‫االكرم ‪ ،‬وال بيته الطيبين االطهار ‪ ،‬واستباحوا الدم ابن نبيهم ‪ ،‬وداسوا بحوافر خيولهم جسده الطاهر الشريف ‪ ،‬تلك الزمرة التي ما زالت الى االن تحمل‬ ‫أوزار ذاك الدم الطاهر الزكي ‪ ،‬والخارجين على نواميس الوضعية ‪،‬‬ ‫لي وانا في حضرة مهرجان المسرح الحسيني ‪،‬‬ ‫والسماوية ‪ .‬وال بد ّ‬ ‫ان استذكر ما يجول في ذاكرتي من خلق موائمة أحاول فيها ان‬ ‫اجري مواشجة فاعلة بين رجل الدين الذي يفقه تماما تعاليم السماء‬ ‫‪ ،‬وفق ما انزل على صدر رسولنا الكريم والمحفوظ بين الدفتين‬ ‫( القرآن المجيد ) وسنته الكريمة ‪ ،‬واحاديثه الشريفة ‪ ،‬والموروث‬ ‫الكبير والعظيم ألحاديث وتعاليم أئمة أهل بيت النبوة عليهم السالم ‪،‬‬ ‫وبين ذات رجل الدين الذي يزامن قراءاته الثرة باستقراءات حداثوية‬ ‫عن المسرح واهمية بالنسبة للعقل الجمعي لدى الشعوب وكيفية‬ ‫الحسيني ‪،‬‬ ‫المسرحي‬ ‫االرتقاء بذاك العقل وفق منظومة كتابة النص‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فها هو السيد احمد الصافي االمين العام للعتبة العباسية المقدسة ‪،‬‬ ‫والتي ساقطف من ثمار كلمته التي القاها في المهرجان الرابع‬ ‫الحسيني حيث قال ‪ (( -:‬قديما ً قيل هناك صناعات خمس ( الجدل – البرهان – المغالطة ‪ -‬الشعر‪ -‬الخطابة ) والمسرح يدخل‬ ‫لمسابقة النص المسرحي ّ‬ ‫ّ‬ ‫تحت بابين هما أما الشعر أو الخطابة ‪ ،‬وهناك مشتركات تجمع بين الشعر والخطابة‪ ،‬والجامع المشترك بينهما هو مخاطبة األحاسيس والعمل على‬ ‫استثارتها وكل منهما يعمل ويرسم له صورة لمخاطبة تلك األحاسيس ‪ ،‬ولهذا نجد األمم من جملة ما تهتم به هو تعضيد شعرائها وخطبائها )) وهذا نتاج‬ ‫فعلي قائم على ثوابت ادبية وعلمية وفكرية راسخة في استثمار المديات الفهمية الراقية في كتابة النص المسرحي الحسيني ‪ ،‬وقد اعتبر السيد الصافي‬ ‫المسرح هو عملية الستثارة االحاسيس االنانسانية ‪ ،‬وجل ّ التراجيدات على مدى تاريخ المسرح قديما اعتمدت بالكلية على استثارة النوازع النسانية‬ ‫وتقديم المأساة على انها الخالص لتطهير الذات ‪ .،‬اذن ‪ ..‬ان هذا االدراك الفلسفس الذي اجالنا اليه السيد الصافي هو خارطة لتجسيد تلك المأساة‬ ‫الكربالئية على الورق كخطاب مسرحي ‪ ،‬لتاتي مرحلة النضوج من خالل العرض المسرحي للحصول على اعلى درجة من درجات االستجابة من لدن‬ ‫المتلقي ‪ .‬ومن خالله متابعتي الدقيقة لكلمة السيد الصافي قال في معرض حديثه ‪ (( -:‬ان المسرح الحسيني هو أحد الشعائر الحسينية فهناك شاعر‬ ‫حسيني وأديب حسيني فال بد من وجود مسرح حسيني ويجب العمل على تصديره لكل من يقرأ ويريد أن يعرف أو يتعرف على اإلمام الحسين عليه‬ ‫السالم فكل مهتم بالمسرح يتوجب عليه أن يفهم اإلمام الحسين عليه السالم ))‪ .‬هي دعودة فائقة النبوغ في تصدسر التعريف بتلك الشخصية التي كتبها‬ ‫التاريخ وطرزها بحروف من دم وماس ‪ ،‬هناك شاعر ‪ ،‬واديب ح سيني ‪ ،‬يشترط السيد هنا في وجوبية اثبات هوية المسرح الحسيني بدء ً بالكاتب‬ ‫والمخرج والتأثيثات الفنية والتقنية المحاذية للعمل المسرحي ‪ ،‬من اجل ان يقرأ ‪ ،‬او يشاهد من يريد ان يتعرف على شخصية الحسين عليه السالم ‪ .‬لقد‬ ‫سجلت مهرجانات مسابقة النص المسرحيذ الحسيني التي تقيمها العتبة العباسية المقدسة عبر أعوامها األربع الخالية ‪ ،‬سبقا فكريا ‪ ،‬وثقافيا ‪ ،‬وأدبيا ‪،‬‬ ‫وإعالميا ‪ ،‬ودينيا ‪ ،‬ال اعتقد بان احد من المؤسسات الحكومية ‪ ،‬وال المدنية قد سبقت هذا الكرنفال البهي الذي سيذكره التاريح ويكتبه بحروف خالدات‬ ‫من ذهب ‪ .‬فهنيئا للمس رح العراقي ‪ ،‬بهذه الجهود المعطاء التي رفدت الحركة المسرحية العراقية والعربية بتلك النصوص المسرحية التي تحتاج الى من‬ ‫يالمس شغافها الظهارها الى النور ‪ .‬ام مهرجانات المسرح المسرح الحسيني تحلق بنا بعيدا صوب السنة االلف ونيف ‪ ،‬لتسمو فوق جراحات العراق ‪،‬‬ ‫ولتوثق له بلوغرافيا تاريخا مميزا في دائرة الضوء المسرحي العراقي الخالق ‪ .‬ومن الجدير باإلشارة بان جملة النشاطات هذه قد ساهمت إسهاما فاعال‬ ‫في ترصين مهمات المهرجانات القادمة لتمكنها من تجاوز الهنات التي تقع فيها مهرجانات مسرحية عربية وعالمية تخصصية أكاديمية والمشتغلة بذات‬ ‫المسرحي ‪ .‬ان اللجنة التحضيرية كانت من النخب ذوي االختصاص في تهيئة مهام التحضير قبل وأثناء انعقاد المهرجانات ‪ ،‬وربما اللجنة‬ ‫الهم‬ ‫ّ‬ ‫التحضيرية للمهرجان هي من انجح اللجان الفاعلة في جسد المهرجانات واللجان البحثية هي كذلك تقع فوق سقف اإلبهار والنجاح واإلقناع ‪ .‬ويأتي‬ ‫اشتراك بعض األسماء الكبيرة في كتابة النص المسرحي وثلة من قامات ورواد المسرح العراقي لحضور المهرجانات من وجهة نظري النقدية تأتي‬ ‫توكيدا على نجاح فعاليات المهرجانات ‪ .‬هنيئا لنا جميعا كمسرحيين ‪ ..‬وهنيئا للمسرح العراقي بمهرجان مسابقة النص المسرح الحسيني المسرح‬ ‫الحسيني العالمي ‪ ..‬الذي يقام على ارقى بقعة عرفها التاريخ وهي ارض كربالء المقدسة ‪ ،‬وفي رحاب وضيافة أبي الفضل العباس ( عليه السالم ) ‪..‬‬ ‫وهنيئا لنا على النخبة المضيئة التي بصمت بصماتها الرائعة إلنجاح المهرجان من خدمة اإلمام العباس عليه السالم ‪ .‬وهنيئا للمسرح العراقي بهذا العقل‬ ‫الديني اإلسالمي مستنير والمتفتح والمدرك لمدى تأثير المسرح الفكري والعقائدي واإلنساني والملحمي على الذاكرة الجمعية ‪ ،‬وهذا العقل الراجح يكمن‬ ‫داخل كينونة سيد ٌ كربالئي نجيب هو السيد احمد الصافي األمين العام للعتبة العباسية الشريفة وخطيبها الذي يساوق الزمكانية لالرتقاء بالذاكرة العراقية‬ ‫الجمعية من خالل خطب الجمعة ‪ ،‬والنزول عبرها لهموم الناس ومعاناتهم للبحث في مالمح وفضاءات االتكاء على انتشار الملمح والواعز الوالئي‬ ‫الوعيوي ليخلق منه منتجا جديدا قد اعتلى عليه غبار األزمنة القاسية إلزالة مرارة الدهور الفائتة ‪ ،‬ووضع البنان على كل خلل من الدولة والحكومة‬ ‫إزاء المواطن العراقي البسيط الذي ال يملك اال سجادة يصلي عليها لربه ‪ ،‬وفقر يسلخ جلده ‪ ،‬وقهر يومي ‪ ،‬ودعاء لقضاء حاجته من خالل وسيلته‬ ‫السامية الى هللا سبحانه وتعالى ‪ ،‬عبر سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد األمين صلوات هللا عليه وآله وسلم من األئمة المعصومين الطاهرين الطيبين‬ ‫عليهم السالم ‪ ،‬وفي الختام ال يسعني اال أن أهنيء العراق البهي بمهرجان المسرح الحسيني الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة ‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫العدد الثالث– شباط – ‪4102‬‬


‫ضمن نشاطات اعضاء فرع المؤسسة في محافظة‬ ‫ديالى – شارك كل من الفنان عادل عطا هللا والفنان‬ ‫عماد الجيال في المعرض الفني (اسود وابيض) ‪،‬‬ ‫وهو معرض مشترك لفناني محافظة ديالى ‪ ،‬حيث‬ ‫ضم عدد من فناني كلية الفنون الجميلة في جامعة‬ ‫ديالى وفنانين من خانقين فضال عن فنانين من‬ ‫مدينة كالر ‪.‬‬ ‫هذا و اقيم المعرض بالتعاون بين جمعية التشكيليين‬ ‫العراقيين – فرع ديالى مع دائرة الفنون في خانقين‬ ‫وعلى قاعات دائرة الفنون في خانقين بتاريخ ‪-8-81‬‬ ‫‪. 4182‬‬ ‫وقد ذكر الفنان عادل عطا هللا ان مشاركة اعضاء‬ ‫المؤسسة في هذا المعرض جاءت ضمن نشاطات‬ ‫االعضاء السنوية وضمن فعاليات جمعية التشكيليين‬ ‫في المحافظة‪ ،‬وان هذا المعرض هو معرض‬ ‫متخصص بلوحات التخطيط والحبر والكرافيك وكانت‬ ‫االعمال متنوعة ضمت افكار فنية تعبر عن توجهات‬ ‫الفنانين التشكيلين المشاركين في المعرض‬

‫دوز المدينة النائمة في حضن الصحراء الواقعة في الجنوب التونسي و التي تحتفل بعرسها هذه السنة من ‪ 46‬الى ‪ 42‬ديسمبر ‪ 4101‬تستقبل زوارها كل‬ ‫سنة بحفاوة و تفتح أحضانها لهم لتغمرهم بدفئها‪ .‬الشمس تلقي بضوئها الخافت على الواحات و على الرمال الناصعة البياض‪ ..‬صهيل الخيول‪ ,‬صوت‬ ‫"القصبة" يأتي من بعيد مفعما بالحنين و الحزن و المرارة مرارة العشاق الهائمين في الصحراء على خطى المتصوفين و أبناء السبيل‪ .‬بيوت أهالي دوز‬ ‫مثل قلوبهم مفتوحة للجميع فيعسر أن تجد عائلة واحدة في هذه المدينة أيام المهرجان بال ضيوف‪ .‬فهؤالء الناس الذين اختاروا االقامة في أعماق الرمال‬ ‫روضوا الصعاب و انتصروا على قسوة الطبيعة بزرع الواحات و حفر اآلبار و تربية االبل و الخيول و الماشية الثبات قدرتهم على نحت حياة كريمة في‬ ‫في أعماق كثبان الرمال‪ .‬الى وقت قريب كانت دوز تعرف باسم المرازيق و تنقسم الى ثالث عروش كبرى‪ .‬كانت دوز في العهد العثماني استراحة أساسية‬ ‫لحجيج المغرب و الجزائر وبها زاويتي "الغوث" و "المحجوب" و تنتشر بها المدارس القرآنية التي يسهر على تسييرها مشائخ أجالء و مازالت زاوية‬ ‫"المحجوب" الى اآلن لكن بثوب جديد من ناحية السكن و المطعم و التسييير‪ .‬أما في العهد االستعماري فكانت دوز مركز خليفة في حين كان القايد ينتصب‬ ‫بقبلي‪ .‬أما حاليا فان دوز مركز معتمديتين‪ :‬دوز الشمالية و دوز الجنوبية كما أنها تضم بلدية‪ .‬و بها عدة مدارس ابتدائية و اعدادية و معاهد ثانوية‪ .‬و قد‬ ‫اشتهرت دوز بثورتها على المستعمر الفرنسي في أعقاب الحرب العالمية األولى و كانت حادثة البرج في ‪ 42‬ماي ‪ .0222‬ساحة حنيش و اذا كانت مدينة‬ ‫دوز من أجمل المدن و كان أهلها يهتمون بالعلم و المعرفة وهو ما يفسره نسبة الخريجين سنويا فانهم لم ينسوا تقاليد الصحراء التي تربوا عليها و التي‬ ‫يقدمونها خالل أيام المهرجان في ساحة حنيش أمام حشود من الناس من مختلف الجنسيات‪ .‬ساحة حنيش التي ربما تكون أكبر ركح في العالم تحتل ألف‬ ‫هكتار تحتضن منذ سنة عروض المهرجان التي تعبر عن عادات البدو‪ :‬العرس التقليدي‪ ,‬وجوه الرجال " بالحولي" األبيض كرمز للفخر و الكبرياء‪,‬‬ ‫زغاريد النساء‪ ,‬سباق الفرسان‪ ,‬عراك الفحول‪ ..‬فرق الفنون الشعبية بألوانها و ايقاعاتها المختلفة التي تجوب الساحة‪ .‬عمود فقري ان مهرجان الصحراء‬ ‫الدولي هو العمود الفقري للسياحة الصحراوية فاالشعاع الذي وصل اليه في السنوات األخيرة فاق كل تقدير ألصالة المنتوج الذي يقدمه‪ .‬ان المشاركات‬ ‫الدولية العربي ة تؤكد مدى انفتاح المهرجان على محيطه الصحراوي العربي ذلك أن مهرجان الدولي للصحراء هو أكبر مهرجان عربي في فنون الصحراء‬ ‫و ثقافاتها‪ .‬مهرجان دوز يسعى الى المحافظة على خصائص و مميزات المرازيق وهو يمثل حدث ثقافي و سياحي هام‪ .‬كما تقام على هامشه عروض‬ ‫موسيقية و مسرحية من تونس و خارجها اضافة لمعارض للصناعات التقليدية لكشف عادات الصحراء التونسية‪ .‬و تعود الجذور األولى لهذا المهرجان‬ ‫الى أواخر القرن التاسع عشر عندما كان مجرد تظاهرة لالحتفال بتربية االبل و يسمى عيد الجمل و تم تطويره سنة عند زيارة الحبيب بورقيبة و سمي‬ ‫بمهرجان الصحراء الى أن تمت تسميته بالمهرجان الدولي للصحراء‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫العدد الثالث– شباط – ‪4102‬‬

‫الصحفية صباح منصور ‪ /‬تونس‬


‫بنت الرافدين‪((..‬منى يوسف صليوه )) شهرزاد بغداد ‪...‬‬ ‫دكتوراه هندسة طائرات بطعم الشعر ونكهة العشق العراقي وغربة المهاجر المجروح‬ ‫هكذا هم العراقيون ‪ ،‬جواهر تتألأل في غياهب الغربة يبحثون عن مأوى آمن أو سقف‬ ‫يحميهم من براكين القتل والتهجير ‪ ،‬طاقات تكاد تكون متميزة في كل مكان وزمان ‪.‬‬ ‫وهنا كنا مع جوهرة عراقية من نوع نادر ‪ ،‬فتاة عراقية حد النخاع ‪ ،‬دكتوراه هندسة‬ ‫طائرات ‪ ،‬لها براءة اختراع ‪ ،‬أديبة من طراز خاص ورفيع ‪ ،‬شاعرة رقيقة كنسمة‬ ‫هواء عليل على اطراف دجلة ‪ ،‬عاشقة لبغداد وشهرزادها ‪ ،‬تمتد جذورها وأصالتها من‬ ‫عشتار العراق ‪ ،‬آشورية النسب عراقية الهوى ‪ ،‬نطقت لمجلة مؤسسة الشبكة بكل‬ ‫جوارحها ‪...‬ليكون هذا الحوار‬ ‫حاورها ‪ /‬يعقوب العبد هللا‬ ‫‪ ‬عشقت القمر ولي قصائد وبحور وأشعار عن القمر‪..‬‬ ‫‪ ‬قريبا سيعرف بلدي وكل احبابي اني شرفت بلدي وعراقي‪.‬‬ ‫‪ ‬االب دعائم االمان ‪ ،‬والوطن مرساه فكيف أصف من ال مرسى له وال دعائم‪.‬‬ ‫‪ ‬أنا فارقت بلدي مجبرة خائفة مهجرة أحمل جروحي وانكساراتي لكني ما‬ ‫يئست يوما وكان حب وطني ووالدي دافعي للنجاح‪.‬‬ ‫دعيني أحاورك ابتدا ًءا بحياتك الشخصية واألكاديمية ثم أنطلق نحو المحور الثالث أي األدبي‪ ...‬بماذا تحبي أن ابدأ معك‪ ..‬بتسميتك دكتورة أو شاعرة أو مهندسة‬ ‫طائرات أم ابنة الرافدين؟‬ ‫قبل ان أكون دكتورة او شاعرة او مهندسة ولدت في أرض العراق بقلب نابض صغير دون القاب ومظاهر ‪ ،‬لهذا لي الفخر ان أكون بنت العراق ‪ ،‬بنت‬ ‫الرافدين‪...‬هذا االسم اقرب الى قلبي ووجداني‪...‬فناديني ابنة الرافدين‪.‬‬ ‫طفولتك في العراق كيف كانت وما هي معالمها وكيف رسمت بمخيلتك المستقبل؟‬ ‫طفولتي التي قضيتها في حضن والدي ووالدتي وإخوتي وأنا اصغرهم كانت رائعة‪ .‬والدي رحمه هللا كان يشجع فينا العلم والدراسة وألنني كنت احب الشعر‬ ‫والمطالعة فقد كان يأخذني معه دوما ً الى المكتبات ‪ ،‬يشتري لي الكتب التي احب وكان يسألني دائما ماذا تعلمت من هذه القصه او ما هي العبرة من هذا المثل لذا‬ ‫كنت اقرأ الكتب بحب وتمعن‪ ...‬لم اكن احلم يوما ً ان اكون مهندسة انما كنت احلم دائما ان اكون طبيبة وكنت اتمنى ان يكون تخصصي بالقلب والشرايين‪....‬لكن‬ ‫ليس كل ما يتمناه المرء يدركه‪ ...‬ولهذا قررت ان أمس شغاف القلوب بكلمتي وكتاباتي علني أحرك الشرايين نحو نبض الحب الحقيقي‪.....‬هل ترى يا سيدي ماذا‬ ‫تعني الكلمة عندي‪.....‬؟؟؟‬ ‫من هو المعلم األول للدكتورة منى وبمن اقتدت ولماذا ؟‬ ‫معلمي االول وصاحب الفضل في ما انا عليه اآلن هو والدي يوسف صليوه رحمه هللا ‪ .‬كان والدي إنسانا ً بسيطا ً وطيب القلب وكان له سحر غريب على قلوب‬ ‫الناس‪ .‬كلما تحدث مع احدهم أقنعه بالحب وا لدالئل وكنت أتمنى أن أكون مثله بالوعي وطريقة الحضور والكالم ‪ ،‬وكان اصدقائي في الجامعة يحدثون والدي وكأنه‬ ‫صديقهم ويعرف كل مشاكلهم ويحلها لهم دون أن يرجع في ذلك الي ؛ وكنت احب هذا الشعور أي ان تكون محبا ً بشكل مطلق للجميع ‪ .‬والذي يعرفه سيشهد له بهذا‬ ‫وأول كتاب شجعني والدي على قرأته كان االنجيل المقدس وكان صعبا ً علي ان افهمه لكنه كان يشرح لي كل المعاني كي افهم ‪ ،‬وله مقوله اعشقها كثيراً كان‬ ‫يقول ‪ :‬من زرع كلمة هللا مبكراً في قلبه يكون اقوى شجرة حب وإيمان في كبره‪....‬وكنت دائما اتخيل نفسي برعما صغيرا لم يصل الى حجم تلك الشجرة التي تحدث‬ ‫عنها ‪ ...‬أبكيتني يا سيدي بسؤالك هذا وذكرتني بأيام لن تعود وحب ازلي لم ارى له في الكون وجود ‪.‬‬ ‫هل كانت الميول األدبية مرافقة لك في الصبا والمراهقة والشباب؟ اذا كان الجواب بنعم ‪ ،‬كيف ترادفت مع هندسة ميكانيك الطائرات؟‬ ‫نعم انا كنت منذ الصغر أعشق الكتابه ولي جوائز بالشعر واألدب والقصة في فترات الدراسة وخصوصا ً في فترة المراهقة عشقت حبا ً غريبا َ وأرجو المعذرة‬ ‫والسماح من القراء ان قلت الحقيقة‪ ....‬لقد عشقت القمر ولي قصائد وبحور وأشعار عن القمر حين كنت ما ازال في فترة الدراسة المتوسطة ‪ .‬وكنت اعتقد ان‬ ‫فارسي ينظر الي من القمر وكنت اعشق السهر وأنا احدث فارسي وعشقي عن حبي األزلي له‪.....‬وكان اخي الكبير يسخر مني ويقول لي ان القمر زوج الشمس‬ ‫وهذا ما جعلني اكره الشمس التي ما كتبت لها شعراً ‪ .‬وبقيت أعشق الليل والقمر واكتب عنهم حتى هذا ال يوم بحيث اني اذا احببت احدهم قلت له يا قمري ‪ .‬كم‬ ‫كانت ايامنا بريئة ! ليتني بقيت على حب القمر بدل البشر الن القمر حث قلمي وشجعني والبشر جرحني وآلمني ‪.....‬أما كيف ترادفت مع الهندسة فال اعلم‪..‬‬ ‫الهندسة دراستي وأنا مبدعة في عملي ودراستي فهي لغة عقلي وطموحي ‪ ،‬والكتابة والشعر هواياتي وهي لغة قلمي ونبضي ووجداني وهذا ما يكمل االنسان ؛‬ ‫النبض والعقل‪.....‬وهناك مقوله اقولها دائما ً وهي أننا عندما نحلق في االجواء تنطلق حينها الكلمات والمشاعر‪.‬‬ ‫منطقة الدورة في بغداد الماضي والحاضر والمستقبل المجهول ماذا تعني لك ؟‬ ‫آه يا سيدي كم هو مؤلم هذا السؤال ‪ ...‬الدورة منطقتي ‪ ،‬ذكرياتي ‪ ،‬طفولتي ‪ ،‬دراستي ‪ ،‬اشعاري االولى ‪ ،‬حبي االول وأجراس كنيستي فكيف الخص عمراً في‬ ‫سطور؟ ال أجد ما اكتبه هنا فهي تعني لي المنى نفسها ‪ ،‬جيرتي ‪ ،‬صحبتي ‪ ،‬اعيادنا ‪ ،‬حبنا واشياء كثيرة جداً ‪ .‬ال يمكن أن أضع حياتي في سطور ‪..‬أتذكر ايام العيد‬ ‫في الدوره والجيرة الرائعة وتبادل صحون الكليجة وحديث الصديقات‪ ...‬لم نعرف يوما ً شيئا ً اسمه الطائفية ‪ .‬كنا واحداً ‪ ،‬نحب بعضنا كما نحن ولم أكن أعرف‬ ‫جارتي ان كانت شيعية او سنية او صابئية او مسيحية ‪ ،‬كنت اعرف فقط انها جارتي التي احب‪.....‬وكان بيتنا مزاراً لكل الجيران ذلك ألننا نحب الصحبة‬ ‫والناس‪....‬اين تلك االيام يا سيدي‪ ...‬؟ ماضينا كان اجمل من حاضرنا لكننا نأمل ان يكون مستقبلنا اجمل من ماضينا وحاضرنا وترجع الدوره وكل مناطق العراق‬ ‫سالمة محبة وأهلها آمنين ‪.‬‬ ‫تميزت بذكائك وتقدمك الدراسي وكانت لك براءة اختراع واليوم انت تحملين الدكتوراه في هندسة الطائرات ‪ ،‬هل وصلت منى الى مراحل الطموح؟‬ ‫شكراً هلل ان كنت متقدمة في شيء فهذا من فضل ربي ‪ .‬نعم لي براءة اختراع في الحراريات عندما كنت طالبة ماجستير في الجامعه التكنولوجيه وكانت حول‬ ‫معاملة البوكسايت العرا قي واطيآن الكاوؤلين حراريا واستخدامهم في صناعة بوادق صهر بدرجات حرارة عاليه وقد نشر هذا الموضوع وقتها في كثير من‬ ‫الصحف‪....‬أما اليوم فأنا اعمل جاهده للوصول الى شيء يضيف للعلم عموما ً وعلوم الهندسة الميكانية خصوصا ً شيئا ً جديداً ‪ ،‬وسأنجح بأذن هللا وال استطيع قول‬ ‫اكثر من هذا حاليا ً‪....‬لكنني أعدكم بنشر ما أتوصل اليه قريبا ً بإذن هللا‪.‬‬ ‫أما بخصوص وصولي مرحلة الطموح؟‬ ‫الطموح ال يتوقف ‪ ..‬هو معك كما النبض ‪ ،‬يتوقف ما أن فارقنا النبض والحياة ولهذا ترى اشخاصا ً مسنين لكنهم مفعمين بالطموح والحياة وكأنهم اوالد العشرينات‬ ‫‪ ....‬وانا آخذ حكمتي منهم ولهذا تراني طموحة للكثير علميآ وادبيآ وحتى على صعيد الحياة الشخصيه ومازالت لي احالم وطموحات كثيرة لم احققها‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫العدد الثالث– شباط – ‪4102‬‬


‫بما أن النجاح محارب وهو متفق عليه ‪ ،‬هنالك بعض األقاويل تنعتك أو تتهمك بالفشل أو ببعض الكلمات المرادفة لها من ناحية عملك األدبي واألكاديمي ‪..‬ما هو‬ ‫ردك عليهم؟‬ ‫نعم النجاح محارب والحسد والحساد كثريون والنفاق والمنافقون أكثر لكني تعلمت في حياتي ان اصنع من كالمهم نجاحا ً ومجداً وهناك مقوله دائما اقولها " ان‬ ‫كنت تحبني فمعنى ذلك اني استحوذت على اهتمامك وان كنت تكرهني فأنا قد استحوذت على انتقامك وفي كال الحالتين فأنني اسيطر عليك " ‪ ،‬تلك مقولتي ‪ .‬الناس‬ ‫لم تقتنع باألنبياء والرسل وتحدثت عنهم بالسوء فكيف أسلم أنا منهم يا سيدي ! هناك من يقول اني فاشلة واني ال اجيد الكتابه وحتى الهندسة ‪ ،‬لكن كالمهم ال دليل‬ ‫عليه‪ .‬االنتقاد رائع اذا بني على ادله وحجج والبينة على من ادعى ‪ .‬هناك شخصية اكن لها كل الحب واالحترام قالت أن كلماتي وأشعاري مزعجة وقد كسر بكالمه‬ ‫الجارح ذاك قلبي وقلمي ولهذا كتبت بقلم مشضى وقلب مدمى ولكن الناس مازالت تقرأ لي وتحب كتاباتي وهذا ما جعلني اشعر ان حكمه ذلك كان مثل مقص‬ ‫مزارع قص فروع وأغصان شجرة لتستقيم وترتفع وتكون رائعة بثمارها ‪ ،‬فشكراً له فقد صنع بقسوته قلما ً ونبضا ً رائعا ً ‪ .‬هكذا ارى الناس يا سيدي واحترم رأيهم‬ ‫بي وبكتاباتي وتفوقي العلمي‪...‬والرب يسامح الجميع ‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬كنت تعشقين الكتابة والشعر والقصة ولك جوائز ‪...‬هل هذا األمر نتيجة وراثة من األب أو األم أم هي موهبة قمت بصقلها ؟‬ ‫انا كنت أعشق الكتابة والحوار ووالدي كان متذوقا ً رائعا ً للكلمة وكان طيبا ورائعا في االصغاء‪ .‬كان يستمع لكل ما اكتب وأحيانا يصحح لي فيقول هنا ذهبت بعيدا‬ ‫وهنا كان وصفك حالما وهنا بدا االلم واضحا ‪ ...‬كانت مالح ظاته بصمات الزمان ومازلت اتذكرها لحد االن ‪......‬وأبي كان اقرب لي من امي كان صديقي ووالدي‬ ‫وسندي ومنبع كلمتي والمرافق الدائم لها‪...‬وبرحيله ما عاد النبع زالال‪.‬‬ ‫هل توقف طموحك في عالم الثقافة واألدب ‪...‬أم أكتفي ِ‬ ‫ت به كهواية فقط ؟‬ ‫انا هاوية ولست محترفة ومازال لي اخطاء خصوصا ً في الوزن والبحور‪ ،‬لكن عندي احساس عالي بالكلمة والناس وانا تعلقت بهذه الصفة ألن صدق اإلحساس من‬ ‫االمور التي نبحث عنها في عالمنا المليء بالقسوة واأللم وعموما ً فأنا مازلت اكتب وأتعلم واقرأ وأطالع واستمع لكل النصائح الموجهه الي من ذوي االختصاص‬ ‫واصقل بها هوايتي وقلمي ومازلت أطمح بأن احقق ذاتي بين الجميع‪.‬‬ ‫كيف تصفين نجاحك في مجالك الدراسي األكاديمي ‪ ،‬وفي مجال البيت وفي مجال األدب ؟‬ ‫أنا احب النجاح في كل شيء وأشعر وبفضل هللا أني وصلت بدراستي لما اطمح ومازلت ادرس وأتواصل ما دام العلم في تطور ‪ ،‬وقريبا سيعرف بلدي وكل احبابي‬ ‫اني شرفت بلدي وعراقي ‪ .‬في مجال البيت أنا اهتم بكل زمام االمور الني اعيش مع والدتي ‪ ،‬نظر عيني وسر نجاحي ورغم ذلك انا الشيء دونها وال اصلح ان‬ ‫اكون اجزاء اجزائها في البيت واموره‪ .‬أما في مجال االدب فمازلت اكتب ‪...‬وأنا احاول ان اجمع كل مؤل فاتي لكن انشغاالتي الدراسية االن تقلل من التزاماتي األدبية‬ ‫ورغم ذلك احاول الموازنة بين االثنين‪...‬الن الكتابة نبضي‪....‬وبدونها ال نبض لي‪.‬‬ ‫ترسمين في كل كلماتك الشعرية أجمل لوحاتك األدبية عن الوطن واألب ‪ ،‬ما هو شعورك وأنت تفارقيهما وتحققين النجاحات دونهما ؟ وهل يعتبران هما من‬ ‫يدفعانك للنجاح والتواصل ؟‬ ‫االب دعائم االمان والوطن مرساه فكيف اصف من ال مرسى له وال دعائم ؟ سؤالك ابكاني ‪...‬أبي كان عراقيا ً حد النخاع ولم يغادر عراقه وكان محظوظا ً الن مثواه‬ ‫كان كما تمنى بتربة العراق الطاهرة‪...‬‬ ‫وطني ذاك الجرح االكبر في النفس والصميم‪ ..‬ان تعيش دونه يتيما ً أمر في غاية الصعوبة‪ .‬ربما يحتوي االخرون حبك لكنهم ال يعوضونه‪ ..‬ان تعيش غريبا اقسى‬ ‫ما يكون‪ ..‬حتى ضحكاتك الغريبة تكون باردة وتسبقها دموع العيون ‪..‬انا فارقت بلدي مجبرة خائفة مهجرة احمل جروحي وانكساراتي لكني ما يئست يوما ً ‪ ،‬وحب‬ ‫وطني ووالدي كان دافعي للنجاح الني ارى روح والدي تطلب مني ان ارجع لبلدي شامخة مثل نخله ‪ .‬وبلدي آه يا بلدي! سأخفف جروحه بنجاحاتي وعلمي وتفوقي‬ ‫فعراقي دافعي في كل شيء وسندي في تحملي مصاعب الحزن والوحدة والغربة ‪....‬انا دون العراق ال وجود لي‪.‬‬ ‫هناك خطاب روحي بينك وبين وطنك ‪..‬وعتاب وألم وفراق ولوعة ‪..‬لو اتيحت لك كلمات بماذا تعاتبيه ؟؟‬ ‫أنا (بهرا) أعاتب وطني‪ ..‬قد يغضب االبناء من االباء ويرحلون عنهم لكنهم يحملونهم في القلوب دوما وهكذا حالنا مع الوطن فكلما مرت لحظات صعاب اقول هانت‬ ‫يا عراق وهانت يا بغداد ‪ .‬ال اعاتب االوطان انما اعاتب ابناء بلدي الذين تفرقوا و تشتتوا حتى ضاعت عراقيتنا وصرنا اداة لتصفية لبعضنا البعض ‪ .‬اعاتب من‬ ‫كانت زمام االمور بيده ‪ .‬لماذا نحن‬ ‫مغتربون؟ اليس االجدر بنا ان نكون منابر‬ ‫علم في بلدنا ؟؟؟ سؤال احلم ان يجيبني‬ ‫عليه احد بصدق ‪..‬لكن وطني مازال حبي‬ ‫االكبر وأبي الذي انتظر الرجوع الى‬ ‫احضانه‪.‬‬ ‫هل في النية تبني فكرة اصدار وليد أدبي‬ ‫يجمع كل ماكتب ِ‬ ‫ت؟‬ ‫لقد قلت سابقا اني احاول ان اجمع كل ما‬ ‫كتبت بيد أني منشغلة في الوقت الحاضر‬ ‫بتحقيق هدفي الدراسي لكني فعال بدأت‬ ‫بتجميع كتاباتي‪...‬وهناك شخص بصراحة‬ ‫تفاجأت انه قد جمع كل كتاباتي بل وحتى‬ ‫تعليقاتي األدبية وقال انه سيساعدني في‬ ‫ذلك وفرحت واستغربت حين وجدت ان‬ ‫هناك قصائد كتبتها منذ زمن وانه قد احتفظ‬ ‫بها له وانا ممتنة لهذا االنسان كثيراً جداً ‪.‬‬ ‫لو لم تكوني مهندسة طائرات ماذا كنت‬ ‫تتمنين أن تكوني ؟؟‬ ‫بصراحة التمني شيء والواقع شيء آخر لكني كنت اتمنى ان اكون طبيبة مختصة بالقلب ‪ ...‬احب معرفة القلوب وشغاف القلوب وطبابة القلوب لهذا تراني احادث‬ ‫القلوب‪.‬‬ ‫لو طلب منك ان تتبني الحصول على أمنية واحدة فما عساها تكون ؟؟ ولماذا؟‬ ‫أتمنى ان ال اموت غريبة كيال تحتضن تربة غير تربة العراق جسدي وزرع فيها رفاتي‪ ..‬اما لماذا ؟ فألني اشعر ان روحي لن تنام مرتاحة وقريرة العين اال في بالد‬ ‫الرافدين‪.‬‬ ‫شيء تمني ِ‬ ‫ت تحقيقه ولم تحقيقيه الى اآلن ؟‬ ‫ان أحضى بذاك الحب المثالي الذي اطرز صفاته بكلماتي‪ ...‬اتمنى ان اصل شغاف قلب كل الناس وأكون قلما ً يصور االلم والحب واللوعة بفرشاة من نور‪.‬‬ ‫وختاما ً اتمنى ان ال اكون ضيفا ً ثقيالً على القراء في حواركم هذا وشكرا لك سيدي العزيز وشكراً لمؤسسة الشبكة للثقافة واإلعالم على هذا الحوار الشيق والممتع‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫العدد الثالث– شباط – ‪4102‬‬


‫تشرف وف ٌد من مؤسسة الشبكة للثقافة واالعالم متمثال برئيس المؤسسة السيد يعقوب العبدهللا ورئيس تحرير مجلة الشبكة الدكتور‬ ‫ّ‬ ‫نمير البياتي والسيد علي جعار مسؤول ادارة فرع المؤسسة في محافظة ديالى والصحفي غازي المالكي واالنسة سوسن جرك الناشطة‬ ‫االعالمية ‪ ،‬بزيارة مدينة النجف االشرف ومنها زيارة العتبة العلوية المقدسة وزيارة مقر اتحاد ادباء النجف وبدعوة من قبل العتبة‬ ‫العلوية المقدسة ‪ ،‬حيث كان في استقبالهم مسؤول قسم االعالم في العتبة المقدسة االستاذ فائق الشمري ‪.‬‬ ‫وخالل اللقاء الذي اقيم على هامش مهرجان الشعر بمناسبة والدة سيد الخلق النبي االكرم محمد صل هللا عليه وسلم ‪ .‬والذي كان‬ ‫بحضور وفد من ادباء وشعراء ومثقفي مدينة الديوانية ومدينة النجف ‪ ،‬تم االطالع على شرح توضيحي متكامل قدمه السيد مسؤول‬ ‫االعالم في العتبة العلوية المقدسة ‪،‬عن مختلف أعمال الخدمات التي تقدم في العتبة المقدسة إضافة الى إطالعهم على المشاريع‬ ‫المتنوعة الجاري انجازها لخدمة الزائرين الكرام ‪ ،‬كما قدم لهم شرحا ً مفصال عن نشاطات قسم االعالم ودوره في رفد الثقافة االسالمية‬ ‫‪ ،‬فضال عن تقديم شرح عن هيكلية ال ُ‬ ‫ش َع ْب والوحدات التابعة للقسم والنشاطات الثقافية واالدبية والعلمية المختلفة التي تنطوي تحت‬ ‫قسم االعالم ‪.‬ومنها مايخص اذاعة العتبة وموقعها االلكتروني والمشاريع المستقبلية في هذا الجانب‪.‬‬ ‫كما تم طرح موضوع سبل التعاون المشترك بين العتبة العلوية المقدسة والمؤسسات الثقافية واالعالمية والفنية بما يخدم الصالح العام‬ ‫‪ ،‬وتطرق الجانبان الى مناسبة الوالدة العطرة لسيد الكائنات والرسول االكرم محمد صل هللا عليه وآله وسلم ‪.‬اذ تحدث مجموعة من‬ ‫االدباء والكتاب من مدينة الديونية عن دور االمام علي (عليه السالم) في احياء شعائر الدين االسالمي وعن فضائله ومكارمه التي‬ ‫التعد والتحصى ‪ .‬وتحدث السيد رئيس المؤسسة يعقوب العبدهللا عن اهمية تفعيل الجانب الفني فيما يخص المسرحيات والمسلسالت‬ ‫الدينية وامكانية تبني العتبة العلوية المقدسة لمشروع دعم االنتاج الفني للمسلسالت التاريخية والدينية وبانتاج عراقي ‪.‬وعن اهمية‬ ‫هذه الزيارة وتكرارها في المستقبل الطالع المزيد من المثقفين واالعالمين ومن مختلف المحافظات على دور العتبة العلوية في دعم‬ ‫الثقافة وترسيخ قواعدها من خالل التعاون مع المؤسسات الثقافية ‪.‬‬ ‫كما تح ّدث الدكتور (نمير قاسم خلف ) رئيس تحرير مجلة المؤسسة بهذه المناسبة ‪ ،‬مشيدا بما يحدث في العتبة العلوية المقدسة من‬ ‫أعمال توسعة وبرامج ثقافية واعالمية واعمارية‪.‬‬ ‫هذا وزا ر الوفد مقر اتحاد ادباء وكتاب النجف واطلع على مجمل البرامج الثقافية التي يقدمها االتحاد خالل عام ‪ ،4182‬كما حضر‬ ‫الوفد ندوة ثقافية فكرية قدمها االستاذ العالمة عبد الجبار الرفاعي احد ابرز مفكري مدينة النجف ‪ ،‬وكان في استقبال الوفد رئيس‬ ‫اتحاد ادباء وكتاب النجف االشرف ومجموعة من االدباء والمثقفين والمفكرين في المحافظة‪.‬‬ ‫د‪.‬نمير البياتي‬

‫‪14‬‬

‫العدد الثالث– شباط – ‪4102‬‬


‫شارك وفد مؤسسة الشبكة للثقافة واالعالم في ورشة العمل التي أقامتها‬ ‫شعبة اإلعالم التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية‬ ‫المقدسة وضمن نشاطاتها السنوية وتحت عنوان (اإلعالم الديني وأسلوب‬ ‫التواصل المعرفي) وذلك بمناسبة دخول جريدة صدى الروضتين السنة‬ ‫العاشرة من عمرها ‪ .‬وتالف الوفد الذي وجهت الدعوة اليه من قبل قسم‬ ‫االعالم في العتبة العباسية من رئيس المؤسسة االستاذ يعقوب يوسف‬ ‫العبدهللا وبعضوية الدكتور نمير قاسم البياتي والدكتور سعدي عبد الكريم‬ ‫واالعالمية رباب كريم الشمري والصحفي غازي المالكي والصحفي وسام‬ ‫عبد الجليل والناشطة االعالمية سوسن جرك‬ ‫هذا و اقيمت الورشة على قاعة اإلمام موسى الكاظم (ع) في العتبة‬ ‫العباسية المقدسة‪ ،‬وذلك بعد ظهر يوم الجمعةالموافق لـ(‪ 10‬كانون الثاني‬ ‫‪4102‬م) وبحضور شخصيات دينية وثقافية وأكاديمية ومجموعة من اساتذة‬ ‫الجامعات العراقية فضال عن مجموعة من الباحثين والمهتمين في هذا‬ ‫المجال‪.‬‬ ‫وقد شارك مجموعة من الباحثين في بحوث واوراق عمل تمحورت‬ ‫مواضيعها حول مرتكزات اإلعالم الديني المعتدل والملتزم وطنيا ً وإنسانياً‪،‬‬ ‫توجهات الفكر الرصين‪ ،‬هادفا ً‬ ‫وسبل التفاعل الهادف لالرتقاء به وبما يخدم ّ‬ ‫لتوحيد صوت المثقف الواعي‪ ،‬واالنصهار في بودقة التواصل األخوي‪.‬‬ ‫وساهم في اعمال الورشة اعضاء مؤسسة الشبكة للثقافة واالعالم من خالل‬ ‫النقاشات والحوارات التي دارت ضمن محاور جلسات الورشة ‪ ،‬اذا شارك‬ ‫الدكتور الباحث سعدي عبدالكريم عضو مؤسسة الشبكة للثقافة واالعالم‬ ‫ومستشار المؤسسة الثقافي ببحث تحت عنوان (أساليب احتواء التلقي في‬ ‫اإلعالم الديني) وب ّين فيه إن نظرية التلقي عند الرجوع الى أصولها األولية‬ ‫تحتاج لدراستها من الخارج بعد احتواء نصها من الداخل واعتماد العقل‬ ‫ضحا ً أن التلقي له عناصر ومقومات أهمها المرسِ ل‬ ‫على تلقي النص مو ّ‬ ‫سل اليه والواسطة والمستقبل‪.‬‬ ‫والرسالة والمر َ‬ ‫كما طرح السيد رئيس المؤسسة مجموعة من التساؤالت الى المشاركين في‬ ‫بحوث ضمن هذه الورشة حول اهمية تطرق اوراق العمل والبحوث‬ ‫المشاركة في الورشة الى موضوع دور المرآة في االعالم الديني خصوصا‬ ‫وان دور العقيلة زينب (ع) له االثر البالغ في ثورة ومسيرة االمام الحسين‬ ‫(ع) وهي المثل االعلى الذي يجب ان يقتدى به ‪ ،‬كما تطرق الدكتور نمير‬ ‫قاسم البياتي رئيس تحرير مجلة الشبكة الى موضوع اجراء بحوث‬ ‫ودراسات حول شخصية االمام العباس (ع) ودوره القيم قبل انطالق ثورة‬ ‫االمام الحسين (ع) واثناءها خصوصا وان الورشة تقام في رحاب العتبة‬ ‫العباسية المقدسة ‪.‬‬ ‫وفي نهاية اعمال الورشة تم توزيع الهدايا والشهادات التقديرية للمشاركين‬ ‫والمساهمين في إنجاح هذه الورشة بصورة عامة ومنشورات شعبة اإلعالم‬ ‫في العتبة العباسية المقدسة بصورة خاصة ‪ .‬ومنها تكريم مؤسسة الشبكة‬ ‫ورئيسها االستاذ يعقوب يوسف العبدهللا بشهادات تقديرية وتكريم الدكتور‬ ‫سعدي عبد الكريم بدرع وشهادة تقديرية لبحثه المشارك وتكريم الدكتور‬ ‫نمير قاسم البياتي واالعالمية رباب كريم والصحفي غازي المالكي‬ ‫والصحفي وسام عبد الجليل والناشطة االعالمية سوسن جرك بشهادات‬ ‫تقديرية لمساهمتهم ومشاركتهم في اعمال الورشة االعالمية‪.‬‬

‫االعالمية (رباب كريم الشمري)‬

‫‪15‬‬

‫العدد الثالث– شباط – ‪4102‬‬


‫تنعى مؤسسة الشبكة للثقافة واإلعالم الزميل الصحفي فراس حمودي الحربي الذي توفي أثر مرض عضال‬

‫‪16‬‬

‫العدد الثالث– شباط – ‪4102‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.