Al hadarah magazine 8

Page 1

‫‪2015‬‬

‫جملة الحضارة‬

‫‪Al-hadarah Magazine‬‬

‫‪1‬‬

‫الكترونية ‪ ،‬شهرية ‪ ،‬أدبية ‪ ،‬فنية ‪ ،‬إعالمية‬

‫العدد‬

‫تحت شعار الحياة لن تستقيم من دون فن‬ ‫العدد الثامن – ‪2015‬‬ ‫مهرجان الفني السنوي االول ل كلية الفنون الجميلة ‪ -‬جامعة ديالى‬ ‫أقامة ال‬

‫‪8‬‬


‫دعـوة‬ ‫تدعو مجلة ( الحضارة )‬ ‫وهي مجلة الكترونية شهرية‪،‬‬ ‫أدبية ‪ ،‬إعالمية جميع‬ ‫الراغبين بالمساهمة من‬ ‫المختصين والكتاب لرفد‬ ‫المجلة بموضوعاتهم الثقافية‬ ‫( األدبية والفنية واإلعالمية )‬ ‫وكل ما من شأنه االسهام في‬ ‫االرتقاء بمستوى واقع ثقافي‬ ‫متحضر ومتطور في وطننا‬ ‫العربي العزيز ‪.‬‬ ‫علما ً ان جميع الموضوعات‬ ‫واآلراء والمقترحات الواردة‬ ‫في المجلة تعبر عن وجهة‬ ‫نظر أصحابها‪ ،‬وان المجلة‬ ‫تحتفظ بحقها في إعادة‬ ‫صياغة بعض المعلومات‬ ‫وتصحيحها‪.‬‬

‫اعــــــالن‬ ‫تعلن ( مجلة الحضارة) عن‬ ‫استعدادها الستقبال إعالنات‬ ‫المكاتب والشركات اإلعالمية‬ ‫والفنية ودور النشر والطباعة‬ ‫وشركات االتصاالت ونشرها‬ ‫في صفحات المجلة في‬ ‫االعداد القادمة‪ ..‬ولمزيد من‬ ‫المعلومات يرجى االتصال‬ ‫على هاتف رئيس التحرير او‬ ‫على االيميل التالي‪:‬‬ ‫‪alhadarah.magazine@gmail.com‬‬

‫‪2‬‬

‫العدد الثامن – ‪2015‬‬

‫أقرأ يف هذا العدد‬ ‫بالغة األسلوب و التخيل اإلبداعي لدى الشاعرة التونسية‬ ‫ضحى بوترعة قرأ ة في قصيدة صفقة مع الريح‬ ‫بقلم ناظم ناصر‬

‫اهمية االعالن في وسائل االتصال الجماهيري‬ ‫رباب كريم كيطان‬

‫اقامة المهرجان الفني السنوي االول كلية الفنون‬ ‫الجميلة ‪ -‬جامعة ديالى‬

‫عندما يبكي الرجال‬ ‫شذى فرج‬

‫لتصفح اعداد المجلة وتحميلها على شكل ملف (‪ ) pdf‬يرجى زيارة المواقع‬ ‫االلكترونية التالية ‪:‬‬ ‫‪WWW.ISSUU.COM‬‬ ‫‪DROPBOX.COM‬‬ ‫وموقع المجلة على الفيس بوك على الرابط التالي ‪ ( :‬مجلة الحضارة )‬


‫رئيس مجلس االدارة‬ ‫د‪.‬نمير قاسم خلف‬ ‫تكتسب " الحضارة " قيمتها باعتبارها الهدف األسمى في تطور‬ ‫المجتمعات اإلنسانية ‪ ،‬اذ يفهم من مصطلح الحضارة بانها طريقة للحياة‬ ‫‪ ،‬او بكونها تشير الى اساليب الحياة بما تتضمنه من نظام اجتماعي‬ ‫يعين اإلنسان على الزيادة من إنتاجه الثقافي‪ ،‬وهي تتألف من عناصر‬ ‫منها الموارد االقتصادية‪ ،‬والنظم السياسية‪ ،‬والتقاليد الخلقية‪ ،‬ومتابعة‬ ‫العلوم والفنون‪ .‬فالحضارة تبدأ من حيث ينتهي االضطراب والقلق‪،‬‬ ‫أم َن اإلنسان من الخوف‪ ،‬تحررت في نفسه دوافع التطلع‬ ‫ألنه إذا ما ِ‬ ‫وعوامل اإلبداع واإلنشاء‪ ،‬وبعدئذ ال تنفك الحوافز الطبيعية تستنهضه‬ ‫للمضي في طريقه إلى فهم الحياة وازدهارها‪.‬‬ ‫وفي كل زمان يظهر لنا افراد همهم هدم رموز الحضارة بمفهومهم‬ ‫الضيق ‪ ،‬وما احتالل مدينة الموصل وماتبعه من هدم للرموز الحضارية‬ ‫فيها اال تاكيدا ً بكون الحضارة قد توقفت هنا (في مدينة الموصل ) وهي‬ ‫تنتظر ان تستمر من جديد ‪..‬فكل محاوالت الشر والطغيان التي مرت‬ ‫على العراق سوف لن توقف عجلة الحضارة فيه ‪..‬لكونها قد بدأت منذ‬ ‫االف السنين ولم تبدأ اليوم ‪..‬وكما مرت على بالدنا عصور من الظالم‬ ‫‪..‬فهذه العصور تعود اليوم بنفس مسمياتها ‪.. ..‬فالحضارة لن تتوقف‬ ‫بتدمير رموز عمادها االثار واطالل البنيان ‪..‬الن الحضارة هي الثقافة‬ ‫وهي العلوم وهي العادات والتقاليد ‪ ،‬وهي قبل كل شيء االنسان‪..‬وهي‬ ‫مدير التحرير‬ ‫الفكر الصحيح ‪..‬حيث اليصح اال الصحيح ‪.‬‬ ‫» المقاالت والمواضيع المنشورة تعبر عن آراء اصحابها والتعبر بالضرورة عن رأي‬ ‫المجلة‪.‬‬ ‫» المادة الثقافية واالعالمية الواردة في هذا العدد وغيره تعود ملكيتها الفكرية‬ ‫الصحابها وحقوق نشرها تعود للمجلة‪.‬‬

‫نائب رئيس مجلس االدارة‬ ‫د‪.‬معن جاسم محمد‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫رباب كريم كيطان‬ ‫نائب رئيس التحرير‬ ‫زينب العبودي‬ ‫مدير العالقات العامة‬ ‫احمد كريم الشمري‬

‫هيئة حترير املجلة‬ ‫عماد خضير عباس‬ ‫عادل عطا هلل‬ ‫علي جعار‬ ‫مصطفى حمودي‬

‫القسم الفين‬ ‫‪Design by‬‬

‫‪Dr. Namer K.Khalaf‬‬ ‫مصطفى حمودي‬ ‫مصور صحفي‬

‫جملة احلضارة‬ ‫شهرية ‪ ،‬أدبية ‪ ،‬فنية ‪ ،‬إعالمية‬

‫‪3‬‬

‫هاتف مدير التحرير ‪009647506006749 :‬‬ ‫بريد الكتروني‬ ‫العدد الثامن – ‪2015‬‬ ‫‪alhadarah.magazine@gmail.com‬‬


‫يقولون‬

‫سيوف مبتورة‬ ‫شاكر محمد المدهون‬

‫من قرأ تاريخا مزقه‬ ‫ذاك القائم عند مضيق الغفلة‬ ‫يوصد أوردة القلب‬ ‫تعبره أشرعة الردة‬ ‫من يرمي مفتاح الكنز‬ ‫يسرقه سمك القرش‬ ‫وتعود قوافلنا ترعى‬ ‫في برة صيد محصورة‬ ‫بين جبال العوز القادم‬ ‫ووديان صنعتها االخسة‬ ‫من يفني بنيان اوجده‬ ‫ذو الكبر رداء والعزة‬ ‫القاتل منا والمقتول‬ ‫والراجي أمال مقتوال‬ ‫بسيوف جاءت مبتورة‬ ‫لوكان الحق والعزة‬ ‫من يقرأ تاريخا يكتبه شيطان‬ ‫أخرق‬ ‫يطلب ثأرايالحق كابوسا‬ ‫يتبعه‬ ‫لوكان القاضي والحاكم‬ ‫في زمن الذل له عقل‬ ‫لو جاء بطواغيت الظلم‬ ‫ليقاتل شيطانا اسكنه‬ ‫خبث وهوان في ارض اسكنه‬ ‫خبث وهوان في ارض‬ ‫دنسها كل ذليل‬ ‫جاء الى ارض العزة‬

‫‪4‬‬

‫العدد الثامن – ‪2015‬‬

‫الشاعرة ‪ :‬كه زال ابراهيم خدر‬

‫يقولون‬

‫صالة عشقك‬

‫كفار الذين ال يبللون أصابعهم‬

‫العشاق ينظرون اىل عيونك‬

‫كل يوم مخس مرات‬

‫وانا انظر ‪..‬فقط ‪..‬اىل أصابعك‬

‫ألهنا تظل بدون وضوء‬

‫هم ليسوا عشاقا حقيقيني‬

‫أنا ‪،‬يف اوقات الصلوات اخلمس‬

‫لذلك فهم ال يفهمون مثلي‬

‫أغسل اصابعي مبطر عيونك‬

‫لغة رقص وتشابك األصابع‬

‫وأصلي على صفحة خدك‬


‫أبابيل شوق‬ ‫الشاعر ضمد كاظم وسمي‬ ‫يا فتاتي جال طيفكُ االضوعُ‬

‫عاشق‬ ‫حزم حقيبة‬ ‫سفره‬ ‫مبتعدا ً‬ ‫عن حبيبته‬ ‫بكاه‬ ‫الطريق‬ ‫دموعا ً‬ ‫دون توقف وبآه!‬

‫جمال ال هاشم‬

‫ف الْمدْم ُع‬ ‫وغدا قاني ًا يرْع ُ‬ ‫ض ينْبوعهُ‬ ‫شهْدُ ذكْراكِ قدْ غا َ‬ ‫كمْ طعمْنا شرابا فال ينْف ُع‬ ‫جادَ غيثُكِ يوما ففاضتْ ب ِه‬ ‫أبْحرٌ منْ مآقٍ فما تهْج ُع‬ ‫قدْ رشفْنا كؤوسَ الهوى أدْمع ًا‬ ‫في شغافِ الجوى ليتَها تشْف ُع‬ ‫ومتحْنا صبيبَ الحنايا الجني‬ ‫مِنْ حوايا تضوّرها بلْق ُع‬ ‫ومشينا على أنْمالتِ النوى‬ ‫نرْتدي صيّباً أرْضُها مسْبعُ‬

‫بشار اسماعيل‬

‫وقفونا خياال يماري المدى‬ ‫ال وال كوكباً يسْط ُع‬ ‫ال زوا ً‬ ‫شغفتْنا أبابيلُ شوقٍ بهِ‬ ‫صفَ سجّيلها يضْربُ الْمدْف ُع‬ ‫ع ْ‬ ‫فتوالتْ صروفُ البال منز ًال‬ ‫صارَ يحْضنُ وصْباً بها يسْل ُع‬ ‫فاسْتفقْنا على دهْرنا المفْتري‬ ‫هرُ منْ يرف ُع‬ ‫وكذا يضعُ الدّ ْ‬

‫‪5‬‬

‫العدد الثامن – ‪2015‬‬

‫من قصيدة‬

‫هل ماتت امي‬

‫أنا ال أ ْن ِكر المعروف‬ ‫أخرج ع َِن ال َماْلوف‬ ‫وال ُ‬ ‫أنا أ ْكت ُ ْب كلمات َو ُحروف‬ ‫ق َم ِن است َ ْ‬ ‫ش َهدوا‬ ‫بِ َح ّ‬ ‫َونَ َزفوا ِباألُلوف‬ ‫ت َمثَلي يا أ َمي‬ ‫ُك ْن ِ‬ ‫َوأ ْل َجا ُ إلَي ِْك‪...‬‬ ‫فما هذا العُزوف ‪ ..‬؟؟‬ ‫ما أجْ َملُ ِك َي ْوم كانَت‬ ‫سيوف ‪..‬؟؟‬ ‫ت َ ْلتَقي ال ّ‬ ‫نَت َ َكلّم ال ّ‬ ‫ضاد‬ ‫َونَ ْرفُض بَقيّة ال ُحروف‬ ‫أت َ ْذك َ‬ ‫ناديك‬ ‫يوم ُك ْنتُ أ ُ ِ‬ ‫ُرين ْ‬ ‫تَأْتيني‪...‬‬ ‫ْس بَ ْينَنا ُحدود‬ ‫َولَي َ‬ ‫ماذا َجرى يا تُرى ‪ ...‬؟؟؟!!!‬ ‫نُقطة‪.‬‬ ‫س ْطر!!!‬ ‫وأول ال ّ‬ ‫ّ‬


‫احفاد األعور الدجال‬

‫‪3‬‬

‫ناظم ناصر‬

‫يحاولون ان يضعونا‬ ‫بعلب النظريات‬ ‫ونحن نهر الحياة‬ ‫‪4‬‬ ‫يتدلى من خيط العتمة‬ ‫الذي في داخله‬ ‫ال يستطيع أن يكتب إنشاء مدرسيا‬ ‫يرى الجبل بالمقلوب‬ ‫لذا هو في قمة الحضيض‬ ‫‪5‬‬ ‫على مسرح الحياة‬ ‫يحاول أن يثبت‬

‫)‪(1‬‬ ‫حكاية األعور الدجال ليست خرافه‬ ‫فأحفاده اليوم يتحدثون بالثقافة‬ ‫فهذا كاتب و هذا شاعر‬ ‫غايتهم يستلغون النساء بالظرافة‬ ‫فال يغرك هندامهم و كالمهم باللطافة‬ ‫فهم مشتقون من السخافة‬ ‫‪2‬‬ ‫طارئ على الحياة‬ ‫على الشعر و األدب‬ ‫قلبه الخديعة‬ ‫يثبت نفسه بخيوط العنكبوت‬ ‫ليغتال بالوهم الحقيقة‬ ‫صوره أكثر من أدبه‬

‫إن مسيلمة الكذاب قديس العصر‬ ‫وان سجاح سفيرة النوايا الحسنة‬ ‫وان هوالكو بريء ويستحق التعويض‬ ‫‪6‬‬ ‫يتكلم عن الحداثة‬ ‫وما بعد الحداثة‬ ‫وهو ما قبل التخلف بقليل‬ ‫‪7‬‬ ‫عندما كنا صغار‬ ‫كان يبتسم لنا القمر‬ ‫ويخبرنا أن ابن آوى سيسرق‬ ‫أحالمنا‬ ‫فخبئناها في قلوبنا‬ ‫وعندما كبرنا‬ ‫ترك ابن أوى األحالم‬ ‫وسرق البالد‬

‫‪6‬‬

‫العدد الثامن – ‪2015‬‬


‫َ‬ ‫كفاك سباتا ً ) مستوحاة من قصيدة للشاعرة شذى عسكر‬ ‫لوحة بعنوان (‬ ‫مازن محمود‬ ‫فكان دثرها‬ ‫تحت الثرى‪..‬‬ ‫لترقد في هناء‪.‬‬ ‫حتى بيوت هللا لم تحصن نفسها‬ ‫لم يعد للماء أسطورة ماء‬ ‫لم يعد للورد لون‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أبحث عن وطن‬ ‫ها انا‬

‫َ‬ ‫كفاك سباتا ً )‬ ‫(‬

‫كشرنقة‪..‬‬ ‫شذى عسكر‬

‫‪7‬‬

‫أجوب في حناياه‬

‫جرف السيل حصنك ياعراق‬

‫ُ‬ ‫أبحث عن سالم‪....‬‬

‫وانهارت جدران أمانينا‬

‫دفء مشاعر‪..‬‬ ‫عن‬ ‫ِ‬

‫الليل طال ‪ ...‬وال سماء في وطني‬

‫زحام الفَ ْق ْد‬ ‫تُهت في‬ ‫ِ‬

‫نهري‬ ‫شموعي ذابت على شفاه‬ ‫ّ‬ ‫تحتضر‬ ‫والشمس‬ ‫ْ‬

‫ابحث عن وطن ليطربني‬ ‫أُك َِحل عين َّي ِب ِمرْ َودِه‬

‫اما آن أن يشرق كفك ياعراق‬

‫ألرمم بعض الصباحات‬

‫فالغربان تجتث الحمائم‬

‫احتاج الى قصائد تكتبني‬

‫والموت أقرب من جنونك ياعراق‪..‬‬

‫في الغربة ياوطني‬

‫بهرج الدّم على ايدي العتاة‬

‫لم ُ‬ ‫أك بارعة بحل أحاجي القدر‬

‫نحروا عنق النواميس‬

‫فقد عزفت عني وساوس ذاك االبليس‬

‫فقأوا عين الحضارات‬

‫رغم ضراوة تلقيني‪..‬‬

‫العدد الثامن – ‪2015‬‬


‫بالغة األسلوب و التخيل اإلبداعي لدى الشاعرة التونسية ضحى بوترعة قرأة في قصيدة صفقة مع الريح‬

‫بقلم‬ ‫ناظم ناصر‬ ‫قصيدة النثر بتحررها من القيود وبمميزاتها الخاصة منحت‬ ‫الشاعر الحرية في التعبير وابتكار لغته الخاصة به من خالل‬ ‫ثقافته وبيئته وتوهجه وقدرته على التخيل اإلبداعي ‪.‬‬ ‫ومنذ ان كتبت أول قصيدة نثر ونحن نتأمل ان تمر علينا‬ ‫قصيدة كالغيمة مترعة بالمطر تزخ علينا كلماتها بعذوبة‬ ‫وجمال وتحول قلوبنا الى ربيع تزهر فيه المعاني واألفكار‪...‬‬ ‫وتمنحنا جناحين من الخيال فنخفق بهما في فضاءات واسعة‬ ‫من األحالم ‪.‬‬ ‫فهناك شعراء عندما تقرأ لهم تعرف معنى الشعر الحقيقي‬ ‫وتحس به وبعذوبته تنساب في الكلمات وتألقه في توهج‬ ‫اللحظة بدون عسر وشعر الشاعرة ضحى بو ترعة ينهض‬ ‫بين الخيال والحقيقة على إيقاع منغم يعتمد على الدهشة وما‬ ‫لم تتوقعه في العبارة التالية ‪ ،‬فهي بعبارة واحده تنقلك الى‬ ‫عالمها المزدان بالدهشة والحلم ‪.‬‬ ‫والشاعرة ال تخاطبنا من خالل األنا والفردية وإنما من خالل‬ ‫القيمة الحقيقية والطبيعة للشعر ولذا هي تتفوق من حيث‬ ‫النظام اإليقاعي القصيدة وتمازجه مع الشكل والمعنى برشاقة‬ ‫وبعيد عن الترهل فكلماتها رغم أنها تطابق الواقع إال ان‬ ‫المعاني واإليحاءات التي تحملها تصنع الخيال الذي يشتمل‬ ‫أطياف أخرى‪ ،‬فالشاعرة تمنحنا ما نحلم به من خيال لكن من خالل‬ ‫الواقع و مثل ما تريد هي وهذه نقطة االبداع التي تنطلق منها‬ ‫الشاعرة معتمدة على موهبة فذه ولغة صاغتها على مقياس هذه‬ ‫الموهبة‪ .‬فأنت عندما تقرأ للشاعرة ضحى بوترعة تشعر انك‬

‫تعوم في بحيرة من األحالم قد تكون قاسية في بعض األحيان‬ ‫لكن هي تدعوك الن تتأمل وتكون فهي تكتب عن القيم‬ ‫الصادرة عن الذات االنسانية والتي جبلت فطرتها عليها‬ ‫كالجمال والحب والحرية و ألتوق الى االبداع والتجديد وعدم‬ ‫الركود ‪ ،‬رغم ان هذه القيم المطلقة ممكن ان يتغير تعريفها‬ ‫بمرور الزمن وحسب المجتمع وثقافته العامة وهذا ما‬ ‫سنالحظه في قصيدتها صفقة مع الريح والتي هي عنوان‬ ‫لديوانها السادس والذي قدم له الشاعر سعدي يوسف فأي‬ ‫صفقة ستعقد الشاعرة وأي ريح تعني وهي المتزينة بالسرد‬ ‫والنثر تكسوها الكلمات تستوحي الفكرة من خالل خيالها‬ ‫واضعه إياها في ذاكرة النص من خالل اقتناص اللحظة‬ ‫بتوهج أإللهام فترصد كلماتها األقنعة التي في المدينة فتكون‬ ‫الريح‬ ‫القصيدة وليدة لحظتها وواقعها صفقة مع ّ‬ ‫لم أزل كما أنا أتزين بالسرد والنثر‬ ‫لكن الغيب الذي هوى في جسدي‬ ‫يتأرجح في ذاكرة النصوص ويرصد الحبر‬ ‫مدينة األقنعة‬ ‫وعلى من يعقد صفقة مع الريح ان يهيئ أشرعته لإلبحار في‬ ‫لجة الواقع او يهيئ له جناحين ليحلق بهما فوق هذا الواقع‬ ‫ليكتشف ما فيه رغم ان الحقيقة طافحة فوق لغة الكالم من‬ ‫خالل أبدعها الذي ينبثق كالريح تولد من الصمت ضياء فجرا‬ ‫هي تعرف الحقيقة التي تعبر إليك عبر الكلمات من يستطيع‬ ‫ان يمنع الريح او يوقفها ‪ ،‬الكلمات التي تحولت الى ضياء‬ ‫تحمله الريح رغم الذي يلمع الزوايا بالهجران يخبئ الظالم‬ ‫الريح التي تتشعث بين أصابعي فجرا الحقيقة‬ ‫في قلبه ّ‬ ‫الطافحة فوق الكالم لم تكن سوى هذا العابر مني إليك هذا‬ ‫الذي يقود الزوايا ثم يل ّمعها بالهجران هكذا تبدو حاملة مشعل‬ ‫الضياء في قلب الظالم فكلماتها الريح وهي سيدة الكلمات‬ ‫تسير باتجاه الشمس فيتبعها ظلها ربما هو الوحيد الذي تبعها‬ ‫تطارد األفكار الغريبة التي تحاول أنت تنموا كاألشجار في‬ ‫ارض ‪8‬‬ ‫الحقيقة ناشرهالعدد‬ ‫‪2015‬تكنس‬ ‫الثامن ‪–،‬فالشاعرة‬ ‫ظاللها وضاللها‬ ‫الغموض وترتب تفاصيل الجسد الذي هو الوطن من كل‬ ‫تناقض بغيض يحاول ان يدنس النقاء‬

‫هكذا أبدو‪......‬‬ ‫هكذا أمضي باللحظة المتخفّفة من التفاصيل‬ ‫والفواصل‬ ‫قد يسير ظلّي خلفي‬ ‫وأطارد الشجر الغريب ‪..........‬أكنس الغموض‬ ‫أرتب تفاصيل الجسد المنحني على نزوة تثير شهيّة النقيض للنقيض‬ ‫وألنها نقية كالوطن الذي تعرفه فهي ال تحسن إال النقاء فلم تصف كراسي الملوك ولم تمدح الحكام وال الطغاة وألنها الحقيقة والنقاء‬ ‫و الخير والمطر سقطت سهوا في تقاطع غيمتين يتعبها البياض الذي هو جمال القلوب وقبلة العاشق ألنه يضع قلبه فيها و أغنية أخر‬ ‫الليل ألنها أغنية الغرباء‬ ‫أتذكر أ ّني ال أحسن حكمة تدفعني إلى أريكة يسكنها العشاق‬ ‫المتحركة‬ ‫أتذكر أ ّني ال أحسن وصف كراسي الملوك‬ ‫ّ‬ ‫أتذكّر أ ّني سقطت سهوا في تقاطع غيمتين‬ ‫يتعبني البياض ‪.....‬تتعبني قبلة عاشق‬ ‫وأغنية آخر اللّيل‬ ‫وتعلن الشاعرة أنها ستكون كما هي الحقيقة ذاتها و الكلمات ذاتها والريح التي تحمل الكلمات تستشرق وطنا نقي يتنفس حريته من خالل‬ ‫الطيبة والتسامح و التآخي ذلك حلمها واستشراقاتها في صلواتها فكان لها ما ليس لها ورغم أنها تعلم ستعقد معل الريح صفقة خاسره‬ ‫لكنها تزرع األمل في كل خطوة لعل األيام تأتي بفجر جديد يشرق على وطن أخر ‪.‬‬ ‫سأكون كما أنا‬ ‫أستشرف وطنا آخر‬ ‫يصحو في رئتي كلما حدقت بصيرتي‬ ‫كان لي ذاك الخيال في صلوات الرؤيا‬ ‫وكان لي ما ليس لي‬ ‫والخارجون من ذاكرتي عند الظهيرة‬ ‫الريح ونغيّر‬ ‫لنعقد صفقة خاسرة مع ّ‬ ‫أداب المائدة‪......‬‬ ‫ان قدرة الشاعر على اآلتيان بواقع جديد او إضافة شيء الى واقعه من خالل خياله الخصب وعطاء معاني جديدة لما هو مطلق هذا الذي‬ ‫يجعله يتميز عن غيره من الشعراء ‪ ،‬إضافة الى ما يمتلكه من لغة وبالغة في األسلوب فالشاعرة ضحى تستخدم القوه الكامنة في اللغة‬ ‫حيث استخدام الكلمات بنفس ما تحتويه من معاني معتادة لكن بأسلوب مدهش يدل على تمكنها من صنعة األدب من خالل ترويض الكلمات‬ ‫لصالح القصيدة و الفكرة التي تحتويها فالشاعرة تكتب بطريقة تأملية بواقع خيالي وهي ملهمة ذات خيال خصب ونشيط وهذا مهم لتطور‬ ‫القصيدة والرقي بها من بيئة واقعية الى خيال واقعي مرتبط ببيئته‪.‬‬ ‫الريح‬ ‫صفقة مع ّ‬ ‫لم أزل كما أنا أتزين بالسرد والنثر‬ ‫لكن الغيب الذي هوى في جسدي‬ ‫يتأرجح في ذاكرة النصوص‬ ‫ويرصد الحبر‪ /‬مدينة األقنعة‬ ‫‪°°°°°°°°‬‬ ‫الريح التي تتشعث بين أصابعي فجرا‬ ‫ّ‬ ‫الحقيقة الطافحة فوق الكالم‬ ‫لم تكن سوى هذا العابر مني إليك‬ ‫هذا الذي يقود الزوايا ثم يل ّمعها بالهجران‬ ‫هكذا أبدو‪......‬‬ ‫هكذا أمضي باللحظة المتخفّفة من التفاصيل‬ ‫والفواصل‬ ‫قد يسير ظلّي خلفي‬ ‫وأطارد الشجر الغريب ‪..........‬أكنس الغموض‬ ‫أرتب تفاصيل الجسد المنحني على نزوة تثير شهيّة النقيض للنقيض‬ ‫أتذكر أ ّني ال أحسن حكمة تدفعني إلى أريكة يسكنها العشاق‬ ‫المتحركة‬ ‫أتذكر أ ّني ال أحسن وصف كراسي الملوك‬ ‫ّ‬ ‫أتذكّر أ ّني سقطت سهوا في تقاطع غيمتين‬ ‫يتعبني البياض ‪.....‬تتعبني قبلة عاشق‬ ‫وأغنية آخر اللّيل‬ ‫سأكون كما أنا‬ ‫أستشرف وطنا آخر‬ ‫يصحو في رئتي كلما حدقت بصيرتي‬ ‫كان لي ذاك الخيال في صلوات الرؤيا‬ ‫وكان لي ما ليس لي‬ ‫والخارجون من ذاكرتي عند الظهيرة‬ ‫الريح ونغيّر‬ ‫لنعقد صفقة خاسرة مع ّ‬ ‫أداب المائدة‪......‬‬


‫صدور كتاب مدونات في الفن والتصميم‬ ‫للدكتور راقي نجم الدين‬ ‫عن دار امازون ‪.‬دوت ‪.‬كوم للطباعة والنشر والتوزيع‬ ‫في الواليات المتحدة صدر كتاب ‪ :‬مدونات في الفن‬ ‫والتصميم" للكاتب والمؤلف الدكتور راقي نجم الدين‬ ‫التدريسي في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد ‪.‬‬ ‫والكتاب متاح حاليا ً في موقع أمازون اميركا وامازون‬ ‫اوروبا ‪ ،‬ويمثل هذا الكتاب االول من نوعه الذي يصدر‬ ‫باللغة العربية عن دار اجنبية ‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫العدد الثامن – ‪2015‬‬


‫أثر التقنية واإلبداع في فتح آفاق وطرق إعادة تمثيل مغايرة لفعل النسيج‬ ‫في تجربة الفنانة التونسية فدوى دقدوق‬ ‫د‪ .‬مكية الشرمي‪...‬تونس‬ ‫ال شكّ أنّ الفنان المعاصر دائم البحث في فعله اإلبداعي‪ ،‬من خالل خصوصياته المنهجية‬ ‫وأساليبه التقنية‪ ،‬عن موطن اإلنشاء والتكوين في ثنايا وخفايا ما توفّره المغامرة التشكيلية‬ ‫وتصورات فنّية ومفاهيم إجرائية‪ ،‬وبهذا يكون األثر الفنّي مناخا‬ ‫من مجاالت تعبيرية ورؤى‬ ‫ّ‬ ‫لفرض نوع من المزاوجة بين السلطة المحسوسة والمادّية لألشياء‪ ،‬التي يتّم استغاللها في‬ ‫مستقر له في وجود‬ ‫تحوالته عن‬ ‫إنشاء العمل الفنّي‪ ،‬وبين الفعل التشكيلي الذي يبحث من وراء ّ‬ ‫ّ‬ ‫هذه المواد والتقنيات ليستمدّ بدوره حضوره في مجالها البصري والمادّي‪.‬‬ ‫تنوع التقنيات والمواد‪ ،‬التي ينطلق منها بعض الفنانين المعاصرين‪،‬‬ ‫وبتركيز البحث على ّ‬ ‫نتوقّف على تجربة الفنانة التونسية فدوى دقدوق‪ ،‬انطالقا من اهتماماتها التشكيلية في إطار‬ ‫اختصاص النسيج‪ ،‬هذا االختصاص الذي الزالت تعايش مالبساته التقنية والفنّية والتشكيلية‪،‬‬ ‫واستجابة للعديد من اإلشكاليات المتعلّقة بالمواد المختلفة القابلة للتطويع ضمن تطلّعات فنّية‬ ‫التفرد‪ ،‬من خالل سعيها إلى البحث عن مدى حضور مختلف‬ ‫معاصرة تبحث عن التجديد وعن‬ ‫ّ‬ ‫المواد من قطن وصوف‪...‬وكيفيات صياغاتها التشكيلية‪ ،‬وقد مثّل هذا السعي بالنسبة للفنانة‬ ‫فدوى هاجسا يدفعها باستمرار للبحث والتساؤل عن اإلمكانات التعبيرية لمختلف المواد‪ ،‬وعن‬ ‫آفاقها في مجاالت البحث التشكيلي سواء تعلّقت إشكالياتها‪ ،‬بخصائصها كمادّة قابلة للتفاعل‬ ‫مع مت ّطلبات فنّ النسيج‪ ،‬أو تعلّقت بما يقتضيه توزيعها واندماجها في الفضاء كعنصر من‬ ‫عناصر التنصيبة‪.‬‬ ‫مجرد بحث في عالقات وتفاعالت طبيعية لكن مع تتّبع اإلرادة الفاعلة لإلنشاء‬ ‫قد تبدو المسألة‬ ‫ّ‬ ‫التشكيلي‪ ،‬تكشف أنواع الصوف والقطن أو غيرها من المواد عن مضمون مختلف تبرز خالله‬ ‫الرؤية الفنّية والفكرية الخاصّة بهذه الفنانة‪ ،‬التي اهت ّمت بخصوصياتها ومحاولة استخالص‬ ‫المفاهيم التي تساهم في فتح آفاق البحث وتحديد مساراتها وبلورة اإلشكاليات المتعلّقة بها‪،‬‬ ‫وضمن هذا التناول تتكشّف مختلف اإلمكانات التعبيرية التي يطرحها حضور تلك المواد (القطن‪،‬‬ ‫الصوف‪ )...‬بمجمل عناصرها المادّية واللونية والشكلية سواء تلك المطبوعة على سطحها أو‬ ‫المنسوجة بين تقاطعات أليافها‪.‬‬ ‫تحس المادّة النسيجية وتتّبع خصوصياتها البصرية والملمسية محاولة الستدراج الفعل‬ ‫ويمثّل‬ ‫ّ‬ ‫التصور اإلنشائي‬ ‫إلى‬ ‫بل‬ ‫الكالسيكي‬ ‫النسيج‬ ‫تقاليد‬ ‫إلى‬ ‫صياغته‬ ‫في‬ ‫يحتكم‬ ‫ال‬ ‫الذي‬ ‫التشكيلي‬ ‫ّ‬ ‫المعاصر الذي يؤكّد على حضور المادة القطنية في تشكالتها وتجلّياتها المادية في الفضاء لينبّأ‬ ‫التوجه الجديد في المنطلقات واألساليب والتناوالت‪ .‬وبهذا يشكّل القطن الحضور الجديد‬ ‫عن ّ‬ ‫سس الفنانة من خاللها موقفا تشكيليا يتناسب مع ما آلت إليه‬ ‫إشارات بصرية وملمسية تؤ ّ‬ ‫وتطور التقنيات في المجتمعات الحديثة والمعاصرة‪.‬‬ ‫طروحات الفكر التشكيلي‬ ‫ّ‬ ‫فك ّل تقاطع بين خيوط السداة وخيوط اللحمة يمثّل في أساسه نظام رفع حين يكون خيط السداة‬ ‫تحت خيط اللحمة ونظام خفض حين يكون خيط السداة فوق خيط اللحمة‪ ،‬ووفقا لهذا االنتظام‬ ‫سد حياكات األقمشة وعناصرها مهما بلغت درجة تعقيدها‪ ،‬حيث يقول ميشال توماس "إنّ‬ ‫تتج ّ‬ ‫خصوصية القماش في بناء األشكال التي تظهر على سطحه والبونات‪(Les intervalles)،‬‬ ‫التي تفصلها ترتكز باألساس على قانون ونظام حسابي ثنائي يعتمد على الرفع والخفض‪ ،‬تماما‬ ‫كما هو األمر مع الحاسوب الذي يرتكز على نظام حسابي أيضا عبر عالمتي الجمع (‪)+‬‬ ‫والطرح(‪ )-‬أو من خالل العددين واحد (‪ )1‬وصفر (‪ .")0‬فمن جانب‪ ،‬نجد حركات الحائك‬ ‫ومالمسته لأللياف ومن جانب نجد أعداد وحسابات التقاطعات الحاصلة بين هذه األلياف التي‬ ‫من خاللها تنبني وتتمظهر العالمات والعناصر والمفردات البصرية والملمسية على السطح‪.‬‬ ‫لقد سمح الترابط القائم بين الخطوط والعناصر واأللوان بالتوجه نحو تبسيط مقصود‪ ،‬فمن‬ ‫خالل التركيبات النباتية والعناصر األخرى تحاول الفنانة البحث عن توازن تشكيلي لتحقيق‬ ‫المتعة البصرية‪ .‬فمهما كان مستوى هذا التل ّمس‪ ،‬بصريا أو مادّيا‪ ،‬فهو بدون شكّ يعكس حيوية‬ ‫التعبير التشكيلي‪ ،‬داخل بنية األلياف بمجمل عناصرها وكيفيات تمظهراتها وتداخالتها وتآلفاتها‬ ‫ضمن وحدة بنائية جامعة تعكس طاقات اإلبداع فيها‪ .‬ومن هذا المنطلق يجب االعتراف بأنّ‬ ‫التمثيالت التشكيلية عبر الخطوط واأللوان ليست الوسائل الفكرية الوحيدة وال الطرق التعبيرية‬ ‫تصوراته‪ ،‬بل يمكن أيضا أن تكون حياكات‬ ‫الوحيدة التي من خاللها فقط يتمكّن الفنان من تجسيد‬ ‫ّ‬ ‫األلياف بعناصرها التي تتض ّمنها عبر النسج أو الطباعة كأحد وسائل التعبير التشكيلي‪ .‬ساهمت‬ ‫تلك المواد (القطن والصوف‪ )...‬بحضورها في أعمال فدوى دقدوق في تفعيل التكوين وإثراء‬ ‫بنية العمل الفنّي الذي أصبح مجاال إلثارة إشكاليات مختلفة تفسح المجال للواقع الملموس‬ ‫لتحرر الطاقات التعبيرية المختلفة ألقمشة‬ ‫التحول نتيجة‬ ‫والمحسوس والمباشر‪ ،‬ولقد كان هذا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التي تساهم بحضورها في إثراء العمل الف ّني وإعطائه بعدا جديدا‪ .‬كما تكشف األعمال الفنّية‬ ‫مجرد تنويعات لونية وبصرية تحتكرها‬ ‫عن حساسية الفنانة تجاه المواد التي لم تعد بالنسبة لها ّ‬ ‫الوسائط التصويرية النسيجية‪ ،‬بل أصبحت حقيقة فيزيائية مشدودة إلى طبيعة حضورها كمادّة‬ ‫المكون األساسي لتشكيل المنسوجة لذلك‬ ‫في فضاء العرض‪ .‬فالعقدة هي أصل النسيج‪ ،‬وهي‬ ‫ّ‬ ‫األول هو المنطلق لمسار بحث هذه الفنانة ضمن جدلية هدم‬ ‫ضمن البديهي أن يكون األصل ّ‬ ‫لخيوط السداة ولبناء عقد نابعة منها‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫العدد الثامن – ‪2015‬‬

‫فدوى دقدوق‪ ،‬رحم‬ ‫‪5002‬‬ ‫فدوى دقدوق‪ ،‬تشبيك‬ ‫‪5005‬‬

‫ويعدّ هذا التناول لتقنية العقد من المواضيع المتداولة والتي اشتغل بها العديد من الفنانين‪" ،‬فبداية‬ ‫من هذه الفترة أصبح فعل العقد في قلب ممارسة عديد الفنانين‪ ،‬فالربط والوصل والتشبيك أصبحت‬ ‫تقنيات من خاللها يستعيدون القيمة المنسية لبعض الحركات أو منها يتجلّى معنى معطيات‬ ‫الوجود"‪ .1‬في نفس هذا اإلطار تكون الفنانة فدوى حاضرة فعليا بأعمالها التي عبّرت فيها عن‬ ‫حضور العقدة كأداة أساسية‪ .‬فالعنصر األولي هو العقدة‪ ،‬عقدة الخيط على نفسه‪ ،‬أو عقدة ربط أو‬ ‫فمرة يقع اإللحاح على خاصية العقدة أو الرباط‪ ،‬ذلك الشكل األول الذي وقع خ ّطه بهذا الحبل‬ ‫رزمة‪ّ ،‬‬ ‫للطي في ك ّل‬ ‫دون أن يكون له بعد أي شكل عدى أن يكون خ ّطا غير مبرهن عليه ُم ْرتَخيا طيّعا قابال‬ ‫ّ‬ ‫االتجاهات‪ ،‬وتارة أخرى يقع إبراز النظام الدقيق لشبكة متوالدة عن التقاطع الالنهائي للخيوط‬ ‫واألربطة‪.‬‬ ‫فمع الفنانة فدوى دقدوق‪ ،‬مثّل الربط والعقد عموما مرجعا لممارسة تشكيلية‪ ،‬حيث تعرض أشياء‬ ‫قوة‬ ‫القوة أحسن م ّما وجدته عند هذه الفنانة‪ّ ،‬‬ ‫شكّلتها بنفسها‪ ،‬و لم تجد أصناف األشياء المرنة هذه ّ‬ ‫يحولها الفنان إلى أشكال‪ ،‬هي ثمرة ممارسة ملحّة‬ ‫القطن والكتّان المعقودة والملوية والمطوية التي ّ‬ ‫غير قابلة للتصنيف تواصل طرح السؤال ذاته عن وجودها‪ .‬إذ فتحت العقدة الباب على مصراعيه‬ ‫لالبتكار و لو كان ذلك باعتماد أبسط الطرق واألساليب مقابل الفكرة التي أ ُ ْن ِجزَ تْ بها العقدة‪ ،‬حيث‬ ‫تستجمع الفنانة طاقاتها التعبيرية لتقترح تحويرا جديدا‪ ،‬يعطي أهمية في مرحلة أولى للعقدة التي‬ ‫تنفتح عبرها على حلول تقنية إلى أن تصبح أداتها المفضّلة‪ ،‬تتيح لها مجاال لعرض أعمال في‬ ‫تكوين تراكبي مندمج يمنح تأثيرات بصرية خاصة‪.‬‬ ‫التحرري‬ ‫لقد عبّرت تقنية العقد عن رغبة هذه الفنانة إلستحداث مؤثّرات جديدة تعطي قيمة للبعد‬ ‫ّ‬ ‫الالنهائي‪ ،‬انطالقا من البحث عن حلول ومقترحات يمكن أن تتولّد نتيجة لفعل العقد التي تمارسها‬ ‫« فمادّية الحركة ليست أه ّم شيء‪ ،‬بل األه ّم من ك ّل ذلك هو المنهجية التي تنتمي إليها في اللحظة‬ ‫صرح "فالون" )‪ )Wallon‬للتأكيد على المضامين التشكيلية التي يمكن‬ ‫التي تولد فيها»‪ .1‬هكذا كيف ّ‬ ‫أن تحملها المادّة المستعملة انطالقا من طرق استغاللها والكيفية التي يقع تشكيلها‪.‬‬ ‫إنّ حوار فدوى دقدوق مع العقد أخذ شكال آخر انطالقا من تلك المالمسة الفعلية المباشرة‪ ،‬التي‬ ‫تحولت إلى أداة تشكيلية مرنة تخضع إلرادة الفنانة لتأخذ مسارات وقراءات ووضعيات متغيّرة بتغيّر‬ ‫ّ‬ ‫طرق الممارسة وزمنية التشكيل‪ .‬وفي هذا المستوى من المكاشفة تأخذنا الفنانة فدوى إلى تلك‬ ‫الصياغة الجديدة في التعامل مع العقدة من خالل احتضانها لمواد طبيعية كالخيش و القنّب‪...‬لتصبح‬ ‫بمثابة العضو الذي ال يتجزّ أ من كيانه‪.‬‬ ‫من هذا المنطلق مثّل حضور العقدة تأسيسا لعبور الممارسة اليومية السائدة إلى نشاطات ذات‬ ‫اهتمامات تشكيلية‪ ،‬فتواجد ماهو يومي ال يفقد عمق المجال الفكري والبحث التشكيلي عن الكيفيات‬ ‫والتصورات الجديدة والمختلفة‪ ،‬حيث لم تعد حركة الفنانة حكائية وال تصويرية‪ ،‬بل أصبحت حركة‬ ‫ّ‬ ‫مقررة بأخذ قطعة من الواقع وتحويلها إلى أداة منتجة لألثر عبر جملة من األفعال الخاصة‬ ‫تملّك ّ‬ ‫بتصوراتها التشكيلية‪ .‬ولقد كان لــ"مارسيل دوشامب" دور في وضع اللغة التشكيلية مح ّل تساؤل‬ ‫ّ‬ ‫مستمرين‪ ،‬حيث يقول "بيار روستاني"« يتأكد ك ّل طالئعي في البداية من خالل حركة تملّك‬ ‫وبحث‬ ‫ّ‬ ‫قصوى للواقع و التي على أساسها فيما بعد يرتكز ك ّل نظامه اللغوي»‪.1‬‬


‫سس‬ ‫فاللغة التشكيلية الحديثة قامت على جملة من األفعال الخاصّة بالفنانة والتي تؤ ّ‬ ‫لتصوراتها التشكيلية الخاصّة‪ ،‬التي ستمكّنها من تجاوز مفهوم التملّك بمعنى النقل‬ ‫ّ‬ ‫ليصبح تد ّخال على هذا الواقع لتغييره وتحويله‪.‬‬ ‫تنوعا يشهد على توالد األفكار وتعاقبها ضمن عالقة‬ ‫يحمل كال العملين في طيّاته ّ‬ ‫جدلية بين الفكرة والفعل‪ .‬هذا ما يتيح للفنانة فدوى استقصاء مختلف االحتماالت‬ ‫تنوع وثراء‬ ‫التي يمكن أن تنشأ عن طريق فعل العقد‪ ،‬فك ّل ما يظهر في الفضاء من ّ‬ ‫وتعدّد هو وليد هذه العقدة‪ .‬فالعقدة في العمل الفني هي تلك اللحظة التي تتوقّف فيها‬ ‫الفنانة عند جملة من التساؤالت واإلشكاليات ليستأنف العمل مشحونا بطاقة جديدة‬ ‫تدفعها وتحفزها لبلوغ الخلق ومعانقة اإلبداع‪.‬‬ ‫كما يغزو كال هذين العملين‪ ،‬الفضاء في أبعاده الثالثة حيث يتضافر الوضع العمودي‬ ‫مع الوضع األفقي في عرض وقراءة نفس العمل‪ ،‬آلية تو ّظفها الفنانة فدوى لترسيخ‬ ‫فكرة االبتعاد عن النسيج المس ّطح لتقترح على المتلقي طريقة أو صورة جديدة في‬ ‫قراءة العمل وطريقة عرضه‪.‬‬ ‫وقد أدركت فدوى دقدوق أه ّمية إعطاء الدور األكبر لتلك الحركات الواعية التي‬ ‫تصدر من عمق الذات‪ ،‬حركات تتحكّم في آليات العقد والجدل‪ ...‬لتصبح معايشة‬ ‫العمل الفني بطريقة التفعيل الحر والمباشر من باب الضرورة التي يجب أن تبقي‬ ‫على خصوصية المجال البنائي‪ ،‬و من هنا يبدو موقف هذه الفنانة الموجّه من خالل‬ ‫استدراج ذلك األسلوب المميز‪ ،‬الذي يأخذ من العالقة الحميمية بين الحركة والمادة‪،‬‬ ‫سس‬ ‫محور الخطاب التشكيلي لديها‪،‬‬ ‫ليتحول هذا التفاعل إلى لغة تكشف لنا دالالت تؤ ّ‬ ‫ّ‬ ‫التحرري من ك ّل القيود والمفاهيم السائدة‪.‬‬ ‫للبعد‬ ‫ّ‬ ‫وتو ّخت الفنانة فدوى األسلوب البنائي من خالل تكرار العقدة والتكرار المسيطر على‬ ‫هذا العمل لم يكن بشكله الرتيب‪ ،‬بل هو تكرار متجدّد ومتغيّر والتكرار المتواصل‬ ‫تخول لها أن‬ ‫والمتغيّر للعقدة يجعله معادال لمادة طيّعة‪ ،‬حيث تحت ّل العقدة مكانة ّ‬ ‫تكون من المبادئ األساسية للعمل الفني باعتبار ما تملكه من قدرة فائقة على التعبير‬ ‫سواء كان ذلك من خالل تعدّدها أو حركتها أو اتجاهاتها‪ ،‬فباختالف درجة تشكّلها‬ ‫تختلف األحاسيس التي تثيرها‪ ،‬فتصبح العقدة مقياسا في حدّ ذاته للتفكير في دالالتها‬ ‫من خالل سكونها أو حركتها‪ ،‬عندها يندمج الشكل بوظيفته التعبيرية ويصبح مجال‬ ‫دراسة و تساؤال ال يمكن فصله عن المعنى الذي أسند إليه‪.‬‬ ‫بعد أن شهدت العقدة خالل المراحل السابقة ارتباطا شديدا بوظيفة النسج‪ ،‬انتابت‬ ‫الفنانة فدوى دقدوق قناعة راسخة بقيمة وأه ّمية عنصرها التشكيلي‪ ،‬الكفيل بإنشاء‬ ‫عمل مفعم بالحركية‪ ،‬عنصر كان ال بدّ له أن يرسم لنفسه عالما منشودا يفتح له‬ ‫المجال إلى مزيد من العطاء والفعل‪ .‬هذا ما جعل هذه الفنانة تخطو بخطى عقدها‬ ‫وتتّبع حركتها في الفضاء وهي تمارس لعبة التكوين و الخلق من أجل تحقيق تركيبة‬ ‫نموذجية‪.‬‬ ‫مجرد عالمة أو أثر في جريان الزمن وإنّما هي اقتطاع يمسك‬ ‫إنّ عملية العقد ليست ّ‬ ‫يحول هذا الفعل‬ ‫يطوره‪ .‬فالعقد على طريقة فدوى دقدوق ّ‬ ‫الزمن وبطريقة سحرية ّ‬ ‫إلى إبداع‪ ،‬يسألنا نظامه بقدر ما يمثّل تأكيدا حاسما‪ ،‬فاعتقاد هذه الفنانة الراسخ‬ ‫بامتالك عقدها روحا ونفسا حيّة‪ ،‬جعلها تفكّر بجدّية في إطالق عنان الذات لمعانقة‬ ‫فضاء أرحب‪ ،‬يقوم على الطرح الصريح للعُقَدِ‪ .‬وتتجنّب الفنانة فدوى انتساب‬ ‫مجرد امتداد وتواصل لما أنجزته‬ ‫إنتاجها في هذه المرحلة إلى مجال النحت وتعتبره‬ ‫ّ‬ ‫في أعمالها النسيجية‪ ،‬فنالحظ نوعا من التراسل على مستوى اختيار األلوان بين‬ ‫ماهو منسوج وبين انتصاب العقدة مستقلّة في الفضاء‪.‬‬ ‫تستنهض هذه الفنانة عقدها وتدفعها إلى االنسالخ من عالمها الذي كانت عليه‪،‬‬ ‫لتصبح مستقلّة بذاتها في الفضاء‪ .‬وهكذا تجلّت العالقة التفاعلية بين الشيء ومادة‬ ‫العقد وفعله‪ ،‬ثالثة عناصر فتحت‪ -‬بتعدّد احتماالت بنائها‪-‬أفقا جديدة بالنسبة لــفدوى‬ ‫دقدوق ودفعتها إلى البحث في انتصاب هذه العقد في الفضاء مستقلّة عن فعل‬ ‫النسيج‪.‬‬

‫فدوى دقدوق‬ ‫جزيئات‬ ‫‪5002‬‬

‫‪11‬‬

‫العدد الثامن – ‪2015‬‬

‫الملون‪...‬ضالّتها‪ ،‬هذه المواد الجاهزة والمتماسكة التي من شأنها‬ ‫وجدت هذه الفنانة في الصوف والقطن والحرير‬ ‫ّ‬ ‫أن تمنح عقدها صالبة تمكّنها من االنتصاب في الفضاء والحفاظ على استقامتها‪ ،‬وهذا ما يمنح العقد حضورا‬ ‫جديدا‪ .‬لكنّ اإلضافة هنا ال تكمن في هذه المواد‪ ،‬بل في إثراء الفعل والعالقة التي أصبحت تجمع الفنانة بعقدها‪.‬‬ ‫فمن عملية نسج العقد‪ ،‬ينضاف إلى فعل العقد فعل التراكم والصعود‪ ...‬هذا التغيّر التقني فرضته خصوصية التنقّل‬ ‫التحول في‬ ‫بين مجالين (نسج العقد على محمل‪ ،‬انتصاب العقد) يتطلّبان تغيّرا في األسلوب والتعامل‪ .‬وكان لهذا‬ ‫ّ‬ ‫الممارسة األثر البالغ في رسم عالقة جديدة تجمع الشكل بالفضاء‪.‬‬ ‫ولم يكن توجّه هذه الفنانة إلى الفضاء المفتوح غاية في حدّ ذاته أو محاولة للخوض في قضايا نحتية‪ ،‬بل هو بحث‬ ‫متواصل في مسألة العقدة‪ .‬كما أنّ انتقال اهتمامنا إلى هذا اإلنتاج‪ ،‬لم يكن من باب السرد لمسار تجربة هذه الفنانة‬ ‫بقدر ماهو تواصل واسترسال مع الهواجس األولى للبحث المتمثّلة في تتبّع العقدة في تنقّلها عبر ثنايا الفعل في‬ ‫إمكاناتها وطرق عالجها‪.‬‬ ‫وبهذا فإنّ رغبة هذه الفنانة في اختراق حدود العقدة لم تنشا من عدم‪ ،‬بل من رصيد معرفي وحرفيّة اكتسبتها أثناء‬ ‫ممارستها في النسيج‪ ،‬ذلك ما دفعها إلى تحريكها لتنطلق من فضائها الثنائي األبعاد وتكتسب صفة العمل القائم‬ ‫بذاته‪ .‬فيصبح دخول فدوى دقدوق هذه التجربة ضربا من ضروب المغامرة والتحدّي الذي يحمل العديد من الرهانات‪،‬‬ ‫والتطرق لمسائل تشكيلية تتواصل مع هواجسها األولى انطالقا من عقدة بسيطة‬ ‫منها القدرة على البحث والتشكيل‬ ‫ّ‬ ‫التطور واالنفتاح‪.‬‬ ‫ومتكررة‪ ،‬ترنو إلى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والمستمر بماهو فعل متغيّر يعني‬ ‫من هذا المنطلق يقترن فعل النسج لدى هذه الفنانة بفعل التكثيف المتواصل‬ ‫ّ‬ ‫اإلنتاج الدؤوب انطالقا من الشيء نفسه‪ .‬إنّها عملية أشبه بالتوالد الالنهائي للعقد في الفضاء‪ ،‬فك ّل ما يظهر من‬ ‫تنوع وثراء وتعدّد هو وليد هذا العنصر الهائج المتشعّب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تحرر من الشدّ الذي ما انفكّت تمارسه عليه‬ ‫إذ لم يعد شكل العقدة رهين المساحة التي تنسج عليها‪ ،‬بل‬ ‫ّ‬ ‫الخلفية‪ ،‬وذلك عبر استغاللها العناصر المقتبسة من المنسوجة وإعادة تقديمها وإدماجها في فضاء مغاير‪ ،‬من أجل‬ ‫فيحول امتداده الالمتناهي إلى‬ ‫إخراج فعل تشكيلي جديد‪ ،‬وأيضا كعنصر فاعل يدخل في عالقة مباشرة مع الفضاء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مجال أكثر خصوصية واستقاللية‪.‬‬ ‫تواصل هذه الفنانة رهانها على تلك العقدة لتنفلت عبرها إلى حياة مفعمة بحركية ودينامية‪ ،‬محاولة بذلك أن تستنفِذ‬ ‫كافة الممكنات التشكيلية التي تتيحها واستقصاء مختلف االحتماالت التي يمكن أن تنشأ عن طريق هذا التغيّر‬ ‫وتتنوع من عمل‬ ‫سد طاقاتها المندفعة في تركيبات تختلف‬ ‫قوة نحو الفعل لتج ّ‬ ‫ّ‬ ‫المست ّمر في تقنية العقد‪ ،‬لتندفع بك ّل ّ‬ ‫آلخر‪.‬‬ ‫ويعدّ هذ ا التجسيد‪ ،‬مرحلة يكتسب خاللها العنصر التشكيلي كيانا ماديا يثبت تواجده وحضوره الفعلي داخل الفضاء‪.‬‬ ‫ك ّل ذلك مثّل الدافع إلى إيجاد فضاء يتواصل مع خصائص العقدة ويفتح آفاقا جديدة للبحث‪ ،‬حيث تغري العقدة هذه‬ ‫الفنانة وتقدّم لها إضافات تتالءم مع هواجسها التي تسكن ذاتها وتتفاقم ضمن المسار التعاقبي لألفكار‪ ،‬غير أنّ‬ ‫هاجس العقد فرض على هذه الفنانة المحافظة على خصائصها مع منحها حضورا جديدا في الفضاء‪.‬‬ ‫تنوعا يشهد على توالد األفكار وتعاقبها‬ ‫حرة‪ ،‬تحمل في طيّاتها ّ‬ ‫إنّ االختالف بين األعمال بدا أمرا حتميا لعملية تكرار ّ‬ ‫تدب فيها حياة‬ ‫ضمن عالقة جدلية بين الفكرة والفعل‪ ،‬فعن طريق التكرار تتوالد األشكال‬ ‫وتتحول العقدة إلى كيان ّ‬ ‫ّ‬ ‫متغيّرة ومتجدّدة‪ ،‬وذلك من خالل إمكانية تعايش هذه الفنانة لمختلف التقنيات وما ولّدته تلك العالقة الجدلية بين‬ ‫فعل النسيج وأثر التقنيات األخرى كالفعل التكنولوجي مثال‪ ،‬حيث اتّخذت فدوى دقدوق الصورة الرقمية كآلية إلنتاج‬ ‫عمل فنّي منسوجي‪.‬‬ ‫اجتاح التقدّم العلمي والتكنولوجي عصرنا‪ ،‬وهذا ما جعل العديد من الفنانين يتفاعلون مع هذا التقدّم‪ ،‬فاستغلّت‬ ‫متنوع بلمسات سحرية شتّى ال تق ّل أه ّميتها عن التعبيرات‬ ‫الفنانة فدوى دقدوق الحاسوب بمختلف أنواعه في توظيف ّ‬ ‫التشكيلية المألوفة‪.‬هذا ما أدّى إلى تعدّد مجاال ت الفنانة الفكرية تتقدّم من خالل تفاعلها مع التكنولوجيا الرقمية‪،‬‬ ‫حتّى أنّ أعمالها أصبحت تتقدّم بالتوازي مع ك ّل ما أنتجته من أعمال منسوجة‪ ،‬من خالل ما فتحه مجال التكنولوجيا‬ ‫من إمكانات تعبيرية سمحت بظهور أعمال مختلفة ومتنوعة‪.‬‬ ‫برزت لنا تلك األعمال الرقمية وكأنّها في عالقة مع ما تختزنه ذاكرتنا من أعمال ألفيناها على المنسوجة‪ ،‬حيث‬ ‫عملت هذه الفنانة على رسم تفاعالت بين التقنية واإلنجاز من خالل تطوير واقع العالقة بين تصميم الفعل اإلبداعي‬ ‫في فنّ النسيج‪ ،‬وأخذ صور له وتطوير أعمالها إلى أفق تشكيلي خصب وتوفير إمكانات تعبيرية منفتحة ومتجدّدة‬ ‫تعتمد على تركيب الصورة‪ .‬وهذا ما فسح المجال الكتشاف عالقات جديدة بين الفعل النسيجي والفعل التكنولوجي‪،‬‬ ‫مجرد قنص للحظة من زمن العرض إلى آلية تد ّخل في الفعل التشكيلي‪.‬‬ ‫ويتحول التصوير الرقمي بهذه الطريقة من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتوجهات متعدّدة حيث فتح هذا العالم الرقمي منفذا لها‬ ‫فقد اتّخذت اهتمامات هذه الفنانة ضمن هذا المجال أشكاال ّ‬ ‫تحوالت ونعني هنا خاصّة مسألة العولمة ومقتضياتها‪.‬‬ ‫وأسلوبا جديدا في التعبير قد يتالءم مع ما يشهده العالم من ّ‬ ‫التطور التكنولوجي‪ ،‬يعتبر مسألة ها ّمة لكونها تربط الصلة بين توظيفات إنسانية ضاربة في القدم‬ ‫كما أنّ هذا‬ ‫ّ‬ ‫ومتطور وتشكيلي باألساس‪ ،‬كما أنّ هذه الصلة‬ ‫حضاري‬ ‫إنتاج‬ ‫إلى‬ ‫اليوم‬ ‫النسيج‬ ‫مجال‬ ‫ل‬ ‫ليتحو‬ ‫ّمعاصرة‪،‬‬ ‫وأخرى جد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بين ك ّل من النسيج والتكنولوجيا‪ ،‬وجدت صداها في المسار التشكيلي خاصّة مع الفن البصري الذي اعتمد على‬ ‫استغالل تقنيات تكنولوجية ورقمية معاصرة في إنجاز األعمال التشكيلية‪ ،‬ونالحظ ذلك خاصّة وبوضوح في معظم‬ ‫أعمال الفنانة فدوى دقدوق‪ ،‬التي اهت ّمت بالتمظهرات التجريدية لألشكال والخطوط واأللوان لينشأ عبر تكرارها‬ ‫المستمر والمتغيّر تأثيرات بصرية مختلفة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هكذا يطرح موضوع التكنولوجيا فرصة لإلبداع وكتقنية فاتحة آلفاق ولطرق إعادة تمثيل مغايرة للعمل الفنّي‬ ‫مجرد وسيلة توثيق‪ ،‬وإنّما كآلية فعالة تتد ّخل في إنتاج‬ ‫والمنسوجة‪ ،‬وذلك من خالل اعتبار الصورة الرقمية ليست‬ ‫ّ‬ ‫العمل الفنّي‪ ،‬وهو ما يساعد في الكشف عن أساليب حديثة في التعامل مع إعادة التمثيل تعطي طواعية أكثر لإلبداع‬ ‫مع إمكانية نسج عالقات تفاعل بين طريقة االشتغال على الفضاء الماثل وطريقة إعادة تمثيله كوسيلة إبداعية أكثر‬ ‫من توثيقية‪ .‬وفي األخير يمكننا القول بأنّ العالقة القديمة والمتجدّدة بين هذه الفنانة والنسيج‪ ،‬جعلت منها واجهة‬ ‫تنعكس من خاللها ذاتها وهي في نفس الوقت الستار والحجاب الذي تختفي وراءه‪ ،‬فيكفي أن نقدّر نسبة حضور‬ ‫هذا المجال التشكيلي‪ ،‬الذي نحيا فيه لنشعر ونتأكّد من أه ّمية وأثر التقنية واإلبداع في فتح آفاق وطرق إعادة تمثيل‬ ‫تحول إلى الوسيلة ذات األه ّمية القصوى في تعبيراتنا وتواصلنا‬ ‫مغايرة لفعل النسيج‪ ،‬أو هذا اإلنتاج اإلنساني الذي ّ‬ ‫مع اآلخر‪ ،‬وذلك ألنّ النسيج يعتبر من أه ّم اإلنجازات اإلنسانية القديمة والمعاصرة باختالف التقنيات والوسائل‬ ‫بقوة إحدى نتائج التالقي والترابط األكثر اكتماال بين الجانب المادّي التطبيقي اليدوي‬ ‫المعتمدة في انجازه‪ ،‬أل ّنه يج ّ‬ ‫سد ّ‬ ‫أو اآللي والجانب الفكري والنظري‪.‬‬


‫جماليات التكوين الفني‬ ‫د‪.‬نمير قاسم خلف‬ ‫تتميز التجربة الجمالية في التكوين‬ ‫الفني في ارتباطها بعدد من العوامل‬ ‫والتي أهمها النتاج الفني والمستوى‬

‫الذائقي الجمالي لمتلقيه والتي تسود‬

‫في المجتمع ‪ ،‬كون النتاج الفني يرتبط‬ ‫الى حد كبير بطبيعة الذوق السائد وفقاً‬

‫لطبيعة الفكر السائد الضاغط في اتجاه‬ ‫ترجمته ‪،‬الى محاوالت ابداعية متعددة‬

‫منها التشكيل الفني وغيره من‬ ‫الفنون ‪.‬‬

‫حيث يلعب االطار الثقافي والداللي دو ارً‬ ‫وسيطاً وفاعالً في طريقة استقبال وفهم‬

‫رسالة التواصل ‪ ،‬فالمفهوم الجمالي‬ ‫يتكون من القيم والمعتقدات والمعايير‬

‫والتفسيرات العقلية في فهم الرسالة ‪،‬‬

‫وهذا يشمل المعارف والفنون واالخالق‬ ‫والعادات التي يكتسبها االنسان بوصفه‬

‫عضواً في المجتمع ‪ ،‬وبهذا تكون‬ ‫بمثابة المرجعية الثقافية والتي ميزها‬

‫ان الفنان الرسام او المصمم يحاول من خالل تكوينه او تصميمه الفني ان يوصل رسالة ذات ابعاد داللية‬

‫ورمزية وخصائص متنوعة اساسها الجمال الفني وفق معايير محددة ‪.‬‬

‫ان دراسة التكوين الفني تعني معرفة اسس وضع االجزاء ليتكون منها الكل ‪ .‬والتي تؤلف العناصر التشكيلية‬

‫للفنون البصرية المفردات االساسية التي يستعملها الفنان ليبني اياً من اعماله ‪ ،‬ومن الناحية المثالية كل‬ ‫عنصر في تكوين العمل يجب ان تكون كل مفردة ضرورية في المعنى التشبيهي ‪ ،‬والوظيفي ‪ ،‬والتعبيري ‪،‬‬

‫والجمالي وحسب مايستهدفه الفنان ‪ ،‬اي انه الجمع الذي يوحد العناصر المنتقاة ويعطي العمل معناه ‪،‬‬ ‫ويكون بأمكان المشاهد ادراك تلك العناصر موحدة قبل ان يتفهم اهميتها او يتذوقها ويرى توماس مونرو ‪:‬‬

‫هوفستيد في كل نماذج التفكير‬

‫بان التكوين عملية ترتيب التفاصيل بحيث تصبح وسيلة الستعمال ايجابي ‪ ،‬او غاية ايجابية معينة ‪ ،‬ونحن‬

‫ينتقل بواسطة الرموز ‪.‬‬

‫ثابتاً او نهائيا ‪ ،‬بل يتغير ‪ ،‬ويتكون تبعاً لموضوعات الفنان والعصر الذي يعيش فيه ‪.‬‬

‫والشعور والسلوك االجتماعي الذي‬

‫ومما ال شك فيه ان لكل امة فن خاص‬ ‫بها‬

‫يتسم‬

‫بخصائصها‬

‫التاريخية‬

‫والبيئية واالجتماعية وغيرها ‪ ،‬ولكي‬

‫تتميز الفنون البد من وجود سمات‬

‫ودالالت ورموز تميز اصل هذا الفن‬

‫ومميزاته في مكان ما عن المكان االخر‬ ‫مع اختالف حركية الزمان وتحوالته‬

‫التاريخية والجغرافية والثقافية ‪.‬‬

‫الندرك الشكل العام للتكوين الفني اال من خالل تألف عناصره او تناقضها داخل االطال العام ‪ ،‬فهو ليس‬ ‫لذا ف ان عملية إبداع تكوين فني ممتلئ بالفعالية مثال ذلك الشععععارات والدالالت الرمزية ‪ ،‬تسعععتوجب جعل‬

‫كل عنصعععر من عناصعععر التكوين الفني فاعلة في توصععععيل المعنى التمثيلي الوظيفي والتعبيري والجمالي ‪،‬‬ ‫وهذا اليتم اال عندما يبدأ الفنان عمله اإلبداعي بتنظيم تلك العناصععععر على أسععععس ومبادئ عديدة كالوحدة‬ ‫واإليقاع والتوازن والسيادة واالنسجام والتضاد ‪.‬‬

‫وان لكل عنصعر من عناصعر العمل الفني امكانياته في توصيل المفاهيم ‪ ،‬واهمها ان يؤدي تأثي ارً كبي ارً في‬ ‫خلق تكوين موحد من خصععائصعععه االنشععائية ‪ ،‬كما يهيء وحدة متكاملة ‪ ،‬ولذلك فان جميع هذه العناصعععر‬

‫وطريقة تشعكيلها من العمل الفني ‪ ،‬تحرك فينا االحسعاس بالمهارة اليدوية واالستجابة البصرية وصوال الى‬ ‫عملية الخلق واالبداع ‪.‬‬

‫واخي ارً يمكن القول ان المشععععععععاهد او مسععععععععتهلك الفنون يبدأ من حيث ينتهي الفنان ‪ ،‬والمعنى الذي يجده‬

‫المالحظ في االثر الفني انما يعتمد على العمل الفني نفسععععه ‪ ،‬لكنه –ايضععععاً‪ -‬يتوقف على حالة المشععععاهد‬

‫‪12‬‬

‫العدد الثامن – ‪2015‬‬

‫المزاجية وخلفيته الثقافية ن تماماً كما يتوقف على مقدرته في النفاذ ببصيرته في العمل الذي امامه‪.‬‬


‫تحت شعار الحياة لن تستقيم من دون فن‬ ‫كلية الفنون الجميلة في جامعة ديالى اقامت مهرجانها الفني السنوي االول‬

‫برعاية االستاذ الدكتور عباس الدليمي‬ ‫رئيس جامعة ديالى وباشراف االستاذ‬ ‫الدكتور عالء شاكر محمود عميد كلية‬ ‫الفنون الجميلة ‪ ،‬اقامت كلية الفنون‬ ‫الجميلة في جامعة ديالى مهرجانها‬ ‫الفني السنوي االول تحت شعار ‪:‬‬

‫وتضمن منهاج المهرجان اقامة‬ ‫السينمائية‬ ‫لالفالم‬ ‫عروض‬ ‫والوثائقية من انتاج طلبة قسم‬ ‫الفنون السمعية والمرئية ‪،‬‬ ‫وعروض لمسرحيات من تمثيل‬ ‫واخراج طلبة قسم التربية الفنية‬ ‫للدراست ين الصباحية والمسائية‬ ‫فضال عن معرض للفنون التشكيلية‬ ‫لطلبة قسم التربية الفنية ‪ ،‬كما‬ ‫تضمن منهاج المهرجان ايضا ً‬ ‫اقامة عدد من النشاطات االخرى‬ ‫ومنها حلقات نقاشية وعروض‬ ‫موسيقية فنية من التراث العراقي‬ ‫فضال عن حفل لتكريم الطلبة‬ ‫واالساتذة المتميزين في الكلية‬ ‫والمشاركين في هذا المهرجان ‪،‬‬ ‫وتكريم عدد من الفنانين الرواد في‬ ‫محافظة ديالى ‪ ،‬هذا وحضر‬ ‫المهرجان عدد كبير من الضيوف‬ ‫منهم عمداء كليات واساتذة‬ ‫ومثقف وا محافظة ديالى ‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫العدد الثامن – ‪2015‬‬


‫صور متنوعة من مهرجان‬ ‫كلية الفنون الجميلة – ديالى‬

‫‪2015‬‬

‫‪14‬‬

‫العدد الثامن – ‪2015‬‬


‫اهمية االعالن في وسائل االتصال الجماهيري‬ ‫رباب كريم كيطان‬

‫االعالن نشاط انساني قديم قدم المجتمعات االنسانية‪ ،‬اذ مارسه كل مجتمع‬ ‫بما اتفق مع ظروف العصرررررر وما توافر فيه من وسرررررائل اتصرررررال ‪ ،‬وجاء‬ ‫تطور االعالن في العصرررر الحديث انعكاسرررا ً لعوامل عدة حتى اصررربح جزءا ً‬ ‫من حياتنا اليومية‪.‬‬ ‫ويتميز هذا العصررر بكونه عصررر االتصررال والتواصررل ‪ ،‬حيث اصرربحت كل‬ ‫الظواهر المتعلقة بالتواصرل االنساني في مختلف اشكاله توصف باالنفجار‬ ‫‪ ،‬محرددة بذلك الكثير من جوانب الحياة االجتماعية بشررررررركل ثنائي بمظاهر‬ ‫التواصرل واشكاله ‪ ،‬وان ظاهرة مثل صناعة االعالن في الدول الرأسمالية‬ ‫بلغرت اشرررررررواطرا ً كبيرة من حيرث تطورها وتقدمها ‪ ،‬ما جعلها محركا ً خفيا ً‬ ‫القتصررراداتها ‪ ،‬بل اصررربحت أكثر من ذلك ‪،‬اذا أصررربحت محل نقد للبعض ‪،‬‬ ‫ومحل تفاخر للبعض اآلخر‪ ،‬فسررمي البعض العصررر باسررمه عصررر االعالن‬ ‫( ‪.) Advertising age‬‬ ‫ان االعالن لرره اهميرة متزايرردة في ظررل التطورات السرررررررريعرة والهررائلررة في‬ ‫السراحة االتصالية والسيما بعد تنوع الوظائف المنوط بها تجاريا ً وسياسيا‬ ‫وخردميرا ً وتنمويا ً وغيرها والتي اثرت على زيادة االنتاج واالهتمام بتوزيع‬ ‫المنتجات على نطاق واسررررررع لتكون في متناول الجمهور المسرررررررتهلك مما‬ ‫استلزم االهتمام بأخبار الجمهور المستهلك عن طريق االعالن‪.‬‬ ‫وتعد الجريدة وسررررريلة إعالمية هامة (بقاعدتها الجماهيرية العريضرررررة‬ ‫من القراء) تحتررل مرتبررة يُعتررد بهررا بين منررافسررررررريهررا من مجالت وإذاعررة‬ ‫وتلفزيون في ترويج اإلعالن‪ ،‬اذ تعد الصرررررررحافة المقروءة واحدة من اهم‬ ‫وسرررائل االعالم من حيث العمق في األسرررلوب والشررررح والتحليل وايصرررال‬ ‫الفكرة الى القارئ‪ ،‬اذ اخذت الصررررررحف في هذا العصررررررر تتجه بفنونها الى‬ ‫الدراسرات العالمية الحديثة التي تجعلها ان تكون تخصصا ً من التخصصات‬ ‫الدقيقة في مضمونها وشكلها ‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫العدد الثامن – ‪2015‬‬

‫لقد ازدادت اهمية االعالن في الصحف الحديثة الن‬ ‫الصحيفة كاآللة تحتاج للوقود ووقود الصحيفة الذي‬ ‫يٌشغّلها ويسير بها هو المال ‪ ،‬والمال يأتي عن طريق‬ ‫االعالن وهو ما جعله اهم وظيفة من وظائف الصحافة‬ ‫الحديثة ألنها تقوم بوظيفة اإلعالن عن السلع الجديدة‬ ‫التي تهم المواطنين‪ ،‬كما تقوم بدور مهم في حقول العمل‬ ‫والتجارة عندما تتولى اإلعالن عن وجود وظائف شاغرة‬ ‫أو وجود موظفين مستعدين للعمل‪ ،‬أو عندما تتولى‬ ‫اإلعالن عن إجراء مناقصة أو وضع التزام موضع التنفيذ‬ ‫‪..‬الخ ‪.‬‬ ‫ان انتشار وسيطرة االعالنات في معظم وسائل االعالم‬ ‫وفي الصحف اليومية بشكل خاص يعود ايضا الى اهمية‬ ‫ودور االعالنات في حياة الناس من مختلف االوجه‬ ‫والتأثيرات التي جعلت من االعالنات تتسلل الى عقول‬ ‫الناس ويتخذون قراراتهم بناء عليها وتصبح جزءاً من‬ ‫حياتهم اليومية وهي تخلق حاجات ليست ضرورية‬ ‫وتعودهم على استهالك ما ال حاجة لهم به وهي بذلك تخلق‬ ‫انماطا جديدة من الحياة في المأكل والملبس والشراب‬ ‫والحاجات ‪ .‬كما ان الوظائف المعروفة للصحافة هي‬ ‫تزويد القارئ باألخبار وتفسير هذه االخبار متى كانت‬ ‫هناك حاجة الى هذا التفسير والتسلية وامتاع القارئ بكل‬ ‫الطرق الممكنة والتوجيه واالرشاد وتثقيف القراء‬ ‫والتسويق واالعالن عن الحاجيات التي يحتاج اليها‬ ‫الجمهور او المرافق التي ينتفع بها‪.‬‬ ‫وينتفع البائع والمشتري من االعالن في آن واحد وتنشط‬ ‫الحركة التجارية ‪ ،‬ويكون من وراء هذا النشاط او الرواج‬ ‫فائدة للصحيفة ذاتها ‪.‬‬ ‫وتشير دراسات الى ان االعالنات تؤلف نحو (‪ )%00‬من‬ ‫دخل الصحف وقد تزيد على هذه النسبة‪ ..‬ومن هنا تتفاوت‬ ‫الصحف قوة وضعفا وتحررا وقيدا وذلك كله بتفاوت الدخل‬ ‫اآلتي من اإلعالنات‪.‬‬ ‫ومن خالل االعالنات ايضا ً ‪ ،‬استطاعت وسائل اإلعالم‬ ‫المختلفة من صحافة وتلفزيون وإذاعة وسينما‪ ،‬أمام تعقيد‬ ‫الحياة وتعدد ما فيها من اختراعات وصناعات واكتشافات‬ ‫أن تقوم بمهمة التعريف بما هو جديد وتقديمه إلى‬ ‫الجمهور وعرض فوائده وأسعاره وحسناته بشكل عام‪.‬‬ ‫ان انتشار االعالنات وصرف المبالغ الكبيرة عليها هو‬ ‫انعكاس للتطور االقتصادي في المجتمعات المتحضرة ‪،‬‬ ‫فزيادة االنتاج زيادة كبيرة تحتاج الى االعالن للمساعدة‬ ‫في تصريف هذا االنتاج وكلما زادت ايرادات الصحف من‬ ‫االعالن كان لها االثر المهم في تخفيض سعر بيع الصحف‬ ‫‪ ،‬وهو االمر الذي احدث بعد ذلك انقالبا في الصحافة ‪،‬اذ‬ ‫ادى الى ظهور ما يسمى بالصحافة الشعبية أي صحافة‬ ‫التوزيع الكبير‪.‬‬


‫محمد مهر الدين الرؤية الجديدة‬ ‫د‪.‬معن جاسم االمين‬

‫نبض آخر يتوقف وتصمت ألوانه ‪ ،‬فبعد رحيل صاحبيه الفنان اسماعيل فتاح الترك والفنان رافع الناصري يرحل عنا الفنان‬ ‫التشكيلي العراقي محمد مهر الدين الذي شكل حضورا بارزا في ذاكرة الفن التشكيلي العراقي المعاصر منذ ستينات القرن‬ ‫الماضي ‪ .‬ولد محمد مهر الدين في البصرة عام ‪ 1938‬واكمل دراسته االبتدائية و الثانوية فيها ‪ .‬ثم انتقل الى بغداد ودخل‬ ‫معهد الفنون الجميلة وتخرج منه عام ‪ ،1959‬سافر الى بولندا ودرس الفن هناك وحصل على شهادة الماجستير في الرسم‬ ‫والكرافيك‪.‬‬ ‫كان انتمائه لجماعة الرؤية الجديدة محطة مهمة من مراحل التبلور الفكري والنضج الفني للفنان‪ ،‬وقد ضمت هذه الجماعة‬ ‫(الى جانب الفنان محمد مهر الدين كل من ‪ :‬رافع الناصري الذي درس الفن في الصين واسماعيل فتاح الترك الذي درس‬ ‫في ايطاليا ‪ ،‬وصالح الجميعي في أمريكا ‪ ،‬وهاشم سمرجي في البرتغال ‪ ،‬اما ضياء العزاوي فدرس في بغداد ) ‪ .‬فقد مثلت‬ ‫هذه الجماعة تجربة متميزة في تاريخ الحركة التشكيلية في العراق ‪ .‬فبعد تأسيس جماعة بغداد للفن الحديث عام ‪ 1951‬على‬ ‫يد جواد سليم وشاكر حسن آل سعيد التي تحولت الى مركز إشعاع فكري للفنانين العراقيين في الستينات والسبعينات ‪ .‬وقد‬ ‫سعت هذه الجماعة الى استلهام التراث في الفن والبحث عن الهوية المحلية وهذا هو المنطلق األساسي للوصول بأساليب‬ ‫حديثة إلى الرؤية الحضارية ‪.‬‬ ‫وجاءت جماعة الرؤية الجديدة التي تأسست عام ‪ 1969‬لتكون بداية مرحلة جديدة لجيل جديد من الفنانين الذين عايشوا‬ ‫مرحلة نهضة الفن الحديث في أوربا والواليات المتحدة األمريكية وتاثروا بالمرحلة التجريبية والبحث عن الخامات واألساليب‬ ‫الجديدة التي سادت في تجارب الفن التشكيلي المعاصر‪ ،‬فكانت النزعة األساسية ألعضاء جماعة الرؤية الجديدة هي التجريب‬ ‫والبحث عن خامات وتقنيات جديدة ومعالجات مبتكرة للمنجز الفني ‪.‬وكان احد االهتمامات البارزة التي ميزت أعضاء‬ ‫الجماعة هو فن الغرافيك الذي شكل حضورا واضحا في المنجز الفني ألعضاء الجماعة ففن الغرافيك بامكانياته التقنية غير‬ ‫المحدودة التي شجعتهم على دراسة هذا الفن واستغالل االمكانيات التي يمكن اكتشافها من خالله ‪.‬زيادة على ذلك فقد كان‬ ‫الحرف حاضرا في نتاجات اعضاء الجماعة وان اختلفوا في رؤيتهم للتوظيف الجمالي او الداللي للحرف ‪ ،‬وهذا الموضوع‬ ‫يتطلب دراسة متفحصة الستخدام الحرف وتوظيفه الجمالي لدى الجماعة اال اننا يمكن ان نذكر بشكل مختصر ان الفنان‬ ‫محمد مهر الدين قد تميز باستخدامه للحرف بشكله المطبعي (حرف الطباعة) باستخدام المعاني المباشرة للكلمات باللغتين‬ ‫العربية او االنغليزية او كليهما كما وظف االرقام والنقاط والخطوط مع المساحات اللونيةكما استخدم تقنية الكوالج وحاول‬ ‫تجريب مواد مختلفة مثل المعدن او الخشب او الرمل وغيرها‪.‬‬ ‫‪2015‬الدين الفنية حظورا في المشهد الثقافي على المستويين العراقي و العربي اليمكن اهماله وليس‬ ‫محمد مهر‬ ‫نتاجات‬ ‫وقد‬ ‫الثامن –‬ ‫‪16‬شكلتالعدد‬ ‫لهذه المقالة المتواضعة ان تفيه حقه اوتظهر قيمته ‪ ،‬بل هي استذكار لفنان مبدع ومتميز ‪.‬‬


‫شذى فرج‬ ‫طالب القره غولي‬

‫من مواليد ‪ .1١٩١‬ولد في ناحية النصر‬ ‫(‪ 00‬كم) شمال الناصرية حيث هناك الغناء الشجي وسحر الطبيعة وتفي‬ ‫فيها عن عمر يناهز‪٤2 .‬عاما وقدم فيها الكثير من االلحان مثل ليل‬ ‫البنفسج وهذاك انته وجذاب وحن وانه احن واعزاز ووداعا ياحزن واغلب‬ ‫اغاني ياس خضر وسعدون جابر وغيرهم من الفنانين والحانه مازالت في‬ ‫الذاكرة ومن منا ينسى ( حاسبينك وتعال لحبك وياروحي جذاب لهوى‬ ‫وراجعين وانه من حبيت وتكبر فرحتي وياطير الشوق وتايبين وحنيت الك‬ ‫بالحلم وغيرها ) انه احد االعالم الذي غادرنا وترك لنا من ذكراه كل جميل‬ ‫فهل من عراقي اليعرف المرحوم طالب القره غولي ‪ .‬لقد اعطى من فنه‬ ‫الكثير واغترب والقى من المرض والغربة ماجعل تلك الدمعة تنزل من‬ ‫عينه لتثبت انه فنان وانسان رائع بمعنى الكلمة ‪.‬فقد كان في مرضه االخير‬ ‫كثير البكاء على راىء اكثر معارفه ومحبيه ‪ . (.‬الكبير محسن فرحان من‬ ‫اعذب الملحنين نقول له ماهي ذكرياتك مع الكبير طالب) يقول االستاذ‬ ‫محسن ان طالب كان من المقربين الي جدا وان طالب االنسان والفنان كان‬ ‫كريم النفس واليد وكان يتمنى ان يلحن للراحلة ام كلثوم وهذا ماقاله نصا‬ ‫لي عندما التقيته ذات مرة ونحن في الكراج وانا في طريقي الى الكوت‬ ‫ومر الراحل القره غولي بفترات من حياته ففي ثمانينات القرن الماضي‬ ‫كان وبصفته رئيس قسم الموسيقى في االذاعة والتلفزيون اعطى للفن‬ ‫الكثير ولحن الغلب الفنانين العرب والعراقيين ووردة الجزائرية وسوزان‬ ‫عطية وغيرهم وكان المرحوم طالب يحب ان يسمع الياس خضر وكان‬ ‫يتمنى ان يكون مطربا وليس ملحنا وفي ايامه االخيرة التقيته في الناصرية‬ ‫في احتفالية واثناء الحفل قدم مرطبا هناك اغنية له واسمها ( ياخوخ)‬ ‫وكانت من اول الحانه فاخذ طالب بالبكاء وعند انتهاء الحفل سالته لماذا‬ ‫بكيت بحرقة عند سماعك هذه االغنية فقال لوال هذه االغنية لما كنت فنان‬ ‫ولي مواقف كثيرة مع طالب التعد والتحصى ولكن أقولها للتاريخ ان ابا‬ ‫شوقي من الكرم كان يصرف كل مافي الجيب ويتفانى من اجل اصدقاءه‬ ‫وذات مرة كان طالب في االمارات وانا وسعدون جابر في القاهرة وسمع‬ ‫بنا اننا هناك فجاء وقضى معنا شهر او شهر ونصف تقريبا وعند رجوعنا‬ ‫الى العراق اوصلنا الى المطار وكانت حقائبنا ذات وزن اكثر من المطلوب‬ ‫ولم يبقى لدينا مانسد به ماطلبوه فافرغ طالب جيبه حتى اخر جنيه وقلنا‬ ‫له وانت ماذا ستفعل وكيف سترجع فقال ساتدبر امري التهتمو فاتصل‬ ‫بصديق له ليرجعه الى القاهرة ‪ .‬كان طالب يبكيه غدر الزمان ومرضه‬ ‫وغربته وهجر محبيه ونكران البعض لمواقفه معهم ولكن في النهاية رجع‬ ‫الطائر الجميل طالب القره غولي الى عشه الكبير العراق وعشه الصغير‬ ‫الناصرية والهله الذي شعر انه ابتعد عنهم كثيرا ليرجع بعدها ويموت في‬ ‫الوطن وينهي غربته التي عانى ماعانى منها ‪ .‬هللا يرحمه كان اخا وصديقا‬ ‫وطائرا يزهو وشيخا للملحنين ‪ .....‬أما المخرج الكبير صباح عطوان‬ ‫فيقول عن طالب انه لحن له موسيقى مسلسل فتاة في العشرين وانا التقيته‬ ‫مرات كثيرة وفي بلدان شتى وفي الفترة االخيرة من مرضه وغربته كان‬ ‫كثير البكاء لبعد محبيه عنه وطالب ملحن من الطراز االول وكان انسان‬ ‫رائع وقد مر بحياته بعدة زيجات غير مستقرة كانت سببا في عدم استقراره‬ ‫‪ .‬ولي معه موقف ففي مرة كنت جالس في كافتريا واشرب القهوة واحاول‬ ‫ان افك رموز فنجاني وهنا نظرت امرأة كبيرة السن بعض الشيء فاصرت‬ ‫ان افتح لها الفنجان ففعلت وعند ذهولها لسماع ماقلت لها من امور خاصة‬ ‫هنا ضحك المرحوم طالب وكانت معه الفنانة غزوة الخالدي وارادو ان‬ ‫افتح لهم الفنجان فبصرت لهم ماارادو وقلت لهم ان زواجكم لن يدوم ‪2‬‬ ‫سنوات وبعد سنين تلت التقيت طالب وقال لي هل تذكر ال ‪ 2‬سنوات انها‬ ‫فعال ‪ 2‬وانفصلنا‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫العدد الثامن – ‪2015‬‬

‫الصورة من تصوير المصور الصحفي سمير مزبان‪....‬‬ ‫اما االستاذ مؤيد عبد القادر رئيس تحرير جريدة الصوت العراقية واحد معارف طالب القدامى‬ ‫وكان يلتقيه في سوريا دائما يقول ان المرحوم طالب القره غولي كان انسان ذا عقيدة وموقف‬ ‫ثابت وذو كبرياء اليستهان به وهو انسان عروبي وناصري ووطني يرفض االحتالل ويمقت‬ ‫الحكومات ال طائفية وكان يعمل بجد وهو انسان حساس جدا ومرهف وفي اغلب االحيان التي‬ ‫التقى فيها مع استاذ مؤيد كان يلعب معه لعبة ( الطاولي) وكان يغضب حين يخسر ويلعب بجد‬ ‫النه بطبعه انسان وفنان جدي وقد دعاني يوما ما الى بيته على الغداء وتمشينا الى بيته في‬ ‫منطقة الفحامة قرب شا رع خالد بن الوليد في دمشقء وسالني ( هل تريد الكبة مسلوقة ام‬ ‫مقلية ) فقلت له االثنين وفي المرة الثانية كانت زوجته موجودة فتكلمنا عن الكبة فسالتني‬ ‫لماذا االثنين أي السلق والقلي فقال لها مؤيد حتى الف المقلية بالمسلوقة وضحكو جميعا‬ ‫وكانت جلسات التنسى مع الراحل طالب وذات مرة خبرني كيف لحن للمطربة الراحلة وردة‬ ‫الجزائرية فقال كنت حينها في القاهرة واتصل بي لطيف نصيف جاسم انذاك وطلب مني ان‬ ‫الحن قصيدة للشاعر علي الياسري وبطلب من الرئيس صدام حسين واعطيها لفنان او فنانة‬ ‫معروفة فاقترح عليه وردة ووافق لطيف وذهب طالب ليفاوض وردة في االمر وعلما انها‬ ‫التعرف انه طالب القره غولي فطلبت‪ 20( .‬الف دوالر حينها ) فاتصل بالعراق ووافق لطيف‬ ‫وبعث المبلغ له ليعطيه لوردة ولحن لها االغنية وقالت من الملحن قال طالب فقالت اين هو‬ ‫قال في العراق ‪ ..‬هذا هو الراحل طالب بفنه الراقي واخالقة‪ .‬جمعة العربي ‪ ..‬فنان عراقي‬ ‫قدير يقول عن الراحل طالب ( ان في العراق نهرين دجلة والفرات وطالب القره غولي نهر‬ ‫ثالث فني خالد ومنبع للفن ) رغم اني لي تحفظات كثيرة شخصية ولكن الفن المجاملة فيه‬ ‫ولكن تبقى الحان طالب في الذاكرة واليختلف على عذوبة الحانه اثنان ‪ .‬والذي يبكي طالب‬ ‫تعثره في زيجاته الغير موفقة ‪ .‬اما المايسترو عالء مجيد وهو فنان موسيقي يقول ( ‪ ..‬عندما‬ ‫استقبلته في السويد كي يشارك في مهرجان طيور دجلة الثالث واخذته مباشرة للمستشفى‬ ‫وقرروا بتر ساقه ‪.‬الن اصبعه الصغير كان مصاب أثر مرض السكري وبعد الفحوصات‬ ‫والتحاليل وجدو ا ن القدم ومافوقها في عداد الميت فقررو بترها فمع الصدمة الكبرى التي‬ ‫اصابته طلب مني ان اخبر االطباء بتأجيل البتر لحين انتهاء الحفل بعد اسبوع ولكنهم رفضو‬ ‫الن الوضع الصحي كان سىءوالمرض منتشر في ساقه و بالنسبة للمرحوم طالب لم يكن‬ ‫ملتزما بتعليمات االطباء وال في االكل ووصل لتلك المرحلة ‪ ..‬المرحوم طالب كان كريم ومبذر‬ ‫وهو في الظاهر هاديء لكنه خاد الطباع ومتمرد وعنيد وخفيف الظل ومشاكس و لقد اهداني‬ ‫عوده وكتب عليه االهداء‪ .‬كذلك فكان معجبا جدا بفرقة طيور دجله وبأدارتي الفنية لها‪ .‬وكان‬ ‫المرحوم طالب يسمع وديع الصافي وعبد الوهاب وداخل حسن‪ .‬وطالب تبكيه االغنية الجميلة‬ ‫واغلب اغانيه عندما يسمعها وكان طالب يحب سوريا الن له فيها ذكريات واصدقاء ويعشق‬ ‫االكل وخاصة الباميا النني اثناء تواجده في السويد لم افارقه لحظة فكنا نتحدث في كل شىء‬ ‫‪ .‬لكنه غادر بعد ذلك الى مدينة تبعد ‪ ١‬ساعات في القطار عن ستوكهولم‪ ...‬واخذنا معا الكثير‬ ‫من الصور خاصة عند زيارة الفنان حسين نعمة له هذه الصوره كانت عندما زارنا الفنان‬ ‫حسين نعمة واصطحبت المرحوم طالب معنا لحضور بروفات الفرقه وعند سماعه الغنياتنا‬ ‫اجهش بالبكاء ولعدة مرات‬


‫انجاز جدارية قسم التربية الفنية في كلية الفنون الجميلة – ديالى‬

‫انجز طلبة قسم التربية الفنية في كلية‬ ‫الفنون الجميلة بجامعة ديالى جدارية‬ ‫ضخمة غطت واجهة القسم ‪ ،‬بتكوينات‬ ‫جمالية عمادها تدرج لوني يمثل االلوان‬ ‫االساسية والثانوية تتضمنه لوحات فنية‬ ‫تشكيلية من رسم طلبة القسم المرحلة‬ ‫الثالثة تاخذ تدرج يعتمد مبدأ التناسب‬ ‫من االكبر نزوال الى حجوم الدائرة‬ ‫االصغر ‪..‬ويتوسط الدائرة اشكال‬ ‫لوجوه اساتذة القسم منتجة بطريقة‬ ‫القطع الجانبي ‪.‬وقد جرى تنفيذ الجدارية‬ ‫تحت اشراف الدكتور نجم عبدهللا‬ ‫وشارك معه من حيث التنفيذ بمكائن‬ ‫ال‪ CNC‬والبرمجة بالحاسوب الدكتور‬ ‫نمير قاسم فضال عن مشاركة مجموعة‬ ‫من التدريسين منهم م‪.‬عماد الجيال و‬ ‫م‪.‬عمار فاضل و م‪.‬م‪.‬عادل عطاهلل ‪،‬و‬ ‫م‪.‬فنون عمر فائق مع طلبة المرحلة‬ ‫الثالثة في قسم التربية الفنية وبمتابعة‬ ‫واسناد من قبل عمادة الكلية ورئاسة‬ ‫قسم التربية الفنية ‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫العدد الثامن – ‪2015‬‬


‫اصدارات جريدة دعم الدولة بحلتها الجديدة‬ ‫تواصل اصدارات جريدة‬ ‫دعم الدولة بحلتها الجديدة ‪،‬‬ ‫وهي جريدة عامة تصدر‬ ‫عن المؤسسة االعالمية‬ ‫لدعم الدولة العراقية‬ ‫ويترأس مجلس ادارتها‬ ‫ورئاسة تحريرها االعالمي‬ ‫وسام الدراجي ‪.‬‬ ‫والجريدة تتكون من ‪12‬‬ ‫صفحة تتوزع مواضيعها‬ ‫مابين المواضيع السياسية‬ ‫والثقافية والفنية والرياضية‬ ‫واالدبية‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫العدد الثامن – ‪2015‬‬


‫داعش يدمر الرموز الحضارية في مدينة الموصل‬

‫‪21‬‬

‫العدد الثامن – ‪2015‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.