المجتمعات العربية وانظمتها الصحية والتغذوية

Page 1

‫المجتمعات العربية وانظمتها الصحية‬ ‫والتغذوية‬

‫بروفيسور أسامة عوض صالح‬ ‫]‪[COMPANY NAME] [Company address‬‬


‫المجتمعات العربية وانظمتها الصحية والتغذوية‬

‫تعريف بالمجتمعات العربية وانظمتها الصحية والتغذوية والرطر والسياسات والقوانين والمفاهيم التي تحكم العلةقة بينها‬

‫مجتمع اليوم‬

‫العالم اليوم مختلف جدا عما كان عليه قبل عقد أو عقدان من الزمان فق د تغي رت ملم ح ال دول والمجتمع ات‪ ،‬وانتقل ت مراك ز‬ ‫النمو العالمي‪ ،‬وتسارعت التحولت الديمغرافية‪ ،‬وتصمماعدت موجممات مممن التحممديات الجديممدة‪ ،‬فالقتصمماد العممالمي يتغيممر مممع‬ ‫تصاعد نفوذ القتصادات الناشئة وانخفاض حصة القتصادات المتقدمة من الناتج المحلي الجمالي العالمي‪ ،‬ورافق هممذا التقممدم‬ ‫ارتفاع في الدخل لتشهد البشرية أعلى مسمتويات للمعيشمة فمي التاريمخ‪ .‬همذا المجتممع الحاض ر اليموم يمروق للكمثيرين تسمميته‬ ‫بمجتمع العولمة والذي يتميز بالطابع التكنولوجي والقتصادي والعلمي والذي جعل الشممعوب والممدول مممن مختلممف القممارات‬ ‫تنصهر وتندمج في علقات وثيقة أفرزت نمطا من الصلت ومجموعة من القيم الجديدة وتلشت في خضم هذه الموجة العاتية‬ ‫من التغيرات كثير من مفاهيم الستقلل والصياغات المحلية لمفردات الحياة ‪ ،‬وتشكل وعي بالوجود المشترك ‪ ،‬الممذي يصممنعه‬ ‫البعض ويستهلك مفرزاته البعض الخر ‪.‬ونتج عن ذلك أيضا نوعا من المؤسسات المشممتركة لممم تكممن معهممودة مممن قبممل )مثممل‬ ‫الشركات متعددة الجنسيات )‪ (Multinational Companies (MNCs‬التي ليس لها ول ء لية دولة قوميممة وتشممكلت قمموي‬ ‫يصعب السيطرة عليها كالسمواق الحمرة العالميمة ونتمج عنهما حريمة حركمة الس لع والخمدمات واليمدي العاملمة و رأس الممال‬ ‫والمعلومات عبر الحدود الوطنية والقليميممة‪ .‬ومخمماطر هممذا النظمام العممالمي الجديممد انممه‬ ‫يقوم على الثورة المعلوماتية‪ ،‬دون النظر الى اي اعتبممارات للحضممارة والقيممم والثقافممات‬ ‫والحممدود الجغرافيممة وبمعنممي آخممر أصممبح هنمماك تممدخل قمموي للقمموى العالميممة المتمثلممة‬ ‫بالمؤسسات والدوائر العالمية في امممور القتصمماد والسياسممة والجتممماع والثقافممة للممدول‬ ‫دون الكتراث بالحدود والمفاهيم السيادية والجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫ومن المنطقي أل تكون العولمة "وصفة جاهزة وموحدة" يمكن تطبيقها أو فرضها علممى‬ ‫جميع الدول‪ ،‬فهي بطبيعتها وكأي ظاهرة أخري لها إيجابيات وسملبيات‪ ،‬فكممل مجتمممع لممه أسملوبه وآليماته للتعاممل ممع العولمممة‬ ‫والقمموى الدوليممة والتطممورات العالميممة المرافقممة لهمما وامتممداداتها وتممداعياتها القتصممادية والجتماعيممة والسياسممية والثقافيممة‪،‬‬ ‫وانعكاساتها على نظم تنمية الموارد البشرية والمضمون الثقافي لها‪ .‬ومن المهم النظر في الجوانب اليجابية الكامنة في حركممة‬ ‫العولمة‪ ،‬سوا ء للدول الغنية أو الفقيرة إذا أحسن استثمار هذه الجوانب‪ ،‬وكذلك المخاطر والبعاد السلبية‪ ،‬وبخاصة فيممما يتعلممق‬ ‫بالنعكاسات الجتماعية والثقافية والسياسية فمي الممدول الناميممة الممتي تفتقمر إلممى البنيممة الساسممية اللزمممة لسممتيعاب مضممامين‬ ‫العولمة‪ ،‬والتعامل مع متطلباتها بحكمة ودراية‪.‬‬ ‫فمن اليجابيات التي نراها في مجتمع اليوم )بصورة عامة( ان النسان بات يعيش حيمماة أطممول والطفممال يلتحقممون بالمممدارس‬ ‫بأعداد أكبر وأصبح بإمكان العديد من الناس الحصول على مياه نظيفممة وخممدمات أساسممية للصممرف الصممحي‪ .‬وغيممرت الثممورة‬ ‫الرقمية طرق التفكير والعمل أتاحت التصال بين الفمراد عممبر المجتمعممات والبلممدان كممما عممم التمموق إلمى التغييممر الجتممماعي‬ ‫والسياسي وإعل ء الصوت أجزا ء مختلفة من العالم‪.‬‬

‫‪1‬‬


‫وبالمقابل فأن العولمة قممد تركممت اثارهمما السمملبية فممي بعممض الممدول‬ ‫على الحياة الجتماعية كالفقر والبطالة والدفاع الجتماعي والتعليممم‬ ‫فهي تعمل على إنتاج ممموارد بشممرية مفرغممة مممن القيممم وأخلقيممات‬ ‫العمل ول تشعر بالنتما ء سوى إلى المال الممذي يكممون هممو الهممدف‬ ‫ول يوجد أي حواجز من اجل الحصول عليه كما تؤدي إلى ضعف‬ ‫واردات الدول )غير الغنية( من الضرائب والرسوم مممما يقممود الممي‬ ‫نوع من هدر المكانات البشرية والمادية )ارتفاع معدلت البطالممة‪،‬‬ ‫على سبيل المثال(‪ .‬وتفاقمت أوجه عدم المسمماواة وتزعممزع المممن‬ ‫البشري في العديد من المجتمعات والدول وبات تغيمر المنماخ يمؤثر‬ ‫سمملبا علممى حيمماة المزيممد مممن البشممر‪ .‬وبرغممم النجممازات المتفاوتممة‬ ‫السابقة الذكر في التنمية في بعض المجتمعات‪ ،‬إل أن الحرمان مازال يلقممي بظللممه المأسمماوية‪ ،‬ففممي العممالم يقاسممي ممما يقممارب‬ ‫الثمانمائة مليون طفلل دون سن الخامسة من الجوع المزمن ووفيات الطفال تعادل ‪ 11‬طفل ل كممل سماعة ويعمماني الملييممن مممن‬ ‫فيروس نقص المناعة البشرية ل ومن دا ء السل‪ .‬ويعتمد أكثر من ‪ 660‬مليون شخص على مصادر غير محسنة لمياه الشممرب‪،‬‬ ‫و ‪ 2.4‬مليار شخص على مرافق غير محسنة للصرف الصحي‪ ،‬ويقضي نحو مليار شممخص حمماجتهم فمي العممرا ء‪ .‬وممما يممزال‬ ‫المليين من البالغين والشباب يعانون من المية وانعدام التعليم الساسي‪ .‬ومن أخطر أوجه الحرمممان البشممري فممي المجتمعممات‬ ‫اليوم هي البطالة وعدم استخدام الطاقات البشرية الكامنة‪ ،‬أو قلة استخدامها‪ ،‬أو سو ء اسممتخدامها فممي العمممل الممذي يعممزز تنميممة‬ ‫المجتمعات‪.‬‬ ‫كما أن للنمو السكاني العالمي المتزايد آثار بالغة على التنمية المجتمعية ول سيما على فرص العمل وسيكون لعوامل عدة منهمما‬ ‫طول الحياة‪ ،‬والتقدم في السن وتزايد عدد الشباب ونسب العالة أثممر علممى أن يزيممد عممدد سممكان المممدن مممع النقممص فممي عممدد‬ ‫مقدمي الرعاية نسبة إلى الحتياجات وتأمين الحماية الجتماعية‪.‬‬ ‫وحقيقة المر أن قائمة مخاطر ومهددات المن المجتمعي والمن البشري ل يمكن حصرها‪ .‬منها على سممبيل المثممال الحممروب‬ ‫ومشكلة مليين النازحين داخليا وخارجيا هذا بالضافة الي الزمات القتصادية والمالية والمشمماكل الصممحية وانتشممار الوبئممة‬ ‫وحالت انعدام الممن الغممذائي وأمممن الطاقمة‪ .‬أمما أكمثر الظمواهر المتي تممثير القلمق علممى الصممعيد العمالمي وتهممدد صمحة كممل‬ ‫المجتمعات )فقيرها وغنيها( فهي المراض غير المعدية أو المزمنة‪ ،‬كالسمنة والسكر وارتفاع ضغط الدم والسممرطانات‪ ،‬فهممي‬ ‫تودي بحياة ‪ 38‬مليون شخص في السنة‪ ،‬والمفارقة أن ثلثة ارباع المتأثرين بهذا المراض من الدول المنخفضممة والمتوسممطة‬ ‫الدخل‪ .‬أما مشكلة السمنة فيعاني منها نحو ‪ 30‬في المائة من سكان العممالم )‪ 2.1‬مليممار( أكممثر مممن ثالثممة أخماسممهم فممي منمماطق‬ ‫البلدان النامية‪ .‬وفي مختلف أنحا ء العالم‪ ،‬يزداد تعرض المجتمعات لتداعيات تغير المناخ‪ ،‬ومنها خسارة التنمموع الممبيولوجي‪،‬‬ ‫وهو مصدر حياة للعديد من المجتمعات الفقيرة‪.‬‬ ‫ومع ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية وتدهور ننظم الحماية المالية تدفع نفقات الشخاص على الصحة‪ ،‬الن‪ ،‬بممأكثر مممن مليممون‬ ‫نسمة تحت خط الفقر كل عام‪ .‬إنها حقيقة مرة تمدعو إلمى الرث ا ء فع ل‬ ‫ل‪ .‬ففمي ال وقت المذي يممدعم فيمه المجتممع المدولي الصمحة‬ ‫بوصفها أحد المح ركات الرئيسية للتقدم القتصادي وأحد النسبل إلى التخفيف من وطأة الفقر أصبحت تكاليف الرعايممة الصممحية‬ ‫تمثل‪ ،‬في حد ذاتها‪ ،‬أحد أسباب الفقر بالنسبة لعدة مليين من الناس‪.‬‬ ‫وللسف فإن العولمة تعمل على جعل الدولة تتخلى عن الخدمات الجتماعية ومن أهمها الخدمات التعليميممة والصممحية والممتي‬ ‫تعد من أهم السس لتنمية وتنشئة الموارد البشرية والتي تعاني بالساس ممن الكمثير ممن الختللت‪ ،‬وتخلمي الدولمة عمن همذه‬ ‫الخدمات سوف تمنع الكثير من الموارد البشرية من الستفادة من هذه الخمدمات وبالتمالي س وف يمؤدي إلمى ضمعف فمي تهيئمة‬ ‫وتنمية هذه الموارد‪ .‬إن الصحة والقطاع الصحي كانتا‪ ،‬دوملا‪ ،‬رهينة القتصاد العالمي وقطاعمما ل يمكممن تقليممص الميزانيممات فيممه‬ ‫كلما شحت الموال في غالب الدول‪ .‬ذلك بالرغم من أن الصحة هي الساس الول للنتاجيممة والزدهممار القتصمماديين فممي أي‬ ‫مجتمع‪ .‬كما ضمان أحوال صحية متوازنة للسكان من المور التي تسهم في حدوث اللحمة الجتماعية والستقرار‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫في ظل هذا العالم المتغير يتطلب مفهوم تنمية المجتمع نظرة جديدة لمواجهة التحديات الناشئة على اساس‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫‪‬‬

‫الخيارات الفردية والجماعية والمفاضلت الممكنة في حالت التضارب‪،‬‬

‫‪‬‬

‫وترتيب الخيارات‪ ،‬والموازنة فيها بين ن أجيال الحاضر وأجيال المستقبل‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ويعاد النظر في استدامة التنمية البشرية وتحصينها ضد الصدمات والمخاطر‪ ،‬وطبيعممة العلقممة بيممن التنميممة البشممرية‬ ‫والمن البشري‬

‫‪‬‬

‫‪ .‬وتتطلب خطة التنمية المجتمعية أدوات جديدة لرصممد التقممدم‪ ،‬علمى أن يكممون رصمد السمتدامة البيئيمة ودمجهمما فمي‬ ‫المقاييس العامة للرفاه البشري من الولويات‬

‫‪‬‬

‫بالضافة الي المقماييس والمؤشمرات المتي تسممح برصممد سمريع لثممار ل كممذلك ينبغمي البحمث فمي تممدابير الصممدمات‬ ‫والزمات‪ .‬ثالثا سياسات "التوجيه السريع"‪.‬‬


‫الدول العربية والخليجية‬

‫بالرغم من هذه الصورة المأساوية للمجتمعات في العالم إل أنه ما زال يمكننا القول إن مجتمعاتنا العربية عامة والخليجية منهمما‬ ‫على وجه الخصوص تختلمف المجتمعمممات فيهمما بشمممكل كبيمممر ممممن حيمممث عمممدد كفا ءاتهممما الجتماعيمممة ووظائفهممما وفعاليتهمممما‬ ‫ونتائجهمما‪ .‬ويمكممن تصنيممف المؤسسممات والمعاييممر الجتماعيممة فممي دول الخليج بالمؤسسمات الداعممة للتنميمة البشرية‪.‬‬ ‫ويمكممن للعديد من المؤسسممات الجتماعيممة أن تدعمم التنميمة البشمرية فمي كثير من المجمالت لممذا مممن الضممممروري تحديممممد‬ ‫المؤسسممات التممي تعممزز القممدرات والعلقممات القيمممة بيممن الفممراد ل والمؤسسممات وفيممما بينهممم‪ ،‬وتشممجيعها أيضمما‪ .‬علمى‬ ‫سمبيل المثمال‪ ،‬يمكمن للروابمط السمرية القويمة أن تدعمم الفمراد عنمد حمدوث تقلبمات فمي حياتهممم‪ ،‬بالرغم من انها قممممد تقيممممد‬ ‫الخيممارات والفممرص الفرديممة في بعض الحيان وفممي المؤسسممات التممي تعممزز التماسممك الجتماعممي والتنميممة البشممممرية‪،‬‬ ‫يكممون ل التفمماوت بيممن المجموعممات متدنيمما )أي بيممن المجموعممات الثنيممة أو الدينيممة أو بيممممن الممممرأة والرجمممل(‪ ،‬وتكمممون‬ ‫مسمتويات التفاعمل والثقمة بيمن الفمممراد وضممممن المجموعممات مرتفعمممة‪ ،‬مممما يمممؤدي إلمممى تعزيمممز التعاضمممد والقضممما ء علمممى‬ ‫النزاعمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممات العنيفمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممة‪.‬‬

‫وبشكل عام تتميمز مجتمعاتنا العربية بمسممتويات متدنيمممة ممممن القصممما ء وبانعمممدام التمييمممز‪ .‬حيممث مممن المعممروف ان التدابيمممر‬ ‫المضمادة للتمييمز يمكمن أن تسمهم فمي التخفيمف ممن عمب ء التهميمش المجتمعي‪ ،‬والحممد مممن أسممو ء آثممممار القصمممما ء‪ .‬علممممى‬ ‫سممبيل المثممال‪ ،‬تساعد مثل هذه التدابيممر اليجابيممة السمائدة فمي المجتمعممات العربيمة فممي تحسممين وضمممع الفئممات المحروممممة‬ ‫وتحقيمق السمممتقرار الجتماعمممي‪ .‬لممذا نجممد أنممه مممن المهممم دراسممممة المؤسسمممات الجتماعيممممة والكفمممما ءات الجتماعيممممة فممي‬ ‫مجتمعاتنمما العربيممة لتطيرهمما ودعمهمما لتفعيممل دورا ل أساسمممميا فممي سممياق التنميممممة البشممممرية‪ .‬فهممذه المؤسسممممات والكفمممما ءات‬ ‫الجتماعيممة في مجتمعاتنا العربية تشمممل تشممكيل المجموعممات‪ ،‬والتفاعممل بيممن المجموعمات والفممراد‪ ،‬والحوافمممز والقيمممود‬ ‫المفروضمة علمى العممل الجماعمي‪ ،‬والعلقمة بيمن المجموعمات والسياسمممة ونتائمممج السياسمممات‪ ،‬ودور العمممادات السمممارية فمممي‬ ‫التأثيمر علمى السمملوكيات‪ ،‬وكيفيمة تطمور المعاييمر الجتماعيمة وتغييرهما‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫النظمة الصحية والتغذوية بالمجتمعات العربية‬

‫تعريف النظام الصحي‪:‬‬

‫يعرف النظام الصحي بأنه‪:‬‬ ‫هو الطار الذي من خلله يتم التعرف على احتياجات السكان للخدمات الصحية والعمل علممى تمموفير هممذه الخممدمات مممن خلل‬ ‫إيجاد الموارد اللزمة وإدارتها على أسس صحيحة تؤدي فمي النهايمة إلمى المحافظمة علمى صمحة المممواطن وتعزيزهما‪ .‬وبمأنه‬ ‫النظام الذي يقدم هذه الخدمة بطريقة شاملة ومتكاملة للسكان وبتكلفة معقولة وبطريقة ميسرة‪.‬‬ ‫ويمكن القول إن النظام الصحي هو مجموع المنظمات والمؤسسات والموارد الرامية أساسا ل إلى تحسين الصممحة‪ .‬ويحتمماج ذلممك‬ ‫النظام إلى موظفين وأموال ومعلومات وإمدادات ووسائل نقل واتصال وتوجيهممات واتجاهممات عامممة‪ .‬ول بممد لممذلك النظممام مممن‬ ‫توفير خدمات تل بي الحتياجات القائمة بأسعار منصفة والسعي‪ ،‬في الوقت ذاته‪ ،‬إلممى معاملممة النمماس علمى نحممو لئممق‪ .‬والنظممام‬ ‫الصحي الجيد هو ذلك الذي يسهم في تحسين حياة الناس بشكل ملموس يوما ل بعد يوم‪ .‬فالم التي تتلقى رسالة تذكرها بضممرورة‬ ‫تمنيع طفلها الصغير ضد مرض يته دد حياته هي تستفيد في الواقع من نظام صحي‪ .‬وينطبق ذلك أيضا ل على أسممرة فممي وسممعها‬ ‫أخيرلا الحصول على مياه نقية من مضخة وافية بالغرض في قريتها لن الحكومة مولت مشممروعا ل إصممحاحي أو علممى شممخص‬ ‫متعايش مع مرض السكر يستفيد من أدوية ونصائح غذائية وفحوص منتظمة في عيادة ميسورة التكلفة‪ .‬وتقع المسؤولية الولى‬ ‫فيما يخص الدا ء الجمالي للنظام الصحي الموطني علمى عماتق الحكوممات‪ ،‬غيمر أن الش راف الجيممد علمى مسمتوى المنماطق‬ ‫والبلديات وفرادى المؤسسات الصحية نيعد كذلك من المور الحاسمة الهمية‪.‬‬ ‫في عام ‪ ، 2007‬سلطت منظمة الصحة العالمية الض و ء عل ى الحاج ة إل ى تقوي ة النظ م الص حية‪ ،‬ال ان التع اريف واله داف‬ ‫الدقيقة‪ ،‬وخاصة لتقديم الخدمات الصحية‪ ،‬ل تزال غير محددة المعالم‪ .‬ل وتعرف منظمة الصممحة العالميممة النظممم الصممحية بأنهمما‬ ‫تشممل جميمع المنظممات والمؤسسمات والمموارد” المتي تهمدف إلمى‬ ‫تعزيممز الصممحة واسممتعادتها والحفمماظ عليهمما“‪ .‬ومممن هممذا المنطلممق‬ ‫فالخممدمات الصممحية” تهممدف إلممى المشمماركة فممي تحسممين الصممحة‪،‬‬ ‫والتشخيص والمعالجة وإعممادة تأهيممل البشممر المعرضممين للخطممر“‪،‬‬ ‫ويمكممن النظممر إليهمما مممن عممدة زوايمما‪ (1 ) :‬كأعمممال تنظممم النمممدخل‬ ‫الضروري لتقديم تدخلت فعالة؛ )‪ (2‬أنها تتضمممن جهمود الترويممج‬ ‫للصحة‪ ،‬والوقاية‪ ،‬والشفا ء‪ ،‬وإعادة التأهيل والتلطيممف‪ ،‬و)‪ (3‬علممى‬ ‫أنها توجه للفراد أو للجماعات‪.‬‬

‫عناصر النظام الصحي‪:‬‬ ‫تتميز المنطقة العربية بالتنوع في المناهج المتبعة في الصحة العمومية والنظم الصحية‪ ،‬وهو تنوع يوضممح التفمماوت فممي تمموافر‬ ‫الموارد كما يوضح العوامل التاريخية والسياسية لكمل بلمد ومجتممع‪ .‬وممما يؤخمذ علمى همذه النظممة تبنيهما لمزيمج ممن النظ م‬ ‫الصحية الموججهة للخدمات بد ل‬ ‫ل من السلوب الصحي الشامل للسكان‪ .‬كما نلحظ أيضا ان بعممض النبلممدان‪ ،‬لممديها نظممام صممحي‬ ‫يهيمن عليه القطاع الخاص‪ ،‬مع ضعف دور الدولة في مجال الصحة‪ ،‬بينما تمتلك نبلدان أخممرى‪ ،‬حضممورال قويمما ل لهياكممل الدولممة‬ ‫حتى مع بعض محاولت تحرير الخدمات الصحية‪ .‬وتظل الصحة العمومية في مجتمعاتنا العربية متأثرة تأثرال كممبيرال بممالنموذج‬ ‫الطبي البيولوجي الذي يسيطر عليها الطبا ء‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫ويدعو الهدف الثالث من أهداف المم المتحدة‬ ‫الممم ‪ 17‬للتنميممة المسممتدامة إلممى ضمممان تمتممع‬ ‫جميممع النمماس بالصممحة والرفمماه فممي جميممع‬ ‫العمار‪ .‬مممن أجممل تحقيممق الهممداف التنمويممة‬ ‫الصحية فممي مجتمعاتنمما العربيممة تبنممت الكممثير‬ ‫من الدول )مع الختلفات والتباينات بين هممذه‬ ‫الدول( خطمموط عريضممة تحممدد بهمما العناصممر‬ ‫الرئيسممية للنظممم الصممحية بمجتمعاتهمما يمكممن‬ ‫تحديدها في التي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫التنظيم والتخطيط والتقييم للخممدمات‬ ‫الصحية‪.‬‬

‫‪‬‬

‫تمويل الخدمات الصحية‪.‬‬

‫‪‬‬

‫إدارة الخدمات الصحية‪.‬‬

‫‪‬‬

‫أنواع الخدمات الصحية المقدمة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫التعليم والتدريب للعاملين في الخدمات الصحية‪.‬‬

‫وحري بنا القول أن تعزيز الننظم الصحية وجعلها أكثر إنصافا ل تعتبر من الستراتيجيات الساسية لمكافحة الفقر وتعزيز التنمية‬ ‫في دول العالم‪ ،‬وأن المشاكل المرتبطة بال ننظم الصحية ليست محصورة في البلدان الفقيرة‪ .‬فهناك في بعض البلدان الغنية فئممات‬ ‫سكانية واسعة ل تستفيد من خدمات الرعاية بسبب الترتيبات غير المنصفة الخاصة بالحماية الجتماعية‪ .‬وهنمماك فئممات أخممرى‬ ‫تكافح من أجل تغطية تكاليف تلك الخدمات بسبب استخدام الموارد علممى نحممو غيممر فعممال‪ .‬ونجممد أن معظممم الممدول العربيممة قممد‬ ‫اختطت أهداف محددة ومعايير لجعل نظمها الصحية أكثر تميزا ومنفعة للمجتمعات‪ ،‬ومن أهم هذه الهداف‪:‬‬

‫‪6‬‬

‫‪‬‬

‫التغطية الشاملة الكاملة لكل المواطنين‪.‬‬

‫‪‬‬

‫التغطية العادلة لكل المواطنين‪.‬‬

‫‪‬‬

‫أن تكون هذه التغطية ذات تكلفة معقولة للدولة والمواطن‪.‬‬

‫‪‬‬

‫أن تتم هذه التغطية الصحية على أسس علمية صحيحة‪.‬‬


‫ترطور المؤشرات الصحية في المجتمعات العربية‬

‫إن الظروف القاسية التي تمر بها بعض الدول العربيممة ودرجممة المعانمماة المترافقممة‬ ‫مع انعدام المن واسع النطاق في مناطق الصراعات مثل العراق وسوريا واليمممن‬ ‫وليبيمما وفلسممطين والصممومال قممد قوضممت أي تحسممينات عامممة شممهدتها مؤشممرات‬ ‫الصحة والرفاهية في هذه الدول في فترات سابقة لهممذا الوضممع‪ .‬بممالرغم مممن ذلممك‬ ‫وفممي تقريممر التنميممة البشممرية لعممام ‪ 2010‬الصممادر عممن برنامممج المممم المتحممدة‬ ‫النمائي‪ ،‬جا ءت خمسة بلدان عربية‪ ،‬من بين "أفضل ‪ 10‬بلدان محركممة" لمنسممب‬ ‫التنمية البشرية خلل الربعيممن عاممم ال الماضممية‪ .‬ويرجممع ذلممك بشممكل أساسممي إلمى‬ ‫التحسينات الكبرى التي أدخلت على قطاعي الصحة والتعليم‪ .‬ويشير التقريممر إلممى‬ ‫أن مأمول الحياة ارتفع من ‪ 51‬عاما ل في ‪ 1970‬إلى ما يقرب من ‪ 70‬عاملا‪ ،‬ويصممحب ذلممك بعممض التفمماوت بيممن هممذه الممدول‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬فإن الرقام وحدها ليست كافية‪ ،‬والحاجة ماسة إلى ضرورة وضع مفاهيم أوسع نطاقا ل للصحة‪.‬‬ ‫وهذا ما يعود بنا إلى تعريف منظمة الصحة العالمية للصحة الذي أدرك أن العدالة وللعدل الجتماعي هما الموقع الرئيسي فممي‬ ‫ميدان العمل من أجل عافية الشعوب‪ .‬وتجدر الشارة هنا الي ان المهنيون الصحيون بالمجتمعات العربية يممرون أن المنظمممات‬ ‫الدولية‪ ،‬مثل منظمة الصحة العالمية‪ ،‬قد أدت دورلا مهما في تطوير الصحة العمومية بالمنطقة‪ ،‬وفي دعم ركائزها المتمثلة فممي‬ ‫التعليم والبحوث والممارسة‪ .‬وهذه المنظمات تسمتطيع النطلق ممن همذه النوايما الحسممنة تجماه دفممع المزيممد التغييممر وأن تبممدي‬ ‫تضامنها مع الشعوب والتزامها بتوفير احتياجاتهم الفعلية والمعلنة‪ .‬وحتى يتسنى لها فعل ذلك‪ ،‬ينبغممي علممى هممذه المنظمممات أن‬ ‫تتعاون مع الشركا ء داخل النبلدان‪.‬‬ ‫وقد وضعت منظمة الصحة العالمية في تقريرها للعام ‪ ,2000‬بعض المؤشرات جري على أساسممها تقييممم النظممم الصممحية فممي‬ ‫‪ 191‬دولة في العالم‪ ،‬وهذه المؤشرات هي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫المستوى الصحي للسكان‪.‬‬

‫‪‬‬

‫توزيع مؤشر مستوى الصحة بين السكان‪.‬‬

‫‪‬‬

‫مدى استجابة النظام الصحي لحتياجات المواطنين‪.‬‬

‫‪‬‬

‫توزيع هذه الستجابة بين القاليم ومجموعات السكان‪.‬‬

‫‪‬‬

‫عدالة توزيع كلفة التمويل على متوسط المواطنين‪.‬‬

‫الننظم الصحية العربية والخدمات الصحية المتكاملة‬ ‫اعتمدت جمعية الصحة العالمية إطار المنظمة للخدمات الصحية المتكاملممة المتي تركمز علمى النمماس‪ ،‬المذي يمدعو إلمى التحمول‬ ‫الجذري في طريقة تمويل الخدمات وإدارتها وتقديمها‪ .‬فقد أدت زيادة العمممار والعبمم ء المتنممامي للحممالت المرضممية المزمنممة‬ ‫الطويلة الجل التي تتطلب تدخلت معقدة تستمر على مدى سنوات عديدة‪ ،‬إلى وضع ضغوط متزايدة على الننظم الصحية على‬ ‫الصعيد العالمي‪ .‬وإن لم تشهد الننظم الصحية العربية تحولل كبير لا‪ ،‬فسوف تعاني على نحممو متزايممد مممن التجممز ء وعممدم الفعاليممة‬ ‫وعدم الستدامة‪.‬‬ ‫والرعاية المتكاملمة المتي ترك ز عل ى النماس تعنمي وضمع الشمخاص والمجتمعمات المحليمة‪ ،‬ل الممراض‪ ،‬فمي صمميم الننظمم‬ ‫الصحية‪ ،‬كما تعني تمكين الشخاص من المساك بزمام صحتهم بأنفسهم وعدم الكتفا ء بتلقي الخدمات على نحو سلبي‪ .‬وتشير‬ ‫البينات إلى أن ال ننظم الصحية التي تتوجه إلى احتياجات الشخاص والمجتمعات المحلية تصبح أكثر فعالية وأقل تكلفة‪ ،‬وتمؤدي‬ ‫إلى تحسن الثقافة الصحية ومشاركة المرضى‪ ،‬وهي أكثر استعدادال للستجابة للزمات الصحية‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫مؤشرات ةقصور النظم الصحية في الدول والمجتمعات العربية‪:‬‬ ‫يمكن القول إن البلدان العربية حققت إنجازات متفاوتة فيما يتعلممق بالهممداف النمائيممة لللفيممة المرتبطممة بالصممحة‪ ،‬مممع تحقيممق‬ ‫النجاح الكبر في مجال صحة الم والطفل‪ .‬وكان أدا ء السوأ من نصيب البلدان العربية القليلمة المدخل‪ ،‬ممع تفاوت ات ملحوظمة‬ ‫حتى داخل البلد الواحد‪ ،‬بين سكان الرياف وسكان المدن وبين المناطق الكمثر فقرلا والمناطق الكثر ثرا ء‪ .‬ويشكل النزاع في‬ ‫المنطقة العربية عقبة كبيرة في طريق التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة‪ .‬فبعض الدول ترزح إما تحت الحتلل وإممما‬ ‫تحت وطأة الحروب أو النزاعات‪ .‬وتؤوي المنطقة عشرات مليين اللجئين أو المهججرين‪ .‬وتبممدو النظممم اليكولوجيممة الداعمممة‬ ‫لصحة النسان في المنطقة العربية هشة جدلا‪ ،‬خصوص ال إذا أخذنا في العتبار العوامل المسممببة لتغيممر المنمماخ ومممن امثلممة ذلممك‬ ‫ندرة حادة في المياه‪ ،‬كما ينتشر التصممحر فمي كممثير مممن البلممدان العربيممة حيممث تعتمممد معيشممة أعممداد كممبيرة مممن السممكان علمى‬ ‫الراضي الزراعية‪ .‬بالضافة الى ذلك‪ ،‬يشكل تلوث الهوا ء‪ ،‬الداخلي والخارجي على حد سوا ء‪ ،‬مصدر قلق حقيقي فممي المممدن‬ ‫العربية الكبرى‪.‬‬ ‫وعموما يمكن حصر بعض مؤشرات قصور النظم الصحية في المجتمعات العربية في التي‪:‬‬

‫‪8‬‬

‫‪‬‬

‫ل يزال معدل وفيات الطفال الرضع مرتفعا )(‪.‬‬

‫‪‬‬

‫يعتممبر معممدل الوفيممات داخممل المستشممفيات العامممة مممن عممدد‬ ‫المنومين مرتفعا قياسا بالمعدلت العالمية‪.‬‬

‫‪‬‬

‫نقص في أسرة العناية المركزة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫معدل السرة المتوفرة في المستشفيات )سممرير لكممل ألممف مممن‬ ‫السكان( منخفضا مقارنة بالدول المتقدمة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫نقص شديد في إمكانيات التأهيل الطبي‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ل زال وبا ء الملريا يشكل عقبة كؤود فممي العديممد مممن الممدول‬ ‫العربية‪.‬‬

‫‪‬‬

‫نقص مستمر للدوية والمستلزمات الطبية والصحية‪.‬‬

‫‪‬‬

‫صعوبة تطبيق معايير ضمان الجودة بسبب عدم استكمال البنيات الساسية اللزمة لذلك‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ضعف برامج التعليم الصحي والتعليم المستمر وبرامج التدريب‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ضعف خدمات التنويم بالمستشفيات والمراكز الصحية‪.‬‬

‫‪‬‬

‫تفاقم مشكلت الصيانة بسبب تقادم الجهزة من جهة وضعف اعتمادات الصيانة من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪‬‬

‫العديد من مستشفيات وزارات الصحة ومن مراكزها الصحية في مباني مستأجرة وغير مناسبة لوظيفتها‪.‬‬

‫‪‬‬

‫تفاوت واضح في معدلت الخدمة والمستوى الصحي بين المناطق‪.‬‬

‫‪‬‬

‫بينما يظهر نقص التغذية الحاد على أنه مشكلة هامشية في بعممض المجتمعممات إل أن معممدلت العاقممة بالنسممبة للنمممو‬ ‫تعتبر عالية بدرجة غير مناسبة‪ ،‬وتصيب ثلث الطفال العرب تحت سن ‪ ٥‬سنوات‪ ،‬كما أن نسبة مقدرة مممن الطفممال‬ ‫أقل وزنا بالنسبة لعمممارهم‪ ،‬نسممبة النيميمما تصممل إلممى معممدلت تفمموق الثلثممون فممي المائممة مممن الطفممال قبممل السممن‬ ‫المدرسي‪ ،‬ونسبة عالية بين الحوامل والمرضعات‪ .‬نقص اليود منتشر بصورة ملحوظة فى العديممد مممن الممدول ويمثممل‬ ‫ذلك عدد مقدر من السكان‪ ،‬هذا الى جانب نقص فيتامين أ والزنك‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الرضاعة الطبيعية تعتبر مشكلة مزمنة في الوطن العربي وتتفاوت من منطقة الي اخري‪،‬‬


‫القضايا والتحديات التي تواجه الننظم الصحية العربية‬ ‫بالرغم من التطور المستمر الذي تشهده الخدمات الصحية في غالبة الدول العربية‪ ،‬ال ان المتغيرات في المجال الصممحي تممثير‬ ‫عددلا من القضايا والتحديات التي تتطلب التعامل معها‪ ،‬لعل من أبرزها‪:‬‬

‫‪‬‬

‫الرطلب على الخدمات الصحية‬

‫يزداد الطلب على خدمات الرعاية الصحية بشكل مطرد‪ ،‬تممدفعه عممدة عوامممل ديمغرافيممة واجتماعيممة واقتصممادية‪ ،‬مممن ابرزهمما‬ ‫الزيادة المستمرة في حجم السكان بمعدلت مرتفعة نسبي لا‪ ،‬وتطور الوعي لدى المجتمع بأهمية العناية بالصممحة خاصممة الوقائيممة‬ ‫منهمما‪ ،‬والتغيممر النمطممي فممي المممراض‪ ،‬حيممث زادت المممراض غيممر السممارية‪ ،‬كممأمراض القلممب‪ ،‬والسممكري‪ ،‬والسممرطان‪،‬‬ ‫والشيخوخة‪ ،‬وغيرها بالضافة الى ارتفاع معدلت الصابات الناتجة عن حمموادث السممير‪ ،‬وهممي تتطلممب رعايممة علجيممة ذات‬ ‫كلفة عالية‪ ،‬فض ل‬ ‫ل عن الحاجة إلى إحلل التجهيزات الطبية المتطورة باستمرار في مجال التشخيص والعلج‪.‬‬ ‫لذا يتعين التركيز على مواكب ة النم و ف ي الطل ب عل ى الخ دمات الص حية‪ ،‬م ن خلل‬ ‫التوسع في توفيرها وزيادة كفا ءة استغلل المرافق القائمة وتطوير إنتاجيتها‪ ،‬وتحويممل‬ ‫بعممض المستشممفيات الحكوميممة إلممى القطمماع الخمماص‪ ،‬كممما يتعيممن تعزيممز دور القطمماع‬ ‫الخاص‪ ،‬خاصة في ضو ء التطبيق الشامل المستهدف لنظام الضمممان الصممحي ‪ -‬الممذي‬ ‫يجب التسريع للبممد ء فممي تطممبيقه ‪ -‬وتركيممز دور الدولممة علممى ضمممان تمموفر الخممدمات‬ ‫الصحية عالية الكفا ءة في جميع أنحا ء المملكة ولجميع شرائح المجتمع‪ ،‬وتنظيممم الدا ء‬ ‫ومراقبته وتحسين نوعية الخدمات ومستواها‪.‬‬

‫‪‬‬

‫كفاءة خدمات الرعاية الصحية‬

‫يتسم النظ ام الم الي والداري للمنش آت الص حية الحكومي ة بالمركزي ة‪ ،‬مم ا يتطل ب تغيي را نح و نم ط إداري يتس م بالمرون ة‪،‬‬ ‫فالتنظيم الداري المطبق حالي ال ل يوفر المؤشرات اللزمة لقياس الدا ء‪ .‬ومع أهميممة تركيممز مهمممات التخطيممط والتنسمميق علممى‬ ‫المسممتوى الموطني‪ ،‬إل أن الجمانب التنفيممذي لطبيعممة الخممدمات الصمحية يسمتدعي منممح المزيممد ممن الصمملحيات والمسمؤوليات‬ ‫وتعميمها على مستوى المناطق والوحدات الرئيسة كالمستشفيات‪ .‬لذا يتعين تطوير الهياكل الداريممة لقطمماع الخممدمات الصممحية‬ ‫نحو منح الصلحيات والمسؤوليات للهيئات والجهات المحلية قدر المكان‪ ،‬واعتبار المرافق الصممحية كالمستشممفيات والمراكممز‬ ‫الصحية مراكز تكلفة مستقلة تخضع لنظام المحاسبة والتقويم‪ ،‬بنمما ء علممى معممايير‬ ‫أدا ء محددة استثمارية وتشممغيلية‪ ،‬وكفمما ءة نوعيممة‪ ،‬يمكممن معهمما تحسممين النتاجيممة‬ ‫وتطوير كفا ءة ونوعية الخدمات التي توفرها تلك المرافق‪.‬‬ ‫ويتطلب تطوير كفا ءة الخدمة كذلك‪ ،‬متابعة أدا ء الجهممازين الطممبي والتمريضممي‪،‬‬ ‫والوضوح التام والتحدي الدقيق للمهمات والمسؤوليات لمقدمي الخدمة الطبية‪.‬‬

‫‪‬‬

‫تغرطية الخدمات الصحية‬

‫بالرغم من التطمور والتوسمع المذي شمهدته خمدمات الرعايمة الص حية‪ ،‬إل أن التبماين بيمن المنماطق ممن جهمة‪ ،‬وبيمن المنماطق‬ ‫الحضرية والقروية من جهة أخرى‪ ،‬يمثل تحدي ال أمام تحقيق همدف التغطيمة الش املة للرعايمة الصمحية كمما ل ونوعملا‪ .‬وقمد تكمون‬ ‫المعايير القياسية للخدمة المتمثلة بمؤشرات تستند إلى نسبة المدخلت إلى السكان غير كافية وحممدها لتحديممد الطلممب او الحاجممة‬ ‫للخدمات الصحية خاصة في المناطق القروية‪ ،‬حيث تتضا ءل الكثافممة السممكانية‪ ،‬وبالتممالي يتعيممن اسممتمرار الخممذ فممي الحسممبان‬ ‫النتشار السكاني او البعد الجغرافي أيضلا‪ ،‬بحيث تتوفر الخدمات ضمن نطاق جغرافي معقول‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫من جهة أخرى‪ ،‬ينبغي ضمان توفر جميع الخدمات الصحية الساسية بالمراكز الصمحية فمي المنماطق القرويمة‪ ،‬وفمي مقمدمتها‬ ‫خدمات رعاية المومة والطفولة‪ ،‬والتثقيف الصحي‪ ،‬والخدمات الوقائية وغيرها‪ .‬ولكون هذه المناطق ل تموفر عواممل الجمذب‬ ‫للقطاع الخاص مقارنة بما توفره المراكز الحضرية‪ ،‬فينبغي إعطاؤها الولوية في برامج قطاع الخدمات الصحية الحكومية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ةقاعدة معلومات الخدمات الصحية‬

‫تتطلب عمليممة التخطيممط والتنسمميق والمتابعممة للخممدمات الصممحية‪ ،‬تمموفر قاعممدة شمماملة ومتكاملممة للبيانممات‪ ،‬تشممتمل علمى جميممع‬ ‫المتغيرات ذات العلقة بقطاع الصحة بالضافة إلى مؤشرات الكفا ءة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫تورطين الوظائف في القرطاع الصحي‬

‫تعد قضمية تموطين الوظمائف قضمية وطنيمة عاممة‪ ،‬ل تقتصمر عل ى القط اع الصمحة فحسمب‪ ،‬بمل تمتممد إلمى جميمع القطاعمات‬ ‫الجتماعية والقتصادية الخرى‪ .‬إل أن انخفاض نسبة العمالة الوطنية في الجهازين الطبي والتمريضي‪ ،‬يضفي علممى القضممية‬ ‫أبعادال ذاتية خاصة‪ ،‬نظر لا لتأثيرها المباشر والمهم على كفا ءة تقديم خدمات الرعاية الصحية للمواطنين‪ .‬وينجم هممذا التممأثير مممن‬ ‫مركزية البعد الجتماعي في الخدمات الصحية‪ ،‬إذ يتطلب توفير الخدمة بكفا ءة إلماما باللغة والقيممم الجتماعيممة والعممادات‪ ،‬مممما‬ ‫يتيح حد لا أدنى من التواصل بين الطبيب والممرض من جهة‪ ،‬ومتلقي الخدمة من جهة أخمرى‪ .‬لمذا ينبغممي المتركيز علمى زيمادة‬ ‫أعداد العمالة الوطنيمة فمي جه ازي الطمب والتمريمض بشمكل خ اص ممن خلل إنشما ء مرافمق للتعليمم الطمبي‪ ،‬وزيمادة الطاقمة‬ ‫الستيعابية لكليات الطب والتمريض‪ ،‬والعلوم الصحية‪ ،‬مع زيادة البتعاث‪ ،‬وتعظيم إسهام القطاع الخمماص فممي التعليممم الطممبي‪،‬‬ ‫والعمل على استخدام التقنيات الحديثة في التعليم عن بعد خاصة في مجالت التدريب والتعليم المستمر‪.‬‬

‫التمويل‬ ‫إن وجود تمويل كاف للقطاع الصحي أمر أساسي لنظم صمحية وظيفيممة عادلممة مسممتديمة ولتمموفير خممدمات رعايممة فعالممة وذات‬ ‫جودة‪ .‬لذلك‪ ،‬يعتبر التمويل محددال مهما ل لصحة السكان وعنصرال أساسيال لستراتيجيات إنقاص الفقر‪ .‬إذا كانت التغطيممة الشمماملة‬ ‫للخدمات الساسية هي الهدف الرئيسي‪ ،‬فهذا يعني أنه يجب أن يمتلك الشخاص إتاحة للوصول إلى خدمات الرعايممة الصممحية‬ ‫الساسية بتكلفة ميسممورة‪ .‬قممد تعمممل تكمماليف الخممدمات الصممحية الساسممية – بممما فممي ذلممك الممدفع لرسمموم الستشممارة والدويممة‬ ‫والختبارات المخبرية وخدمات أخرى – كعائق كبير أمام استخدام الخدمات الصحية‪ ،‬وخاصة مممن قبممل الكممثر حاجمة إليهما ‪-‬‬ ‫وهم الفقرا ء والعائلت المحرومة‪ .‬وكنتيجة لذلك قد يدفع الطفال – الذين يمثلون المسممتقبل لي مجتمممع‪ -‬ثمنمما ل باهظمملا‪ ،‬وتكممون‬ ‫صحتهم ونماؤهم تحت إختطار مرتفع ما لم تتوفر رعاية فعالة لهم‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫تحديات التغذية في النظم الصحية العربية‬ ‫ان التحديات التي تواجه تغذية المجتمع ل تختلف عن التحديات التي تواجه التغذية عموما‪ ،‬مجتمعيممة كممانت او غيممر مجتمعيممة‪.‬‬ ‫فعلي سبيل المثال نجد أن غالبة البلدان تطبق مجموعة من السياسات والستراتيجيات والبرامج التغذوية‪ .‬ولكن هممذه السياسممات‬ ‫غالبا ما تكون غير كافية لمواجهة ما تتسم به التحديات التي تطرحها تغذية المهات والرضع وصغار الطفال من تعقيد‪ ،‬ولممذا‬ ‫تعجز عن بلوغ النتائج المتوقعة‪.‬‬ ‫وحتى في حال وجود السياسات التغذوية‪ ،‬فاتها ل تكممون دائممما قممد اعتمممدت رسممميا‪ ،‬وعممادة ممما ل تنممص علممى خطممط تشممغيلية‬ ‫وبرامج عمل واضحة الهمداف والغايمات‪ ،‬والطمر الزمنيممة‪ ،‬والمنجممزات‪ ،‬ول تحممدد الدوار ومسمؤوليات كمل مممن الطممراف‬ ‫المعنية‪ ،‬ول تعرف الحتياجات من القوي العاملة والقدرات‪ ،‬كما أنها ل تتضمن تقييم العملية وحصائلها‪.‬‬

‫وتفتقر التدخلت التي يمكن ان يديرها قطاع الصحة مباشرة الي إرشادات التنفيذ المفصلة‪ ،‬ول تطبق سوي جزئيا حيثممما تتسممم‬ ‫النظم الصحية بالضعف‪ .‬وقد اعتمد العديد مممن البلممدان اسممتراتيجيات متكاملممة لصممحة الم والوليممد والطفممل تتضمممن التممدخلت‬ ‫التغذوية‪ ،‬ولكن تقمديم المراف ق الصمحية للمدعم التغممذوي الفعلمي عمادة مما يكمون غيمر ك اف‪ ،‬ول يتموفر س وي عمدد قليمل ممن‬ ‫المؤشرات لقياس مدي التغطية‪.‬‬ ‫ان استراتيجيات التنميمة الوطنيمة ل تممولي التغذيممة الهتممام الكمافي واللزم‪ .‬وعمادة ممما تركمز سياسمات الغممذا ء والتغذيمة علمى‬ ‫المعلومات وعلى نماذج الخيرات المستنيرة وقلمما تهتممم بمالجرا ءات الهيكليممة والماليممة والتنظيميممة الهادفممة المي تغييممر البيئممات‬ ‫الغذائية غير المواتية‬ ‫ول يوجد تنسيق جيد بين مختلف الطراف الفاعلة فمي تنفيممذ البرنامممج‪ .‬ففمي كافمة القماليم تمم تنسميق السياسمات وادارتهمما فمي‬ ‫معظمه داخل وزارات الصحة وشاركت وزارات التعليم والزراعممة والغمذا ء والرعايممة الجتماعيممة بمممدخلت متغيممرة‪ .‬ويعتمممد‬ ‫تنفيذ السياسات والبرامج في كثير من الحوال على التمويل الخارجي ول يتسم بطابع الستدامة‪ .‬اما رصد النشطة فل ينفذ أو‬ ‫ينفذ تنفيذا سيئا‬ ‫ولم يتم تنفيذ المدونة الدولية لقواعد تسويق بدائل لبن الم‪ ،‬ول قرارات جمعية الصممحة اللحقممة ذات الصمملة‪ ،‬بالقممدر نفسممه فممي‬ ‫جميع البلدان‪ .‬فقد وضعت اللوائح القانونية في ‪ 103‬دول أعضا ء‪ ،‬وصيغت في ‪ 9‬دول اخري‪ ،‬في حين يعتمد نحممو ‪ 37‬دولممة‬ ‫من الدول العضا ء على المتثال الطوعي لمصنعي بدائل لبن الم‪ ،‬ولم تتخمذ ‪ 25‬دولمة عضموا أي إج را ءات لنفماذ المدونمة‪،‬‬ ‫ول تتوفر المعلومات بالنسبة للعشرين دولة اخري‪.‬‬ ‫‪11‬‬


‫وفي معظم الدول العضا ء ال ‪ 103‬تنص التشريعات على احكام تحظر ترويج منتجات معينة بين الجمهور العممام‪ ،‬والعمماملين‬ ‫في مجال الصحة‪ ،‬وفي مرافق الرعاية الصحية‪ ،‬وتفرض شروط التوسيم‪ .‬وهناك عدد اقل من الممدول العضما ء الممتي وضممعت‬ ‫احكاما بشأن التحذير من التلوث‪ ،‬وعدم السماح بالمزاعم التغذوية والصحية‪.‬‬ ‫ووضع اقل من ‪ % 50‬من البلدان التي اتخذت التدابير القانونية احكاما قانونية بشأن رصممد تنفيممذ المدونممة‪ .‬ويبلممغ عممدد البلممدان‬ ‫التي انشات آليات للدا ء و‪/‬أو الرصد و‪/‬أو النفاذ ‪ 37‬بلدا فقط‪ ،‬ول يتوفر ال القليل من المعلومات حممول تشممكيل هممذه الليممات‬ ‫ووليتها ووظائفها‪.‬‬ ‫وتواصل المكاتب القليمية تحديث المعلومات حمول تنفيممذ المدونممة‪ .‬ويشممير اسممتعراض حممديث أجرتممه منظمممة الصمحة للبلممدان‬ ‫المريكية للتنفيذ في الفترة ‪– 1981‬م ‪ 2011‬الي ان ‪ 16‬بلدا قد وضممعت تممدابير قانونيممة وان ‪ 6‬منهمما تنظممم تنفيممذ القممانون ذا‬ ‫الصلة‪ .‬وأشار استعراض أجرته اليونيسيف في عام ‪ 2007‬الي ان نصف بلدان غرب ووسط افريقيا ال ‪ 24‬قممد وضممع تممدابير‬ ‫قانونية شاملة‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫المصادر باللغة العربية‬

‫النسان والمجتمع والحياة‪ .‬العناصر التي‬ ‫يتكون منها المجتمع‬ ‫العولمة الظاهرة والتحديات‬

‫العولمــة وأثرها على الورطـن العربـــي‬

‫دور الدارة العامة للتغذية في وزارة الصحة‬ ‫رعاية صحية أولية‬ ‫صعود وسقورط النننظم الصحية في الشرق‬ ‫الوسرط‬

‫حق الصحة من حقوق النسان‬ ‫صحنة الرطفال ونمانؤهم‪ :‬دعم النظم الصحية‬

‫‪https://sites.google.com/site/humansocietya‬‬ ‫‪ndlife/blog-community‬‬ ‫د‪ .‬بدران بممن الحسممن | ‪ 2/6/1426‬هممم‪ .‬دكتمموراه فممي دراسممة الحضممارة‬ ‫والفلسممفة‪ ،‬رئيممس قسممم البحمموث فممي متحممف الفنممون والثممار السمملمية‬ ‫بماليزيا‪ ،‬رئيس تحرير مجلة )المقدمة(‪.‬‬ ‫العولمة ‪ :1/2‬الظاهرة والتحديات | موقع المسلم‬ ‫‪almoslim.net/node/82775‬‬ ‫)ورقة عمل( غالب احمد عطايا‪ .‬ورقة عمل مقدمة الى الملتقممى الممتربوي‬ ‫الول في امارة الفجيرة‪ /‬العولمة وانعكاساتها على المموطن العربممي‪-29 -‬‬ ‫‪ 4/2002/ 30‬م‬ ‫دكتور ‪ /‬محمد بن صالح الجاسر‪ ،‬المشرف العام على إدارة التغذية‬ ‫بوزارة الصحة‪ ,‬المملكة العربية السعودية‪ .‬صحة القلب م العدد الثالث‬ ‫عشر‪ .‬جمعية القلب السعودية‪2016 .‬‬ ‫‪/https://ar.wikipedia.org/wiki‬‬ ‫‪ALI H. MOKDAD. The Rise and Fall of Middle Eastern‬‬ ‫‪Health Systems. 2016‬‬ ‫‪https://www.project‬‬‫‪syndicate.org/commentary/middle-east-health‬‬‫?‪systems-decline-by-ali-mokdad-2016-08‬‬ ‫‪barrier=accessreg‬‬ ‫ترجمة‪ :‬إبراهيم محمد علي‬ ‫الطبعة الولى ‪2004‬‬ ‫الناشر‪ :‬المؤسسة العربية الوربية للنشر‪ .‬اللجنة العربية لحقوق النسان‬ ‫الهالي للنشر والتوزيع‪ .‬سورية‪ -‬دمشق ص‪.‬ب ‪9503‬‬ ‫منظمة الصحة العالمية‪ .‬المكتب القليمي لشرق المتوسط‪2014 .‬‬ ‫‪http://www.emro.who.int/entity/child-adolescent‬‬‫‪health‬‬ ‫تاريخ البحث ‪10/25/17‬‬

‫ملمح النظام الصحي السعودي الجديد‬ ‫تﻄﻮيﺮ الﻨﻈام الﺼﺤي في الﻤﻤلﻜة العﺮبﻴة‬ ‫الﺴعﻮدية‬ ‫رعاية صحية أولية‬

‫‪13‬‬

‫?‪www.ksau.info/vb/attachment.php‬‬ ‫‪http://www.kau.edu.sa/Files/0000375/Subjects/‬‬ ‫تاريخ البحث ‪10/25/17‬‬ ‫‪https://ar.wikipedia.org/wiki/‬‬


‫المصادر باللغة النجليزية‬ 1 The Role of Public Health Nutrition in Obesity Prevention

2 Community Health and Nutrition Programs. Chapter 56

Community-based food and nutrition programmes. What makes them successful. A review and analysis of experience Human nutrition in the developing world. Part V. Nutrition policies and programmes Improving Nutrition Programmes. An Assessment Tool for Action

IOM (Institute of Medicine). 2012. Accelerating Progress in Obesity Prevention: Solving the Weight of the Nation. Washington, DC. P 90 Retrieved September, 2012 http://books.nap.edu/openbook.php? record_id=13275 Disease Control Priorities in Developing Countries | John B. Mason, David Sanders, Philip Musgrove, and others. Jamison DT, Breman JG, Measham AR, et al., editors. Washington (DC): The International Bank for Reconstruction and Development / The World Bank; New York: Oxford University Press; 2006. Suraiya Ismail, Maarten Immink, Irela Mazar and Guy Nantel. Food and Nutrition Division. Food and Agriculture Organization of the United Nations. Rome, 2003 Michael C. Latham. Food and Nutrition Series - No. 29. Food and Agriculture Organization of the United Nations, ISSN 1014-3181. Rome, 1997 Suraiya Ismail, Maarten Immink, and Guy Nantel. Food and Nutrition Division. Food and Agriculture Organization of the United Nations, ISSN 1014-3181. Rome, 2005.

14


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.