حقائق حول ختان الاناث

Page 1

‫حقائق حول الختان‬

‫‪AHMED ABDUL MAGIED‬‬ ‫‪OSAMA A SALIH‬‬

‫دكتور أسامة عوض صال‬


‫صحة المجتمع‬ ‫حقائق حول ختان الاناث‬ ‫إعداد‬

‫بروفيسور أحمد عبدالمجيد‬ ‫بروفيسور أسامة عوض صالح‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪osamaawadsalih@gmail.com‬‬

‫دكتور أسامة عوض صال‬


‫ختان الاناث عادة ضارة‬

‫تمهيد‬ ‫بينما شهد السودان تقدم ا مضطردا نسبي ا في النواحي التعليمية عموم ا منذ فجر الستقل ل في عام ‪1956‬م‪ ،‬بالرغم من‬

‫الفجوة السلبية في تعليم المرأة مقارنة بالرج ل‪ ،‬صاحب ذلك التقدم النسبي في النواحي التعليمية تخلف ا اجتماعي ا أحد أبشع‬

‫مظاهر هذا التخلف الجتماعي تتبلور في استم اررية عادة ختان )خفاض( الناث‪ .‬والخير في عموميته يعني الازالة‬

‫الجازئية أو الكلية للغالبية من التركيبات الطبيعية للجهااز التناسلي الخارجي للمرأة والذي تكمن فيه الحواس اللمسية ذات‬ ‫الرتباط المباشر بالرتواء الجنسي بالنسبة للمرأة‪.‬‬ ‫وترتبط ممارسة عملية ختان الناث في العديد من مجتمعات دو ل العالم الثالث أو الدو ل النامية‪ ،‬بما فيها السودان‪،‬‬ ‫بمعتقدات مختلفة قد تتباين في عمقها وأثرها حسب تركيبة المجتمع المعني وموروثاته من العادات والتقاليد ثم مفهومه‬ ‫وفهمه الخاطئ في صلة الدين بهذه العادة الضارة بالطفا ل من الناث والنساء على حد سواء‪.‬‬ ‫وبالرغم من الجهد الشعبي والذي تمتد جذوره إلى الربع الثالث من القرن السابع عشر‪ ،‬الجهد الرسمي والذي بدا في عام‬ ‫‪ 1945‬ثم جهود المنظمات التطوعية والتي بدأت في عام ‪ 1979‬ل تازا ل معدلت ختان الناث في اازدياد حسب ما‬ ‫أوردته الحصائيات المدونة والتي سنتعرض لها ببعض من التفاصي ل في البواب القادمة‪.‬‬ ‫وعليه لبد لنا من وقفة فاحصة نعيد فيها النظر حو ل ما سبق من تدخلت ومنهجيات متنوعة في أساليب التصا ل‬ ‫وحملت التوعية المقدرة والمشكورة والتي قامت بها جميع الفعاليات العاملة في مجا ل القضاء على عادة ختان الناث‪.‬‬ ‫وعليه تبراز أهمية الحاجة الماسة لوضع الستراتيجيات المدروسة والقائمة على السس العلمية ذات الهداف المحددة‬ ‫والتدخلت الفاعلة‪ ،‬آخذين في العتبار مدى تعقد مشكلة ختان الناث ومركب أبعادها الثقافية‪ ،‬الدينية‪ ،‬الصحية‪،‬‬ ‫القتصادية‪ ،‬الجتماعية والسياسية معاا‪.‬‬

‫دكتور أسامة عوض صال‬


‫العمق التاريخي ومانشأ عادة الختان‪:‬‬ ‫الراء حو ل منشأ الختان متباينة ول تازا ل مصدر جد ل بين المهتمين بقضايا ختان الناث‪ .‬وللخير انتشار واسع شم ل‬ ‫قارات متباعدة وعليه يضعف احتما ل المنشأ الواحد‪.‬‬ ‫ومنذ ازمن ليس بالقصير انشغ ل الباحثون حو ل منشأ العادة‪ .‬فالبعض ينسب العادة إلى فراعنة مصـر ثم ربط العادة‬ ‫بمختلف من السباب في أشكا ل أقرب إلى الحاجي‪ .‬البعض كذلك ينسبها إلى سارة ازوجة سيدنا إبراهيم والتي ختنت‬ ‫هاجر الازوجة الصغرى لسيدنا إبراهيم من باب الغيرة لحرمانها من الستمتاع بممارسة الجنس‪ .‬وحكاية أخرى رويت بأن‬ ‫سلطان ا بلغ غضبه أشده من فجور حريمه وجواريه وعليه قرر ختان جميع حريمه لضمان ولئهن له‪ .‬ذلك بالضافة للعديد‬

‫من الروايات الخرى‪ .‬ك ل ما سبق من قصص وحكايات ينقصها الدلي ل العلمي‪ ،‬وعليه ل يمكن وضعها إل في إطار‬ ‫الحاجي والساطير‪.‬‬ ‫في القرن التاسع عشر أجرى أخصائيو أمراض النساء والتوليد في أوربا كثي ار من عمليات بتر البظر في إدعاء لشفاء‬

‫المرأة من مرض النمفومونيا أو للحد من ممارسة العادة السرية بين النساء‪ .‬كذلك في القرن التاسع عشر انتشرت "جراحة‬ ‫الحب"‪ .‬وهي عبارة عن عملية جراحية كانت تجرى بأمريكا وتشم ل إازالة الجازء الناتئ من جلدة البظر‪ .‬ذلك بغية تعرية‬ ‫رأس البظر الحساس للرتقاء باللذة الجنسية‪.‬‬

‫أما بالنسبة للسودان فهنالك ما يشير إلى أن ختان الناث له عمق تاريخي يرجع إلى ما قب ل المسيحية والسلم في‬ ‫السودان‪ .‬وعلى الرجح إن ممارسة عادة ختان الناث بدأت في السودان بين القبائ ل الحدودية المشتركة بين السودان‬ ‫ومصر إواثيوبيا‪ .‬وفي السودان الحديث عقب الغازو الستعماري المصري في عام ‪ 1821‬بدأت عادة الختان الفرعوني في‬ ‫النتشار الواسع في السودان‪ .‬ولما كان آنذاك رجا ل الدين صامتين عن إبداء الرأي حو ل الختان الفرعوني‪ ،‬بدأ في‬ ‫النتشار ما يسمى بختان السنة )بتر البظر( منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا‪.‬‬

‫دكتور أسامة عوض صال‬


‫مشكل الانواع والمصطلحات في أدبيات ختان الاناث‬ ‫في أدبيات الطب‪ ،‬كلمة "ختان" تعني إازالة النتوء الجلدي الذي يغطي رأس الذكر عند الرجا ل أو رأس البظر عند النساء‬ ‫عن طريق عملية جراحية‪ .‬بالنسبة للطفا ل من النساء تلك العملية في غاية من الصعوبة‪ ،‬إذ إن الجلدة الناتئة والتي‬ ‫تغطي رأس البظر ل يكتم ل نموها عادةا إل بعد سن الختان في السودان )‪ 9 – 5‬سنوات(‪.‬‬

‫كما أنه فى البعض من النساء لينمو النتوء الجلدي الذى يغطى رأس البظر على الطلق‪.‬‬ ‫من الناحية التاريخية‪ ،‬في عام ‪ 1930‬صنف "ورسلي" ثلثة أنواع للختان‪ ،‬في عام ‪ 1947‬صنف "دانيا ل" أربعة أنواع‬ ‫لبتر البظر وفي عام ‪ 1967‬صنف في السودان "شاندا ل وأبو الفتوح" الختان إلى أربعة أنواع‪ .‬وفي تواريخ لحقة ظهرت‬ ‫بعض التحويرات في تصنيف "شاندا ل وأبو الفتوح"‪ .‬وفي هذا العرض سنلتازم بما أوردته الطبيبة السودانية أسماء الضرير‬ ‫من تصنيف لختان الناث آخذين في العتبار ما لحق من منطق في أهمية بساطة التصنيف حسب الواقع السوداني‪.‬‬ ‫حديث ا أعلنت منظمة الصحة العالمية )‪ (1997‬تعريف ا فحواه كالتي‪" :‬ختان الاناث يشمل كل الساليب التي تؤدي إلى‬

‫ال ازالة الجازئية أو الكاملة للتركيبات التاناسلية الخارجية للانثى لسباب ثقافية أو غير علجية‪ ".‬وفي عام ‪1996‬‬

‫أوردت منظمة الصحة العالمية تصنيف ا لربعة أنواع‪ :‬النوع ‪ ، I‬النوع ‪ ، II‬النوع ‪ ، III‬النوع ‪ . IV‬وفي عام ‪1998‬‬

‫انتقد البروفسور احمد عبد المجيد عبد المجيد ذلك التصنيف ووصفه بالرباك فيما يختص بالنوع ‪ III‬وبالغموض فيما‬ ‫يختص بالنوع ‪ . IV‬كما أشار إلى أن المصطلح "ختان السنة" يوحي بارتباط هذا النوع من الختان بالدين السلمي‪.‬‬ ‫الشيء الذى يتنافي والدين السلمي إذ أن ختان الناث لم يرد على الطلق فى القرآن‪ .‬كما أن حديث أم عطيـ ــة‬ ‫) أخفضي ولتنهكي( وهو الحديث الساسي المتداو ل قد أجمع علماء الدين على ضعفه والجه ل براويه‪ .‬وبما أن الجلدة‬ ‫المتدلية على رأس البظر لتنمو على الطلق عند بعض النساء‪ ،‬فل نحسب أن رسو ل ال )صلعم( يستن سنة تقع على‬ ‫البعض وتسقط عن آخرين‪ .‬وعليه اقترح بروفسر احمد عبد المجيد إسقاط مصطلح ختان السنة من أدبيات الختان‬ ‫والستعاضة عنه بالمصطلح "بتر البظر"‪.‬‬ ‫وعليه أقترح بروفسر احمد عبد المجيد نوعين فقط لختان الناث‪ .‬النوع ‪ I‬بتر البظر والنوع ‪ II‬الختان الفرعوني‪.‬‬ ‫كما أقترح أن تسمى معدلت التعدي على البظر قوالب وك ل ما يتعدى البظر في القطع من بقية مكونات الجهااز التناسلي‬ ‫الخارجي يعتبر قالب من الختان الفرعوني‪.‬‬

‫دكتور أسامة عوض صال‬


‫المكوانات الطبيعية للجهااز التاناسلي الخارجي للانثى‬ ‫ولنقف عند بشاعة ممارسة تلك العادة الضارة لبد لنا من التعرض لوصف مقتضب للمكونات الرئيسية للجهااز التناسلي‬ ‫الخارجي للنثى والذي يتكون من أجازاء حساسة للغاية تكمن في ملمستها الثارة الجنسية وبالتالي تقود إلى النشوة‬ ‫الجنسية الكاملة‪ .‬وتتكون الجازاء الرئيسية من الجهااز التناسلي الخارجي للنثى من التي كما في الشك ل أدناه‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫العاانة‪ :‬عبارة عن نتوء شحمي مدبب مكسو بالجلد الذي ينبت عليه الشعر عند البلوغ وهو أق ل‬ ‫الجازاء حساسية‪.‬‬

‫‪-2‬‬

‫الشفران الكبيران‪ :‬وهما طبقتان شبه مغازلية في شكلهما ويمتدان طولي ا على حواف الفتحة المهبلية‪.‬‬

‫وتتكون الشفران الكبيران من عدة أنسجة تتخللها أوعية دموية وشبكة من العصاب الحسية‪ .‬ويكسو‬ ‫الشفرين الكبيرين طبقة من الجلد‪ ،‬عليه هذا الجازء أكثر حساسية من العانة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫الشفران الصغيران‪ :‬عبارة عن طبقتين جلديتين رقيقتين تحتهما نسيج ضام غني بالوعية الدموية‬ ‫ومازود بشبكة غنية من العصاب الحسية‪ ،‬ويمتدان من الداخ ل بامتداد الشفرين الكبيرين‪ .‬والشفران‬ ‫الصغيران أكثر حساسية من الشفرين الكبيرين‪.‬‬

‫‪-4‬‬

‫البظر‪ :‬عبارة عن نتوء قضيبي الشك ل تنبت قاعدته في الجازء العلوي لفتحة المهب ل ما بين النهايات‬ ‫العلوية للشفرين الصغيرين‪.‬‬

‫التركيب البظري للمرأة يطابق تمام ا تركيب القضيب )الذكر( عند الرج ل‪ .‬ويتكون أساس ا‬ ‫العديد من الوعية الدموية وشبكة غنية بالعصاب الحسية‪ .‬وهو‬

‫من أنسجة إسفنجية يتخللها‬

‫أكثر التراكيب السابقة حساسية‪ .‬ويغطي راس‬

‫البظر امتداد جلدي رقيق‪ .‬والبظر عضو قابلللنتصاب بنفس الطريقة الفسيولوجية التي ينتصب بها القضيب أو الذكر‬ ‫عند الرج ل‪ .‬وفي جميع الجازاء المذكورة سابق ا تكمن الثارة واللذة والستمتاع الجنسي للمرأة عند الجماع‪.‬‬

‫أانواع الختان الممارسة في السودان‬

‫دكتور أسامة عوض صال‬


‫عملية ختان الناث كما وردت في الدبيات عموم ا وما نشر عنها في السودان خصوص ا تتلخص في إجراء عملية‬

‫جراحية‪ ،‬غالب ا ما تكون عشوائية وبأدوات بدائية عندما تقوم بإجرائها القابلت التقليديات في الريف والبقاع النائية من ربوع‬ ‫السودان‪.‬‬

‫وحديث ا عندما تجرى عملية الختان بواسطة قابلة مؤهلة‪ ،‬أو في بعض الحيان طبيب‪ ،‬تجرى تلك العملية تحت التخدير‬

‫اللازم‪ .‬وبصرف النظر عن ظروف عملية الختان‪ ،‬تتعرض الطفلة عند الختان للعديد من المخاطر الصحية العاجلة أو‬

‫الجلة أو الثنين مع ا في المدى القريب والبعيد سوااء‪.‬‬ ‫ونقسم أنواع الختان الممارسة في السودان على النحو التالي‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫بتر البظر‪ :‬ويسمى هذا النوع من الختان عن طريق الخطأ كما ذكرنا سابق ا بختان السنة‪.‬‬

‫ويقتصر هذا النوع من الختان على التعدي بالقطع في بظر المرأة بمعدلت متفاوتة نلخصها في التي كما ورد في‬ ‫تصنيف أسماء الضرير )‪:(1983‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫استئصا ل الجازء الجلدي المتدلي على رأس البظر‪.‬‬

‫)‪(2‬‬

‫استئصا ل الجازء الجلدي المتدلي مع الجازء العلوي أو أكثر البظر‪.‬‬

‫)‪(3‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫استئصا ل البظر من قاعدته وخياطة الجرح الناتج‪.‬‬ ‫الختان المتوسط‪ :‬ويمث ل ذلك شكلا ودرجةا للختان الفرعوني ول يختلف عنه إل قليلا بالنسبة للعملية‬ ‫الجراحية‪ .‬كما له نفس المترتبات الصحية السالبة والتي تعقب الختان الفرعوني‪ .‬تشم ل العملية‬

‫الستئصا ل الكام ل للبظر والشفرين الصغيرين والقلي ل من الشفرين الكبيرين ثم خياطة الجرح مع ترك‬ ‫مخرج أو ثقب صغير قد يص ل وسعه رأس عود ثقاب الكبريت وذلك لمرور الخراج البولي ومكونات‬ ‫الطمث الشهرية للمرأة‪ .‬وقد ظهر هذا النوع من الختان في منتصف الربعينات من القرن السابق‬ ‫للتحاي ل على قانون منع الختان الفرعوني والذي صدر في عام ‪.1946‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫الختان الفرعواني‪ :‬يمث ل ذلك النوع أقسى وأبشع نوع للختان‪ ،‬إذ يشم ل الستئصا ل الكام ل للبظر‬ ‫والشفرين الصغيرين والشفرين الكبيرين ثم خياطة ما يغطي من الجلد للشفرين الكبيرين مع ترك فتحة‬ ‫أو ثقب صغير وسعه رأس ثقاب عود الكبريت لمرور البو ل ومحتويات الطمث الشهري كما هو‬ ‫موضح في الشك ل رقم ‪ 2‬أدناه‪.‬‬

‫إل أنه في الونة الخيرة استحدثت القابلت كما جاء فيما أورده البروفسور احمد عبد المجيد ومعاونيه في عام ‪2000‬م‬ ‫من التصنيف في الختان الفرعوني والذي يشم ل على سبي ل المثا ل قالب ا يسمى "بالدلوكة" أو "العنقريب" وغيرهما‪ .‬كما‬ ‫استحدثت القابلت قوالب جديدة من بتر البظر بما يسمى "بالمعكوف" وغيرهما‪.‬‬

‫دكتور أسامة عوض صال‬


‫المترتبات الصحية السلبية لختان الاناث‬ ‫للختان بأنواعه وأشكاله المختلفة مترتبات سلبية تنعكس على الطفلة والمرأة صحي ا ونفسي ا واجتماعياا‪ .‬ومن المترتبات‬

‫السلبية ما يحدث على المدى القريب العاج ل والمدى البعيد الج ل‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫مترتبات المدى القريب العاجلة‪:‬‬

‫هنالك الكثير من المترتبات السلبية العاجلة ونذكر منها‪:‬‬ ‫)‪(i‬‬ ‫)‪(ii‬‬

‫ينتج عن بتر البظر في الجازء العلوي نازيف دموي غازير من شريان البظر‪ .‬وفي حالة عدم الخياطة‬ ‫لعلى البظر ربما يقود النازيف إلى وفاة الطفلة المختونة‪.‬‬ ‫في حالة عدم وجود القابلة المؤهلة أو الطبيب تحدث حالت التعثر عند الولدة والتي قد تودي‬ ‫بحياة الم في حالة الختان المتوسط أو الفرعوني إذا لم تجد الم العناية الطبية في الوقت المناسب‪.‬‬

‫)‪ (iii‬حدوث صدمة إكلينيكية في حالة عملية الختان في غياب التخدير اللازم‪ .‬المضاعفات العاجلة قد‬ ‫تودي بحياة الطفلة المختونة من جراء اللم‪.‬‬

‫)‪(2‬‬

‫مترتبات المدى البعيد الجلة‪:‬‬ ‫)‪(i‬‬ ‫)‪(ii‬‬

‫احتقان مكونات الطمث بالداخ ل والتي ينجم عنها مترتبات صحية سالبة‪ ،‬منها التلوث الميكروبي‬ ‫والذي يسبب العديد من إلتهابات المجاري البولية‪.‬‬ ‫هنالك الكثير من الدلئ ل الطبية التي تشير إلى تسبيب العقم من جراء الختان المتوسط أو‬ ‫الفرعوني‪.‬‬

‫)‪ (iii‬التلوث البكتيري تحت جيوب الجلد بالقرب من الجرح عند الختان المتوسط والفرعوني قد ينجم عنه‬ ‫تكوين حوصلة منتفخة قد يص ل حجمها إلى أكبر من حجم البرتقالة‪ .‬ولازالة النتفاخ لبد من‬ ‫التدخ ل الجراحي‪.‬‬ ‫)‪ (iv‬الصدمة الكلينيكية عند عملية الختان قد تولد عند الطفلة أو المرأة المختونة عقدا نفسيةا سالبة كلما‬ ‫حام بخلدها ذكرى بشاعة العملية‪.‬‬

‫)‪(v‬‬

‫صعوبة الجماع وآلمه في التجارب الجنسية الولى الذي قد يحدث عقدا نفسية عند المرأة تقف‬

‫أمامها حاج ااز من الستمتاع بالممارسة الجنسية‪.‬‬

‫)‪ (vi‬حدوث بعض النكسات الجتماعية السالبة مث ل النكماش وعدم المشاركة الجتماعية‪.‬‬

‫معدلت ختان الاناث في السودان‬

‫دكتور أسامة عوض صال‬


‫في عام ‪ 1979‬ذكرت "هوسكن" استنادا على إحصائيات منظمة الصحة العالمية وغيرها من منظمات المم المتحدة‬ ‫المعنية بالمر‪ ،‬أن معد ل مجم ل ختان الناث في السودان يص ل إلى ‪.%89‬‬ ‫إحصائيات السودان الديموغرافية والمسح الصحي الديمغرافي لعام ‪ 1989/1990‬أكدت أن معد ل مجم ل الختان على‬ ‫مستوى السودان – الوليات الشمالية – يبلغ ‪ ،%89.2‬كما أكدت آخر الحصائيات )مسح المومة المأمونة للعام‬ ‫‪ (1999‬أن معد ل الختان في الحضر يبلغ ‪ %93‬وفي الريف ‪ .%89‬وعليه يصبح معد ل مجم ل الختان الحالي في‬ ‫السودان ‪ %91‬أو أكثر‪.‬‬ ‫تلك الازيادة المضطردة ذات إشارة تستدعي القيام العاج ل بإحصائية عامة خاصة بالختان فقط لتحديد المعدلت الواقعية‪،‬‬ ‫سيما وأن بعض الدللت تشير إلى بعض التحو ل من الختان الفرعوني إلى بتر البظر على مستوى الحضر‪ .‬وعلى‬ ‫الصعيد الثاني هنالك بعض الدللت القاطعة التي تؤكد أن معدلت الختان الفرعوني تبلغ ‪ %100‬على مستوى القرى‬ ‫التي تبعد عن الخرطوم بمسافات قصيرة في قطرها تتراوح ما بين ‪ 120 – 30‬كيلومتر‪.‬‬

‫دكتور أسامة عوض صال‬


‫معدلت الختان الغير مرئية‬ ‫من ممارسات الختان والتي لم تحظ بالتركياز عليها والعناية بها تشم ل عادة "إعادة الختان" )العد ل(‪ .‬وكان من المعروف‬ ‫أن عملية إعادة الختان ل تحدث إل بعد الولدة مباشرة عند النساء المختونات فرعونياا‪ .‬أما عادة إعادة الختان بمعنى‬ ‫"العد ل" والتي إستشرت في الونة الخيرة‪ ،‬خصوص ا بين ذوي درجة التعليم العالي من النساء‪ ،‬لغراض ترتبط في‬

‫أذهانهن وأذهان رجالهن بالممارسة الجنسية‪ ،‬أصبحت تشك ل مشكلا لبد من التصددي له إذ أن "العد ل" يحم ل بين طياته‬

‫نفس المخاطر الصحية التي تنجم عن الختان أساساا‪.‬‬

‫وفي دراسة حديثة للبروفسور احمد عبد المجيد ومعاونيه في عام ‪ 2001‬ثبت أن معدلت "العد ل" بين النساء ذوي‬ ‫التعليم والمركاز الجتماعي القتصادي العالي تبلغ ‪ %88‬وبين أولئك من ذوي التعليم والمركاز الجتماعي القتصادي‬ ‫الدنى تبلغ ‪ .%76‬وتتراوح ممارسة "العد ل" بين المجموعتين من مرتين إلى أربع مرات في السنة الواحدة‪.‬‬ ‫ما يشك ل مأساة حقيقية ظاهرة انتشار ختان الناث بين مجتمعات وعرقيات لم يكن الختان ضمن عاداتها وتقاليدها‬ ‫وموروثاتها‪ .‬إنما اكتسبت تلك العادة من خل ل التأقلم الجتماعي السالب في فترة تواجدهم بين المجتمعات التي أساسا‬

‫تمارس الختان كجازء من عاداتها وتقاليدها‪.‬‬

‫في دراسة حديثة للبروفسور احمد عبد المجيد ومعاونيه في معسكر أبوجا بجب ل الولياء في عام ‪2001‬م ثبت أن‬ ‫ناازحات المعسكر أساسا من قبائ ل الدينكا يمارسن الختان الفرعوني وبتر البظر بنسبة ‪ .%6.8‬ويشك ل ذلك مؤش ار خطي ار‬ ‫لستشراء عادة الختان من خل ل التأثير الجتماعي السلبي‪ .‬وعليه لبد من اعتبار تلك المجموعة ومثلها كمجموعات‬

‫ذات أولوية خاصة للتدخ ل ليقاف ازحف تأثير التحولت الجتماعية السلبية‪.‬‬

‫الدعوة ليقاف عادة ختان الاناث والتغيير‬ ‫ترجع الدعوة ليقاف أو إبطا ل عادة الختان الفرعوني إلى الربع الثالث من القرن السابع عشر كما ورد في كتاب الطبقات‬ ‫)‪ (1971‬أو طبقات ود ضيف ال‪ .‬ولقد ذكر الكاتب أن أو ل داعية ليقاف ختان الناث كان الشيخ‪ /‬حمد ود أم مريوم‬ ‫والذي أمر بإيقاف الختان لنه "ليس من السانة"‪.‬‬ ‫في ‪ 22‬يوليو من عام ‪ 1944‬كتب السيد‪ /‬عبد الرحمن المهدي مقالا بجريدة الني ل يدعو إلى إيقاف عادة الختان‪ .‬وعلى‬ ‫الصعيد الرسمي كانت المبادرات الولى في الدعوة ليقاف الختان الفرعوني في عام ‪ 1945‬من خل ل فتوى مصدرها‬ ‫الشيخ‪ /‬أحمد الطاهر مفتي الديار السودانية آنذاك‪ ،‬وفي نفس الوقت عضدت تلك الفتوى بفتاوى من قب ل السيد‪ /‬عبد‬ ‫الرحمن المهدي والسيد‪ /‬علي الميرغني‪ .‬ولقد أكد على هذه الفتوى من خل ل التوعية بالمخاطر الصحية مجموعة من‬

‫دكتور أسامة عوض صال‬


‫الطباء كان على رأسهم الدكتور‪ /‬عبد الحليم محمد أطا ل ال بقاءه والدكتور‪ /‬علي بدري‪ ،‬الدكتور‪ /‬عبد ال أبو شمة‬ ‫والدكتور‪ /‬التجاني الماحي رحمهم ال وأسكنهم فسيح جناته‪.‬‬ ‫ولقد عقبت هذه الفترة فترة خمو ل نسبي في الدعوة ليقاف عادة الختان حتى ظهور المنظمات التطوعية الرائدة في مجا ل‬ ‫الدعوة ليقاف عادة الختان بجميع أشكاله‪ .‬من تلك الجمعيات جمعية بابكر بدري العلمية للدراسات النسوية )تأسست عام‬ ‫‪ (1979‬واللجنة القومية السودانية لمحاربة العادات الضارة )تأسست عام ‪ .(1987‬ازيادة على ذلك البرنامج القومي‬ ‫لمحاربة العادات الضارة والتابع لو اازرة الصحة )تأسس عام ‪ ،(1992‬ثم جامعة الحفاد للبنات خل ل برامجها للرشاد‬ ‫الريفي والذي بدأ في عام ‪.1987‬‬

‫بــالرغم مــن الجهــود المقــدرة والمشــكورة الــتي قــامت بهــا الجمعيــات التطوعيــة ال ارئــدة وغيرهــا إلد أن نســب‬ ‫معدلت الختان ل تازا ل في ازيادة مضطردة كما أوردنا سابقا سابق حسب الحصــائيات القوميــة الرســمية‪.‬‬ ‫عليه لبد لنا من وقفتين‪:‬‬ ‫الولى‪ :‬وقفة تأم ل جادة ومخلصة وخالصة‪ ،‬نراجع فيها من جميع الجوانب جهدنا ليقاف عادة الختان والذي استمر‬ ‫حديث ا ما يفوق العقدين من الازمن‪.‬‬

‫الثاانية‪ :‬وقفة تخطيط علمي لمناشط حركة إيقاف ختان الناث ويأخذ في العتبار تعقد مشك ل ختان الناث بأبعاده‬ ‫المتعددة والمختلفة‪.‬‬

‫دكتور أسامة عوض صال‬


‫الوضع القاانواني لختان الاناث في السودان‬ ‫أو ل قانون حو ل اعتبار الختان الفرعوني جريمة يعاقب عليها القانون صدر كتعدي ل لقانون الجنايات لعام ‪ 1925‬وذلك‬ ‫في عام ‪1946‬م‪ .‬وقد شملت العقوبة آنذاك السجن أو الغرامة أو الثنين معاا‪ .‬غير أن هذا القانون بالرغم من سريانه لم‬ ‫يطبق على الطلق‪.‬‬

‫في تعدي ل قانون الجنايات لعام ‪ 1974‬أدخ ل القانون تحت اسم جديد "الختان الغير قانوني"‪ .‬واعتبر هذا القانون الختان‬ ‫الفرعوني وغيره من أنواع الختان جريمة يعاقب عليها بالسجن أو الغرامة أو الثنين معاا‪ .‬ولكن القانون استثنى إازالة الجازء‬

‫المتدلي من رأس البظر كجريمة‪.‬‬

‫في تعدي ل عام ‪ 1983‬أسقط القانون تماماا‪.‬‬ ‫وفي تعدي ل عام ‪ 1991‬لم يرد ذكر لي قانون تطرق لي نوع من أنواع الختان‪.‬‬ ‫غير أنه يجري الن التنسيق بين الجمعيات الطوعية القومية والمهتمين بهذا المر مع بذ ل الجهود للضغط على‬ ‫المنظمات الدولية كالمم المتحدة وعلى الخص منظمة الوحدة الفريقية بتعدي ل المواثيق والعلنات المرتبطة بحقوق‬ ‫الطف ل ضمن المواثيق التي تحمي حقوق النسان‪ ،‬لتتضمن صراحة منع ختان الناث في البنود الخاصة بحقوق الطف ل‬ ‫ازيادة على ذلك يتم الن التنسيق بين المجموعات المذكورة أعله لستصدار قانون يمنع ختان الناث بأشكاله المختلفة‪.‬‬ ‫وهنا تبراز ضرورة إشتراك الطلب وجميع القوى الشبابية فى حملت التوعية بمضار ختان الناث والدعوة الى استصدار‬ ‫قانون لمنعه‪.‬‬

‫دكتور أسامة عوض صال‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.