حقائق حول الختان
AHMED ABDUL MAGIED OSAMA A SALIH
دكتور أسامة عوض صال
صحة المجتمع حقائق حول ختان الاناث إعداد
بروفيسور أحمد عبدالمجيد بروفيسور أسامة عوض صالح 2017 osamaawadsalih@gmail.com
دكتور أسامة عوض صال
ختان الاناث عادة ضارة
تمهيد بينما شهد السودان تقدم ا مضطردا نسبي ا في النواحي التعليمية عموم ا منذ فجر الستقل ل في عام 1956م ،بالرغم من
الفجوة السلبية في تعليم المرأة مقارنة بالرج ل ،صاحب ذلك التقدم النسبي في النواحي التعليمية تخلف ا اجتماعي ا أحد أبشع
مظاهر هذا التخلف الجتماعي تتبلور في استم اررية عادة ختان )خفاض( الناث .والخير في عموميته يعني الازالة
الجازئية أو الكلية للغالبية من التركيبات الطبيعية للجهااز التناسلي الخارجي للمرأة والذي تكمن فيه الحواس اللمسية ذات الرتباط المباشر بالرتواء الجنسي بالنسبة للمرأة. وترتبط ممارسة عملية ختان الناث في العديد من مجتمعات دو ل العالم الثالث أو الدو ل النامية ،بما فيها السودان، بمعتقدات مختلفة قد تتباين في عمقها وأثرها حسب تركيبة المجتمع المعني وموروثاته من العادات والتقاليد ثم مفهومه وفهمه الخاطئ في صلة الدين بهذه العادة الضارة بالطفا ل من الناث والنساء على حد سواء. وبالرغم من الجهد الشعبي والذي تمتد جذوره إلى الربع الثالث من القرن السابع عشر ،الجهد الرسمي والذي بدا في عام 1945ثم جهود المنظمات التطوعية والتي بدأت في عام 1979ل تازا ل معدلت ختان الناث في اازدياد حسب ما أوردته الحصائيات المدونة والتي سنتعرض لها ببعض من التفاصي ل في البواب القادمة. وعليه لبد لنا من وقفة فاحصة نعيد فيها النظر حو ل ما سبق من تدخلت ومنهجيات متنوعة في أساليب التصا ل وحملت التوعية المقدرة والمشكورة والتي قامت بها جميع الفعاليات العاملة في مجا ل القضاء على عادة ختان الناث. وعليه تبراز أهمية الحاجة الماسة لوضع الستراتيجيات المدروسة والقائمة على السس العلمية ذات الهداف المحددة والتدخلت الفاعلة ،آخذين في العتبار مدى تعقد مشكلة ختان الناث ومركب أبعادها الثقافية ،الدينية ،الصحية، القتصادية ،الجتماعية والسياسية معاا.
دكتور أسامة عوض صال
العمق التاريخي ومانشأ عادة الختان: الراء حو ل منشأ الختان متباينة ول تازا ل مصدر جد ل بين المهتمين بقضايا ختان الناث .وللخير انتشار واسع شم ل قارات متباعدة وعليه يضعف احتما ل المنشأ الواحد. ومنذ ازمن ليس بالقصير انشغ ل الباحثون حو ل منشأ العادة .فالبعض ينسب العادة إلى فراعنة مصـر ثم ربط العادة بمختلف من السباب في أشكا ل أقرب إلى الحاجي .البعض كذلك ينسبها إلى سارة ازوجة سيدنا إبراهيم والتي ختنت هاجر الازوجة الصغرى لسيدنا إبراهيم من باب الغيرة لحرمانها من الستمتاع بممارسة الجنس .وحكاية أخرى رويت بأن سلطان ا بلغ غضبه أشده من فجور حريمه وجواريه وعليه قرر ختان جميع حريمه لضمان ولئهن له .ذلك بالضافة للعديد
من الروايات الخرى .ك ل ما سبق من قصص وحكايات ينقصها الدلي ل العلمي ،وعليه ل يمكن وضعها إل في إطار الحاجي والساطير. في القرن التاسع عشر أجرى أخصائيو أمراض النساء والتوليد في أوربا كثي ار من عمليات بتر البظر في إدعاء لشفاء
المرأة من مرض النمفومونيا أو للحد من ممارسة العادة السرية بين النساء .كذلك في القرن التاسع عشر انتشرت "جراحة الحب" .وهي عبارة عن عملية جراحية كانت تجرى بأمريكا وتشم ل إازالة الجازء الناتئ من جلدة البظر .ذلك بغية تعرية رأس البظر الحساس للرتقاء باللذة الجنسية.
أما بالنسبة للسودان فهنالك ما يشير إلى أن ختان الناث له عمق تاريخي يرجع إلى ما قب ل المسيحية والسلم في السودان .وعلى الرجح إن ممارسة عادة ختان الناث بدأت في السودان بين القبائ ل الحدودية المشتركة بين السودان ومصر إواثيوبيا .وفي السودان الحديث عقب الغازو الستعماري المصري في عام 1821بدأت عادة الختان الفرعوني في النتشار الواسع في السودان .ولما كان آنذاك رجا ل الدين صامتين عن إبداء الرأي حو ل الختان الفرعوني ،بدأ في النتشار ما يسمى بختان السنة )بتر البظر( منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا.
دكتور أسامة عوض صال
مشكل الانواع والمصطلحات في أدبيات ختان الاناث في أدبيات الطب ،كلمة "ختان" تعني إازالة النتوء الجلدي الذي يغطي رأس الذكر عند الرجا ل أو رأس البظر عند النساء عن طريق عملية جراحية .بالنسبة للطفا ل من النساء تلك العملية في غاية من الصعوبة ،إذ إن الجلدة الناتئة والتي تغطي رأس البظر ل يكتم ل نموها عادةا إل بعد سن الختان في السودان ) 9 – 5سنوات(.
كما أنه فى البعض من النساء لينمو النتوء الجلدي الذى يغطى رأس البظر على الطلق. من الناحية التاريخية ،في عام 1930صنف "ورسلي" ثلثة أنواع للختان ،في عام 1947صنف "دانيا ل" أربعة أنواع لبتر البظر وفي عام 1967صنف في السودان "شاندا ل وأبو الفتوح" الختان إلى أربعة أنواع .وفي تواريخ لحقة ظهرت بعض التحويرات في تصنيف "شاندا ل وأبو الفتوح" .وفي هذا العرض سنلتازم بما أوردته الطبيبة السودانية أسماء الضرير من تصنيف لختان الناث آخذين في العتبار ما لحق من منطق في أهمية بساطة التصنيف حسب الواقع السوداني. حديث ا أعلنت منظمة الصحة العالمية ) (1997تعريف ا فحواه كالتي" :ختان الاناث يشمل كل الساليب التي تؤدي إلى
ال ازالة الجازئية أو الكاملة للتركيبات التاناسلية الخارجية للانثى لسباب ثقافية أو غير علجية ".وفي عام 1996
أوردت منظمة الصحة العالمية تصنيف ا لربعة أنواع :النوع ، Iالنوع ، IIالنوع ، IIIالنوع . IVوفي عام 1998
انتقد البروفسور احمد عبد المجيد عبد المجيد ذلك التصنيف ووصفه بالرباك فيما يختص بالنوع IIIوبالغموض فيما يختص بالنوع . IVكما أشار إلى أن المصطلح "ختان السنة" يوحي بارتباط هذا النوع من الختان بالدين السلمي. الشيء الذى يتنافي والدين السلمي إذ أن ختان الناث لم يرد على الطلق فى القرآن .كما أن حديث أم عطيـ ــة ) أخفضي ولتنهكي( وهو الحديث الساسي المتداو ل قد أجمع علماء الدين على ضعفه والجه ل براويه .وبما أن الجلدة المتدلية على رأس البظر لتنمو على الطلق عند بعض النساء ،فل نحسب أن رسو ل ال )صلعم( يستن سنة تقع على البعض وتسقط عن آخرين .وعليه اقترح بروفسر احمد عبد المجيد إسقاط مصطلح ختان السنة من أدبيات الختان والستعاضة عنه بالمصطلح "بتر البظر". وعليه أقترح بروفسر احمد عبد المجيد نوعين فقط لختان الناث .النوع Iبتر البظر والنوع IIالختان الفرعوني. كما أقترح أن تسمى معدلت التعدي على البظر قوالب وك ل ما يتعدى البظر في القطع من بقية مكونات الجهااز التناسلي الخارجي يعتبر قالب من الختان الفرعوني.
دكتور أسامة عوض صال
المكوانات الطبيعية للجهااز التاناسلي الخارجي للانثى ولنقف عند بشاعة ممارسة تلك العادة الضارة لبد لنا من التعرض لوصف مقتضب للمكونات الرئيسية للجهااز التناسلي الخارجي للنثى والذي يتكون من أجازاء حساسة للغاية تكمن في ملمستها الثارة الجنسية وبالتالي تقود إلى النشوة الجنسية الكاملة .وتتكون الجازاء الرئيسية من الجهااز التناسلي الخارجي للنثى من التي كما في الشك ل أدناه: -1
العاانة :عبارة عن نتوء شحمي مدبب مكسو بالجلد الذي ينبت عليه الشعر عند البلوغ وهو أق ل الجازاء حساسية.
-2
الشفران الكبيران :وهما طبقتان شبه مغازلية في شكلهما ويمتدان طولي ا على حواف الفتحة المهبلية.
وتتكون الشفران الكبيران من عدة أنسجة تتخللها أوعية دموية وشبكة من العصاب الحسية .ويكسو الشفرين الكبيرين طبقة من الجلد ،عليه هذا الجازء أكثر حساسية من العانة. -3
الشفران الصغيران :عبارة عن طبقتين جلديتين رقيقتين تحتهما نسيج ضام غني بالوعية الدموية ومازود بشبكة غنية من العصاب الحسية ،ويمتدان من الداخ ل بامتداد الشفرين الكبيرين .والشفران الصغيران أكثر حساسية من الشفرين الكبيرين.
-4
البظر :عبارة عن نتوء قضيبي الشك ل تنبت قاعدته في الجازء العلوي لفتحة المهب ل ما بين النهايات العلوية للشفرين الصغيرين.
التركيب البظري للمرأة يطابق تمام ا تركيب القضيب )الذكر( عند الرج ل .ويتكون أساس ا العديد من الوعية الدموية وشبكة غنية بالعصاب الحسية .وهو
من أنسجة إسفنجية يتخللها
أكثر التراكيب السابقة حساسية .ويغطي راس
البظر امتداد جلدي رقيق .والبظر عضو قابلللنتصاب بنفس الطريقة الفسيولوجية التي ينتصب بها القضيب أو الذكر عند الرج ل .وفي جميع الجازاء المذكورة سابق ا تكمن الثارة واللذة والستمتاع الجنسي للمرأة عند الجماع.
أانواع الختان الممارسة في السودان
دكتور أسامة عوض صال
عملية ختان الناث كما وردت في الدبيات عموم ا وما نشر عنها في السودان خصوص ا تتلخص في إجراء عملية
جراحية ،غالب ا ما تكون عشوائية وبأدوات بدائية عندما تقوم بإجرائها القابلت التقليديات في الريف والبقاع النائية من ربوع السودان.
وحديث ا عندما تجرى عملية الختان بواسطة قابلة مؤهلة ،أو في بعض الحيان طبيب ،تجرى تلك العملية تحت التخدير
اللازم .وبصرف النظر عن ظروف عملية الختان ،تتعرض الطفلة عند الختان للعديد من المخاطر الصحية العاجلة أو
الجلة أو الثنين مع ا في المدى القريب والبعيد سوااء. ونقسم أنواع الختان الممارسة في السودان على النحو التالي: )(1
بتر البظر :ويسمى هذا النوع من الختان عن طريق الخطأ كما ذكرنا سابق ا بختان السنة.
ويقتصر هذا النوع من الختان على التعدي بالقطع في بظر المرأة بمعدلت متفاوتة نلخصها في التي كما ورد في تصنيف أسماء الضرير ):(1983 )(1
استئصا ل الجازء الجلدي المتدلي على رأس البظر.
)(2
استئصا ل الجازء الجلدي المتدلي مع الجازء العلوي أو أكثر البظر.
)(3 )(2
استئصا ل البظر من قاعدته وخياطة الجرح الناتج. الختان المتوسط :ويمث ل ذلك شكلا ودرجةا للختان الفرعوني ول يختلف عنه إل قليلا بالنسبة للعملية الجراحية .كما له نفس المترتبات الصحية السالبة والتي تعقب الختان الفرعوني .تشم ل العملية
الستئصا ل الكام ل للبظر والشفرين الصغيرين والقلي ل من الشفرين الكبيرين ثم خياطة الجرح مع ترك مخرج أو ثقب صغير قد يص ل وسعه رأس عود ثقاب الكبريت وذلك لمرور الخراج البولي ومكونات الطمث الشهرية للمرأة .وقد ظهر هذا النوع من الختان في منتصف الربعينات من القرن السابق للتحاي ل على قانون منع الختان الفرعوني والذي صدر في عام .1946 )(3
الختان الفرعواني :يمث ل ذلك النوع أقسى وأبشع نوع للختان ،إذ يشم ل الستئصا ل الكام ل للبظر والشفرين الصغيرين والشفرين الكبيرين ثم خياطة ما يغطي من الجلد للشفرين الكبيرين مع ترك فتحة أو ثقب صغير وسعه رأس ثقاب عود الكبريت لمرور البو ل ومحتويات الطمث الشهري كما هو موضح في الشك ل رقم 2أدناه.
إل أنه في الونة الخيرة استحدثت القابلت كما جاء فيما أورده البروفسور احمد عبد المجيد ومعاونيه في عام 2000م من التصنيف في الختان الفرعوني والذي يشم ل على سبي ل المثا ل قالب ا يسمى "بالدلوكة" أو "العنقريب" وغيرهما .كما استحدثت القابلت قوالب جديدة من بتر البظر بما يسمى "بالمعكوف" وغيرهما.
دكتور أسامة عوض صال
المترتبات الصحية السلبية لختان الاناث للختان بأنواعه وأشكاله المختلفة مترتبات سلبية تنعكس على الطفلة والمرأة صحي ا ونفسي ا واجتماعياا .ومن المترتبات
السلبية ما يحدث على المدى القريب العاج ل والمدى البعيد الج ل. )(1
مترتبات المدى القريب العاجلة:
هنالك الكثير من المترتبات السلبية العاجلة ونذكر منها: )(i )(ii
ينتج عن بتر البظر في الجازء العلوي نازيف دموي غازير من شريان البظر .وفي حالة عدم الخياطة لعلى البظر ربما يقود النازيف إلى وفاة الطفلة المختونة. في حالة عدم وجود القابلة المؤهلة أو الطبيب تحدث حالت التعثر عند الولدة والتي قد تودي بحياة الم في حالة الختان المتوسط أو الفرعوني إذا لم تجد الم العناية الطبية في الوقت المناسب.
) (iiiحدوث صدمة إكلينيكية في حالة عملية الختان في غياب التخدير اللازم .المضاعفات العاجلة قد تودي بحياة الطفلة المختونة من جراء اللم.
)(2
مترتبات المدى البعيد الجلة: )(i )(ii
احتقان مكونات الطمث بالداخ ل والتي ينجم عنها مترتبات صحية سالبة ،منها التلوث الميكروبي والذي يسبب العديد من إلتهابات المجاري البولية. هنالك الكثير من الدلئ ل الطبية التي تشير إلى تسبيب العقم من جراء الختان المتوسط أو الفرعوني.
) (iiiالتلوث البكتيري تحت جيوب الجلد بالقرب من الجرح عند الختان المتوسط والفرعوني قد ينجم عنه تكوين حوصلة منتفخة قد يص ل حجمها إلى أكبر من حجم البرتقالة .ولازالة النتفاخ لبد من التدخ ل الجراحي. ) (ivالصدمة الكلينيكية عند عملية الختان قد تولد عند الطفلة أو المرأة المختونة عقدا نفسيةا سالبة كلما حام بخلدها ذكرى بشاعة العملية.
)(v
صعوبة الجماع وآلمه في التجارب الجنسية الولى الذي قد يحدث عقدا نفسية عند المرأة تقف
أمامها حاج ااز من الستمتاع بالممارسة الجنسية.
) (viحدوث بعض النكسات الجتماعية السالبة مث ل النكماش وعدم المشاركة الجتماعية.
معدلت ختان الاناث في السودان
دكتور أسامة عوض صال
في عام 1979ذكرت "هوسكن" استنادا على إحصائيات منظمة الصحة العالمية وغيرها من منظمات المم المتحدة المعنية بالمر ،أن معد ل مجم ل ختان الناث في السودان يص ل إلى .%89 إحصائيات السودان الديموغرافية والمسح الصحي الديمغرافي لعام 1989/1990أكدت أن معد ل مجم ل الختان على مستوى السودان – الوليات الشمالية – يبلغ ،%89.2كما أكدت آخر الحصائيات )مسح المومة المأمونة للعام (1999أن معد ل الختان في الحضر يبلغ %93وفي الريف .%89وعليه يصبح معد ل مجم ل الختان الحالي في السودان %91أو أكثر. تلك الازيادة المضطردة ذات إشارة تستدعي القيام العاج ل بإحصائية عامة خاصة بالختان فقط لتحديد المعدلت الواقعية، سيما وأن بعض الدللت تشير إلى بعض التحو ل من الختان الفرعوني إلى بتر البظر على مستوى الحضر .وعلى الصعيد الثاني هنالك بعض الدللت القاطعة التي تؤكد أن معدلت الختان الفرعوني تبلغ %100على مستوى القرى التي تبعد عن الخرطوم بمسافات قصيرة في قطرها تتراوح ما بين 120 – 30كيلومتر.
دكتور أسامة عوض صال
معدلت الختان الغير مرئية من ممارسات الختان والتي لم تحظ بالتركياز عليها والعناية بها تشم ل عادة "إعادة الختان" )العد ل( .وكان من المعروف أن عملية إعادة الختان ل تحدث إل بعد الولدة مباشرة عند النساء المختونات فرعونياا .أما عادة إعادة الختان بمعنى "العد ل" والتي إستشرت في الونة الخيرة ،خصوص ا بين ذوي درجة التعليم العالي من النساء ،لغراض ترتبط في
أذهانهن وأذهان رجالهن بالممارسة الجنسية ،أصبحت تشك ل مشكلا لبد من التصددي له إذ أن "العد ل" يحم ل بين طياته
نفس المخاطر الصحية التي تنجم عن الختان أساساا.
وفي دراسة حديثة للبروفسور احمد عبد المجيد ومعاونيه في عام 2001ثبت أن معدلت "العد ل" بين النساء ذوي التعليم والمركاز الجتماعي القتصادي العالي تبلغ %88وبين أولئك من ذوي التعليم والمركاز الجتماعي القتصادي الدنى تبلغ .%76وتتراوح ممارسة "العد ل" بين المجموعتين من مرتين إلى أربع مرات في السنة الواحدة. ما يشك ل مأساة حقيقية ظاهرة انتشار ختان الناث بين مجتمعات وعرقيات لم يكن الختان ضمن عاداتها وتقاليدها وموروثاتها .إنما اكتسبت تلك العادة من خل ل التأقلم الجتماعي السالب في فترة تواجدهم بين المجتمعات التي أساسا
تمارس الختان كجازء من عاداتها وتقاليدها.
في دراسة حديثة للبروفسور احمد عبد المجيد ومعاونيه في معسكر أبوجا بجب ل الولياء في عام 2001م ثبت أن ناازحات المعسكر أساسا من قبائ ل الدينكا يمارسن الختان الفرعوني وبتر البظر بنسبة .%6.8ويشك ل ذلك مؤش ار خطي ار لستشراء عادة الختان من خل ل التأثير الجتماعي السلبي .وعليه لبد من اعتبار تلك المجموعة ومثلها كمجموعات
ذات أولوية خاصة للتدخ ل ليقاف ازحف تأثير التحولت الجتماعية السلبية.
الدعوة ليقاف عادة ختان الاناث والتغيير ترجع الدعوة ليقاف أو إبطا ل عادة الختان الفرعوني إلى الربع الثالث من القرن السابع عشر كما ورد في كتاب الطبقات ) (1971أو طبقات ود ضيف ال .ولقد ذكر الكاتب أن أو ل داعية ليقاف ختان الناث كان الشيخ /حمد ود أم مريوم والذي أمر بإيقاف الختان لنه "ليس من السانة". في 22يوليو من عام 1944كتب السيد /عبد الرحمن المهدي مقالا بجريدة الني ل يدعو إلى إيقاف عادة الختان .وعلى الصعيد الرسمي كانت المبادرات الولى في الدعوة ليقاف الختان الفرعوني في عام 1945من خل ل فتوى مصدرها الشيخ /أحمد الطاهر مفتي الديار السودانية آنذاك ،وفي نفس الوقت عضدت تلك الفتوى بفتاوى من قب ل السيد /عبد الرحمن المهدي والسيد /علي الميرغني .ولقد أكد على هذه الفتوى من خل ل التوعية بالمخاطر الصحية مجموعة من
دكتور أسامة عوض صال
الطباء كان على رأسهم الدكتور /عبد الحليم محمد أطا ل ال بقاءه والدكتور /علي بدري ،الدكتور /عبد ال أبو شمة والدكتور /التجاني الماحي رحمهم ال وأسكنهم فسيح جناته. ولقد عقبت هذه الفترة فترة خمو ل نسبي في الدعوة ليقاف عادة الختان حتى ظهور المنظمات التطوعية الرائدة في مجا ل الدعوة ليقاف عادة الختان بجميع أشكاله .من تلك الجمعيات جمعية بابكر بدري العلمية للدراسات النسوية )تأسست عام (1979واللجنة القومية السودانية لمحاربة العادات الضارة )تأسست عام .(1987ازيادة على ذلك البرنامج القومي لمحاربة العادات الضارة والتابع لو اازرة الصحة )تأسس عام ،(1992ثم جامعة الحفاد للبنات خل ل برامجها للرشاد الريفي والذي بدأ في عام .1987
بــالرغم مــن الجهــود المقــدرة والمشــكورة الــتي قــامت بهــا الجمعيــات التطوعيــة ال ارئــدة وغيرهــا إلد أن نســب معدلت الختان ل تازا ل في ازيادة مضطردة كما أوردنا سابقا سابق حسب الحصــائيات القوميــة الرســمية. عليه لبد لنا من وقفتين: الولى :وقفة تأم ل جادة ومخلصة وخالصة ،نراجع فيها من جميع الجوانب جهدنا ليقاف عادة الختان والذي استمر حديث ا ما يفوق العقدين من الازمن.
الثاانية :وقفة تخطيط علمي لمناشط حركة إيقاف ختان الناث ويأخذ في العتبار تعقد مشك ل ختان الناث بأبعاده المتعددة والمختلفة.
دكتور أسامة عوض صال
الوضع القاانواني لختان الاناث في السودان أو ل قانون حو ل اعتبار الختان الفرعوني جريمة يعاقب عليها القانون صدر كتعدي ل لقانون الجنايات لعام 1925وذلك في عام 1946م .وقد شملت العقوبة آنذاك السجن أو الغرامة أو الثنين معاا .غير أن هذا القانون بالرغم من سريانه لم يطبق على الطلق.
في تعدي ل قانون الجنايات لعام 1974أدخ ل القانون تحت اسم جديد "الختان الغير قانوني" .واعتبر هذا القانون الختان الفرعوني وغيره من أنواع الختان جريمة يعاقب عليها بالسجن أو الغرامة أو الثنين معاا .ولكن القانون استثنى إازالة الجازء
المتدلي من رأس البظر كجريمة.
في تعدي ل عام 1983أسقط القانون تماماا. وفي تعدي ل عام 1991لم يرد ذكر لي قانون تطرق لي نوع من أنواع الختان. غير أنه يجري الن التنسيق بين الجمعيات الطوعية القومية والمهتمين بهذا المر مع بذ ل الجهود للضغط على المنظمات الدولية كالمم المتحدة وعلى الخص منظمة الوحدة الفريقية بتعدي ل المواثيق والعلنات المرتبطة بحقوق الطف ل ضمن المواثيق التي تحمي حقوق النسان ،لتتضمن صراحة منع ختان الناث في البنود الخاصة بحقوق الطف ل ازيادة على ذلك يتم الن التنسيق بين المجموعات المذكورة أعله لستصدار قانون يمنع ختان الناث بأشكاله المختلفة. وهنا تبراز ضرورة إشتراك الطلب وجميع القوى الشبابية فى حملت التوعية بمضار ختان الناث والدعوة الى استصدار قانون لمنعه.
دكتور أسامة عوض صال