Prof. Osama Awad Salih January 2018
سلسلة الوعي القيادي التغذوي
اﻻمن التغذوي Nutrition Security
بروفيسور أسامة عوض صالح
1
Prof. Osama Awad Salih January 2018
بسم ﷲ الرحمن الرحيم
القضايا التغذوية العالمية والسلوكيات المجتمعية
اﻻمن التغذوي Nutrition Security
2
Prof. Osama Awad Salih January 2018
القضايا التغذوية العالمية والسلوكيات المجتمعية: اﻻمن التغذوي مقدمة منذ قديم اﻻزمان وقضية اﻻمن التغذوي هي الشغل الشاغل لﻺنسان .فحركة اﻻنسان في الكون تهدف لسد حاجاته اﻷوليات والتي على رأسها سد رمقه وتوفير اﻻكل والشرب حتى يعيش وإﻻ فﻼ وجود له ما لم يتمكن من توفير الغذاء لنفسه وﻷسرته فالجوع هو عدو اﻻنسان اﻷول واﻷوحد على مر اﻷجيال واﻷزمان. وفي وقتنا الحاضر أصبح شعار " عالم متحرر من الجوع" هو القضية المحورية التي تجتمع حولها الدول والشعوب والمنظمات والمؤسسات سعيا وراء تحقيق هذا اﻻمل والغاية .وحقيقة اﻻمر أن كل مشكﻼت اﻻنسان على مر التاريخ وحتى وقتنا الحاضر ﻻ تخرج من إطار الصراع حول الغذاء وكيفية الحصول عليه والسيطرة على موارده ثم تدرج اﻻمر أن صار هو السﻼح الجبار الذي تتسلط به بعض اﻷمم على غيرها من الشعوب المستضعفة مما دعي هيئة اﻷمم المتحدة أن جعلت حق اﻻنسان في الحصول على الغذاء من أولي أولويات حقوقه .ولم يعد اﻻمر محصورا فقط في حصول اﻻنسان على الغذاء بل أيضا أن يكون غذاء جيدا ومﻼئما لصحة اﻻنسان وعلى مدي اﻻستفادة منه من النواحي الفسيولوجية وعلى كل ما يستلزم ليكون هذا الغذاء حافظا لكرامة اﻻنسان ومحققا لرفاهيته. تبنت منظمة اﻷغذية والزراعة العالمية )الفاو( وبتكليف من هيئة اﻷمم المتحدة تحقيق اﻻمن الغذائي والتغذوي في كل العالم والي رفع مستويات التغذية والسعي ﻹقامة عالم حر من الجوع واﻷمراض المرتبطة به وعلى رأسها مشاكل سوء التغذية )بدءا بنقص التغذية وانتهاء باﻹفراط في التغذية( .ومن أجل هذا الغرض تداعت اﻷمم من خﻼل عدة مؤتمرات عالمية الطبيعة لتأكيد التزام حكوماتهم بتحقيق هذه الغاية، فكان البدء بالمؤتمر الدولي المعني بالتغذية في عام 1992الذي وضع "خطة العمل العالمية للتغذية" ومن بعده جاء مؤتمر القمة العالمي لﻸغذية الذي عقد عام 1996وبحضور 185من قادة العالم ليؤكدوا التزامهم بتنفيذ خطة العمل ويتعهدوا بخفض نسبة اﻷفراد الذين يعانون من نقص اﻷغذية المزمن الي النصف بحلول العام .2015 وتلي ذلك العديد من مؤتمرات القمة العالمية والمؤتمرات اﻷخرى المتخصصة والكثير من الجهود قد بذلت وصرفت اﻷموال الطائلة في العديد من المشروعات والبرامج والتدخﻼت في كل بقاع العالم .تشير أحدث تقديرات منظمة اﻷغذية والزراعة ) (2014إلى انخفاض مستويات الجوع في العالم من حوالي 805مﻼيين شخص كانوا يعانون من نقص التغذية المزمن في الفترة ،2012-2014وذلك أقل بأكثر من 100مليون مما كان عليه الوضع على مدى العقد الماضي وأقل بما قدره 209مﻼيين مما كان عليه الوضع في الفترة .1992-1990كذلك انخفض معدل انتشار نقص التغذية في الفترة ذاتها من 18.7في المائة إلى 11.3في المائة على المستوى العالمي ومن 23.4في المائة إلى 13.5في المائة في البلدان النامية .الوضع الحالي يشير الى ان من يعانون من نقص التغذية في العالم يعيش أكبر عدد منهم في جنوب آسيا وأن % 98من هؤﻻء الجوعى يعيشون في البلدان النامية والمفارقة أن الغالبية العظمى من الجوعى في العالم ) (% 80يعملون في صناعات اﻷغذية كثيفة العمالة .واﻷعجب من ذلك أن غالبية من يعانون من انعدام اﻷمن الغذائي يعيشون في مناطق ريفية وهم في اﻷصل مزارعون أو يعملوا بال َمزارع! الجوع وعﻼقته باﻷمن التغذوي الجوع ظاهرة مرتبطة بانعدام اﻷمن التغذوي الغذائي ارتباط مباشر وينجم الجوع عندما يفتقر اﻷفراد واﻷسر إلى اﻷمن الغذائي لفترة من الزمن .ولهذا السبب يتصدر الجوع قائمة اﻷهداف اﻹنمائية لﻸلفية التي وضعتها اﻷمم المتحدة للقرن الحادي والعشرين والتي ترمى الى خفض نسبة الجوعى في العالم بمقدار النصف .وبالرغم من التقدم الجيد الذي تم تحقيقه في الحد من الجوع المزمن خﻼل فترة الثمانينيات والنصف اﻷول من التسعينيات )نتيجة للمكاسب التي تحققت في اﻹنتاج الزراعي( ،عاد الجوع ليزداد مرة أخرى ببطء ولكن باطراد خﻼل العقد الماضي .ولما كان هدف تحقيق اﻻمن الغذائي هو التحرر من أو القضاء على الجوع فحري بنا نتعرف علي منعني الجوع ما هو؟ وما هي انواعه وأشكاله؟ تعرف منظمة الغذاء العالمي الجوع بأنه الحالة التي يشعر بها اﻹنسان عندما ينقص الغذاء في المعدة ولكن هناك مظاهر أخرى للجوع منها "نقص التغذية" و "سوء التغذية" ويقاس كل منها بطرق مختلفة .مصادر مختلفة عدة تعرف الجوع بأنه حالة تصيب الجسم عندما يحصل على إمداد غير كاف من السعرات الحرارية من الغذاء وباﻹضافة إلى الجوع الذي يتمثل في معدة فارغة هناك أيضا ً جوع من نوع آخر هو الجوع الخفي الناتج عن نقص بعض العناصر الغذائية اﻷساسية )المغذيات الدقيقة مثل الفيتامينات والمعادن( ويؤدي ذلك إلى جعل الشخص عرضة لﻸمراض المعدية ويتأثر نموه الجسدي والعقلي كما يقلل من إنتاجية العمل ويزيد من خطر الوفاة المبكرة.
3
Prof. Osama Awad Salih January 2018
وهناك نوعان رئيسيان من الجوع اﻻول ويسمي الجوع المزمن والذي يحدث عندما ﻻ يتمكن الناس من الحصول على ما يكفي من الغذاء لفترة طويلة بسبب الفقر المستمر ويعاني حوالي 95بالمائة من الجياع البالغ عددهم 820مليونا في العالم النامي من هذا النوع .النوع الثاني وهو الجوع المؤقت وهو حالة عابرة تنتج عن أحداث كالكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة أو على مستوى أصغر عن البطالة أو المرض أو وفاة في اﻷسرة. وهناك في أي وقت من اﻷوقات عشرات المﻼيين من اﻷشخاص المعرضين لخطر الجوع المؤقت .وبشكل عام فإن على رأس قائمة الجوعى يأتي اﻷطفال والنساء بالرغم من أن فئات الجوعى تشمل جميع اﻷعمار من اﻷطفال الرضع الذين ﻻ يحصلون على اللبن الكافي من أمهاتهم إلى كبار السن الذين ليس لهم من يرعاهم من أقربائهم .وهم يتمثلون أيضا في سكان العشوائيات العاطلين عن العمل والمزارعين الذين ﻻ يمتلكون أراض ويحرثون حقول الغير ويتامى اﻹيدز وكذا المرضى الذين يحتاجون إلى غذاء بكميات زائدة أو بأنواع خاصة للقدرة على العيش.
اﻵثار الفسيولوجية للجوع ما الذي يفعله الجوع حقيقة بجسم اﻻنسان؟
الجسم لكي يتعامل مع نقص الغذاء )نقص السعرات الحرارية( يضطر الى خفض اﻷيض اﻷساسي لتوفير الطاقة ويرتبط ذلك بشعور الشخص بالتعب واﻹعياء. في الظروف العادية او ظروف قلة الغذاء يلجأ الجسم لحرق الدهون المخزنة في الجسم للحصول على الطاقة الضرورية ولكن في حالة الجوع فإن هذه العملية ﻻ تكون كافية مما يقود إلى قيام الجسم بحرق البروتينات في الجسم والموجودة في العضﻼت ويؤدي هذا إلى ضعف القوى الجسمية وتراجعها. اﻻستسقاء وهو احتباس السوائل في الجسم مما يؤدي الة تورمه ويحدث نتيجة انخفاض كمية البروتينات في الجسم. الجفاف إذ في كثير من حاﻻت المجاعة ﻻ يجد الناس الماء العذب أيضا باﻹضافة إلى اﻷكل ويؤدي هذا إلى التأثير سلبيا على وظائف الجسم بشكل حاد وخاصة الكلى. انخفاض درجة حرارة الجسم نتيجة عدم قدرة الجسم على توفير طاقة ﻻزمة للحفاظ على الحرارة الطبيعية. صعوبة في التركيز وزيادة احتمال اﻹصابة بالقلق واﻻكتئاب. ضعف جهاز المناعة مما يقود إلى زيادة احتمال التعرض للعدوى واﻷمراض. عدم انتظام نبضات القلب. في مراحل متقدمة يؤدي تراجع الوظائف الحيوية والعقلية إلى انخفاض قدرة الشخص الجائع بشكل حاد مما يجعله عاجزا وغير قادر على البحث عن الطعام أو الحصول عليه. يتطلب خفض الجوع نهجا ً متكامﻼً ،وينبغي أن يشمل: انخفاض ضغط الدم نتيجة اختﻼل توازن اﻷمﻼح والسوائل في الجسم استثمارات من القطاعين العام والخاص لرفع اﻹنتاجية وفي بعض اﻷحيان يؤدي هذا اﻷمر إلى إصابة الشخص بالغيبوبة أو الزراعية؛ وتحسين إمكانية الحصول على المدخﻼت واﻷراضي والخدمات والتكنولوجيا والوصول إلى الموت. اﻷسواق؛ وتدابير رامية إلى تشجيع التنمية الريفية؛ ﻷعضاء حدثت التي واﻷضرار السابقة المضاعفات تقود إذ الوفاة وحماية اجتماعية لمن هم أكثر انكشافا ً على المخاطر، الجسم الداخلية إلى موت الشخص في النهاية. بما في ذلك تعزيز قدرتهم على الصمود في مواجهة الصراعات والكوارث الطبيعية؛ وبرامج تغذية محددة، ويؤدي الجوع الحاد لدى البالغين إلى الوفاة خﻼل فترة تتراوح عادة خصوصا ً لمعالجة نقص المغذيات الدقيقة لدى اﻷمهات بين 8أسابيع و 12أسبوعا وقد تختلف من شخص ﻵخر اعتمادا على واﻷطفال دون سن الخامسة. طبيعة الجسم وشدة المجاعة التي يواجهها. الفاو :حالة انعدام اﻷمن الغذائي في العالم لعام 2014
4
Prof. Osama Awad Salih January 2018
المجاعة: الجوع )نقص السعرات الحرارية والبروتينات والدهون والمواد المغذية اﻷخرى كالفيتامينات والمعادن( عندما يصيب منطقة أو مجموعة من الناس يوصف عادة بالمجاعة وهناك عدة تعريفات مختلفة للمجاعة ويقول العديد من الخبراء إنه يجب توافر ثﻼثة شروط محددة قبل إعﻼن حالة المجاعة في بلد ما وهي : أن تواجه 20في المائة من اﻷسر على اﻷقل نقصا ً شديدا ً في الغذاء مع قدرة محدودة على التعامل اﻷزمة. أن يتجاوز مدى انتشار سوء التغذية الحاد في العالم أكثر من 30في المائة . أن يتجاوز معدل الوفيات يوميا حالتين وفاة لكل 10,000شخص.
نقص التغذية :يستخدم هذا المصطلح لوصف حالة اﻷشخاص الذين ﻻ يحتوي ما يتناولونه من طعام على السعرات الحرارية )الطاقة( الكافية لتلبية الحد اﻷدنى من احتياجاتهم الفسيولوجية الﻼزمة لحياة نشيطة .ويوجد في الوقت الحاضر هناك 842مليون شخص يعانون نقص التغذية في مختلف أنحاء العالم ،ومعظمهم في الدول النامية . سوء التغذية :يقصد بهذا المصطلح "التغذية غير السليمة" وهي أكثر من مجرد مقياس لما نتناوله أو ما نعجز عن تناوله .وتتسم سوء التغذية بعدم الحصول على القدر المناسب من البروتين ،والسعرات الحرارية ،والمغذيات الدقيقة )الفيتامينات والمعادن( ،وكذلك تتسم بكثرة اﻹصابة بالعدوى واﻷمراض .ونتيجة لفقدان التغذية الصحيحة ،يتعرض الكثيرون للوفاة نتيجة اﻹصابة بأمراض شائعة كالحصبة أو اﻹسهال . وﻻ تقاس سوء التغذية بكمية الطعام الذي يتم تناوله وإنما بالمقاييس الفيزيائية للجسم – الوزن أو الطول – والعمر . الهزال :هو مؤشر لسوء التغذية الحاد الذي يعكس حالة شديدة الخطورة مر بها الشخص مؤخرا ً وأدت إلى نقص حاد في الوزن ،ويكون ذلك عادة نتيجة للجوع الشديد أو المرض أو كليهما.
ما هي آثار سوء التغذية؟
تغطي سوء التغذية عددا ً من المشكﻼت كالنحافة الشديدة ،أو قصر القامة الشديد مقارنة بعمر الشخص ،أو نقص الفيتامينات والمعادن )كنقص الحديد الذي يسبب فقر الدم( ،أو زيادة الوزن )السمنة المفرطة( .وتقاس سوء التغذية باستخدام المؤشرات التالية : الهزال هو مؤشر لسوء التغذية الحاد الذي يعكس حالة شديدة الخطورة مر بها الشخص مؤخرا ً وأدت إلى نقص حاد في الوزن ،ويكون ذلك عادة نتيجة للجوع الشديد أو المرض أو كليهما. التقزم هو مؤشر لسوء التغذية المزمن الذي يعكس الوضع الغذائي للسكان على المدى الطويل .ويتم حسابه بمقارنة طول الطفل بالنسبة لعمره مع أطفال أصحاء يحصلون على تغذية جيدة. نقص الوزن يقاس بمقارنة وزن الطفل بالنسبة لعمره مع أطفال أصحاء يحصلون على تغذية جيدة .ويقدر عدد اﻷطفال الذين يعانون من نقص الوزن في الدول النامية بحوالي 146مليون طفل .
هل تعد المغذيات الدقيقة ذات أهمية؟
يعد نقص المغذيات الدقيقة )الفيتامينات والمعادن( هام للغاية حيث يعاني منه ما يقرب من ملياري شخص في العالم .ووفقا ً لمنظمة الصحة العالمية، فنقص الحديد وفيتامين )أ( والزنك هم ضمن العشرة أسباب الرئيسية المؤدية للوفاة من خﻼل اﻹصابة باﻷمراض وذلك في البلدان النامية .
نقص الحديد هو أكثر أشكال سوء التغذية شيوعا ً حيث يؤثر على مليارات اﻷشخاص في مختلف أنحاء العالم كما يؤثر على إنتاجية الدولة ويعيق النمو اﻹدراكي .
نقص فيتامين )أ( هو سبب أساسي لعمى اﻷطفال في البلدان النامية .فهو يثر على حوالي 140مليون طفل في مرحلة ماقبل الدراسة في 118 بلداً .كما يؤدي نقصه إلى زيادة خطورة الوفاة بسبب اﻹسهال ،والحصبة ،والمﻼريا .
نقص اليود يؤثر على 780مليون شخص على مستوى العالم حيث يولد 20مليون طفل وهم يعانون من اﻹعاقة الذهنية لعدم تناول أمهاتهم كمية كافية من اليود أثناء الحمل . ألف طفل سنويا ً
5
Prof. Osama Awad Salih January 2018
مفاهيم عامة حول اﻻمن الغذائي والتغذوي تعرف منظمة اﻷغذية والزراعة لﻸمم المتحدة )الفاو( اﻷمن الغذائي أنه وضع او حالة يتحقق عندما” تتوافر لجميع الناس وفي كل اﻷوقات اﻹمكانات المادية واﻻجتماعية واﻻقتصادية للحصول على غذاء كاف ومأمون ومغ ٍذّ لتلبية احتياجاتهم التغذوية وأفضلياتهم الغذائية ليعيشوا حياة مفعمة بالنشاط والصحة“ .وتجدر اﻹشارة الى ان التوصل الى هذا التعريف المتكامل لم يتأتى إﻻ بعد تجارب وتطبيقات عدة ودراسة أحوال العديد من المجتمعات وتداخل مفاهيم مشتركة كلها أكدت على انه ﻻ يمكن تناول قضية اﻷمن الغذائي بمعزل عن قضايا الفقر والتغذية والصحة )اﻷحوال المادية واﻻقتصادية واﻻجتماعية(. وتشير بعض المفاهيم الي ان اﻷمن الغذائي هو أما أن تنتج البلد كل احتياجاتها من الغذاء اﻷساسي أو تكون في استطاعتها شراؤه من الخارج تحت أي من ظروف ارتفاع أسعار الغذاء العالمية .وإنتاج الغذاء داخل الدولة الواحدة بما يعادل أو يفوق الطلب المحلّي يسميه البعض باﻷمن الغذائي ُعرف أيضا باﻷمن الغذائي الذاتي .يعتبر هذا المطلق وهو مرادف لمصطلح او مفهوم كان يستعمل في السابق اﻻ وهو مفهوم اﻻكتفاء الذاتي الكامل وي ّ المفهوم او التعريف لﻸمن الغذائي غير منطقي او غير واقعي في ظل اﻷوضاع العالمية الراهنة .بالمقابل فقد يميل الكثير من الخبراء واﻷخصائيين الى مفهوم اﻻمن الغ ذائي النسبي وهو قدرة المجتمعات )قطر واحد او عدة اقطار( على توفير اﻻحتياجات الغذائية للمجتمع )توفير كامل أو توفير جزئي( ويتم التعاون والتكامل والتكافل بين المجتمعات لتحقيق ضمان وانتظام الحد اﻷدنى من توافر تلك اﻻحتياجات للمجتمع. أما انعدام اﻷمن الغذائي أي أن يصبح اﻷمن الغذائي غير مكفوﻻ للمجتمع والدول فمنظوره أوسع من مجرد الجوع )أو نقص التغذية( وذاك ﻻشتماله على سوء التغذية أيضًا وهي عدم وجود ما يكفي من المغذيات الدقيقة )أو وجود كميات مفرطة أو غير متوازنة( في الوجبة الغذائية .فمن هذا المنظور ﻻ يقتصر ا نعدام اﻻمن الغذائي على الدول والمجتمعات الفقيرة وحدها .ففي البﻼد الفقيرة مثﻼ المعتمدة على اﻷمطار في إنتاج محاصيل غذائها وغذاء الماشية لديها عندما يقل المطر ويعم الجفاف فﻼ تستطيع تغذية سكانها وتكون عاجزة بسبب الفقر من اﻻستيراد فقد تحدث فيها مجاعات تؤدي بحياة مئات اﻻلوف من الناس وربما المﻼيين وتخلف أناسا ضعفاء بسبب تعرضهم خﻼل فترة من حياتهم بعواقب قلة الغذاء .اما في الدول الغنية والتي يتوفر فيها الغذاء وربما بإفراط فقد يعاني سكانها من مشاكل التغذية المفرطة والتي يعتبرها البعض اشد وطئا من الناحية الصحية على اﻻمن الغذائي للمجتمع حيث أن تحقيق اﻻمن الصحي للمجتمع مكون أساسي لمفهوم اﻻمن الغذائي .لهذا نجد اﻷمراض المزمنة المرتبطة بالنظام الغذائي والتغذية )البدانة ومرض السكر وأمراض أوعية القلب والسرطان وهشاشة العظام وأمراض اﻷسنان( تمثل أكبر عبء على الصحة العامة إما من حيث تكلفتها المباشرة ﻷفراد المجتمع والدول أو من حيث تغيير سنوات العمر نتيجة للعجز .وحري بنا القول هنا ان عبء اﻻمراض المزمنة ليس حصرا على المجتمعات الغنية بل الحقيقة ان معدﻻت اﻻصابة باﻷمراض المزمنة في المجتمعات الفقيرة تكاد تكون مساوية لتلك بالدول الغنية .كما يجب ان نذكر أيضا ان كون بعض المجتمعات ذات اﻻقتصاديات المرتفعة قد تعاني أيضا من انعدام اﻻمن الغذائي إذا كانت تعتمد على استيراد غذائها من دول اخري وقد تكون عرضة لعدد من العوامل اﻻقتصادية والبيئية والسياسية التي قد تعوق تدفق اﻻمدادات التغذوية لمجتمعاتها. وقد أصبحت التغذية تحتل مركز الصدارة كعامل رئيسي للمرض المزمن يمكن تعديله مع تزايد تأييد القرائن العلمية للرأي القائل بأن التعديﻼت في النظام الغذائي لها تأثيرات قوية إيجابية وسلبية على السواء على الصحة طيلة العمر .واﻷهم أن التعديﻼت في النظام الغذائي قد ﻻ تؤثر فحسب في الصحة الحالية بل قد تحدد أيضا ً ما إذا كان فرد سيصاب بأمراض من قبيل السرطان ومرض أوعية القلب والسكر في وقت متأخر جدا من عمره. يضاف الي ذلك ان معدﻻت الوفيات بسبب اﻻمراض المزمنة صارت تمثل فوق % 60من مجموع الوفيات الكلي في العالم وليس ذلك فقط بل ان الشواهد تدل على هذه اﻻمراض المزمنة المرتبطة بالتغذية أصبحت تصيب شريحة كبيرة جدا من سكان العالم وفي اعمار مبكرة .ومن المؤسف القول إن كل هذه القرائن والدﻻئل العلمية لم تؤد إلى حدوث تغير كبير وملموس في السياسات أو في الممارسات خاصة في كثير من البلدان النامية حيث ما تزال السياسات والبرامج والميزانيات منصبة على نقص التغذية فقط وﻻ تتناول الوقاية من أو مكافحة اﻷمراض المزمنة .من كل ما سبق توضيحه كان استخدام مفهوم اﻻمن التغذوي كمفهوم أشمل من مفهوم اﻻمن الغذائي منطقيا وأقرب للواقع.
6
Prof. Osama Awad Salih January 2018
التقارب والتمايز بين اﻷمن الغذائي واﻷمن التغذوي
ما هو اﻷمن الغذائي والتغذوي؟ يتحقق اﻷمن الغذائي عندما يتمتع البشر كافة في جميع اﻷوقات بفرص الحصول المادي واﻻجتماعي واﻻقتصادي على أغذية كافية وسليمة ومغذية. بينما يعني اﻷمن التغذوي وصول جميع الناس في جميع اﻷوقات ﻻستخدام كاف وامتصاص المواد الغذائية في الطعام من أجل أن يكونوا قادرين على عيش حياة صحية ونشطة. اتفق الخبراء على أن اﻻمن الغذائي هو شرط ضروري ولكنه ليس كافيا لتحقيق اﻻمن التغذوي ومع ذلك وعند تحليل المصطلحين تحليﻼ مفصﻼ تباينت آراء الخبراء وظهرت وجهات نظر مختلفة فالبعض يقول أن اﻻمن التغذوي جزء ﻻ يتجزأ من اﻻمن الغذائي والبعض اﻻخر من الخبراء يقول بأن اﻷمن الغذائي هو جزء من اﻻمن التغذوي. وبالنظر في العﻼقة والرابط ما بين اﻻمن الغذائي واﻻمن التغذوي نﻼحظ أن انعدام اﻻمن الغذائي على مستوي اﻻسرة يعتبر واحد من اﻷسباب الرئيسية الثﻼثة لسوء التغذية .ونﻼحظ أن جميع تعريفات اﻷمن الغذائي المقبولة بواسطة الخبراء والمستخدمة ﻻ تذكر التغذية ولكن تشير اليها ضمنا وأنه يفهم من سياق التعريف أنه إذا تم استهﻼك غذاء لﻸسرة وفقا لمتطلبات الغذائية لجميع أفراد اﻷسرة فان ذلك يعني أن احتياجاتهم /التغذوية قد تم تلبيتها. عن تحقيق اﻻمن التغذوي يتطلب ثﻼث ركائز أساسية متﻼزمة لبعضها البعض هي الغذاء والصحة والرعاية وعليه فانه ما من طريق لتحقيق اﻻمن التغذوي بدون تحقيق اﻻمن الغذائي اﻻسري من هذا المنطلق يري بعض الخبراء ضرورة أن يتضمن تعريف اﻻمن الغذاء مكون عن سﻼمة اﻻغذية. أن حالة عدم تحقق اﻻمن التغذوي تزيد من حالة او وضع انعدام اﻻمن الغذائي هذه الحقيقة يمكن ادراكها باﻷخذ في اﻻعتبار ان هناك تأثيرات قصيرة المدي وأخري بعيدة المدي )بسبب سوء التغذية( على مقدرة اﻻفراد على توفير الغذاء والصحة والرعاية اﻻمن الغذائي واﻻمن التغذوي مترابطين بشكل وثيق وبشكل اشبه بالحلقة مفرغة ولكن في حجم مختلفة وفقا للسياق فعلى سبيل المثال حيثما كانت اﻷمراض المعدية في منطقة ما هي السبب السائد لﻺصابة بسوء التغذية فان جلب المزيد من المواد الغذائية لن يكون فعاﻻ والعكس صحيح فان كانت مشكلة سوء التغذية سببها نقص الغذاء أو انعدام اﻷمن الغذائي فان التدخﻼت الصحية والعﻼجية وحدها لن تحل المشكلة. ومن المﻼحظات الهامة التي يجدر اﻻشارة اليها هنا انه يمكن تحسين الوضع أو الحالة التغذوية حتى في حال وجود واستمرار حالة انعدام اﻷمن الغذائي والفقر في منطقة ما ويتم ذلك من خﻼل اتخاذ تحسين القرارات والسلوكيات والتدابير الداعمة للتغذية على سبيل المثال التدعيم اﻹلزامي ) (mandatory fortificationلبعض انوع اﻻغذية التي يتم اختيارها بعناية وان تكون مستهلكة بواسطة أو من قبل الغالبية العظمى من السكان لتعويض المغذيات الدقيقة التي تشتد الحاجة إليها وبشكل عام أصبح التحليل المتكامل لﻸمن الغذائي في بلد أو منطقة ما يتضمن مؤشرات تغذوية ) (nutrition indicatorsوعلى سبيل المثال تدعم منظمة الفاو وتتبني نظم المعلومات عن انعدام اﻷمن الغذائي والتعرض لنقص اﻷغذية ورسم الخرائط ذات الصلة ) (FIVIMSوكذلك الحال لدي برنامج الغذاء العالمي نظام آخر يسمي نظام التحليل الشامل لﻸمن الغذائي وهشاشة اﻷوضاع ) (CFSVAوالذي يحتوي أيضا على العديد من المؤشرات التغذوية .ويمكن القول إن انسب اﻷوضاع والظروف التي يمكن فيها ادراج قضايا التغذية هي برامج اﻻمن الغذائي ذات الطبيعة المتعددة القطاعات وبقدرات ﻻمركزية متنوعة مع مسئولية في اتخاذ القرارات.
7
Prof. Osama Awad Salih January 2018
قضايا في فهم ومعالجة اﻻمن الغذائي واﻻمن التغذوي ان مفهوم اﻻمن الغذائي عادة ﻻ يتم فهمه في الممارسة العملية من حيث ابعاده الشاملة .كما نﻼحظ أيضا ان مصطلح اﻻمن الغذائي ﻻ يعطي اهتمام كاف ﻷهمية الغذاء للتغذية الجيدة انما نجد ان تركيز السياسيين ومتخذي القرار يعطوا أولوية فائقة ﻹنتاج الغذاء مع اهمال لﻸهداف التغذوية وصغار المزارعين ومن أهم المحطات التي تم فيها تعديل في تعريف مصطلح اﻻمن الغذائي هي عندما طرحت منظمة اليونيسيف اﻹطار المفاهيمي ﻷسباب سوء التغذية وكان التعديل هو ادخال مفهوم ومصطلح اﻻستفادة )) (’utilizationراجع تعريف اﻻمن الغذائي لمؤتمر الغذاء العالمي (1996وكان لهذا التعديل الدور الكبير في اثارة النقاشات والجدل حول الفروقات المنطقية ما بين مفهومي اﻻمن الغذائي واﻷمن التغذوي في الواقع هناك منطق في القول بالناحيتين .فالقول ب "الغذاء والتغذية" في مقابل "الصحة والتغذية" يحدد المشاكل والحلول الممكنة لتحقيق استجابة مﻼئمة. تطور المفاهيم اﻷساسية اﻷمن التغذوي اﻷمن الغذائي تطور مع مرور الوقت من مفهوم "التحرر من الجوع" في وقت مبكر تطور مع مرور الوقت من نهج تخطيط التغذية متعدد القطاعات في فترة سبعينات القرن الماضي الي اﻹطار المفاهيمي لليونيسيف مع من اربعينات القرن الماضي الى مفهوم واسع يشمل 4أبعاد: ثﻼث من المحددات: .1توافر الغذاء .1الحصول على الغذاء الكافي .2الحصول على الغذاء .2ممارسات الرعاية والتغذية .3استغﻼل .3الصرف الصحي والصحة - .4اﻻستقرار التعريف المقترح لﻸمن الغذائي والتغذوي اﻷمن الغذائي والتغذوي يتحقق عندما يكون لدي كل الناس وفي جميع اﻷوقات المقدرة المادية واﻻجتماعية واﻻقتصادية على الحصول على الغذاء والذي يتم استهﻼكه بكميات كافية كما ونوعا لتلبية احتياجاتهم التغذوية وتناسب أذواقهم الغذائية ويدعم من قبل اﻹصحاح البيئي ومن خدمات الصحة والرعاية والسماح بحياة صحية ونشطة
Food and nutrition security exists when all people at all times have physical, social and economic access to food, which is consumed in sufficient quantity and quality to meet their dietary needs and food preferences, and is supported by an environment of adequate sanitation, health services and care, allowing for a healthy and active ”life.
8
Prof. Osama Awad Salih January 2018
التحديات العالمية لتحقيق اﻻمن الغذائي والتغذوي
وضع اﻷمن الغذائي وفقا لﻸبعاد اﻷربعة :توفر الغذاء والقدرة على الحصول عليه واستخدامه واستقراره اتفق الجميع علي ان هناك مرتكزات أساسية مرتبطة ارتباط وثيق بتحقيق اﻻمن الغذائي وهي توفير الغذاء ) (Availabilityومأمونية الغذاء ) (Food Safetyوثالثا إمكانية الحصول علي الغذاء ) (Food Accessibilityورابعا اﻻستقرار ) (Stabilityإﻻ ان الواقع يشير الى حقيقة هامة لم يتم اعطاؤها حقها الﻼزم من اﻻهتمام لعدة أسباب قد يأتي شرحها في مكان آخر من هذا الكتاب تلك الحقيقة هي أن تحقيق هذه المرتكزات اﻷربع السابقة قد ﻻ يؤدي بالضرورة الي تحقيق اﻻمن الغذائي ما لم يتم استيعاب مفاهيم التغذية )( في تفسير مفهوم اﻻمن الغذائي فالشاهد ان تفشي امراض سوء التغذية لم تعد حصرا او حكرا علي المجتمعات الفقيرة وحدها بل ان كثير من المجتمعات الغنية تعاني من هذه المشكلة بنفس القدر مثلها مثل الدول الفقيرة بل وتعاني فوق ذلك من مشاكل سوء التغذية اﻷخرى مثل البدانة والوزن المفرط ونقص المغذيات الدقيقة وغيرها من اﻻمراض المرتبطة بالتغذية مثل الداء السكري وأمراض القلب والسرطانات وغيرها .ومن هنا جاءت ضرورة إدخال المكون التغذوي وتعديل مفهوم اﻻمن الغذائي الي مفهوم اﻻمن التغذوي .ولتوضيح التحديات الماثلة حاليا والمهددات لﻸمن الغذائي التغذوي ﻻبد لنا من النظر في وضعية المرتكزات اﻷساسية ومناقشتها بشيء من التفصيل.
توفير الغذاء Food Availability يعتبر توافر الغذاء او توفيره هو المرتكز اﻷكثر أهمية في قضية تحقيق اﻻمن الغذائي والتغذوي وتعتبر زيادة اﻹنتاج النباتي )المحاصيل الزراعية( واﻹنتاج الحيواني واﻹنتاج السمكي لتلبية احتياجات اﻻستهﻼك المحلي من السلع الغذائية إحدى المقومات الرئيسية لتحقيق هذا المرتكز .والدولة التي تسعي لتحقيق اﻻمن الغذائي والتغذوي لديها خيارين أولهما أن تنتج كل احتياجاتها من الغذاء اﻷساسي أو تكون في استطاعتها شراؤه من دول أخري. ومن بديهيات القول ان الخيار اﻷول ﻻ يمكن ﻷي بلد من تحقيقه ويصير حتما أن تسعي لتوفير ما ينقصها من احتياجات من خارج الدولة وهنا تكون رهنا للعديد من العوامل المقيدة مثل مدى التوافر في السوق العالمية وظروف ارتفاع أسعار الغذاء العالمية والمخاطر الطبيعة التي تتزايد مع التغير المناخي )الفيضانات واﻷمطار والجفاف واﻵفات وغيرها( واﻷهداف السياسية الدول المنتجة. ويبقي السيناريو اﻷ فضل لجعل اﻻمن الغذائي والتغذوي في أحسن أوضاعه هو اهتمام الدول واﻻجتهاد في زيادة ما يوفره اﻹنتاج المحلي من احتياجاته من الغذاء ذلك سيؤدي الى ارتفاع التمويل للصادرات للجزء المستورد من الغذاء .وبالمقابل إذا قل اﻻنتاج المحلي كلما زادت نسبة المستوردات من ا لغذاء مما يؤدي الى تدني اﻻمن الغذائي والتغذوي .ويزداد الوضع سوءا إذا عجزت الدولة او نقصت نسبة تمويل الصادرات للغذاء المستورد فتلجأ الى زيادة هذه النسبة من القروض والمساعدات .لذا من المهم ﻷي دولة أن تتعرف على كميات اﻹنتاج المحلي من السلع الغذائية الرئيسية وصافي اﻻستيراد منها وهذا ما يعرف بالفجوة الغذائية. وتشير التقارير العالمية ان الدول العربية قد تمكنت من تحقيق اﻻكتفاء وفائض تصديري في بعض السلع الغذائية مثل الخضروات واﻷسماك .ورغم تحقيق زيادة في إنتاج الحبوب والمحاصيل اﻷخرى إﻻ أن قيمة الفجوة للسلع الغذائية الرئيسية استمرت في اﻻرتفاع .واستمر العجز في عدد من المحاصيل الرئيسية حيث تستورد الدول العربية حوالي نصف احتياجاتها من الحبوب و 63في المائة من الزيوت النباتية و 71في المائة من السكر. وقد شكلت هذه السلع حوالي 76في المائة من قيمة فجوة السلع الغذائية الرئيسية في عام . 2007وتتحكم مجموعة من العوامل والمحددات في كميات اﻹنتاج الزراعي وحجم الفجوة الغذائية في الدول العربية تتمثل في قلة المساحة المزروعة وشح الموارد المائية وتدني كفاءة الري وقلة مساحة اﻷراضي المروية .كما يعاني القطاع الزراعي من "فجوة تكنولوجيه" تتمثل في عدم تلبية مخرجات البحوث الزراعية لمتطلبات التنمية الزراعية وتدني إنتاجية المحاصيل والثروة الحيوانية في أغلب الدول العربية .وتحتاج المناطق الزراعية إلى استكمال البنى اﻷساسية والخدمات الزراعية وزيادة نسبة اﻻستثمارات المخصصة للقطاع الزراعي) .اﻻمن الغذائي في الدول العربية(
9
Prof. Osama Awad Salih January 2018
مأمونية الغذاء )(Food Safety مأمونية الغذاء يقصد بها سﻼمته وصﻼحيته لﻼستهﻼك البشري فسﻼمة اﻷغذية هي قضية جوهرية في الصحة العامة وفي اﻻمن الغذائي والتغذوي. إن مفهوم منظمة الصحة العالمية لﻸمان الغذائي يعني كل الظروف والمعايير الضرورية الﻼزمة -خﻼل عمليات إنتاج وتصنيع وتخزين وتوزيع وإعداد الغذاء لضمان أن يكون الغذاء آمنا وموثوقا به وصحيا ومﻼئما لﻼستهﻼك اﻵدمي .فأمان الغذاء متعلق بكل المراحل من مرحلة اﻹنتاج الزراعي وحتى لحظة اﻻستهﻼك من طرف المستهلك اﻷخير .وينظر المستهلكون في كل مكان إلى انتشار اﻷمراض المنقولة باﻷغذية على أنه مصدر قلق متزايد دائما ً على سبيل المثال ظهور أبقار مصابة بمرض اﻻلتهاب المخي اﻻسفنجي )مرض جنون البقر( والحمى القﻼعية وأعﻼف ملوثة بالديوكسين وما أحدثاه من تخوف عالمي .وتؤثر تلك اﻷمراض تأثيرا ً كبيرا ً في صحة الناس وطريقة عيشهم بل إن لها نتائج اقتصادية لﻸفراد والعائﻼت والمجتمعات ولدوائر اﻷعمال ولبلدان بأكملها .وتُلقي هذه اﻷمراض عبئا ً ثقيﻼً على نظم الرعاية الصحية وتقلل من اﻹنتاجية اﻻقتصادية بدرجة ظاهرة. ولما كان الفقراء يعيشون من يوم إلى يوم فإن خسارة الدخل بسبب أمراض منقولة باﻷغذية تعني أن دورة الفقر ستظل قائمة ﻷمد طويل مما ﻻ شك فيه أن التجارة العالمية وعولمة التجارة الغذائية باﻹضافة الي التطورات العلمية في مجاﻻت تصنيع وحفظ اﻷغذية وتزايد استخدام الكيماويات في الزراعة الحديثة حققت م نافع كثيرة للمستهلكين من حيث تنوع اﻷغذية الجيدة والحصول عليها في كل اﻻوقات وبأسعار مستطاعه وأتاحت فرصا ً للبلدان المصدرة لزيادة مدخولها من النقد اﻷجنبي .ولكن هذه التغيرات تُثير تحديات جديدة أمام سﻼمة إنتاج اﻷغذية وتوزيعها وقد تبيّن أن لها انعكاسات واسعة النطاق على الصحة وبتزايد وعي الجمهور بمخاطر الكائنات الدقيقة المسببة لﻸمراض وبوجود مواد كيميائية في اﻷغذية بدأ الحديث عن اﻻهتمام بالجودة والنوعية كطريقة جديدة لزيادة اﻹنتاجية أكثر أمانا لصحة اﻹنسان كالزراعة البديلة أو الزراعة العضوية .بدأ التركيز على اﻷبعاد الصحية للسلع الغذائية وليس فقط زيادة اﻹنتاجية .وتؤثر تلك اﻷمراض تأثيراً كبيرا ً في صحة الناس وطريقة عيشهم بل إن لها نتائج اقتصادية لﻸفراد والعائﻼت والمجتمعات ولدوائر اﻷعمال ولبلدان بأكملها .وتُلقي هذه اﻷمراض عبئا ً ثقيﻼً على نظم الرعاية الصحية وتقلل من اﻹنتاجية اﻻقتصادية بدرجة ظاهرة .ولما كان الفقراء يعيشون من يوم إلى يوم فإن خسارة الدخل بسبب أمراض منقولة باﻷغذية تعني أن دورة الفقر ستظل قائمة ﻷمد طويل. وتعود مسؤولية مأمونية الغذاء أي سﻼمته وصﻼحيته لﻼستهﻼك البشري في الدول إلى اﻷجهزة الحكومية المختصة وأولها بطبيعة الحال جهاز المواصفات والمقاييس الذي يتولى تحديد مواصفات السﻼمة والصﻼحية والتي تصدر بتشريع بدرجة قانون يتم بموجبه وضع مواصفات إجبارية "قواعد فنية )" (Technical Regulationsملزمة لكل مادة غذائية لضمان سﻼمتها وصﻼحيتها .وتتولى بعد ذلك اﻷجهزة الرقابية كل في مجاله مراقبة التزام السلع المعروضة في السوق بالقواعد الفنية. أما على المستوي العالمي فهناك جهازان يُقدمان المشورة لهيئة الدستور الغذائي وللحكومات وللصناعة وهما لجنة خبراء اﻹضافات الغذائية والملوثات المشتركة بين منظمة اﻷغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية واﻻجتماع المشترك بين المنظمتين والمعني بمخلفات المبيدات .يُضاف إلى ذلك أن المنظمتين تدعوان إلى عقد مشاورات خبراء كلما دعت الحاجة لمعالجة قضايا نوعية ليست داخلة في اختصاص الجهازين الدائمين .وفي السنوات اﻷخيرة عُقدت عدة مشاورات خبراء بشأن مصادر اﻷخطار المكروبيولوجية في اﻷغذية تقييم اﻷخطار في اﻷغذية المشتقة من البيو تكنولوجي اﻷعﻼف الحيوانية وسﻼمة اﻷغذية .وتدرس المنظمتان في الوقت الحاضر إمكان إقامة جهاز خبراء شامل يختص بتقييم اﻷخطار على سﻼمة اﻷغذية ويُشرف على مجموع ا لعمل في هذا المجال ويضمن قيام الصلة الﻼزمة والتآزر الﻼزم والتنسيق بين مختلف جماعات الخبراء والمشاورات. إمكانية الحصول على الغذاء )(Food Accessibility إن الفقر سبب رئيسي ﻻنعدام اﻷمن الغذائي من تجل ذلك فان هذا المرتكز يتعلق بجعل الغذاء متاحا ً بأسعار تقع في حدود القدرة الشرائية لغالبية السكان على اﻷقل وبما يمكنهم من الحصول عليه وهو ما يتطلب دعم أسعاره لبعض الفئات اﻻجتماعية عند اللزوم أو تقديمه كمعونات للفئات اﻷشد فقرا في الحاﻻت التي تتطلب ذلك ولذا فإن التقدم بخطى مطردة نحو استئصال الفقر أمر حاسم لتحسين فرص الحصول على الغذاء تفسﱠر النتائج التغذوية السيئة بمجموعة من العوامل وتتطلب مكافحة الجوع وسوء التغذية مراعاة مجموعة كاملة من اﻷسباب المباشرة والكامنة واﻷساسية على مستويات الفرد واﻷسرة والمجتمع على التوالي وهو ما يستدعي اتباع نهج متعدد القطاعات يشرك مجموعة كاملة من الوزارات المعنية .وأخيراً بما أن النظم الغذائية تحتاج إلى إصﻼح فﻼ تكفي حماية اﻻستحقاقات القائمة أو الحفاظ على الوضع الراهن .وبدﻻً من ذلك يجب تحول لضمان الحصول على غذاء كاف للجميع بالعمل في الوقت نفسه على دعم قدرة صغار منتجي اﻷغذية على إنتاجها بطريقة اعتماد استراتيجيات ّ مستدامة وتحسين فرص العمل في جميع القطاعات وتعزيز الحماية اﻻجتماعية .وهناك من يضيف بعداً رابعا ً لﻸمن الغذائي هو اﻻستقرار
)(Stability؛ بمعنى المحافظة على أوضاع الغذاء بجميع أبعادها الثﻼثة السابقة بعيدة عن التقلبات.
10
Prof. Osama Awad Salih January 2018
استخدام الغذاء )(Food Consumption
تركز تحليﻼت "الحصول على الغذاء" اﻻنتباه على القدرة اﻹنتاجية والقوة الشرائية التي تملكها اﻷسر الفقيرة .كما أنها تسلط الضوء على العﻼقة بين اﻷنماط المتغيرة للتباين في الدخل وتوزع الفقر .وهناك وجه آخر حاسم للجوع هو "اﻻستخدام" أي كيف يتم استخدام الغذاء نفسه بيولوجيا .هل يوفر الغذاء طاقة كافية ومغذيات أخرى كافية؟ وهل تتوفر المياه الصالحة للشرب وهل هناك أوضاع صحية مﻼئمة لمنع حدوث المرض ولتمكين الجسم من امتصاص الطاقة والمغذيات الموجودة في الغذاء؟ وأخيرا ما هي معرفة ومواقف وممارسات اﻷشخاص الذين يستهلكون الغذاء؟ يفتقر بعض أعضاء اﻷسر للقدرة على الحصول على حصة كافية من موارد اﻷسرة بسبب الجنس أو العمر أو بعض العوامل اﻷخرى المحددة ثقافيا مما يؤدي إلى ازدياد الجوع .كما أشرنا سابقا فقد شهد توفر الغذاء في إقليم الشرق اﻷدنى وشمال إ فريقيا تحسنا ملموسا في السنوات العشرين اﻷخيرة .رغم ذلك لم تسجل التغذية تحسنا مشابها في أغلبية بلدان اﻹقليم .فقد مرت بلدان اﻹقليم كما هو حال العديد من البلدان حول العالم بمرحلة تحول صعبة في نظم الزراعة والغذاء باﻹضافة إلى الوضع التغذوي والصحي للسكان .وكانت النتيجة »عبئا ثﻼثيا لسوء التغذية« حيث يترافق نقص التغذية مع اﻹفراط في التغذية ونقص في المغذيات الدقيقة.
11
Prof. Osama Awad Salih January 2018
جدول رقم .1المؤشرات اﻷساسية الموصي بها لرصد أوضاع اﻷمن الغذائي: الحالة التغذوية النسبة المئوية للبالغين ذوي المعامل المنخفض لكتلة الجسم النسبة المئوية لﻸطفال بين صفر- 3شهر ،يعتمدون على الرضاعة الطبيعية فقط نسبة اﻷطفال دون سن الخامسة ممن يعانون من نقص الوزن النسبة المئوية لﻸطفال دون سن الخامسة المصابين بمرض العشا الليلي النسبة المئوية لﻸسر التي تستهلك الملح المدعم باليود النسبة المئوية لﻸطفال ناقصي الوزن عند الوﻻدة النسبة المئوية للسكان المصابين بمرض الغدة الدرقية العناية وممارسات اﻻطعام عدد الوجبات التى تؤكل فى اليوم النسبة المئوية للوﻻدات بمساعدة الموظفين الصحيين المهرة النسبة المئوية لﻸطفال دون سن الخامسة عشرة من بين اليد العاملة عمر الفطام حالة استهﻼك اﻷغذية متوسط نصيب الفرد من الطاقة الغذائية الحبوب ،والجذور ،والدرنات كنسبة مئوية من امدادات الطاقة الغذائية النسبة المئوية للسكان ناقصي التغذية توافر اﻷغذية نصيب الفرد من امدادات البروتين الحيواني نصيب الفرد من امدادات الحبوب نصيب الفرد من امدادات الدهون في الوجبة الغذائية
نصيب الفرد من امدادات البروتين في الوجبة الغذائية الرقم اﻻشارى ﻹنتاج اﻷغذية
عدد أشهر اﻻكتفاء الذاتي من الحبوب تباين أسعار اﻷغذية
الحصول على اﻷغذية
الحالة الصحية
الرقم اﻻشارى ﻷسعار المستهلكين الرقم اﻻشارى ﻷسعار اﻷغذية
العمر المرتقب عند الوﻻدة
نصيب الفرد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون قدرة اﻷرض على اعاشة السكان
معدل وفيات اﻷطفال دون سن الخامسة )في المائة( معدل وفيات اﻷطفال )في المائة( انتشار فقر الدم
البلدان التي تطبق استراتيجيات بيئية )نسبة مئوية( استخدام الطاقة في الزراعة
مؤشر جيني لتوزيع الدخول نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلى/أجمالي الناتج القومي كثافة اﻷسواق )عدد اﻷسواق حسب وحدة المساحات( الطرق المعبدة كنسبة مئوية من إجمالي طول الطرق باﻷميال اﻷشخاص الذين يعيشون دون خط الفقر على المستوى القطري )(% اﻷشخاص الذين يعيشون على أقل من دوﻻر واحد في اليوم)(% النسبة المئوية لدخل اﻷسرة المخصصة لشراء اﻷغذية بالنسبة ﻷفقر الفئات النسبة المئوية للدخل المصروف على اﻷغذية أفقر النصيب الخامس من اﻻستهﻼك على المستوى القطري نسبة ثغرة الفقر كثافة الطرق )طول الطرق بالكيلومترات بالنسبة الى وحدة المساحات( نصيب الدخل القطري بحسب النسبة المئوية للسكان استقرار امدادات اﻷغذية وفرص الحصول عليها معدل اﻻعتماد على واردات الحبوب تواتر نشر أو اذاعة معلومات السوق الرقم الدليلي لتباين انتاج اﻷغذية
معدل وفيات اﻷمهات عند الوﻻدة )في المائة(
انتشار الكوليرا انتشار اﻷمراض التنفسية الحادة انتشار اﻻسهال
الظروف البيئية نصيب الفرد من اﻷراضي الصالحة للزراعة المعدل السنوي ﻹزالة الغابات
مساحة الغابات كنسبة مئوية من المساحة الكلية لﻸراضي إجمالي الناتج المحلى بحسب وحدة استخدام الطاقة مساحة اﻷراضي المحمية كنسبة مئوية من إجمالي مساحة اﻷراضي الصالحة للزراعة مساحة أراضي منغوف
انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة
النسبة المئوية للتغير فى كل كيلومتر مربع من اﻷراضي الحرجية خﻼل السنوات العشر الماضية اﻷراضي المتدهورة بشدة كنسبة مئوية من إجمالي المساحة كثافة اﻷشجار خارج الغابات
الظروف الديموغرافية
مجموع مساهمة السكان فى تدهور حالة التربة تلوث الجو في المدن
النسبة المئوية للسكان من مختلف مجموعات اﻷعمار معدل نمو السكان
خصائص اﻷسرة
انتشار المﻼريا انتشار السل
معدل الخصوبة
نسبة السكان فى الحضر والريف
متوسط دخل اﻷسرة )في المدن فقط( متوسط عدد أفراد اﻷسرة عدد اﻷشخاص في كل غرفة ،أو متوسط نصيب الفرد من المساحة المغطاة نسبة المعالين الى العاملين بأجر في اﻷسرة
12
Prof. Osama Awad Salih January 2018
تابع الجدول رقم1 الظروف اﻻقتصادية المساحة المحصولية كنسبة مئوية من إجمالي المساحة عمالة السكان بحسب الفئات العمرية)(% نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلى/إجمالي الناتج القومي الزيادة في غلة الحبوب الزيادة في إجمالي الناتج المحلى الزيادة في غلة اﻷغذية اﻷساسية بحسب السلع العمالة في القطاع غير الرسمي كنسبة مئوية من إجمالي العمالة نصيب الزراعة من إجمالي الناتج المحلى اﻷجور بحسب النشاط اﻻقتصادي )اﻷرقام الحقيقية لسعر الدوﻻر في السنة( غلة الهكتار من محاصيل الحبوب الرئيسية الظروف اﻻجتماعية والثقافية معرفة القراءة والكتابة لدى البالغين/معدﻻت اﻷمية معدﻻت اﻷمية بين النساء صافي معدل تسجيل البنات في المدارس اﻻبتدائية معدل معرفة القراءة والكتابة بين أفراد الفئة العمرية 24-15سنة صافي التسجيل في المدارس اﻻبتدائية أو معدﻻت الحضور )(% النسبة المئوية للسكان الذين يحصلون على خدمات العناية الصحية اﻷولية النسبة المئوية للتﻼميذ الذين يواصلون دراستهم من الصف اﻷول الى الصف الخامس
المخاطر واﻷخطار والصدمات المعدل الشهري لمنسوب اﻷمطار فى البﻼد كثافة استخدام المياه العذبة من الموارد الداخلية المتجددة التحول في استخدام اﻷراضي النسبة المئوية للسكان المتضررين بسبب الجفاف والكوارث الطبيعية النسبة المئوية لمساحة اﻷراضي المعرضة لخطر تدهور التربة النسبة المئوية لمعدل ازالة الغابات الصحة والنظافة معدل انتشار وسائل منع الحمل )(% معدل انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة بين البالغين انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة بين النساء الحوامل دون سن الخامسة والعشرين النسبة المئوية لﻸطفال في السنة اﻷولى من المحصنين ضد مرض الحصبة النسبة المئوية للسكان الذين تتاح لهم مرافق كافية للنظافة النسبة المئوية للسكان الذين يحصلون على خدمات للعناية الصحية اﻷولية النسبة المئوية للسكان الذين يحصلون على مياه نقية الظروف السياسية عدد البلدان التي تواجه حالة الطوارئ بسبب الصراع
مﻼحظات يعكس متوسط نصيب الفرد من امدادات الطاقة الغذائية مدى توافر اﻷغذية لﻼستهﻼك البشرى ،وتعكس الحبوب والجذور والدرنات )مجموعة اﻷغذية اﻷساسية( كنسبة مئوية من امدادات الطاقة الغذائية درجة اﻻعتماد على اﻷغذية اﻷساسية ،وكذلك نوعية اﻷغذية التي يستهلكها السكان في المتوسط .وتقدم النسبة المئوية لعدد السكان ناقصي التغذية معلومات عن عدد اﻷفراد الذين يحصلون على كميات من اﻷغذية تقل عن الحد اﻷدنى ﻻحتياجاتهم .وتقدم هذه المؤشرات الثﻼثة مجتمعة صورة عن كمية ونوعية اﻷغذية المتوافرة ونسبة السكان الذين ﻻ يحصلون على كفايتهم من اﻷغذية ويدعو اقتراح الى ادراج جزء فقط من اﻷطفال دون سن الخامسة ممن يعانون من نقص الوزن الى جانب نسبة مئوية من البالغين من ذوي المعامل المنخفض لكتلة الجسم )أي قلة الوزن مقارنة بالطول( كمؤشر عن الحالة التغذوية نظرا ﻷن نقص الوزن ،بالنسبة لﻸطفال )أي نقص الوزن مقارنة بالعمر( يعكس تأثيرات نقص التغذية على نموهم ،كما يعكس مدى هزالهم )الوزن مقارنة بالطول( في حين يعكس المعامل المنخفض لكتلة الجسم بالنسبة للبالغين ،نقص الوزن مقارنة بالطول. سيجرى جمع البيانات المتعلقة بمقاييس كتلة الجسم ،وتعرض كمؤشرات لحاﻻت توقف النمو والهزال ونقص الوزن والوزن المفرط لدى اﻷطفال دون سن الخامسة ولنقص الوزن والوزن المفرط بحسب الدرجات لدى البالغين .وسيجرى توزيع جميع تلك البيانات بحسب الجنس .وباﻹضافة الى ذلك ،سيجرى على نحو يتسم بقدر أكبر من اﻻنتظام جمع البيانات المتعلقة بالمتحصل الغذائي وعرضها كمؤشرات للبروتينات والدهون، والطاقة والمغذيات الدقيقة المختارة في الوجبات الغذائية مع ايﻼء اهتمام خاص لفئات اﻷطفال من المجموعة العمرية بين سن 5و 9سنوات ،وهي بيانات تفتقر اليها البلدان النامية .وسيجرى توجيه الجهود نحو التعاون مع برامج التغذية المدرسية وانشاء نظام للرصد الدوري المنتظم لحالة تﻼميذ المدارس في إطار هذا الهيكل اذا أمكن تطبيقه.
http://www.fao.org/docrep/meeting/X8228A.htm
13
14
Prof. Osama Awad Salih January 2018
Prof. Osama Awad Salih January 2018
اﻻمن الغذائي واﻷهداف اﻹنمائية لﻸلفية وما بعد 2015 ما هي اﻷهداف اﻹنمائية لﻸلفية
مرام اتفقت الدول المرامي اﻹنمائية لﻸلفية أو اﻷهداف اﻹنمائية لﻸلفية ) (: Millennium Development Goals, MDGsهي ثمانية ٍ اﻷعضاء في منظمة اﻷمم المتحدة وعددها 192دولة وما ﻻ يقل عن 23منظمة دولية على تحقيقها بحلول سنة .2015تنطلق هذه المرامي من إعﻼن اﻷمم المتحدة لﻸلفية الذي تم توقيعه في سبتمبر 2000والذي يُلزم الدول اﻷعضاء في منظمة اﻷمم المتحدة بمكافحة الفقر والجوع واﻷمراض واﻷمية والتمييز ضد المرأة .وقد انبثقت اﻷهداف اﻹنمائية لﻸلفية عن الفصول الثماني ﻹعﻼن اﻷمم المتحدة لﻸلفية والموقع في أيلول 2000وتتألف من ثمانية أهداف و 21غاية و 60مؤشرا لقياس التقدم المحرز في تحقيق اﻷهداف. وﻻ يزال القضاء على الفقر المدقع يشكل أحد التحديات الرئيسية التي نواجها في هذا العصر .كما أنه يشكل أحد الهموم الكبرى التي تشغل المجتمع الدولي .والقضاء على هذا البﻼء سيحتاج إلى تضافر جهود جميع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص في إطار شراكة عالمية أقوى وأكثر فعالية من أجل تحقيق التنمية .وتحدد اﻷهداف اﻹنمائية لﻸلفية غايات محددة زمنيا يمكن من خﻼلها قياس التقدم المحرز في الحد من فقر الدخل والجوع والمرض واﻻفتقار إلى المأوى الﻼئق واﻹقصاء -إضافة إلى تعزيز المساواة بين الجنسين والصحة والتعليم واﻻستدامة البيئية .كما أنها تجسد حقوق اﻹنسان اﻷساسية -أي حقوق كل شخص على وجه اﻷرض في الصحة والتعليم والمأوى واﻷمن .إن اﻷهداف اﻹنمائية لﻸلفية طموحةٌ ولكنها قابلة للتحقيق وهي تحدد بالتضافر مع خطة اﻷمم المتحدة الشاملة للتنمية المسار الذي يجب أن تسير فيه جهود العالم لتخفيف حدة الفقر المدقع بحلول عام ."2015 التقرير العربي الرابع ) ( 2013حول اﻷهداف اﻹنمائية لﻸلفية يسلط الضوء على التقدم الذي أحرزته الدول العربية في تحقيق اﻷهداف اﻹنمائية لﻸلفية منذ عام 1990ويؤكد تحديات التنمية الجارية التي ينبغي معالجتها في أي إطار التنمية لما بعد عام .2015وقد حققت المنطقة العربية عموما تقدما ملحوظا نحو بعض اﻷهداف اﻹنمائية لﻸلفية ولكن اﻹنجازات متفاوتة ما بين الدول فالمنطقة تتخلف عن بعض اﻷهداف الهامة وخاصة تلك المتعلقة بمكافحة الجوع .يعتبر الفقر المدقع منخفض في المنطقة العربية ولكن المرامي المستهدفة في عام 2015لم يتم الوفاء بها .وكان للتحوﻻت السياسية واﻻجتماعية واﻻقتصادية منذ عام 2010تأثيرات كبيرة بما في ذلك وقف أو عكس المكاسب اﻹنمائية لﻸلفية في بعض بلدان المنطقة حيث ﻻ تزال البلدان العربية اﻷقل نموا بعيدة نسبيا عن تحقيق اﻷهداف المهمة وﻻسيما تلك المتعلقة بالتغذية واﻷمن الغذائي والوصول إلى المياه والصرف الصحي ووفيات اﻷطفال واﻷمهات.
15
Prof. Osama Awad Salih January 2018
جدول رقم .2اﻷهداف اﻹنمائية لﻸلفية وتتألف من ثمانية أهداف و 21غاية و 60مؤشرا لقياس التقدم المحرز في تحقيق اﻷهداف. اﻻهداف الهدف اﻷول القضاء على الفقر المدقع والجوع
الغايات .1تخفيض نسبة السكان الذين يقل دخلهم اليومي عن دوﻻر واحد إلى النصف
أهم المؤشرات نسبة السكان الذين يقل دخلهم عن دوﻻر واحد في اليوم )تعادل القوة الشرائية(
.2توفير العمالة الكاملة والمنتجة والعمل الﻼئق للجميع بمن فيهم النساء والشباب .3تخفيض نسبة السكان الذين يعانون من الجوع إلى النصف في الفترة ما بين 1990و2015
عدد اﻷطفال الناقصين الوزن الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات
الهدف الثاني تحقيق تعميم التعليم اﻻبتدائي
كفالة تمكن اﻷطفال في كل مكان سواء الذكور أو اﻹناث من إتمام مرحلة التعليم اﻻبتدائي بحلول عام 2015
نسبة السكان الذين ﻻ يحصلون على الحد اﻷدنى من السعرات الحرارية نسبة التﻼميذ الذين يلتحقون بالدراسة في الصف اﻷول ويصلون إلى الصف اﻷخير من التعليم اﻻبتدائي
الهدف الثالث: تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة الهدف الرابع: تقليل وفيات اﻷطفال
إزالة التفاوت بين الجنسين في التعليم اﻻبتدائي والثانوي ويفضل أن يكون ذلك بحلول عام ،2005وبالنسبة لجميع مراحل التعليم في موعد ﻻ يتجاوز عام 2015المؤشرات تخفيض معدل وفيات اﻷطفال دون سن الخامسة بمقدار الثلثين في الفترة ما بين 1990و2015
الهدف الخامس: تحسين الصحة النفاسية
تخفيض معدل الوفيات النفاسية بمقدار ثﻼثة أرباع في الفترة ما بين 1990و2015
معدل الوفيات النفاسية
تعميم إتاحة خدمات الصحة اﻹنجابية بحلول عام 2015
معدل استخدام وسائل منع الحمل
وقف انتشار فيروس نقص المناعة البشرية/اﻹيدز بحلول عام 2015وبدء انحساره اعتبارا من ذلك التاريخ
معدل انتشار فيروس نقص المناعة البشرية في صفوف السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15و 24سنة
الهدف السادس مكافحة اﻷيدز والمﻼريا واﻷمراض اﻷخرى
معدل نمو الناتج المحلي اﻹجمالي لكل شخص عامل
معدل وفيات اﻷطفال دون سن الخامسة معدل وفيات الرضع نسبة اﻷطفال البالغين من العمر سنة واحدة المحصنين ضد الحصبة
نسبة السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15و 24سنة ويمتلكون معارف دقيقة شاملة عن فيروس نقص المناعة البشرية/اﻹيدز وقف انتشار المﻼريا وغيرها من اﻷمراض الرئيسية بحلول عام 2015وبدء انحسارها اعتبارا من ذلك التاريخ
معدﻻت اﻹصابة والوفيات المرتبطة بالمﻼريا معدﻻت اﻹصابة بالسل وانتشاره والوفيات المرتبطة به
الهدف السابع: كفالة اﻻستدامة البيئية
الهدف الثامن: إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية
إدماج مبادئ التنمية المستدامة في السياسات والبرامج القطرية وانحسار فقدان الموارد البيئية
نسبة مساحة اﻷراضي المغطاة بالغابات
الحد بقدر ملموس من معدل فقدان التنوع البيولوجي بحلول عام 2010 تخفيض نسبة اﻷشخاص الذين ﻻ يمكنهم الحصول باستمرار على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي اﻷساسية إلى النصف بحلول عام 2015
نسبة الموارد المائية الكلية المستخدمة نسبة المناطق البرية والبحرية المحمية ونسبة اﻷجناس المهددة باﻻنقراض نسبة السكان الذين يستخدمون مصادر مياه للشرب محسنة ونسبة السكان الذين يستخدمون مرافق صحية محسنة
تحقيق تحسين كبير بحلول عام 2020لمعيشة ما ﻻ يقل عن 100مليون من سكان اﻷحياء الفقيرة المضي في إقامة نظام تجاري ومالي يتسم باﻻنفتاح والتقيد بالقواعد والقابلية للتنبؤ به وعدم التمييز. معالجة اﻻحتياجات الخاصة للبلدان اﻷقل نماء
نسبة سكان الحضر المقيمين في أحياء فقيرة يشمل التزاما بالحكم الرشيد والتنمية وتخفيف وطأة الفقر -على الصعيدين الوطني والدولي تشمل :دخول صادرات البلدان اﻷقل نماء إلى اﻷسواق معفاة من التعريفات الجمركية وبدون الخضوع للحصص؛ وبرنامجا معززا لتخفيف عبء الديون
16
Prof. Osama Awad Salih January 2018
الواقع على البلدان الفقيرة المثقلة بالديون وإلغاء الديون الثنائية الرسمية؛ وزيادة المساعدة اﻹنمائية الرسمية إلى البلدان التي أعلنت التزامها الحد من الفقر. معالجة اﻻحتياجات الخاصة للبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية )عن طريق برنامج العمل من أجل التنمية المستدامة للدول الجزرية الصغيرة النامية ونتائج الدورة اﻻستثنائية الثانية والعشرين للجمعية العامة(. المعالجة الشاملة لمشاكل ديون البلدان النامية باتخاذ تدابير على الصعيدين الوطني والدولي لجعل تحمل ديونها ممكنا في المدى الطويل. التعاون مع شركات المستحضرات الصيدﻻنية ﻹتاحة العقاقير اﻷساسية بأسعار ميسورة في البلدان النامية المؤشرات نسبة السكان الذين يمكنهم الحصول بشكل دائم على العقاقير اﻷساسية بأسعار ميسورة التعاون مع القطاع الخاص ﻹتاحة فوائد التكنولوجيات الجديدة ،وبخاصة تكنولوجيا المعلومات واﻻتصاﻻت
الخطوط الهاتفية لكل 100نسمة والمشتركون في شبكات الهاتف الخلوي لكل 100 نسمة ومستخدمو اﻹنترنت لكل 100نسمة
17
Prof. Osama Awad Salih January 2018
اﻻمن الغذائي والتغذوي اﻻسري في المجتمعات العربية والوضع في عالمنا العربي ومجتمعاته ﻻ يختلف كثيرا عن بقية العالم برغم ما حبانا به ﷲ من كل المقومات الكفيلة لتوفير أقصي درجات اﻻمن واﻷمان الغذائي والتغذوي لمجتمعاتنا إذا ما تكاتفنا وتعاونا وبذلنا الجهد الحق في سبيل ذلك .وتشير التقارير الى معاناة المجتمعات العربية من التحدي المزدوج من اشكال سوء التغذية )نقص وقلة التغذية مع اﻻفراط في التغذية واﻷمراض المرتبطة بهم( .فمن ناحية تعاني بعض اﻻسر من انعدام الغذاء وبالتالي العجز من تحقيق مستوي تغذوي سليم في حين ان اسر اخري تعاني من وفرة في الغذاء مع اتباع أنماط حياتية غير سوية مما ينتج عن أيضا عجز في تحقيق المستوي التغذوي الصحي وتحقيق الرفاهية اﻹنسانية الحقيقية .وما بين هذا وذاك نجد أيضا الكثير من اﻻسر والمجتمعات تعاني العب المزدوج لسوء التغذية بمعني أن نجد في داخل القطر الواحد وبين المناطق المختلفة وداخل المجتمعات وحتى داخل اﻻسرة الواحدة نجد أفراد يعانون من مشاكل سوء التغذية )نقص التغذية وتبعاتها( بينما أفراد آخرين يعانون من مشكلة سوء التغذية )اﻻفراط في الوزن وتبعاتها من بدانة وسمنة وغيرها(. وهناك أيضا تحد مزدوج من نوع آخر يتمثل في كيفية تعيين وتوصيف اﻻسر التي تعاني من انعدام اﻷمن الغذائي وأيضا اﻻسر الحساسة المعرضة ﻻنعدام اﻻمن الغذائي حتى يمكن تصميم برامج لمعاونتها علي رفع مستوي التغذية لدي أفرادها بإتباع الطرق والنظم التغذوية السليمة والعادات الصحية الجيدة ومن ثم تحقيق وتعزيز اﻻمن الغذائي لﻸسرة والمجتمع .ولهذا السبب تحديدا دعت خطة العمل بشأن اﻷمن الغذائي العالمي الحكومات في شراكة مع جميع أطراف المجتمع المدني -إلى القيام حسبما يكون مناسبا بوضع نظام قطري للمعلومات عن انعدام اﻷمن الغذائي والحساسيةلﻼختﻼﻻت الغذائية ورسم الخرائط ذات الصلة التي تحدد المناطق والفئات السكانية التي تعاني من الجوع وسوء التغذية أو المعرضة لهما والعوامل التي تسهم في انعدام اﻷمن الغذائي وتحديث هذا النظام بصفة دورية ما أمكن ذلك. ومن هذا المنطلق صارت قضية اﻻمن الغذائي اﻻسري وسبل تعزيزه وتحسينه هي حجر الزاوية في تصميم اﻻستراتيجيات الرامية إلى الحد من نقص التغذية في كل دول العالم .وبهذا يمكننا استنباط تعريف لﻸمن الغذائي التغذوي اﻷسري بأنه "قدرة اﻷسرة على أن تؤمن إما عن طريق انتاجها الخاص وإما عن طريق مشترياتها أغذية تكفي لتلبية اﻻحتياجات التغذوية ﻷفرادها" مع ضمان الحصول -على مدار العام على أغذية مأمونة بالمقادير واﻷنواع الﻼزمة لتلبية اﻻحتياجات التغذوية لكل فرد من أفرادها .بالرغم من ذلك فقد اوضحت التقارير من شتي مناطق العالم أن اﻷمن الغذائي للسكان )أي فرص حصولهم من عوامل التعرض إلى انعدام اﻷمن الغذائي. الناحيتين المادية واﻻقتصادية على أغذية تحتوي على عناصر غذائية كافية( ﻻ يترجم بصورة آلية إلى تمتعهم بمستوى تغذوي سليم .فاﻻضطرابات التغذوية بما فيها نقص عوامل داخلية: التغذية أو اﻻفراط في التغذية ﻻ تختفي بالضرورة بمجرد تحقيق اﻷمن الغذائي .ولقد هي الصفات التي يتصف بها الناس والظروف العامة تم استخدام مصطلح اﻻمن التغذوي تحديدا لوصف الظروف التي تتوافر فيها فرص التي يعيشون في ظلها وديناميات اﻷسرة التي تحد من قدرتها على تﻼفي التعرض ﻻنعدام اﻷمن الغذائي في اﻻنتفاع بجميع العوامل الغذائية والصحية واﻻجتماعية واﻻقتصادية والبيئية الﻼزمة المستقبل .كمثال الفقر وتزايد الديون أو فقدان عائل للتمتع بمستوى تغذوي سليم ضمن السياق الثقافي المناسب .وبمعني آخر فباﻹضافة اﻻسرة أو وجود مريض بمرض مزمن في اﻻسرة باﻻ الى تمتع السكان أو أفراد اﻻسرة بفرص الحصول على أغذية مأمونة ووافية تغذويا عوامل خارجية يجب أن يكونوا ملمين بمعارف ومهارات كافية تتيح لهم اقتناء وإعداد واستهﻼك وجبات وافية تغذويا بما فيها الوجبات الﻼزمة لتلبية احتياجات صغار اﻷطفال والفئات مثل نضوب الموارد الطبيعية التي يعيش اﻻخرى مثل المسنين والفتيات المراهقات والحمل والمرضعات .كذلك ﻻبد من عليها السكان وارتفاع أسعار اﻷغذية؛ الصدمات مثل الكوارث الطبيعية توفر فرص اﻻنتفاع بالخدمات الصحية وببيئة صحية لضمان اﻻستخدام البيولوجي والنزاعات والفيضانات الفعال لﻸغذية المستهلكة بمعني خلو اﻻفراد من اﻻمراض التي تعوق اﻻستفادة من مثل فرص العمالة الموسمية وظهور اﻷمراض الموسمية .تقلبات اﻻسعار الغذاء .وأخيرا يتوقع أن يتوفر للسكان الوقت والدافع الﻼزمان ﻻستخدام مواردهم على الموسمية الوجه اﻷمثل من أجل توفير الرعاية اﻷسرية الكافية وإتباع الممارسات الغذائية السليمة. خﻼصة القول ان كل هذه العوامل المتشابكة مجتمعة هي التي تحدد الحالة التغذوية الفعلية للفرد وليس اﻷمن الغذائي )بمفهومه البسيط توفر الغذاء وكفاية اﻻنتاج( إﻻ عامﻼ واحدا منها فحسب .وقد تم التأكيد على قضية اﻷمن الغذائي والتغذوي اﻷسري في كل من المؤتمر الدولي المعني بالتغذية ومؤتمر القمة العالمي لﻸغذية وكذلك في عدد من اﻻجتماعات القطرية واﻹقليمية التي عقدت في الشرق اﻷدنى .لذا ستركز هذه الوثيقة بقدر أكبر على التوعية التغذوية وتعميق وعي المستهلكين وهو عنصر هام في ضمان اﻷمن الغذائي والتغذوي على نطاق اﻷسرة.
18
Prof. Osama Awad Salih January 2018
أمثلة لبرامج اﻷمن الغذائي والتغذوي اﻷسري اعتمدت عدة مجتمعات عربية سياسات وبرامج معينة لضمان اﻷمن الغذائي والتغذوي اﻷسري على سبيل المثال نجد
دعم السلع الغذائية اﻷساسية وﻻسيما الدقيق )الخبز( ،والسكر والزيت ثم اﻷرز في حاﻻت معينة .ونظرا ﻷن برامج الدعم هذه تكون مكلفة عادة وتنطوي في أحيان كثيرة على استيراد سلع غذائية وﻻ تشكل بالضرورة أكثر السبل فعالية للوصول إلى الفئات السكانية التي تحتاج الى الدعم فإن الحكومات تنفذ اﻵن برامج تغذوية موجهة خصيصا لفئات بعينها. ومن ذلك مثﻼ أن دعم الخبز اﻷسمر )الذي يعد أرقى تغذويا ﻻحتوائه على مستويات أعلى من الفيتامينات والمعادن واﻷلياف( لصالح اﻷسر متوسطة ومنخفضة الدخل وعدم دعم الخبز اﻷبيض الذي تستهلكه أساسا اﻷسر مرتفعة الدخل يعد سبيﻼ أكثر فعالية وأقل تكلفة لتلبية اﻻحتياجات التغذوية لﻸسر التي تعاني من انعدام اﻷمن الغذائي. كما تعتب ر الحصص التموينية الغذائية وقسائم اﻷغذية من اﻷمثلة اﻷخرى للبرامج الموجهة التي تنفذ لتحسين اﻷمن الغذائي والتغذوي لﻸسر منخفضة الدخل. بعض البلدان تنفذ برامج للتدخل التغذوي مثل برامج التغذية المدرسية لﻸطفال في المناطق الريفية والحضرية .وتنطوي هذه البرامج إلى جانب تلبيتها ﻻحتياجات تغذوية معينة على ميزة إضافية هي تشجيع اﻻلتحاق بالمدارس واﻻنتظام في الدراسة وتقليل معدﻻت اﻻنقطاع عن التعليم. وتنفذ برامج أخرى لزيادة انتاج واستهﻼك اﻷغذية الﻼزمة للوجبات المتوازنة والمغذية وذلك من خﻼل تشجيع الحدائق المنزلية والمدرسية. تعاني فئات معينة من السكان داخل اﻹقليم من نقص بعض العناصر الغذائية مثل اليود في مناطق جغرافية معينة ونقص الحديد وخاصة بين اﻷمهات واﻷطفال ونقص فيتامين ألف في الفئات السكانية التي ﻻ تستهلك مقادير كافية من الفاكهة والخضر .وبغية التغلب على حالة النقص هذه تتخذ عدة حكومات oإجراءات ﻹثراء ملح الطعام باليود، oوتزويد اﻷمهات الحوامل والمرضعات بأغذية تكميلية تحتوي على الحديد. oوباﻹضافة إلى ذلك يشجع عدد من الحكومات انتاج واستهﻼك وجبات غذائية متنوعة من أجل تلبية اﻻحتياجات التغذوية لجميع أفراد اﻷسرة. في ظروف معينة )اﻻزمات والكوارث( تم اعتماد برنامجي القسائم والتحويﻼت النقدية كشكلين مختلفين لتقديم المساعدات الغذائية وبينما قد تختلف أهداف البرامج وتصميمها وترتيباتها التشغيلية اختﻼفا طفيفا فيما بينها إﻻ أنها تتطابق فيما يتعلق بالنهج القائم على السوق الذي يتاح إلى المستفيدين بمقتضاه القوة الشرائية للحصول على السلع وليس تقديم السلع ذاتها مباشرة. oبرامج التحويﻼت النقدية تسمح بتقديم اﻷموال للمستهدفين oالقسائم أو تقديم كوبونات لشراء كمية محددة من اﻷغذية )القسائم المجتمعية( أو اﻷغذية مقابل قيمة نقدية محددة )القسائم القائمة على القيمة( من محﻼت مختارة.
19