Vacations & Travel عدد #1 - العربية

Page 1

‫‪Vacations‬‬ ‫العربية‬ ‫‪& travel‬‬

‫يف رحاب‬

‫أفريقيا‬

‫تسوق يف أشهر‬ ‫ّ‬ ‫متاجر شنغهاي‬ ‫‪ 48‬ساعة يف دبي‬ ‫مائدة ماكاو التقليدية‬

‫نكهات من‬ ‫كوبنهاغن‬ ‫على منت قطار‬ ‫«إنديان باسيفيك»‬

‫أثيوبيا‪ ،‬زامبيا‪ ،‬كينيا‪ ،‬أفريقيا اجلنوبية‬ ‫تسوق‪ ،‬منتجعات صحية‬ ‫فنادق‪ ،‬مطاعم‪ ،‬كتب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فيتنام‪ ،‬سنغافورة‪ ،‬جزيرة موريشيوس‪ ،‬سلوفينيا‪ ،‬كندا‬


‫الربية‬ ‫موطن احليوانات ّ‬ ‫الربية‬ ‫ّ‬ ‫منوعة من احليوانات ّ‬ ‫تعتد كينيا مبجموعات وا�سعة وف�صائل ّ‬ ‫التي حتت�ضنها �سل�سلة من املنتزهات الوطنية‪ .‬وعندما زرنا ثالثة من‬ ‫�أ�شهرها‪� ،‬أذهلتنا ر�ؤية �أفرا�س النهر وقطعان الفيلة والأ�سود‪..‬‬

‫يف منتزه بحرية «ناكورو» الوطني‬

‫كانت زحمة ال�سري خانقة يف منتزه بحرية‬ ‫«ناكورو» الوطني‪ ،‬و�شاحنات ال�سفاري امل�صط ّفة‬ ‫بال�سياح املنهمكني بالتقاط ال�صور‪ .‬وما �إن‬ ‫تغ�ص‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مرت بالقرب منهم حافلة مدر�سية حم ّلية‪ ،‬ح ّتى‬ ‫ّ‬ ‫ويلوحون لهم‪،‬‬ ‫راح الأوالد على متنها يبت�سمون ّ‬ ‫ال�سياح االبت�سام و�أوم�أوا �إليهم‬ ‫فبادلهم بع�ض‬ ‫ّ‬ ‫باملقابل‪ ،‬فيما كان البع�ض الآخر منهم يت�أ ّففون‬ ‫من االزدحام كما لو �أ ّنهم يف طريق العودة من العمل‬ ‫�إىل منازلهم متنا�سني �أ ّنهم يف قلب غابات ال�سافانا‪.‬‬ ‫و�رسعان ما بد�أت قلوبنا باخلفقان ما �إن �سمعنا‬ ‫عرب اجلهاز الال�سلكي الذي يحمله الدليل ال�سياحي‬ ‫لتوه طريدة بالقرب من الطريق‬ ‫� ّأن فهداً قد ا�صطاد ّ‬ ‫�سنمر بها بعد قليل‪ ،‬وهو من�شغل بافرتا�سها‪.‬‬ ‫التي‬ ‫ّ‬ ‫�سيكون هذا امل�شهد مثالي ًا اللتقاط �صور نادرة‬ ‫وحتم�سنا للأمر كما لو ك ّنا‬ ‫عن احلياة الربية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫م�صورين حمرتفني‪� ،‬إلاّ � ّأن الفهد‪ ،‬للأ�سف‪ ،‬كان قد‬ ‫ّ‬ ‫رحل حلظة و�صولنا‪.‬‬ ‫ميتد منتزه بحرية «ناكورو» الوطني على م�ساحة‬ ‫ّ‬ ‫مربع ًا جنوب العا�صمة الكينية‬ ‫ا‬ ‫كيلومرت‬ ‫‪190‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫نريوبي‪ .‬وهو ي�شتهر بحيوانات وحيد القرن‬ ‫البي�ضاء وطيور النحام الوردي التي ت� ّأمه �أ�رسابها‬ ‫بالآالف لتفرت�ش بحرية «ناكورو» املاحلة‬

‫ويذكر � ّأن طيور‬ ‫وحتولها �إىل بحر وردي هادر‪ُ .‬‬ ‫ّ‬ ‫الق�رشيات‬ ‫من‬ ‫الوردي‬ ‫لونها‬ ‫اكت�سبت‬ ‫قد‬ ‫النحام‬ ‫ّ‬ ‫التي تقتات منها يف البحرية‪ .‬وما �إن اقرتبنا‬ ‫ترت�صد خطواتنا بعيونها‬ ‫منها‪ ،‬ح ّتى راحت‬ ‫ّ‬ ‫احلمراء الربية اجلاحمة‪ .‬وبالرغم من تلك النظرات‬ ‫املتفر�سة‪� ،‬إلاّ � ّأن هذا املنتزه كان واحداً من �أماكن‬ ‫ّ‬ ‫الرتجل من‬ ‫ال�سفاري القليلة التي متك ّنا فيها من‬ ‫ّ‬ ‫والتجول ب�أمان يف �أرجائها‪ ،‬ح ّتى �أ ّننا‬ ‫ال�شاحنة‬ ‫ّ‬ ‫دنونا للحظات من طيورها ال�صاخبة قبل �أن‬ ‫باتاه بحريات تانزانيا‪.‬‬ ‫ننطلق جّ‬

‫املخيم‪..‬‬ ‫يف طريقنا �إىل‬ ‫ّ‬

‫وعندما ظ ّننا �أ ّننا تخ ّل�صنا نهائي ًا من زحمة ال�سري‪،‬‬ ‫اعرت�ضت طريقنا جمموعة من حيوانات وحيد‬ ‫القرن التي تو ّقفت عند امل�سار الرتابي ل�رشب‬ ‫�ست �شاحنات من‬ ‫املاء من الربك معيقة ما يقارب ّ‬ ‫متابعة الطريق‪.‬‬ ‫ويف طريقنا �إىل مكان �إقامتنا‪� ،‬شاهدنا بع�ض‬ ‫�صغار اجلوامي�س الربية ترب�ض و�سط قطيعها‪،‬‬ ‫كما مررنا عرب غابة �أكا�سيا حيث ملحنا ثالثة‬ ‫تتنطط بني الأ�شجار‪ .‬وبالقرب من م�ساكننا‪،‬‬ ‫�أ�شبال ّ‬ ‫املخيم‬ ‫خارج‬ ‫ال�سري‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫من‬ ‫ر‬ ‫ذ‬ ‫حت‬ ‫الفتات‬ ‫ُو�ضعت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خطري وممنوع‪ ،‬لك ّنني بالطبع لن �أف ّكر يف مغادرة‬ ‫–‪–27‬‬


‫الن�ص وال�صور‪ :‬بيليندا جاك�سون‬ ‫–‪–26‬‬

‫‪vacationsandtravelmag.com‬‬

‫دورية على احلدود‬ ‫اثنان من ال�سكان املح ّليني يف منتزه‬ ‫على ال�ضخور‪:‬‬ ‫«�أمبو�سيلي» الوطني يحر�سان ال�سهول على‬ ‫احلدود بني كينيا وتانزانيا‪.‬‬

‫–‪–26‬‬


‫ي�شتهر منتزه «ناكورو» بحيوانات وحيد القرن‬ ‫البي�ضاء وطيور النحام الوردي التي ت� ّأمه‬ ‫�أ�رسابها بالآالف لتفرت�ش بحرية «ناكورو»‬ ‫وحتولها �إىل بحر وردي هادر‪.‬‬ ‫املاحلة‬ ‫ّ‬ ‫االتار بالعاج‬ ‫بو�ضوح خالل الأعوام الع�رشين املا�ضية‪ ،‬علم ًا ب� ّأن جّ‬ ‫حمظور يف الأ�سواق العاملية‪ .‬وتقول كيم‪ ،‬وهي مر�شدة �سياحية‬ ‫خميم ‪ Satao Elerai Camp‬الذي �أم�ضينا فيه ليلتنا‪« ،‬يف �أبريل‬ ‫يف ّ‬ ‫متت م�صادرة �أكرث من ‪ 700‬كيلوغرام من �أنياب الفيلة الكاملة‬ ‫‪ّ ،2009‬‬ ‫تعر�ضوا‬ ‫ّ‬ ‫واملقطعة يف «�أمبو�سيلي»‪ ،‬ما يعني � ّأن ‪ 50‬في ًال على الأق ّل قد ّ‬ ‫للأذى»‪ ،‬م�ضيفة ب� ّأن معظم العاج ينتهي به املطاف يف ال�صني‪.‬‬ ‫حرا�س الغابات الكينيني‪،‬‬ ‫ويرافقنا يف جولتنا يف املنتزه عدد من ّ‬ ‫وهم �شبان حم ّليون مرحون يحملون بنادق رو�سية‪ .‬وبالرغم من � ّأن‬ ‫يتعر�ض للأذى منذ‬ ‫احلرا�س �سبق �أن � ّأكدوا لنا � ّأن �أحداً من ّ‬ ‫ال�سياح مل ّ‬ ‫ّ‬ ‫مهمة اقتفاء �أثر الفيلة ُي�ضفي‬ ‫يف‬ ‫معنا‬ ‫تواجدهم‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫طويلة‪،‬‬ ‫فرتة‬ ‫إ‬ ‫لاّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ح�س اخلطورة واملغامرة‪.‬‬ ‫على رحلتنا ّ‬ ‫ويف �صباح اليوم التايل‪ ،‬جل�ست يف جناحي اخل�شبي الفاخر يف‬ ‫‪ Satao Elerai‬ورحت �أت� ّأمل منظر �رشوق ال�شم�س فوق قمم جبل‬ ‫«كاليمنجارو»‪ .‬وبالرغم من روعة امل�شهد الذي ارت�سم �أمام ناظري‪،‬‬ ‫ت�ضم‬ ‫�إلاّ �أ ّنني وجدت �صعوبة كبرية يف مغادرة غرفتي املرتفة التي ّ‬ ‫بنامو�سيتني بي�ضاوين‪.‬‬ ‫و�رسيرين كبريين مغطّ يني‬ ‫حو�ض ا�ستحمام‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وي�ضم هذا املنتجع خم�سة �أجنحة وت�سع ِخ َيم‪ ،‬تط ّل جميعها على �أعلى‬ ‫ّ‬ ‫جبل يف �أفريقيا‪ ،‬وهو يبعد عنها م�سافة ‪ 20‬كيلومرتاً تقريب ًا‪.‬‬ ‫وعندما خرجت �أخرياً من غرفتي‪ ،‬كان بانتظاري رجالن من قبيلة‬ ‫«ما�ساي» يتد ّثران بو�شاحني �أحمرين ملفوفني ب�إحكام حول الكتفني‬ ‫املخيم‬ ‫كحرا�س املنتزه‪� ،‬أوكل‬ ‫ّ‬ ‫يقيانهما برودة ن�سائم ال�صباح‪ .‬ومتام ًا ّ‬ ‫�إىل هذين الرجلني مهمة حمايتنا من احليوانات املفرت�سة الباحثة عن‬ ‫فطور لها‪ ،‬فيما ك ّنا نلتقط �صوراً �صباحية للجبل ال�شاهق‪.‬‬

‫بحثاً عن املياه‪..‬‬

‫انطلقنا بعد تناول الفطور‪ ،‬لن ّتجه هذه املرة �إىل جنوب �رشق البالد‬ ‫وحتديداً �إىل فندق ‪ Kilaguni Serena Safari Lodge‬يف منتزه «ت�سافو‬ ‫وي�ست» الوطني‪ .‬وو�صلنا يف الوقت املنا�سب لن�شاهد جمموعة من‬ ‫الربية تت�سابق نحو بركة من املاء مقابل ال ُنزل‪ .‬فرحت‬ ‫احليوانات ّ‬ ‫�أت� ّأمل ف�صائل احليوانات املختلفة تعدو �أمام ناظري‪ ،‬بلغت احلمري‬ ‫الوح�شية بركة املاء � ّأو ًال وتبعها نوع من الغزالن ال�صغرية وقطيع من‬ ‫–‪–29‬‬


‫خميم فاخر‬ ‫ّ‬ ‫خميم «�ساتاو‬ ‫يف‬ ‫جلو�س‬ ‫غرفة‬ ‫ال�ساعة‪:‬‬ ‫عقارب‬ ‫اه‬ ‫بات‬ ‫الي�سار‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫اليمني‬ ‫من‬ ‫جّ‬ ‫ّ‬ ‫�إيلرياي كامب» يف حديقة «�أمبو�سيلي» الوطنية؛ �أحد �أفراد �س ّكان «�أمبو�سيلي»‬ ‫املحليني؛ قطيع من حيوانات وحيد القرن يعيق ال�سري يف «�أمبو�سيلي»‪.‬‬

‫�سيما بعد �أن �شاهدت اليوم ب� ّأم العني �صغار الأ�سود تعدو‬ ‫غرفتي ال ّ‬ ‫يف اجلوار‪.‬‬

‫منتزه «�أمبو�سيلي» الوطني‬

‫ت�ضم كينيا حوايل ‪ 20‬منتزه ًا وطني ًا بالإ�ضافة �إىل �أكرث من ‪ 24‬حممية‬ ‫ّ‬ ‫برية وبحرية‪ .‬وقد ق�صدناها لزيارة ثالثة من �أف�ضل املنتزهات‬ ‫الربية فيها‪ .‬وبعد �أن زرنا منتزه «ناكورو»‪،‬‬ ‫جت�سد روعة احلياة ّ‬ ‫التي ّ‬ ‫�سنتوجه �إىل منتزه «�أمبو�سيلي» الوطني الذي يقع يف منطقة حدودية‬ ‫ّ‬ ‫متنازع عليه بني كينيا وتانزانيا‪ .‬ويف ظ ّل التناف�س القائم بني‬ ‫البلدين‪ ،‬وحدهم �أفراد قبيلة «ما�ساي» واحليوانات الربية يعربون‬ ‫احلدود من دون �صعوبة‪ ،‬فبالن�سبة �إليهم‪ ،‬ال جدوى من تق�سيم البالد‪.‬‬ ‫قدنا ال�شاحنة ببطء عرب الطرقات الوعرة‪ ،‬ومررنا ببع�ض القرى‬ ‫ال�صغرية حيث يقوم ال�س ّكان املح ّليون بجبل احلجارة من الطني حتت‬ ‫ثم تناولنا وجبة خفيفة ا�شرتيناها من �أطفال كانوا‬ ‫�أ�شعة ال�شم�س‪ّ .‬‬ ‫يقفون عند قارعة الطريق‪ ،‬وهي عبارة عن مك�سرّ ات املكادمييا‬ ‫املم ّلحة واملوز احللو‪.‬‬ ‫يرتدد عن كونه �أحد �أف�ضل منتزهات احلياة‬ ‫ّ‬ ‫وي�ستحق «�أمبو�سيلي» ما ّ‬ ‫املميزة‬ ‫الربية يف العامل‪ ،‬فموقعه القريب من نريوبي و�إطاللته‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫على جبل «كاليمنجارو» عرب احلدود التانزانية يجعل منه وجهة‬ ‫ممر معروف للفيلة‪� ،‬إذ ي�أوي املئات من‬ ‫�سياحية الفتة‪ .‬كما �أ ّنه ّ‬ ‫يهدد تواجدها ال�صيد اجلائر الذي ازدادت ن�سبته‬ ‫الربية التي ّ‬ ‫الفيلة ّ‬ ‫–‪–28‬‬


‫سكر وبهارات‬ ‫من � ّ‬

‫ال تقت�رص روعة جزيرة موري�شيو�س وفرادتها على بحرياتها ال�ضحلة‬ ‫قالبا تن�صهر‬ ‫تعتد ل�ؤل�ؤة املحيط الهندي بكونها ً‬ ‫ومنتجعاتها الفاخرة‪� ،‬إذ ّ‬ ‫وتتعدد فيه الأطباق‪..‬‬ ‫ومطبخا متتزج فيه النكهات‬ ‫فيه الثقافات‬ ‫ً‬ ‫ّ‬

‫الن�ص‪ :‬ميلي�سا بري�س‪ -‬ال�صور‪ :‬تقدمة من الفنادق املذكورة ومن هيئة ال�سياحة يف موري�شيو�س‬

‫كان ن�سيم الليل العليل يلفح وجهي فيما كنت‬ ‫ملقام يف الهواء‬ ‫�أجل�س يف مطعم ‪ ،Coast2Coast‬ا ُ‬ ‫الطلق‪� ،‬أت� ّأمل مروحة الأطباق الغريبة املو�ضوعة‬ ‫�أمامي مت�سائلة عن حمتواها‪ .‬فقد ُق ّدم يل � ّأو ًال‬ ‫ح�ساء «مادرا�س را�سون» النباتي احلار مع‬ ‫ثم �أُتبع بطبق �سمكة‬ ‫الدجاج ا ُ‬ ‫مل ّ‬ ‫تبل و�أوراق التارو‪ّ ،‬‬ ‫املدخنة مع البامليتو‪ ،‬ومن بعده طبق‬ ‫�سيف»‬ ‫«�أبو‬ ‫ّ‬ ‫واملقدم �إىل جانب‬ ‫�سمك «املاهي ماهي» امل�شوي‬ ‫ّ‬ ‫يخنة العد�س و�سلطة الفواكه املخ ّللة‪ .‬وك ّلما ُو�ضع‬ ‫تامة‪.‬‬ ‫�أمامي طبق ما �سارعت �إىل تناوله‬ ‫ّ‬ ‫ب�شهية ّ‬ ‫الكمون‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫�ش‬ ‫املطيبات امل�ستخدمة‬ ‫ذكرتني‬ ‫فقد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والكركم واحللبة والقرفة والهال وكب�ش القرنفل‬ ‫مبطابخ �أفريقيا والهند‪ ،‬فيما حملتني ال�صل�صات‬ ‫املميزة �إىل مطاعم‬ ‫ال�شهية وطريقة تقدمي الأطباق‬ ‫ّ‬ ‫فرن�سا الراقية‪ّ � .‬أما نكهة الزجنبيل والثوم والفلفل‪،‬‬ ‫ف�أخذتني �إىل �أماكن خمتلفة من قارة �آ�سيا‪ ،‬غري‬ ‫املنوعة ينتمي‬ ‫� ّأن هذا اخلليط الفريد من النكهات ّ‬ ‫�إىل مكان واحد فقط‪� ،‬أال وهو جزيرة موري�شيو�س‪.‬‬

‫رحلة عرب التاريخ‪..‬‬

‫تدين هذه اجلزيرة الواقعة يف املحيط الهندي‬

‫تنوع‬ ‫واملز ّنرة ب�أ�شجار النخيل بجزء كبري من ّ‬ ‫مطبخها �إىل تاريخها احلافل‪ .‬ففي مطلع القرن‬ ‫وبحارة ماالي‪،‬‬ ‫البحارة العرب ّ‬ ‫مر بها ّ‬ ‫العا�رش‪ّ ،‬‬ ‫ليط�أها بعد ذلك يف العام ‪ ،1507‬الربتغايل‬ ‫حط‬ ‫�سييامان دومينغو فرنانديز برييرا الذي ّ‬ ‫رحاله على �شواطئ اجلزيرة و�أطلق عليها ا�سم‬ ‫‪� Ilha do Cerne‬أي «جزيرة البجعة»‪ .‬وبالرغم‬ ‫من � ّأن الربتغاليني مل ي�ستوطنوا اجلزيرة‪� ،‬إلاّ �أ ّنهم‬ ‫ا ّتخذوا منها خمزن ًا للم�أكوالت الطازجة التي‬ ‫يزودون بها �سفنهم يف طريقها �إىل الهند‪.‬‬ ‫راحوا ّ‬ ‫� ّأما الهو ّلنديون الذين ا�ستعمروا اجلزيرة من العام‬ ‫‪ 1638‬وح ّتى العام ‪ ،1968‬حني ُمنحت اجلزيرة‬ ‫اال�ستقالل‪ ،‬فقد كانوا يف نزاع دائم مع الفرن�سيني‬ ‫والربيطانيني على امتالك �أرا�ضيها‪.‬‬

‫«طعم» التجربة الكريولية‪..‬‬

‫جنح املطبخ الكريويل من خالل �أطباقه املُدرجة على‬ ‫قوائم طعام عدد من املطاعم �ش�أن ‪Coast2Coast‬‬ ‫يف منتجع ‪ Maradiva Villas Resort & Spa‬يف‬ ‫وتنوعها احل�ضاري‪،‬‬ ‫احلفاظ على �إرث اجلزيرة‬ ‫ّ‬ ‫تذوق اللقمة الأوىل‪.‬‬ ‫وهذا ما يكت�شفه ال�سائح عند ّ‬

‫–‪–49‬‬


‫ت�أوي ال�شعب املرجانية ال�ضحلة يف موري�شيو�س‬ ‫مروحة وا�سعة من النباتات واحليوانات البحرية بدءاً‬ ‫املهرج و�صو ًال �إىل ال�سالحف والدالفني‪.‬‬ ‫من �أ�سماك‬ ‫ّ‬ ‫–‪–48‬‬


‫مالذ مثايل‬ ‫من اليمني �إىل الي�سار‪ :‬حو�ض ال�سباحة يف اجلناح الرئا�سي‬ ‫يف منتجع ‪Maradiva‬؛ مراكب تبحر يف يف �شبه جزيرة «لو‬ ‫مورن برابان» عند الر�أ�س اجلنوبي الغربي للجزيرة؛ غرفة‬ ‫املحمر يف‬ ‫يف منتجع ‪ Maradiva‬الأنيق؛ طبق من ال�سمك‬ ‫ّ‬ ‫البطيخ امل�شوي يف مطعم ‪.Coast2Coast‬‬ ‫املقالة مع ّ‬

‫مت �إن�شا�ؤه يف العام ‪ 1797‬وتو ّقف عن‬ ‫وحتديداً يف موقع م�صنع لل�س ّكر ّ‬ ‫العمل نهائي ًا يف العام ‪.1999‬‬ ‫تعرجوا على �إحدى‬ ‫ويف طريق العودة �إىل املنتجع‪ ،‬ميكنكم �أن ّ‬ ‫ال�سوبرماركات املح ّلية ل�رشاء مرطبان من معجون تابل الفلفل‬ ‫الأخ�رض ‪ Pâte de piment vert‬احلا�رض دوم ًا على طاولة الطعام يف‬ ‫كمية قليلة من هذا املعجون‬ ‫موري�شيو�س‪ ،‬لكن جت ّنبوا الإكثار منه‪ ،‬ل ّأن ّ‬ ‫تتعرقون‪.‬‬ ‫الأخ�رض الالذع كفيلة بجعلكم ّ‬

‫وعلى ال�شاطئ تطيب املغامرة‪..‬‬

‫حاولت �أن تكون رحلتي �إىل جزيرة موري�شيو�س حافلة بتجارب جديدة‬ ‫تعرفني �إىل خفايا املطبخ املح ّلي‪ ،‬لدرجة �أ ّنني بد�أت �أ�شعر ب�شيء من‬ ‫ّ‬ ‫الذنب لعدم قيامي مبمار�سة � ّأي ن�شاطات �أخرى‪ .‬علم ًا ب�أ ّنني ذهبت‬ ‫بجولة بحرية يف املركب عند غروب ال�شم�س وقد كان الأمر �آ�رساً‪� ،‬إلاّ‬ ‫قررت يف �صباح اليوم‬ ‫� ّأن هذه التجربة مل ت�شعرين ّ‬ ‫بح�س املغامرة‪ .‬لذا‪ّ ،‬‬ ‫التايل اال�ستعالم عن املغامرات التي ميكن خو�ضها يف هذه اجلزيرة‪.‬‬ ‫فاكت�شفت � ّأن ريا�ضة التز ّلج على املاء باملظلاّ ت الهوائية بد�أت يف‬ ‫اجلزيرة عام ‪ ،2002‬و ُتعترب موري�شيو�س اليوم من �أف�ضل الأماكن‬ ‫املدرب نيكو كوك�س‪ ،‬وهو املدير الف ّني‬ ‫ملمار�سة هذه الريا�ضة‪ .‬وي�صف ّ‬ ‫–‪–51‬‬


‫«تدين هذه اجلزيرة الواقعة يف املحيط‬ ‫الهندي واملز ّنرة ب�أ�شجار النخيل بجزء كبري‬ ‫تنوع مطبخها �إىل تاريخها احلافل»‬ ‫من ّ‬ ‫يل‪ ،‬فتنعك�س يف موائد الفطور‬ ‫� ّأما �أ�صالة �إرث جزيرة موري�شيو�س الغا ّ‬ ‫تتزين ك ّل �صباح ب�سالل من احللويات الفاخرة‪ ،‬ويف كروم العنب‬ ‫التي ّ‬ ‫زوارها �إىل كروم‬ ‫التي تفرت�ش م�ساحات �شا�سعة من اجلزيرة‪ ،‬فتحمل ّ‬ ‫بالد الغال الفرن�سية‪.‬‬ ‫و�إن كنتم ترغبون يف خو�ض جتربة كريولية بامتياز‪ُ ،‬ي�ستح�سن بكم‬ ‫االبتعاد قلي ًال عن مطاعم املنتجعات البحرية التي تنزلون فيها‪،‬‬ ‫يقدم مروحة‬ ‫وحجز طاولة لكم يف مطعم ‪ La Clef des Champs‬الذي ّ‬ ‫وا�سعة من �أ�شهى الأطباق واحللويات الفرن�سية املمزوجة بنكهات‬ ‫املوري�شيو�س �ش�أن طبق «فوترومان بون» ‪ ،Foutrement Bon‬وهو‬ ‫–‪–50‬‬

‫عبارة عن كعك حم�شو بال�شوكوالته الذائبة‪ ،‬وتقوم ب�إعداده �إىل جانب‬ ‫الأطباق الأخرى الطاهية املحرتفة جاكلني دايل‪ ،‬وهي �أ�شهر طاهية‬ ‫اخلا�ص يف فندق رائع يف منطقة «فلوريال»‪.‬‬ ‫يف البالد وتدير مطبخها‬ ‫ّ‬ ‫ويف منطقة «موكا» املجاورة‪� ،‬سيعود بكم الزمن �إىل الوراء‪ ،‬ما �إن‬ ‫تعربوا �رشفة مطعم ‪ Maison Eureka‬وتدخلوا �صالة الطعام‪ .‬فقد ُ�ش ّيد‬ ‫هذا املبنى يف العام ‪ 1830‬ليكون منز ًال لعائلة بريطانية‪ّ � .‬أما اليوم‪ ،‬فهو‬ ‫لتذوق طبق «الدال» �أي العد�س وطبق «الفينداي» اللذيذ‪،‬‬ ‫املكان الأمثل ّ‬ ‫منوعة‬ ‫ت�شكيلة‬ ‫جانب‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫قد‬ ‫وي‬ ‫الكركم‪،‬‬ ‫ب�صل�صة‬ ‫يخنة‬ ‫وهو عبارة عن‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫من ال�صل�صات واملخ ّلالت‪ .‬وبالرغم من � ّأن �أثاث املنزل الأ�صلي مبعظمه‬ ‫مت جتديده‪� ،‬إلاّ � ّأن الأجواء الآ�رسة ما زالت تعبق يف �أرجاء املكان‪.‬‬ ‫قد ّ‬

‫هدايا «�أحلى»‪ ..‬من ال�س ّكر‬

‫مميزة ت�صلح كهدايا ميكنكم العودة‬ ‫و�إن كنتم تبحثون عن م�أكوالت ّ‬ ‫التوجه �إىل متحف ‪L'Aventure du‬‬ ‫بها �إىل الديار‪ ،‬فما عليكم �سوى‬ ‫ّ‬ ‫‪ Sucre‬حيث �ستكت�شفون الدور الكبري الذي يلعبه ال�س ّكر يف اقت�صاد‬ ‫البالد‪ ،‬قبل �أن تغادروا ويف جعبتكم لوح من حلوى الفدج اللذيذة �أو‬ ‫علبة من ال�س ّكر حتتوي على ‪ 12‬نوع ًا خمتلف ًا من �أنواع ال�سكر‪ .‬ويقع هذا‬ ‫املتحف يف منطقة «بامبلومو�س»‪ ،‬وهي �إحدى �أقدم مناطق اجلزيرة‪،‬‬


‫مفاج�آت �شنغهاي‬ ‫مميزة من املتاجر الع�رصية الأنيقة والأ�سواق ال�شعبية‬ ‫تزخر �شانغهاي بباقة ّ‬ ‫الت�سوق يف ال�صني‪..‬‬ ‫تتوجها عا�صمة‬ ‫املنوعة ومراكز‬ ‫ّ‬ ‫الت�سوق ال�ضخمة التي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لطاملا كان التناف�س بني بكني و�شنغهاي قائم ًا‬ ‫للفوز بلقب املدينة ال�صينية الأوىل‪ .‬فبكني هي‬ ‫مركز ال�صني ال�سيا�سي‪ ،‬يف حني ت�ش ّكل �شنغهاي‬ ‫وقوته‪ .‬وبالرغم من � ّأن‬ ‫م�صدر نفوذها املايل ّ‬ ‫كلتا املدينتني ت�شتهران ب�أطباقهما اللذيذة‪ � ،‬اّإل‬ ‫التفوق لبكني عندما يتع ّلق‬ ‫� ّأن البع�ض ّ‬ ‫يرجح ك ّفة ّ‬ ‫الأمر بالطهو واملطبخ‪ .‬و�إن كانت �شنغهاي تفتقر‬ ‫متيز عا�صمة البالد‪ ،‬ف� ّإن‬ ‫�إىل املعامل الثقافية التي ّ‬ ‫تتفوق‬ ‫هذه املدينة املت�أ ّلقة والناب�ضة باحلياة‬ ‫ّ‬ ‫الت�سوق‪.‬‬ ‫على مناف�ستها ب�أ�شواط يف جمال‬ ‫ّ‬

‫الت�سوق‪..‬‬ ‫عا�صمة‬ ‫ّ‬

‫ففي �شانغهاي‪ ،‬تنت�رش بني ناطحات ال�سحاب‬ ‫احلديثة والأبنية الأنيقة التي يطغى عليها الطابع‬ ‫الت�سوق واملتاجر‬ ‫الأوروبي العديد من مراكز‬ ‫ّ‬ ‫والأ�سواق التي يتو ّفر فيها ك ّل ما يخطر على البال‬ ‫من �سلع وم�شرتيات‪ .‬وهذا ما يجعل منها مق�صداً‬ ‫الت�سوق يف ك ّل مكان‪.‬‬ ‫لع�شاق‬ ‫ّ‬ ‫ومتام ًا كما يف غريها من عوا�صم املو�ضة‬ ‫الرئي�سية‬ ‫الت�سوق‬ ‫تغ�ص منطقة‬ ‫العاملية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ب�شارعي «ناجنينغ»‬ ‫يف املدينة واملتم ّثلة‬ ‫َ‬

‫و«هوايهاي» مبتاجر �أ�شهر املاركات العاملية‬ ‫الراقية من «لوي�س فويتون» و«ديور» �إىل «برادا»‬ ‫و«كارتييه»‪ .‬غري � ّأن الر�سوم اجلمركية الباهظة‬ ‫ع�شاق املاركات‬ ‫املفرو�ضة على اال�سترياد‪ ،‬تدفع ّ‬ ‫للت�سوق‪ .‬لذا‬ ‫التوجه �إىل هونغ كونغ‬ ‫العاملية �إىل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت�سوق باملنتجات‬ ‫حبذ يف �شنغهاي ح�رص‬ ‫ُي َّ‬ ‫ّ‬ ‫املح ّلية وح�سب‪� ،‬إذ قد ت�صادفون عدداً من‬ ‫ممن‬ ‫امل�صممني ال�صينيني ال�صاعدين املوهوبني ّ‬ ‫ّ‬ ‫التوجه �إىل مراكز‬ ‫عن‬ ‫زة‬ ‫املمي‬ ‫ت�صاميمهم‬ ‫�ستغنيكم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت�سوق املرتفة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وبالرغم من � ّأن �شارع «ناجنينغ» ُي َع ّد ال�شارع‬ ‫التجاري الأكرث �شهرة وازدهاراً يف �شنغهاي‪ � ،‬اّإل‬ ‫� ّأن �شوارع منطقة «فران�ش كون�س�شني» املز ّنرة‬ ‫بالأ�شجار البا�سقة تبقى الأكرث �إثارة لالهتمام‪.‬‬ ‫تتميز هذه املنطقة التي خ�ضعت يف ما م�ضى‬ ‫�إذ ّ‬ ‫لال�ستعمار الفرن�سي ب�شوارعها التي تفرت�شها �أبنية‬ ‫�سكنية يغلب عليها طراز الـ«�آرت ديكو» وق�صور‬ ‫قدمية حديثة الطراز‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل عدد من‬ ‫املميزة‪.‬‬ ‫املتاجر واملقاهي‬ ‫ّ‬ ‫التجول �سرياً على الأقدام‬ ‫املنطقة‬ ‫ويحلو يف هذه‬ ‫ّ‬ ‫يف �شارع «تايكانغ لو» وحتديداً يف الزقاق «‪»210‬‬

‫–‪–57‬‬


‫الن�ص وال�صور‪ :‬بول �إيوارت ‪travpix.com‬‬

‫–‪–56‬‬

‫مل�سة حمراء‬ ‫بع�ض احلُلي والأك�س�سوارات ال�صينية اجلالبة‬ ‫للحظ يف املتاجر املجاورة حلدائق «يويوان»‪.‬‬


‫تتو ّفر يف ‪� Tianshan Tea‬أنواع خمتلفة من‬ ‫ال�شاي‪ .‬والالفت يف هذا املتجر هو �إمكانية‬ ‫تذوق ال�شاي قبل �رشائه‪� ،‬إذ غالب ًا ما يدعو‬ ‫ّ‬ ‫الباعة الزبائن الحت�ساء ال�شاي ال�ساخن‪.‬‬ ‫يتميز بواجهته الزجاجية ال�شبيهة‬ ‫نف�سه متجر ‪ Urban Tribe‬الذي ّ‬ ‫بالنافذة‪ ،‬وهو معروف ب�أزيائه امل�ستوحاة من طبيعة ال�صني‬ ‫يدوي ًا‪ .‬و�إىل جواره‪ ،‬يقع‬ ‫ومناطقها النائية ُ‬ ‫وبح ّليه الف�ضية امل�شغولة ّ‬ ‫متجر املاركة العاملية ال�شهرية ‪ .Shanghai Tang‬وقد تكون املالب�س‬ ‫لكن ذلك‬ ‫والأك�س�سوارات يف هذا املتجر باهظة الثمن بع�ض ال�شيء‪ّ ،‬‬ ‫وحرفية متقنة‪.‬‬ ‫يعود �إىل �أ ّنها م�شغولة بجودة عالية‬ ‫ّ‬ ‫وعلى مقربة من هذا املتجر‪ ،‬يقع متجر ‪ Nengmao‬بديكوره الالفت‬ ‫ي�ضم باقة وا�سعة من �أجمل املالب�س والألعاب والأك�س�سوارات‬ ‫وهو‬ ‫ّ‬ ‫املميزة‪ .‬وال‬ ‫الكال�سيكية التي تعيد �إىل الأذهان مو�ضة الثمانينيات‬ ‫ّ‬

‫تفوتوا الحق ًا زيارة متجر ‪ Shirt Flag‬الذي يعر�ض جمموعة وا�سعة‬ ‫ّ‬ ‫املميزة واحلقائب غري التقليدية امل�شغولة على‬ ‫القطنية‬ ‫القم�صان‬ ‫من‬ ‫ّ‬ ‫يد عدد من احلرفيني املحليني‪.‬‬

‫�أ�سواق تر�ضي ك ّل الأذواق‪..‬‬

‫تقدم منطقة «فران�ش كون�سي�شني» لزائريها‬ ‫وبالإ�ضافة �إىل‬ ‫الت�سوق‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫عدداً كبرياً من املنتجعات واملقاهي واملطاعم التي ميكنكم‬ ‫تذوق وجبة‬ ‫التو ّقف فيها لال�سرتاحة من عناء‬ ‫الت�سوق‪ .‬لذا حاولوا ّ‬ ‫ّ‬ ‫«كزياولونغباو» التقليدية التي ت�شتهر بها املدينة‪ ،‬وهي عبارة‬ ‫عن زالبية مملوءة باحل�ساء‪� .‬أو اق�صدوا �أحد املنتجعات ال�صحية‬ ‫العديدة املنت�رشة يف �شارع «فرغي�سون الين» مثل ‪Shui Urban Spa‬‬ ‫ملدة �ساعة من الزمن واال�ستمتاع بجل�سة تدليك للقدمني‪.‬‬ ‫لال�سرتخاء ّ‬ ‫وقبل �أن تغادروا هذه املنطقة‪� ،‬إحر�صوا على زيارة متجر ‪Madame‬‬ ‫‪ Mao’s Dowry‬امل�ؤ ّلف من طابقني للعودة ب�أجمل الهدايا التذكارية‪.‬‬ ‫الت�سوق يف هذا املتجر ال�شا�سع ممتع جداً‪ � ،‬اّإل �أ ّنه‬ ‫لكن بالرغم من � ّأن‬ ‫ّ‬ ‫ميكنكم دوم ًا العثور على املنتجات نف�سها ب�سعر �أق ّل يف �سوق التحف‬ ‫جداً من التذكارات‬ ‫«دونغتاي لو» حيث �ستجدون جمموعات وا�سعة ّ‬ ‫ال�صينية التقليدية مثل ال�صور وامل�صابيح واحلُلي والتحف والآنية‬ ‫وت�رشع حمالت ال�سوق �أبوابها �أمام‬ ‫امل�صنوعة من اخلزف ال�صيني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫–‪–59‬‬


‫يعد ال�رشيان احليوي يف املنطقة‪ ،‬والذي يزخر بعدد كبري من‬ ‫الذي ّ‬ ‫املميزة التي تعر�ض خمتلف �أنواع الب�ضائع من الأزياء‬ ‫املتاجر‬ ‫ّ‬ ‫أ�صلية‪ ،‬ومن الأقم�شة احلريرية التقليدية‬ ‫املح ّلية �إىل الأعمال الف ّنية ال ّ‬ ‫املنوعة‪.‬‬ ‫�إىل قطع الأثاث والتحف ّ‬

‫وتطول الئحة املتاجر‪..‬‬

‫بد لكم يف البداية من زيارة مركز ‪International Artist Factory‬‬ ‫ال ّ‬

‫على �ضفاف نهر «هوانغبو»‬ ‫يف الأعلى �إىل اليمني‪� :‬أن�سجة حريرية ومنتجات �صينية يف‬ ‫«تايكانغ لو»‪.‬‬ ‫تغ�ص الأزقة املحيطة بحدائق «يويوان»‬ ‫اليمني‪:‬‬ ‫إىل‬ ‫يف الأ�سفل �‬ ‫ّ‬ ‫املنوعة‪.‬‬ ‫بالأك�شاك التي تبيع الهدايا التذكارية ّ‬ ‫�إىل الي�سار‪ :‬يف�صل نهر «هوانغبو» �شنغهاي القدمية «بوك�سي»‪،‬‬ ‫عن «بودونغ» التي ترمز �إىل ال�صني اجلديدة‪.‬‬

‫–‪–58‬‬

‫ومنوعة من املالب�س والأدوات‬ ‫الذي تتو ّفر فيه جمموعات وا�سعة‬ ‫ّ‬ ‫مت ت�صنيعها حم ّلي ًا بحرفية عالية‬ ‫املنزلية ف�ض ًال عن املنتجات التي ّ‬ ‫مواد طبيعية تتوافق مع نظام �إعادة التدوير‪.‬‬ ‫من ّ‬ ‫كما ميكنكم �أي�ض ًا دخول متجر ‪ Nest‬الذي ي�شغل الطابق العلوي لأحد‬ ‫يروج منتجات �صديقة للبيئة كالزبديات واملزهريات‬ ‫املباين والذي ّ‬ ‫امل�صنوعة من اخليزران ومالب�س الأطفال امل�شغولة من الأن�سجة‬ ‫الع�ضوية‪ .‬ويف الطابق ال�سفلي من املبنى نف�سه‪� ،‬ستتم ّكنون من‬ ‫م�شاهدة عملية ت�صنيع املنتجات احلرفية يف ‪ Harvest Studio‬حيث‬ ‫ب�شعورهن‬ ‫ويتميزن‬ ‫تقوم ن�ساء ينتمني �إىل جمموعة «مياو» الإثنية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يدوي ًا‪.‬‬ ‫الطويلة بتطريز الو�سادات واملالب�س ّ‬ ‫ويف اجلهة املقابلة‪ ،‬يقع متجر ‪ La Vie‬الذي يعر�ض �أزياء امل�صممة‬ ‫بق�صاتها املبتكرة‪ .‬كما �ستجدون يف احلي‬ ‫املح ّلية‬ ‫ّ‬ ‫ال�شابة جيني جي ّ‬


‫ماكاو العتيقة‬ ‫بتذوق خمتلف نكهات العامل‪ ،‬من الطعام الفرن�سي الرفيع‬ ‫يف ماكاو‪� ،‬سي�ستمتع الزائر ّ‬ ‫معا يف رحلة بني‬ ‫لكننا يف هذا الن�ص‪� ،‬سننطلق ً‬ ‫�إىل املطبخ الياباين املبتكر‪ّ .‬‬ ‫بحثا عن الأ�صالة يف مطاعم املدينة القدمية التي ما زالت‬ ‫�أحياء ماكاو العتيقة‪ً ،‬‬ ‫تقدم � ّألذ الأطباق التقليدية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ُيعترب خمبز ‪ Lord Stow’s Bakery‬كقفري نحل‬ ‫ال يعرف الراحة يف قرية «كولوان» الهادئة‪.‬‬ ‫ويتوافد �إىل هذا املتجر ال�شهري الع�رشات من‬ ‫ال�سياح وال�س ّكان املح ّليني الذين يجتمعون �أمامه‬ ‫ّ‬ ‫بانتظار جهوز الدفعة التالية من فطائر البي�ض‬ ‫املحلية‪ ،‬وخروجها طازجة من �أفران هذا املتجر‬ ‫ّ‬ ‫عمال املخبز املرور‬ ‫ال�ضخمة‪ ،‬فيما يحاول بع�ض ّ‬ ‫بني احل�شود الغفرية‪ ،‬حاملني فوق ر�ؤو�سهم �صواين‬ ‫باتاه املقهى املجاور التابع‬ ‫املعجنات ال�ساخنة جّ‬ ‫يتم تقدمي قهوة «الإ�سربي�سو» مع‬ ‫للمخبز حيث ّ‬ ‫بع�ض احللويات الطازجة‪.‬‬

‫�إرث مطبخ ماكاو‪ ...‬مه ّدد بالزوال‬

‫نحب هذه الفطائر» قالت يل غلوريا‪ ،‬وهي طالبة‬ ‫«كم ّ‬ ‫جامعية كانت جتل�س �إىل طاولة بجواري وهي‬ ‫مت�سح ُفتات العجني عن وجهها‪ .‬وقد تفاج�أت كثرياً‬ ‫حني �أخربتها � ّأن هذه الفطائر ال�شهية التي ال من ّل‬ ‫من تناولها حديثة العهد‪ ،‬ح ّتى �أ ّنها ت�صغرها �س ّن ًا‪.‬‬ ‫كانت غلوريا تعتقد �أ ّنها يف ‪Lord Stow’s‬‬ ‫تتذوق م�أكوالت ماكاو التقليدية الأ�صيلة‪ ،‬وال‬ ‫ّ‬ ‫يذكرها‬ ‫ميكن لومها‪ ،‬ففي منطقة تفتقر �إىل ما ّ‬ ‫يت�شبث النا�س ب� ّأي �شيء يقعون عليه‬ ‫باملا�ضي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫من بقايا التاريخ‪.‬‬ ‫ف�أطباق ماكاو التقليدية‪ ،‬التي ُيقال �إ ّنها تنتمي‬

‫�إىل �أقدم مطبخ يف العامل ميزج بني فنون الطهو‬ ‫ونكهاته املختلفة �صائرة �إىل الزوال‪� .‬إذ � ّأن ال�سكان‬ ‫املح ّليني الأكرب �س ّن ًا‪ ،‬والذين ن�ش�أوا منذ �صغرهم‬ ‫ال�شهية مثل الأرز مع البط‪،‬‬ ‫على تناول الأطباق‬ ‫ّ‬ ‫ويخنة «التات�شو» املح�ضرّ ة من اللحم واخل�ضار‪،‬‬ ‫القد اململح‪ ،‬يواجهون‬ ‫و«الباكاالو» �أو �سمك‬ ‫ّ‬ ‫فن الطهو التي‬ ‫أ�صول‬ ‫�‬ ‫نقل‬ ‫�صعوبات متزايدة يف‬ ‫ّ‬ ‫متيزت بها هذه املنطقة الإدارية اخلا�صة �إىل‬ ‫ّ‬ ‫الأجيال ال�صاعدة‪ ،‬ل ّأن �شباب اليوم نادراً ما‬ ‫يتواجدون يف املنزل وق ّلما يبدون اهتمامهم‬ ‫بالطبخ‪ .‬غري � ّأن الأموال الطائلة التي ينفقها �آالف‬ ‫ممن يزورون هذه امل�ستعمرة الربتغالية‬ ‫ّ‬ ‫ال�سياح ّ‬ ‫ال�سابقة‪ ،‬ومن بينهم الوفود التي تعرب ال�صني‬ ‫يومي ًا‪ ،‬من �ش�أنها �أن ت�ساعد على �إعادة �إحياء‬ ‫ثقافة الطهو الأ�صيلة يف ماكاو‪� ،‬رشط �أن يعرف‬ ‫عما يبحثون‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�سياح جيداً ّ‬

‫بحثاً عن الأ�صالة‬

‫توجهت �إىل قلب املدينة‬ ‫ولأحت ّقق من الأمر بنف�سي‪ّ ،‬‬ ‫فن الطهو يف ماكاو وهو مطعم‬ ‫وحتديداً �إىل معقل ّ‬ ‫‪ Clube Militar de Macau‬الذي كان يف ال�سابق‬ ‫ثكنة قدمية للجي�ش الربتغايل يف جادة «�أفينيدا دا‬ ‫برايا غراندي»‪ .‬وي�ش ّكل هذا املبنى بلونه الوردي‬ ‫الزاهي مثا ًال رائع ًا عن الهند�سة الربتغالية‪ .‬فقد‬ ‫–‪–71‬‬


‫الن�ص وال�صور‪ :‬نيكوال�س والتون‬ ‫–‪–70‬‬

‫�إىل ال�سوق‬ ‫فواكه معرو�ضة للبيع يف «كولوان» قلب ماكاو القدمي‪.‬‬


‫مبزجهن بع�ض التوابل اجلديدة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مت ّكنت ن�ساء ماكاو من �صهر الطعام‬ ‫ال�صيني اجلنوبي والأطباق الربتغالية‬ ‫بحد ذاته‪.‬‬ ‫يف مطبخ جديد قائم ّ‬ ‫لكن تام �أخربين �أ ّنه ما زال يف‬ ‫من �أطباق املطبخ املاكاوي احلقيقي‪ّ .‬‬ ‫«احلرا�س القدماء» الذين ي�سعون جاهدين للحفاظ على‬ ‫ماكاو بع�ض‬ ‫ّ‬ ‫التقاليد‪ ،‬وقد �أعطاين الئحة ق�صرية ب�أ�سمائهم ود ّلني على الطريق‪.‬‬

‫�أطباق تقليدية وطعم خمتلف‬

‫يتميز‬ ‫كانت � ّأول وقفة يل يف ‪ ،Restaurante Litoral‬وهو مطعم‬ ‫ّ‬ ‫بواجهته البي�ضاء التي تنفتح على �صالة طعام �أنيقة يفرت�شها �أثاث‬ ‫من اخل�شب والربونز ب�أ�سلوب م�شابه للفنادق الربتغالية ال�صغرية‪ّ � .‬أما‬ ‫مديرة املطعم‪ ،‬مانويال فريرا‪ ،‬فهي واحدة من بني ن�ساء ماكاويات‬ ‫لديهن يف املنزل‬ ‫قررن ا�ستخدام رفوف البهارات املوجودة‬ ‫ّ‬ ‫كثريات ّ‬ ‫–‪–73‬‬


‫مقدد معرو�ض للبيع يف‬ ‫من اليمني �إىل الي�سار‪ :‬حلم ّ‬

‫�سوق «كولوان»‪ ،‬مائدة الطعام يف مطعم ‪Restaurante‬‬

‫‪ Litoral‬امل�شهور ب�أ�صالة �أطباقه املاكوية‪.‬‬ ‫يف الأ�سفل‪ :‬فطرية البي�ض يف خمبز ‪.Lord Stow‬‬

‫حتول‬ ‫خم�ص�ص ًا لكبار‬ ‫كان يف ما م�ضى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�ضباط والع�سكريني‪� ،‬إلاّ �أ ّنه ّ‬ ‫اليوم �إىل ٍ‬ ‫�رشع‬ ‫خا�ص‬ ‫ناد‬ ‫ي�ضم �أحد �أف�ضل املطاعم يف ماكاو‪ .‬وقد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للمرة الأوىل يف العام ‪ ،1995‬وال يزال ح ّتى اليوم‬ ‫�أبوابه �أمام ّ‬ ‫الزوار ّ‬ ‫«�صالة طعام» جمعية فن الطهو يف ماكاو‪.‬‬ ‫أر�ضيتها اخل�شبية‬ ‫تتميز ب� ّ‬ ‫ويف �إحدى �صاالت النادي الوا�سعة التي ّ‬ ‫ومتاثيلها اخلزفية ال�صينية القدمية‪ ،‬التقيت �سيمون تام‪ ،‬وهو ناقد يف‬ ‫فن الطعام وطاه حمرتف مقيم يف ماكاو‪ ،‬وقد بدا حري�ص ًا على‬ ‫جمال ّ‬ ‫حية‪.‬‬ ‫املحافظة على �أ�صول الطهو التي ت�شتهر بها املدينة و�إبقائها ّ‬ ‫يقدم يل كوب ًا من الع�صري الطازج «� ّإن ابني يحمل‬ ‫وقال تام وهو ّ‬ ‫اجلن�سية املاكاوية‪� ،‬إلاّ �أ ّنه للأ�سف لن يتع ّلم اللغة التقليدية املعروفة‬ ‫يتبق لنا غري هذه‬ ‫بـ «باتوا»‪ ،‬ل ّأن املدار�س تو ّقفت عن تدري�سها‪ .‬لذا مل َّ‬ ‫لتذكرنا بتاريخنا»‪ ،‬م�شرياً بيده �إىل غرفة اجللو�س ذات‬ ‫املباين القدمية ّ‬ ‫النوافذ الفرن�سية واملقاعد املزخرفة واللوحات املائية املع ّلقة داخل‬ ‫ثم �أ�ضاف «بقيت لنا �أي�ض ًا ثقافتنا الغذائية‪ .‬فنحن‬ ‫�إطارات ذهبية‪ّ .‬‬ ‫نعي�ش هنا‪ ،‬والطعام جزء مهم من حياتنا العائلية‪ .‬وال ميكننا �أن ندع‬ ‫التقاليد متوت»‪.‬‬

‫مطبخ ماكاو على مرّ التاريخ‬

‫مرت بها‪.‬‬ ‫بد�أ املطبخ املاكاوي ّ‬ ‫يتطور �شيئ ًا ف�شيئ ًا ب�سبب الظروف التي ّ‬ ‫فالقوات الع�سكرية الربتغالية التي متركزت يف ماكاو‪ ،‬قد �أح�رضت‬ ‫ّ‬ ‫معها نكهات خمتلفة حملتها من الأماكن التي كانت قد خدمت فيها‬ ‫�سابق ًا‪ ،‬مثل الربازيل و�أنغوال واملوزمبيق ومدين َتي «ملقا» الإ�سبانية‬ ‫و«غوا» الهندية‪ .‬ويقول تام «كانت الربتغاليات قليالت نوع ًا ما يف‬ ‫تربني‬ ‫ن�ساء‬ ‫�صينيات من ماكاو‪ّ ،‬‬ ‫يتزوجون ً‬ ‫ّ‬ ‫كن قد َّ‬ ‫البالد‪ ،‬فبد�أ اجلنود ّ‬ ‫على تقاليد طهو خمتلفة متام ًا»‪.‬‬ ‫وبالتايل‪ ،‬كان الرجال يقرتحون على زوجاتهم ا�ستخدام البهارات‬ ‫ربات‬ ‫أحبوها يف اخلارج‪ ،‬فما كان على ّ‬ ‫تذوقوها و� ّ‬ ‫والنكهات التي ّ‬ ‫املنازل �إلاّ �أن قمن با�ستن�ساخ الأطباق الأجنبية وتطبيق و�صفاتها‬ ‫بحذافريها‪ .‬وهذا الواقع‪ ،‬بر�أي تام‪ ،‬قد �أ�شعر الن�ساء املح ّليات بحرية‬ ‫–‪–72‬‬

‫املكونات‬ ‫يكن يعرفن من �أين يح�رضن بع�ض‬ ‫هن مل ّ‬ ‫�سيما �أ ّن ّ‬ ‫كبرية ّ‬ ‫ّ‬ ‫كحليب جوز الهند على �سبيل املثال‪.‬‬ ‫املكونات والتوابل اجلديدة كم�سحوق الكركم‬ ‫ومبزجهن بع�ض‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املكونات‬ ‫مع‬ ‫الهند‬ ‫جوز‬ ‫وحليب‬ ‫والقرفة‬ ‫واليان�سون‬ ‫والباكاالو‬ ‫ّ‬ ‫الآ�سيوية ال�شعبية املتو ّفرة‪� ،‬صهرت ن�ساء ماكاو الطعام ال�صيني‬ ‫بحد ذاته‪ .‬ومن‬ ‫اجلنوبي والأطباق الربتغالية يف مطبخ جديد قائم ّ‬ ‫جملة �أطباق هذا املطبخ النا�شئ نذكر طبق «باتو دي كابيديال» وهو‬ ‫عبارة عن القريد�س احلار‪ ،‬وطبق «كا�سكينها» �أي ال�سلطعون املح�شو‪.‬‬ ‫كما �أُدخلت بع�ض �أ�ساليب الطهو اجلديدة على هذا املطبخ كالتحمري‬ ‫خا�ص عند طهو الأ�سماك‪.‬‬ ‫واخلبز وال�شوي‪ ،‬وب�شكل‬ ‫ّ‬ ‫لكن مع مرور الزمن‪ ،‬وكما جرى يف العديد من الأماكن الأخرى‪،‬‬ ‫مت‬ ‫ازدهرت املطاعم التجارية على ح�ساب طرق الطهو التقليدية و ّ‬ ‫تعديل الأطباق املاكاوية العريقة لتتنا�سب مع الأذواق والنكهات‬ ‫متت‬ ‫الع�رصية‪ .‬كما � ّأن خروج املقيمني الربتغاليني من املدينة بعد �أن ّ‬ ‫�إعادتها �إىل ال�صني‪ ،‬زاد الو�ضع �سوءاً‪.‬‬ ‫ويقول تام «مع مغادرة حوايل ‪ 2500‬برتغايل من املدينة‪ ،‬انخف�ض‬ ‫حد كبري‪ .‬وهذا ما �أحدث‬ ‫الطلب على الأطباق التقليدية الأ�صيلة �إىل ّ‬ ‫جذري ًا يف املنطقة»‪.‬‬ ‫تغيرياً‬ ‫ّ‬ ‫ال�سياح يغادرون املدينة وهم يظ ّنون‬ ‫� ّأما نتيجة ذلك‪ ،‬فهي � ّأن معظم ّ‬ ‫تذوقوا �شيئ ًا‬ ‫�أ ّنهم بتناول فطرية البي�ض لدى ‪ Lord Stow‬يكونون قد ّ‬


‫ا ُجلزر اخلم�س‬ ‫بدءا بالغو�ص‬ ‫تخبئ ُ‬ ‫عدة‪ً ،‬‬ ‫اجلزر التايلندية يف غاباتها وبني �شط�آنها مفاج�آت ّ‬ ‫ّ‬ ‫مرورا بالرحالت اال�ستك�شافية املمتعة على ظهر‬ ‫بني ال�شعاب املرجانية الزاهية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الفيلة ال�ضخمة‪ ،‬و�صوالً �إىل امل�أكوالت البحرية الطازجة واال�ستجمام املمتع يف‬ ‫�أرقى املنتجعات ال�سياحية‪...‬‬ ‫ال�سياح‬ ‫منذ عقود خلت وح ّتى اليوم‪ ،‬مل يتو ّقف ّ‬ ‫يوم ًا عن التوافد �إىل اجلزر التايلندية بحث ًا عن‬ ‫ال�سياح‬ ‫اال�سرتخاء واال�ستجمام‪ .‬غري � ّأن ح�شود‬ ‫ّ‬ ‫املتقاطرة اليوم �إىل تايلند تعادل �أ�ضعاف ما‬ ‫�سبعينيات القرن املا�ضي‪ .‬فقد‬ ‫كانت عليه خالل‬ ‫ّ‬ ‫باتت اليوم جمموعة كبرية من ُجزر بحر «�أندامان»‬ ‫وخليج تايلند التي ال حُت�صى جاهزة ال�ستقبال‬ ‫ال�سياح‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الكم الهائل‬ ‫و ّ‬ ‫ملا كانت �أ�شهر اجلزر ت�ستقطب هذا ّ‬ ‫التطور يفر�ض نف�سه عليها وعلى‬ ‫كان‬ ‫اح‪،‬‬ ‫ال�سي‬ ‫من ّ‬ ‫ّ‬ ‫ما تب ّقى من اجلزر‪ .‬لت�صبح ال�شط�آن الآ�رسة التي‬ ‫يغ�ص باملراكب‬ ‫مل يط�أها الب�رش من قبل‪ ،‬مر�سى‬ ‫ّ‬ ‫ولتتحول اخللجان ال�صغرية‬ ‫بال�سياح‪.‬‬ ‫املكتظة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املنعزلة �إىل �سواحل م�أهولة تفرت�شها املنتجعات‬ ‫ال�سياحية ال�ضخمة ب�أحوا�ض ال�سباحة ال�شا�سعة‬ ‫والنوادي ال�صحية املرتفة‪ .‬لذا‪ ،‬ف� ّإن �أمواج‬ ‫ت�سونامي نف�سها التي �رضبت جزير َتي «بوكيت»‬ ‫و«يف يف دون» يف بحر «�أندامان» مل تنجح يف �أن‬ ‫ال�سياح عن التوافد �إليها‪ ،‬وال ح ّتى ال�س ّكان‬ ‫تثني ّ‬ ‫املح ّليني عن �إظهار ح�سن �ضيافتهم‪.‬‬ ‫التطور‪ ،‬تزخر ُجزر تايلند بالكثري من‬ ‫وبعيداً عن‬ ‫ّ‬

‫ال�سياح �إليها‪ .‬فهي تتيح �أمامهم‬ ‫الأمور التي جتذب ّ‬ ‫فر�صة ممار�سة الريا�ضات املختلفة‪ ،‬كالغو�ص‬ ‫وت�ص ّلق ال�صخور وركوب قوارب التجذيف‪ .‬كما‬ ‫منوعة من الفواكه اال�ستوائية‬ ‫�أ ّنها ّ‬ ‫تقدم لهم باقة ّ‬ ‫اللذيذة وامل�أكوالت البحرية الطازجة‪ .‬ف�ض ًال‬ ‫ومتيز‬ ‫ال�صحية الراقية‪،‬‬ ‫عن غناها باملنتجعات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�شعبها باللطف وح�سن ال�ضيافة‪ ،‬وت�أ ّلق فنادقها‬ ‫وتنوع �صفوف اليوغا والطهو التي‬ ‫ومنتجعاتها‪ّ ،‬‬ ‫تقدمها‪ .‬لذا‪ ،‬ال تالزموا غرفكم وال تكتفوا باجللو�س‬ ‫ّ‬ ‫يف املقاهي املُقامة يف الهواء الطلق‪ ،‬بل انطلقوا يف‬ ‫بالكم الهائل من الن�شاطات‬ ‫�أرجاء اجلزر لت�ستمتعوا‬ ‫ّ‬ ‫تخبئها لكم‪.‬‬ ‫الرتفيهية الربية والبحرية التي‬ ‫ّ‬

‫«بوكيت»ل�ؤل�ؤة بحر «�أندامان»‬

‫عد «بوكيت» �أكرب جزيرة يف تايلند‪ ،‬وهي تقع على‬ ‫ُت ّ‬ ‫بحر «�أندامان» على مقربة من حمافظة «فنغ نغا»‬ ‫ج�رسين‪ .‬وبالرغم من عدد‬ ‫التي ت ّت�صل بها بوا�سطة َ‬ ‫الفنادق واملنتجعات الكبري الذي خ�رسته اجلزيرة‬ ‫بفعل موجات الت�سونامي التي �رضبتها خالل‬ ‫العام ‪� ،2004‬إلاّ �أ ّنه �رسعان ما ُ�ش ّيد مكانها من�ش�آت‬ ‫وفنادق جديدة‪.‬‬

‫–‪–77‬‬


‫الن�ص‪ :‬مريان وايت‪ -‬ال�صور‪ :‬هيئة ال�سياحة التايلندية واملنتجعات املذكورة‬ ‫–‪–76‬‬

‫‪vacationsandtravelmag.com‬‬

‫�أزهار الزنبق‬ ‫على ال�ضخور‪:‬‬ ‫ملونة �إىل جانب بركة املاء يف‬ ‫كنبات ّ‬ ‫منتجع ‪.Six Senses Yao Noi‬‬

‫–‪–76‬‬


‫يتميز ‪ Sala‬بثالثة �أحوا�ض �سباحة تط ّل‬ ‫الأنيقة واملرافق املمتازة‪� .‬إذ ّ‬ ‫على �شاطئ «ماي كاو» يف ال�ساحل ال�شمايل ال�رشقي من «بوكيت»‪.‬‬

‫الوقت املثايل للزيارة‬

‫اجلنوبي الرئي�سي وهو ي�شتهر بال�صخور التي تنت�رش يف مياهه‬

‫مت ت�صوير فيلم جامي�س بوند ال�شهري ‪Man with‬‬ ‫الزمردية‪ُ .‬يذكر �أ ّنه ّ‬ ‫ّ‬ ‫املحببة‬ ‫اجلزر‬ ‫إحدى‬ ‫�‬ ‫ا‬ ‫أي�ض‬ ‫�‬ ‫وهي‬ ‫«بوكيت»‬ ‫يف‬ ‫‪the‬‬ ‫‪Golden‬‬ ‫‪Gun‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬

‫املبنية على ركائز ترتفع‬ ‫ال�سياح‪ ،‬متام ّا كقرية «كوه بانيي»‬ ‫ّ‬ ‫لدى ّ‬ ‫تعد موقع ًا ممتازاً ملمار�سة ريا�ضة الغط�س‪� ،‬إذ تزهو‬ ‫فوق املاء‪ .‬فهي ّ‬ ‫بال�شعاب املرجانية الآ�رسة وتفي�ض مياهها بف�صائل الأ�سماك‬ ‫احلبار متغيرّ ة الألوان‪ .‬ح ّتى �أ ّنها تعترب‬ ‫املنوعة وحيوانات ّ‬ ‫اال�ستوائية ّ‬ ‫�إحدى �أروع مناطق الغط�س يف العامل بف�ضل �صخورها الكل�سية الناتئة‬ ‫و�أعماقها املائية ال�سحيقة‪.‬‬ ‫وي�ستطيع حمبو الثقافة التايلندية �أن ي�ستمتعوا بزيارة «حديقة‬ ‫بوكيت لأزهار ال�سحلبية والقرية التايلندية» ‪Phuket Orchid‬‬ ‫‪ Garden & Thai Village‬التي تزخر ب�أزهار الأوركيد على اختالف‬ ‫تعد �أي�ض ًا مكان ًا رائع ًا ل�رشاء الأواين الق�صديرية‬ ‫�أنواعها و�ألوانها والتي ّ‬ ‫تفوتوا زيارة مركز �إعادة ت�أهيل‬ ‫وال‬ ‫آلئ‪.‬‬ ‫ل‬ ‫وال‬ ‫املطبعة‬ ‫و�أقم�شة الباتيك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قرود اجلبون‪ ،‬فهذه احليوانات ذات الأذرع الطويلة والتي كانت يف ما‬ ‫لل�سياح م�صدر ت�سلية ال ُي�ضاهى‪.‬‬ ‫م�ضى تو�ضع يف �أقفا�ص ك�أداة جذب ّ‬

‫الفنادق‬

‫تتنوع �أماكن الإقامة يف «بوكيت»من املنتجعات الفخمة �إىل الأكواخ‬ ‫ّ‬ ‫ال�صغرية التي ميكن ا�ستئجارها ب�أ�سعار مقبولة‪� .‬إذ تو ّفر منتجعات‬ ‫أجواء رائعة وحتيطهم مبختلف و�سائل‬ ‫لزوارها � ً‬ ‫‪ Six Senses‬الثالثة ّ‬ ‫الراحة والرفاهية‪ .‬وكذلك هو احلال يف منتجع ‪Andara Resort and‬‬ ‫بحد ذاته‪.‬‬ ‫ويعد عامل ًا متكام ًال ّ‬ ‫‪ Villas‬الذي يقع على �شاطئ «كاماال» ّ‬ ‫� ّأما منتجعات ‪ Indigo Pearl‬و‪ Trisara‬و‪ ،Sala‬فتتو ّفر فيها الغرف‬

‫تكون «بوكيت» طوال الفرتة املمتد ّة من �شهر دي�سمرب وح ّتى �شهر‬ ‫بال�سياح‪ّ � .‬أما يف الفرتة املرتاوحة‬ ‫مكتظة‬ ‫مار�س وخالل �شهر �أغ�سط�س‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�شهري مايو ويوليو‪ ،‬فقد يكون الطق�س رطب ًا بع�ض ال�شيء وقد‬ ‫بني َ‬ ‫تت�ساقط الأمطار‪� .‬إلاّ �أ ّنه ما �إن ت�سطع ال�شم�س‪ ،‬ح ّتى ت�صبح ال�شواطئ‬ ‫الذهبية ملك ًا لكم وحدكم‪.‬‬

‫جزيرتا «يف يف» املنحوتتان و�سط املياه‬

‫ال�سياح من «بوكيت» �إىل جزير َتي «يف‬ ‫كما يف ك ّل عام‪ ،‬ي ّتجه �آالف ّ‬ ‫يف»‪ .‬وال عجب يف ذلك‪ ،‬فهاتان اجلزيرتان الواقعتان يف قلب بحر‬ ‫تتميزان ب�صخورهما‬ ‫«�أندمان»‪ ،‬وهما «يف يف دون» و«يف يف ليه»‪ّ ،‬‬ ‫الكل�سية الناتئة الرائعة‪ ،‬ف�ض ًال عن كهوفهما ومغاورهما املتواجدة‬ ‫ال�سياح اليوم يف جزيرة «يف يف‬ ‫فوق �سطح البحر وحتته‪ .‬ويقيم معظم ّ‬ ‫ت�رضرت‬ ‫التي‬ ‫ال�سياحية‬ ‫آتها‬ ‫�سيما بعد �أن �أُعيد تطوير من�ش�‬ ‫دون»‪ ،‬ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫من موجات الت�سونامي‪ ،‬لينطلقوا منها يف رحالت نهارية �إىل مواقع‬ ‫�سيما‬ ‫أهمها خليج «مايا» يف جزيرة «يف يف ليه»‪ّ ،‬‬ ‫جماورة خمتلفة � ّ‬ ‫و�أ ّنه املوقع الآ�رس الذي قام فيه املخرج ال�شهري داين بويل بت�صوير‬ ‫فيلم ‪ The Beach‬يف العام ‪.2000‬‬

‫الن�شاطات‬

‫جتربوا الغط�س والغو�ص يف املياه املحيطة بالقمم‬ ‫نن�صحكم ب�أن ّ‬ ‫الكل�سية و�صخور الغرانيت‪� ،‬أو ال�سباحة مبحاذاة حدائق ال�شعاب‬ ‫املرجانية القريبة من ال�شاطئ‪ .‬كما ميكنكم ركوب القوارب لزيارة‬ ‫منازل ال�س ّكان املح ّليني والنزول يف �أحد املنتجعات الهادئة‪.‬‬ ‫ولال�ستمتاع بجمال خليج «مايا» بعيداً عن زحمة ال�سياح‪� ،‬إحر�صوا‬ ‫على الو�صول �إليه يف وقت مت� ّأخر من اليوم وام�ضوا الليلة يف �أحد‬ ‫ثم ا�ستيقظوا باكراً مل�شاهدة‬ ‫ّ‬ ‫املخيمات املن�صوبة على ال�شاطئ‪ّ ،‬‬ ‫منظر �رشوق ال�شم�س الآ�رس فوق املياه الفريوزية املتلألئة‪.‬‬ ‫–‪–79‬‬


‫روائع كل�سية‬ ‫هذه ال�صورة‪ :‬جزر الكل�س البديعة منت�رشة يف بحر‬ ‫«�أندامان» بالقرب من خليج «فانغ نغا» يف «بوكيت»‪.‬‬ ‫�إىل اليمني‪ :‬حو�ض �سباحة �أر�ضيته مر�صوفة بالرخام‬ ‫الأحمر القاين يف فندق ‪.The Library‬‬ ‫�إىل الي�سار‪ :‬بعد امل�شي مل�سافات طويلة‪ ،‬ي�ستمتع‬ ‫الغ�ضة‪.‬‬ ‫املتن ّزهون بجمال ال�شلاّ الت والغابة ّ‬

‫ويف جنوب «بوكيت» ثالثة �شواطئ �صاخبة ال تعرف النوم‪� ،‬أال وهي‬ ‫تف�ضلون ال�شواطئ الأكرث‬ ‫«باتونغ» و«كارون» و«كاتا»‪ّ � .‬أما �إن كنتم ّ‬ ‫بالتوجه �شما ًال حيث ميكنكم �أن تق�صدوا �شاطئ «بانغ‬ ‫هدوءاً‪ ،‬فعليكم‬ ‫ّ‬ ‫تاو» املز ّنر باملنتجعات الراقية واملت�أ ّلقة‪ .‬مع الإ�شارة �إىل � ّأن مركز‬ ‫بوكيت الإداري يف و�سط اجلزيرة واملعروف بـ«بوكيت تاون» يتم ّتع‬ ‫بنقاط جذب خا�صة مثل الأبنية ذات الطراز املاليزي الربتغايل والتي‬ ‫املنوعة‬ ‫يعود بنا�ؤها �إىل القرن التا�سع ع�رش‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل الأ�سواق ّ‬ ‫واملطاعم املمتازة وحلبات املالكمة التايلندية «مواي تاي»‪.‬‬

‫الن�شاطات‬

‫لال�ستمتاع بجمال خليج «مايا»‪� ،‬إحر�صوا على‬ ‫الو�صول �إليه يف وقت مت� ّأخر من اليوم‪ ،‬وام�ضوا‬ ‫املخيمات املن�صوبة على ال�شاطئ‪،‬‬ ‫الليلة يف �أحد‬ ‫ّ‬ ‫ثم ا�ستيقظوا باكراً مل�شاهدة منظر �رشوق‬ ‫ّ‬ ‫ال�شم�س الآ�رس فوق املياه الفريوزية املتلألئة‪.‬‬

‫–‪–78‬‬

‫ُتعترب الريا�ضات املائية كالإبحار والتجذيف و�صيد ال�سمك والغط�س‬ ‫أهم الن�شاطات التي ميكن ممار�ستها يف‬ ‫والغو�ص املحرتف من � ّ‬ ‫«بوكيت»‪ .‬غري �أ ّنه ميكن للأ�شخا�ص الذين ال ت�ستهويهم الريا�ضات‬ ‫تقدمها هذه‬ ‫املائية القيام بعدد كبري من الن�شاطات الأخرى التي ّ‬ ‫التجول يف �أ�سواق اجلزيرة‬ ‫اجلزيرة‪� .‬إذ ميكنكم على �سبيل املثال‬ ‫ّ‬ ‫الزاخرة بالأقم�شة وال�صناعات احلرفية واحللي‪ ،‬كما بو�سعكم‬ ‫ممار�سة لعبة الغولف يف �إحدى املالعب الف�سيحة املط ّلة على البحر‪،‬‬ ‫�أو اال�سرتخاء يف �أحد املنتجعات ال�صحية‪� ،‬أو ح ّتى القيام بجولة‬ ‫حمبو‬ ‫ا�ستطالعية ال�ستك�شاف معابد اجلزيرة الـ‪ .30‬يف حني ي�ستطيع ّ‬ ‫دراجة نارية �أو االن�ضمام �إىل اجلوالت التي ُتقام‬ ‫ال�رسعة ا�ستئجار ّ‬ ‫التوجه �إىل �شمال اجلزيرة حيث الطرقات‬ ‫ثم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ب�سيارات رباعية الدفع ّ‬ ‫الوعرة والغابات املطرية والكهوف الكل�سية‪.‬‬ ‫ويف العادة‪ ،‬جتوب الزوارق مياه «فانغ نغا» وهو عبارة عن خليج‬ ‫مربع يقع ما بني «بوكيت» والرب التايلندي‬ ‫م�ساحته ‪ 400‬كيلومرت ّ‬


‫عندما تعانق الياب�سة املياه‬ ‫�أ�شجارالنخيلتراق�ص�أمواجالبحرعلى�شاطئ«�أوبولو»‪.‬‬ ‫–‪–107‬‬


‫الن�ص‪ :‬باري �ستون‪ -‬ال�صور‪ :‬باري �ستون وهيئة �سياحة �ساموا‬ ‫–‪–106‬‬

‫زيارة �إىل ُجزر �ساموا‬

‫رحلة بحرية �إىل جنوب املحيط الهادئ‪ ،‬وجولة ممتعة على ُجزر �ساموا‬ ‫يلفها الغمو�ض‪ ،‬لنكت�شف روعة احلياة البولينيزية الأ�صيلة‪ ،‬ون�ستمتع‬ ‫التي ّ‬ ‫املتجذرة يف املا�ضي‪...‬‬ ‫اخلالبة وعراقة ثقافتها وتقاليدها‬ ‫مبناظر طبيعتها ّ‬ ‫ّ‬


‫اكت�شفت �أ ّنها بدورها تروي احلكايات‪ .‬فقد �أخذتني جانب ًا خالل‬ ‫ُ‬ ‫أ�سبوعي ًا يف هذا‬ ‫�‬ ‫قام‬ ‫ي‬ ‫الذي‬ ‫ال�ضخم‬ ‫ال�شعبي‬ ‫الثقايف‬ ‫اال�ستعرا�ض‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫املكان‪ ،‬لتخربين � ّأن رج ًال �رصبي ًا رفيع املقام قد نزل م� ّؤخراً يف‬ ‫فندقها‪ .‬وعندما ا�صطحبته �إىل �إحدى الفعاليات املح ّلية‪ ،‬ا�ستغرب‬ ‫كالهما حني مت ّكن هذا ال�ضيف من فهم معظم كلمات الأغاين التقليدية‪.‬‬ ‫ثمة ت�شابه لغوي لي�س بني لغة �ساموا املحلية ولغة دول‬ ‫�إذ يبدو �أ ّنه ّ‬ ‫البلقان وح�سب بل �أي�ض ًا بينها وبني اللغتني التايوانية واملاليزية‪.‬‬ ‫وي�أمل النا�س اليوم �أن يتم ّكن �أحد علماء الأنرثوبولوجيا من ح ّل لغز‬ ‫�أ�صل البولينيزيني يوم ًا ما‪� ،‬أو �أن ينجح �أحد علماء الأل�سنية يف ربط‬ ‫حد ل ّلغز املرتبط ب�أكرث هجرات‬ ‫خيوط هذه‬ ‫الق�ضية املحيرّ ة لو�ضع ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�شعوب غمو�ض ًا‪.‬‬

‫�أقوى من ت�سونامي‬

‫ُيعترب ‪� Aggie Grey‬أف�ضل مكان للإقامة يف «�أبيا»‪� .‬إذ كان هذا الفندق‬ ‫يف ما م�ضى عبارة عن مطعم همربغر متوا�ضع للجنود الأمريكيني‬ ‫خالل احلرب العاملية الثانية‪ .‬وقد بنته �آغي غراي بنف�سها يف العام‬ ‫‪ ،1933‬وهي من �أ�شهر ال�شخ�صيات يف جنوب املحيط الهادئ و�صديقة‬ ‫مقربة من الكاتب امل�رسحي وامل� ّؤرخ البحري جامي�س مي�شرن‪.‬‬ ‫ّ‬

‫لغز حمي‬

‫يكتنف �ساموا الغمو�ض‪ ،‬ففي هذه اجلزيرة الكثري من اجلبال البحرية‪،‬‬ ‫وهي عبارة عن تالل ترتفع يف قاع البحر من دون �أن تبلغ �سطحه‪،‬‬ ‫املدرج يف جزيرة «�سافاي»‪ ،‬وهو‬ ‫بالإ�ضافة �إىل هرم «بوليميالي»‬ ‫ّ‬ ‫�أكرب هيكل �أثري من �صنع الإن�سان يف «بولينيزيا»‪� ،‬إذ يبلغ طول‬ ‫قاعدته ‪ 65‬مرتاً وعر�ضها ‪ 60‬مرتاً‪ّ � ،‬أما ارتفاعه في�صل �إىل ‪ 12‬مرتاً‬ ‫مت بناء هذا املعلم‬ ‫تقريب ًا‪ .‬وبالرغم من � ّأن �أحداً ال يعرف بالتحديد متى ّ‬ ‫ترجح انتماءه �إىل احلقبة‬ ‫التاريخي‪ � ،‬اّإل � ّأن املعلومات املت�ضاربة ّ‬ ‫املمتدة ما بني العامني ‪ 1400‬و‪ 1100‬قبل امليالد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يلف هذا الهرم ل�سبب ب�سيط‪ ،‬وهو � ّأن �أحداً ال‬ ‫وما زال الغمو�ض ّ‬ ‫فعلي ًا ح ّتى اليوم من �أين �أتى البولينيزيون‪ .‬وقد حاول‬ ‫يعرف‬ ‫ّ‬ ‫امل�ستك�شف الرنويجي ثور هيريدال �أن يح ّل هذا اللغز يف العام ‪،1947‬‬ ‫باتاه الغرب على منت مركبه «كون‪-‬تيكي»‬ ‫ف�أبحر من البريو جّ‬ ‫تيار «هامبولدت» املائي �سيو�صله‬ ‫لريى ما �إذا كان الدخول يف ّ‬ ‫التيار فع ًال �إىل بولينيزيا‬ ‫�إىل اجلزر البولينيزية‪ .‬وعندما �أو�صله ّ‬ ‫خالل ‪ 100‬يوم ويوم‪ ،‬ا�ستنتج هيريدال �أ ّنه من املمكن �أن يكون‬ ‫�س ّكان بولينيزيا الأوائل قد �أتوا من �أمريكا اجلنوبية‪ � ،‬اّإل �أن هذا‬ ‫�صحته‪.‬‬ ‫ح�سي على ّ‬ ‫جمرد افرتا�ض وما من دليل ّ‬ ‫اال�ستنتاج يبقى ّ‬ ‫وتدير بيفرييل بارلو فندق ‪ Aggie Grey‬املرموق يف «�أبيا»‪ ،‬وقد‬

‫يكتنف �ساموا الغمو�ض‪ ،‬ففي هذه اجلزيرة الكثري‬ ‫من اجلبال البحرية‪ ،‬وهي عبارة عن تالل ترتفع‬ ‫يف قاع البحر من دون �أن تبلغ �سطحه‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫�إىل هرم «بوليميالي» ال�ضخم يف جزيرة «�سافاي»‪.‬‬ ‫�شيد مكانه‬ ‫لكن فندق ‪ Aggie Grey‬القدمي قد ّ‬ ‫ّ‬ ‫مت هدمه يف العام ‪ُ ،1987‬لي ّ‬ ‫عدة‪ .‬والالفت يف الأمر‪ ،‬هو � ّأن هذا النزل‬ ‫فندق حديث يت�أ ّلف من غرف ّ‬ ‫الواقع على ال�ساحل ال�شمايل كان من بني املن�ش�آت القليلة التي جنت‬ ‫من الدمار الهائل الذي خ ّلفته موجات الت�سونامي العاتية التي �رضبت‬ ‫�ساموي ًا‬ ‫املحيط الهادئ يف العام ‪ ،2009‬و�أودت بحياة ما يزيد عن ‪120‬‬ ‫ّ‬ ‫و�رشدت الآالف‪ .‬يف حني � ّأن منتجع ‪ Sinalei Reef Resort‬الواقع على‬ ‫ّ‬ ‫�ساحل «�أوبولو» اجلنوبي‪ ،‬قد ُد ِّمر بالكامل ومل ُي َعد افتتاحه � اّإل قبل عامني‪.‬‬ ‫تذكر باملا�ضي‪ ،‬فقد �أُعيدت‬ ‫وتق ّل يف هذا الفندق الروابط وال�شواهد التي ّ‬ ‫معظم القطع القدمية التي كانت متواجدة فيه �إىل بيت عائلة �آغي الذي‬ ‫–‪–109‬‬


‫م�صدر وحي و�إلهام‬

‫أ�صليون يل ّقبون الكاتب ال�شهري روبريت لوي�س‬ ‫كان �س ّكان �ساموا ال ّ‬ ‫�ستيفن�سون بالـ«تو�سيتاال» �أي «راوي احلكايات»‪ .‬ولي�س هذا بالأمر‬ ‫�سيما و� ّأن هذا الأديب العاملي قد �أ ّلف خالل فرتة تواجده يف‬ ‫الغريب‪ّ ،‬‬ ‫العا�صمة ال�ساموية «�أبيا» والتي دامت �أربع �سنوات ون�صف‪ ،‬حوايل‬ ‫خم�س روايات من �ضمنها روايتان مل يكن قد فرغ من كتابتهما عندما‬ ‫تويف‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل عدد من الأعمال الأخرى‪ .‬فبعد �أن حمله تدهور‬ ‫حالته ال�صحية وا�ضطرابه النف�سي �إىل هذا البلد ال�صغري الدافئ الواقع‬ ‫انكب �ستيفن�سون على كتابة �أعماله التي‬ ‫يف جنوب املحيط الهادئ‪ّ ،‬‬ ‫�رسعان ما انت�رشت عاملي ًا وباتت ترتجم �أكرث من م�ؤ ّلفات ت�شارلز‬ ‫ديكنز و�أو�سكار وايلد نف�سها‪ .‬لذا ف� ّإن ال�سامويون كانوا وما زالوا‬ ‫�سيما بعد موته املفاجئ �سنة ‪ ،1894‬يف غرفة‬ ‫ّ‬ ‫يقدرون هذا الروائي‪ ،‬ال ّ‬ ‫طعام منزله املعروف با�سم «فيال فايليما»‪ ،‬والواقع �أ�سفل جبل «فايا»‪.‬‬

‫هذه ال�صورة‪� :‬شاطئ جزيرة «�سافاي» ال�صغرية‬ ‫يف الأ�سفل‪� :‬أخطبوط م�شوي على الطريقة ال�ساموية؛‬ ‫بع�ض حيوانات ال�سلطعون البحري امل�شوية‪.‬‬ ‫�إىل الي�سار‪ :‬الأرخبيل ال�ساحر‪.‬‬

‫متحف عابق بالذكريات‪..‬‬

‫ها �أنا اليوم �أقف يف غرفة طعام «فايليما» بعد مرور حوايل ‪ 117‬عام ًا‬ ‫على وفاة �ستيفن�سون‪� ،‬أتل ّفت من حويل �إىل زوايا الغرفة مت�سائ ًال عن‬ ‫املكان الذي كان يقف فيه ذلك الرجل العظيم عندما ل ّفظ �أنفا�سه الأخرية‪.‬‬ ‫املف�ضل على هذه املائدة‪،‬‬ ‫كر�سيه‬ ‫�إذ ما من �صور ُتظهر مكان تواجد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف�ضل الكتابة هنا على الطاولة‬ ‫تبي ما �إذا كان ّ‬ ‫وما من مالحظة نّ‬ ‫يهمني هذا الأمر‬ ‫�أم يف �إحدى الغرف الكثرية الأخرى‪ .‬ويف الواقع‪ ،‬ال ّ‬ ‫كثرياً‪ ،‬لأ ّنني اقرتبت مبا فيه الكفاية من ذكرى هذا الروائي املخ�رضم‪.‬‬ ‫حتولت «فيال فايليما» اليوم �إىل متحف روبرت لوي�س �ستيفن�سون‪،‬‬ ‫وقد ّ‬ ‫لذا ال ميكنكم زيارة �ساموا من دون املرور بهذا املعلم‪ .‬وتبد�أ اجلولة‬ ‫يف املتحف من مكتب �ستيفن�سون‪ ،‬حيث ميكنكم م�شاهدة الإ�صدارات‬ ‫الأوىل لعدد من كتبه ف�ض ًال عن ن�سخة من وثيقة وفاته‪ ،‬لريافقكم املر�شد‬ ‫ال�سياحي بعد ذلك �إىل الطابق العلوي حيث تقومون بجولة على غرف‬ ‫النوم قبل �أن ينتهي بكم املطاف يف غرفة الطعام حيث �أقف الآن‪ .‬كما‬ ‫ميكنكم الذهاب �سرياً على الأقدام يف رحلة ت�ستغرق ‪ 45‬دقيقة ت�سلكون‬ ‫حد تعبري ال�سامويني‪ ،‬وهو عبارة‬ ‫خاللها «طريق القلب‬ ‫املحب» على ّ‬ ‫ّ‬ ‫الغ�ضة‬ ‫املحليون املحزونون يف قلب الغابة‬ ‫ممر �ش ّقه ال�س ّكان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عن ّ‬ ‫لت�سيري موكب جنازة الأديب‪ .‬ويقود هذا املم�شى �إىل جبل «فايا»‬ ‫لينتهي عند ال�رضيح الذي يرقد فيه �ستيفن�سون وزوجته احلبيبة فاين‪.‬‬ ‫كان �ستيفن�سون قد �أبحر يف خمتلف �أرجاء جنوب املحيط الهادئ‬ ‫ابتداء من جزر «املاركيز» و�صو ًال �إىل هاواي على‬ ‫عدة‬ ‫وجاب جزراً ّ‬ ‫ً‬ ‫وامل�سمى «كا�سكو»‪ ،‬لكن وحدها‬ ‫منت مركبه ال�رشاعي ذي ال�ساري َتني‬ ‫ّ‬ ‫قيم �ساموا وحياتها الهادئة �أ�رست قلبه‪ .‬ف�ساموا التي تت�أ ّلف من‬ ‫َ‬ ‫ت�ضم العا�صمة «�أبيا»‪ ،‬وجزيرة «�سافاي»‬ ‫التي‬ ‫أوبولو»‬ ‫�‬ ‫«‬ ‫هما‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫جزير‬ ‫َ نْ‬ ‫ّ‬ ‫ن�سبي ًا بالرغم من كرب م�ساحتها والتي تقع يف الغرب‬ ‫أهولة‬ ‫�‬ ‫غري امل‬ ‫ّ‬ ‫بالعبارة عرب م�ضيق «�أبوليما»‪ ،‬مل تخ�ضع يوم ًا‬ ‫على بعد حوايل �ساعة‬ ‫ّ‬ ‫مما‬ ‫لال�ستعمار ب�صورة ر�سمية خالف ًا لغريها من اجلزر البولينيزية‪ّ ،‬‬ ‫�سمح باملحافظة على �أ�ساليب العي�ش التقليدية والعادات ال�ساموية‬ ‫كما كانت عليه يف املا�ضي‪.‬‬ ‫وللتعرف �أكرث �إىل هذه التقاليد‪ ،‬ميكنكم امل�شاركة يف مهرجان «تويال»‬ ‫ّ‬ ‫الذي ُيقام يف �أواخر �شهر �أغ�سط�س من ك ّل عام وي�ستعر�ض ك ّل ما له‬ ‫عالقة بالتقاليد والعادات ال�ساموية‪ ،‬بدءاً من معار�ض املنحوتات‬ ‫اخل�شبية‪ ،‬مروراً ب�سباقات القوارب الطويلة املعروفة بـ«فاوتا�سي»‪،‬‬ ‫و�صو ًال �إىل عرو�ض الرق�ص بالنار‪.‬‬ ‫–‪–108‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.