Vacations & Travel عدد#6 - العربية

Page 1

‫‪Vacations‬‬ ‫العربية‬ ‫‪& travel‬‬

‫‪ُ 7‬جزر ساحرة‬

‫سيصعب عليكم‬ ‫مغادرتها‬ ‫سويسرا على منت‬ ‫قطاراتها التي تضاهي‬ ‫دقة‬ ‫ساعاتها ّ‬ ‫ُقرى ميكونوس‬ ‫حيث تلتقي شاكريا‬ ‫بالاليدي غاغا‬

‫اليابان‬

‫خيارات أقل كلفة‬ ‫من طوكيو‬ ‫إىل أوساكا‬

‫أجواء كاريبية‬ ‫وهندسة استعمارية‬ ‫يف قرطاجنة‬

‫نكهات وأصوات وألوان من ساحة جامع الفناء‬ ‫يف مراكش‬ ‫السيشيل‪ ،‬بايل‪ ،‬وايكيكي‪ ،‬بروناي‪ ،‬سان فرنسيسكو‪ ،‬ملبورن‪ ،‬هامبورغ‪ ،‬تايوان‬


–77–


‫على‬ ‫املحبة‬ ‫من‬ ‫طبق‬ ‫ّ‬ ‫ظهرت يف ملبورن م� ّؤخ ًرا جمموعة من �أ�صحاب املطاعم واملقاهي‬ ‫لروادها وت�سعى �إىل جعل العامل �أف�ضل من حولها‬ ‫التي ّ‬ ‫تقدم جتربة ممتعة ّ‬ ‫يف الوقت عينه‪.‬‬

‫–‪–76‬‬

‫الن�ص‪ :‬كاري هات�شين�سون‪ -‬ال�صور‪ :‬املطاعم املذكورة‪.‬‬

‫مبحبة‬ ‫حم�ضة‬ ‫�أطباق‬ ‫رّ‬ ‫ّ‬ ‫املدخن يف مطعم ‪.Charcoal Lane‬‬ ‫�شهي من �سمك القارو�ص الآ�سيوي‬ ‫ّ‬ ‫طبق ّ‬


‫جنوم يف �شوارع ملبورن‬ ‫ال؛ ريبيكا �سكوت من مطعم ‪Streat‬؛ واجهة مطعم‬ ‫هذه ال�صفحة‪ :‬ملبورن لي ً‬ ‫‪ Streat‬يف «فليمنغتون»‪.‬‬ ‫ال�صفحة املقابلة‪ :‬واجهة مطعم ‪.Charcoal Lane‬‬

‫مت�رشداً‪� ،‬أغلبهم يعانون من م�شاكل �أخرى كالإدمان‬ ‫�شاب ًا‬ ‫‪ّ 60‬‬ ‫ّ‬ ‫والأمرا�ض النف�سية والعنف الأ�رسي والإهمال‪ ،‬وذلك عن طريق‬ ‫دورات تدريبية يف جمال ال�ضيافة‪.‬‬ ‫ال‪ ،‬وم� ّؤخراً التقت‬ ‫ا‬ ‫تدريب‬ ‫ال�شباب‬ ‫ً‬ ‫مهني ًا كام ً‬ ‫ّ‬ ‫وقد تل ّقى بع�ض ه�ؤالء ّ‬ ‫اخلريجني الذين ُي�رشفون على اال�ستقبال يف مقهى‬ ‫ريبيكا ب�أحد ّ‬ ‫‪ ،Brunswick‬يف حني عاد البع�ض الآخر �إىل مقاعد الدرا�سة �إذ‬ ‫�أيقنوا � ّأن جمال ال�ضيافة ال ينا�سبهم‪ ،‬لكن ال �شك � ّأن املهارات والثقة‬ ‫التي اكت�سبوها من دورات التدريب والعمل قد �ساعدتهم على �إيجاد‬ ‫فر�ص عمل يف قطاعات �أخرى‪.‬‬ ‫املتدربني لدينا رئي�س طهاة‪ .‬وقد‬ ‫وتف�سرّ ريبيكا قائلة‪�« :‬أ�صبح �أحد‬ ‫ّ‬ ‫كان � ّأول من ح�صل على وظيفة لثالثة �أجيال يف �أ�رسته‪ .‬ولكم �أن‬ ‫ير � ّأي �شخ�ص را�شد يف عائلته يعمل»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تتخيلوا كيف ينمو طفل مل َ‬

‫�شاباً يف ‪� 4‬سنوات‬ ‫درب ‪ّ 150‬‬ ‫املطعم الذي ّ‬

‫الق�صة نف�سها يف مطعم ‪ Charcoal Lane‬الذي يقع يف‬ ‫وتتكرر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يركز على تقدمي النكهات املح ّلية‪.‬‬ ‫فخم‬ ‫مطعم‬ ‫وهو‬ ‫فيتزروي‪،‬‬ ‫منطقة‬ ‫ّ‬ ‫ويتعاون املطعم مع م�ؤ�س�سة ‪ Mission Australia‬لتوفري التدريب‬ ‫ال�رضوري لل�شباب من ال�س ّكان الأ�صليني املحرومني‪ .‬وقد �أ�سهم‬ ‫–‪–79‬‬


‫املتدربني لدينا رئي�س طهاة‪ .‬وقد كان � ّأول من ح�صل على وظيفة لثالثة �أجيال يف �أ�رسته»‬ ‫«�أ�صبح �أحد‬ ‫ّ‬

‫م‬

‫ما �إن تنزلون �إىل ال�شارع �ستجدون مقهى حيث يعج املكان‬ ‫برواده الذين يقفون حتت مظ ّلة مليئة بقناين امل�رشوبات‬ ‫ّ‬ ‫امل�ستوردة‪ ،‬كما ترون جمموعات حول الطاوالت �أو على‬ ‫كرا�سي ب�ألون مزرك�شة‪ .‬هذه �إحدى مظاهر مدينة ملبورن‪...‬‬

‫من ملبورن �إىل املك�سيك و�أثيوبيا‬

‫لكن مقهى ‪ Shebeen‬الذي فتح �أبوابه يف �أواخر �شهر فرباير يختلف‬ ‫ّ‬ ‫عن غريه �إذ �أ ّنه ال ي�سعى �إىل حتقيق عائدات طائلة‪ ،‬فكا ّفة الأرباح‬ ‫املرتتبة عن مبيعات امل�رشوبات امل�ستوردة وغريها ُت�ستخدم لدعم‬ ‫برامج امل�ساعدات يف بلد املن�ش�أ لك ّل م�رشوب‪ .‬فيعود ريع امل�رشوع‬ ‫لدعم م�ؤ�س�سة ‪ Root Capital‬يف املك�سيك والتي تو ّفر القرو�ض‬ ‫ال�صغرية لل�س ّكان املحليني من �أجل �إطالق م�شاريعهم اجلديدة‬ ‫وم� ّؤ�س�سة ‪ Kickstart‬يف �أثيوبيا‪.‬‬ ‫نتربع‬ ‫ويقول م� ّؤ�س�س مقهى ‪� Shebeen‬ساميون جريفيث‪« :‬ك ّل دوالر ّ‬ ‫به مل�ؤ�س�سة ‪ Kickstart‬يح ّقق عائدات اقت�صادية ت�ساوي حوايل ‪12‬‬ ‫أمريكي ًا يف �أثيوبيا‪� ،‬إذ يعي�ش هناك �أكرث من ‪ 80‬يف املئة‬ ‫دوالراً �‬ ‫ّ‬ ‫من املزارعني حتت خط الفقر‪ .‬لذلك تقوم هذه امل�ؤ�س�سة مب�ساعدتهم‬ ‫لالنتقال من الزراعة التي تعتمد على االكتفاء الذاتي �إىل �إنتاج‬ ‫املحا�صيل التي ت� ّؤمن التد ّفق النقدي‪ .‬وقد �ساهمت يف انت�شال‬ ‫حوايل ‪� 700‬ألف ن�سمة من الفقر»‪.‬‬ ‫واجلدير بالذكر � ّأن �ساميون جريفيث هو مهند�س وعامل اقت�صاد‬ ‫–‪–78‬‬

‫من بني عدد كبري من �س ّكان ملبورن تخ ّلوا عن العمل يف ال�رشكات‬ ‫و�أطلقوا م�شاريع ت�ساهم يف توفري حياة �أف�ضل ملن هم �أق ّل حظ ًا‪.‬‬ ‫قرر �ساميون �أ ّنه‬ ‫فبعد العمل يف قطاع امل�صارف اال�ستثمارية‪ّ ،‬‬ ‫«عملت يف‬ ‫ميكنه خو�ض جتربة خمتلفة‪ .‬ويقول حول هذه التجربة‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫منظمة خريية يف جنوب �أفريقيا لك ّنني �أدركت �أ ّنني قد �أ�ساعد عدداً‬ ‫ّ‬ ‫�أكرب من النا�س هنا»‪.‬‬

‫من عاملة �إىل �صاحبة ‪ٍ 3‬‬ ‫مقاه ت�سهم يف تدريب امل�رشّدين‬

‫كذلك الأمر بالن�سبة لريبيكا �سكوت التي � ّأ�س�ست مقهى ‪ ،Streat‬فهي‬ ‫ت�ضحك �إذا ُ�سئلت عن �سبب تخ ّليها عن مهنتها كعاملة من �أجل‬ ‫تو�سع عملها‬ ‫ت�أ�سي�س ك�شك قهوة و«تايك �آواي» عام ‪ .2010‬واليوم ّ‬ ‫لي�شمل ثالثة ٍ‬ ‫امل�رشدين‪.‬‬ ‫مقاه وحمم�صة ُت�سهم يف تدريب ال�شباب‬ ‫ّ‬ ‫أحب ح ّل امل�شاكل‪ ،‬ك ّلما ازدادت‬ ‫وتقول ريبيكا حول م�رشوعها‪ّ �« :‬‬ ‫حتول �إىل‬ ‫ال�صعوبة ا�ستمتعت بح ّلها‪ ،‬فقد ُذهلت بن�سبة‬ ‫ّ‬ ‫الت�رشد الذي ّ‬ ‫الت�رشد ارتفع بن�سبة ‪ 20‬يف املئة‬ ‫�آفة م�ستع�صية»‪ .‬وت�شري ريبيكا � ّأن‬ ‫ّ‬ ‫يف ك ّل مقاطعات �أ�سرتاليا‪ ،‬بح�سب �آخر الإح�صاءات‪ ،‬على الرغم من‬ ‫املنظمات‪ .‬وتقول‬ ‫املبادرات وامل�ساعدات التي قامت بها خمتلف‬ ‫ّ‬ ‫«يظن النا�س � ّأن امل�شكلة تكمن يف ت�أمني امل�سكن‪،‬‬ ‫يف هذا ال�صدد‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫م�ستقرة‪،‬‬ ‫حياة‬ ‫توفري‬ ‫من‬ ‫بد‬ ‫ال‬ ‫إذ‬ ‫�‬ ‫الب�ساطة‪،‬‬ ‫بهذه‬ ‫لي�س‬ ‫لكن املو�ضوع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أي العمل واملنزل والدعم»‪.‬‬ ‫متت م�ساعدة‬ ‫واجلدير بالذكر هو �أ ّنه منذ �إنطالق م�رشوع ‪ّ Streat‬‬


‫�ألوان ونكهات‬ ‫من مراك�ش‬ ‫أهمها بالن�سبة للكثري‬ ‫هي واحدة من �أرقى الوجهات يف �شمايل �أفريقيا‪ ،‬و� ّ‬ ‫املنبعث من‬ ‫والذواقة‪ ،‬وقد خطت نحو العاملية بف�ضل �سحرها ُ‬ ‫من امل�شاهري ّ‬ ‫اخللبة فيها‪،‬‬ ‫معاملها الأثرية‪ ،‬و�أحيائها العتيقة‪ُ ،‬ونزل الريا�ض اّ‬ ‫وفنادقها املزخرفة‪.‬‬

‫ق‬

‫قيل عنها �إ ّنها املدينة اجلامعة بني َح ٍّر‬ ‫وظل ظليل‪ ،‬وثلج ونخيل‪ ،‬فهي تقع يف‬ ‫و�سط ال�صحراء وتتاخم القمم الثلجية‪.‬‬ ‫وما �أجمل و�صف املف ّكر ابن امل�ؤقت املراك�شي‬ ‫لهذه املدينة حني قال‪« :‬مراك�ش مدينة عظيمة‪...‬‬ ‫ف�سيحة الأرجاء‪� ،‬صحيحة الهواء‪ ،‬ب�سيطة ال�ساحة‪،‬‬ ‫وم�ستطيلة امل�ساحة‪ ،‬كثرية امل�ساجد‪ ،‬عظيمة‬ ‫امل�شاهد‪ ،‬جمعت بني عذوبة املاء‪ ،‬واعتدال الهواء‪،‬‬ ‫وطيب الرتبة‪ ،‬وح�سن الثمرة»‪.‬‬ ‫كما قد �ص ّنفها موقع ال�سياحة العاملي‬ ‫‪ TripAdvisor‬العام املا�ضي �ساد�س وجهة‬ ‫�سياحية على امل�ستوى العاملي وجاءت قبل ُمدن‬ ‫�سياحية �شهرية كا�سطنبول وبر�شلونة و�شيكاغو‪.‬‬ ‫ال�صحي بالإ�ضافة �إىل ح�سن‬ ‫ومع طبيعة مناخها‬ ‫ّ‬ ‫�ضيافة �أبنائها وطبعهم الفكاهي‪ ،‬كنت �س�أجهل‬ ‫املغرب �إن �سافرت �إليها ومل �أزر مدينتها احلمراء‪،‬‬ ‫حيث اختربت جتربة ال ُتن�سى فيها‪.‬‬

‫الريا�ض بدل الفندق‬

‫متيز مراك�ش نف�سها عن باقي املدن مبجموعتها‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�صة من فنادق البوتيك اجل ّذابة‪ ،‬ففي هذه‬ ‫ّ‬ ‫الذواقة �إقامتهم يف الريا�ضات‪،‬‬ ‫يحجز‬ ‫املدينة‪،‬‬ ‫ّ‬

‫خا�صة ُح ّولت �إىل �أماكن لل�ضيافة‬ ‫وهي بيوت‬ ‫ّ‬ ‫ت�شعركم بالدفء والأناقة و ُتتيح لكم االنفراد‬ ‫ويزينها‬ ‫تتو�سط الريا�ض ّ‬ ‫ب�أنف�سكم يف باحة منعزلة ّ‬ ‫جمال احلدائق الطبيعي‪ .‬وقد �أده�شتني مل�سات‬ ‫ال�ضيافة ال�ساحرة‪ ،‬من الفطائر اللذيذة وبتالت‬ ‫املطرزة‬ ‫الورد املتناثرة يف غرفتي �إىل الو�سائد‬ ‫ّ‬ ‫على حا ّفة الربكة‪ .‬ويف قلب املدينة العتيقة‪،‬‬ ‫جتدون «ريا�ض املو�سيقى» حمافظ ًا على طرازه‬ ‫املغربي التقليدي بينما يزيد ت�أ ّلق ًا مع مل�سة من‬ ‫الأناقة الإيطالية ومطبخه الذي ال ُيعلى عليه‪.‬‬ ‫وحاله حال «ريا�ض بيتي» الذي ي� ّؤمن لكم مالذاً‬ ‫وع�رصي ًا يف منطقة‬ ‫�أكرث ب�ساطة وديكوراً دافئ ًا‬ ‫ّ‬ ‫امللاّ ح‪ .‬ولن تبتعدوا كثرياً �إن �أردمت الإقامة يف‬ ‫فندق �شهرزاد الذي ال ُيعترب ريا�ض ًا بك ّل ما للكلمة‬ ‫مت ترميمه وحتويله‬ ‫من معنى‪ ،‬بل منز ًال قدمي ًا ّ‬ ‫�إىل فندق جميل تختلف �أ�سعاره باختالف نوع‬ ‫بد لكم من‬ ‫الغرفة‪ .‬ولإقامة �أكرث ت�شويق ًا‪ ،‬ال ّ‬ ‫النزول يف «ريا�ض القا�ضي» الذي ت�شعرون‬ ‫فيه وك�أ ّنكم تزورون متحف ًا‪ ،‬وذلك ل ّأن �صاحبه‬ ‫هرويغ بارتلز‪ ،‬ال�سفري الأملاين ال�سابق �إىل الرباط‪،‬‬ ‫للفن الإ�سالمي والبيزنطي وحري�ص على‬ ‫ّ‬ ‫متعط�ش ّ‬ ‫�إبراز جمالها يف منزله الذي يت�أ ّلف من ‪ 12‬غرفة‬

‫–‪–91‬‬


‫–‪–90‬‬

‫الن�ص‪ :‬هناء الديراين‬

‫ف ّن �إ�سالمي‬ ‫مئذنة م�سجد الكتبية التي ُتعترب من روائع الفن املعماري الإ�سالمي‪.‬‬


‫مراك�ش ب�ألوانها و�أ�صواتها‬ ‫من اليمني �إىل الي�سار‪� :‬ستبقى �ساحة جامع الفناء القلب الناب�ض ملراك�ش؛‬ ‫حدائق �أكدال التي تبدو كما لو �أ ّنها ال تنتهي؛ حديقة «ماجوريل»‪ ،‬ملهمة‬ ‫الف ّنانني العامليني؛ ا�ستطاعت �أ�سواق هذه املدينة‪ ،‬ومنها �سوق البابو�ش �أو‬ ‫ال�شب�شب‪� ،‬أن جتذب كا ّفة الأذواق‪.‬‬

‫والبهلوانيني‪ ،‬وبائعي املاء‪،‬‬ ‫بني �سحرة الثعابني‪ ،‬ورواة الق�ص�ص‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املطهية على نار‬ ‫والأك�شاك التي تبيع �شاي اجلين�سنغ‪ ،‬والأ�صداف‬ ‫ّ‬ ‫هادئة‪ ،‬واحل�ساء لذيذ الطعم وح ّتى ر�ؤو�س الغنم املطبوخة‪ .‬واجلدير‬ ‫ج�سدت واقع احلياة يف هذا املكان‬ ‫بالذكر � ّأن اللوحة الإن�سانية التي ّ‬ ‫املحليون‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ال�س‬ ‫فقام‬ ‫بالزوال‪،‬‬ ‫مهددة‬ ‫ّ‬ ‫على مدى قرون كانت ّ‬ ‫ّ‬ ‫دولي ًا‪� ،‬إذ �ص ّنفتها‬ ‫�صدى‬ ‫بحملة لإنقاذها ووجدت احتجاجاتهم‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫هيئة اليون�سكو �ضمن روائع‪ ‬الرتاث ال�شفوي‪ ‬للإن�سانية‪ .‬وال تزال‬ ‫بالزوار والفنون‪.‬‬ ‫تعج �إىل يومنا هذا‬ ‫هذه ال�ساحة ّ‬ ‫ّ‬

‫نكهات مراك�ش‬

‫التوجه‬ ‫ملحبي املطبخ التقليدي الأ�صيل لهذه البالد‪ ،‬لي�س عليكم �سوى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جتربوا طواجن‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫ميكنكم‬ ‫حيث‬ ‫ال�شهري‬ ‫‪Al‬‬ ‫‪Fassia‬‬ ‫الفا�سيا‬ ‫مطعم‬ ‫�إىل‬ ‫ّ‬ ‫عدها وفطائر الب�سطيلة بلحم احلمام‬ ‫ي‬ ‫التي‬ ‫عة‬ ‫املتنو‬ ‫أن‬ ‫ض�‬ ‫ال�‬ ‫حلم‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫يخت�ص بها �أهل فا�س‪ ،‬املدينة املناف�سة ملراك�ش‪.‬‬ ‫والقرفة التي‬ ‫ّ‬ ‫وعندما يحني امل�ساء‪ُ ،‬تفر�ش وليمة يف �ساحة جامع الفناء حيث‬ ‫ميكنكم االن�ضمام �إىل طابور النا�س لت�ستمتعوا ب�أل ّذ الأطباق‬ ‫التقليدية‪ .‬والأف�ضل من ذلك �أ ّنه ميكنكم تناول الع�شاء يف مطعم‬ ‫ويقدم مطعم ‪ Les Prémices‬طاجني‬ ‫ترا�س يط ّل على ال�ساحة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مع ّ‬ ‫الدجاج‪� ،‬أو الك�سك�س ب�أ�سعار مقبولة‪.‬‬ ‫–‪–93‬‬


‫و‪ 5‬باحات م ّت�صلة بع�ضها ببع�ض‪ .‬و�أخرياً‪ ،‬و�سط الأ�سواق املزدحمة‬ ‫والدراجات الهوائية والنارية‬ ‫جترها احلمري‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫باملارة‪ ،‬والعربات التي ّ‬ ‫ّ‬ ‫التي تكاد عجالتها تنفجر لثقل احلمولة‪ ،‬جتدون يف �ساحة الرحبة‬ ‫نية» الذي يغلب عليه طابع الأنوثة مقارنة‬ ‫القدمية «ريا�ض ِه َ‬ ‫ويتميز بحديقته اجلميلة يف الفناء اخللفي‬ ‫بـ«ريا�ض القا�ضي»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫متزين ًا بالزهر الفو�شيا‪.‬‬ ‫حيث يربز ّ‬ ‫فن الزليج �أو الف�سيف�ساء املغربي ّ‬

‫يف �أ�سواق املدينة القدمية‬

‫بالتجول يف �أز ّقة �أ�سواق مراك�ش‪ ،‬فكانت نقطة انطالق‬ ‫بد�أت رحلتي‬ ‫ّ‬ ‫وخا�صة برفقة مر�شد �سياحي �أخذنا يف رحلة عرب تاريخ‬ ‫رائعة‬ ‫ّ‬ ‫وعرفنا على �أ�سواقها التي قد ت�ض ّلون فيها طريقكم‬ ‫املدينة القدمية ّ‬ ‫�ضيقة‬ ‫و�شوارعها‬ ‫املغرب‬ ‫يف‬ ‫أكرب‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫هي‬ ‫أ�سواقها‬ ‫من دونه‪ .‬ف�‬ ‫ّ‬ ‫الدراجات امل�رسعني وت�سحركم ب�إ�ضاءتها‬ ‫ومتعرجة‬ ‫ّ‬ ‫وتعج براكبي ّ‬ ‫ّ‬ ‫اخلافتة و�ألوانها ال�صارخة‪ ،‬كا�شف ًة عن احلرفية العالية والطابع‬ ‫املتميز ل�صناعات �أهلها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫تت‬ ‫املتاجر‪،‬‬ ‫أحد‬ ‫�‬ ‫ة‬ ‫أر�ضي‬ ‫�‬ ‫على‬ ‫التوابل‬ ‫إهرامات‬ ‫متتد �‬ ‫لىّ‬ ‫ويف حني ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفواني�س من �أ�سقف متجر جماور‪ .‬ويف متجر ثالث‪ ،‬ميكنكم‬ ‫وال�صباغني وهم‬ ‫يخيطون حقائب اليد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عمال اجللود وهم ّ‬ ‫م�شاهدة ّ‬ ‫احلرفيني الذين‬ ‫لتجف �ألوانها‪ ،‬وغريهم من‬ ‫ي�ضعون �أقم�شتهم جانب ًا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتوارث مهاراتهم عرب الأجيال منذ قرون‪� -‬سواء يف �سوق البابو�ش‬ ‫ال�سجاد‪� ،‬أو يف املدبغة‪.‬‬ ‫احلدادين‪� ،‬أو �سوق‬ ‫(ال�شب�شب)‪� ،‬أو �سوق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويف حني ميتلئ ال�شارع ال ّأول ب�س ّكان حم ّليني ي�صنعون الأحذية‪،‬‬ ‫ميكنكم �أن تق�صدوا ال�شارع املجاور حيث جتدون �أ�شهر العالمات‬ ‫التجارية وخمتلف الت�صاميم‪ .‬وال تن�سوا �أن تبحثوا عن منتجات‬ ‫احلمام املغربي املق ّلمة‪،‬‬ ‫بيات‬ ‫ال�سرياميك‪ ،‬واجللاّ ّ‬ ‫املطرزة‪ ،‬ومنا�شف ّ‬ ‫ّ‬ ‫يدوي ًا‪.‬‬ ‫و�سجاد احلرير العتيق‬ ‫وال�سجاد املن�سوج ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫–‪–92‬‬

‫تفوتوا زيارتها‬ ‫معامل ال ميكنكم �أن ّ‬

‫متر من دون �أن تزوروا «حديقة ماجوريل»‬ ‫ال تدعوا عطلتكم ّ‬ ‫امل�صمم الفرن�سي �إيف �سان لوران وتزخر‬ ‫ال�ساحرة التي كان ميلكها‬ ‫ّ‬ ‫مت جتميعها من القارات اخلم�س‪ ،‬و«مدر�سة‬ ‫برثوة هائلة من نباتات ّ‬ ‫بن يو�سف» التي تعود �إىل القرن ال�ساد�س ع�رش وتزيد الف�سيف�ساء من‬ ‫رونقها بينما ينت�رش خ�شب الأرز يف كل �أنحائها‪ ،‬و«ق�رص باهيا»‬ ‫الباذخ الذي ُبني يف عهد الدولة العلوية لأحد الوزراء من �أجل‬ ‫تع�ش�ش اللقالق‬ ‫زوجاته الأربعة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل «ق�رص البديع» حيث ّ‬ ‫يف جدران بقاياه املده�شة بعد �أن كان حمور ت�أ ّلق �ساللة ال�سعديني‬ ‫يف القرن ال�ساد�س ع�رش‪ .‬وكي تروا الزخارف اجلدارية وغريها‬ ‫من الإبداعات الف ّنية يف مقابر ال�سعديني ال�شهرية‪ ،‬عليكم الذهاب‬ ‫يكتظ باملجموعات ال�سياحية‪.‬‬ ‫باكراً‪ ،‬فهو مكان �صغري و�رسعان ما‬ ‫ّ‬ ‫ومن بني روائع الفن املعماري الإ�سالمي‪ ،‬تربز مئذنة م�سجد‬ ‫الكتبية املنرية لتنادي على ك ّل هذه املعامل وت�ستقطب �آالف‬ ‫امل�ص ّلني‪ .‬وي�صل ارتفاعها �إىل حوايل ‪ 67‬مرتاً ويعود بنا�ؤها �إىل‬ ‫القرن احلادي ع�رش‪ .‬ويف وقت مت� ّأخر من بعد الظهر‪ ،‬ميكنكم‬ ‫التوجه �إىل �أحد‬ ‫اال�ست�سالم للراحة ال�ستعادة ن�شاطكم من خالل‬ ‫ّ‬ ‫املغربية التقليدية التي ت�ست�أثر باهتمام املجتمعات‬ ‫احلمامات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتميز به من هند�سة فريدة‬ ‫مبا‬ ‫إعجابهم‬ ‫�‬ ‫وتثري‬ ‫والغربية‬ ‫ال�رشقية‬ ‫ّ‬ ‫ويذكر � ّأن الفنادق‬ ‫وت�صميم بديع وعادات‬ ‫عالجية ال مثيل لها‪ُ .‬‬ ‫ّ‬ ‫خا�صة بها‪.‬‬ ‫حمامات تقليدية‬ ‫ّ‬ ‫الفاخرة حتتوي �أي�ض ًا على ّ‬ ‫ومن عادات ال�سفر �إىل مراك�ش �أن تق�ضوا �أم�سيتكم يف ال�ساحة‬ ‫الرئي�سية للمدينة القدمية وهي �ساحة جامع الفناء‪ ،‬التي تلعب دور‬ ‫ال�سوق واملطعم اخلارجي ومكان تالقي النا�س‪ .‬وحني و�صلت �إليها‪،‬‬ ‫الدخان يت�صاعد من �أك�شاك الطعام‪ ،‬بينما �أذهلني �صوت‬ ‫ر�أيت ُ‬ ‫الطبول التي كانت تقرعها ع�رشات الفرق املختلفة وترافق خطواتي‬


–97–


‫�صاللة‪...‬‬ ‫َم� َصيف اخلليج‬ ‫بدءا من الإطاللة ال ّأخاذة على‬ ‫تر�سم �صاللة لوحة مبدعة بطبيعتها اخللاّ بة‪ً ،‬‬ ‫مرورا ب�أ�سواقها القدمية العابقة بالتاريخ و�صوالً �إىل روعة جبالها‬ ‫بحر العرب‬ ‫ً‬ ‫املكت�سية ب�ضباب مل يحجب جمال املنظر‪.‬‬

‫الن�ص‪� :‬أن�س �شاهريل‪ -‬ال�صور‪ :‬منتجع ‪� Hilton‬صاللة و‪Corbis‬‬

‫–‪–96‬‬


‫لأنام باكراً حت�ضرياً لنهار �سياحي طويل يف �صباح اليوم التايل‪.‬‬ ‫متحم�س ًا لبدء‬ ‫ا�ستيقظت يف اليوم التايل من زيارتي �إىل �صاللة‬ ‫ّ‬ ‫جولتي يف هذه املدينة اخل�رضاء‪ .‬فتناولت فطوري يف مطعم ‪Al‬‬ ‫متنوعة‪ ،‬فاخرتت منها البي�ض‬ ‫‪ Maha‬الذي ّ‬ ‫يقدم م�أكوالت خفيفة ّ‬ ‫املخفوق مع الزبدة وحلم البايكون البقري مع خمتلف �أنواع‬ ‫ال�سلطات والفواكه املنع�شة‪.‬‬ ‫وبالرغم من احلرارة املرتفعة التي �سادت ذاك اليوم والتي ت�سيطر‬ ‫يف ف�صل ال�صيف ب�شكل �أ�سا�سي‪ � ،‬اّإل �أ ّنه ميكننا القول � ّإن �صاللة‬ ‫زوار املدينة ب�أجواء‬ ‫هي مدينة �شتوية بامتياز �أي�ض ًا حيث يتمتع ّ‬ ‫متيزها عن جميع مدن جنوب منطقة‬ ‫ا�ستوائية يف ف�صل ال�شتاء ّ‬ ‫اخلليج العربي‪.‬‬

‫عني جرجيز‬

‫�أوجه الفخامة يف �صاللة‬ ‫مدخل منتجع ‪� Hilton‬صاللة؛ حو�ض ال�سباحة يف املنتجع نف�سه؛ داخل طائرة‬ ‫‪ flydubai‬الأنيق؛ لوحة منحوتة مت ّثل �أوجه احلياة ال ُعمانية يف منتجع ‪Hilton‬‬ ‫�صاللة‪.‬‬

‫امتد‬ ‫انطلقت ال�سيّارة م�رسعة باتجّاه ال�رشق قا�صدين �سهل �أتني‪ّ ،‬‬ ‫البحر من على ي�سارنا و�شهقت جبال ظفار ح ّتى اليمن من على‬ ‫مييننا‪ .‬وكان ب�إمكاين �أن �أرى بو�ضوح �أعمال البناء على الطريق‬ ‫أهمها بناء مطار �صاللة اجلديد والذي ُيتو ّقع‬ ‫مل�شاريع عمرانية ّ‬ ‫عدة � ّ‬ ‫�أن يبد�أ العمل به يف العام ‪ .2014‬وبعد �أق ّل من ن�صف �ساعة و�صلنا‬ ‫�إىل عني جرجيز الزاخرة بينابيع املياه العذبة التي تنبع من اجلبال‬ ‫املتاخمة لل�سهل‪ .‬وعندها ر�أيت الكهوف املنحوتة يف ال�صخور‬ ‫مربوا املوا�شي‬ ‫الربي التي اعتاد ّ‬ ‫والتي حتيط بها �أ�شجار التني ّ‬ ‫ِ‬ ‫يخب�ؤوا فيها قطعان املاعز خ�شي ًة عليها من ال�سباع وال�ضباع‪.‬‬ ‫�أن ّ‬ ‫ويف طريقنا �إىل اجلبال كانت قطعان اجلمال تقطع الطريق ك ّل‬ ‫خم�س دقائق‪ .‬واجلدير بالذكر � ّأن �أهل اجلبال هنا ي�شتهرون برتبية‬ ‫املا�شية كاملاعز والأبقار والإبل‪.‬‬ ‫–‪–99‬‬


‫و‬

‫و�صلت �إىل �صاللة على منت طريان ‪ flydubai‬فكانت رحلتي‬ ‫َ�س ِل�سة ومريحة وكنت حمظوظ ًا كوين كنت من الأوائل الذين‬ ‫ا�ستفادوا من �إطالق الطريان لرحالته الأوىل �إىل املدينة‬ ‫العمانية‪ .‬وقد �أمتمت �إجراءات الدخول �إىل مطارها يف �أقل من ‪10‬‬ ‫ُ‬ ‫موظفي اال�ستقبال اللطفاء وكان بانتظاري‬ ‫دقائق فقط مب�ساعدة ّ‬ ‫�سيارة �أق ّلتني مبا�رش ًة �إىل منتجع ‪ Hilton‬الذي يبعد م�سافة ‪15‬‬ ‫ّ‬ ‫العمانية الرائدة‬ ‫دقيقة عن املطار والذي ُ�ص ّنف �ضمن الفنادق ُ‬ ‫للعام ‪ ،2013‬كما ُ�ص ّنف الفندق ال ّأول يف �صاللة ل�سن َتني على التوايل‬ ‫املتخ�ص�ص ب�ش�ؤون ال�سفر‪.‬‬ ‫وذلك بح�سب موقع ‪Trip Advisor‬‬ ‫ّ‬

‫ا�ستقبال منع�ش يف ظ ّل حرّ ال�صيف‬

‫يف ظ ّل حرارة �شهر يونيو املرتفعة‪ ،‬ا�س ُتقبلت يف منتجع‬ ‫ثم �صعدت �إىل‬ ‫�صاللة باملاء البارد وع�صري املانغا املنع�ش‪ّ ،‬‬ ‫غرفتي لأر ّتب حقائبي و�أنال ق�سط ًا من الراحة‪ .‬ولكن وكعادتي‬ ‫مل �أرحت حتى �أقوم بجولتي على �أرجاء الفندق وقد رافقني رجل‬ ‫اال�ستقبال الأنيق الذي جال بي على كا ّفة �أجزاء الفندق الفخمة‬ ‫و�أق�سامه امل�رشفة على البحر وحو�ض ال�سباحة و�أ�شجار النخيل‪.‬‬ ‫توجهنا �إىل اخلارج وقمنا بجولة حول حو�ض ال�سباحة الرائع‬ ‫ثم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫�صحية‪ ،‬مع العلم �أ ّنه ميكنكم اال�ستمتاع‬ ‫ونواد‬ ‫مقاه‬ ‫به‬ ‫حتيط‬ ‫الذي‬ ‫ّ‬ ‫بال�سباحة يف احلو�ض الكبري وتناول امل�رشوبات املنع�شة من على‬ ‫البار املجاور‪ ،‬واال�ستمتاع يف �آن بالإطاللة ال ّأخاذة على بحر‬ ‫العرب‪ .‬وتتج ّلى روعة املكان برتف ال�صناعة والبناء وت�صميم‬ ‫�سيما مطعم ‪ Sheba’s Steakhouse‬الذي تناولت‬ ‫املطاعم ال ّ‬ ‫وتذوقت �أ�شهى الأطباق منها اللحم امل�شوي و�سلطة‬ ‫الع�شاء فيه‬ ‫ّ‬ ‫ثم �صعدت �إىل غرفتي املط ّلة على �شاطئ البحر‬ ‫املطعم اخل�رضاء‪ّ ،‬‬ ‫–‪–98‬‬

‫‪Hilton‬‬


‫ماليزيا‬ ‫ومغريات فنادقها‬ ‫مرجعا يف جمال ال�سياحة واال�سرتخاء‬ ‫بالإ�ضافة �إىل مطبخها‪� ،‬أ�صبحت ماليزيا‬ ‫ً‬ ‫أي�ضا‪ ،‬لذا جلنا فيها على �أف�ضل ثالثة منتجعات من «كواالملبور»‬ ‫� ً‬ ‫�إىل «باجنور لوت»‪.‬‬ ‫فندق ‪Ritz Carlton Kuala Lumpur‬‬

‫وجدت نف�سي يف غرفة مظلمة‪ ،‬وقرع الطبول‬ ‫أذن إ�لاّ �أ ّنني حاولت احلفاظ على‬ ‫يرت ّدد يف � يَ‬ ‫هدوئي‪ ،‬فالهدف من هذا التمرين هو احل�صول على‬ ‫ال�سكينة ولي�س الإ�صابة بالذُعر‪ .‬ووفق ًا للدليل يف‬ ‫منتجع ‪Ritz Carlton Kuala Lumpur’s Spa‬‬ ‫احل�سية» �ست�ساعدكم‬ ‫‪ Village‬ف� ّإن «غرفة التجربة ّ‬ ‫على تعزيز ارتباطكم بالعامل اخلارجي وب�أنف�سكم‬ ‫�شخ�صي ًا كل ما �أح�س�ست به هو القلق‬ ‫�أي�ضاً»‪ ،‬لكن‬ ‫ّ‬ ‫ربا انقطاع النف�س‪.‬‬ ‫والت�ش ّتت‪� ،‬أو مّ‬ ‫احل�سية ت�شبه‬ ‫�أعتقد � ّأن جماراة الدليل يف التجربة ّ‬ ‫اجلري يف املاراتون‪ ،‬فقد كان ي�رصخ برئ َتني‬ ‫عادي ًا‪،‬‬ ‫مفتوح َتني‪« :‬خذوا نف�س ًا عميق ًا‪ ،‬نف�س ًا‬ ‫ّ‬ ‫ركزوا على الأ�صوات»‪ .‬وبدا � ّأن‬ ‫�شهيق ًا‪ ،‬زفرياً‪ّ ،‬‬ ‫احل�سية قد‬ ‫ال�سياح يف مترين التجربة‬ ‫زمالئي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مرتبع ًا‬ ‫كانوا يعانون �أي�ض ًا‪ .‬ومل يعد معظمهم‬ ‫ّ‬ ‫خا�صة بالتدليك‪ ،‬يتن ّف�سون‬ ‫ومتددوا على �أن�ضدة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�صعداء ويعقدون حواجبهم‪.‬‬ ‫ملونة تنبعث من ال�سقف و�أح�س�ست‬ ‫ر�أيت �أ�ضواء ّ‬ ‫ب�شعور غريب‪ ،‬لكن �رسعان ما �أجفلني �صوت �آلة‬ ‫التذوق‪،‬‬ ‫اجلوجن‪ .‬وكان قد حان الوقت الختبار‬ ‫ّ‬ ‫حيث ُو�ضعت �أطباق �صغرية �أمامنا على الأر�ض‬

‫ت�ضم نكهات ُم ّرة وماحلة وحام�ضة وحلوة‪ .‬ومن‬ ‫ّ‬ ‫دون تفكري‪ ،‬و�ضعت يف فمي ما ر�أيت يف الطبق‬ ‫مكعب �أخ�رض اللون‬ ‫ال ّأول‪ ،‬وكان عبارة عن‬ ‫ّ‬ ‫م�ضغته ب�رسور‪.‬‬ ‫«تخيلوا الطعم‪ ،‬وا�ستمتعوا به»‪ ،‬ومل‬ ‫قال الدليل‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ميكن بو�سعي �سوى ال�ضحك‪ .‬وعندما طلب م ّنا‬ ‫املرة‪ ،‬هرعت �إىل كوب‬ ‫�أخرياً �أن نبتلع النبتة ّ‬ ‫املياه وب�صقت‪ .‬فقد كنت �أ�شعر بت�أ ّزم و�شعرت‬ ‫بحرقة‪ .‬وقد زاد امللح وقطعة الليمون الهندي‬ ‫حبات التمر احللوة �أنقذت‬ ‫الطني ب ّلة‪ ،‬لكن ّ‬ ‫املوقف‪.‬‬ ‫مرة �أخرى منذراً‬ ‫و�إذا بي �أ�سمع �صوت �آلة اجلوجن ّ‬ ‫بدء جل�سة تدليك لأعناقنا و�أقدامنا يف الوقت‬ ‫نف�سه‪ .‬وعندها بد�أت حوا�سي ت�ستوعب ما يح�صل‬ ‫حولها‪.‬‬ ‫وبعد خو�ضي هذه التجربة �أح�س�ست �أ ّنني �إن�سان‬ ‫بد �أن تلم�سوه بعد احل�صول‬ ‫جديد‪ ،‬وهو �شعور ال ّ‬ ‫�صحي‪ .‬وقد خاجلني �شعور‬ ‫على عالج يف منتجع ّ‬ ‫احلر �إىل ال�شارع حيث‬ ‫مماثل عندما نزلت و�سط ّ‬ ‫يقع فندق «ريتز كارلتون» يف و�سط مدينة‬ ‫كواالملبور‪ ،‬وحتيط به الأبنية ال�شاهقة وال�شوارع‬ ‫املزدحمة‪ .‬لكن �أين املتعة يف ذلك؟‬

‫–‪–105‬‬


‫الن�ص‪ :‬ليزا بركوفيك‪ -‬ال�صور‪ :‬الفنادق املذكورة‬

‫يف ماليزيا‬ ‫يحلو اال�سرتخاء على حا ّفة حو�ض ال�سباحة الالمتناهي و�أمام زرقة املحيط الرائعة‪.‬‬ ‫–‪–104‬‬


‫اخلا�صة بالتدليك يف الغابة املطرية وجمموعة‬ ‫والأجنحة اخلارجية‬ ‫ّ‬ ‫احلمامات‪ .‬وقد كان عالج ‪ Bath House Ritual‬غام�ض ًا �إذ كنت‬ ‫من ّ‬ ‫احلمام الذي ي�ستغرق ‪ 45‬دقيقة‬ ‫�أتو ّقع حو�ض ماء �ساخن ّ‬ ‫ود�ش ًا ّ‬ ‫لكن ّ‬ ‫كان عبارة عن مزيج من املتعة والأمل‪.‬‬ ‫القدمني‬ ‫على‬ ‫تربيت‬ ‫وتبعه‬ ‫ال�صيني‬ ‫القدمني‬ ‫بحمام‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وقد بد�أ العالج ّ‬ ‫احلمام املاليزي يف حو�ض‬ ‫بوا�سطة مطرقة خ�شبية‪ّ .‬‬ ‫ثم كان دور ّ‬ ‫�سباحة حمفور يف ال�صخر قد حان فرك�ضت يف املياه الباردة بدل‬ ‫ن�شم عطر‬ ‫�أن �أم�شي وذلك تبع ًا للتعليمات‪ .‬ويف اجلهة الأخرى‪ ،‬ك ّنا ّ‬ ‫ال�شمار واليا�سمني الهندي والقرنفل قبل دخولنا �إىل كوخ بت�صميم‬ ‫ياباين لالغت�سال‪.‬‬ ‫ت�سمى «جو�شي‬ ‫وكانت ُت�ستخدم يف ذاك املكان قطعة �شا�ش‬ ‫ّ‬ ‫التوجه �إىل حو�ض‬ ‫جو�شي» واملياه ال�ساخنة لغ�سل �أج�سامنا قبل‬ ‫ّ‬ ‫�سباحة �صخري على الطراز الياباين‪ .‬عندئ ٍذ‪ ،‬قالت �إحدى زميالتي‬ ‫ممازح ًة �إ ّنها �شعرت ك�أ ّنها يف برنامج ‪ .Survivor‬وخالل ا�سرتاحة‬ ‫للتحدي التايل‪ .‬و�أخرياً مل نكن‬ ‫تخ ّللها فنجان من ال�شاي ك ّنا ن�ستعد‬ ‫ّ‬ ‫لكن العائق الوحيد الذي بقي‬ ‫بحاجة للقيام ب�أي �شيء ب�أنف�سنا ّ‬ ‫�أمامنا كان ت�س ّلق من�ضدة عالية للخ�ضوع لعالج تق�شريي للج�سم‬ ‫ُيعرف با�سم ‪ .Shanghai Scrub‬واجلدير بالذكر � ّأن زيارتي �إىل‬ ‫املرة الوحيدة التي «�أعاين» فيها على هذه‬ ‫املنتجع‬ ‫ّ‬ ‫ال�صحي كانت ّ‬ ‫اجلزيرة اال�ستوائية‪.‬‬ ‫قدم الطعام يف �أوانٍ‬ ‫في‬ ‫البحر‪،‬‬ ‫�شاطئ‬ ‫على‬ ‫ال�شواء‬ ‫� ّأما يف حفالت‬ ‫ُ ّ‬ ‫�شخ�صني نادل خا�ص‪ ،‬مع العلم �أ ّنه ميكنكم‬ ‫ف�ضية ويخدم كل‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫الذهاب يف رحلة �إىل مزرعة �سمكية يف القارب ال�رسيع �أو يف نزهة‬ ‫املقبالت وامل�رشوبات على‬ ‫وتذوق �أ�شهى‬ ‫ّ‬ ‫بحرية عند غروب ال�شم�س ّ‬ ‫منت اليخوت الفخمة‪.‬‬

‫منتجع ‪Tanjong Jara Resort‬‬

‫يط ّل منتجع ‪ Tanjong Jara‬على بحر ال�صني اجلنوبي يف منطقة‬ ‫«تريينجانو» وحالفني احلظ لر�ؤية هذا البحر عندما �أم�ضيت‬ ‫مميز‬ ‫ب�ضعة � ّأيام على ال�شاطئ ال�رشقي ملاليزيا‪ .‬وانتقلنا يف يخت ّ‬ ‫�إىل جزيرة «تينغول» وهي بقعة للغط�س حيث �صادفنا الكثري من‬ ‫ال�سالحف املائية و�سمك املهرج حتت املرجان البنف�سجي العمالق‪.‬‬ ‫الرب‪ ،‬عرفنا �أن منتجع ‪ Tanjong Jara‬هو الوحيد يف‬ ‫وبالعودة �إىل ّ‬ ‫ويعترب‬ ‫العامل الذي يو ّفر جل�سات تدليك عالجي ماليزي تقليدي‪ُ .‬‬ ‫يحيى بن مامات (ينادونه �أ�صدقا�ؤه «باك يحيى») اليد ال�شافية يف‬ ‫املنتجع املذكور لك ّنه كان مري�ض ًا �أثناء زيارتنا‪ .‬وقد ت�س ّنى لنا �أن‬ ‫نخترب بع�ض ًا من العالجات املن�سوبة �إليه مثل ‪Awet Permaisuri‬‬ ‫القائم على املعاملة امللكية‪ ،‬وعالج ‪Urutan Panglima‬‬ ‫وهو تدليك للمحاربني يجعل الرجال ي�شعرون براحة كربى‪.‬‬ ‫وبالإ�ضافة �إىل املحاربني الب�رش‪ ،‬يتكاثر نوع �آخر من حماربي‬ ‫الربية يف ‪� .Tanjong Jara‬إذ ت�ستقطب �شواطئ «تريينجانو» عدداً‬ ‫ّ‬ ‫من ال�سالحف اخل�رضاء‪ ،‬وال�سالحف املائية وال�سالحف جلدية‬ ‫الظهر‪ .‬وك ّنا ننتظر كل م�ساء عند ال�ساعة التا�سعة لننطلق يف‬ ‫حممية ال�سالحف با�سم ‪ .Rantu Abang‬ويعمل‬ ‫رحلة يف الفان �إىل‬ ‫ّ‬ ‫�سائقنا �إي�سي�س يف ق�سم اال�ستقبال يف الفندق يف النهار وي�صطحب‬ ‫حممية ال�سالحف يف امل�ساء‪ .‬وعندما تو ّقفنا على‬ ‫الزوار �إىل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املحمية‬ ‫يف‬ ‫الرجال‬ ‫بع�ض‬ ‫«يعمل‬ ‫ال�سائق‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ال�ضوئية‬ ‫إ�شارة‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫منذ ‪ 45‬عام ًا‪ ،‬يف ذلك الوقت كانت النمور ترتاد ال�شاطئ‪ .‬ومن �أكرب‬ ‫ال�صيادون املخالفون الذين ي�رسقون بي�ضها»‪.‬‬ ‫�أعداء ال�سالحف‬ ‫ّ‬ ‫كان الفجر لن يطلع قبل ب�ضع �ساعات �إلاّ �أ ّننا ر�أينا ومي�ض ًا برتقايل‬ ‫اللون يف الأفق و�شعالت نار‪ .‬فقيل لنا � ّإن م�صايف البرتول حترق‬ ‫–‪–107‬‬


‫لكن ميكنكم اختبار �أجواء هادئة يف ردهة الفندق الفخمة‪� ،‬إذ يرتاد‬ ‫الفندق الأجانب الأثرياء يوم الأحد للتم ّتع بحفل �شواء �أو الرت�شاف‬ ‫ميتد من يونيو ح ّتى‬ ‫ال�شاي ع�رصاً‪ .‬وخالل الف�صل املعتدل الذي ّ‬ ‫ال�سياح من منطقة اخلليج هرب ًا من لهيب ال�صحراء‬ ‫�أغ�سط�س‪ ،‬يتوافد ّ‬ ‫لب�ضعة �أ�شهر‪.‬‬

‫منتجع ‪Pangkor Laut Resort‬‬

‫�سيارة الفان �إنرتنت‪ ،‬زجاجات ماء‪ِ ،‬‬ ‫وخ َّفني‪ ،‬وو�سادات‬ ‫يتو ّفر يف ّ‬ ‫ويتم تقدمي ع�صري البطيخ ب�أكواب من الكري�ستال‬ ‫لة‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ومنا�شف مب ّ‬ ‫ّ‬ ‫�إىل جانب منا�شف مب ّللة على منت اليخت الفخم‪ .‬كما يتو ّفر يف الفلل‬ ‫جماين واملزيد من املنا�شف املب ّللة‪ .‬وقد بد�أت‬ ‫اخلا�صة ميني بار ّ‬ ‫ّ‬ ‫قدمي منتجع ‪Pangkor Laut Resort‬‬ ‫أت‬ ‫�‬ ‫وط‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫منذ‬ ‫باملرح‬ ‫�أ�شعر‬ ‫َ‬ ‫خا�صة قرب احلدود بني بورنيو وماليزيا وظ ّل‬ ‫جزيرة‬ ‫على‬ ‫الواقع‬ ‫ّ‬ ‫ال‪.‬‬ ‫هذا ال�شعور متوا�ص ً‬ ‫بقمة اال�سرتخاء‪ ،‬ما عليكم �سوى اخل�ضوع‬ ‫و�إذا �أردمت اال�ستمتاع ّ‬ ‫جلل�سة تدليك يف فرتة الع�رص‪ .‬فقد كانت جل�سة ‪Puteri Lindungan‬‬ ‫‪ Bulan‬التي خ�ضعت لها عبارة عن ‪ 180‬دقيقة من ال�سعادة العارمة‬ ‫وترتكز على املرا�سم التقليدية قبل الزواج‪ّ � .‬أما التدليك اخلا�ص‬ ‫ب�أن�سجة اجل�سم الذي ت�ؤديه فتاة لطيفة �أزال ك ّل التعب‪ ،‬يف حني‬ ‫� ّأن تدليك ال�شعر بزيت جوز الهند و�أع�شاب الباندان جعلني �أ�شعر‬ ‫حمام‬ ‫بالنعا�س‪ ،‬و�أ�ضفى فرك اجل�سم �شعوراً بالنظافة‪ ،‬و�ش ّكل ّ‬ ‫احلليب مع �أوراق الورد وقطع الليمون جتربة مبنتهى الروعة‪.‬‬ ‫وقد انتهى اليوم بجل�سة بخار مفعمة بروائح جميلة وحيث جل�ست‬ ‫املعطر باليا�سمني‬ ‫على كر�سي مريح لأ�شعر بالهواء ال�ساخن‬ ‫ّ‬ ‫أتخيل نف�سي مثل كعكة الباندان التي‬ ‫واملاغنوليا والورد‪ .‬ورحت � ّ‬ ‫يتم خبزها يف �صندوق من اخليزران‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫واجلدير بالذكر هو � ّأن العالج املاليزي لي�س �سوى جزء �صغري من‬ ‫ي�ضم‬ ‫املتنوعة التي يو ّفرها منتجع ‪� .Pangkor Laut‬إذ‬ ‫التجربة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املنتجع جمموعة من �أحوا�ض ال�سباحة والفلل املبنية من اخل�شب‬ ‫والتي تطفو فوق املياه‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل املطاعم الفخمة والعادية‪،‬‬

‫–‪–106‬‬

‫باتاه عقارب ال�ساعة‪ :‬طبق من الروبيان ال�شهي؛ يحلو‬ ‫من اليمني �إىل الي�سار جّ‬ ‫اال�سرتخاء على كنبات ال�شاطئ يف منتجع ‪Tanjong Jara Beach‬؛ ال تكتمل‬ ‫جتربة املنتجعات املاليزية من دون اجللو�س على ال�رشف املط ّلة على املحيط عند‬ ‫مغيب ال�شم�س؛ جمموعة العطور العالجية يف �سبا فندق ‪Ritz-Carlton‬؛ تتج ّلى‬ ‫�أوجه الفخامة يف غرف املنتجع املاليزية‪.‬‬


–113–


‫على م�سار‬ ‫القطار ال�سوي�رسي‬ ‫بالإ�ضافة �إىل ال�ساعات وال�شوكوالته ال�سوي�رسية الفاخرة‪ُ ،‬ت ّعد �شبكة ال�سكك احلديدية‬ ‫بدءا ب�ضفاف‬ ‫متر عرب �أجمل املناظر الطبيعية ً‬ ‫ال�سوي�رسية �إحدى � ّ‬ ‫أهم �إجنازات البالد‪� ،‬إذ ّ‬ ‫مرورا باجلبال ال�شاهقة املذهلة ليخترب ّركاب القطارات �أجمل‬ ‫البحريات ال�ساحرة‬ ‫ً‬ ‫التجارب ال�سوي�رسية‪.‬‬

‫–‪–112‬‬

‫الن�ص‪� :‬أوتي جانكر؛ ال�صور‪ :‬هيئة ال�سياحة ال�سوي�رسية‬

‫العمالق الأحمر‬ ‫القطار ال�سوي�رسي ال�شهري بلونه الأحمر يعرب الأعايل ال�سوي�رسية اجلرداء‪.‬‬


‫فرن�سا �ساع َتني ون�صف ال�ساعة فقط‪ ،‬كما ميكنكم االنتقال من مدينة‬ ‫املكتظة �إىل �ضفاف بحرية لوغانو الهادئة خالل الفرتة نف�سها‪.‬‬ ‫زوريخ‬ ‫ّ‬ ‫معينة‬ ‫وبحكم م�ساحة البالد ال�صغرية‪ ،‬ميكنكم النزول يف منطقة ّ‬ ‫وا�ستك�شاف باقي �أنحاء البالد من خالل القيام برحالت نهارية‪،‬‬ ‫بحد ذاتها هي �أ�سا�س املرح يف معظم الأحيان‪.‬‬ ‫فالرحلة ّ‬ ‫واجلدير بالذكر هو � ّأن ك ّل رحلة على القطار ال�سوي�رسي تقريب ًا ت�سمح‬ ‫لكم باال�ستمتاع مبنظر ل�ضفاف بحرية �أو �أكرث‪� ،‬إذ حتوي �سوي�رسا‬ ‫�سيارات �أجرة‪ ،‬مع العلم � ّأن‬ ‫بحريات بقدر احتواء مدينة نيويورك على ّ‬ ‫بع�ض الرحالت هي �أكرث روعة من �سواها‪.‬‬ ‫ويف اجلنوب الغربي‪ ،‬هناك مث ًال �س ّكة حديد «�سنتوفايل» (املئة وادي)‬ ‫متتد على طول ‪ 60‬كيلومرتاً لت�صل مدينة لوكارنو الواقعة على‬ ‫التي ّ‬ ‫�ضفاف بحرية ماجيوري مبدينة دومودو�سوال يف �إيطاليا‪ .‬ويعرب‬ ‫القطار �سل�سلة من اجل�سور العالية حيث ميكنكم ت� ّأمل املناظر اخللاّ بة‬ ‫املط ّلة على الوديان وال�شلاّالت املتد ّفقة‪ ،‬كما تتخ ّلل هذا امل�شهد‬ ‫�أنفاق تخرتق اجلبال ال�صخرية ال�شاهقة‪ّ � .‬أما وديان املنطقة امل�شم�سة‬ ‫فت�ضم �شبكة من م�سارات امل�شي التي تنا�سب كا ّفة‬ ‫الغ�ضة‬ ‫والغابات ّ‬ ‫ّ‬ ‫حمطة‬ ‫امل�ستويات‪ ،‬مع العلم � ّأن هذه امل�سارات لي�ست ببعيدة عن �أي ّ‬ ‫تنزلون فيها‪.‬‬

‫نحو التالل‬

‫من اليمني �إىل الي�سار‬ ‫ترتبع على �أعايل جبال الألب ال�سوي�رسية‬ ‫التي‬ ‫املطاعم‬ ‫أحد‬ ‫�‬ ‫يف‬ ‫يحلو تناول الغداء‬ ‫ّ‬ ‫وت� ّؤمن مناظر خلاّ بة على الأفق البعيد؛ ُتعترب ريا�ضة ت�س ّلق اجلبال وامل�شي يف‬ ‫�أح�ضانها الأمثل ال�ستك�شاف جمال اجلبال ال�سوي�رسية الطبيعي؛ تكرث البحريات‬ ‫الفريوزية يف �أعايل جبال الألب؛ مدينة لوغانو ومنظر رائع على البحرية ال�شهرية‬ ‫التي حتمل اال�سم نف�سه‪.‬‬

‫يتط ّلب ال�سفر يف قطارات �سوي�رسا الفاخرة مثل‬ ‫‪ Express‬و‪ Glacier Express‬و‪ Bernina Express‬حجزاً م�سبق ًا‪ ،‬مع‬ ‫ركابه من �أعايل جبال الألب يف «خور»‬ ‫العلم � ّأن قطار «برنينا» ي�أخذ ّ‬ ‫�أو «دافو�س» عرب «�سانت موريتز» �إىل «تريانو» يف �إيطاليا‪ ،‬و ُتعترب‬

‫‪Wilhelm Tell‬‬

‫–‪–115‬‬


‫ت‬

‫ُتب�رص بع�ض الأحالم الرومان�سية النور بال�رسعة نف�سها التي‬ ‫لكن بع�ضها الآخر ُيولد رويداً رويداً ليتم ّلككم قبل‬ ‫تختفي بها‪ّ ،‬‬ ‫حبي للقطارات ال�سوي�رسية‪،‬‬ ‫ق�صة ّ‬ ‫�أن تدركوا ذلك‪ .‬هكذا بد�أت ّ‬ ‫بك ّل براءة‪ ،‬مع رحلة القطار الأوىل التي �أخذتني من مطار زوريخ �إىل‬ ‫�سيارة الأجرة‪.‬‬ ‫قلب املدينة‪ .‬فكان القطار مريح ًا و�أ�رسع و�أبخ�س من ّ‬ ‫باخت�صار‪ ،‬كانت الرحلة جتربة مذهلة مل �أختربها من قبل‪.‬‬ ‫تر�سخ �شعوري هذا‪.‬‬ ‫ومنذ تلك اللحظة‪ ،‬كانت كل رحلة قطار �أقوم بها ّ‬ ‫فقد ا�ستق ّليت رحالت يومية و�أُخرى عربت بي البالد نحو وجهتي‬ ‫الركاب‬ ‫النهائية‪ ،‬وكانت ك ّلها �سهلة ودقيقة مبواعيدها‪ ،‬كما منحت ّ‬ ‫متعة ت� ّأمل مناظر خلاّ بة على طول الطريق‪ .‬و�أنتم بدوركم‪� ،‬إن �أردمت‬ ‫مندكم يف ما يلي بكا ّفة‬ ‫اكت�شاف متعة ركوب القطارات ال�سوي�رسية‪ّ ،‬‬ ‫املعلومات التي �ستحتاجون �إليها‪.‬‬

‫تذكرة قطار‬

‫لالنطالق يف رحلتكم ال�سوي�رسية‪� ،‬ستحتاجون �إىل تذكرة ‪Swiss Pass‬‬

‫خولكم ال�سفر على مدار � ّأيام‬ ‫ّ‬ ‫التوفريية‪ .‬وميكنكم اختيار ما بني تذكرة ُت ّ‬ ‫متتالية (‪� 4‬أو ‪� 8‬أو ‪� 15‬أو ‪ 22‬يوم ًا �أو ح ّتى على مدار �شهر) �أو تذكرة‬ ‫مدة �شهر‪.‬‬ ‫حمددة خالل ّ‬ ‫تخولكم ال�سفر على مدار � ّأيام ّ‬ ‫‪ FlexiPass‬التي ّ‬ ‫وتغطي تذكرة ‪ Swiss Pass‬رحالت على منت البا�صات واملراكب‬ ‫ّ‬ ‫تخولكم احل�صول على ح�سم بقيمة ‪ % 50‬على تذاكر‬ ‫والقطارات‪ ،‬كما ّ‬ ‫جمان ًا �إىل �أكرث من ‪470‬‬ ‫القطارات اجلبلية والتلفريك‪ ،‬ومت ّكنكم الدخول ّ‬ ‫متحف ًا‪.‬‬ ‫وتتو ّفر تذكرة ‪ Swiss Pass‬بالدرج َتني الأوىل والثانية‪ ،‬فت� ّؤمن تذكرة‬ ‫�سيقبل على �رشاء تذكرة الدرجة‬ ‫الدرجة الثانية رحلة مريحة‪ ،‬لكن ُ‬ ‫–‪–114‬‬

‫يعرب القطار �سل�سلة من اجل�سور العالية‬ ‫اخللبة املط ّلة‬ ‫فيمكنكم ت� ّأمل املناظر اّ‬ ‫وال�شلالت املتد ّفقة‪ ،‬كما‬ ‫على الوديان‬ ‫اّ‬ ‫تتخ ّلل هذا امل�شهد الأنفاق التي تخرتق‬ ‫قلب اجلبال ال�صخرية ال�شاهقة‪.‬‬ ‫مكتظة‪.‬‬ ‫يف�ضل ال�سفر يف مق�صورات وا�سعة غري‬ ‫ّ‬ ‫الأوىل من ّ‬ ‫كما ي�ستفيد الأهل من منافع �إ�ضافية‪� ،‬إذ يح�صل ك ّل حامل لتذكرة‬ ‫جمانية للعائالت ت�سمح للأوالد ما دون الـ‪16‬‬ ‫‪ Swiss Pass‬على بطاقة ّ‬ ‫جمان ًا �رشط �أن يرافقهم �أحد الأبويني‪.‬‬ ‫من العمر ال�سفر ّ‬ ‫وميكنكم �رشاء تذكرة ‪ Swiss Pass‬قبل موعد الرحلة عرب موقع‬ ‫للمرة الأوىل‬ ‫‪ MySwitzerland‬الإلكرتوين‪ .‬وعليكم قبل ا�ستعمالها ّ‬ ‫الت�صديق عليها يف مكتب التذاكر واالحتفاظ بها لإبرازها ك ّلما �أردمت‬ ‫العامة‪ .‬واجلدير بالذكر هو � ّأن معظم‬ ‫ا�ستخدام �إحدى و�سائل النقل‬ ‫ّ‬ ‫رحالت القطارات ال تتط ّلب حجزاً م�سبق ًا‪� ،‬إذ ك ّل ما عليكم فعله هو‬ ‫حم�صل التذاكر‪.‬‬ ‫اخلا�صة بكم �أمام‬ ‫�إبراز تذكرة ‪Swiss Pass‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫رحالت نهارية‬

‫ت�سهل تذكرة ‪ Swiss Pass‬عملية التن ّقل يف �أنحاء البالد‪� ،‬إذ ت�ستغرق‬ ‫ّ‬ ‫الرحلة من مدينة بازل يف ال�شمال �إىل مدينة جنيف على احلدود مع‬


–137–


‫ُجزر‬

‫الكنز‬ ‫مت�سها يد الإن�سان؟ موجودة‪ .‬فلل ومنتجعات فاخرة؟ موجودة‪.‬‬ ‫�شواطئ مل ّ‬ ‫غط�س‪ ،‬غو�ص �سطحي‪ ،‬وركوب زوارق؟ ّكلها موجودة‪ .‬فالنعم يف فانواتو‬ ‫ال ُت ّعد وال حُت�صى‪.‬‬

‫–‪–136‬‬

‫الن�ص‪ :‬كري�ستينا فايفر‪ -‬ال�صور‪ :‬كري�ستينا فايفر والأماكن املذكورة‬

‫يف رفقة املحيط‬ ‫غروب ال�شم�س عند ميناء «هافانا»‪.‬‬


‫متوجات البحر املتلألئة باللونني الأزرق والأخ�رض‪ ،‬ويف الأفق‬ ‫ّ‬ ‫تلوح جزيرة «مو�سو»‪.‬‬ ‫ويجمع منتجع «هافانا» بني الفخامة والأناقة‪ ،‬مع ‪ 16‬فيلاّ فاخرة‬ ‫املمتدة ح ّتى �شاطئ البحر‪ .‬وهي‬ ‫اال�ستوائية‬ ‫منت�رشة بني احلدائق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�سطحة ال�شا�شات‪ ،‬وم�ش ّغالت‬ ‫تلفاز‬ ‫أجهزة‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫كبرية‪،‬‬ ‫أ�رسة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جمهزة ب� ّ‬ ‫�أقرا�ص ‪ ،DVD‬بالإ�ضافة �إىل قواعد مو�سيقية خا�صة لأجهزة‬ ‫الآيبود‪ّ � .‬أما الفلل املرتفة الواقعة على مقربة من ال�شاطئ‪ ،‬فبع�ضها‬ ‫مبن�صات خ�شبية‬ ‫ُمرفق ب�أحوا�ض غو�ص خا�صة‪ ،‬وبع�ضها الآخر‬ ‫ّ‬ ‫ممرات تقود النزالء �إىل بركة ال�سباحة‬ ‫خا�صة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل ّ‬ ‫التابعة للمنتجع‪ .‬وما �أل ّذ الأطباق يف مطعم «بوينت» ‪The Point‬‬ ‫وامل�صمم على‬ ‫�شبه املفتوح ب�سقفه العايل امل�صنوع من الق�ش‬ ‫ّ‬ ‫يقدم املطعم‬ ‫الطراز البولينيزي‪ .‬و�إىل جانب مناظر امليناء اجلميلة‪ّ ،‬‬ ‫�أ�شهى امل�أكوالت امل�صنوعة من املنتجات الع�ضوية الوفرية يف‬ ‫ال�صحي ‪ Arôm'essence Day Spa‬الواقع يف‬ ‫«فانواتو»‪ّ � .‬أما النادي‬ ‫ّ‬ ‫�إحدى تلك احلدائق اال�ستوائية في�ش ّكل مالذاً هادئ ًا وخياراً رائع ًا‬ ‫لل�سياح الباحثني عن التدليل واال�سرتخاء‪� ،‬إذ تتو ّفر فيه جمموعة‬ ‫ّ‬ ‫وا�سعة من العالجات ال�شافية‪.‬‬

‫مغامرات �صيد ال�سمك‬

‫توجهتم �إىل �شاطئ «رنا» الذي تف�صله بع�ض اخللجان عن‬ ‫�إذا ّ‬ ‫ا�ستوائي ًا خمفي ًا عن الأنظار‬ ‫ا‬ ‫مالذ‬ ‫�ستجدون‬ ‫«هافانا»‪،‬‬ ‫منتجع‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ُيدعى ‪ Trees and Fishes Private Retreat‬والذي كان منذ ع�رشين‬ ‫عام ًا ي�ش ّكل بقعة ل�صيد الأ�سماك تق�صدها �أ�رسة رميي فرووان‪،‬‬ ‫م� ّؤ�س�س �رشكة ‪ .Ocean Blue‬ويف عام ‪ ،2012‬قامت ابنة فرووان‬ ‫بال�ص ّنارة وكذلك‬ ‫ملحبي ال�صيد‬ ‫ووزوجها بتخ�صي�ص هذا املكان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للباحثني عن الفخامة يف بيئة رائعة اجلمال‪.‬‬ ‫أ�رسة مريحة‬ ‫وتوجد هناك ثالث �أكواخ‬ ‫ّ‬ ‫مزودة ب� ّ‬ ‫ريفية �أنيقة ّ‬ ‫خ�شبية‪ ،‬و�أحوا�ض ا�ستحمام م�صنوعة من الأحجار‬ ‫ومن�صات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الربكانية‪ .‬وال تتو ّفر هنا �أجهزة التلفاز‪ ،‬لكن ميكنكم ا�ستخدام‬ ‫ّ‬ ‫وتقدم لكم‬ ‫هواتفكم املحمولة وخدمة الإنرتنت الال�سلكي واي فاي‪ّ .‬‬ ‫املف�ضل وهي‬ ‫وتت�ضمن مكاين‬ ‫هذه الواجهة البحرية منظراً خلاّ ب ًا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أرجوحة مع ّلقة بني �شجرتني عند حا ّفة البحر‪.‬‬ ‫زواره هم من‬ ‫ة‬ ‫أغلبي‬ ‫ومع الهدوء ال�سائد يف �أرجاء املكان‪ ،‬ف� ّإن � ّ ّ‬ ‫ال�صيد املحرتف يف رحلة‬ ‫هواة �صيد الأ�سماك‪ .‬وتتو ّفر لهم فر�صة ّ‬ ‫الربان‪� ،‬أندريا ترافري�سو‪ ،‬الذي ومنذ‬ ‫على منت القارب «�أ ّزورا» مع ّ‬ ‫�صغره يجوب مياه هذه املنطقة بحث ًا عن �أ�سماك التونة البي�ضاء‪،‬‬ ‫وتونة‪ ‬الزعنفة ال�صفراء‪ ،‬والواهو‪ ،‬والزعنفة ال�رشاعية‪ ،‬واملارلني‬ ‫باملعدات الإلكرتونية‬ ‫مت جتهيز القارب‬ ‫الأزرق‪ ،‬والبا�سا‪ .‬وقد ّ‬ ‫ّ‬ ‫واملحركات الالزمة للو�صول �إىل مواقع ال�صيد املف�ضلة لدى‬ ‫ّ‬ ‫ترافري�سو يف امليناء وخارج ًا يف املحيط الهادئ‪ .‬و ُز ّود القارب‬ ‫حماالت الأكواب‪ ،‬وغريها‬ ‫حمالة لل�ص ّنارات‪ ،‬والكثري من ّ‬ ‫�أي�ض ًا بـ ‪ّ 19‬‬ ‫من و�سائل الراحة مبا يف ذلك مرحا�ض وجهاز �سترييو بحري‪.‬‬ ‫وامتدت اخليوط ال�ص ّنارية خلف القارب خالل جولتنا يف امليناء‬ ‫ّ‬ ‫وبدا ك�أ ّنه دهر من االنتظار ح ّتى ت�أكل �سمكة ما الطعم‪ ،‬و�إذا‪ ‬بواحدة‬ ‫كبرية تعلق فج�أة يف‪� ‬ص ّنارتي‪ .‬و�أنا ل�ست قوية �أو خبرية مبا يكفي‬ ‫ل�سحب �سمكة الزعنفة ال�رشاعية التي تزن ‪ 60‬كغ‪ ،‬كما قال يل‬ ‫ترافري�سو‪ .‬وخليبة �أملي‪ ،‬الذت بالفرار‪ ،‬لك ّنني مت ّكنت الحق ًا من‬ ‫�سحب �سمكة التونة الوثابة ال�صغرية مع بع�ض الإر�شادات من‬ ‫ترافري�سو‪ .‬ويف نهاية اليوم‪ ،‬عدنا �إىل ال�شاطئ وبجعبتنا �سمكة‬ ‫املاهي ماهي (من ف�صيلة �أ�سماك الدلفني) التي تزن ‪ 4‬كغ والتي‬ ‫تناولناها على الع�شاء‪ .‬فكانت وجبة لن �أن�ساها بعجلة‪•.‬‬

‫معلومات عن الرحلة‬ ‫طريقة ال�سفر‬

‫إماراتية‬ ‫اجلوية ال‬ ‫ي�سيرّ ك ّل من طريان االحتاد واخلطوط‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫دورية �إىل العا�صمة «بورت فيال»‪.‬‬ ‫رحالت ّ‬ ‫‪etihadairways.com‬‬ ‫‪emirates.com‬‬

‫الإقامة‬

‫يو ّفر ‪ Trees and Fishes Private Retreat‬فيلاّ ت فخمة‬ ‫و�صديقة للبيئة‪ .‬وال تن�سوا احلجز لرحلة ال�صيد ‪� -‬سيتم �إعداد‬ ‫غنيمتكم على الع�شاء‪.‬‬ ‫‪treesandfishes.com‬‬

‫ي�ضم منتجع «هافانا» ‪ 16‬فيال مو ّزعة ب�شكل رائع وبع�ضها‬ ‫ّ‬ ‫خا�صة للغط�س‪.‬‬ ‫ي�أتي مع برك ّ‬

‫‪thehavannah.com‬‬

‫على م�شارف «بورت فيال»‪ ،‬يق ّدم منتجع ‪ Eratap‬اثنتي ع�رشة‬ ‫فيال ذات الأ�سقف الق�صبية بالإ�ضافة �إىل مطعم على حافة‬ ‫البحر ونادي �صحي‪.‬‬ ‫‪eratap.com‬‬

‫املطاعم‬

‫يقع مطعم ‪ La Tentation‬على واجهة امليناء يف «بورت‬ ‫فيال»‪ ،‬ويق ّدم م�أكوالت عاملية‪.‬‬ ‫وي�شكّل مطعم ‪ The Point‬يف منتجع «هافانا» مكان ًا ممتازاً‬ ‫لتناول �أ�شهى الوجبات واال�ستمتاع ب�أجمل املناظر‪.‬‬ ‫‪thehavannah.com‬‬

‫الن�شاطات‬

‫يومية مع ‪.Lelepa Island Day Tours‬‬ ‫تتو ّفر جوالت ّ‬

‫‪lelepaislandtours.cm‬‬

‫ملزيد من املعلومات‬

‫ميكنكم االت�صال مبكتب «فانواتو» ال�سياحي‪.‬‬ ‫‪vanuatu.travel‬‬

‫–‪–139‬‬


‫هذه ال�صفحة‪ :‬حو�ض ال�سباحة اخللاّ ب يف منتجع ‪Eratap‬؛ �شاي بعد الظهرية يف‬ ‫‪.Trees and Fishes‬‬ ‫ال�صفحة املقابلة‪� :‬صورة جوية ملنتجع «هافانا»‪.‬‬

‫ل‬

‫ِ‬ ‫مت�ض �سوى ب�ضع �ساعات على هبوطي يف مطار‬ ‫مل‬ ‫العا�صمة «بورت فيال» ح ّتى انغم�ست يف رخاء حياة‬ ‫اجلزر‪ .‬فلو كنت يف وطني‪ ،‬لكان اعرتاين القلق من �أن‬ ‫أفوت املهل النهائية‪ّ � .‬أما يف جزر‬ ‫أخرة �إىل مواعيدي �أو � ّ‬ ‫�أ�صل مت� ّ‬ ‫«فانواتو»‪ ،‬فالتواجد بني نخيلها متمايل الأغ�صان ووجوهها‬ ‫املبت�سمة هو مبثابة م�س ّكن لتو ّتركم‪ ،‬والت� ّأخر على املواعيد لي�س‬ ‫� اّإل جزءاً من طبيعة احلياة هنا‪.‬‬ ‫و�إىل حني و�صويل �إىل ميناء «هافانا» الذي يبعد م�سافة ‪40‬‬ ‫دقيقة بال�سيارة عن العا�صمة‪ ،‬كنت قد دخلت يف حالة ا�سرتخاء‬ ‫تام‪ .‬ويقع هذا امليناء على ال�ساحل ال�شمايل الغربي من جزيرة‬ ‫الربيطانية ‪HMS‬‬ ‫تيمن ًا بال�سفينة‬ ‫ّ‬ ‫«�إيفات» وهو يحمل هذا اال�سم ّ‬ ‫‪ Havannah‬التي � ِ‬ ‫أر�سلت يف عام ‪ 1849‬لوقف القتال احلا�صل بني‬ ‫وبحارة مملكة «تونغا» الذين قدموا �إىل‬ ‫�سكان «فانواتو» املح ّليني ّ‬ ‫«�إيفات» على منت �سفينة جتارية �أمريكية‪ .‬والحق ًا خالل احلرب‬ ‫بحرية �أمريكية لأكرث من‬ ‫العاملية الثانية‪� ،‬ش ّكل امليناء قاعدة‬ ‫ّ‬ ‫البحرية‪ّ � .‬أما اليوم فلي�س امليناء‬ ‫قوات م�شاة‬ ‫ّ‬ ‫‪� 200‬ألف عن�رص من ّ‬ ‫والرمال بعيداً عن زحمة‬ ‫�سوى مالذاً هادئ ًا لال�ستمتاع ّ‬ ‫بال�شم�س ّ‬ ‫النا�س‪ .‬وال تتفاج�ؤوا �إذا ملحتم �أحد امل�شاهري هنا‪ ،‬مثل املمثلة‬ ‫كايت بالن�شيت التي متتلك منز ًال مطلاّ ً على بحر امليناء‪ ،‬واملم ّثل‬ ‫مر ًة على منت يخت خا�ص يجوب‬ ‫ليوناردو دي كابريو الذي �شوهد ّ‬ ‫مياه املنطقة‪.‬‬

‫جزيرة الفردو�س‬

‫حتمي امليناء من املحيط الهادئ جزيرتا «ليليبا» و«مو�سو»‬ ‫املك�سوتان بالغابات اال�ستوائية الكثيفة‪ .‬فذهبت يف جولة جماعية‬ ‫بقيادة �أحد �سكان «ليليبا» املح ّليني‪� ،‬ألربت �سولومون‪ ،‬الذي �أخربنا‬ ‫ب� ّأن قريته هي القرية الوحيدة على هذه اجلزيرة‪ .‬ثم انطلقنا يف‬ ‫زورقني لن�صل �إىل �شاطئ �صغري على «ليليبا» يف اجلهة املقابلة‬ ‫ترجلنا وم�شينا خلف �سولومون يف الغابة‬ ‫من ميناء هافانا‪ ،‬حيث ّ‬ ‫منظمة تع ّلمنا فيها الكثري عن كيفية البقاء على قيد‬ ‫�ضمن رحلة ّ‬ ‫احلياة يف الأدغال‪ .‬ف�أرانا كيف نوقد النار ود ّلنا على خمتلف‬ ‫النباتات امل�ستخدمة يف الطب التقليدي‪.‬‬

‫–‪–138‬‬

‫وقادتنا الطريق التي �سلكناها �إىل �شاطئ خلاّ ب تداعب فيه املياه‬ ‫نفوت فر�صة‬ ‫الزرقاء ال�صافية الرمال البي�ضاء الناعمة‪ .‬فلم ّ‬ ‫التقليدية (وهي عبارة‬ ‫الغو�ص وال�سباحة والتجذيف على الزوارق‬ ‫ّ‬ ‫أعد �سولومون‬ ‫عن �أجذاع �شجر ُحفر و�سطها لي�سع الركاب)‪ ،‬يف حني � ّ‬ ‫وفريقه وجبة غداء �شهية م�ؤ ّلفة من الدجاج وحلم البقر وال�سلطات‬ ‫والفواكه اال�ستوائية احللوة‪ ،‬تناولناها يف الهواء الطلق حتت �سقفية‬ ‫من الق�صب و�أوراق النخيل‪.‬‬ ‫ال يف‬ ‫وبعد الغداء‪ ،‬ت�س ّلقنا ال�صخور املحاذية لل�شاطئ وم�شينا طوي ً‬ ‫الغابة ح ّتى و�صلنا �إىل حطام طائرة �أمريكية مقاتلة من احلرب‬ ‫وحتطمت‬ ‫حظه من الوقود‬ ‫ّ‬ ‫الطيار ل�سوء ّ‬ ‫العاملية الثانية‪ .‬فقد نفذ ّ‬ ‫طائرته على �سفح الت ّل‪ ،‬وكل ما تب ّقى منها اليوم هي كومة من‬ ‫جتولنا يف �أنحاء اجلزيرة ال�ستك�شاف كهف‬ ‫املعدن امللتوي‪ّ .‬‬ ‫ثم ّ‬ ‫توغلنا داخله على �ضوء‬ ‫كبري ومظلم فاحت منه رائحة عفنة بينما ّ‬ ‫املمرات‪ .‬ثم �س ّلط �سولومون م�صباحه على‬ ‫الفواني�س التي تنري‬ ‫ّ‬ ‫اجلدارية التي‪،‬‬ ‫اخلفافي�ش املتد ّلية من ال�سقف وعلى الر�سومات‬ ‫ّ‬ ‫وبح�سب الأ�ساطري املح ّلية‪ ،‬ر�سمتها الأرواح التي ت�سكن يف الكهف‪.‬‬ ‫وبعد �أن اجتزنا بع�ض ال�شواطئ واخللجان الأخرى‪ ،‬تو ّقفنا عند‬ ‫خليج �صغري ومنعزل ملمار�سة الغو�ص ال�سطحي على مقربة من‬ ‫فجهزت نف�سي‬ ‫�شاطئ �صخري وعر ومنحدر يك�سوه اللون الأخ�رض‪ّ .‬‬ ‫بقناع وزعانف ال�سباحة وقفزت يف املياه لأتفاج�أ بعامل متل�ؤه‬ ‫الطبيعية الآ�رسة التي ت�ش ّكل لوحة متعددة الألوان تر�سمها‬ ‫املناظر‬ ‫ّ‬ ‫املائية‪ ،‬مثل املرجان‪ ،‬و�أ�سماك‬ ‫الكائنات‬ ‫من‬ ‫مذهلة‬ ‫جمموعة‬ ‫ّ‬ ‫حمطتنا الأخرية فكانت‬ ‫املالئكية‪ّ � .‬أما‬ ‫جرم البيا�ض‪ ،‬والأ�سماك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وجتمع‬ ‫قرية �سولومون‪ ،‬حيث ُق ّدم لنا ال�شاي والب�سكويت اللذيذ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫حولنا الأطفال يبت�سمون وي�ضحكون بينما ك ّنا ن�ستعر�ض الهدايا‬ ‫التذكارية املعرو�ضة على طاوالت‪.‬‬ ‫ّ‬

‫ترف على امليناء‬

‫بعد عودتي �إىل جزيرة «�إيفات»‪ ،‬ا�سرتخيت على كر�سي مريح على‬ ‫�رشفة منتجع «هافانا» ورحت �أ�شاهد مروحية حتوم فوق الأمواج‬ ‫من�صة امليناء‪.‬‬ ‫املتالطمة مثل ح�رشة اليع�سوب قبل �أن تهبط على ّ‬ ‫وبينما كنت �أرت�شف كوب ًا من الع�صري‪� ،‬رسحت عيناي بعيداً يف‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.