Vacations & Travel عدد #7 - العربية

Page 1

‫‪Vacations‬‬ ‫العربية‬ ‫‪& travel‬‬

‫استجمام‬ ‫خمتلف يف‬ ‫ينابيع مياه‬ ‫«نيسيكو»‬

‫يف سريالنكا‬ ‫بحثًا عن املدن‬ ‫الضائعة‬

‫الساخنة‬

‫جولة مروحية‬ ‫فوق نيويورك‬ ‫مغامرات إماراتية‬ ‫وعائلتها يف‬ ‫سنغافورة‬

‫اكتشافات ممتعة سريًا‬ ‫على األقدام‬ ‫يف ريف قربص‬

‫من نهر التاميز إىل كينغز كروس‬ ‫دليل شامل ألشهى األطباق يف لندن‬ ‫كوريا اجلنوبية‪ ،‬كامبوديا‪ ،‬املالديف‪ ،‬كندا‪ ،‬فيجي‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬جنوب أفريقيا‬


‫�سنغافورة‪ ...‬وجهة املرح‬ ‫املف ّ�ضلة للعائالت‬ ‫بني حدائقها ومراكزها الرتفيهية التي ت�شبه املراكب الف�ضائية ومبانيها‬ ‫املنظمة ب�شكل مثايل‪،‬‬ ‫ال�شاهقة التي تلمع يف �أفقها و�أ�سواقها ال�شعبية والراقية ّ‬ ‫حتلو ال�سياحة يف �أح�ضان �سنغافورة ذلك البلد ال�صغري بحجمه لكن الكبري‬ ‫الطيب املبت�سم ومراكز الرتفيه واال�ستك�شاف والت�سلية التي يحت�ضنها‪.‬‬ ‫ب�شعبه ّ‬

‫–‪–19‬‬


‫ال�صور‪ :‬هيئة ال�سياحة يف �سنغافورة‬ ‫الن�ص‪ :‬هالة كاظم‪ُ -‬‬

‫–‪–18‬‬


–21–


‫بد�أت مغامرات الرحلة �إىل �سنغافورة منذ حلظة انطالقنا من دبي‬ ‫اجلوية ال�سنغافورية التي‬ ‫على منت درجة رجال الأعمال للخطوط ّ‬ ‫ترقى ل�سمعتها ك�إحدى �رشكات الطريان الأوائل يف العامل‪ .‬وقد‬ ‫جداً‪ ،‬حالها حال ال�ضيافة التي‬ ‫كانت اخلدمة على متنها ممتازة ّ‬ ‫ال بالن�سبة �إلينا‪ .‬فحيثما‬ ‫اختربناها يف البالد‪ ،‬ما �ش ّكل فرق ًا هائ ً‬ ‫ذهبنا يف املدينة‪� ،‬سواء يف املطاعم �أو الأ�سواق �أو حديقة احليوانات‪،‬‬ ‫اختربنا م�ستوى ممتازاً من اخلدمة والأخالق العالية‪ .‬والحظت � ّأن‬ ‫وحبهم‬ ‫ويتميزون بلطفهم‬ ‫ال�س ّكان املح ّليني يتحد ّثون الإنكليزية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مل�ساعدة الآخرين‪.‬‬ ‫ولي�ست �سنغافورة مدينة �آ�سيوية كاملدن الآ�سيوية التي عهدناها‪� ،‬إذ‬ ‫التنوع الثقايف مثرياً لالهتمام كما لفتنا التنظيم املثايل الذي‬ ‫كان ّ‬ ‫تنعم به هذه البالد‪ .‬كما � ّأن الغابة اال�ستوائية الكثيفة ودرجة احلرارة‬ ‫املالئمة التي ت�صل �إىل ‪ 30‬درجة مئوية خالل اليوم وعلى امتداد‬ ‫ال�سنة تقريب ًا جتعل من �سنغافورة وجهة مثالية طوال � ّأيام ال�سنة‪.‬‬ ‫كما الحظنا � ّأن ال�شوارع والأك�شاك ك ّلها نظيفة ال ت�شوبها �شائبة‪،‬‬ ‫وتخ�ضع امل�أكوالت ملعايري نظافة عالية‪ ،‬ما جعلني �أ�شعر بالأمان‬ ‫جداً‪،‬‬ ‫ومتيز التجربة‪ .‬وكوننا �آتني من دبي التي ُتعترب مدينة �آمنة ّ‬ ‫ّ‬ ‫�سيما بالن�سبة‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫أي�ض‬ ‫�‬ ‫�سنغافورة‬ ‫يف‬ ‫أمان‬ ‫ل‬ ‫با‬ ‫وزوجي‬ ‫أنا‬ ‫�‬ ‫�شعرت‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫�إىل الأطفال‪ ،‬لذلك ُتعترب هذه املدينة وجهة مثالية لهم‪ .‬ومل يحب‬ ‫تنوع الن�شاطات التي‬ ‫أحب �أي�ض ًا ّ‬ ‫ابني ح�سن الطعام فح�سب‪ ،‬بل � ّ‬ ‫�ساعدته على ق�ضاء �أوقات مرحة وم�س ّلية طوال الوقت‪.‬‬ ‫معينة �ضمن‬ ‫وعندما ال �أ�صطحب جمموعة �أ�شخا�ص �إىل وجهة ّ‬ ‫أحب �أن �أ�سافر مع عائلتي‪ ،‬و�أختار‬ ‫‪ّ � ،Journey through Change‬‬ ‫تت�ضمن الكثري من الن�شاطات التي ميكن �أن‬ ‫بالتايل وجهات‬ ‫ّ‬ ‫منار�سها �سوية‪ .‬ولع ّل خري مثال على ذلك كانت �سنغافورة لأ ّنها‬ ‫وجهة عائلية بامتياز‪ .‬ومن �أبرز الأمور التي نبحث عنها كعائلة‬ ‫هي �سهولة الو�صول بالإ�ضافة �إىل ال�سالمة‪ ،‬وكالهما كان متو ّفراً‬ ‫يف �سنغافورة‪ّ � .‬أما الرحلة فكانت ق�صرية وا�ستغرقت ‪� 7‬ساعات من‬ ‫�شهي ًا وتو ّفرت جمموعة‬ ‫مطار دبي‪ .‬وعلى منت الطائرة كان الطعام ّ‬

‫–‪–20‬‬

‫وا�سعة من الأفالم التي �شاهدنا بع�ضها ونحن جال�سني يف املقاعد‬ ‫املريحة والقابلة لالنحناء يف درجة رجال الأعمال‪ ،‬ما جعل‬ ‫مير ب�رسعة‪ .‬وحني و�صلنا �إىل وجهتنا مت ّكنا من التن ّقل يف‬ ‫الوقت ّ‬ ‫املتطورة وخا�صة‬ ‫�سنغافورة بك ّل �سهولة بف�ضل �شبكة املوا�صالت‬ ‫ّ‬ ‫أحبها ولدي كثرياً‪.‬‬ ‫خطوط �سكك احلديد ‪ MRT‬التي � ّ‬ ‫تخطت تو ّقعاتنا كعائلة عربية تبحث‬ ‫وميكنني القول � ّإن �سنغافورة ّ‬ ‫ت�سوق من الدرجة الأوىل‪ .‬فكان الو�صول �إىل هذه املراكز‬ ‫عن مراكز ّ‬ ‫ال جداً انطالق ًا من الفندق �أو الأماكن ال�سياحية ووجدنا فيها‬ ‫�سه ً‬ ‫�أف�ضل املاركات العاملية‪ .‬لذا �أن�صح �أي عائلة عربية بزيارة هذه‬ ‫البالد‪ ،‬ويف ما يلي تفا�صيل رحلتنا والوجهات التي زرناها‪.‬‬

‫�أبطال يف مدينة «يونيفر�سال �ستوديوز»‬

‫�شك �أن ولدي ح�سن كان ليزور «يونيفر�سال �ستوديوز» �أكرث‬ ‫ال ّ‬ ‫مرتني لو كانت �إقامتنا �أطول يف �سنغافورة‪� ،‬إذ مل يتعب من‬ ‫من ّ‬ ‫ال�صعود والنزول من الألعاب الكثرية التي بعثت يف نف�سه �إثارة‬ ‫كربى‪ .‬ويف مدينة املالهي هذه �شعر ح�سن ب�أ ّنه �أحد �أبطال‬ ‫�أفالم ‪� Transformers‬أو ‪� Shrek‬أو ‪ .Madagascar‬و�ش ّكلت منطقة‬ ‫جادة ‪Walk of‬‬ ‫�سيما عند ّ‬ ‫‪ Hollywood‬مكان ًا يحلو التن ّزه فيه ال ّ‬ ‫املميزة و�أ�شجار النخيل‪ّ � .‬أما‬ ‫تزين طر َفيها املباين‬ ‫ّ‬ ‫‪ Fame‬التي ّ‬ ‫يف منطقة ‪ New York‬فيخال الزائر نف�سه يف �أحد �شوارع مدينة‬ ‫نيويورك الأمريكية ب�أبنيتها ال�شاهقة و�أ�ضوائها املتلألئة و«�شارع‬ ‫ال�صور �إىل جانبهم‪.‬‬ ‫�سم�سم» و�أبطاله ال�شهريين الذين يمُ كن التقاط ُ‬

‫يف عامل خيايل‬ ‫هالة وزوجها كامل وابنها ح�سن يف حديقة ال�سفاري الليلية يف �سنغافورة؛‬ ‫هالة وح�سن يف �صورة تذكارية مع «غروفر» من «�شارع �سم�سم»‪.‬‬


‫يف �أح�ضان‬ ‫الريف القرب�صي‬ ‫من املنازل العائلية الب�سيطة �إىل الفنادق التقليدية الراقية‪ ،‬نف�ض الريف‬ ‫لتذوق طعم ال�ضيافة‬ ‫القرب�صي غبار ال�سنني عنه‬ ‫ً‬ ‫فاحتا ذراعيه ّ‬ ‫بالزوار ّ‬ ‫مرح ًبا ّ‬ ‫الأ�صيلة‪.‬‬

‫–‪–35‬‬


‫الن�ص‪ :‬هال اخلوري‪ -‬ال�صور‪ :‬هال اخلوري وهيئة ال�سياحة القرب�صية‬

‫–‪–34‬‬


‫فانتهاء بقرب�ص‪ .‬والقطاع القرب�صي من طريق ‪E4‬‬ ‫واليونان وغريها‬ ‫ً‬

‫عدة‪� ،‬إذ يبد�أ من مطار الرناكا و�صو ًال �إىل مطار بافو�س‬ ‫ي�ستغرق �أيام ًا ّ‬ ‫مروراً مب�سافات طويلة عرب مرتفعات ترودو�س والأرياف‪ ،‬وتتخ ّلله‬ ‫مناطق غاية يف اجلمال‪ .‬و�إىل جانب امل�سار الأوروبي‪ ،‬تغتني اجلزيرة‬ ‫عدة �أخرى تقارب املائة‪ ،‬وي�صل بع�ضها �إىل �شواطئ اجلزيرة‪.‬‬ ‫مب�سارات ّ‬ ‫باتاه وادي الأرز الغني ب�أ�شجار الأرز وال�صنوبر‪.‬‬ ‫حتملنا رحلتنا جّ‬ ‫ويطمئنني زينونا�س ب� ّأن غالبية الغابة هي ملك الدولة وحتظى‬ ‫منر‬ ‫بحمايتها‪ ،‬كما تنت�رش فيها نقاط ملكافحة احلرائق‪ .‬على الدرب‪ّ ،‬‬ ‫خم�ص�صة للمتن ّزهني‪ ،‬ومن هنا ينطلق م�سار رائع للم�شاة يعرب‬ ‫مبنطقة ّ‬ ‫ثالثة ج�سور رومانية‪ .‬وي�شري زينونا�س �إىل الأفق حيث يلوح فندق‬ ‫مت �إن�شا�ؤه ال�ستقبال الطبقة الأر�ستقراطية‬ ‫‪ Berengaria‬املهجور الذي ّ‬ ‫الإنكليزية وكان طابق ب�أكمله منه حمجوزاً دوم ًا للملك فاروق‪ .‬لقد‬ ‫لكن املنطقة تعي�ش ازدهاراً من‬ ‫و ّلت � ّأيام املجد التي �شهدها الفندق ّ‬ ‫متجدد للطبيعة و�أ�سلوب العي�ش القروي‪.‬‬ ‫نوع �آخر يتم ّثل بتقدير‬ ‫ّ‬ ‫باتاه وادي الأرز كمن يدخل حلم ًا ال حتلو اال�ستفاقة‬ ‫نوا�صل الرحلة جّ‬ ‫طرز بدرجات‬ ‫منه‪ ،‬وتتواىل التالل اخل�صبة على امتداد النظر كب�ساط ُم ّ‬ ‫ميتد �إىل ما ال نهاية‪ .‬هنا ي�شعر املرء بحق وك�أ ّنه دخل‬ ‫من اخلَ�ضار ّ‬ ‫مملكة الطبيعة ب�أوج روعتها حيث ت�شمخ �أ�شجار الأرز بكامل جاللها‬ ‫فيما حتاول �أ�شجار ال�صنوبر مناف�ستها‪ .‬جنتاز امليل تلو الآخر يف‬ ‫ح�رضة هذه اللوحة الطبيعية التي ت�ستحق �أن حتت ّل مكان ًا يف �أبرز‬ ‫متاحف العامل‪ ،‬وال نتوقف � اّإل عند بلوغ ف�سحة يف قعر الوادي حيث‬ ‫املمتد كيلومرتين‬ ‫حمبي ال�سري التخاذ امل�سار‬ ‫ّ‬ ‫ترجلت جمموعة من ّ‬ ‫ّ‬ ‫نتم�شى‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫ال‬ ‫و�صو‬ ‫ال�ساحرة‬ ‫الغابة‬ ‫قلب‬ ‫يف‬ ‫ون�صف‬ ‫ً‬ ‫قمة �إحدى التالل‪ّ .‬‬ ‫ّ‬

‫طبيعة وا�سرتخاء‬ ‫�شهية على الغداء‪ ،‬ديكور �أنيق‬ ‫منظر لقرية «كالوبانايوتي�س»‪� ،‬أطباق حم ّلية ّ‬ ‫ومنظر ريفي يف مطعم ‪� ،Casale Panayotis‬شلاّالت «كاليدونا» يف جبل ترودو�س‪.‬‬ ‫–‪–37‬‬


‫ق ّلما يكتفي املرء بزيارة واحدة �إىل قرب�ص‪ ،‬فمن تلفح �شم�سها ب�رشته‬ ‫قدميه �سيقع �أ�سري �سحرها دون �شك‪.‬‬ ‫وتب ّلل مياه الأو�سطي املنع�شة َ‬ ‫لكن اجلزيرة تغتني بالعديد من املعامل �سوى املنتجعات البحرية‬ ‫ّ‬ ‫املتناثرة على امتداد �سواحلها‪ ،‬ففي قلب املنطقة الريفية وجه �آخر‬ ‫وترددت �إىل‬ ‫للحياة القرب�صية‬ ‫ّ‬ ‫التعرف عليه عن كثب‪ .‬لقد �سبق ّ‬ ‫ي�ستحق ّ‬ ‫تلم�س جذور هذه‬ ‫مر ال�سنني‪ ،‬ل ّكني مل �أ�شعر ب�أ ّنني بد�أت ّ‬ ‫قرب�ص على ّ‬ ‫بال�سياح‬ ‫الغا�صة‬ ‫بحق � اّإل بعد االبتعاد عن املدن ال�ساحلية‬ ‫اجلزيرة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والتوجه �إىل قلب الريف‪.‬‬ ‫ّ‬

‫ن�ش�أة ال�سياحة الريفية‬

‫يف املا�ضي كانت ال ُقرى الداخلية م�أهولة �أكرث من املناطق ال�ساحلية‪،‬‬ ‫لكن تراجع الطلب على بع�ض املنتجات الزراعية خالل العقود ال�سابقة‬ ‫وانتعا�ش ال�سياحة يف املناطق ال�ساحلية جذب �أهايل الريف نحو‬ ‫مر ال�سنني‪� ،‬أ�صبحت بع�ض القرى �شبه مهجورة‪ ،‬غري‬ ‫ال�ساحل‪ .‬وعلى ّ‬ ‫عدة‬ ‫� ّأن من بقي فيها ظ ّل‬ ‫متم�سك ًا برتاثه وطريقة عي�شه‪ ،‬ف�صمدت معه ّ‬ ‫ّ‬ ‫والزوار‬ ‫معامل من احلياة القروية التي عادت لت�ستقطب �أهايل البلد‬ ‫ّ‬ ‫يقدرون �أ�صالة العي�ش وجمال الريف بطبيعته‬ ‫على ّحد �سواء ممن ّ‬ ‫وتراثه وعمرانه التقليدي‪.‬‬ ‫باتاه �سل�سلة جبال ترودو�س‪،‬‬ ‫يف طريقنا من العا�صمة نيقو�سيا غرب ًا جّ‬ ‫يحدثني الدليل ال�سياحي زينونا�س عن بوادر ال�سياحة الريفية التي‬ ‫ّ‬ ‫ال�سياح‬ ‫باهتمامات‬ ‫القرى‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫�س‬ ‫تعريف‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫أوىل‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫املراحل‬ ‫يف‬ ‫هدفت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫القادمني من خمتلف �أنحاء العامل �سعي ًا ال�ستك�شاف مالمح احلياة‬ ‫القروية‪ .‬ويخربين � ّأن قرية «كاثيكا�س» التي �سنزورها يف اليوم التايل‬ ‫املرحبة بفكرة ال�سياحة الريفية‪ .‬وبحلول مطلع‬ ‫كانت من �أوىل القرى‬ ‫ّ‬ ‫الت�سعينيات من القرن املا�ضي‪� ،‬أطلقت منظمة ال�سياحة القرب�صية‬ ‫ّ‬ ‫حم ّفزات لال�ستثمار يف ال�سياحة الريفية‪ ،‬فا�ستعادت �ساحات القرى‬ ‫و�أز ّقتها املر�صوفة باحلجارة رونقها و�أُعيد ت�أهيل املطاحن العتيقة‬ ‫وغريها من املعامل الرتاثية التي من �ش�أنها �إعادة �إنعا�ش احلياة‬ ‫لتدب يف القرى القرب�صية املن�سية‬ ‫التقليدية‪� .‬شيئ ًا ف�شي ًا‪ ،‬عادت احلياة ّ‬ ‫امتدت يد الدعم مل�ساعدة �أ�صحاب املنازل القدمية على حتويل‬ ‫فيما ّ‬ ‫ال�سياح يف رحاب الريف‬ ‫منازلهم‬ ‫املهم�شة �إىل ُن ُزل تقليدية ال�ست�ضافة ّ‬ ‫ّ‬ ‫القرب�صي حيث �أ�سلوب العي�ش الأ�صيل‪.‬‬

‫على �سفوح جبل ترودو�س‬

‫تقدمنا على طرقات جبل ترودو�س‬ ‫تتبدل مالمح الطبيعة �أثناء ّ‬ ‫فيما ّ‬ ‫أت�شوق لبلوغ قرية «كالوبانايوتي�س» امل�ص ّنفة واحدة من‬ ‫املتعرجة � ّ‬ ‫ّ‬ ‫«املقا�صد ال�سياحية املمتازة» وفق املبادرة الأوروبية ‪European‬‬ ‫رئتي بهواء منع�ش‬ ‫‪ ،Destinations of Excellence‬و�أتط ّلع ُق ُدم ًا لأملأ َّ‬ ‫ناظري مبا ُيفرح النف�س ويغ ّذي الروح‪ .‬نتغلغل يف الريف بني‬ ‫و�أمتع‬ ‫َّ‬ ‫�سداً منت�رشاً حول �سفوح‬ ‫غابات ال�سرَ و وال�صنوبر مروراً بواحد من ‪ّ 65‬‬ ‫جبل ترودو�س‪ .‬وبني احلني والآخر‪ ،‬تظهر كروم الزيتون اخل�رضاء‬ ‫يج�سد �أ�صالة احلياة الريفية‪.‬‬ ‫كرمز جميل ّ‬ ‫تطل قرية «كالوبانايوتي�س» معانقة �سفح جبل ترودو�س الذي‬ ‫فج�أة ّ‬ ‫مر ماليني ال�سنني‬ ‫نه�ض من عمق ‪ 10‬كيلومرتات حتت البحر ليغدو على ّ‬ ‫�أر�ض ًا خ�صبة مك ّللة باخل�ضار‪ .‬وتبدو القرية كلوحة من ن�سج الأحالم‬ ‫ب�أ�سطح منازلها القرميدية املتكاتفة جنب ًا �إىل جنب‪ .‬ونتابع م�سرينا‬ ‫و�سط الطبيعة اخللاّ بة و�صو ًال �إىل فندق ‪ Casale Panayotis‬الرائع وهو‬ ‫مت �إعادة ت�أهيلها بعناية‬ ‫جممع من املنازل القروية التي ّ‬ ‫عبارة عن ّ‬ ‫تام بني احلداثة والأ�صالة‪.‬‬ ‫بتناغم‬ ‫جتمع‬ ‫أنيقة‬ ‫�‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫بح‬ ‫فائقة لتنه�ض‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أ�سارع �إىل الباحة اخلارجية املط ّلة على التالل املجاورة حيث �أراقب‬ ‫تبدل �ألوان املغيب الآ�رسة‪ ،‬وتفعل املناظر الطبيعية �سحرها يف نقلي‬ ‫ّ‬ ‫–‪–36‬‬

‫جو‬ ‫�إىل عامل �آخر وحمو كل ت�شوي�ش من ذهني‪.‬‬ ‫ويعم مطعم الفندق ٌ‬ ‫ّ‬ ‫�شهية‬ ‫حمم ًال ب�أطباق ّ‬ ‫من الألفة فيما يروح النادل الب�شو�ش ويجيء ّ‬ ‫و�أخبار طريفة‪ ،‬فيد ّلني على �أع�شا�ش ال�سنونو املت�شبثة ب�سقف ال�رشفة‬ ‫قائ ًال �إ ّنها ُتعترب جالبة للحظ وي�ستحيل �أن يف ّكر �أحد ب�إزالتها على‬ ‫ثم ي�ضع �أمامي طبق ًا‬ ‫الرغم مما يتط ّلب احلفاظ عليها من تنظيف‪ّ .‬‬ ‫املربى‬ ‫واملزين بطبقة رقيقة من‬ ‫من جنب احل ّلوم امل�صنوع حم ّلي ًا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يقدمها املطعم ت�صنعها �إحدى‬ ‫املربى التي ّ‬ ‫م�ضيف ًا � ّأن جميع �أ�صناف ّ‬ ‫�سيدات القرية يف منزلها‪ .‬ما من �شك يف � ّأن �أحد �أ�رسار جناح املطعم‬ ‫ّ‬ ‫املحلية من قرية «كالوبانايوتي�س» نف�سها‬ ‫املنتجات‬ ‫العتماده‬ ‫يعود‬ ‫ّ‬ ‫والقرى املجاورة‪.‬‬

‫يف مملكة الطبيعة‬

‫َي ِعد اليوم التايل مبزيد من الفر�ص ال�ستك�شاف هذه النواحي الآ�رسة‪،‬‬ ‫وبعد ارت�شاف كوب من القهوة يف مكتبة الفندق الأنيقة والقيام‬ ‫بجولة يف اجلوار‪ ،‬ننطلق نحو قرية «كاثيكا�س» مروراً بقرية‬ ‫«بيدوال�س» حيث ينتظرنا غذاء يف مطعم ‪ Two Flowers‬املُط ّل على‬ ‫مزيد من املناظر البانورامية‪ .‬وعلى الطريق‪ ،‬يلتقط الب�رص وم�ضات‬ ‫واملربيات‬ ‫جت�سد احلياة اليومية‪ ،‬فهنا �أك�شاك تبيع احللويات التقليدية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وهناك جمموعة قفران نحل يليها ك�شك يبيع الكرز والع�سل‪.‬‬ ‫تغتني هذه املنطقة ب�شكل خا�ص مب�سارات طبيعية رائعة ت�ستقطب‬ ‫الدراجات الهوائية‪،‬‬ ‫حمبي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التجول يف الرباري �سواء �سرياً �أو على منت ّ‬ ‫علم ًا � ّأن قرب�ص مت ّثل طريق ‪ E4‬الأوروبي لل�سري على الأقدام الذي ميتد‬ ‫�آاللف الكيلومرتات انطالق ًا من جبل طارق مروراً ب�إ�سبانيا و�سوي�رسا‬


–59–


‫�أ�سطورة‬ ‫جزيرة اجلماجم‬ ‫يف �أرخبيل معروف بجزره اخلالبة‪ ،‬تربز جزيرة«ماالبا�سكوا» ب�شواطئها الرملية‬ ‫ومياهها الالزوردية‪ ،‬ونخيلها ال�شامخ‪ ،‬و�أجوائها التي ال تخلو من عن�رص املفاج�أة‪.‬‬

‫–‪–58‬‬

‫الن�ص‪ :‬فال�ش باركر‬

‫�أجواء مرعبة‬ ‫�أعمدة من اخليزران والبانيان حتمل بي�ض الع�صافري على ال�شاطئ ال�رشقي للجزيرة‬


‫أ�رشفه بقطع ر�أ�س دجاجة ليح�ضرّ م�أدبة‬ ‫م ّني رجل طالب ًا م ّني �أن � ّ‬ ‫طعام‪ ،‬لك ّنني بالطبع رف�ضت طلبه لأ ّنني كنت قد ر�أيت ما يكفي من‬ ‫الر�ؤو�س املقطوعة ليوم واحد‪ .‬ثم ا�شرتيت ق ّنينة ع�صري كبرية من‬ ‫حم ّل على جانب الطريق مليء باملنتجات الأمريكية وت�شاركتها‬ ‫مع بع�ض الرجال امل�س ّنني يف القرية الذي يذكرون اجلزيرة قبل �أن‬ ‫تغزوها ال�سياحة‪.‬‬

‫عمالق ماالبا�سكوا‬

‫حوريي وحوريات‬ ‫الفليبينيني مليئة بق�ص�ص عن‬ ‫� ّإن خميلة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫البحر‪ ،‬وقد �سمعت عدداً كبرياً من الروايات اخلرافية املتع ّلقة بتلك‬ ‫املخلوقات ب�رشية ال�شكل التي تعي�ش يف �أعماق البحار‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫قررت ممار�سة ريا�ضة الغط�س‪ ،‬فو�ضعت‬ ‫من خويف من املحيط ّ‬ ‫نظارات غط�س رخي�صة على عيني وح�شوت �أذين بالقطن لأتفادى‬ ‫نظرات احلوريات ال�ساحرة و�أغانيها الآ�رسة‪ ،‬ثم غ�صت يف مياه‬ ‫املحيط العميقة يف بقعة غط�س غري بعيدة عن اجلزيرة حيث وجدت‬ ‫املزيد من العظام القدمية‪.‬‬ ‫وتتناثر يف قعر املياه حطام طائرات حربية يابانية تعود �إىل‬ ‫احلرب العاملية الثانية‪ .‬ويف حني �أ ّنها كانت تنذر باملوت يف‬ ‫املا�ضي‪ ،‬لي�ست اليوم � اّإل هياكل فارغة ينمو عليها املرجان واحلياة‬ ‫املتنوعة‪ .‬ف�سبحت ملدة �ساعة بني احلطام مالحق ًا �أ�سماك‬ ‫البحرية‬ ‫ّ‬ ‫الرباكودة ال�صغرية ومتج ّنب ًا زعانفها الرفيعة‪� ،‬إىل �أن اختفى نور‬ ‫ّ‬ ‫ال�شم�س فج�أ ًة‪ ،‬وك� ّأن �شبح ًا �أ�سود حجب ال�ضوء‪ ،‬فظننت لوهلة �أن‬ ‫�أحد حوريي البحر قد جاء باحث ًا عن غنائم من القرا�صنة‪ .‬وما �أن‬ ‫ت�أقلمت عيني مع الظلمة ح ّتى �أدركت � ّأن ما من �شبح يطاردين‪ ،‬بل‬ ‫هو عمالق «ماالبا�سكوا»‪ ،‬نوع من �سمك القر�ش يتم ّتع بذيل يحمل‬ ‫زعنفة طويلة‪ .‬ف�رصخت حينها وابتلعت كمية كبرية من املياه‪.‬‬ ‫ك ّل �أ�سماك القر�ش خميفة بطبيعتها‪ � ،‬اّإل � ّأن عمالق «ماالبا�سكوا»‬ ‫الغطا�سني بحجمه ال�ضخم‪ ،‬وذيله ذي‬ ‫ال ي�ؤذي الب�رش‪ .‬فقد يرعب ّ‬ ‫الزعنفة الطويلة كال�سيف‪ ،‬و�شكله الذي ي�شبه القر�ش الأبي�ض‬ ‫العظيم‪ ،‬لك ّنه حيوان م�سامل‪ .‬وقد طم�أنني قبطان املركب روبرتو � ّأن‬ ‫حظي‬ ‫ال�سباحة �إىل جانب هذا القر�ش �آمنة‪ ،‬وقال يل �إ ّنه من ح�سن ّ‬ ‫�أ ّنني ر�أيت واحداً يف هذه املنطقة البعيدة عن بقعة «موناد �شول»‬ ‫تتجمع عادة �أنواع القر�ش هذه مع �سمك الورنك‬ ‫ال�صخرية حيث‬ ‫ّ‬ ‫وغريها يف �ساعات ال�صباح الأوىل‪.‬‬ ‫وقد �أ�صبحت «ماالبا�سكوا» �إحدى �أبرز وجهات الغط�س يف قارة‬ ‫مت�سها يد ب�رشية‪ ،‬والر�ؤية‬ ‫�آ�سيا بف�ضل ُ‬ ‫ال�شعب املرجانية التي مل ّ‬ ‫الغطا�سني‬ ‫أمام‬ ‫�‬ ‫املتاحة‬ ‫الكثرية‬ ‫والفر�ص‬ ‫املاء‪،‬‬ ‫الوا�ضحة حتت‬ ‫ّ‬ ‫لي�سبحوا بالقرب من كائنات بدائية‪ .‬وهنا ت�س ّنت يل فر�صة اختبار‬ ‫�أف�ضل ما يف املحيط‪ .‬ف�سبحت بقرب القر�ش الذي وبعد التفكري‬ ‫مل يجدين وجبة كافية فم�ضى قدم ًا و�أكمل رحلته يف البحر‪ .‬ثم‬ ‫�سحبني روبرتو �إىل القارب وعدنا �إىل ال�شاطئ عند غروب ال�شم�س‪.‬‬ ‫وقال يل‪�« :‬أنت ب�أمان بجانب هذا القر�ش‪ ،‬لكن عليك �أن تكون حذراَ‬ ‫�إذا �صادفت قر�ش �أبو مطرقة»‪.‬‬

‫جلزر‬ ‫�أجواء ا ُ‬ ‫الرباكودة على الئحة مطعم‬ ‫«ماالبا�سكوا» جزيرة ا�ستوائية بامتياز؛ طبق كاري ّ‬ ‫ال�سياح يف رحالت الغط�س‪ ،‬حطام‬ ‫‪ ،La Isla Bonita‬القوارب اخل�شبية التي تق ّل ّ‬ ‫خ�شبية متناثرة على الرمال يف قرية «لوغون»‪.‬‬ ‫–‪–61‬‬


‫ك‬

‫كانت �شم�س ال�صباح على و�شك �أن ت�رشق وراء الأفق حيث‬ ‫ويلف نور خفيف‬ ‫ميتزج اللونان البنف�سجي والربتقايل‬ ‫ّ‬ ‫ال�شواطئ الغربية جلزيرة «ماالبا�سكوا» ‪Malapascua‬‬ ‫ومتد‬ ‫حيث تتع ّلق �أ�شجار النخيل ال�ضخمة على ال�صخور الربكانية‬ ‫ّ‬ ‫فرحت �أ�شاهد الأ�سماك ترتاق�ص على وجه‬ ‫جذورها يف املياه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫املياه بحث ًا عن الطعام ثم قمت بنزهة على طول ال�شاطئ حيث‬ ‫الأمواج تالم�س الرمال بنعومة‪ ،‬ماحي ًة الآثار التي خ ّلفتها قدماي‪.‬‬ ‫وما �أن طردت �أ�شعة ال�شم�س غطاء الليل معلن ًة عن بدء يوم جديد‪،‬‬ ‫�أدركت �أ ّنني �أمام م�شهد من م�شاهد اجلنة‪.‬‬ ‫تبدل كلي ًا حني ر�أيت جمجمة عالقة بني ال�صخور‬ ‫� اّإل � ّأن انطباعي ّ‬ ‫فحدقت بدوري فيها معتقداً ب�أ ّنها جمجمة قرد‬ ‫حتدق ّ‬ ‫يف‪ّ .‬‬ ‫ال�سوداء ّ‬ ‫�أو كلب �أو �أحد احليوانات التي تعي�ش على هذه اجلزيرة ال�سحرية‪.‬‬ ‫لك ّنني حني اقرتبت من املياه عرفت من دون �أدنى �شك �أ ّنها جمجمة‬ ‫�إن�سان بك ّل تكاوينها‪ .‬وبينما كنت �أف ّكر يف اخلطوة التالية‪ ،‬خرجت‬ ‫وتوجهت �صوبي حامل ًة كومة ثقيلة من‬ ‫�سيدة م�س ّنة من الأدغال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عما وجدت‪ .‬وحني �أخربتها‪ ،‬قالت يل �إ ّنني �إذا‬ ‫ألتني‬ ‫س�‬ ‫و�‬ ‫املوز‪،‬‬ ‫أوراق‬ ‫�‬ ‫ّ‬ ‫أعدت اجلمجمة �إىل مرقدها الأ�صلي‪� ،‬سيحالفني احلظ طوال �إقامتي‬ ‫� ُ‬ ‫يف هذه اجلزيرة‪.‬‬ ‫ال�سيدة امل�س ّنة التي ُتدعى �إيديتا � ّأن اجلمجمة على الأرجح قد‬ ‫وقدرت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جاءت من �رضيح مفتوح يف املقربة ال�صغرية الواقعة قرب �شاطئ‬ ‫حوريي‬ ‫البحر‪ ،‬بعد �أن جرفتها موجة �إىل املياه‪ .‬ثم حكت يل ق�صة‬ ‫ّ‬ ‫البحر امل�شاك�سني املعروفني با�سم «بانتاي توبيغ» والذين ي�رسقون‬ ‫كر�ست الأرواح �آخرتها‬ ‫العظام من املقربة وي�أبون �أن يعيدوها � اّإل �إذا ّ‬ ‫للبحر‪« .‬وقد تهرب الأرواح يف بع�ض الأحيان وتنجرف اجلماجم‬ ‫على ال�شاطئ‪ .‬فك ّل ما تطلبه هو الهدوء وال�سكينة»‪ ،‬كما �أخربتني‪.‬‬ ‫ف�أم�سكت باجلمجمة و�أعدتها برفقة �إيديتا �إىل قرب �صغري مفتوح‪.‬‬ ‫حينها‪� ،‬أ�شعلت �صديقتي اجلديدة �شمعة �إكرام ًا للأموات ثم نظرت‬ ‫يل مبت�سمة ومت ّنت يل التوفيق يف زيارتي للجزيرة التي عا�شت‬ ‫�إ ّ‬ ‫فيها طوال �سنينها الت�سعني‪.‬‬

‫�سفن القرا�صنة و�أ�شجار املانغو‬

‫لطاملا ن�صحني �أ�صدقائي بزيارة الفيليبني نظراً جلمال جزرها‬

‫–‪–60‬‬

‫ول�سحر �أجوائها املريحة للأع�صاب‪ .‬لذا نويت يف البداية �أن �أم�ضي‬ ‫ال على ال�شاطئ‪� ،‬أقر�أ كتاب ًا‪� ،‬أكتب ق�صا�ص ًا‪ ،‬و�أرت�شف‬ ‫وقت ًا طوي ً‬ ‫أ�ضطر للتعامل مع حروق ال�شم�س‬ ‫الع�صائر املنع�شة‪ .‬وظننت �أ ّنني قد �‬ ‫ّ‬ ‫�أو مع ال�سالطعني التي قد تدخل �إىل لبا�س ال�سباحة خا�صتي‪ ،‬لك ّنني‬ ‫يف ما‬ ‫مل �أتو ّقع �أن �أتعامل مع روح �صياد من دون ر�أ�س‪ .‬فقد �أثر ّ‬ ‫تنب�أت به �إيديتا‪ ،‬و�شعرت ب�أ ّنني قد �أيقظت روح ًا خميفة من اجلزيرة‬ ‫ّ‬ ‫و� ّأن عيون الـ «�سيوكوي» القدمية تالحقني‪.‬‬ ‫«الـ�سيوكوي هي ذكور حوريي البحر امل�شاك�سني الذين ُيغرقون �سفن‬ ‫يحبون‬ ‫القرا�صنة من �أجل احل�صول على الذهب وال�سيوف‪ ،‬كونهم ّ‬ ‫ك ّل ما يلمع»‪ ،‬كما قالت يل �إيديتا‪« .‬ف�إذا عر�ض عليك �سيوكوي ما‬ ‫�أن يريك �سيفه الذي �رسقه من القرا�صنة‪ ،‬من الأف�ضل �أن ترف�ض»‪.‬‬ ‫كتفي ك ّلما تغلغلت داخل اجلزيرة يف‬ ‫وهكذا رحت �أ�شعر بثقل على‬ ‫ّ‬ ‫طريقي نحو قرية «لوغون»‪ ،‬التي ت�ش ّكل امل�ساحة امل�سكونة الأكرب‬ ‫يف جزيرة «ماالبا�سكوا» وتعلو فيها �أ�شجار جوز الهند و�شجريات‬ ‫من�سية‪.‬‬ ‫الع ّليق الكثيفة التي حتجب �أ�شعة ال�شم�س �ضمن �أجواء ريفية‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيئة املن�سوبة لهذه البالد يزن على ر�أ�سي‬ ‫و�شعرت بثقل ال�سمعة ّ‬ ‫لدى مروري على طريق ترابي قرب �أكواخ من اخليزران‪ ،‬وم�شاغل‬ ‫م�سقوفة بالتنك‪ ،‬ومذابح حيوانات قائمة يف الهواء الطلق‪ .‬فبدا‬ ‫يل � ّأن اجلميع هناك يحمل �سكين ًا �أو �أداة على �شكل هراوة‪ .‬ح ّتى‬ ‫ال‬ ‫الأطفال كانوا م�س ّلحني؛ و�إذا بطفل �شبه عارٍ يرك�ض �أمامي حام ً‬ ‫ملوح ًا ب�س ّكينه‪.‬‬ ‫ق�ضيب ًا م�سنن ًا ويلحق به طفل �آخر ّ‬ ‫ملوح ًا ب�س ّكني كبري يف‬ ‫فواكه‪،‬‬ ‫يجر عربة‬ ‫ثم ّ‬ ‫ّ‬ ‫توجه نحوي �شاب ّ‬ ‫قيمت خياراتي‬ ‫وجهي‪ ،‬و�س�ألني �إذا كنت �أحب املانغو‪ .‬وما �أن ّ‬ ‫حبة الفاكهة التي كان مي�سكها‬ ‫و�أجبته باملوافقة حتى راح ّ‬ ‫يقطع ّ‬ ‫ب�إحكام يف راحة يده‪ .‬ومل ُي�صب �أي ًا من �أ�صابعه �أو يقطع � ّأي ًا من‬ ‫ثم �س�ألني عن‬ ‫قدمها يل‪ّ .‬‬ ‫�أ�صابعي‪ ،‬ف�أخذت قطعة املانغو التي ّ‬ ‫وعما �إذا كنت �أرغب بالبقاء‬ ‫موطني‪ ،‬وعن ر�أيي يف الفيليبني‪ّ ،‬‬ ‫مل�ساعدته على �إدارة عمله‪ .‬و�أخرياً قال يل والع�صري ي�سيل من فمه‪:‬‬ ‫لكن الفواكه ممتازة»‪.‬‬ ‫«الأعمال لي�ست جيدة‪ّ ،‬‬ ‫جتدد �إمياين‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫بعد‬ ‫«لوغون»‬ ‫قرية‬ ‫ال�سكت�شاف‬ ‫ثم �أكملت رحلتي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفليبينية‪ .‬وهناك دعتني عائلة لتناول الطعام معها‪،‬‬ ‫باحلالة‬ ‫ّ‬ ‫وتقدم‬ ‫ال�سوداء‪.‬‬ ‫معزاتها‬ ‫ظهر‬ ‫على‬ ‫أربت‬ ‫�‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫أخرى‬ ‫وطلبت مني �‬ ‫ّ‬


–65–


‫بني اجلزير َتني‬ ‫املرجاني َتني‬ ‫وخططوا‬ ‫تعرفوا �إىل اثنني من �أ�شهر و�أفخر املنتجعات يف جزر املالديف ّ‬ ‫ّ‬ ‫اخلالبة من الكرة الأر�ضية‪.‬‬ ‫لرحلة من العمر �إىل هذه البقعة اال�ستوائية ّ‬

‫–‪–64‬‬

‫املذكورين‪.‬‬ ‫املنتجعني‬ ‫الن�ص‪ :‬تريي اويركريك‪ ،‬ال�صور من‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫�شم�س ومياه ورمال‬ ‫ين�سى الزائر �أمام زرقة املحيط الفريوزية‬ ‫وعلى ال�شواطئ الرملية البي�ضاء �أ ّنه على كوكب الأر�ض‪.‬‬


‫توجهوا �إىل مطعم ‪Four Corners‬‬ ‫والغداء والع�شاء يف مكان واحد‪ّ ،‬‬

‫يقدم بوفيهات من �أل ّذ الأطباق‪ .‬و�إن رغبتم بتناول البيتزا‪،‬‬ ‫الذي ّ‬ ‫�أن�صحكم مبطعم ‪ Amazon‬الذي يطغى على �أجوائه الطابع‬ ‫الرئي�سية‬ ‫فيقدم لكم بيتزا لذيذة �أمام بركة ال�سباحة‬ ‫الربازيلي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للجزيرة‪ .‬وللكوكتيالت وال�سلطات والوجبات اخلفيفة‪ ،‬ميكنكم‬ ‫�أن تتل ّذذوا بها على �شاطئ البحر يف مطعم ‪� ،Infiniti‬أو مطعم‬ ‫إ�سبانية وجمموعة‬ ‫باملقبالت ال‬ ‫‪ Saltwater‬الذي ي�شتهر �أي�ض ًا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تفوتوا زيارة مطعم ‪The Cellar‬‬ ‫ّ‬ ‫مميزة من امل�رشوبات‪ .‬و�أخرياً‪ ،‬ال ّ‬ ‫ويقدم لكم‬ ‫البحر‪،‬‬ ‫�سطح‬ ‫حتت‬ ‫الذي يقع على عمق مرتين ون�صف‬ ‫ّ‬ ‫�أطيب امل�رشوبات وامل�أكوالت‪.‬‬

‫ال�صحي‬ ‫املنتجع‬ ‫ّ‬

‫ال�صحي ‪ De'Spa‬واحة من الهدوء و�سط اخل�ضار‬ ‫ي�ش ّكل املنتجع‬ ‫ّ‬ ‫املالديفية‬ ‫بتقنيات التدليك‬ ‫اال�ستوائي للجزيرة‪ ،‬وهو ي�ستعني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫طب الأيورفيدا‬ ‫جانب‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الطب‬ ‫أع�شاب‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ت�ستخدم‬ ‫التي‬ ‫التقليدية‬ ‫ّ​ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العطرية‪ .‬فاحرتت يف البداية �أي عالج‬ ‫بالروائح‬ ‫والعالج‬ ‫القدمي‬ ‫ّ‬ ‫�أختار‪ ،‬وبعد الكثري من الت�شاور‪ ،‬وقع اختياري على التدليك‬ ‫االنعكا�سي‪/‬الهندي للر�أ�س‪ ،‬وكم كان خياري �صائب ًا! فمع‬ ‫جمموعة من الزيوت واملنتجات من �رشكة ‪Aromatherapy‬‬ ‫العطرية‪� ،‬أخذتني‬ ‫عاملي ًا بالعالجات‬ ‫‪ Associates‬امل�شهورة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ملدة ‪ 80‬دقيقة‪،‬‬ ‫الن�شاط‬ ‫وجتديد‬ ‫اال�سرتخاء‬ ‫املعاجلة يف رحلة من‬ ‫ّ‬ ‫جل�ست بعدها يف حالة من ال�سكون والت� ّأمل يف �صالة جماورة‬ ‫ال�صحي خيار تل ّقي‬ ‫خم�ص�صة لال�سرتخاء‪ .‬ويتيح لكم هذا املنتجع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫فخامة مرجانية‬

‫من اليمني �إىل الي�سار‪ :‬ع�شاء رومان�سي حول حو�ض ال�سباحة يف منتجع ‪Beach‬‬ ‫‪ ،House Iruveli‬يحلو اال�سرتخاء عندما تتعبون من املغامرات املائية على‬ ‫الرمال البي�ضاء‪ ،‬الفيال وحو�ض ال�سباحة اخلا�ص يف منتجع ‪Beach House‬‬ ‫‪ ،Iruveli‬يتم ّتع حو�ض اال�ستحمام يف ‪ Beach House Iruveli‬يف الهواء الطلق‬

‫تامة‪ ،‬يمُ كن اال�ستمتاع بع�شاء رومان�سي على �شواطئ اجلزير َتني‪.‬‬ ‫بخ�صو�صية ّ‬

‫–‪–67‬‬


‫منتجع ‪Beach House Iruveli‬‬

‫على اجلزيرة املرجانية «ها أليفو»‬ ‫كيفية الو�صول‬ ‫ّ‬

‫تق ّلكم طائرة مائية فاخرة من العا�صمة ماليه �إىل اجلزيرة‬ ‫املرجانية «ها �أليفو» يف رحلة ت�ستغرق حوايل ‪ 70‬دقيقة وال ُت�سيرّ‬ ‫املتوجهني �إىل‬ ‫الزوار‬ ‫ّ‬ ‫� اّإل خالل �ساعات النهار‪ .‬وي�ستطيع جميع ّ‬ ‫هذه اجلزيرة �أن ينتظروا الطائرة يف �صالة الـ‪ VIP‬يف مطار ماليه‬ ‫واملزودة ب�أفخر و�سائل الراحة؛ من جل�سات التدليك �إىل خدمة‬ ‫ّ‬ ‫الإنرتنت املجانية‪.‬‬

‫طبيعة اجلزيرة‬

‫تقع اجلزيرة املرجانية «ها �أليفو» يف �أق�صى �شمال املالديف على‬ ‫وغطاء نباتي ًا‬ ‫ال‬ ‫خط اال�ستواء‪ ،‬ما مينحها مناخ ًا جمي ً‬ ‫مقربة من ّ‬ ‫ً‬ ‫كثيف ًا‪ .‬ولن حتتاجوا �سوى ‪ 15‬دقيقة لتدوروا حول حميط اجلزيرة‬ ‫�سرياً على الأقدام يف رحلة �ست�سحر حوا�سكم؛ من احلفيف الناعم‬ ‫لأ�شجار النخيل املتمايلة �إىل ملعان ال�شواطئ البي�ضاء و�صوت‬ ‫تالطم الأمواج بعيداً يف عر�ض البحر‪.‬‬

‫الإقامة‬

‫يت�أ ّلف منتجع ‪ Beach House Iruveli‬من ‪ 83‬فيلاّ و�ش ّقة وجناح‬ ‫ومبنية � ّإما على ال�شاطئ �أو على قاعدات خ�شبية‬ ‫بالق�ش‬ ‫م�سقوفة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫–‪–66‬‬

‫مع ّلقة فوق املياه الالزوردية‪ .‬ومهما كان خيار �إقامتكم‪� ،‬ستجدون‬ ‫يلبون ك ّل احتياجاتكم‪ .‬وقد‬ ‫فيه بركة �سباحة‬ ‫خا�صة مع خدم ّ‬ ‫ّ‬ ‫املالديفية‬ ‫�أوىل �أ�صحاب املنتجع عناية كبرية لدمج الهند�سة‬ ‫ّ‬ ‫التقليدية يف الت�صميم الداخلي لك ّل فيال و�ش ّقة وجناح‪ ،‬بحيث تربز‬ ‫ّ‬ ‫آ�سيوية اجلميلة بني �أحدث و�سائل التكنولوجيا‪ .‬كما‬ ‫اللم�سات ال ّ‬ ‫احلمامات على حو�ض جاكوزي‪ ،‬وحجرة ا�ستحمام‬ ‫حتتوي جميع ّ‬ ‫د�ش منعزل يف اخلارج‬ ‫د�ش ماطر‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل ّ‬ ‫منف�صلة فيها ّ‬ ‫الرئي�سية للمنتجع‬ ‫لال�ستحمام يف الهواء الطلق‪ .‬ف�إحدى ال�سمات‬ ‫ّ‬ ‫اخل�صو�صية‪ ،‬وقد ُ�ش ّيدت جميع الفلل وال�شقق والأجنحة على‬ ‫هي‬ ‫ّ‬ ‫اخل�صو�صية جلميع ال�ضيوف‪،‬‬ ‫هذا الأ�سا�س‪ ،‬ما ي�ضمن �أكرب قدر من‬ ‫ّ‬ ‫�سواء داخل م�سكنهم �أو خارجه‪� ،‬إىل درجة �أ ّنكم قد ت�شعرون غالب ًا‬ ‫ب�أ ّنه لي�س هناك �أحد غريكم على هذه اجلزيرة‪ ،‬ح ّتى يف مو�سم‬ ‫الذروة‪ .‬فتعيدكم الب�ساطة والأناقة والفخامة غري املتك ّلفة �إىل زمن‬ ‫غابر حينما كانت احلياة خالية من ال�رسعة والعجلة‪.‬‬

‫املطاعم‬

‫متنوعة من املطاعم‪ .‬و�أن�صحكم � ّأو ًال ب�أن‬ ‫يو ّفر املنتجع جمموعة‬ ‫ّ‬ ‫تزوروا مطعم ‪ Saffron‬الذي يط ّل على منظر خلاّ ب على املحيط‬ ‫املالديفية‬ ‫م�سائية من امل�أكوالت‬ ‫الهندي‪ ،‬لت�ستمتعوا بوجبة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بد �أي�ض ًا من �أن تزوروا‬ ‫آ�سيوية‪ .‬وال ّ‬ ‫التقليدية �إىل جانب الأطايب ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫مطعم ‪ Medium Rare‬الذي يتفاخر ب�إعداد �أ�شهى امل�شاوي‪ ،‬من‬ ‫البحرية واللحوم امل�ستوردة‪ ،‬التي ُتقدم �إىل جانب‬ ‫امل�أكوالت‬ ‫ّ‬ ‫ف�ضلتم �أن تتناولوا الفطور‬ ‫منتجات‬ ‫ع�ضوية ُتزرع حم ّلي ًا‪ .‬و�إذا ّ‬ ‫ّ‬


–77–


‫جمال‬ ‫�أمريكي‬ ‫ُتعرف نيويورك باملدينة التي ال تنام‪ ،‬ولهذه الت�سمية �سبب وجيه‪ ،‬ففي النهار‬ ‫دائما ن�شاط تقومون به �أو مكان تزورونه‪ .‬لذا ن�ستعر�ض‬ ‫كما يف الليل‪ ،‬هناك ً‬ ‫لل�سياح يف هذه املدينة املزدحمة‪،‬‬ ‫يف ما يلي بع�ض الأماكن اجلديدة اجلاذبة ّ‬ ‫ت�سنى‬ ‫أهم املطاعم ونوادي ال�سهر التي عليكم زيارتها ‪ -‬هذا �إن ّ‬ ‫ّ‬ ‫وندلكم �إىل � ّ‬ ‫لكم الوقت!‬

‫–‪–76‬‬

‫الن�ص‪ :‬ناتا�شا دراغون‬

‫�أ�ضواء املدينة‬ ‫ال ب�أ�ضوائها و�أبنيتها ال�شاهقة‬ ‫�أفق مدينة نيويورك لي ً‬


‫باتاه عقارب ال�ساعة‪ :‬تو ّفر الغرف يف فندق‬ ‫من �أعلى اليمني جّ‬ ‫‪ Oriental‬مناظر خلاّ بة على املدينة؛ �أل ّذ ال�شوكوالته يف ‪Fine & Raw‬؛ متحف‬ ‫‪MoMA‬؛ �صورة ملانهاتن م�أخوذة من حديقة بروكلني بارك؛ موعد الع�شاء يف‬ ‫مطعم ‪.Blue Hills‬‬

‫‪Mandarin‬‬

‫–‪–79‬‬


‫ال يف مدينة نيويورك من دون �أن يت�س ّنى لكم‬ ‫قد مُت�ضون �شهراً كام ً‬ ‫ال �إىل هذه املدينة العاملية ب�أحيائها ال�ساحرة‬ ‫الوقت‬ ‫للتعرف ولو قلي ً‬ ‫ّ‬ ‫امل�شيدة‬ ‫حيث تت�شابك �سالمل النجاة احلديدية على واجهات مبانيها‬ ‫ّ‬ ‫باحلجارة الب ّنية‪ � .‬اّإل �أ ّنكم �ستتم ّكنون من ال�شعور بنب�ضها احلقيقي‬ ‫يف �أ�سبوع واحد �رشط �أن يكون لديكم برنامج ن�شاطات وتتم ّتعوا‬ ‫بقوة حديدية‪ .‬فعليكم �أن ت�ستيقظوا يف ال�صباح الباكر‪ ،‬وتخلدوا �إىل‬ ‫ّ‬ ‫ال غذائي ًا من‬ ‫وتتناولوا‬ ‫الليل‪،‬‬ ‫من‬ ‫رة‬ ‫أخ‬ ‫�‬ ‫مت‬ ‫�ساعات‬ ‫يف‬ ‫الفرا�ش‬ ‫مكم ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املعادن والفيتامينات‪ ،‬لأ ّنكم �ستكونون بحاجة لك ّل دقيقة من ك ّل‬ ‫تقدمه «الت ّفاحة الكبرية»‪.‬‬ ‫مما ّ‬ ‫يوم لت�ستفيدوا قدر امل�ستطاع ّ‬

‫الن�شاطات‬

‫هنالك الكثري من الأبنية املرتفعة التي ميكنكم �أن تت� ّأملوا من على‬ ‫�أ�سطحها االمتداد البنيوي لنيويورك‪ � ،‬اّإل � ّأن الطريقة الأمثل للح�صول‬ ‫على نظرة حقيقية للمدينة هي من خالل القيام برحلة على منت‬ ‫املروحية فوق خمتلف �أرجائها‪ .‬ولهذه الغاية ت� ّؤمن �رشكات مثل‬ ‫‪ Helicopter Flight Services‬رحالت باملروحية تنطلق من �أق�صى‬ ‫احلرية‪،‬‬ ‫جنوب مانهاتن ثم تدور فوق جزيرة «�ستاينت» ومتثال ّ‬ ‫تتوجه �شما ًال على طول نهر «هاد�سون» الذي يف�صل بني‬ ‫قبل �أن‬ ‫ّ‬ ‫مانهاتن ونيوجر�سي‪ .‬ومن هذا العلو فقط ميكنكم �أن تدركوا حجم‬ ‫الرقعة الإ�سمنتية يف مانهاتن‪.‬‬

‫ميكنكم �أن تق�ضوا ال�ساعة الأوىل يف حو�ض‬ ‫العوم حيث �ست�ستمعون �إىل املو�سيقى‬ ‫املنبعثة من �أنابيب حتت املاء‪� ،‬أو يف‬ ‫�إحدى غرف البخار التي يعبق فيها عطر‬ ‫النعناع والأوكاليبتو�س واليا�سمني‬ ‫تتوجهوا �إىل جناح التدليك‪.‬‬ ‫قبل �أن ّ‬ ‫وا�ستق ّلوا قطار الأنفاق من «يونيون �سكوير» ح ّتى «بيدفورد» يف‬ ‫بروكلني‪ ،‬وت� ّأكدوا �أ ّنكم لن ت�ضجروا خالل الرحلة بوجود املغ ّنني‬ ‫الركاب غري اخلجولني‪ .‬ومن «بيدفورد» بالتحديد‬ ‫املتجولني وبع�ض ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�سياح يف جوالت مفعمة بالألوان‬ ‫من‬ ‫جمموعات‬ ‫ليفي‬ ‫مات‬ ‫ي�أخذ‬ ‫ّ‬ ‫متر يف خمتلف �أحياء بروكلني التي ي�صل عددها �إىل الـ�س ّتني والتي‬ ‫ّ‬ ‫تنب�ض بفنون ال�شارع‪ .‬وكونه من منطقة «فالتبو�ش» يف بروكلني‪،‬‬ ‫�أم�ضى ليفي حوايل ‪� 10‬سنوات يدر�س فنون ال�شارع فيها‪ ،‬لذا يعرف‬ ‫وتتنوع هذه الأعمال ح�سب‬ ‫مييز بني �أعمال خمتلف الف ّنانني‪.‬‬ ‫كيف ّ‬ ‫ّ‬ ‫حجمها ومكانها‪ ،‬من الر�سوم اجلدارية التي ت�صعب مالحظتها �إىل‬ ‫تغطي واجهة مبنى �سكني ب�أكملها‪.‬‬ ‫م�شاريع الغرافيتي التي قد ّ‬ ‫ق�صة خمتلفة وراء ك ّل حتفة ف ّنية‪.‬‬ ‫وهناك ّ‬ ‫ال طيور بوم حزينة حتمل دائم ًا بطاقة‬ ‫فري�سم الف ّنان ‪ Never‬مث ً‬ ‫�سعر ‪ 1.28‬دوالراً (ي�ش ّكل هذا الرقم تاريخ انف�صال حبيبته عنه)‪،‬‬ ‫� ّأما الأخوان الإيرانيان ‪ Icy & Sot‬فيتعاونان على تنفيذ م�شاريع‬ ‫ملهمة غالب ًا ما تتناول مو�ضوعي ال�سالم واحلب‪ ،‬يف حني مت ّثل‬ ‫م�صورة ب�أ�سلوب قامت‪.‬‬ ‫�أعمال الف ّنان البلجيكي ‪ ROA‬حيوانات‬ ‫ّ‬ ‫حي «بو�شويك» على وجبة غداء يف مطعم‬ ‫وتنتهي جولة ليفي يف ّ‬ ‫‪ Roberta’s‬الذي كان �سابق ًا متجراً لبيع كرا�سي التحميل قبل �أن‬ ‫يتم حتويله �إىل �ستديو �إذاعة ومطعم مع حديقة لزراعة اخل�ضار‬ ‫–‪–78‬‬

‫على �سطح املبنى‪ .‬ومن بني �أ�شهى الأطباق املوجودة على الئحة‬ ‫املكونة من جبنة التاليجيو‪ ،‬والكرنب‬ ‫الطعام‪ :‬بيتزا ‪The Good Girl‬‬ ‫ّ‬ ‫احلار‪ ،‬والثوم؛ وبيتزا ‪Crispy Glover‬‬ ‫الكايل‪ ،‬والنقانق‪ ،‬والفلفل‬ ‫ّ‬ ‫املحم�ص‪ ،‬والفلفل‬ ‫املغطاة ب�صل�صة الأفوكادو مع ُفتات اخلبز‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫احلار‪ ،‬والطماطم‪ .‬وعلى زاوية ال�شارع نف�سه‪ ،‬يقع �أحد متاجر �رشكة‬ ‫ّ‬ ‫‪ Fine & Raw‬الذي اف ُتتح م� ّؤخراً يف خمزن قدمي هناك‪ ،‬مع العلم � ّأن‬ ‫ال�رشكة هي الوحيدة يف الواليات املتحدة التي ت�ص ّنع ال�شوكوالته‬ ‫بدءاً من حبوب الكاكاو و�صو ًال �إىل املنتج النهائي‪ .‬واجلدير بالذكر‬ ‫هو � ّأن ال�شوكوالته التي تنتجها ‪ Fine & Raw‬خالية من م�شت ّقات‬ ‫احلار‬ ‫املكرر‪ ،‬وتتو ّفر بنكهات خمتلفة مثل الفلفل‬ ‫احلليب وال�س ّكر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وال�صبار الأمريكي‪.‬‬ ‫املدخن‪ ،‬وجوز الهند‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتم تنظيم جولة ‪Slice of Brooklyn Pizza‬‬ ‫ويف املنطقة نف�سها‪ّ ،‬‬ ‫(قطعة من بيتزا بروكلني) التي ترك ّز �أق ّل على البيتزا و�أكرث على‬ ‫زيارة الأحياء املختلفة التي جتعل من هذه ال�ض ّفة من م�ضيق‬ ‫أدلء ال�سياحون‬ ‫ال‪ّ � .‬أما ال اّ‬ ‫«اي�ست ريفر» يف نيويورك مكان ًا مذه ً‬ ‫الذين يرافقونكم يف هذه اجلولة فهم من املنطقة ولديهم معرفة‬ ‫عميقة بتاريخ بروكلني‪ ،‬خا�صة يف ما يتع ّلق بالأفالم‪ ،‬بدءاً بـ‬ ‫ال �إىل ‪Scent‬‬ ‫‪ Saturday Night Fever‬مروراً بـ ‪ Goodfellas‬وو�صو ً‬ ‫حمطات‬ ‫‪ of a Woman‬التي �صُ ّورت جميعها هنا‪ .‬كما‬ ‫ت�ضم اجلولة ّ‬ ‫ّ‬ ‫لتذوق البيتزا الرقيقة املخبوزة على الفحم يف ‪ Grimaldi's‬حتت‬ ‫ّ‬ ‫�ضطر امل�شاركون يف اجلولة �إىل االنتظار‬ ‫ج�رس مانهاتن (لن ُي ّ‬ ‫يف ال�صف الطويل يف هذا املطعم)‪� ،‬أو البيتزا املح�ضرّ ة على‬ ‫الطريقة ال�صق ّلية يف مطعم ‪ L&B Spumoni Gardens‬يف منطقة‬ ‫«بن�سونهور�ست» حيث ميكنكم �أن تختموا وجبتكم بالبوظة‬ ‫الإيطالية بطعم الف�ستق‪.‬‬ ‫التعرف �إىل تاريخ‬ ‫وبالعودة �إىل مانتهاتن‪� ،‬ستت�س ّنى لكم فر�صة‬ ‫ّ‬ ‫البالد يف متحف ميرتوبوليتان للفنون ‪The Metropolitan‬‬ ‫‪ Museum of Art‬الذي ُيعترب املتحف الأمريكي الأكرب والأكرث‬ ‫للزوار‪ .‬وحتوي املجموعة الدائمة فيه على �أكرث من‬ ‫ا�ستقبا ًال‬ ‫ّ‬ ‫مليون عمل ف ّني مبا فيها لوحات ومنحوتات لف ّنانني �أوروبيني‬ ‫يَ‬ ‫خم�ص�ص مل�رص القدمية‪ ،‬وجمموعة‬ ‫كبار‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل جناح‬ ‫ّ‬ ‫كبرية من �أعمال لف ّنانني �أمريكيني‪ .‬ونظراً لكرب املكان‪ ،‬مُيكنكم‬ ‫حتبون زيارة متاحف‬ ‫ق�ضاء يوم كامل يف ا�ستك�شافه‪ .‬و�إن كنتم ّ‬ ‫الفن املعا�رص ‪ MoMA‬القائم يف مبنى من‬ ‫�أخرى‪ ،‬هناك متحف ّ‬ ‫‪ 6‬طبقات حتتوي ك ّل منها على حتف ف ّنية حديثة ومعا�رصة‪ ،‬مبا‬ ‫وكتب و�أفالم ومنحوتات‪ .‬كما ميكنكم زيارة متحف‬ ‫فيها لوحات ُ‬ ‫الفن االنطباعي‬ ‫حتف‬ ‫من‬ ‫كربى‬ ‫جمموعة‬ ‫يحوي‬ ‫الذي‬ ‫«غوغنهامي»‬ ‫ّ‬ ‫وما بعد االنطباعي واحلديث واملعا�رص‪ ،‬وجتدونها جميعها يف‬ ‫مبنى «فرانك لويد رايت» �أ�سطواين ال�شكل‪.‬‬ ‫� ّأما يف متحف ‪ Memorial 9/11‬الذي ُ�ش ّيد تخليداً لذكرى الثالثة �ألف‬ ‫�شخ�ص الذين ق�ضوا يف هجوم ‪� 11‬سبتمرب من العام ‪ 2001‬فيختلف‬ ‫امل�شهد متام ًا‪ .‬فتعر�ض �إحدى ال�صاالت هناك �صُ وراً لل�ضحايا قبل‬ ‫ومتتد هذه‬ ‫جو م�ؤ ّثر جداً‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وفاتهم و�شهادات لناجني من الهجوم‪ ،‬يف ّ‬ ‫الزوار نحو حو�ضَ ني عاك�سَ ني و�شلاّالت ا�صطناعية‬ ‫ال�صالة لتقود ّ‬ ‫تقع مبا�رشة يف املكان الذي �شمخ فيه الربجان يف املا�ضي‪� ،‬أي‬ ‫املقر اجلديد وقيد الإن�شاء للـ ‪World Trade Center‬‬ ‫على مقربة من ّ‬ ‫ملتو ّقع �أن ُيفتتح يف العام ‪.2016‬‬ ‫الذي من ا ُ‬ ‫وبعد نهار كامل ميكنهم ق�ضا�ؤه يف ا�ستك�شاف هذه املتاحف‪ ،‬ال‬ ‫ال�صحي ‪Aire Ancient‬‬ ‫�شيء ي�ضاهي متعة اال�سرتخاء يف املنتجع‬ ‫ّ‬ ‫احلمامات اليونانية والرومانية‬ ‫‪ Baths‬امل�ستوحى ت�صميمه من‬ ‫ّ‬ ‫والعثمانية القدمية‪ .‬ويقع هذا املنتجع يف قبو �صناعي �أنيق‬


–123–


‫بني الأ�سود‬ ‫وكروم العنب‬ ‫ُتعترب جنوب �أفريقيا‪ ،‬الغنية بتاريخها‪� ،‬إحدى �أجمل البلدان و�أكرثها جدالً ‪ ،‬لذا‬ ‫التعرف عليها قبل زيارتها‪.‬‬ ‫ال ّبد لكم من ّ‬

‫–‪–122‬‬

‫الن�ص‪� :‬أنطوين غاالغر‪ -‬ال�صور‪� :‬إيدي ويل�سن من ‪ Foto Artist Studio‬وهيئة ال�سياحة يف جنوب �أفريقيا‪ ،‬والأماكن املذكورة‪.‬‬

‫م�ساحات ت�أ�رس النظر‬ ‫منظر لوادي ‪� Franschhoek‬أمام خلفية جلبال ‪.Wemmershoek‬‬


‫وحمميات احليوانات‬ ‫اخلا�صة‬ ‫فتحت�ضن يف ربوعها ال�شاليهات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كما ت� ّؤمن جوالت يف �أنحاء جنوب �أفريقيا وزمبابواي حيث تتد ّفق‬ ‫�شلاّالت فكتوريا‪ .‬وينتمي الفندق �إىل جمموعة ‪Relais & Chateaux‬‬ ‫املرموقة ما يجعل املطبخ واخلدمة ال مثيل لهما‪.‬‬

‫عند التقاء التاريخ واملحي َطني‬

‫بعيداً عن جوهان�سبورغ‪ ،‬لك ّل مدينة يف جنوب �أفريقيا ميزتها � اّإل‬ ‫� ّأن كايب تاون واجلبل الطاولة ‪ Table Mountain‬ال�ساحر يجذبان‬ ‫�سنوي ًا‪ .‬كما يلتقي هنا املحيطان الهندي‬ ‫ال�سياح‬ ‫ّ‬ ‫العدد الأكرب من ّ‬ ‫متعددة اجلن�سيات من �أ�صول‬ ‫تكونت هذه املدينة‬ ‫ّ‬ ‫والأطلنطي حيث ّ‬ ‫مر القرون‪.‬‬ ‫�أفريقية وماالوية وهولندية وبريطانية على ّ‬ ‫ويعترب مبنى البلدية ‪ Cape Town city Hall‬حيث �ألقى نيل�سون‬ ‫ُ‬ ‫مانديال خطابه �أمام ال�شعب بعد �ساعات من �إطالق �رساحه معلم ًا‬ ‫بارزاً و�شاهداً على تاريخ البالد‪ .‬واجلدير بالذكر � ّأن مانديال قد‬ ‫ملدة ‪� 17‬سنة من �أ�صل ‪ 23‬يف جزيرة ‪ Robben Island‬التي‬ ‫ُ�سجن ّ‬ ‫حتولت اليوم �إىل وجهة �سياحية يمُ كن الو�صول �إليها خالل ‪3‬‬ ‫ّ‬ ‫�ساعات على منت مركب ينطلق من مدينة «كايب تاون»‪ .‬وقد كانت‬ ‫ثم ح�صن ًا حربي ًا ومنجم ًا‬ ‫اجلزيرة يف املا�ضي منفى ملر�ضى ا ُ‬ ‫جلذام ّ‬ ‫حتولت �إىل متحف‪ � ،‬اّإل �أ ّنها حتكي ق�ص�ص‬ ‫للمعادن و�سجن ًا و�أخرياً ّ‬ ‫ن�ضال �سجناء التمييز العن�رصي فقد �أ�صبح عدد من ه�ؤالء ال�سجناء‬ ‫أدلء �سياحيني‪.‬‬ ‫ال�سيا�سيني يعملون ك� اّ‬

‫يف قلب كايب تاون‬

‫عد منطقة «لونغ �سرتيت» وجوارها منا�سبة‬ ‫يف و�سط كايب تاون ُت ّ‬ ‫وتعج باملقاهي واملطاعم والنوادي‪ .‬وما �إن ت�رشق ال�شم�س‬ ‫لل�سهر‬ ‫ّ‬ ‫ح ّتى يت�سابق النا�س �إىل املحلاّ ت واملتاجر املرتا�صفة‪.‬‬ ‫ويعترب فندق ‪ Taj Cape Town‬ذو اخلم�س جنوم الأحدث يف املدينة‬ ‫ُ‬ ‫وعبارة عن جمموعة من الأبنية الأثرية املرممّ ة ويقع على بعد‬ ‫خطوات من مبنى البلدية امل�ستوحى من ع�رص النه�ضة وجمل�س‬ ‫وي�ستح�سن التن ّزه يف املدينة م�شي ًا على الأقدام بالقرب‬ ‫النواب‪ُ .‬‬ ‫ّ‬ ‫من املعار�ض الف ّنية املح ّلية و�أ�سواق احلرفيني واملزارعني حيث‬

‫ثم ارت�شفنا‬ ‫تذوقنا‬ ‫ّ‬ ‫املعجنات بالب�صل الأخ�رض والتني واجلبنة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومتتد الأ�سواق حتى منطقة ‪Victoria & Alfred‬‬ ‫ية‪.‬‬ ‫ل‬ ‫املح‬ ‫القهوة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وي�ضم ميناء كايب تاون منطقة‬ ‫احلديثة‪.‬‬ ‫الرتفيهية‬ ‫‪Waterfront‬‬ ‫ّ‬ ‫ذكية ت�شمل �شقق ًا‪ ،‬وفنادق كبرية و�صغرية‪ ،‬وم�ستودعات مرممّ ة‪،‬‬ ‫وجممع جتاري �ضخم‪ ،‬ومتاحف‪ ،‬ومعار�ض ف ّنية‪ ،‬وا�ستعرا�ضات‬ ‫ّ‬ ‫للت�سوق‬ ‫أمثل‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫املنطقة‬ ‫بذلك‬ ‫عترب‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ومقاه‪.‬‬ ‫ة‪،‬‬ ‫حي‬ ‫ة‬ ‫مو�سيقي‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تقدم ثمار البحر يف الهواء الطلق‪.‬‬ ‫مطاعم‬ ‫يف‬ ‫ق‬ ‫والتذو‬ ‫واال�ستك�شاف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫� ّأما فندق ‪ Mount Nelson Hotel‬فتعود ملكيته ل�رشكة ‪Orient‬‬ ‫‪ Express‬مبدخلها املر�صوف بالأعمدة وحدائقها الرومان�سية‬ ‫ويتميز الفندق بطابعه التاريخي وهند�سته اال�ستعمارية‬ ‫الوا�سعة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يقدم‬ ‫وي�ضم مطعم ‪ Planet Restaurant & Bar‬الفخم الذي ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالإ�ضافة �إىل �أطباق ال�شيف رودي ليبنربغ املبتكرة �أطباق «رويبو‬ ‫كورد»‪ ،‬وحلم النعامة‪ ،‬والظبي الأفريقي‪ ،‬وال�سلطعون الناميبي‪.‬‬ ‫�سجادة بطبعات ف�ضائية‪ ،‬كما‬ ‫ويتميز هذا الفندق برواق ّ‬ ‫ّ‬ ‫تغطيه ّ‬ ‫وثريات �ضخمة‪ .‬كما‬ ‫ألئ‬ ‫ل‬ ‫مت‬ ‫ب�سقف‬ ‫فخمة‬ ‫طعام‬ ‫غرفة‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫ي� ّؤدي‬ ‫ّ‬ ‫ميكنكم ر�ؤية �ضاحية ‪ Trendy Camps Bay‬املر�صوفة ب�شجر‬ ‫متتد خلفها �سل�سلة‬ ‫النخيل واملط ّلة على املحيط الأطلنطي والتي ّ‬ ‫جبال ‪.Twelve Apostles‬‬ ‫وتط ّل معظم الفنادق واملطاعم واملقاهي على �شاطئ رملي �أبي�ض‬ ‫ومميزة والأكرث كلفة‬ ‫و ُتعترب منطقة ال�شاطئ هذه منطقة مرموقة‬ ‫ّ‬ ‫يف �سوق العقارات يف �أفريقيا حيث يحلو اال�سرتخاء يف � ّأيام‬ ‫والت�شم�س يف � ّأيام ا�شتاء‪.‬‬ ‫ال�صيف‬ ‫ّ‬

‫هذه ال�صفحة‪ :‬مزرعة �أزهار اخلزامى يف ‪Franschhoek‬‬

‫الربية يف ‪،Pilanesberg‬‬ ‫ال�صفحة املقابلة‪� :‬أ�سد خالل اجلولة لر�ؤية احليوانات ّ‬ ‫�شقة �صغرية يف فندق ‪ ،Babylonstoren‬ميكن ر�ؤية احلمار الوح�شي بكرثة‬ ‫املميز‬ ‫التجول يف احلدائق العامة يف جنوب �أفريقيا‪ ،‬وادي كروم العنب‬ ‫�أثناء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف جنوب �أفريقيا‪.‬‬ ‫–‪–125‬‬


‫ت‬

‫تعددت ال�سري الذاتية عن �سي�سيل جون رودز والتي ُتعترب‬ ‫ّ‬ ‫نافذة على تاريخ اال�ستعمار الربيطاين‪ .‬وعلى الرغم �أ ّنه‬ ‫�سن الـ‪ 49‬فقط‪ � ،‬اّإل �أ ّنه كان �شخ�صية رائدة يف‬ ‫عا�ش حتى ّ‬ ‫ال�صعيدين ال�سيا�سي واالقت�صادي‪ ،‬كما كان‬ ‫جنوب �أفريقيا على‬ ‫َ‬ ‫عمالق ًا يف جمال املناجم وم� ّؤ�س�س �رشكة ‪.De Beers Diamond‬‬ ‫مذكراته ‪Long Walk To‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬يروي نيل�سون مانديال يف ّ‬ ‫وتنوع �شعبها‪� .‬إ ّنه ر�أي �شغوف حول‬ ‫‪ّ Freedom‬‬ ‫حبه القدمي لأر�ضه ّ‬ ‫التاريخ ال�سيا�سي املعا�رص من وجهة نظر �شخ�صية حُم ّبة للإن�سانية‪.‬‬ ‫ع�شاق الكاتب براي�س كورتني‪ ،‬ميكنكم على الأقل‬ ‫و�إن مل تكونوا من ّ‬ ‫عد رواية رائعة حول الن�سيج‬ ‫قراءة كتاب ‪ The Power of One‬التي ُت ّ‬ ‫االجتماعي والتفاعل العرقي يف جنوب �أفريقيا ب�أ�سلوب كورتني‬ ‫وحبه للأر�ض‬ ‫املمتع‪� .‬إذ ُيعترب �شغفه وارتباطه الوثيق بالأفارقة ّ‬ ‫م�صدر �إلهام بحد ذاته‪.‬‬ ‫لكن مهما قمتم ب�أبحاث حول جنوب �أفريقيا قبل ال�سفر �إليها‪،‬‬ ‫م�ستعدين للم�شاهد التي تنتظركم ما �إن تط�أ �أقدامكم‬ ‫لن تكونوا‬ ‫ّ‬ ‫�أر�ض البالد‪ .‬فبعيداً عن التاريخ وال�سيا�سة‪ ،‬قليلة هي الدول التي‬ ‫التنوع والي�رس مثل جنوب �أفريقيا ناهيكم عن الرباري‬ ‫تو ّفر هذا‬ ‫ّ‬ ‫البدائية والثقافات القدمية و�إحدى �أروع مغامرات ال�سفر يف العامل‪.‬‬ ‫� ّأما خدمات امل�سكن وامل�أكل وامل�رشب فهي على م�ستوى عاملي‬ ‫وب�أ�سعار تناف�سية‪.‬‬

‫لع�شاق الرباري‬ ‫مالذ ّ‬

‫ت�ضم �أكرث من‬ ‫تتميز جغرافية جنوب �أفريقيا مبناظرها اخللاّ بة‪� ،‬إذ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حممية‬ ‫فتبعد‬ ‫الطبيعية‪.‬‬ ‫ات‬ ‫املحمي‬ ‫من‬ ‫كبري‬ ‫وعدد‬ ‫ة‬ ‫عام‬ ‫حديقة‬ ‫‪20‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪� Pilansberg Game Reserve‬ساع َتني عن العا�صمة جوهان�سربغ‬ ‫وت�ضم ثدييات مثل الأ�سود‪ ،‬والفهود‪ ،‬ووحيد القرن (الأبي�ض‬ ‫ّ‬ ‫القوية‪.‬‬ ‫باخلم�سة‬ ‫عرف‬ ‫ت‬ ‫التي‬ ‫والبافلو–‬ ‫والفيلة‬ ‫أ�سود)‬ ‫وال‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫مر ال�سنني انقرا�ض‬ ‫مت افتتاح‬ ‫وقد ّ‬ ‫ّ‬ ‫املحمية عام ‪ 1979‬و�شهدت على ّ‬ ‫مر ال�سنوات �ضمن‬ ‫على‬ ‫إدخالها‬ ‫�‬ ‫مت‬ ‫التي‬ ‫احليوانات‬ ‫أنواع‬ ‫�‬ ‫من‬ ‫عدد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املحمية فوهة �إحدى‬ ‫وتغطي‬ ‫برنامج ‪.Operation Genesis‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مربع‪،‬‬ ‫�أ�ضخم و�أقدم الرباكني اخلامدة يف العامل وم�ساحة ‪ 580‬كلم ّ‬ ‫لل�سياح فر�صة‬ ‫باال�ضافة �إىل ‪ 200‬كلم من الطرق‬ ‫العامة التي تتيح ّ‬ ‫ّ‬ ‫الربية‪.‬‬ ‫القيادة ور�ؤية احليوانات ّ‬

‫يف مملكة املرح‬

‫وعلى احلدود‪ُ ،‬يعترب منتجع ‪� Sun City‬أحد �أكرب املنتجعات يف‬ ‫العامل واملكان الأمثل خلو�ض مغامرات مع �أفراد العائلة‪ .‬وقد ُلقب‬ ‫وي�ضم خم�سة فنادق ومرافق‬ ‫املنتجع بـ«مملكة املرح يف �أفريقيا»‬ ‫ّ‬ ‫للم�ؤمترات وبحريات �ضخمة‪ ،‬وحديقة مائية ا�ستوائية با�سم ‪The‬‬ ‫دوليني �أحدهما من ت�صميم‬ ‫وملعبي غولف‬ ‫‪Valley of Waves‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫جاري بالير حيث ي�ست�ضيف دورات �أفريقيا الدولية‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من فخامة البناء � اّإل � ّأن املنتجع يعك�س طابع ًا مرح ًا وترفيهي ًا‪.‬‬ ‫كما تتو ّفر بع�ض امل�ساكن بني �شاليهات ذات �أ�سعار معقولة‬ ‫الربية‪ .‬ويبعد منتجع ‪Sabi‬‬ ‫ومنتجعات‬ ‫خا�صة تط ّل على احليوانات ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪� Sabi Private Game Reserve‬ساعة يف الطائرة �أو خم�س �ساعات‬ ‫�سيارة الأجرة من العا�صمة جوهان�سربغ وهو يقع على م�شارف‬ ‫يف ّ‬ ‫املحمية خم�سة �شاليهات‬ ‫حديقة ‪ .Kruger National Park‬وتو ّفر‬ ‫ّ‬ ‫مميز ب�إ�رشاف طاقم عمل‬ ‫فخمة حائزة على جوائز وذات ت�صميم ّ‬ ‫يتم ّتع بخربة عالية‪.‬‬ ‫حممية ‪Londolozi Game Reserve‬‬ ‫مت تد�شني‬ ‫ويف العام ‪ّ ،1926‬‬ ‫ّ‬ ‫بتنوعها البيئي والعرقي‬ ‫التي تقع قرب حديقة ‪،Kruger‬‬ ‫ّ‬ ‫وتتميز ّ‬ ‫–‪–124‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.