Diwar - 25

Page 1

‫ُ‬ ‫عــام علــى االحتــال التركي‬ ‫ُ‬ ‫ِلـــ ســري كانيــه الكردية‬

‫العدد الخامس والعشرون‬ ‫تشــرين األول ‪2020‬‬


‫ً‬ ‫ُ‬ ‫مرحبــا بكم فــي كردســتان‪...‬‬ ‫ســاروخان السينو‬

‫أحــد فقــراء قريــي‪ ،‬قريــة كوركنــد‪ ،‬التابعــة ملدينــة الدرابســية يف الجــزء ُ‬ ‫الكردســتاين األصغــر‪،‬‬ ‫يف ُ‬ ‫الكردســتان الســورية‪ ،‬ودعنــا بمصــت قبــل فــرة‪ ،‬لروحــه الســام‪ ،‬رحــل بحــرة‪ ،‬هــي حــرة‬ ‫الكرديــة‪ .‬كان يســتقبل ُ‬ ‫الكردســتانيني عامــة‪ ،‬الدولــة ُ‬ ‫ُ‬ ‫الغــرابء يف قريتــه بجملــة يقهــر مهنــا اإلعداء‪،‬‬ ‫إعــداء الحلــم والحقــوق ُ‬ ‫الكرديــة‪ ،‬أهـ ً‬ ‫ـا بكــم يف ُكردســتان‪ ،‬رغــم القريــة ال تتجــاوز ‪ 70‬مــز ًال‪ ،‬مــن‬ ‫الطــن‪ ،‬لكــن مغــزاه كان واضــح كوضــوح المشــس‪ ،‬اإلشــارة إىل األرض والوجــود ُ‬ ‫الكــردي‪.‬‬

‫إعلــن الرئيــس البــارزاين‪ ،‬مســعود‪ ،‬األســتفتاء يف ‪ 25‬أيلــول ‪ ،2017‬كانــت رصاصــة البــارزاين األخرية‬ ‫يف نعــش العــراق املصطنــع وممســار يف ســايكس بيكــو‪ ،‬واســدل الســتار عــن زيــف املعاهــدات‬ ‫الدوليــة وحقــوق الشــعوب يف تقريــر مصريهــا!‪ ،‬وورقــة اتريخيــة للشــعب ُ‬ ‫الكــردي وأضافــة جديــدة‬ ‫مللــف عائلتــه املناضلــة‪ ،‬مــن أغــى األوراق‪ ،‬رُغــم التحــدايت والرفــض الــدويل واإلقلميــي‪ ،‬ضد شــعب‬ ‫يعيــش عــى أرضــه‪ ،‬البــارزاين رُغــم دبلوماســيته‪ ،‬غلبتــه العنــاد‪ ،‬ومــرة أخــرى‬ ‫وضــع الجبــل أمــام عينــه‪ُ ،‬‬ ‫الكــردي عندمــا ال يــر أصدقــاء جنبــه‪،‬‬ ‫يلجــئ لجبالــه الــي ال تخــون‪ ،‬الجبــل الــذي يعلــم بــه البــارزاين‬ ‫ـرا شـ ً‬ ‫شـ ً‬ ‫ـرا‪ ،‬كراعــي قريــي ومعرفتــه الدقيقــة بجغرافيــة املنطقة‪.‬‬ ‫يــوم األســتفتاء‪ ،‬كانــت ثــورة ُكرديــة جديــدة‪ ،‬ثــورة الحقــوق‬ ‫يف‬ ‫ـي‪ ،‬رُغــم املشــاهد الجميلــة مــن‬ ‫املرشوعــة‪ ،‬أخــذين البــال إىل قريـ َ‬ ‫ُ‬ ‫األجــزاء ُ‬ ‫الكردســتانية األخــرى وأورواب وغريهــا‪ ،‬والعلــم الكردســتاين‬ ‫يغطــي األجــواء‪ ،‬ورُغــم املســافات الطويلــة‪ ،‬لكــن وصلــي األخبــار‪،‬‬ ‫مل يــم راعــي قريــي ليلهتــا حــى أعلنــت املفوضيــة العليــا لالســتفتاء‬ ‫يف إقلــم ُكردســتان النتائــج الرمسيــة‪ ،‬وكشــفت أن ‪ %92.73‬صوتــوا بـــ‬ ‫«نعــم» لصالــح االســتقالل عــن العــراق الحديــث‪ ،‬ردد كلمتــه ُمجـ ً‬ ‫ـددا فــوق‬ ‫ً‬ ‫أهــا بكــم يف ُكردســتان!‬ ‫التلــة ُاملطلــة عــى كوردســتانته‪،‬‬ ‫ان الحقــوق ال هتــدي‪ ،‬تحــارب وتؤخــذ‪ ،‬البــارزاين ســار‪ ،‬رُغــم معرفتــه الدقيقــة‬ ‫ابلنتائــج ومــا ســتلهيا وخاصــة املواقــف‪ ،‬لكــن اهنــى مهمتــه التاريخيــة بنجــاح‪،‬‬ ‫ووضــع الورقــة بجيبــة شــعبه‪ ،‬يلــوح ُ‬ ‫الكــردي هبــا دومـ ًـا‪ ،‬ورقــة الحــق املــروع‬ ‫يف دولــة مســتقلة يف وجــه صانعــي املعاهــدات وحقــوق اإلنســان‪.‬‬ ‫ومــا بــن األســتفتاء والنقــاش حــول كركــوك بــن القيــادة ُ‬ ‫الكردســتانية‬ ‫والعراقيــة‪ ،‬مــر عــى البــال موقفــن‪ ،‬راعيــن مــع البارزانيــن‪ ،‬مــع األب‬ ‫واألبــن‪ ،‬طلــب عــر مــن البــارزاين الخالــد ان ال يتنــازل عــن كركــوك مهمــا‬ ‫كلــف األمــر‪ ،‬وكان طلــب الراعــي معمــو قبــل رحيلــه‪ ،‬ان يضــع الرئيــس‬ ‫مســعود علــم فــوق تلــة كوركنــد‪ .‬وكأن لــن يتحقــق الحلــم ُ‬ ‫الكــردي دون‬ ‫البارزانيــن‪ ،‬الفقــراء‪ ،‬يعلمــون جيـ ً‬ ‫ـدا‪ ،‬مــن أيــن ممكــن تســند ظهــرك‪ ،‬جبــال ُكردســتان والبــارزاين‪،‬‬ ‫وتضــع األمــل أيــن‪ !.‬يهشــد العــامل ُ‬ ‫الح ّــر ان البــارزاين تحــدى الجميــع ألجــل شــعبه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأخــرا‪ ،‬ثــاث ســنوات مــر عــى ذكــرى األســتفتاء‪ ،‬اســتفتاء شــعب قــرر مصــره‪ ،‬لكــن عارهضــم‬ ‫الجميــع‪ ،‬مل يقــف معهــم إال القلــة القليلــة‪ ،‬مــن الشــعوب الحــرة‪ ،‬شــعوب عانــت مــن الحــروب‬ ‫والظلــم! الذيــن أصبحــوا شــاهدين عــى زيــف املعاهــدات مــع الشــعب ُ‬ ‫الكــردي‪.‬‬ ‫ألف سالم ملهندس األستفتاء ُ‬ ‫الكردي‬ ‫الخلود ألرواح هشداء البيمشركة األبطال‬ ‫الخلود لروح معمو وفقراء ُكردستان‬

‫ديــوار‬

‫العدد ‪25‬‬

‫تشرين األول ‪2020‬‬


‫ً‬ ‫ُ‬ ‫الكرد في سوريا مجددا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لعــب الكــورد ً‬ ‫وهامــا يف اتريــخ‬ ‫أساســيا‬ ‫دورا‬ ‫هــذه البــاد يف العهــد األيــويب الــذي دام‬ ‫قــرن مــن الزمــن‪ ،‬يف أحلــك ظــروف‬ ‫ألكــر مــن‬ ‫ٍ‬ ‫االحتــال الصليــي و غــزوات األقــوام الرتكيــة‪،‬‬ ‫بــل منــذ عهــد امليتانيــن‪ ،‬وهــذا مــا يحــاول‬ ‫العروبيــون العنرصيــون مــن قامــات املعارضــة‬ ‫ّ‬ ‫والتنكــر لــه مــع‬ ‫«الوطنيــة!» الســورية طمســه‬ ‫األســف‪ ،‬لــذا فلنقــل ونحــن صادقــون أبهنــم‬ ‫لعبــوا ذات الــدور الــرايدي الكبــر منــذ أتســيس‬ ‫الدولــة الســورية بتجميــع الفرنســيني‬ ‫ـات عديــدة وبــرمس خريطــة مل تكــن ســوى‬ ‫لدويـ ٍ‬ ‫أجــزاء مــن تركــة الرجــل العمثــاين املريــض‪ ،‬فهل‬ ‫نــي هــؤالء العنرصيــون متامـ ًـا أن زعماء ســوراي‬ ‫عندمــا رفعــوا طلهبــم إىل عصبــة األمــم للمســاح‬ ‫لهــم إبقامــة الكيــان الســوري قــد حــددوا‬ ‫حدهــا المشــايل بهنــر الفــرات وليــس بهنــر‬ ‫ويهتربــون مــن‬ ‫دجلــة؟ أم أهنــم يعلمــون ذلــك‬ ‫ّ‬ ‫حقائــق التاريــخ؟ فمــن هــم رؤســاء ســوراي‪،‬‬ ‫ســواءً تحــت االنتــداب الفرنــي أو يف عهــد‬ ‫االســتقالل‪ ،‬أليــس مهنــم ســتة رؤســاء كــورد‬ ‫ورؤســاء وزراء يعرفهــم كل ســوري غــر انكــرٍ‬ ‫للمــايض الواضــح مــرآه كالمشــس يف المســاء؟‬ ‫واليــوم بعــد ســنوات الحــرب الــروس‬ ‫الطاحنــة‪ ،‬يظهــر الوجــود الكــوردي عــى الســاحة‬ ‫ً‬ ‫مجــددا‪ ،‬ليعيــد رمس السياســات‬ ‫الســورية‬ ‫ّ‬ ‫مســتقبل‬ ‫صــوب‬ ‫الطريــق‬ ‫معــامل‬ ‫ويوضــح‬ ‫ٍ‬ ‫يف الحريــة والدميوقراطيــة‪ ،‬بعــد أن حــاول‬ ‫املحتلــون الجــدد طمــس أفــكار املجمتع الســلمي‬ ‫وطنطنــات‬ ‫وحلــول إرهابيــة‬ ‫متطرفــة‬ ‫بشــعارات‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫اشــبه بدنــن النحــل الفــايش والنــازي يف‬ ‫آذان الشــعب الســوري‪ّ ،‬‬ ‫ميجهــا الســوريون‬ ‫مبختلــف مكوانهتــم واتجاهاهتــم السياســية‬ ‫وتطورهــم الذهــي والحيــايت‪ ،‬وظهــور الوجــود‬ ‫الكــوردي إىل الضيــاء ال يعــي أنــه ُولــد اآلن كمــا‬ ‫يزعــم أنصــار الطورانيــة ومرتزقهتــا مــن زعمــاء‬ ‫املعارضــة الــي تــدور يف فلــك االحتــال‪ ،‬بــل ألن‬ ‫ّ‬ ‫والتنكــر للكــورد‬ ‫كل قــوى الطغيــان والتعريــب‬ ‫وحقهــم القومــي مل يســتطيعوا جـ ّـر هــذا الشــعب‬ ‫والتطــرف‪ ،‬فظــل يقــاوم‬ ‫إىل مســتنقع اإلرهــاب‬ ‫ّ‬ ‫ابلسياســة والســاح‪ ،‬ابلعــزم يف اســمرار‬ ‫الكفــاح‪ ،‬مــن أجــل الحفــاظ عــى وجــوده‪ ،‬ومــن‬ ‫أجــل متابعــة النضــال يف ســبيل جمهوريــة‬ ‫ســورية حديثــة‪ ،‬حــرة ودميوقراطيــة‪ ،‬تمضــن‬ ‫ً‬ ‫أيضــا‪ ،‬كمــا لــكل املكــوانت األخــرى‪،‬‬ ‫للكــورد‬ ‫ّ‬ ‫والمتتــع بحقوقهــم‬ ‫حــق البقــاء والحيــاة الكرميــة‬ ‫القوميــة والثقافيــة‪ ،‬فهــذا كان شــأن الحــراك‬ ‫الوطــي‪ ،‬الثقــايف – الســيايس لعمــوم الشــعب‬ ‫الكــوردي‪.‬‬ ‫نعــم‪ ،‬كان مثــة رصاع دامئ الحضــور مضــن هــذا‬ ‫الحــراك الكــوردي‪ ،‬إ ّال أن جميــع املســاهمني‬ ‫يف اســمراره‪ ،‬كانــوا وال زالــوا متفقــن عــى‬ ‫أمــر أســايس ال جــدال حولــه‪ ،‬أال وهــو‪ :‬إعــادة‬

‫بنــاء ســوراي كدولــة حــرة‪،‬‬ ‫ذات ســيادة وطنيــة‪،‬‬ ‫دميوقراطيــة‪ ،‬مؤمنــة بحــق‬ ‫كل مواطنهيــا يف املســاواة‬ ‫والعدالــة والحريــة وتطويــر‬ ‫الــذات‪ ،‬ومؤمنــة ابلحــق القومــي يف تقريــر‬ ‫املصــر للشــعب الكــوردي الــذي يشـ ّـكل املكــون‬ ‫الثــاين يف الحجــم واالنتشــار إىل جانــب املكــون‬ ‫العــريب الكبــر‪ .‬فــا ميكــن الزعــم أبن بعــض‬ ‫القــوى الكورديــة تؤمــن وتعمــل مــن أجــل‬ ‫مبــادىء الحريــة والدميوقراطيــة يف حــن تقــف‬ ‫بعهضــا يف خنــدق اإلرهــاب والعــداء للحــرايت‬ ‫والتعايــش والتآخــي‪ .‬فالكــورد مجبولــون عــر‬ ‫اتريخهــم العريــق بقبــول اآلخــر‪ ،‬حــى ذاك الــذي‬ ‫ال يقبــل هبــم‪ ،‬وهــا هــو التاريــخ بــن أيــدي‬ ‫الجميــع بفضــل التطــور التكنولوجــي الحديــث‬ ‫فلرياجعــوه ويدرســوه بعــد رفــع الغشــاوة‬ ‫العنرصيــة البغيضــة عــن عيوهنــم املرهقــة‪.‬‬

‫فمــاذا يعــي عــودة الكــورد للحيــاة‬ ‫السياســية الســورية بعــد أن أرغمهتــم‬ ‫النظريــة العروبيــة الفاســدة عــى البقــاء‬ ‫ســجناءً بــا حقــوق عقـ ً‬ ‫ـودا طويلــة مــن الــز‬ ‫مــن؟‬

‫ّ‬ ‫وألــف الــرواايت الكاذبــة‬ ‫عــن عالقــات الكــورد‬ ‫ابرسائيــل‬ ‫الســوريني‬ ‫يف الوقــت الــذي يــزور‬ ‫زعماءهــم العــرب العتبــات‬ ‫االرسائيليــة املقدســة‬ ‫يف أرض املبعــاد‪،‬‬ ‫وأبن الكــورد‬ ‫إ ر ها بيــو ن‬ ‫مبقيــاس الطــوراين الفــايش ابغجــي الــذي‬ ‫يطالــب ابحتــال حلــب واملوصــل وكركــوك‪،‬‬ ‫وطبــول «العمثانيــة املتجــددة» مــن أمثــال‬ ‫ذلــك اإلعالمــي الــذي ميكــن القــول عنــه أبنــه‬ ‫«أكــذب حــزة يف التاريــخ» ‪ ،‬إ ّال أن املســتقبل‬ ‫ســيظهر للعــامل أن الكــورد هــم امسنــت البنــاء‬ ‫الســوري يف املســتقبل القريــب‪ ،‬وســيندم‬ ‫الذيــن حاربوهــم وســعوا للقضــاء علهيــم‬ ‫ّ‬ ‫والتنكــر لحقهــم يف تقريــر مصريهــم أبنفهســم‪،‬‬ ‫بــل اســهزؤوا هبــم وأطلقــوا العيــارات الناريــة‬ ‫الخلبيــة صوهبــم لهــدر كرامهتــم وتقليــل‬ ‫شــأهنم يف ســوراي‪ .‬وســيخجل الذيــن‬ ‫ســاهموا يف تدويــن بيــاانت العــداء لوحــدة‬ ‫الصــف الكــوردي‪ ،‬فاألجيــال الســورية القادمــة‬ ‫ستســخر مــن نذالهتــم تلــك‪.‬‬

‫نعــم‪ ،‬عــاد الكــورد مجـ ً‬ ‫ـددا ألهنــم كافحــوا ضــد التــرذم والطائفيــة والتسـ ّـلط‬ ‫الدكتاتــوري عــى املجمتــع الســوري‪ ،‬وكانــوا رأس الحربــة الكفاحيــة ضــد‬ ‫الالعدالــة والالدميوقراطيــة والفســاد وكبــت الحــرايت منــذ أن اســتوىل‬ ‫البعثيــون عــى الحكــم وألغــوا كل النشــاطات الدميوقراطيــة يف البــاد‬ ‫يف عــام ‪ ،1963‬وقــدم الكــورد الكثــر مــن التضحيــات يف ســبيل حريــة‬ ‫ّ‬ ‫يتذكــر املعارضــون املتســكعون يف شــوارع أنقــره‬ ‫الشــعب الســوري‪ ،‬فهــل‬ ‫الشــاب الكــوردي ســلميان آدى والشــيخ الجليــل الخزنــوي والســيايس‬ ‫الهشــر مشــعل المتــو؟ أم أهنــم اليعتــرون الكــوردي الــذي يســقط يف‬ ‫ســاحات الفــداء مــن أجــل «الوطــن املشــرك!» هشيـ ً‬ ‫ـدا مــن هشــداء ســوراي؟‬ ‫ٌ‬ ‫وقــع كبــر عــى الحيــاة‬ ‫عــودة الكــورد لهــا‬ ‫السياســية الســورية ألهنــم ال زالــوا بعيدين عن‬ ‫التــورط يف مســتنقعات اإلرهــاب‪ ،‬بــل حاربــوه‬ ‫ّ‬ ‫بقــوة ممــا أذهــل املجمتــع الــدويل وقاومــوا‬ ‫التطـ ّـرف واملحاصصــة املاليــة عــى فتــات الخــز‬ ‫الــذي ترميــه بعــض الجهــات للمعارضــات‬ ‫املختلفــة األمســاء واألوصــاف والــراايت‬ ‫ّ‬ ‫املمتدن‬ ‫واالرتباطــات‪ ،‬وأثبتــوا أبهنــم مــع الحــوار‬ ‫بــن ســائر املكــوانت‪ ،‬بــن الســوريني وجرياهنــم‬ ‫والقــوى العامليــة كلهــا‪ ،‬وفميــا بيهنــم‪ ،‬بعــد طــول‬ ‫خصــام وجفــاء‪ .‬وابلتأكيــد ســيكون الكــوردي‬ ‫ٍ‬ ‫ـاون لكافــة الســوريني‪،‬‬ ‫عنــر بنــا ٍء وترابــط وتعـ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ابلرتفــع عــن الطائفيــة الــي‬ ‫يمتــزون‬ ‫ألهنــم‬ ‫ّ‬ ‫أهنكــت الشــعب الســوري ّ‬ ‫وتعمقــت مــن خــال‬ ‫أتجيــج أعــداء ســوراي لهــا أثنــاء الحــرب املــي‬ ‫نة ‪.‬‬

‫ّ‬ ‫يصدقــوا‬ ‫مــا أخافــه عــى الكــورد هــو أن‬ ‫أعداءهــم التقليديــن املتفقــن فميــا‬ ‫بيهنــم عــى متزيــق الصــف الكــوردي عــى‬ ‫الــدوام وســعهيم ألن يظــل الكــوردي خــارج‬ ‫ملعــب السياســة الوطنيــة الســورية‪ ،‬وأن‬ ‫يرمتــوا يف أحضــان القــوى االقلمييــة الــي‬ ‫ال تــرى لهــم ســوى مصــر واحــد‪ :‬أال وهــو‬ ‫مصــر العبيــد‪.‬‬

‫رمبــا هياجــم الجهلــة العنرصيــون شــعب‬ ‫ً‬ ‫قــواي وصــار لــه أصدقــاء‬ ‫الكــورد ألنــه أصبــح‬ ‫عــى الصعيــد الــدويل‪ ،‬ومهنــم مــن هاجــم‬

‫ديــوار‬

‫العدد ‪25‬‬

‫تشرين األول ‪2020‬‬

‫ُ‬ ‫جان كرد‬


‫ت�أ�سي�س ُكرد�ستان احلمراء!‬

‫أتسســت الســلطة الســوفييتية يف‬ ‫ّ‬ ‫كردســتان القوقازيــة مــع وصــول الجيــش‬ ‫األحــر الحــادي عــر‪ ،‬ولذلــك دعيــت‬ ‫“كردســتان الحــراء”‪ ،11‬وقــد ســاهمت‬ ‫فــرق الدفــاع الــذايت الكرديــة وجميــع‬ ‫الكــرد يف إقامــة الســلطة الســوفييتية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فعليــا بعــد مماطلــة‬ ‫أتسســت‬ ‫الــي ّ‬ ‫طويلــة رافقهــا أعمــال القتــل والتجويــع‬ ‫واإلبعــاد والتغيــر الدميوغــرايف مــن قبــل‬ ‫الســلطة األذربيجانيــة وبدعــم مبــارش مــن‬ ‫ً‬ ‫وأخــرا صــدر قــرار مــن اللجنتــن‬ ‫تركيــا‪،‬‬ ‫املركزيتــن الحزبيــة والتنفيذيــة يف‬ ‫أذربيجــان بتاريــخ الســابع مــن متــوز ســنة‬ ‫‪ 1923‬يقــي بـ”إقامــة كردســتان ذات‬ ‫الحكــم الــذايت”‪ ،‬ولكــن دون تحديــد‬ ‫عامصهتــا وحدودهــا‪ ،‬وقــد أرســل الكــرد‬ ‫ـذ إىل اللجنــة املركزية‬ ‫الربقيــة التالية وقتئـ ٍ‬ ‫للحــزب الشــيوعي األذربيجــاين جــاء فهيــا‪:‬‬ ‫“نحــن الكــرد أحــرار وقريبونبطبيعتنــا مــن‬ ‫الســلطة الســوفييتية‪ ،‬ونحتضــن اليــوم‬ ‫وللــرة األوىل ّأمنــا – ســلطة العمــال‬ ‫والفالحــن‪ ،‬نحــن اليــوم نزعنــا األغــال‬ ‫ُّ‬ ‫ومنــد أايدينــا إىل الشــقيقة‬ ‫والقيــود‬ ‫ّ‬ ‫ونتوجــه إىل الجيــش األحــر‬ ‫أذربيجــان‬ ‫ابلقــول‪ :‬لقــد دمجنــا الفرســان الكــرد‬ ‫الحــر مــع الجيــش األحــر والذيــن‬ ‫ســيكونون مثــا ًال لإلخــاص والوفــاء”‪.‬‬ ‫بعــد تجــاذابت ونقاشــات اســتغرقت هشـ ً‬ ‫ـرا‬ ‫وبضغــط مــن ســريگ كــروف ســكرتري‬ ‫الحــزب الشــيوعي األذربيجــاين‪ ،‬صــدر قــرار‬ ‫تعيــن حــدود وعامصــة كردســتان‪ ،‬حيــث‬ ‫مضــت أربــع وحــدات إداريــة هــي‪َ :‬ك ْلبَ جــار‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫وقمســا مــن‬ ‫برييجــان (الچــن)‪ ،‬قــوابديل‬ ‫منطقــة جربائيــل‪ ،‬وســت دوائــر هــي‪:‬‬ ‫َك ْلبَ جــار‪ ،‬الچــن‪ ،‬قــوابديل‪َ ،‬ز ْنــگالن‪ ،‬وجــزء‬ ‫مــن جربائيــل‪ ،‬وأقســام فرعيــة مــن‪:‬‬ ‫قشــاق‪ ،‬قوتــوريل‪ ،‬مرادخانــي‪ ،‬كــرد‪-‬‬ ‫گنجــي وحاجــي‪ ،‬مبســاحة قدرهــا (‪)6210‬‬ ‫كــم‪ ،2‬وتعيــن مدينــة “الچــن” عامصــة‬ ‫لهــا‪ ،‬وانتخــاب “حســن حاجييــف” رئيسـ ًـا‬ ‫للجنــة التنفيذيــة لكردســتان الحــراء‪،‬‬ ‫وقــد مضــت كردســتان الحــراء نســبة‬ ‫‪ %90.1‬مــن مجمــوع كــرد أذربيجــان‪.‬‬ ‫مــع قيــام كردســتان الحــراء بشــكل‬

‫ديــوار‬

‫قانــوين ّ‬ ‫توجــه الكثــرون مــن كــرد أرمينيــا‬ ‫ونخشــيفان إلهيــا‪ ،‬وعــاد الذيــن غادروهــا‬ ‫يف وقــت ســابق‪ ،‬وتوطــدت عالقــات الكــرد‬ ‫مــع بعهضــم ومــع الجــوار اآلذري واألرمــي‪،‬‬ ‫حيــث بلــغ تعــداد الكــرد حســب هيئــة‬ ‫اإلحصــاء الســوفييتية لعام ‪ 1926‬إىل ‪232‬‬ ‫ألــف كــردي‪ ،‬ونشــطت الحركــة التعلمييــة‬ ‫بغيــة القضــاء عــى األميــة‪ ،‬حيــث افتتحــت‬ ‫أكــر مــن مائــة مدرســة كرديــة ومعهــد‬ ‫تربــوي لتخريــج املعلمــن‪ ،‬إضافــة إىل‬ ‫افتتــاح‪ :‬اثنويــة زراعيــة‪ ،‬ومعهــد مرسحــي‪،‬‬ ‫وطبــع الكتــب ابللغــة الكرديــة‪ ،‬وإصــدار‬ ‫جريــدة “كردســتان الســوفييتية”‪.‬‬ ‫انتــر صــدى قيــام كردســتان‬ ‫الســوفييتية وافتتــاح املؤسســات‬ ‫التعلمييــة يف جميــع أجــزاء كردســتان‪،‬‬ ‫وتزامنــت مــع نشــاطات الحــركات الثوريــة‬ ‫واالنتفاضــات الكرديــة (شــيخ ســعيد‬ ‫وساســون) يف مشــال كردســتان‪ ،‬وقــد‬ ‫عقــدوا األمــل عــى االتحــاد الســوفيييت‬ ‫َ‬ ‫املضطهــدة‪ ،‬بعــد أن‬ ‫كمحــرر للشــعوب‬ ‫ّ‬ ‫خذلهتــم تركيــا األاتتوركيــة يف نكراهنــا‬ ‫لوعدهــا بتأســيس دولــة مشــركة (تركيــة‬ ‫جــراء‬ ‫–كرديــة)‪ ،‬وكذلــك الــدول الغربيــة ّ‬ ‫توقيعهــم عــى اتفاقيــة لــوزان ســنة‬ ‫‪ ،1923‬وتجاهلهــم التفاقية “ســيفر” ســنة‬ ‫‪ ،1921‬وإنكارهــم لحقــوق الكــرد يف إقامــة‬ ‫دولــة كرديــة‪ ،‬وبــد ًال عهنــا قامــت بتقســم‬ ‫وطهنــم إىل أربعــة أجــزاء‪.‬‬

‫بعــد مــي أقــل مــن عــام واحــد عــى وفــاة‬ ‫لينــن (ســنة ‪ ،)1924‬انفــرد “ســتالني”‪12‬‬ ‫وتــرف كديكتاتــور‪ ،‬وقــد‬ ‫ابلســلطة‬ ‫ّ‬ ‫تجــاوز ظلمــه بطــش القيــارصة‪ ،‬حيــث بــدأ‬ ‫ّ‬ ‫ضــد األقليــات العرقيــة‬ ‫بحملــة مســعورة‬ ‫يف القوقــاز والشــعب الكــردي خاصــة‪،‬‬ ‫الذيــن تعرضــوا لحمــات اإلابدة والهتجــر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تحقيقــا لرغبــات‬ ‫عنفــا‪،‬‬ ‫القــري األكــر‬ ‫املتطرفــن األتــراك األذربيجانيــن (تتــار‬ ‫القوقــاز حســب تعريــف لينــن)‪ ،‬وكان‬ ‫“لينــن” قــد نبّ ــه القيــادة الســوفييتية‬ ‫والحزبيــة قبيــل وفاتــه إىل ســلوك‬ ‫ســتالني املتطـ ّـرف‪ ،‬حيــث كتــب يف الرابــع‬ ‫والعرشيــن مــن كانــون األول ســنة ‪1924‬‬ ‫“إن ســتالني مفــرط يف الفظاظــة”‪ ،‬ودعــا‬

‫العدد ‪25‬‬

‫تشرين األول ‪2020‬‬

‫ً‬ ‫ـتقبال عن منصب‬ ‫إىل إبعــاده مسـ‬ ‫األمــن العــام‪ ،‬حيــث تجــاوز عدد‬ ‫َ‬ ‫املضط َهديــن عــى يديــه عــن‬ ‫خمســة وعرشيــن مليوإننســان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وإن أكــر مــن ســتة ماليــن مهنــم قضــوا‬ ‫ً‬ ‫نحهبــم جوعــا‪ ،‬ويثبــت ذلــك االحصائيــات‬ ‫املتتاليــة يف أذربيجــان‪.‬‬

‫وقــف القوميــون اآلذريــون بشــدة‬ ‫ّ‬ ‫ضــد أتســيس جمهوريــة‬ ‫ومنــذ البدايــة‬ ‫كردســتان الحــراء‪ ،‬وعــى رأهســم‬ ‫“جعفــر ابگــروف” رئيــس جمهوريــة‬ ‫أذربيجــان الســوفييتية وســكرتري‬ ‫اللجنــة املركزيــة للحــزب الشــيوعي‬ ‫األذربيجــاين‪ ،‬بتحريــض وضغــط مــن‬ ‫مصطــى كمــال (أاتتــورك) عــى الســلطات‬ ‫الســوفييتية واألذربيجانيــة‪ ،‬حيــث كان‬ ‫أاتتــورك يــرى ّ‬ ‫أن “كردســتان الحــراء”‬ ‫ً‬ ‫ويحــرض‬ ‫خطــرا عــى تركيــا‪،‬‬ ‫تشــكل‬ ‫ّ‬ ‫الكــرد يف مشــال كردســتان للمطالبــة‬ ‫بحقــوق مماثلــة‪ ،‬إضافــة إىل ّأنــه كان‬ ‫يوهــم الســوفييت ابســمرار ّ‬ ‫أبنــه معــا ٍد‬ ‫لالســتعمار واإلمربايليــة‪ ،‬ويحــارب اإلنكلــز‬ ‫والفرنســيني‪ ،‬وأيمــل مهنــم املســاعدات‬ ‫املاديــة واملعنويــة‪ ،‬وممــا يؤســف لــه ّ‬ ‫أن‬ ‫الســلطات الســوفييتية لبّ ــت مطالبــه‪،‬‬ ‫كمــا ّأنــا أصــدرت قرارهــا املجحــف مــن‬ ‫مؤمتــر ســوفييتات أذربيجــان‪ ،‬بحــل‬ ‫جمهوريــة كردســتان ذات الحكــم الــذايت‬ ‫ً‬ ‫تجــاواب‬ ‫يف الثامــن مــن نيســان ‪،1929‬‬ ‫مــع أمــاين املتطرفــن اآلذريينوأاتتــورك‬ ‫والديكتاتــور ســتالني إضافــة إىل تقــدمي‬ ‫كــرر‬ ‫منحــة نقديــة كبــرة ألاتتــورك‪ ،‬وقــد ّ‬ ‫الثنــايئ املتطــرف ســتالني – ابگــروف‬ ‫الجرميــة نفهســا يف تجربــة “جمهوريــة‬ ‫مهــاابد” فميــا بعــد‪.‬‬ ‫أمــا الــدول الغربيــة فقــد الزتمــت جانــب‬ ‫المصــت حيــال التطــورات الجاريــة يف‬ ‫تركيــا واالتحــاد الســوفيييت واملعاديــة‬ ‫للتطلعــات الكرديــة‪ ،‬حيــث كان الغــرب‬ ‫يعتقــد يف تركيــا ّأنــا الحليــف املســتقبيل‬ ‫ّ‬ ‫ضــد االتحــاد‬ ‫األســايس يف رصاعــه‬ ‫الســوفيييت والشــيوعية‪.‬‬ ‫بــدأت العنــارص الحزبيــة اآلذريــة‬ ‫ابالســتفزازات وتلفيــق الهتــم واألكاذيــب‬ ‫ّ‬ ‫ضــد الكــرد ومضايقهتــم‪ ،‬وقــد نشــط‬ ‫ً‬ ‫الكــرد يف تلــك الفــرة وعقــدوا عــددا مــن‬


‫االجمتاعــات العامــة يف أرمينيــا‪ ،‬كمــا للكــرد إىل مرحلــة الحــروب الروســية – حــل‬

‫ّ‬ ‫متكنــوا مــن افتتــاح القــم الكــردي يف‬ ‫إذاعــة “إريڤــان” إليصــال صوهتــم إىل‬ ‫شــعهبم والعــامل‪ ،‬ممــا اضطــرت معهــا‬ ‫اللجنــة التنفيذيــة املركزيــة األذربيجانيــة‬ ‫إىل إعــادة النظــر يف قــرار ّ‬ ‫حــل كردســتان‬ ‫الحــراء‪ ،‬وإصــدار قــرار جديــد يقــي‬ ‫إبعــادة تشــكيل مقاطعــة كردســتان يف‬ ‫الخامــس والعرشيــن مــن أاير ‪ ،1930‬مــع‬ ‫اقتطــاع جــزء مــن مقاطعــة كــراابخ وإقامــة‬ ‫ّ‬ ‫املســتقلة وتبــى‬ ‫مقاطعــة كردســتان‬ ‫عامصهتــا مدينــة الچــن‪ ،‬مبعــى اســتعادة‬ ‫َ‬ ‫بعضــا مــن حقوقهــم وّ أصبحــت‬ ‫الكــرد‬ ‫حدودهــم محاذيــة كردســتان الرشقيــة‬ ‫(إيــران)‪ ،‬وأصبحــت املناطــق التاليــة‪:‬‬ ‫كلبجــار‪ ،‬كوتــور‪ ،‬الچــن‪ ،‬قــوابديل‪ ،‬زنــگالن‬ ‫وقــم مــن منطقــة جربائيــل تشــكل‬ ‫مقاطعــة كردســتان‪.‬‬

‫بعــد اإلجــراء األخــر عــادت االســتفزازات‬ ‫األذربيجانيــة مــن جديــد بقيــادة “مــر‬ ‫جعفــر ابگريوف”ممتثلــة بسياســة الهصــر‬ ‫القومــي‪ ،‬وبضغــط مبــارش مــن أاتتــورك‪،‬‬ ‫بســبب تصاعــد وتــرة املواجهــات يف‬ ‫انتفاضــة “آگــري” بمشــال كردســتان يف‬ ‫محاولــة جديــدة للقضــاء عــى كردســتان‬ ‫القوقازيــة‪ ،‬ويف تلــك الفــرة كانــت‬ ‫الحكومــة األذربيجانيــة تصــدر قــرارات‬ ‫لصالــح الكــرد نظـ ً‬ ‫ـراي وتشـ ّـدد مــن سياســة‬ ‫الهصــر القومــي والهتجــر والتنكيــل ابلكــرد‬ ‫ً‬ ‫عمليــا ‪ ،‬ولذلــك انخفــض عــدد الســكان‬ ‫الكــرد إىل النصــف‪ ،‬حيــث “بــدأ حــكام‬ ‫أذربيجــان النازيــون ابلبحــث عــن طــرق‬ ‫ووســائل للقضاءعــى كردســتان القوقازية‬ ‫واألمــة الكرديــة‪ ،‬ليــس يف أذربيجــان‬ ‫وحدهــا بــل ويف مشــال كردســتان”‪13‬‬ ‫لتعاوهنــم الالمحــدود مــع أاتتــورك‪،‬‬ ‫وابلتــايل كان عــام ‪ 1931‬يف اتريــخ الشــعب‬ ‫الكــردي عــام القضــاء عــى كردســتان‬ ‫القوقازيــة‪ ،‬ففــي بدايــة االحتــال الــرويس‬ ‫(‪ )1804‬للقوقــاز كانــت نســبة الكــرد ‪%80‬‬ ‫مــن مجمــوع الســكان‪ ،‬ومــن مرحلــة ثــورة‬ ‫أكتوبــر وحــى اهنيــار كردســتان الحــراء‬ ‫تقلصــت نســبهتم إىل ‪ ، %30-40‬وعشــية‬ ‫اهنيــار االتحــاد الســوفيييت كانــت قريــة‬ ‫واحــدة فقــط يف أذربيجــان عامــة هــي‬ ‫“داراكنــد” تتكلــم الكرديــة‪.‬‬

‫اإليرانيــة عندمــا متكــن الكــرد مــن طــرد‬ ‫الجيــش الــرويس مــن رشق كردســتان‪،‬‬ ‫وقــد نــزح اآلذريــون (أتــراك – أوغــوز)‬ ‫ً‬ ‫خوفــا مــن‬ ‫وقتئــذ إىل القوقــاز‬ ‫واألرمــن‬ ‫ٍ‬ ‫انتقــام الكــرد حيــث كان اآلذريــون‬ ‫يحاولــون إقامــة دولــة تركمانيــة عــى‬ ‫أرايض كردســتان الرشقيــة كمــا كان‬ ‫األرمــن واالشــوريون يعملــون مــن أجــل‬ ‫إقامــة ممالكهــم عــى أرض كردســتان‬ ‫المشاليــة ‪ ،‬وقــد مت اســكان الالجئــن‬ ‫األرمــن والرتكمــان الشــيعة يف املــدن‬ ‫والقــرى الكرديــة يف القوقــاز مبســاعي‬ ‫الــروس‪.‬‬

‫لقيــت ممارســات وقســوة اآلذريــن عــى‬ ‫ً‬ ‫استحســاان لــدى ســتالني‪ ،‬حيــث‬ ‫الكــرد‬ ‫ّ‬ ‫مضللــة عــن الكــرد‬ ‫كانــت تصلــه معلومــات‬ ‫عــر القنــوات االســتخباراتية‪ ،‬وقــد كانــت‬ ‫معظــم قيــادات األجهــزة األمنيــة للجمهــورايت‬ ‫الســوفييتية املحاذيــة لرتكيــا مــن‬ ‫األذربيجانيــن أو األرمــن املعاديــن للكــرد‪،‬‬ ‫إضافــة إىل املعلومــات الــي كان ّ‬ ‫يقدمهــا “قــره‬ ‫خانيــان” الســفري الســوفيييت يف اســتانبول‬ ‫الــذي كان عميـ ً‬ ‫ـا لرتكيــا‪ ،‬وأعــدم بســببه فميــا‬ ‫بعــد‪.‬‬

‫أصــدر ســتالني أوامــره إبلغــاء “كردســتان‬ ‫الحــراء” رغبــة منــه لألســباب التاليــة‪:‬‬ ‫بســبب التضامــن واملشــاعر القوميــة‬ ‫املشــركة بــن كــرد القوقــاز وانتفاضــة “آگــري”‬ ‫وقــد أراد معاقبــة كرداالتحــاد الســوفيييت‬ ‫بشــدة‪.‬‬ ‫نــزو ًال عنــد رغبــة حــكام أذربيجــان و”ابگــرف”‬ ‫خاصــة‪.‬‬ ‫وبشكل ّ‬ ‫أخص لتحقيق رغبة أاتتورك‪.‬‬ ‫وآخرهــا “بطلــب مــن ميگــواين والزعمــاء‬ ‫األرمــن اآلخريــن”‪.‬‬ ‫ولهــذا فقــد أتسســت كردســتان الســوفيتية‬ ‫أبمــر رمســي قبــل اكــر مــن مثانيــة عقــود و‬ ‫لكهنــا اختفــت بتواطــؤ مــن الجميــع دون اي‬ ‫تفســر!‬

‫الفا عباس‬

‫ّ‬ ‫ويعــود عــداء اآلذريــن األتــراك الشــديد‬

‫ديــوار‬

‫العدد ‪25‬‬

‫كردســتان‬

‫الحــراء‬

‫تشرين األول ‪2020‬‬


‫العقل املعريف �شرق �أو�سطي مبواجهة القمع‬ ‫إن اســتعراض املــرء ملالمــح حياتــه مبهنجيــة وأبســلوب‬ ‫مركــز هــو جــزء مــن املراجعــة لظواهــر املجمتــع وأثرهــا‬ ‫عــى ســلوكياته وتطواراتــه‪ ,‬وبلغــة مســؤولة يســتطيع‬ ‫أن يتعامــل مــع نواقصــه بــروح النقــد ليبــن أثــر‬ ‫البيئــة عليــه ‪ ,‬أثرهــا الكامــن يف اختياراتــه أيضـ ًـا ‪ ,‬إن‬ ‫اســتعراضنا ملالمــح حاالتنــا املســبقة هــو مبثابــة إيغــال‬ ‫مبــارش ملــا يعــري املجمتــع برمتــه عــر نوافــذان الذاتيــة‬ ‫‪ ,‬فعالقــة الفــرد واملجمتــع عالقــة إشــكالية ‪ ,‬تجســد مــا‬ ‫مســي الحقـ ًـا ابلتاريــخ الــذي يخــزل العــادات والتقاليــد‬ ‫ونظــم الحكــم‪ ,‬إن املجمتعــات اليت مت إهمالهــا وإقصاؤها‬ ‫ابلتدريــج ‪ ,‬هــي تلــك املجمتعــات الــي أهمــل فهيــا‬ ‫وهمــش ُ‬ ‫الفــرد املبــدع ِّ‬ ‫وحــر يف بوتقــة مــن اإلهمــال‬ ‫والــراع النفــي مــع أقرانــه مــن ضعــاف العقــول‬ ‫وبســطاء املــدركات ‪ ,‬حيــث مت تغييــب الفكــر املعــريف ً‬ ‫كليا‬ ‫عــن جماعــات آمنــت ابلمتاثيــل والســجود للشــيوخ‬ ‫واألوليــاء والقــادة العســكريني ‪ ,‬والشــخصيات األبويــة‬ ‫‪ ,‬وهــذا مــا تجســد يف مالمــح املجمتــع الــرق أوســطي‬ ‫‪ ,‬كــون هــذا املجمتــع عــاىن الكثــر مــن ســيطرة الفكــر‬ ‫الغيــي املتخــذ مــن الديــن ببعــده الطائفــي ‪ ,‬والقوميــة‬ ‫ببعدهــا اإلقصــايئ الشــوفيين وســيليت بطــش وتغييــب‬ ‫وتحكــم ‪ ,‬حيــث مت إخصــاء الحيــاة الدميقراطيــة داخــل‬ ‫أذهــان رشائحهــا‪ ,‬واســتبدلت بذهنيــة الخضــوع‬ ‫والتبعيــة املســتدامة‬

‫لكــن العقــل الــذي يعــر عــن نفســه كوعــاء لحفــظ مــا‬ ‫قيــل عــى طريقــة التفكــر االيديولوجيــة المشوليــة‪,‬‬ ‫ال ميكنــه اســتنباط حيــاة ورؤى جديــدة ‪ ,‬تســاعده يف‬ ‫إعــداد جيــل جديــد ‪ ,‬عــى نحــو انتفاضــة معرفيــة‪ ,‬حيــث‬ ‫ينتــج العقــل االيديولوجــي المشــويل أحقـ ً‬ ‫ـادا ‪ ,‬وهتوميــات‬ ‫‪ ,‬وال يســتطيع تربيــة األفــراد الجــدد عــى مهنــج النقــد‬ ‫وتقــومي الســلوكيات ‪ ,‬فاســترشاء النفعيــة الســائدة يف‬ ‫أوســاط مجمتعــات تعــاين مــن غــرق ســفينهتا وتوهــان‬ ‫دفــة حياهتــا إثــر فســاد ساســها ‪ ,‬هــي مــن جعلــت‬ ‫مســاحات أرهضــا وكامــل مواردهــا ‪ً ,‬‬ ‫ً‬ ‫خالــدا ملــا‬ ‫إراث‬ ‫يمســى ابالســتعمار الخارجــي ‪ ,‬حيــث مــن الطبيعــي‬ ‫أن يــم مــلء الفــراغ داخــل مجمتعــات تفتقــد ألســلوب‬ ‫ومهنجيــة الفكــر الناقــد ‪ ,‬وابلتــايل ترســخت فهيــا روح‬ ‫الــوالء للقــادة (املنقذيــن)‬ ‫يتحــول القــادة املنقــذون إىل خالديــن ‪ ,‬ويتحــول‬ ‫أبناءهــم فميــا بعــد ملالكــن ومتســلطني تحمميهــم‬ ‫رشذمــة مهمــة مــن الفاســدين بواســطة رجــال الديــن‬ ‫‪ ,‬ونعــود للمشــكلة األســاس ‪ ,‬وهــو بقــاء الديــن‬ ‫كوســيلة لتجهيــل املجمتــع واإلبقــاء عــى االســتبداد‬ ‫ودوام الفســاد ‪ ,‬انهيــك أن الديــن ابت يف العــامل الغــي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اجمتاعيــا ‪ ,‬وحالــة رمزيــة مانعــة لتدخــل‬ ‫رمــزا‬ ‫(أورواب)‬ ‫رجــال الديــن بحيــاة املجمتــع للحيلولــة دون انتــاج‬ ‫القمــع‬ ‫ان البحــث وراء كيفيــة انتــاج ذوي العقــول عمليــة‬ ‫مضنيــة تقتــي التأثــر املعــريف املنســق بــن عديــد‬ ‫املعرفيــن الذيــن يريــدون محاربــة التجهيــل وهــي‬ ‫ابلتــايل جملــة مــن مبــادرات وأعمــال مختلفــة تصــب‬ ‫نحــو مصــب واحــد وهــو التأكيــد عــى معالجــة مــا‬ ‫مت إهمالــه والتعاطــي مــع اإلشــكاالت مبهنجيــة وروح‬ ‫تنســيق ‪ ,‬بــن كل الباحثــن عــن املعــى يف رحلــة‬ ‫اإلنســان العاقــل األزليــة يف ركاب الرصاعــات املضنيــة‬ ‫‪ ,‬مــع محاكــم التفتيــش الــي تفصــح عــن وجههــا‬ ‫أبشــكال جليــة ‪ ,‬وذلــك يجعلنــا يف اختبــار صعــب يكمــن‬ ‫يف مــدى انتصــاران للحقيقــة املتجســدة يف حمايــة‬ ‫املكتســبات الــي تعاقــد عــى صوهنــا كل تلــك الجهــود‬ ‫الــي واجهــت قــوى الخرافــة والقمــع ‪ ,‬إزاء أصــوات‬

‫ديــوار‬

‫تنــادي وال تــزال للخــاص مــن شــبح الحــروب الــي‬ ‫أفرزهتــا التحالفــات املدمــرة لقــوى تعتــاش عــى دمــار‬ ‫ومتــزق املجمتعــات واملثــال الجــي هــو عمليــة الربيــع‬ ‫العــريب ‪ ,‬الــي كانــت مبثابــة إعــادة قــم الوحشــية‬ ‫والرببريــة بصــورة حديثــة ‪ ,‬وتصديــر الرعــب واألزمــات‬ ‫االقتصاديــة الخانقــة والهجــرات املتالحقــة‬

‫انهيــك عــن األزمــات الــي متخضــت عــن هــذا الربيــع‬ ‫الدمــوي والــذي متثــل عــن تجديــد آليــات القمــع إزاء‬ ‫األصــوات املطالبــة ابلدمقرطــة وحريــة التعبــر والــرأي‬ ‫يف الحيــاة السياســية ‪ ,‬ذلــك ســبب عــودة أجــواء‬ ‫الخــوف مــن املســتقبل وســاهم بشــكل كبــر ابالغــراب‬ ‫الفــردي حيــال املعــريف املــدرك الــذي يرتقــب أفــول‬ ‫الحيــاة القمعيــة ‪ ,‬وعــودة الحيــاة الــي تســتقي مــن‬ ‫قــم الحضــارة األزل ‪ ,‬الكثــر مــن القــم الخامــة الــي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فكــراي ‪ ,‬جعــل املجمتعــات تتجــه نحــو‬ ‫تالقحــا‬ ‫انتجــت‬ ‫اإلعمــار والرفاهيــة والتحــول عــن هنــج الحــروب وقمــع‬ ‫الحــرايت الــي تســبب مــع الوقــت االنفجــار كنتيجــة‬ ‫ســلبية‪ ,‬هــو االنفجــار العظــم الــذي نتــج عــن تراكمــات‬ ‫مــن اخطــاء الســلطة تجــاه املجمتــع ‪ ,‬األمــر الــذي ســبب‬ ‫الفــوىض بكافــة أشــكالها االغرتابيــة ‪ ,‬فقــد فشــلت‬ ‫مجــددا رهــاانت الحــل والتحــول الدميقراطــي لشــعوب‬ ‫اعتــادت القمــع والتصفيــق لألقــوى ‪ ,‬ومعارضاهتــا‬ ‫مصطفــة إىل جانــب عــدو الحكــم ‪ ,‬حيــث نهشــد تنافســا‬ ‫بــن الســلطة واملعارضــة نحــو أهيــا يظفــر ابلــوالء للقــوى‬ ‫االقلمييــة ‪ ,‬عــى حســاب شــعوهبا يف الــرق األوســط ‪,‬‬ ‫فــا نجــد ســلطة رشعيــة منتخبــة وال معارضــة رشعيــة‬ ‫معــرة عــن املجمتــع ‪ ,‬وذلــك أســوأ مــا ميكــن أن يكــون‬ ‫‪ ,‬والــذي أنتــج مــع الزمــن تخبطــات شــى انجمــة عــن‬ ‫فــراغ او انعــدام رؤيــة لحــل يلــوح يف األفــق ‪ ,‬فاملشــاريع‬ ‫االقلمييــة تفتعــل أزمــات مجمتعيــة ‪ ,‬وتفــرز نتائــج‬ ‫وخميــة عــى العــامل برمتــه وتنــذر مبخاطــر مســتقبلية‬ ‫ان املشــكالت املتالحقــة الــي تعانهيــا املجمتعــات املكبلــة‬ ‫أبغــال القمــع والخــوف انجمــة عــن ضيــق رؤيــة الحكام‬ ‫للمســتقبل ‪ ,‬حيــث ال يشء قــامئ ومرتســخ ‪ ,‬وكلما ازداد‬ ‫القمــع ازداد الخــوف ‪ ,‬ومــن هنــا ميكــن ان نشــر ان‬ ‫هــذا ال ينحــر يف خــوف الســلطوي مــن زوال أســباب‬ ‫بقــاءه يف الحكــم فحســب ‪ ,‬وإمنــا انعــكاس هــذا الخــوف‬ ‫كســيكولوجيا داخــل كافــة رشائــح املجمتــع ‪ ,‬فالتعاطــي‬ ‫الــرديء مــع املجمتــع يســبب انعــدام الثقــة والبــون‬ ‫الشاســع مــا بــن الفــرد ومدركاتــه والقــم املعرفيــة‬ ‫ً‬ ‫أيضــا تنتــج أزمــة املصطلحــات نتيجــة التشــتت‬ ‫‪,‬‬ ‫وعــدم التحــري والدقــة ‪ ,‬ممــا يهســل عــى اإلعــام‬ ‫الخارجــي املهميــن التحكــم بهسولــة هبــذه املجمتعــات‬ ‫الــي تعرضــت إلخصــاء معــريف ‪ ,‬يهســل إيجــاد جماهــر‬ ‫متقبلــة ألي خطــاب يــروج لهــا عــر وســائل اإلعــام ‪,‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شــائعا ‪ ,‬فتعــدد وســائل‬ ‫أمــرا‬ ‫والشــك أن ذلــك ابت‬ ‫انتــاج الخــر ‪ ,‬وقلــة إطــاع الفــرد داخــل هــذه املجمتعــات‬ ‫‪ ,‬يســبب إنتــاج ســلوك متذبــذب قهــري ‪ ,‬غــر قــادر عــى‬ ‫صنــع عقــل تحليــي انقــد ومتفحــص ‪ ,‬وإمنــا انشــاء‬ ‫عقــل ممتــص ومتقبــل ‪ ,‬وقــادر عــى تكــرار مــا يــم‬ ‫ترويجــه فحســب ‪ ,‬حيــث يســمر لجــوء اإلعــام لصنــع‬ ‫أخبــار ومعلومــات أكــر مبالغــة ودهــاء ‪ ,‬إزاء اســمرار‬ ‫تــك العقــول عــى امتصــاس كل مــا يــم ترويجــه عــر‬ ‫غطــاء وســتار متــن يمتثــل مبحــاكاة الذائقــة الشــعبية‬ ‫والــي هــي حصيلــة تالقــح شــاذ مــا بــن الفكــر الديــي‬ ‫واملفاهــم التعويديــة املشــتقة مــن العــادات الســلوكية‬ ‫ً‬ ‫مليــا يف الســلوكيات‬ ‫إن ذلــك الوهــم هــو مــا ينخــر‬ ‫ويتحــول ملفاهــم غرائزيــة ‪ ,‬ويمتذهــب األفــراد هبــا ‪ ,‬ممــا‬ ‫ينجــم عــن ذلــك مــن استســاغة للخضــوع والتســلمي‬ ‫بــه ‪ ,‬حيــث يــم االنهصــار وذوابن الخاصيــة املجمتعيــة‬ ‫عــر االندمــاج الــذي هدفــه زوال القميــة والخاصيــة‬

‫العدد ‪25‬‬

‫تشرين األول ‪2020‬‬

‫ً‬ ‫أممــا عديــدة جعلهــا‬ ‫‪ ,‬حيــث نــرى‬ ‫االندمــاج القــري بــا لغــة وبــا‬ ‫ً‬ ‫وتدريجيــا أمــة بــا أرض ‪,‬‬ ‫خاصيــة‬ ‫فالــذوابن يف البوتقــة العرقيــة الحاكمــة هــو نتيجــة‬ ‫أخــرة يــم عربهــا نجــاح إلغــاء الهويــة الحقيقيــة ‪,‬‬ ‫مقابــل انتصــار الثقافــة الســلطوية ومجمــوع قهيمــا‬ ‫ً‬ ‫نظــرا لكوهنــا ثقافــة مهمينــة ابلقــوة ‪ ,‬مثــا ًال همينــة‬ ‫‪,‬‬ ‫اللغــة االنكلزييــة عــى العــامل لتكــون اللغــة العامليــة‬ ‫األكــر انتشـ ً‬ ‫ـارا ‪ ,‬كــون هــذه اللغــة كان أوائــل الناطقــن‬ ‫هبــا إنكلـ ً‬ ‫ـزا ‪ ,‬اســتطاعوا فرهضــا عــر قــرون مــن اإلابدة‬ ‫والهصــر واالســتعمار ‪ ,‬ويــم فــرض اللغــة عــر الديــن ‪,‬‬ ‫مثــا ًال العــرب واإلســام والقــرآن العــريب ‪ ,‬الــذي جعــل‬ ‫الســيطرة عــى االرايض وتوســيع امللكيــة هسلــة عــر‬ ‫إقحــام اللغــة العربيــة والتقاليــد البدويــة يف الديــن‬ ‫وهكــذا يــم ابتــاع األرايض بســكاهنا األصليــن خدمــة‬ ‫للغــة والديــن والعروبــة ‪ ,‬وفميــا بعــد وعــى غــرار مــا‬ ‫ســبق حــاول العمثانيــون فــرض اللغــة الرتكيــة أثنــاء‬ ‫فــرات مكوهثــم وهكــذا ‪ ,‬إن انتشــار اللغــات مرتبــط‬ ‫ابلســيطرة ‪ ,‬واختفــاء ثقافــات لصالــح بــروز ثقافــة واحــدة‬ ‫هــو الســلطة القامعــة الفارضــة للهمينــة وأبشــكال‬ ‫ومســوغات عديــدة‬

‫ويف الوقــت الحــارض بــرز اإلعــام ليــؤدي وظائــف‬ ‫تفــوق الوســائل التقليديــة املتحلقــة حــول القــوة ‪,‬‬ ‫ليســمر الــراع عــى ذات الوتــرة وعــر إرشاك القــوة‬ ‫العســكرية الســمرار احتــكار الثقافــة واألرض والفــرد‬ ‫واملحافظــة عــى مــا هميــن عليــه األســاف املحتلــون‬ ‫(بــروز التصــارع بــن املحــور الســي –تركيا‪-‬الســعودية ‪,‬‬ ‫ضــد املحــور الشــيعي إيــران ) إىل جانــب طمــوح أحفــاد‬ ‫االســتعمار القــدمي (أمريــكا‪ ,‬روســيا‪ ,‬أورواب) وتصاعــد‬ ‫التنافــس نحــو التســلح والتنافــس الصناعــي (كــوراي‪,‬‬ ‫الصــن )‬ ‫وحيمنــا تغــدو اآللــة االعالميــة مجــرد وســيلة هشــة‬ ‫لتعميــق الهــوة املجمتعيــة ‪ ,‬تغــدو الوســائل االعالميــة‬ ‫مجــرد أدوات لتســعري الحــروب والفــن ‪ ,‬ويــم رضب‬ ‫منظومــة الحيــاة ومفاهميهيــا الخامــة لصالــح االتجــار‬ ‫ابلقــم ‪ ,‬وذلــك تعبــر عــن حــرب شــاملة ضــد قــم‬ ‫الحيــاة األوىل الــي لطاملــا عمــد املعرفيــون لصوهنــا‬ ‫‪ ,‬بيــد أهنــا مســهدفة مــن قبــل أرابب املافيويــة‬ ‫االقتصاديــة الــي تعمــل وبــكل جهــد عــى دحــر الحيــاة‬ ‫القامئــة عــى االنصــاف ‪ ,‬حيــث تتحــول الحقيقــة لجثــة‬ ‫عفنــة تحــوم حولهــا خفافيــش الظــام الــي تعمــل‬ ‫لنســف الحيــاة الروحيــة والقــم الجوهريــة ابســمرار‬ ‫‪ ,‬ألجــل دوام الخضــوع واالســتبداد ‪ ,‬وأمــام ذلــك‬ ‫فاللمعرفيــن أبنــاء الوجــود مهــام جمــة تتلخــص يف‬ ‫الحفــاظ عــى حيويــة املواجهــة وبــروح فكريــة أخالقيــة‬ ‫‪ ,‬فالــراع األزيل بــن أنصــار الحيــاة النقيــة وأنصــار‬ ‫التشــويه والقبــح تتجــى يف كل زمــن ‪ ,‬ولــو جمعنــا كل‬ ‫الرصاعــات عــى اختــاف مســبباهتا ونتائجهــا وأشــكالها‬ ‫وحيثياهتــا الســتطعنا تلخيهصــا بــراع واضــح وشــامل‬ ‫بــن قــوى التنويــر وقــوى الجشــع ‪ ,‬واملعرفــة تنتــر‬ ‫عــى الــدوام لصالــح القــوة الــي تعمــل إلحيــاء الجمــال‬ ‫والخــر والحــق العــام ‪ ,‬أمكــن لنــا أن نقــول أن جهبــات‬ ‫النــور مــا تلبــث أن تهنــض ‪ ,‬متجليــة بكفــاح املعرفيــن‬ ‫الشــاق والطويــل لصنــع حيــاة مبنيــة عــى املســاوة‬ ‫والرفاهيــة ‪ ,‬مــن خــال دوام الجهــد وصــدق املســعى‬ ‫‪ ,‬ولعــل املظلوميــة الــي تالحــق اإلنســان املبــدع يف‬ ‫ظــل منظومــة القمــع والهتميــش مســمرة والــراع‬ ‫ألجــل رفــع هــذه املظلوميــة واســتبدالها ببيئــة نظيفــة‬ ‫لالبــداع دامئ وال يتوقــف وال ينحــر يف بقعــة جغرافيــة‬ ‫معينــة مــن الوجــود‬ ‫إن تربيــة البــؤس الفكــري لــدى غالــب التنظميــاات‬


‫النفعيــة مــوروث اســتبدادي قــدمي رعتــه األنظمــة‬ ‫األبويــة عــر التاريــخ وال عجــب يف ذلــك فمعظــم‬ ‫التنظميــات الكالســيكية الــرق أوســطية والــي‬ ‫تربــت يف كنــف منظومــة االســتبداد والــي نجحــت‬ ‫ً‬ ‫اســتخباراتيا ‪,‬‬ ‫هــذه األخــرة يف اخــراق صفوفهــا‬ ‫اســتطاعت وبجــدارة خلــق روح الخــواء فهيــا وجعلهــا‬ ‫مجــرد قوالــب منطيــة ال حيــاة فهيــا وال روح ابــداع ‪ ,‬لــذا‬ ‫فبقــاء هكــذا تنظميــات خاويــة هشــة ‪ ,‬هــو ألجــل دوام‬ ‫الضعــف والتجزئــة والحيلولــة دون إنقــاذ املجمتعــات‬ ‫مــن االغــراب النفــي الهائــل الــي رســخته منظومــة‬ ‫التجهيــل عــر قمعهــا وإحياءهــا ألمنــاط مرضيــة غــر‬ ‫قــادرة عــى أن تبــي ‪ ,‬بــل أن وظيفهتــا هــو املزيــد مــن‬ ‫التصــدع والتــرذم إىل ماالهنايــة ‪ ,‬ألهنــا ببســاطة لــن‬ ‫تســتطيع التغلــب عــى تلــك األمنــاط الجامــدة الــي‬ ‫زرعهتــا الســلطة القامعــة فهيــا ‪ ,‬وابلتــايل تغــدو وســيلة‬ ‫ضامنــة لتجزئــة املجمتــع وإفــراغ مســتنريهيا عــى‬ ‫ً‬ ‫آتمــرا عــى املعرفيــن‬ ‫الــدوام والشــك أن ذلــك ميثــل‬ ‫واملجمتــع عــر أمــد بعيــد غــر منظــور ويســبب انعــدام‬ ‫ثقــة بــن كافــة رشائــح وفئــات املجمتــع لتغــدو مجــرد‬ ‫آذان طيعــة ملــا تريــده قنــوات اإلعــام التحريضيــة الــي‬ ‫تــروج للمــوت والحــروب الطويلــة األمــد ألجــل دوام‬ ‫التحكــم والهمينــة لتلــك القــوى املهمينــة الــي تعتــاش‬ ‫وتزيــد مــن بقاءهــا مــن خــال تلــك الفئــات الــي تــزرع‬ ‫الشــقاق داخــل املجمتــع وهــذا مــا يتجســد بصــورة‬ ‫ً‬ ‫عمومــا‬ ‫جليــة يف داخــل املجمتــع الــرق أوســطي‬ ‫ً‬ ‫خصوصــا‬ ‫والكردســتاين‬ ‫عــى الــرق األوســط منــذ أن مت إصــدار فرمــان‬ ‫اســتبدال األنظمــة القعميــة بنظــم أخــرى ‪ ,‬جــرى‬ ‫التفــاوض حــول كيفيــة تغيــر هــذه النظــم بنظــم‬ ‫أخــرى تســتجيب ملتطلبــات القــوى الــي تشــن الحــروب‬ ‫االقتصاديــة الواحــدة تلــو األخــرى بغيــة اســتزناف‬ ‫هــذا الــرق األوســط ‪ ,‬املنطقــة الحلــم اتريخيـ ًـا والــي‬ ‫ً‬ ‫قدميــا ابمس الحــروب املقدســة‬ ‫كانــت حلــم املهمينــن‬ ‫(الصليبيــة)‪ ,‬وكانــت حاجــة يف العهــد املعــارص لــدى‬ ‫الــدول الصناعيــة الــي تنافســت عــى تقامسهــا‬ ‫يف فــرة الحربــن (االســتعماراألورويب ) وتوقيــع‬ ‫اتفافيــات حولهــا أهشرهــا ســايكس بيكــو‪ ,‬راحــت مــن‬ ‫خــال مــا يمســى بفرمــان (الربيــع العــريب) مبحاولــة‬ ‫اســتبدال واقــع آبخــر عــر التبشــر مبعركــة الحريــة‬ ‫ً‬ ‫أخــرا ابلحــرب الشــاملة‬ ‫والدميقراطيــة ‪ ,‬واســتبدالها‬ ‫الدوليــة ضــد اإلرهــاب الجهــادي ‪ ,‬وكل ذلــك لتغطيــة‬ ‫الهــدف االقتصــادي غــر املعلــن واملمتثــل إبيجــاد‬ ‫مصــادر ومــوارد شــبه دامئــة ممتثلــة هبمينــة القطبــن‬ ‫الواضحــن املتجســد أبمريــكا وروســيا ولواحقهمــا‬ ‫اإلقلمييــة املمتثلــة بــدول الجــوار ‪ ,‬الــي رأت يف ســوراي‬ ‫الرجــل املريــض الــذي ينــازع ‪ ,‬والــذي يجــب أن تتــوزع‬ ‫الحصــص فيــه ‪ ,‬لتكــون الهنايــة لســايكس بيكــو‬ ‫قــدمي وبدايــة التفــاق كــري والفــروف ‪ ,‬وحالــة املــد‬ ‫والجــزر الــي تهشدهــا تقارهبمــا مــن جهــة وتنافرهمــا‬ ‫مــن جهــة أخــرى وأمــام ذلــك نحــن أمــام مهشــد‬ ‫حــرب ال تــكاد تتوقــف ‪ ,‬حــى يــم تســوية التفــاوض‬ ‫ً‬ ‫تدفقــا‬ ‫وتقــامس الرتكــة القدميــة ‪ ,‬وأمــام ذلــك نهشــد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خروجــا‬ ‫هائــا للنازحــن إىل أورواب ‪ ,‬يف حــن نهشــد‬ ‫لربيطانيــا مــن االتحــاد األورويب‪ ,‬ودعمــا تركيـ ًـا خليجيــاً‬ ‫للجماعــات الجهاديــة الــي وصــل خطرهــا ألورواب ‪ ,‬كل‬ ‫ذلــك نتيجــة تفــي الحــرب االقتصاديــة والبحــث عــن‬ ‫مصــادر ومــوارد ‪ ,‬ومناطــق نفــوذ تســعى كل الــدول‬ ‫املجــاورة مــن ســوراي إليجــاد متنفــس لهــا وموطــأ قــدم‬ ‫‪ ,‬والشــك أن اإلعــام واالســتخبارات تســعى للزميــد‬ ‫مــن الحــروب ألجــل تســعري التنافــس كل طــرف حســب‬ ‫أجنداتــه ‪ ,‬ولــذا أصبــح اإلنســان الــرق أوســطي إمــا‬ ‫انزحـ ًـا أو مجــرد ضحيــة ومــادة رخيصــة لوســائل اإلعــام‬ ‫‪ ,‬حيــث ظهــر االســتغالل والتدمــر يف أبشــع صــوره ‪,‬‬

‫ممــا يضــع العــامل اليــوم عــى محــك حــرب وشــيكة ‪,‬‬ ‫حيــث يفــرض ذلــك عــى كل دول العــامل خرائــط متغــرة‬ ‫ً‬ ‫دميوغرافيــا وليــس ببعيــد أن يبــدأ ســباق التســلح‬ ‫ً‬ ‫وإعــادة تشــكيل الجيــوش تحســبا لتصادمــات كبــرة ال‬ ‫تتوقــف وتتشــعب ابســمرار ‪,‬مــن خــال اســمرار انتــاج‬ ‫األســلحة غــر التقليديــة والتســابق عــى إنتاجهــا‬ ‫(كــوراي المشاليــة‪ ,‬الصــن ‪,‬روســيا‪ ,‬إيــران ‪ ,‬أمريــكا‬ ‫‪ ,‬إرسائيــل ) وأوىل مالمحهــا تتجســد فميــا يمســى‬ ‫مبكافحــة اإلرهــاب العاملــي‬ ‫يستســلم الساســة الــرق أوســطيون رغــم متايــز‬ ‫بيئاهتــم القمعيــة ملفاهــم ميكافيليــة شــاذة‪ ,‬يف‬ ‫اســتنادهم لثقافــة تنظمييــة تحايليــة مشــوهة ‪,‬‬ ‫غايهتــا برمجــة الجماهــر لخطــاب دمياغوجــي ‪ ,‬ميهــد‬ ‫لتكويــن خــااي منطيــة مستنســخة عــن أفــكار الزعــم‬ ‫الروحــي أســوة ابلشــخصيات الطائفيــة واملرجعيــات‬ ‫الدينيــة ‪ ,‬الهــدف مــن ذلــك هــو إفــراغ كل محتــوى ذي‬ ‫معــى ‪ ,‬إذ ان العلمانيــة كمعــى ليســت كالــي يكــرس‬ ‫لهــا الساســة عــى أرض الواقــع ‪ ,‬وذلــك ينطبــق متامــا‬ ‫عــى أصحــاب املرجعيــات الدينيــة الــي ادخــرت كل‬ ‫الخطــاابت املتشــنجة لصالــح اســتمثارها يف الحــرب‬ ‫وتحقيــق االهــداف النفعيــة ‪ ,‬يهشــد رواد الربيــع العــريب‬ ‫وتســابقا ً‬ ‫ً‬ ‫فظــا عــى انتــاج التطــرف كل حســب‬ ‫تنافســا‬ ‫موقعــه ‪ ,‬وإنشــاء ديكتاتــورايت واهنــة‪ ,‬وقــادرة عــى‬ ‫أن تكــون المنــوذج األســوأ ‪ ,‬فتأملنــا لديكتاتــورايت‬ ‫القــرن العرشيــن يف العــامل العــريب يعطينــا نتائــج‬ ‫متناقضــة تجمتــع بعبــارة كليــة وهــو تحقيــق مطلــب‬ ‫االنفجــار العظــم لشــعوب اعتــادت الركــوع والقمــع عــر‬ ‫عقــود ‪ ,‬األمــر الــذي جعلهــا تنتقــل لطــور الديكتاتــورايت‬ ‫الجديــدة املبنيــة عــى الفــوىض وتفتيــت الجغرافيــا‬ ‫‪ ,‬واســتمثار التطــرف يف أوســاط النخــب الشــابة ‪,‬‬ ‫فالــرق األوســط ابت يــزرح ابمليلشــيات ‪ ,‬والســبب‬ ‫يعــود لتحكــم الساســة املتحايلــن عــى مفاصــل‬ ‫الحيــاة السياســية عــى نحــو هائــل ‪ ,‬مســتفيدين‬ ‫مــن إبعادهــم للمتنوريــن أصحــاب امللــكات االبداعيــة‬ ‫‪ ,‬أعــداء امليكافيليــن الجــدد ‪ ,‬إن صــح التعبــر‪ ,‬ميكــن‬ ‫أن نعتــر أن امليكافيليــن الجــدد هــم املشــوهني‬ ‫للميكافيليــة الــي قــرأان عهنــا يف كتــاب األمــر ‪ ,‬إهنــم‬ ‫لــون مشــوه وشــاذ لهــا ‪ ,‬إذ أهنــم فاقــوا امليكافيليــة‬ ‫غطرســة واســتخداما لــكل يشء دامــي وقــذر ألجــل‬ ‫الوصــول للغايــة ‪ , ,‬ان اســتغالل كل يشء ألجــل الغايــة‬ ‫هــو الــذي راح يعــر عــن نفســه مــن خــال اإلعــام‬ ‫‪ ,‬االعــام الــذي ابت الطاحونــة الــي تقــود الحــروب‬ ‫امليدانيــة ‪ ,‬وتتحكــم مبصــادر الخــر والتأثــر والــي‬ ‫تعتــر الحلبــة الــي يتنافــس علهيــا الساســة يف كل‬ ‫املياديــن والصعــد‬ ‫فأصــل كل تقهقــر مجمتعــي يرجــع إىل فســاد املنظومــة‬ ‫الفكريــة والعقائديــة فيــه وبقــاء هــذا الرتهــل دون‬ ‫إصــاح أو محاولــة تغيــر‬

‫شــكلت نــواة الهــال الشــيعي ‪ ,‬كل ذلــك يشــر أن‬ ‫محــرض الرصاعــات يــم تغذيتــه عــر الديــن وأتويــل‬ ‫ذلــك مــرده لغيــاب وطمــس التفكــر النقــدي بــن‬ ‫النخــب الشــابة ‪ ,‬ومحافظــة الحكومــات القمعيــة عــى‬ ‫تقاليــد االحتقــان منعـ ًـا مــن متاســك املجمتعــات وجعلهــا‬ ‫فقــط وقــود حــروب اقتصاديــة تســتزنف األرض واملــوارد‬ ‫ً‬ ‫جــدا واملحــرض‬ ‫واملؤسســات‪ ,‬حيــث اإلعــام املتخلــف‬ ‫عــى العنــف والعزلــة أبشــكالها الجليــة الــي مجــدت‬ ‫املازوشــية الفكريــة املمتثلــة بتقاليــد الحــزب المشــويل‪,‬‬ ‫خليفــة التقاليــد الدينيــة الالهوتيــة ‪ ,‬والــي مارســت‬ ‫صنــوف االســتعمار الذهــي ‪ ,‬وكبلــت جهــود املعرفيــن‬ ‫الســائرين دون هــوان وتخــاذل نحــو صيانــة أمــن‬ ‫مجمتعاهتــم وإخراجهــا مــن ســاحات الحــروب العبثيــة‬ ‫‪ ,‬مواجهــن بذلــك االعتقــال والتجويــع وموجــات‬ ‫التجهيــل واالغتيــال‪.‬‬ ‫لقــد تعــرت عيــوب هــذا املجمتــع املســتعد بذائقتــه‬ ‫ً‬ ‫أمنوذجــا لــكل‬ ‫املمتصــة لتقاليــد القداســة ليكــون‬ ‫ً‬ ‫ذهنيــا ‪ ,‬وحصــدت منظومــة‬ ‫تطــرف عــدا أن يرتقــي‬ ‫االســتبداد الــريق مازرعتــه عــر عقــوده مــن‬ ‫االســتعباد وترســيخ العزلــة يف مجمتعــات ال تجيــد‬ ‫ســوى التصفيــق والهتــاف ‪ ,‬ظنـ ًـا مهنــا أن الثــورات أتيت‬ ‫عــر أروقــة املعابــد وصيحــات الخارجــن مهنــا‪..‬‬ ‫إن دراســة ثــورات العــامل العــريب وعموم الرشق األوســط‬ ‫يحتــاج بصــورة مبــارشة للتوغــل حــول إشــكالية الدين‬ ‫يف أوســاطه املجمتعيــة ‪ ,‬حيــث أن الثــورة مبعناهــا‬ ‫الحقيقــي غــر موجــود يف ظــل وجــود منظومــات أبويــة‬ ‫هنــا وهنــاك تتحكــم يف العقــول بطرائــق مخيفــة ‪,‬‬ ‫ـرا مشـ ً‬ ‫تجعــل مــن موضــوع التغيــر الســلطوي أمـ ً‬ ‫ـكوكا‬ ‫ً‬ ‫نظــرا لالنتقــال املشــوه مــا بــن نظــام قمعــي‬ ‫فيــه ‪,‬‬ ‫رابــض لعقــود معينــة ونظــام آخــر إســامي يعيــد‬ ‫ألذهاننــا طبيعــة حكــم قامئــة عــى االســتبداد ومزيــد‬ ‫مــن االحتقــان وقمــع األقليــات ابمس ســلطة األكرثيــة‬ ‫الغالبــة واالفتــاء هبــا‪ً ,‬‬ ‫إذا فغالــب أهــداف تلــك الثــورات‬ ‫املذهبيــة يصــب يف تبديــل الســلطة دون تغيريهــا‬ ‫جوهـ ً‬ ‫ـراي ‪ ,‬أمــا منظومــة الــدول املحيطــة بســوراي والعراق‬ ‫‪ ,‬كإيــران وتركيــا‪ ,‬والســعودية ‪ ,‬فهــي أنظمــة مســتبدة‬ ‫تحــاول إقامــة نظــام يكــون حارسـ ًـا ملصالحهــا يف املنطقة‬ ‫‪ ,‬ففــي ظــل غيــاب الصــوت الشــعيب وبقــاء رشائحــه تحت‬ ‫وطــأة القصــف والــزوح فــا ميكــن الحديــث عــن أي بوادر‬ ‫إقامــة نظــم دميقراطيــة بحدودهــا الدنيــا ‪ ,‬وطــرح أي‬ ‫مشــاريع مســتندة إىل فلســفة حقيقيــة ‪ ,‬ســيبىق مضــن‬ ‫حــدود املحاولــة إلعــادة الهويــة الحقيقيــة للمجمتــع‬ ‫الــرق أوســطي ‪ ,‬ففــي ظــل ابعــاد املعرفيــن ‪ ,‬أصحــاب‬ ‫امللــكات االبداعيــة وعــدم إرشاكهــم يف عمليــة التحــول‬ ‫الدميقراطــي ‪ ,‬يبــى أي مــروع حــز األطروحــة النظريــة‬ ‫مــامل يــم إرشاك الجميــع بخاصــة الرشيحــة املســتنرية‬ ‫غــر املرهتنــة ألي خطــاب حزبــوي مبتــذل‪..‬‬

‫إن ممارســة العنرصيــة واإلقصــاء الديــي والقومــي‬ ‫هــو لرتســيخ التفتــت االجمتاعــي والقضــاء عــى‬ ‫مكتســبات الحضــارة الــي ظهــرت عــى يــد املعرفيــن ‪,‬‬ ‫للحيلولــة دون آتلــف املجمتعــات مــع بعهضــا البعــض ‪,‬‬ ‫فالحــرب الســورية مثـ ً‬ ‫ـا هشــدت توطــد هــذه الزناعــات‬ ‫االجمتاعيــة الــي مبعهثــا االنقســام االجمتاعــي الناتــج‬ ‫عــن تصــارع مذهــي اتريــي مت إذكاء رشارتــه ميدانيـ ًـا‬ ‫عــن طريــق التســليح الــذي أفــى عــن حــروب‬ ‫وخالفــات متشــعبة ومتصلــة أبزمــات مجمتعيــة خــارج‬ ‫الحــدود الســورية لــدول االحتقــان الطائفــي يف عمــوم‬ ‫الــرق األوســط ‪ ,‬واملثــال القريــب جنــوب ووســط‬ ‫العــراق ‪ ,‬ورصاع الطوائــف اللبنانيــة املمتثلــة بتوطــد‬ ‫الزعامــات املحليــة املســيحية أو االســامية والــي‬

‫ديــوار‬

‫العدد ‪25‬‬

‫تشرين األول ‪2020‬‬

‫ريبر هبون‬


‫ملاذا نحن م�ستهدفون‪!..‬؟!‬ ‫حممد عبدالكرمي‬

‫اليشء ميكــن أن يصحــح مســار اإلنســانية‪ ،‬خصوصـ ًـا وأن التاريــخ قــد ســجل‬ ‫الكثــر مــن األخطــاء يف حــق هويــة اإلنســانية جمعــاء‪ ،‬كمــا ليســت اإلابدة‬ ‫وحدهــا هــي التطهــر الهنــايئ مــن الــر الــذي يســتقر يف مجــال جغــرايف‬ ‫معــن‪ ،‬إال بقــدر مــا تزايــد هــذا العمــل الرشيــر أكــر إجرامــا يف حــق الشــعوب‬ ‫الــي تعيــش اليــوم اختناقــا مــن حيــث الهويــة‪ ،‬وتشــوهيا مــن حيــث اللغــة‪،‬‬ ‫وافتقــارا مــن حيــث اإلدمــاج يف املحيــط الثقــايف واللغــوي العاملــي‪.‬‬ ‫يف حياتنــا الكثــر مــن القتــل واملجــازر يف مناطــق متفرقة مــن األرض‪ ،‬حروب‬ ‫طاحنــة غالبـ ًـا مــا يكــون وراءهــا معتقــدات عنرصيــة او طائفيــة تحــض عــى‬ ‫مثــل هــذا القتــل والترشيــد لبــي البــر‪ ،‬انظــروا مــا حــدث يف عفريــن وكــرى‬ ‫ً‬ ‫مؤخــرا مــن قتــل للنســاء واألطفــال يف مــدن‬ ‫ســي ورسى كانيــه املحتلــة‬ ‫الكورديــة ونســف للبيــوت واملــدراس واملستشــفيات‪ ،‬وكأن جيــش العــدو‬ ‫الــريك يف مســابقة مــع الزمــن لحصــد أكــر عــدد مــن أرواح وممتلــكات‬ ‫الكــورد التســاؤل الــذي كان دامئـ ًـا يجــول يف خاطــري‪ ،‬مــا هــذا الــيء الــذي‬ ‫يجعــل الــريك كائنـ ًـا ال يرحــم‪ ،‬مــا هــي هــذه األفــكار العقائديــة الــي تجعــل‬ ‫تركيــا تقتــل وتدمــر بــكل هــذا الــرود؟!‬ ‫حرمــه هللا عــى مــدى‬ ‫االتــراك منــذ األمــد البعيــد ُيبيحــوا ألنفهســم مــا َّ‬ ‫التاريــخ القــدمي واملعــارص مــن مجــازر وقتــل وإابده وتحليــل دم الكــورد‬ ‫واســتغالل الديــن ملصالحهــم واطماعهــم ‪ .‬أمــا يف العــراق وســوراي وايــران‬ ‫ُترتكــب بحــق شــعبنا الكــوردي اكــر الجــرامئ ســواء عــى مســتوى الفــردي ام‬ ‫عــى املســتوى العــام والتوجهيــي مــن جهــات شــوفينية‬ ‫والسؤال الذي يطرح نفسه ؟‬ ‫من املستفيد من هذه املجازر املسمترة ؟ من يدفع لجزارهيا يوميا ؟‬ ‫هل هي أطراف خارجية تدفع لجهات داخلية وتدفعهم للقتل واالرهاب‬ ‫وملاذا هذا المصت الدويل واملنظمات الحقوقية؟‬ ‫ملاذا نحن الكورد مسهتدفون يف كل مكان؟‬ ‫من هذه الجهة اليت تقف خلف املذبحة العائلة الكوردية يف بغداد؟‬ ‫انــه ليــس تــرف فــردي مــن عصابــة‪ ،‬بــل هــم جهــة موجهــة مــن فصائــل‬ ‫حاقــدة عــى الشــعب الكــوردي ‪ ،‬وهنــاك أدلــة معــززة أبفــام واثئقيــة تؤيــد‬ ‫وجهــة النظــر هــذه‪ ،‬ولكــن أن تتحمــل هــذه الجهــات وحدهــا املســؤولية‬ ‫كاملــة عــن إبقــاء املذبحــة الكورديــه طازجــة كل هــذا الوقــت الطويــل هــي‬ ‫مســألة فهيــا نظــر ويــم دراســها وتخطيطهــا بدقــه يف اقبيــة الفصائــل‬ ‫وامليليشــيات املرتبطــه ابالســتخبارات االيرانيــة‪.‬‬ ‫ويجــب ان نعــي جيــدا ان الكــورد مســهدفون للقتــل واالرهــاب واالغتيــاالت‬ ‫حــى يف منتصــف العــوامص الغربيــة و يف كل مــكان مــن اجنــدة الــدول‬ ‫املســتعرمه لكوردســتان وتحــت انظــار كل الــدول واملنظمــات الالنســانية‬ ‫والالحقوقيــة‪.‬‬

‫ديــوار‬

‫العدد ‪25‬‬

‫تشرين األول ‪2020‬‬


‫جائحة الكورونا ما بني املثقف والفنان‬ ‫منى فتحي حامد | م�صر‬

‫بــت أختــار كلمــات أدق يف‬ ‫املعــي‪ ،‬مشــرة إىل نبضــات‬ ‫و أحاســيس حقيقيــة‪ ،‬إىل‬ ‫كل مــن رافقــت دنيــاه جائحــة‬ ‫الكــوروان ‪ ...‬و هــذا مــا بــه وفيــه‬ ‫نحــن جميعــا اآلن‪.‬‬ ‫الكــوروان‪ ،‬و مــدى أتثريهــا عــى كال‬ ‫مــن املثقــف والفنــان‪ ،‬فكالهمــا‬ ‫مشــركان يف نفــس الوقــت مــع‬ ‫تفاقــم وانتشــار هــذا الــوابء‪ ،‬ممــا‬ ‫نتــج عنــه االلــزام ابلتواجــد أطــول‬ ‫وقــت ابلحيــاة املزنليــة وارتــداء‬ ‫الكمامــات وعــدم الزتاحــم أو‬ ‫االختــاط‪ ..‬إلــخ كلهــا أمــور واجبــة‬ ‫ورضوريــة‪ ،‬للحــد مــن حــدة انتشــار‬ ‫هــذا الفــروس وزايدة املصابــن‬ ‫وتعــدد اإلصــاابت‬ ‫فــإذا تطرقنــا لــكل مهنمــا عــى حــدا‪،‬‬ ‫ٓ‬ ‫حقــا املعــاانة ومــدى األمل‬ ‫شــاهدان‬ ‫املعنــوي والنفــي‪ ،‬واملــادي أيضــا‬ ‫واالقتصــادي واالجمتاعــي‪ ،‬ال ميكننــا‬ ‫أن نتخطاهــم أو تتنــاىس التأثــر‬ ‫الظاهــر واملصاحــب هبــم‪.‬‬ ‫فبالنســبة إىل املثقف‪ :‬قــد زادت لديه‬ ‫حاســة االشــتياق للعلــم وللقــراءة‬ ‫ولالطــاع‪ ،‬لكنــه مغلغــل األيــدي‪،‬‬ ‫وأصبحــت معرفتــه منحــرة بــن‬ ‫اإلعــام المسعــي واملــريئ والكتــاب‪،‬‬ ‫ومــن مث وضــح لنــا أهميــة بريــق‬ ‫وأريــج الكتــاب‪ ،‬ملــا لقــب بــه أبنــه‬ ‫ٓ‬ ‫ونعــم األصدقــاء‪.‬‬ ‫فعــا خــر جليــس‬ ‫فالكتــاب لــه مدلــوال ســحراي عــى‬ ‫ذهــن و نبــض و‬

‫مشــاعر القــاريء‪ ،‬خاصــة املثقــف‪ ،‬أاي‬ ‫كان مجالــه أو تخصصــه أو موهبتــه‬ ‫ابلفــن و ابالبــداع‪.‬‬ ‫وقــد أصبــح املثقــف مــن داخــل‬ ‫مســكنه قــادرا عــى التكيــف مــع‬ ‫جائحــة الكــوروان‪ ،‬والتــوازن بينــه‬ ‫وبــن عاملــه الجديــد‪ ،‬مــن حيــث‬ ‫الهــدوء واالتــزان والســكينة‬ ‫والرضــا‪ ،‬بــل تزايــدت لديــه مســات‬ ‫الصــر والتفــاؤل واملحبــة واالحتــواء‬ ‫لألخريــن‪ ،‬مــع المتــي ابلخــر‬ ‫والســعادة إىل كل ٓمــن حولــه‪...‬‬ ‫لكــن املثقــف أحيــاان شـ ٓ‬ ‫ـاعرا ابلوحــدة‬ ‫‪ ،‬أو اقــراب العــامل إىل الهنايــة و‬ ‫الفنــاء ‪ ،‬و هــذا بســبب عــدم حضــور‬ ‫النــدوات أو الصالــوانت الثقافيــة‬ ‫‪ ،‬الــي كان معتــادا ابلتواجــد هبــا ‪،‬‬ ‫أيضــا إنحصــار الســؤال فقــط عــى‬ ‫املقربــن و األصدقــاء ‪،‬عــن طريــق‬ ‫اســتخدام الهاتــف و وســائل‬ ‫التواصــل االجمتاعــي فقــط ‪ ،‬دون‬ ‫تبــادل الــزايرات ‪ ،‬أو اإللتقــاء‬ ‫ابألماكــن املعتــادة الــي كانــت تجمع‬ ‫بيهنــم ‪...‬‬ ‫أمــا ابلنســبة للفنــان ‪ ،‬فتلــك الحيــاة‬ ‫الجديــدة ‪ ،‬املصاحبــة للكــوروان ‪،‬‬ ‫كان عليــه التعايــش معهــا ِبجديــة‬ ‫و ِبوعــي و ِبتفهــم ‪ ،‬و التقبــل لعــدم‬ ‫التواجــد ابألمكنــة االجمتاعيــة ســواء‬ ‫للعمــل أو للمناســبات ‪..‬‬

‫و تختلــف مشــاعر الفنــان مــن‬ ‫شــخص إىل آخــر ‪ ،‬عــى حســب نــوع‬ ‫الفــن أو املوهبــة املتابعــا لهــا ‪ ،‬مــن‬ ‫رمس ‪ ،‬موســيىق ‪ ،‬نحــت ‪ ،‬متثيــل ‪،‬‬ ‫غنــاء ‪ ...‬إلــخ‬ ‫فالرتابــط بــن املثقــف والفنــان‬ ‫ينحــر بــن القبــول لعــادات عــدم‬ ‫االختــاط أو الزتاحــم و التــزه‬ ‫و حضــور املناســبات و االلــزام‬ ‫ابلتواجــد ابملســكن ‪ ،‬و القبــول أو‬ ‫الرفــض ِلنقــص دخــل املعيشــة‬ ‫الــازم للحيــاة و تلبيــة االحتياجــات‬ ‫و البقــاء ‪...‬‬ ‫فمــن هــذا املقــال كال مــن املثقــف‬ ‫والفنــان ‪ ،‬انســان ‪ ،‬يربــط بيهنمــا‬ ‫مشــاعر اإلنســانية و الحــس و الــذوق‬ ‫و الجمــال ‪ ،‬زايدة الوعــي و املعرفــة‬ ‫و الحــرص عــى القــراءة و املتابعــة و‬ ‫اإلطــاع ‪...‬‬ ‫بــل توصيل رســالة هادفة ‪،‬مناشــدة‬ ‫للخــر و للمحبــة و للســام ‪ ،‬مــع‬ ‫اإلهمتــام بــكل املتواصلــن معهمــا‬ ‫مــن أقــارب و أخــوة و أصدقــاء ‪ ،‬بــل‬ ‫تزتايــد إىل الدعــاء إىل كل البرشيــة‬ ‫ابألمــان واملعافــاة مــن ذاك البــاء‪..‬‬ ‫ٓ‬ ‫جميعــا كوكبنــا مــن تلــك‬ ‫حفــظ هللا‬ ‫الجائحــة الغوغــاء‬

‫قــد كانــت هــذه الجائحــة ببدايــة‬ ‫األمــر مــن الصعــب تقبلهــا بهسولــة‬ ‫أو ُيــر ‪ ،‬لكــن فميــا بعــد مت التأقلــم‬ ‫و االلــزام مــع كل األمــور املعانقــة‬ ‫لهــا ‪.‬‬ ‫ديــوار‬

‫العدد ‪25‬‬

‫تشرين األول ‪2020‬‬


‫أحمر بالخط الجريء‬ ‫وجهــة نظــري يكون وقعــه ايجابيـ ًـا أحيـ ً‬ ‫ـاان‪ .‬ويف‬ ‫زاوية تكتبها‪:‬‬ ‫زاويــة أخــرى سـ ً‬ ‫ـلبيا‪ .‬هنــا نبعــت الخصوصيــة‬ ‫نجاح هيفو‬ ‫يف ذايت‪ ،‬وكنــت أريدهــا‪ ،‬عاملــي الخــاص‬ ‫ابختصــار‪ .‬اان بعيــدة عــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫التفكــر يف المتيــز»‪.‬‬ ‫جافيا‪ ...‬الفتاة التي ولدت من النور‬

‫ِ‬

‫ِ‬

‫ولــدت مــن نــور‪ ،‬يســقي األمــل قلهبــا‪،‬‬ ‫فتــاة ِ‬ ‫وتمنــو مثــل فراشــة تكــر عــى جــذع شــجرة‪.‬‬ ‫نســت قــوى المســاء‪،‬‬ ‫يف ليلــة ميالدهــا‪َ ،‬‬ ‫إغــاق معابــر النــور‪ .‬وقتئــذ‪ ،‬تذكــرت ذلــك‪.‬‬ ‫اهنــال الجمــال عــى األرض شــاالت‪ ،‬مثلمــا‬ ‫تهنــر حبّ ــات النــدى مــن زهــرة ّ‬ ‫تفتحــت أوّ ل‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫وأنــت تنظــر إىل بحــر‬ ‫الربيــع‪ّ .‬مثــة إبــداع‪،‬‬ ‫العيــون لتصطــاد بعــض الشــوائب‪ .‬عبثــا‬ ‫تبحــث عهنــا يف أرض النقــاء‪ ،‬تبتــم يف‬ ‫لوحــة رسمديــة‪ ،‬مــن بعيــد كنــت أاتبــع‪،‬‬ ‫ولكــن مل أتلمــس خيــوط النــور إال صدفــة‪ ،‬مث‬ ‫أييت أحدهــم ويقــول مــن هــي هــذه الفتــاة؟‬ ‫ال تســال عهنــا‪ ،‬فقــط اســمع‪ .‬هكــذا ًّ‬ ‫أرد‪ ،‬يف‬ ‫البدايــة وأنــت تنظــر إىل لوحــة الجمــال ال‬ ‫تســتطيع إال أن تتقــدم وتبــوح ابلســؤال‬ ‫األول‪ :‬مــن هــي جافيــا؟‬ ‫بعيــده عــن املــدح وبرتفــع تقــول‪ ..‬مــن أان‬ ‫ابلتعريــف عــن نفــي صدقيــي ال أعــرف‬ ‫واببتســامة جميلــة‪ ...‬وتــردد مــن هــي‬ ‫جافيــا؟» اان فاشــلة ابلتعريــف عــن نفــي‬ ‫ولكنــي فقــط جافيــا» أمــام مصــي‪ ...‬تقــول‪:‬‬ ‫«كوابنيــة ولــدت يف الريف الســوري‪ .‬كربت يف‬ ‫أســبانيا‪ .‬درســت الحقــوق يف حلــب‪ .‬وعملــت‬ ‫يف مجــال حقــوق اإلنســان يف ســورية‪ .‬ويف‬ ‫ً‬ ‫وحاليــا مســتقرة يف‬ ‫كثــر مــن دول العــامل‬ ‫الســويد‪ .‬أكــر األعمــال الــي أخــذت مــي‬ ‫كجافيــا وأقصــد املجــال العمــي‪( .‬الزناعــات‬ ‫املســلحة وحمايــة املدنيــن ذوي االعاقــة‬ ‫والدســاتري والقوانــن الــي تحمهيــم)»‪.‬‬ ‫تكمــل‪« :‬هــذه جافيــا ابختصــار‪ ...‬بــكل‬ ‫مث ِ‬ ‫تواضــع»‪.‬‬ ‫حمــاس يف طــرح‬ ‫وأان أرى النــور يزيــدين‬ ‫ً‬ ‫االســئلة‪ ،‬عيوهنــا فقــط عــامل أيخــذك إىل‬ ‫التحــدي إىل الجمــال إىل صــرورة العمــل‪.‬‬ ‫المتيــز الــذي دفعــي إليــك‪ .‬مــاذا تقــول‬ ‫جافيــا الكوابنيــة الجميلــة‪ ،‬مــاذا تقولــن‬ ‫عنــه؟ متيــز ؟ أان ال أراه‪ .‬تقــول جافيــا‪ .‬تضيــف‬ ‫لحديهثــا‪« :‬رمبــا هــو االختــاف عــن اآلخريــن‬ ‫فميــا يخــص القــرارات‪ ،‬وطريقــة التفكــر‬ ‫واعتقــد أن الصفــة الطاغيــة كانــت نظــرة‬ ‫جافيــا الخاصــة هبــا وأان عــى ثقــة اتمــة أن‬ ‫ماتوصلــت إليــه كان نتــاج طفوليت‪..‬كطفــل‬ ‫عــادي يحــب اللعــب‪ ،‬حالــه حــال جميــع‬ ‫األطفــال‪ ،‬ويف تلــك اللحظــة تكتشــف أبنــك ال‬ ‫تشــههم‪ ،‬وبعيــدة أيضــا عــن عاملهــم‪ ،‬ومــن‬

‫األطفــال كانــوا يركضــون‪ ،‬أمــا جافيــا كانــت‬ ‫عــى كــريس مل تكــن قــادرة‪ .‬هــذا زادين اندفاع‬ ‫وهنــا النظــرة للواقــع بســلبياته وايجابياتــه‬ ‫كانــت مختلفــة للتعامــل مــع هــذا الواقــع‪.‬‬ ‫عــى ســبيل املثــال نظــريت للنجــاح تختلــف‬ ‫ً‬ ‫أيضــا تختلــف‪ ،‬الســلوك‬ ‫ونظــريت للفشــل‬ ‫والحــب أيضــا رأيتــه مختلفـ ًـا‪ .‬وأدركــت متامــاُ‬ ‫أتثــر الكلمــة الــي لهــا وقعهــا والــي ال يدركهــا‬ ‫الكثــر»‪.‬‬

‫مجمتــع ال نخــوض ابلتفاصيــل كيــف‬ ‫تحــدت جافيــا املجمتــع؟‬

‫«التحــدايت االجمتاعيــة أعتقــد أنــي كنــت‬ ‫محظوظــة رمبــا مــرده انــي ولــدت يف كنــف‬ ‫عائلــة منفتحــة ويف ظــروف اجمتاعية ونفســية‬ ‫الئقــة وحــى الدراســة كانــت بعيــدة عــن‬ ‫جــو املدرســة العــادي‪ .‬حيــث دراســة املــزل‬ ‫وواقــع آخر‪،‬وخصوصيــة تدريــي كانــت‬ ‫لوحدهــا حالة‪.‬وحــى يف مرحلــة عرميــة أكــر‬ ‫مــن الطفولــة‪ .‬والتحــدي الكبــر يف مواجهــة‬ ‫املجمتــع بــدأت عنــد أتســيس املنتــدى‬ ‫الثقــايف لــذوي االحتياجــات الخاصــة‪ ،‬مــن‬ ‫خــال هــذا املنتــدى مت إيصــال قضيــي‬ ‫االساســية ‪ ،‬وهــي أنــي امــرأة كورديــة‬ ‫وأقصــد مــن انحيــة الحقــوق‪ .‬مل‬ ‫تكــن هنــاك قوانــن تحمــي تلــك‬ ‫الحقــوق‪ .‬وأردت أيضــا تغيــر‬ ‫منطيــة املؤسســات اإلجمتاعيــة‬ ‫وارتباطهــا بكلمــة الخــر «‪.‬‬ ‫«جدليــة معقــدة كانــت جافيــا‬ ‫تريــد فــك رمــوز التعقيــد‬ ‫فهيــا‪ .‬كان البــد لرفــع الصــوت‬ ‫والقــول الخــر هنــا النحتاجــه‬ ‫امنــا نحتــاج مؤسســات‬ ‫بّ نــاءة‪ .‬أردت إيصــال فكــريت‬ ‫ونظــريت املختلفــة مــن خــال‬ ‫قضيــة الخــر‪ ...‬الخــر أن‬ ‫ً‬ ‫إنســاان‪ .‬أمــا عــدا ذلــك‬ ‫تكــون‬ ‫فــإن ذوي االحتياجــات الخاصــة ال‬ ‫يحتاجونــه‪ .‬الحاجــة الكبــرة كانــت الشــعور‬ ‫ابملســاواة يف مجمتعهــم»‪.‬‬ ‫وتتابــع‪« :‬مــن طرائــف مــا مــر معــي كامــرأة‬ ‫مقولــة البعــض (ماظــل حــدا غــر جافيــا‬ ‫تحكمكــم ماظــل رجــال)‪ .‬وأان أضحــك وأقــول‬ ‫حــى لوكنــت رجــا أفــكاري املختلفــة عــن‬

‫ديــوار‬

‫العدد ‪25‬‬

‫اآلخرهــي ذاهتــا‪ .‬ابالضافــة اىل االنفتــاح عــى‬ ‫مجمــل الثقافات‪-‬كــوين كورديــة كوابنيــة من‬ ‫ســورية ‪ -‬وعشــت يف اســبانيا يف ظــل أرسة‬ ‫منفتحــة عــى جميــع الثقافــات واألداين»‪.‬‬ ‫وتــرد يف حديهثــا لـــ ديــوار‪« :‬لذلــك كان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اجمتاعيــا‪ .‬يف‬ ‫فكــراي أكــر مــا هــو‬ ‫الخــوض‬ ‫الوقــت الــذي كنــت أدعــو فيــه ابملســاواة‬ ‫والعدالــة والقوانــن‪ ،‬كان النــاس مهنمكــن‬ ‫مببــدأ الشــفقة واإلحســان‪ .‬كل يش ابلنســبة‬ ‫ايل كان يحمــل طابــع نظــريت اال وهــي‬ ‫االختــاف يف الــرؤى»‪.‬‬

‫وماذا عن اإلبداع؟‬

‫«االبــداع؟ واتخــذ هنــا هشقــة مــع ابتســامة‬ ‫وحــرة‪« :‬لقــد كانــت بدايــة الصدمــة وجــاءت‬ ‫تلــك الصدمــة مــن كــوين بعيــدة عــن املجمتــع‬ ‫عــى ســبيل املثــال كنــت بعيــدة عــن ســر‬ ‫العمليــة الدراســية بحســب عامــل العــر‬ ‫ً‬ ‫مثــا‪ .‬حيــث خضــت ممضــار الدراســة يف‬ ‫اســبانيا وحــى ســورية يف عــر أكــر مــن‬ ‫الذيــن هــم يف ذات املرحلــة‪ .‬عالجــي يف‬ ‫اســبانيا واالبتعــاد عــن أهــي‪ .‬والعيــش مــع‬ ‫عمــي وعائلتــه لفــرة طويلــة أثــر ذلــك عــى‬ ‫تلــك الصدمــة‪ .‬كانــت الــرارة االوىل عــوديت‬ ‫لســورية وألهــي وتعلــم اللغــة العربيــة‬ ‫والكورديــة‪ .‬حيــث اللغــة االســبانية‬ ‫الــي تعلمهتــا مل تعــد‬ ‫كافيــة‪ .‬هنــا رصاع‬ ‫آخــر مــع عاملــي‬ ‫ا لجد يــد‬ ‫و خا صــة‬

‫الدراســة والبــدء‬ ‫اب ســتكما ل‬ ‫التعلــم مــا ال أنســاه‬ ‫يف حيــايت‪ .‬امتحــان املرحلــة‬ ‫االعداديــة ووضعــي الخــاص وصدمــة اليــوم‬ ‫األول حيــث االمتحــان يف الطابــق الثالــث!‬ ‫مــادة االجمتاعيــات‪ .‬ومدرســة طــارق بــن‬ ‫زايد»‪.‬‬ ‫مث تبتــم‪« :‬كانــت القلعــة أقــرب مهنــا‬ ‫ً‬ ‫كثــرا‪.‬‬ ‫للمدرســة ‪...‬هــذا املنظــر أثــر فيــي‬ ‫ال انــى ابملطلــق دموعــي وخاصــة وأان‬

‫تشرين األول ‪2020‬‬


‫أصــل إىل الطابــق الثالــث حيــث قضيــة‬ ‫الــدرج وعقدهتــا‪ .‬وكان لوالــدي دور كبــر يف‬ ‫االعــراض‪ً ،‬‬ ‫بناءاعــى شــكويت لــه وتقدميهــا‬ ‫للرتبيــة‪ ،‬القصــة ال أنســاها ألهنــا مرتكــز‬ ‫التغيــر الــذي كنــت أطمــح اليــه»‪.‬‬

‫أين وكيف وملاذا ؟‬

‫انهتيــت مــن املرحلــة اإلعداديــة وهنــا جــاء‬ ‫القــرار مبــارشة للخــوض ىف ممضــار الثانوية‪،‬‬ ‫ســنتني اثنيتــن مــن الدراســة تعــي‬ ‫لجافيــا اســمرار وهنــا جــاءت مرحلــة أخــرى‪.‬‬ ‫االكتشــاف‪ ،‬اكتشــاف عــامل ذوي االحتياجــات‬ ‫الخاصــة حيــث الصدمة‪.‬كــريس مــن متــرع‬ ‫مــع صــورة ألهــل الخــر ‪.‬كــريس ينتظــر‬ ‫دوالبــه شــارع مناسـ ً‬ ‫ـبا للســر فيــه‪ .‬التعــرف‬ ‫علهيــم عــن قــرب أســعدين‪ ،‬وحــى التعــرف‬ ‫عــى البعــض مــن القامئــن عــى هــذا العمــل‬ ‫ولكــن املؤسســات كانــت تصيبــي ابلخيبــة»‪.‬‬ ‫رغــم ذلــك اتبعــت جافيــا مشــوارها ولعــل‬ ‫تعبــر الصدمــة كان األصــدق وبعــد االنهتــاء‬ ‫مــن الثانويــة وتســجيلها لكليــة الحقــوق‪.‬‬ ‫ولعــل املصعــد الــذي مسعــت عنــه يف الكليــة‬ ‫كان أمــا آخــر‪ .‬ايلســخافة القــدر والصدمــة‬ ‫ً‬ ‫معــا‪.‬‬ ‫« حــا يل‬

‫يف اليــوم األول يف‬ ‫كليــة الحقــوق حيــث‬ ‫مصعــد معطــل ال يــم‬ ‫اســتخدامه‪،‬‬ ‫و بعــد‬

‫ا لبحــث‬ ‫والســؤال وصلنــا لهــارون الرشــيد‬ ‫«‪ .‬وهنــا تضحــك بغصــة‪ .‬هنــا اينجــاح‬ ‫كنــت اتوقــع جميــع االجــاابت ولكــن االجابــة‬ ‫الــي رد هبــا ذاك املســؤول التنــى‪ .‬ابلحــرف‬ ‫الواحــد‪(....‬اي بنــي اان مبــي مــا بســتفيد‬ ‫يشء مــن الحقــوق وانــت ايل مابمتــي شــو‬ ‫بــدك)‪ .‬هنــا ال اعــرف تذكــرت كلمــة الوغــد! ال‬ ‫اكــر!!»‪.‬‬ ‫وطلبت مهنا أن تكمل‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تتابــع جافيــا‪« :‬رجعــت مكســورة نوعــا مــا مــن‬

‫اللقــاء مــع هكــذا تفكــر اىل كتيب‪،‬حيــث عاملي‬ ‫األخــر ‪...‬مــع الكتــب ومــع تولســتوي وغــره‬ ‫أدركــت أن عــي الهنــوض واالســمرار‪ .‬وكانــت‬ ‫فكــرة املنتــدى الثقــايف لــذوي االحتياجــات‬ ‫الخاصــة‪ .‬حيــث قمــت بتأسيســه والتواصــل‬ ‫مــع ذوي االحتياجــات الخاصــة كان‬ ‫مبثابــة الــرارة األوىل‪ .‬وهــذا العمــل‬ ‫مســمر ألكــر مــن عرشيــن ســنة‪ ،‬وكان‬ ‫التواصــل مــع العــودة اىل دراســي‬ ‫يف كليــة الحقــوق‪ ،‬وهنــا بــدأت قصــة‬ ‫املشــكلة والحل لهــذه املشــكلة وافتخر‬ ‫ً‬ ‫كثــرا هبــذا العمــل الــذي اســمر‬ ‫ً‬ ‫كثــرا يف حــل مشــاكل‬ ‫وســاهم‬ ‫ذوي االحتياجــات الخاصــة‪.‬‬ ‫اهنيــت كليــة الحقــوق مــع‬ ‫عمــي يف املنتــدى‪ ،‬كانــت مســرة صعبــة‪،‬‬ ‫مرحلــة الربهــان للــذات‪ ،‬فلســفة جافيــا‬ ‫الخاصــة‪ .‬ابلنظــارة والعمــل وحــى التعبــر‬ ‫عــن املشــاعر»‪.‬‬

‫القــرار الصعــب اللجنــة الدســتورية‬ ‫كيــف؟‬

‫«تبــن جافيــا‪« :‬اللجنــة الدســتورية كانــت‬ ‫ّ‬ ‫مشــاركيت فهيــا قصــة بحــد ذاهتــا أمــر ال‬ ‫أعلمــه‪ ،‬وال أتوقعــه‪ ،‬كنــت أمسعــه مــن اإلعالم‬ ‫واملــروع الــذي كنــت عــى درايــة بــه‪ ،‬هــو‬ ‫مــروع آخــر امســه لجنــة دســتورية عبــارة‬ ‫عــن مجموعــة مــن القانويــن واملحاميــن‬ ‫وهــم بدورهــم ســوف يقومــون‬ ‫مبهمــة ملســاعدة دميســتورا‪،‬‬ ‫وذلــك لوضــع خطــة قانونيــة‬ ‫ودســتورية‪ ،‬لعمليــة‬ ‫الســام يف ســورية‬ ‫هكــذا كان املــروع‬ ‫الــذي كنــت عــى‬ ‫علــم بــه‪ ،‬وكنــت‬ ‫شــائعة‬ ‫اعتــره‬ ‫يف ابدئ األمــر‪ ،‬مئــة‬ ‫ً‬ ‫شــخصا يف‬ ‫وخمســن‬ ‫الحــرب الســورية ال‬ ‫اعــرف االمســاء وال حــى‬ ‫الخلفيــات الــي هــم‬ ‫ميثلو هنــا » ‪.‬‬ ‫«كان طريقـ ًـا صعبـ ًـا نوعـ ًـا‬ ‫و تضيــف ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ايضــا‪ ،‬والجدليــة االصعــب‬ ‫مــا وجــديل‬ ‫كورديــة ســورية‪ ،‬امثــل مبــدا حقوق االنســان‬ ‫ابالضافــة اىل متثيــل ذوي االحتياجــات‬ ‫الخاصــة ‪...‬والمتثيــل هــل ســيكون ســلبا ام‬ ‫ايجابيــا؟‪ ،‬وجــاء امســي يف القامئــة الصدمــة‬ ‫االكــر‪ ،‬اجنــدات سياســية وشــخصيات‬ ‫مختلفــة‪ ،‬هــذا التنــوع اصابــي ابلجمــود‬ ‫امــام ماحققتــه عــر كل هــذه الســنوات‪،‬‬

‫ديــوار‬

‫العدد ‪25‬‬

‫هنــا كانــت استشــارة االصدقــاء املقربــن ايل‬ ‫اقــرب للنجــوى اىل جافيــا‪ ،‬هنــا انســحايب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صعبــا ‪ ..‬ألنــي كنــت أمثــل صــوت‬ ‫قــرارا‬ ‫كان‬ ‫الكثرييــن ‪ ...‬كان الواجــب للصــوت االنســاين‬ ‫الرابــط االكــر الســمراري‪....‬لذلك حاولــت ان‬ ‫امســك املــزان مــن املنتصــف‪ ،‬كان البــد‬ ‫مــن االســمرار»‬

‫تتابــع وأبســلوهبا غــرر‬ ‫متكلــف ‪:‬‬

‫«»هنــا وأان أجلــس يف محفــل كهــذا‪.‬‬ ‫أتذكــر الوجــع الســوري بــكل‬ ‫ألوانــه ‪،‬وكل عذاابتــه لذلــك‬ ‫العمــل مــع هــذه اللجنــة‬ ‫اتعامــل معــه بحساســية‬ ‫وحياديــة‪ .‬وعــى يقــن اتم ان هنــاك قضــااي‬ ‫يجــب ان التســقط ابملفوضــات‪ .‬هنــاك الكثــر‪،‬‬ ‫ممــن دفعــوا الغــايل‪ ،‬والســؤال األهــم‬ ‫والــذي يطــرح نفســه يف هــذا التوقيــت ملــاذا‬ ‫الــراع ويف توقيــت خــر كل الســوريني‬ ‫وكل بطريقــة وبجــرح‪.....‬كل اشــكال الظلــم‬ ‫والتعــدي واالضطهــاد ‪...‬الفقــر والهجــرة؟‪...‬‬ ‫لذلــك مشــاركيت جــاءت مللمــت بقــااي شــعب‬ ‫مثقــل ابلجــروح‪ ،‬غايتــه العيــش الاكــر‪،‬‬ ‫اكــر مــن نصفــه‪ ،‬مل يعــد قــادرا عــى الدفــاع‬ ‫عــن نفســه‪ ،‬صدقيــي نجــاح مشــاركيت هــي‬ ‫للوقــوف عــى الجــرح وايقافــه»‪.‬‬

‫ً‬ ‫وأخريا؟‬ ‫«كل الشــكر نجــاح» تقــول جافيــا‪ ،‬وتتســاءل‬ ‫«هــل مــا فعلتــه يســتحق الكتابــة عنــه؟‪،‬‬ ‫ببســاطة وترفــع وكــرايء» ‪ ..‬مث تضيــف‪:‬‬ ‫«الحياديــة تجــاه الجميــع أهــم مــا أطمــح‪.‬‬ ‫وهــو طريقــي منــذ البــدء‪ ...‬ذوي االحتياجــات‬ ‫الخاصــة‪ ..‬حقــوق اإلنســان بشــكل عــادل‬ ‫ومتســاوي‪ ،‬تقــول‪« :‬والحفــاظ عــى‬ ‫الحياديــة‪ ..‬أان مولعــة‪ ،‬ابالدب الســوفييت‬ ‫حيــث القصــص االوىل مــع كتــب تولســتوي‪.‬‬

‫وأكــر فرحــا ألن ديــوار‬

‫إصدارهــا مــن‬

‫روســيا‪ .‬كل الشــكر نجــاح‪ ،‬كل الشــكر ديوار»‪.‬‬ ‫وأان بدوري أقول كل الشكر جافيا‪.‬‬ ‫كل الشــكر للقــدر الــذي جمعــي معــك ذات‬ ‫ً‬ ‫شــكرا للــروح الــي تســكن ثنــااي‬ ‫صدفــة‪...‬‬ ‫روحــك الجميلــة‪ ..‬أكــر تواضعــا وأكــر جمــاالً‬ ‫وأقــل تفاخــر ببســاطة‪ ،‬هــي جافيــا ابنــة‬ ‫الحــق‪.‬‬

‫تشرين األول ‪2020‬‬


‫ماه شرف‬ ‫خان‬ ‫«مستورة‬ ‫األردالنية»‬

‫الحيــاة واملنشــأ‪:‬‬

‫كمــا البســاتني ّ‬ ‫النــرة‬ ‫الــي ال تزهــر إال ّ‬ ‫ابلثــار‬ ‫الخـ ّـرة واليانعــة أبـ ً‬ ‫ـدا ويف‬ ‫مختلــف الفصــول واألوقات‬ ‫توجــد أيضـ ًـا مــدن ومناطق‬ ‫تــزدان بزهورهــا وورودهــا‬ ‫ّ‬ ‫نتذكــر أهـ ّـم‬ ‫العطــرة وحــن‬ ‫ً‬ ‫فــورا مدينــة «ســنندج»‬ ‫هــذه املــدن تخطــر عــى البــال‬ ‫أو «ســنه» الواقعــة يف رشيق كوردســتان «كردســتان‬ ‫ايــران» والــي كانــت لعقــود عامصــة اإلمــارة األردالنيــة‬ ‫ّ‬ ‫بتطورهــا يف مختلــف املجــاالت واالتجاهــات‬ ‫الشــرة‬ ‫ّ‬ ‫السياســية واالقتصاديــة واالجمتاعيــة وكذلــك األدبيــة‬ ‫ّ‬ ‫واملعرفيــة مهنــا مــا جعلهــا تفخــر ّ‬ ‫أبنــا أنجبــت عــرات‬ ‫الرجــال ّ‬ ‫مــر ّ‬ ‫التاريــخ ومــا‬ ‫والنســاء عــى ّ‬ ‫املبدعــن مــن ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وفخــرا ّ‬ ‫أن بســتان رحمهــا أنجــب‬ ‫اعــزازا‬ ‫يجعلنــا ننتــي‬ ‫الكاتبــة ّ‬ ‫واملؤرخــة الخالــدة مــاه رشف خــان الــي‬ ‫والشــاعرة‬ ‫ّ‬ ‫اختــارت لهــا فميــا بعــد لقــب «مســتورة األردالنيــة»‪.‬‬ ‫ولــدت مــاه رشف خــان يف مدينــه ســنه يف عــام ‪1805‬م‬ ‫خــال فــرة حكــم األمــر أمــان هللا خــان أمــر أردالن‬ ‫والــذي ســيصبح فميــا بعــد والــد زوجهــا‪ -‬مــن أرسة ثريّ ــة‬‫ً‬ ‫ومعروفــة مــن جهــة أبهيــا ّ‬ ‫أيضــا‪ ،‬كان عــدد مــن‬ ‫وأمهــا‬ ‫حكوميــة وأدبيــة ابرزة ألهنــم‬ ‫أفــراد عائلــة ّأمهــا يف مراكــز‬ ‫ّ‬ ‫كانــوا يســاندون األمــراء األردالنيــن ويخلصــون لهــم‪ّ ،‬أمــا‬ ‫مــن جهــة أبهيــا فتنمتــي إىل العائلــة القادريــة الــي كانــت‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ابلــراء ّ‬ ‫القــوي‪.‬‬ ‫والنفــوذ‬ ‫أيضــا‬ ‫تمتــز‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والدهــا هــو أبــو الحســن بــك الــذي أوىل رعايــة واهمتامـ ًـا‬ ‫كبرييــن بتنشــئة وتربيــة أوالده‪ ،‬ويبــدو ّانــه كان عــى‬ ‫درجــة كبــرة مــن الوعــي ّ‬ ‫والثقافــة بحيــث مل يكــن يفـ ّـرق‬ ‫التعامــل بــن أوالده ّ‬ ‫يف ّ‬ ‫الذكــور واإلانث معـ ًـا‪ ،‬وخــر دليــل‬ ‫عــى ذلــك اهمتامــه اببنتــه مــاه رشف خــان يعـ ّ‬ ‫ـز هبــا عــى‬ ‫الـ ّـدوام‪ُ ،‬‬ ‫ويقــال ّإنــه كان يدعوهــا إىل مجالســه ويصطحهبــا‬ ‫يف زايراتــه لألماكــن واملــدن وخاصــة األثريــة مهنــا‬ ‫والعائــات األخــرى‪ ،‬وكان قبــل وأثنــاء ّ‬ ‫كل ذلــك يــروي بــذور‬ ‫اإلبــداع الفطريّ ــة فهيــا‪ ،‬بــذور الخيــال ّ‬ ‫والشــعر والقصــص‬ ‫والتأريــخ برعايتــه وتشــجيعه وعونــه لــه مــا جعلهــا وخــال‬ ‫تعــد يف طليعــة ّ‬ ‫فــرة شــباهبا األوّ ل ّ‬ ‫كتــاب وأدابء عرصهــا‬ ‫الرجــال ّ‬ ‫والنســاء بــل ويذهــب الكاتــب حميــد إىل‬ ‫مــن ّ‬ ‫أبعــد مــن ذلــك حــن يقــول‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫تعــد املــرأة الوحيــدة‪ ،‬يف تلــك‬ ‫« وكمــا يبــدو لنــا فإهنــا‬ ‫الفــرة يف الــرق األوســط‪ ،‬ورمبــا الــرق كلــه الــي كتبــت‬ ‫يف التاريــخ‪ ،‬واشــهرت عــى األغلــب كشــاعرة برعــت يف‬ ‫قصائــد الغــزل واملــرايث عــى شــكل رابعيــات ومثنــوايت‬ ‫كمــا كانــت َّ‬ ‫خطاطــة ابرعــة»‪.‬‬

‫ّ‬ ‫قصــة زواج مــاه رشف خــان مــن األمــر األردالين‪:‬‬

‫تــورد مــاه شــاه ّ‬ ‫قصــة زواجهــا مــن األمــر خــرو خــان عقب‬ ‫املؤامــرة الــي حيكــت ّ‬ ‫ضــد األمــر لإلطاحــة بــه عــى ّأنــه‬ ‫وخــال الحــرب الروســية اإليرانيــة حــاول بعــض اآلغــاوات‬ ‫ابلتعــاون مبســاعدة الــروس وابالتفــاق مــع شــقيق األمــر‬ ‫املعــزول مــن حاكميــة منطقــة «اســفند آابد» لإلطاحــة‬ ‫بخــرو خــان وعزلــه مــن منصبــه‪ّ ،‬‬ ‫ولكنــه علــم أبمــر‬ ‫املؤامــرة ّ‬ ‫ومتكــن مــن القبــض عــى الذيــن حاولــوا ذلــك‬ ‫وكان مــن مضهنــم أبــو الحســن بــك والــد مــاه رشف خــان‬ ‫بعــد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ففــك‬ ‫التحقيقــات متكــن والدهــا مــن إثبــات براءتــه‬ ‫األمــر أرسه‪ ،‬وملعرفتــه مبكانــة وشــأن أيب الحســن حــاول‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كســب ّ‬ ‫الئقــا‪،‬‬ ‫منصبــا‬ ‫فقربــه إليــه وعــرض عليــه‬ ‫وده ّ‬ ‫وليجعلــه يوافــق عــى ذلــك طلــب مــن أيب الحســن يــد‬ ‫ابنتــه مــاه رشف خــان يف عــام ‪1826‬م رساحــه‪.‬‬

‫ّ‬ ‫تؤكــد املصــادر ّ‬ ‫التاريخيــة ومــن مضهنــا كتاهبــا «اتريــخ‬ ‫أردالن» عــى ّ‬ ‫ان األمــر أقــام احتفــاالت زواج كبــرة‬ ‫ّ‬ ‫ســكان اإلمــارة هبجهتــم‬ ‫شــاركهم مختلــف رشائــح‬ ‫وفرحهــم‪.‬‬ ‫هبــذا الــزّ واج شــعرت شــاعرتنا ابمتالكهــا كنــوز الكــون‬ ‫ومشــاعر وأحاســيس البــر ّ‬ ‫كلهــم‪ ،‬كيــف ال واألمــر كان‬ ‫ـاعرا ومثقفـ ًـا مجيـ ً‬ ‫شـ ً‬ ‫ـدا مــا جعلهمــا يعيشــان أســعد وارواع‬ ‫ّايم العــر‪.‬‬

‫يســمر ســوى‬ ‫مــع األســف مل يشــأ القــدر لزواجهمــا أن‬ ‫ّ‬ ‫أمل ابألمــر الــزّ وج والحبيــب داء‬ ‫لعــدة أعــوام فقــط حيــث ّ‬ ‫ال شــفاء لــه‪ ،‬ورحــل يف عــام ‪1835‬م وبرحيلــه ّ‬ ‫خلــف امــرأة‬ ‫حبيبــة عاشــقة تعيــش بجســد فقــط بعدمــا أخــذ مهنــا‬ ‫قلهبــا وروحهــا ومــا ميتلــكان مــن مشــاعر وأحاســيس‪.‬‬ ‫ويف ذلك تقول‪:‬‬ ‫أىت الربيع اي خرسو‪ ،‬أىت الربيع!‬ ‫أان رضيرة من كرثة غيابك اي خرسو‬ ‫ها أىت الربيع‪ ،‬وقد توجت املروج‬ ‫ابلورود والريحان‬ ‫ما أشد أمل هذا الوداع!‬ ‫أما تمسع قبقبة الحجل يف القمم‬ ‫وقد اتشحت املروج والرايض أبجمل أزايء‬ ‫تزقزق الجداول نشوانة يف خريرها‬ ‫تغين العنادل أغاين الشجن‬ ‫ً‬ ‫أزهارا‬ ‫وافرتشت الهسوب‬ ‫البالبل مثلة بخرم عشق الورد‬ ‫تضحك األقاحي يف البساتني نشوانة‬ ‫تحنو عيون الرنجس الخرمية عىل الربيع‬ ‫تمتايل األعشاب يف رقهصا مع النسمي‬ ‫وتغوي القلوب‬ ‫َّ‬ ‫غيب الربيع اي خرسو!‬ ‫لكن غيابك ّ‬ ‫كان األمــر يثــق بقــدرات األمــرة اإلبداعيــة يف ّ‬ ‫كل‬ ‫مســؤولية‬ ‫املجــاالت الــي تكتــب فهيــا لذلــك أول إلهيــا‬ ‫ّ‬ ‫تدبــر شــؤون العائلــة الحاكمــة ّ‬ ‫والترشيفــات والبــاط‬ ‫وغريهــا‪ ،‬وكمــا كان يفعــل والدهــا كذلــك كان األمــر‬ ‫يصطحهبــا يف رحالتــه وزايراتــه لالماكــن ّ‬ ‫التاريخيــة‬ ‫الرعيــة‪ ،‬فكانــت تصغــي إىل مــا يروونــه‬ ‫ّ‬ ‫والســياحية وتفقــد ّ‬ ‫عــن حياهتــم وأمورهــم ومختلــف شــؤون وهمــوم حياهتــم‬ ‫مخيلهتــا فكرهــا‪ ،‬وأثرهــا وجداهنــا‬ ‫اليوميــة مــا أغــى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واتريخيــة ّ‬ ‫تر تقــي‬ ‫وفنيــة‬ ‫وعواطفهــا بنصــوص أدبيــة‬ ‫ّ‬ ‫واملمي‪.‬‬ ‫الرايق‬ ‫ّ‬ ‫إىل األدب ّ‬

‫حكايهتــا مــع القــدر والزّ مــان‪:‬‬

‫القــدر الــذي فاجأهــا أبكــر املصائب قســوة‬ ‫ً‬ ‫وظلمــا ابختــاس زوجهــا األمــر الــذي‬ ‫كان لهــا الحبيــب ّ‬ ‫والصديــق وفــارس‬ ‫األحــام وظلمـ ًـا والزّ مــن الــذي غــدر هبا‬ ‫ً‬ ‫ينســها آالم‬ ‫ومل يشــأ أن هيهبــا‬ ‫ولــدا ّ‬ ‫وأوجــاع فاجعهتــا زادوا مــن قســوهتم‬ ‫وظلمهــم علهيــا حــن جعلوهــا تتعـ ّـرض‬ ‫للفــرار ّ‬ ‫والتجــر ّ‬ ‫والتــرد بعــد أن كانــت‬ ‫أمــرة تعيــش يف رغــد عيــش وثــراء جــاه‪،‬‬ ‫قــرر ّ‬ ‫الشــاه اإليــراين القضــاء عــى‬ ‫حــن ّ‬ ‫إمــارة أردالن‪ ،‬ومتكــن مــن دخــول القــر‬ ‫وهتجــر أكــر مــن ألفــي شــخص إىل‬ ‫فــروا إىل إمــارة‬ ‫مدينــة مريــوان وبعدهــا ّ‬ ‫ابابن يف جنــويب كردســتان‪.‬‬ ‫مــع األســف كانــت مســتورة مــن بــن‬ ‫ّ‬ ‫املهجريــن ولجــأت إىل مدينــة‬ ‫هــؤالء‬ ‫الســلميانية وعاشــت مــع عائلــة بيــت ابــن‬ ‫ّ‬ ‫خالهتــا حســن قــي خــان‪.‬‬ ‫ماه رشف خان أو مستورة ّ‬ ‫الشاعرة‪:‬‬ ‫ً‬ ‫عمومــا وطبيعــة مدينهتــا الجالبــة‬ ‫طبيعــة كردســتان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫عاطفيــا ووجدانيــا قــل نظــره‪ّ ،‬مث جــاء‬ ‫منحاهــا ثــراء‬ ‫ّ‬ ‫األهــم واألبــرز يف حياهتــا والــذي جعلهــا إحــدى‬ ‫الحــدث‬ ‫عاشــقات ّ‬ ‫املمــزات هــو اقرتاهنــا ابألمــر خــرو‬ ‫التاريــخ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫حبيبــا لدرجــة القداســة وأمــر قلهبــا‬ ‫تحــول إلهيــا‬ ‫الــذي‬ ‫ّ‬ ‫وروحهــا وصديــق مشــاعرها وأحاســيهسا وأنفــاس فكرهــا‬ ‫ابإلضافــة إىل تنشــئهتا يف بيــت عــزّ وثــراء ووجاهــة ومــا‬ ‫كانــت تتلقــاه مــن أرسهتــا ومحيطهــا وخاصــة مــن أبهيــا‬ ‫كل ذلــك جعلهــا ّ‬ ‫مــن الـ ّـدالل والحنــان والـ ّـدفء‪ّ ،‬‬ ‫تتنفــس‬ ‫ّ‬ ‫ـب والعشــق الوافريــن‪ ،‬تعــن الفكــر‬ ‫الشــعر‪ ،‬تنبــض ابلحـ ّ‬ ‫بروافــد املعرفــة ّ‬ ‫وي َ‬ ‫والثقافــة‪ُ ،‬‬ ‫ذكــر ّأنــا كانــت تتقــن ثــاث‬ ‫ّ‬ ‫الكرديــة والعربيــة والفارســية‪.‬‬ ‫لغــات هــي‬

‫والرقــة والوفــاء‪.‬‬ ‫والــراثء والفخــر ّ‬ ‫ّ‬ ‫تقول يف راثء زوجها‪:‬‬ ‫ما أضيع دنياي!‬ ‫بعدك من يدلين‬ ‫من يخرجين من غياهب العذاب‬ ‫َ‬ ‫فدونك العمى واملوت اي خرسو!‬ ‫الحب تقول‪:‬‬ ‫ويف‬ ‫ّ‬ ‫هي ْ‬ ‫جت قليب‬ ‫انر حبك‪ّ ،‬‬ ‫ينتابين الجنون‬ ‫أهمي يف دنياي‬ ‫أذاك أنني «مستورة»‬ ‫يزلزل األرض تحت أقدام الناس‬ ‫أم أنه يوم الحرش‬ ‫و يتناهى إىل األمساع رصاخ املذنبني‬ ‫من العذاب األميل؟‬ ‫ويف حريهتا وانكسارها تقول‪:‬‬ ‫مل تعد مستورة تعرف أطرافها‬ ‫لشدة الحرية والذهول‬ ‫حذار! من آهات املظلومني أن يحرقوا‬ ‫اآلفاق بشعلة‬ ‫تلك اليد مل يخضهبا لون‬ ‫بل جرحي الرعاف يغمهسا يف الحناء‬ ‫املعلم الجاهل ألصول الوفاء‬ ‫مل ّ‬ ‫يعلم سوى سبل الغدر والظلم‬ ‫فـ»مســتورة» مــا عــادت تعــرف أطرافهــا لشــدة حريهتــا‬ ‫وذهولهــا‪.‬‬ ‫أن ديــوان مســتورة ّ‬ ‫تقــول بعــض املصــادر عــى ّ‬ ‫الشــعري‬ ‫يتمضــن أكــر مــن عرشيــن ألــف بيــت ابللغتــن‬ ‫كان‬ ‫ّ‬ ‫الكرديــة والفارســية مــع األســف مل يصلنــا مهنــا ســوى‬ ‫ألفــي بيــت وقــد ّمت جمعهــا وطباعهتــا مــن قبــل حــاج‬ ‫ـردي املهــم ابألدب واألدابء‬ ‫شــيخموس يحيــى املثقــف الكـ ّ‬ ‫يف عــام ‪ ،1926‬وكذلــك قــام بطبــع كتاهبــا اتريــخ أردالن‬ ‫‪1946‬م‪.‬‬ ‫كان ملســتورة رشف الحظــوة ابهمتــام ّ‬ ‫الكتــاب والباحثــن‬ ‫واملؤرخــن ومهنــم رضــا قــي خــان هدايــت يف كتابــه‬ ‫ّ‬ ‫مجمــع الفصحــاء‪ ،‬وفهيــا يقــول ّ‬ ‫الشــاعر مولــوي‪:‬‬ ‫((مشــس الحســن والــدالل‪ ،‬جالســة عــى عــرش‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نــورا عــى‬ ‫دفئــا و‬ ‫ملكــوت الطهــر والعفــة‪ ،‬تفيــض‬ ‫الجميــع))‪.‬‬

‫ّ‬ ‫أهــم‬

‫ديوان شعر مؤلف من عرشين ألف قصيدة‪.‬‬ ‫كتــاب اتريــخ أردالن وبــه انلــت رشف ان تكــون‬ ‫مؤرخــة ابرعــة‪.‬‬ ‫ّ‬

‫ديــوار‬

‫ّمت االســتعانة ببعــض املراجــع‪:‬‬

‫مستورة األردالنية‪ ،‬ويكيبيداي‪ ،‬املوسوعة الحرة‬ ‫الشــاعرة و املؤرخــة الكرديــة‪ :‬مــاه رشف خــامن‬ ‫املهشورة بـ «مســتورة كردســتاين» (‪1804‬م – ‪1847‬م)‬ ‫مقالــة للكاتــب خورشــيد شــوزي ‪-3-8‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫مقالــة بعنــوان مــاه رشف خــان كردســتاين للكاتــب حميــد‬ ‫كشــكويل منشــورة يف الحــوار املمتــدن ‪2003-10-13‬‬

‫شــعر مســتورة يصلــح ّ‬ ‫يمتــز بــه‬ ‫لــكل زمــان ومــكان ملــا‬ ‫ّ‬ ‫مــن غــى املوضوعــات واملضامــن مــن الغــزل والوصــف‬

‫العدد ‪25‬‬

‫كتهبــا‬

‫ّ‬ ‫ومؤلفاهتــا‪:‬‬

‫تشرين األول ‪2020‬‬

‫نارين عمر‬


‫لن منوت‬

‫عامر ال�شيباين ‪ -‬كربالء | العراق‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫املمثلــون‬ ‫وســط اختنــاق الحضــور اعتــى‬ ‫َ‬ ‫خشــبة املــرح‪.‬‬ ‫حشـ ٌ‬ ‫ـود مــن الجماهــر مــأت املــكان قبــل‬ ‫بــدء العــرض بســاعتني وكان الســكونُ‬ ‫ـث‪.‬‬ ‫يلتـ ُـف حولهــم حــن بــدأ الــراوي ابلحديـ ِ‬ ‫ـت ابلبعيدة هنـ َ‬ ‫وعــى مســاف ٍة ليسـ ْ‬ ‫بقرب‬ ‫ـاك ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫قــوات حكوميــة‬ ‫يفصــل بــن‬ ‫عــازل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫جــدارٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ـتبكت الحجــارة مع‬ ‫وحشــود املتظاهرين اشـ‬ ‫ُ‬ ‫وقنابــل املولتــوف‪ ،‬وحــى‬ ‫بعهضــا البعــض‬ ‫ُ‬ ‫ينافــس يف ســوق االســلحة‬ ‫صــار‬ ‫الدعبــل‬ ‫َ‬ ‫يف هكــذا يــوم‪.‬‬ ‫ـت عيـ ُ‬ ‫ـت دمـ َ‬ ‫ـون الحارضيــن ليسـ ْ‬ ‫ُأغرورقـ ْ‬ ‫ـوع‬ ‫بطــل‬ ‫مهشــد دراماتيــي بــن‬ ‫حــزن عــى‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اثــر دخــان قنابــل‬ ‫بــل‬ ‫العــرض‬ ‫وبطلــة‬ ‫َ‬ ‫مســيل الدمــوع الــذي غطــى املــكان‬ ‫براحتــه القــذرة‪ ،‬مطلقـ ًـا العنـ َ‬ ‫ـان لــرايح آثـ ْ‬ ‫ـرت‬ ‫َ‬ ‫ســلوك‬ ‫أانس اختــاروا‬ ‫صــوب‬ ‫ان تتجــه‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ـاة كاملــوىت‪.‬‬ ‫ـق املســتقبل بــدال مــن الحيـ ِ‬ ‫طريـ ِ‬ ‫ّ‬ ‫صفـ َـق أحدهــم بقــو ٍة فاتحـ ًـا املجــال لآلخرين‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حــن َ‬ ‫َ‬ ‫طريقــه‬ ‫يشــق‬ ‫قــال وهــو‬ ‫ّللحــاق بــه‬ ‫وبصــوت‬ ‫العــرض‬ ‫عــر جمهــور‬ ‫للمــرح‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رخــم لــن منــوت‪ ،‬هبــذه العبــارة االفتتاحيــة‬ ‫لــدوره‪.‬‬ ‫الكلمــة ْ‬ ‫َ‬ ‫تقشــعر لــه األبــدان‬ ‫ان‬ ‫لوقــع‬ ‫كان‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ـاس بعــد أن هنـ َـض الــكل‬ ‫مــن شـ ِ‬ ‫ـدة الحمـ ِ‬ ‫مصف ً‬ ‫ّ‬ ‫قــا تحيــة لعبــار ٍة طاملــا ّرددت خــال‬ ‫ـت وأصبحـ ْ‬ ‫ـنني خلـ ْ‬ ‫ـت أيقونـ َـة الهتافــات‪.‬‬ ‫سـ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫القــوات‬ ‫كثفــت‬ ‫هنــاك يف الجانــب اآلخــر‬ ‫َ‬ ‫اطــاق‬ ‫واملســيلةِ‬ ‫القنابــل الصوتيــةِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫حيــث ارتــدى مــن كان حــارضاً‬ ‫للدمــوع‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أحــداث‬ ‫ســر‬ ‫يف ســاحةِ التظاهــر يتابــع‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫املرسحيــة الكمامــات‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫لخــم املســعفني‪،‬‬ ‫الوجبــة األوىل‬ ‫وصلــت‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لتطبيــب‬ ‫النحــل تعمــل‬ ‫حيــث خليــة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫املتظاهريــن رسيعـ ًـا قبـ َـل مســاع الســلطات‬ ‫واعتقالهــم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وصــل مرحلــة ذروة الــراع‬ ‫العــرض‬ ‫كان‬ ‫بــن الخــر والــر عندمــا مسعـ ْ‬ ‫ـت أنبـ ٌ‬ ‫ـاء عــن‬

‫قد ُ‬ ‫كنت بدونك‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫يحــذر مــن‬ ‫رغــم إن مــذايع املدينــة‬ ‫عاصفــة وحــل‬ ‫ٌ‬ ‫متسول قليب عىل حافة الفجر‬ ‫يحتجز غده عىل الرصيف والعمتة ‪،‬‬ ‫يشحذ منك الحنني ‪،،‬‬ ‫كيف لك أن تنطفئ‬ ‫وأان أشعل لك كل الكون ؟‬ ‫ورق التوت مل يحضن الندى‬ ‫صوت النبيذ من ذاكرتك‬ ‫يمثل به انتظاري‬ ‫وأنت ال مبايل بحريق نبيض‬ ‫تلتحف بوسادتك‬ ‫تنام كقروي حرث التلة‬ ‫ومل تصله موجة الراديو‬ ‫اليت نقلت أخبار الحرب ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫بيدك‬ ‫دون أن تلوح‬ ‫كل يوم تبتعد أكرث ‪..‬‬ ‫يحني الفراق‬ ‫كالغرابء ُّ‬ ‫أمر ابمسك ‪،‬‬ ‫أعاتب الجدار ‪،‬‬ ‫أبتمس ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وأبحثــك مــن‬ ‫أســأل عــي‬ ‫وأذهــب‬ ‫ُ‬ ‫جديــد ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫قلبــك هــو بيــي الــذي مل أجــد فيــه‬ ‫جــداراً‬

‫ُ‬ ‫أسند تعيب عليه‬ ‫ً‬ ‫أنظــر للحــروب‬ ‫وال ســقفا‬ ‫ُ‬ ‫مــن تحــت ظلــه ‪.‬‬ ‫جدائيل طالت يف غيابك‬ ‫ُ‬ ‫فــأزرع‬ ‫تســألين عنــك‬ ‫الســكني بحنجرهتــا ‪.‬‬ ‫الشتاء الذي سيذهب األن‬ ‫ُ‬ ‫استقبلت جليده بعظامي املكرسة‬ ‫ومل أهدده بيشء‬ ‫فقد ُ‬ ‫كنت بدون معطف‪ ,‬بدونك‬

‫خوناف �أيوب‬ ‫ديــوار‬

‫العدد ‪25‬‬

‫ـقوط‬ ‫سـ ِ‬ ‫قتــى‬ ‫و جــر ىح‬ ‫َ‬ ‫بــن صفــوف‬ ‫املتظاهرين‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫دخــان‬ ‫رأســه‬ ‫يتبخــر مــن‬ ‫بشــاب‬ ‫جيــئ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ابداي عليــه للوهلــة األوىل ان لونــه أخــرُ‬ ‫وقــد يبــدو ازرق يف اخــرى فميــا اسـ ْ‬ ‫ـتقرت يف‬ ‫بحجــم‬ ‫رأســه قنبلــة‬ ‫األيــر مــن‬ ‫الجانــب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أصابــت مــن حملــهُ‬ ‫ْ‬ ‫مــروب غــازي‬ ‫علبــةِ‬ ‫ٍ‬ ‫ابلعمــى‪ ،‬رفاقــه همســوا يف اذنــه فميــا بــى‬ ‫َ‬ ‫آخــرون بحرقــة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫قفــص مل‬ ‫كان عــى‬ ‫جانــب الخشــبةِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ـتخدم ُه املمثلــون طيلــة عرهضـ ْـم يبــدو‬ ‫يسـ‬ ‫ً‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ملتطلب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫تلبي‬ ‫ـوار‬ ‫ـ‬ ‫اكسس‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ان‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫الحظ‬ ‫ـن‬ ‫ملـ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫العــرض‪ ..‬اتجــه البطــل نحــوه واوقعــه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حطــام الزنزانــةِ وســط‬ ‫عابــرا عــى‬ ‫ارضــا‬ ‫ِ‬ ‫ـات بعـ َـد ان‬ ‫هــدوء نســي يف عــرض املناوشـ ِ‬ ‫اصطبغــت ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الثائريــن‪،‬‬ ‫بــدم‬ ‫امليــدان‬ ‫ارض‬ ‫ِ‬ ‫ـعب لــن‬ ‫ـوت ال يعلــو عليــه صائـ ٌـح‪ ..‬الشـ ُ‬ ‫وبصـ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ميــوت‪.‬‬

‫�أيلول‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أحمد‬ ‫عاد أيلول ‪،....‬والعود‬ ‫األايم‬ ‫صيف‬ ‫رسقين الحنني من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫حافاتك‬ ‫ورماين عىل‬ ‫القرنفل واألقحوان الربي‬ ‫بباقات‬ ‫ِ‬ ‫انتظرتك ‪...‬وكان اللقاء‬ ‫ّ‬ ‫مخبئةجل األرسار‬ ‫يف صفيحات ورق أيلول‬ ‫لألرض خلسة‬ ‫هتمهسا‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪...‬وتسلم روحها للردى‬ ‫ليال ابرد ٍة‬ ‫يف‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫استفاقت كل أكوام الغيوم املخبأة‬ ‫أوكار المساء‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫أرساب السنونو‬ ‫أطلق أيلول كل‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫خلف أسواره‬ ‫وترهــات‬ ‫األشــجار‬ ‫أيلــول كل خطــااي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصيــف‬ ‫ارمها يف وادي الذنوب‬ ‫ولتكن القيامة‬ ‫لمتوت وتحيا من جديد ‪...‬‬ ‫‪...‬كطفل رضيع‬ ‫خالصة من الذنوب‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫مبطر أيلول البكر‬ ‫عبق‬ ‫ترابك ايوطين ِ‬ ‫‪...‬يسكرين‬ ‫ُ‬ ‫مطره ‪..‬هسيس نغم‬ ‫ُ‬ ‫الوجد يحلق يب ‪...‬‬ ‫مقامات‬ ‫إىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بني الصبا و الهناوند‬

‫تشرين األول ‪2020‬‬

‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أوهنتــه كل‬ ‫‪...‬عاشــق‬ ‫ليــل أيلــول‬ ‫املحطــات‬ ‫وتلـ َ‬ ‫ـك الســؤاالت الخرســاء عــن موعـ ِـد‬ ‫ـودة الغيــاب ‪.‬‬ ‫عـ ِ‬

‫فدوى ح�سن‬


‫إن نحــن متفقــن أن املــرأة نصــف املجمتــع‬ ‫المرأة نصف‬ ‫ً‬ ‫مــرورا‬ ‫الفاعــل‪ ،‬واملؤثــر‪ ..‬بدايــة مــن األرسة‬ ‫المجتمع ابلعائلــة الكبــرة‪ ،‬واملجمتــع‪ ،‬ومؤسســات‬ ‫الدولــة‪ ،‬كمــا املجــاالت اإلبداعيــة‪ ،‬والتأثــر‬ ‫الفاعل‬ ‫ـااب‪ ،‬أو سـ ً‬ ‫إيجـ ً‬ ‫ـلبا‪ ..‬حســب الكثــر مــن التأثــرات‬ ‫املجمتعيــة والســلوك‪ ،‬والبيئــة الــي نشــأت فهيــا‪ ،‬ومعتقــدات‬ ‫األرسة أو ًال والــي بدورهــا تتأثــر حســب القوانــن والترشيعــات‬ ‫يف الدولــة مــن حفــظ الحقــوق‪ ،‬كمــا حمايــة املــرأة مــن‬ ‫عــادات مجحفــة بحقهــا‪ ،‬كحــق الدراســة والتعلــم‪ ،‬العمــل يف‬ ‫املؤسســات‪ ،‬كمــا تســلمها بعــض مــن املراكــز القياديــة مثلهــا‬ ‫مثــل الرجــل‪ ،‬حســب اإلمكانيــات ومجــاالت الــي درســها‪ ،‬أو‬ ‫رمبــا الرباعــة بعمــل مــا‪ ،‬إضافــة إلعتبارهــا املســؤولة عــن إدارة‬ ‫املــزل و أمــوره مــن الرتبيــة ألبناءهــا‪ ،‬وزرع مــا ميكنــه تحديــد‬ ‫ســلوكهم ‪ ،‬خلــق‪ ،‬و توعيــة‪ ،‬وصفــات مــن شــأنه تعزيــز مقومــات‬ ‫فشــل األبنــاء‪ ،‬أو تفوقهــم يف الحيــاة‪.‬‬ ‫واألبنــاء الذيــن بدورهــم‪ ،‬هــم الجيــل القــادم الذي نبــي علهيم‬ ‫اآلمــال ابلعمــل والتطــور واالزدهــار ابإلضافــة لقــوة تحمــل املرأة‬ ‫تلــك املســؤوليات واملهمــات‪ ،‬مســاهمهتا حــى يف الحقــل‬ ‫العســكري ومشــقة الواجبــات‪.‬‬ ‫مــاذا لــو أهنــا مثقفــة‪ ،‬تعــي الكثــر مــن جوانــب الحيــاة مــن‬ ‫سياســية‪ ،‬إقتصاديــة‪ ،‬اجمتاعيــة‪ ،‬تربويــة‪ ،‬تؤمــن ابلقلــم‪،‬‬ ‫وتخــط املشــاعر واألحاســيس‪ ،‬مــاذا لــو أهنــا تطــرح مواضيــع‬ ‫تثــر الجــدل‪ ،‬تجــادل‪ ،‬تســأل‪ ،‬تنقــب‪ ،‬وتبحــث أبعمــاق‬ ‫املشــكالت واألزمــات‪ ..‬تطــرح الحلــول إلدراك الهناايت اإلنســانية‬ ‫واإليجابيــة‪.‬‬

‫‪،‬‬

‫املــرأة املثقفــة‪ ،‬ويتعامــل معهــا‬ ‫إذا توفــر ابملــرأة‪ ،‬جمــال الــروح‪،‬‬ ‫الثقافــة‪ ،‬العلــم‪ ،‬الحضــور الالفــت‪،‬‬ ‫حيــث يراهــا كل شــخص حســب‬ ‫منظــوره‪ ،‬وتحــره‪ ،‬اعتقــاده‬ ‫واألســلوب الــذي تــرىب عليــه مضــن‬ ‫أرستــه الــي تختلــف عــن غريهــا‪،‬‬ ‫ابلتأكيــد اإلختــاف يف املجمتــع ظاهــرة‬ ‫طبيعيــة كمــا اســلفنا بحســب‬ ‫البيئــة‪ ،‬والقوانــن‪ ،‬لهــذا كل‬ ‫شــخص يــرى املــرأة مبنظــور‬ ‫مختلــف مهنــم يراهــا‪ ،‬الكمــال‪ ،‬ومحــل فخــر واعــزاز‪ ..‬ومهنــم‬ ‫مــن يراهــا املصيبــة ومشــكلة يصعــب عليــه التعامــل معهــا‪،‬‬ ‫رغــم أن املســألة ال تحتــاج للكثــر مــن التعقيــد‪ ،‬املنطــق‬ ‫يفــرض نفســه ويوحــي إن نحــن رأينــا عمــل املــرأة وأتثريهــا‬ ‫اإليجــايب واملســاعد يف تطويــر املجمتــع‪ ،‬وانجازاهتــا و إبداعاهتــا‪،‬‬ ‫وجــب علينــا التقديــر واإلحــرام والتشــجيع‬ ‫تحيــة تقديــر وإحــرام لــكل إمــرأة جاهــدت حســب إمكانياهتــا‬ ‫للوصــول لدرجــات ولو نســبية مــن الثقافــة‪ ،‬واملعرفــة‪ ،‬كل إمرأة‬ ‫قــرأت‪ ،‬ومــا زالــت القــراءة زادهــا و املـــاء كل إمــرأة‪ ،‬ســاحها‬ ‫القلــــم و نزيــف حــره لخــط الجمــال‪ ،‬املحبــة‪ ،‬كمــا األمل‪ ،‬واألمل‪.‬‬ ‫مبــا أننــا الكــورد مجمتــع مــن مجمــوع مجمتعــات الــرق‬ ‫األوســط‪ ،‬الســؤال هــل املثقفــة ّ‬ ‫امللمــة بــكل نواحــي ومجــاالت‬ ‫الحيــاة موضــع فخــر واعــزاز لرجالنــــا‪ ،‬أم أهنــا نقمــة وبــاء كمــا‬ ‫يراهــــا البعــض‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ديا شيرو‬

‫الســؤال الــذي يطــرح نفســه‪ ،‬كيــف يــرى الرجــال مبجمتعاتنــا‬

‫عروسة‬ ‫المطر‬

‫مــن العــادات الكورديــة الجميلــة‬ ‫(بــوكا ابراين (‪ )bûka baranê‬يف‬ ‫مثــل هــذا الوقــت تقريبــا هنايــة‬ ‫أيلــول (‪ )gulan‬وبدايــة ترشيــن‬ ‫االول (‪ ..)têr meh‬حيــث وقــت حراثــة االرض االوىل‪،‬‬ ‫متهيــدا للزراعــة كان الصغــار يف أشــد لهفــة‪ ،‬لصنــع دميــة‬ ‫عــى شــكل عروســة‪ ،‬تلبــس بفســتان او تزيــن قمــاش‬ ‫لتصبــح عروســة املطــر‪ ،‬يركضــون هبــا يف االزقــة والشــوارع‬ ‫حــول البيــوت وترتفــع االصــوات ابلدعــاء لــزول املطــر (اي‬ ‫رب أنــزل املطــر و بلــل ارضــك)‬

‫علهيــم وســط ضحــكات الجميــع ومــن مث اعطاهئــم النقــود‬ ‫او الســكاكر عربــون دعاهئــم‪ ،‬فاالطفــال الزال قلوهبــم‬ ‫صافيــة ال تشــوبه شــائبة نقــي مــن الحقــد والكراهيــة‬ ‫و املعــايص ‪ ،‬عــى ان يتقبــل هللا دعاهئــم ويــزل املطــر‬ ‫الوفــر ‪.‬‬

‫( ‪)ya rebî baran werê erdê xwetê şil bikê‬‬ ‫فاالمطــار االوىل بعــد الغيــاب خــال فــرة الصيــف تفتــت‬ ‫كتــل الرتابيــة لتخــرج النبــااتت الضــارة ابلــزرع ‪ ،‬ليقــوم‬ ‫الفــاح ابلحراثــة الثانيــة الناعمــة وزرعهــا ابلحبــوب‬ ‫وتكــون االرض قــد اخــذت حصهتــا مــن الرطوبــة‪ ،‬وبعــد ان‬ ‫ينهتــي االطفــال مــن االزقــة والشــوارع يتوجهــون بدعاهئم‬ ‫اىل داخــل البيــوت حيــث تقــوم صاحبــة البيــت بــرش املــاء‬ ‫ديــوار‬

‫العدد ‪25‬‬

‫محمد أمين‬ ‫تشرين األول ‪2020‬‬


KÊFXWEŞÎ! Çîrok: Anton Tişîxof Saet tam 12`ê şevê bû, Dmitry Kaldarov bi porekî reba reba û rûyekî ariyayî ber bi avahiya bav û dêya xwe ve çû û ji odakê derbasî odakê dibû, bav û dê di xewa şêrîn de bûn, xuşka wî jî li ser qeryolê xwe pal dabû da ku rûpela dawîn a romanê bixwîne, birayê Dmitry jî xwendekar bû û ew jî wekî bav û dêya xwe razyî bû. Dê û bavê wî bi hêrs bang lê kir û gotin: Tu li ku bûyî? Çi bi te hat? - Pirs nekin, min hêvî nedikir ku tiştekî wiha biqewime, rastî jî min hêviya vê yekê nedikir û bi min re nayê qaqurtandin. Dmitry ji kena li ser kursiya xwe ket, êdî ji kêf û xweşiyê nekarî li ser lingên xwe bisekine. -Bûyereke nayê bawer kirin, binêrin hûn nikarin yeqîn bikin. Xuşka wî ji text çeng bû, xwe bi lihêfê pêça û birayê xwe ji xew rakir. -Çi heye, tu ne normal î? -Ev ji ber ku ez zêde kêfxweş im yadê, hûn dizanin ku niha Rûsyayê tevde min nas dike? Erê Erê Rûsya hemû, Heya îro hew we dizanî ku karmendekî piçûk bi navê Dmitry Kaldarov heye. Lê niha rewş cuda ye Rûsya pêk ve min nas dike yadê…Oxxx çi xweş! Ji kêfa re Dmitry Kaldarov diçû û dihat û careke din rûnişt. -Hûn wekî sewalên kedîkirî dijîn, ne rojnameyan dixwînin û ne jî tiştên di wan de belav dibin dibînin, di rojnameyan de gelek kesên kub kube hene, rojname tavilê wan navdar dike û tiştekî venaşêre. Ez çi qasî kêfxweş im xwdêyo, hûn dizanin ku kesên navdar navên wan di rojnameyan de belav dibin û niha navê min jî di rojnameyê de belav bûye.

-Çi qesda te? Li kuderê? Rûyê bav dawerivî, dê jî li wêneyê pîroz nêrî, nexşeya xaçê xêz kir û xuşik û bira jî bi cilên xewê nêzî birayê xwe bûn. -Belê, navê min hat belavkirin û niha Rûsya pêk ve dizane ez kî me, rojnameyê veşêre bila bîranîn be yadê em ê rojekê ji rojan bixwînin, binêrin.

dergevanan ew girt, Drutovê ku ji ser hişê xwe çûbû birin mexferê û ji ber di paşiya serê xwe de birîndar bûbû, ew birin cem doktorekî…» -Ji ber pêşiya erebokê qewimî yabo û xwendin berdewam kir. -»…Hate diyarkirin ku birîn ne zêde giran e, bûyer li gorî ku tê xwestin hate tomarkirin û kesê birîndar jî hate dermankirin.»

Dmitry Kaldarov rojname ji bêrîka xwe derxist, da bavê xwe û tiliya xwe bir ser groverka ku bi qelema şîn hatibû xêzkirin û got: Bixwîne. Bav jî berçavka xwe da ber çavên xwe. -Bixwîne. Dayikê li wêneyê pîroz nêrî, nîşaneya xaçê çêkir û bû timtima bavê:»Di saet 11`an de û di 29`ê Çileya pêşîn de karmendê bi navê D m i t r y Kaldarov…»

-Ji min re gotin; divê tu paş serê xwe bi ava cemidî şil bikî, we niha her tişt xwend? Wê demê hûn dibînin ku Rûsya pêk ve vê yekê nas dike, rojnameyê bidin min.» Dmitry bi rojnameyê girt, tewand û xiste bêrîka xwe. -Ez ê zû bikim da a g a h i y ê bidim mala Makarov, mala Ivantsky, mala Natasia û Mala Vasilich, ez zû bikim zû bi xatirê we.

-Guhdar xwendinê

Dmitry Kaldarov kum da serê xwe û êdî per tune bû ku bifire û dakeve kolanê.

bike guhdar…û berdewam bike.

- «Karmend Dmitry Kaldarov ji meyxaneyeke herêma Bruneia Biçûk serxweş derket…» Ev ez im û Simeon Petrovitch bi min re ye, her tişt bi hûrgilî hatiye nivîsandin, careke din xwendin berdewam û got guhdar bin. «Ji ber serxweş bû li erdê ket û ket ber hespê ereboka cotkarê bi navê Ivan Drutov ê ji gundê Dorikino, hesp tirsiya û yekser Drutov erebok kişand, di erebokê de bazirganekî bi navê Stefan Lukov ku ji Moskowê bû hebû û hewl da ku bireve, lê

Dîwar

Hejmar 25

Werger: Evîn Hesen

Çiriya pêşîn 2020


EY BALINDO .. ! Ey giyanwerê speh û çelengo Azado .. bê xemo Te rûyê xwe dayî ye EFRÎNa birîndar Tu şabûna xwe nadî bi samanên va dunyayê Ma tu jî wek min EFRÎNî yî ? Pir sal in êşa penaberiyê wek min dikişînî ? Û îroj tu yê rûpelên çîroka êşan bi dewî bikî ? Û di hembêza EFRÎNa rengîn de stranên xwe bisirûdî ? Rahêje min tev xwe rahêje Ji zordariya biyaniyê rizgar bike Merga laşê min vegerîne Min ji warê êş û tenêtiyê rizgar bike Xewnên min ên pir salan rast bike Şeva min giş bi pîrhevokan derbas dibe Saw û sawêran rojên min tarî kirine Vegerîn dermanê hemû azarên min e Û bihnvedana min ji bilî hebêza EFRÎNê nîne

Û her deverên deşta CÛMÊ Pê av de , pê bixemlîne .. Bila ew di giyanistana min de mezin bibin Ji bilî hulma welatê min nekişînin Looo firindeyo , evîndaro .. ! Barê bêrî û silavên min tev xwe bibe Her şaxeke zeytûnê ji min re biramûse Zanyariyên me pêgihîne malên me Ku em nabin welatînên biyaniyê Ji kok û rehên xwe naqetine Laşê me li vi re , lê giyanê me li wir e Û buhara rengîn ê ji nû ve serî hilde Û emê jiyana xwe bi findên NEWROZê bixemilînin

MEHMÛD BIRÎMCE

Eger çûna min tev te neçar e Hêviyên min tev xwe bifirîne Di hemû endamên laşê EFRÎNê de biçîne Hinan di çema wê de .. Hinan jî li serê çiyayên HAWAR û LÊLÛNê

Ji biskan ez direvim? Ji biskan ez direvim Du kanîkan dam ber xwe Bi sor lêvan ez dikevim Tevahî birim ser xwe!

Ewa volqan kelijî Dilan pê ku dibrijî Xweza tev jê qaqijî Hemû ketin riya xwe! Tevan li ser pevçû ne Hinek dîrok dixwî ne Hinek jê›b dernexwîne Here dîsa b›riya xwe!

Ferat xuşî bi ser da Çi ahengên di ber da Te zozan bir bi dest da Zordarî nek karê xwe!

Bêçarê Kobanî

Li deyşt û ban herikî Du henar jê vepekî Wekî kivark hilpekî mi talan kir ji bo xwe!

Çima dayê? Çima dayê , Ji vê jînê , Te zû barkir ?. Li nav kul , Û li nav xeman , Te ez hiştim . Xewna minî şêrîn , Dayê , Bi cî nanî , Di vê bîra Kûr û teng de , Bi saxî Te ez dahijtim . Dayka minê :

Dîwar

Çima tu çû ? Bi van daxan , Ez biriştim . Tu çû dayê , Temînya te , Ji bîr kirin , Wan ez kuştim . Ji kerbê dil , Dinya reşbû , L› ber çavê min , Va ez revyam , Li ber gora te , Rûniştim . Gilyê xwe d› kim , Bi te dayê , Nema karim ,

Hejmar 25

Li vê jînê , Tenha mame , Ez bê piştim .

Ebdilwehab EZÎZ

Çiriya pêşîn 2020


Welatê Pîroz: li ser jiyan Rûm û Firs Hisî Horam û Mîdî jiber xaka te pîroze ew li ser civyan bi nemerdî dagirkirin perçekirin dabeşkirin bê fedî jibîrkirin ku xweda ew parast ku gemî ma ser cûdî nezanîbûn ew namîne bê xelk û bê xwedî lê derketin Barzanî Hef îd Qazî û 0şêx Seîdî tev astengîya êş û azara şîn kul û derdî tev pîlana peymana û dijminê dubend û sêbendî ciwan ranewestiyan xwîn bexşkirin bi merdî berevaniya leheng domkir bi hezara şehîdî ji ser xakê nelegiyan man serfiraz û biserbilindî hember dijmin derketin li çi cih û li kudî Wan serçog dikin dorpêç dikin li bajar û gundî

Nazik delalê

tucar narevin naşikên serkeftin tê hêdî hêdî loma herkes bi wan re man bi têkil û peywendî herkes xwe nêzîk dike bi daxwazî ú hevalbendî hezdikin ku tevlî bibin fêr bibin û biaxifin bi kurdî

Mohamed Jumaa

Ewa volqan kelijî Dilan pê ku dibrijî Xweza tev jê qaqijî Hemû ketin riya xwe!

Ji biskan ez direvim Du kanîkan dam ber xwe Bi sor lêvan ez dikevim Tevahî birim ser xwe!

Tevan li ser pevçû ne Hinek dîrok dixwî ne Hinek jê›b dernexwîne Here dîsa b›riya xwe!

Ferat xuşî bi ser da Çi ahengên di ber da Te zozan bir bi dest da Zordarî nek karê xwe!

Ehmed Mustefa

Li deyşt û ban herikî Du henar jê vepekî Wekî kivark hilpekî mi talan kir ji bo xwe!

Sirûda hevdîtinê Li ber vedenga awazên te Mest in Herdem li wir in Di siya te de man e Di bin sîwana bihina te Şeyda ne Tucarî ji te dûr naçin, tevî dûriyê. Deriya, çiya di nav bera me dane Lê, henaseya me, bi hev dimeye Bi hev dikele. mîna ewrên payîzê, Li ser zevî yên me yî, Tî û bej î Dibe barana evînê, Kulîlkên bîranîna şîn dike Bihina te dinoşin, Ew kulîlk. Tevî tîrêjan, tiliyên me bi biskên te re

Dîwar

Hejmar 25

Dilîstin. Bi mijangên te re, Awazên dîdariyê lêdidin. Herdem vedenga newaya, Bi çiya û newala re dilîze, Tevî bilûra şivana, Çîvçîva perzera, sirûda Hevdîtinê lêdidin.

Nehrî Goranî

Çiriya pêşîn 2020


‫صفحاتنا عىل التواصل اإلجمتاعي‬

‫‪Diwar.2018‬‬ ‫‪Diwar_2018‬‬ ‫‪Diwar.2018‬‬

‫‪DîWAR‬‬ ‫مجلة "ديوار" ‪ :‬مجلة مستقلة ‪ -‬هشرية‬

‫سياسية ‪ -‬ثقافية ‪ -‬إجمتاعية ‪ -‬متنوعة‪ُ .‬تعىن ابلشأن ُ‬ ‫الكردي العام‬ ‫ان اآلراء املنشورة يف املجلة ال تعرب ابلرضورة عن رأهيا‬

‫‪Diwar Group‬‬

‫مراسلة املجلة عىل العنوان التايل‬ ‫‪Sino.saroxan@hotmail.com‬‬ ‫‪+7-987-127-09-44‬‬

‫مدير املجلة‬ ‫ساروخان السينو‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.