Diwar - 22

Page 1

‫مجلة ديوار‬

‫تموز ‪2020‬‬

‫‏‪Dîwar‎‬‬

‫العدد ‪22‬‬


‫‪D‬‬

‫‏‪îwar‎‬‬

‫حــرق النازيــون وقتلــوا مــا يقــارب ‪ 6‬ماليــن مــن الهيــود‬ ‫يف مذبحــة الهولوكوســت «املحرقــة»‪ ،‬الــي نفذهــا‬ ‫أدولــف هتلــر‪ ،‬ابعتقــاد الزعــم النــازي ان الهيــود كانــوا‬ ‫ـببا مبـ ً‬ ‫سـ ً‬ ‫ـارشا يف هزميــة أملانيــا «دول املحــور» يف الحــرب‬ ‫العامليــة األوىل‪ ،‬عــى يــد دول الحلفــاء بعــد وقــوف الهيــود‬ ‫معهــم وتشــكيل ميلشــيات وقــوة‪ ،‬لهــذا آراد التخلــص‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ابطنيــا‪،‬‬ ‫ظاهــراي‪ ،‬لكــن‬ ‫مهنــم مهمــا كلــف المثــن‪ ،‬هــذا‬ ‫الســبب هــو التخلــص مهنــم وجعــل أملانيــا كاملــة انزاي‪ً.‬‬ ‫وعــدم قبــول األخريــن يف مملكتــه املرعبــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أبــدا مــع الدولــة العمثانيــة‪ ،‬حليفــة‬ ‫الوضــع ال يختلــف‬ ‫النازيــة يف الحــرب‪ ،‬الــي مارســت أبشــع أنــواع التعذيــب‬ ‫والقتــل بحــق أبنــاء األمــم األخــرى يف دولهتــا آنــذاك‪ُ ،‬‬ ‫الكرد‬ ‫والعــرب واألرمــن واملســيحيني وغريهــم‪ ،‬تحــت شــعار‪ ،‬أمــا‬ ‫ان تدافــع عــن الدولــة والســلطان وتتخــى عــن قوميتــك‬ ‫ألجــل املصلحــة الرتكيــة أم مصــرك القتــل‪ ،‬وهــذا مــا‬ ‫حصــل مــع الشــعوب األخــرى الغــر الرتكيــة‪ ،‬مجــزرة‬ ‫األرمــن ومجــازر بحــق الشــعب ُ‬ ‫الكــردي وثوراتــه العادلــة‪.‬‬ ‫تنهتــي الدولــة العمثانيــة‪ ،‬ليــأيت األخــرون بعدهــا ومعهــم‬ ‫أحــام الدولــة املنهتيــة‪ ،‬الــي لــن تعــود‪ ،‬مــن مصطــى‬ ‫كمــال أاتتــورك صاحــب مقولــة «أان ســعيد ألين تــريك»‬ ‫وتحهتــا حــارب الشــعوب األخــرى ألجــل تركيتــه العنرصيــة‬ ‫عنــد تثبيــت رجلــه يف الدولــة‪ ،‬معاهــديت ســيفر ولــوزان‬ ‫أثبــات مطلــق لهــذا‪ ،‬كانــت ســيفر أول اتفاقيــة دوليــة تقــر‬ ‫أبقامــة كيــان ُكــردي عــام ‪ ،1920‬لكنــه نجــح يف االلتفــاف‬ ‫علهيــا يف لــوزان ‪ ،1923‬وحصــل عــى الدعــم الغــريب‪ ،‬وبــدأ‬ ‫جرامئــه بحــق الشــعوب‪ ،‬املجمتــع الــدويل رشيــك‪ ،‬ليــأيت‬ ‫ً‬ ‫وحمتــا لــن تتوقــف عليــه‪ ،‬الــذي‬ ‫رجــب طيــب أردوغــان‬ ‫تجــاوز كمــال أبفعالــه‪ ،‬بتدخــات يف شــؤون الــدول أمــام‬ ‫مــرآى العــامل! وكأن الجميــع متفقــون عــى أعمــال الدولــة‬ ‫الرتكيــة يف الــدول الجــارة وغريهــا‪ ،‬مثــل ســوراي والعــراق‬ ‫وليبيــا‪.‬‬ ‫يف تركيــا‪ُ ،‬يقتــل ُ‬ ‫الكــردي «ابريــش جــاكان» بســبب غنائــه‬ ‫بلغــة األم يف وســط الشــارع‪ُ ،‬‬ ‫ويعتقــل فنــان ُكــردي «آزاد‬ ‫بــدران» بســبب أغانيــه القوميــة والثوريــة ويحكــم عليــه‬ ‫ابلســجن‪ ،‬حــى عــى املســتوى الــراييض‪ ،‬كمــا حصــل مــع‬ ‫الالعــب ُ‬ ‫الكــردي دينــز انيك الــذي غــادر تركيــا بعــد تعرضــه‬ ‫العتــداء «عنــري»! ورضب وأعتقــال أعضــاء الربملــان من‬ ‫ُ‬ ‫الكــرد وغريهــم‪ ،‬ال هيــم جنهســا‪ ،‬مــا دام ليســت مبصفقــة‬ ‫لحــزب الحاكــم!!‪.‬‬

‫امبراطورية الدم!‬ ‫ســاروخان الســينو‬ ‫كمتحــدي!‪ ،‬وكــري ســي (تــل أبيــض) ويف عفريــن‪،‬‬ ‫وتحويلهــا ملــدارس ذو طبعــة دينيــة أو ملقــرات لجيشــه‬ ‫ومخابراتــه أو لكتائــب ســورية مرتزقــة! وترتيــك املنطقــة‬ ‫ُ‬ ‫الكرديــة وجلــب عنــارص لهــا وأســكاهنا مــن الخــارج!‬ ‫ويرســل الســوريني وغريهــم مــن املرتزقــة إىل ليبيــا خدمة‬ ‫للدولــة الرتكيــة‪ ،‬يعيــد إىل أذهــان األحــرار والرشفــاء‬ ‫مــن العــرب وغريهــم‪ ،‬ســفر بلــك «فرمــان الــذي أصــدره‬ ‫الســلطان العمثــاين محمــد رشــاد ‪1914‬م»‪ ،‬ومث التدخــل‬ ‫يف العــراق ومهاجمــة املناطــق ُ‬ ‫الكرديــة التابعــة لإلقلــم‬ ‫ُ‬ ‫الكــردي فهيــا «إقلــم ُكردســتان العــراق» وقصفهــا وقتــل‬ ‫املدنــن األبــرايء‪ ،‬بحجــة حــزب العمــال ُ‬ ‫الكردســتاين!‬ ‫كل هــذا يؤكــد وبشــكل مطلــق‪ ،‬ان عمليــة أطــاق‬ ‫املفاوضــات بــن تركيــا والعمــال ُ‬ ‫الكردســتاين آنــذاك‬ ‫لحــل القضيــة ُ‬ ‫الكرديــة يف تركيــا بشــكل ســلمي مــن‬ ‫ِقبــل حــزب العدالــة والتمنيــة‪ ،‬ليــس إال لكســب الشــارع‬ ‫ُ‬ ‫الكــردي لصالحــه ورفــع مــن رصيــده يف االنتخــاابت ونجــح‬ ‫هبــا‪ ،‬فلــوال الصــوت ُ‬ ‫الكــردي ملــا وصــل أردوغــان لســدة‬ ‫الحكــم‪ ،‬ورأينــا بعدهــا نكســته يف إســطنبول وأنقــرة‬ ‫لحســاب أكــرم إمــام أوغلــو «حــزب الشــعب الجمهــوري ‪-‬‬ ‫مؤســها مصطــى كمــال أاتتــورك » الــذي أيضـ ًـا أنتــر‬ ‫الكــرد! ُ‬ ‫بصــوت ُ‬ ‫موحــد يف تركيــا!‬ ‫وللكــرد ال صــوت ّ‬ ‫ان مــا تفعلــه دولــة تركيــا سـ ً‬ ‫ـابقا وحديثـ ًـا بحــق الشــعوب‬ ‫يف املنطقــة‪ ،‬والســما الشــعب ُ‬ ‫الكــردي‪ ،‬الــذي يعيــش‬ ‫عــى أرضــه التاريخيــة‪ ،‬قبــل والدة تركيــا الحديثــة‪ ،‬يكــون‬ ‫يف خانــة العــداء والعنرصيــة ولجــف النســل ُ‬ ‫الكــردي وهــذا‬ ‫مســتحيل لــن تححــق تركيــا مرادهــا‪ ،‬كمــا النازيــون‬ ‫ابلهيــود‪ ،‬أن مل يتجــاوز النازيــون أيضـ ًـا يف أفعالهــم! ويقــع‬ ‫عــى عاتــق املجمتــع الــدويل والــوالايت املتحــدة األمريكيــة‬ ‫حليفهتــا يف الناتــو‪ ،‬وروســيا‪ ،‬الوقــوف بحــزم أمــام تركيــا‬ ‫وأطماعهــا وخاصــة يف العــراق وســوراي‪ ،‬لتكــف عــن‬ ‫أعمالهــا بحــق شــعوب املنطقــة واملنطقــة ككل‪ ،‬ليعيــش‬ ‫الشــعوب بســام وأمــان بعيـ ً‬ ‫ـدا عــن الــدم!‬

‫أمــا يف ســوراي‪ ،‬يف ُكردســتاهنا‪ ،‬يســتويل عــى بيــوت‬ ‫املواطنــن ُ‬ ‫الكــرد كمــا حــدث يف مدينــة رسي كانييــه‬ ‫ـي لإلعــام‬ ‫(رأس العــن) منــذ مــدة قصــرة وبشــكل علـ ّ‬ ‫تموز ‪ | 2020‬العدد ‪22‬‬

‫‪2‬‬


‫بريطانيــا ونجــاح املهامتــا غانــدي يف ثورتــه والــي ابتــت ‪D‬‬ ‫‏‪îwar‎‬‬

‫فلسفة الالعنف في المقاومة‬ ‫مــروان عيــدي‬ ‫مــن حــركات المتــرد والثــورة عــى الواقــع الســيايس‬ ‫واالقتصــادي والعــريق والــي إلزتمــت الســلم يف نضالهــا‬ ‫رغــم القمــع والتنكيــل وممارســة سياســة اإلقتصــاد فقــد‬ ‫كانــت نتائجهــا مهبــرة وإنتــرت يف غالبيهتــا وانلــت حريهتا‬ ‫ولعــل املفكــر األمريــي هــري ثــورو هــو أول مــن يكتــب‬ ‫عــن فكــرة املقاومــة غــر املســلحة ومــن املواقــف الــي تعــزز‬ ‫تلــك املقولــة أنــه عندمــا ســجن هــري بســبب أفــكاره‬ ‫جــاء صديقــه (والــدو) ليعــوده يف الســجن وســأله مداعبـ ًـا‬ ‫ً‬ ‫ـتنكرا‬ ‫مــاذا تصنــع هنــا خلــف القضبــان‪ .‬فــرد هــري مسـ‬ ‫بــل أنــت ايوالــدو مالــذي تفعلــه خارجـ ًـا يف نصيحــة مضنية‬ ‫لصديقــه أبنــه يجــب أن يقــاوم أي قانــون يرفضــه المضــر‬ ‫الحــر حــى لــو كان ذلــك العصيــان والرفــض ســيؤدي بــه‬ ‫إىل الســجن‬ ‫إعــرض ثــورو عــى السياســة األمريكيــة تجــاه الحــرب‬ ‫املكســيكية ومعاملــة العبيــد والهنــود الحــر تلــك‬ ‫السياســة الــي إرتكــزت عىل قوانــن عنرصية إســتبدادية‬ ‫وظاملــة ورفــض دفــع الرضائــب الــي أثقلــت كاهل الشــعب‬ ‫ً‬ ‫وخاصــة الســود فــكان بذلــك مؤســس فكــرة الالعنــف‬ ‫يف املقاومــة إال أن نضــال ثــورو إمتــاز بطابــع الفرديــة يف‬ ‫المتــرد والنضــال عــى العكــس متامـ ًـا مــن املهامتــا غانــدي‬ ‫أهشــر مناضــي الهنــود يف بدايــة القــرن العرشيــن‬ ‫الــذي إســتلهم أفــكار ثــورو يف املقاومــة البعيــدة عــن‬ ‫العنــف فقــاد حــراكا ضــد اإلســتعمار الربيطــاين يف القــرن‬ ‫العرشيــن ويعتــر غانــدي أول تجربــة ومثــال انجــح ينهتــج‬ ‫تلــك الفلســفة بشــكل جماعــي وقــد لجــأ إىل تحقيــق‬ ‫أهــداف ثورتــه الســلمية ابملقاومــة الســلمية عــن طريــق‬ ‫العصيــان املــدين والهــدف مــن وراء تلــك العقيــدة‬ ‫الضغــط إبتجــاه تغيــر خمصــك وعــدوك بحيــث متلــك عقلــه‬ ‫وقلبــه فينقلــب إىل جانبــك عوضـ ًـا عــن معاداتــك وقمعــك‬ ‫ـراكا سـ ً‬ ‫ويف عــام ‪ 1930‬قــاد غانــدي حـ ً‬ ‫ـلميا مســي مبســرة‬ ‫امللــح مبشــاركة اآلالف والســر عــى األقــدام إلســتخراج‬ ‫امللــح دون رضائــب وإحتجاجـ ًـا عــى القوانــن الربيطانيــة‬ ‫الــي تحتكــر اإلســتفادة مــن امللــح يف الهنــد وتفــرض‬ ‫الرضائــب وخــال املســرة مت إعتقالــه مــن قبــل الســلطات‬ ‫الربيطانيــة إال أن األمــر مل يكــن كافيــا لوقــف مســرته‬ ‫والــي كان لهــا الــدور األكــر يف لفــت أنظــار العــامل إىل‬ ‫قضيــة شــعبه ومطالبتــه إبســتقالل الهنــد ومل تنهتــي‬ ‫حركــة العصيــان املــدين إال عندمــا مت التوصــل إىل معاهدة‬ ‫دلهــي الــي مبوجهبــا حصلــت الهنــد عــى إســتقاللها عــن‬ ‫تموز ‪ | 2020‬العدد ‪22‬‬

‫ً‬ ‫نرباســا لــكل الشــعوب التواقــة إىل الحريــة والــي تنبــذ‬ ‫العنــف يف املقاومــة‪.‬‬ ‫وهنــاك تجربــة انجحــة أخــرى حدثــت يف أمريــكا يف مرحلــة‬ ‫ســادت فهيــا أبشــع مظاهــر المتيــز العنــري يف واليــة‬ ‫جورجيــا حيــث ولــد الثائــر مارتــن لوثــر كينــغ الحقــويق‬ ‫األســود الــذي غــر الوجــه القبيــح للعنرصيــة الســائدة‬ ‫آنــذاك ضــد أبنــاء جلدتــه‪ .‬حيــث يحــرم عــى الســود حــق‬ ‫اإلنتخــاب والرتشــح والوقــوف أمــام القضــاء ابلضــد مــن‬ ‫البيــض والميكــن لألســود أن يســتقل حافلــة او إحــدى‬ ‫وســائل النقــل العامــة ويجلــس حيــث يقــف أحــد البيــض‬ ‫وجــاءت حادثــة املــرأة الســوداء (روزا ابركــس) الــي‬ ‫تجــرأت ورفضــت أن تخــي مقعدهــا ألحــد البيــض حســب‬ ‫التقاليــد املتبعــة آنــذاك األمــر الــذى أدى بســائق الحافلة‬ ‫إىل إقافهــا وإســتدعى الرشطــة ليصــار إىل إعتقــال روزا‬ ‫الزنجيــة فكانــت نقطــة الفصــل يف اتريــخ كينــغ النضــايل‬ ‫والــذي إتخــذ مــن هــذه الحادثــة ذريعــة وأطلــق حملــة‬ ‫شــعبية واســعة وســط الســود ملقاطعــة رشكــة الحافــات‬ ‫والــي إســمرت عامـ ًـا األمــر الــذي أدى إىل خســائر كبــرة‬ ‫يف هــذا القطــاع والــذي أدى يف الهنايــة إىل كــر قانــون‬ ‫العــزل العنــري وإعطــاء حــق اإلنتخــاب والرتشــح للســود‬ ‫إســوة ببقيــة املواطنــن االمريكيــن مــن البيــض‬ ‫وحــق ركــوب الحافــات ووســائل النقــل العــام والخــاص‬ ‫واملســاواة أمــام القانــون‪.‬‬ ‫هــذه منــاذج مــن نضــاالت شــعوب وقيــادات‬ ‫تحاشــت العنــف يف املطالبــة بتغيــر ا لو ا قــع‬ ‫والقوانــن واإلحتــاالت‬ ‫ومل تنجــر للعنــف لتحقيــق‬ ‫أهدافهــا ابلعكــس متامــاً‬ ‫مــن بعــض الثــورات الــي حدثــت‬ ‫يف القــرن الواحــد والعــرون يف‬ ‫الــرق األوســط والــي إمهتنــت‬ ‫العنــف فــأدت هبــا وببلداهنــا إىل‬ ‫الدمــار والخــراب دون تحقيــق‬ ‫أهــداف وطمــوح هــذه الشــعوب‬ ‫ابلتغيــر الدميقراطــي والعيــش‬ ‫بسالم ال عىل املدى القريب‬ ‫أو البعيد‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫‪D‬‬

‫مفهوم المعاهدة الدولية ومعاهدة سيفر‬ ‫الفــا عبــاس‬

‫ب �د�أ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻤﻟﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻛﻮ�ﺳﻴﻠﺔ ﺍﺗ�ﺼﺎﻝ‬ ‫ﺑﻦﻴ ﺍﻟ�ﺸﻌﻮﺏ ﻣﻨﺪ ﺍﻟﻌ�ﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺪﻤﻳﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ‬ ‫ﻋﺮﻓﺖ ﻣﻨﺪ ﻣ�ﺼﺮ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ وميدي��ا ﻭﺑﺎﺑﻞ‬ ‫ﻭ�ﺃ �ﺷﻮﺭ‪ ،‬ﻛﺎﻧﺖ ﻲﻓ �ﺷﻜﻞ ﻣﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺤﺗﺎﻟﻒ ﺍﻭ �ﺻﻠﺢ‬ ‫ﺑﺤﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺤﺗﻜﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ �ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻤﻟﻌﺎﻫﺪﺍﺕ‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺍﻟﺪﻭﻲﻟ‪ .‬ﻭ�ﺳﻌﻰ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺍﻟﺪﻭﻲﻟ‬ ‫ﻟ�ﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻤﻟﺘﻌﻠﻘﺔ‬ ‫ﺍﻰﻟ ﻭ�ﺿﻊ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻺ‬ ‫ﺑﺎﻤﻟﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻬﺎ �ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻋﺮﻓﻴﺔ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻢﺗ ﺗﺪﻭﻳﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺪﻩ ﺍ ﻹ�ﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺫﻟﻚ‬ ‫ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺠﻟﻨﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻲﻟ ﺍﻤﻟﻨﺒﺜﻘﺔ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﺠﻟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻸ‬ ‫ﻟ�ﻢﻣ ﺍﻤﻟﺘﺤﺪﺓ ﺑﻮ�ﺿﻊ ﻣ�ﺸﺮﻭﻉ‬ ‫ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻤﻟﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻋﺎﻡ ‪1969‬ﻡ‪،‬‬ ‫ﻭ�ﺻﻠﺐ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﻓﻴﻴﻨﺎ ﺣﻮﻝ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻤﻟﻌﺎﻫﺪﺍﺕ‬ ‫ﻭﺗ�ﺴﻤﻰ ﺑـ «ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻴﻴﻨﺎ ﻟﻠﻤﻌﺎﻫﺪﺍﺕ» ﻭﺩﺧﻠﺖ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﻋﺎﻡ ‪1980‬ﻡ ﻭﻫﻲ‬ ‫ﺗﻌﺘﺮﺒ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻤﻟﺮﺟﻊ ﻷ‬ ‫ﺍ��ﺳﺎ�ﺳﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‬ ‫ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻤﻟﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺑﻦﻴ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻤﻟﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺣﻴﺚ �ﺃ ﻃﺮﺍﻓﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﻣﻮ�ﺿﻮﻋﺎﺗﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ‬ ‫ﺍ ﻹ�ﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻤﻟﺘﺒﻌﺔ ﺑ�ﺸ�ﺄ ﻧﻬﺎ‪ .‬ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻤﻟﻌﺎﻫﺪﺓ‬ ‫�ﺃ ﻛﺘﻔﺖ ﺑﺘﺪﻭﻳﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻤﻟﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺍﻤﻟﺮﺒﻣﺔ ﺑﻦﻴ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻭﻗﻊ ﻻﺣﻘ ًﺎ �ﺇﺑﺮﺍﻡ ﻣﻌﺎﻫﺪﺗﺎﻥ‬ ‫ﻻﺣﻘﺘﻦﻴ ﻣﻜﻤﻠﺘﻦﻴ ﻟﻠﻤﻌﺎﻫﺪﺓ ﻷ‬ ‫ﺍ�ﻭﻰﻟ ﻭﻫﻤﺎ‬ ‫ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﻓﻴﻴﻨﺎ ﺣﻮﻝ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻲﻓ ﺍﻤﻟﻌﺎﻫﺪﺍﺕ‬ ‫ﻋﺎﻡ ‪ 1978‬ﻡ‪ .‬ﻭﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﻓﻴﻴﻨﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻤﻟﻌﺎﻫﺪﺍﺕ‬ ‫ﺍﻤﻟﺮﺒﻣﺔ ﺑﻦﻴ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻤﻟﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺑﻦﻴ‬ ‫ﺍﻤﻟﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻋﺎﻡ ‪1986‬ﻡ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻤﻟﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻤﻟ�ﺼﺪﺭ ﻷ‬ ‫ﺍ�ﻭﻝ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﺋﻴ�ﺴﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻤﻟ�ﺼﺎﺩﺭ‬ ‫ﺍﻤﻟﻨ�ﺼﻮ���ﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻲﻓ ﺍﻤﻟﺎﺩﺓ ‪ 38‬ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻡ‬ ‫ﺤﻣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻣﻦ �ﺃ ﻏﺰﺭ‬ ‫ﺍﻤﻟ�ﺼﺎﺩﺭ ﻲﻓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻲﻟ ﻭ�ﺃ ﻛﺮﺜﻫﺎ ﻭ�ﺿﻮﺣﺎ‬ ‫ﻭﺍﻗﻠﻬﺎ ﻣﺜﺎﺭ ًﺍ ﻟﻠﺠﺪﻝ ﻭﺍﺨﻟﻼﻑ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻭ�ﺳﻴﻠﺔ‬ ‫ﺍﺗ�ﺼﺎﻝ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻡ‪.‬‬

‫مفه��وم‬

‫املعاه��دة‬

‫وخ�صائ�صه��ا‪.‬‬

‫«ويق�ص��د باملعاه��دة الدولي��ة او االتف��اق ال��دويل‬ ‫باملعنى الوا�سع توافق �إرادة �شخ�صني او �أكرث‬ ‫م��ن �أ�ش��خا�ص القان��ون ال��دويل عل��ى �إح��داث �آث��ار‬ ‫قانونية معينة طبقا لقواعد القانون الدويل‪،».‬‬ ‫وتعن��ي املعاه��دة االتف��اق ال��دويل املعق��ود ب�ين‬ ‫ال��دول يف �صيغ��ة مكتوب��ة وال��ذي ينظم��ه‬ ‫القان��ون ال��دويل �س��واء ت�ضمنت��ه وثيق��ة واح��دة‬ ‫او وثيقت��ان او �أك�ثر‪.‬‬

‫«تع��رف املعاه��دة الدولي��ة عل��ى انه��ا اتف��اق‬ ‫مكتوب يتم بني �أ�شخا�ص القانون الدويل بق�صد‬ ‫ترتيب اثار قانونية معينة وفقا لقواعد القانون‬ ‫ال��دويل الع��ام»‬ ‫«وتع��رف املعاه��دة عل��ى انه��ا اتف��اق يك��ون‬ ‫تموز ‪ | 2020‬العدد ‪22‬‬

‫�أطراف��ه ال��دول او‬ ‫غريه��ا م��ن �أ�ش��خا�ص‬ ‫القان��ون ال��دويل مم��ن‬ ‫ميلك��ون �أهلي��ة �إبرام‬ ‫املعاه��دات ويت�ضم��ن‬ ‫االتف��اق �إن�ش��اء حق��وق‬ ‫والتزام��ات قانوني��ة عل��ى عات��ق �أطراف��ه كم��ا‬ ‫يج��ب ان يك��ون مو�ضوع��ه تنظي��م عالق��ة م��ن‬ ‫العالق��ات الت��ي يحكمه��ا القان��ون ال��دويل»‬

‫يت�ض��ح‬ ‫خ�صائ�صه��ا‬ ‫م��ا‬ ‫التعري��ف‬ ‫ه��ذا‬

‫م��ن‬ ‫يل��ي‪:‬‬

‫‪1‬ـ �أن االتفاقي��ة �أو املعاه��دة ه��ي اتف��اق يع�بر‬ ‫ع��ن التق��اء �إرادات موقعيه��ا عل��ى �أم� ٍ�ر م��ا‪ ،‬فه��ي‬ ‫ذات �صف��ة تعاقدي��ة لغر���ض �إن�ش��اء عالق��ة‬ ‫قانوني��ة ب�ين الأط��راف املتعاق��دة‪ .‬لذل��ك تخ��رج‬ ‫ع��ن و�ص��ف االتفاقي��ة الدولي��ة �أو املعاه��دة‬ ‫الوثائ��ق الدولي��ة التالي��ة‪:‬‬

‫ املذك��رة‪ :‬ه��ي وثيق��ة دبلوما�س��ية حتت��وي‬‫عل��ى خال�ص��ة وقائ��ع معين��ة مث��ارة ب�ين دولت�ين‬ ‫�أو ب�ين دول��ة ومنظم��ة دولي��ة �أو م��ا �ش��ابه ذل��ك‪.‬‬ ‫ االق�تراح‪ :‬ه��و وثيق��ة تت�ضم��ن �إيجاب � ًا �أو‬‫عر�ض � ًا م��ن دول��ة لأخ��رى‪.‬‬ ‫ الكت��اب ال�ش��فوي‪ :‬وه��و وثيق��ة غ�ير موقع��ة‬‫تت�ضم��ن خال�ص��ة حمادث��ات ب�ش ��أن ح��ادث مع�ين‬ ‫�أو م��ا �ش��ابه ذل��ك‪.‬‬ ‫ املح�ض��ر‪ :‬وه��و ال�س��جل الر�س��مي ملحا�ض��ر‬‫اجتماع��ات م�ؤمت� ٍ�ر م��ا �أو �إجراءات��ه �أو النتائ��ج‬ ‫غ�ير الر�س��مية الت��ي تو�ص��ل �إليه��ا املمثل��ون‬ ‫املجتمع��ون‪.‬‬ ‫ الت�س��وية امل�ؤقت��ة‪ :‬وه��و اتف��اق م�ؤق��ت ُيرغ��ب‬‫يف ا�س��تبدال غ�يره ب��ه فيم��ا بع��د‪ ،‬باتف��اق �أك�ثر‬ ‫دق��ة وو�ضوح� ًا‪ .‬وتعق��د الت�س��وية امل�ؤقت��ة عندم��ا‬ ‫التري��د الدولت��ان االرتب��اط ف � ً‬ ‫ورا بالتزام��ات‬ ‫دائم��ة ومطلق��ة‪ ،‬والغر���ض منه��ا معاجل��ة‬ ‫ال�صعوب��ات الوقتي��ة امل�س��تعجلة‪.‬‬ ‫ تب��ادل املذك��رات‪ :‬وه��و �أ�س��لوب غ�ير ر�س��مي‬‫حت��اول ال��دول مبوجب��ه التع��اون عل��ى �إيج��اد‬ ‫تفاه��م بينه��ا‪� ،‬أو االع�تراف ببع���ض االلتزام��ات‬ ‫الواجب��ة عليه��ا‪.‬‬ ‫ الت�صريح��ات الوحي��دة الط��رف‪ :‬ه��ي‬‫بيان��ات ت�صدره��ا دول��ة م��ن جانبه��ا تو�ضح فيها‬ ‫موقف � ًا معين � ًا م��ن م�س ��ألة م��ا‪.‬‬ ‫‪2‬ـ االتفاقي��ة �أو املعاه��دة ه��ي اتف��اق مكت��وب‬ ‫ولذا التعد االتفاقات ال�شفوية وال�سيما ما يعرف‬ ‫باتفاقي��ات اجلنتلم��ان �أو م��ا ي�س��ميه بع�ضه��م‬ ‫«اتفاقي��ات ال�ش��رفاء» معاه��دات باملعن��ى‬ ‫الدقي��ق للم�صطل��ح م��ع �أن اتفاقي��ة فيين��ا‬

‫‏‪îwar‎‬‬ ‫لقان��ون املعاه��دات املربم��ة ع��ام ‪ 1969‬مل تنك��ر‬ ‫م��ا ق��د يك��ون له��ذه االتفاق��ات ال�ش��فوية م��ن قيم��ة‬ ‫قانوني��ة‪ .‬ومث��ال اتفاق��ات اجلنتلم��ان االتف��اق‬ ‫ال�شفوي احلا�صل عام ‪1945‬على توزيع املقاعد‬ ‫غري الدائمة يف جمل�س الأمن بني دول املناطق‬ ‫اجلغرافي��ة املختلف��ة‪ .‬وق��د ع��دل باتف��اق �ش��فوي‬ ‫�آخر يف عام ‪ 1964‬بعدما ارتفع عدد هذه املقاعد‬ ‫غ�ير الدائم��ة م��ن �س��تة مقاع��د �إىل ع�ش��رة عق��ب‬ ‫تعدي��ل امليث��اق ال��ذي �أ�صب��ح ناف � ً‬ ‫ذا يف ‪.1965‬‬ ‫�أم��ا �إذا كان االتف��اق ب�ين �ش��خ�صني دولي�ين �أو‬ ‫�أك�ثر مكتوب � ًا فيع� ّ�د اتفاقي��ة دولي��ة مهم��ا كان��ت‬ ‫ال�صيغ��ة الت��ي كت��ب به��ا ومهم��ا تع��ددت الوثائ��ق‬ ‫الت��ي ت�ضمنت��ه‪ ،‬بغ���ض النظ��ر ع��ن اال�س��م ال��ذي‬ ‫يطل��ق علي��ه‪ .‬فق��د ي�س��مى معاه��دة او اتفاقي��ة �أو‬ ‫دا �أو �ص� ً‬ ‫كا �أو د�س� ً‬ ‫ميثاق� ًا �أو عه� ً‬ ‫تورا �أو �ش��رعة �أو‬ ‫غ�ير ذل��ك بح�س��ب م��ا يتف��ق الفرق��اء‪ .‬فمعاه��دة‬ ‫املعاه��دات لع��ام ‪ 1969‬مث� ً‬ ‫لا �س��ميت «اتفاقي��ة‬ ‫فيين��ة لقان��ون املعاه��دات»‪.‬‬ ‫ �أم��ا تعب�ير بروتوك��ول يف جم��ال االتفاقي��ات‬‫الدولي��ة‪ ،‬فق��د يطل��ق عل��ى خال�ص��ة حما�ض��ر‬ ‫االجتماعات التي �أدت �إىل توقيع املعاهدة‪ ،‬وقد‬ ‫يطل��ق عل��ى ملح��ق االتفاقي��ة‪ ،‬وق��د يطل��ق عل��ى‬ ‫االتفاقي��ة ذاته��ا‪.‬‬

‫‪3‬ـ واالتفاقي��ة الدولي��ة ب�ين �ش��خ�صني دولي�ين‬ ‫�أو �أك�ثر‪ ،‬وه��ذا يعن��ي �أنه��ا ق��د تك��ون ب�ين‬ ‫دول‪ ،‬وق��د تك��ون ب�ين دول��ة ومنظم��ة دولي��ة‪،‬‬ ‫وق��د تك��ون ب�ين منظم��ات دولي��ة‪ .‬ويف ح�ين‬ ‫نظم��ت اتفاقي��ة فيين��ة لع��ام ‪ 1969‬املعاه��دات‬ ‫ب�ين ال��دول‪ ،‬ف���إن اتفاقي��ة �أخ��رى �أعدته��ا جلن��ة‬ ‫القان��ون ال��دويل‪ ،‬ومت �إقراره��ا يف ‪ 1989‬نظم��ت‬ ‫املعاه��دات الت��ي تك��ون املنظم��ات الدولي��ة �أح��د‬ ‫�أطرافه��ا‪ .‬واملعاهدت��ان مت�ش��ابهتان يف اجلوه��ر‬ ‫م��ع مراع��اة خ�صو�صي��ة املنظم��ة الدولي��ة عل��ى‬ ‫�أنه��ا �ش��خ�ص دويل اعتب��اري عل��ى خ�لاف ال��دول‬ ‫الت��ي ُتع��د جت��اوز ًا‪ ،‬ال�ش��خ�ص الطبيع��ي يف‬ ‫العالق��ات الدولي��ة‪ .‬ويطل��ق عل��ى اتفاقي��ة فيان��ا‬ ‫لع��ام ‪ 1969‬ا�س��م «معاه��دة املعاه��دات» لأنه��ا‬ ‫الأ�سا���س ال��ذي انبن��ت علي��ه املعاه��دة الثاني��ة‪.‬‬ ‫وعل��ى ه��ذا الأ�سا���س فاملعاه��دات املعق��ودة ب�ين‬ ‫الفاتي��كان و�إح��دى ال��دول الكاثوليكي��ة والت��ي‬ ‫ت�س��مى اتفاقي��ات بابوي��ة (كون��ك وردات ه��ي‬ ‫معاه��دات باملعن��ى ال�صحي��ح للكلم��ة‪ ،‬مثله��ا يف‬ ‫ذل��ك مث��ل �أي��ة معاه��دة يعقده��ا الباب��ا‪ ،‬بو�صف��ه‬ ‫رئي�س� ًا لدول��ة الفاتي��كان‪ ،‬م��ع �أي��ة دول��ة �أخ��رى‪،‬‬ ‫بعدم��ا اعرتف��ت ل��ه معاه��دة الت��ران لع��ام ‪1969‬‬ ‫بال�صف��ة الدنيوي��ة �إ�ضاف��ة ل�صفت��ه الديني��ة‪،‬‬ ‫و�ألغ��ت بذل��ك قان��ون ال�ضمان��ات ال��ذي ح�ص��ر‬ ‫�صالحيات��ه بالأم��ور الديني��ة‪.‬‬ ‫‪4‬ـ واملعاه��دة ه��ي االتف��اق ال��ذي م��ن �ش ��أنه‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬


‫�أن ين�ش��ئ حقوق � ًا والتزام��ات متبادل��ة ب�ين‬ ‫الأط��راف املرتبط��ة‪ ،‬يحكمه��ا القان��ون ال��دويل‬ ‫الع��ام‪ .‬وم��ن املعاه��دات االه��م واالق��دم بع��د‬ ‫احل��رب العاملي��ة االوىل ب�ش��ان االرا�ض��ي الواقع��ة‬ ‫حت��ت �س��يطرة الدول��ة العثماني��ة ب�ش��كل ع��ام‬ ‫وكورد�س��تان ب�ش��كل خا���ص‪ ،‬معاه��دة �س��يفر‬ ‫‪� 10‬أغ�سط���س ‪ 1920‬ه��ي واح��دة م��ن �سل�س��لة‬ ‫معاه��دات وقعته��ا دول املرك��ز عق��ب هزميته��ا‬ ‫يف احل��رب العاملي��ة الأوىل‪ ،‬وق��د كان��ت م�صادق��ة‬ ‫الدول��ة العثماني��ة عليه��ا ه��ي امل�س��مار الأخ�ير‬ ‫يف نع���ش تفككه��ا وانهياره��ا ب�س��بب خ�س��ارة‬ ‫ق��وى املرك��ز يف احل��رب العاملي��ة الأوىل‪ ،‬وت�ضمنت‬ ‫تل��ك املعاه��دة التخل��ي ع��ن جمي��ع الأرا�ض��ي‬ ‫العثماني��ة الت��ي يقطنه��ا غ�ير الناطق�ين باللغ��ة‬ ‫الرتكي��ة‪.‬‬ ‫يف ع��ام ‪1918‬م ا�س� َ‬ ‫�تيقظ الع��امل ب�أ�س� ِ�ره عل��ى‬ ‫�تمرت‬ ‫نهاي��ة احل��رب العاملي��ة الأوىل الت��ي ا�س� َّ‬ ‫�أرب��ع �س��نوات كامل��ة‪� ،‬أرب��ع �س��نوات م��ن املعان��اة‬ ‫والدمار واخلراب الذي �شمل َّ‬ ‫كل �أرجاء الكوكب‪،‬‬ ‫العظم��ى‪،‬‬ ‫�رب‬ ‫�‬ ‫حل‬ ‫با‬ ‫ُ�س� ِّ�ميت احل��رب العاملي��ة الأوىل‬ ‫ُ‬ ‫�ارة �أوروب��ا � ً‬ ‫أول لت�ش��مل‬ ‫وا�ش� ْ‬ ‫�تعلت ناره��ا يف ق� َّ‬ ‫م�س��احات وا�س��عة م��ن الع��امل فيم��ا بع��د‪� ،‬ش��ارك يف‬ ‫ه��ذه احل��رب �س��بعون ملي��ون جن��دي م��ن دول‬ ‫خمتلف��ة معظمه��م م��ن �أوروب��ا‪ ،‬ويف نهاي��ة احل��رب‬ ‫العاملي��ة الأوىل لق��ي �أك�ثر م��ن ت�س��عة مالي�ين‬ ‫جن��دي و�س��بعة مالي�ين م��دين م�صرعه��م‪ ،‬لتك��ون‬ ‫ه��ذه احل��رب �إح��دى �أك�بر احل��روب يف تاري��خ‬ ‫الب�ش��رية‪ ،‬وه��ذا املق��ال �س�‬ ‫�يتحدث ع��ن معاه��دة‬ ‫َّ‬ ‫�س��يفر �إح��دى املعاه��دات الت��ي َّ‬ ‫مت��ت بع��د نهاي��ة‬ ‫احل��رب العاملي��ة الأوىل‪.‬‬

‫م��ا‬

‫ه��ي‬

‫معاه��دة‬

‫�س��يفر‪:‬‬

‫معاه��دة �س��يفر واح��دة م��ن املعاه��دات الت��ي‬ ‫ُو ِّقع� ْ�ت بع��د احل��رب العاملي��ة الأوىل‪ ،‬حي��ث مت‬ ‫توقي��ع معاه��دة �س��يفر يف العا�ش��ر م��ن �أغ�سط���س‬ ‫�آب م��ن ع��ام ‪1920‬م‪ ،‬و ق��د ا�س��تطاع احللف��اء‬ ‫بع��د انت�صاره��م يف احل��رب العاملي��ة االوىل جع��ل‬ ‫الدول��ة العثماني��ة اخلا�س��رة يف احل��رب باعتباره��ا‬ ‫اح��دى دول املح��ور م��ع املاني��ا والنم�س��ا تر�ض��خ‬ ‫ملطالبه��م الت��ي ج��اءت يف �ص��ف ال�ش��عوب‬ ‫واالقلي��ات اخلا�ضع��ة ل�س��لطة الدول��ة العثماني��ة‬ ‫�تمر العم��ل مبوج��ب ه��ذه املعاه��دة‬ ‫ولك��ن ا�س� َّ‬ ‫ثالث �سنوات فقط‪ ،‬حيث قامت حرب اال�ستقالل‬ ‫الرتكي��ة الت��ي نت��ج عنه��ا توقي��ع معاه��دة لوزان‬ ‫ع��ام ‪1923‬م والت��ي �أنه��ت العم��ل‬ ‫مبوجب بنود معاهدة �سيفر‪.‬‬

‫�أط��راف‬

‫معاه��دة‬

‫�س��يفر‪:‬‬

‫�أط��راف ه��ذه املعاه��دة ه��م دول احللف��اء‬ ‫املنت�ص��رون يف احل��رب العظم��ى م��ن جه��ة‬ ‫والدول��ة العثماني��ة م��ن جه��ة �أخ��رى‪ ،‬وق��د‬ ‫َّ‬ ‫مت توقي��ع ه��ذه املعاه��دة يف معر���ض مل�صن��ع‬

‫‪2‬‬

‫تموز ‪ | 2020‬العدد ‪22‬‬

‫اخل��زف يف مدين��ة �س��يفر يف فرن�س��ا �إح��دى‬ ‫دول احللف��اء املنت�ص��رة‪ ،‬وق��د ج��اء م��ن الط��رف‬ ‫العثم��اين ال�س��لطان حمم��د اخلام���س ومع��ه �أربع��ة‬ ‫�أ�ش��خا�ص ج�ا�ؤوا لتوقي��ع ه��ذه املعاه��دة‪ ،‬وه��م‪:‬‬ ‫وزي��ر التعلي��م العثم��اين ه��ادي با�ش��ا ور�ض��ا‬ ‫توفي��ق وال�ص��در الأعظ��م الدام��اد فري��د با�ش��ا‬ ‫وال�س��فري ر�ش��يد خال���ص‪� ،‬أ َّم��ا يف الط��رف الآخ��ر‬ ‫العظم��ى ال�س�ير ج��ورج‬ ‫فق��د وق��ع م��ن بريطاني��ا ُ‬ ‫ديك�س��ون غراهام‪َّ ،‬‬ ‫ووقع عن فرن�س��ا �ألك�س��ندر‬ ‫ميل��ران‪� ،‬أ َّم��ا �إيطالي��ا َّ‬ ‫فوق��ع عنه��ا ولوجن��اري‪،‬‬ ‫وق��د َّ‬ ‫مت ا�س��تبعاد ال��والت املتح��دة الأمريكي��ة‪،‬‬ ‫أي�ض��ا رو�س��يا الت��ي كان��ت ق��د َّ‬ ‫�تبعدت � ً‬ ‫وقع��ت‬ ‫وا�س�‬ ‫ْ‬ ‫معاهدة بر�س��ت ليتوف�س��ك مع الدولة العثمانية‬ ‫ع��ام ‪1918‬م‪� ،‬أ َّم��ا اليون��ان الت��ي كان��ت داعم��ة‬ ‫للحلف��اء يف احل��رب فق��د رف�ض� ْ�ت احل��دود املر�س��ومة‬ ‫يف املعاه��دة‪َّ ،‬‬ ‫ووق��ع م��ن �أرميني��ا رئي���س الوف��د‬ ‫�أفتي���س �أهاروني��ان‪.‬‬

‫نتائ��ج‬

‫معاه��دة‬

‫�س��يفر‪:‬‬

‫�إن م��ن اجلدي��ر بالذك��ر قب��ل احلدي��ث ع��ن نتائ��ج‬ ‫َّ‬ ‫معاه��دة �س��يفر‪�َّ ،‬إن��ه قب��ل توقي��ع ه��ذه املعاه��دة‬ ‫َّ‬ ‫وقع��ت الإمرباطوري��ة الأملاني��ة معاه��دة فر�س��اي‬ ‫ّ‬ ‫الت��ي َّ‬ ‫كل االمتي��ازات الأملاني��ة‬ ‫مت مبوجبه��ا �إلغ��اء ِ‬ ‫وتن��ازل �أملاني��ا ع��ن معظ��م م�س��تعمراتها وع��ن‬ ‫م�س��احات وا�س��عة م��ن الأرا�ض��ي الت��ي كان��ت‬ ‫تق��ع حت��ت �س��يطرتها‪ ،‬كم��ا ح�صل� ْ�ت دول احللف��اء‬ ‫مبوج��ب معاه��دة فر�س��اي عل��ى امتي��ازات كث�يرة‬ ‫جائ��رة عل��ى �أملاني��ا ب�ش��دة‪ ،‬وم��ن �أه��م نتائ��ج‬ ‫ن�ص��ت املعاه��دة عل��ى ح�ص��ول‬ ‫ه��ذه املعاه��دة‪َّ :‬‬ ‫منطق��ة احلج��از عل��ى اال�س��تقالل م��ن الدول��ة‬ ‫العثماني��ة‪ .‬ح�صل� ْ�ت �أرميني��ا � ً‬ ‫أي�ض��ا مبوج��ب ه��ذه‬ ‫املعاهدة على اال�ستقالل من الدولة العثمانية‪.‬‬ ‫ح�صل� ْ�ت كرد�س��تان عل��ى اال�س��تقالل م��ن الدول��ة‬ ‫العثماني��ة � ً‬ ‫وان�ضم��ت‬ ‫أي�ض��ا بع��د معاه��دة �س��يفر‬ ‫َّ‬ ‫والي��ة املو�ص��ل �إليه��ا‪ .‬مبوج��ب ه��ذه املعاه��دة‬ ‫� ً‬ ‫�يطرت فرن�س��ا عل��ى �س��وريا ولبن��ان‬ ‫أي�ض��ا �س�‬ ‫ْ‬ ‫وعنت��اب و�أورف��ة وماردي��ن‪.‬‬ ‫�إن توقي��ع ال�س��لطان‬ ‫وم��ن اجلدي��ر بالذك��ر َّ‬ ‫العثم��اين عل��ى ه��ذه املعاه��دة � َّأدى �إىل انف�ص��ال‬ ‫احلركة الرتكية الوطنية بقيادة كمال �أتاتورك‬ ‫با�ش��ا ع��ن الب��اب الع��ايل يف‬ ‫�إ�س��طنبول‪ ،‬ث� َّ�م ق��ام‬ ‫�أع�ض��اء احلرك��ة الرتكي��ة‬ ‫بت�ش��كيل‬ ‫الوطني��ة‬ ‫برمل��ان يف �أنق��رة ع��ام‬ ‫‪1920‬م‪ ،‬ويف نف���س‬ ‫َّ‬ ‫مت ا�س��تبدال‬ ‫الع��ام‬ ‫حكوم��ة الدام��اد فري��د‬ ‫با�ش��ا بحكوم��ة ال�ص��در‬ ‫الأعظ��م �أحم��د توفي��ق‬ ‫با�ش��ا ال��ذي �أعل��ن �أ َّن��ه‬ ‫ين��وي توقي��ع املعاه��دة‬

‫‪D‬‬

‫‏‪îwar‎‬‬ ‫ب�ش��رط الوح��دة الوطني��ة‪ ،‬ولك� َّ�ن م�صطف��ى‬ ‫كمال �أتاتورك رف�ض هذا الأمر وهاجم احلكومة‬ ‫ع�س��كر ًيا‪ ،‬ويف نهاي��ة املط��اف انت�ص��ر م�صطف��ى‬ ‫كم��ال عل��ى احلكوم��ة الرتكي��ة و�أج�بر احللف��اء‬ ‫عل��ى الع��ودة �إىل املفاو�ض��ات‪.‬‬

‫معاه��دة‬

‫ل��وزان‪:‬‬

‫بع��د توقي��ع معاه��دة �س��يفر بث�لاث �س��نوات فق��ط‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫مت توقي��ع معاه��دة ل��وزان الت��ي ُتع��رف با�س��م‬ ‫معاه��دة ل��وزان الثاني��ة يف الراب��ع والع�ش��رين‬ ‫م��ن يولي��و مت��وز ع��ام ‪1923‬م‪ ،‬وه��ي معاه��دة‬ ‫م��ن معاه��دات ال�س�لام الت��ي مت توقيعه��ا بع��د‬ ‫احل��رب العاملي��ة الأوىل‪ ،‬وق��د ُو ِّقع��ت ه��ذه املعاه��دة‬ ‫يف �سوي�س��را وق��د قام��ت معاه��دة ل��وزان ب�إبط��ال‬ ‫م��ا ج��اء يف �س��يفر وت�س��وية �أو�ض��اع الق�س��م‬ ‫الأوروب��ي م��ن تركي��ا‪� ،‬أي منطق��ة الأنا�ض��ول‬ ‫وتراقي��ا ال�ش��رقية‪ ،‬وق��د ح� َّ�ددت معاه��دة‬ ‫ل��وزان ح��دود بل��دان ع� َّ�دة‪ ،‬م��ن ه��ذه البلدان��ه‪:‬‬ ‫اليون��ان‪ ،‬بلغاري��ا‪ ،‬تركي��ا‪ ،‬امل�ش��رق الع��رب‪،‬‬ ‫ويف ه��ذه املعاه��دة تنازل��ت تركي��ا ع��ن مطالبه��ا‬ ‫ال�س��ابقة بجزي��رة دوديكاني�س��يا وتنازل��ت ع��ن‬ ‫كل‬ ‫م�ص��ر وال�س��ودان والع��راق و�س��وريا وع��ن ِّ‬ ‫امتيازاته��ا يف ليبي��ا‪ ،‬ه��ذه االمتي��ازات الت��ي‬ ‫�أخذته��ا مبوج��ب معاه��دة �أو�ش��ي الت��ي َّ‬ ‫وقعته��ا‬ ‫م��ع �إيطالي��ا ع��ام ‪1912‬م‪ ،‬كم��ا �أعي��د ر�س��م ح��دود‬ ‫َّ‬ ‫وتخل��ت ع��ن جزي��رة قرب���ص‬ ‫تركي��ا م��ع �س��وريا‪،‬‬ ‫التي كانت م�ؤجرة لربيطانيا العظمى مبوجب‬ ‫م�ؤمت��ر برل�ين ع��ام ‪1878‬م‪.‬‬ ‫�إن معاه��دة ل��وزان ت�ألف� ْ�ت‬ ‫ويف اجلدي��ر بالذك��ر َّ‬ ‫ن�ص� ْ�ت بن��ود معاه��دة‬ ‫�د‬ ‫م��ن ‪ 143‬بن� ً�دا‪ ،‬وق�‬ ‫َّ‬ ‫ل��وزان عل��ى ا�س��تقالل تركي��ا باملرتب��ة الأوىل‪،‬‬ ‫ن�ص��ت عل��ى حماي��ة الأقلي��ات امل�س��يحية يف‬ ‫كم��ا َّ‬ ‫تركي��ا واليون��ان‪ ،‬وحماي��ة الأقلي��ات امل�س��لمة‬ ‫ولكن معظم �سكان تركيا‬ ‫املوجودة يف اليونان‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫امل�س��يحيني و�س��كان اليون��ان امل�س��لمني كان��وا ق��د‬ ‫ُطردوا مبوجب معاهدة تبادل ال�سكان الأتراك‬ ‫واليوناني�ين الت��ي ِّ‬ ‫وقع��ت قب��ل ه��ذه املعاه��دة‪،‬‬ ‫وقد َّ‬ ‫مت ا�ستثناء �سكان املدن الآتية‪� :‬إ�سطنبول‬ ‫و�إمربو���س وتندو���س‪ ،‬كم��ا َّ‬ ‫مت ا�س��تثناء ال�س��كان‬ ‫امل�س��لمني يف تراقي��ا الغربي��ة ‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫‪D‬‬

‫‏‪îwar‎‬‬

‫ُ‬ ‫الشــعب الكــردي فــي ســوريا‬ ‫ومعركــة الدســتور‬ ‫حسين سعدون سينو‬ ‫بدايــة الدســتور كتعريــف هــي املخاطبــة يف وثيقــة‬ ‫مكتوبــة أو غــر مكتوبــة الشــعور اإلنســاين العــام دون‬ ‫متيــز أو تفريــق بــن أبنــاء الوطــن الواحــد وبذلــك‬ ‫تالمــس كافــة الجوانــب الداخليــة ومــن مث الخارجيــة‬ ‫يف قــم وأســس بنــاء الدولــة وتحديــد قــم ومعطيــات‬ ‫العالقــة مابــن الطرفــن الدولــة واملواطــن ‪ ،‬الدولــة‬ ‫والــدول ‪.‬‬ ‫يف الحالــة الســورية كدولــة حديثــة النشــوء متتعــت‬ ‫ابلســيادة وهــي تحتضــن الكثــر مــن املكــوانت‬ ‫واالثنيــات والــدايانت ومــن خــال تطــور الدولــة مــن‬ ‫امللكيــة والــذي كفــل املســاواة بــن جميــع األطيــاف‬ ‫املشــاركة يف النشــاط الســيايس وتجــرمي التعذيــب‬ ‫ومرحلــة االنتــداب الفرنــي والتحــول إيل مرحلــة‬ ‫النظــام الربملــاين وبــدأ مرحلــة المتيــز والتفرقــة العرقيــة‬ ‫وبــدأ ينحــر التوجهــة الدميقراطــي وبــدات ســوراي تتجــه‬ ‫إىل ســلطة النظــام الدكتاتــوري القمعــي مــع بدايــة‬ ‫الوحــدة مــع مــر حيــث قمعــت الحــرايت والنشــاطات‬ ‫السياســية وخاصــة يف مواجهــة الشــعب الكــوردي‬ ‫املكــون الثــاين بعــد العــريب مــع إيقــاظ الشــعور القومــي‬ ‫وأتســيس اول تنظــم ســيايس كحالــة طبيعيــة‬ ‫ورضورة يف قــم وجــوده كشــعب تجــاه املمارســات‬ ‫العنرصيــة والســلطة القمعيــة والحــزب الشــيوعي(‬ ‫مســاندة الشــعوب يف تقريــر مصريهــا ) كشــعار خــايل‬ ‫مــن املمضــون إلســتقطاب املكــوانت الســورية وخاصــة‬ ‫الشــعب الكــوردي دون اإلعــراف بواقــع وحقيقــة وجــود‬ ‫الكــورد كشــعب إىل جانــب الشــعب العــريب يف ســوراي ‪.‬‬ ‫مت مالحقــة الشــعب الكــوردي يف كــوادره السياســية‬ ‫وفعالياتــه الثقافيــة واالجمتاعيــة وتوســعت التوجهــات‬ ‫العنرصيــة وكرســت ذلــك يف الدســاتري الســورية‬ ‫املتالحقــة والــي اعتــرت أن ســوراي جــزءا مــن األمــة‬ ‫العربيــة وتحديــد جنســية رئيــس الدولــة يف العنــر‬ ‫العــريب دون غــره وبذلــك رســخت الثقافــة الــي تنفــي‬ ‫الجميــع والضغــط عــى الكــورد يف أول أجــراء اســتثنايئ‬ ‫واحصــاء عــام ‪ 1962‬جـ ّـرد مبوجبــه آالف العائــات الكورديــة‬ ‫مــن الجنســية الســورية يف دراســة ل محمــد طلــب‬ ‫هــال رئيــس شــعبة األمــن الســيايس يف محافظــة‬ ‫الحســكة وتتالــت مــن االجــراءات واملشــاريع العنرصيــة‬ ‫مــن تلــك الدراســة العنرصيــة والشــوفينية أنتفــت‬ ‫حــى املخاطبــة اإلنســانية يف كافــة الدســاتري الســورية‬ ‫ومابــن ســطورها يف أعتبــار الشــخصية الكورديــة‬ ‫إنســانية ويوحــي إليــه كمواطــن عليــه مــن الواجبــات‬ ‫ولــه مــن الحقــوق يف الوطنيــة وبذلــك مل يســتطع‬ ‫الدســتور أن يكــون مــاذا آمنــا يف العــودة إليــه‬ ‫واملطالبــة إبنصافــه مــن مطبــة القوانــن الــي اعاقــت‬ ‫حــى الحــرايت الــي كفلهتــا الدســاتري الســورية بشــكل‬ ‫عــام كقانــون الطــوارئ الــذي حظــرت كافــة النشــاطات‬ ‫الجماهرييــة واملجمتعيــة الــي التتناســب مــع سياســة‬ ‫حــزب البعــث وقانــون املحاكمــات العســكرية وقانــون‬ ‫إحــداث محاكــم أمــن الدولــة واألهــم قانــون حمايــة‬ ‫مامسيــت بثــورة الثامــن مــن آذار ‪.‬‬

‫تموز ‪ | 2020‬العدد ‪22‬‬

‫وبذلــك قمســت املجمتــع الســوري فميــا بــن املواطــن‬ ‫(العــريب ) واملواطــن ( الكــوردي ) الــذي أعتــر مهمــا كان‬ ‫خطــرا عــى أمــن الدولــة والخلفيــة الثقافيــة وسياســة‬ ‫حــزب البعــث وأســتالم الســلطة مــن آذار عــام ‪1963‬‬ ‫يف ممارســة كافــة الضغوطــات والنعــوت الالأخالقيــة‬ ‫والســيطرة عــى المســاء واألرض‪.‬‬ ‫هــذه الظــروف والتطــورات خلقــت أشــكاليات كثــرة‬ ‫أمــام الحركــة السياســية الكورديــة أمــام أهــداف‬ ‫النضــال ومابــن األهــداف اإلنســانية ( كــورداي ) مــع‬ ‫بدايــة بدايــة التطبيــق ومــروع الحــزام العــريب(‬ ‫سياســيا ) يف محافظــة الحســكة واالســتيالء عــى‬ ‫أمــاك الشــعب الكــوردي وتوزيعهــا عــى العــرب‬ ‫الغــر بنــاء عــى دراســة محمــد طلــب هــال اللذيــن‬ ‫اســتقطبوا مــن محافظــي حلــب والرقــة وبنــاء‬ ‫مســتوطنات منوذجيــة تكفلهتــا الدولــة عــى طــول‬ ‫الرشيــط الحــدودي والشــعب الكــوردي يف تركيــا‬ ‫والــي كانــت قبــل إايم ذكــرى تطبيقــه كحــزام عــرويب‬ ‫عنــري وأبــدت الحركــة موقفهــا مــن تلــك السياســات‬ ‫العنرصيــة فاتســعت دائــرة االعتقــاالت التعســفية والــزج‬ ‫يف الســجون دون محاكمــات والتعذيــب البشــع إىل‬ ‫الفصــل مــن التوظيــف والجامعــات واملــدارس والقيــود‬ ‫عــى التمسيــة الشــخصية وتغيــر أمســاء القــرى‬ ‫وأصبحــت املناطــق الكورديــة كلهــا شــواهد عنرصيــة‬ ‫مــع بدايــة أســتالم حافــظ األســد رائســة الدولــة ‪1970‬‬ ‫ومامسيــت ابلحركــة التصحيحيــة وتوســيع صالحيــات‬ ‫رئيــس الدولــة لتتجــاوز حــى الدســتور وأصبــح كل‬ ‫شــيئ شــكيل يف ظــل املؤسســات األمنيــة املتشــعبة‬ ‫وأصبحــت ســوراي ســياجا أمــي وليــس وجــود أحــزاب‬ ‫الجهبــة الوطنيــة إال ذريعــة يف الدميقراطيــة ويف مالحقــة‬ ‫الجميــع يف أيــة خروقــات أمنيــة واملــادة الثامنــة مــن‬ ‫الدســتور وقيــادة حــزب البعــث للســلطة واملجمتــع ‪.‬‬ ‫بعــد عــام ‪ 2011‬تغــرت الظــروف واملعطيــات يف منطقــة‬ ‫الــرق األوســط وتغــرت الظــروف الذاتيــة واملوضوعيــة‬ ‫يف ســوراي متأثــرة بتلــك االســتحقاقات الــي تراكمــت‬ ‫مايزيــد عــن نصــف قــرن مــن األحتقــان والتســلط عــى‬ ‫الشــعب الســوري عامــة والكــوردي خاصــة وسياســة‬ ‫النظــام ليبــدأ مرحلــة إصالحــات شــكلية يف الدســتور‬ ‫حيــث ألغيــت املــادة الثامنــة مــع بعــض االجــراءات‬ ‫واإلصالحــات الــي مل ترتقــي إىل مســتوى الحــدث‬ ‫وذاك القمــع الطويــل ولياليــه الثقيلــة والزالــت ســوراي‬ ‫مســمرة يف املجهــول دون وجــود أو معطيــات يف اآلفــاق‬ ‫يف الحــل الســيايس وهــذه الفــوىض يف حملــة الســاح‬ ‫يف إيجــاد إحــال الســام وحــل دامئ واملســتقبل وقــرارات‬ ‫مجلــس األمــن ومؤمتــرات جنيــف وغريهــا حــول الوضــع‬ ‫يف ســوراي وخاصــة القــرار ‪ 2254‬كإرضيــة يف الحــل‬ ‫الســيايس يف ســوراي الــي يجــب إن تختلــف عــن ســوراي‬ ‫ماقبــل ‪ 2012‬وهــذا يتطلــب يف دســتور يلــي طموحــات‬ ‫كافــة الفرقــاء مابــن املعارضــة والنظــام والزال الشــعب‬ ‫الكــوردي مل يســتطع كإســتحقاق اتريــي أن يجــد مــا‬ ‫يمضــن لــه حقوقــه مــن هــؤالء الفرقــاء ويبــى الدســتور‬

‫ا لرش عــي‬ ‫هــو اإلطــار‬ ‫ا لو حيــد‬ ‫والضامــن‬ ‫الســورية‬ ‫يف الحالــة‬ ‫توحــي إىل‬ ‫و ا لــي‬ ‫أتجيــل ملــف القضيــة الكورديــة إىل مؤسســات مابعــد‬ ‫الدســتور أو أســقاط النظــام يف دمشــق واألتيــان بنظــام‬ ‫دميقراطــي وهــذا يــم ويستشــف منــه أو رصاحــة تجــد‬ ‫يف ذاك الكــوردي االنفصــايل ومــن يعتقــد أن النظــام‬ ‫الدميقراطــي الربملــاين ســوف يلــي طموحــات الشــعب‬ ‫الكــوردي هــو واهــم وهــذه العقليــة والثقافــة العنــري‬ ‫والديــي املتطــرف يف بنيــة املجمتــع الســوري حــى‬ ‫القــوى الدميقراطيــة مل تتبــى يومــا طموحــات الشــعب‬ ‫الكــوردي ‪.‬‬ ‫يبــى الدســتور تلــك الوثيقــة الــي مــن خاللهــا أن‬ ‫تشــارك يف بنــاء املجمتــع كدولــة وفــق قواعــده وآلياتــه‬ ‫املعينــة وهــو ذاك القعــد الــذي ينظــم املجمتــع ويحمــي‬ ‫الحقــوق يف عالقاتــه الداخليــة وتســتطيع مــن خاللــه‬ ‫مخاطبــة املجمتــع الــدويل وكافــة منظماتــه يف حالــة‬ ‫اإلخــال يف تطبيــق بنــوده ومــواده وأيضــا إبلغــاء‬ ‫تلــك القوانــن الــي اعاقــت الدســتور وإعاقــة تطــور‬ ‫وتمنيــة ســوراي ويبــى الدســتور الســلطة العليــا يف‬ ‫تطبيــق القوانــن وأســاس الحكــم والســلطة كدولــة‬ ‫دميقراطيــة أو دكتاتوريــة وأنظمــة الحكــم املختلفــة يف‬ ‫تطبيــق املبــادئ األساســية يف حمايــة الفــرد واملجمتــع‬ ‫واالعــراف بحقــوق الشــعب الكــوردي كثــاين قوميــة يف‬ ‫ســوراي وإزالــة كافــة االجــراءات واملشــاريع الــي أســاءت‬ ‫إىل عالقــة الشــعب الكــوردي كمواطــن يف االرتقــاء‬ ‫بحقوقــه القوميــة واملشــاركة الحقيقيــة يف مبــادئ قــم‬ ‫العدالــة واملســاواة يف بنــاء ســوراي‪.‬‬ ‫الحركــة السياســية الكورديــة يف ســوراي أمــام مرحلــة‬ ‫أكــر صعوبــة وشــاقة مــن النضــال كإرث قومــي علهيا تقع‬ ‫عاتــق هــذه املعركــة يف نيــل حقوقــه وأن توضــح أهــداف‬ ‫نضالــه إبن القضيــة الكورديــة قضيــة شــعب يعيــش‬ ‫عــى ارضــه التاريخيــة وســتبىق القضيــة الســورية‬ ‫إبمتيــاز يف عــدم االســتقرار إن مل تجــد لهــا مــكاان يف‬ ‫الدســتور القــادم كحــق غــن مــن كافــة السياســات‬ ‫العنرصيــة ومشــاريعها االســتثنائية ويف إزالــة آاثر تلــك‬ ‫السياســات الشــوفينية ‪.‬‬ ‫ومــن الخطــأ الجســم أن تقــع فيــه الحركــة السياســية‬ ‫الكورديــة عندمــا تطالــب بنظــام دميقراطــي تعــددي‬ ‫و ( برملــاين ) وهنــا نعتقــد كوجهــة نظــر مــن الناحيــة‬ ‫السياســية حــى وإن كان مناســبا يف الســلطة كنظــام‬ ‫لكنــه اليجانــب الطموحــات الكورديــة وعــى غــرار‬ ‫التصويــت حســب الصالحيــات يف ترشيــع القوانــن‬ ‫الــي مل تجــد يف الدســتور وخاصــة عــن قصــد ( حقــوق‬ ‫الشــعب الكــوردي )‪.‬‬ ‫اخــرا الدســتور هــو اإلطــار الرشعــي والقانــوين الــذي‬ ‫يكفــل العهــود واملواثيــق الدوليــة وليســت العكــس ‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫‪D‬‬

‫‏‪îwar‎‬‬

‫هــل أمريــكا جــادة فــي شــرق الفــرات‪!.‬؟‬ ‫لــو اتبعنــا األداء الســيايس‬ ‫األمــريك منــذ مجيئــه إىل املنطقــة‬ ‫ُ‬ ‫الكرديــة‪ ،‬اي رشق الفــرات‪ ،‬لوجــدانه‬ ‫ـيئا فشـ ً‬ ‫يتطور شـ ً‬ ‫ـيئا يف ســياق فهمه‬ ‫لتناقضــات الســاحة الســورية‪ ،‬األمــر‬ ‫الــذي ميكــن للرماقــب أن يلمســه‬ ‫مــن خــال خطــاب املســؤولني‬ ‫االمريكيــن واآلراء الــي تنطــوي‬ ‫عــى بعــض الدقــة يف تقيميــه لعــدد‬ ‫مــن السياســيني ُ‬ ‫الكــرد‪ ،‬مــع العلــم‬ ‫أن واقــع التعاطــي األمــريك مــع‬ ‫الشــأن ُ‬ ‫الكــردي قــد أثبــت أن ساســة‬ ‫واشــنطن مل يكونــوا ميلكــون الحــد‬ ‫األدىن مــن الخــرة يف شــؤون البلــد‪،‬‬ ‫عندمــا قدمــوا إليــه مرتدديــن‬ ‫للوهلــة األوىل‪ ،‬تبــدو الســاحة‬ ‫الســورية هــي األكــر اســتجابة‬ ‫ً‬ ‫مزيــدا‬ ‫فــرق تســد‪ ،‬لكــن‬ ‫لسياســة ّ‬ ‫مــن التدقيــق يف املهشــد برمتــه ال‬ ‫بــد ســيظهر أن الســاحة ُ‬ ‫الكرديــة قــد‬ ‫اســتجابت هــي األخــرى للسياســة‬ ‫املذكــورة‪ ،‬وإن عــى نحــو أقــل حــدة‬ ‫مــن نظريهتــا الســاحة الــي ميثلهــا‬ ‫االغلبيــه الســنية‪.‬‬ ‫وحدهــا الســاحة ُ‬ ‫الكرديــة الــي نجــت‬ ‫مــن مفاعلهيــا‪ ،‬رمبــا ألن األمــركان مل‬ ‫يشــتغلوا علهيــا‪ ،‬وابلطبــع ألن جميــع‬ ‫فرقاهئــا يبــدون تبعيــة للهواجــس‬ ‫األمريكيــة مــن جهــة‪ ،‬ومــن جهــة‬ ‫أخــرى ألن املظــامل واملــآيس قــد‬ ‫وحدهتــم عــى نحــو مــن األنحــاء‪ ،‬مــن‬ ‫دون أن ينفــي ذلــك مــا ميــر تحــت‬ ‫الســطح‪.‬‬

‫تموز ‪ | 2020‬العدد ‪22‬‬

‫يف الســاحة ُ‬ ‫الكرديــة كثــر مــن‬ ‫الســخط عــى الطرفــن الكبرييــن‬ ‫اللذيــن تمتــز بخالفاهتم السياســية‪،‬‬ ‫احدهــم ميثــل املــروع القومــي‬ ‫واالخــر ميثــل مــروع أخــوة الشــعوب‬ ‫وهــذا مســتحيل يف رشق االوســط‪.‬‬ ‫خــال العــام املــايض اشــتبكت‬ ‫الســاحة الســورية‪ ،‬مــع بعهضــا‬ ‫البعــض عــى نحــو مريــع‪ ،‬لعلــه‬ ‫األســوأ عــى اإلطــاق منــذ مجــيء‬ ‫روســيا وأمريــكا وتركيــا وايــران‪ ،‬وإذا‬ ‫كان البعــض قــد رد ذلــك إىل ســلوك‬ ‫النظــام‪ ،‬فــإن القــوى األخــرى يف‬ ‫الســاحة مل تكــن بريئــة مــن ذنبــه‪،‬‬ ‫إذ تورطــت هــي األخــرى يف توفــر‬ ‫األرضيــة الخصبــة لالشــتباك وجــرامئ‬ ‫حــرب‪.‬‬ ‫ال خــاف عــى ســعي النظــام إىل‬ ‫فــرض منوذجــه أو مرشوعــه القضــاء‬ ‫عــى كل صــوت ينــدد النظــام‬ ‫وتســبب يف دمــاء كثــرة وتدمــر‬ ‫املــدن وحــرق االخــر واليابــس؟‬ ‫وتفريــق للجمــوع وتشــتيت للجهود‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أطرافــا أخــرى ســاهمت يف‬ ‫لكــن‬ ‫ذلــك‪ ،‬الذيــن منحــوا الرشعيــة‬ ‫لعمليــة سياســية وعســكرية‬ ‫للنظــام يف تدمريهــم للمــدن‬ ‫وجلهبــم للرمتزقــن واالرهابيــن اىل‬ ‫الســاحة الســورية وعملــو الجــرامئ‬ ‫بحــق املدنيــن والشــعوب االخــرى‬ ‫واحتاللهــم للمــدن ُ‬ ‫الكرديــة برعايــة‬ ‫تركيــة‪ ،‬هــؤالء كان لدهيــم نفــس‬

‫ثقافــة النظــام هربــو مــن ظلــم النظــام‬ ‫وجــاءو ليظلمــو ويحتلــو اراض‬ ‫االبــرايء ويرسقــو ويهنبــو ويحرقــو‬ ‫مــدن شــعب بريــئ يعيــش عــى‬ ‫ارضــه بســام‪ ،‬مثــل عفريــن وكــري‬ ‫ســي ورسي كانيه‪ ،‬وعندما فشــلو يف‬ ‫اســقاط النظــام‪ ،‬مل يجــدوا غــر إلقــاء‬ ‫كل بيهضــم يف ســلة روســيا وايــران‪،‬‬ ‫متجاهلــن حقيقــة مرشوعهــم‬ ‫الــذي ال يختلــف عــن عقليــة النظــام‬ ‫ومتجاهلــن حقيقــة أنــه لــن يبيــع‬ ‫حلفاءهــم اال بعدمــا يهنــون مــن‬ ‫ً‬ ‫أيضــا‬ ‫تقســم الكعكــة‪ ،‬ومتجاهلــن‬ ‫ان هنــاك قضيــة ُكرديــة يجــب‬ ‫دراســها ابلطــرق الدبلوماســية‬ ‫والسياســية ومــن حقهــا الفيدراليــة‬ ‫أو تقريــر املصــر‪.‬‬

‫محمــد عبدالكريــم‬ ‫‪7‬‬


‫‪D‬‬

‫‏‪îwar‎‬‬

‫فوبيــا التخلــي االمريكــي عــن‬ ‫الحلفــاء‪...‬‬ ‫صالح المال‬ ‫مل تكــن الــوالايت املتحــدة االمريكيــة يف يــوم مــن ا ٔالايم‪،‬‬ ‫ٓ‬ ‫ٔ‬ ‫بــدءا مــن‬ ‫حلفايــا ا ٔالســراتيجيني‬ ‫بــوارد التخــي عــن‬ ‫ٔ‬ ‫حلفايــا يف الــرق‬ ‫اململكــة العربيــة الســعودية ٔاكــر‬ ‫االوســط‪ ،‬وصــوال اىل إقلــم ُكردســتان‪ ،‬الكيــان ُ‬ ‫الكــردي‬ ‫ً‬ ‫دســتوراي يف العــراق‪ٔ ،‬وان كنــا نلحــظ يف بعــض‬ ‫املثبــت‬ ‫االحيــان ان السياســة االمريكيــة غامضــة وترصيحــات‬ ‫ٔ‬ ‫مســوولهيا مهبمــة يف بعــض امللفــات‪ ،‬ولكــن االهــم ان‬ ‫الخطــوط العريضــة لالســراتيجية االمريكيــة املرســومة‬ ‫منــذ ســنني مل تتغــر وبقيــت اثبتــة يف ممضوهنــا وخطواهتا‬ ‫العمليــة‪.‬‬ ‫التفاهــم او االتفــاق الــذي حصــل هبــذا الزخــم االعالمــي‬ ‫بــن الفرقــاء ُ‬ ‫الكــرد يف ُكردســتان ســوراي يــوم ٔامــس‬ ‫وبوجــود ممثــل الــوالايت املتحــدة االمريكيــة مــا هــي‬ ‫اال رســالة واضحــة للجميــع ابن هــذا امللــف اصبــح بيــد‬ ‫االمريــكان‪ ،‬وابن االمريــكان ابلغــو جميــع دول الجــوار‬ ‫ابن امللــف التقــارب ُ‬ ‫الكــردي اصبــح مطلــب امريــي بحــت‪.‬‬ ‫وابن كل مــا حصــل مــن اتفاقــات قدميــة والــي مل تــر النــور‬ ‫ابــدا لــن يتكــرر هــذه املــرة بوجــود الضامــن االمريــي‬ ‫والدعــم الالمتناهــي مــن الزعــم واملرجع مســعود ابرزاين‪،‬‬ ‫والــزايرات املكوكيــة للمبعــوث االمريــي اىل املنطقــة‬ ‫والترصيحــات الــي اتيت مــن واشــنطن عــى لســان ٔارفــع‬ ‫ٔ‬ ‫مســوويل البيــت االبيــض مــا هــي ٕاال داللــة ٔان الوضــع‬ ‫الجيوســيايس ملنطقــة مشــال رشق ســوراي ُ‬ ‫(كردســتان‬ ‫ســوراي) اصبــح عــى جــدول اعمــال االدارة االمريكيــة‬ ‫الخارجيــة‪ .‬مل اييت االمريــكان اىل املنطقــة هبــدف الحصــول‬ ‫عــى خرياهتــا‪ ،‬فالــوالايت املتحــدة االمريكيــة صاحبــة اكــر‬ ‫رقــم يف تصديــر مختلــف انــواع القطاعــات وهــي صاحبــة‬ ‫اقــوى اقتصــاد يف العــامل وبفــارق كبــر عــن مــا يلهيــا مــن‬ ‫دول اصحــاب االقتصــادات القويــة وهــي صاحبــة اكــر‬ ‫مخــزون نفطــي واكــر احتياطــي نفطــي ايضــا وتبــى‬ ‫متســيدة جميــع ٔانــواع القطاعــات الحيويــة يف العــامل‬ ‫ككل‪.‬‬

‫تموز ‪ | 2020‬العدد ‪22‬‬

‫ٕوان كانــت ٔاهدافهــا يف ســوراي غــر معلنــة ولكهنــا مبمضوهنا‬ ‫وتحــركات ادارهتــا هتــدف اىل بنــاء كيــان ُكــردي قــوي مضــن‬ ‫الكرديــة يف ســوراي‪ٔ ،‬‬ ‫حمايهتــم ‪.‬االطــراف ُ‬ ‫بــداو يف فهــم‬ ‫املعادلــة الدوليــة ٕوان كانــو متاخريــن بعــض الوقــت‬ ‫نتيجــة ظــروف معينــة لكهنــم عــى درايــة ٕابن تســارع‬ ‫التحــركات الدوليــة لوضــع حــد لالزمــة الســورية قــد‬ ‫تســارعت بشــكل كبــر لذلــك نــرى ابن وتــرة املفاوضــات‬ ‫ٔ‬ ‫الكرديــة ‪ُ -‬‬ ‫ُ‬ ‫بــدات تتســارع وابن كل النقــاط‬ ‫الكرديــة‬ ‫الخالفيــة الــي كانــت موضــع خــاف عقــم يف الســابق قــد‬ ‫ازيلــت‪ ،‬وابن مــا تبــى مــن نقــاط عالقــة ســتكون يف قــادم‬ ‫االايم كســابقاهتا‪ .‬املهشــد الــذي خــرج عــى وسـ ٔ‬ ‫ـايل االعالم‬ ‫يــوم امــس مل يكــن اســتعراضا او حركــة ٔانيــة تنهتــي بعــد‬ ‫وقــت قليــل بــل عــى العكــس انــه انعــكاس ورســالة‬ ‫واضحــة ابن ُ‬ ‫الكــرد ســيكونو عــى راس جــدول اعمــال‬ ‫الدولــة الســورية الجديــدة‪.‬‬ ‫ا ٔالولويــة ا ٔالن هــي بنــاء قــوة ُكرديــة موحــدة ليك تســتطيع‬ ‫يف املســتقبل الدخــول بشــكل قــوي يف اي مفاوضــات‬ ‫الحقــة تخــص الوضــع الســوري عامــة والوضــع ُ‬ ‫الكــردي‬ ‫وقضيــة ابنــاء هــذا الشــعب خاصــة‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫‪D‬‬

‫‏‪îwar‎‬‬

‫أزمــة وجودنــا والمفاهيــم‪ :‬مــن ســقراط إلــى كورونــا‬ ‫د‪ .‬ســامي محمــود ابراهيم ‪ -‬العــراق | الموصل‬

‫نبــدأ حياتنــا محاطــن مبــن‬ ‫هيمتــون بنــا‪ ،‬نفتــح أعيننــا لنجــد‬ ‫وجهــن مبتمســن لنــا ابهمتــام‪.‬‬ ‫يشــاهدان املحيطــون بنــا ليرسعــوا‬ ‫وميســحوها عــى رؤوســنا بحنــان‪.‬‬ ‫وينطلــق التصفيــق لنــا بحــرارة‬ ‫عندمــا يلحظــوا أوىل خطواتنــا‬ ‫نحــو الحيــاة‪ ،‬أو نســقط لنحــاول‬ ‫الوقــوف مــن جديــد‪ ،‬كما نســتقبل‬ ‫ابقــات الشــكر عندمــا نمتكــن اول‬ ‫مــرة مــن كتابــة امسنــا‪ .‬هــذا حالنــا‬ ‫يف ســنوات طفولتنــا الربيئــة‪.‬‬ ‫لذلــك يبــى حلمنــا متشــبث يف‬ ‫امليــل للعــب مبــرح الطفولــة‪ ....‬يف‬ ‫العــودة ولــو يف الخيــال‪.‬‬

‫أنــه عنواهنــا‪ .‬عليــك أن تدقــق‬ ‫كثــرا يف اللوحــة حــى تلحــظ يــد‬ ‫«ايــكاروس» وهــو ينــازع الغــرق‪،‬‬ ‫إال أن اللوحــة تســلط الضــوء عــى‬ ‫الفــاح الــذي يحــرث الحقــل‪،‬‬ ‫وعــى راعــي الغــم‪ .‬يف الخلفيــة‬ ‫نــرى مدينــة وســفنا ومينــاء‪.‬‬ ‫يبــدو أنــه ال أحــد يلحــظ حــال‬ ‫ايــكاروس‪ ،‬األخبــار جيــدة وســيئة‬ ‫يف نفــس الوقــت‪ :‬مــن انحيــة‪ ،‬قــد‬ ‫ال يلحــظ أحــد أننــا نوجــد‪ ،‬ومــن‬ ‫انحيــة أخــرى‪ ،‬فهــم لــن يالحظــوا‬ ‫أيضــا عندمــا نســكب الشــاي أو‬ ‫عندمــا ننــى اننــا كــران ونتــرف‬ ‫كالصغــار‪.‬‬

‫يبــذل املحيطــون بنــا جهــدا كبــرا‬ ‫يف توفــر مســتلزمات عيشــنا‪،‬‬ ‫ويضعوننــا يف الرسيــر ويحكــون‬ ‫لنــا القصــص قبــل النــوم (جــديت‪:‬‬ ‫بنــات نعــش‪ ،‬والمســاء)‪ .‬وكان كل‬ ‫يشء اســطورة تصــاغ عــى مقــاس‬ ‫عقولنــا الورديــة واالحــام‪...‬‬

‫هنــا نــرى الجانــب اإليجــايب مــن‬ ‫حقيقتنــا الرتاجيديــة‪ ...‬علينــا أن‬ ‫نقبــل التحــرر المضــي يف حقيقــة‬ ‫أننــا مهملــون وســط هــذا الزخــم‬ ‫الهائــل مــن املشــاعر والعواطــف‬ ‫واالنفعــاالت‪ ..‬منســيون وســط‬ ‫اشــياء العــامل ومشــاغل الحيــاة‪.‬‬ ‫ومــن مث‪ ،‬نقبــل بشــجاعة أكــر عــى‬ ‫هــذه املواقــف حيــث تكــون بعــض‬ ‫األخطــاء والســخافة أمــرا طبيعيــا‪.‬‬ ‫قــد نفشــل‪ ،‬ولكننــا نقبــل بثقــة‬ ‫أن الفشــل مقدمــة للنجــاح‪ ،‬وهــو‬ ‫الــيء الــذي لــن يالحظــه أو هيــم‬ ‫بــه أحــد أيضــا‪.‬‬

‫بعــد ذلــك نصبــح ابلغــن لنصطــدم‬ ‫ابلحقيقــة املروعــة أبننــا نعيــش‬ ‫يف عــامل يغــرق يف الالمبــاالة‬ ‫وعــدم االهمتــام بــكل مــا نفكــر‬ ‫أو نفعــل‪ .‬قــد نكــون يف مرحلــة‬ ‫املتوســطة او االعداديــة عندمــا‬ ‫تصدمنــا هــذه الحقيقــة‪ .‬او رمبــا‬ ‫نكــون يف الجامعــة او نجلــس يف‬ ‫البيــت عندمــا يخطــر ببالنــا كــم‬ ‫نحــن ال يشء يف الصــورة الكليــة‬ ‫للبرشيــة وللوجــود‪ .‬ال أحــد منــر بــه‬ ‫يف الشــارع يعــرف أي يشء عنــا‬ ‫بــل ال هيــم بنــا‪ .‬يتجنبوننــا عــى‬ ‫األرصفــة ويتعاملــون معنــا كمجــرد‬ ‫حواجــز تقــف عــى حــدود حريهتــم‪.‬‬ ‫ال أحــد سميســح عــى رؤوســنا أو‬ ‫يبتــم يف وجوهنــا‪ .‬عــدان صغــار‪،‬‬ ‫لكــن هــذه املــرة أمــام انفســنا‪،‬‬ ‫امــام األبــراج العاجيــة الــي بنهتــا‬ ‫الحضــارة‪ .‬قــد منــوت ولــن يالحــظ‬ ‫أحــد اننــا ولــدان حــى‪ ،‬أو اننــا كنــا‬ ‫نعيــش‪.‬‬ ‫تظهــر اللوحــة الــي رمسهــا‬ ‫«بروغــل» مهشــد اللحظــات‬ ‫األخــرة يف حيــاة ايــكاروس‪.‬‬ ‫والعــرة فهيــا هــي أن مصــر‬ ‫«ايــكاروس» الــذي يغــرق‪ ،‬ليــس‬ ‫محــورا رئيســيا يف اللوحــة رغــم‬

‫تموز ‪ | 2020‬العدد ‪22‬‬

‫وداعــا لحلــم الطفولــة واهــا‬ ‫ابلحلــم األمريــي وخيــاالت‬ ‫الليرباليــة الــي تظهــر وبكل ســفور‬ ‫أســس عدم املســاواة وآاثم مجمتع‬ ‫املســتوطنات األوروبيــة املحتلــة‪،‬‬ ‫الــي قضــت عــى حضــارة ســكان‬ ‫القــارة األصليــن‪ ،‬ودمــرت ثقافهتم‬ ‫ولغاهتــم وطــرق معيشــهم‪،‬‬ ‫واختطفــت أبنــاء أفريقيــا واخذهتــم‬ ‫عبيــدا أرقــاء مســخرين لزراعــة‬ ‫االرض االمريكيــة او العــامل‬ ‫املجنــون الــذي يحــاول وبــكل‬ ‫وحشــية حــر الســلطة بيــد‬ ‫القلــة الالمنمتــن مــن األثــرايء‪.‬‬ ‫بعــد ذلــك ال ننــى ســيناريو‬ ‫املفاهــم الــذي شــغل الــرأي‬ ‫العــام والحكومــات واملجمتعــات‬ ‫واملؤسســات الدوليــة كنــوع‬ ‫مــن اســرتيجية جديــدة امسهــا‬ ‫االلهــاء‪ ،‬وظواهــر وسياســات‬ ‫بشــعة وبرامــج اقتصاديــة اقطاعية‬ ‫قــذرة همهــا الهتالــك واملنفعــة‪...‬‬

‫بــرزت يف إدارات نكســون وروزفلــت‬ ‫وكلينتــون وأوابمــا وصــوال اىل‬ ‫ترامــب‪ ،‬والــي جعلــت مــن أجهــزة‬ ‫االعــام ومؤسســات الدعايــة‬ ‫والفــن محــركات اتبعــة همهــا‬ ‫اســهداف املواطــن املســهلك‬ ‫لتلــك الزنعــات الالإنســانية‪،‬‬ ‫والعمــل عــى خلــق مواطــن غــر‬ ‫واعــي لحقوقــه وأحقيتــه يف‬ ‫العيــش الكــرمي واالمــن‪.......‬‬ ‫مطابــخ مــا يمســى ابألمــن العاملــي‬ ‫وصناعــة اإلذعــان‪.‬‬

‫فهنــاك معايــر مزدوجــة يف‬ ‫السياســة العامليــة‪ ،‬تدعــي‬ ‫ان الحريــة للجميــع رغــم أهنــا‬ ‫تتحالــف مــع املنظمــات والــدول‬ ‫القمعيــة مبــا نتــج عنــه انهتــاكات‬ ‫جســمة لحقــوق اإلنســان‪.‬‬ ‫وهــذا حصــل بفضــل بقــوة‬ ‫مؤسســات االعــام الــي تخــدم‬ ‫إىل حــد كبــر الكهانــة املأجــورة‬ ‫للحكومــة األمريكيــة ورشكاهتــا‬ ‫العابــرة للقــارات وحــدود اخــرى مل‬ ‫نمســع هبــا اصــا‪.‬‬ ‫مســار عاملــي مخيــف تنهتجــه‬ ‫السياســة العامليــة املرتبطــة‬ ‫ابلعنــف واالرهــاب وهــدر الكرامــة‬ ‫وقتــل الحريــة‪ .‬ومــع هــذه‬ ‫الوحشــية الــي هشدهتــا مجمتعاتنا‬ ‫البرشيــة مــا زال الوعــي هبــا غائبــا‬ ‫ومغيبــا اىل يومنــا هــذا‪ .‬لهــذا‬ ‫نمتــى أن نهســم يف توجيــه األنظــار‬ ‫إىل حيــل السياســة الناعمــة‬ ‫وهــي تــزج الشــعوب كالقطيــع يف‬ ‫ازمــات ال تحــد واخرهــا كــوروان‪.‬‬ ‫نؤكــد أيضــا ان اإلنســان ليــس‬ ‫كائنــا غريــزاي مطواعــا وقابــا‬ ‫للتشــكيل كمــا تريــده الــدول‬ ‫والحكومــات‪....‬‬ ‫واالحــزاب‬ ‫هنــاك طبيعــة برشيــة أساســية‬ ‫ال تســتطيع الدولــة واألنظمــة‬ ‫التســلطية محوهــا والقضــاء‬ ‫علهيــا‪ .‬الحريــة والكرامــة مــن‬ ‫خــواص هــذه الطبيعــة البرشيــة‬ ‫الــي يشــرك هبــا كل النــاس‪.‬‬

‫وكــوروان‪ ،‬لكــن عقــي يخــرين اهنــا‬ ‫هــي ذات املوقــف االيديولوجــي‬ ‫الــذي تعيشــه البرشيــة منــذ قرون‬ ‫وهــي مقيــدة ومكبلــة بسالســل‬ ‫العبوديــة لتلــك املرجعيــات‬ ‫السياســية الــي تتلــون احيــاان‬ ‫ابلــوان دينيــة واخــرى انســانية‪.‬‬ ‫صحيــح ان الحريــة يف أايمهــا‬ ‫األوىل مرهقــة ومليئــة ابملصاعــب؛‬ ‫ولكــن الحصــول عــى الحريــة هــو‬ ‫الطريــق الوحيــد ملمارســها ومش‬ ‫رائحــة العيــش الكــرمي‪ ،‬فالتحــرر‬ ‫مــن الخــوف هــو اوىل خطــوات‬ ‫االســتقالل الحقيقيــة‪.‬‬ ‫الالعقالنيــة‬ ‫عــر‬ ‫يف‬ ‫والغمــوض‬ ‫والسفســطائية‬ ‫والظــام والنســبية املفرطــة‪ ،‬أييت‬ ‫المضــر ليحاســب االنســان عــى‬ ‫مــا فــرط امكانيــات منحــت لــه دون‬ ‫حــدود ورشوط‪.‬‬ ‫نعــم‪ ،‬زمــن كــوروان ايقــظ جموعــا‬ ‫هائلــة مــن ســباهتا واعتيادهــا‬ ‫عــى الســلطة التقليديــة واالقامــة‬ ‫الجربيــة خلــف اســوار العبوديــة‬ ‫الفكريــة وااليدلوجيــة‪ .‬إذن‪ ،‬أن لنا‬ ‫ننظــر يف مشــاكل الحريــة بشــكل‬ ‫تجريــدي‪ ،‬وأن نعــود ابهمتــام‬ ‫وانتبــاه جــداين إىل اهميــة ان‬ ‫تحيــا البرشيــة‪ .‬ســتكون هــذه‬ ‫العــودة مناســبة وطبيعيــة‪ ،‬طاملــا‬ ‫أخــذان يف االعتبــار أن اإلنســان مل‬ ‫يولــد فقــط ليتأمــل‪ ،‬بــل ليعمــل‬ ‫ويغــر‪.‬‬

‫وبلغــي الــي منحــي اايهــا الخالق‬ ‫فطــراي ارفــض االقامــة الجربيــة يف‬ ‫ظــل حجــر جائحــة النفــاق العاملــي‬

‫‪9‬‬


‫أحمــر‪ ...‬بالخــط الجــريء‬ ‫زاوية تكتبها‪ :‬نجاح هيفو‬

‫‏‪îwar‎‬‬

‫(هوزان آخر الوافدين)‬

‫لعــل املوقــف يعيــدك للــوراء‪ ،‬مرغمــا مكبــا ببقــااي أحــام منكــرة‪ ،‬مبعــرة‪ ،‬تتســاقطت‬ ‫بــن الحــن والحــن‪ ..‬نــرى الــروح تحــوم يف الوطــن‪ ،‬يف حــن يكــون القلــب معلــق‬ ‫أبســاك الحــدود‪ .‬جــزء مــن نصــف جســد يعــر البحــار والنصــف اآلخــر ينتظــر صحــوة‪،‬‬ ‫عــودة‪ ،‬أمــان‪ .‬لطاملــا أتخــر هــذا األمــان‪ ،‬لطاملــا ارتــدت أمهــات أقدارهــم الســواد‪ .‬لطاملــا‬ ‫تعجــن االمهــات مــع جعجعــة قلوهبــم دمــوع الدعــاء‪ .‬لطاملــا وطاملــا‪.‬‬ ‫هــوزان اىل ســاعة حمــل القلــم‪ ،‬هــو الوافــد األخــر‪ ،‬ظــل وفيــا للرجــوع‪ ،‬يحمــل أحالمــه‬ ‫عــى الطاولــة الكرديــة‪ ،‬يف منتصــف الطاولــة هنــاك حيــث جلســوا‪ ،‬وجلســت معهــم احــام‬ ‫الشــباب‪ ،‬تســتنجد الخــاص‪ ،‬هــوزان حمــل كل االمــاين‪ ،‬ورشب كل العنفــوان‪ ،‬وســكهبم‬ ‫هاههنــا‪ ،‬حيــث طاولــة الحــوار‪ .‬طاولــة مــن خشــب الدمــاء‪ ،‬لــف الكفــن حولهــا بســخاء‪،‬‬ ‫طاولــة البســت شــبابنا البيــاض قبــل امليعــاد‪ .‬أمــا التوقيــت يشــر إىل ســاعة املــوت‬ ‫والنصــف‪.‬‬ ‫هــل اي تــرى تكــف البحــار عــن عــزف مرتكــزات وثوابــت تلــك الطاولــة‪ ،‬جروحــك هنــاك‪ ،‬مــن جديــد ومــع‬ ‫أغــاين الــوداع؟‪ ...‬هــل اي تــرى تكــف صحيــح اهنــا مــررت عــر‪ ،‬امل ووجــع شــباب بعــرك وأحــام تختلــف‬ ‫الحــدود عــن النحيــب؟ يف ليــايل املــرض‪ ،‬ولكهنــا وقعــت إنكســارات وتلتقــي أبحالمــك‪ ،‬نخــرج مــرة‬ ‫كلمــات أفــكاران الهبميــة ترتجــل أحالمــه الــي ســوف يرفــض العــدول أخــرى بعنفوانكــم أنــم أنــم وليــس‬ ‫السياســة مــن عــى هصــوة خــذالن‪ ،‬عهنــا‪ .‬ســتبىق لعنــات عيــون األمهات غريكــم‪ ،‬وعــى أعماركــم أضافــت‬ ‫وتربــط تلــك األحــام بطاولــة كل ترافــق خشــب الطاولــة‪ ،‬يمتســك الحــرب إلهيــا أعــوام أخــرى‪ ،‬منكــم‬ ‫مــن تحمــل‪ ،‬واالخــر أراد فقــط‬ ‫مافهيــا يصيــح‪ ،‬كل مافهيــا ليــس بثوابــت القــرار‪.‬‬ ‫غفــوة عــى تراهبــا‪ ،‬هكــذا كمــا‬ ‫لهــا ان هــي خالفــت المضــر‪ .‬نعــم‬ ‫اهيــا الوســم‪ ،‬وقبلــك الكثــر الكثــر وأخــرا جلــس الكــورد‪ ،‬وأخــرا العاشــق‪ ،‬ويبــى قــدر الكــوردي‬ ‫نحــر لعرســكم مــن جديــد‪ ،‬واملكان يضعــون ملفــات شــبابنا اوال‪ ،‬اوال‪ ،‬معلقــا بقــرار‪ ،‬بحــدود‪ ،‬بطاولــة‪ ،‬أن‬ ‫اوال‪ ،‬ورضيبــة مــا بعدهــا قاســية‪ ،‬خانتنــا الكــرايس‪ ،‬اال تبــا لطاولــة‬ ‫وامليعــاد واحــد‪.‬‬ ‫تدفــع وبســخاء عــر الزتامكــم بتلــك تقتــل كرامــات أوالدان‪ .‬ونعــود ونقــول‬ ‫حــول تلــك الطاولــة‪ ،‬أشــبه بليلــة القــرارات‪ ،‬للسياســة طــرق ومــرات امــام وجــع األمهــات وترضعهــم للــه‪،‬‬ ‫امليــاد وانر اليــوم الجديــد‪ ،‬أراهــم ومجــاري تجهلهــا األمهــات‪ ،‬ولكــن ايويلكــم مــن دعاهئــم‪ ،‬ايويلكــم مــن‬ ‫فــردا فــردا‪ ..‬عامــر‪ ،‬هــوازن نــور‪ ،‬مــاال تجهلــه أنــت الجالــس أهيــا عــى لعنــة أرواح شــباب بعــر الزهــور‪،‬‬ ‫يوســف‪ ،‬نــوابر‪ ،‬حمــودي وووووووو ذاك الكــريس أن كل زاويــة يف ثنــااي لــوري لــوري‪ ..‬هوزانمينــو لــوري‪.‬‬ ‫يرتــدون ثيــاب عرمهــم القصــر مــن قلهبــا ســوف يناديكــم ببحــة الحــب‬ ‫جديــد‪ ،‬وينتعلــون أحذيــة الخــاف‪ .‬يف ليلــة الــوداع‪ ،‬يف ليلــة دفــن ســوف لــن يتحملــوا كالمــي‪ ،‬أان‬ ‫الــكل ســوف يســتيقظ ليلهتــا‪ .‬الكبــد‪ .‬مــن يتصــور‪ ..‬مــن للتجربــة واثقــة‪ ،‬ال تنظــر إيل هكــذا‪ ،‬وتصفــي‬ ‫غــا ب‬ ‫يف ليلــة‬ ‫وتخلــع االمهــات كل الســواد‪ ،‬ونضــع البطــل ؟ مــن ؟‬ ‫بــكل‬ ‫عهنــا القــر‬ ‫الحنــاء‪ ،‬لطاولــة الحــوار‪ ،‬ونــردد‬ ‫اغــاين الهشــداء (جالبيــة وي جاليب)‪ ،‬إقطــع مــن داخلــك تلــك الــروح مث صفــا ت‬ ‫لتنتحــر ليلهتــا اغــاين الحــزن اســقهيا بدمــوع الزمــن‪ ،‬وقدمهــا ا لغبــا ء‬ ‫ويســتيقظ هشيــدان‪ ،‬كل بطريقتــه‪ ،‬قــرابان لطاولــة طــال انتظارهــا‪ ،‬طــال ‪ .‬و أ عــو د‬ ‫املكــوث هاهنــا عــى أرصفــة التســكع وأقــول‪..‬‬ ‫عــرس مؤجــل اىل حــن‪.‬‬ ‫الربيــع‬ ‫هنــا وهنــاك‪.‬‬ ‫آ ت‬ ‫شــباب ينشــدون آخــر األغــاين‪،‬‬ ‫ويربطــون مــن جديــد بكــرايس تلــك هوزان الغايل ‪:‬‬ ‫الطاولــة امانهيــم اىل نقطــة اقــرب اراتحــت روحــك هنــاك حيــث الــرى ال محــا ل‬ ‫إىل مضــر الجالــس هنــاك‪ ،‬هــوزان‪ ،‬رائحــة الطيــب الــي ال تمشهــا يف ال محــا ل ‪! .‬‬ ‫كانــت معــه كل واثئــق األحــام داير الغربــة القاســية‪ ،‬اراتحــت كل‬ ‫تموز ‪ | 2020‬العدد ‪22‬‬

‫‪D‬‬

‫‪ 10‬ت‬


‫‪D‬‬

‫‏‪îwar‎‬‬

‫ميهربــان خاتــون ‪1905 - 1858‬‬ ‫شــاعرة العشــق والجمــال‬ ‫ناريــن عمــر‬ ‫ً‬ ‫يومــا بعيــدة عــن مجمتعهــا‬ ‫مل تكــن املــرأة الكرديّ ــة‬ ‫ّ‬ ‫وقضــاايه وكانــت ومــا تــزال تحظــى ابلتقديــر‬ ‫واالهمتــام مــن قبــل أرسهتــا ومجمتعهــا‪ ،‬وهنــا أقصــد‬ ‫املــرأة الواعيــة وصاحبــة اإلرادة القويّ ــة واملتواضعــة‬ ‫ّ‬ ‫والصادقــة مــع نفهســا أوّ ًال ومــع أرسهتــا ومحيطهــا‬ ‫ّ‬ ‫ككل ّ‬ ‫ألن مثــل هــذه املــرأة هــي الــي تحافــظ عــى‬ ‫حقوقهــا بنفهســا وتثبــت ذاهتــا وكياهنــا كفــرد مســتقلّ‬ ‫ميتلــك ّ‬ ‫والســيادة يف بيهتــا‬ ‫كل ّ‬ ‫الــرايدة ّ‬ ‫مقومــات ّ‬ ‫ومجمتعهــا‪.‬‬

‫مهيــرابن ّ‬ ‫بتعلــم القــراءة والكتابــة عــى يديــه يف‬ ‫البيــت وبعــد فــرة وجــزة تجــي شــاعرتنا مثــار وعهيــا‬ ‫مــن خــال ّ‬ ‫تعلمهــا بشــكل رائــع‪ّ ،‬‬ ‫وألن ّ‬ ‫الطمــوح‬ ‫ّ‬ ‫والوعــي الزّ اهريــن ابلتواضــع ّ‬ ‫والطيبــة تكــون مــن‬ ‫قــررت‬ ‫خصــال العقــاء‬ ‫ّ‬ ‫والخييــن واألنقيــاء فقــد ّ‬ ‫مهيــرابن أن هتــب تعلميهــا وثقافهتــا إىل بنــات ونســاء‬ ‫قريهتــا واملنطقــة عمومـ ًـا ّ‬ ‫وتعلمهــم القــراءة والكتابــة‬ ‫ّ‬ ‫الســجاد ابلتعــاون مــع‬ ‫ابإلضافــة إىل تعلميهــم صنــع ّ‬ ‫الرجــل ّ‬ ‫الطيــب‪.‬‬ ‫والدهــا ّ‬ ‫منــذ صغرهــا كانــت مولعــة ّ‬ ‫ابلشــعر واملوســيقا ملــا‬ ‫ابلحــب ّ‬ ‫والنقــاء ومشــاعر‬ ‫نقــي‬ ‫ّ‬ ‫متتلكــه مــن قلــب ّ‬ ‫رقيقــة ســامية لذلــك وبعــد ّ‬ ‫متكنــا مــن القــراءة‬ ‫والكتابــة بــدأت مبطالعــة كتــب ّ‬ ‫الشــعر واألدب ّ‬ ‫وألنــا‬ ‫ّ‬ ‫كانــت شــاعرة ابلفطــرة فقــد بــدأت تنظــم الشــعر‬ ‫وتتلــى االستحســان واإلعجــاب مــن أرسهتــا‬ ‫واملحيطــن هبــا‪.‬‬

‫ّ‬ ‫فيحــل‬ ‫يمســع أمــر بــرواري بــذكاء وفتنــة مهيــرابن‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ويتحــدث إلهبــا‬ ‫ضيفــا عــى عائلهتــا وعندمــا يراهــا‬ ‫ينهبــر بحكمهتــا ورقــة مشــاعرها فيطلــب مــن أبهيــا‬ ‫ان يوافــق عــى زواجــه مــن ابنتــه‪ ،‬يوافــق األب عــى‬ ‫ـن لألمــر مــن احــرام وتقديــر لكـ ّ‬ ‫الفــور ملــا كان يكـ ّ‬ ‫ـن‬ ‫هــذه الفتــاة ّ‬ ‫وحــب ابــن‬ ‫الشــاعرة والغارقــة بعشــق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عمهــا فقــه أحمــد تعيــش حالــة مــن الحــزن واألىس‬ ‫عــى هــذا الــزّ واج وعــى موافقــة والدهــا الفــور عــى‬ ‫طلــب األمــر‪ّ ،‬‬ ‫وتفكــر بطريقــة توصــل مــن خاللهــا رأهيــا‬ ‫إىل األمــر ورفهضــا للــزّ واج منــه ورسعــان مــا تصــل‬ ‫إىل حـ ّـل حــازم حــن تبــدأ بنظــم قصيــدة شــعر تظهــر‬ ‫فيــه حزهنــا ّ‬ ‫وتوضــح عــدم موافهتــا عــى هــذا الــزّ واج‬ ‫ّ‬ ‫ويتأمــل يف‬ ‫وعندمــا يســمع األمــر إىل القصيــدة‬ ‫ً‬ ‫كلماهتــا ومعانهيــا يــدرك ّ‬ ‫ـخصا‬ ‫ـب شـ‬ ‫أن مهيــرابن تحـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫فــرد علهيــا‬ ‫آخــر ولــن هتنــأ ابلعيــش إال مــع حبيهبــا‬ ‫أببيــات مــن ّ‬ ‫الشــعر يوافــق فهيــا عــى طلهبــا وعــى‬ ‫ّ‬ ‫الســعادة‬ ‫يفــرق بــن القلبــن ويمتــى لهــا ّ‬ ‫ّأنــه لــن ّ‬ ‫حبــا‪ ،‬وهــذه هــي أبيــات‬ ‫والعيــش الهــائن مــع ّ‬ ‫القصيــدة ابللهجــة الكرمانجيــة او الهبدينيــة ّ‬ ‫ألن‬ ‫شــاعرتنا كانــت تنظــم ّ‬ ‫الشــعر ابلكرديّ ــة الكرمانجيــة‬ ‫أيضـ ًـا‪:‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومهنــن‬ ‫الكــردي ممثــر أبمثــال هــؤالء‬ ‫التاريــخ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشــاعرة والفنانــة مهيــرابن مــا حســن مايــي‬ ‫بــرواري الــي أثبتــت ذاهتــا كامــرأة متتلــك ّ‬ ‫كل خصــال‬ ‫ومقومــات املــرأة الحقــة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ُعرفــت مهيــرابن بــن ّ‬ ‫النــاس ابمس مهيــرابن خاتــون‪،‬‬ ‫ولــدت يف عــام ‪1858‬م يف قريــة مايــي ّ‬ ‫التابعــة‬ ‫ملنطقــة بــرواري ابال مشــال آميديــة‪ .‬منــذ صغرهــا‬ ‫ـن ّ‬ ‫أظهــرت مهارهتــا يف فـ ّ‬ ‫ُيقــال ّإنــا كانــت ابإلضافــة إىل ّ‬ ‫الصفــات الــي‬ ‫النقــش والـ ّـرمس مــن خــال‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ـدوي برباعــة ومهــارة مــا جعلهــا ذكرانهــا ســابقا تمتتــع بوافــر الجمــال وهبــاء ّ‬ ‫الطلعــة‬ ‫للســجاد اليـ ّ‬ ‫صنعهــا ّ‬ ‫ً‬ ‫ولكــن طموحهــا مل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أيضــا وكانــت محبوبــة الجميــع لذلــك كان الكثــر‬ ‫يتوقــف‬ ‫ممــزة يف حيهنــا‪،‬‬ ‫فنانــة‬ ‫ّ‬ ‫عنــد ّ‬ ‫الســجاد فحســب بــل جعلهــا مــن شــباب قريهتــا واملناطــق األخــرى يحلمــون هبــا‬ ‫حــد صناعــة ّ‬ ‫حــدة ذكاهئــا ونباههتــا وحكمهتــا قريبــة ومحبوبــة حبيبــة وزوجــة لهــم ومل يكونــوا يعلمــون ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن قلهبــا‬ ‫لــدى والدهــا مــا حســن املعــروف بعلمــه وحكمتــه ال يخفــق إال لشــخص واحــد هــو الوجــود والحيــاة‬ ‫ّ‬ ‫ومكانتــه يف قريتــه وعمــوم املنطقــة ّ‬ ‫ابلنســبة لهــا‪.‬‬ ‫فلــى رغبــة‬ ‫ن‬ ‫ئه‌ز چ� ێ� ژ‬ ‫ب�م چ� به‌یان كه‌م یك به‌حایل من دزا�‬ ‫ّ‬ ‫بت منكرسة القلب والخاطر‬ ‫ڤ‬ ‫ێ‬ ‫مه‌خفیاتان ئاشكرات كه‌م ئاـه ژ � ده‌ردێ گران‬ ‫عشق حرمين ّ‬ ‫والسكينة‬ ‫الصرب ّ‬ ‫تاز� و شینا‬ ‫أبىل القلب بداء ّ‬ ‫التزق واالنشطار‬ ‫ئاـه ژ ده‌ست عیشق و ئه‌ڤینا كه‌فتمه ی‬ ‫یك دێ ساغ كات ڤان برینا چو ژ دل سه‌د ئاخ و ژان‬ ‫واملشاعر واألحالم هجرتين منذ زمن‬ ‫ده‌ردییك زۆری گرانه عه‌قل و هۆش من چ نه‌مانه‬ ‫القلب واحد ال ميكن أن ينشطر إىل اثنني‬ ‫مام په‌پیكو ب ێ‬ ‫� خووانه یك دییه ئه‌ڤ چ زه‌مان‬ ‫ال يتأثر هببوب النشاز أو االنحراف‬ ‫العشق ال يتقبّ ل البيع ّ‬ ‫من نه‌ما سه‌بر و قه‌راره دل ژ من بوو پاره پاره‬ ‫والشاء‬ ‫جه‌ـه نه زۆر و گه‌رم وهاره له‌و ژ من چوون هه‌ست و خوان وال ُيشىف بدعوات املاليل ّ‬ ‫والشيوخ‬ ‫یێكه دل نابیت دوو چوار ت ن‬ ‫نابی� مه‌حه‌ببه‌ت چه‌پ و خوار قلبان ّ‬ ‫الحب‬ ‫توحدا عىل‬ ‫ّ‬ ‫تشته‌كه ناچیته بازار نه به‌ده‌ست شێخ و مه‌الن‬ ‫ال يقبالن قانون الفراق والهجران‬ ‫آايت العشق ال تحتاج ّ‬ ‫دوو دال یه‌كدو حه‌باندن زه‌حمه‌ته ژ یه‌كدی ره‌ڤاندن‬ ‫للشح والبيان‬ ‫قێ‬ ‫عیش� ب خواندن نایێته شه‌‌ح و به‌یان‬ ‫ئایه‌تا‬ ‫الغين والفقري‬ ‫ميي بني‬ ‫العشق ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫عیشق ن ‌هز ت‬ ‫ن‬ ‫انی� گه‌دایه عیشق ن ‌هزانیت پادشایه‬ ‫ّإنه شعلة من نور اإلله‬ ‫شوعله‌كه ژ نوورا ئیالیه هه‌ر وه‌یك ڕووح و ڕه‌وان‬ ‫الروح‬ ‫هو مثل ّ‬ ‫وهبذه األبيات ّرد األمري عىل مهيرابن‪:‬‬ ‫الرتجمة للعربية‪:‬‬ ‫بۆ ئه‌ڤیین نینه‌ چاره‌ تشته‌یک ڕوهنه‌ دییاره‌‬ ‫برسي‬ ‫ملن أبوح ّ‬ ‫ژ داستاان ته‌ ده‌ابر ‌ه هه‌ر شوکور ئه‌ی میهره‌ابمن‬ ‫الحائرة‬ ‫ببوح نفيس‬ ‫العشق داء ال دواء له‬ ‫أود ّ‬ ‫خفااي صدري ّ‬ ‫النطق هبا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وآهات تثقل كاهيل‬ ‫الشــكر مهيــرابن‬ ‫يتدفــق‬ ‫مــن ملحمــة عشــقك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والغرام‬ ‫آه من العشق‬ ‫هــذه األبيــات الشــعرية الــي تلخــص ّ‬ ‫نقيــة‬ ‫قصــة عشــق ّ‬ ‫واألىس‬ ‫الحزن‬ ‫كنف‬ ‫أحاالين إىل‬ ‫عطــرة مبشــاعر وأحاســيس ال ميتلهــا ســوى مهيــرابن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مأمت‬ ‫وكأنين يف‬ ‫نتوصــل إىل قناعــة أكيــدة عــى ّ‬ ‫وأمثالهــا ّ‬ ‫أن هــذه الشــاعرة‬ ‫ّ‬ ‫العميقة‬ ‫لجروحي‬ ‫ايف‬ ‫الش‬ ‫ابلبلمس‬ ‫يؤتيين‬ ‫َم ْن‬ ‫ّ‬ ‫الفنانــة والحكميــة كانــت تعيــش عــى تدفــق مشــاعرها‬ ‫والحرسات‬ ‫ابآلهات‬ ‫ينفث‬ ‫والقلب‬ ‫الرغــم مــن مكانهتــا‬ ‫ورهافــة أحاســيهسا وعــى ّأنــا وعــى ّ‬ ‫أمل يب‬ ‫الطيبــة ّ‬ ‫داء ّ‬ ‫وجمالهــا كانــت يف غايــة ّ‬ ‫ـب اآلخريــن‬ ‫والتواضــع‪ ،‬تحـ ّ‬ ‫واإلدراك‬ ‫العقل‬ ‫سلبين‬ ‫الحــب واالحــرام ّ‬ ‫والتقديــر‪.‬‬ ‫وتســاعدهم وهــم يبادلوهنــا‬ ‫ّ‬

‫تموز ‪ | 2020‬العدد ‪22‬‬

‫شــاعرتنا مهيــرابن ترحــل يف عــام ‪1905‬‬ ‫يف مســقط رأهســا «مايــي «وهــي يف‬ ‫ريعــان شــباهبا ومــع األســف مل نحصــل‬ ‫عــى معلومــات عــن ســبب وفاهتــا ولكــن‬ ‫مــا يحــزّ يف ّ‬ ‫النفــس والخاطــر ّأنــا رحلــت‬ ‫ومشــاعرها تداعــب أحاســيس الحيــاة‬ ‫بعشــق وتناغــم‪.‬‬

‫‪:Çavdêrî‬‬ ‫‪*- Li Ser Mîhrebana Kurdî (Mîhrebana‬‬ ‫‪Berwarya) tMuhsîn Ozdemîr - 2018‬‬ ‫‪http://motalleb.blogfa.com/post135-.aspx‬‬ ‫‪KurdîpediaKurdîpedia‬‬ ‫املصادر‪:‬‬ ‫ـ د‪ .‬معــروف خزنــدار‪ ،‬الشــاعرة مهيــرابن‪ -‬مــن كتــاب “اتريــخ األدب‬ ‫الكــوردي”‪ ،‬ترجمــة “كوردســتان صابــر”‪ ،‬نــرت الرتجمــة يف موقــع‬ ‫كلكامــش للدراســات والبحــوث‪ 8 ،‬متــوز ‪2007‬م‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫‪D‬‬

‫‏‪îwar‎‬‬

‫اإلنســان حــر بــا قيــود‬ ‫أمل محمد ياســر ‪ /‬دمشــق‬ ‫إن الصــوت الــذي ينبــض داخــل كل‬ ‫إنســان هــو صــوت الحــق النابــع مــن‬ ‫اإلعمــاق‪ ،‬هــو صــوت الحقيقــة هــو صــوت‬ ‫الغايــة وصــوت الطمــوح‪ِ ،‬ل ال ننصــت ملــا‬ ‫تريــده خلجــات أفــكاران؟ َمل ال نتغلغــل يف‬ ‫ثناايهــا؟ َمل نحــن دامئــا مــا نكــون مســرون‬ ‫يف قوقعــة املجمتــع ويف قوقعــة العــادات‬ ‫والتقاليــد؟ َمل ال نخلــق تضاريــس جديــدة‬ ‫أكــر ريق؟ َمل ال نقــول ال‪ ،‬هــذه العــادات غــر‬ ‫؟مل ال نــزع الشــوك مــن دروبنــا‬ ‫صائبــة َ‬ ‫ونقــص ألســنة الجهــل بثقافتنــا؟‬ ‫ً‬ ‫كثــرا مــا نجــد النــاس يفعلــون مــا ميــي‬ ‫علهيــم مجمتعهــم غــر مقتنعــن بــه‪،‬‬ ‫وكأهنــم عميــان تســرهم يــد مجهولــة‬ ‫األوارص‪ ،‬فقــط نمســع هــذا عيــب وهــذا‬ ‫عيــب‪ ،‬فنضــع انفســنا يف بــؤرة الجهــل يك‬ ‫ال نفعــل ماهــو معيــب كخــروج فتــاة مــن‬ ‫الســلك التعلميــي‪ ،‬فنحكــم علهيــا وعــى‬

‫مبــادئ القــارة الزرقــاء‬ ‫حســن خالــد‬ ‫مبــا إن القــارة الزرقــاء «الفيســبوك»‬ ‫هــي قــارة إفرتاضيــة غــر مبــارشة‪ ،‬لهــا‬ ‫ســاكنوها وروادهــا وال منــاص مــن‬ ‫وجــود مبــادئ متفــق علهيــا يتقيــدون هبــا‬ ‫«إفرتاضـ ًـا» يؤسســون لعالقــات إفرتاضيــة‬ ‫دون أن ننــى البعــد الواقعــي «املبــارش»‬ ‫والــي تناســب خصوصيهتــا تنعكــس يف‬ ‫العالقــات بــن البــر «أهــل اصدقــاء»‪.‬‬ ‫قــد تتعمــق وتــدوم أو تكــون عابــرة‬ ‫«لحظيــة» فيــأيت التفاعــل والتواصــل‬ ‫عــر (التعليقــات والــردود) املختلفــة رمبــا‬ ‫يف أحيــان كثــرة‪ ،‬وفهيــا مــن العنــف‬ ‫اللفظــي املبــارش أو املبطــن الكثــر واملوجــع‬ ‫أيضــا‪ ،‬واملفــرض هبــا أن تكــون «قنــاة‬ ‫لتبــادل اآلراء واألفــكار وتقــومي املعــوج‬ ‫مهنــا واالســتفادة مــن التجــارب الحياتيــة‬ ‫الناجحــة «للفائــدة واإلفــادة؟‬ ‫لكــن تحــدث أحيــاان وتظهــر مواقــف‬ ‫ســنتفق عــى تمسيهتــا ابهنــا غــر‬ ‫«انضجــة» وغــر منضبطــة حـ ّـد انفالهتــا‪ ،‬مــا‬ ‫يســاهم يف توتــر العالقــة واألجــواء بــن‬ ‫املتواصلــن املتفاعلــن يف تلــك الفســحة‬ ‫الزرقــاء‪ ،‬كأن يتنــازع ضــدان عــى منشــور‬

‫تموز ‪ | 2020‬العدد ‪22‬‬

‫مســتقبلها وشــخصيهتا ابلجهــل؛ وذلــك‬ ‫لــي نطبــق حكــم األعــراف‪ ،‬املوضــوع ليــس‬ ‫ً‬ ‫مقتــرا عــى املــرأة وتعلميهــا وخروجهــا‬ ‫كذلــك وإمنــا حــى الرجــل مل ُيعــدم مــن‬ ‫تلــك العــادات كردعــه مــن تــزوج مــن أحــب‬ ‫ألن حكــم العــادة يســر عــى تزويجــه مبــن‬ ‫اختارهتــا العائلــة الكرميــة فيجــب عليــه‬ ‫الخضــوع وكــر اهازيــج احاسيســه‬ ‫والعيــش مــع ماحكمــه القــدر وأمــاه‬ ‫عليــه‪.‬‬ ‫مل نعــد نمســع أبن هــذا حــرام أو حــال‪،‬‬ ‫الغالبيــة يقولــون هــذا عيــب‪ ،‬فحكــم‬ ‫العــادات والتقاليــد طغــى عــى الديــن‬ ‫حــى‪ ..‬والعــادات والتقاليــد كثــرة‬ ‫ومختلفــة ومتفاوتــة ومتباينــة كذلــك‬ ‫األمــر‪ ،‬فمجمتــع رمبــا يعيــب يشء يجــده‬ ‫أخــر يشء طبيعــي وبدهيــي بيمنــا هــو‬ ‫يعيــب اشــياء أخــرى‪.‬‬

‫مــن أتديــة يشء‬ ‫مضــن حــدود‬ ‫األدب والخشــية‬ ‫مــن هللا كرمتكــز‬ ‫ديــي‪.‬‬ ‫لــكل شــخص حريــة‬ ‫التعامــل بحياتــه‪ ،‬لــه‬ ‫الحريــة بســلكه التيــار‬ ‫الــذي يريــده‪ ،‬فقــط‬ ‫أن تضــع مخافــة هللا‬ ‫نصــب عينيــك وال‬ ‫تخــى مــن لــوم المئ‪،‬‬ ‫وابلعمــوم اللــوام والقيــل والقــال أييت‬ ‫مــن أفــواه املزتمتــن الذيــن ال يريــدون‬ ‫نجاحنــا بــل يســمتعون إبســقاطنا تحــت‬ ‫منضــدة العــادات والتقاليــد الباليــة‪...‬‬ ‫اي أهيــا اإلنســان إنــك حــر طليــق أفعــل مــا‬ ‫متليــه عليــك نفســك فالنــاس ال ترحــم‪.‬‬

‫لنضــع الديــن نصــب اعيننــا وال نزتمــت بــه‬ ‫فالديــن هــو ديــن الوســطية مل يــردع أحــد‬

‫لطــرف اثلــث «صاحــب املوضــوع» وهنــا‬ ‫تحديــدا ينبغــي الحــذر مــن «الســقطة‬ ‫االيديولوجيــة» خاصــة املنمتــن واملؤمنني‬ ‫بهنــج ســيايس معــن «حــزب ‪ -‬ادلجــة» أو‬ ‫أنصــار تيــارات فكريــة متناقضــة‪ ..‬والعــامل‬ ‫االفــرايض متــاح للجميــع ملــن رغــب وهنــا‬ ‫يؤخــذ علهيــا يف عــدم طرحهــا لضوابــط أكــر‬ ‫ردعــا للمســيئني يف االســتخدام املنفلــت‬ ‫لهــا‪ ،‬ممــن يتعامــل معــه ويلــزم أبدىن‬ ‫رشوطــه‪.‬‬

‫ لــه الحــق (كمــا لــك)‬‫يف إبــداء مــا يقتنــع‬ ‫بــه دون خــوف‪ ،‬كمــا‬ ‫أنــت تبدهيــا‪ ،‬يجــدر‬ ‫بنــا إحــرام مــا يبديــه‬ ‫والــرد عليــه عندمــا‬ ‫تقتــي الــرورة‬ ‫ابســلوب يمضــن‬ ‫ا نســا نيتنا‬ ‫«الطرفــن»‪..‬‬

‫هنــا ينبغــي اﻷخــذ بعــن اﻹعتبــار عــدة‬ ‫أمــور يف تعاملنــا وتواصلنــا مــع اآلخــر ّ ً‬ ‫«أي‬ ‫يكــن هــذا االخــر» مضــن فعاليــات هــذا‬ ‫العــامل املفــرض مــن بيهنــا‪:‬‬ ‫ افــرض أن الــذي تخاطــب أكــر منــك‬‫عــرا‪ ،‬والنســق الرتبــوي الــذي نعيشــه‬ ‫كفيــل إبيجــاد مــا يناســب هــذا التــوازن‬ ‫يف العالقــة مــع اآلخــر‪..‬‬ ‫ افــرض أبنــه أكــر منــك وعيــا وعلمــا‬‫وتجربــة‪ ،‬كــون خاصيــة البعــد وعــدم‬ ‫املعرفــة الشــخصية جليــة هنــا‪..‬‬ ‫ تعــوَ ْد أبنــه يخالفــك «ليــس نســخة عنك»‬‫يف امليــول والقناعــات والتوجــه فاالختــاف‬ ‫ال يفســد للــود قضيــة‪ ،‬وثقافــة قبــول اآلخــر‬ ‫هــي إحــدى مرتكــزات وتجليــات هــذا‬ ‫العــامل املفــرض يف هــذه القــارة الزرقــاء‬ ‫«الفيســبوك» الــي ينمتــي إلهيــا ســاكنوا‬ ‫جميــع القــارات الواقعيــة‬

‫احــرام‬ ‫‬‫ا لكينو نــة‬ ‫البرشيــة يف الــذي يبــدي رأاي أو مقرتحــا‬ ‫يخالــف‪ ،‬طاملــا ال ينجــر للعبــة «القــط‬ ‫والفــأر» بــدون وعــي ويــدرك مــا يقــول‬ ‫محرتمــا آداب الحــوار والتفاعــل مــع اآلخــر‬ ‫ا ملخا لــف ‪. .‬‬ ‫ الحــذر كل الحــذر مــن الشــطط يف‬‫املواقــف املتطرفــة والهتديــد بشــى‬ ‫أشــكاله‪ ،‬ألن هــذا العــامل االفــرايض‬ ‫محكــوم بضوابــط رقابيــة رادعــة «ذاتيــة‬ ‫واخالقيــة» أحيــاان وظاملــة أحيــاان أخــرى‬ ‫إجــراءات قانونيــة كآليــة التبليــغ «مثــاال‬ ‫«‪.‬‬

‫‪ 12‬ت‬


‫النكديــة‪D:‬‬ ‫‏‪îwar‎‬‬

‫الزوجــة النكديــة وأمنيــات زوج‬ ‫البيــت هــو مــكان الراحــة واألمــان‪ ،‬و البــد أن يشــعر فيــه‬ ‫الــزوج ابلــدفء و ابلحنــان‪ ،‬الــذي يبحــث عنــه‪ ،‬لذلــك‬ ‫يجــب الحــرص عــى تواجــده ابملــزل‪ ،‬فهــذا كل مــا‬ ‫يمتنــاه‪ ،‬يك ميكــث بــه أطــول وقــت ممكــن‪ .‬فــإن لــن يشــعر‬ ‫فيــه ابلســعادة‪ ،‬ســوف يبحــث عهنــا يف مــكان آخــر‪.‬‬ ‫ٓ‬ ‫ٌُ‬ ‫أحيــاان‬ ‫وي ٓعــد الــزواج قمســة ونصيــب‪ ،‬قــد يــرزق الــزوج‬ ‫بزوجــة «نكديــة» هتــوى «العكننــة» و «اإلســتفزاز»‪،‬‬ ‫ٓ‬ ‫ســببا يف وصــول زوجهــا إىل مســتوى‬ ‫ابلتــايل تكــون‬ ‫الكراهيــة إلهيــا و امللــل مهنــا‪.‬‬ ‫** إنــي أشــر مبقــايل هــذا إىل تلــك املــرأة النكديــة‪ ،‬الــى‬ ‫ينتــج عــن االرتبــاط هبــا‪ ،‬املعيشــة يف حيــاة ابئســة‪ ،‬يعمهــا‬ ‫ٓ‬ ‫أبــدا إىل أغلــب‬ ‫الفــوىض و الكراهيــة‪ ،‬ولســت مشــرة‬ ‫النســاء الناجحــات‪ ،‬ومهنــن الزوجــات واألمهــات واألخــوات‬ ‫والزميــات والصديقــات ابملجمتــع‪ ،‬و جميــع النســاء‬ ‫الصالحــات‪ ،‬فإلهيــم مــي فائــق التحيــة واإلجــال واملعــزة‬ ‫واالحــرام‪.‬‬ ‫** فاملــرأة النكديــة هــي مــن تشــعل وتؤجــج الحقــد‬ ‫ٓ‬ ‫ودامئــا يمتلكهــا الغبــاء‬ ‫والجفــاء مبشــاعر الحــب واملــودة‪،‬‬ ‫والعنــاد والحــدة ابلتعامــل‪ ،‬وتغــر أرسهتــا ابلعديــد مــن‬ ‫املشــكالت الــي ميقهتــا الرجــل‪ ،‬و تــيء إىل معاملــة‬ ‫أبناهئــا دراســيا وتربــواي‪ ،‬وابلتــايل تتوالــد األمــراض‬ ‫نفســيا وجســداي خاصــة للــزوج‪ .‬و نالحــظ أن الكثــر مهنــن‬ ‫لــن يتفهمــن وصفهــن ابملــرأة النكديــة‪ ،‬عندمــا يســمعن‬ ‫إلهيــا مــن الرجــال‪ ،‬وابلتــايل يســمر حــزن الرجــل ومعــاانة‬ ‫املــرأة‪.‬‬ ‫فيجــب أن تمتتــع الزوجــة بســلوك ممتــز ورايق ابلتعامــل‬ ‫مــع زوجهــا‪ ،‬وأن تتجنب املشــكالت والتعقيــدات‪ ،‬ويتواجد‬ ‫دامئــا لدهيــا الثقــة يف الــزوج‪ ،‬و متنحــه املســاحة الكافيــة‬ ‫لإلشــتياق إلهيــا‪ ،‬حــى يتجــدد الحــب الــدامئ بيهنمــا‪.‬‬ ‫ونالحــظ كثــرا مــن الرجــال دامئــن شــكواهم مــن تلــك‬ ‫النســاء النكديــة‪ ،‬فــإن َّ‬ ‫الن َكـ َـد يف حياهتــم ممتلئـ ٓـا ابلكثــر‬ ‫مــن الغــم و التشــاؤم و اليــأس‪ .‬فالبــد مــن االبتعــاد عــن‬ ‫النكــد ابلحيــاة الزوجيــة‪ ،‬يك تنشــأ حيــاة زوجية ســعيدة‪..‬‬ ‫فاملــرأة النكديــة أحيــاان تصــاب ابإلكتئــاب ومتيــل إىل‬ ‫إفتعــال املشــكالت مــع اآلخري ـن‏‪ ،‬ابلتــايل تظهــر مبالمحهــا‬ ‫مســات الحــزن‏ والجفــاء والالمبــاالة وعــدم االهمتــام‪،‬‬ ‫ودامئــا تظلــم اآلخريــن‪ ،‬وتلقــي أســباب معاانهتــا علهيــم‪،‬‬ ‫فبالتــايل يتجنبــوا التواجــد معهــا والهــروب مــن أحاديهثــا‬ ‫الحــادة‪.‬‬

‫تموز ‪ | 2020‬العدد ‪22‬‬

‫املــرأة‬

‫مســات‬ ‫فمــن‬ ‫★★‬ ‫************‬ ‫* تبــدل لحظــات الحــب واملــودة إىل عنــف وكراهيــة‪،‬‬ ‫إباثرة وتكــرار الحديــث مــع الــزوج عــن أخطائــه املاضيــة‬ ‫ومــدى صربهــا وتحملهــا‪ ،‬وذاكرهتــا القويــة الســرجاع‬ ‫تلــك املشــكالت الســابقة بيهنــا وبــن الــزوج‪ ،‬مــع اســمرار‬ ‫ٓ‬ ‫دامئــا يف حالــة‬ ‫التفكــر ابلذكــرايت القدميــة‪ ،‬فتكــون‬ ‫غضــب وحــزن ومصــت ونكــد أرسي‪.‬‬ ‫* عــدم إدراكهــا الوقــت املناســب للحديــث مــع الــزوج‬ ‫ابملشــكالت أو املوضوعــات األرسيــة‪ ،‬فأغلهبــا ترسدهــا‬ ‫إليــه‪ ،‬عنــد عودتــه مــن العمــل‪ ،‬فــاألزواج مييلــون إىل‬ ‫الفصــل بــن املوضوعــات وأبوقاهتــا املناســبة‪ ،‬كل موضوع‬ ‫عــى حــدا‪.‬‬ ‫* إرصار الزوجــة عــى النقــد الــدامئ والتلفــظ أبلفــاظ‬ ‫مؤملــة‪ ،‬وقــد تكــون فهيــا نـــهايهتا‪ ،‬واالســهانة والســخرية‬ ‫إىل الــزوج‪ ،‬ســواء اهتامــه بفقــره أو بقلــة تعلميــه وثقافتــه‪،‬‬ ‫مــع تواجــد ظاهــرة الشــك املتواصــل والتجســس والغــرة‬ ‫واملراقبــة‪ ،‬و العصبيــة‪ ،‬عــدم الثقــة يف الــزوج‪.‬‬

‫* نكــران الزوجــة للنعــم وأفضــال الــزوج علهيــا وشــعورها‬ ‫املســمر ابلحــزن واألمل‪ ،‬وعــدم الهــدوء والعقــل والصــوت‬ ‫الهــاديء واألســلوب الــرايق ابلحــوار‪ ،‬بجانــب التســلط‬ ‫والجــدال حــى تفــرض القــرار‪ ،‬أبي شــكل مــن األشــكال‪.‬‬ ‫لطلــب مــا‪ ،‬ممــا يشــعر‬ ‫* املــرأة الــراثرة‪ ،‬دامئــة التكــرار‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫أحيــاان ابلتقصــر وابمللــل‪ ،‬والبحــث يف أغــراض‬ ‫الــزوج‬ ‫الــزوج‪ ،‬وهــذا مينــع بعــض الرجــال ابلشــعور بصفــة‬ ‫الخصوصيــة‪.‬‬ ‫* تكــرار املوضوعــات واألســئلة اليوميــة للــزوج‪ ،‬الــي‬ ‫تصيبــه ابمللــل مــن الزوجــة واملــزل‪ ،‬و كــرة انتظــار الــزوج‬ ‫لزوجتــه عنــد التســوق‪ ،‬و دامئــة املناظــرة واملقارنــة مــع‬ ‫اآلخريــن‪ ،‬يك تشــعر زوجهــا ابلتقصــر‪.‬‬ ‫* فالرجــال عامــة يحبــون‬ ‫ومييلــون إىل الحيــاة‬ ‫الهادئــة الطبيعيــة‪ ،‬خاصــة‬ ‫يف نطــاق الحيــاة املزنليــة‬ ‫األرسيــة مــع زوجــة واعيــة‬ ‫ومثقفــة‪ ،‬حبيبــة حنونــة‬ ‫وصديقــة راقيــة‪.‬‬ ‫منى فتحي حامد‬ ‫مصر‬ ‫‪13‬‬


‫لــن تتشــيأ‬

‫نوادر إبراهيم عبدالله‬

‫السودان‬

‫�أن��ا ال �أُقل��دك ول��ن �أفع��ل‪� ،‬أن��ا ال �أ�ش��بهني وال �أ�ش��بهك‪� ،‬أن��ا‬ ‫فق��ط �ش��تات مكتم��ل باالخت�لاف‪ ،‬لق� ٌ�اء ينق�ص��ه الطري��ق‪،‬‬ ‫َكل َِم� ٌ�ة ُمعتل� ٌ�ة ب�أج� ٍ‬ ‫�وف راب��ع‪ ،‬وجمل��ة غ�ير ُمعرب��ة يف‬ ‫معاج��م ال�س��كون‪ ،‬ك�صقي� ٍ�ع يف �أر�� ِ�ض ال�س��راب الآث�يري‪،‬‬ ‫وكلح� ٍ�ن عن��د غ�ص� ِ�ة الوت��ر‪ ،‬كنبت��ةٍ �ش��احبةٍ تفتق� ُ�د‬ ‫وريقاته��ا بع���ض الكلوروفي��ل‪ ،‬ك�ص� ِ‬ ‫�وت املط��ر الغزي��ر‬ ‫ِ‬ ‫عند جبال النوبة والأنق�س��نا‪ ،‬ك�ش� ِ‬ ‫ال�صيف‬ ‫ال�س��نط يف‬ ‫�جر ُ‬ ‫ِ‬ ‫رائحت��ه احلنظلي��ة‪ ،‬كمِ ح� ِ‬ ‫�راث َح� ْ�رب ُمول��ع باملغام��رة‪،‬‬ ‫ب‬ ‫�يخ هزي��ل يج�تر بطوالت��ه لل�صغ��ار ‪.‬‬ ‫كح ْن َك� ِ�ة �ش� ِ‬ ‫ُ‬ ‫�أن��ا ال �أ�ش��بهك ي��ا ح��زن‪ ،‬ب��كل ه�شا�ش��تي ثابت��ة عن��د‬ ‫ال�س ��ؤال والهزمي��ة‪ ،‬كورق��ةٍ ياب�س��ة ال تر�ض��خ لقان��ون‬ ‫اجل��ذب وتق��ع‪ ،‬كهال��ةٍ ُم�ش��رقة ح��ول قم��ر يف ليل� ِ�ة‬ ‫خ�س��وفه‪ ،‬كم�س� ِ‬ ‫�بحة دروي�� ٍ�ش �أ�صابه��ا ال� ُ�دوار فوقع��ت‬ ‫عل��ى �س��اعديه متو�ش��مة ب��ه وبطع��م الالل��وب‪.‬‬ ‫وماه��رة القب��ح‪ ،‬ال‬ ‫�أن��ا ال �أ�ش��بهني عن��د كي��د املُق��ل ُ‬ ‫�أ�س��تطيع الت�ص��دق م��ن كن� ٍ�ز ال �أج��د ال�س��بيل �إلي��ه‪ ،‬ل��ن‬ ‫�أدع��ي التباه��ي �أم��ام م �ر�آة اخل��ذالن واالنك�س��ار‪ ،‬ل��ن‬ ‫�أط��وف ح��ول زواي��ا دائرت��ك احل��ادة‪ ،‬ل��ن �أت�ش��بع ن�ش��وة‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫بنواجز‬ ‫ألتهمك يا حزن‬ ‫الدياجي املُ ْت َعبة‪� ،‬س�‬ ‫من ن�شاز َّ‬ ‫الأم��ل‪ ،‬ح�ين ي�ش��تعل ال�ضجي��ج �س ��أُناديك ب��ذات التقدي��ر‬ ‫ال�س��اخر ال��ذي عهدت��ه من��ك‪� ،‬س ��أُ‬ ‫َ‬ ‫حميك م��ن داخ��ل‬ ‫ِ‬ ‫طياته��ا‬ ‫الفك��رة‪ ،‬و�أُ�ش��خ�صك بحال��ةٍ ن��ادرة‪ ،‬حتم��ل يف‬ ‫خفاي��ا �أحرف��ك الثالث��ة ي��ا ح��زن‪.‬‬ ‫دعن��ي �أفك��ر عن��ك قلي ً�لا‪ ،‬كي��ف جت��د اخل�ش��ب يف اخلري��ف‬ ‫ُيع��اين غُرب��ة حن�ين �ش��جرته الأم؟! كي��ف جت��د ال�س��مك‬ ‫املل��ون املحبو���س يف حو���ض مائ��ي مزخ��رف يبغ�� ُ�ض‬ ‫نظ��رة املُعجب�ين ب��ه؟! كي��ف جت��ده يح�ترق ً‬ ‫غيظ��ا و�ش� ً‬ ‫وقا‬ ‫ليبح��ر م��ع رفاق��ه يف حمي��ط ميالده��م؟! كي��ف ت��رى امل��اء‬ ‫يدع��ي اله��دوء وه��و يف �أُهب��ة ا�س��تعداده �أن يغل��ي عل��ى‬ ‫وجهِ � َ�ك ببخ��اره الثائ��ر وال�س��ام؟!‬ ‫دعن��ي �أخ�برك �أنن��ي �أ�س��ردك الآن عل��ى �صفح��ة‬ ‫�س��وداء بقل� ٍ�م �أ�س��ود‪ ،‬وال � َ‬ ‫أراك �إال عندم��ا مت�ض��غ نف�س��ك يف‬ ‫ح�س��رةٍ متجعجع��ة‪.‬‬ ‫�أن��ا ال �أ�ش��بهني عندم��ا �ألت��وي حمتمي��ة بع��راءِ وع��دك‬ ‫وخيبة الأنفا�س التي لفظناها ً‬ ‫معا يف �أَ ِ�سرةِ ليايل ا ُحللم‪،‬‬ ‫ال �أ�ش��به اللحظ��ات ال�شر�س��ة الت��ي تعاركن��ا فيه��ا عل��ى‬ ‫قطع� ِ�ة ابت�س� ِ‬ ‫�امة �صف��راء‪ ،‬ال �أ�ش��به �إال انعكا���س ال�شم���س‬ ‫عل��ى حائ��ط الغ��روب هن��اك عن��د النهاي��ة البعي��دة‪ ،‬ال‬ ‫�أ�ش��به �إال �إنكما���ش املُ ْن َط��اد عن��د نف��اذِ الهيدروج�ين‬ ‫يف منطق��ة �صحراوي��ة مكتظ��ة بتجمع� ِ‬ ‫�ات الغ��راب‬ ‫عل��ى فري�س��ةٍ حي��ة فاق��دة الإرادة‪ ،‬ال �أ�ش��به كل ه��ذه‬ ‫الت�ش��بيهات‪ ،‬ال تُ�صدقه��ا‪ ،‬ف�أن��ا �أجي��د جت�س��يد �أ�س��اليب‬ ‫تعذيب� َ�ك وعنف� َ�ك البائ���س �أن��ا ال �أ�ش��بهك ي��ا ح��زن‪ ،‬فق��ط‬ ‫َ‬ ‫تذك��ر الأم���س ُلت� َ‬ ‫�طرتك دون قي��د وقافي��ة‪،‬‬ ‫�درك ك��م �س�‬ ‫ك��م �أبعدت� َ�ك عن��ي ب��كل انحن��اءات احلما�س��ة داخل��ي‪ ،‬ك��م‬ ‫رقات� َ�ك َ‬ ‫ُ‬ ‫�هرت �أقتل��ع �ش��وك ُط ِ‬ ‫الل ِز َج��ة الت��ي ال ت ��ؤمل‬ ‫�س�‬ ‫ب��ل ُتدغ��دغ �أدمع��ي‪ ،‬فق��ط تذك��ر �أن��ك ال �ش��يء ول��ن تت�ش�يأ‬ ‫�أب � ً‬ ‫دا‪.‬‬

‫تموز ‪ | 2020‬العدد ‪22‬‬

‫طيــف شــقي‬

‫سلوى أيت علي‬ ‫المغرب‬

‫كان��ت ال�س��اعة ت�ش�ير �إىل منت�ص��ف اللي��ل‪ ،‬عندم��ا �أمتم��ت‬ ‫ق��راءة كت��اب �ش��يق‪ ،‬وبينم��ا �أن��ا �أقل��ب عناوي��ن الكت��ب‬ ‫املختلفة يف مكتبة حجرتي ال�صغرية‪ ،‬بحثا عن �أني�س‬ ‫جدي��د لليل��ي املوح���ش‪ ،‬قف��ز �إىل م�س��امعي �صوت��ه الع��ذب‬ ‫الرن��ان‪� ،‬آه! �إن��ه يداع��ب قيثارت��ه م��ن جدي��د بع��د غي��اب‬ ‫طوي��ل‪ ،‬ا�س��تندت به��دوء م�ست�س��لمة لل�ص��وت ال��ذي‬ ‫�أ�س��رين‪ ،‬ك��م ا�ش��تقت ل�س��ماعه‪...‬غاب غياب��ا حت��ى ظنن��ت‬ ‫�أن��ه ل��ن يتح��رك جم��ددا م��ن تل��ك الغرف��ة اللعين��ة‪ ،‬الت��ي‬ ‫يظ��ل قابع��ا يف �أعماقه��ا دون �أن يع�ير �أدن��ى اهتم��ام لأي‬ ‫�ش��يء‪ ... ،‬ال لقم��ة تع�بر حنجرت��ه‪ ،‬وال ر�ش��فة م��ن‬ ‫قهوت��ه املحبوب��ة‪ ،‬و ال حت��ى م��ن امل��اء!! �إال ملام��ا‪.‬‬ ‫ال نظ��رة يف وج��ه �أي خمل��وق! هك��ذا ج��اء عل��ى ل�س��انه يف‬ ‫�آخ��ر م��رة كلمت��ه فيه��ا ح�ين عاتبت��ه ب��أن يلمل��م جراح��ه‬ ‫و يع��ود حليات��ه الطبيعي��ة‪ ،‬لكن��ه �س��رعان م��ا �ص��رخ يف‬ ‫وجه��ي ب��كل انفع��ال وع�صبي��ة ب��أن �أ�صم��ت و�أبتع��د‪.‬‬ ‫ا�س�ترخيت ف��وق الأريك��ة ق��رب كتب��ي املبع�ثرة‪،‬‬ ‫وهم�س��ات �أغنيت��ه املف�ضل��ة ك�أنه��ا بل�س��م ل�ل�آالم الت��ي‬ ‫تنخ��ر �أعماق��ي‪� ،‬أح���س ب�أ�صابع��ه الت��ي تع��زف برق��ة‬ ‫على القيثار‪ ،‬ك�أنها تداعب خ�صالت �ش��عري كما مل يفعل‬ ‫من��ذ م��دة طويل��ة‪...،‬‬ ‫م��ا كان ي�ش��غل تفك�يري ه��و م��ا كن��ت �أح�س��ه م��ن �س��وء‬ ‫ج��راء م��ا �أ�صابن��ا‪ ،‬بي��د �أن دق��ات قلب��ي املرتفع��ة م��ن �ش��دة‬ ‫الف��رح كان��ت ت�ش��غلني ع��ن كل �ش��يء‪ ،‬وتخر���س �أف��كاري‬ ‫املزعج��ة‪...‬‬ ‫حملتن��ي نغم��ات �أغنيت��ه �إىل ع��امل غادرت��ه جم�برة‪ ،‬ع��امل‬ ‫كن��ت �أحي��ا في��ه و ال �أع�ير اهتمام��ا ل��كل م��ا ح��ويل‪ ،‬حت��ى‬ ‫�أنن��ي �أن�س��ى نف�س��ي فيه‪�...‬ش��عرت بلفح��ات عط��ره يف‬ ‫�أنف��ي‪ ،‬و مل�س��ات خفيف��ة عل��ى ي��دي‪ ،‬ك�أن��ه ي�أخ��ذين نح��و‬ ‫عاملنا‪ ،‬ك�أنه �أح���س �أنني ا�ش��تقت للعي���ش فيه من جديد‪،‬‬ ‫ك�أنه يعلم مدى �أملي و�أنا و�سط قوم ال �أنتمي �إليهم‪...،‬‬ ‫و�أنن��ي �أعي���ش ذك��راه امل�ؤمل��ة كل ي��وم‪ ،‬عن��د زي��ارة طيف��ه‬ ‫ال�شقي‪ ...‬الذي ي�سيطر على عقلي‪ ،‬وي�ستبد ف�ؤادي‪.‬‬ ‫لكنن��ي الآن �أخ�ش��ى‪� ،‬أن �أفت��ح �أعين��ي وال �أج��د‬ ‫قيثارته اجلميلة املزينة ب�صورتنا معا‪ ،‬معلقة �أمامي من‬ ‫�أج��ل الذك��رى! الت��ي كن��ت ق��د منحته��ا الب��ن اجل�يران يف‬ ‫ال�ش��قة املقابل��ة‪ ... ،‬يب��دو �أن��ه ب�د�أ بالع��زف عليه��ا كذل��ك‬ ‫الآن! مل �أدرك حينه��ا �أنن��ي منحت��ه ج��زءا من��ي‪...‬‬ ‫فبمج��رد عزف��ه عنه��ا‪� ،‬أ�ش��عر ك�أن��ه يع��زف عل��ى �أوت��ار‬ ‫قلب��ي حزن��ا وجنون��ا؛ �أخ�ش��ى �أنن��ي ال �أج��ده �أمام��ي كم��ا‬ ‫اعت��دت ذل��ك كل حلظ��ة م��ن حيات��ي‪ ،‬لكنن��ي �أرتع��ب ك��وين‬ ‫ال �أ�ص��دق‪� ..‬أن��ه غ��ادرين من��ذ �س��نوات‪ ،‬وغ��ادر مع��ه كل‬ ‫�ش��يء‪ ،‬حت��ى احلي��اة‪� ،‬أخذه��ا مع��ه‪!...‬‬

‫لمــاذا‬

‫‪...‬؟!‬

‫‪D‬‬

‫‏‪îwar‎‬‬

‫سهيل أحمد درويش‬ ‫سوريا | جبلة‬

‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ترانيما من الوردِ‬ ‫حرف ِك يبكي‬ ‫ملاذا‬ ‫ِ‬ ‫دنياك‬ ‫و ي�أخذين اىل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الزيتون‬ ‫الع�شق و‬ ‫مثل‬ ‫و الوعدِ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫حيانا‬ ‫حرف ِك يجري ‪ ،‬مباءِ املزن �أ‬ ‫ملاذا‬ ‫و �أخرى مثلما ّ‬ ‫ال�شهد ‪...‬؟؟‬ ‫لوالك ملا ُ‬ ‫ِ‬ ‫كنت‬ ‫�أنا و اهلل‬ ‫ُ‬ ‫�صرت ‪...‬‬ ‫و ما‬ ‫نو ُ‬ ‫ارة الدنيا‬ ‫�أنا ّ‬ ‫كما عينيك ‪...‬‬ ‫اخلد‬ ‫و ِّ‬ ‫َ‬ ‫ملاذا � ِ‬ ‫طوال الليل يف قلبي‬ ‫أنت تبقنيَ ‪،‬‬ ‫تباري ً‬ ‫حا من الوجدِ‬ ‫ً‬ ‫تلقاك َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫التائه الباقي‬ ‫مثل‬ ‫دائما‬ ‫و عيني‬ ‫على نار بال زندِ ‪...‬؟‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وجعا ‪...‬‬ ‫حرف ِك يقتاتني‬ ‫ملاذا‬ ‫و يزرعُ �سو� ً‬ ‫سنا يبقى‬ ‫َ‬ ‫الليل يف الربدِ‬ ‫طوال‬ ‫ِ‬ ‫�أنا�شيدي ثمانية ‪ ،‬و تا�سعهم‬ ‫ؤاك‬ ‫كمثل‬ ‫هواك ‪ ،‬و مثل ر� ْ‬ ‫ْ‬ ‫ملاك‬ ‫مثل‬ ‫و‬ ‫ْ‬ ‫وجعا ‪� ،‬أال يقتاتني �أ ً‬ ‫ً‬ ‫ملا‬ ‫�أال يقتاتني‬ ‫ميني ا ِ‬ ‫هلل يجعلني‬ ‫وعيني‬ ‫كما الأرواح ت�سري بي و ت�أخذين‬ ‫ّ‬ ‫�إىل ٍّ‬ ‫تل �إىل جندِ‬ ‫كما الأجفان تهفو بي ‪ ،‬و ترديني‬ ‫على عمدٍ ‪ ،‬على ق�صدِ ‪!...‬‬ ‫َ‬ ‫هواك ي�شويني‬ ‫أحب‬ ‫� ّ‬ ‫بنار القرب و البعدِ‬ ‫َ‬ ‫هواك يقتلني‬ ‫أحب‬ ‫� ّ‬ ‫ً‬ ‫حلما‬ ‫كبحر ي�صطفي‬ ‫ٍ‬ ‫ميني اهلل �أنت به‬ ‫ِ‬ ‫الرعدِ‬ ‫نبي‬ ‫ُّ‬ ‫الربق و ّ‬ ‫َ‬ ‫حرفك يبكي‬ ‫ملاذا‬ ‫ً‬ ‫ناجيال ‪ ،‬قنادي ًال‬ ‫�أ‬ ‫عناوي ً‬ ‫نا ‪...‬‬ ‫َ‬ ‫هنا � َ‬ ‫أعرفك‬ ‫ألقاك ‪� ،‬‬ ‫ً‬ ‫ال�صد ‪!...‬‬ ‫أهداب و‬ ‫فانينا من ال‬ ‫�أ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ملاذا حرفك يبكي‬ ‫اجلرح‬ ‫�أنا فيه كمثل‬ ‫ْ‬ ‫امللح‬ ‫و مثل ْ‬ ‫القمح يزرعني كما الياقوت‬ ‫و مثل‬ ‫ِ‬ ‫ي�أخذين‬ ‫ِ‬ ‫ال�سهدِ ‪!!...‬‬ ‫�إىل‬ ‫عينيك ‪ ،‬و الأجفان و ّ‬

‫‪14‬‬


‫خانتنــي الــرؤى‬ ‫فدوى حسن‬ ‫خانتني الر�ؤى ي ً‬ ‫وما‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫حومة الأحزان‬ ‫وغرقت يف‬ ‫قلبي حادت فرا�سته‬ ‫ع�سع�س فيه الندم‬ ‫َ‬ ‫وجفاين الكرى‬ ‫تفجرت � ُ‬ ‫آهة الغيم من عيني‬ ‫عميت عن الدنيا وزخرفها الفتان‬ ‫َن�أت عني �أفراحها‬ ‫غرقت يف ِ‬ ‫جلة الهم‬ ‫ٌ‬ ‫�أ َ‬ ‫دلهم بعيني الكون‬ ‫واِنتابني اجلزع‬ ‫ُ‬ ‫داعبت الزهر‬ ‫بعد �أن‬ ‫قب�ضت ياقلبي على اجلمر‬ ‫واهلل مالت موازيني‬ ‫من يلجمُ َ‬ ‫ذاك ال�شجون‬ ‫ً‬ ‫معطرة بامل�سك‬ ‫حكاياتي كانت‬ ‫على مر ال�سنون‬ ‫فكانت عطري امل�ستطاب‬ ‫ِ‬ ‫حلمه الوردي‬ ‫من �أيقظ القلب من‬ ‫هم دفني‬ ‫خافقي‬ ‫بزعَ يف‬ ‫ٌ‬ ‫ل�سراديب الإغرتاب‬ ‫ًم ْن قادين‬ ‫ِ‬ ‫كيف اجنو من حناد�س الظالم ‪...‬؟!!‬ ‫قلبي خنث عهده‬ ‫وكبا يف جراحات يجرعُ الأ�شجان‬

‫متاهــة الــروح‬ ‫أكرم محمد‬

‫ً‬ ‫غـدا �سـيحل ال�سـالم‬ ‫ال َمن يقتحم البيـوت عنـوة‬ ‫ال َمن ُيعتقل من �أجل عنوان‬ ‫�سيعلو ما كان ُي�سرت يف اجلنان‬ ‫ً‬ ‫غـدا �سيحل الأمـان‬ ‫�سيعود املهاجر‬ ‫لريمم بع�شقه اجلدران‬ ‫ويرتوي الأباء والأبناء‬ ‫من نهر الأ�شتياق‬ ‫�سـتحبل املـدار�س بالأطفـال‬ ‫وت�شـيد املـدن ب�أغاين ال�شبان‬ ‫وترتاق�ص الأر�صفة برقة احل�سان‬ ‫�ستفرح املروج بحكايات الع�شاق‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جمـاال‬ ‫غـدا تكونني �أكرث‬

‫تموز ‪ | 2020‬العدد ‪22‬‬

‫‏‪îwar‎‬‬

‫عيسى األحمد‬

‫وجهك املعكو�س يف �شظايا حلمي‬ ‫يعربد الأ�سى على نا�صية الذكريات‬ ‫يخطف القلم وامل�ستقبل‬ ‫الأمل والتاريخ‬ ‫من جديد يخيم ظالم‬ ‫املوت والأ�ساطري‬ ‫ي�سرق بقايا النوافذ والأبواب‬ ‫وين�شر اخلوف والرعب‬ ‫يف مملكة اخلراب‬ ‫�آه �أيها الطوفان العظيم‬ ‫امددنا بجرار اخلمر‬ ‫وماء احلياة‬ ‫لتعود الن�شوة‬ ‫اىل بقايا حطام مدينتي‬ ‫وا�شالء �شعبي املبعرثة‬ ‫يف الأثري‬ ‫ويف الفراغ‬ ‫الربكان يف دمي‬ ‫وع�شقك الأبدي ي�سري‬ ‫يف العروق‬ ‫ويلب�س القمر‬ ‫وي�سامر مع النجوم‬ ‫ويف �سموات الليل‬ ‫يرقد فوق خد الغمام‬ ‫ويعر�ش املدى‬ ‫ي�سافر بعيدا‬ ‫يف مدارات الكواكب‬ ‫حيث اليقني واخللود‬

‫الهائم‬ ‫اخليال‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�أحوم ّ‬ ‫حملقًا يف ال�سماءِ‬ ‫أفق يف ال ِ‬ ‫يف ال ِ‬ ‫أمكنة البعيدةِ‬ ‫جن وال �إن�س فيه‬ ‫حيث الب�شر وال ّ‬ ‫ِ‬ ‫الب�شر عن الأ�شرارِ عن من ي�سلب‬ ‫بعيدا عن‬ ‫�أريد �أن �أعي�ش ً‬ ‫حقّي‬ ‫وينكر وجودي‬ ‫جميل‬ ‫حزين واحللم‬ ‫الواقع‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫تائه بني الأمرين‬ ‫و�أنا ٌ‬ ‫�أ�أرك�ض وراء الأحالم‬ ‫�أم �أر�ضى بالواقع‬ ‫�أم �أبني بخياالتي‬ ‫واقع ُينا�سبني‬ ‫�س�أهفو ً‬ ‫قليل‬ ‫وربا �أغفو و�أنام‬ ‫ّ‬ ‫اخليال‬ ‫يف عامل‬ ‫ِ‬ ‫أحالم‬ ‫يف ال ِ‬ ‫بعيدا عن اجلرذان‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫احليوان‬ ‫عن عامل‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫العي�ش‬ ‫�سئمت من‬ ‫ِ‬ ‫امللذات‬ ‫ومن‬ ‫ً‬ ‫حياة �أنعمُ فيه ب�سالم‬ ‫�أريد‬ ‫ً‬ ‫زاهرا بالأحالم‬ ‫م�ستقبل‬ ‫ً‬ ‫أمرح فيه ب�أمان‬ ‫�‬ ‫أ�سرح و� ُ‬ ‫ُ‬ ‫كالقطيع املُهان‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫الرعاة واخلرفان‪..‬‬ ‫يتّبع ّ‬

‫تو قيــت ‪. . .‬‬

‫مــن كردســتان إلــى ســورية الغــد‬ ‫مصطفى قادر‬

‫ـم‬ ‫ـال الهائـ ِ‬ ‫الخيـ ِ‬

‫‪D‬‬

‫اعترافــات عاشــق‬ ‫محمد أمين‬

‫ُح�سنك جعلني‬ ‫�أخطئ يف ح�سابات‬ ‫الزمن‬ ‫تعايل لنعقد‬ ‫�صفقة �أ�سا�سها‬ ‫احلب‬ ‫فحدائق قلبي‬ ‫ال تزهو �إال بك‬ ‫طريي �إليها‬ ‫كالفرا�شة‬ ‫بل واجمل‬ ‫�إنها بداية‬

‫جديدة‬ ‫وجميلة‬ ‫ِ‬ ‫عودتك لقلبي‬ ‫فال حتملي‬ ‫راية الرحيل‬ ‫فلحظات الوداع‬ ‫�ستبقى‬ ‫يف قلوبنا‬ ‫عالقة‬ ‫كئيبة‬ ‫لكنها �ستكون‬ ‫بطعم الدموع‪.‬‬

‫سارة عيادي‪ /‬المغرب‬

‫يف م��كان م��ا هن��ا يف ه��ذا الع��امل‪ ،‬فت��اة يف عقده��ا الث��اين‬ ‫ترب��ت ب�ين �أح�ض��ان الطبيعة‪،‬تق�ض��ي يومه��ا وه��ي جت��وب‬ ‫�أ�ش��جار الزيت��ون حت��دث خرفانه��ا؛ تنظ��ر يف م �ر�آة �صغ�يرة‬ ‫تراق��ب خ�صل��ة م��ن �ش��عرها خالف��ت اجلم��وع لتداع��ب وجهه��ا‬ ‫املالئكي‪،‬مت�س��ك منذي�لا �صغ�يرا وحت��اول تهجئ��ة احل��روف‬ ‫املط��رزة علي��ه بخي��وط حريري��ة (د‪.‬ماجد)‪..‬وتتذك��ر‪...‬‬ ‫يف م��كان �آخ��ر يدخ��ل امل�ست�ش��فى بوزرت��ه البي�ض��اء‪ ،‬يع�بر‬ ‫ال��رواق و ي�س��لم ب �ر�ؤاه املمتلئ��ة بن��ذوب احلياة‪،‬يطمئ��ن عل��ى‬ ‫مر�ضاه بابت�س��امة حتمل �ألف �أ�س��ف واعتذار‪ ..‬مل ين�س��ه العمل‬ ‫يوم��ا املحافظ��ة عل��ى �أناقت��ه املميزة‪،‬يدخ��ل مكتب��ه فينه��ار‬ ‫عل��ى الكر�س��ي يلمل��م �ش��تاته بع��د رحلت��ه التطوعي��ة �إىل‬ ‫القرية‪،‬ي�أخ��ذ منذي�لا جيبيا‪،‬مي�س��ح نظارت��ه ث��م يع��اود تك��رار‬ ‫الذك��رى‪...‬‬ ‫هن��ا بعي��دا كان��ت جت��ر اخلط��ى حت��ى التق��ت نظراتهم��ا‬ ‫قدرا‪،‬مزي��ج م��ن احلي��اة واحلي��اء والذكاء‪..‬فا���ض ال��كالم يف‬ ‫العين�ين بحوا���س عج��ز الن�س��يان �أمامه��ا‪..‬‬ ‫�ص��دق م��ن ق��ال �أن الأ�س��ود يخت��ار �س��ادته فق��د كان الأ�س��ود‬ ‫يلي��ق بهم��ا حق��ا‪..‬‬

‫‪15‬‬


‫دبــس العنــب‬

‫تعتــر صناعــة دبــس العنــب وفــق الطريقــة‬ ‫التقليديــة مــن احــدى الصناعــات الرتاثيــة‬ ‫الكورديــة‪ ,‬الــي تشــهر هبــا مناطــق جبــال أومــراي‬ ‫‪ ,‬سورࢰـݮـــيا ‪ ,‬زانرا مارديــن و ݮــــيايي مــازي يف‬ ‫مشــال كوردســتان وكذلــك يف منطقــة عفريــن يف‬ ‫جنــوب غــرب كوردســتان‪ ,‬حيــث يــم تحضــر الدبــس‬ ‫مبــرامس خاصــة ومشــاركة جميــع أفــراد األرسة عــى‬ ‫شــكل مهرجــان ســنوي ‪.‬‬ ‫مــع هنايــة فصــل الصيــف‪ ،‬وبدايــة الخريــف‪ ،‬بــدأ‬ ‫مــن هشــر ايلــول ومــع نضــج العنــب‪ ,‬تنتقــل‬ ‫العائــات الكورديــة املالكــة لكــروم العنــب اىل الكــرم‬ ‫الخاصهبــا‪ ,‬لتحضــر دبــس العنــب‪ ،‬وتخزينــه‪ ،‬ســواء‬ ‫لالســهالك الــذايت‪ ،‬كمؤونــة لفصــل الشــتاء‪ ،‬أو‬ ‫لبيعــه يف األســواق‪ ,‬وكمــادة أوليــة لتحضــر امللــن‬ ‫وامللــن املحشــو ابلجــوز‪ ,‬جديــر ابلذكــر افضــل نــوع‬ ‫عنــب لتحضــر الدبــس هــو النــوع املمســى ابمس‬ ‫(مرزونــة) الــذي ينتــر يف مشــال كوردســتان‬ ‫وميتــاز بصغــر الحبــة وخلــوه مــن البــذرة بقــرة‬ ‫رقيقــة وغنــاه ابلعصــر الســكري‪.‬‬ ‫تمت عملية تحضري الدبس وفق املراحل التالية‪:‬‬ ‫قطــف العنــب وتجميعــه يف موقــع‬ ‫‪ -1‬‬ ‫دفعــات‪.‬‬ ‫وعــى‬ ‫املعــرة‬ ‫غســل العنــب وفــرز العناقيــد أو حبــات‬ ‫‪ -2‬‬ ‫العنــب التالفــة ‪.‬‬ ‫عــر العنــب ويــم وفــق احــدى الطــرق‬ ‫‪ -3‬‬

‫‪ne be, hem jî car‬‬ ‫‪Bi car wergirtina kefa kelandinê‬‬ ‫‪bi kefgîrê, heya şîre tîr dibe û bibe‬‬ ‫‪Dims.‬‬ ‫‪-7 sarkirina Dimsê ji pila (100) ve‬‬ ‫‪bo pila xwezayî, paş sarkirinê bête‬‬ ‫‪dagiritin di‬‬ ‫‪Kûp û denên qafikî de.‬‬ ‫‪Tê zanîn berhemê Dimsê (%20) ji‬‬ ‫‪Tiriyê guvaştî, yanî her (100) Kg.‬‬ ‫‪Tirî , (20)Kg. Dimis tê wergirtin .‬‬ ‫‪Ji warinên Kurdî gelêrî, Helawiya‬‬ ‫‪Dimsê, ya ji arvanê genimî sorkirî bi‬‬ ‫‪Dimsê re‬‬ ‫‪Ji bo tenduristiya mirovan Dimsa‬‬ ‫‪Tirî pir başe, ji ber ku ew bi vîtamîn‬‬ ‫‪û mîneralan dewlemend e, ji ber‬‬ ‫‪ku ew alîkariyê dide laş li hember‬‬ ‫‪gelek nexweşiyan, nemaze hejariya‬‬ ‫‪xwînê, ji ber dewlemendiya xwe‬‬ ‫‪ya bi Hesin , û xurtkirina ger û‬‬ ‫‪tora xwînê, li hember tansiyona‬‬ ‫‪xwînê bilind diparêze, û arîkariya‬‬ ‫‪pêşîlêgirtina hêrişên dil dike ji ber‬‬ ‫‪ku dewlemende bi antioxidantan,‬‬ ‫‪hêzê dide laşê mirovan, ji‬‬ ‫‪dewlemend bûnê bi şekir ku bi‬‬ ‫‪hêsanî tê mijandin , û alîkar dike ku‬‬ ‫‪asta kolesterolê di laş de kêm bike.‬‬

‫إعداد المهندس‪:‬‬ ‫محمــد شــريف جليني‬

‫تموز ‪ | 2020‬العدد ‪22‬‬

‫‪D‬‬

‫‏‪îwar‎‬‬ ‫التاليــة ‪:‬‬ ‫الدهــس ابألرجــل بعــد غســل األرجــل‬ ‫ ‬‫بشــكل جيــد داخــل وعــاء ذي مــزراب لتجميــع‬ ‫العصريالســكري يف وعــاء آخــر‪.‬‬ ‫الدهــس دوالب حجــري مشــابه لــدوالب‬ ‫ ‬‫دق الربغــل او عــر الزيتــون مضــن حفــرة حجريــة‬ ‫ذات مــزراب لتجميــع العصــر الســكري يف وعــاء آخــر‬ ‫ويــم يف كال الحالتــن عــر املتبقــي بعــد الدهــس‬ ‫مبكبــس عــر خشــي خــاص‬ ‫معالجــة العصــر ابلكلــس الحــي‬ ‫‪ -4‬‬ ‫(كربــوانت الكالســيوم) ‪ ,‬أي ترابــة الحــوارة هبــدف‬ ‫ازالــة حموضــة العصــر الســكري وترقيــد املعلقــات‬ ‫يف اســفل الوعــاء‪ ,‬ويــرك للرتقيــد مــدة (‪ )10‬ســاعات‬ ‫‪.‬‬ ‫تصفيــة العصرياملعالــج ابلحــوار بواســطة‬ ‫‪ -5‬‬ ‫قمــاش انعــم او مصفــاة دقيقــة ويجمــع يف وعــاء‬ ‫آخــر‪.‬‬ ‫غــي العصــارة املصفــاة يف قــدر كبــر‬ ‫‪ -6‬‬ ‫فــوق انر قويــة‪ ،‬يــم إيقادهــا مــن الحطــب‪ ،‬مــع إزالــة‬ ‫الرغــوة مــن ســطحه ابســمرار‪ ,‬عــى أن ال تتجــاوز‬ ‫درجــة الحــرارة الـــ ‪ 140-130‬م‪ ,‬وذلــك ملــدة (‪)10-6‬‬ ‫ً‬ ‫تقريبــا‪ ،‬مــع التحريــك املســمر‪.‬‬ ‫ســاعات‬ ‫بعــد انهتــاء عمليــة الغــي الطويلــة‪،‬‬ ‫‪ -7‬‬ ‫ُيــرك الدبــس ليــرد‪ُ ،‬‬ ‫ويعبــأ يف عبــوات او جــرات مــن‬ ‫الفخــار‪.‬‬

‫عــادة يكــون مــردود الدبــس ‪ %20‬مــن وزن العنــب‬ ‫املعصــور‪ ,‬أي كل (‪ )100‬كــغ عنــب ينتــج منــه (‪ )20‬كــغ‬ ‫دبــس‪.‬‬ ‫ومــن األطعمــة الكورديــة الشــعبية املهشــورة‬ ‫واملمســاة بحــاوة دبــس العنــب (العصيــدة)‪ ،‬الــي‬ ‫ُتحــر مــن الدبــس وطحــن القمــح‬ ‫لدبــس العنــب فوائــد صحيــة كبــرة‪ ،‬فهــو غــي‬ ‫املعدنيــة اذ يســاعد‬ ‫ابلفيتامينــات واألمــاح‬ ‫ّ‬ ‫الجــم عــى مقاومــة الكثــر مــن األمــراض‪،‬‬ ‫الســما فقــر الــدم‪ ،‬لغنــاه مبــادة الحديــد‪ ،‬فضـ ً‬ ‫ـا عــن‬ ‫يقــوي الــدورة الدمويــة‪ ،‬ويقــي مــن ارتفــاع‬ ‫أنــه ّ‬ ‫ضغــط الــدم‪ ،‬ويســاعد عــى منــع حــدوث األزمــات‬ ‫ّ‬ ‫األكســدة‪,.‬وميد‬ ‫القلبيــة الحتوائــه عــى مضــادات‬ ‫رس يــع ‪،‬‬ ‫الجــم ابلطاقــة بشــكل‬ ‫وذلــك الحتوائــه عــى‬ ‫مــواد ســكرية هسلــة‬ ‫عــى‬ ‫االمتصــاص‪ ،‬ويســاعد‬ ‫الكولســرول‬ ‫معــدالت‬ ‫تخفيــض‬ ‫لأل عصــا ب ‪،‬‬ ‫يف الجــم‪ ،‬وهــو مهــدئ‬ ‫منشــط‬ ‫و‬ ‫للعضــا ت ‪.‬‬

‫‪Pîşesaziya Dimsa Tirî‬‬

‫‪-3 guviştina Tirî bi yekê ji van her du‬‬ ‫‪awaya:‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫‪Perçiqndinan Tirî di teşteke‬‬ ‫‪fireh û vêlik, dive ev test bi şirik be, ji‬‬ ‫‪bo rêlbûn şîrê(av şekirî) û kimkirina‬‬ ‫‪şîrê di niqrakê an bermîlekê, paş‬‬ ‫‪re guveştina bermayê prçiqandin‬‬ ‫‪bi guveştokek textî, ji bo werirtina‬‬ ‫‪şîra tê de maye.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫‪Perçiqndinan Tirî di cirnekî‬‬ ‫‪kevirî û vêlik, şirika cirin hebeji‬‬ ‫‪bo rêlbûna şîrê, bi gera kevirê‬‬ ‫‪gilover,weke kevirê yê denga‬‬ ‫‪qaûlkirina savarê an givşoka‬‬ ‫‪zeytûna ya kevnar, paş re guveştina‬‬ ‫‪bermayê prçiqandin bi guveştokek‬‬ ‫‪textî, ji bo werirtina şîra tê de maye.‬‬ ‫‪-4 Tevlîkirin û tevdana hinek Axa‬‬ ‫‪gewr(axa kilsê) bi şîrê re, ji bo‬‬ ‫‪kêmkirina tirşiya‬‬ ‫‪şîrê û dawevirandina hûrikên‬‬ ‫‪keşmûş û darikên yên bi şîrê re ma‬‬ ‫‪ne, û bête‬‬ ‫‪rawestan mawey (10) demjimêran‬‬ ‫‪ji bo dawerverbûnê.‬‬ ‫‪-5 Parzûn kirina şîrê ji bo vebrajtina‬‬ ‫‪Axa gewr û gemarê, bi cawê‬‬ ‫‪parzûndinê an bi‬‬ ‫>‪Parûneke hûr‬‬ ‫‪-6 Kelandina şîra parzûnkiri di‬‬ ‫‪disteke vekirî bi tevdan li ser agirê‬‬ ‫‪êzinga, mawey‬‬ ‫‪(10-6) demjimêran, û pila‬‬ ‫‪germahiyê ji (140-130) pilan derbas‬‬

‫‪Pîşesaziya Dimsa Tirî, li gorî rêbaza‬‬ ‫‪kevneşopî, yek ji pîşesaziyek‬‬ ‫‪kevneşopî û kelepûra Kurdî ye,‬‬ ‫‪ya ku deverên çiyayên Omeriya,‬‬ ‫‪Sûrgiçiya û Mazî, Zinnara Mêrdînê,‬‬ ‫‪devera Dîlokê (Entabê) li Bakurê‬‬ ‫‪Kurdistanê, û her weha jî li‬‬ ‫‪herêma Efrînê li başûrê roavayê‬‬ ‫‪Kurdistanê, Dimis bi anhengên‬‬ ‫‪malbatî tê amadekirin û bi‬‬ ‫‪tevlêbûna hemî endamên malbatê‬‬ ‫‪weke mihrecaneke salan e.‬‬ ‫‪di dawiya havînê û destpêka payizê‬‬ ‫‪ed, destpêka meha Rezberê û bi‬‬ ‫‪gihantina Tirî re, malbatên kurd‬‬ ‫‪ên ku xwediyê rezên Tirî diçin nav‬‬ ‫‪rezên xwe ji bo amadekirina Dimsê,‬‬ ‫‪ji bo xwe-xwarinê di dema zivistanê,‬‬ ‫‪an ji bo firotanê, an bête bi karanîn‬‬ ‫‪ji bo amadekirina Bastîq û Beniyan,‬‬ ‫‪hêjayî gotinê ye ku şêwaza (core‬‬ ‫‪an celeb) çêtirîn ji bo amadekirina‬‬ ‫)‪Dimsê, celebek bi navê (Marzouna‬‬ ‫‪ye, ku li Bakurê Kurdistanê belav‬‬ ‫‪dibe, ev tirî xwedan tenên biçûk û‬‬ ‫‪bê sîsik, qaşil tenik, dewlemend bi‬‬ ‫‪ava şekirî .‬‬ ‫‪Evene‬‬ ‫‪pêngavên‬‬ ‫‪amadekirina‬‬ ‫‪Dimsa Tirî li gorî qonaxên jêrîn têne‬‬ ‫‪çêkirin:‬‬ ‫‪-1 berev kirina Tirî ji mêwan û‬‬ ‫‪veguheztin bo givşokê.‬‬ ‫‪-2 Şuştina û vebrajtina goşî hem jî‬‬ ‫‪tenên kufikî.‬‬

‫‪16‬‬


D Duh nepenî, îro bi işkerahî lîstokên xwe dimeşênin. îwar‎‫‏‬

Lihehkirina aliyên Siyasî li Roj avayê Welêt Rewşeke aramî di afirane, û danûstandinên li ser pirsgirêkên yên doz û pirsa Kurdî li paş dixin yê bibe pevçûnên mezin. Ew peyman bi yek mebestê çareseriyekê bo zehmetî û nexweşiya bi ser me de hatî bibîne. Lê bila em jibîr nekin di Tecrubeyên Hewlêr 1 û Hewlêr 2 de, û di heman demê de, Peyman Dihok aliyên Siyasî nekaribû gavên rast bavêjin ser riya yekîtiya xwe û lihevkirinê.

Vekişandina rêjîma BAAS ji Gund û Bajarên Kurdistana Sûrî û kontrolkirina deverê bi kotekî û bi zoriya çek ji aliyê Partiya Yekîtiya Demokrat PYD bûne sedema yekdestiya partiya Nav bûrî li ser pelên ewlehî û leşkerî û sazên rêberiya deverê. Di desthilata wî de, wateya min li vir Desthilatiya PYDê de, Kurdan gelek êş kişand û li pêşberî trajediyan rû bi rû hatin. Sedema nêzîk, û xuya a ji van kambaxiyan têkildariya PYD bi PKK re bû. Tiştê balkêş ew e, ku PYDê bi zirtên xwe, serkeftiyên têk çûyî beloq û mezin dike û lotika li vir û dera ha dide û hewla veşartina rastiyê dike. Icar dive zana û nezana re zelal û işkere bibe, Amaje bi berdewamiya sedemên ku astengiya li lihevhatinan dike, ew e , ku Partiya Yekîtiya Demokrat (PYD) li ser xeta PKK dixebite û projeya ku PKK xwe xwediyê jê re dibîne, di xwaze li Kurdistana Sûrî bicîh bikin. Weke tê zanîn, heya beriya Kirîza Sûrî Apoçiyên Sûrî û rêjîma BAAS bi çavê tivingê li hev dinerîn, lê Bav û Bapîrên me gotine ((lihevhatina Çûka li ser

17

Garisê feqîra ye)) , ev jî mesela wa ye, ku li ser vemirandina xwepêşandanên Kurdan lihev kirin û lihevhatin, û çi kesê ji PYDê pirsî be jî, digotin em nahêlin herêmên me werin hilweşandin ji aliyê hêzên leşkerî yên Sûrî ve, û dîlan kirêdidan bi wêne û nîşanên Ocelan û girê xwe li tirkan didan û bi wan dixwerandin. Aha tiştên wilo çep û serûbinî di dewir ê zemanan de derbas nebûne, ku kesek pişta xwe bide tehtê û dagirkerên xwe li serpêyan rake, û fêkiyên xirab ji xwe re vede, û mîna çeleq û wawîkan bi ser xelkên xwe de bizûriye. Çima Milet da dûv Konseya PKK bi çav miçkirî ?! PKK hiş li Kurdan taromaro kir, ji rê birin bi gotinên xabînokî wek (tu tişt ji Azadiyê û Serxwebûnê rûmetir nîne) heta Zêc û Zarokan jî dane ser şopa wa û baweriya xwe bi fen û f îtên PKK anîn . Wisa bi Şev û Roj li Qada û Kolana bû û xwe xwedî biryar di dîtin. ji dewletek serbixwe peyabûne dirûşmeyên qels, şerê neteweperweriyê kirin û dibêjin serdema neteweperestiyê qedîyaye. Di virde jî pirs heye çima ew dijî neteweperweriya kurd in û netewebûna dijminan diparêzin heger ew serdem qediya be?!

Gava ku hemî hevsengiyên jiyanê ketin ber dilovaniya PKK, wan dest bi kampanyayek medyayî kirin da ku projeya neteweyî ya ku ji hêla Encûmena Niştimanî ya Kurdî ve, ya ku xwe wek nûnertiyê jê re dibîne dixwestin wê bixeniqînin û berê wê bide helakê. Û ev jî

bi xwe ku sedema ENKS daya ser Şopa Barzaniyan, yên xwe xwedî gotina dewletdarî dibînin, îcar dilê xelkê çi serxetê û çi li binxetê ji PKK tişî bûye û kul û edab kirtiye, û êdî baş dizanin, heger Barzanî ji holê rabin, dor dora wa ye, ku bêserûşûn û serûbin winda bibin. Ezbenî, PKK nîvî ji Kurdistanê zeft kiriye, ku Serwer û Serkirdeyên wê jî bûne tirk û di bin Çavên wan de dilivin, ger li netewa xwe nezîvirin û li Rekftina sala 1982 ya di navbera Ocelan û nemir Idris Barzanî da pêk hatî nevegerîn emê gelek encamên xirab û çepel bi çavên serê xwe bibînin. Heya ku PKK tam ne dijberî kurdiyetî bixe û vexe û bi zanayî hişê xwe bi kar bîne û bahwerî bi netew û dewletê bike çi pêwiste?! Xwedê aqil daye insan û insan jî bi wî aqilî xwedê nas kiriye , çilo PKK kurd li xwe kom kir û dûvre jî diniya li ser xwe kom kir û kir dijmin , û çawa xwe li nav kurdan afirand û xwe bi wan divejîne , bersiva vê pirsê jî di vir de ew e , tirsa PKK ne ji şer û pevçûnaye , ji jîr û zanahiye. Ji bo mêjarê hew dirêj bikim, wateya min jê dive ku Partiyên xwe bi ser PKK ve dibînin mîna PYD derkeve pêşberî wê û bi kurdayetî bikin , êdî sedî sed yekîtî û lihevkirina siyasî bilez pêşve biçe.

Mahir Hesen Tîrmeh 2020 \ Hejmar 22


D

2 18

îwar‎‫‏‬

RAGEHANDİNA VÎNÊ Xemgîn Remo Min evîna xwe Li ser bazikê perwanê ragehand... Helbesteke tî Bi şîravê nivîsand û ji te re şand ... Bi axîn û keserên hevdîtinê Û xweziyên xalxaloka Bo kulîlkên çola Di sibeheke buharî de vegêrand Û min çi got û te tewand ..... Çend salên bejok Dûr ji wezên vînê

Çiyayê Korik

Mohamed Jumaa

bilinde bejin û bala te çiyayê korik ji xwe bawere bi gewdê giran ne sivik rewşa kurdistan bi te dixemile bi cêwîkê te zozi lixwe digre liser ban mij mûran û tavik berjore radmûse azmanê tev bi stêri

Di baweşeke şevînî de Te hevendê birçî li mêrgê çêrand ... Narînê ...!! Bînvedana jînê Ez te awazek şahiyê Bi kemaneya DİLŞAD dijenim Bo hêviyên têkçûyî Bi nalîna ji birînê .... De guh bidî vê bizav û livlivînê Tê bizanibî Dildarê te çendî şête Ey şêrînê ... dilrevînê .... Tu kaniyek zelal diherike çolbeyara Binevş û lale Dibişkivin rengareng Li sibehên kerb û kînê .... Silav li rojbûna te .. li dana te Ku didî min Hingivê dawerivandî Bi girnijîn û bişkurînê ... eger ne ji wa be pir namîne dûr lê nêzik liser te dikeve berf û baran pûk û zîpik sûlav ji çavên te tê xwarê ewin rondik dar û devî lidora te dibin ji te kemer noq û zik av û kanîyê te sade û zelal wek şîrê çiçik beranber azman ji te natewe ser gerden û qirik baz ji te hêz digre tund dibe jê per û basik li jêrî te diçêrin sewal pez berx û gîsik dijmin jiber te berpaş çû negihişt ji te guzik bûye tewafa niştimaniya ji wan re bapîr û pîrik rêz dibin bo serdana te lipey hev wek morî û gêrik lidor dicivin bi keyf derbasdikin çax û gavik dema herî xweş ku liser te bimînim bihnik û bîstik ku xem kul û derd jibîr dibin ji bal diçin bi carik

Hêza Yekbûnê

Kurd tenê bê dewlet in Yekbûna me ew şîretin Li welêt bê derfetin Loma em ne bi qîmetin

Ehmed Mustafa

Werin bi hev re xebatê Bibin yekdest bo felatê Kar û ked ji bo yekbûnê rizgar bikin ji atûnê

Bese felek te em kuştin Çima tenê em bê dostin Li bazara em firotin Bi carkê em ne bê dozin Heyfa kurda li vê rojê Dijmin tim wan dikojê Soz û peyman bûn Wek dojê Bibin yek dest dil disojê

‫ڕاژان فەرهنگ شێخ احمد‬ �‫ول‬ ‫هه ي‬ ‫الجیک ێ�ن�کزی الو‬ ‫بە جریوەییک الواز‬ ‫ڵ‬ ‫ن‬ �‫هەوا� ون بوو‬ ‫تۆی بۆ هێناوم‬ ‫کەی ڕەوایە‬ ‫سپاردە‬ � ‫وابسپ�درێتەوە‬ ‫ێ‬

‫پار ساڵ‬ ‫تۆم سپاردە بەالوەبوولبول‬ ‫بە پشکوی ین�گزی‬ ‫دەمەو بەهار‬ ‫یە بوولبول‬ �‫ئێستا پ‬ ‫تەق تەق‬ ‫ت‬ ‫ئەکو� پەنجەری ژوورەکەم‬ ‫ن‬ �‫ئاالوە لە باڵەکا‬

Tîrmeh 2020 \ Hejmar 22


D

îwar‎‫‏‬

EY DERYAYÊ MEHMOD BIRÎMCE Ey afrendeka wêrek û hêzdar Ey giyanewera bi seyr û zordar Tu çiqas kûûûr û dûr î Û te destên xwe avêtine hemî deverên va gerdûnê Bi va suhn û meznahiya xwe te dilên hemû evîndaran dagîrker kirine Hundirê te kaniya ûtesî û seyran e Û tirsonekên te jî wek evîndaran gelek in Tu jî wek min hundirnediyar î Û di bin ava xwe de pir bûyerên veşartî te hebêzkrine Min jî di dilê xwe de gurzên hêvî û keseran hîştine Ew hêviyên ku ji çend salan de di şikefta dilê min de dinalin ..

Û bi janên min dorpêç û darve bûne Û li benda çirûska mandê man e Her dema ku tu dixeydî Bi agirpijîna xwe gelek hêvîdar û evîndaran dadiqirtînî Û jiyana wan dibe çîroka revokên ji ber sota setemkariyê Û ji pişt re bîranînên xwînçûnî dibin mîvanên zimanên xembaran Ewên ku ji dûrahiya te ve bi çavên rondikbar te bi dizî dinêçîrin Eger tu dilgerm bû , û omidiyên xwe dixemilînî An jî te xwest rûgeşiya xwe xuya bikî .. Xişexişa pêl û geravên te hemî hest û ramanên te diyar dikin Ma ezê çilo hestên xwe zelal bikim Û zimanê min dîl û girêdayî ye ?! Û hemî daxwazên min giyan didin û di hundirê min de diqijilin ?! Ezê çawa kelê dilê xwe hêmen bikim û hêrsa min serî hildide ? Ma ez jî wek te pêşrewê va jiyanê me ? Daku mebestên xwe bifirînim Û hêviyan sema bikim Na .. deryayê na .. Ez afrendekî lawaz û bê kes im Û li benda çirûska narvîna xwe me .. Ezê romana êşên xwe kuta bikim Û wek te delavên xwe ji evîndaran re bikim hezistan ..

Serkaniyê û Kerkûk Sêwî kirin hemî bûk Sine û Koban û Dihok Li wir kûştin pir Zarok Şengal û Zaxo û Botan Amed û Sêrt û Batman Kirin hewar Dê û bavan Dil û can bûne qurban

Bibin yek

Dildar Xemrevîn Tenê carek bibin yek Êdî şerme sed û yek Dijmin timî li me yek Me dikûje yek bi yek Çi li Qamişlo çi li Efrîn Çi li Gare û çi li Metîn Her disojin gul nesrîn Û çiya hemî dikin xwîn

Dêrik Mêrdîn û Hewlêr Qetandin gul û şilêr Li Mehabad û Amûdê Ezman li wir bû qilêr Li Dêrsim û geliyê zîlan Tank û firoke û ferman Eybe îro Kurdistan Heta nihan li bin destan Tenê carek bibin yek Êdî şerme sed û yek Dijmin timî li me yek Me dikûje yek bi yek

SEMA DÎDARIYÊ ‫‏‬‎Nehrî Goranî‎‫‏‬ Helbest bi tîpên hev mest dibin, Di siya hev de peyala Rêz dikin. Kul û keseran Di sînga de disincirînin Bi meya zeter û sicikê Dikewînin. Kaniya helbesta li şûnê der dikin.

19

Ala Me

şiyar Alyanî ala me dîrokiya ji nîşana Mîdiya ayînda zerdeştiya hertim berze li ser çiya ji rêbaza Barzanîya Romet û nasnameya hebûn û tacameya yekbûna Gelêmeya Ala me sor bû ji xwînê

Di Payîza temen de, Şax û xunca dipişkuvin, Tilî hene dibin Kulîlkên Henarê û gangulî Li hemberî dîdariya lêva rengdidin Li ser sîngê şevê, Girinijîna bi Heyvê re par vedikin Di çemê çavan de melevaniyê dikin Pêlikên Keskesorê, bi berbangê re Vedirişînin. Tevina helbestan Li ser sewkiya Waşokanî Û HEWARÊ dirêsin. Li ber awazên tîpan Tembûra meraqa sazdikin. Pinpinîkên di dîliya tariyê de Jê dimêjin Bi kenê tîrêja re Sema dîdariyê dikin.

li Mihabad û Efrînê pir bilin bû li çar çira bû nîşana çar bira Ala me pir şêrîna zor ciwan û rengîna sipî bû ji befra çiya Doza me Aşîtiya Ala Qazî û Barzanî sembola kurdistanî ji agirê newroza xwediya bîst û yek xêza Kesk bû ji çîmen û dara ji xwêhdana cotyara AXa me zîv û zêre bernedin ji xelkêre Ala me binav û denge li ser milê pêşmerga sor bû ji xwîna şehîda şoreşgêr û égîda hegir nebit kurdistan Em tev bigorî û qûrbn

Rengê Biharê

Leheng Ibrahim Gulpêrî ey Gulpêrî Ji dûr ve tê wek gulî Bedew û şenge mîna qerenf îlî Şêrîn û xweşik e mîna tirî Li ba dibe xirasê wê yî mixmalî Ba lê dikeve weke perî Xuya dibe bin de baxçê sîngayî Tijî sêv û hinarî Bi awiran zend dike mirî Bi bîna biskan vedijîne vê dilî Bes e bi dilêmê xwe yî ciwanî Birîndar dike vê canî

Tîrmeh 2020 \ Hejmar 22


‫صفحاتنا عىل التواصل اإلجمتاعي‬

‫‪Diwar.2018‬‬ ‫‪Diwar_2018‬‬ ‫‪Diwar.2018‬‬ ‫‪Diwar Group‬‬

‫‪DîWAR‬‬ ‫مجلة "ديوار" ‪ :‬مجلة مستقلة ‪ -‬هشرية‬

‫سياسية ‪ -‬ثقافية ‪ -‬إجمتاعية ‪ -‬متنوعة‪ُ .‬تعىن ابلشأن ُ‬ ‫الكردي العام‬ ‫ان اآلراء املنشورة يف املجلة ال تعرب ابلرضورة عن رأهيا‬

‫مراسلة املجلة عىل العنوان التايل‬ ‫‪Sino.saroxan@hotmail.com‬‬ ‫‪+7-987-127-09-44‬‬

‫مدير املجلة‬ ‫ساروخان السينو‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.