Diwar - 28

Page 1

‫الموسيقار والملحن‬

‫محمــد علــي شــاكر‬

‫مجلة ديوار ‪ -‬العدد ‪28‬‬ ‫كانون الثاني ‪2021‬‬


‫‪2‬‬

‫ُ‬ ‫البيشمركة‪ ..‬وطاولة الحوار الكردي‬ ‫ال أجد كلمة ألعرب هبا عن شكري وفخري ابلبيمشركة‬ ‫الرئيس مسعود البارزاين‬ ‫البيمشركة "الذين يواجهون املوت"‬ ‫ان قدســية ورمزيــة البيمشركــة ال تقل عن قدســية ُكردســتان‬ ‫ُ‬ ‫للكــرد‪ ،‬ال تتجــزأ األوىل عــن الثانيــة والعكــس‪ ،‬مرتبطــان‬ ‫كقلــب يف جــم واحــد‪ ،‬تفتخــر األم ُ‬ ‫الكرديــة أبن فلــذة كبدهــا‬ ‫مقاتــل ُكــردي‪ ،‬بيمشركــة‪ ،‬وهــل أغــى مــا لــدى األم أكــر مــن‬ ‫ولدهــا!؟ يعــود أتســيس البيمشركــة اىل عرشينيــات القــرن‬ ‫العرشيــن‪ ،‬مبعــى قبــل ســقوط الدولــة العمثانيــة واهنيارهــا‪،‬‬ ‫مــع وجــود دالئــل تؤكــد ابنــه كان ُ‬ ‫للكــرد قــوات قبليــة نشــأت‬ ‫يف تســعينيات القــرن التاســع عــر‪ ،‬وميكــن ارجــاع تشــكيلها‬ ‫اىل ســنة ‪ ،1889‬وبعــد ســقوط الدولــة العمثانيــة اصبحــت‬ ‫تلــك القــوات اكــر تنظميـ ًـا واقــوى واكــر عـ ً‬ ‫ـددا‪ ،‬الســما حــن‬ ‫بــدأ الكفــاح ُ‬ ‫الكــردي املســلح ضــد املســتعرمين الرهضــم‬ ‫وضــد اصحــاب املصالــح ممــن قمســوا ُكردســتان اىل اربعــة‬ ‫اجــزاء بعــد معاهــدات دوليــة‪ ،‬كســايكس بيكــو‪ .‬ولــكل جــزء‬ ‫ُكردســتاين بيمشركهتــم‪ ،‬وأنــم لهــم الجــزء ُ‬ ‫الكردســتاين يف‬ ‫ً‬ ‫أيضــا‪ ،‬تحــت أمس "بيمشركــة روج"‪.‬‬ ‫ســوراي‬ ‫بيمشركــة روج‪ ،‬أتســس يف ‪ ،12.03.2012‬يف البدايــة كانــت‬ ‫مجموعــة منشــقة مــن ُ‬ ‫الكــرد الســوريني يف الجيش الســوري‬ ‫يف بدايــة مايمســى الثــورة الســورية‪ ،‬ومــع مــرور الســنوات‪،‬‬ ‫تطــوع اآلالف مــن ُ‬ ‫الكــرد الســوريني يف صفوفهــا‪ ،‬وقــادوا‬ ‫معــارك وقدمــوا مالحــم بطوليــة يف الحــرب ضــد تنظــم داعش‬ ‫اإلرهــايب يف إقلــم ُكردســتان‪ ،‬كقــوة مضــن وزارة البيمشركــة‪،‬‬ ‫بجانــب بيمشركــة اإلقلــم‪ .‬ميثــل املجلــس الوطــي ُ‬ ‫الكــردي يف‬ ‫ســوراي‪ ،‬بيمشركــة روج‪ ،‬كغطــاء ســيايس لهــم‪.‬‬

‫الكردي \ ُ‬ ‫الحوار ُ‬ ‫الكردي ‪ -‬السوري‬ ‫الكــردي ‪ُ -‬‬ ‫بــدأ الحــوار ُ‬ ‫الكــردي يف ســوراي برعايــة الــوالايت‬ ‫املتحــدة األمريكيــة‪ ،‬وذلــك بــن أحــزاب املجلــس الوطــي‬ ‫ُ‬ ‫الكــردي وحــزب االتحــاد الدميقراطــي ‪ PYD‬وأحــزاب تــدور‬ ‫يف فلكهــا‪ ،‬تحــت أمس أحــزاب الوحــدة الوطنيــة‪ ،‬الــذي‬ ‫ـوطا كبـ ً‬ ‫أخــد شـ ً‬ ‫ـرا دون مالمــح اتفــاق جــدي حــى هــذه‬ ‫اللحظــة‪ ،‬مــن الناحيــة اإلداريــة والســما العســكرية‪،‬‬ ‫حيــث ملــف بيمشركــة روج آفــا‪ ،‬الــي ال تعــرف هبــا حــزب‬ ‫االتحــاد الدميقراطــي‪ ،‬والــي تشــن بــن كل فينــة وأخــرى‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إعالميــا ضــد تلــك القــوات‪ .‬القــوات الــي حاربــت‬ ‫حــراب‬ ‫ً‬ ‫دفاعــا عــن هويــة املنطقــة‬ ‫فقــط يف إقلــم ُكردســتان‬ ‫وحمايــة شــعهبا ُ‬ ‫الكــردي يف وجــه اإلرهــاب‪.‬‬

‫ان التصاريــح املضــادة الــي تخــرج مــن قيــادات الحــزب‬ ‫املســيطر عــى ُكردســتان ســوراي‪ ،‬حقيقــة األمــر هــي ليســت‬ ‫ضــد وحــدة الصــف ُ‬ ‫الكــردي‪ ،‬بــل العكــس متامـ ًـا‪ ،‬فهــم يقومــون‬ ‫بجهــد كبــر ألنجــاح ذلــك‪ ،‬وان الحــوار مــع املجلــس الوطــي‬ ‫ُ‬ ‫الكــردي‪ ،‬هــم الشــك مــع نجــاح ذلــك‪ ،‬بــرط‪ ،‬ان يكــون‬ ‫املجلــس ُمجــرد موظــف يف مايمســى ابإلدارة الذاتيــة‪ ،‬ال أكــر‬ ‫وأعطــاء الرشعيــة لهــا‪ .‬امــا تصاريحهــم ضــد قــوات "بيمشركــة‬ ‫روج ‪ -‬البطلــة" ينــدرج تحــت ان قبــول البيمشركــة هــذا يعــي‪،‬‬ ‫ال يبــى للحــزب حكــم انهــي والحــزب الواحــد‪ ،‬وهــذا مــا‬ ‫يزعجهــم‪ ،‬املســألة هكــذا ببســاطة‪ ،‬وعليــه‪ ،‬فــأن الحــوارات‬ ‫ـي يمتــى ان ينجــح‪ ،‬لكــن‪ ،‬ان اي حــوار‬ ‫الجاريــة كل ُكــردي وطـ ّ‬ ‫ســيايس دون قــوة عســكرية لطــرف مــا‪ ،‬حــوار خــارس‪ ...‬كمــا‬ ‫ـوي أيضـ ًـا خــارس‬ ‫ان األنتصــار العســكري دون غطــاء ســيايس قـ ّ‬ ‫ُ‬ ‫يف الحــوارات‪ ،‬وعليــه ان ال يتنــازل الطــرف الكــردي األخــر‬ ‫عــن "البيمشركــة" يف الحــوارات‪ .‬أمــا اذا النيــة ان يكونــوا‬ ‫موظفــن ومــدراء البلــدايت‪ ،‬فــا داعــي األنزعــاج مــن خطــاابت‬ ‫حــزب االتحــاد وقادهتــا ومــن يــدور يف فلكهــم!‬ ‫ان وحــدة الصــف ُ‬ ‫الكــردي‪ ،‬يبــدأ مــن امللــف العســكري‪ ،‬وذلــك‬ ‫بقبــول قــوات البيمشركــة ابلعــودة إىل ُكردســتان ســوراي‪ ،‬وبناء‬ ‫أرضيــة جديــدة‪ ،‬يشــارك فهيــا‪ ،‬كل القــوات ُ‬ ‫الكرديــة وتحــت‬ ‫ممســى جديــدة‪ ،‬ومبشــاركة كل الطوائــف وقوميــات املنطقــة‪،‬‬ ‫وبشــأن اإلدارة‪ ،‬يــم ابنتخــاابت حــرة ونزهيــة‪ ،‬امــا أتجيــل ملــف‬ ‫البيمشركــة يف الحــوارات‪ ،‬او ابعادهــا‪ ،‬ال يخــدم الحــوار أبي‬ ‫شــكل‪ ،‬ومصريهــا الفشــل يف األخــر‪ .‬وهــذه مهمــة الراعــي‬ ‫للحــوارات‪ ،‬ان فعـ ً‬ ‫ـا نيتــه جــادة‪.‬‬ ‫فالتنــازل عــن البيمشركــة "أن حــدث" ألجــل مصالح شــخصية‬ ‫أو سياســية يف تلــك اإلدارة‪ ،‬ال يجــوز وخطــأ كبــر‪ ،‬فهــم‬ ‫أبنــاء ُكردســتان ســوراي ولهــم الحــق العــودة إىل منطقهتــم‬ ‫وحمايهتــا وواجــب علهيــم‪ ،‬وهــذا يقــع عــى عاتــق مــن يعتــر‬ ‫ً‬ ‫ممثــا عهنــم واملطالبــة هبــم بقــوة‪ ،‬فنجــاح الحــوار‬ ‫نفســه‬ ‫وقوهتــا يبــدأ مــن هــذا امللــف حــرا‪ً.‬‬

‫الكردي \ ُ‬ ‫ونعم لنجاح الحوار ُ‬ ‫الكردي‬

‫ديوار ‪ - 28‬كانون الثاني ‪2021‬‬

‫سـاروخ‬

‫ان ا‬ ‫لسـينو‬


‫ُ‬ ‫◉عـفــريــن "جيايي كورمينج"‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫جغرافـي ُـتا ‪:‬‬ ‫موقعها و‬ ‫◉‬ ‫َ‬ ‫«عفريــن» عــى ِض ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫عفريــن يف‬ ‫هنــر‬ ‫ت‬ ‫ـــف‬ ‫الزيتــون‬ ‫منطقــة‬ ‫تقــع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أقــى مشــال غــريب ســوراي‪ُّ ،‬‬ ‫يحدهــا ريـ ُ‬ ‫ـزازَ‬ ‫ـرق‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫جه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـ‬ ‫أع‬ ‫ـف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ـب الــي ُ‬ ‫اإلداريــ ِـة مــن الجهــةِ‬ ‫تتبعهــا مــن الناحيــةِ‬ ‫‪ ،‬و مدينـ ُـة حلـ َ‬ ‫ُ‬ ‫إدلــب ‪ ،‬و‬ ‫الغــريب محافظــة‬ ‫الجنــوب‬ ‫الجنوبيــة الرشقيــة ‪ ،‬ومــن‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫المشــال ‪.‬‬ ‫الغــرب و‬ ‫جهــة‬ ‫الرتكيــة مــن‬ ‫الحــدود‬ ‫تحــاذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عفرين و ُ‬ ‫ُ‬ ‫جبالها ‪:‬‬ ‫◉️‬ ‫ٌ‬ ‫جبليــة تبلـ ُـغ مسـ ُ‬ ‫ـاحتا قرابـ َـة (‪ )٣٨٥٠‬كيلــو مــراً‬ ‫ـن منطقـ ٌـة َّ‬ ‫عفريـ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫مرب ً‬ ‫َّ‬ ‫منطقــة‬ ‫هــي‬ ‫عــا ‪ ،‬أي مــا‬ ‫يعــادل ‪ %٢‬مــن مســاحةِ ســوراي ‪ ،‬و َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫كرديــة رصفــة ‪ ،‬حيــث يشـ ِـكل الكــرد نســبة( ‪ )٪٩٥‬فهيــا قبــل عــام‬ ‫‪٢٠١٢‬م ‪ ،‬و هـ َـي واحـ ٌ‬ ‫ـدة مــن ثــاث مراكــزَ رئيسـ َّـي ٍة ُ‬ ‫ـرد الســوريّ ِ َ‬ ‫ني‬ ‫للكـ ِ‬ ‫ـرد‬ ‫إضافــة إىل كــوابين ومحافظــة الحســكة الخاضعــة لسـ ِ‬ ‫ـيطرة الكـ ِ‬ ‫َ‬ ‫ـدود مـ َـع تركيــا ‪ ،‬و يبلـ ُـغ عـ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ـدد ُسـكـــاهنا‬ ‫ـول الحـ ِ‬ ‫الســوريّ ني عــى طـ ِ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫حســب‬ ‫نمســة‬ ‫(‪)٥٢٣٢٥٨‬‬ ‫منطقــة عفريــن‬ ‫ات الحكومــةِ‬ ‫إحصائـــي ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـام ‪٢٠١٢‬م ‪ ،‬و لكـ ّ‬ ‫الســوريةِ عـ َ‬ ‫ـزوح‬ ‫ـن العــدد ارتفـ َـع بسـ ِ‬ ‫ـبب حركـ ِـة الـ ِ‬ ‫َّ‬ ‫املجاورة‬ ‫ـدات‬ ‫ـ‬ ‫البل‬ ‫و‬ ‫ـدن‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫و‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫حل‬ ‫ـ‬ ‫محافظ‬ ‫ـن‬ ‫الداخليــةِ مـ‬ ‫ـةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫بحســب‬ ‫لهــا ليصــل إىل أكــ َر مــن مليــون نمســ ٍة‬ ‫َ‬ ‫اإلدارة ُ‬ ‫كانــت تحكــمُ‬ ‫ْ‬ ‫الكرديَّ ـــةِ الــي‬ ‫إحصائيــات‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫إحتاللهــا مــن قبــل تركيــا و‬ ‫قبــل‬ ‫املنطقــة‬ ‫ِ‬ ‫ـل التابعـ ِـة لهــا مــن املعارضــة الجهاديــة ‪.‬‬ ‫الفصائـ ِ‬

‫‪3‬‬ ‫ُ‬ ‫الــذي اسـ َ‬ ‫ـتغرق حــوايل هشريــن ‪ ،‬و بعدهــا َّ‬ ‫ـيطرة عــى‬ ‫ـت السـ‬ ‫تـمــ ِ‬ ‫املنطقــة أبكملهــا ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫◉ ِّ‬ ‫االسرتاتيجي ُة ‪:‬‬ ‫أهم َّـي ُـتا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تفصـ ُ‬ ‫ـن بـ َ‬ ‫َ‬ ‫ـرات‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫فصائ‬ ‫ـيطرة‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـ‬ ‫منطق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫عفري‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫منطق‬ ‫ـل‬ ‫ـةِ‬ ‫ِ‬ ‫درع الفـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـس و البــاب و أعــزاز يف الــرق عــن‬ ‫الــي تدعمهــا تركيــا يف جرابلـ َ‬ ‫محافظــة إدلــب يف الغــرب‪ ،‬و ابلتــايل َّ‬ ‫َ‬ ‫ســيطرة تركيــا عــى‬ ‫فــإن‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫الحدوديــة‬ ‫املناطــق‬ ‫تحقــق تواصــا جغرافيــا عــى جميــع‬ ‫ِ‬ ‫عفريــن ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ـرب الفــرات و البحــر املتوســط ‪ ،‬و ابلتــايل‬ ‫الواقعــةِ بــن جرابلـ َ‬ ‫ـس غـ َ‬ ‫التواصــل الجغــرايف َ‬ ‫بــن‬ ‫لتحقيــق‬ ‫ة‬ ‫إمكانيــ‬ ‫ٍ‬ ‫القضــاءُ عــى أيــةِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫إيصــال مناطقهــم ببعهضــا‬ ‫ــرد مــن‬ ‫املناطــق‬ ‫ملنــع الك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الكرديـــةِ ‪ِ ،‬‬ ‫البعــض ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ــرد‪َّ ،‬‬ ‫ابلنســبة ُ‬ ‫َّ‬ ‫ــة‬ ‫املقاطعــات‬ ‫فــإن عفريــن هــي إحــدى‬ ‫و‬ ‫الكردي ِ‬ ‫ِ‬ ‫للك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الثالثــةِ ُامل َّ‬ ‫هـمـــةِ يف ســوراي ‪ ،‬و املحافظــة علهيــا ‪ ،‬و الدفــاع عهنــا‬ ‫ـــة ‪ ،‬لــذا َّ‬ ‫َّ‬ ‫وجودي ً‬ ‫ً‬ ‫يتخلــوا عــن َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُيعتــرُ‬ ‫كرديهتــا‬ ‫فإنــم لــن‬ ‫مســألة‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫إيصــال منطقهتــم ابملناطــق‬ ‫إىل‬ ‫يطمحــون‬ ‫ــم‬ ‫أن‬ ‫كمــا‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫بهسولــ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الكرديــة األخــرى ‪.‬‬ ‫ِ‬

‫ـن أكــر مــن (‪ )٣٦٥‬قريـ ًـة و بلـ ً‬ ‫ـم عفريـ ُ‬ ‫و تـ ُّ‬ ‫ـدة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبــرة ومزرعــة ‪ ،‬و أهمهــا مركــزُ‬ ‫صغــرة و‬ ‫مدينــةِ عفريـ َ‬ ‫ـن ‪ ،‬و نواحهيــا السـ َّـت َة ‪ :‬جنديــرس‬ ‫‪ُ ،‬بلبــل ‪ ،‬شــيه‪ ،‬راجــو‪َّ ،‬‬ ‫رشان ‪ ،‬معبطــي ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ســد (‪ ١٧‬نيســان ) يف‬ ‫قــم فهيــا‬ ‫و قــد أ َ‬ ‫منطقـ ِـة ميدانــي ‪ ،‬و تشـ َّـك َل ْت ُبحـ ٌ‬ ‫ـرة خلـ َـف‬ ‫املنطقــة املحيطــةَ‬ ‫َ‬ ‫الســد ‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫جعــل‬ ‫ممـــا‬ ‫ـاف ‪ ،‬كما َّ‬ ‫أن ُشـــهرةَ‬ ‫ابلبحــرة مركــزَ اصطيـ ٍ‬ ‫تكمـ ُ‬ ‫ـن ُ‬ ‫عفريـ َ‬ ‫ـروم‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫زيهت‬ ‫و‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫زيتوهن‬ ‫ـن يف‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ـات والفواكــة فهيــا ‪،‬إضافــة إىل‬ ‫الحمضيـ ِ‬ ‫َ‬ ‫ِغناهــا‬ ‫مبواقعهــا األثريــةِ مثــل ‪ :‬قلعــةِ‬ ‫ِ‬ ‫مسعــان أو ســان ســمون ‪ ،‬و قلعــةِ النــي هــوري أو ســروس‬ ‫دودري ‪ ،‬حيـ ُ‬ ‫ـف َ‬ ‫ـث‬ ‫ـل عــن دارة ومعبدهــا املمـ َّـز ‪ ،‬وكهـ ِ‬ ‫أو قــورش و تـ ّ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫اكت ِشـ َـف ْت فيــه هيـ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ـاكل عظميــة تعـ ُ‬ ‫ـود لعــر النيانــدراتل ‪ ،‬الــذي‬ ‫امليــاد ‪ ،‬و تنتــرُ فهيــا سلســلةٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يعــود إىل (‪ )٨٠‬ألــف ســن ٍة قبــل‬ ‫ِ‬ ‫القــرن‬ ‫العائــدة إىل‬ ‫الكنائــس‬ ‫األديــرة و‬ ‫القدميــة و‬ ‫املعابــد‬ ‫مــن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫التــال‬ ‫مــن‬ ‫العــرات‬ ‫إىل‬ ‫إضافــة‬ ‫‪،‬‬ ‫امليــادي‬ ‫الخامــس‬ ‫و‬ ‫الرابــع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الجس‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫التنقي‬ ‫إىل‬ ‫ـاج‬ ‫ـ‬ ‫تحت‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫األثريــةِ و املواقـ ِـع‬ ‫ـور الرومانيــةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫دة عــى هنـ ِـر عفريـ َ‬ ‫ـن‪ ،‬و جــر «هــره دره «الــذي بنــ ْـت ُه أملانيــا‬ ‫املشـ َّـي ِ‬ ‫َّ‬ ‫ـط حديــد بغــداد ‪ ،‬كمــا متـ ُّـر‬ ‫ـرب‬ ‫العامليــةِ األوىل كجــزء مــن خـ ّ ِ‬ ‫قبـ َـل الحـ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ـر منطقــةِ عفريــن ‪ ،‬و تصـ ُـل‬ ‫سـكــ ُـة الحديـ ِـد القادمـ ُـة مــن تركيــا عـ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫إىل مدينــةِ حلــب ‪ ،‬و قــد بَ َـن ْـتـــها رشكــة أملانيــة يف عهــد الســلطنةِ‬ ‫َ‬ ‫الحــرب العامليــة األوىل ‪.‬‬ ‫قبــل‬ ‫العمثانيــةِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫األسود ‪١٨/١/٢٠١٨ :‬م ‪.‬‬ ‫اليوم‬ ‫عفرين‬ ‫◉️‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫العصــاابت‬ ‫يف هــذا اليــوم شــنت تركيــا هجومــا ابلتعــاون مــع‬ ‫ِ‬ ‫حة ِم َّمــا ُت َّ‬ ‫ـوري عــى عفريـ َ‬ ‫ـن ‪ ،‬و‬ ‫ـي السـ ّ‬ ‫املسـ َّـل ِ‬ ‫مســى ابلجيــش الوطـ ّ‬

‫ديوار ‪ - 28‬كانون الثاني ‪2021‬‬

‫إسماعيل مقداد‬


‫ُ‬ ‫الحالة الحزبية في النظام السياسي لألحزاب الكردية‬

‫‪4‬‬

‫محمــد عبدالكريم‬

‫تعتــر التنظميــات واألحــزاب السياســية ُ‬ ‫الكرديــة أهــم‬ ‫منظمــات املجمتــع املــدين حيــث تمتتــع بخصوصيــة تنبــع مــن‬ ‫طبيعــة مرحلــة التحــرر الوطــي الــي تحملــت هــذه التنظميــات‬ ‫مهماهتــا وأعباءهــا‪.‬‬ ‫كشــفت انتفاضــة ُ‬ ‫الكرديــة يف ‪ ٢٠٠٤‬غياب األحــزاب والتنظميات‬ ‫السياســية عــن دورهــا التعبــوي وعــدم وضــع الرؤيــة بشــأن‬ ‫مهماهتــا يف توجيــه املقاومــة الشــعبية والهنــوض هبــا‪.‬‬ ‫فالتنظميــات يف ظــل تراجــع األحــزاب السياســية تبــى متثــل‬ ‫مدرســة للتنشــئة وقنــوات للمشــاركة الشــعبية وتفعيــل‬ ‫آليــات التنظــم داخــل النظــام‪ ،‬كمــا‬ ‫تنفــرد يف نقدهــا للواقعــي عــى مســتوى‬ ‫األداء املجمتعــي‪ ،‬وهنــا ال بــد مــن توضيــح‬ ‫طبيعــة هــذه التنظميــات الــي متثلــت‬ ‫يف كوهنــا حــركات تحــرر وطــي أخــذت‬ ‫عــى عاتقهــا مســؤولية التحريــر كمــا‬ ‫لعبــت دور األحــزاب السياســية يف‬ ‫ً‬ ‫خصوصــا عندمــا‬ ‫النظــام الســيايس‬ ‫قــررت املشــاركة يف نــوع مــن املعارضــة‬ ‫ضــد النظــام وقيــادة مطاليــب الشــعب‬ ‫مــن اجــل نيــل حقوقــه منــذ ‪ ١٩٥٧‬وحــى‬ ‫وقتنــا الحــايل مؤكـ ً‬ ‫ـدة عــى وجــود الوعــي‬ ‫بــرورة وأهميــة املشــاركة يف املمارســة‬ ‫عــى الســاحة السياســية‬ ‫وكانــت هــذه املشــاركة مــردده وغــر جديــة ‪ .‬وقــد حصــل خلــط‬ ‫بــن العمــل النضــايل والحــزيب ممــا انعكــس عــى مســاهمة‬ ‫األحــزاب يف بنــاء منــاخ تفاعــي تشــاريك‪ ،‬ودور مهــم يف عمليــة‬ ‫املشــاركة السياســية مــن خــال غــرس مفاهــم ومعتقــدات‬ ‫سياســية متــارس دورهــا مــن خــال مــا تقــوم بــه مــن دور‬ ‫مــزدوج يف عمليــة التنشــئة السياســية الــذي يمتثــل يف‬ ‫دعــم الثقافــة السياســية وخلــق ثقافــة سياســية جديــدة‪.‬‬ ‫الثقافــة السياســية ُ‬ ‫الكرديــة مــا زالــت تعــاين مــن غيــاب‬ ‫املكــوانت الدميقراطيــة للمواطــن وذلــك نتيجــة الســمرار‬ ‫االنمتــاءات العشــائرية والعائليــة واملتتبــع للعمــل الســيايس‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫فضــا عــن‬ ‫الكــردي يالحــظ وجــود الكثــر مــن املعوقــات‪،‬‬ ‫التناقضــات والخالفــات عــى املســتوايت الداخليــة والخارجيــة‬ ‫للتنظميــات السياســيه ُ‬ ‫الكرديــة‪ ،‬انهيــك عــن تداخــل مهمات‬ ‫التحــرر الوطــي وعمليــات البنــاء والتأطــر‪.‬‬

‫والســؤال املطــروح اآلن هــل متتلــك هــذه األحــزاب والتنظميات‬ ‫القــدرة عــى خلق ثقافــة جماهرييــة مشــاركاتية؟‬ ‫فنجــاح أي حــزب ســيايس أو فشــله مرهــون مبــدى قدرتــه عــى‬ ‫تحديــد هويتــه السياســية واالجمتاعيــة ودرجــة انســجام‬ ‫خطابــه مــع مصالــح املواطنــن‪.‬‬ ‫يعــد تبلــور الثقافــة السياســية املشــاركاتية مــن أبــرز عوامــل‬ ‫التحــول الدميقراطــي بــل تصبــح الثقافــة املشــاركاتية رضورة‬ ‫للدولــة واملواطــن حــن يــدرك املواطــن أهميــة الدولــة‬

‫ورضورة تفاعلــه مــع النظــام ممــا ينعكــس عــى قــوة النظــام‬ ‫ورشعيتــه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جاهزا للمشــاركة‬ ‫لذلــك مــن املهــم معرفــة مــا إذا كان املجمتــع‬ ‫أم ال‬ ‫وهــل االحــزاب الكورديــه املوجــوده حاليــا عــى الســاحه هــي‬ ‫احــزاب قــادره عــى قيــادة املرحلــه ام هــي عــبء عــى هــذا‬ ‫الشــعب التائــه واملغلــوب عــى امــره‬ ‫وهــل مطلــوب مــن هــذا الشــعب االنقــاب عــى هــذه االحــزاب‬ ‫وعــدم الثقــه بقراراهتــم وتوجهياهتــم الهنــم مســرون حســب‬ ‫اجنــدات اقلمييــه وليــس بيدهــم اي قــرار مصــري‬

‫ـدا عــى الســاحة ُ‬ ‫التناقــض الحــزيب ليــس جديـ ً‬ ‫الكرديــة‪ ،‬فهــو‬ ‫موجــود ومســمر وقــد ترتــب عــى هــذا التناقــض واالختــاف‬ ‫تراجــع يف دور التنظميــات وتراجــع قاعدهتــا الجماهرييــة ممــا‬ ‫يجعلهــا تواجــه أزمــة حقيقيــة‪.‬‬

‫ديوار ‪ - 28‬كانون الثاني ‪2021‬‬


‫انظمة التفاهة وما فوق الوهم‬

‫‪5‬‬

‫ســامي محمــود ابراهيــم \ العراق‬

‫مــن املعلــوم أن العقــل البــري أســاس حركــة اإلنســان يف حياتــه‪ ،‬إذ هو‬ ‫املنظــم واملوجهــة والقــامئ أبمــر الفعــل الواعــي اآلدمــي‪ ،‬لــذا كان وجــوده‬ ‫يف حيــاة االنســان وجــودا خاصــا يف حــد ذاتــه‪ ،‬وكرمــا رابنيــا لبــي آدم عــى‬ ‫ســائر املخلوقــات‪ ،‬يقــول هللا تعــاىل‪ « :‬ولقــد كرمنــا بــي آدم وحملناهــم يف‬ ‫الــر والبحــر ورزقناهــم مــن الطيبــات وفضلناهــم عــى كثــر ممــن خلقنــا‬ ‫تفضيـ ً‬ ‫ـا» صــدق هللا العظــم‪ .‬اإلرساء‪.70،‬‬ ‫إنــه التكــرمي والترشيــف العظــم‪ ،‬إذ يتفــق املفــرون عــى أن التكــرمي إمنــا‬ ‫هــو ابلعقــل واملنطــق وتســخري كل يشء لهــذا الكائــن العجيــب‪ .‬إن العقــل‬ ‫هــو الدعامــة الكــرى الــي بنيــت علهيــا الكثــر مــن مقومــات تكــرمي هللا‬ ‫للبــر‪ ،‬ومــع العقــل كان رس الحضــارة االنســانية وقــوة االجمتــاع البــري‬ ‫عــر الزمــن‪ .‬وبــدون العقــل ال يكــون هنــاك انســان‪ ،‬وال تقــدم وال ريق وال‬ ‫وعــي أبي يشء كان‪.‬‬ ‫وممــا ال شــك فيــه ان التفكــر الناجــح ال أييت مــن فــراغ‪ .‬وال ينبــع مــن‬ ‫مصــدر ســطحي‪ ،‬فعمليــة التفكــر تكــون قويــة عندمــا تعمتــد عــى‬ ‫الحقيقــة والواقعيــة‪ .‬وإن الفكــر اإلنســاين نفســه يتــئ عــى قــدرات ذاتية‬ ‫ممتركــزة يف بنــاء اإلنســان الجمســي والنفــي‪ ،‬وهنــا قــد تختلــف القــدرة‬ ‫الفكريــة مــن شــخص اىل آخــر‪ .‬ولكــن البــد مــن القــول أن القــدرة الفكرية‬ ‫لإلنســان تتوقــف عنــد حــد معــن‪ ،‬مــا مل يــم تغذيــة العقــل ابملعلومــات‬ ‫وبكســب التجــارب والخــرات‪ ،‬لــذا نجــد إن كثــرا مــن الدراســات‬ ‫والبحــوث العمليــة قــد تطــرأ عــى بعهضــا تعديــل أو تغيــر شــامل‪ ،‬ذلــك‬ ‫نتيجــة لتوافــر معلومــات ســاعدت عــى معرفــة الحقيقــة‪ ،‬وهنــاك الكثــر‬ ‫ً‬ ‫أمراضــا خطــرة أو مســتعصية‬ ‫مــن األمــراض الــي كانــت يف زمــن مــا‬ ‫ويعجــز العقــل البــري عــن إيجــاد الــدواء لهــا‪ ،‬وأصبحــت اليــوم بفضــل‬ ‫تقــدم وتطــور العلــم مــن األمــراض الــي ميكــن عالجهــا‪ ،‬وهنــاك أمثلــة‬ ‫كثــرة يف شــى مجــاالت الحيــاة‪ .‬لــذا وممــا تقــدم علينــا يف عــران‬ ‫الحــارض أن نســأل أنفســنا بوضــوح‪ ،‬كيــف نفكــر؟ كيــف نعقــل ‪ ،‬بــل كيــف‬ ‫نتعقــل يف عــر الفــوىض والجنون؟!لقــد وصلــت االنســانية اىل مســتوى‬ ‫الجنــون‪ ،‬فكيــف والجنــون اصبــح آايت مدهشــة يف حكــم زمــن اســتقالة‬ ‫العقــل والتعقــل‪ ،‬اصبــح هنــاك ممارســة علنيــة لعقلنــة الجنــون‪ ،‬منــارس‬ ‫عــادة الــكالم بــن الكــذب والنفــاق‪ ،‬وكأننــا نصعــد املطــر إىل المســاء‪.‬‬ ‫طالبــوا االنســان ابلتعقــل زمــن الفــوىض‪ ،‬علمــا ان التعقــل يف قامــوس‬ ‫الحضــارة املعــارصة تخــاذل وجــن بليــغ‪ ،‬وعــزف عــى وتــر الخنــوع‪ ،‬فــا‬ ‫للجــن عنــوان دوهنــم‪ ،‬وال للخنــوع ملــوك ســواهم‪ ,‬لــذا اهنــار االمــن‬ ‫العاملــي‪ ،‬اهنــارت املفاهــم‪ ،‬اهنــارت االنســانية وهتــاوت‪ ،‬اهنــار النظــام‬ ‫االقتصــادي العاملــي‪ ,‬الن بنــك املفاهــم اإلنســانية فقــد رصيــده يف ســوق‬ ‫النخاســة‪ ,‬وحــرروا فلســطني والعــراق وأفغانســتان مــن أصحاهبــا العــرب‬ ‫واملســلمني‪ ,‬حــى يمتكنــوا مــن احتــال الحيــوان الناطــق يف عقــل‬ ‫اإلنســان‪ ،‬ولــي نصــادق عــى صكــوك الغفــران املمنوحــة لإلنســان الــذي‬ ‫يســتبيح دم أخيــه االنســان‪ ..‬حيمنــا يعلــن جهــرا ان االنســان قتــل الحــق‬ ‫انتقامــا مــن حــواء الــي أغــوت ابــوان آدم عليــه الســام!‬

‫ففــي كتابــه» نظــام التفاهــة» يذهــب «دونــو» إىل أن التفاهــة هــي‬ ‫مرحلــة مــن مراحــل تطــور النظــام الرأمســايل االحتــكاري إذ تحولــت فيــه‬ ‫املهنــة إىل وظيفــة لتمضــن لــك البقــاء فقــط عــى وجــه األرض‪ .‬التفاهــة‬ ‫هــي أن يعمــل العامــل تســع ســاعات يف مصنــع للســيارات دون أن‬ ‫يســتطيع إصــاح عطــل بســيط يف ســيارته‪ ،‬وينتــج العامــل مــواد غذائية‬ ‫ال يســتطيع رشاءهــا‪ ،‬ويبيــع املؤلــف كتبــا عديــدة وال يســتطيع قــراءة‬ ‫ســطر واحــد مهنــا‪ ،‬إذ أصبــح العمــل تغريبيــا وتشــيئيا ال يحقــق ابســط‬ ‫مقومــات الرضــا والعيــش‪ ..‬هــل الزال إبمكاننــا أن هنتــف مــع ماركــس يف‬ ‫ان األوضــاع امليــؤوس مهنــا يف املجمتــع الــذي نعيــش فيــه متــأان ابألمــل‪،‬‬ ‫أو أن نتفــق مــع ســافوي جيجــك يف ان الشــجاعة الحقيقيــة هــي أال‬ ‫نتصــور بديــا آخــر‪ ..‬واالعــراف أبن الضــوء يف هنايــة النفــق مــا هــو إال‬ ‫قطــار مقبــل مــن الجهــة األخــرى»‪.‬؟!‬ ‫ليســت األشــياء مــا يقلــق النــاس ولكــن أفكارهــم عــن األشــياء‪ ،‬كمــا‬ ‫يقــول إبكتيتــوس مــن هنــا يبــدا طــب العقــول أي الفلســفة‪ .‬فــا تنفعــك‬ ‫الوصفــات الطبيــة يف معالجــة الشــعور ابلســأم مــن الرتقــب وتكــرار‬ ‫املشــاهد‪ ،‬علمــا أبن اإلنســان هــو الحيــوان الوحيــد الــذي قــد يشــعر‬ ‫ابمللــل وال يريــد أن يكــون مــا هــو عليــه‪ ،‬حســب تعبــر ألبــر كامــو‪ .‬كيــف‬ ‫يكــون رد الفعــل إذا تطلــب املوقــف أن تفــرض حجــرا صحيــا عــى نفســك؟‬ ‫طبعــا ال توجــد ادويــة للتخلــص مــن امللــل لذلــك مــن األفضــل أن تتقبــل‬ ‫قــدرك‪ ،‬يشــبه الحاكــم الرومــاين القدمــي ماركــوس أوريليــوس اإلنســان‬ ‫املتــرم مــن كل يشء والســاخط مــن كل الوضــع‪ ،‬بخزنيــر األضحيــة الــذي‬ ‫يرفــس ويــرخ‪ .‬ومــن املناســب يف هــذا الصــدد تذكــر قصــة الفيلســوف‬ ‫ً‬ ‫عبــدا إلايفروديتــوس‪ ،‬األخــر نــكل بــه‬ ‫الــروايق إبكتيتــوس الــذي كان‬ ‫وعذبــه بطريقــة غريبــة حيــث وضــع رجــل الفيلســوف يف آلــة التدويــر‬ ‫مرتقبــا رد فعلــه‪ ،‬ومــا مــن صاحــب املختــر إال أن قــال ســتكرسها‪.‬‬ ‫ويف ذلــك صــورة واضحــة لتحمــل الشــدائد والتجلــد‪ ،‬فالحكمــة بــرأي‬ ‫الرواقيــن تكمــن يف قدرتــك عــى أن تفــرق بــن األشــياء مــا ميكــن تغــره‬ ‫ومــا ال ميكــن‪.‬‬ ‫إذا كل مــا يحــدث يف الواقــع فهــو منطقــي‪ ،‬وان فهمنــا للحيــاة يتعمــق‬ ‫كلمــا شــعران ابننــا نعيــش يف الخطــر يقــول نيتشــه « أان أعــرف الحيــاة‬ ‫معرفــة جيــدة ألين كنــت عــى وشــك فقداهنــا» فــكان املــرض أول يشء‬ ‫ملعرفــة الحيــاة‪ .‬وقــد عــرف ســقراط التفلســف أبنــه اســتعداد للمــوت‬ ‫مطالبــا أبن نواجــه هــذا املصــر الحمتــي مثلمــا نواجــه الحيــاة‪ .‬ويــرى‬ ‫ُ‬ ‫ينشــأ يصيبــه الفنــاء وكل مــا يولــد جديــر‬ ‫أنكمسندريــس أن كل مــا‬ ‫ابملــوت‪ ،‬ولــوال الخــوف مــن املــوت ملــا كانــت الفلســفة وال الديــن عــى حــد‬ ‫قــول شــوبهنور‪.‬‬ ‫إذا نجــد ان دور الفلســفة يمتثــل يف هتدئــة املشــاعر الســلبية ومنــع‬ ‫تناســل األهــواء الحزينــة ‪.‬‬

‫إزاء هــذه التناقضــات علينــا أن نضحــك مــلء حناجــران‪ ,‬لنتلمــس بيــت‬ ‫القصيــد‪ ,‬كيــف غــدا الجنــون مــن رحــم اإلنســانية وليــدا‪ ,‬وابت التعقــل‬ ‫دراب مــن األوهــام‪ ،‬حيــث الزال هنــاك متســع مــن إراقــة الــدم الحــرام‪..‬‬ ‫تــرى كــم مــن الوقــت يلزمنــا لنعلــم أن التعقــل يعــي حضــوران والحيــاة ؟‬ ‫يقــوم «االن دونــو» بنــوع مــن المتريــن الفكــري حــول هــذا التحــدي‬ ‫الهائــل واملريــب‪ ،‬والغامــض مــع ذلــك الــذي متــر بــه البرشيــة‪ ،‬ويقصــد بــه‬ ‫التفاهــة املنتــرة‪ ،‬كمــا يؤكــد دونــو أن التافهــن قــد حمســوا املعركــة‪،‬‬ ‫مــن دون قتــال‪ ،‬ربــح التافهــون الحــرب وســيطروا عــى عاملنــا وابتــوا‬ ‫يحكمونــه‪.‬‬

‫ديوار ‪ - 28‬كانون الثاني ‪2021‬‬


‫َّ‬ ‫"املعت" سيارته يف املكان الصحيح؟‬ ‫مىت يركن السوري‬ ‫صنــف َّ‬ ‫ـن قيــادة السـ ّـيارات‪ُ ،‬ت ّ‬ ‫يف فـ ِّ‬ ‫مهمــة ركــن الســيارة يف مكانهيــا‬ ‫الصحيــح‪ ،‬مــن أصعــب املهــام ّالــي رمبــا متــر عــى الســائق يف أثنــاء‬ ‫قيادتــه‪ .‬أيضـ ًـا‪ّ ،‬‬ ‫النظــر مــن املــرآت بعــد أن أيخــذ مســافة ومســاح ٍة‬ ‫ّ‬ ‫يتطلــب األمــر الخــروج مــن‬ ‫كافيــة مــن سـ ّـيارة إىل سـ ّـيارة‪ ،‬ورمبــا‬ ‫السـ ّـيارة لتحقيــق َاملــرد‪ .‬هكــذا بحســب القاعــدة ّ‬ ‫العامــة‪.‬‬ ‫ترتــب ّ‬ ‫املتقدمــة‪ّ ،‬‬ ‫والــي ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل‬ ‫مقابــل ذلــك‪ ،‬يف الــدول األوربيــة‬ ‫ً‬ ‫أمورهــا‪ ،‬تفاصيلهــا وقواعدهــا وفقـ ًـا للمصلحــة ّ‬ ‫العامــة أوال‪ ،‬مث أتيت‬ ‫آليــة الكامــرا‬ ‫ـل غــر مراقــب؛ لكنــه يعكــس ّ‬ ‫ـل عمـ ٍ‬ ‫الطواعيــة يف فعـ ِ‬ ‫ّالــي يرزعهــا املواطــن طواعيــة يف تفكــره‪ .‬واملثــال خــرُ دليــل‪،‬‬ ‫هكــذا يقنعــك األوريب‪.‬‬ ‫نســق‬ ‫مــكان لركــن الســيارات‪ ،‬يتســع لعــر ســيارات وأكــر‪ ،‬يف‬ ‫ٍ‬ ‫مقسـ ًـا إىل أماكــن تتســع لــكل‬ ‫طويــل بعــض الــيء‪ ،‬عــادة يكــون ّ‬ ‫ّ‬ ‫ســيارة عــى حــدا؛ يقــوم أول الواصلــن بصــف ســيارته يف آخــر‬ ‫النســق وقــد تكــون يف مســافة طويلــة‪ .‬تدفعــه إىل املــي ملســافة‬ ‫أكــر عنــد الــزول أو حــى إذا كانــت العــودة مــرة اخــرى لســيارته‬ ‫تتطلــب منــه حمــل الكثــر مــن الحاجــات‪ .‬ابملقابــل‪ ،‬يحــق لــه ركــن‬ ‫الســيارة يف أول الصـ ّـف وميتنــع طواعيــة ويعلــم لــو ّأنــه فعلهــا بذلك‬ ‫يســبب للبقيــة ازدحــام ووقــت إضــايف وصــورة‪.‬‬ ‫غــر ســلمية‪ .‬ايللعجــب!‪ .‬هكــذا يف متتاليــة تشــبه العــزف عــى‬ ‫البيانــو‪ ،‬كل بحســب الســلم املوســيقي‪ ،‬يعــزف والهنايــة لحــن مــن‬ ‫النظــام‪.‬‬ ‫ً‬ ‫متاما‪.‬‬ ‫السوري يختلف األمر‬ ‫عند ّ‬

‫‪6‬‬

‫يف املــوازي اآلخــر‪ ،‬تقــف إيــران‪ ،‬غــر متفــرج وغــر بــريء‪ ،‬عــى‬ ‫العكــس‪ ،‬فهــو الــذي مينــح الســائق الســوري نقــاط إضافيــة تضعــه‬ ‫يف خانــة ســحب اإلجــازة‪ .‬فهــي ّالــي تحمــل الرعــب الســي يف‬ ‫أســفل عربهتــا يف موقفهــا‪ ،‬كان كافيـ ًـا ذلــك‪ ،‬أن تقــدم نفهســا وكل‬ ‫مــا متلــك‪ ،‬مــن أجــل أن يبــى النظــام‪ ،‬وتبــى هــي‪ ،‬وأفكارهــا‪،‬‬ ‫وميليشــياهتا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الــكل تدخــل‪ ،‬الجــار القريــب والبعــد‪ ،‬يف هــذا الــزاع الســوري‬ ‫امللهتــب‪ .‬الــكل تدخــل‪ ،‬حــى الذيــن مل تحــل مشــاكلهم الداخليــة‬ ‫بعــد‪ .‬تركــوا قصهصــم وتســلوا ّ‬ ‫بقصتنــا‪ ،‬أو كمــا قــال أحدهــم‪:‬‬ ‫الصيــدة وضاعــت ّ‬ ‫هتاوشــنا عــى ّ‬ ‫منــا!‬ ‫ّ‬ ‫املعت‪ .‬ملاذا قلت ّ‬ ‫السوري ّ‬ ‫كل ذلك ّ‬ ‫املعت؟‬ ‫ضد ّ‬ ‫املعـ ّـر تقــال للــذي خــاب ّ‬ ‫ظنــه مــن الجميــع ومــن الظــروف‪ ،‬وظـ ّـل‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ويرتنــح مشــاأل ميــن‪ .‬تــرك قضيــة الرجــوع وابت‬ ‫يتعــر يف حياتــه‪،‬‬ ‫يجلــس عــى رصيــف االغــراب وشــوارع القنصليــات‪ ،‬يف كل العــامل‪،‬‬ ‫يبحــث عــن ورقــة وعــن جــواز ســفر‪ ،‬للجــوء‪.‬‬ ‫الكثــر الكثــر‪ ،‬ابت يضــع أمامــه أوراقــه للبــدء يف مراحــل أتليــف‬ ‫كتــاب حياتــه‪ ،‬حالــه حــال كل الســوريني الذيــن ال يرغبــون وال‬ ‫ميلكــون القــدرة عــى يشء‪.‬‬ ‫يبــدأ الكتــاب بقصيــة شــعر‪ ،‬متــدح َّ‬ ‫بحــروف تركيــا أو‬ ‫ويل نِ عمتــه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫إيــران‪ ،‬ويشــحهنا بحســب الحاجــة‪ .‬ال غريــب أن تــرى علمــا أحــر‬ ‫وعمامــة ســوداء تحــول وتجــول فينــا‪.‬‬ ‫أي وبعدين؟‬ ‫ابت الوقــوف‪ّ ،‬‬ ‫والتحــدث وتمسيــة األمــور أبمساءهــا‪ ،‬موضــة قدميــة‬ ‫تضعــك يف خانــة "الغمشــاء"‪.‬‬

‫ـلوك آخــر‬ ‫وهنــا‪ُ ،‬يكــن أن تكــون عمليــة ركــن الســيارة‪ ،‬عاكســة لسـ ٍ‬ ‫وتــرف آخــر عكــس ّالــذي ّ‬ ‫كنــا نتحــدث فيــه يف البدايــة‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫متوســطا ال يكــوي‬ ‫ملحــا‬ ‫هنــا‪ ،‬وأمــام كل تلــك العــذاابت‪ ،‬يضــع‬ ‫جرحــه‪ ،‬ويدفــع ســيارته إىل أقــرب نقطــة ُت ِرب ُ‬ ‫ــك الجميــع‪.‬‬

‫تعالــوا نحــي ّ‬ ‫فــن القيــادة يف السياســة‪ ،‬وطريقــة ركهنــا‪ ،‬مــن‬ ‫خــال أمثلــة الواقــع يف مــرارة الحــرب‪ ،‬يف الــيء الــذي اســتطاع‬ ‫كراجــات ســوريّ ة‪،‬‬ ‫الجميــع فيــه أن يركــن ســيارته ومركبتــه يف ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحــى اآلن يحتــار الســوري ويختــار عــى الــدوام الركــن يف أول‬ ‫ّ‬ ‫الصــف مــن مبــدأ أان ومــن بعــدي الطوفــان‪ ،‬أو أان والخليفــة يف‬ ‫بغــداد‪.‬‬

‫انطر جيدا!‬ ‫هــا هــي الســيارة قادمــة مــن هنــاك‪ ،‬مــن ّ‬ ‫الشــال أو الــرق‪ ،‬ال‬ ‫هيــم!‬

‫بكل بساطة‪،‬‬ ‫هكذا ّ ِ‬ ‫رمبا يتساءل أحدهم؛ كيف؟‬ ‫تركيــا مثـ ً‬ ‫ـا؛ راكــب فاعــل ورئيــي يف الـ ّـزاع الســوري‪ ،‬جــارة متلــك‬ ‫‪ 900‬كيلــو مــر بحدودهــا مــع ســوراي‪ ،‬ووليــة نعمــة اللجــوء األوىل‪،‬‬ ‫الســوريني قبــل أن تبــدأ يف بيعهــم‪.‬‬ ‫ّالــي اســتقبلت ّ‬

‫العربة أن السيارة وبحق الدواليب لن تصف إال يف املقدمة‬ ‫ً‬ ‫مزروعا فينا إىل حد الكفن‪.‬‬ ‫إىل مىت؟ ويبىق‬ ‫وطن دفني‪ ،‬وسيارة مخالفة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املعــر يــر عــى‬ ‫وال يــزال البعــض يلهــث للغنميــة‪ ،‬والشــعب‬ ‫املخالفــة‪.‬‬

‫ال يخــى ّأنــا صاحبــة املعــر الرئيــس للمشــال الســوري‪ ،‬فــوق‬ ‫كل ذلــك‪ ،‬واألهــم‪ ،‬كانــت القاعــدة الخلفيــة القويــة للمعــارض‬ ‫اإلنســانية اآلخــرى‪.‬‬ ‫واملنظمــات‬ ‫ّ‬ ‫بــكل عواملهــا وأهدافهــا وغاايهتــا وركائزهــا يف الكــراج الســوري‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫وموقفهــا ومواقفهــا مــن الفصائــل‪ ،‬وكثــر األمــور غريهــا‪ ،‬وال وقــت‬ ‫للخــوض يف تفاصيــل اثنيــة‪ُ ،‬تبعــدان عــن عمليــة الركــن املرتقبــة‪.‬‬

‫ديوار ‪ - 28‬كانون الثاني ‪2021‬‬

‫أحرم ابلخط الجريء‬ ‫زاوية تكتهبا‪:‬‬

‫نجاح هيفو‬


‫ً‬ ‫نسبييا‬ ‫اعرتافات ليست متأخرة‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫حلمــا‬ ‫عبثــا‪ .‬كان‬ ‫مل يكــن اختيــاري لتلــك املهنــة‬ ‫نقيــا يتــأأل كنجمــة ســاطعة يف مســاء وطــن مل يكــن‬ ‫ابلحســبان أن مســاءه ســتتلبد بغيــوم غامضــة!‬ ‫مل يخيــل إلينــا أن تلــك المســاء النقيــة ســمطر رصاصـ ًـا‪،‬‬ ‫ذات يــوم‪ ،‬يف ظــل الحصــار الــذي تعرضنــا لــه يف حلــب‪.‬‬ ‫قــررت عائلــي الــزوح إىل تركيــا‪ .‬حيهنــا رفضــت الخــروج‬ ‫مــن هــذه املدينــة‪ ،‬وســألته‪:‬‬ ‫ملاذا سنرتك البلد‪ ،‬اي أبتاه؟‬ ‫أفــادين‪ :‬ســأخرج ألجلكــم أنــم!‪ ،‬مل أســتطع تقبــل الفكــرة‬ ‫حيهنــا‪ ،‬فقــررت أن أبــى مــع زمــايئ يف حلــب‪ ،‬ألســاعد‬ ‫مــن هــم بحاجــة إيل‪ .‬كان لزامـ ًـا عــي أن أظــل ألســاعد‬ ‫تلــك الــورود الــي تــزف‪ .‬كان عــي أن أشــد مــن عزميــة‬ ‫النــاس البســطاء‪ ،‬املظلومــن‪ ،‬وأخربهــم أن رشوق‬ ‫المشــس ليــس ببعيــد‪ ،‬و أنــه مثــة ضــوء ســيترسب مــن‬ ‫بــن أصابعنــا ليضيــئ أرجــاء األرض‪ .‬كان هنــاك ثقــب‬ ‫صغــر‪ .‬وأن هــذه البرئاملظلمــة لــن متكــث كمــا هــي‬ ‫عليــه‪ ،‬وســيترسب الضــوء مــن هــذه الثقــوب الصغــرة‪،‬‬ ‫لتنــر هــذا الظــام الحالــك‪ .‬لقــد فضلــت البقــاء تحــت‬ ‫مســاء الوطــن‪ .‬تلــك المســاء الــي ابتــت متطــر رصاصـ ًـا‪،‬‬ ‫واألرض الــي أصبحــت شــوارعها تســيل مهنــا الدمــاء‪،‬‬ ‫وتتعطــر تلــك األرض بدمــاء الطاهريــن!‬

‫‪7‬‬

‫وقفــت عالقــة تلــك الدمعــة فهــي أتىب أن تســقط‪.‬‬

‫إهنــا تحولــت إىل جــرة ترسبــت إىل ذلــك القلــب اليتــم‪،‬‬ ‫لزتيــد مــن ارتباكــه‪ ،‬وتجعــل تلــك الجــرة تتنقــل إىل‬ ‫جميــع أعضــاء ذلــك الجســد‪ .‬تــرى‪ ،‬مــن أيــن لتلــك‬ ‫الــراءة أن تتحــول إىل قــوة يف تلــك اللحظــة العصيبــة‪.‬‬ ‫ذلــك األمل تحــول إىل كتلــة إبــر تغــرز يف ذلــك القلــب‬ ‫اليتــم! وأان أحــاول إنقــاذ آلــن‪ ،‬وإذا أرى صديقــي‬ ‫ســارة تلقــط أنفاهســا األخــرة توصيــي ابلخــروج مــن‬ ‫ســوراي مــن أجــل حيــاة طفلهتــا آلــن‪ .‬نعــم لقــد فارقــت‬ ‫الحيــاة أعــز صديقــايت وهــي بــن يــدي‪ ،‬توصيــي‬ ‫ابحتضــان طفلهتا‪..‬لقــد تحــول قلــي النابــض ابلحيــاة‬ ‫إىل قلــب أمص‪.‬‬ ‫مثــة صــدى تــردد يف املــكان‪ :‬أهيــا الهشــداء‪ ..‬هشــداء‬ ‫الوطــن والحريــة؛ اليــوم‪ ،‬تنــم إليكــم ســارة أحســنوا‬ ‫اســتقبالها‪ .‬ســارة رفضــت الخــروج مــع أهلهــا‪ ،‬وفضلــت‬ ‫البقــاء مــع طفلهتــا اليتميــة‪ ،‬لتبــى يف قلــب معــاانة‬ ‫مدينهتــا الــي كانــت تنضــح ابلــدم‪ ،‬يف أرجــاء أزقهتــا‪.‬‬ ‫ســارة تحولــت حــروف امســك إىل آهــات لتحــرق قلــي‬ ‫اليتــم‪.‬‬

‫لقــد بقيــت مــع أصدقــايئ يف قلــب الحــدث‪ ،‬ألحمــي‬ ‫حلــم الطفولــة والشــباب‪ ،‬ألحمــي مــن هــم بحاجــة إىل‬ ‫أوكســجني الحيــاة ‪..‬كانــت ليلــة قــراء‪ ،‬وكانــت األضواء‬ ‫تختلــط ببعهضــا مــن المســاء واألرض‪ ،‬فتصنــع مهشـ ً‬ ‫ـدا‬ ‫انطباعيـ ًـا طاغيـ ًـا يف رقتــه وهدوئــه‪ .‬كان الهــدوء الــذي‬ ‫يســبق العاصفــة!‬ ‫أجــل؛ كان الهــدوء الــذي يســبق العاصفــة‪ .‬حيــث كنــا‬ ‫خمســة أطبــاء‪ ،‬وتعرضنــا للحصــار‪ ،‬ونحــن قامئــون عــى‬ ‫رأس عملنــا‪ ،‬وفجــأة اختفــوا اصدقــايئ واحـ ً‬ ‫ـدا تلــو اآلخر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أحــدا حــويل‪.‬‬ ‫لقــد تعرضنــا لحصــار عنيــف‪ ،‬وفجــأة مل أر‬ ‫ال أعلــم مــن أيــن أتيــت بــكل تلــك القــوة‪ ،‬ألتحمــل‬ ‫املعــاانة وأن أرى أصدقــايئ مــن حــويل يرحلــون وأرى آخــر‬ ‫نقطــة نــدى تتــرب مــن بــن أصابعــي وأان أنظــر إلهيــا‬ ‫ً‬ ‫ســاكنا‪.‬‬ ‫وال أســتطيع أن أحــرك‬ ‫نعــم‪ .‬إهنــا آلــن‪ .‬تلــك الطفلــة البالغــة مــن العــر خمس‬ ‫ســنوات‪ ،‬وأتحــول إىل جثــة هامــدة‪ ،‬ليــس إبمكاهنــا‬ ‫فعــل يشء ســوى املشــاهدة‪ .‬لقــد تحولــت إىل كتلــة‬ ‫حيــث جميــع مشــاعري اختلطــت يف تلــك اللحظــة‪،‬‬ ‫ديوار ‪ - 28‬كانون الثاني ‪2021‬‬

‫شريين الحسن‬


‫لعبة َ‬ ‫القدر‬ ‫كلمايت مبعرثة ً‬ ‫نوعا ما‬ ‫يتلعمث يف حنجريت الكالم‬ ‫ً‬ ‫عقل مشتت بكرثة األوهام‬ ‫و قلبً ا كالحجر ال يشفع لندمان‬ ‫هدوءً ذايت ليس ُ‬ ‫ُ‬ ‫بعده من إعصار‬ ‫قبله و ال‬ ‫أانمل قلقة تحاول رشح الفقدان‬ ‫ً‬ ‫ملجئا و أمان‬ ‫و عيون تبحث عن‬ ‫أقدام تسري ببطء نحو ما ال تريد‬ ‫و ليس مجبورة عىل الذهاب‬ ‫لكن جسد ابلكامل فقده شغف ابلحياة‬ ‫ال بد بقليل من الروغان‬

‫مع القدر الجميل‬ ‫ٌ‬ ‫بوسط يثري ً‬ ‫فقدا عقل الجميع‬ ‫ليخرجو‬ ‫به حياة ابهتة األلوان‬ ‫ليس من املرغوب ِ‬ ‫يجب من بعد السواد‬ ‫بياض‬ ‫و من بعدهم مزيج زهري و بنفسج‬ ‫لتخرج تلك الصبية أبنىق طلهتا الهبية‬

‫‪8‬‬

‫مرمي حيدر الخطاوي \ العراق‬

‫ُ‬ ‫جذوة إشتياق‬ ‫َ‬ ‫رماد الذاكرة‬ ‫تحت ِ‬ ‫ٌ‬ ‫جذوة إشتاقت‬ ‫لهبوب ُ‬ ‫ريح ِك‬ ‫ِ‬ ‫يك يتقد التنور‬ ‫َ‬ ‫ويشتعل الحنني‬ ‫ُ‬ ‫الصقيع‬ ‫ويذوب‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الذي َ‬ ‫املواقد‬ ‫الزم‬ ‫ٌ‬ ‫جذوة إشتاقت‬ ‫لعودة القطا والدوري‬ ‫ِ‬ ‫التوت‬ ‫لشجرة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هناك وحيدةً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اليت تنام‬ ‫َ‬ ‫األغصان‬ ‫عارية‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الضوء‬ ‫ضيوف‬ ‫هجرها‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ومسار القرم‬ ‫ُ‬ ‫منذ َ‬ ‫ذالك الخريف‬ ‫ٌ‬ ‫جذوة إشتاقت‬ ‫الينبوع‬ ‫لضحكات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذي َّ‬ ‫جف ماءُ‬ ‫عينه‬ ‫ِ‬ ‫امللونة‬ ‫وتعرت الحىص‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫المشس‬ ‫سطوة‬ ‫تتأوه من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫هارب‬ ‫ظل‬ ‫تبحث عن ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫األمسيات‬ ‫هجرت‬ ‫عن أغاين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫أين وحيداً‬ ‫وقرمٌ حزين‬ ‫علو ًا‬ ‫األسوارُ متادت ّ‬

‫االرض‬ ‫رئة‬ ‫تضيق عىل ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫بذراعهيا‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الزعرت‬ ‫فترصخ شتالت‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫والنعناع الربي‬ ‫االختناق‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫كيف َ‬ ‫ُ‬ ‫الربيع‬ ‫رحل‬ ‫َ‬ ‫أغتيل َ‬ ‫عيناك‬ ‫أغمضت‬ ‫يوم‬ ‫هل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫املساء‬ ‫ويوم بكت راوية‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫نجمة‬ ‫أفول‬ ‫عىل ِ‬ ‫المساء‬ ‫حضن‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كم كانت عذبةً‬ ‫َ‬ ‫الشتاء‬ ‫أمسيات‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الحكاايت‬ ‫االرجاء صدى‬ ‫متئل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫املوقد‬ ‫وحول‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الغضة‬ ‫األانمل‬ ‫ِ‬ ‫حبات الكستناء‬ ‫تداعب‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬

‫ديوار ‪ - 28‬كانون الثاني ‪2021‬‬

‫خرض شاكر \ سوراي‬

‫من َ‬ ‫رسق من مدينتنا‬ ‫َ‬ ‫التنور‬ ‫رائحة ُخ ِزب‬ ‫ِ‬ ‫الذي كان ُ‬ ‫املدينة‬ ‫بواابت‬ ‫ميئل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫من َ‬ ‫رسق نبضنا‬ ‫الرشفات‬ ‫وعرى‬ ‫ِ‬ ‫بخور الهيل‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫الذكرايت‬ ‫وطيب‬ ‫ِ‬ ‫َ‬


‫بيين وبيين‬ ‫بيين وبيين‬ ‫مصت مقهور‬ ‫ينتحب وينادي‬ ‫ينشد فضاءات البوح‬ ‫يف آفاق لييل الكئيب الزاهد‬ ‫وجرح عميق ال يلتمئ‬ ‫تهنيدة تلعق الندم والحرسة‬ ‫كفيفة غارقة يف الظالم كنت‬ ‫واليوم أبرصت‬ ‫أنفايس تناهت‬ ‫مل أمت بل عشت‬ ‫بيين وبيين‬ ‫إمتداد الندم مسافر‬ ‫كالعمت املمتد يف عمق الرساب‬ ‫آه تشق الصخر‬ ‫حىت صار الصرب‬ ‫منىف للرؤى والحطام‬

‫َ‬ ‫الطعنة األخرية‬ ‫أخاف‬ ‫أهيا الخريف أخربين كيف‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫نكاية ابلصدأ؟‬ ‫العامل‬ ‫أركل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫كيف أ ُ‬ ‫أخربين َ‬ ‫قايض‬ ‫َ‬ ‫املاء يف روحي‬ ‫سكينة ِ‬ ‫بلعنة النبيذ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫كيف أغادرُ‬ ‫َ‬ ‫الوقت‬ ‫هشاشة‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ينكرس وجه املاء‪.‬‬ ‫دون أن‬ ‫َ‬ ‫األصفر‬ ‫ّأيا الخريف هذا‬ ‫ُ‬ ‫الزعفران اليعنيين‪،‬‬ ‫دعين ُ‬ ‫لوثة التلوين‪،‬‬ ‫أنج من ِ‬ ‫ُ‬ ‫اللون الطاعن‬ ‫ُيربكين هذا‬ ‫ابالشهتاء‪ُ ،‬تربكين ُخ َ‬ ‫طاك‬ ‫ّ‬ ‫الحافة‪.‬‬ ‫عىل‬ ‫مل ُأم ْت بعد‬ ‫علمين َ‬ ‫كيف ّ‬ ‫أرم ُم‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫البحر ألقفزَ‬ ‫خيال‬ ‫ِ‬

‫‪9‬‬

‫خانتين حشود الكلمات‬ ‫قهري مخبوء‬ ‫يف حجريات القلب‬ ‫يف الفناجني‬ ‫وعند العرافات‬ ‫بيين وبيين‬ ‫فؤاد هامئ كلمي ذي بصرية‬ ‫األحالم املضللة‬ ‫العاجزة‬ ‫الشقية‬ ‫تنازلت عهنا راضية مرضية‬ ‫بيين وبيين‬ ‫مهزومة مين ‪...‬‬ ‫خيبات وانكسارات‬ ‫أدين لنفيس ابإلعتذارات‬ ‫سكوت يباغتين ابلصفعات‬

‫فدوى حسن‬ ‫بيين وبيين‬ ‫صدى صاعقا‬ ‫مزق روحي التاهئة‬ ‫فولت بعيدا بعيدا‬ ‫وعادت لرتمم انكسارايت‬ ‫تخلت وتجلت‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الكالم‪.‬‬ ‫خرز‬ ‫فوق ِ‬ ‫ُ‬ ‫علمين َ‬ ‫بزنق‬ ‫ِّ‬ ‫كيف أختال ِ‬ ‫الكستناء ‪ ،‬كما لو ّأن‬ ‫ُ‬ ‫راقصة ابليه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الطعنة األخرية‪،‬‬ ‫أخاف‬ ‫ُ‬ ‫الخرافة‬ ‫طقوس‬ ‫أخاف‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َت ُب َ‬ ‫الجرح‬ ‫فم‬ ‫ِ‬ ‫لوجع القصيدة‪.‬‬ ‫ُِ‬ ‫ُ‬ ‫أسند‬ ‫زمن وأان‬ ‫فمنذ‬ ‫ٍ‬ ‫بهشقة ُ‬ ‫الندامى‪،‬‬ ‫قاميت‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الصباح‬ ‫سياج‬ ‫أميل عىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫زهرة املميوزا‪،‬‬ ‫مثل ِ‬ ‫خيال الربونز‬ ‫وبلهف ٍة من‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫أربط َ‬ ‫النجاة‬ ‫خيط‬ ‫ِ‬ ‫بعيون اآللهة‪.‬‬ ‫ِ‬

‫ديوار ‪ - 28‬كانون الثاني ‪2021‬‬

‫روشن عيل جان‬


a

Kurteçîrok

10

Şanoya bê deng ...!!

D

i nav lîstik, ken û xeyalên zaroktiyê de, welat û Rojava, bi hevalên xwe re mîna teyrên "tilûrên" bihuştê dilîstin û ew di bilindahiya kêf û şahiyê de bûn, pêşeroja sibeyeke xweşiktir bi bişirîna rojan xêz dikirin. Dayîka wan Narîn, berê bi serbilindî û serbilindî li zarokên xwe dinihêrî, û hezkirinek kûr di wê de li hember zarokên xwe yên piçûk dikişand û spas ji Xwedê re ku ew ji bo vê dilxweşiya domdar spasdar bû. Ew roj bi wî awayî derbas bû, şev di ser wan de hat, dema ku Narîn kete xewê xewnek dît ku di nav Berfê de dibeze û li ser tiştê ku heye diqîre. Zarokên wê li ku ne? Ji dijwariya qîrîna wê, mêrê wê Lawîn ji xew şiyar bû û bi evîndarî û dilovanî ew hembêz kir. Çi bi te hat, tu baş î canê min? Serê sibehê, Lawîn çû kar, û Narîn ji wê xewnê di tirs û fikara xwe de ma, û çû mitbaxê da ku xwarinê bibîne. Ji nişka ve, zengilê malê lê da.

ket teqînek bi hêz li nav leyestûka wan ket, birûskê agir ji dengê teqînê belav bû, dayîka wan bilez bezî, kire hawar ji toz û dûmanê nema pêşiya çavên xwe dît, da li ser xwîna zarokên xwe, Welat û Rojava, ka hûn Welat laşê biçbiç bûye û jiyana xwe ji dest daye, Rojava jî ji hişê xwe ketiye lingek yê wê jê bûye, Narîn li bedena xwe çirand, pora xwe dikşîne, dilorîne rondikan ji çavan dibarîne, bav jî gihişt li ser vê şanoya dil şewat berê xwe da hevjîna xwe jê re got: Belê Narîn ew xewna te dît rast bû, ew Berf ev êrîşa dijwar li ser deverên me bû, ew qêrînên te bûn hawar û gaziyên te li ser zarokên te de bera wêneyên, Rojava bibe dîmen û despêk li ser rûpelên kovar û rojnameyan li pêşiya çavên wijdanên merî yê cîhana navnetewî, çawn kenên zarokan dikujin beramberî pilanên navetewî û taybedmendiyên bezirganî.

Tiştekî nû heye? Ne adeta we ye ku hûn di vê demê de werin. Lawîn got ku rewş ne baş e. Vê nîvroyê nûçeya êrîşa Tirkiyê ya li ser deverên me heye. Bilezînin û zarokan amade bikin. Ez ê otomobîlekê bistînim. Zû vegerim baş e! Lawîn çû da ku otombîlekê bîne Narîn, dest bi karê xwe kir. Welêt go dayê ez û Rojava em biçin ber dergehê malê ji xwe re bi lîstûkan bileyizin him xatiran bixwazin ji hevalên xwe dayîka wan jî got tişt pê nayê, hîn ev zarok di nava xweşiya jiyanê de dengê top û hawinan li ser bajêr

Dîwar 28 - Çile 2021


11

Zarok Zarok ciger û dilê mene birêve diçin liser erde liber çavane dûr nakevin tên dîtin ta di xewde ew bo dê û bava hest amanc hêvî kul û derde dimînin di hiş û bala wan ta jiyana xwe jidestde ewê paşeroja welat û gel hebûn dahat û ayinde bi wan niştiman geş û xweş dibe siberoj rûdide

Dê vegerin Êvarê, ta ber destê spêdê Li bin heyvê, dêmê xewnan Dixwînin. Lê xewnên me baskokirîn e, Deriyê xewnan zingar girtîne Pilindir tevina li ser dirêse Em jî, di berbanga sêwî de, Pala mij û dûmên dikin. Tîrêj di nav mijê de Diçin û tên Li me nanirin. Êvarê, di kenara çavan de Çirûskan dipelînin Spêde ya me, bi wan çirûskan

lewra pêwiste ku ew baş bibin kare û amade di her beş û bi her awî bibin bi hîn û perwerde jibo wê herkes ne tenê dê û bav ú mamoste pabende Kimmel û civak hemû kesê berpirsyar û serkirde divê ew pêşkevin çalakî û wêrîn wan navtêde fêrbûn û têgihiştina wan bixwedî be wirde wirde jîrbûn û zanîna wan eşkere bibe nemîne li paş perde pêdivîyên wan dabîn bibe bo daxwazan destekbide di dawî de ew jibo me wek serkeftin û xweş mijde loma herkes wan hembêz bike pişt wan neberde her tişt bo wan pêşkêş bike wek camêr û merde ew nasname û nîşan hêjane dil û can biserde

Mohamed Jumaa

Taştiya xwe destpê dikin Tîrêj li ser lêvan, sirûdan dixwînin Devê birîna dimiçiqînin Aşila vegerê di giyanê penabera de Şîn, dipişkuve. Şopa xewnan dipên Bi şebinema çemê Efrînê û Dîcile Çava vedikin Êşên beyaniyê dişon. Pêlên Meydanikê, Li hemberî vegerê Têêêêr sema dikin Têêêêr lîlî dikin Rabin natebitin. Bi mizgîna vegerê re kêçeliya bikin Pinpinîk û çivîk, Li derdorî zeytûna govenda Ê bigerînin. Sînora biwerivînin Li ber newaya çemê Efrînê Xewnan ê kedï kin Di landika de bihejînin Têr li ba kin.

Nehrî Goranî

Dîwar 28 - Çile 2021


‫صفحاتنا عىل التواصل اإلجمتاعي‬

‫‪Diwar.2018‬‬ ‫‪Diwar_2018‬‬ ‫‪Diwar.2018‬‬

‫‪DîWAR‬‬ ‫مجلة "ديوار" ‪ :‬مجلة مستقلة ‪ -‬هشرية‬

‫سياسية ‪ -‬ثقافية ‪ -‬إجمتاعية ‪ -‬متنوعة‪ُ .‬تعىن ابلشأن ُ‬ ‫الكردي العام‬ ‫ان اآلراء املنشورة يف املجلة ال تعرب ابلرضورة عن رأهيا‬

‫‪Diwar Group‬‬

‫مراسلة املجلة عىل العنوان التايل‬ ‫‪Sino.saroxan@hotmail.com‬‬ ‫‪+7-987-127-09-44‬‬

‫مدير املجلة‬ ‫ساروخان السينو‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.