العـدد "مـئتـــان وسبعة عشر" من مجلة فيلي

Page 1


‫«العهد الجديد» في عراق ما بعد ‪21‬‬

‫دار الكتب والوثائق‬ ‫تداعيات خسارة‬ ‫المخطوطات ومساعي‬ ‫اإلحياء‬

‫‪90‬‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA FOR FAILY KURD‬‬

‫صاحب االمتياز‬

‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليين‬

‫ده‌زگاى رۆشنبیرى و راگه‌یاندنى كوردى فه‌یلى‬

‫‪42‬‬

‫أســرة التحرير‬ ‫رئيس التحرير‬

‫علي حسين فيلي‬

‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬ ‫صادق االزرقي‬ ‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬

‫‪217‬‬ ‫السـنـة الثــــــامنــة عـشـر‬ ‫كانون الثاني‪ /‬ينايــر ‪2022‬‬ ‫رقم االعتماد في‬ ‫نقابة الصحفيين العراقيين ‪1016‬‬

‫المالذ المغري‪ ..‬متقاعدو العراق‬ ‫ينعشون عقارات تركيا في وقت حرج‬

‫‪26‬‬

‫‪50‬‬

‫اإلنتاج السينمائي العراقي ‪..‬‬ ‫بدايات موفقة وانتكاس الحق‬ ‫بتأثير «ثقافة العنف»‬

‫المخدرات ‪. .‬‬ ‫آفة تتسع ومطالبات ببدائل لجمها‬

‫المقال االفتتاحي‬

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫خــوف النســيان وخســارة املواقــع‬ ‫اجــر األطــراف السياســية العراقيــة‬ ‫عــى التدخــل يف كل يشء‪ ،‬مــن‬ ‫تشــكيل الحكومــة والسياســة‬ ‫الداخليــة اىل العالقــات الدوليــة ويف‬ ‫املجــال الثقــايف واالقتصــادي و‪...‬الــخ‪.‬‬ ‫منــذ أمــ ٍد بعيــد التزمــت النخبــة‬ ‫يف هــذه البــاد الصمــت إزاء‬ ‫األزمــات مــن أجــل ّأل يتعــرض‬ ‫وفاؤهــا ووطنيتهــا للنقــد والشــكوك‪.‬‬ ‫يف االوضــاع الحاليــة يف هــذه البــاد‬ ‫فــإن رؤيــة ونظــرة األطــراف الثالثــة‬ ‫الكــورد والســنة والشــيعة بعيــدة‬ ‫عــن بعضهــا ومعقــدة! وبعــد أن‬ ‫اتضحــت مالمــح الكتــل املتحالفــة‬ ‫الثــاث الفائــزة يف االنتخابــات‬ ‫بشــكل اكــر‪ ،‬مــن املهــم أن نعــرف‪:‬‬ ‫ يف ظــل الوضــع الحــايل‪ ،‬فقــد فقــدت‬‫العهــود املاضيــة بريقهــا‪ ،‬وبــات اللجــوء‬ ‫أكــر صوب املبــادرات واملواقــف اآلنية‪،‬‬ ‫وعــى كل جهــة أن تع ـ ّود نفســها عــى‬ ‫الوضــع الجديــد حيــث انــه لتشــكيل‬ ‫الحكومــة ال مجــال كــا يف الســابق‬ ‫لرتاجــع املتحالفــن عــن مواقفهــم‪.‬‬ ‫فمعســكر يف الشــيعة يســر نحــو‬ ‫سياســة الهجــوم‪ ،‬ويحــاول فــرض‬

‫توجهاتــه التــي تقــود عــادة إىل‬ ‫انفـراط عقــد التوافقــات أو االتفاقــات‪.‬‬ ‫ومعســكر للســنة يــرى يف‬ ‫االختالفــات بــن االطــراف االخــرى‬ ‫أمــرا يصــب يف مصلحتــه‪ ،‬فبــن‬ ‫الحنــن إىل األمــس والتخبــط يف‬ ‫الحــارض‪ ،‬تخــل بوصلــة املســتقبل‪.‬‬ ‫ومــن وجهــة النظــر الكورديــة‪ ،‬فــإن‬ ‫املشــكالت السياســية يف العــراق‬ ‫عــى الرغــم مــا يتمخــض عنهــا مــن‬ ‫احتجاجــات أو توتــرات‪ ،‬لكنهــا ال‬ ‫تنتــج عنهــا الحلــول املطلوبــة عــى‬ ‫املــدى القصــر‪ ،‬أو حتــى البعيــد‪.‬‬ ‫فمنــذ أمــد بعيــد كانــت االحــزاب‬ ‫املهيمنــة مســتعدة لدفــع رضيبــة أيــة‬ ‫مواجهــة‪ ،‬واملجتمــع أنهكتــه التجاذبات‬ ‫السياســية‪ ،‬حتــى أنــه يف حالــة وقــوع‬ ‫فــوىض ليــس لديــه موقــف حاســم‪،‬‬ ‫ألنــه مبتــى مبشــكالته االجتامعيــة‬ ‫واالقتصاديــة عــى الرغــم مــن أنــه‬ ‫بعــد إســكات األصــوات املحتجــة‬ ‫حزيــن مــن وجهــة النظــر السياســية‪،‬‬ ‫الفائــزون يف االنتخابــات ومــن دون‬ ‫أن يغــروا وجهــات نظرهــم‪ ،‬يريــدون‬ ‫تغيــر املعطيــات بعيــداً عــن الواقعيــة‪،‬‬ ‫وهــذه ليســت قــراءة براغامتيــة‪.‬‬

‫لــو اتفقــت جهــة مــع اخــرى او‬ ‫مل تتفــق‪ ،‬فــإن ذلــك ال يغــر تلــك‬ ‫الحقيقــة التــي تفيــد بــأن املســتقبل‬ ‫أصعــب بكثــر‪ ،‬حتــى وإن شــاب ذلــك‬ ‫إشــغال اإلعــام باالكاذيــب امللفتــة‬ ‫للنظــر‪ ،‬فــإن الحكومــة لــن تســتطيع‬ ‫يف أوضــاع غــر هادئــة وغــر مســتقرة‬ ‫أن تكــون بعيــدة عــن العــرف االمنــي!‬ ‫النســيج العراقــي املتفــكك‪ ،‬يف أحســن‬ ‫حاالتــه يتطلــب العمــل بصيغــة‬ ‫التوافــق وليــس بأصــوات الصناديــق‬ ‫فقــط‪ ،‬فهــذه السياســية ال تســتطيع‬ ‫ان تحــدد زمنــا ملعالجــة املشــكالت‬ ‫املعقــدة‪ ،‬مثلــا يف أوقــات التجاذبــات‬ ‫وانعــدام وجــود الثقــة بالدميقراطيــة‪،‬‬ ‫ال احــد يعــرف اي قــرار يتــم اتخــاذه‬ ‫وفــق محاصصــة اإلخــوة للســلطة!‬ ‫الحقيقــة تكمــن يف أن الحديــث ال يتــم‬ ‫عــن أســباب كل هــذه األزمــة من حيث‬ ‫منشــأها يف وقــت كان لهــا معنــى واحد‬ ‫وهــو أن املتحالفــن هاجمــوا بعضهــم!!‬ ‫عــى الرغــم مــن أن هــذه املرحلــة‬ ‫ســيتم اجتيازهــا بغثهــا وســمينها ولكــن‬ ‫عقيــدة محــو اآلخــر ســتبقى ومهــا‬ ‫حصــل فــإن العـراق لــن يعــود إىل عهــد‬ ‫مــا قبــل انتخابــات العــام ‪.2021‬‬

‫رقم االيداع في دار الكتب‬ ‫والوثائق ‪ 796‬في ‪2004‬‬

‫‪78‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫السياسة االسكانية في العراق‬ ‫فشل الخطط الخمسية‬

‫السرطان يحاصر‬ ‫السكان ببقعة‬ ‫عراقية‪..‬‬

‫وغياب البديل‬

‫في هذا العدد‬

‫‪34‬‬

‫موت هادئ في‬ ‫طبيعة ملوثة‬


‫فـــ‬

‫كورديــــــات‬

‫في ذكرى رحيله الـ‪35‬‬

‫الذاكرة الكوردية ادريس مصطفى بارزاني‬

‫ ‬

‫االعوام الـ‪ 35‬التي مرت على‬ ‫وفاة ادريس مصطفى بارزاني‪،‬‬ ‫تشكل اليوم يف ذكراه‪ ،‬مناسبة‬ ‫الستعادة شريط حياته الذي هو‬ ‫يف الوقت نفسه‪ ،‬بمثابة شريط‬ ‫ذكريات املسرية الكوردية‪.‬‬ ‫لم يعش ادريس بارزاني حياة‬ ‫مرتفة وال مرفهة‪ ،‬وال عرف‬ ‫شكلها‪ ،‬ال يف طفولته وال يف‬ ‫مراحل الشباب والنضال إىل أن‬ ‫خطفه املوت املبكر يف ‪ 31‬كانون‬ ‫الثاني‪/‬يناير العام ‪ ،1987‬وهو‬ ‫الذي انهمك منذ وعيه املبكر‬ ‫بالقضية الكوردية‪ ،‬وحمل من‬ ‫أجلها السالح للدفاع عن شعبه‪.‬‬ ‫فيــــلي‬

‫‪4‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫كان ادريــس بــارزاين يعــي ثقــل الحمــل‬ ‫واملســؤولية التــي ألقيــت عــى عاتقــه‬ ‫وعــى عاتــق شــعبه خاصــة يف أصعــب‬ ‫املراحــل التــي مــرت بهــا‪ ،‬يف الســتينيات‬ ‫والســبعينيات والثامنينيــات مــن القــرن‬ ‫املــايض‪ ،‬حتى رحيله املفاجئ قبل ‪ 35‬ســنة‪.‬‬ ‫هــي ثالثــة عقــود حفلــت باملعانــاة‬ ‫والنضــال والتضحيــات والعمــل الــدؤوب‬

‫بالنســبة اىل الكــورد‪ ،‬وكان ادريــس بــارزاين‬ ‫يف صدارتهــا‪ ،‬مثلــا كان يف صــدارة العمــل‬ ‫الســيايس‪ ،‬ســواء عــى الصعيــد الداخــي‬ ‫يف العــراق وكوردســتان‪ ،‬أو عــى صعيــد‬ ‫التحــرك الخارجــي واســتخدام عالقاتــه‬ ‫وخربتــه السياســية يف خدمــة قضيتــه‬ ‫التــي يقــول كثــرون ممــن عايشــوه‬ ‫ملجلــة «فيــي»‪ ،‬انــه كان مييــل دومــا‬

‫اىل تغليــب التفاهــات والحــوار مــن‬ ‫أجــل تحقيقهــا طاملــا هنــاك فرصــة‪.‬‬ ‫ومل يــأت ذلــك صدفــة برغــم كل التحــوالت‬ ‫والصدمــات املفاجئــة التــي أملــت بحياتــه‬ ‫وحيــاة شــعبه وعائلتــه‪ ،‬منــذ أن توجــه‬ ‫والــده الزعيــم التاريخــي مصطفــى‬ ‫بــارزاين اىل مهابــاد يف رشق كوردســتان‪،‬‬ ‫عندمــا كان ال ي ـزال طفــا يف عامــه الثــاين‪،‬‬

‫ثــم اضطــرار العائلــة وبينهــم ادريــس‬ ‫للعــودة اىل كربــاء وهــو بعمــر الثالثــة‪،‬‬ ‫ومل يلتئــم الشــمل إال بعــد ســقوط النظــام‬ ‫امللــي يف بغــداد العــام ‪ ،1958‬وعــودة‬ ‫والــده مجــددا مــن االتحــاد الســوفيايت‪.‬‬ ‫يف العــام ‪ ،1961‬كان مــن اوائــل مــن‬ ‫حملــوا الســاح‪ ،‬وخــاض العديــد مــن‬ ‫املعــارك دفاعــا عــن الكــورد‪ ،‬مثلــا كان‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪5‬‬


‫فـــ‬

‫كورديــــــات‬

‫مــن اوائــل مــن خاضــوا نهــج التفــاوض مــع‬ ‫بغــداد يف العــام ‪ 1970‬للتوصــل اىل اتفاقيــة‬ ‫‪ 11‬آذار الشــهرية والتــي وصــف بأنهــا‬ ‫«مهندســها»‪ ،‬عندمــا كان صــدام حســن‬ ‫وقتهــا الرجــل القــوي يف النظــام الحاكــم‪.‬‬ ‫اآلمــال رسعــان مــا تهــاوت مــع ابــرام‬ ‫«اتفاقيــة الجزائــر» بــن شــاه إيــران‬ ‫وبــن حكومــة بغــداد وقتهــا‪ .‬عــبء‬ ‫ســيايس ونضــايل إضــايف القــي عــى‬ ‫عاتــق ادريــس بــارزاين‪ ،‬وشــقيقه‬ ‫مســعود‪ ،‬رفيقــه النضــايل‪ ،‬وتجســد ذلــك‬ ‫عــى ســبيل املثــال يف ثــورة َكــوالن‪.‬‬ ‫يــروي أحــد مــن عــرف ادريــس بــارزاين‬ ‫عــن كثــب ملجلــة «فيــي»‪ ،‬انــه كان يق ّيــم‬ ‫بشــكل صحيــح مــدى ثقــل التكالــب‬ ‫اإلقليمــي واملخططــات السياســية‬ ‫الدوليــة ويــرى ان التصــدي ومناهضــة‬ ‫تلــك املخططــات الكبــرة كانــت خــارج‬ ‫إمكانيــات الشــعب الكــوردي وقيــادة ثــورة‬ ‫كوردســتان يف تلــك الحقبــة التاريخيــة‪.‬‬ ‫ومــن هــذا املنظــور‪ ،‬فــإن ادريــس‬ ‫بــارزاين كان «العــراب االول» بهندســته‬

‫الخارجيــة التــي فرضــت تبعاتهــا عــى‬ ‫القــوى الكورديــة املختلفــة‪ ،‬والتــي كان‬ ‫مــن أبــرز نتائجهــا التمهيــد لقيــام الجبهــة‬ ‫الكوردســتانية‪ ،‬التــي اعلنــت يف ايار‪/‬مايــو‬ ‫‪ ،1988‬اي بعــد وفاتــه بأشــهر قليلــة‪.‬‬ ‫يــروي مــن عــارصوه نفســه ان ادريــس‬ ‫بــارزاين كان مــرا دومــا عــى اســتعادة‬ ‫املــوروث النضــايل املــايض لثــورات بــارزان‬ ‫ومــدى الغنــى املعنوي واالجتامعــي للكفاح‬ ‫الــذي كان يســر وفقــا ملســارين متالصقــن‬ ‫وهــا الفكـران العرفــاين والتحــرر القومــي‪.‬‬ ‫ومــن املعلــوم ان تلــك الجبهــة‬ ‫الكوردســتانية‪ ،‬كانــت هــي الحقــا نــواة‬ ‫الح ـراك الثــوري الــذي قــاد نحــو انتفاضــة‬ ‫العــام ‪ 1991‬التــي مهــدت بدورهــا الطريق‬ ‫أمــام العــراق للتخلــص مــن الحقبــة‬ ‫الدمويــة لصــدام حســن التــي حفلــت‬ ‫باملجــازر ال بحــق الكــورد وحدهــم (ولــو‬ ‫ان نصيبهــم كان رمبــا االكــر عنفــا)‬ ‫وامنــا ايضــا بحــق الشــيعة وغريهــم مــن‬ ‫املكونــات العراقيــة وجــران الع ـراق ايضــا‪.‬‬ ‫كان ادريــس بــارزاين مهمومــا بقضيــة‬

‫للتفاهــات الكوردية‪-‬الكورديــة الداخليــة‬ ‫التــي كانــت ردا منطقيــا وبديهيــا عــى‬ ‫تلــك املخططــات والتحديــات الدوليــة‬

‫النازحــن الكــورد الــذي رشدهــم النظــام‬ ‫عــى مراحــل مختلفــة‪ ،‬ويعمــل بــدأب‬ ‫مــن أجــل تأمــن عودتهــم اىل مناطقهــم‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫وقراهــم‪ ،‬معتــرا ان ذلــك مبثابــة أمانــة‬ ‫يجــب االلتــزام بهــا‪ .‬كان يشــعر انــه‬ ‫قريــب مــن هــؤالء النــاس ومــن معاناتهــم‪،‬‬ ‫ولهــذا فــإن انخراطــه يف العمــل الحــزيب‪،‬‬ ‫مــن خــال تــويل مســؤوليات قياديــة‬ ‫يف الحــزب الدميقراطــي الكوردســتاين‪.‬‬ ‫يف ملســة خاصــة تعكــس شــخصية ادريــس‬ ‫بــارزاين‪ ،‬تــروي الذاكــرة التاريخيــة املالزمــة‬ ‫لــه أنــه كان يف أحاديثــه يــرز موضوعــن‬ ‫مهمــن جــدا وكان يتكلــم بصيغتــن‬ ‫مختلفتــن جــدا‪ ،‬ومل يكــن يســتعمل‬ ‫تلــك الجمــل والكلــات واملصطلحــات‬ ‫اللغويــة التــي كان يســتعملها يف النــدوات‬ ‫واملؤمتــرات واملراســم الرســمية ابــدا مــع‬ ‫النــاس البســطاء ويف اللقــاءات الجامهريية‪.‬‬ ‫ويف الــرد التاريخــي ملجلــة «فيــي»‪ ،‬يروي‬ ‫املقربــون منــه أن ادريــس بــارزاين‪ ،‬وهــو‬ ‫أب الرئيــس الحــايل القليــم كوردســتان‬ ‫نيجريفــان بــارزاين‪ ،‬كان يف الجلســات‬ ‫الخاصــة يحتــل مكانــه بجانــب ابســط‬ ‫النــاس ويتكلــم باللغــة والكلــات التــي‬ ‫يســتعملها إنســان أمــي قــروي كــوردي‪،‬‬ ‫وانــه مــن أجــل إفهــام‬ ‫املجالســن بشــكل افضــل‬ ‫كان يعــزز كالمــه بحكايــة‬ ‫او مثــل شــعبي معــروف‬ ‫لــدى النــاس ومفهــوم‬ ‫لديهــم بشــكل جــي‪.‬‬ ‫مــن هو إدريــس بارزاين؟‬ ‫ولــد ادريــس بــارزاين يف‬ ‫شــهر آذار عــام ‪1944‬‬ ‫مبنطقــة بــارزان‪ ،‬وهــو‬ ‫نجــل الزعيــم الكــوردي‬ ‫مصطفــى بــارزاين‪ .‬وتــويف‬ ‫يف ناحيــة ســيلفان التابعة‬ ‫ملحافظــة اروميــة شــال‬ ‫غــريب إيــران يف عــام‬ ‫‪ 1987‬بنوبــة قلبيــة‪.‬‬ ‫وحــن بلــغ ادريــس‬ ‫بــارزاين مــن العمــر عامــن توجــه والــده‬ ‫الزعيــم الكــوردي مصطفــى بــارزاين‬ ‫ورفاقــه اىل رشق كوردســتان بالتحديــد‬

‫ادريــس بارزانــي كان «العــراب االول» بهندســته‬ ‫للتفاهمــات الكوردية‪-‬الكورديــة الداخليــة التــي‬ ‫كانت ردا منطقيا وبديهيا على تلك المخططات‬ ‫والتحديــات الدوليــة الخارجيــة التــي فرضــت‬ ‫تبعاتهــا علــى القــوى الكورديــة المختلفــة ‪...‬‬ ‫اىل الجمهوريــة الجديــدة مهابــاد‪ .‬وبعــد‬ ‫االحــداث التــي رافقــت قيــام الجمهوريــة‬ ‫الكورديــة‪ ،‬اضطــر البــارزاين األب ورفاقــه‬ ‫التوجــه نحــو االتحــاد الســوفيتي يف‬ ‫مســرتهم التاريخيــة الشــهرية‪ .‬فيــا‬ ‫عــادت األرس والعوائــل البارزانيــة اىل‬ ‫العــراق برفقــة األخ األكــر ملصطفــى‬ ‫بــارزاين‪ ،‬الشــيخ احمــد بــارزاين‪ ،‬حينهــا‬ ‫كان ادريــس بــارزاين يف الثالثــة مــن عمــره‪،‬‬ ‫ولــدى وصولهــم أبعدتهــم الســلطات‬ ‫اىل املناطــق الجنوبيــة مــن العــراق‪.‬‬ ‫وتشــر أدبيــات الحــزب الدميقراطــي‬ ‫الكوردســتاين اىل ان ادريــس بــارزاين التحــق‬ ‫بالثــورة والبيشــمركة منــذ بدايــة انــدالع‬ ‫ثــورة ايلــول بعــد عــودة والــده مــا‬ ‫مصطفــى بــارزاين مــن اإلتحــاد الســوفيتي‬ ‫وتراجــع عبدالكريــم قاســم لتعهداتــه‬

‫التــي قطعهــا‪ ،‬حيــث كان ادريــس‬ ‫بــارزاين أحــد أفــراد املجموعــات األوىل‬ ‫مــن البيشــمركة التــي حملــت الســاح‪.‬‬ ‫بعــد ‪ 9‬ســنوات مــن النضــال مــن أجــل‬ ‫القضيــة ويف املؤمتــر الثامــن للحــزب الــذي‬ ‫عقــد يف ناوبــردان التابعــة لناحيــة كاللــة‪،‬‬ ‫انتخــب ادريــس بــارزاين للمــرة األوىل‬ ‫عضــواً للجنــة املركزيــة للحــزب الدميقراطــي‬ ‫الكوردســتاين‪ .‬ومــع بدايــة التفــاوض مــع‬ ‫الحكومــة العراقيــة مــن أجــل إحــال‬ ‫الســام يف كوردســتان والعــراق اختــر‬ ‫ادريــس بــارزاين وشــقيقه مســعود بــارزاين‬ ‫لعضويــة الوفــد املفــاوض الــذي ضــم كال‬ ‫مــن صالــح اليوســفي ودارا توفيــق وســامي‬ ‫عبدالرحمــن ونافــذ جــال ومحمــود‬ ‫عثــان‪ ،‬ومــن هنــاك انتقــل ادريــس‬ ‫بــارزاين مــن الكفــاح والنضــال املســلح‬

‫اىل النضــال الســيايس والدبلومــايس مــن‬ ‫أجــل قضيــة شــعبه واســتمرت املفاوضــات‬ ‫التــي كان يــرف عليهــا والــده الزعيــم‬ ‫حتــى متكنــت مــن تحقيــق الحكــم الــذايت‬ ‫لكوردســتان العــراق بشــكل رســمي وتــم‬ ‫عقــد اتفاقيــة الحــادي عــر مــن آذار‪.‬‬ ‫لكــن الســلطات يف بغــداد انقلبــت عــى‬ ‫االتفــاق بعــد أربــع ســنوات‪ ،‬مــا ادى‬ ‫بالنتيجــة اىل وقــوع مواجهــة جديــدة‬ ‫والتــي متكنــت خاللهــا الحكومــة العراقيــة‬ ‫مــن إبــرام مــا عــرف باتفاقيــة الجزائــر‪.‬‬ ‫بعــد اتفاقيــة الجزائــر اضطــر ادريــس‬ ‫بــارزاين اىل اللجــوء مــع أرستــه ومجاميــع‬ ‫مــن البيشــمركة اىل ايــران‪ .‬وبــدأ‬ ‫مــع أخيــه مســعود بــارزاين بالتحــرك‬ ‫والعمــل عــى إعــادة التنظيــم الســيايس‬ ‫والعســكري وتهيئــة األجــواء إلعــادة بنــاء‬ ‫التنظيــات الحزبيــة وقــوات البيشــمركة‬ ‫والبــدء بالنشــاطات مــن جديــد‪.‬‬ ‫ويحســب الدريــس بــارزاين ايضــا دوره‬ ‫الفاعــل بعقــد املصالحــة مــع قيــادة‬ ‫االتحــاد الوطنــي الكوردســتاين والحــركات‬ ‫الكوردســتانية االخــرى التــي جــرت‬ ‫يف أواخــر العــام ‪ 1986‬لتصبــح بعــد‬ ‫ذلــك النــواة االوىل لتأســيس جبهــة‬ ‫كوردســتانية موســعة لتظهــر اىل العلــن‬ ‫يف شــهر حزيــران عــام ‪ 1988‬وهــي أول‬ ‫جبهــة سياســية وعســكرية كوردســتانية‬ ‫وعراقيــة تحقــق نجاحــاً مهــا ومتهــد‬ ‫الطريــق النتفاضــة ربيــع آذار عــام ‪.1991‬‬ ‫بعــد انتفاضــة عــام ‪ 1991‬وتحريــر القســم‬ ‫األكــر مــن أرض كوردســتان العــراق‬ ‫(جنــوب كوردســتان) أعيــد جثــان‬ ‫ادريــس بــارزاين برفقــة جثــان والــده‬ ‫واألب الروحــي للكــورد مصطفــى بــارزاين‬ ‫الخالــد يف ‪ 6‬ترشيــن األول مــن عــام ‪1993‬‬ ‫اىل كوردســتان ليــوارى جثامنهــا الــرى يف‬ ‫بــارزان وليصبــح مثواهــا مــزاراً ومرقــداً‬ ‫يؤمــه اآلالف مــن املواطنــن ســنويا‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪7‬‬


‫فـــ‬

‫كورديــــــات‬

‫الكرد جزء من الحل‬

‫وليسوا جزءا‬ ‫من المشكلة!‬ ‫رغـــم ان بغـــداد واربيـــل عاصمـــة إقليم‬ ‫كردســـتان تجمعهمـــا دولة واحدة رســـمية‬ ‫وهي العـــراق‪ ،‬ولكنهمـــا مختلفتـــان تماما‪،‬‬ ‫لـــكل واحـــدة منهمـــا سياســـتها الخاصة‬ ‫واســـراتيجتها املتفردة ‪ ،‬ويف كثري من األمور‬ ‫تظهـــران وكأنهمـــا علـــى طـــريف النقيض‬ ‫اليجمعهمـــا جامـــع وال يربطهمـــا رابـــط‬ ‫مشرتك ‪ ،‬ال السياســـي وال الثقايف وال الوطني‬ ‫وال حتـــى الدينـــي ‪ ،‬كل شـــيء مختلف!‬ ‫محمد واني‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫فــا العراقــي حــاول ان يحســس الكــردي‬ ‫باالنتــاء اىل الوطن»الع ـراق!» وال الكــردي‬ ‫تخــى عــن انتامئــه الوطنــي لكردســتان‬ ‫وخطــى خطــوة جــادة باتجــاه املجتمــع‬ ‫العراقــي ليندمــج فيــه ‪ ،‬كل واحــد لديــه‬ ‫وطــن ينتمــي اليــه ويتغنــى بــه! حتــى وهو‬ ‫يضــع اللبنــات األساســية للدولــة الجديــدة‬ ‫بعــد غــزو القــوات االمريكيــة وحــل‬ ‫الجيــش العراقــي عــام ‪ 2003‬مل يســتغل‬ ‫وجــود قواتــه املســلحة «البيشــمركة»‬ ‫القويــة لبســط نفــوذه يف بغــداد ‪ ،‬بــل‬ ‫غادرهــا فــورا بعــد اســتتباب االمــن فيهــا‬ ‫عائــدا اىل اقليمــه تــاركا الجمــل مبــا حمــل‬ ‫لألحــزاب الشــيعية!‬

‫هكــذا هــو الكــردي يتمســك بوطنــه وال‬ ‫يفــرط فيــه ولــن يقبــل ان يفــرض عليــه‬ ‫االرادات مهــا تعــرض للقصــف الكيميــاوي‬ ‫او اغتصــب ارضــه‪...‬‬ ‫حــاول صــدام حســن ان يجمعهــم يف‬ ‫بوتقــة دولتــه القوميــة بالقــوة ويحتجزهــم‬ ‫يف معســكرات خلــف االســاك الشــائكة‬ ‫كالقطيــع ولكنــه فشــل وذهبــت محاوالتــه‬ ‫ادراج الريــاح! ‪ ،‬بينــا بقــي الكــرد عــى‬ ‫موقفهــم اليحيــدون عــن ثوابتهــم قيــد‬ ‫امنلــة ‪ ،‬وجــاء نــوري املالــي وحــاول ان‬ ‫يرضخهــم لدولتــه الطائفيــة ومــارس ضدهم‬ ‫سياســة التجويــع ليجربهــم عــى الدخــول يف‬ ‫«محــوره املقــاوم!» ولكنهــم رفضــوا التبعيــة‬

‫‪ ،‬وفضلــوا ان يعانــوا مــن ويــات العقوبــات‬ ‫االقتصاديــة الثقيلــة مــن الدخــول يف محــاور‬ ‫وتحالفــات إقليميــة توســعية!‬ ‫ورغــم دعــم الكــرد للدولــة العراقيــة‬ ‫الجديــدة عــام ‪ 2003‬ومســاهمتهم يف بنــاء‬ ‫مؤسســاتها الحيويــة االقتصادية والعســكرية‬ ‫ومشــاركتهم يف حكوماتهــا املتعاقبــة عــى‬ ‫أمــل ان يجــدوا حــا ملشــاكلهم العالقــة مــع‬ ‫الع ـراق بالطــرق الدميقراطيــة ووفــق مــواد‬ ‫الدســتور بعــد ان فشــلوا يف معالجتهــا عــر‬ ‫الحــروب االســتنزافية الطويلــة التــي انهكت‬ ‫الطرفــن! ومــن اهــم واخطــر هذه املشــاكل‬ ‫تلــك التــي تتعلــق باملناطــق الكرديــة التــي‬ ‫تعرضــت لحمــات التهجــر والتعريــب‬

‫الواســعة مــن قبــل الحكومــات العراقيــة‬ ‫املتعاقبــة واملعروفــة ب»املناطــق املتنــازع‬ ‫عليهــا» ومدينــة كركــوك االســراتيجية يف‬ ‫قلــب هــذه املناطــق! ونجــح الكــرد يف ادراج‬ ‫مــادة مهمــة يف الدســتور (املــادة ‪ )140‬لحل‬ ‫االزمــة العقيمــة ولكــن الســلطات العراقيــة‬ ‫مل تنفــذ بنــدا واحــدا منهــا لحــد االن!‬ ‫وظلــت العالقــة بــن إقليــم كردســتان‬ ‫والحكومــة العراقيــة متوتــرة دامئــا تشــوبها‬ ‫الحــذر والرتقــب ‪ ،‬رغــم مشــاركة الكــرد‬ ‫يف الحكومــة والربملــان ‪ ،‬ولكــن املخــاوف‬ ‫مــن تك ـرار مأســاة املــايض القريــب ظلــت‬ ‫ماثلــة امــام اعــن الكــرد ‪ ،‬ولــدى العراقــي‬ ‫باملقابــل تحفظــات عــى الكــردي ســواء كان‬ ‫رئيســا للجمهوريــة او وزي ـرا فانــه يف نظــره‬ ‫«دخيــل» جــاء لينهــب ثــروات الوســط‬ ‫والجنــوب النفطيــة!‬ ‫رغــم ان حصــة إقليــم كردســتان مــن‬ ‫ميزانيــة الدولــة العراقيــة اقــل بكثــر مــن‬ ‫نســبة ‪ 12%‬بينــا ال ‪ 88%‬االخــرى تذهــب‬ ‫اىل جيــوب املرتبعــن عــى الســلطة دون‬ ‫ان يرصفــوا فلســا واحــدا عــى التنميــة‬ ‫واالعــار والخدمــات حتــى تحولــت بغــداد‬ ‫اىل مدينــة اشــباح! اســوء مدينــة يف العــامل ‪،‬‬ ‫ال تصلــح للعيــش اآلدمــي بحســب منظمــة‬ ‫الشــفافية الدوليــة!‬ ‫رغــم ان الكــرد قــد جربــوا قــادة الشــيعة‬ ‫ومل يــروا فيهــم خــرا قــط ! ال للعــراق وال‬ ‫إلقليــم كردســتان ‪ ،‬فانهــم اضطــروا ان‬ ‫يغــروا مــن وجهتهــم ويخوضــوا تجربــة‬ ‫جديــدة مــع شــخص آخــر هو»مقتــدى‬ ‫الصدر»علــه يطبــق الدســتور ويعمــل وفــق‬ ‫طروحاته»اإلصالحية»ويختلــف عــن بقيــة‬ ‫قــادة الشــيعة مــن «بياعــي الشــعارات!»‬ ‫ويحــل االزمــة الكرديــة املزمنــة ‪ ،‬فالكــرد‬ ‫مــع الحــل الســلمي وفــق الدســتور وهــم‬ ‫جــزء مــن الحــل وليســوا جــزءا من املشــاكل‬ ‫كــا رددهــا رئيــس اإلقليم»نيجريفــان‬ ‫بارزاين»عــى اســاع العراقيــن يف كل‬ ‫مناســبة!‬ ‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪9‬‬


‫فـــ‬

‫الملف الفيلي‬

‫«أوراق لم تنشر»‪..‬‬

‫عندما ارتوى كورد فيليون على يد دهوكيين خلف قضبان «الرهيب»‬ ‫كثيــرة هــي محطــات الخــوف واالضطهــاد‬ ‫التــي مــرت علــى العراقييــن فــي زمــن الحكــم‬ ‫بــارزا‬ ‫معلمــا‬ ‫الدكتاتــوري‪ ،‬إال أن بعضهــا بــات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫علــى الظلــم والوحشــية التــي راح ضحيتهــا‬ ‫عشــرات اآلالف وتركــت فــي مــن حالفــه الحــظ‬ ‫آثارا جســدية ونفســية‪.‬‬ ‫وبقــي علــى قيــد الحيــاة‬ ‫ً‬ ‫فيلي‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪11‬‬


‫فـــ‬

‫الملف الفيلي‬

‫ســجن «نقــرة الســلامن» واحــداً مــن تلــك‬ ‫املعــامل الــذي كان مجــرد ذكــر اســمه يثــر‬ ‫الرعــب والشــعور بالنهايــة يف النفــوس‪ ،‬ويف‬ ‫كتــاب «أوراق مل تنــر» يتحــدث مؤلفــه‬ ‫يونــس عبــد العزيــز‪ ،‬وهــو مهنــدس طــرق‬ ‫وجســور ممــن شــاركوا يف تشــييد طريــق‬ ‫عنــد الســجن الــذي يقــع يف صحـراء قاحلــة‬ ‫بقضــاء نقــرة الســلامن التابــع محافظــة‬ ‫املثنــى جنــويب الع ـراق‪.‬‬ ‫يتحــدث عبــد العزيــز‪ ،‬املولــود يف عــام‬ ‫‪ ،1950‬يف كتابــه عــن محطــات مميــزة‬ ‫مــن حياتــه‪ ،‬منهــا حضــوره حــن كان طفـ ًا‬ ‫يف العــام ‪ 1957‬عنــد افتتــاح آخــر ملــوك‬ ‫العــراق فيصــل الثــاين‪ ،‬لجــر الســويس‬ ‫يف املوصــل‪ ،‬حيــث كان املؤلــف تلميــذا يف‬ ‫الصــف األول االبتــدايئ مبدرســة نينــوى‪.‬‬ ‫يقــول عبــد العزيــز يف مذكراتــه أن ســجن‬ ‫نقــرة الســلامن «الرهيــب» حســب وصفــه‪،‬‬ ‫تــم بنــاؤه يف العــام ‪ 1969‬بتوجيــه مــن‬ ‫قبــل نظــام البعــث الحاكــم آنــذاك‪ ،‬بــد ًال‬ ‫مــن الســجن القديــم‪.‬‬ ‫ويوضــح ملجلــة «فيــي» «طلبــوا م ّنــا‬ ‫انشــاء طريــق حديــث بطــول حــوايل ‪150‬‬ ‫كيلومــراً مــن نقــرة الســلامن واىل الحــدود‬ ‫الســعودية جنوبــاً‪ ،‬وبدورنــا نحــن طلبنــا‬ ‫حفــر ابــار ارتوازيــة ملرشوعنــا يف كل عــرة‬ ‫كيلومــرات عــى طــول مســار الطريــق‪،‬‬ ‫وكانــت ميــاه بــر واحــدة فقــط صالحــة‬ ‫للــرب»‪.‬‬ ‫ويضيــف ان «محافــظ املثنــى زار املــروع‬ ‫يف ســنة ‪ 1985‬ثــم طلــب مــن مهنــديس‬ ‫دهــوك العاملــن هنــاك اصطحابــه لزيــارة‬ ‫املعتقــل الجديــد الرهيــب يف نقرة الســلامن‬ ‫حيــث تبــن لهــم ان هنــاك اكــر مــن ‪500‬‬ ‫مــن الشــباب الكــورد الفيليــن محتجــزون‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫«بعــض معــارف الســجناء مــن جيرانهــم فــي‬ ‫بغــداد كانــوا يزورونهــم مــرة فــي الشــهر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وكنــا نراهــم وهــم يتوجهــون بالســيارات الــى‬ ‫المعتقــل لكــن الحظنــا ان هــذه الزيــارات‬ ‫بــدأت تقــل تدريجيـ ًـا حتــى انقطعــت وحينهــا‬ ‫توقعنــا انــه تــم نقــل الســجناء الى مــكان آخر‪،‬‬ ‫لكــن تبيــن بعــد ذلــك انــه تمــت تصفيتهم»‪.‬‬ ‫هنــاك بعــد ان تــم تســفري وتهجــر ذويهــم‬ ‫اىل اي ـران بعــد ســنة ‪.»1980‬‬ ‫ويتابــع عبــد العزيــز «هنــاك داخــل اســوار‬ ‫املعتقــل الرهيــب اشــتىك املحتجــزون‬ ‫الفيليــون مــن قلــة ميــاه الــرب والتــي‬ ‫تــأيت مــن مدينــة الســاوة مركــز محافظــة‬ ‫املثنــى وتكــون ســاخنة بســبب ارتفــاع‬ ‫درجــات الح ـرارة يف الصح ـراء حيــث يتــم‬ ‫نقلهــا بعجــات حوضيــة»‪.‬‬ ‫ويشــر اىل ان «املهندســن الكــورد عرضــوا‬ ‫تجهيــز املعتقــل كل يــوم بكميــات كافيــة‬ ‫مــن ميــاه الــرب للمعتقــل‪ ،‬كــا عرضــوا‬ ‫أيض ـاً تســوية الســاحة الداخليــة للمعتقــل‬ ‫وعمــل ســاحات كبــرة داخلهــا اللعــاب كرة‬ ‫القــدم والســلة والطائــرة ليتســنى للســجناء‬ ‫قضــاء وقــت الفــراغ ومامرســة األلعــاب‬ ‫الرياضيــة‪ ،‬وقــد القــى ذلــك تقدي ـراً عالي ـاً‬ ‫مــن الســجناء خاصــة عندمــا علمــوا ان‬ ‫املهندســن هــم كــورد مــن دهــوك»‪.‬‬ ‫وأشــار عبــد العزيــز اىل انهــم «اقرتحــوا‬ ‫ترميــم ســاحة الســجن وتســويتها مــن‬ ‫االتربــة والغبــار‪ ،‬وقــد قــام املحافــظ‬ ‫بتوجيــه الشــكر للمهندســن امام الســجناء‪،‬‬ ‫كــا ان الســجناء قامــوا بالتصفيــق لهــم‬ ‫ايضــا بعــد ان تخلصــوا مــن معانــاة طويلــة‬ ‫يف الســجن جـراء قلــة ميــاه الــرب وعــدم‬

‫وجــود وســيلة للتمــرن واملحافظــة عــى‬ ‫لياقتهــم البدنيــة»‪.‬‬ ‫ويواصــل املهنــدس يونــس عبــد العزيــز‬ ‫حكايتــه عــن الســجن‪ ،‬قائــا ان «بعــض‬ ‫معــارف الســجناء مــن جريانهــم يف بغــداد‬ ‫كانــوا يزورونهــم مــرة يف الشــهر‪ ،‬وك ّنــا‬ ‫نراهــم وهــم يتوجهــون بالســيارات اىل‬ ‫املعتقــل لكــن الحظنــا ان هــذه الزيــارات‬ ‫بــدأت تقــل تدريجيــاً حتــى انقطعــت‬ ‫وحينهــا توقعنــا انــه تــم نقــل الســجناء اىل‬ ‫مــكان آخــر‪ ،‬لكــن تبــن بعــد ذلــك انــه‬ ‫متــت تصفيتهــم»‪.‬‬ ‫ويختــم عبــد العزيــز حديثــه بالقــول «بعــد‬ ‫عــام ‪ 1987‬تــم نقــل املؤنفلــن واملعتقلــن‬ ‫البارزانيــن الكــورد اىل ذلــك املعتقــل يف‬ ‫نقــرة الســلامن ومعتقــل (البصيــة) والــذي‬ ‫يبعــد عــن نقــرة الســلامن مســافة ‪180‬‬ ‫كيلومــراً باتجــاه الجنــوب الرشقــي يف‬ ‫الصحــراء الجنوبيــة»‪.‬‬ ‫وأطلقــت تســمية «مدينــة الســجون» عــى‬ ‫قضــاء الســلامن عــام ‪ 1928‬عندمــا قــام‬ ‫االنكليــز إبــان احتاللهــم للعــراق‪ ،‬ببنــاء‬ ‫قلعــة الســلامن لصــد الهجــات التــي‬ ‫تقــوم بهــا الحــركات الوهابيــة آنــذاك‬ ‫ومقــرا إلدارة الباديــة الجنوبيــة‪ ،‬ويف عــام‬ ‫‪ 1948‬تــم تحويــل القلعــة إىل ســجن‪ ،‬كــا‬

‫تــم عــام ‪ 1981‬بنــاء قلعــة اتخــذت مق ـرا‬ ‫لحــرس الحــدود ثــم تحولــت الحقــا إىل‬ ‫ســجن‪.‬‬ ‫ويف زمــن أول رئيــس للعـراق يف عهــد حزب‬ ‫البعــث احمــد حســن البكــر تــم بنــاء ‪120‬‬

‫دارا إلســكان البــدو الرحــل‪ ،‬وتحولــت يف‬ ‫مثانينــات القــرن املــايض اىل ســجون أيضــا‪.‬‬ ‫ويقــع قضــاء الســلامن يف باديــة الســاوة‬ ‫وســط وا ٍد كبــر‪ ،‬ويبلــغ عــدد ســكان‬ ‫القضــاء حســب وزارة التخطيــط ‪9348‬‬

‫ألــف نســمة يعيــش الغالبيــة منهــم عــى‬ ‫تربيــة املــوايش واالبــل والزراعــة التــي‬ ‫تعتمــد بدورهــا عــى اآلبــار االرتوازيــة‪.‬‬ ‫فيــا يقــول حبيــب مالــح رئيــس املجلــس‬ ‫البلــدي يف قضــاء الســلامن «هنــاك خمســة‬ ‫ســجون يف القضــاء هــي ســجن السياســيني‪،‬‬ ‫والقلعــة‪ ،‬وليــة‪ ،‬والشــيحات‪ ،‬وأخــرا ابــو‬ ‫الجــد‪ ،‬وكان النظــام الســابق يســتخدم تلــك‬ ‫الســجون مــن اجــل تصفيــة كل خصومــه‬ ‫او كل مــن يعــرض عــى سياســة حــزب‬ ‫البعــث لهــذا أصبحــت املدينــة معروفــة‬ ‫لــدى العراقيــن بســجونها وبعدهــا عــن‬ ‫مركــز املحافظــات»‪.‬‬ ‫وطالــب مالــح بتحويــل تلــك الســجون اىل‬ ‫متاحــف لتبقــى شــاهدا عــى مامرســات‬ ‫النظــام الســابق بحــق الكــورد الفيليــن‬ ‫والبارزانيــن وغريهــم وايضــا تتحــول‬ ‫ملكيــة تلــك الســجون اىل وزارة الســياحة‬ ‫واالثــار مــن اجــل تأهيــل البنايــات وفتــح‬ ‫ابوابهــا امــام املواطنــن‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪13‬‬


‫فـــ‬

‫الملف الفيلي‬

‫الكوت واشتقاقاتها‪:‬‬

‫ ‬

‫الكوتي‪ ،‬الكرتي‪ ،‬الكردي‬ ‫مؤيد عبد الستار‬

‫مدينــة الكــوت إحــدى أجمــل مــدن‬ ‫وســط الع ـراق الواقعــة عــى نهــر دجلــة‬ ‫الــذي يلتــف مطوقــا املدينــة التــي كانــت‬ ‫تتعــرض للفيضــان يف العهــود الغابــرة‬ ‫حتــى شــيد الربيطانيــون ســدة الكــوت‬ ‫الشــهرية عــى نهــر دجلــة أواســط القــرن‬ ‫العرشيــن‪ ،‬فازدهــرت املدينــة بعيــدا عــن‬ ‫الدمــار الــذي كان يجلبــه الفيضــان ‪.‬‬ ‫كانــت مدينــة الكــوت عــى عالقــة وطيــدة‬ ‫تاريخيــا مــع عيــام وطــرق مواصالتهــا‬ ‫الربيــة ‪ -‬طريــق القوافــل ‪ -‬الــذي ميــر‬ ‫مبدينتــي بــدرة وزرباطيــة ‪،‬وهــا مدينتــان‬ ‫كرديتــان أغلبيــة ســكانهام مــن القبائــل‬ ‫الكرديــة الجنوبيــة ( الفيليــة )‪.‬‬ ‫تعــود تســمية الكــوت اىل الشــعب الكــويت‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫الــذي كان يدعــى كوتــو ويدعــى ايضــا‬ ‫كاردو وكذلــك جوتــو ويذهــب مؤلــف‬ ‫كتــاب االكــراد ‪،‬أحمــد تــاج الديــن ‪،‬‬ ‫طبعــة القاهــرة ‪ 2001 ،‬يف صفحــة ‪ 16‬اىل‬ ‫أن ( الجوتــو هــم أصــل أكــراد الشــال‬ ‫والجنــوب عــى حــد ســواء ‪ ،‬فعلــاء‬ ‫الحضــارات أثبتــوا أن املدنيــة التــي قامــت‬ ‫يف منطقــة كرماشــان وهمــدان هــي مــن‬ ‫نــوع نفــس املدنيــة التــي خلفهــا الجوتــو‬ ‫يف الشــال يف كاردوكيــا وميديــة ويف‬ ‫آشــورية ألن قبيلــة الكلهــر الحاليــة تعتقــد‬ ‫ وتؤيدهــا االثــار التــي تــم العثــور عليهــا‬‫يف تلــك املناطــق ‪ -‬انهــا مــن نســل ( جودرز‬ ‫) وهــذه الكلمــة معناهــا زعيــم الجوتــو ‪،‬‬ ‫كــا ان الجــوران ‪ -‬قبيلــة كرديــة جنوبيــة‬

‫ يؤكــدون أنهــم مــن ذريــة جــودرز بــن‬‫كيــو الــذي كان لــه ابــن يســمى ( رحــام‬ ‫) ‪ ..‬وهــو املعــروف عنــد العــرب بنبوخــذ‬ ‫نــر الــذي تــوىل العــرش فيــا بعــد‬ ‫وســمي خلفــاؤه مــن ســالته مــن امللــوك‬ ‫بالجــوران وقــد وجــدت لــه نقــوش عــى‬ ‫أحجــار قــر شــرين ‪ -‬مدينــة يف عيــام‬ ‫مقابــل مدينــة خانقــن ‪.-‬‬ ‫حكــم الكوتيــون بــاد ســومر عــدة‬ ‫قــرون وان الجيــش الكــويت الــذي هــزم‬ ‫نــارام ســن ‪ -‬ســيطر عــى ســومر واكــد‬ ‫ولجــش حتــى القــرن الخامــس عــر ق‬ ‫‪.‬م ‪ .‬وتذهــب املســترشقة الليــدي دراور يف‬ ‫كتابهــا الرابطــة اللغويــة لالســاء الكرديــة‬ ‫ان كاردا ‪ ،‬كارادا ‪ ،‬كاردايــه ‪ ،‬كاردوهــي ‪،‬‬

‫كورتــويف ‪ ،‬كوردايــا ‪ ،‬كاردو ‪ ..‬الــخ هــي‬ ‫اســاء مختلفــة المــة واحــدة هــي االمــة‬ ‫الكرديــة القدميــة ‪ .‬ينظــر االكــراد ‪ ،‬تــاج‬ ‫الديــن‪.‬‬ ‫ثبت باسامء بعض الشعوب الكردية ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬اللولــو ‪ :‬اقــوام كرديــة تنتــر يف عيــام‬ ‫ومتتــد حتــى الســليامنية وهــم عــى جانب‬ ‫كبــر مــن التقــدم واملدنيــة ‪ ،‬ويعــدون‬ ‫اجــداد اللــور الحاليــن‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الكوتيــون ‪ :‬كانــوا يحكمــون بالد ســومر‬ ‫واكــد واقامــوا دولــة دامــت لعــدة قــرون‬ ‫‪ ،‬وهــم الفــرع االهــم الــذي ينتســب اليــه‬ ‫الكــرد ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الــكاس أو الكاشــيون ‪ :‬وهــم مــن‬ ‫ســكان كرماشــان ‪ ،‬اســتولوا عــى بابــل‬

‫وشــكلوا دولــة قويــة دامــت ‪ 6‬قــرون ثــم‬ ‫انســحبوا اىل لورســتان الحاليــة ‪ ،‬واندمــج‬ ‫تاريخهــم بتاريــخ اللــور ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الســوباري ‪ :‬انتــروا يف وادي الرافديــن‬ ‫وســوريا وبــاد االناضــول ودخلــوا يف‬ ‫حــروب مــع الدولــة االشــورية يف القــرن‬ ‫الحــادي عــر قبــل امليــاد ‪ .‬ظهــر بعدهــم‬ ‫الكاردوخــي ثــم الكــرد وهــم الذيــن‬ ‫توحــدوا مــع امليديــن حــوايل ‪ 550‬قبــل‬ ‫امليــاد‪.‬‬ ‫‪ 5‬املــاد او امليديــن أهــم القبائــل الكرديــة‬‫التــي اسســت دولــة ميديــا عــام ‪ 701‬قبــل‬ ‫امليــاد وامتــد ســلطانها مــن همــدان اىل‬ ‫بحــر الخــزر شــاال ‪ ،‬حتــى ســقوطها عــى‬ ‫يــد كــورش الكبــر ‪ .‬نفــس املصــدر ‪.‬ص‪.22‬‬

‫ظــل اســم الكــوت يطلــق عــى مــدن‬ ‫اخــرى مثــل كــوت العــارة ويذهــب‬ ‫البعــض اىل ان اســم دولــة الكويــت هــو‬ ‫تصغــر للكــوت‪ .‬وتبقــى هــذه التفســرات‬ ‫غــر وافيــة ملعرفــة أصــل التســمية لكنهــا‬ ‫تلقــي ضــو ًء عــى الغمــوض الــذي رافــق‬ ‫إســم املدينــة ‪.‬‬ ‫‪..........................................................‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫* مالحظة ‪ :‬ورد يف موسوعة ويكيبيديا‬ ‫الكــوت كلمــة تســتخدم يف بلــدان رشق‬ ‫الجزيــرة العربيــة والعـراق وتعنــى القلعــة‬ ‫أو الحصــن‪ ،‬قيــل أن اصلهــا برتغــايل أو‬ ‫هنــدي وهــي يف اللغتــن تعنــي القلعــة‪ ،‬أو‬ ‫هــي عربيــة مــن كلمــة قــوت‪..‬‬ ‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪15‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫حصاد الوالية الثانية‪..‬‬

‫«لعبة السياسة» التي أجادها الحلبوسي بوقت قصير‬

‫عــودة قويــة ســجلها محمــد الحلبوســي لتولــي رئاســة‬ ‫ثانيــة لمجلــس النــواب العراقــي‪ ،‬وهــو انتصار فرضته‬ ‫المهــل الدســتورية فيمــا بعــد انتخابــات العاشــر مــن‬ ‫تشــرين األول ‪ ،2021‬وهــو مــا فتــح الطريــق أمــام‬ ‫المهلــة الدســتورية الثانيــة التــي تقتضــي انتخــاب‬ ‫رئيــس جديــد للجمهوريــة خــال ‪ 30‬يومـ ًـا‪.‬‬ ‫فيلي‬

‫فــوز الحلبــويس «الســاحق» بواليــة‬ ‫ثانيــة‪ ،‬جــاء بعــد حصولــه عــى أصــوات‬ ‫‪ 200‬نائــب يف جلســة اختيــار رئيــس‬ ‫الربملــان بدورتــه الخامســة‪ ،‬وتغلبــه عــى‬ ‫منافســه األكــر ســناً محمــود املشــهداين‪،‬‬ ‫الــذي مل يحصــل ســوى عــى ‪ 14‬صوتــاً‪.‬‬ ‫تحالف االضداد‬ ‫الحلبــويس‪ ،‬ورغــم رصاعــه الســيايس‬ ‫مــع خميــس الخنجــر رئيــس تحالــف‬ ‫العــزم‪ ،‬عــر صناديــق االقــراع وقبلهــا‪ ،‬إال‬ ‫أنــه تقــارب معــه وشــكل تحالف ـاً ســنياً‬ ‫«غــر مســبوق»‪ ،‬بعــد إعــان نتائــج‬ ‫االنتخابــات النهائيــة‪ ،‬رغــم فــارق أعــداد‬ ‫املقاعــد لــكل تحالــف‪.‬‬ ‫كــا أن فــوز الحلبــويس بالواليــة‬ ‫الثانيــة‪ ،‬يــأيت ضمــن العــرف الســيايس‬ ‫الســائد يف البــاد منــذ ‪ ،2005‬القــايض‬ ‫بــأن تــؤول رئاســة الربملــان اىل املكــون‬ ‫الســني‪ ،‬ليختــار الربملــان الحقــاً رئيســاً‬ ‫للجمهوريــة مــن املكــون الكــوردي‪ ،‬حتى‬ ‫يكلــف الرئيــس بــدوره الكتلــة األكــر يف‬ ‫الربملــان‪ ،‬لتشــكيل الحكومــة مــن قبــل‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫املكــون الشــيعي‪.‬‬ ‫فانتخــاب الحلبــويس‪ ،‬أطلــق صافــرة‬ ‫البدايــة النطــاق مفاعيــل العمليــة‬ ‫السياســية يف وقــت يــدور تجــاذب حــاد‬ ‫داخــل البيــت الشــيعي حــول تشــكيل‬ ‫الحكومــة املقبلــة‪ ،‬بالتناغــم مــع تصــدي‬ ‫الصدريــن لتشــكيل «أغلبيــة وطنيــة»‬ ‫بالتعــاون مــع مكونــات ســنية وكورديــة‪،‬‬ ‫املقابــل ملــروع حكومــة الوحــدة‬ ‫الوطنيــة التــي ينــادي بهــا قــادة اإلطــار‬ ‫التنســيقي‪.‬‬ ‫وتقــول القــوى السياســية الكورديــة‬ ‫والســ ّنية‪ ،‬إنهــا ترفــض تأييــد موقــف‬ ‫أحــد القطبــن الشــيعيني املتمثلــن‬ ‫بالتيــار الصــدري‪ ،‬واإلطــار التنســيقي‬ ‫عــى حســاب اآلخــر‪ ،‬وتطالــب بــرورة‬ ‫االتفــاق بينهــا للمــي يف تشــكيل‬ ‫الحكومــة االتحاديــة الجديــدة‪.‬‬ ‫الساحة اإلقليمية‬ ‫الحلبــويس والخنجــر‪ ،‬تحــركا أيض ـاً عــى‬ ‫الســاحة اإلقليميــة‪ ،‬وأبديــا مســاع إلطالع‬ ‫الــدول الداعمــة للســنة يف العـراق‪ ،‬عــى‬

‫آليــة توزيــع األدوار بــن قيــادات (تقــدم‬ ‫وعــزم) يف الحكومــة القادمــة‪ ،‬ليتمكــن‬ ‫الحلبــويس باألخــر مــن إقنــاع الخنجــر‬ ‫بتجديــد واليــة ثانيــة لــه يف رئاســة‬ ‫الربملــان‪.‬‬ ‫زعامة الس ّنة‬ ‫مــن قامئــة «األنبــار هويتنــا» االنتخابيــة‬

‫إىل «تقــدم»‪ ،‬يطــرح محمــد ريــكان‬ ‫الحلبــويس نفســه عــى أنــه الشــخصية‬ ‫ً‬ ‫متثيــا للســ ّنة يف العــراق‪،‬‬ ‫األكــر‬ ‫واملنخــرط يف أصــول اللعبــة السياســية‬ ‫يف بغــداد‪ ،‬وتبــادل الدعــم الســيايس‬ ‫مــع قــوى أساســية يف الحيــاة السياســية‬ ‫العراقيــة‪.‬‬

‫أصغر رئيس برملان‬ ‫يعــد الحلبــويس أصغــر مــن تــوىل رئاســة‬ ‫الربملــان يف تاريــخ العـراق الحديــث‪ ،‬فهــو‬ ‫مــن مواليــد العــام ‪ ،1981‬ودخــل الربملان‬ ‫يف العــام ‪ ،2014‬وتــوىل فيــه عضويــة‬ ‫لجنــة حقــوق اإلنســان‪ ،‬ثــم عضويــة‬ ‫اللجنــة املاليــة التــي متســك بالعديــد مــن‬

‫خيــوط النشــاط املــايل الكبــر للحكومــة‪،‬‬ ‫قبــل أن يشــغل منصــب محافــظ األنبــار‪،‬‬ ‫ثــم يفــوز مجــددا مبقعــد برملــاين يف‬ ‫انتخابــات ‪ ،2018‬ويتــم ترشــيحه لرئاســة‬ ‫مجلــس النــواب متفوقــا عــى منافســيه‬ ‫املتعدديــن الذيــن يتمتعــون بخــرة‬ ‫سياســية أوســع منــه‪.‬‬ ‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪17‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫استنادًا لـأمور غير متوقعة تتعلق بحرب العراق‪..‬‬

‫إدانة افتراضية‬ ‫صدر في الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫كتاب عبارة عن رواية‬ ‫تفترض اعتقال‬ ‫الرئيس األسبق جورج‬ ‫بوش‪ ،‬واقتياده إلى‬ ‫محكمة «الهاي»‬ ‫الدولية في هولندا‪،‬‬ ‫لمقاضاته‪ ،‬من خالل‬ ‫أحداث يتم فيها دمج‬ ‫الحقائق التاريخية‬ ‫بالخيال والشخصيات‬ ‫الحقيقية التي عايشت‬ ‫إدارته‪.‬‬

‫لجورج بوش‬ ‫فـي الهـــاي‬

‫فيــــلي‬

‫وتكمــن أهميــة الروايــة التــي تحمــل عنــوان «محاكمــة جــورج‬ ‫بــوش» للكاتــب األمريــي تــري جاســر‪ ،‬التــي ترجمتهــا مجلــة‬ ‫«فيــي»‪ ،‬يف أنهــا تطــرح ســؤالني مقلقــن‪ ،‬بحســب مــا كتــب‬ ‫موقــع (بــاك ســتار نيــوز) األمريــي‪ ،‬حــول مــا إذا كان بإمــكان‬ ‫الواليــات املتحــدة شــن حــرب غــر رشعيــة ضــد دولــة أخــرى‬ ‫دون عقــاب‪ ،‬وانــه اذا كان ذلــك ممكنــا أال يقــود ذلــك اىل تــورط‬ ‫الواليــات املتحــدة يف حــروب إضافيــة يف املســتقبل؟ ‪.‬‬ ‫وقــال جاســرو‪ ،‬عــن روايتــه التــي تتعلــق بحــريب العــراق‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫وأفغانســتان‪ ،‬إن «تــرك قيــادة بلــد بــدون رقابــة او رادع مــن‬ ‫جانــب املواطنــن‪ ،‬فــإن احتــال حــدوث كارثــة ووقــوع عمــل‬ ‫إجرامــي‪ ،‬ســتكون موجــودة وســتظل قامئــة»‪ ،‬موضحــاً أن‬ ‫«الدعــوة إىل اتخــاذ اجـراءات مــن أجــل تعزيــز الســام الــدويل‪،‬‬ ‫كانــت هــي دافعــه لكتابــة الروايــة»‪.‬‬ ‫وأضــاف املوقــع األمريــي‪ ،‬أن «أحــداث روايــة (محاكمــة جــورج‬ ‫دبليــو بــوش) تجــري خــال فــرة مضطربــة سياســيا بعــد ســنوات‬ ‫مــن وقــوع حــرب الع ـراق‪ ،‬حيــث تعيــد الروايــة برباعــة تخيــل‬ ‫عــامل يتهــم فيــه الرئيــس ‪ 43‬للواليــات املتحــدة‪ ،‬بارتــكاب جرائــم‬ ‫حــرب ويتــم إجبــاره عــى املثــول أمــام املحكمــة الجنائيــة‬ ‫الدوليــة»‪.‬‬ ‫ولفــت جاســرو (كاتــب الروايــة) إىل أهميتهــا بالقــول إن‬ ‫«غالبيــة النــاس عــى معرفــة بــاالرضار التــي ســببتها حــرب‬ ‫العــراق‪( :‬ماليــن الجرحــى أو القتــى‪ ،‬انفــاق تريليونــات‬ ‫الــدوالرات‪ ،‬تلطيــخ ســمعة أمريــكا ومكانتهــا يف العــامل)‪ ،‬واذا مل‬ ‫تــدرس أخطــاء املــايض‪ ،‬فســتكون أمريــكا عرضــة لتكرارهــا يف‬ ‫املســتقبل»‪.‬‬ ‫وتــدور أحــداث الروايــة‪ ،‬بحســب املوقــع األمريــي‪ ،‬فيــا بعــد‬ ‫وقــوع هجــات ‪ 11‬ايلول‪/‬ســبتمرب عــى واشــنطن ونيويــورك‪،‬‬ ‫حيــث انحــرف الجيــش االمريــي عــن مســاره نحــو العـراق بــدال‬ ‫مــن البحــث عــن أســامة بــن الدن وتنظيــم القاعــدة‪.‬‬ ‫وأشــار املوقــع‪ ،‬إىل املؤلــف جاســرو‪ ،‬ومهارتــه األدبيــة‪ ،‬بالقــول‬ ‫«ينســج التاريــخ برباعــة مــع حقائــق خياليــة ويدمــج الحقائــق‬ ‫والشــخصيات السياســية بشــكل ابداعــي يجعــل االحــداث‬ ‫املتخيلــة تتمتــع باملصداقيــة»‪.‬‬ ‫وتتحــدث الروايــة‪ ،‬عــن اعتقــال بــوش يف ملعــب للجولــف يف‬ ‫اســكتلندا ونقلــه إىل الهــاي‪ ،‬حيــث يواجــه عقوبــة بالســجن‬ ‫مــدى الحيــاة اذا متــت ادانتــه‪ ،‬ويتــم يف الروايــة قيــام املدعــن‬

‫ومحامــي الدفــاع باســتحضار عــدد كبــر مــن الشــهود‪ ،‬مبــن فيهم‬ ‫مســؤولون ســابقون يف ادارة بــوش‪ ،‬باالضافــة إىل مدونــة عراقيــة‪،‬‬ ‫لــإدالء بشــهاداتهم كـ»شــهود عيــان» وتضــج قاعــة املحكمــة‬ ‫بالجــدل والكشــف عــن أمــور غــر متوقعــة»‪.‬‬ ‫وتحفــل الروايــة بالتشــويق‪ ،‬وهــي تطــرح الســؤال التــايل‪ :‬هــل‬ ‫ميكــن لرئيــس أن يضلــل أمــة يف حــرب ثــم يفلــت مــن العقــاب‪،‬‬ ‫أم أن العــامل ســيتصدى للقضــاء عــى الفســاد الســيايس؟‪.‬‬ ‫وختــم املوقــع‪ ،‬رسده لتفصيــات الروايــة‪ ،‬باإلشــارة إىل أنهــا‬

‫تحمــل رســالة تدافــع عــن طريــق الســام عــى األرض مــن خــال‬ ‫محاســبة الزعــاء السياســيني‪ ،‬وهــي روايــة تشــكل أساسـاً لفهــم‬ ‫ســبب عــدم القــدرة عــى تك ـرار أخطــاء املــايض‪.‬‬ ‫وخلــص املوقــع األمريــي‪ ،‬إىل اإلشــادة بجاســرو‪ ،‬لكونــه «مؤلفـاً‬ ‫ناجح ـاً»‪ ،‬وضــع مؤلفــات عديــدة‪ ،‬وحصــد جوائــز «اميــي» ســبع‬ ‫م ـرات‪ ،‬عــن مسلســات أنتجهــا أو أخرجهــا‪ ،‬فيــا ترشــح لنيلهــا‬ ‫‪ 17‬مــرة‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪19‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫الهالل الخصيب لم يعد سنيًا‪..‬‬ ‫تقرير يرصد التحوالت‬ ‫الديموغرافية العميقة‬ ‫بالمنطقة ويربطها بمصالح إيران‬

‫ذكــر موقــع «رابطــة االخبــار اليهوديــة» االمريكــي‬ ‫ان التركيبــة الديموغرافيــة فــي منطقــة الهــال‬ ‫الخصيــب والتــي تشــمل العــراق‪ ،‬تتغيــر بشــكل‬ ‫كبيــر فــي الســنوات الماضيــة‪ ،‬وهــي معركــة‬ ‫يتزايــد الحديــث عنهــا‪ ،‬وأصبحــت تخــدم مصالــح‬ ‫ايــران االقليميــة‪.‬‬

‫صادق االزرقي‬

‫‪20‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪21‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫وأشــار املوقــع يف تقريــر ترجمتــه مجلــة‬ ‫«فيــي»؛ اىل ان الســؤال الدميوغــرايف كان‬ ‫يف مــا مــى‪ ،‬يشــكل مفتــاح الــراع‬ ‫اإلرسائيــي الفلســطيني‪ ،‬عندمــا كان زعيــم‬ ‫منظمــة التحريــر الفلســطينية يقــول ان‬ ‫ارحــام الفلســطينيات هــي مبثابــة ســاح‬ ‫فلســطيني لتســهيل االغلبيــة بــن النهــر‬ ‫والبحــر والتــي ســتضمن نهايــة ارسائيــل‪.‬‬ ‫وبعدمــا لفــت تقريــر املوقــع املتخصــص‬ ‫باألخبــار اليهوديــة‪ ،‬اىل أن ذلــك الواقــع‬ ‫قــد انتهــى حيــث صــار هنــاك غالبيــة‬ ‫يهوديــة بــن النهــر والبحــر أقــوى مــن أي‬ ‫وقــت مــى‪ ،‬ألســباب مــن بينهــا الهجــرة‬ ‫اليهوديــة مــن روســيا وإثيوبيــا‪ ،‬وتزايــد‬ ‫معــدالت املواليــد يف الوســط اليهــودي‪،‬‬ ‫اعتــر التقريــر انــه خــال العقــد املــايض‪،‬‬ ‫تجــدد الحديــث يف الــرق األوســط عــن‬ ‫الرتكيبــة الســكانية واحصــاء املواليــد‬ ‫والوفيــات والهجــرة‪.‬‬ ‫واوضــح التقريــر؛ ان الحديــث هــذه املــرة‬ ‫«مل يعــد يــدور حــول الــراع االرسائيــي‬ ‫الفلســطيني‪ ،‬وامنا الرصاع الســني الشــيعي‬ ‫والـراع بــن إيـران والــدول العربيــة وهو‬ ‫مــا أصبــح عنــرا أساســيا يف األجنــدة‬ ‫اإلقليميــة»‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر إىل أن «الدميوغرافيــا تؤدي‬ ‫دورا حاســا يف هــذه املعركــة»‪ ،‬مضيفــا‬ ‫ان االيرانيــن وحلفائهــم ال يخجلــون مــن‬ ‫«هندســة» الرتكيبــة الدميوغرافيــة مــن‬ ‫أجــل خدمــة مصالحهــم اإلقليميــة يف‬ ‫الهيمنــة‪.‬‬ ‫واســتعرض التقريــر بعــض تلــك التغيريات‪،‬‬ ‫موضحــا أن يف ســوريا كان الســنة ميثلــون‬ ‫حــوايل ‪ 60٪‬مــن الســكان قبــل الحــرب‬ ‫االهليــة‪ ،‬مقارنــة ب ‪ 12%‬مــن الطائفــة‬ ‫العلويــة التــي ينتمــي اليهــا الرئيــس بشــار‬ ‫األســد‪ ،‬لكــن تحــوال كبــرا حصــل بســبب‬ ‫نظــام األســد وروســيا وإيـران حيــث أنهــم‬ ‫طبقــوا مــا أســاه املوقــع «تطهــرا» طــال‬ ‫نحــو ثلــث ســكان البــاد‪ ،‬أي حــوايل ‪8‬‬

‫‪22‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫''‬

‫الحديث هذه المرة «لم يعد يدور حول الصراع االسرائيلي‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وانما الصراع السني الشيعي والصراع بين إيران‬ ‫والدول العربية وهو ما أصبح عنصرا أساسيا في األجندة اإلقليمية»‪.‬‬

‫ماليــن شــخص‪ ،‬تنتمــي غالبيتهــم إىل‬ ‫الطائفــة الســنية يف املناطــق الريفيــة‪،‬‬ ‫بعدمــا تعرضــوا امــا للطــرد أو فــروا مــن‬ ‫مناطقهــم‪.‬‬ ‫واشــار اىل ان نحــو ‪ 10‬ماليــن ســوري‬ ‫موجــودون يف الوقــت الراهــن يف املناطــق‬ ‫التــي يســيطر عليهــا نظــام األســد‪ ،‬يف‬ ‫حــن تضاعفــت نســبة العلويــن يف تلــك‬ ‫املناطــق اىل نحــو ‪ 25٪‬او اكــر‪.‬‬ ‫امــا بالنســبة اىل العــراق‪ ،‬فقــد أشــار‬

‫التقريــر اىل حــدوث تحــول فيــا بعــد‬ ‫االحتــال األمريــي حيــث تزايــدت نســبة‬ ‫الشــيعة الحاكمــن إىل نحــو ‪ ،65٪‬يف حــن‬ ‫تراجعــت املكونــات االخــرى مــن الكــورد‬ ‫والســنة‪ ،‬اىل مرتبــة ثانويــة‪ ،‬وفــر كثــرون‬ ‫إىل األردن‪ ،‬وحتــى اىل ســوريا فيــا قبــل‬ ‫الحــرب االهليــة‪.‬‬ ‫أمــا يف لبنــان‪ ،‬فقــد أصبــح الشــيعة‬ ‫الطائفــة األكــر يف البلــد‪ ،‬وميثلــون نحــو‬ ‫ثلــث الســكان‪ ،‬يف حــن فقــد املســيحيون‬

‫االغلبيــة التــي كانــوا يتمتعون فيها ســابقا‪،‬‬ ‫وصــاروا ميثلــون اآلن ربــع الســكان فقــط‪،‬‬ ‫فيــا يشــكل الســنة والــدروز حــوايل ثلــث‬ ‫الســكان‪.‬‬ ‫لكــن التقريــر اشــار ايضــا اىل تحــول آخــر‬ ‫حــدث يف لبنــان متثــل يف أنــه خــال‬ ‫الحــرب االهليــة الســورية‪ ،‬اصبــح واحــد‬ ‫مــن كل ‪ 3‬أشــخاص يف لبنــان (حــوايل ‪2‬‬ ‫مليــون مــن أصــل ‪ 6‬ماليــن نســمة) أمــا‬ ‫الجــئ ســوري او فلســطيني‪.‬‬

‫وتابــع التقريــر؛ أنــه بالنســبة اىل االردن‬ ‫فــان الفلســطينيني يشــكلون حــوايل ثلثــي‬ ‫الســكان‪ ،‬وحاليــا أصبــح ثلــث ســكان‬ ‫اململكــة‪ ،‬أي حــوايل ‪ 4‬ماليــن شــخص‬ ‫مــن أصــل ‪ 11‬مليــون نســمة‪ ،‬هــم مــن‬ ‫الالجئــن أمــا مــن العـراق او مــن ســوريا‪.‬‬ ‫ويف حــن اشــار اىل ان كل هــذه الوقائــع‬ ‫أصبــح لهــا تداعيــات عــى االســتقرار‬ ‫الداخــي لهــذه الــدول‪ ،‬تابــع أن هنــاك‬ ‫عوامــل أخــرى تتمثــل يف النمــو الســكاين‬

‫املتســارع باالضافــة اىل املــوارد الطبيعيــة‬ ‫املتضائلــة بســبب ازمــة املنــاخ‪ ،‬التــي‬ ‫فرضــت عــى كثرييــن العــوز والفقــر‪.‬‬ ‫وختــم التقريــر بالقــول ان «الهــال‬ ‫الخصيــب مل يعــد ســنيا مثلــا كان منــذ‬ ‫ألــف ســنة‪ ،‬وهو مــا يخــدم املصالــح إيران‬ ‫بالهيمنــة والتــي تريــد تقويــة مكانتهــا‬ ‫يف املنطقــة مــن خــال تأجيــج التوتــر‬ ‫العرقــي وال تظهــر تــرددا يف تشــجيع‬ ‫التحــوالت الدميغرافيــة خدمــة ألهدافهــا»‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪23‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫منطق السياسة العراقية ‪..‬‬ ‫موازنات مؤجلة وإرجاء‬ ‫ ‬

‫الرقي‬

‫ ‬ ‫برغم اننا دخلنا في‬

‫بأحوال‬

‫عام ‪ 2022‬اال اننا لم‬ ‫ ‬

‫الناس‬

‫نزل نجهل أي شيء عن‬

‫موازنة العام الجديد؛‬ ‫وبحسب المتخصصين‬ ‫والمراقبين فان اإلخفاقات‬ ‫المتعلقة بتهيئة واقرار‬

‫فيـــلي‬

‫الموازنات تعد مثلبة‬ ‫كبيرة وتلقي بظاللها‬ ‫السيئة على مجمل الوضع‬ ‫في البلد‪ ،‬مشيرين الى‬ ‫ان الفشل في تهيئة‬ ‫موازنة مالئمة لهذا العام‪،‬‬ ‫يترافق مع زياد أسعار‬ ‫برميل النفط‪ ،‬االمر الذي‬ ‫يقولون انه يجب ان يكون‬ ‫عامال للمصادقة على‬ ‫الموازنة السيما مع إعالن‬ ‫المسؤولين المتكرر عن‬ ‫التغلب على تبعة الديون‬ ‫التي كانت تثقل كاهل‬ ‫الحكومة والبلد‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫ويف ظــل اإلخفــاق املســتمر إلقـرار املوازنــات‬ ‫يتســاءل املراقبــون‪ :‬هــل تتوفــر يف العــراق‬ ‫عمليــة ســليمة إلدارة شــؤون النــاس‬ ‫املعيشــية؟ ويســتفهمون عــن كيفيــة ادارة‬ ‫االمــور املاليــة للبــاد مــن قبــل وزارة املاليــة‬ ‫والحكومــة يف ظــل عــدم تواجــد قانــون‬ ‫موازنــة للعــام الحــايل!‬ ‫وللتذكــر فــان موازنــة عــام ‪ 2021‬تأخــرت‬ ‫بدورهــا وكان خــراء قــد أشــاروا يف آذار‬ ‫مــن ذلــك العــام (يفــرض إق ـرار املوازنــة يف‬ ‫أيلــول ‪ 2020‬بحســب الســر املنطقــي إلدارة‬ ‫االقتصــاد) اىل ان التأخــر يف إقـرار مــروع‬ ‫قانــون موازنــة العــراق العامــة لعــام ‪2021‬‬ ‫اثــأر قلقــا لــدى خــراء يف االقتصــاد‪ ،‬عاديــن‬ ‫أن املناكفــات بــن القــوى السياســية خلفــت‬ ‫آثــار اقتصاديــة ســيئة عــى البلــد الــذي كان‬ ‫يعــاين ظروفــا صعبــة يف ظــل جائحــة كورونــا‬ ‫وانخفــاض أســعار النفــط‪ ،‬يف ذلــك الوقــت‪.‬‬ ‫وقــال خبــر االقتصــاد واملستشــار الحكومــي‬ ‫العراقــي‪ ،‬مظهــر محمــد صالــح‪ ،‬يف حينــه‪ ،‬إن‬ ‫«تأخــر ترشيــع املوازنــة يــرك فراغــا كبــرا يف‬

‫اســتقرار الحيــاة االقتصاديــة‪ ،‬ويؤثــر عــى‬ ‫دقــة توقعــات الســوق‪ ،‬وق ـرارات االســتثامر‬ ‫الســيام يف القطــاع الخــاص»‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫تبينــت نتائجــه الكارثيــة فيــا بعــد بحســب‬ ‫املراقبــن‪.‬‬ ‫وميثــل االنفــاق الحكومــي نحــو ‪ 50%‬مــن‬ ‫الناتــج املحــي اإلجــايل‪ ،‬لكــن آثــاره متتــد إىل‬ ‫«‪ 85%‬مــن النشــاط االقتصــادي»‪ ،‬بحســب‬ ‫مستشــار رئيــس الحكومــة الــذي حــذر مــن‬ ‫ان «جميــع النشــاط االقتصــادي‪ ،‬تقريبــا‪،‬‬ ‫يعتمــد عــى االنفــاق الحكومــي يف الع ـراق؛‬ ‫ويعطــل تأخــر إقـرار املوازنــة تنفيذ مشــاريع‬ ‫التنميــة يف املوازنــة االســتثامرية وهــو أمــر‬ ‫«خطــر» بحســب صالــح‪ ،‬الــذي قــال يف‬ ‫حينــه إن هــذه املشــاريع الجديــدة مهمــة‬ ‫جــدا لتقليــل البطالــة يف البــاد وإحــداث‬ ‫دورة عمــل وتنشــيط االقتصــاد‪.‬‬ ‫واقــرح صالــح‪ ،‬الــذي شــغل منصــب نائــب‬ ‫رئيــس البنــك املركــزي العراقــي ســابقا‪،‬‬ ‫ترشيــع قوانــن ماليــة دامئــة مثــل قانــون‬ ‫العالقــة املاليــة بــن املركــز وإقليم كوردســتان‬

‫وقانــون الــواردات املاليــة للدولــة مــن أجــل‬ ‫«تقليــل املناكفــات التــي تعطــل املوازنــة كل‬ ‫عــام» بحيــث يجــري أخــذ املــواد القانونية يف‬ ‫تلــك القوانــن وادراجهــا يف املوازنــة بشــكل‬ ‫ســنوي لتقليــل الجــدل املتكــرر بشــأنها‪،‬‬ ‫بحســب تعبــره‪.‬‬ ‫واتفــق خــراء اقتصاديــون مــع رأي املستشــار‬ ‫صالــح‪ ،‬وقالــوا ان تأخــر إقــرار قانــون‬ ‫املوازنــة‪ ،‬وجعلــه خاضعــا للحســابات‬ ‫السياســية يفاقــم مشــكالت العــراق‬ ‫املرتاكمــة‪ ،‬عــى حــد وصفهــم‪.‬‬ ‫وماذا عن موازنة ‪!!2022‬‬ ‫يتحــدث عضــو ســابق يف اللجنــة املاليــة‬ ‫النيابيــة‪ ،‬عــن تواجــد اربعــة احتــاالت‬ ‫متاحــة إلقـرار موازنــة ‪ ،2022‬بحســب قولــه‪،‬‬ ‫االول تلجــأ فيــه الحكومــة «الجديــدة» اىل‬ ‫تبنــي مســودة موازنــة الحكومــة الســابقة‬ ‫ويصــادق عليهــا وترســل مبــارشة اىل مجلــس‬ ‫النــواب للقــراءة‪ ،‬قــراءة اوىل وثانيــة ومــن‬ ‫ثــم التصويــت عليهــا‪ ،‬والخيــار الثــاين اج ـراء‬ ‫بعــض التعديــات عــى موازنــة العام الســابق‬

‫مبــا يتناســب مــع الربنامــج الحكومــي لهــا‪،‬‬ ‫واالحتــال الثالــث اعــداد موازنــة جديــدة‬ ‫بشــكل مختلــف متامــا مــن نتــاج سياســتها‬ ‫بالكامــل‪ ،‬امــا االحتــال الرابــع فهــو‪ ،‬اال‬ ‫تكــون هنالــك موازنــة اذا تأخــر تشــكيل‬ ‫الحكومــة وتجاوزنــا النصــف االول مــن عــام‬ ‫‪ ،‬بحســب قولــه‪.‬‬ ‫وهكــذا تتكــرر محنــة ســكان العــراق‬ ‫بصفتهــم املعنيــن املبارشيــن باملوازنــة‬ ‫وبنتائــج تحقيقهــا‪ ،‬وتتكــرر املشــكلة مــع‬ ‫املوازنــات بفعــل غيــاب الخــرة السياســية‬ ‫واالقتصاديــة والتخصصيــة‪ ،‬ناهيــك عــن‬ ‫غيــاب الشــعور باملســؤولية عــن مجمــل‬ ‫مفاصــل «الدولــة» العراقيــة اســوة باملتعارف‬ ‫عليــه لــدى الــدول األخــرى‪ ،‬عــى حــد‬ ‫قــول املتخصصــن واملراقبــن‪ ،‬مشــرين اىل‬ ‫توقعــات متشــامئة بشــأن طائفــة واســعة مــن‬ ‫اإلصالحــات يتوقــف إق ـرار املوازنــات عليهــا‬ ‫ضاربــن مثــا يف ازمــة الكهربــاء املســتفحلة‬ ‫ويقولــون بهــذا الصــدد ان انحســار توفــر‬ ‫الطاقــة الكهربائيــة ومعانــاة الســكان كان‬

‫مقصــورا عــى اشــهر الصيــف؛ فيــا نشــهد‬ ‫يف عــام ‪ 2022‬ازمــة شــتوية أيضــا ومل يعــد‬ ‫لــدى النــاس امــل يف تحســن التــزود بالطاقــة‬ ‫بحســب تعبريهــم‪.‬‬ ‫ويقــول املراقبــون ان عــى املســؤولني يف‬ ‫الجهــاز التنفيــذي العراقــي «املتمثــل برئاســة‬ ‫الــوزراء» ان يحســموا امــر موازنــة عــام‬ ‫‪ 2022‬حتــى قبــل االســتحقاقات الدســتورية‬ ‫املطلوبــة لتنفيــذ نتائــج التزامــات االنتخابات‬ ‫األخــرة يف ترشيــن ‪ 2021‬مشــددين عــى‬ ‫ذلــك حتــى ال تتكــرر تجــارب املوازنــات‬ ‫الســابقة املؤملــة‪ ،‬وغمــط حقــوق ماليــن‬ ‫العراقيــن؛ بحســب تأكيــد كثرييــن‪ ،‬واال‬ ‫فــان الوضــع سيســوء اكــر وســيكون مرشــحا‬ ‫ملزيــد مــن اإلهــال والخـراب بالشــكل الــذي‬ ‫يــؤدي اىل تعطيــل اعــال البلــد واحبــاط‬ ‫تطلــع الســكان اىل العيــش الكريــم والرفــاه‬ ‫املطلــوب‪ ،‬بحســب قولهــم‪ ،‬مزيديــن القــول‬ ‫ان الوقــت الحــايل اقــرن بزيــادة أســعار‬ ‫برميــل لنفــط‪ ،‬ويجــب ان يســعى الجميــع‬ ‫وبخاصــة املســؤولون يف الحكومــة واملجلــس‬ ‫النيــايب الترشيعــي اىل اخــذ مصالــح النــاس يف‬ ‫الحســبان‪ ،‬يك ال نظــل نــدور يف دورة التيــه‬ ‫واألزمــات املؤملــة‪ ،‬عــى وفــق مــا يحــذرون‬ ‫منــه‪.‬‬ ‫ونبهــوا اىل ان القفــز عــى متطلبــات بنــاء‬ ‫البلــد وتحســن أحــوال النــاس؛ يــأيت بســبب‬ ‫ال مبــاالة السياســيني‪ ،‬وحتــى غيــاب الربامــج‬ ‫لــدى معظــم القــوى حتــى الفائــزة يف‬ ‫االنتخابــات األخــرة والصاعــدة للمجلــس‬ ‫النيــايب بقــوة؛ والفتــن اىل انــه لطاملــا عطــل‬ ‫الخــاف بشــأن موازنــة اقليــم كوردســتان‬ ‫وعالقتــه املاليــة باملركــز ورواتــب موظفيــه‬ ‫وتصديــر نفطــه‪ ،‬إقــرار مــروع املوازنــة‪،‬‬ ‫االمــر الــذي يأمــل املراقبــون ان يحســم‪،‬‬ ‫اذ ان لســكان لإلقليــم وجامهــره حقوقهــم‬ ‫الواجبــة التنفيــذ‪ ،‬واال فــا معنــى للموازنــات‬ ‫بإهــال احتياجــات النــاس بحســب قولهــم‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪25‬‬


‫فـــ‬

‫تــــــا ريــــــــــخ‬

‫اإلنتاج السينمائي العراقي‬ ‫بدايات موفقة وانتكاس الحق بتأثير‬

‫«ثقافة العنف»‬

‫نشطت الســـينما العراقية‬ ‫منذ اربعينات وخمســـينات‬ ‫وســـتينات القـــرن الماضـــي‬ ‫ولكنهـــا تعرضـــت للتراجع‬ ‫ومـــا لبـــث أن أصبـــح دورها‬ ‫«المجهـــض» فيمـــا بعـــد‬ ‫ُ‬ ‫أساســـا لغيـــاب مرتكزاتها‬ ‫ودورهـــا‬

‫علـــى‬

‫صعيـــد‬

‫المجتمـــع‪.‬‬ ‫فيلي‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫افــام عراقيــة نجحــت ولكــن مل يتواصــل‬ ‫االنتــاج بعــد ذلــك (عليــة وعصــام‪ ،‬ابــن‬ ‫الــرق‪ ،‬مــن املســؤول‪ ،‬الحــارس‪ ،‬الجــايب‪،‬‬ ‫ســعيد افنــدي‪ ،‬فتنــة وحســن‪ ،‬قطار الســاعة‬ ‫‪ ،7‬بــرة ســاعة ‪..... ،11‬الــخ)‪ ،‬فيــا يجــري‬ ‫كثــر مــن الــكالم عــن أســباب اإلخفــاق‬ ‫الــذي تبــع ذلــك‪ ،‬وتعــدد األســباب اىل الحــد‬ ‫الــذي يوجــه بعــض مصنفــي الســينام مــن‬ ‫العراقيــن أصابــع االتهــام اىل دور مــر‬ ‫يف تلــك املراحــل يف تحجيــم تطــور الفــن‬ ‫التمثيــي يف العـراق الســيام يف مجــال انتــاج‬ ‫االفــام‪ ،‬خوفــا مــن املنافســة امــام الفلــم‬ ‫املــري الــذي نشــط يف تلــك املــدة ايضــا‬ ‫و ّرســخ بعــد ذلــك تقاليــد كبــرة‪.‬‬ ‫ويلفــت متخصصــون اىل ان اتهــام اآلخريــن‬ ‫بالتقصــر لدينــا غــر منطقــي‪ ،‬مشــرين‬ ‫اىل ان الســينام املرصيــة مــرت بدورهــا‬ ‫بانتكاســات مل يســتغلها الفنانــون العراقيون‪،‬‬ ‫وحتــى يف الزمــن الحــايل الذي يشــهد بصورة‬ ‫واضحــة عمليــة تحــول «نــزوح» لكثــر مــن‬ ‫املمثلــن املرصيــن وبعضهــم ممثلــون كبــار‬ ‫اىل املشــاركة يف انتــاج درامــي خليجــي‪ ،‬فــان‬ ‫العــراق تضاعــف لديــه الفقــر يف اإلنتــاج‬ ‫عــى حــد وصفهــم‪ ،‬اىل الحــد الــذي يشــعر‬ ‫النــاس بالعجــب حــن يــرون انتاجــا فنيــا‬ ‫عراقيــا جديــدا‪ ،‬وبالنتيجــة بحســب املراقبني‬ ‫فــان علينــا ان نبحــث عــن األســباب‬ ‫التــي تتواجــد فينــا ومتنعنــا مــن تطويــر‬ ‫النشــاطات الفنيــة ويف مقدمهــا انتــاج‬ ‫األفــام بأنواعهــا الروائيــة والوثائقيــة «التــي‬ ‫خضعــت للسياســة فيــا بعــد مــا أدى اىل‬ ‫تدهورهــا»‪ ،‬بحســب تعبريهــم‪ ،‬ويقولــون‬ ‫انــه برغــم نشــاط مؤسســات سياســية‬ ‫ومنظــات مجتمــع مــدين منــذ نيســان‬ ‫‪ ،2003‬فــان الحركــة الفنيــة يف مجــاالت‬ ‫انتــاج االفــام باتــت شــبه معدومــة‪.‬‬ ‫ويحيــل بعــض الفنانــن والباحثــن اخفــاق‬ ‫اإلنتــاج يف مجــال األفالم اىل كــرة الفضائيات‬ ‫التــي ّ‬ ‫تبــث لقــاءات وبرامــج مــع النجــوم‬ ‫بســهولة‪ ،‬واألرقــام الخياليــة التــي يطلبهــا‬

‫النجــوم الحاليــون‪ ،‬وانحســار هــذا النــوع‬ ‫يف العــامل عمومــاً‪ ،‬بحســب قولهــم‪ ،‬فيــا‬ ‫ينوهــون اىل ان انحســار الفيلــم املنتــج يف‬ ‫«متــأت مــن عــدم وجــود إنتــاج‬ ‫العــراق‬ ‫ٍ‬ ‫ســيناميئ حقيقــي‪ ،‬واملوجــود ليــس ســوى‬ ‫تجــارب فيلميــة شــخصية‪ ،‬تحــاول أنْ‬ ‫تحقّــق ذاتهــا‪ ،‬علــ ً‬ ‫لســوق‬ ‫ا أنْ ال وجــود‬ ‫ٍ‬ ‫ســينامئية للفيلــم العراقــي»؛ وبالحديــث‬ ‫اىل تجــارب ســابقة يحــدد الباحثــون نوعــن‬ ‫مــن األفــام الغنائيــة الناجحــة يف الســينام‬ ‫نــوع يكــون فيــه البطــل أو‬ ‫العراقيــة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ـوع تقحــم فيــه األغــاين‬ ‫البطلــة ُمطرب ـاً‪ ،‬ونـ ٌ‬ ‫األهــم هــو األول‪،‬‬ ‫عــى الفيلــم؛ و النــوع‬ ‫ّ‬ ‫بحســب رأيهــم و يشــرون اىل ان «الســينام‬ ‫العربيــة عامــة‪ ،‬واملرصيــة خاصة‪ ،‬اســتفادت‬ ‫مــن اختيــار مطربــن ومطربــات يف بطولــة‬ ‫األفــام‪ ،‬فتحقّقــت نجاحــات كبــرة‪ ،‬مــن‬ ‫عبــد الوهــاب إىل أم كلثــوم وفريــد األطــرش‬ ‫ومحمــد فــوزي وعبــد الحليــم وشــادية‬ ‫ووردة وصبــاح‪ ،‬وغريهــم»‪.‬‬ ‫ويقــول املراقبــون ان الع ـراق حــاول انتــاج‬ ‫لكــن‪ ،‬بســبب ق ّلــة اإلنتــاج‬ ‫أفــام غنائيــة‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫أي‬ ‫الســيناميئ العراقــي «مل يكــن نصيــب ّ‬ ‫مطــرب أو مطربــة ســوى فيلــم واحــد‪ ،‬أو‬ ‫فيلمــن يف أفضــل األحــوال»‪ ،‬مشــرين اىل‬ ‫ان فيلــم «ارحمــوين» عــام ‪ 1958‬مــن بطولة‬ ‫املطــرب وامللحــن املعــروف رضــا عــي مــع‬ ‫املطربــة هيفــاء حســن‪ ،‬الــذي تضمــن‬ ‫مجموعــة مــن األغــاين واأللحــان الجميلــة‬ ‫وشــاركت فيــه الراقصــات‪ ،‬عتــاب وياســمني‬ ‫وآمــال‪ ،‬وفرقــة الباليــه األملــاين‪ ،‬نجــح‬ ‫وحقــق اقبــاال جامهرييــا كبــرا وبعــد أعــوام‬ ‫مــن عرضــه قــام تلفزيــون الع ـراق بعرضــه‬ ‫ليلقــى النجــاح الجامهــري ذاتــه مــا حدى‬ ‫بــإدارة التلفزيــون اىل عرضــه اكــر مــن‬ ‫مــرة نــزوال عنــد رغبــات املشــاهدين؛ وهــو‬ ‫ثــاين أفــام املطربــة هيفــاء حســن بعــد‬ ‫فيلمهــا األول «وردة» عــام ‪ ،1957‬فيــا كان‬ ‫الفلــم الوحيــد لرضــا عــي‪ ،‬يف حــن اشــرك‬ ‫فيــا بعــد بفيلمــن لبنانيــن و ينوهــون‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪27‬‬


‫فـــ‬

‫تــــــا ريــــــــــخ‬

‫إن‬ ‫الشاب السينمائيّ‪ْ ،‬‬ ‫يكن مخرجا أو مصوِّرًا أو‬ ‫ال في المجاالت الفنية‬ ‫عام ً‬ ‫كلّها‪ ،‬نشأ على سينما‬ ‫قتل وعنف‪ ،‬فواقع السينما‬ ‫العراقية‪ ،‬اليوم‪ ،‬مليء‬ ‫بالدم نتيجة واقع البلد‪،‬‬ ‫كل البعد‬ ‫وهي بعيدة ّ‬ ‫عن الدراما والكوميديا‬ ‫والمسائل االجتماعية»‬

‫اىل نجــاح فيلــم «بــرة الســاعة ‪»11‬‬ ‫و»ليــايل العــذاب» للمطربــة أحــام وهبــي‪،‬‬ ‫ومشــرين إىل أنّ أفالمــاً كهــذه «حقّقــت‬ ‫ومذ ِّكريــن‬ ‫نجاحــاً جامهرييــاً كبــراً»‪ُ ،‬‬ ‫بأنّــه «جــرى إرشاك عــد ٍد مــن املطربــن‬ ‫يف وصــات غنائيــة‪ ،‬يف عــد ٍد مــن األفــام‪،‬‬ ‫كــا حصــل مــع داخــل حســن وحضــري‬ ‫أبــو عزيــز وجعفــر حســن ومائــدة نزهــت‬ ‫وعبــاس جميــل ويــاس خــر‪ ،‬وغريهــم»‪،‬‬ ‫ومــن األفــام العراقيــة املعــارصة «إىل‬ ‫بغــداد» مــع املطــرب الشــاب ســتار ســعد‪.‬‬ ‫وخلــص الباحثــون اىل ان اإلنتــاج الســيناميئ‬ ‫العراقــي يف مجــال «الفيلــم الغنــايئ» كان‬ ‫فقــراً نســبياً‪ ،‬قياســاً إىل مثيلــه املــري‬ ‫وحتــى اللبنــاين‪ ،‬إال أنّ لــه حضــوراً وتأثــراً‬ ‫يف أربعينيــات القــرن املــايض وخمســينياته‪،‬‬ ‫مــع انتعــاش روح املبــادرة الفرديــة‪ ،‬وثقافــة‬ ‫اإلنتــاج الخــاص‪ ،‬عــى حد وصفهــم‪ ،‬ومنبهني‬ ‫اىل انــه «منــذ منتصــف الســتينيات‪ ،‬تراجــع‬ ‫اإلنتــاج بــل انحــدر‪ ،‬قبــل أنْ يجــري تأميــم‬ ‫الســينام‪ ،‬وإخضاعهــا لذائقــة حكوميــة‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫قامئــة عــى اســتخدام الســينام‪ ،‬وعمــوم‬ ‫العمــل الثقــايف‪ ،‬يف الدعايــة الرســمية‬ ‫و»غســل الدمــاغ» مبــا يناســب العقيــدة‬ ‫الحزبيــة الحاكمــة»‪ ،‬بحســب تعبريهــم؛‬ ‫ومرجعــن احــد أســباب النكــوص الالحــق‬ ‫اىل عــدم اهتــام وزارة الثقافــة‪ ،‬أو ملــن‬ ‫ميثلهــا‪ ،‬وعــى امتــداد عقــو ٍد طويلــة‪ ،‬بــدور‬ ‫الســينام واإلنتــاج الســيناميئ‪ ،‬مــا جعــل‬ ‫أغلــب األفــام الجيــدة مــن إنتــاج القطــاع‬ ‫الخــاص‪ ،‬لكنهــم يــرون أن هــذا القطــاع‬ ‫ـدود أيضً ــا‪ ،‬إ ْذ ال يوجــد كثــرون‬ ‫نفســه «محـ ٌ‬ ‫يف العــراق يدعمــون اإلنتــاج الســيناميئ»‪.‬‬ ‫ويقــرح املتخصصــون ان يكــون لــوزارة‬ ‫الثقافــة العراقيــة‪ ،‬قســم إنتــاج خــاص‬ ‫بالســينام العراقيــة‪ ،‬و «أن يبتعــد عــن‬ ‫الدوائــر وعمــن يحكمهــا‪ ،‬وأن تتكفّــل‬ ‫الــوزارة بفتــح دورات وتنظيــم بعثــات‪،‬‬ ‫لتغيــر أمنــاط التفكــر‪ ،‬والســتخدام األمنــاط‬ ‫هــذه‪ ،‬بشــكل جيــد‪ ،‬يف صناعــة األفــام‪،‬‬ ‫ألن الشــاب الســينام ّ‬ ‫مخرجــا أو‬ ‫يئ‪ ،‬إنْ يكــن‬ ‫ً‬ ‫ُمصـ ِّو ًرا أو عامـ ًا يف املجــاالت الفنيــة ك ّلهــا‪،‬‬

‫نشــأ عــى ســينام قتــل وعنــف‪ ،‬فواقــع‬ ‫الســينام العراقيــة‪ ،‬اليــوم‪ ،‬مــيء بالــدم‬ ‫نتيجــة واقــع البلــد‪ ،‬وهــي بعيــدة كلّ‬ ‫البعــد عــن الدرامــا والكوميديــا واملســائل‬ ‫االجتامعيــة»؛ ويقــول مديــر الســينام‬ ‫بــوزارة الثقافــة العراقيــة‪ ،‬إنّ هنــاك‬ ‫مهرجانــات كثــرة يف الع ـراق‪ ،‬مــن البــرة‬ ‫إىل دهــوك‪ ،‬ت ّ‬ ‫مؤسســات املجتمــع‬ ‫ُنظمهــا ّ‬ ‫املــدين‪ ،‬التــي ّ‬ ‫تنظــم‪ ،‬يف الوقــت نفســه‪،‬‬ ‫مهرجانــات عربيــة‪ ،‬تشــارك فيهــا دول مــن‬ ‫أنحــاء العــامل‪ ،‬وهــي اكتســبت خــرة واســعة‬ ‫يف هــذا املجــال‪ ،‬وباتــت مؤ ّثــرة‪ ،‬بحســب‬ ‫رأيــه «بالتــوازي مــع إقامــة املهرجانــات‪،‬‬ ‫هنــاك صنــاع أفــام عراقيــون حقيقيــون‪،‬‬ ‫كـ»الــدب‬ ‫نالــوا جوائــز دوليــة كثــرة»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الذهبــي» يف مهرجــان برلــن‪ ،‬التــي نالهــا‬ ‫ـم‬ ‫املخــرج العراقــي ســام ســلامن‪ ،‬عــن فيلـ ٍ‬ ‫لــه تنــاول فــرة حكــم داعــش؛ ومــاك عبــد‬ ‫عــي‪ ،‬الحاصــل عــى جائــزة يف مهرجــان ديب‪،‬‬ ‫ولــؤي فاضــل الــذي فــاز بجائــزة يف مهرجــان‬ ‫برلــن أيضً ــا‪ ،‬وغريهــم‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪29‬‬


‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫ّ‬ ‫سلط موقع «المونيتور»‬ ‫االمريكي‪ ،‬الضوء على تزايد‬ ‫القلق بين العراقيين‬ ‫بسبب محاوالت االحزاب‬ ‫الدينية فرض قيود ومنع‬ ‫الحفالت الموسيقية في‬ ‫العاصمة بغداد‪ ،‬وهو‬ ‫خطاب قد يكون بداية‬ ‫لفرض «الوصاية الدينية»‬ ‫على المجتمع العراقي‬ ‫المتنوع‪.‬‬

‫«بغداد مدنية»‪..‬‬ ‫مخاوف من دخول العراق في نفق التشدد الديني‬ ‫وذكــر املوقــع االمريــي يف تقريــر ترجمتــه‬ ‫مجلــة «فيــي»‪ ،‬ان بدايــة االمــر كانــت‬ ‫مــع إصــدار جامعــة باقــر العلــوم الدينيــة‬ ‫بيانـاً يف ‪ 29‬كانــون االول‪ /‬ديســمرب املــايض‪،‬‬ ‫نــددت فيــه بالحفــات املوســيقية يف بغداد‪،‬‬ ‫وشــددت عــى اهميــة العمــل بقوانــن‬ ‫«تعــزز الفضيلــة ومتنــع الرذيلــة»‪ ،‬وذلــك‬ ‫بعــد ايــام عــى تنظيــم حفــات غنائيــة‬ ‫انتقدهــا رجــال ديــن واحــزاب اســامية‪.‬‬ ‫ولفــت املوقــع اىل ان العراقيــن «ســخروا‬ ‫مــن رجــال الديــن واالحــزاب اإلســامية»‪،‬‬ ‫متهمــن اياهــم «بامتــاك وتوفــر الحاميــة‬

‫‪30‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫للنــوادي الليليــة التــي تنتــر فيهــا‬ ‫املخــدرات واالتجــار بالبــر» ومحاولــة‬ ‫منــع الحفــات العائليــة «وتجاهــل وجــود‬ ‫نــوادي املقامــرة واملخــدرات»‪.‬‬ ‫التشدد السلفي‬ ‫ونقــل التقريــر تغريــدة عــى «تويــر»‬ ‫ملقــدم الربامــج يف قنــاة «العراقيــة»‬ ‫الفضائيــة‪ ،‬ســعدون محســن ضمــد‪ ،‬يقــول‬ ‫فيهــا انــه «فيــا تخــرج الســعودية‪ ،‬رويــدا‪،‬‬ ‫مــن ازمــة التشــدد الســلفي‪ ،‬يدخلهــا‬ ‫العـراق بخطــوات ثابتــة ومتالحقــة‪ ..‬هنيئــا‬ ‫لالســام الســيايس يف العـراق مــا حققــه مــن‬

‫انجــازات»‪.‬‬ ‫وذ ّكــر التقريــر بــأن رجــل الديــن الشــيعي‬ ‫جــواد الخالــي‪ ،‬هاجــم خــال خطبــة‬ ‫الجمعــة يف ‪ 24‬كانــون االول‪ /‬ديســمرب العام‬ ‫‪ ،2021‬الحفــات الغنائيــة يف بغــداد داعيــا‬ ‫اىل توحيــد الجهــود إلغــاق هــذه االماكــن‪،‬‬ ‫قائــا ان الرشيعــة االســامية تقتــي‬ ‫اللجــوء اىل الرفــض وادانــة واغــاق جميــع‬ ‫االماكــن «التــي متــارس فيهــا الفحشــاء‬ ‫والرذيلــة والفســاد»‪.‬‬ ‫كــا لفــت التقريــر اىل ان الحملــة ضــد‬ ‫الحفــات املوســيقية انطلقــت عندمــا احيــا‬

‫الفنــان املــري محمــد رمضــان حفــا غنائيا‬ ‫يف بغــداد يف ‪ 10‬كانــون االول‪ /‬ديســمرب‬ ‫املــايض‪ ،‬قــام خاللــه بفــك ازرار قميصــه‬ ‫امــام العائــات العراقيــة‪ ،‬وهــو تــرف‬ ‫اعتــر مبثابــة «مخالفــة لالع ـراف والتقاليــد‬ ‫العراقيــة» مــن جانــب العديــد مــن الالعبــن‬ ‫السياســيني ورجــال الديــن‪.‬‬ ‫وكان رجــل الديــن الشــيعي جعفــر‬ ‫االبراهيمــي الــذي يوصــف بانــه «خطيــب‬ ‫معتــدل»‪ ،‬انتقــد محمــد رمضــان قائــا‬ ‫انــه مثــل «القــرود الفاضحــة»‪ ،‬وهــو‬ ‫توصيــف اعتــره العديــد مــن العراقيــن‬

‫بانــه ال ينســجم مــع اســلوبهم وحرياتهــم‬ ‫الشــخصية‪.‬‬ ‫كــا ان رئيــس الحكومــة االســبق نــوري‬ ‫املالــي ادىل بترصيحــات مشــابهة‪ ،‬واصفــا‬ ‫محمــد رمضــان بانــه «فاحــش وفاســق‬ ‫وســاقط»‪ ،‬مؤكــدا انــه ضــد اســلوبه الفنــي‬ ‫الــذي قدمــه‪ ،‬وليــس ضــد الفــن بشــكل‬ ‫عــام‪.‬‬ ‫هيمنة التطرف‬ ‫اال ان العراقيــن‪ ،‬وخاصــة اهــايل بغــداد‪،‬‬ ‫عــروا‪ ،‬بحســب املوقــع االمريــي‪ ،‬عــن‬ ‫خوفهــم مــن هيمنــة التطــرف عــى حياتهم‪،‬‬

‫فيلي‬

‫وشــنوا هجومــا مضــادا عــى رجــال الديــن‬ ‫وقــادة السياســة والجامعــات املســلحة‪،‬‬ ‫مــن خــال الدفــاع عــن الحفــات الغنائيــة‬ ‫باعتبــار انهــا جــزء مــن حرياتهــم الشــخصية‬ ‫التــي يضمنهــا لهــم الدســتور‪.‬‬ ‫وانتــر وســم (‪#‬بغداد‪-‬مدنيــة) عــى‬ ‫«تويــر» يف محاولــة مــن جانــب الناشــطني‬ ‫والفاعلــن عىل وســائل التواصــل االجتامعي‪،‬‬ ‫للتأكيــد عــى تنــوع الهويــة املدنيــة لبغداد‪،‬‬ ‫ويف تعبــر عــن التحــدي للجامعــات التــي‬ ‫تســعى اىل «الســيطرة عــى الحيــاة العامة»‪.‬‬ ‫واشــار التقريــر اىل ان عــرات االشــخاص‬ ‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪31‬‬


‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫تظاهــروا يف ‪ 16‬كانــون االول‪ /‬ديســمرب‬ ‫املــايض‪ ،‬امــام منتــزه «ســندباد النــد»‬ ‫يف بغــداد الرتفيهــي‪ ،‬للمطالبــة بإغالقــه‬ ‫برغــم انــه ال يســتخدم كمــكان للحفــات‬ ‫املوســيقية ســوى يف مناســبات نــادرة‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن عنــر امنــي مســؤول‬ ‫عــن تأمــن محيــط املنطقــة‪ ،‬قولــه ان‬ ‫«املتظاهريــن ينتمــون إىل حــزب الفضيلــة‬ ‫اإلســامي املتطــرف‪ ،‬وحاولــوا ارضام النــار‬ ‫بأج ـزاء مــن املدينــة بحجــة اقامــة حفــات‬ ‫فيهــا»‪.‬‬ ‫كــا نقــل التقريــر عــن مســتثمر ينظــم‬ ‫حفــات يف بغــداد‪ ،‬رفــض الكشــف عــن‬ ‫هويتــه خوفــا مــن تعرضــه اىل االنتقــام‪،‬‬ ‫قولــه ان «الهجــوم الــذي شــهدناه كان غــر‬ ‫مــرر‪ .‬الحفــات املوســيقية ال تشــكل اســاءة‬ ‫الي احــد‪ ،‬اال انــه يبــدو ان هنــاك محــاوالت‬ ‫لفــرض التطــرف الدينــي عــى العراقيــن»‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر اىل مقطــع فيديــو تــم‬ ‫تداولــه يظهــر رجــل ديــن يقــود التظاهــرة‬ ‫ويصــف الحفــات املوســيقية بانهــا «اعتــداء‬ ‫عــى رشف العراقيــن» وان «االمام الحســن‪،‬‬ ‫كان حريصــا عــى نــر الفضيلــة ومنــع‬ ‫الرذيلــة»‪.‬‬ ‫وتابــع انــه بســبب االحــداث‪ ،‬فــإن إدارة‬ ‫«ســندباد النــد» قــررت الغــاء الحفــات‬ ‫والعقــود مــع الــركات التــي تنظمهــا‪،‬‬ ‫كــا جــرى الغــاء حفــات اخــرى يف بغــداد‬ ‫ومحافظــة ذي قــار‪ ،‬خوفــا مــن وقــوع‬ ‫اعتــداءات مشــابهة‪.‬‬ ‫اإلكراه والدين السيايس‬ ‫ونقــل التقريــر عــن رجــل الديــن الشــيعي‬ ‫الشــيخ مــر الحلــو‪ ،‬قولــه «هنــاك شــيئان‬ ‫مــران جــدا بالديــن‪ .‬االول هــو اجبــار‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫النــاس عــى االميــان بــه‪ ،‬والثــاين اســتغالله‬ ‫(الديــن) سياســيا»‪.‬‬ ‫ومل يقتــر الخطــاب الحــاد ضــد اقامــة‬ ‫الحفــات عــى رجــال الديــن الشــيعة‬ ‫وحدهــم‪ ،‬فقــد انتقــد امــام جامــع الحــارث‬ ‫بــن يزيــد يف محافظــة االنبــار عبــد العزيــز‬ ‫فــواز الهيتــي‪ ،‬املغنــي املــري محمــد‬ ‫رمضــان‪ ،‬وامنــا بلهجــة اقــل قســاوة مــن‬ ‫نظرائــه الشــيعة‪.‬‬ ‫لكــن الناشــط واملدافــع عــن الحريــات يف‬ ‫العـراق حميــد جحيــش‪ ،‬قــال ان «االحـزاب‬ ‫االســامية‪ ،‬ممثلــة باالحــزاب والجامعــات‬ ‫املســلحة‪ ،‬جربــت اكــر مــن مــرة فــرض‬ ‫قناعاتهــا الدينيــة وااليديولوجيــة عــى‬ ‫املجتمــع يف محاولــة منهــا لتشــكيل‬ ‫مجالــس وهيئــات للتدخــل يف الحريــات‬ ‫االجتامعيــة»‪.‬‬ ‫واوضــح الناشــط العراقــي ان «تنامــي املــد‬ ‫العلــاين وازديــاد النشــاطات الداعمــة‬ ‫للحريــات والثقافــة والفــن التــي بشــكل غري‬ ‫مبــارش قوضــت عمــل الجامعات االســامية‪،‬‬ ‫دفعتهــا اىل النــزول للشــوارع وامــام املرافــق‬ ‫ملنــع إقامــة الحفــات‪ .‬ويبــدو ان ذلــك هــو‬ ‫مقدمــة لتشــكيل لجــان لتعزيــز الفضيلــة‬ ‫ومنــع الرذيلــة»‪.‬‬ ‫وخلــص التقريــر اىل القــول ان العــراق‬ ‫مســتقبال «قــد يشــهد ظهــور هيئــات او‬ ‫مؤسســات دينيــة تحــاول فــرض وصايتهــا‬ ‫الدينيــة‪ ،‬خاصــة يف ظــل تراجــع االحــزاب‬ ‫والجامعــات املســلحة يف املشــهد الســيايس‪،‬‬ ‫وهــو مــا يعنــي ان هــذه االح ـزاب تســعى‬ ‫اىل اثبــات نفســها بــأي وســيلة اخــرى‪،‬‬ ‫وقــد تلجــأ اىل خيــار تشــكيل لجــان هدفهــا‬ ‫تعزيــز الفضيلــة والحــد مــن الرذيلــة»‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪33‬‬


‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫السرطان يحاصر السكان ببقعة عراقية‪..‬‬ ‫موت هادئ في طبيعة ملوثة‬

‫ال مــاء صالــح للشــرب وال مرافــق خدميــة‪ ،‬واألمــراض‬ ‫تحيــط بهــم مــن كل صــوب‪ ،‬معانــاة مــع تلــوث الطبيعــة‬ ‫يعيشــها ســكان قريــة «البوســوف» الواقعــة علــى نهــر‬ ‫الفــرات‪ ،‬إىل الشــرق مــن مدينــة الناصرية مركــز محافظة‬ ‫ذي قــار‪.‬‬ ‫فيـــلي‬

‫‪34‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪35‬‬


‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫قريــة البوســوف التــي يتجــاوز عــدد‬ ‫ســكانها ‪ 2000‬نســمة‪ ،‬مــن املفــرض أن‬ ‫تكــون منوذج ـاً لبقيــة القــرى يف املحافظــة‬ ‫مــن حيــث الجــال والطبيعــة كونهــا تقــع‬ ‫عــى جانــب الطريــق الســياحي رشقــي‬ ‫مدينــة النارصيــة مركــز املحافظــة املــيء‬ ‫بأشــجار الطبيعــة‪ ،‬كــا يقــول أحــد‬ ‫وجهائهــا‪.‬‬ ‫يعقــوب (أبــو أكــرم) أحــد وجاهــات‬ ‫القريــة‪ ،‬أشــار خــال حديثــه ملجلــة‬ ‫«فيــي»‪ ،‬إىل أن «قــدر القريــة جعلهــا أكــر‬ ‫ســوءاً مــن بقيــة شــقيقاتها مــن القــرى‬ ‫األخــرى‪ ،‬إذ أن قريتهــم ال تحتــوي عــى‬ ‫مركــز صحــي أو مدرســة ذات مواصفــات‬ ‫جيــدة‪ ،‬فيــا تتغلغــل بداخلهــا محطــة‬ ‫ترصيــف مجــاري منطقــة اإلســكان»‪.‬‬ ‫وبــن أن «القريــة حصلــت مؤخــراً عــى‬ ‫قــرا ٍر بتعبيــد أحــد طرقهــا بســبب قيــام‬ ‫املواطنــن فيهــا بإغــاق محطــة ترصيــف‬ ‫املجــاري‪ ،‬حيــث هــددت غالبيــة مســاكن‬ ‫مناطــق جنــويب النارصيــة بطفــح منازلهــم‪،‬‬ ‫مــا تــم التعجيــل بتعبيــد أحــد الطــرق‬ ‫املهمــة يف القريــة»‪.‬‬ ‫وأوضــح أن «املــاء الــذي تعتمــده القريــة‬ ‫هــو مــن نهــر الف ـرات‪ ،‬لكــن يف الحقيقــة‬ ‫هــو ملــوث بشــكل كيل‪ ،‬مــن محطــة‬ ‫ترصيــف املجــاري ترمــي مخلفاتهــا بداخــل‬ ‫النهــر الــذي نعتمــده ألمــور الحيــاة‬ ‫اليوميــة كافــة»‪.‬‬ ‫وأشــار إىل أن «املنــازل املحيطــة مبحطــة‬ ‫املجــاري يف القريــة‪ ،‬تعرضــت جميعهــا‬ ‫إلصابــات خطــرة بأمــراض ال شــفاء منهــا‬ ‫وأبرزهــا مــرض الرسطــان الــذي تســبب‬ ‫بوفــاة ‪ 7‬أشــخاص العــام املــايض‪ ،‬فيــا‬ ‫يوجــد العــرات منهــم مصابــن حاليــا‬ ‫يخضعــون للعــاج»‪ ،‬داعيــا الجهــات‬ ‫الحكوميــة املختصــة إىل «التحــرك وإنقــاذ‬ ‫عوائلهــم مــن خطــر األمــراض الــذي‬ ‫يداهمهــم»‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫أرقام صادمة للرسطان‬ ‫مصــدر طبــي يف دائــرة صحــة ذي قــار‪،‬‬ ‫أبلــغ مجلــة «فيــي»‪ ،‬أن «املحافظــة مليئــة‬ ‫مبصــايب مــرض الرسطــان وبأرقــام اصابــات‬ ‫كبــرة‪ ،‬الفتــا إىل أنــه مل يثبــت لــدى الدائــرة‬ ‫يشء علمــي أن مــرض الرسطــان جــاء‬ ‫بســبب تلــوث امليــاه والهــواء»‪.‬‬ ‫وذكــر املصــدر أن «أرقــام اإلصابــات يف‬ ‫املحافظــة ارتفعــت مــن ‪ 557‬مصابــا يف‬ ‫عــام ‪ 2006‬إىل ‪ 1602‬مصابــا يف عــام ‪،2019‬‬ ‫فيــا مل تصــدر إحصائيــة بإعــداد املصابــن‬ ‫باملــرض خــال العامــن املاضيــن (‪2020‬‬ ‫و‪ )2021‬والتــي مــن املتوقــع ان تصــل‬ ‫االصابــة فيهــا إىل قرابة الـ‪ 3000‬شــخص»‪.‬‬ ‫وبــن املصــدر‪ ،‬ان «اعــداد املصابــن مبــرض‬ ‫الرسطــان مــن ســنة ‪ 2006‬ولغايــة ‪2019‬‬ ‫بلغــت ‪ 11‬ألفـاً و‪ 957‬شــخصاً مصابـاً‪ ،‬ومن‬ ‫املرجــح أن تتجــاوز حاجــز الـــ‪ 15‬إصابــة‪،‬‬ ‫فيــا لــو أضيــف لهــا احصائيــة عامــي‬ ‫و‪ 2021‬بعــد إكاملهــا مــن قبــل ‪202‪0‬‬ ‫وزارة الصحــة االتحاديــة»‪ ،‬الفتــا إىل أن‬ ‫«هــذه األعــداد هــي إصابــات األشــخاص‬ ‫املســجلة رســميا‪ ،‬بينــا هنــاك املئــات مــن‬ ‫غــر املســجلني الذيــن يتلقــون العــاج عــى‬ ‫‬‪».‬نفقتهــم الخاصــة‬ ‫التلوث واألمراض‬ ‫مــن جانبهــا‪ ،‬نوهــت مديريــة بيئــة ذي‬ ‫قــار‪ ،‬إىل تشــخيص دقيــق ملناطــق التلــوث‬ ‫يف مدينــة النارصيــة‪ ،‬فيــا أكــدت أن‬ ‫محطــات املجــاري الســبب الرئيــس لتلــوث‬ ‫ميــاه األنهــر‪.‬‬ ‫وذكــر مديــر البيئــة كريــم هــاين‪ ،‬ملجلــة‬ ‫«فيــي»‪ ،‬أن «هنــاك متابعــات عديــدة‬ ‫بخصــوص موضوعــة تلــوث امليــاه عــى‬ ‫نهــر الفــرات وخاصــة مناطــق جنــويب‬ ‫النارصيــة‪ ،‬كــون محطــات املجــاري ترمــي‬ ‫مخلفاتهــا بهــا مبــارشة دون أي عمليــة‬ ‫تصفيــة لهــا‪ ،‬وهــذا التلــوث يذهــب‬ ‫حتــى ملناطــق االهــوار مــا يشــكل خطــر‬

‫عــى الحيــاة البيئيــة فيهــا وكونهــا مــن‬ ‫املحميــات الطبيعيــة»‪.‬‬ ‫وأضــاف هــاين‪ ،‬أن «القانــون ســمح‬ ‫إلدارتــه بالتدخــل عــن طريــق إنذارهــا‬ ‫وإصــدار أمــر بغلــق هــذه املحطــات التــي‬ ‫تســبب التلــوث ومصدرهــا‪ ،‬ويف حــال‬ ‫عــدم االســتجابة يتــم التحــرك قضائيــاً‬ ‫ضدهــم مــن خــال إقامــة شــكاوى جزائيــة‬ ‫ملخالفتهــم الــروط البيئيــة»‪.‬‬ ‫وتابــع‪ ،‬ان «غلــق املحطــة أو إلغاءهــا‬ ‫تظهــر مشــكلة أخــرى وهــي ان ميــاه‬ ‫الــرف الصحــي‪ ،‬ايــن ســتذهب؟»‪،‬‬ ‫مؤكــدا أن «الحــل األمثــل لهــذه مســألة‬

‫خطــرة‪ ،‬هــي إنشــاء محطــات معالجــة‪،‬‬ ‫وهــذه املحطــات لألســف غــر موجــودة‪،‬‬ ‫والجانــب الرســمي مل يعــر هــذا املوضــوع‬ ‫أي أهميــة‪ ،‬رغــم أن لهــا أهميــة كبــرة يف‬ ‫الحفــاظ عــى امليــاه مــن التلــوث»‪.‬‬ ‫وأشــار إىل أن «مناطــق جنــويب النارصيــة‬ ‫تتعــرض للتلــوث بشــكل كبــر‪ ،‬كونهــا تقــع‬ ‫يف ذنائــب النهــر وبالتــايل جميــع تلوثــات‬ ‫النهــر تكــون مــن حصتهــم»‪ ،‬مؤكــدا أن‬ ‫«اســتخدام ميــاه النهــر مــن قبــل القــرى‬ ‫املطلــة عــى النهــر مبــارشة وغريهــم مــن‬ ‫املواطنــن ســيولد لهــم أمراضــاً خطــرة‬ ‫ليــس مــن الســهل الشــفاء منهــا عــى‬

‫القريــب»‪.‬‬ ‫ويف شــهر أيلــول مــن العــام املــايض ‪،2021‬‬ ‫اعلنــت مديريــة مجــاري ذي قــار‪ ،‬عــن‬ ‫قــرب اكــال مــروع هــو األول مــن نوعــه‬ ‫يف املحافظــة ينهــي الخروقــات الحاصلــة‬ ‫عــى نهــر الف ـرات مــن قبــل املواطنــن‪.‬‬ ‫وذكــر مديــر الدائــرة‪ ،‬حيــدر األســدي‪،‬‬ ‫ملجلــة «فيــي»‪ ،‬أن «إدارتــه شــارفت عــى‬ ‫االنتهــاء مــن مــروع مجــاري وســط‬ ‫مدينــة النارصيــة مركــز املحافظــة بطــول ‪2‬‬ ‫كــم و‪ 600‬مــر ميتــد مــن محطــة الكليــة‬ ‫املخصصــة مليــاه األمطــار إىل املحطــة‬ ‫الســابعة املرتبطــة مبيــاه املصــب العــام‪،‬‬

‫حيــث بلغــت نســبة اإلنجــاز أكــر مــن‬ ‫‪.»95%‬‬ ‫وأضــاف‪ ،‬أن « كلفــة املــروع بلغــت‬ ‫مليــار و‪ 400‬مليــون دينــار عراقــي بضمنهــا‬ ‫تبليــط مقرتبــات الجــر الكونكريتــي التي‬ ‫يســر مــن خاللهــا املــروع «‪.‬‬ ‫ولفــت األســدي‪ ،‬إىل أن» محطــة الكليــة‬ ‫كانــت متجــاوز عليهــا مــن قبــل املواطنــن‬ ‫«‪ ،‬مشــراً إىل أن «إدارتــه ســعت جاهــدة‬ ‫خــال الفــرة املاضيــة إلنهــاء أزمــة نهــر‬ ‫الفـرات داخــل مدينــة النارصيــة واملتمثلــة‬ ‫برمــي املخلفــات الثقيلــة داخلــه»‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪37‬‬


‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫هل يطوي العام الجديد‬ ‫ملف هجرة العراقيين الداخلية‬ ‫فيـــلي‬

‫ّأرق موضــوع الهجــرة الداخليــة فــي العــراق الــرأي العــام لمــا له مــن تبعات على‬ ‫االوضــاع المعيشــية للنازحيــن‪ ،‬فضــا عــن الحاجــة الــى اعــادة المهجريــن الــى‬ ‫بيوتهــم االصليــة التــي عملــت الظــروف االمنيــة والسياســية غيــر المســتقرة‬ ‫ونشــاط تنظيــم داعــش علــى دفعهــم لتــرك منازلهــم؛ فهــل يكــون العــام‬ ‫الجديــد ‪ 2022‬خاتمــة لمأســاة النــزوح والهجــرة الداخليــة فــي العــراق؟‬ ‫يف نهايــة عــام ‪ ،2020‬ذكــرت املفوضيــة الســامية‬ ‫لألمــم املتحــدة لشــؤون الالجئــن انــه بقــي‬ ‫‪ 1,224,108‬عراقيــاً يف عــداد النازحــن داخليــاً‪ ،‬يف‬ ‫انخفــاض بنســبة ‪ 13%‬مقارنــة بالعــام الســابق‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫يف حــن ظــلّ عــدد العائديــن مســتقراً عنــد ‪4.8‬‬ ‫مليــون شــخص منــذ عــام ‪2014‬؛ وكانــت غالبيــة‬ ‫مــن تهجــروا يف عــام ‪ 2020‬مــن األشــخاص الذيــن‬ ‫كانــوا نازحــن قـراً يف الســابق مــع ‪ 111,523‬حالــة‬ ‫ـزوح جديــد‪ ،‬واشــارت‬ ‫نــزوح ثـ ٍ‬ ‫ـان و‪ 25,236‬حالــة نـ ٍ‬ ‫املفوضيــة يف تقريــر لهــا اىل انــه جــرى توفــر املــأوى‬ ‫لـــ ‪ 74%‬مــن النازحــن داخليــاً يف مــآوي خاصــ ٍة يف‬ ‫عائــات مضيفــة‪ ،‬فيــا‬ ‫مســاكن مســتأجرة أو مــع‬ ‫ٍ‬ ‫ســكنت نســبة ‪ 9%‬يف مــآوي دون املســتوى ومكثــت‬ ‫النســبة املتبقيــة يف مخيــات النازحــن داخليـاً الـ ‪30‬‬ ‫املنتــرة يف شــتى أنحــاء العــراق‪.‬‬ ‫و كشــفت املفوضيــة عــن ان االمــر مل يقتــر عــى‬ ‫ذلــك فقــد اشــار التقريــر اىل انــه كان هنــاك مــا‬ ‫مجموعــه ‪ 270,392‬الجئــاً و‪ 12,670‬طالــب لجــوء‬ ‫مســجلني يف العــراق؛ ‪ 242,163‬ســوريني و‪40,899‬‬ ‫مــن جنســيات أخــرى (مــن األتــراك واإليرانيــن‬ ‫بشــكل رئيــس)‪.‬‬ ‫والفلســطينيني والســودانيني‬ ‫ٍ‬ ‫ولفتــت املنظمــة اىل ان النســاء شــكلن نســبة ‪48%‬‬ ‫مــن إجــايل عــدد الالجئــن يف العــراق‪ ،‬يف حــن‬ ‫كانــت نســبة األشــخاص مــن ذوي اإلعاقــة ‪2.3%‬‬ ‫واملســنني ‪1.3%‬؛ وعاشــت نســبة تتجــاوز الـــ ‪90%‬‬ ‫مــن الالجئــن الســوريني يف إقليــم كوردســتان‬

‫‪38‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪39‬‬


‫فـــ‬

‫''‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫العــراق‪ ،‬و‪ 40%‬منهــم عاشــوا يف ‪10‬‬ ‫ـات لالجئــن‪ ،‬ووصــل عــدد األشــخاص‬ ‫مخيـ ٍ‬ ‫املعرضــن لخطــر انعــدام الجنســية يف البــاد‬ ‫إىل ‪ 47,253‬بحلــول نهايــة عــام ‪.2020‬‬ ‫ويشــر املراقبــون اىل ان محــاوالت‬ ‫جــرت وتجــري إلعــادة املهاجريــن داخليــا‬ ‫العراقيــن اىل منازلهــم‪ ،‬وقــد لخصــت وزارة‬ ‫الهجــرة واملهجريــن العراقيــة الوضــع يف‬ ‫نهايــة عــام ‪ ، 2021‬وبالتحديــد يف ‪ 15‬كانون‬ ‫االول مــن عــام ‪ 2021‬بالقــول أنها ســتغلق‬ ‫آخــر مخ َّيــات النازحــن مــن الحــرب عــى‬ ‫داعــش يف املوصــل خالل الشــهر نفســه‪ ،‬وإن‬ ‫«الــوزارة أغلقــت جميــع مخيــات النازحني‬ ‫يف املحافظــات كافــة‪ ،‬باســتثناء مخيــات‬ ‫إقليــم كوردســتان»‪ ،‬مشــرة إىل أن الشــهر‬ ‫الحــايل «كانــون االول ‪ »2021‬سيشــهد‬ ‫اغــاق مخيــم الجدعــة وهــو آخــر مخيــم‬ ‫للنــزوح يف املوصــل»؛ وأكــدت الوزيــرة أن‬ ‫الــوزارة تعمــل بالتنســيق مــع الجهــات‬ ‫املســؤولة يف اقليــم كوردســتان إلغــاق‬ ‫مخيــات دهــوك وأربيــل والســليامنية‪.‬‬ ‫وكانــت عمليــة الهجــرة والنــزوح الداخــي‬ ‫الواســعة قــد انبثقــت بخاصــة بعــد ان‬ ‫اجتــاح تنظيــم داعــش مســاحات شاســعة‬ ‫مــن الع ـراق يف ‪ ،2014‬وفتحــت الســلطات‬ ‫العراقيــة عقــب دحــره نهايــة عــام ‪،2017‬‬ ‫مخيــات مؤقتــة إليــواء عائــات كانــت‬ ‫تســكن مدنــا ومناطــق خاضعــة لســيطرة‬ ‫التنظيــم‪ .‬وتســبب النــزاع مــع تنظيــم‬ ‫«داعــش» بنــزوح ‪ 6‬ماليــن شــخص داخــل‬ ‫العــراق‪ ،‬وفــق بيــان ملنظمــة الهجــرة‬ ‫الدوليــة مطلــع ترشيــن الثــاين ‪،2021‬‬ ‫موضحــ ًة أن مئــات آالف األرس عــادت إىل‬ ‫بيوتهــا بعــد أربــع ســنوات‪« ،‬ومــع ذلــك‪ ،‬ال‬ ‫يـزال مــا يقــدر بنحــو ‪ 1,2‬مليــون شــخص يف‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫حالــة نــزوح»‪.‬‬ ‫ومنــذ ســنوات‪ ،‬يعلــن الع ـراق نيتــه إغــاق‬ ‫املخيــات‪ ،‬ومل يعــد نحــو نصــف ســكان‬ ‫تلــك املخيــات إىل املناطــق التــي يتحدرون‬ ‫منهــا‪ ،‬وفــق منظمــة الهجــرة الدوليــة‪ ،‬برغم‬ ‫أن الســلطات تقــول إن حملــة اإلغــاق‬ ‫هــذه تضمــن عــودة النازحــن إىل بيوتهــم‪.‬‬ ‫ودعــت وزيــرة الهجــرة واملهجريــن‬ ‫العراقيــة إىل «فتــح بــاب الحــوار بــن‬ ‫اإلقليــم والحكومــة االتحاديــة إلنهــاء ملــف‬ ‫النــزوح‪ ،‬ال ســيام أنــه متَّــت إعــادة تهيئــة‬ ‫مــدن أغلــب النازحــن يف مخيــات أربيــل‬ ‫والســليامنية»‪ ،‬بحســب قولهــا‪ ،‬وتابعــت أنَّ‬ ‫تتــم تهيئــة مدينتهــم‬ ‫«أهــايل ســنجار‪ ،‬مل ّ‬ ‫حتــى اآلن‪ ،‬وبانتظــار تطبيــق اتفاقيــة‬ ‫ســنجار إلعادتهــم إىل مدنهــم»‪.‬‬ ‫مــن جانبــه‪ ،‬أكــد وكيــل الــوزارة‪ ،‬أن «النزوح‬ ‫يف الع ـراق لــن يســتمر إىل األبــد‪ ،‬بــل ميثــل‬ ‫حالــة اســتثنائية‪ ،‬ومل يبــق يف العـراق ســوى‬ ‫مخيــم واحــد خــارج إقليــم كوردســتان‬ ‫و‪ 26‬مخي ـ ً‬ ‫ا يف اإلقليــم»‪ ،‬مبين ـاً أن «هنــاك‬ ‫تنســيقاً مــع كوردســتان إلغــاق املخيامت»‪.‬‬ ‫وأضــاف أن «أغلــب النازحــن مــن ســنجار‬ ‫وصــاح الديــن ومناطــق املوصــل يبحثــون‬ ‫عــن عمــل أو بيــت‪ ،‬وهــم راغبــون يف‬ ‫العــودة»‪.‬‬ ‫وينــوه املراقبــون اىل ان اجــراءات اعــادة‬ ‫املهجريــن اىل مناطقهــم بصــورة الئقــة‬ ‫تســتوجب تهيئــة االجــواء املالمئــة ومنهــا‬ ‫بخاصــة مــا يتعلــق باعــادة االعــار وتوفــر‬ ‫الخدمــات واالمــن‪.‬‬ ‫كــا يتخــوف كثــر مــن املهجريــن مــن ان‬ ‫تكــون ظــروف عودتهــم اىل مناطقهــم غــر‬ ‫مكتملــة؛ ويف هــذا تقــول نازحــة (‪ )47‬عامــا‬ ‫مــن املوصــل ان «جميــع النازحــن يريــدون‬

‫«جميع النازحين يريدون‬ ‫العودة إلى مناطقهم المحررة‪،‬‬ ‫ال أحد يرغب في البقاء ليوم‬ ‫واحد في مخيمات النزوح‪ ،‬لكن‬ ‫العودة إلى مناطق مدمرة ال‬ ‫تتوفر فيها متطلبات العيش‬ ‫هو أمر يضيف لنا معاناة‬ ‫كثيرة»‬

‫العــودة إىل مناطقهــم املحــررة‪ ،‬ال أحــد‬ ‫يرغــب يف البقــاء ليــوم واحــد يف مخيــات‬ ‫النــزوح‪ ،‬لكــن العــودة إىل مناطــق مدمــرة‬ ‫ال تتوفــر فيهــا متطلبــات العيــش هــو‬ ‫أمــر يضيــف لنــا معانــاة كثــرة»‪ ،‬مردفــة‬ ‫«بالرغــم مــن ســوء األوضــاع يف مخيــات‬ ‫النــزوح‪ ،‬لكــن هنــاك دعــا للعائــات يف‬ ‫مجــال األغذيــة واملســاعدات الطبيــة‪،‬‬ ‫وهــي ال تتوفــر عنــد إعــادة النازحــن إىل‬ ‫مناطقهــم‪ ،‬وخصوصــا يف األحيــاء املدمــرة‬

‫باملوصــل‪ ،‬التــي تفتقــر إىل البنــى التحتيــة»؛‬ ‫وزادت بــأن «بعــض العائــات طلبــت تــرك‬ ‫مخيــات النــزوح ألن لديهــم أقــارب ممكن‬ ‫أن يســتضيفونهم‪ ،‬لكــن غالبيــة العائــات‬ ‫األخــرى ال متتلــك مــأوى‪ ،‬وإجبارهــم عــى‬ ‫تــرك مخيــات النــزوح يقــود إىل املجهــول»‪.‬‬ ‫ويف شــهر ترشيــن الثــاين ‪ ،2021‬قــال املرصــد‬ ‫األورومتوســطي لحقــوق اإلنســان ومقــره‬ ‫جنيــف‪ ،‬إن خطــة العـراق إلغــاق املخيامت‬ ‫وإعــادة النازحــن إىل مناطقهــم األصليــة‬

‫«غــر آمنــة عــى حيــاة النازحــن»‪ ،‬بحســب‬ ‫وصــف بيــان لــه اضــاف أن قــرار إغــاق‬ ‫ملــف النــزوح قــد يــرك مئــات اآلالف مــن‬ ‫النازحــن بــا مــأوى بعــد تدمــر منازلهــم‬ ‫أثنــاء املواجهــات مــع تنظيــم داعــش‬ ‫اإلرهــايب‪ ،‬ال ســيام يف ظــل عــدم وجــود‬ ‫خطــة واضحــة إلعــادة إعــار مناطقهــم‬ ‫األصليــة التــي تفتقــر إىل مقومــات الحيــاة‪،‬‬ ‫عــى حــد قــول البيــان؛ فيــا كانــت لجنــة‬ ‫الهجــرة واملهجريــن يف الربملــان العراقــي‪،‬‬

‫قــد ذكــرت بدورهــا ان إغــاق مخيــات‬ ‫النــزوح كان يفــرض أن يســبقه توفــر‬ ‫اآلليــات املناســبة إلعــادة النازحــن إىل‬ ‫مناطقهــم‪ ،‬مبينــة أن «النازحــن عانــوا‬ ‫ظروفــا صعبــة طيلــة الســنوات املاضيــة‬ ‫يف مخيــات النــزوح‪ ،‬وكان مــن املفــرض‬ ‫أن تتــوىل الحكومــة توفــر البيئــة املناســبة‬ ‫ليتمكنــوا مــن العــودة إىل مناطقهــم»‪،‬‬ ‫ومردفــة ان «هنــاك رضورة لوضــع حلــول‬ ‫عاجلــة مــن قبــل الحكومــة تضمــن توفــر‬ ‫املتطلبــات األساســية لتلــك العائــات‬ ‫للعــودة إىل مناطقهــا األصليــة‪ ،‬عــر إعــادة‬ ‫إعــار البنــى التحتيــة واملنــازل»‪ ،‬ومزيــدة‬ ‫«ال يـزال الكثــر مــن النازحــن غــر قادريــن‬ ‫عــى العــودة ملناطقهــم األصليــة نتيجــة‬ ‫تدمــر منازلهــم خــال الحــرب‪ ،‬فضــا‬ ‫عــن عــدم توفــر البنــى التحتيــة األساســية‬ ‫للخدمــات وعــدم اســتقرار الوضــع األمني»‪،‬‬ ‫عــى حــد وصفهــا‪.‬‬ ‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪41‬‬


‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫المالذ المغري‪..‬‬ ‫متقاعدو العراق‬ ‫ينعشون عقارات‬ ‫تركيا في وقت حرج‬

‫البحث عن االستقرار‬ ‫والبيئة اآلمنة وسط أزمات‬ ‫واضطرابات متفاقمة‪ ،‬دفع‬ ‫عراقيني ُكثر إىل التوجه نحو‬ ‫تركيا لإلقامة وشراء العقارات‬ ‫آمال بحياة هادئة وتسهيالت‬ ‫ال تتوفر يف بلدهم األم‪.‬‬ ‫فيـــــــلي‬

‫‪42‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪43‬‬


‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫إن اإلحصــاءات الرتكيــة االخــرة تشــر اىل‬ ‫ان العراقيــن باتــوا أكــر الــدول العربيــة‬ ‫رشا ًء للمنــازل يف تركيــا‪ ،‬حيــث اشــروا‬ ‫العــام املــايض ‪ 2021‬أكــر مــن ‪ 8‬آالف‬ ‫منــزل‪.‬‬ ‫وبحســب القانــون الــريك‪ ،‬يحصــل عــى‬ ‫الجنســية الرتكيــة كل مــن يشــري عقــاراً‬ ‫بقيمــة ‪ 250‬ألــف دوالر‪ ،‬أو يضــع وديعــة‬ ‫بقيمــة ‪ 500‬ألــف دوالر ملــدة ثــاث‬ ‫ســنوات‪.‬‬ ‫اقتصاديــون اعتــروا أن تــدين أســعار‬ ‫العقــارات يف تركيــا قياســا بأســعار‬ ‫العقــارات يف العــراق‪ ،‬قــد تكــون احــد‬ ‫االســباب الرئيســية وراء إقبــال العراقيــن‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫لــراء املنــازل والعيــش يف تركيــا‪ ،‬فضــا‬ ‫عــن االســتثامر فيهــا‪ ،‬ناهيــك عــن‬ ‫االســباب االخــرى ســواء كانــت السياســية‬ ‫او االمنيــة والخدمــات والتســهيالت‬ ‫االداريــة‪.‬‬ ‫السوق العقارية مرتفعة‬ ‫ويقــول الخبــر االقتصــادي رضغــام‬ ‫محمــد عــي يف حديــث ملجلــة «فيــي»؛‬ ‫ان «ارتفــاع الســوق العقاريــة يف الع ـراق‬ ‫جعــل مــن بيــع العقــارات الســكنية‬ ‫للعراقيــن والــراء يف بلــدان اخــرى‬ ‫ذات جــدوى اقتصاديــة خصوصــا يف ظــل‬ ‫توفــر فــرص معيشــة وســكن بكلــف‬ ‫معقولــة يف تركيــا‪ ،‬اضافــة اىل ان البعــض‬

‫يعتربهــا اســتثامرا مضمونــا بــدون مخاطــر‬ ‫اســتثامرية»‪.‬‬ ‫ويضيــف أن «هنــاك إقبــال متزايــد مــن‬ ‫املتقاعديــن عــى االســتفادة مــن مكافــأة‬ ‫نهايــة الخدمــة يف رشاء عقــارات والســكن‬ ‫فيهــا واملعيشــة باالعتــاد عــى الراتــب‬ ‫التقاعــدي يف ظــروف معاشــية تصنــف‬ ‫نســبيا انهــا افضــل واقــل كلفــة» الفتــا اىل‬ ‫ان اي شــخص بإمكانــه مــن خالله تشــغيل‬ ‫رؤوس األمــوال املتوســطة التــي لديــه أن‬ ‫يحصــل عــى عمــل بأربــاح جيــدة «‪.‬‬ ‫املتقاعدون األكرث رشاء‬ ‫ويقــول اســتاذ علــم االقتصــاد يف الجامعــة‬ ‫العراقيــة عبــد الرحمــن املشــهداين يف‬

‫«البيروقراطيـــة والروتيـــن االداري المتبـــع بالعـــراق ادى‬ ‫الى عـــزوف رجال األعمـــال الى فتح اعمال ومشـــاريع في‬ ‫العـــراق والبحـــث عن فرص بديلـــة في دول الجـــوار ومنها‬ ‫تركيـــا التي تشـــهد االخيـــرة دعم حقيقي للقطـــاع الخاص‬ ‫الذي يعمـــل لديهم من قـــروض و فيـــزا وإقامة»‪.‬‬

‫حديــث ملجلــة «فيــي» ان «العراقيــن‬ ‫ومنــذ ســنوات يحتلــون املراتــب االوىل‬ ‫بـراء املنــازل يف تركيــا بعــد أن كانــت يف‬ ‫األردن ودول أخــرى هــي االوىل»‪ ،‬مبينا ان‬ ‫«عــدم االســتقرار الســيايس واالقتصــادي‬ ‫يف العــراق وراء ذلــك»‪.‬‬ ‫ويشــر إىل أن «اكــر املواطنــن الذيــن‬ ‫يقومــون ب ـراء هــذه املنــازل هــم مــن‬ ‫املتقاعديــن باعتبــار الرواتــب التــي‬ ‫يتقاضونهــا بعــد التقاعــد هــي مجزيــة‬ ‫وبالتــايل فــإن تركيــا توفــر لــه كل‬ ‫الخدمــات الصحيــة والرتفيهيــة التــي‬ ‫نفتقدهــا يف حالــة الع ـراق»‪ ،‬الفتــا اىل ان‬ ‫«التفكــر ســابقا كان العيــش يف اربيــل اال‬ ‫ان ارتفــاع االســعار فيهــا دفعــت الكثــر‬ ‫نحــو العيــش يف تركيــا نتيجــة أســعارها‬ ‫املناســبة وال تتصــف بالتعقيــد وخاصــة‬ ‫إذا كانــت هنــاك رغبــة باالســتثامر»‪.‬‬ ‫قوانني ميرسة‬ ‫ويقــول الخبــر االقتصــادي باســم جميــل‬ ‫انطــوان يف حديــث ملجلــة «فيــي»؛ ان‬ ‫«املواطــن يختــار يف حياتــه للعيــش يف‬ ‫مناطــق تشــهد األمــن واالســتقرار وبعيــد‬ ‫عــن املشــاكل والتقلبــات التــي تحــدث»‪،‬‬ ‫مبينــا ان «راتــب املتقاعــد يف العــراق‬

‫يكفــي للعيــش يف تركيــا يف امــان بعيــدا‬ ‫عــن الرصاعــات واملشــاكل االمنيــة»‪.‬‬ ‫ويضيــف ان «املواطــن العراقــي اســتقر‬ ‫يف البدايــة يف عــان وســوريا وبعدهــا‬ ‫اتجــه نحــو اســطنبول برتكيــا الن االخــرة‬ ‫اســتطاعت مــن اســتقطاب هــذه االعــداد‬ ‫الكبــرة محاولــة منهــا لجــذب رؤوس‬ ‫األمــوال الكبــرة لالســتفادة مــن تطويــر‬ ‫اقتصادهــا وتقليــل البطالــة لديهــا مــن‬ ‫خــال تشــغيل األعــداد الكبــرة منهــم‬ ‫يف املشــاريع التــي يفتحهــا األجانــب يف‬ ‫تركيــا»‪.‬‬ ‫وتابــع أن الطبيعــة املوجــودة يف تركيــا‬ ‫وانخفــاض األســعار فيهــا وقربهــا مــن‬ ‫العــراق والقوانــن امليــرة التــي تســمح‬ ‫بالحصــول عــى االقامــة و الفيـزا يف تركيــا‬ ‫كلهــا عوامــل ســاعدت يف هجــرة العراقيني‬ ‫والســكن يف تركيــا‪ ،‬اضافــة اىل ارتفــاع‬ ‫اســعار العقــارات يف الع ـراق بشــكل غــر‬ ‫طبيعــي كانــت ســببا يف ذلــك»‪ ،‬مســتدركا‬ ‫يف الوقــت نفســه ان «االنســان يجــب ان‬ ‫يقــرأ املســتقبل ايضــا وانــه مــن املحتمــل‬ ‫أن تتغــر القوانــن بعــد ذلــك وبالشــكل‬ ‫الــذي قــد يصعــب عــى املواطــن بيــع‬ ‫العقــار الــذي اشــراه يف تركيــا»‪.‬‬

‫البريوقراطية‬ ‫ويقــول رئيــس غرفــة تجــارة بغــداد فـراس‬ ‫الحمــداين يف حديــث ملجلــة «فيــي» ان‬ ‫«البريوقراطيــة والروتــن االداري املتبــع‬ ‫بالعــراق ادى اىل عــزوف رجــال األعــال‬ ‫اىل فتــح اعــال ومشــاريع يف العــراق‬ ‫والبحــث عــن فــرص بديلــة يف دول الجوار‬ ‫ومنهــا تركيــا التــي تشــهد االخــرة دعــم‬ ‫حقيقــي للقطــاع الخــاص الــذي يعمــل‬ ‫لديهــم مــن قــروض و فيــزا وإقامــة»‪.‬‬ ‫ويوضــح الحمــداين أن «التاجــر ورجــل‬ ‫األعــال قــد يجــازف يف إنشــاء مرشوعــه‬ ‫بالعــراق أكــر مــا موجــود يف تركيــا‬ ‫حيــث ان االخــرة تدعــم املنتــج املحــي‬ ‫والتصديــر‪ ،‬يف حــن ان جميــع االمــور‬ ‫االنتاجيــة والدعــم معطــل يف العــراق «‪.‬‬ ‫وكان مستشــار رئيــس الــوزراء للشــؤون‬ ‫املاليــة واالقتصاديــة مظهــر محمــد صالــح‬ ‫قــد شــدد يف حديثــه ملجلــة «فيــي» عــى‬ ‫وجــوب أن تكــون سياســات اإلســكان يف‬ ‫العــراق بتكاليــف زهيــدة»‪ ،‬مبينــا عــن‬ ‫وجــود عجــز ‪ 2.5‬مليــون وحــدة ســكنية‬ ‫يف العــراق‪.‬‬ ‫واضــاف ان «سياســات اإلســكان يف بلــد‬ ‫نامــي مثــل العــراق يجــب ان يكــون‬ ‫التمويــل بتكاليــف زهيــدة أي متويــل‬ ‫ميــر وبــه عنــر املنحــة التــي ال تعنــي‬ ‫عــدم اســردادها وإمنــا يكــون التمويــل‬ ‫طويــل األجــل بفائــدة قليلــة يســمى‬ ‫بعنــر املنحــة»‪.‬‬ ‫ويعــاين العــراق مــن أزمــة خانقــة يف‬ ‫الســكن بســبب تزايــد عــدد ســكان‬ ‫الع ـراق ومحدوديــة املجمعــات الســكنية‬ ‫إضافــة إىل عــدم قــدرة املواطــن عــى بنــاء‬ ‫وحــدة ســكنية خاصــة بــه بســبب غــاء‬ ‫األرايض واملــواد اإلنشــائية‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪45‬‬


‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫أيــام صامتــة ال صــوت يعلــو فيهــا إال الريــاح‬ ‫التــي تــري خيــام النازحــن‪ ،‬وبيــاض ثلــج‬ ‫يف ظاهــره بهجــة ويف طياتــه غصــة تحبــس‬ ‫أنفــاس أولئــك القابعــن خلــف ســتار خيمــة‬ ‫ال تقيهــم بــرودة الطقــس الشــديدة‪ ،‬والثلــوج‬ ‫تحاصرهــم مــن كل حــدب وصــوب‪.‬‬ ‫فيــــلي‬

‫لوحة بيضاء ُتبكي اعين النازحين‬

‫البرد يخطف فلذات األكباد من‬ ‫مجاحر األمهات‬ ‫‪46‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫مبعــدون مبعــرون عــن منازلهــم‪ ،‬مناطقهم‬ ‫خربــة مدمــرة مبعــرة عــى أيــدي اإلرهاب‪،‬‬ ‫احتوتهــم املخيــات يف اقليــم كوردســتان‪،‬‬ ‫فأصبحــت مــأوى لهــم‪ ،‬حتــى نســتهم‬ ‫الجهــات املعنيــة واإلغاثيــة‪ ،‬خيــام األمــس‬ ‫تختلــف كثــراً عــن اليــوم‪ ،‬فلــم تعــد قــادرة‬ ‫عــى حاميتهــم وأطفالهــم وتجــرع مــرارة‬ ‫طقــس بــارد يتســلل إليهــم مــن فجــوات‬ ‫مل تكــد تغلقهــا ســنوات العيــش عــى أمــل‬ ‫العــودة التــي توقفهــا عــرات كثــرة‪.‬‬

‫ويعيــش أكــر مــن مليــون نــازح يف‬ ‫مخيــات وتجمعــات تتــ ّوزع يف أربيــل‪،‬‬ ‫األنبــار‪ ،‬الســليامنية‪ ،‬كركــوك‪ ،‬ديــاىل ونينــوى‬ ‫يف ظــروف ســيئة وال ميلكــون املالبــس‬ ‫الكافيــة ووســائل التدفئــة والوقــود الــازم‬ ‫وال تقــدم لهــم الســلطات مــا يحتاجونــه‬ ‫لتجــاوز الشــتاء وال تفــي الحمــات اإلغاثيــة‬ ‫التــي ينظمهــا متطوعــون ومنظــات حقوق‬ ‫اإلنســان بتلــك املتطلبــات األساســية‪ ،‬كامل ًة‪.‬‬ ‫الحكايــة أن عاصفــة ثلجيــة تســتمر منــذ‬

‫أيــام يف العــراق‪ ،‬وإقليــم كوردســتان عــى‬ ‫وجــه الخصــوص‪ ،‬الــذي يعتــر مــأوى‬ ‫النازحــن ســواء يف املخيــات أو يف مدنــه‪،‬‬ ‫هــذه العاصفــة هدمــت أحــام النازحــن‬ ‫وفضحــت مــا حــاول أهــل الخيــام ســره‬ ‫مــن منغصــات‪.‬‬ ‫وحتــى لحظــة إعــداد التقريــر‪ ،‬تأكــد وفــاة‬ ‫ثالثــة أطفــال بينهــم طفلــة يف مخيــم آشــتي‬ ‫للنازحــن يف محافظــة الســليامنية‪ ،‬إضافــة‬ ‫لوفــاة سـ ّيدة مســنة تعيــش مــع عائلتهــا يف‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪47‬‬


‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫''‬

‫«هناك شـــهداء خصصـــت لهم مبالـــغ الفروقات‪،‬‬ ‫ولم يتمكنوا من اســـتحصال املبالـــغ‪ ،‬إال ملن لديه‬ ‫(واســـطة)‪ ،‬أو مـــن يتـــم االتفاق معـــه على أخذ‬ ‫نصـــف املبلغ ليتم صـــرف النصف اآلخـــر له‪ ،‬ويتم‬ ‫االتفاق مع ذوي الشـــهيد على ذلـــك مقدماً»‬

‫منــزل متهالــك يف محافظــة ديــاىل‪ ،‬إثــر الــرد‬ ‫الشــديد وعــدم ت ّوفــر أغطيــة ووقــود‪.‬‬ ‫أحــد النازحــن‪ ،‬فضــل عــدم ذكــر اســمه‪،‬‬ ‫أبلــغ مجلــة «فيــي»‪ ،‬عــن حجــم املعانــاة‬ ‫التــي خلفهــا إهــال الساســة املتنازعــن‬ ‫عــى املغانــم‪ ،‬وهــو يقطــن منــذ ســنوات يف‬ ‫مخيــم آشــتي جنــوب الســليامنية‪.‬‬ ‫يقــول «نناشــد رئاســة الــوزراء ومحافــظ‬ ‫صــاح الديــن ومجلــس النــواب الجديــد‪ ،‬أن‬ ‫ينقذونــا مــن بــرودة األجــواء وأن يوفــروا‬ ‫لنــا الــدواء والتدفئــة‪ ،‬والوفــاء بوعودهــم‬ ‫لنــا بحيــاة كرميــة كــا كان شــعارهم خــال‬ ‫أيــام االنتخابــات‪ ،‬فالــرد والثلــج حــ ّول‬ ‫حياتنــا إىل مأســاة تضــاف إىل مأســاة النزوح‬ ‫املســتمرة منــذ ســبع ســنوات»‪.‬‬ ‫ورغــم تأكيــدات إدارة مخيــم آشــتي‪ ،‬أن‬ ‫وزارة الهجــرة وفــرت كافــة مســتلزمات‬ ‫الشــتاء للنازحــن يف املخيــم مــن النفــط‬ ‫واألغذيــة‪ ،‬إال أن أحــد النازحــن الــذي فضل‬ ‫عــدم ذكــر اســمه‪ ،‬تحــدث للوكالــة‪ ،‬بالقــول‪:‬‬ ‫«نطالــب الجهــات املســؤولة بتوفــر النفــط‬ ‫األبيــض كوننــا ال منلــك مثــن رشائــه حيــث‬ ‫يصــل ســعر اللــر إىل ألــف دينــار بســبب‬ ‫انخفــاض درجــات الحــرارة وقلــة ســاعات‬ ‫تجهيــز الكهربــاء‪ ،‬مــا انعكــس ســلباً عــى‬ ‫األوضــاع الصحيــة ألطفالنــا ونســائنا‪ ،‬لهــذا‬

‫‪48‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫يجــب أن تنظــر الحكومــة نظــرة جديــة‬ ‫وتنتشــل آالف األرس مــن هــذه املعانــاة‪،‬‬ ‫التــي أصبحــت شــبحاً يداهمنــاً»‪.‬‬ ‫وأضــاف أن «ظاهــر الثلــوج هــو أبيــض‬ ‫لكــن أيامنــا أصبحــت ســوداء بســبب الــرد‬ ‫القــارص حيــث وصــل الثلــج إىل داخــل‬ ‫الخيــم»‪.‬‬ ‫العاصفــة هــدأت نهــارا‪ ،‬لكنهــا قــد تتجــدد‬ ‫يف قــادم األيــام مهــددة ومنــذرة آالف‬ ‫العائــات بشــتاء قــاس لــن يكــون رحيــا‬ ‫خاصــة عــى أطفــال ولــدوا مــن رحــم‬ ‫املعانــاة‪ ،‬ويعيشــون محنــاً متواليــة‪ ،‬منهــا‬ ‫مــن صنعهــا القامئــون عــى السياســة‪،‬‬ ‫وأخــرى فرضتهــا طبيعــة ال تخجــل دمــوع‬ ‫أم أو أنــن طفــل‪.‬‬ ‫مــن جانبــه‪ ،‬طالــب املرصــد العراقــي‬ ‫لحقــوق اإلنســان‪ ،‬الســلطات‪ ،‬بالتدخــل‬ ‫فــوراً وتقديــم املســاعدة للنازحــن وتقديــم‬ ‫االحتياجــات الالزمــة لحفــظ أرواحهــم‪،‬‬ ‫خاصــة النســاء واألطفــال‪ ،‬يف ظــل موجــة‬ ‫الــرد هــذه وعــدم نســيانهم والرتكيــز عــى‬ ‫مشــكالت أخــرى‪ ،‬فيــا حــث املجتمــع‬ ‫الــدويل عــى تقديــم العــون أيضــاً‪.‬‬ ‫واتهــم املرصــد يف تقريــر لــه‪ ،‬وزارة الهجــرة‬ ‫واملهجريــن العراقيــة‪ ،‬بـــ»إدارة ملــف‬ ‫النازحــن بفوضويــة والتعامــل معــه دون‬

‫درايــة‪ ،‬إذ أنهــا حاولــت إنهــاء امللــف بــأي‬ ‫طريقــة حتــى وإن كانــت عــى حســاب‬ ‫النازحــن‪.‬‬ ‫بدورهــا‪ ،‬دعــت عضــو مجلــس النــواب‬ ‫العراقــي فيــان دخيــل‪ ،‬الحكومــة االتحاديــة‬ ‫إىل رضورة اإلرساع يف إغاثــة نحــو ‪ 700‬أرسة‬ ‫إيزيديــة نازحــة تحارصهــا الثلــوج يف مخيــم‬ ‫بجبــل ســنجار‪.‬‬ ‫وكانــت املفوضيــة العليــا لحقــوق االنســان‬ ‫يف العـراق قــد حــذرت‪ ،‬مــن اآلثــار الصحيــة‬ ‫الســيئة املرتتبــة بســبب موجــة الصقيــع‬ ‫والــرد التــي تجتــاح أغلــب املناطــق‬ ‫الشــالية مــن العـراق والتــي ألقــت بظاللها‬ ‫عــى الفئــات املســتضعفة واملتــررة منهــا‬ ‫وخاصــة النازحــن منهــم‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪49‬‬


‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫مشكلة المخدرات تتسع‬ ‫بصورة الفتة في العراق‪ ،‬ما‬ ‫يجعل منها هما يوميا يؤرق‬ ‫السكان لمخاطرها الجمة‪،‬‬ ‫فكثيرا ما ترتكب الجرائم‬ ‫المتالحقة التي يكشف عنها‬ ‫يوميا بسبب المخدرات وما‬ ‫يسمى بحبوب الكبسلة‪ ،‬بل‬ ‫ان عائالت كاملة تتعرض الى‬ ‫حوادث القتل من قبل احد‬ ‫افرادها الواقع تحت سطوة‬ ‫المادة المخدرة‪.‬‬ ‫فــــيلي‬

‫المخدرات ‪. .‬‬

‫آفة تتسع ومطالبات ببدائل لجمها‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫وبحســب املراقبــن واملتخصصــن فــان‬ ‫الحكومــة تكتفــي باإلجــراءات األمنيــة‬ ‫مــن دون معالجــة الظاهــرة التــي باتــت‬ ‫تشــغل املجتمــع العراقــي‪ ،‬وبهــذا الشــأن‬ ‫تــرز جملــة مــن النصائــح تقــدم للجهــات‬ ‫املعنيــة الجتثــاث الظاهــرة او الحــد مــن‬ ‫تفشــيها يف اقــل تقديــر‪.‬‬ ‫وبحســب املتابعــن فــان الحشيشــة‬ ‫والقــات والرتيــاق واآلرتــن وابــو الصليــب‬ ‫والبثديــن ودواء الســعال وغريهــا اصبحــت‬ ‫بديــا للمرشوبــات الكحوليــة والســيام يف‬

‫املحافظــات التــي مينــع فيهــا بيــع تلــك‬ ‫املرشوبــات‪ ،‬مــا دفــع رشائــح كثــرة والســيام‬ ‫الشــباب العاطــل عــن العمــل اىل تنــاول‬ ‫املخــدرات ظنــا منهــم انهــا تســهم بنســيان‬ ‫الواقــع املريــر‪ ،‬بحســب مــا يقــول املراقبون؛‬ ‫وبســبب الخطــورة الكبــرة للموضــوع فإنــه‬ ‫بــات يشــكل هــا مطروحــا للمناقشــة‬ ‫بصــورة يوميــة بغــرض عالجــه‪.‬‬ ‫وتكشــف املديريــة العامــة ملكافحــة‬ ‫املخــدرات واملؤثــرات العقليــة يف وزارة‬ ‫الداخليــة العراقيــة أنــه «يف ســنة ونصــف‬

‫الســنة‪ ،‬متكنــت املديريــة العامــة مــن‬ ‫إلقــاء القبــض عــى أكــر مــن ‪ 11‬ألفــا‪ ،‬مــن‬ ‫مروجــي وتجــار املخــدرات منهــم ‪ 5‬آالف‬ ‫متعــاط‪ ،‬وهــذا مــؤرش خطــر»‪.‬‬ ‫ويف وقــت ســابق مــن عــام ‪ ٢٠٢١‬وبحســب‬ ‫مصــدر أمنــي كبــر شــهد مينــاء أم قــر‬ ‫ترسيــب معلومــات اســتخباراتية خطــرة‬ ‫حصلــت عليهــا قيــادة العمليــات الخاصــة‬ ‫بشــأن عمليــات التهريــب للمخــدرات إىل‬ ‫داخــل البــاد‪ ،‬بحســب ضابــط برتبــة عميــد‬ ‫يف قيــادة العمليــات الخاصــة‪ ،‬يقــول انــه‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪51‬‬


‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫«بعــد تعقبنــا لشــهرين ملهربــن إيرانيــن‬ ‫كانــوا يتعاونــون مــع عنــارص أمنيــة ينتمــون‬ ‫إىل فصائــل مســلحة عراقيــة‪ ،‬اســتطعنا‬ ‫ضبــط كميــات كبــرة مــن الحبــوب‬ ‫املخــدرة»‪ ،‬ومل يخــش القــول ان مصدرهــا‬ ‫ايــران‪ ،‬وقــد دخلــت العــراق عــن طريــق‬ ‫ســفن كبــرة لنقــل البضائــع‪ ،‬والفتــا اىل انهــا‬ ‫عــرت نقــاط التفتيــش العراقيــة‪ ،‬مبينــا‬ ‫انــه «يدخــل الع ـراق ســنوياً أكــر مــن ‪30‬‬ ‫مليــون حبــة مــن املخــدرات‪ ،‬وآخرهــا تلــك‬ ‫الشــحنات العمالقــة التــي كانــت مخزونــة‬ ‫يف حقائــب مدرســية تــم حشــوها بحبــوب‬ ‫مخــدرة مــن نــوع (الكبتاغــون) يف منفــذ‬ ‫الشــامجة ومينــاء أم قــر‪ ،‬وبحســب‬ ‫التقديــرات يصــل ســعرها إىل ‪ 500‬مليــون‬ ‫دينــار عراقــي»‪.‬‬ ‫واالقــى مــن ذلــك أن املســؤول األمنــي‬ ‫يكشــف ان األجهــزة األمنيــة عــى درايــة‬ ‫بعمليــات تهريــب وبيــع املخــدرات القادمة‬ ‫مــن ايــران وإدخالهــا أرايض العــراق‪ ،‬ومل‬ ‫ينــس القــول ان فصائــل مســلحة تحمــي‬ ‫عمليــات التهريــب‪ ،‬وتبتــز الرشطــة وتهــدد‬ ‫موظفــي هيئــة املنافــذ الحدوديــة‪ ،‬بــل‬ ‫وصــل األمــر إىل قيامهــا بتعطيــل أجهــزة‬ ‫الســيطرة النوعيــة التــي تفحــص البضائــع‪،‬‬ ‫عــى حــد قولــه‪.‬‬ ‫كــا تشــر تقاريــر حكوميــة إىل أن منفــذ‬ ‫الشــامجة ومينــاء أم قــر الحدوديــن‬ ‫يعــدان أبــرز منافــذ‬ ‫يف محافظــة البــرة‬ ‫ّ‬ ‫تهريــب املخــدرات يف البــاد‪.‬‬ ‫كــا أفــادت قيــادة رشطــة البــرة‪ ،‬يف‬ ‫عمليــة أخــرى بالقبــض يف كمــن أمنــي‬ ‫محكــم‪ ،‬بحســب قولهــا‪ ،‬عــى أحــد أخطــر‬ ‫تجــار املخــدرات يف املحافظــة‪ ،‬وذكــرت أنــه‬ ‫“بعــد ورود معلومــات عــن وجــود أحــد‬ ‫تجــار املــواد املخــدرة‪ ،‬الــذي يقــوم بنقلهــا‬ ‫مــن إحــدى املحافظــات إىل البــرة‪ ،‬تــم‬ ‫تشــكيل فريــق عمــل مــن شــعبة مخــدرات‬

‫‪52‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫«يعد الجنـــوب العراقـــي المكون من‬ ‫محافظات أبرزها البصرة وميسان وذي‬ ‫قار والمثنى وواســـط ميدان ًا استثماري ًا‬ ‫لمادة الكريســـتال‪ ،‬المنتشرة في أغلب‬ ‫المقاهي واألســـواق الشعبية»‪..‬‬ ‫القرنــة ونصــب كمــن محكــم يف املــكان‬ ‫املحــدد والقبــض عليــه وبحوزتــه مــواد‬ ‫مخــدرة تقــدر بـــ ‪ 4‬كيلوغرامــات مــن املــواد‬ ‫املخــدرة موزعــة عــى ‪ 4‬أكيــاس”‪.‬‬ ‫مــن جانبــه يقــر الســفري اإليــراين لــدى‬ ‫الع ـراق بــأن املخــدرات تُه ـ َّرب مــن بــاده‬ ‫إىل العـراق مــن خــال شــبكة تجــار خارجني‬ ‫عــن القانــون‪ ،‬عــى حــد وصفــه‪ ،‬ومشــرا إىل‬ ‫أن املخــدرات التــي تُهــ َّرب مــن إيــران إىل‬ ‫العــراق مصدرهــا أفغانســتان وباكســتان‪،‬‬ ‫فيــا تحــدث عــن قيــام مهربــن عراقيــن‬

‫بتهريــب الخمــور واألســلحة إىل األرايض‬ ‫اإليرانيــة‪.‬‬ ‫بعض أسباب سطوة املخدرات‬ ‫يقــول اب لخمســة أوالد يف لقــاء صحفــي‬ ‫تســويغا للجوئــه اىل تنــاول املــواد املخــدرة‬ ‫«افضــل تعاطــى الخمــر مــع اقــراين لكــن‬ ‫بكميــات قليلــة يف بعــض الليــايل الحالكــة‬ ‫وكنــت احصــل عليــه وبقيــة شــباب الهــور‬ ‫بصعوبــة بالغــة نتيجــة منــع بيــع املرشوبات‬ ‫يف املحافظــات الجنوبيــة األمــر الــذي دفــع‬ ‫بشــباب املنطقــة لالتجــاه اىل املخــدرات‬

‫التــي تدخــل البلــد عــر الحــدود األيرانيــة‬ ‫وبأســعار مناســبة وقــد ســمعت بزراعــة‬ ‫بعــض االنــواع يف حدائــق الــدور الســكنية‬ ‫ويف امل ـزارع بشــكل خفــي للمتاجــرة بهــا»‪.‬‬ ‫شــخص آخــر مــن متعاطــي املخــدرات مــن‬ ‫بغــداد يقــول ان «تلــك املــواد تكــون عــادة‬ ‫ارخــص مــن املرشوبــات الكحوليــة ومــن‬ ‫املمكــن تعاطيهــا والحصــول عليهــا بيــر يف‬ ‫املقاهــي الخاصــة باألراكيــل او يف جلســات‬ ‫خاصــة»‪.‬‬ ‫ويوضــح قــاض يف املحكمــة االتحاديــة‬

‫العراقيــة العليــا بالقــول « ُيعــد الجنــوب‬ ‫العراقــي املكــ َّون مــن محافظــات أبرزهــا‬ ‫البــرة وميســان وذي قــار واملثنــى وواســط‬ ‫ميدانــاً اســتثامرياً ملــادة الكريســتال‪،‬‬ ‫املنتــرة يف أغلــب املقاهــي واألســواق‬ ‫الشــعبية»‪ ,‬مشــرا إىل أنهــا تــروج مــن‬ ‫تجــار محرتفــن يتعاونــون مــع‬ ‫قبــل ّ‬ ‫مجاميــع مســلحة‪ ،‬و يكشــف محقــق يف‬ ‫جهــاز مكافحــة اإلرهــاب عــن ان‪« ،‬توريــد‬ ‫املخــدرات يــأيت دامئـاً عــر منفــذ الشــامجة‬ ‫الحــدودي بــن البــرة العراقيــة واألهــواز‬

‫اإليرانيــة‪ ،‬باإلضافــة إىل منفــذ مهــران‬ ‫الحــدودي بــن محافظتــي واســط العراقيــة‬ ‫وكرمنشــاه اإليرانيــة‪ ،‬وبذلــك ُيعــد مــن‬ ‫املنافــذ الرئيســة التــي منهــا تدخــل مــادة‬ ‫الكريســتال»‪ ،‬والفتــا إىل أن «تلــك املجاميــع‬ ‫املســلحة تســتثمر وجودهــا األمنــي‬ ‫واالســتخباري عــر تلــك املنافــذ‪ ،‬لتســهيل‬ ‫عمليــات التهريــب»‪.‬‬ ‫يشــار إىل أن مجلــس النــواب االتحــادي‬ ‫رشع قانونــاً ملكافحــة املخــدرات بــدال‬ ‫مــن قانــون ســابق يعــود إىل عــام ‪،1965‬‬ ‫ونصــت املــادة (‪ )27‬مــن القانــون الجديــد‬ ‫عــى عقوبــة «اإلعــدام أو الســجن املؤبــد‬ ‫لــكل مــن اســتورد أو صــدر مــوا ّد مخــدرة‬ ‫أو مؤثــرات عقليــة أو ســائف كيميائيــة‪،‬‬ ‫بقصــد املتاجــرة بهــا يف غــر األحــوال التــي‬ ‫نــص عليهــا القانــون‪ ،‬ومــن أنتــج أو صنــع‬ ‫مــوا ّد مخــدرة أو مؤثــرات عقليــة بقصــد‬ ‫املتاجــرة بهــا يف غــر األحــوال التــي أجازهــا‬ ‫القانــون‪ ،‬ومــن زرع نبات ـاً تُن َتــج منــه مــوا ّد‬ ‫مخــدرة أو مؤثــرات عقليــة‪ ،‬أو اســتورد أو‬ ‫صــدر نباتـاً مــن هــذه النباتــات يف أي طــور‬ ‫مــن أطــوار منوهــا‪ ،‬بقصــد املتاجــرة بهــا يف‬ ‫غــر األحــوال التــي أجازهــا القانــون»‪ ،‬إال‬ ‫أن أحــكام اإلعــدام القليلــة الصــادرة بحــق‬ ‫مدانــن بتجــارة املخــدرات مل تنفــذ لغايــة‬ ‫اآلن‪ ،‬بحســب املتابعــن‪.‬‬ ‫ويقــول منتقــدون يف الع ـراق إن «الحــرب»‬ ‫ضــد املمنوعــات تركــز عــى املجابهــات‬ ‫األمنيــة واالســتخبارية فقــط‪ ،‬مــن دون‬ ‫تطويــر آليــات معالجــة اجتامعيــة‬ ‫واقتصاديــة ونفســية‪ ،‬أي العوامــل املحفــزة‬ ‫واملشــجعة لوقــف تنامــي ظاهــرة تعاطــي‬ ‫املخــدرات يف املجتمــع العراقــي‪ ،‬ويطالــب‬ ‫بعضهــم بإعــادة إحيــاء النــوادي االجتامعيــة‬ ‫والعامــة التــي تقــدم فيهــا املرشوبــات‬ ‫الكحوليــة‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪53‬‬


‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫منة المنان‪..‬‬ ‫مدرسة طينية تلخص معاناة اطفال جنوبي العراق‬ ‫رغم الموازنات الضخمة واالموال‬ ‫الكبيرة التي رصدت الى محافظة ذي‬ ‫قار جنوبي العراق منذ مايقارب ‪19‬‬ ‫ً‬ ‫عاما‪ ،‬إال أن مسؤوليها لم يتمكنوا‬ ‫من القضاء على المدارس الطينية‬ ‫و»الكرفانية»‪.‬‬ ‫فيـــــلي‬

‫وبالرغــم مــن «األمــن واألمــان» الــذي‬ ‫متتعــت بــه املحافظــة يف تلــك الســنوات‬ ‫بخــاف املــدن واملحافظــات االخــرى‬ ‫املنتــرة يف عمــوم البــاد‪ ،‬فــأن وقــف عــى‬ ‫دفــة حكمهــا مل يتمكــن مــن الوقــوف عــى‬ ‫مشــكلة ادارة هــذا امللــف الســباب قــد‬ ‫تكــون سياســية او «فســاد اداري»‪.‬‬ ‫و»املــدارس الكرفانيــة» عبــارة عــن هيــاكل‬ ‫مصنعــة مــن الحديــد املغلــون‪ ،‬وضعــت‬ ‫كحــل مؤقــت بــدل املــدارس التــي هدمــت‬ ‫عمــداً بحجــة أنهــا آيلــه للســقوط‪ ،‬وتفتقــر‬ ‫تلــك املــدارس (الكرفانيــة) الدىن مقومــات‬ ‫الســامة والصجــة البرشيــة‪.‬‬ ‫ويقــول ســكان منطقــة العواديــة بقضــاء‬

‫‪54‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫الدوايــة شــال رشقــي مدينــة النارصيــة‬ ‫مركــز محافظــة ذي قــار‪ ،‬ملراســل مجلــة‬ ‫«فيــي»‪ ،‬إن «أطفالهــم مــا زالــوا يعانــون‬ ‫مــن ســوء بنايــة مدرســتهم املســاة (منــة‬ ‫املنــان)‪ ،‬حيــث انهــم مــا يزالــون يدرســون‬ ‫يف مدرســة (كرفانيــة) متهالكــة‪ ،‬رغــم‬ ‫بــرودة الطقــس»‪.‬‬ ‫ويضيــف الســكان‪ ،‬أن «بعــض االحيــان‬ ‫تتــم الدراســة يف العــراء‪ ،‬حيــث ال توجــد‬ ‫صفــوف او مدرســة صالحــة للتدريــس يف‬ ‫منطقتهــم»‪ ،‬داعــن الجهــات الحكوميــة‬ ‫إىل «االنتبــاه ملنطقتهــم التــي تعــاين مــن‬ ‫أبســط مقومــات معيشــة الحيــاة‪ ،‬اســوة‬ ‫ببقيــة مناطــق قضــاء الدوايــة»‪.‬‬

‫ويرصــد تقريــر حقوقــي خــاص ورد ملجلــة‬ ‫«فيــي»‪ ،‬أن «عــدد املــدارس يف محافظــة‬ ‫ذي قــار يبلــغ ‪ 2047‬مدرســة وتشــمل‬ ‫ريــاض االطفــال واالبتدائيــة واملتوســطة‬ ‫واالعداديــة والثانويــة‪ ،‬أمــا عــدد البنايــات‬ ‫املدرســية يف املحافظــة فيبلــغ نحــو ‪1170‬‬ ‫بنايــة بحســب اخــر احصائيــة أجريــت‬ ‫عــام ‪.»2021‬‬ ‫ويقــول التقريــر‪ ،‬أن «يف املحافظــة حاليــاً‬ ‫‪ 22‬مدرســة طينيــة منتــرة يف عمــوم‬ ‫مناطقهــا‪ ،‬بينــا توجــد مدرســة ‪118‪».‬‬ ‫‬كرفانيــة يف املحافظــة‬ ‫واضــاف التقريــر‪ ،‬أن «غالبيــة املــدارس‬ ‫الكرفانيــة والطينيــة يف املحافظــة تفتقــر‬ ‫ألبســط مقومــات التعليــم املناســب‬ ‫لألطفــال‪ ،‬فضــ ًا عــن شــحة ببعــض‬ ‫الكــوادر التدريســية‪ ،‬بســبب املحســوبيات‬ ‫التــي يتــم مــن خاللهــا نقــل املعلمــن إىل‬ ‫اماكــن قريبــة مــن ســكناهم»‪.‬‬ ‫كــا رصــد التقريــر‪« ،‬قيــام بعــض املعلمــن‬ ‫باخــراج الطلبــة للدراســة يف العــراء‪،‬‬ ‫بســبب ســوء وضــع الصفــوف داخــل تلــك‬ ‫املــدارس»‪.‬‬ ‫ويقــول قامئمقــام قضــاء الدوايــة شــال‬ ‫رشقــي محافظــة ذي قــار نعيــم الســعيدي‪،‬‬ ‫إن «القضــاء بحاجــة لعــدد كبــر مــن‬ ‫املــدارس‪ ،‬وقــد حصلنــا مؤخ ـراً عــى ق ـرار‬ ‫يقــي ببنــاء ‪ 20‬مدرســة ضمــن انشــاء‬ ‫مــدارس االتفاقيــة‪ ،‬فضــ ًا عــن تســليم‬ ‫موقــع العمــل ملدرســتني اثنتــن عــى‬ ‫موازنــة تنميــة االقاليــم‪ ،‬وحاليــاً نعمــل‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪55‬‬


‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫عــى تســليم وجبــة ثانيــة مــن املــدارس»‪.‬‬ ‫ويضيــف الســعيدي ملجلــة «فيــي»‪ ،‬أن‬ ‫«عــدد املــدارس الطينيــة يف الدوايــة يبلــغ‬ ‫‪ 22‬مدرســة‪ ،‬تــم تحويلهــا إىل مــدارس‬ ‫كرفانيــة‪ ،‬وبعدهــا بــدأ العمــل بانشــاء‬ ‫تلــك املــدارس‪ ،‬ولكــن توقــف العمــل فيهــا‬ ‫منــذ ســنوات‪ ،‬وطالبنــا بفســخ العقــد مــع‬ ‫الــركات املنفــذة واحالتهــا الخــرى الجــل‬ ‫اعــادة العمــل فيهــا وانجازهــا‪ ،‬لكــن دون‬ ‫جــدوى»‪.‬‬

‫«منة من املنان» من الكرفان اىل الطني‬ ‫ويــرى الســعيدي‪ ،‬أن «مدرســة منــة املنــان‬ ‫هــي مدرســة كرفانيــة تقــع يف قريــة‬ ‫العواديــة واعــداد طالبهــا قليلــون جــدا‪،‬‬ ‫وهنــاك مــدارس غريهــا انشــأت بــدون‬ ‫تخطيــط‪ ،‬والطلبــة يدرســون يف الصفــوف‬ ‫الكرفانيــة املخصصــة لهــم ومــا نــر‬ ‫عــر مواقــع التواصــل االجتامعــي بانهــم‬ ‫يدرســون يف العــراء ال ميثــل الحقيقــة»‪.‬‬ ‫مشاريع اكتملت وأخرى يف طور االكامل‬

‫وبــن الســعيدي‪ ،‬أن «اهــم املشــاريع التــي‬ ‫انشــأت يف الدوايــة هــو انشــاء ‪ 4‬مــدارس‬ ‫ضمــن مشــاريع تنميــة االقاليــم‪ ،‬منهــا‬ ‫مدرســة منوذجيــة يف الصــوب الكبــر خلــف‬ ‫مدرســة املؤمنــات‪ ،‬وثانويــة االميــان عنــد‬ ‫آل ســيد طاهــر‪ ،‬وثانويــة بحــر العلــوم‬ ‫ومدرســة يف حــي الشــهيد يــارس خفــي‪،‬‬ ‫فضــ ًا عــن وجــود مشــاريع عــى تنميــة‬ ‫االقاليــم منهــا مــروع انشــاء مدرســة‬ ‫منوذجيــة يف قريــة رحيمــة ال عمــر‪،‬‬

‫''‬

‫السعيدي‪:‬‬ ‫«هناك مدارس غيرها‬ ‫انشأت بدون تخطيط‪،‬‬ ‫والطلبة يدرسون في‬ ‫الصفوف الكرفانية‬ ‫المخصصة لهم وما نشر‬ ‫عبر مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي بانهم‬ ‫يدرسون في العراء ال‬ ‫يمثل الحقيقة» ‪..‬‬

‫وجنــاح إضــايف يف مدرســة امئــة الهــدى يف‬ ‫حــي الحكيــم الثــاين‪ ،‬باالضافــة اىل انشــاء‬ ‫قاعــة متعــددة األغــراض يف اعداديــة‬ ‫الدوايــة وانشــاء روضــة اطفــال»‪.‬‬ ‫وشــدد‪ ،‬عــى ان «هنــاك متابعــة جديــة‬ ‫ومســتمرة مــع الجهــات املعنيــة العــادة‬ ‫العمــل يف مشــاريع االبنيــة املدرســية‬ ‫املتلكئــة يف كافــة االحيــاء والقــرى‬ ‫واالريــاف بالقضــاء»‪.‬‬ ‫تربية ذي قار توضح‬ ‫مديــر عــام تربيــة ذي قــار محمــد لفتــة‪،‬‬ ‫يــرى أن مدرســة «منــة املنــان» يف قضــاء‬ ‫الدوايــة هــي احــدى املــدارس املحالــة‬ ‫عــى االنشــاء وفيهــا ‪ 52‬طالب ـاً وهــي قيــد‬ ‫االنشــاء بســعة ‪ 9‬صفــوف مدرســية‪.‬‬ ‫وقــال لفتــة ملجلــة «فيــي»‪ ،‬إن «الرتبيــة‬ ‫انهــت ملــف املــدارس الطينيــة حيــث‬ ‫كانــت توجــد ‪ 106‬مدرســة طينيــة يف‬ ‫وحولــت جميعهــا اىل مــدارس‬ ‫املحافظــة ُ‬ ‫كرفانيــة ومــن ضمنهــا هــذه املدرســة (منة‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫املنــان)‪ ،‬وتــم احالتهــا جميعــا لالنشــاء‬ ‫وبعضهــا بــدأ العمــل بــه وعــدد اخــر هناك‬ ‫تلكــؤ بالعمــل فيهــا بســبب ســوء الــركات‬ ‫التــي تســلمت بنــاء تلــك املــدارس نفســها‬ ‫وليــس الرتبيــة‪ ،‬حيــث توقــف مــروع‬ ‫انشــاء املــدارس رقــم واحــد عــام ‪2014‬‬ ‫وبقيــت املــدارس‪ ،‬متلكئــة بنســب االنجــاز‪،‬‬ ‫علــا ان ذي قــار كانــت حصتهــا تبلــغ مــن‬ ‫هــذا املــروع مدرســة موزعــة بــن ‪203‪ 9‬‬ ‫‬‪».‬و ‪ 12‬و ‪ 18‬صــف مــدريس‬ ‫ويضيــف‪ ،‬ان «مــا تــم إنجــازه مــن مــدارس‬ ‫املــروع رقــم بلــغ ‪ 40‬مدرســة فقــط‪ ،‬امــا‬ ‫املتبقــي فهــو عبــارة هيــاكل فقــط‪ ،‬وتــم‬

‫معالجــة هــذه الهيــاكل بانشــاء كرفانــات‪،‬‬ ‫لغايــة حــل املشــكلة يف انشــاء تلــك‬ ‫املــدارس «‪.‬‬ ‫وبشــأن الصــور التــي ظهــرت يف التواصــل‬ ‫االجتامعــي بقيــام بعــض التالميــذ‬ ‫بالدراســة يف العــراء مبدرســة منــة املنــان‬ ‫بقضــاء الدوايــة‪ ،‬أوضــح قائ ـ ًا ان «هنــاك‬ ‫صفوفــاً كرفانيــة للتالميــذ يف املدرســة‪،‬‬ ‫وان الــكادر التعليمــي صــادف واخــرج‬ ‫الطلبــة عندمــا كان الجــو مشمســا‪ ،‬النــه‬ ‫مــن املســتحيل ان تقــوم املدرســة باخ ـراج‬ ‫التالميــذ وتدريســهم يف هــذا الجــو‬ ‫القــارص»‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪57‬‬


‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫مليارات الكهرباء تنثر في الهواء‬ ‫وفساد الوزراء يطال جيوب الفقراء‬ ‫تشــير وقائــع األزمــة إلــى أن كل مــن‬ ‫تولــى حقيبــة الكهربــاء لــم يســتطع‬ ‫أن يضــع حلــو ً‬ ‫ال لهــا‪ ،‬علــى الرغــم مــن‬ ‫الموازنــات الكبيــرة التــي خصصــت‬ ‫وتجــاوزات مئــات المليــارات مــن‬ ‫الــدوالرات‪ ،‬لكــن النتيجــة واحــدة‪،‬‬ ‫«المولــدات األهليــة» حــل أساســي‬ ‫لــدى المواطــن لتعويــض النقــص‬ ‫الكبيــر فــي الطاقــة‪ ،‬رغــم أن هــذا‬ ‫الحــل اســتنزف جيــوب الموظفيــن‬ ‫والكســبة علــى حــد ســواء‪.‬‬

‫فيـــــلي‬ ‫ويبــدو أن مــا تــرره وزارة الكهربــاء‬ ‫النعــدام شــبه التــام للطاقــة الكهربائيــة‬ ‫«قلــة الغــاز املجهــز مــن إيــران» غــر‬ ‫مقبولــة لــدى أغلــب املختصــن واملواطنني‬ ‫نظـرا ملــا خصــص للــوزارة طيلــة الســنوات‬ ‫املاضيــة مــن أمــوال‪ ،‬والتــي تالشــت مــع‬ ‫تبــدل الــوزراء‪.‬‬ ‫نقص الغاز‬ ‫وعــا تقــدم‪ ،‬قــال املتحــدث باســم وزارة‬ ‫الكهربــاء‪ ،‬أحمــد مــوىس‪ ،‬ملجلــة «فيــي»‪،‬‬ ‫إن «انخفــاض الغــاز االيــراين إىل خمســة‬ ‫ماليــن مــر مكعــب‪ ،‬يف اليــوم بعدمــا‬ ‫كانــت تبلــغ خمســن مليوناً‪ ،‬وراء الســبب‬ ‫يف قلــة الطاقــة»‪.‬‬ ‫وأضــاف مــوىس‪ ،‬أن «التخفيــض ســيجعل‬

‫‪58‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫مــن الصعــب توفــر الكهربــاء يف العاصمــة‬ ‫بغــداد واملحافظــات األخــرى»‪ ،‬مشــراً إىل‬ ‫أن «عــدداً مــن الوحــدات التوليديــة يف‬ ‫بعــض املحطــات توقفــت أيضــاً لغــرض‬ ‫الصيانــة»‪.‬‬ ‫وكان العـراق‪ ،‬قــد جــدد طلبــه مــن إيران‪،‬‬

‫توريــد كميــات الغــاز املتعاقــد عليهــا بــن‬ ‫الطرفــن‪ ،‬والتــي تراجعــت بصــورة كبــرة‬ ‫خــال املــدة األخــرة‪ ،‬مــا أفقــد منظومــة‬ ‫الكهربــاء العراقيــة نحــو ‪ 3‬آالف و‪400‬‬ ‫ميغــاواط‪.‬‬ ‫وشــهدت إمــدادات الغــاز اإليـراين‪ ،‬خــال‬

‫املــدة األخــرة‪ ،‬تراج ًعــا إىل ‪ 5‬مليــون مــر‬ ‫مكعــب‪ ،‬رغــم وجــود اتفاقــات مســبقة‬ ‫بــن إي ـران والع ـراق عــى تزويــد بغــداد‬ ‫بـــ‪ 70‬مليــون مــر مكعــب يوم ًيــا مــن‬ ‫الغــاز صي ًفــا‪ ،‬و‪ 50‬مليــون مــر مكعــب‬ ‫يف الشــتاء‪ ،‬مــن أجــل تأمــن احتياجــات‬

‫محطــات الكهربــاء مــن الوقــود‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتعطلــت اإلمــدادات بصــورة متكــررة‬ ‫خــال األشــهر الـــ‪ 12‬املاضيــة‪ ،‬نتيجــة عدم‬ ‫قــدرة العــراق عــى الدفــع‪ ،‬وخفضــت‬ ‫طهــران صادراتهــا مــن الغــاز إىل بغــداد‬ ‫تقدرهــا‬ ‫بســبب الديــون املتزايــدة‪ ،‬التــي ّ‬

‫طهــران بأكــر مــن ‪ 5‬مليــارات دوالر‪،‬‬ ‫وكذلــك أزمــة الطاقــة يف البــاد‪.‬‬ ‫فساد وترقيع‬ ‫مــن جانبــه‪ ،‬نــوه الخبــر يف مجــال‬ ‫الطاقــة‪ ،‬حمــزة الجواهــري‪ ،‬خــال حديثــه‬ ‫ملجلــة «فيــي»‪ ،‬إىل «عــدم وجــود ســبب‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪59‬‬


‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫يف نقــص الطاقــة طيلــة الســنوات املاضيــة‬ ‫غــر آفــة الفســاد املوجــودة يف الــوزارة‪،‬‬ ‫والتــي مل تتمكــن مــن إصــاح املنظومــة‬ ‫طيلــة هــذه الفــرة»‪.‬‬ ‫الجواهــري‪ ،‬أشــار أيضــاً إىل أن «الــوزارة‬ ‫قامــت بــرف أكــر مــن ‪ 60‬مليــار دوالر‬ ‫مــن غــر التشــغيلية»‪ ،‬وأن كل مليــار‬ ‫دوالر مــن هــذا املبلــغ يفــرض أن مينــح‬ ‫‪ 1000‬ميغــاواط‪ ،‬وبالتــايل فانــه يجــب ان‬ ‫يكــون هنــاك ‪ 60‬ألــف ميغــاواط‪ ،‬يف حــن‬ ‫أن مــا موجــود يف أحســن األحــوال هــو‬ ‫‪ 20‬ألــف ميغــاواط فقــط‪ ،‬وهــو مــا يــؤرش‬ ‫عــى وجــود فســاد كبــر يف مشــاريع‬ ‫الــوزارة»‪.‬‬ ‫ورأى الخبــر يف مجــال الطاقــة‪ ،‬أن‬ ‫«الــوزارة ال تقــوم مبنــح املشــاريع‬ ‫لــركات كبــرة إلحيــاء املنظومــة وإمنــا‬ ‫مينحوهــا لــركات صغــرة لــي يكونــوا‬ ‫قادريــن عــى مســاومتها وأخــذ حصتهــم‬ ‫مــن املــروع‪ ،‬وبالتــايل فــان جميــع‬ ‫املشــاريع التــي تقــوم بهــا هــذه الــركات‬ ‫هــي ترقيعيــة فقــط»‪.‬‬ ‫تربير للفشل‬ ‫بــدوره‪ ،‬قــال الخبــر االقتصــادي أحمــد‬ ‫الهــادي‪ ،‬ملجلــة «فيــي»‪ ،‬إن «مــا تــرره‬ ‫وزارة الكهربــاء مــن قلــة الغــاز املجهــز‬ ‫مــن إيـران غــر مقبــول اطالقــا»‪ ،‬مبينــا أن‬ ‫«املليــارات التــي تــم رصفهــا عــى قطــاع‬ ‫الكهربــاء ســنويا يعــادل ميزانيــة بعــض‬ ‫دول الجــوار»‪.‬‬ ‫وأضــاف الهــادي‪ ،‬أن «الــوزارة مل يكــن‬ ‫لديهــا اســراتيجية يف إدارة مشــاريعها‬ ‫حيــث ليــس مــن املعقــول أن تــأيت‬ ‫مبحطــات تعمــل عــى الغــاز وليــس لديهــا‬ ‫الوقــود الــكايف لتشــغيلها»‪ ،‬مســتدركا يف‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫الوقــت نفســه أن «الفســاد كان أهــم‬ ‫أســباب فشــل الــوزارة يف توفــر الطاقــة‬ ‫الكهربائيــة طيلــة الســنني املاضيــة»‪.‬‬ ‫وأوضــح أن «عــدم التنســيق يف سياســة‬ ‫التعاقــد عــى الوحــدات التوليديــة مــع‬ ‫وزارة النفــط حســب نــوع الوقــود املتوفــر‬ ‫ادى اىل شــح الوقــود التشــغييل والــذي‬ ‫غالبــا يكــون مســتورد وهــو مــا فاقــم‬ ‫الديــون عــى وزارة الكهربــاء»‪.‬‬ ‫ورأى الهــادي‪ ،‬أن «الــوزارة فشــلت يف‬ ‫كل القطاعــات ســواء كان عــى مســتوى‬ ‫االنتــاج او التوزيــع او النقــل»‪ ،‬الفتــا إىل‬ ‫أن «مــا تقــوم بــه الــوزارة حاليــا مــن‬ ‫عمليــات ربــط مــع دول الجــوار ال يقــل‬ ‫ســوءا عــن مــا تقــوم بــه حاليــا مــن‬ ‫اســترياد الغــاز مــن ايــران»‪.‬‬ ‫ويســعى العــراق لوضــع حلــول جذريــة‬ ‫ألزمــة الكهربــاء‪ ،‬التــي تتفاقــم خاصــة يف‬

‫فصــل الصيــف‪ ،‬إذ يصــل العجــز ألكــر من‬ ‫‪ 10‬آالف ميغــاواط‪ ،‬مــن خــال العمــل‬ ‫عــى رسعــة إنجــاز مرشوعــات الربــط‬ ‫الكهربــايئ مــع الــدول العربيــة‪ ،‬والتوســع‬ ‫يف مرشوعــات الطاقــة املتجــددة»‪.‬‬ ‫ويــأيت مــروع الربــط الكهربــايئ مــع دول‬ ‫الخليــج‪ ،‬عــى رأس أولويــات الحكومــة‬ ‫العراقيــة‪ ،‬ويأمــل أن يكــون مــروع‬ ‫الربــط الكهربــايئ مــع دول الخليــج جاه ًزا‬ ‫للعمــل يف صيــف ‪ ،2022‬يف الوقــت الــذي‬ ‫أشــارت الــوزارة إىل أن املرحلــة األوىل‬ ‫تتضمــن نقــل ‪ 500‬ميغــاواط‪ ،‬إذ يتضمــن‬ ‫ّ‬ ‫إنشــاء خــط بطــول ‪ 300‬كيلومــر‪ ،‬بواقــع‬ ‫‪ 220‬كيلومــ ًرا داخــل الكويــت‪ ،‬و‪80‬‬ ‫كيلومــ ًرا داخــل العــراق‪.‬‬ ‫وزراء الكهرباء‬ ‫املواطنــون الرشيحــة األكــر تــرراً مــن‬ ‫أزمــة الكهربــاء‪ ،‬حيــث رأى محمــد‬

‫الحســني خــال حديثــه ملجلــة «فيــي»‪،‬‬ ‫أن «املواطــن اصبــح يعتمــد اعتــادا كليــا‬ ‫عــى املولــدات االهليــة بســبب إنعــدام‬ ‫املنظومــة الوطنيــة»‪ ،‬مبينــا أن «املولــدات‬ ‫األهليــة بدورهــا رفعــت مــن اســعار‬ ‫االمبــر والتــي وصلــت اىل ‪ 20‬الــف دينــار‬ ‫لالمبــر الواحــد»‪.‬‬ ‫وأضــاف الحســني‪ ،‬أن «هــذه الحالــة‬ ‫تتكــرر يف كل عــام يف موســم الصيــف إال‬ ‫أن هــذه املــرة بــدأت تختفــي الكهربــاء‬ ‫الوطنيــة ايضــا يف موســم الشــتاء»‪،‬‬ ‫متســائال عـ ّ‬ ‫ـا ســيعانيه املواطــن يف موســم‬ ‫الصيــف املقبــل‪.‬‬ ‫وأكــد أن «جميــع وزراء الكهربــاء الذيــن‬ ‫جــاءوا خــال الســنني املاضيــة وتقلــدوا‬ ‫منصــب الــوزارة مــروا مــرور الكــرام ومل‬ ‫يقدمــوا أو يطــورا أي يش للمنظومــة‬ ‫الكهربائيــة بشــكل عــام ســوى الرسقــة‬

‫واملالحقــات القانونيــة للبعــض منهــم مــن‬ ‫هــرب اىل خــارج العــراق»‪.‬‬ ‫مــن جانبــه‪ ،‬يــرى التاجــر أمــر محمــد‪ ،‬أن‬ ‫«املتــرر الوحيــد طيلــة الســنني املاضيــة‬ ‫مــن نقــص الطاقــة هــو املوطــن وحــده‬ ‫نظــرا لدفعــه امــوال كبــرة للمولــدات‬ ‫االهليــة التــي باتــت هــي االخــرى تتحكــم‬ ‫يف تحديــد االســعار والتــي هــي مبنــأى‬ ‫عــن مراقبتهــا او محاســبتها وهــي احــد‬ ‫اســباب الفســاد ايضــا التــي يعــاين منــه‬ ‫البلــد»‪.‬‬ ‫وخــال حديثــه ملجلــة «فيــي»‪ ،‬أوضــح‬ ‫محمــد أن «جميــع دول العــامل وحتى دول‬ ‫الجــوار ال تعــاين مــن نقــص الطاقــة التــي‬ ‫هــي مبثابــة الحيــاة لجميــع القطاعــات‬ ‫االقتصاديــة يف البلــد»‪ ،‬متهــا جهــات‬ ‫خارجيــة وأخــرى داخليــة مســتفيدة‬ ‫بـ»منــع تطويــر هــذا القطــاع املهــم»‪.‬‬

‫وبــدأت مشــكلة ضعــف إمــدادات‬ ‫الطاقــة الكهربائيــة يف الع ـراق منــذ عــام‬ ‫‪ 1991‬بعــد غــزو العــراق للكويــت‪،‬‬ ‫وتعاظمــت مشــكلة الكهربــاء خــال‬ ‫الســنوات الالحقــة بســبب قــدم وســوء‬ ‫عمــل محطــات توليــد الطاقــة الكهربائية‪،‬‬ ‫وشــبكات توزيــع الطاقــة يف البلــد‪،‬‬ ‫لتســتمر هــذه األزمــة بشــكل أكــر بعــد‬ ‫عــام ‪.2003‬‬ ‫وعــى الرغــم مــن توجــه العــراق حاليــا‬ ‫نحــو االعتــاد عــى الطاقــة البديلــة‪،‬‬ ‫كالطاقــة املتولــدة مــن أشــعة الشــمس‪،‬‬ ‫لكــن هــذه الطاقــة ال تغطــي إال نســبة‬ ‫قليلــة مــن اإلنتــاج املحــي وتســتعمل‬ ‫يف أكــر األحيــان فقــط إلنــارة الشــوارع‪،‬‬ ‫لتبقــى مشــكلة الكهربــاء يف العــراق‬ ‫مشــكلة أزليــة‪ ،‬ويبــدو أن املســؤولني عــى‬ ‫هــذا امللــف يدركــون ذلــك متامــا‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪61‬‬


‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫حوادث‬ ‫المرور ‪..‬‬ ‫أرواح تزهق‬ ‫باآلالف‬ ‫وقانون‬ ‫غير منصف‬ ‫للضحايا‬ ‫فيـــــلي‬

‫تتفاقــم حــوادث الســيارات يف العــراق‬ ‫وتتضاعــف اعــداد القتــى واملصابــن مــع‬ ‫مــرور الســنني‪ ،‬وفيــا تتحــدث الجهــات‬ ‫املعنيــة باملــرور عــن أســباب متعــددة‬ ‫لتكاثــر الحــوادث‪ ،‬يطــرح املتخصصــون‬ ‫واملراقبــون واألهــايل أســبابا أخــرى‪.‬‬ ‫يف ترشيــن الثــاين مــن عــام ‪ ،2021‬كشــفت‬ ‫دائــرة الطــب العــديل التابعــة لــوزارة‬ ‫الصحــة العراقيــة ببغــداد‪ ،‬عــن تســجيل ‪99‬‬ ‫وفــاة يف شــهر واحــد فقــط أي مبعــدل أكــر‬ ‫مــن ‪ 3‬وفيــات يف اليــوم نتيجــة حــوادث‬ ‫الســر‪ ،‬التــي احتلــت الصــدارة يف أســباب‬ ‫ســقوط الضحايــا بالعــراق‪ ،‬متقدمــة‬ ‫بذلــك عــى ضحايــا العمليــات اإلرهابيــة‬ ‫والعنــف‪ ،‬وكذلــك حــوادث الحرائــق التــي‬ ‫ـجل معــدالت مرتفعــة بالبــاد‪ ،‬بحســب‬ ‫تسـ ّ‬ ‫االحصائيــات‪.‬‬ ‫وتحدثــت مفوضيــة حقــوق اإلنســان يف‬ ‫العــراق عــن االف االرواح واالصابــات‬ ‫ســنويا يف حــوادث تحــدث بصــورة شــبه‬ ‫يوميــة‪ ،‬اذ بلــغ عددهــا ‪ 4666‬حادثــا يف‬

‫‪62‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫إحصائيــة عــام ‪ 2020‬قتــل نتيجتهــا الــف‬ ‫و ‪ 522‬انســان وأصيــب ‪ 10‬االف و‪670‬‬ ‫آخريــن‪ ،‬مرجعــة اســباب ارتفــاع حــوادث‬ ‫الســر وضحاياهــا يف البــاد اىل قــدم الطــرق‬ ‫وعــدم صيانتهــا وخــروج كثــر منهــا عــن‬ ‫الخدمــة وعــدم تواجــد متطلبــات االمــان‬ ‫فيهــا‪ ،‬وكــرة «التخســفات» واملطبــات‬ ‫واســترياد ســيارات مــن مناشــئ غــر رصينــة‬ ‫وعــدم اجـراء الفحــص الــدوري الســيام مــا‬ ‫يتعلــق مبتطلبــات الســامة فيهــا‪ ،‬عــى حــد‬ ‫قولهــا‪ ،‬ودعــت املفوضيــة أمانــة بغــداد‬ ‫ووزارة اإلســكان واإلعــار والبلديــات‬ ‫العامــة وجميــع املحافظــات إىل تأثيــث‬ ‫الطــرق الخارجيــة والداخليــة‪.‬‬ ‫كــا يشــخص الحقوقيــون واملعنيون اســبابا‬ ‫اخــرى للحــوادث يف مقدمتهــا الرسعــة‬ ‫الفائقــة وقيــادة العجــات مــن دون رخــص‬ ‫و ســياقة االحــداث وصغــار العمــر‪ ،‬فضــا‬ ‫عــن اســتعامل الطــرق بعجــات بحمــوالت‬ ‫تفــوق قدرتهــا مــا يــؤدي اىل زيــادة هــذه‬ ‫الحــوادث‪ ،‬مطالبــن الحكومــة االتحاديــة‬

‫والحكومــات املحليــة بإطــاق حملــة‬ ‫شــاملة لصيانــة الطــرق وانشــاء طــرق‬ ‫جديــدة عــن طريــق االســتثامر تســهم يف‬ ‫حــل االختناقــات وتوفــر جميــع متطلبــات‬ ‫الســامة؛ ودعــوا مديريــة املــرور العامــة‬ ‫اىل وضــع عالمــات داللــة وكامــرات يف‬ ‫جميــع الطــرق واجــراء الفحــص الــدوري‬ ‫عــى العجــات للتأكــد مــن متطلبــات‬ ‫الســامة ومنــع مــرور الشــاحنات ذات‬ ‫االحــال الزائــدة والتنســيق مــع وزارة‬ ‫الصحــة إليجــاد اســعافات جوالــة لتقديــم‬ ‫الخدمــات االوليــة يف حــال حصــول اي‬ ‫حــادث ‪.‬‬ ‫وأقــ ّرت مديريــة املــرور العامــة مــن‬ ‫جهتهــا بــأنّ الغالبيــة العظمــى مــن طــرق‬ ‫الع ـراق اليــوم‪ ،‬بحاجــة إىل إعــادة تأهيــل‪،‬‬ ‫وباألخــص تلــك التــي تقــع يف شــال‬ ‫ّ‬ ‫بغــداد‪ ،‬ومنهــا طريــق العظيــم‪ ،‬وطريــق‬ ‫ســامراء صــاح الديــن‪ ،‬والطــرق التــي تربط‬ ‫بغــداد باملحافظــات الجنوبيــة‪ ،‬منوهــة‬ ‫اىل ان هــذا االمــر يقــع عــى عاتــق هيئــة‬

‫الطــرق والجســور‪ ،‬فيــا يشــر املراقبــون‬ ‫اىل ان املســؤولية مشــركة وعمليــة تحديث‬ ‫الطــرق وانشــاء طــرق جديــدة تقــع عــى‬ ‫عاتــق جميــع مؤسســات الدولــة؛ ومذكرين‬ ‫أنّ حــوادث املــرور باتــت ذات خطــورة‬ ‫كبــرة وتضاهــي عمليــات القتــل األخــرى‪،‬‬ ‫إذ إنهــا آفــة تشـ ّ‬ ‫ـكل هاجس ـاً وقلق ـاً لــدى‬ ‫جميــع أفـراد املجتمــع‪ ،‬عــى حــد وصفهــم‪.‬‬ ‫طرق قدمية ال جديد فيها‬ ‫يشــر املعنيــون اىل ان العــراق مــا يــزال‬ ‫يعتمــد عــى البنــى التحتيــة الخاصــة‬ ‫بالجســور والطــرق التــي شــ ّيدت بــن‬ ‫ســنوات ‪ 1950‬ولغايــة ‪ ،2000‬مــن دون أن‬ ‫تقــوم الحكومــات التــي أعقبــت احــداث‬ ‫عــام ‪ 2003‬بإنشــاء مشــاريع لتوســعة تلــك‬ ‫الطــرق أو إدامتهــا بشــكل مينــح املســافرين‬ ‫قــدراً كافيــاً مــن األمــان‪ ،‬عــى حــد‬ ‫قولهــم‪ ،‬كــا لفتــوا اىل االهــال يف انشــاء‬ ‫«ســايدات» اخــرى للشــوارع االحاديــة بــن‬ ‫املحافظــات برغــم نشــاط الحركــة فيهــا‪،‬‬ ‫وبرغــم توافــر األمــوال‪.‬‬

‫ويقــول املتابعــون ان الســلطات األمنيــة يف‬ ‫الع ـراق ال تعلــن عــادة عــن عــدد ضحايــا‬ ‫الطــرق‪ ،‬وتعــد احصــاءات مفوضيــة حقــوق‬ ‫اإلنســان يف البــاد األوىل مــن نوعهــا‪،‬‬ ‫بحســب قولهــم‪ ،‬لكــن مســؤوال يف وزارة‬ ‫الداخليــة العراقيــة يقــول إن املفوضيــة‬ ‫اعتمــدت عــى أرقــام مديريــة املــرور‬ ‫العامــة‪ ،‬وهــي أقــل دقــة مــن أرقــام وزارة‬ ‫الصحــة‪ ،‬بحســب مــا رصح بــه‪ ،‬مســتدركا‪،‬‬ ‫«ان العــدد قــد يكــون أكــر مــن املعلــن‬ ‫بســبب تســجيل حــوادث كثــرة عــى طــرق‬ ‫خارجيــة‪ ،‬تعاملــت معهــا الفــرق الصحيــة‪،‬‬ ‫كاإلســعاف أو املواطنــن الذيــن تربعــوا‬ ‫بنقــل الضحايــا للمستشــفيات مــن دون‬ ‫املــرور بالرشطــة»‪ ،‬الفتــاً إىل أن عــدد‬ ‫ضحايــا حــوادث الطــرق بــات أعــى مــن‬ ‫ضحايــا العمليــات اإلرهابيــة وأعــال‬ ‫العنــف يف البــاد‪ ،‬ففــي عــام ‪ 2019‬مل‬ ‫يتجــاوز ضحايــا اإلرهــاب والعنــف عتبــة الـ‬ ‫‪ 400‬ضحيــة بينــا يف الطــرق عــدة أضعــاف‬ ‫هــذا العــدد‪ ،‬بحســب قولــه‪.‬‬

‫ومــن املعلــوم بحســب املراقبــن ان‬ ‫القانــون العراقــي متهــاون يف مجــال تطبيق‬ ‫العقوبــات عــى الحــوادث املروريــة‪،‬‬ ‫الســيام تلــك التــي تذهــب بســببها أرواح‬ ‫النــاس‪ ،‬كــا تــأيت القضايــا االجتامعيــة‬ ‫والعشــائرية لتعــوق اإلج ـراءات القانونيــة‬ ‫بحــق الجنــاة ومتنــع انصــاف الضحايــا؛‬ ‫وعــى ســبيل املثــال جــاء يف نــص الفقــرة‬ ‫(أوال) مــن املــادة (‪ )35‬مــن قانــون املــرور‬ ‫رقــم (‪ )8‬لســنة ‪ 2019‬مــا يــي (أوال ‪:‬‬ ‫يعاقــب بالحبــس مــدة ال تقــل عــن (‪)6‬‬ ‫ســتة أشــهر وال تزيــد عــى (‪ )2‬ســنتني أو‬ ‫بغرامــة ال تزيــد عــى (‪ )1000000‬مليــون‬ ‫دينــار أو بكلتــا العقوبتــن كل مــن احــدث‬ ‫بالغــر أذى جســيم أو عاهــة مســتدمية‬ ‫بســبب قيادتــه مركبتــه مــن دون مراعــاة‬ ‫للقوانــن واألنظمــة والبيانــات وتعليــات‬ ‫املــرور أو بســبب عــدم توفــر رشوط املتانة‬ ‫واألمــان يف املركبــة ) ويشــر القانونيــون‬ ‫اىل انــه مــن مطالعــة النــص املذكــور يتبــن‬ ‫بأنــه ال يتضمــن بشــكل رصيــح معالجــة‬ ‫حالــة مــا إذا نتــج عــن الحــادث املــروري‬ ‫إلحــاق رضر باملركبــات فقــط وان هــذا‬ ‫يعــد نقصـاً ترشيعيـاً؛ كــا ينــوه قانونيــون‬ ‫آخــرون اىل ان العقوبــات والغرامــة قليلــة‬ ‫وال تلجــم بعــض الســواق عــن القيــادة‬ ‫املتهــورة‪ ،‬ولــن تدفعهــم اىل التطبيــق‬ ‫الســليم لقوانــن املــرور املطلوبــة وقيــادة‬ ‫الســيارة بصــورة ســليمة‪ ،‬مذكريــن بقوانــن‬ ‫دول أخــرى تفــرض عقوبــات قاســية عــى‬ ‫مرتكبــي حــوادث املــرور بخاصــة التــي‬ ‫تتســبب مبــوت النــاس‪ ،‬وعــى ســبيل املثــال‬ ‫فــان مــن يتســبب مبــوت شــخص بحــادث‬ ‫مــروري يف تركيــا يغــرم بـــ ‪ 300‬الــف لــرة‬ ‫تركيــة أي مــا يعــادل اكــر مــن ‪ 33‬الــف‬ ‫دوالر عــى اعتبــار ســعر اللــرة ‪ 900‬لــكل‬ ‫‪ 100‬دوالر‪ ،‬امــا اذا تعــرض الصابــة جســدية‬ ‫فيكــون التعويــض بنحــو ‪ 9‬االف دوالر‪.‬‬ ‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪63‬‬


‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫رغــم إعــان وزارة الهجــرة واملهجريــن‬ ‫العراقيــة عــن إغــاق آخــر مخيــم للنازحــن‬ ‫يف األنبــار وهــو مخيــم عامريــة الفلوجــة‬ ‫رشقــي املحافظــة‪ ،‬إال أن مخيــم «بزيبــز»‬ ‫مــا زال قامئــاً يضــم آالف النازحــن منــذ‬ ‫نزوحهــم بعــد اجتيــاح داعــش ملــدن‬ ‫عراقيــة يف ‪.2014‬‬ ‫ويقطــن مخيــم «بزيبــز» نازحــو ناحيــة‬ ‫جــرف الصخــر التابعــة ملحافظــة بابــل‪،‬‬ ‫وأهــايل قريــة العويســات التابعــة لقضــاء‬ ‫العامريــة يف محافظــة االنبــار‪ ،‬وعــرات‬ ‫العوائــل مــن ناحيــة يــرب يف محافظــة‬ ‫صــاح الديــن‪ ،‬وبــات الجــوع والــرد يشــكل‬ ‫أوىل معاناتهــم‪ ،‬يف ظــل غيــاب الدعــم‬ ‫الحكومــي واملنظــات اإلغاثيــة‪.‬‬ ‫وتقــول منظــات حقوقيــة أن فصائــل‬ ‫شــيعية مســلحة باتــت تســيطر عــى ناحيــة‬ ‫جــرف الصخــر بعــد تحريرهــا مــن قبضــة‬ ‫داعــش‪ ،‬ومتنــع األهــايل مــن العــودة إليهــا‪،‬‬ ‫بحجــة وجــود مخــاوف مــن تســلل عنــارص‬ ‫التنظيــم إليهــا‪ ،‬وشــن هجــات عــى‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫البرد والجوع يأتي‬ ‫على مخيم «بزيبز»‬ ‫ويفاقم معاناة‬ ‫النازحين المتردية أص ً‬ ‫ال‬ ‫فيـــــلي‬

‫بغــداد وبابــل‪.‬‬ ‫مديــر االدارة املركزيــة يف قطاعــات‬ ‫العامريــة ضمــن مخيــم «بزيبــز»‪ ،‬رحيــم‬ ‫رشــيد‪ ،‬يقــول إن «املخيــم يتألــف مــن‬ ‫‪ 18‬قطاع ـاً وغالبيــة العوائــل التــي تســكنه‬ ‫أهــايل جــرف الصخــر مــن النازحــن‪ ،‬ويبلــغ‬

‫عددهــم قرابــة ‪ 1900‬عائلــة‪ ،‬فيــا يبلــغ‬ ‫عــدد عوائــل العويســات نحــو ‪ 800‬عائلــة‪،‬‬ ‫و‪ 45‬عائلــة مــن ناحيــة يــرب»‪.‬‬ ‫وأضــاف رشــيد‪ ،‬يف حديثــه ملجلــة «فيــي»‪،‬‬ ‫أن «عــدد النازحــن مــن مــدن االنبــار يف‬ ‫املخيــم يبلــغ حــوايل ‪ 400‬عائلــة‪ ،‬وهنــاك‬

‫اســباب عــدة متنــع هــؤالء مــن العــودة‬ ‫اىل مناطــق ســكناهم‪ ،‬فمنهــم مــن لديــه‬ ‫مشــاكل عشــائرية او أمنيــة مل تحــل‪،‬‬ ‫والعديــد منهــم اضطــروا للبقــاء باملخيــم‬ ‫بســبب عــدم متكنهــم مــن تأهيــل منازلهــم‬ ‫املدمــرة نتيجــة الحــرب ضــد داعــش وعــدم‬ ‫رصف تعويضاتهــم»‪.‬‬ ‫واشــار اىل ان «النازحــن هنــا يعانــون مــن‬ ‫قســوة الــرد وانعــدام الدعــم الحكومــي‬ ‫لهــم‪ ،‬ولــوال فاعــي الخــر لهلــك الكثــر‬ ‫منهــم جوعــاً‪ ،‬فحتــى املنظــات االغاثيــة‬ ‫مل تعــد تعينهــم‪ ،‬ووصــل النازحــن يف هــذا‬ ‫املخيــم لحالــة يــرىث لهــا‪ ،‬حتــى أن برشتهــم‬ ‫أصبحــت متهالكــة مــن شــدة بــرد الشــتاء‬ ‫وحــر الصيــف داخــل الخيــام»‪.‬‬ ‫وبــن أن «غالبيــة العوائــل هنــا تعتمــد‬ ‫عــى احــد اف ـراد عائلتهــا بالعمــل كعامــل‬ ‫بأجــر يومــي ليوفــر لهــم الطعــام والرشاب‪،‬‬ ‫والعائلــة التــي ال متلــك معيـ ًا فهــي تعتاش‬ ‫عــى مــا يقدمــه لهــم جارهــم يف املخيــم‪،‬‬ ‫أمــا وزارة الهجــرة فمنــذ ســتة اشــهر مل‬ ‫تعــد تقــدم لهــم يشء»‪.‬‬

‫وطالــب رشــيد‪ ،‬الحكومتــن املحليــة‬ ‫واالتحاديــة بــرورة «توزيــع وقــود النفــط‬ ‫للنازحــن عــى االقــل‪ ،‬ليهــون عليهــم‬ ‫معاناتهــم»‪.‬‬ ‫وتقــول الناشــطة املدنيــة يف االنبــار‪ ،‬كوثــر‬ ‫املحمــدي‪ ،‬أن «مخيــم بزيبــز مغلــق منــذ‬ ‫ســنتني رســمياً بأمــر مــن وزارة الهجــرة‪،‬‬ ‫واملتواجــدون هنــاك يعيشــون مبخيــات‬ ‫عشــوائية متفرقــة بــدون إدارة مركزيــة»‪.‬‬ ‫وأضافــت يف حديثهــا ملجلــة «فيــي»‪ ،‬أن‬ ‫«النازحــن هنــاك مل يتلقــوا اي معونــات‬ ‫منــذ أكــر مــن مثانيــة أشــهر‪ ،‬وكذلــك‬ ‫الحــال بالنســبة للنازحــن الذيــن يقطنــوا‬ ‫يف مجمــع واطــئ الكلفــة بالعامريــة‬ ‫والــذي يــأوي مــا بــن ‪2000 - 1500‬‬ ‫عائلــة‪ ،‬وبقائهــم مســتند عــى اعانــة أهــايل‬ ‫العامريــة لهــم‪ ،‬كــا أنهــم يعيشــوا يف‬ ‫أماكــن ال تصلــح للســكن البــري»‪.‬‬ ‫وتابعــت «األطفــال حفــاة يلبســون مالبــس‬ ‫صيفيــة رغــم أننــا يف فصــل الشــتاء حتــى‬ ‫أن مالمــح الطفولــة اختفــت مــن وجوههــم‬ ‫جــراء ســوء التغذيــة‪ ،‬وبالنســبة للنســاء‬

‫فأنهــن يعانــن مــن اضطرابــات نفســية‬ ‫بســبب االعتقــاالت والتغييــب لذويهــن»‪،‬‬ ‫مؤكــدة أن «ال وجــود ملراكــز صحيــة تهتــم‬ ‫بهــم ســوى طبيــب واحــد يتفقدهــم‬ ‫أســبوعياً‪ ،‬أمــا مســتوى التعليــم فــيء‬ ‫جــداً»‪.‬‬ ‫مــن جهتــه يقــول مستشــار محافــظ االنبــار‬ ‫لشــؤون النازحــن‪ ،‬مــازن الريشــاوي‪،‬‬ ‫إن «مخيــم بزيبــز ملفــه يــدار مــن قبــل‬ ‫الحكومــة االتحاديــة حــراً‪ ،‬أمــا بالنســبة‬ ‫للنازحــن مــن ابنــاء االنبــار‪ ،‬فكلهــم عــادوا‬ ‫ملناطقهــم ومل يتبــق ســوى مخيــات‬ ‫عشــوائية»‪.‬‬ ‫وبــن الريشــاوي يف حديــث لــه مــع مجلــة‬ ‫«فيــي»‪ ،‬أن «كل مــا يحتاجــه النازحــون يف‬ ‫املخيــم تعمــل الحكومــة املحليــة يف االنبــار‬ ‫عــى توفــره‪ ،‬ووزارة الهجــرة واملنظــات‬ ‫تعمــل عــى دعمهــم بــن الفينــة واالخــرى‪،‬‬ ‫لكــن بالنتيجــة هــم نازحــون وليســوا يف‬ ‫فنــدق خمــس نجــوم»‪ ،‬مؤكــداً أن «كل‬ ‫الدوائــر يف االنبــار تســعى لتوفــر الخدمات‬ ‫لهــم»‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪65‬‬


‫فـــ‬

‫اقتصـــــــاد‬

‫انتهت تعويضات الكويت‬

‫آخر الدفعات يجرى استيفاؤها‪..‬‬ ‫ ‬

‫وماذا بعد؟‬

‫بإعــان البنــك المركــزي العراقــي‪ ،‬يــوم‬ ‫الثالثــاء ‪ 21‬كانــون االول ‪ 2021‬عــن االنتهــاء‬ ‫مــن دفــع التعويضــات الماليــة الكاملــة‬ ‫البالغــة ‪ 52.4‬مليــار دوالر للكويــت‪ ،‬علــى‬ ‫حــد قولــه‪ ،‬تكــون قــد انطــوت صفحــة‬ ‫مكلفــة لمــوارد البلــد نتجــت عــن غــزو‬ ‫النظــام المبــاد لدولــة الكويــت‪.‬‬ ‫صادق االزرقي‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫ويوضــح البنــك‪ ،‬أنــه جــرى ســداد الدفعــة‬ ‫األخــرة املتبقيــة مــن تعويضــات الكويــت‬ ‫املقــدرة مببلــغ ‪ 44‬مليــون دوالر؛ وهــذا‬ ‫يعنــي أن العــراق دفــع كامــل مبالــغ‬ ‫التعويضــات التــي أقرتهــا لجنــة التعويضات‬ ‫األمميــة مبوجــب القــرار رقــم ‪ 678‬لســنة‬ ‫‪ ،1991‬بحســب بيــان املــرف‪.‬‬

‫يشــار اىل انــه يف عــام ‪ ،1991‬واثــر غــزو‬ ‫صــدام لدولــة الكويــت يف آب ‪1990‬‬ ‫تشــكلت لجنــة أمميــة للتعويضــات‪ ،‬ألزمت‬ ‫العـراق بدفــع ‪ 52.4‬مليــار دوالر تعويضــات‬ ‫لألفــراد والــركات واملنظــات الحكوميــة‬ ‫وغريهــا‪ ،‬ممــن تكبــد خســائر ناجمــة‬ ‫مبــارشة عــن الغــزو واحتــال الكويــت‪.‬‬

‫ويقــول‪ ،‬مظهــر محمــد صالــح‪ ،‬املستشــار‬ ‫االقتصــادي لرئيــس الــوزراء إن «العــراق‬ ‫أغلــق ملــف تعويضــات حــرب الكويــت‬ ‫بعــد أن دفــع آخــر مســتحقاته»‪ ،‬مبينــا إن‬ ‫العـراق دفــع يف املجمــوع ‪ 52.4‬مليــار دوالر‬ ‫كتعويضــات‪ ،‬مســتدركا «كان املبلــغ كافيــا‬ ‫لبنــاء شــبكة كهربــاء كانــت ســتخدم العراق‬ ‫لســنوات عديــدة»‪ ،‬معربــا عــن أملــه يف‬ ‫أن «يتــم توجيــه رشيحــة امليزانيــة التــي‬ ‫كانــت مخصصــة ســابقاً للتعويضــات اآلن‬ ‫إىل مشــاريع التنميــة»؛ ورسعــان مــا انتقــد‬ ‫متخصصــون ومراقبــون تلــك الترصيحــات‬ ‫الفتــن اىل مــا اســموه ضيــاع ‪ 300‬مليــار‬ ‫دوالر مــن امــوال الدولــة منــذ عــام ‪2003‬‬ ‫ويقــول بعضهــم ان تلــك االمــوال كافيــة‬ ‫إلنجــاز معظــم املشــاريع املطلوبــة يف البلــد‬ ‫ومنهــا الكهربــاء عىل حــد قولهم‪ ،‬ومشــرين‬ ‫اىل املبالــغ الضخمــة التــي جــرى رصفهــا‬ ‫عــى قطــاع توليــد الطاقــة منــذ عــام ‪2003‬‬ ‫ولغايــة متــوز ‪ ،2021‬التــي يقدرهــا خــراء‪،‬‬ ‫بأكــر مــن ‪ 80‬مليــار دوالر‪ ،‬ويقولــون انــه‬ ‫ميكــن االشــارة اىل ترصيــح لوزيــر الكهربــاء‬ ‫يف صيــف عــام ‪ ،2019‬يقــول فيــه إن إصــاح‬ ‫وتحديــث شــبكة الكهربــاء يف البــاد يحتــاج‬ ‫الســتثامرات بـــ ‪ 30‬مليــار دوالر‪.‬‬ ‫وبالعــودة اىل قضيــة التعويضــات مــن جـراء‬ ‫احــداث الكويــت يلفــت املراقبــون اىل ان‬ ‫أمــوال التعويضــات كانــت تــأيت مــن رضيبــة‬ ‫بنســبة ‪ 5%‬تُفــرض عــى مبيعــات النفــط‬ ‫واملنتجــات البرتوليــة يف العــراق‪ .‬يجــري‬ ‫توزيــع التعويــض مــن قبــل وكالــة تابعــة‬ ‫لألمــم املتحــدة عــى املطالبــن الذيــن‬ ‫تكبــدوا خســائر أو أرضار نتيجــة الغــزو‪.‬‬ ‫ويف ‪ 25‬كانــون االول‪ 2021 ،‬قــال ســفري‬ ‫الكويــت لــدى الع ـراق إن مفوضيــة األمــم‬ ‫املتحــدة للتعويضــات ســتتخذ قـرارا بإغــاق‬ ‫ملــف التعويضــات املاليــة للكويــت بشــكل‬ ‫دائــم بعــد تســوية العــراق للحســابات‪،‬‬ ‫ويقــول لوكالــة االنبــاء الكويتيــة (كونــا) ان‬ ‫الكويــت تدعــم العـراق منــذ عــام ‪ 2003‬يف‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪67‬‬


‫فـــ‬

‫اقتصـــــــاد‬

‫«إغالق ملف تعويضات‬ ‫الكويت يعيد الثقة بالعراق‬ ‫واستثماراته‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫تحسين صورته وسمعته‬ ‫بين دول عدة وشركات‬ ‫ال عن‬ ‫لخدمة أبناء البلد‪ ،‬فض ً‬ ‫ثقة المواطنين األجانب في‬ ‫العراق»‬ ‫املجــاالت كافــة وتخفيــف معانــاة النازحــن‬ ‫مــن خــال بنــاء املالجــئ والعيــادات‬ ‫املتنقلــة‪ ،‬بحســب قولــه‪ ،‬ومذكــرا أن‬ ‫الكويــت قدمــت ســابقا منحــة قيمتهــا ‪100‬‬ ‫مليــون دوالر لقطــاع الصحــة العراقــي‪،‬‬ ‫إضافــة إىل تعهــدات بقيمــة مليــاري دوالر‬ ‫ابــان املؤمتــر الــدويل إلعــادة إعــار العـراق‬ ‫الــذي اســتضافته الكويــت عــام ‪ ،2018‬عــى‬ ‫حــد قولــه‪.‬‬ ‫ويوضــح بيــان للســفارة الكويتيــة ببغــداد‬ ‫أن العــراق يعمــل عــى تســديد املبلــغ‬ ‫املتبقــي مــن التعويضــات واملقــدر بنحــو‬ ‫‪ 629‬مليــون دوالر مطلــع عــام ‪،2022‬‬ ‫الفتــة اىل تســديد مبلــغ ‪ 490‬مليــون دوالر‬ ‫مــن مبالــغ التعويضــات يف ترشيــن الثــاين‬ ‫‪.2021‬‬ ‫ويف شــهر ترشيــن الثــاين ‪ 2021‬يؤيــد مظهــر‬ ‫محمــد صالــح‪ ،‬املستشــار االقتصــادي لرئيس‬ ‫حكومــة ترصيــف األعــال العراقيــة ذلــك‬ ‫بالقــول‪ ،‬إن العـراق ينهــي ملــف تعويضــات‬ ‫الكويــت مطلــع ‪ ،2022‬مشــرا اىل إن البلــد‬ ‫ســدد مبلــغ ‪ 490‬مليــون دوالر مــن مبالــغ‬ ‫التعويضــات املقــرة مــن قبــل لجنــة األمــم‬ ‫املتحــدة للتعويضــات‪ ،‬وانــه يعمــل عــى‬ ‫تســديد املبلــغ املتبقــي واملقــدر بنحــو ‪629‬‬ ‫مليــون دوالر‪ ،‬مطلــع عــام ‪ ،2022‬ولفــت‬ ‫صالــح يف حينــه اىل انــه تبقــى ‪ 629‬مليونــا‬ ‫فقــط مــن أصــل مجمــل التعويضــات‬ ‫البالغــة ‪ 52.4‬مليــار دوالر؛ ومزيــدا القــول‬

‫‪68‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫«مــا نتوقعــه يف العــام املقبــل‪ ،‬هــو إزالــة‬ ‫آخــر أثــر مــن آثــار الفصــل الســابع (ق ـرار‬ ‫التعويضــات) التــي فرضهــا مجلــس األمــن‬ ‫عــى العــراق قبــل أكــر مــن ‪ 30‬عامــا‪،‬‬ ‫بســبب حــرب الكويــت‪ ،‬وغلــق هــذا امللــف‬ ‫إىل األبــد»‪ ،‬عــى حــد وصفــه‪.‬‬ ‫جديــر بالذكــر ان العــراق كان قــد توقــف‬ ‫عــن تســديد املدفوعــات بــن عامــي ‪2015‬‬ ‫و‪ 2017‬يف أثنــاء الحــرب عــى تنظيــم‬ ‫«داعــش»‪ ،‬لكنــه اســتأنفه عــام ‪.2018‬‬ ‫ويدفــع العــراق مبلــغ التعويضــات إىل‬

‫صنــدوق أممــي جــرى إنشــاؤه تحــت اســم‬ ‫صنــدوق األمــم املتحــدة للتعويضــات‪،‬‬ ‫مــن خــال نســبة مــن مبيعــات النفــط‪،‬‬ ‫اذ يعتمــد العــراق بنحــو ‪ 92‬باملئــة مــن‬ ‫إيراداتــه الســنوية عــى تصديــر النفــط‪.‬‬ ‫ويعــر اقتصاديــون عراقيــون عــن املهــم‬ ‫يف أن تذهــب هــذه األمــوال التــي كانــت‬ ‫تســتقطع مــن املوازنــة العراقيــة إىل التنميــة‬ ‫وبخاصــة املرشوعــات االســتثامرية التــي‬ ‫تقــوم بتشــغيل القــوى العاملــة واملنتجــة‪،‬‬ ‫ويلفــت املستشــار مظهــر محمــد صالــح إىل‬

‫أن «الع ـراق أمامــه آفــاق كبــرة لالندمــاج‬ ‫يف االقتصــاد العاملــي»‪ ،‬موضح ـاً أن «العزلــة‬ ‫التــي يعيــش فيهــا العــراق كبــرة للغايــة‬ ‫والتــزال طائــرات العــامل ال تصــل مطــار‬ ‫بغــداد إال مــن بعــض البلــدان اإلقليميــة‪،‬‬ ‫وهــذا جــزء مــن الحصار الــذي اليـزال يعترب‬ ‫العـراق منطقــة حــرب بــكل مــا يشــكل ذلك‬ ‫مــن تكاليــف للتأمــن والشــحن ويؤخــر مــن‬ ‫نقــل التكنولوجيــا والتعاطــي مــع التقــدم‬ ‫االقتصــادي»‪ ،‬بحســب تعبــره؛ ويؤكــد‬ ‫خــراء اقتصاديــون أن الع ـراق يف حاجــة إىل‬

‫خطــة تنميــة عرشيــة لالســتفادة مــن أمــوال‬ ‫النفــط‪ ،‬تبــدأ بالبنيــة التحتيــة وتنتهــي‬ ‫باملشــاريع املــدرة للدخــل‪ ،‬مــع توقعــات‬ ‫بــأن يكــون عــام ‪ 2022‬هــو بدايــة لتحســن‬ ‫كبــر يف االقتصــاد خاصــة مــع إغــاق الفصل‬ ‫الســابع مــن ميثــاق األمــم املتحــدة لتعــود‬ ‫البــاد إىل الحيــاة االقتصاديــة االعتياديــة‬ ‫وتندمــج يف املجتمــع الــدويل‪.‬‬ ‫ويــرى الخبــر االقتصــادي باســم انطــوان أن‬ ‫«إغــاق ملــف تعويضــات الكويــت يعيــد‬ ‫الثقــة بالعــراق واســتثامراته‪ ،‬إضافــة إىل‬

‫تحســن صورتــه وســمعته بــن دول عــدة‬ ‫ورشكات لخدمــة أبنــاء البلــد‪ ،‬فضـ ًا عن ثقة‬ ‫املواطنــن األجانــب يف العراق»‪ ،‬الفتـاً إىل أن‬ ‫«الخــروج مــن البنــد الســابع تتبعــه بعــض‬ ‫اإلجــراءات‪ ،‬ولكــن هــي خطــوة لألمــام‪،‬‬ ‫وتبقــى عــى جهــود البنــك املركــزي يف هــذه‬ ‫العمليــة»‪ ،‬ويوضــح انطــوان أن «قيمــة مبلغ‬ ‫التعويضــات تســتمر بعــد إغــاق امللــف‬ ‫ووضعــه يف صنــدوق ســيادي؛ لنكــون أســوة‬ ‫ببقيــة دول الخليــج ويكــون هــذا الصنــدوق‬ ‫ذا نتائــج مجزيــة»‪ ،‬عــى حــد قولــه‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪69‬‬


‫فـــ‬

‫اقتصـــــــاد‬

‫األسوأ منذ ‪ 10‬سنوات‪..‬‬

‫األزمة المريرة تطل برأسها في األنبار‬ ‫علــى الرغــم مــن مــرور أكثــر مــن خمــس ســنوات علــى إعــان‬ ‫تحريــر مــدن محافظــة االنبــار غربــي العــراق‪ ،‬مــن قبضــة تنظيــم‬ ‫داعــش‪ ،‬إال أنهــا ال تــزال تعانــي مــن آثــار مــا خلفتــه الحــرب مــن‬ ‫دمــار واســع طــال بناهــا التحتيــة‪ ،‬ولعــل ابرزهــا تدميــر شــبكة‬ ‫الطاقــة الكهربائيــة‪ ،‬التــي تســببت بغيــاب تــام للطاقــة بعــدد مــن‬ ‫مــدن أعالــي الفــرات‪.‬‬ ‫فيــــلي‬

‫‪70‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪71‬‬


‫فـــ‬

‫اقتصـــــــاد‬

‫وبأحاديــث متفرقــة مــع مجلــة «فيــي»‪،‬‬ ‫شــكا ســكان مــدن أعــايل الف ـرات وهــي‬ ‫التســمية الخاصــة باملــدن الواقعــة أقىص‬ ‫غــرب االنبــار وأبرزهــا ( القائــم‪ ،‬الرطبــة‪،‬‬ ‫هيــت‪ ،‬عنــة‪ ،‬راوة‪ ،‬آلــوس‪ ،‬جبــة‪ ،‬الرمانة‪،‬‬ ‫حصيبــة والحقالنيــة وحديثــة وبلــدات‬ ‫أخــرى ) مــن ســوء وقلــة ســاعات تجهيــز‬ ‫الكهربــاء‪ ،‬مطالبــن الحكومــة املحليــة‬ ‫واملركزيــة بالعمــل عــى تأهيــل الشــبكة‬ ‫املدمــرة‪ ،‬بــد ًال مــن تنفيــذ مشــاريع بنــاء‬ ‫املــوالت والـ»نافورات»‪.‬‬ ‫ويقــول قامئمقــام قضــاء الرمــادي‬ ‫مركــز املحافظــة‪ ،‬ابراهيــم العوســج‪،‬‬ ‫إن «الرمــادي متــر بأســوأ فــرة زمنيــة‬ ‫بتجهيــز الطاقــة الكهربائيــة منــذ عــر‬ ‫ســنوات‪ ،‬حيــث ان التجهيــز يسء جــداً‬ ‫وال يتــاءم مــع حاجــة املدينــة وســكانها‬ ‫اطالقــاً»‪.‬‬ ‫ويشــر العوســج‪ ،‬يف حديثــه ملجلــة‬ ‫«فيــي»‪ ،‬إىل أن «ســاعات تجهيــز‬ ‫املدينــة بالكهربــاء ضئيلــة جــداً‪ ،‬اضافــة‬ ‫إىل رداءتهــا‪ ،‬نتيجــة قــدم املحــوالت‬ ‫واالســاك املوجــودة‪ ،‬فضــا عــى عــدم‬ ‫تأهيــل العديــد مــن املحطــات املتوقفــة‬ ‫منــذ تحريــر املدينــة»‪.‬‬ ‫ومــن الرمــادي إىل راوة‪ ،‬حيــث يقــول‬ ‫قامئمقــام القضــاء‪ ،‬حســن الــراوي‪ ،‬أن‬ ‫«املدينــة تعــاين مــن ســوء كبــر بتجهيــز‬ ‫الطاقــة الكهربائيــة‪ ،‬خاصــة األشــهر‬ ‫الثالثــة األخــرة‪ ،‬حيــث أن ســاعات‬ ‫التجهيــز باتــت ال تزيــد عــن ســاعة‬ ‫واحــدة يف اليــوم»‪ ،‬معل ـ ًا ســبب ذلــك‪،‬‬ ‫إىل «اعتــاد املدينــة بتجهيــز الكهربــاء‬ ‫عــى محطــة ســد حديثــة الواقــع عــى‬ ‫نهــر الفـرات‪ ،‬ونتيجــة انخفاض مناســيب‬ ‫ميــاه النهــر‪ ،‬تــم اغــاق توربــن عــدد‬ ‫‪ ،2‬ومل يتبــق قيــد العمــل ســوى توربــن‬ ‫واحــد‪ ،‬مــا تســبب بانخفــاض وســوء‬

‫‪72‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫''‬

‫قائممقام قضاء الرمادي‬ ‫ابراهيم العوسج‪:‬‬ ‫«الرمادي تمر بأسوأ‬ ‫فترة زمنية بتجهيز‬ ‫الطاقة الكهربائية منذ‬ ‫عشر سنوات‪ ،‬حيث‬ ‫جدا‬ ‫ان التجهيز سيء ً‬ ‫وال يتالءم مع حاجة‬ ‫المدينة وسكانها‬ ‫اطالقا»‪.‬‬ ‫ً‬

‫توليــد الطاقــة للمناطــق الغربيــة مــن‬ ‫االنبــار»‪.‬‬ ‫ويؤكــد الــراوي يف حديثــه ملجلــة‬ ‫«فيــي»‪ ،‬أن «اعتامدنــا كليــاً يقــع عــى‬ ‫املولــدات االهليــة‪ ،‬لكــن بعــد قــرار‬ ‫املحافظــة املفاجــئ‪ ،‬بتقليــل حصــة الــكاز‬ ‫املقدمــة للمولــدات مــن ‪ 35‬اىل ‪10‬‬ ‫لــرات‪ ،‬للســاعة الواحــدة‪ ،‬اصبحــت ال‬ ‫تكفــي لتشــغيل املولــدات ملــدة عــرة‬ ‫ايــام حتــى»‪.‬‬ ‫واشــار‪ ،‬اىل اننــا «طالبنــا الحكومــة‬ ‫املحليــة ووزارة النفــط‪ ،‬بزيــادة حصــة‬ ‫املــدن الغربيــة مــن مــادة الــكاز‪ ،‬لكــن‬ ‫نحصــل عــى الــرد لغايــة اللحظــة»‪.‬‬ ‫ويقــول قامئمقــام قضــاء الرطبــة‪ ،‬عــاد‬ ‫الدليمــي‪ ،‬أن «الرطبــة تعــاين مــن‬ ‫انقطــاع تــام للتيــار الكهربــايئ‪ ،‬وذلــك‬

‫منــذ تحريرهــا مــن داعــش ولغايــة‬ ‫اليــوم‪ ،‬كــون خــط الكهربــاء الواقــع بــن‬ ‫القائــم والرطبــة البالــغ طولــه‪ ،‬قرابــة‬ ‫‪ 300‬كــم‪ ،‬مدمــر كليـاً‪ ،‬ويحتــوي عــى مــا‬ ‫يقــرب ‪ 700‬بــرج‪ ،‬تعــرض منهــا حــوايل‬ ‫‪ 550‬بــرج للتدمــر‪ ،‬وذلــك نتيجــة الحرب‬ ‫ضــد تنظيــم داعــش»‪.‬‬ ‫وبــن الدليمــي‪ ،‬ان «تجهيــز املدينــة‬ ‫بالكهربــاء‪ ،‬يعتمــد عــى محطــة ديــزالت‬ ‫مؤقتــة‪ ،‬تقــوم برفــع الكهربــاء وايصالهــا‬ ‫لألحيــاء الســكنية بواقــع يصــل احيانــاً‬ ‫إىل ‪ ،»50%‬مشــراً‪ ،‬إىل أن «الســكان‬ ‫يعتمــدوا غالب ـاً‪ ،‬عــى املولــدات االهليــة‬ ‫التــي اثقلــت كاهلهــم‪ ،‬حيــث أن ســعر‬ ‫االمبــر الواحــد يــراوح بــن ‪12-10‬الــف‬ ‫دينــار شــهرياً‪ ،‬مســتقر صيف ـاً وشــتاءاً «‪.‬‬ ‫وحــول أمكانيــة تأهيــل خطــوط الطاقــة‬

‫الكهربائيــة يف الرطبــة‪ ،‬قــال الدليمــي‪،‬‬ ‫أن «مــن املؤمــل أن يتــم يف االيــام‬ ‫القادمــة‪ ،‬املبــارشة بالعمــل عــى االتفــاق‬ ‫الكهربــايئ مــع االردن‪ ،‬إذ ســيتم الربــط‬ ‫مــن ( محطــة الريشــة يف االردن ) وصــو ًال‬ ‫إىل ( طريبيــل ثــم الرطبــة وحتــى قضــاء‬ ‫القائــم )»‪ ،‬مؤكــداً‪ ،‬بأنــه «تــم اكــال‬ ‫االســتعدادات واملخططــات الالزمــة‪،‬‬ ‫فضــا عــى مواقــع الـــ‪ GBS‬وتهيئــة‬ ‫موقــع الرشكــة واســتطالع املواقــع‪ ،‬ومــن‬ ‫املتوقــع وصــول التيــار الكهربــايئ مــن‬ ‫االردن نهايــة العــام الجــاري»‪.‬‬ ‫مــن جهتــه يــرى مديــر توزيــع كهربــاء‬ ‫الفــرات االعــى‪ ،‬خالــد فخــري‪ ،‬أن‬ ‫«ســبب انخفــاض ســاعات تجهيــز‬ ‫املناطــق الغربيــة بالكهربــاء الوطنيــة‪،‬‬ ‫هــو تدمــر خطــوط (حديثــة ‪ -‬غــرب‬

‫بغــداد) و (حديثــة ‪ -‬بيجــي) اثــر الحــرب‬ ‫ضــد داعــش‪ ،‬وقيــام االخــر بتدمــر‬ ‫االبــراج الناقلــة للطاقــة‪ ،‬والتــي مل يتــم‬ ‫اعادتهــا بعــد‪ ،‬مــا جعــل تلــك املناطــق‬ ‫معزولــة عــن مــدن البــاد»‪.‬‬ ‫وبــن فخــري يف ترصيــح ملجلــة «فيــي»‪،‬‬ ‫أن «مناطــق الفـرات االعــى تعتمــد كليـاً‬ ‫عــى محطــات االنتــاج املتوفــرة هنــاك‪،‬‬ ‫وهــي محطــة ســد حديثــة الكهرومائيــة‪،‬‬ ‫ومحطــة ديــزالت مخلــص كايف‪ ،‬موضحـاً‪،‬‬ ‫ان «انخفــاض الطاقــة املنتجــة مــن‬ ‫املحطــة الكهرومائيــة‪ ،‬يعــود لقلــة‬ ‫الترصيــف املــايئ وهــذا االمــر ال يعــود‬ ‫اىل زارة الكهربــاء‪ ،‬كــون مــن املعــروف‬ ‫اننــا منــر بســنوات جفــاف وقــد‬ ‫انخفضــت مناســيب االنهــر بشــكل كبــر‪،‬‬ ‫وامــا بخصــوص محطــة ديــزالت مخلــص‬

‫كايف‪ ،‬فــأن املحطــة بحاجــة للتأهيــل‪،‬‬ ‫وقــد ابرمــت وزارة الكهربــاء عقــد مــع‬ ‫احــدى الــركات‪ ،‬لتأهيــل املحطــة‪ ،‬لكــن‬ ‫انجازهــا بحاجــة للوقــت فضــ ًا عــى‬ ‫مبالــغ كبــرة»‪.‬‬ ‫وأختتــم فخــري‪ ،‬بالقــول «ان هنالــك‬ ‫حلــو ًال لكنهــا تتطلــب الوقــت‪ ،‬ومنهــا‬ ‫ادخــال محطــة عــكاز للعمــل قبــل‬ ‫موســم الصيــف القــادم‪ ،‬فضــا عــى‬ ‫تأهيــل محطــة ديــزالت مخلــص كايف‪،‬‬ ‫التــي ســيتم تأيلهــا عــى شــكل مراحــل‪،‬‬ ‫ومــن املرجــح اقــرار املبــارشة بتأهيــل‬ ‫خطــوط ( حديثــة – غــرب بغــداد ) ‪،‬‬ ‫وبهــذه الحلــول مــن املؤكــد بــأن ســتتم‬ ‫زيــادة ســاعات التجهيــز للمنطقــة‬ ‫الغربيــة»‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪73‬‬


‫فـــ‬

‫اقتصـــــــاد‬

‫كالم معسول ووعود‬

‫واخفاء‬ ‫الدوافع‬ ‫الحقيقية‬ ‫يشــغل كثيــر مــن العراقييــن أنفســهم فــي الجــدل‬ ‫بشــأن مــا يســمى طريــق الحريــر‪ ،‬ويصــل النقــاش فيمــا‬ ‫بينهــم فــي كثيــر من االحيــان الــى الشــتائم والتخوين‬ ‫واالتهــام بالعمالــة علــى وفــق مــا يطــرح فــي وســائل‬ ‫االعــام ووســائل التواصــل االجتماعــي‪.‬‬

‫وبحســب املؤرخــن فــان طريــق الحريــر‬ ‫هــي مجموعــة مــن الطــرق املرتابطــة‬ ‫كانــت تســلكها القوافــل والســفن ومتـ ّر عــر‬ ‫جنــوب آســيا مــع أنطاكيــة يف تركيــا فضــا‬ ‫عــن مواقــع أخــرى‪ ،‬كان تأثريهــا قدميــا‬ ‫ميتــد حتــى كوريــا واليابــان‪ ،‬منوهــن اىل‬ ‫انــه كان للطريــق تأثــر عــى ازدهــار كثــر‬ ‫مــن الحضــارات القدميــة مثــل الصينيــة‬ ‫و املرصيــة والهنديــة والرومانيــة؛ وكان‬

‫‪74‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫فيلي‬

‫طريــق الحريــر ميتــد مــن املراكــز التجاريــة‬ ‫يف شــال الصــن عــر رشق أوروبــا وشــبه‬ ‫جزيــرة القــرم وحتــى البحــر األســود وبحــر‬ ‫مرمــرة والبلقــان ووصــو ًال للبندقيــة‪ ،‬أ ّمــا‬ ‫الفــرع الجنــويب فيمــ ّر مــن تركســتان‬ ‫وخراســان وعــر بــاد مــا بــن النهريــن‬ ‫والعــراق واألناضــول وســوريا عــر تدمــر‬ ‫وأنطاكيــة إىل البحــر األبيــض املتوســط أو‬ ‫عــر دمشــق وبــاد الشــام إىل مــر وشــال‬

‫أفريقيــا‪ .‬وهــو نوعــن بــري وبحــري‪ ،‬ويف‬ ‫توقعــات متفائلــة يقــول بعــض املتابعــن‬ ‫انــه ميكــن أن متثــل التجــارة عــى طــول‬ ‫طريــق الحريــر قري ًبــا مــا يقــرب مــن ‪40٪‬‬ ‫مــن إجــايل التجــارة العامليــة‪ ،‬وجــزء كبــر‬ ‫منهــا عــن طريــق البحــر؛ وبــرأي مراقبــن‬ ‫يظهــر أن الجانــب الــري لطريــق الحريــر‬ ‫ســيظل مرشو ًعــا مناس ـ ًبا مــن حيــث حجــم‬ ‫النقــل يف املســتقبل‪ ،‬نتيجــة ملبــادرة طريــق‬

‫الحريــر الصينيــة واالســتثامرات كــا يجــري‬ ‫الحديــث عــن "طريــق الحريــر الجديــد"‪.‬‬ ‫وقــد جــرت بالفعــل اعــال متعلقــة بذلــك‬ ‫ففــي عــام ‪ 1990‬جــرى توصيــل أنظمــة‬ ‫الســكك الحديــد يف الصــن وكازاخســتان يف‬ ‫ممــر أالتــاو (أالشــان كــو)‪ ،‬ويف عــام ‪2008‬‬ ‫‪ ،‬جــرى اســتعامل الخــط لربــط مدينتــي‬ ‫أورومتــي يف الصــن مقاطعــة شــينجيانغ‬ ‫بـــ أملــايت ونــور ســلطان يف كازاخســتان‪ ،‬ويف‬

‫ذك العــام وصــل أول قطــار عــر أوراســيا‬ ‫اللوجســتية إىل هامبــورغ باملانيــا مــن‬ ‫شــيانغ؛ ومــن املعلــوم وبحســب املراقبــن‬ ‫فــان الــدول تعمــل بصمــت وتنفــذ‬ ‫اعــاال كثــرة لتفعيــل النشــاط التجــاري‬ ‫واالقتصــادي فيــا بينهــا مــن دون التعكــز‬ ‫عــى اســاء محــددة بحســب قولهــم‪ ،‬امــا‬ ‫فيــا يتعلــق بــدول الــرق االوســط فانهــا‬ ‫تكتفــي بالــكالم والـراع اللفظــي‪ ،‬وتبحــث‬

‫عــن مصالــح محــدودة مــن دون اعــال‬ ‫حقيقيــة‪ ،‬عــى حــد قولهــم‪.‬‬ ‫وعــى ســبيل املثــال يف حزيــران ‪٢٠٢١‬‬ ‫كشــف عــن اســتعداد العــراق وإيــران‬ ‫للــروع يف مــد خطــط ســكك حديديــة‬ ‫بينهــا‪ ،‬عــن طريــق معــر الشــامجة‬ ‫العراقــي الــري‪ ،‬بعــد مباحثــات مطولــة بــن‬ ‫الجانبــن‪ ،‬متوجــا أوىل الخطــوات بعيــدة‬ ‫املــدى إلرســاء "طريــق حريــر" جديــد‪،‬‬ ‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪75‬‬


‫فـــ‬

‫اقتصـــــــاد‬

‫بحســب مــا رصحــوا بــه‪ ،‬وعــن ذلــك يقــول‬ ‫مديــر عــام الســكك العراقيــة إن "ربــط‬ ‫الخــط بــن العــراق وإيــران‪ ،‬هــو جــزء‬ ‫مــن منظومــة طريــق الحريــر‪ ،‬حيــث مــن‬ ‫املتوقــع أن متــر ‪ 16‬باملئــة مــن تجــارة العــامل‬ ‫بحلــول عــام ‪ 2035‬عــن طريــق العــراق"‪،‬‬ ‫عــى حــد وصفــه‪ ،‬ولكــن املراقبــن تســاءلوا‬ ‫اذا كان االمــر كذلــك فلــاذا تربــط البــرة‬ ‫فقــط بســكة حديــد مــن دون العاصمــة‬ ‫بغــداد وكذلــك مــدن عراقيــة اخــرى او يف‬ ‫االقــل مــد تشــعبات خــط الســكك مــع‬ ‫ايـران ليشــمل املحافظــات العراقيــة االخرى‬ ‫وبخاصــة الحدوديــة مــع ايــران كميســان‬ ‫وديــاىل وواســط وغريهــا مــع رضورة ربــط‬ ‫العاصمــة بغــداد بهــا‪ ،‬اذا كان االمــر يجــري‬ ‫بنيــة خالصــة بحســب تعبريهــم؛ مــع العلــم‬ ‫ان العــراق ال ميتلــك حاليــا أي خطــوط‬ ‫ســكك حديديــة مــع دول الجــوار‪ ،‬ويعتمــد‬ ‫يف عمليــات التبــادل التجــاري عــى املنافــذ‬ ‫الربيــة والبحريــة والجويــة‪.‬‬ ‫ويقــع منفــذ الشــامجة الــري بــن البلدين‪،‬‬ ‫رشقــي البــرة أقــى جنــويب العــراق‪،‬‬ ‫وتدخــل عــره مئــات شــاحنات البضائــع‬ ‫اإليرانيــة يوميــا‪ ،‬فضــا عــن القادمــن لزيارة‬ ‫مراقــد دينيــة يف العــراق‪.‬‬ ‫ورسعــان مــا اثــر صخــب واســع أبعــد‬ ‫إعــان مســؤول إيـراين كبــر توقيــع االتفــاق‬ ‫مــع العــراق لبــدء تنفيــذ أعــال الربــط‬ ‫الســكيك بــن البلديــن‪ ،‬اذ يقــول البعــض ان‬ ‫طه ـران تســعى مــن ذلــك إىل جنــي فوائــد‬ ‫اقتصاديــة واجتامعيــة وسياســية ضمــن‬ ‫خطــط لتوســيع النفــوذ‪ ،‬وليــس مــن اجــل‬ ‫تفعيــل طريــق الحريــر ذاتــه‪ ،‬بحســب‬ ‫قولهــم‪.‬‬ ‫وبرغــم تأكيــد مســاعد وزيــر الطــرق‬ ‫وإعــار املــدن اإليــراين توقيــع االتفــاق‬

‫‪76‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫''‬

‫إيران تضغط باتجاه‬ ‫اإلسراع في مشروعات‬ ‫الربط السككي مع‬ ‫العراق‪ ،‬بعد إتمام الربط‬ ‫مع باكستان وتسيير‬ ‫قطارات شحن من إسالم‬ ‫مرورا بزاهدان‬ ‫آباد‬ ‫ً‬ ‫في إيران وصوال إلى‬ ‫إسطنبول في تركيا‪...‬‬

‫يف بغــداد‪ ،‬نهايــة كانــون األول ‪،2021‬‬ ‫فــان وزيــر النقــل العراقــي نفــى األمــر‪،‬‬ ‫موضحــا أن مــا جــرى هــو "توقيــع محــر‬ ‫اجتــاع مــع الجانــب اإليـراين بشــأن الربــط‬ ‫الســكيك‪ ،‬وهــو ليــس اتفاقيــة"‪ ،‬مردفــا‬ ‫"نحــن أعطينــا عهــداً للعراقيــن بــأن أي‬ ‫ربــط ســكيك لــن يكــون باإلمــكان إمتامــه‬ ‫إال بعــد إكــال مينــاء الفــاو‪ ،‬وأيضــا إكــال‬ ‫الســكك وبنيتهــا التحتيــة لتكــون جاهــزة‬

‫الســتقبال الربــط مــع أي دولــة"‪.‬‬ ‫وبــرأي بعــض املراقبــن فــان إيـران تضغــط‬ ‫باتجــاه اإلرساع يف مرشوعــات الربــط‬ ‫الســكيك مــع العــراق‪ ،‬بعــد إمتــام الربــط‬ ‫مــع باكســتان وتســيري قطــارات شــحن‬ ‫مــن إســام آبــاد مــروراً بزاهــدان يف إي ـران‬ ‫وصــوال إىل إســطنبول يف تركيــا‪ ،‬بحســب‬ ‫قولهــم‪.‬‬ ‫وبرغــم نفــي وزيــر النقــل العراقــي‪،‬‬

‫توقيــع اتفــاق بشــأن الربــط الســكيك‪ ،‬فــان‬ ‫وزيــر الطــرق وإعــار املــدن اإلي ـراين عــاد‬ ‫ليؤكــد‪ ،‬يف ترصيحــات للتلفزيــون اإليــراين‬ ‫أهميــة مــروع مــد ســكك الحديــد بــن‬ ‫الشــلمجة اإليرانيــة والبــرة العراقيــة‪،‬‬ ‫ســواء مــن ناحيــة ترانزيــت الســلع أو نقــل‬ ‫املســافرين‪ ،‬خاصــة يف أيــام أربعينيــة اإلمــام‬ ‫الحســن‪ ،‬بحســب قولــه‪ ،‬وبــرأي املراقبــن‬ ‫واملتخصصــن فــان ايـران يف هــذه الحالة لن‬

‫تحفــل بربــط املــدن واملحافظــات العراقيــة‬ ‫االخــرى ومنهــا العاصمــة بغــداد باملــروع؛‬ ‫ويقولــون ان ذلــك يبــن خطورتــه وعــدم‬ ‫جــدواه للع ـراق بحســب قولهــم‪ ،‬ويــرزون‬ ‫الدليــل عــل ذلــك بالقــول‪ ،‬أن طــول الخــط‬ ‫يبلــغ ‪ 32‬كيلومــرا فقــط‪ ،‬ويتضمــن إنشــاء‬ ‫جــر بــن إي ـران والع ـراق‪ ،‬محذريــن مــن‬ ‫ان ذلــك يخــدم ايــران وليــس العــراق‪،‬‬ ‫بتســهيل متريــر بضائعهــا اىل الع ـراق‪ ،‬عــى‬

‫حــد قولهــم‪ ،‬ويقــر املســؤول االيـراين بذلــك‬ ‫ويقــول أنــه "مــع تنفيــذ املــروع ســتصبح‬ ‫صادراتنــا إىل العــراق أقــل كلفــة وأكــر‬ ‫أمانــا"؛ لكــن املتحــدث باســم وزارة النقــل‬ ‫العراقيــة يبــدى اســتغرابه مــن ترصيحــات‬ ‫الجانــب اإليــراين‪ ،‬بالقــول‪ ،‬إن "الســلطات‬ ‫اإليرانيــة تعلــن عــن بــدء املــروع‪ ،‬وهــذا‬ ‫مــا ال يعلــم الع ـراق أيــا مــن أســبابه‪ ،‬كــا‬ ‫أننــا ال نعــرف ملــاذا تتجــه إي ـران إىل هــذا‬ ‫الحديــث‪ ،‬برغــم عــدم وجــود اتفاقيــة‪،‬‬ ‫لكــن إيـران تنتظــر هــذا املــروع منــذ ‪20‬‬ ‫عامــاً"‪.‬‬ ‫وتعتمــد إيــران بشــكل كبــر عــى دول‬ ‫الجــوار يف تســويق بضائعهــا‪ ،‬يف محاولــة‬ ‫للتقليــل مــن تداعيــات العقوبــات التــي‬ ‫أعــادت الواليــات املتحــدة فرضهــا يف أعقاب‬ ‫انســحاب الرئيــس األمــريك الســابق دونالــد‬ ‫ترامــب مــن االتفــاق النــووي املوقــع مــع‬ ‫طهــران‪.‬‬ ‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪77‬‬


‫فـــ‬

‫اقتصـــــــاد‬

‫السياسة االســكانية في العراق‬

‫فشــل الخطط «الخمســية» وغياب البديل‬ ‫يأتــي اقــرار وزارة التخطيــط االتحاديــة باخفــاق خطــط السياســات االســكانية في العراق‬ ‫طيلــة المــدة الماضيــة‪ ،‬ووعودهــا بتقديــم خطــة جديــدة؛ ليعكس الواقــع المرير‬ ‫لإلســكان ومــدى تأثيــر ذلــك علــى حيــاة الناس مــع مرور الســنوات تباعا‪ ،‬من دون ان‬ ‫يتحســن واقعهــم‪ ،‬بحســب المراقبيــن‪.‬‬ ‫فيــــلي‬ ‫واقــرت وزارة التخطيــط يف نهايــة عــام ‪2021‬‬ ‫عــى لســان املتحــدث باســمها بفشــل الخطــط‬ ‫الخمســية‪ ،‬منــذ الخطــة االوىل يف عــام ‪ 2010‬مــرورا‬ ‫بخطــة ‪ 2013‬ـ‪ 2017‬وانتهــاء بخطــة ‪ 2018‬ـ ‪2023‬‬ ‫الخمســية؛ ففيــا يتعلــق بالخطــة الخمســية االوىل‬ ‫للسياســة االســكانية ارجعــت االخفــاق اىل ان‬ ‫“ظــروف البــاد خــال الســنوات املاضيــة كانــت غري‬ ‫مســتقرة يف قطاعــات التنميــة والقطاعــات االخــرى‬ ‫والــوزارة وضعــت خطط ـاً منــذ عــام ‪ 2010‬ركــزت‬ ‫عــى التنميــة يف القطاعــات كافــة اال أن الظــروف‬ ‫واالزمــات تســببت يف تعطيــل تنفيــذ الخطــط”‪.‬‬ ‫وعــن فشــل الخطــة الالحقــة يقــول املتحــدث‪،‬‬ ‫أنــه “كان لــدى الــوزارة خطــة تنميــة خمســية‬ ‫لألعــوام ‪ 2017-2013‬تضمنــت عــددا مــن املشــاريع‬ ‫االســراتيجية املهمــة لكــن دخــول عصابــات داعــش‬ ‫اإلرهابيــة عرقــل تنفيذهــا»‪ ،‬امــا مــا تبــع ذلــك‬ ‫فــان “جائحــة كورونــا عرقلــت خطــة الــوزارة‬ ‫‪ 2022 – 2018‬ومــا صاحبتهــا مــن تأثــرات االزمــة‬ ‫االقتصاديــة الناجمــة عنهــا وانخفــاض اســعار‬ ‫النفــط”‪ ،‬بحســب املتحــدث باســم التخطيــط الــذي‬ ‫تحــدث عــن «عمــل» يجــري اعــداده تحــت مــا‬ ‫يســمى الوثيقــة الوطنيــة للسياســات الســكانية‬ ‫بعيــدة املــدى‪.‬‬

‫‪78‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪79‬‬


‫فـــ‬

‫اقتصـــــــاد‬

‫«التجربة مع الشركات الغربية واألمريكية‬ ‫في وعملها في استثمار الحقول النفطية‬ ‫راق وتكنولوجيا أفضل‪،‬‬ ‫يعتبر أداء ٍ‬

‫وهو يختلف عن أداء الشركات الصينية‬ ‫والشركات لدول شرق آسيا باستثناء‬ ‫اليابان التي لها خصوصية عن باقي هذه‬ ‫الدول»‬

‫ويقــر املراقبــون بانــه كانــت هنــاك خطــط‬ ‫خمســية جــرى الحديــث عنهــا تضمنــت‬ ‫اهدافــا مــن بينهــا تحقيــق التنميــة‬ ‫القطاعيــة واملكانيــة واالجتامعيــة وتطويــر‬ ‫القطــاع الخــاص‪ ،‬فضــا عــن االهتــام‬ ‫بالســكان والقــوى العاملــة والبيئــة‪،‬‬ ‫منوهــن اىل ان الســقوف الزمنيــة للخطــط‬ ‫انتهــت ومل تحقــق اهدافهــا املرســومة ومل‬ ‫يتــم نقــل العـراق خطــوات اىل األمــام‪ ،‬بــل‬ ‫انــه تراجــع خطــوات وخطــوات اىل الــوراء‪،‬‬ ‫بحســب وصفهــم‪.‬‬ ‫ويلفــت املتخصصــون واملراقبــون اىل‬ ‫ان الحكومــات املتعاقبــة يف العــراق‬ ‫تكتفــي بوصــف املشــكالت االســكانية‬ ‫يف البلــد مــن دون ان تضــع املعالجــات‬ ‫وتنفذهــا؛ وعــى ســبيل املثــال يــرزون‬ ‫تأكيــد املســؤولني العراقيــن املتواصــل‬ ‫ماســة للماليــن‬ ‫عــى أن البــاد يف حاجــة ّ‬ ‫مــن الوحــدات الســكنية للحــد مــن أزمــة‬

‫‪80‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫اإلســكان‪ ،‬ويشــرون اىل بيانــات الــوزارات‬ ‫املعنيــة التــي تشــر اىل ان النقــص يصــل‬ ‫إىل نحــو أربعــة ماليــن وحــدة ســكنية يف‬ ‫عمــوم املحافظــات لســد العجــز الســكني‬ ‫وحــل األزمــة يف بلــد يتجــاوز التعــداد‬ ‫الســكاين فيــه ‪ 40‬مليــون نســمة‪ ،‬بحســب‬ ‫إحصائيــات وزارة التخطيــط العراقيــة‪.‬‬ ‫يعتقــد الخــراء أن اعاقــة توفــر التمويــل‬ ‫املــايل واإلجـراءات البريوقراطيــة إىل جانــب‬ ‫عــدم تواجــد مســتثمرين أجانــب قــد‬ ‫تكــون عوامــل يف تأخــر اإلنجــاز‪ ،‬ويضيــف‬ ‫آخــرون تغلغــل الفســاد االداري واملــايل‬ ‫يف مفاصــل الدولــة كســبب رئيــس آخــر‬ ‫إلعاقــة مشــاريع االســكان‪.‬‬ ‫ينــوه املراقبــون اىل انــه يف عــام ‪٢٠١٤‬‬ ‫قــام رئيــس مجلــس الــوزراء آنــذاك «نــوري‬ ‫املالــي» بافتتــاح «حفــل اختيــار» ما ســمي‬ ‫بالنمــوذج األمثــل للمنــازل الواطئــة الكلفة‬ ‫يف منطقــة األمــن الثانيــة رشقــي بغــداد‪،‬‬

‫بحســب مــا نــر يف حينــه‪ ،‬وقــال املالــي يف‬ ‫كلمــة لــه يف حفــل اختيــار املنــازل لبنائهــا‬ ‫للفقــراء بحســب مــا رصح‪ ،‬أن النــاذج‬ ‫الـــ‪ 34‬التــي اطلــع عليهــا ليســت لبغــداد‬ ‫فقــط وامنــا لــكل املحافظــات التــي وزعــت‬ ‫فيهــا االرايض‪ ،‬بحســب قولــه‪ ،‬ومنــذ ذلــك‬ ‫تفعــل‬ ‫االفتتــاح اهملــت تلــك النــاذج ومل ّ‬ ‫ومل يجــر تنفيذهــا ثــم تعرضــت اىل االهامل‬ ‫والتخريــب ومل يعــد النــاس يلتفتــون اليهــا‬ ‫بحســب قــول املتابعــن‪.‬‬ ‫وحتــى بعــض التجــارب االيجابيــة املتعلقــة‬ ‫بحلحلــة موضــوع السياســة االســكانية مل‬ ‫يجــر تعميمهــا وادامتهــا‪ ،‬وعــى ســبيل‬ ‫املثــال مل يلتفــت املســؤولون اىل ايجابيــة‬ ‫تغــر املــزاج الشــعبي باتجــاه البنــاء‬ ‫العمــودي‪ ،‬ومل يســتغلوا الفرصــة املتوفــرة‬ ‫بــن ايديهــم إلحــداث نقلــة نوعيــة‬ ‫يف السياســة االســكانية‪ ،‬فلقــد كانــت‬ ‫املــؤرشات طيلــة الحقــب الســابقة تشــر‬

‫اىل عــدم تقبــل معظــم ســكان العــراق‬ ‫لطريقــة البنــاء العمــودي «الشــقق» مــا‬ ‫ادى اىل التوجــه نحــو البنــاء االفقــي الــذي‬ ‫فيــه ضيــاع ملســاحات كبــرة مــن االرايض‬ ‫وصعوبــة ايصــال الخدمــات مــن كهربــاء‬ ‫ومــاء ومجــاري‪ ،‬ولكــن بعــد نجــاح تجربــة‬ ‫شــقق بســاية العموديــة اخــذ النــاس‬ ‫يتوجهــون اىل ذلــك البنــاء بصــورة كبــرة‬ ‫حتــى ان اعــدادا هائلــة تقدمــت للحجــز‬ ‫عــى شــقق بســاية بعــد اســتئناف‬ ‫التقديــم بعــد توقــف‪ ،‬اثــر قــرار مجلــس‬ ‫الــوزراء تخفيــض مبلــغ املقدمــة للتســجيل‬ ‫عــى الوحــدات الســكنية يف مدينة بســاية‬ ‫للمســاحات كافــة مــن ‪ % 25‬اىل ‪، % 10‬‬ ‫ثــم توقــف التقديــم بحســب تعليــات‬ ‫هيئــة االســتثامر التــي قالــت رئيســتها‪ ،‬إن‬ ‫«ســبب توقــف بيــع شــقق بســاية يعــود‬ ‫اىل نفــاد الشــقق يف املجمــع بســبب كميــة‬ ‫الطلبــات التــي قدمــت لرشائهــا»‪ ،‬مبينــة‬

‫ان «توقيــت اعــادة بيــع الشــقق يشــرط‬ ‫أن تكــون متاحــة مــن جديــد»‪.‬‬ ‫ويشــر املراقبــون اىل ان ذلــك االقبــال‬ ‫املتزايــد عــى الســكن يف العــارات‬ ‫وشــققها والتحــول يف امل ـزاج الشــعبي كان‬ ‫حريــا بالحكومــة ان تدميــه ألنــه احــد‬ ‫عوامــل التطــور‪ ،‬بحســب قولهــم‪ ،‬اذ يوفــر‬ ‫الخدمــات الســيام املــاء والكهربــاء والوقــود‬ ‫والحاميــة االمنيــة بصــورة ميــرة‪ ،‬كــا ان‬ ‫اجــواء التعايــش االجتامعــي الــذي يقولــون‬ ‫انهــا ترســخت بــن ســكان العــارات يخلــق‬ ‫مجتمعــا متحـرا متعاونــا وهــو مــا تفتقــر‬ ‫اليــه كثــر مــن احيــاء الســكن االفقيــة التي‬ ‫انتــرت فيهــا الجرميــة والرسقــة وغريهــا‬ ‫مــن املســاوئ‪ ،‬عــى حــد وصفهــم‪.‬‬ ‫واملالحــظ انــه يف الوقــت الــذي يفلــح‬ ‫باإلســكان‬ ‫املعنيــون‬ ‫املســؤولون‬ ‫والتخطيــط يف تشــخيص االزمــة وتبيــان‬ ‫حقيقتهــا وخطورتهــا؛ فانهــم ال يســعون‬ ‫اىل معالجتهــا‪ ،‬او انهــم يطرحــون حلــوال‬ ‫ترقيعهــا بحســب املراقبــن‪ ،‬مــا يــؤدي اىل‬ ‫اســتفحال املشــكلة؛ وعــى ســبيل املثــال ـ‬ ‫كــا يقولــون ـ كان يجــري الحديــث عــن‬ ‫أن «هنــاك لجنــة مشــكلة برئاســة وزيــر‬ ‫ـم بجهودهــا إعــداد مــروع‬ ‫التخطيــط‪ ،‬تـ ّ‬ ‫قانــون ملعالجــة العشــوائيات وهــذا‬

‫القانــون موجــود يف مجلــس النــواب لكنــه‬ ‫مل يــرع حتــى اآلن»‪ ،‬بحســب ترصيــح‬ ‫مديــر عــام دائــرة التنميــة اإلقليميــة‬ ‫واملحليــة يف وزارة التخطيــط‪ ،‬اوضــح فيــه‪،‬‬ ‫أن» العشــوائيات ‪ 30%‬منهــا تقــع ضمــن‬ ‫التصاميــم األساســية للمــدن وهــذه ممكــن‬ ‫معالجتهــا مــن خــال إعــادة تصميمهــا‬ ‫وتخطيــط الشــوارع واســتقطاع أجــزاء‬ ‫منهــا وأخــذ بــدل إيجــار أو بــدل قطعــة‬ ‫األرض مقابــل توفــر الخدمــات‪ ،‬ولكــن‬ ‫البقيــة املخصصــة لالســتعامل التجــاري‬ ‫والصناعــي تحتــاج اىل معالجــات أخــرى‬ ‫بانتظــار ترشيــع قانــوين للمــي بتنظيــم‬ ‫العشــوائيات»‪ ،‬بحســب قولــه‪ ،‬وكــا يتبــن‬ ‫عــى حــد قــول املراقبــن ان الحديــث‬ ‫يجــري عــن حلــول غــر فاعلــة ملشــكلة‬ ‫الســكن يــؤدي تطبيقهــا اىل تضاعــف‬ ‫املشــكلة‪ ،‬وتزايــد املعانــاة بشــأن توفــر‬ ‫الخدمــات للســكان بــدال مــن اللجــوء اىل‬ ‫حلــول عمليــة تلتفــت اىل جميــع الجوانــب‬ ‫املتعلقــة بالسياســة االســكانية ومنهــا‬ ‫االمــور الخدميــة واالجتامعيــة والصحيــة‬ ‫والحرضيــة وغريهــا؛ وليــس معالجــة‬ ‫مشــكالت قامئــة بخلــق مشــكالت اخــرى‪،‬‬ ‫عــى حــد قــول املتخصصــن واملتابعــن‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪81‬‬


‫فـــ‬

‫اقتصـــــــاد‬ ‫سباق تركي ايراني على التصدير الى السوق العراقية‬

‫الواقع المؤلم للعراق‬ ‫التوريد المكثف للغذاء والسلع ينمي التخلف‬

‫بسبب انخفاض قيمتي عملة البلدين «الليرة والتومان»‬ ‫فمن جهة يعلن حاكم مدينة دشت آزادكان االيرانية عن‬ ‫زيادة في صادرات السلع االيرانية الى العراق عبر معبر‬ ‫جذابه الحدودي بنسبة ‪ 266%‬في األشهر التسعة الماضية‬ ‫بدءا من ‪ 21‬آذار ‪ 2021‬وحتى نهاية السنة‪ ،‬بحسب قوله‪،‬‬

‫ومــن جهــة اخــرى يقــول رئيــس مجلــس‬ ‫إدارة قمــة إســطنبول االقتصاديــة كورشــاد‬ ‫توزمــان ووزيــر الدولــة الــريك للشــؤون‬ ‫التجاريــة ســابقاً أن تهــاوي ســعر اللــرة‬ ‫أفــاد االقتصــاد الــريك وقطــاع األعــال‪،‬‬ ‫إذ يســهم بقــوة يف إحــداث طفــرة يف‬ ‫الصــادرات والســياحة‪ ،‬برغــم الظــروف‬ ‫التــي ميــر بهــا االقتصــاد العاملــي‪ ،‬وبالنتيجــة‬ ‫زيــادة إيـرادات البــاد مــن النقــد األجنبــي‪،‬‬ ‫بحســب تعبــره؛ وطبعــا الســوق العراقيــة‬ ‫يف صــدارة اســتقبال املنتجــات الرتكيــة‬ ‫لرخصهــا يف تلــك الحالــة‪.‬‬ ‫يشــكل إقرار املســؤولني يف البلديــن الجارين‬ ‫بتلــك الحقيقــة املــرة للعــراق واملفرحــة‬ ‫لهــا بحســب املتخصصــن واملراقبــن‬ ‫تكريســا لواقــع العـراق املــؤمل‪ ،‬مشــرين إىل‬ ‫أن العـراق ينفــرد مــع بضعــة بلــدان يف تلــك‬ ‫الخاصيــة التــي تنهــك االقتصــاد‪ ،‬اي االعتامد‬ ‫عــى االســترياد فقــط وهــو أمــر تنبهــت‬ ‫لخطورتــه الــدول منــذ وقــت مبكــر وعملت‬ ‫عــى معالجتــه بتنشــيط اإلنتــاج املحــي‬ ‫الصناعــي والزراعــي‪.‬‬ ‫واملفارقــة تكمــن يف األســاس يف طبيعــة‬ ‫الحاجــات املصــدرة اىل العــراق فبحســب‬ ‫املصــدر اإليــراين فــان املــدة املقصــودة‬ ‫شــهدت تصديــر ‪ 316‬الــف و‪ 161‬طنـاً مــن‬

‫‪82‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫فيلي‬

‫الخــروات والفواكــه واملــواد الغذائيــة‬ ‫واملنتجــات املائيــة ومــواد البنــاء والســلع‬ ‫املنزليــة وامليكانيكيــة إىل العــراق مــن‬ ‫جــارك جذابــة‪ ،‬التــي شــهدت منــوا بنســبة‬ ‫‪ 448‬باملئــة يف الــوزن مقارنــة مــع املــدة‬ ‫املامثلــة مــن عــام ‪ 2020‬التــي كان حجــم‬ ‫البضائــع املصــدرة مــن حــدود جذابــة‬ ‫فيهــا بنحــو ‪ 57‬الفــا و‪ 681‬طنــا‪ ،‬بقيمــة‬ ‫‪ 22‬مليونــا و‪ 468‬ألــف دوالر‪ ،‬وجميــع‬ ‫تلــك االحتياجــات مــن الســهل والــروري‬ ‫إنتاجهــا محليــا‪ ،‬عــى وفــق املتخصصــن‪.‬‬ ‫امــا تركيــا‪ ،‬فكشــفت عــن تصــدر العــراق‬ ‫لقامئــة دول الجــوار األكــر اســتريادا منهــا‬ ‫يف الربــع األول مــن ســنة ‪ 2021‬والرقــم‬ ‫تصاعــد مــن ثــم‪ ،‬وأوضحــت وزارة التجــارة‬ ‫الرتكيــة‪ ،‬ومجلــس املصدريــن األتــراك‪ ،‬أن‬ ‫«حجــم صــادرات تركيــا اإلجــايل يف الربــع‬ ‫األول وصــل إىل ‪ 50‬مليــار دوالر»‪ ،‬مشــرة‬ ‫إىل أن «حجــم الصــادرات إىل بلــدان الجــوار‬ ‫ســجل ‪ 4‬مليــارات و‪ 327‬مليونــا و‪ 858‬ألــف‬ ‫دوالر يف املــدة بــن كانــون الثــاين وآذار‬ ‫‪ ،»2021‬ولفتــت إىل أن «العــراق‪ ،‬تصــدر‬ ‫قامئــة بلــدان الجــوار األكــر اســتريادا بواقــع‬ ‫مليــارا و‪ 875‬مليونــا و‪ 111‬ألــف دوالر‪،‬‬ ‫وحلــت بلغاريــا يف املرتبــة الثانيــة بواقــع‬ ‫‪ 766‬مليونــا و‪ 300‬ألــف دوالر‪ ،‬ثــم اليونــان‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪83‬‬


‫فـــ‬

‫اقتصـــــــاد‬

‫بـــ ‪ 589‬مليونــا و‪ 26‬ألــف دوالر‪ ،‬وإيـران بـــ‬ ‫‪ 481‬مليــون دوالر‪ ،‬وســوريا بـــ ‪ 324‬مليونــا‬ ‫و‪ 536‬ألــف دوالر‪ ،‬وجورجيــا بـــ ‪ 291‬مليونا‬ ‫و‪ 884‬ألــف دوالر»‪.‬‬ ‫وبينــت التجــارة الرتكيــة‪ ،‬أن «املــواد‬ ‫واملنتجــات الكيميائيــة جــاءت يف املرتبــة‬ ‫األوىل بواقــع ‪ 743‬مليونــا و‪ 889‬ألــف‬ ‫دوالر‪ ،‬وتالهــا قطــاع الحبــوب والبقــول‬ ‫والبــذور الزيتيــة ومشــتقاتها بـــ ‪ 552‬مليونــا‬ ‫و‪ 789‬ألــف دوالر‪ ،‬ثــم املفروشــات والــورق‬ ‫ومنتجــات الغابــات بـــ ‪ 537‬مليونــا و‪610‬‬ ‫آالف دوالر»‪.‬‬ ‫وبحســب املتخصصــن فــان اعتــاد العـراق‬ ‫عــى االســترياد يجعــل منــه بلــدا يف طــور‬ ‫اإلنعــاش وســيدخل املــوت الرسيــري ال‬ ‫محــال عــى حــد وصفهــم‪ ،‬ويلفتــون اىل ان‬ ‫دوال افقــر مــن العـراق وال متتلــك مقومــات‬ ‫الصناعــة نجحــت يف تحقيــق االكتفــاء‬ ‫الــذايت مــن الســلع الصناعيــة والزراعيــة‬

‫في باكستان التي يبلغ‬ ‫تعدادها أكثر من ‪212‬‬ ‫مليون نسمة نجحت في‬ ‫خلق اقتصاد شبه صناعي‬ ‫يمتلك مراكز نمو على‬ ‫طول نهر السند‪ ،‬حققت بها‬ ‫االكتفاء كما تقوم بتصدير‬ ‫مواد تشمل المنسوجات‬ ‫والجلديات والبضائع‬ ‫الرياضية والكيماويات‬ ‫والسجاد والموكيت واألدوات‬ ‫الطبية؛ ‪..‬‬

‫‪84‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫بــل هــي تقــوم بتصديــر كميــات فائضــة‬ ‫منهــا‪ ،‬ففــي باكســتان التــي يبلــغ تعدادهــا‬ ‫أكــر مــن ‪ 212‬مليــون نســمة نجحــت‬ ‫يف خلــق اقتصــاد شــبه صناعــي ميتلــك‬ ‫مراكــز منــو عــى طــول نهــر الســند‪ ،‬حققــت‬ ‫بهــا االكتفــاء كــا تقــوم بتصديــر مــواد‬ ‫تشــمل املنســوجات والجلديــات والبضائــع‬ ‫الرياضيــة والكيامويــات والســجاد واملوكيت‬

‫واألدوات الطبيــة؛ وتتمركــز أقطــاب‬ ‫النمــو لالقتصــاد الباكســتاين عــى امتــداد‬ ‫نهــر الســند‪ ،‬واالقتصاديــات املتنوعــة يف‬ ‫كاراتــي‪ ،‬ويلفــت املتخصصــون اىل ان‬ ‫هــذا يشــمل فقــط النشــاط االقتصــادي‬ ‫املســجل امــا االقتصــاد الباكســتاين غــر‬ ‫املوثــق فيشــغل ‪ 36%‬مــن اقتصــاده الــكيل‪،‬‬ ‫وهــو مــا ال يؤخــذ بعــن االعتبــار عنــد‬

‫حســاب الدخــل الفــردي‪ ،‬ولهــذا صنفــت‬ ‫واحدا‬ ‫باكســتان وهــي مــن البلــدان الناميــة‪ً ،‬‬ ‫مــن البلــدان اإلحــدى عــر التــي ع ّرفهــا‬ ‫ً‬ ‫احتــال يف أن تصبــح‬ ‫املتخصصــون األكــر‬ ‫مــن بــن بلــدان العــامل األكــر اقتصــا ًدا يف‬ ‫القــرن الواحــد والعرشيــن‪ ،‬وذلــك وفقًــا‬ ‫للــركات املتخصصــة بالبحــوث والتحليــات‬ ‫املاليــة‪ ،‬التــي أجمعــت يف عــام ‪،2016‬‬

‫بحســب تقاريــر لهــا عــى أن باكســتان هــي‬ ‫واحــدة مــن االقتصاديــات العــرة الناشــئة‪،‬‬ ‫مــع تركيــز خــاص عــى محــور التصنيــع‪.‬‬ ‫وبعــد دراســة التجربــة الباكســتانية يشــدد‬ ‫متخصصــون عــى رضورة أن تســتبدل‬ ‫البلــدان الناميــة الــواردات لتحــل محلــه‬ ‫اإلنتــاج املحــي فذلــك هــو الســبيل الوحيــد‬ ‫للمكاســب املحتملــة يف عمليــات التصنيــع‬

‫التــي تنشــأ عــن اســتبدالها تلــك الــواردات‪،‬‬ ‫بحســب قولهــم‪.‬‬ ‫ويــرح املتخصصــون كيــف ان نجــاح‬ ‫االقتصــادات اآلســيوية القامئــة عــى‬ ‫التصديــر‪ ،‬مثــل كوريــا‪ ،‬حـ ّول تركيــز منــوذج‬ ‫التنميــة االقتصاديــة مــن تثبيــط الــواردات‬ ‫إىل تنشــيط الصــادرات‪ ،‬بحســب تعبريهــم‪،‬‬ ‫مشــرين اىل ان هــذا التغيــر اســتند يف‬ ‫الرتكيــز مــن الــواردات إىل الصــادرات‬ ‫عــى التأثــر املح ّفــز الناشــئ مــن التعــرض‬ ‫للمنافســة العامليــة عــى اإلنتــاج املحــي‪،‬‬ ‫وعــى نقــل التكنولوجيــا نتيجــة لالســتثامر‬ ‫األجنبــي املبــارش‪ ،‬ويلخصــون النجــاح بتغــر‬ ‫السياســات‪ ،‬مــن سياســات تشــجع التجــارة‬ ‫ملســاندة الصناعــات املحليــة إىل سياســات‬ ‫تهــدف إىل تحويــل البلــدان الناميــة إىل‬ ‫منصــات للــركات املتعــددة الجنســيات‬ ‫مــن أجــل االندمــاج يف األســواق العامليــة‪،‬‬ ‫غــر انهــم يســتدركون بالقــول‪ ،‬لكــن‬ ‫بالنســبة لبلــدان الــرق األوســط وشــايل‬ ‫إفريقيــا‪ ،‬مل تحقــق اســراتيجيات التنميــة‬ ‫نجاحــا ُيذكــر‪،‬‬ ‫التــي تقودهــا الصــادرات ً‬ ‫واســتمرت أدوات االســراتيجية الســابقة‬ ‫الخاصــة بتفضيــل الــواردات وبــد ًال مــن‬ ‫تعزيــز اإلنتــاج املحــي كــا تص ـ ّور خلقــت‬ ‫هــذه املوروثــات صناعــات رأســالية‬ ‫تقــوم عــى املحابــاة فقيــدت مــن مســتوى‬ ‫املنافســة يف عديــد القطاعــات االقتصاديــة‬ ‫وعــززت مــن االعتــاد عــى الــواردات؛‬ ‫وانتهــت حلقــات التحــرر االقتصــادي‬ ‫بنقــل امللكيــة مــن الدولــة إىل االحتــكارات‬ ‫الخاصــة‪.‬‬ ‫ويحــذر املتخصصــون مــن تشــكل العوامــل‬ ‫التــي تســتفيد بوســاطتها مــن «صناعــة»‬ ‫االســترياد أكــر جامعــات الضغــط ضــد‬ ‫اإلنتــاج املحــي‪ .‬فعــى ســبيل املثــال‪ ،‬متنــح‬ ‫تراخيــص االســترياد الحرصيــة احتــكاراً عــى‬ ‫الــواردات لفــرد واحــد أو وكالــة وطنيــة‬ ‫واحــدة‪ .‬هــذه الرتاخيــص تثبــط احتــاالت‬ ‫ظهــور إنتــاج محــي‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪85‬‬


‫فـــ‬

‫مجـتـــمـع‬

‫بطاقات الراتــب االلكترونية‬ ‫مشــكالت البصمة والرقم‬ ‫والتدابيــر المزاجية‬ ‫باتــت وســائل الدفــع االلكترونــي‬ ‫لألمــوال والرواتــب امــرا اعتياديــا‬ ‫فــي معظــم دول العالــم‪،‬‬ ‫تجــري بوســاطتها الســيطرة‬ ‫علــى تحــرك العمــات الورقيــة؛‬ ‫وتشــكل بطاقــات الراتــب‬ ‫االلكترونيــة احــدى بوابــات‬ ‫تلــك العمليــة التــي كان مــن‬ ‫االســباب الرئيســة للتفكيــر بهــا‬ ‫والتأســيس لهــا هــو خدمــة‬ ‫النــاس فــي تعامالتهــم مــع‬ ‫اســتحقاقاتهم الماليــة‪.‬‬

‫فيلي‬

‫‪86‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪87‬‬


‫فـــ‬

‫مجـتـــمـع‬

‫يف عــام ‪ 2017‬قالــت الحكومــة العراقيــة‬ ‫انهــا تســعى إىل التوســع يف االعتــاد عــى‬ ‫بطاقــات الدفــع اإللكــروين «عــن طريــق‬ ‫الــراف اآليل» ملنــح املوظفــن رواتبهــم‪،‬‬ ‫مــا ميهــد لتقليل التعامــل بالعملــة الورقية‬ ‫«الدينــار»‪ ،‬بحســب قولهــا‪ ،‬مشــرة اىل انهــا‬ ‫تتبنــى خطــة لتطبيــق مــروع «توطــن»‬ ‫الرواتــب‪ ،‬تأمــل االنتهــاء منهــا كاملــة يف‬ ‫العــام ‪ ،2020‬وبحســب املراقبــن فــان‬ ‫املوضــوع مل يكتمــل حتــى اآلن «ونحــن يف‬ ‫‪ »2022‬واملشــكالت املتعلقــة بــه مل تــزل‬ ‫تفعــل فعلهــا وترتاكــم‪.‬‬ ‫وتوطــن الراتــب يقصــد بــه تحويــل رواتــب‬ ‫املوظفــن بالقطاعــن العــام أو الخــاص مــن‬ ‫رواتــب يدويــة تســتلم مــن دوائرهــم‪ ،‬إىل‬ ‫التســلم مــن البنــوك واملصــارف الحكوميــة‬ ‫أو األهليــة‪ ،‬بوســاطة حســاب خــاص يفتــح‬ ‫للموظــف يف املــرف ويقــوم بالســحب‬ ‫منــه بواســطة بطاقــة خاصــة‪.‬‬ ‫ويلفــت املراقبــون اىل انه وبحســب التجربة‬ ‫يف العـراق فــان مســتحقي الراتــب والســيام‬ ‫املتقاعديــن فضــا عــن املوظفــن ظلــوا يف‬ ‫العــادة يتســلمون رواتبهــم بصــورة يدويــة‬ ‫عــن طريــق مكاتــب خاصــة بــدال مــن‬ ‫تســلمها مــن دون وســيط من الـراف اآليل‬ ‫الــذي مل يفعــل يف الع ـراق قياســا اىل عــدد‬ ‫مســتحقي الراتــب‪ ،‬ويقــول متخصصــون‪،‬‬ ‫مبــا ان نظــام الدفــع االلكــروين منتــر يف‬ ‫كثــر مــن دول العــامل ومــع تزايــد حجــم‬ ‫التعامــات اإللكرتونيــة للمصــارف‪ ،‬كان‬ ‫البــد مــن تطبيقــه‪ ،‬وتعميمــه يف العــراق‪،‬‬ ‫منوهــن إىل أن ذلــك لــو تــم سيســهم‬ ‫يف اختصــار الوقــت والجهــد والكلفــة‪،‬‬ ‫يف تعامــات البنــوك وتعامــات الســكان‬ ‫املاليــة فضــا عــن التقليــل مــن التعامــل‬ ‫بالنقــد ومخاطــرة‪ ،‬بحســب قولهــم‪.‬‬ ‫ويقــول ذوو الشــأن ان رواتــب موظفــي‬ ‫الدولــة واملتقاعديــن والرعايــة االجتامعيــة‬ ‫يف العــراق تشــكل ‪ 50%‬مــن موازنــة‬ ‫الدولــة‪ ،‬مبــا يعــادل ‪ 25%‬مــن الناتــج‬

‫‪88‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫املحــي االجــايل‪ ،‬وهــي بوابــة مهمــة لجعل‬ ‫رواتبهــم إلكرتونيــة‪ ،‬عــى حــد وصفهــم‪،‬‬ ‫عاديــن ذلــك وســيلة للســيطرة عــى‬ ‫النفقــات الحكوميــة؛ وبحســب ارقــام ســنة‬ ‫‪ ،2020‬فــان ‪ 5‬ماليــن عراقــي‪ ،‬يســتعملون‬ ‫البطاقــة يف الحصــول عــى الرواتــب‪ ،‬مــا‬ ‫بــن موظــف ومتقاعــد وكذلــك اإلعانــات‬ ‫االجتامعيــة‪ ،‬الفتــن اىل ان مجمــوع أعــداد‬ ‫العراقيــن الــكيل الذيــن يتقاضــون رواتــب‬ ‫ومعاشــات تقاعــد‪ ،‬إىل جانــب اإلعانــات‬ ‫الشــهرية نحــو ‪ 7‬ماليــن شــخص‪ ،‬واعربــت‬ ‫الحكومــة يف عــدة مناســبات عــن املهــا‬ ‫بإلحاقهــم جميعــا ببطاقــات الدفــع‬ ‫اإللكــروين‪ ،‬ويشــر االقتصاديــون اىل ان‬ ‫هنــاك ‪ 19‬مرصفــا حكوميـاً وخاصـاً وأجنبياً‪،‬‬ ‫تشــرك يف عمليــة توطــن الرواتــب‪.‬‬ ‫مشكالت الدفع االلكرتوين‬ ‫يــرى املراقبــون ان نظــام البطاقــة‬ ‫االلكرتونيــة الذكيــة يف الع ـراق يتعــرض اىل‬ ‫مشــكالت كبــرة منهــا تكليــف الســكان‬ ‫مبالــغ متعــددة لقــاء اســتخراجها‪ ،‬او‬ ‫مقابــل الرســائل النصيــة التــي تصــل اىل‬ ‫هواتفهــم التــي تســتقطع مبالــع بعضهــا‬ ‫بصــورة شــهرية؛ كــا يعــاين املســنون‬ ‫مــن مشــكلة عــدم ظهــور البصمــة وتأخــر‬ ‫ظهــور الراتــب‪ ،‬كــا ُيطا َلــب كبــار الســن‬ ‫بصــورة دوريــة بجلــب مــا يســمى «شــهادة‬ ‫الحيــاة» ويشــر املتابعــون اىل ان العملية ال‬ ‫رضورة لهــا وتشــكل هــا اضافيــا للمتقاعــد‬ ‫املثقــل بالعلــل واالم ـراض‪ ،‬منوهــن اىل ان‬ ‫املتقاعــد او غــره مــن الســكان يفــرض ان‬ ‫تظهــر جميــع متعلقاتهــم الحياتيــة يف دوائر‬ ‫الدولــة بصــورة الكرتونيــة اســوة بالــدول‬ ‫االخــرى؛ كــا ان مــن املشــكالت االخــرى‬ ‫التــي تتكــرر يف احيــان كثــرة هــي املطالبــة‬ ‫باســتبدال بطاقــة الكرتونيــة بأخــرى‪ ،‬وعــى‬ ‫ســبيل املثــال ماســر كارد تســتبدل بــدال‬ ‫مــن البطاقــة الذكيــة «يك كارد» حتــى‬ ‫قبــل انتهــاء الســقف الزمنــي النتهــاء‬ ‫البطاقــة (‪ 3‬ســنوات كمعــدل)‪ ،‬التــي ســبق‬

‫ان دفــع املــال الســتصدارها‪ ،‬مــا يشــكل‬ ‫عبئــا ماليــا اضافيــا لــأرسة كان باالمــكان‬ ‫تجــاوزه‪ ،‬والقضيــة االخــرى هــي غيــاب‬ ‫منافــذ الــرف االلكــروين يف شــوارع‬ ‫العــراق بخــاف دول العــامل‪ ،‬مــا يــؤدي‬ ‫اىل اضطــرار املســتحق للســحب بوســاطة‬ ‫املكاتــب وتــرز هنــا مشــكالت متعــددة‬ ‫منهــا ان بعــض املكاتــب تســتقطع مبالــغ‬ ‫اكــر مــن املقــرر عنــد تســليم الراتــب مــا‬ ‫يرهــق ميزانيــة العائلــة‪ ،‬ويقــول بعــض‬ ‫املتقاعديــن ان بعــض مكاتــب الــرف‬ ‫تســتقطع منهــم نحــو ‪ 5‬ـ ‪ 8‬االف دينــار‬ ‫برغــم قلــة رواتبهــم‪ ،‬يف حــن ان االســتقطاع‬ ‫املقــرر يف العــادة ال يتعــدى الفــي دينــار‪،‬‬ ‫ويف اســتطالع اجــري ذهــب بعــض النــاس‬ ‫ممــن اســتطلعت آراؤهــم اىل القــول ان‬ ‫البطاقــة الذكيــة مــرة لبعــض األشــخاص‬ ‫ذو الدخــل املحــدود‪ ،‬وترهقهــم نســبة‬ ‫االســتقطاع وهــم يف أمــس الحاجــة لهــا‪،‬‬ ‫مشــددين عــى ان مــن الواجــب عــى‬ ‫الدولــة وضــع قوانــن بهــذا الشــأن‪ ،‬أمــا‬ ‫بإلغــاء العمولــة‪ ،‬أو بفرضهــا عــى أصحــاب‬ ‫الرواتــب املرتفعــة‪ ،‬وميســوري الحــال‪،‬‬ ‫بحســب تعبريهــم‪.‬‬ ‫و تــرز ايضــا مشــكالت اخــرى تتعلــق‬ ‫بــرف املســتحقات املاليــة للعراقيــن‬ ‫املقيمــن يف الخــارج‪ ،‬اذ اخفقــت الجهــات‬ ‫املعنيــة بحســب املراقبــن يف ايصــال‬ ‫خدماتهــا املرصفيــة اىل معظــم دول العــامل‪،‬‬ ‫وظلــت خدمــات ايصــال الراتــب بالبطاقــة‬ ‫االلكرتونيــة مقتــرة عــى بضعــة دول منها‬ ‫تركيــا واالردن مثــا‪ ،‬فيــا يحــرم العراقيــون‬ ‫مــن ذلــك يف معظــم الــدول؛ من املشــكالت‬ ‫االخــرى ضعــف خدمــة شــبكة االنرتنــت‬ ‫التــي يعــاين منهــا العـراق فينتظــر مســتحق‬ ‫الراتــب وقتــا قــد يكــون طويــا يف بعــض‬ ‫االحيــان لحــن عــودة «اشــارة» الشــبكة‪.‬‬ ‫ويشــر املراقبــون اىل ان اجـراءات املتعلقــة‬ ‫بــرف الرواتــب كثــرا مــا يحــري تطبيقهــا‬ ‫بصــورة مزاجيــة مشــرين عــى ســبيل‬

‫املثــال اىل اعــان وزارة الكهربــاء‪ ،‬يف بيــان‬ ‫لهــا يف وقــت ســابق‪ ،‬أن املــرف العراقــي‬ ‫للتجــارة بصــدد اصــدار بطاقــات املاســر‬ ‫كارد ملوظفــي الــوزارة وانــه ســينصب‬ ‫رصافــات آليــة مبقــر وزارة الكهربــاء لــرف‬ ‫ّ‬ ‫رواتــب املوظفــن بالوقــت املحــدد عنــد‬ ‫إرســال املعلومــات إىل املــرف مــن قبــل‬ ‫الــوزارة‪ ،‬عــى أن تكــون كلفــة ســحب‬ ‫راتــب املوظــف هــي ‪ 2000‬دينــار عراقــي‬ ‫للراتــب الــكيل‪ ،‬بغــض النظــر عــن قيمتــه‪،‬‬ ‫بحســب بيــان الــوزارة؛ ويلفــت املراقبــون‬ ‫اىل ان تلــك العمليــة المعنــى لهــا ألن‬

‫املوظــف حينئــذ يفضــل ان يتســلم راتبــه‬ ‫مــن محاســب الدائــرة يف يــوم الراتــب‬ ‫ومــن دون عمولــة بــدال مــن الــراف‬ ‫يف الدائــرة نفســها‪ ،‬واالقــى مــن ذلــك‬ ‫بحســب املراقبــن‪ ،‬ان الــوزارة قالــت يف‬ ‫بيانهــا أنــه يحــق للموظــف ســحب راتبــه‬ ‫مــن أي رصاف خــارج مقــر الــوزارة‪ ،‬عــى‬ ‫أن يتحمــل كلفــة أقــل مــن ‪ 3‬دوالرات‪ ،‬إذا‬ ‫كان املــرف خــارج إطــار عمــل املــرف‬ ‫العراقــي للتجــارة‪ ،‬بحســب البيــان‪.‬‬ ‫ومــن االمــور االخــرى التــي يلفــت اليهــا‬ ‫املراقبــون قضايــا القرصنــة االلكرتونيــة‪،‬‬

‫مرشيــن إىل اعــان هيئــة النزاهــة‬ ‫االتحاديــة يف حزيــران ‪ 2021‬املتعلــق‬ ‫بضبــط ‪ ٢٤٠٠‬هو َّيــة بطاقــة ذك َّيــة‪ ،‬تبلــغ‬ ‫قيمــة القــروض فيهــا ‪ 10‬مليــارات دينــا ٍر‬ ‫اقــي؛ وان «تفاصيــل عمل َّيتــي الضبــط‬ ‫عر ٍّ‬ ‫ضبــط‬ ‫اللتــن ُنف َِّذتــا بنــا ًء عــى ُمذ َّكــريت‬ ‫ٍ‬ ‫قضائ َّيتــن‪ ،‬أفــادت ُّ‬ ‫عمــل‬ ‫بتمكــن فريــق‬ ‫ٍ‬ ‫تابــع ملكتــب تحقيــق الهيئــة يف محافظــة‬ ‫ٍ‬ ‫هــم يقــوم بتقديــم‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ضبــط‬ ‫مــن‬ ‫املثنــى‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ـهيالت مرصف َّي ـ ٍة للمتقاعديــن‬ ‫ـروض وتسـ‬ ‫ٍ‬ ‫قـ ٍ‬ ‫ورواتــب الرعايــة»‪ ،‬بحســب بيــان النزاهــة‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪89‬‬


‫فـــ‬

‫مجـتـــمـع‬

‫دار الكتب والوثائق‬ ‫تداعيات خسارة‬

‫ ‬

‫المخطوطات ومساعي اإلحياء‬

‫دار الكتــب والوثائــق العراقيــة «المكتبــة الوطنيــة» العراقيــة‪ ،‬الواقعــة بيــن منطقتــي‬ ‫الميــدان والبــاب المعظــم فــي وســط بغــداد هــل تلبــي دورهــا اآلن فــي االســتجابة لطموحــات‬ ‫الباحثيــن والقــراء؛ وكذلــك حفــظ النتاجــات المعاصــرة‪ ،‬وهــل انهــا تواكــب العصــر االلكترونــي‬ ‫الــذي ســهل بصــورة كبيــرة قضايــا االرشــفة والحفــظ‪ ،‬وايــن موقعهــا مــن مكتبــات العالــم‬ ‫وفــي اســتعمال التكنلوجيــا فــي الحفــظ والتــزود بالمعرفــة‪ ،‬التــي تطــورت فــي العالــم حتــى‬ ‫فــي مؤسســات كبــرى مثــل مكتبــة الكونغــرس االمريكــي التــي تســمح بتحميــل الوثائــق‬ ‫والكتــب والمجــات بطريقــة سلســلة‪.‬‬ ‫فيلي‬

‫وبرغــم ان املكتبــة الوطنيــة العراقيــة‬ ‫تأسســت عــام ‪ 1920‬فانهــا مل تبــدأ اال منــذ‬ ‫عــام ‪ 2008‬باالهتــام مبوضوعــة اإلصدارات‬ ‫اإللكرتونيــة‪ ،‬وكان اســم املكتبــة قــد تغــر‬ ‫اىل دار الكتــب والوثائــق عــام ‪1987‬‬ ‫حينــا قــررت وزارة الثقافــة العراقيــة دمــج‬ ‫املكتبــة الوطنيــة التــي تأسســت عــام ‪1920‬‬ ‫مــع املركــز الوطنــي للوثائــق الــذي تأســس‬ ‫عــام ‪ 1963‬لتوحيــد وجهــة العمــل وتســهيل‬ ‫مهــام الباحثــن‪ ،‬بحســب سياســتها املعلنــة‪.‬‬ ‫واثــر احــداث عــام ‪ 2003‬تعرضــت الــدار‬ ‫لحريــق مــن قبــل مجهولــن بعــد أن نهبــوا‬ ‫جــزءا كبــرا مــن محتوياتها‪ ،‬واختفــت وثائق‬ ‫غايــة يف األهميــة كــا يذكــر مديــر العالقات‬ ‫واإلعــام يف الــدار يف لقــاء ســابق‪ ،‬الــذي قدر‬ ‫نســبة الخســائر مــن الحــرق والرسقــة بأكــر‬ ‫مــن ‪ 50%‬مــن الكتــب و‪ 25%‬مــن الوثائــق‪،‬‬ ‫مبينــا ان عنــارص مجهولــة هاجمــت املكتبــة‬ ‫الوطنيــة وأرضمــت النــار فيهــا للتغطيــة‬ ‫عــى رسقــة وثائــق ومخطوطــات نفيســة‬ ‫جــداً‪ ،‬وهــذه املخطوطــات والوثائــق تعــود‬

‫‪90‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫إىل العهــد العثــاين والعهــد امللــي‪ ،‬وهــي‬ ‫جــزء مهــم مــن تاريــخ الع ـراق‪ ،‬عــى حــد‬

‫وصفــه‪ .‬ويكشــف معــاون املديــر العــام‬ ‫للمكتبــة الوطنيــة عــن فقــدان مــا نســبته‬

‫‪ 50%‬مــن املخطوطــات والوثائــق العراقيــة‬ ‫الهامــة التــي كانــت محفوظــة يف املكتبــة‬ ‫الوطنيــة حتــى عــام ‪ ،2003‬مبينــا أن عــدد‬ ‫الوثائــق املتواجــدة يف املكتبــة الوطنيــة‬ ‫قبــل عــام ‪ 2003‬كان بحــدود عرشيــن‬

‫مليــون وثيقــة‪.‬‬ ‫ويشــر مســؤولون يف الــدار اىل انــه منــذ‬ ‫إعــادة ترميمهــا بعــد ذلــك مــن آثــار‬ ‫الدمــار الكبــرة رشعــت بالعمــل عــى‬ ‫إعــادة املرسوقــات عــر الـراء املبــارش مــن‬

‫األســواق أو حــث الســكان عــى إرجــاع‬ ‫مــا اشــروه مــن مرسوقــات بأموالهــم‬ ‫الخاصــة دعــا للــدار‪ ،‬وقــد عــاد جــزء مــن‬ ‫املفقــودات بالفعــل‪ ،‬بحســب قولهــم؛ ويف‬ ‫قســم الوثائــق تقــول مديــرة قســم خدمــات‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪91‬‬


‫فـــ‬

‫مجـتـــمـع‬

‫الباحثــن يف لقــاء لهــا‪ ،‬ان جميــع املؤسســات‬ ‫تحــرص عــى حفــظ أهــم وثائقهــا يف الــدار‪،‬‬ ‫ولــذا تجــد وثائــق تعــود ملراحــل تاريخيــة‬ ‫قدميــة‪ ،‬ال ســيام الوثائــق العربيــة التــي‬ ‫تحتفــظ بهــا الــدار حتــى اآلن بحســب‬ ‫قولهــا‪.‬‬ ‫وتقــول عــن قســم الوثائــق ان مهامــه‬ ‫كثــرة ومتشــعبة وانــه يعمــل حتــى عــى‬ ‫اســتخراج أصــول األمــاك الرســمية يف زمــن‬ ‫الحكــم العثــاين للع ـراق قبــل عــام ‪1917‬‬ ‫ومــا تبعــه فضــا عــن اقتباســات االنظمــة‬ ‫الســابقة؛ وتكشــف عــن أن كثــرا مــن‬ ‫الوثائــق العثامنيــة تحديــدا قــد جــرى نهبهــا‬ ‫بعــد ‪ 2003‬وهــو مــا يعــد خســارة كبــرة ال‬ ‫ميكــن تعويضهــا‪ ،‬بحســب تعبريهــا‪.‬‬ ‫ويقــول احــد الباحثــن انــه ابتــداء مــن‬

‫‪92‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫عــام ‪ 1970‬رشع قانــون اإليــداع الــذي‬ ‫مبوجبــه عــدت املكتبــة الوطنيــة مركــز‬ ‫اإليــداع القانــوين للنتــاج الفكــري العراقــي‬ ‫مــن املطبوعــات والكتــب والدوريــات‬ ‫(صحــف ومجــات)‪.‬‬ ‫ويقــول مســؤول يف املكتبــة إن املكتبــة‬ ‫تحــوي أكــر مــن ‪ 350‬ألــف عنــوان منــوع‬ ‫عــدا الصحــف واملجــات‪ ،‬إذ متلــك الــدار‬ ‫نســخا كاملــة ألغلــب الصحــف واملجــات‬ ‫العربيــة والعراقيــة؛ ويضــاف للمكتبة أربعة‬ ‫آالف عنــوان ســنويا عــر اإليــداع املبارش من‬ ‫مؤلفــي الكتــب وأصحاب رســائل املاجســتري‬ ‫وأطروحــات الدكتــوراه‪ .‬كــا توجــد عناويــن‬ ‫أخــرى تجــد طريقهــا للمكتبــة عــر ال ـراء‬ ‫والتبــادل املحــي أو الــدويل‪.‬‬ ‫وينــوه اىل أن الــدار ماضيــة بإنشــاء املكتبــة‬

‫الرقميــة التــي ستســهل مهــام الباحثــن‬ ‫ومهــام الكــوادر العاملــة‪ ،‬مــع حفــظ النســخ‬ ‫األصليــة مــن االســتخدام املبــارش املســتمر‪،‬‬ ‫ويتواجــد العــرات مــن الباحثــن الذيــن‬ ‫تعمــل املكتبــة عــى توفــر احتياجاتهــم‬ ‫ملئــات العناويــن كل يــوم‪ ،‬بحســب قولــه‪.‬‬ ‫وســبق لــوزارة الســياحة واآلثــار العراقيــة‬ ‫أن أعلنــت يف وقــت ســابق عــن وصــول‬ ‫أول مشــفى إيطــايل ملعالجــة املخطوطــات‬ ‫النــادرة التــي ميتــد عمــر بعضهــا إىل ألــف‬ ‫عــام‪ ،‬فضــا عــن تأهيــل وصيانــة وحفــظ‬ ‫أكــر مــن ‪ 40‬ألــف مخطوطــة نــادرة‪ ،‬لكنــه‬ ‫مل يواصــل عملــه بســبب عــزوف الرشكــة‬ ‫اإليطاليــة عــن مواصلــة العمــل أو تدريــب‬ ‫الفنيــن العراقيــن‪ ،‬بحســب املســؤولني و‬ ‫املراقبــن‪.‬‬

‫االهداف املعلنة واملشاريع‬ ‫وتؤكــد الــدار عــن طريــق موقعهــا‬ ‫االلكــروين عــى رضورة تزويد الدار بنســخة‬ ‫الكرتونيــة و النســخة الورقيــة للكتــب‬ ‫املؤلفــة والرســائل الجامعيــة و االطاريــح‬ ‫بصيغــة ‪ pdf‬وذلــك حفاظــاً عــى حقــوق‬ ‫امللكيــة الفكريــة للمؤلــف‪ ،‬بحســب اعــان‬ ‫الــدار‪ ،‬التــي تنــوه اىل انهــا خطــوة مهمــة‬ ‫لنــر املحتــوى العلمــي عــى مواقــع دوليــة‬ ‫مســتقب ًال وتطلــب تســليم قــرص النســخة‬ ‫االلكرتونيــة بحافظــة خاصــة للحفــاظ عليــه‬ ‫مــن التلــف‪ ،‬بحســب اعالنهــا‪.‬‬ ‫كــا تنــر اعالنــا آخــر تقــول فيــه انــه نظـرا‬ ‫ألهميــة ورضورة ضبــط و تقنــن اســاء‬ ‫املؤلفــن يف فهــارس املكتبــات ظهــرت‬ ‫الحاجــة اىل انشــاء قامئــة اســتناد عراقيــة‬

‫تعنــي باملؤلفــن العراقيــن لتوحيــد صياغــة‬ ‫اســم املؤلــف العراقــي و توفــر قاعــدة‬ ‫بيانــات اســتنادية اضافــة اىل العناويــن و‬ ‫اماكــن تواجدهــا يف املكتبــات العراقيــة‬ ‫مــا يســهل عــى الباحــث عمليــة البحــث‬ ‫و االســرجاع‪ ,‬ودعــت اىل مــلء اســتامرة‬ ‫خاصــة مــن قبــل املؤلفــن ليتســنى اضافتهــا‬ ‫اىل امللــف االســتنادي للمؤلفــن العراقيــن‪،‬‬ ‫بحســب االعــان‪.‬‬ ‫ومــن االهــداف املعلنــة للــدار؛ تقديــم‬ ‫الخدمــة املكتبيــة والوثائقيــة للباحثــن‬ ‫واملطالعــن و الحفــاظ عــى املــوروث الثقايف‬ ‫العراقــي وإحيائــه‪ ،‬و إصــدار السلســلة‬ ‫الببليوغرافيــة الوطنيــة العراقيــة بشــكل‬ ‫دوري ومنظــم‪ ،‬وتبــادل املطبوعــات عــى‬ ‫مســتوى عــريب وإقليمــي ودويل وتطويــر‬

‫العالقــات الثقافيــة بينهــا وبــن املكتبــات‬ ‫الوطنيــة يف العــامل؛ و توفــر واقتنــاء النتــاج‬ ‫الفكــري العراقــي الــذي يصــدر خــارج‬ ‫العــراق ملؤلفــن أو مرتجمــن أو مثقفــن‬ ‫عراقيــن وكذلــك اقتنــاء املطبوعــات‬ ‫التــي تخــص العــراق الصــادرة باللغــات‬ ‫العامليــة‪ ،‬ومــن االهــداف املعلنــة ايضــا‬ ‫إقامــة الــدورات التدريبيــة املتخصصــة يف‬ ‫املكتبــات والفهرســة والتصميــم وحفــظ‬ ‫الوثائــق وتكنولوجيــا املعلومــات واألرشــفة‬ ‫الرقميــة‪.‬‬ ‫ومــن مشــاريع الــدار املعلنــة مــروع‬ ‫قاعــدة املعلومــات األلكرتونيــة بدعــم‬ ‫إيطاليــا بــدأ بــه عــام ‪ ،2004‬و الرقمنــة‬ ‫‪ Digitalization 2008‬وهــو مــروع‬ ‫مســتمر؛ وكذلــك مشــاريع مشــركة‬ ‫مــع املكتبــة الربيطانيــة لســد الفجــوات‬ ‫الحاصلــة يف الذاكــرة التأريخيــة الحديثــة‬ ‫للعــراق‪ ،‬بحســب قولهــا‪ ،‬وتواجــد مختــر‬ ‫صيانــة وترميــم الوثائــق ‪ -‬بدعــم جمهوريــة‬ ‫التشــيك‪ ،-2005‬و مختــر تصويــر الوثائــق‬ ‫بوســاطة املصغ ـرات الفلميــة ‪Microfilms‬‬ ‫بدعــم تشــييك وأمريــي ‪ ،2006‬و مــروع‬ ‫ذاكــرة بغــداد‪ ،-2007‬ومشــاريع التدريــب‬ ‫خــارج الع ـراق‪ ،‬و مــروع بنايــة األرشــيف‬ ‫الوطنــي و مخــازن دار الكتــب والوثائــق‬ ‫– ‪ ،2009‬و تنفيــذ مــروع التدريــب عــى‬ ‫إنشــاء املكتبــات الرقميــة وإدارة املواقــع‬ ‫األلكرتونيــة بدعــم أوريب ‪2011-2010‬؛‬ ‫ومــن املشــاريع االخــرى مــروع موقــع‬ ‫ذاكــرة بغــداد األلكــروين ‪ ،2012‬ومــروع‬ ‫املكتبــة الرقميــة العراقيــة ‪ ،2012‬ومــروع‬ ‫صــوت العـراق ‪ -‬األرشــيف الصــويت الرقمــي‬ ‫– ‪ ،2012‬ومــروع مكتبــة األجيــال‪،‬‬ ‫ومــروع «تدريــب األقليــات» ‪،2013‬‬ ‫ومــروع «التدريــب العــايل املســتوى‬ ‫لحاميــة وتعزيــز املــوروث الثقــايف املــادي‬ ‫وغــر املــادي للعــراق» ‪ 2013‬ـ ‪.2014‬‬ ‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪93‬‬


‫فـــ‬

‫مجـتـــمـع‬

‫تشكل المشكالت‬ ‫المتعلقة‬ ‫بالضمانات‬ ‫المعيشية لسكان‬ ‫العراق ممن ليس‬ ‫لديهم مصدر‬ ‫للعيش‪ ،‬هما‬ ‫اساسيا يؤرق الناس‪،‬‬

‫رواتب الرعاية االجتماعية‬ ‫مبالغ ضئيلة‬ ‫ووعود بشمول‬ ‫نباشي «القمامة»‬

‫السيما مع ارتفاع‬ ‫فيلي‬

‫نسب البطالة حتى‬ ‫بين المتخرجين‬ ‫من الجامعات‪،‬‬ ‫وكذلك انعدام‬ ‫التصنيع واالنتاج‬ ‫الزراعي المطلوبين‬ ‫للتشغيل‪.‬‬

‫‪94‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫وبحســب املراقبــن واملتخصصــن‪ ،‬فقــد‬ ‫اصبــح توفــر مصــدر مــايل ملعيشــة العائالت‬ ‫العراقيــة مصــدر قلــق كبــر‪ ،‬وبخاصــة اثــر‬ ‫التقلبــات يف الحيــاة االقتصاديــة بســبب‬ ‫وبــاء كورونــا وبفعــل خفــض قيمــة الدينــار‬ ‫العراقــي التــي ادت فيــا ادت اىل ارتفــاع‬ ‫اســعار كثــر مــن الســلع ومل يعــد مبقــدور‬ ‫كثــر مــن الســكان رشائهــا‪ ،‬عــى حــد قــول‬ ‫املراقبــن‪.‬‬ ‫وكانــت وزارة العمــل والشــؤون االجتامعيــة‬ ‫قــد حــددت يف اوقــات ســابقة‪ ،‬الفئــات‬ ‫املشــمولة او التــي ســيجري شــمولها بـــ‬ ‫«الرعايــة االجتامعيــة» يف ســنة ‪،٢٠٢١‬‬ ‫بالقــول انهــا تشــمل العاطــل عــن العمــل‬

‫الــذي ليــس لــه راتــب مــن الدولــة‬ ‫واشــرطت ان يكــون متزوجــا او معينــا‬ ‫ألرسة ولديــه بطاقــة متوينيــة خاصــة بــه‪،‬‬ ‫واألرملــة واملطلقــة و املعــاق بنســبة العجــز‬ ‫‪ 75%‬فــا فــوق‪ ،‬واملعــن املتفــرغ الــذي‬ ‫يرغــب بإعانــة املعــاق و زوجــة الســجني‬ ‫او املحكــوم بحكــم قضــايئ‪ ،‬و زوجــة‬ ‫املفقــود الــذي فقــد نتيجــة الحــروب او‬ ‫تحــت ظــروف مجهولــة؛ و كبــار الســن مــن‬ ‫الرجــال (غــر متزوجــن) بــرط ان يكــون‬ ‫العمــر ‪ 60‬عامـاً فــا فــوق‪ ،‬و كبريات الســن‬ ‫مــن النســاء وبــرط ان يكــون عمرهــا قــد‬ ‫تجــاوز ‪ 55‬عامــاً فــا فــوق‪.‬‬ ‫ويف صيــف عــام ‪ 2021‬قالــت مديريــة‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪95‬‬


‫فـــ‬

‫مجـتـــمـع‬

‫الرصــد امليــداين يف وزارة العمــل‪ ،‬إن «عــدد‬ ‫املشــمولني برواتــب الرعايــة االجتامعيــة‬ ‫يف الــوزارة هــو ‪ 1.350.000‬مســتفيد»‪،‬‬ ‫معلنــة نيتهــا بإضافــة الفقــراء الذيــن‬ ‫يبحثــون عــن «رزقهــم» يف اكــوام القاممــة‬ ‫برواتــب الحاميــة‪ ،‬اذ تلفــت املديريــة اىل «‬ ‫تشــكيل وفــد مــن الــوزارة لزيــارة مواقــع‬ ‫الطمــر الصحــي يف ديــاىل وشــمول النباشــة‬ ‫العاملــن بجمــع النفايــات شــمو ًال خاصــاً‬ ‫براتــب الرعايــة االجتامعيــة»‪ ،‬وتقــول‬ ‫مديريــة الرعايــة االجتامعيــة يف ديــاىل‪ ،‬إنــه‬ ‫«متــت زيــارة موقــع الطمــر الصحــي مــع‬ ‫وفــد قــادم مــن وزارة العمــل لشــمولهم‬ ‫شــمو ًال خاصـاً مــن الوزيــر براتــب الرعايــة‪،‬‬ ‫وتــم تســجيل أســاء رجــال ونســاء وأطفــال‬ ‫معاقــن وأيض ـاً معيلــن ميداني ـاً ويف موقــع‬ ‫عملهــم‪ ،‬وتــم تســجيل هواتفهــم»‪ ،‬كــا اكد‬ ‫وزيــر العمــل عــى أن «الطالــب املتــزوج‬ ‫لغايــة املرحلــة االعداديــة مشــمول براتــب‬ ‫الرعايــة»‪.‬‬ ‫ويف الحقيقــة وبحســب مــا يشــر املراقبــون‬ ‫فــان تطبيــق القانــون تعــرض اىل معضــات‬ ‫ومعوقــات كثــرة بعضهــا ارتبــط بالتنافــس‬ ‫الســيايس بحســب قولهــم؛ كــا تــأيت قلــة‬ ‫الراتــب كأبــرز همــوم املســتحق فضــا‬ ‫عــن تواصــل االســاء الوهميــة والرواتــب‬ ‫املزدوجــة التــي كثــرا مــا يعلــن عــن‬ ‫تشــخيصها مــن دون اجــراء حاســم‪.‬‬ ‫يف نيســان ‪ 2021‬رجــح وزيــر العمــل‬ ‫والشــؤون االجتامعيــة شــمول ‪ 400‬ألــف‬ ‫أرسة جديــدة براتــب الرعايــة االجتامعيــة‪،‬‬ ‫مشــرا اىل إن «الحكومــة يف موازنــة ‪،2021‬‬ ‫خصصــت مبلــغ ‪ 5‬تريليونــات و‪ 600‬مليــار‬ ‫دينــار»‪ ،‬مســتدركا‪ ،‬أن «اللجنــة املاليــة‬ ‫النيابيــة خفضــت تخصيصــات الــوزارة‬ ‫باملوازنــة اىل نحــو ‪ 4‬تريليونــات»‪ ،‬وحــذر‬ ‫مــن أن «املبالــغ املســتقطعة مــن املوازنــة‬ ‫فــان وزارة العمــل كانــت خصصتهــا للرشائح‬

‫‪96‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫ان «اقصــى مــا تتقاضــاه االســرة التــي تتكــون من ‪ 4‬اشــخاص‬ ‫أو اكثــر لــرب االســرة (رجــل) هــو ‪ 175‬ألــف دينــار عراقــي‬ ‫اآلن‪ ،‬وبعــد الزيــادة ســتكون ‪ 275‬الفــا‪ ،‬يف حــن االســرة التــي‬ ‫ربــة املنــزل فيهــا امــرأة فإنهــا تتقاضــى اآلن ‪ 225‬الفــا‪ ،‬وبعــد‬ ‫الزيــادة ســتكون ‪ 325‬الفــا‪ ،‬أي هنــاك ‪ 100‬ألــف زيــادة» ‪..‬‬

‫الفقــرة»‪ ،‬وأشــار اىل أن «مليونــا و‪ 400‬الــف‬ ‫عائلــة مشــمولة براتــب الرعايــة االجتامعية‪،‬‬ ‫وســيتم شــمول ‪ 400‬الــف ارسة جديــدة»‪.‬‬ ‫وكانــت اللجنــة املاليــة النيابيــة قــد قالــت‬ ‫ان «االمــوال االضافيــة للرعايــة االجتامعيــة‬

‫يف املوازنــة هــي تريليونــان و‪ 600‬مليــار‬ ‫دينــار التــي خصصــت لــارس الجديــدة»‪،‬‬ ‫موضحــة أن «مخصصــات االرس املشــمولة‬ ‫ســابقاً والتــي يبلــغ عددهــا مليونــاً وألفــاً‬ ‫‪ُ 360‬أرسة مازالــت موجــودة»‪ ،‬ويتســاءل‬

‫املراقبــون عــن ســبب ابقائهــا مــن دون‬ ‫رصف يف حــن ان دورة الربملــان الســابق قــد‬ ‫انتهــت‪.‬‬ ‫وبالحديــث عــن قلــة راتــب الرعايــة‪ ،‬يقــول‬ ‫وزيــر العمــل والشــؤون االجتامعيــة‪ ،‬إن‬

‫هنــاك زيــادة يف تخصيصــات مســتفيدي‬ ‫اإلعانــة االجتامعيــة‪ ،‬يجــري رصفهــا بأثــر‬ ‫رجعــي‪ ،‬ويوضــح ان «اقــى مــا تتقاضــاه‬ ‫االرسة التــي تتكــون مــن ‪ 4‬اشــخاص أو اكــر‬ ‫لــرب االرسة (رجــل) هــو ‪ 175‬ألــف دينــار‬ ‫عراقــي اآلن‪ ،‬وبعــد الزيــادة ســتكون ‪275‬‬ ‫الفــا‪ ،‬يف حــن االرسة التــي ربــة املنــزل فيهــا‬ ‫امــرأة فإنهــا تتقــاىض اآلن ‪ 225‬الفــا‪ ،‬وبعــد‬ ‫الزيــادة ســتكون ‪ 325‬الفــا‪ ،‬أي هنــاك ‪100‬‬ ‫ألــف زيــادة»‪ ،‬ويلفــت اىل انــه كان هنــاك‬ ‫«نقــص كبــر يف موازنــة الــوزارة‪ ،‬ولكــن‬ ‫أجرينــا اتصــاالت مــع اللجنــة املاليــة ووزارة‬ ‫املاليــة‪ ،‬و تــم تعديــل الوضــع»‪.‬‬ ‫وأشــار اىل «قيــام الــوزارة بجهــد جيد بشــأن‬ ‫ملــف مزدوجــي الرواتــب‪ ،‬اذ وصلنــا اىل ‪26‬‬ ‫الــف مــن مزدوجــي الرواتــب‪ ،‬وقد اســتعدنا‬ ‫‪ ٦٠‬مليــار مــن الشــهر الســادس ‪ 2020‬حتــى‬ ‫االن»‪ ،‬مبينــا أن «‪ 43‬مليــارا اســتعيدت مــن‬ ‫مــرف الرافديــن وهــي مرصوفــة للحاميــة‬ ‫االجتامعيــة لكــن مل تــرف ملــدة ســنة‬ ‫ونصــف‪ ،‬و‪ 17‬مليــارا تــم اســتعادتها مــن‬ ‫مزدوجــي الرواتــب»‪ ،‬بحســب وزيــر العمــل‬ ‫والشــؤون االجتامعيــة‪.‬‬ ‫ويلفــت املراقبــون اىل ان قضيــة الرعايــة‬ ‫االجتامعيــة قــد اســتغلت بصــورة ســيئة‬

‫مــن قبــل الحكومــات املتعاقبــة فيــا مل‬ ‫يجــر التوصــل اىل حلــول ناجعــة؛ ويشــرون‬ ‫هنــا اىل حزمــة القــرارات األوىل ملجلــس‬ ‫الــوزراء يف ‪ 2019/10/6‬بــان انتفاضــة‬ ‫ترشيــن الشــبابية وبســببها‪ ،‬التــي قــدم‬ ‫فيهــا مجلــس الــوزراء مــا قــال عنــه انهــا‬ ‫الحزمــة األوىل مــن القــرارات يف جلســته‬ ‫بنــدا أغلبهــا‬ ‫االســتثنائية وشــملت ‪17‬‬ ‫ً‬ ‫وعــود معيشــية واقتصاديــة مل تتحقــق ومل‬ ‫تتواصــل متابعتهــا فيــا بعــد‪ ،‬ومنهــا منــح‬ ‫‪ 150‬الــف شــخص مــن العاطلــن ممــن ال‬ ‫ميلكــون القــدرة عــى العمــل منحــة شــهرية‬ ‫و توزيــع ‪ 17‬الــف قطعــة ســكنية يف‬ ‫محافظــة البــرة‪ ،‬و إعــداد وتنفيــذ برنامــج‬ ‫وطنــي لإلســكان يشــمل بنــاء ‪ 100‬الــف‬ ‫وحــدة ســكنية‪ ،‬وكذلــك إنشــاء مجمعــات‬ ‫تســويقية حديثــة (أكشــاك) بكلفــة كليــة‬ ‫قدرهــا (‪ )60.000.000.000‬دينــار؛ وإعــداد‬ ‫برنامــج لتدريــب وتأهيــل العاطلــن عــن‬ ‫العمــل وبعــدد ‪ 150‬الفــا مــن الشــباب مــع‬ ‫رصف منحــة ماليــة خــال فــرة التدريــب‬ ‫البالغــة ‪ 3‬أشــهر‪ ،‬مببلــغ إجــايل قــدره ‪78‬‬ ‫مليــا ًرا ونصــف املليــار دينــار‪ ،‬وكذلــك متنــح‬ ‫وزارة العمــل والشــؤون االجتامعيــة رواتــب‬ ‫الرعايــة االجتامعيــة لـــ ‪ 600‬الــف عائلــة‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪97‬‬


‫فـــ‬

‫مجـتـــمـع‬

‫االبتزاز االلكتروني‬

‫دور الفقر والتخلف والفوضى في اذكائه‬

‫ينتشــر االبتــزاز وبخاصــة الجانــب االلكترونــي منــه‪ ،‬اذا جاز لنــا التعبير‪،‬‬ ‫بصــورة كبيــرة فــي كثيــر مــن المجتمعــات؛ وشــخصت المجتمعــات‬ ‫الفقيــرة والمتخلفــة علــى انهــا الحاضنــة الرئيســة لنشــوء وتمــدد‬ ‫االبتــزاز االلكترونــي‪ ،‬وهــو مــا تجمــع عليــه الدراســات االجتماعيــة‬ ‫والنفســية‪...،‬‬

‫فيلي‬

‫ويخلــق االبتــزاز مشــكالت متعــددة‬ ‫منهــا عــى ســبيل املثــال تنامــي حــاالت‬ ‫االنتحــار والقتــل وارتفــاع معــدالت‬ ‫الطــاق ومشــكالت أرسيــة أخــرى‪.‬‬ ‫وتقــول الرشطــة املجتمعيــة العراقيــة‪،‬‬ ‫ان مــا اســمته حــاالت االبتـزاز االلكــروين‬ ‫التــي شــهدها العــراق يف عــام ‪،2021‬‬ ‫ســجلت رقــا مهــوال بنحــو ‪ 1950‬حالــة‬ ‫ابتـزاز تعرضــت لهــا النســاء بنســبة ‪70%‬‬ ‫والفتــة اىل ان الظاهــرة تتنامــى مــع‬ ‫مــرور الزمــن والتطــور التقنــي‪ ،‬فيــا‬ ‫اشــارت اىل انهــا تســعى للحــد منهــا‪.‬‬ ‫واالبتــزاز يف العــادة بحســب املفهــوم‬ ‫اللغــوي او االجتامعــي قيــام شــخص‬ ‫معــن بتهديــد شــخص آخــر مبحاولــة‬ ‫كشــف معلومــات ميكــن أن تدمــر‬ ‫ســمعتة‪ ،‬وهــو يطلــب منــه يف العــادة‬ ‫تنفيــذ اشــياء معينــة واال فانــه يظهــر‬ ‫عنــه املعلومــات إن مل يلــب طلباتــه‪،‬‬

‫‪98‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫التــي غالبــا مــا تتمثــل يف الحصــول‬ ‫عــى املــال أو منافــع اخــرى‪ ،‬وان ارتبــاط‬ ‫االبتــزاز الــذي هــو مفهــوم قديــم‬ ‫بالحــارض جــاء بفعــل التطــور التقنــي‬ ‫واالســتعامل اليومــي لألجهــزة الذكيــة‬ ‫والحاســبات الســيام الهواتــف‪.‬‬ ‫االبتزاز قرين الفقر و التحلف‬ ‫وبحســب املتابعــن واملتخصصــن‬ ‫والدراســات االكادمييــة‪ ،‬ينمــو االبتــزاز‬ ‫يف البلــدان الفقــرة واملتخلفــة بصــورة‬ ‫رئيســة و يــرز اآلن االبتــزاز االلكــروين‬ ‫يف تلــك البلــدان التــي يقــرن فيهــا‬ ‫اســتعامل االجهــزة الحديثــة مــع عــدم‬ ‫املعرفــة واالنغــاق املجتمعــي والتخلــف‬ ‫عــن مجابهــة املبتــز واســاليبه فضــا عــن‬ ‫عــدم فاعليــة اجهــزة الحكومــات االمنيــة‬ ‫وانعــدام مهنيتهــا وحــاالت الفــوىض‬ ‫التــي تشــهدها تلــك البلــدان بعكــس‬ ‫البلــدان املتقدمــة واملســتقرة‪ ،‬بحســب‬

‫معظــم املصــادر‪.‬‬ ‫وعــى ســبيل املثــال فــان اليمــن تعــد‬ ‫مــن اوىل الــدول التــي ينتــر فيهــا‬ ‫االبتــزاز االلكــروين؛ ويصــل عــدد‬ ‫حــاالت االبتـزاز التــي وصلــت إىل مطــور‬ ‫مينــي متخصــص يف أمــن املعلومــات‬ ‫ومكافحــة الجرميــة الســيربانية اىل ‪3000‬‬ ‫حالــة للجنســن مــا بــن ‪،2021-2020‬‬ ‫وقــد تصــل يف اليــوم الواحــد إىل ‪25‬‬ ‫حالــة‪ ،‬منهــا ‪ 2%‬حالــة ابتــزاز تعــرض‬ ‫لهــا شــباب بســبب دخولهــم إىل غــرف‬ ‫رسيــة بحثـاً عــن عالقــات (‪)Sex Phone‬‬ ‫فيدخلــون بعالقــات مــع املبتزيــن‬ ‫الذيــن يتحدثــون بأســاء فتيــات و‬ ‫‪ 30%‬مــن مبتــزي الشــباب اليمنــي‬ ‫هــم مــن املغــرب العــريب‪ ،‬والنســبة‬ ‫الباقيــة يشــغلها مبتــزون مينيــون‪ ،‬أمــا‬ ‫عــن الفئــة العمريــة التــي تتعــرض‬ ‫لالبت ـزاز فيقــول املطــور اليمينــي الــذي‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪99‬‬


‫فـــ‬

‫مجـتـــمـع‬

‫بينهــا»‪ ،‬مضيفــة «تطــورت األحــداث‬ ‫رسيعــا ورسعــان مــا اكتشــف األهــل‬ ‫خطــة ابت ـزاز الشــاب‪ ،‬لريضخــوا ملطالبــه‬ ‫خوفــا مــن «الفضيحــة»‪ ،‬مشــرة اىل ان‬ ‫«الضحيــة كانــت الفتــاة التــي منعــت‬ ‫مــن كل يشء تقريبــا‪ ،‬ومل يســمحوا لهــا‬

‫«صديقتهــا يف املدرســة كانــت تســتخدم مواقــع التواصــل‬ ‫االجتماعــي بكثــرة وســمح لهــا ذلــك بإنشــاء عالقــة مــع‬ ‫شــاب قــام فيمــا بعــد بابتزازهــا ماليــا والتهديــد بنشــر صــور‬ ‫ومقاطــع صــوت وفيديــو ملحادثــات جــرت بينهمــا»‬

‫يســعى مــع بعــض أصدقائــه لحاميــة‬ ‫الضحايــا وتقديــم املســاعدة لهــن؛‬ ‫وغالبــاً مــن دون علــم ذويهــن حتــى‬ ‫ال يتعرضــن لــأذى‪ ،.‬الــذي اشــتهر عــى‬ ‫مواقــع التواصــل االجتامعــي بنشــاطه يف‬ ‫مكافحــة الجرائــم اإللكرتونيــة الســيام‬ ‫االبت ـزاز يقــول “تــراوح أعــار الضحايــا‬ ‫بــن ‪ 14‬و‪ 21‬ســنة‪ ،‬هــؤالء الفتيــات يتــم‬ ‫اســتدراجهن بعــد إيهامهــن بالحــب‬ ‫والــزواج وبإغــراءات الســفر إىل خــارج‬ ‫اليمــن‪ ،‬حيــث الحــرب والصعوبــات‬ ‫االقتصاديــة»‪ ،‬مشــرا إىل أن “بعــض مــن‬ ‫يدعــون أنهــم يف أمــركا أو تركيــا هــم‬ ‫ّ‬ ‫مقيمــون يف اليمــن”‪.‬‬ ‫وفيــا يتعلــق بالع ـراق ينــوه املراقبــون‬ ‫واملتابعــون اىل ان شــبكات التواصــل‬ ‫االجتامعــي وفــرت لكثــر مــن النســاء‬ ‫العراقيــات املحــال الظهــار النفــس‬ ‫والتعبــر عــن آرائهــن بحريــة ومنحتهــن‬ ‫مســاحة واســعة ملشــاركة أفكارهــن‬ ‫مــع املجتمــع‪ ،‬لكــن بالنســبة لبعضهــن‪،‬‬ ‫فــان انخداعهــن بالــكالم املعســول مــن‬ ‫قبــل بعــض االشــخاص‪ ،‬بحســب بعــض‬ ‫املتابعــن‪ ،‬يــؤدي بســبب قصــور وعيهــن‬ ‫وانعــدام خربتهــن الحياتيــة واالجتامعيــة‬ ‫اىل وقوعهــن يف اشــكاالت خطــرة‬ ‫تصــدم عــادة باألعــراف العشــائرية‬

‫‪100‬‬

‫العدد ‪217‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫واالجتامعيــة وتســبب االذى للضحايــا‪،‬‬ ‫وينــوه املراقبــون اىل انــه دامئــا مــا تبقــى‬ ‫صفحــات النســاء والفتيــات مجهــوالت‬ ‫عــى مواقــع التواصــل االجتامعــي‬ ‫خوفــا مــن عمليــات االبت ـزاز اإللكــروين‬ ‫املتزايــدة عــى نحــو ّ‬ ‫مطــرد يف العــراق‪،‬‬ ‫عــى حــد قولهــم‪.‬‬ ‫لقــد اشــارت احصــاءات دوليــة إىل ارتفاع‬ ‫نســبة العراقيــن الذيــن لديهــم إمكانيــة‬ ‫الوصــول إىل اإلنرتنــت مــن ‪ 0.6%‬فقــط‬ ‫يف عــام ‪ 2003‬إىل ‪ % 75‬يف عــام ‪.2018‬‬ ‫وبحســب وزارة االتصــاالت عــام ‪2020‬‬ ‫وصــل عــدد املســتخدمني لإلنرتنــت إىل‬ ‫‪ 30‬مليــون مســتخدم أي نحــو ‪.80%‬‬ ‫نقــول احــدى مســتعمالت وســائل‬ ‫التواصــل وهــي مــن منطقــة زيونــة‬ ‫ببغــداد «أنــا مجهولــة متامــا وأســتخدم‬ ‫اســا مزيفــا عــى فيســبوك وإنســتغرام»‬ ‫مشــرة اىل انهــا تعمــل موظفــة اســتقبال‬ ‫يف رشكــة خاصــة للطــران منــذ عــدة‬ ‫ســنوات‪ .‬وتقــول عــن تجربتهــا انهــا‬ ‫بــدأت يف اســتخدام مواقــع التواصــل‬ ‫االجتامعــي منــذ أن كانــت تبلــغ ‪ 15‬عاما‬ ‫«هــي اآلن يف العقــد العرشينــي مــن‬ ‫عمرهــا»‪ ،‬وحينهــا كانــت شــاهدة عــى‬ ‫تعــرض إحــدى صديقاتهــا ملوقــف كاد أن‬ ‫يفقدهــا حياتهــا‪ ،‬عــى حــد وصفهــا‪ ،‬و‬

‫تقــول إن «صديقتهــا يف املدرســة كانــت‬ ‫تســتخدم مواقــع التواصــل االجتامعــي‬ ‫بكــرة وســمح لهــا ذلــك بإنشــاء عالقــة‬ ‫مــع شــاب قــام فيــا بعــد بابتزازهــا‬ ‫ماليــا والتهديــد بنــر صــور ومقاطــع‬ ‫صــوت وفيديــو ملحادثــات جــرت‬

‫مببالــغ ماليــة يدفعهــا الضحايــا تجنبــا‬ ‫للفضيحــة‪ ،‬أو يطالبونهــم بالقيــام‬ ‫مبامرســات شــائنة‪ ،‬عــادة مــا تنطــوي‬ ‫عــى مامرســة أفعــال جنســية‪ ،‬بحســب‬ ‫املتحــدث باســم وزارة الداخليــة‪ ،‬التــي‬ ‫تعلــن بشــكل يومــي تقريبــا‪ ،‬عــن‬

‫بـــامتالك هاتــف أو الذهــاب للمدرســة‬ ‫وحتــى الخــروج مــن املنــزل كــا‬ ‫هددوهــا بالقتــل»‪ ،‬وفقــا لصديقتهــا‪.‬‬ ‫مــن جهتهــا وزارة الداخليــة العراقيــة‬ ‫تكشــف بشــكل متكــرر عــن وقــوع‬ ‫حــوادث مامثلــة‪ ،‬يطالــب فيهــا املبتــزون‬

‫اإليقــاع بأشــخاص يقومــون باالبتــزاز‬ ‫اإللكــروين‪ ،‬وكذلــك إنقــاذ ضحايــا ابتـزاز‬ ‫مــن دفــع مبالــغ ماليــة‪ ،‬لكــن مــع‬ ‫ذلــك ال ت ـزال عمليــات االبت ـزاز منتــرة‬ ‫بشــكل ملحــوظ يف العراق‪ ،‬وتقــول وزارة‬ ‫الداخليــة انهــا رشعــت بالتحــرك بعــد‬

‫أن اكتشــفت أن املوضــوع يؤثــر كثــرا‬ ‫عــى األمــن املجتمعــي‪ ،‬مبينــة بحســب‬ ‫الناطــق باســمها إن أحــد املبتزيــن‬ ‫الذيــن ألقــي القبــض عليهــم يف إحــدى‬ ‫املحافظــات تســبب عــى ســبيل املثــال‬ ‫بتســع حــاالت طــاق‪ ،‬منوهــا إىل أن‬ ‫الغالبيــة العظمــى مــن ضحايــا االبت ـزاز‬ ‫هــن فتيــات شــابات‪.‬‬ ‫وتبــن اخصائيــة يف علــم النفــس‪،‬‬ ‫إن معظــم الضحايــا ال يتوجهــون‬ ‫للمؤسســات املعنيــة ألنهــم يخافــون‬ ‫«الفضيحــة» وبالنتيجــة نــادرا مــا ميكــن‬ ‫الوصــول ألرقــام دقيقــة لعــدد ضحايــا‬ ‫االبتــزاز اإللكــروين يف البلــد‪ ،‬بحســب‬ ‫قولهــا و تــؤرش قيــام العائــات بالتعامــل‬ ‫بقســوة مــع الفتيــات الضحايــا‪ ،‬بــدال من‬ ‫الوقــوف معهــن ومســاعدتهن مــن أجــل‬ ‫تخطــي األزمــة‪ ،‬وتــرز معانــاة الفتيــات‬ ‫اللــوايت يتعرضــن لالبتـزاز مــن مشــكالت‬ ‫نفســية عــدة تســتمر عــدة أشــهر حتــى‬ ‫مــع العــاج‪ ،‬مــن بينهــا التخيــات‬ ‫والضغــط النفــي والقلــق واالنعــزال‬ ‫والكآبــة ورمبــا حتــى االنتحــار‪ .‬تقــرح‬ ‫اإلخصائيــة زيــادة الوعــي املجتمعــي‬ ‫لهــذه الظاهــرة الخطــرة‪ ،‬واملســؤولية‬ ‫هنــا تنقســم بــن العائلــة والدولــة»‪،‬‬ ‫وبحســب متخصصــن فــان زواج‬ ‫القــارصات يــرز كاحد العوامل املشــجعة‬ ‫عــى انتشــار االبتـزاز االلكــروين وارتفــاع‬ ‫اعــداد الضحايــا‪ ،‬ويظهــر إحصــاء لــوزارة‬ ‫التخطيــط العراقيــة ارتفاعـاً بنســبة زواج‬ ‫القــارصات يف غضــون عــر ســنوات‪،‬‬ ‫فقــد تزوجــت يف عــام ‪ 2021‬نســبة‬ ‫‪ 25,5%‬مــن النســاء قبــل بلوغهــن ‪18‬‬ ‫ســنة و‪ 10,5%‬قبــل بلوغهــن ‪ 15‬ســنة‪،‬‬ ‫بينــا بلغــت النســبتان يف عــام ‪2011‬‬ ‫عــى التــوايل ‪ 21,7%‬و‪ ،4,9%‬بحســب‬ ‫وزارة التخطيــط‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫كانــــون الثاني | يناير‬

‫‪101‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.