العـدد الثـــامن والثمانــون بعد المــائة من مجلة فيلي

Page 1


‫كلمة العدد‬ ‫الكورد الفيليون خرجوا بمقعدين‬

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA‬‬ ‫‪FOR FAILY KURD‬‬

‫علي حسين فيلي‬ ‫‪alifaily@shafaaq.com‬‬ ‫صاحب االمتياز‬

‫‪The concessionaire‬‬ ‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليني‬

‫دةزطاى رؤشنبريى و راطةياندنى كوردى فةيلى‬

‫الغالف االول‬

‫رئيس التحرير‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫‪188‬‬ ‫‪FAILY‬‬

‫السنة الخامسة عشر‬ ‫تمـــوز ‪ /‬يوليو ‪2019‬‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬

‫رقم االعتماد يف‬ ‫نقابة الصحفيني العراقيني ‪1016‬‬ ‫رقم االيداع يف دار الكتب‬ ‫والوثائق ‪ 796‬يف ‪2004‬‬

‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬

‫إقرأ في هذا العدد ‪....‬‬ ‫قوة كوردستان بصالبة رجالها‬

‫‪24‬‬

‫الحاجة أم عبد دا الفيلي‬

‫‪32‬‬

‫أعلى معدل والدات بين الدول العربية‪ ..‬هل يحتاج العراق إلى تحديد النسل؟‬

‫‪50‬‬

‫من اجل المنتوج الوطني فليمت الفقراء‬

‫‪56‬‬

‫في بغداد والكوت‪ ،‬وفي انتخابات مجالس‬ ‫المحافظات تم منح مقعدين للفيليين وليس‬ ‫للكورد كلهم!! وهذا القرار نظرة كارثية ومنقوصة‬ ‫في بلد يصنف السلطة بهذا الشكل ويستهين‬ ‫بحقوق الضحايا‪.‬‬ ‫بمعنى اوضح ان هذا القرار ليس من اجل حماية‬ ‫مكتسباتهم وثرواتهم وحقوقهم الحقيقية‪ ،‬بل‬ ‫بمعنى قناعة ومستوى نظرة السلطة التشريعية‬ ‫التي تصدّر قراراتها باألخذ بنظر االعتبار جغرافية‬ ‫الحياة وخصوصية هذه الشريحة على اساس‬ ‫توجهاتها السياسية وليس بحسب واقعية اوضاع‬ ‫الكورد الفيليين‪.‬‬ ‫والجميع يعلمون‪ ،‬ان الفترة الذهبية للفيليين‬ ‫خارج جغرافية كوردستان قد انتهت‪ ،‬ولكن مرارة‬ ‫الظلم في اعماق اي فرد منهم ال تزال باقية‪ .‬حتى‬ ‫الموت بطعم كوردي او لكون الشخص شيعيا ليس‬ ‫باألمر الهين ألي انسان فيلي‪.‬‬ ‫وعدا عن الموت االعتيادي الذي يعد مصير اي كائن‬ ‫حي‪ ،‬فان هذا النوع من الموت بالنسبة للفيليين‬ ‫اصبح ظلما ضروريا! فهم‪ ،‬امال في ان يكونوا شركاء‬ ‫في مستقبل العراق اختلطوا في السابق بالحياة‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬ولكن بعد‬ ‫نصف قرن من االنتظار لم يتحقق ذلك العدل الذي‬ ‫يضمد الجراح ويعوض االضرار والخسائر‪.‬‬ ‫اليوم تم الصاق كل الجرائم التي ارتكبت ضد الكورد‬ ‫الفيليين بالنظام السابق مثلما تم تسجيل بيوتهم‬ ‫وعقاراتهم بأذناب النظام البعثي‪.‬‬ ‫ان الكوتا لهذه الشريحة من الشعب الكوردي يعني‬ ‫ان اقليم كوردستان في الرؤية السياسية واالدارية‬ ‫بإمكانه بعيدا عن الكورد خارج االقليم صياغة‬ ‫سيناريو خاص للمستقبل‪ ،‬ولكن من خالل نظرة‬ ‫ستراتيجية قومية فان عدم االستجابة لمطالب‬ ‫المظلومين من شعبهم يعني التراجع واالفتراق‪.‬‬

‫ومن الواضح ان العرب الشيعة في العراق يريدون‬ ‫صياغة برنامج سياسي واداري خاص بهم يتالءم‬ ‫مع االوضاع في هذا البلد‪ ،‬ولكن هذا البرنامج‬ ‫ال يمضي بعيدا بحيث يواجه النفوذ المذهبي‬ ‫ويخرج من الهالل الشيعي بحيث يسجل عليه بانه‬ ‫انسحاب منه‪.‬‬ ‫وهذان المقعدان اليتيمان يقوالن لنا؛ ان سهولة‬ ‫غمط الحقوق في الماضي يقابلها صعوبة‬ ‫استعادتها في المرحلة الحالية‪ .‬وليس هناك شك‬ ‫بانه عندما يفكر المشرع فقط في اقل تعويض‬ ‫مادي ممكن للفيليين‪ ،‬ال يتعامل مع االجزاء االخرى‬ ‫من القضية التي ماتت ضحاياها خالل التهجير‬ ‫القسري وفي عهود التشرد والشقاء‪ .‬وال يولي‬ ‫اهتماما لألحياء الذين اجبروا على التغرب وغدوا‬ ‫بال وطن من اجل ان تعدهم االمم المتحدة اناسا‬ ‫ال وطن لهم‪.‬‬ ‫ومما ال شك فيه انه ليس هناك فرد او فئة في هذا‬ ‫البلد يرغب في ان يتعرض لحمالت الظلم والجور‬ ‫وانعدام االحترام‪.‬‬ ‫وظاهر (الكوتا) هو احترام للخصوصيات وفي الوقت‬ ‫نفسه اثبات لتلك الحقيقة بان صاحبه وصل إلى‬ ‫نهاية المطاف للحصول على الحقوق بشكل طبيعي‬ ‫ويمثل مشكلة مع ثقل ماضيه‪.‬‬ ‫هناك بعض يريدون من الفيليين ان يكونوا بال‬ ‫اهداف او برنامج عمل‪ ،‬فقراء وعديمي االرادة‪،‬‬ ‫ومشتتون ومنقطعون عن بعض‪ .‬اما المهم أن‬ ‫الفيليين انفسهم ماذا يريدون؟ ان التحامل على‬ ‫القومية او التخاصم مع المذهب ليس طريق ًا‬ ‫بمعنى السعادة والخالص‪.‬‬ ‫في المستقبل المنظور‪ ،‬ال القوميات تفنى وال نفوذ‬ ‫المذاهب ينتهي‪ ،‬والقضاء على الظلم له مستلزماته‬ ‫الخاصة والتغييرات الحالية في العراق بحاجة الى‬ ‫افكار وقراءات جديدة‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫‪www.shafaaq.com‬‬


‫كورديات‬

‫‪4‬‬

‫حكومة مسرور بارزاني بتوقيت بغداد‪..‬‬ ‫عصا عراقية بعجلة نجل الزعيم قبل انطالقها‬ ‫مقدمة‪..‬‬ ‫من هو مسرور بارزاني؟‬ ‫ابن االعوام الخمسين هو‬ ‫النجل األكبر لمسعود‬ ‫بارزاني الزعيم الكوردي‪،‬‬ ‫يجيد بطالقة اللغات‬ ‫الكوردية والفارسية‬ ‫واإلنكليزية‪ ،‬ويفهم‬ ‫اللغة العربية‪ .‬متزوج وله‬ ‫ثالثة أبناء وابنة واحدة‪،‬‬ ‫ُيحسب على الجناح الداعي‬ ‫لالنفتاح على الغرب‪،‬‬ ‫كما ينسب له فتح‬ ‫باب التطوع للنساء في‬ ‫القوات األمنية وباقي‬ ‫الوظائف داخل اإلقليم‬ ‫عام ‪.2004‬‬ ‫فيلي‪ /‬محمد جمال‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪6‬‬

‫انضم مع والده كمقاتل يف‬ ‫البيشمركة وشارك مبعارك ضد‬ ‫الجيش العراقي عام ‪ ،1988‬وانتقل إىل‬ ‫إيران خالل مالحقة القوات العراقية‬ ‫له‪ ،‬وهناك أكمل دراسته‪ ،‬ويف عام‬ ‫‪ 1991‬عاد إىل أربيل بعد خروجها عن‬ ‫سيطرة بغداد عقب حرب الخليج‪ ،‬ثم‬ ‫رسعان ما سافر إىل لندن وأكمل دراسته‬ ‫يف معهد تعليم اللغة اإلنكليزية ثم‬ ‫حصل عىل البكالوريوس واملاجستري يف‬ ‫الدراسات الدولية من جامعة واشنطن‬ ‫األمريكية‪.‬‬ ‫عاد عام ‪ 1998‬إىل اإلقليم مرة أخرى‬ ‫وتوىل مناصب قيادية مهمة يف الحزب‪،‬‬ ‫وانتخب من قبل املؤمتر السنوي‬ ‫للحزب الدميقراطي الكوردستاين كعضو‬ ‫يف اللجنة املركزية‪ .‬ويف وقت الحق‬ ‫من ذلك العام نفسه‪ ،‬أصبح عضوا يف‬ ‫املكتب السيايس للحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين‪ .‬يف عام ‪ ،2012‬تم تعيينه‬ ‫رئيساً ملجلس أمن إقليم كوردستان‬ ‫لإلرشاف عىل األمن واملخابرات‬ ‫العسكرية واالمنية‪.‬‬ ‫برز كعنرص فاعل يف املعارك ضد تنظيم‬ ‫«داعش»‪ ،‬بسبب ترؤسه الوحدات‬ ‫الخاصة بقوات البيشمركة واملخابرات‬ ‫التابعة إلقليم كوردستان‪ ،‬ونجح يف‬ ‫تأدية دور قيادي مع التحالف الدويل‬ ‫خالل معارك البيشمركة وتنظيم‬ ‫«داعش»‪.‬‬ ‫رسعان ما شارك مرسور بارزاين عرب‬ ‫مجلس االمن الذي يرشف عليه‬

‫بعمليات مع القوات األمريكية كتحرير‬ ‫الرهائن يف كركوك واإلنزال الجوي‬ ‫العتقال «أبو سياف» القيادي االبرز يف‬ ‫داعش عام ‪ 2015‬ومن ثم إرسال قوات‬ ‫البيشمركة إىل كوباين يف سوريا عام‬ ‫‪ 2015‬بطلب أمرييك‪ ،‬لقتال «داعش»‪.‬‬ ‫استقالل كوردستان‬ ‫يُعد مرسور بارزاين من أبرز الدعاة‬ ‫الستقالل كوردستان عن العراق خالل‬ ‫السنوات التي أعقبت التغيري يف العراق‬ ‫عام ‪ ،2003‬ونرش يف عام ‪ 2016‬مقا ًال يف‬ ‫الواشنطن بوست يدعو فيها إىل فصل‬ ‫ودي بني العراق واقليم كوردستان‪.‬‬ ‫وقاد مرسور قبيل تنفيذ مرشوع‬ ‫االستفتاء الشعبي لالستقالل عن العراق‬ ‫حملة شعبية واسعة داخل اإلقليم‬ ‫بالتزامن مع حملة يف أوروبا ودول‬ ‫غربية مختلفة استعان خاللها بعدد من‬ ‫السياسيني والباحثني الغربيني‪.‬‬ ‫ولكنه يتطلع االن اىل تعزيز العالقة مع‬ ‫بغداد‪.‬‬ ‫مدخل القصة‬ ‫متض ساعات من أداء رئيس حكومة‬ ‫مل ِ‬ ‫كوردستان مرسور بارزاين اليمني‬ ‫أمام برملان اإلقليم‪ ،‬وتشديده عىل‬ ‫أن أولويته تتمثل يف تعزيز واصالح‬ ‫العالقات مع بغداد‪ ،‬بدأت اطراف يف‬ ‫العاصمة العراقية املحاولة عىل ما يبدو‬ ‫لعرقلة تلك الخطوة بنسق تصاعدي‬ ‫ووضع العصا بالعجلة الكوردستانية‬ ‫الجديدة‪ ،‬ما بدا أنها حملة تصعيد ضد‬ ‫الكورد بشكل عام وحكومة مرسور‬ ‫بارزاين بشكل خاص‪.‬‬ ‫كالكيت اول‬ ‫خاطب النائبان انعام الخزاعي وجواد‬

‫املوسوي‪ ،‬وهام محسوبات عىل التيار‬ ‫الشيعي يف الربملان العراقي‪ ،‬املحكمة‬ ‫االتحادية حول «مخالفة املادة‬ ‫العارشة من قانون املوازنة االتحادية»‬ ‫الخاصة بتعهد كوردستان النفطي‪.‬‬ ‫وأكد املوسوي انه سيقوم برفع دعوى‬ ‫قضائية ضد وزير املالية فؤاد حسني‬ ‫ملخالفته هذه املادة‪.‬‬ ‫وفؤاد حسني كوردي مستقل ترشح‬ ‫لحكومة عبداملهدي عرب الحزب‬ ‫الدميقراطي الكوردستاين‪ ،‬الذي ينتمي‬ ‫له مرسور بارزاين رئيس الحكومة‪.‬‬ ‫ثان‬ ‫كالكيت ٍ‬ ‫يف تصعيد اخر‪ ،‬بدأت فصائل شيعية‬ ‫ومنها «كتائب حزب الله العراق»‬ ‫املقربة من ايران بالضغط ومطالبة‬ ‫رئيس الوزراء العراقي عادل عبداملهدي‬ ‫بدمج قوات البيشمركة الكوردية‬ ‫بالجيش العراقي‪ ،‬قبل دمج فصائل‬ ‫الحشد الشعبي بالجيش‪ ،‬يف تعليق عىل‬ ‫األمر الديواين الذي أصدره عبداملهدي‬ ‫بإعادة هيكلة «الحشد»‪.‬‬ ‫كالكيت ثالث‬ ‫من جهته اتهم األمني العام لحركة‬ ‫«عصائب أهل الحق» قيس الخزعيل‪،‬‬ ‫إقليم كوردستان بـ»عدم الجدية» يف‬ ‫التعامل وفق الدستور والقانون مع‬ ‫بغداد‪.‬‬ ‫وقال الخزعيل‪ ،‬يف تغريدة عىل تويرت‪،‬‬ ‫إن «تقوية العالقة مع اإلقليم ال يعني‬ ‫أن يكون ذلك عىل حساب تطبيق‬ ‫القانون واحرتام سيادة الدولة»‪.‬‬ ‫وأضاف أن «استمرار اإلقليم ببيع‬ ‫‪ 600‬ألف برميل يومياً‪ ،‬بدون تسليم‬ ‫وارداتها‪ ،‬هو دليل عدم جدية اإلقليم‬

‫يف التعامل وفق الدستور والقانون‪.‬‬ ‫عىل األطراف املعنية أن تعلم أن هذا‬ ‫الوضع ال ميكن أن يستمر»‪.‬‬ ‫كالكيت رابع‬ ‫إال ان القيادي يف كتلة صادقون‬ ‫النيابية‪ ،‬التابعة لحركة عصائب اهل‬ ‫الحق‪ ،‬النائب عدي عواد قال لشفق‬ ‫نيوز‪« ،‬نحن لسنا مع تصعيد املواقف‬ ‫مع إقليم كوردستان‪ ،‬لكننا يف الشهر‬ ‫السابع ومل يصل اي برميل نفط من‬ ‫االقليم اىل بغداد وهذا مخالف لقانون‬ ‫موازنة ‪.»2019‬‬ ‫واضاف‪« ،‬اليوم يخرج من االقليم نفط‬ ‫يقدر بأكرث من ‪ 600‬الف برميل‪ ،‬هناك‬ ‫ضغوطات تفرض عىل إقليم كوردستان‬ ‫ملنعه من تنفيذ تسليم النفط كون‬ ‫هناك جهات خارجية مستفيدة من‬ ‫هذا النفط‪ ،‬وهناك إرصار من الكتل‬ ‫السياس ّية الشيعية كافة وغريها عىل‬ ‫الزام االقليم بااللتزام بقانون املوازنة»‪.‬‬ ‫وفق قوله‪.‬‬ ‫أصل الخالف‬ ‫يف أول حديث لبارزاين اكد ان‬ ‫املفاوضات الخاصة بالنفط والغاز‪-‬‬ ‫وهي اكرث امللفات جدال مع بغداد‪-‬‬ ‫جارية بالفعل‪ ،‬و»هناك فرصة كبرية‬ ‫لنتوصل إىل وضع مريح للطرفني‪...‬‬ ‫بالعمل معا والتعاون فيام بيننا ميكننا‬ ‫زيادة إنتاج النفط»‪.‬‬ ‫ووافقت حكومة إقليم كوردستان‬ ‫يف ميزانيتي عامي ‪ 2018‬و‪2019‬‬ ‫عىل إرسال ‪ 250‬ألف برميل يوميا‬ ‫للسلطة االتحادية‪ ،‬مقابل أن تدفع‬ ‫بغداد رواتب العاملني يف الحكومة‬ ‫بكوردستان‪ ،‬لكن املسؤولني العراقيني‪،‬‬

‫«‬ ‫تقول حكومة االقليم انها‬ ‫مديونة بمليارات الدوالرات‬ ‫للشركات النفطية االجنبية‬ ‫العاملة في االقليم‪ ،‬وان‬ ‫حكومة بغداد تمتنع عن‬ ‫صرف تلك المخصصات‪،‬‬ ‫وتذهب اموال النفط‬ ‫الكوردي المصدر الى خزينة‬ ‫الشركات االجنبية‪.‬‬

‫«‬

‫ومنهم رئيس الوزراء عادل عبداملهدي‪،‬‬ ‫يشكون من أن اإلقليم مل يرسل برميال‬ ‫واحدا من النفط لبغداد‪.‬‬ ‫وتقول حكومة االقليم انها مديونة‬ ‫مبليارات الدوالرات للرشكات النفطية‬ ‫االجنبية العاملة يف االقليم‪ ،‬وان حكومة‬ ‫بغداد متتنع عن رصف تلك املخصصات‪،‬‬ ‫وتذهب اموال النفط الكوردي املصدر‬ ‫اىل خزينة الرشكات االجنبية‪.‬‬ ‫وخالف النفط بني بغداد وكوردستان‬ ‫ليس وليد اللحظة‪ ،‬بل شهدت حكومة‬ ‫نيجريفان بارزاين توترات متكررة مع‬ ‫الحكومات املتعاقبة ببغداد ووصل‬ ‫االمر اىل قطع رواتب موظفي االقليم‬ ‫وتقليل امليزانية العامة‪.‬‬ ‫إال ان السياسة املرنة لنيجريفان بارزاين‬ ‫ّ‬ ‫مكنته من حل الخالف ولو بشكل‬ ‫مؤقت‪ ،‬خاصة عقب استفتاء استقالل‬ ‫كوردستان وما تاله من اجراءات‬

‫فرضتها العاصمة العراقية وما يحيطها‬ ‫من دول املنطقة‪.‬‬ ‫ايران‬ ‫وبالرغم من النفس الدبلومايس االيراين‬ ‫رحب برئاسة مرسور بارزاين الحكومة‬ ‫الجديدة واعلن عن دعمها والتعان‬ ‫معها‪ ،‬إال ان طهران وبحسب ترسيبات‬ ‫بدأت بضغوط عىل أربيل تخص‬ ‫املجموعات الكوردية املسلحة املناهضة‬ ‫إليران بالتوازي مع مفاوضات تقوم بها‬ ‫طهران مع أحزاب كوردية معارضة يف‬ ‫الرنويج‪.‬‬ ‫وقتلت شابة وجرح شخصان يف قصف‬ ‫إيراين عىل مناطق يف اقليم كوردستان‬ ‫تضم مقرات أحزاب كوردية إيرانية‬ ‫معارضة‪ ،‬ردا عىل هجوم وقع الثالثاء‬ ‫املايض‪ ،‬يف منطقة بريانشهر بكوردستان‬ ‫اإليرانية‪ ،‬أدى إىل مقتل ‪ 3‬من الحرس‬ ‫الثوري‪ ،‬وتبنته مجموعة غري معروفة‬ ‫تطلق عىل نفسها اسم «مدافعو رشق‬ ‫كوردستان»‪.‬‬ ‫وبسبب الهجومني‪ ،‬اضطرت حكومة‬ ‫كوردستان الجديدة ان يكون بيانها‬ ‫االول يخص الحادث‪ .‬حيث ادانت‬ ‫القصف واالشتباك املسلح الذي وقع‬ ‫عىل حدود االقليم من جهة ايران‪.‬‬ ‫وذكرت أن اقليم كوردستان اثبت أنه‬ ‫عامل استقرار ويحرتم حسن الجوار‪،‬‬ ‫وبذلك نرفض وبشكل مطلق استخدام‬ ‫اراضينا منطلقاً لهجامت تزعزع امن‬ ‫واستقرار الدول املجاورة»‪.‬‬ ‫ودعت حكومة اقليم كوردستان‬ ‫القوات االيرانية اىل وقف قصفها عىل‬ ‫ارايض كوردستان والذي يتسبب بحالة‬ ‫من الهلع والخوف ونزوح لسكان‬

‫‪7‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪8‬‬

‫هولري خامس عاصمة لألمان يف العالم‬ ‫حسن شنكالي‬

‫ناضل الحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين عرب تأريخه‬ ‫املرشف منذ تأسيسه يف أربعينيات‬ ‫القرن املايض واملفعم باملحطات‬ ‫النضالية من أجل أنقاذ الشعب‬ ‫الكوردي من مامرسات األنظمة‬ ‫الشمولية ذات النظرة الشوفينية‬ ‫والشعوبية املقيتة حتى أرتوت‬ ‫أرض كوردستان من الدماء الزكية‬ ‫لشهداء قوات البيشمركة االشاوس‬ ‫الذين وضعوا أرواحهم عىل راحة‬ ‫أكفهم دفاعاً عن قضيتهم القومية‬ ‫العادلة كحق رشعي ودستوري كأي‬ ‫شعب من شعوب العامل الثالث‬ ‫التي رضخت تحت نري الحكومات‬ ‫الدكتاتورية واملتعطش للحرية‬ ‫واألمن واألمان وتحقيق مبدأ‬ ‫التعايش السلمي بني جميع مكونات‬ ‫املجتمع الكوردستاين ‪.‬‬ ‫ويف عام ‪1991‬أثناء اإلنتفاضة الكربى‬ ‫ضد أزالم النظام البائد رشعت قوات‬ ‫البيشمركة بتحقيق األمن داخلياً‬ ‫عىل مستوى املناطق املحررة من‬ ‫قبضة أزالم النظام كخطوة أوىل‬ ‫واألنتشار عىل حدود كوردستان‬ ‫كسد منيع تحسباً ألي طارىء وألزام‬

‫املواطنني بتطبيق النظام واأللتزام‬ ‫به لحني إجراء أول أنتخابات‬ ‫ترشيعية يف كوردستان وتشكيل أول‬ ‫حكومة وبرملان كوردستاين ‪ ,‬وكانت‬ ‫أستجابة مجلس األمن الدويل كونه‬ ‫من األجهزة الرئيسية الستة لألمم‬ ‫املتحدة ويتحمل مسؤولية حفظ‬ ‫األمن العاملي رسيعة بإصداره‬ ‫القرار ‪ 688‬بعد أن أعتمد يف ‪15‬‬ ‫نيسان عام ‪ 1991‬بإنشاء منطقة‬ ‫مالذ آمن للشعب الكوردي ‪ ،‬ومنع‬ ‫الطريان العراقي من التحليق فوق‬ ‫خط العرض ‪ 36‬حفاظاً عىل ما‬ ‫تبقى من فريسة املجرمني السائغة‬ ‫‪ ،‬بعد الهجرة املليونية التي حدثت‬ ‫قبل ‪ 28‬عاماً يف ظروف قاسية ‪،‬‬ ‫مام خلفت وراءها موت الكثري من‬ ‫األطفال والنساء والشيوخ من شدة‬ ‫الربد القارص والجوع يف موقف‬ ‫يهتز له الضمري ويندى له الجبني من‬ ‫هول املنظر ‪.‬‬ ‫وبعد تحرير العراق من براثن‬ ‫الدكتاتورية عام ‪ 2003‬ولغاية‬ ‫يومنا هذا غدت كوردستان منوذجاً‬ ‫رائعاً لألمن يحتذى به عىل مستوى‬ ‫العراق حتى أصبحت قبلة ومنتجعاً‬

‫أمنياً لكل السياسيني العراقيني الذين‬ ‫يفرون من جحيم املعارك الدائرة‬ ‫مع عصابات داعش اإلجرامية‬ ‫التي أحتلت ثلث مساحة العراق‬ ‫بعد أن عانت من األنفالت األمني‬ ‫وسيطرة امليليشيات املنفلتة والتي‬ ‫تتحكم مبقدرات الشارع العراقي‬ ‫كيفام تشاء ناهيك عن تحريكه يف‬ ‫أي وقت يشاؤون ألهداف مدفوعة‬ ‫الثمن سلفاً هم أدرى بنتائجها‬ ‫السلبية عىل الشعب العراقي الذي‬ ‫يعاين من أبسط الخامت الرضورية‬ ‫للعيش الرغيد يف دولة نفطية‬ ‫تنفيذاً ألوامرأسيادهم لتحقيق‬ ‫جندات سياسية لها مصالحها ‪.‬‬ ‫وال يخفى عىل الجميع أن موضوعة‬ ‫تحقيق األمن أصبحت مشكلة‬ ‫كبرية عىل مستوى العامل حيث‬ ‫تعاين غالبية الدول املتقدمة من‬ ‫الخروقات األمنية التي تحدث‬ ‫هنا وهناك بالرغم من التطور‬ ‫التكنولوجي والتقنيات الحديثة وما‬ ‫حدث مؤخراً يف أربيل ما هي اال‬ ‫محاولة يائسة من الذين ال يريدون‬ ‫الخري للكورد وكوردستان ولزعزعة‬ ‫األمن بعد تحقيق النجاحات الباهرة‬ ‫عىل الساحة السياسية بعد تشكيل‬ ‫الكابينة التاسعة يرئاسة مرسور‬ ‫البارزاين وإنتخاب نيجريفان البارزاين‬ ‫رئيساً لألقليم ‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪10‬‬

‫مشكالت كركوك‪ ،‬أكبر من تعيين محافظ‬ ‫صبحي ساله يي‬

‫بعد أحداث إكتوبر ‪ ،2017‬إندفع العديد‬ ‫من السياسيني املتعلقني مبوروثات البعث‬ ‫وتركات داعش‪ ،‬واملقترصين يف أحاديثهم عىل‬ ‫تدوير املايض‪ ،‬نحو التغني بتسمية فرض القانون‬ ‫بد ًال عن خرق وحرق القانون والدستور‪ .‬وأطلقوا‬ ‫العنان ألحالمهم ومتنياتهم التي كانوا وما زالوا‬ ‫يأملون حدوثها يف كركوك‪ ،‬وكانت النتيجة‪ ،‬زيادة‬ ‫املشهد تعقيداً يف مدينة‪ ،‬ومامرسة السياسات‬ ‫التعسفية بحق الكورد والتمييز ضدهم وإبعادهم‬ ‫عن الوظائف واملناصب اإلدارية وعودة التعريب‬ ‫والعرب الوافدين الذين نقلهم صدام حسني يف‬ ‫سبعينيات ومثانينيات القرن املايض إىل املدينة‬ ‫لتغيري الرتكيبة الدميوغرافية‪ ،‬وغياب كل املظاهر‬ ‫املدنية الحديثة من حيث املظهر والتنظيم‪،‬‬ ‫بداً بنظافة الشوارع واألحياء السكنية‪ ،‬مروراً‬ ‫باإلخرتاقات األمنية والتجاوزات اإلدارية وتردي‬ ‫الخدمات الصحية والتعليمية‪ ،‬وإنتهاءاًبتحريك‬ ‫الدعاوي القضائية الكيدية ضد الذين شاركوا‬ ‫وساندوا اإلستفتاء‪.‬‬ ‫يف الجانب اآلخر كانت الشكوك املتبادلة بني‬ ‫الكورد أنفسهم‪ ،‬وبينهم وبني املكونات األخرى يف‬ ‫كركوك تجاه إنتخاب محافظ جديد للمدينة‪ ،‬قد‬ ‫وجدت طريقها اىل الشارع الكركويك والكوردستاين‬ ‫ومواقع التواصل اإلجتامعي‪ .‬وتفاعل معها‬ ‫الكثريون‪ .‬وتبني‪ ،‬أن كل طرف وكل مكون متمسك‬ ‫بخطته وال يريد ان يتوقف عن العمل لصالحه‪ ،‬أو‬ ‫التخيل عنها‪ ،‬وإن قبل بتأجيلها فأنه يريد الحفاظ‬ ‫عليها قيد التداول والدراسة‪ .‬وعمليات التأجيل‬ ‫املستمرة إلنتخاب املحافظ فرست ذلك بوضوح‬ ‫وعكست الشكوك بقوة مرة تلو االخرى‪ .‬وبعد‬ ‫إتفاق الحزب الدميقراطي الكوردستاين مع اإلتحاد‬ ‫الوطني الكوردستاين عىل إنتخاب محافظ جديد‬ ‫لكركوك وتطبيع األوضاع فيها ضمن األطر القانونية‬ ‫والدستورية البعيدة عن نهج وثقافة االقصاء‬ ‫واالستحواذ‪ ،‬وباإلتفاق مع بغداد ومكونات املدينة‪،‬‬ ‫عادت قضية كركوك اىل واجهة نرشات األخبار‪،‬‬

‫وركز املتحدثون عنها عىل واقع التحديات الحالية‬ ‫وأبعادها وتأثرياتها اإليجابية عىل املصالح السياسية‬ ‫واإلسرتاتيجية الوطنية والقومية وعىل مستقبل‬ ‫املدينة‪ .‬ويف املقابل حرك الشوفنيون والبعثيني وبقايا‬ ‫داعش عدد من املواطنني يف كركوك‪ ،‬وأخرجوهم‬ ‫يف تظاهرة رفعوا خاللها شعارات معادية للكورد‬ ‫وإلنتخاب املحافظ الجديد للمدينة‪ ،‬وتتناىف كلياً مع‬ ‫قيم التعايش والوئام‪.‬‬ ‫رغم أن عدد املشاركني يف التظاهرة مل يزد عىل املئة‪،‬‬ ‫إال أن الحادثة مهمة ويجب الوقوف عليها‪ ،‬وذكر‬ ‫أسبابها التي هي ‪:‬‬ ‫* عدم التفريق بني حق التظاهر الدميقراطي‪،‬‬ ‫والتسيب واإلعتداء عىل خصوصيات اآلخرين‪.‬‬ ‫* عدم تنفيذ املادة ‪ 140‬من الدستور‪.‬التي تتجسد‬ ‫يف تطبيع املدينة التي تشمل إعادة الحدود اإلدارية‬ ‫للمحافظة اىل ما قبل إستيالء البعث عىل السطة‪،‬‬ ‫وا<راء اإلحصاء واإلستفتاء‪.‬‬ ‫*عدم إعادة الوافدين العرب اىل أماكنهم األصلية‬ ‫التي جاؤا منها‪ ،‬رغم حصولهم عىل تعويضات‬ ‫مغرية‪.‬‬ ‫*عدم تطهري املناطق املحاذية للمدينة من‬ ‫اإلرهابيني‪ ،‬وبالذات منطقة الحويجة التي ترتع‬ ‫فيها بقايا البعث وداعش اللذين مل يفارقا الحويجة‬ ‫وأطرافها مطلقاً‪ ،‬ولديهام أماكن ومالذات آمنة فيها‪،‬‬ ‫ويسعيان اىل جذب األنظار اليهام ويوصالن رسائل‬ ‫تشري اىل أنهام مازاال موجودين‪.‬‬ ‫عدم تنفيذ هذه العدمات تعني ‪:‬‬ ‫أن مشكالت كركوك‪ ،‬اكرب من تعيني محافظ جديد‪،‬‬ ‫ولها أبعاد تاريخية وجغرافية وسياسية وإدارية‬ ‫وأمنية وإجتامعية‪ ،‬وإنها ال تهدأ مبجرد إنتخاب‬ ‫املحافظ ما مل يتم تطبيع كافة أوضاعها‪ ،‬وما مل يتم‬ ‫تثبيت الحقوق املرشوعة لجميع املكونات الدينية‬ ‫والقومية‪ ،‬وتصفية كل السلبيات التي تتعارض‬ ‫مع النظام الدميقراطي والرشاكة الوطنية‪ ،‬وكل‬ ‫التجاوزات التي تخل بالدستور والقيم واملبادىء‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪12‬‬

‫ماذا تريد كوردستان من السيد عبدالمهدي؟‬ ‫علي حسني فيلي‬

‫يف بغداد يتم العمل عىل كلمة‬ ‫لهتلر بكثري من االهتامم‪ ،‬قالها‬ ‫يف فرتة كان يعيش يف أوج ارتكابه‬ ‫الجرائم‪ :‬عندما ننترص ليس مهام ما‬ ‫هو رأي الناس فينا وماذا يسألون!‬ ‫املهم نحن الذين نحدد مسار مصري‬ ‫املجتمع‪.‬‬ ‫منذ امد بعيد‪ ،‬يتمثل مسار االحداث‬ ‫كأنه ليس له ارشيف خاص ويتوجب‬ ‫عليك ان تقرأ اليوم فقط‪ .‬ومل‬ ‫تخصص اية ميزانية مادية ومعنوية‬ ‫لتعويض االرضار التي لحقت بضحايا‬ ‫املايض يف هذا البلد ولليوم فقط‬ ‫تقوم باستعامل كوابح الحلول‪.‬‬ ‫يف بداية جولة جديدة من املباحثات‬ ‫بني بغداد واالقليم‪ ،‬يتوجب ان نتذكر‬ ‫ان كوردستان ال تريد من السيد‬ ‫عادل عبد املهدي الخروج عن نهجه‬ ‫االنساين والسلمي وان يخون العرب‬ ‫وباقي املكونات من اجل الكورد! وال‬ ‫يريد من اجل الرفاهية يف كوردستان‬ ‫ان يقطع املاء والكهرباء عن البرصة‬ ‫وباقي املدن‪ .‬والعكس صحيح ايضا‬ ‫ينبغي عدم ايقاع الظلم بباقي‬ ‫املكونات من اجل مصلحة االغلبية‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫السؤال ليس عمن يشكل عائقا امام‬ ‫عالج املشكالت واعادة حقوق جميع‬ ‫االطراف الن من الواضح ان عقلية‬ ‫االدارة املاضية مل تستطع اعادة‬ ‫الحقوق حتى وفقا للدستور العراقي‪.‬‬ ‫يجب ان نذ ّكر السيد عبد املهدي‬

‫ان التسبب مبأساة او خلق الرفاه‬ ‫لشعب ما‪ ،‬مرتبطان بإمكانية وقرار‬ ‫الرئيس‪ .‬وبعيدا عن رئيس التشكيلة‬ ‫الجديدة‪ ،‬فان برنامج عمل الرؤساء‬ ‫السابقني ميلء بامللفات التي ال‬ ‫تصب يف املصلحة العامة وان ملؤها‬ ‫اىل االحزاب واالطراف واملكونات‬ ‫القومية او الطائفية خلق املآيس‬ ‫وليس الرفاه‪ .‬وان تجربة قتل الكورد‬ ‫اكرث بكثري من ان تستطيع كابينة‬ ‫وزارية واحدة تحكم يف بغداد‬ ‫لوحدها ان تعوض االرضار التي‬ ‫لحقت باألحياء خالل دورة واحدة‬ ‫من ادارتها‪.‬‬ ‫يف وقت يحتل العراق موقعا متقدما‬ ‫جدا يف قامئة الفساد؛ فمن مجموع‬ ‫‪ 180‬دولة ُصنف العراق يف املرتبة‬ ‫‪ ،168‬يجب ان نعلم انه بسبب وجود‬ ‫مئات املجرمني يف مفاصل الدولة‬ ‫التي اهدرت مئات املليارات من‬ ‫الدوالرات يف عمليات فساد انتجت‬ ‫الفتنة والخراب‪ ،‬فانه حتى من اجل‬ ‫حل مشكلة الكورد ال يسمحون‬ ‫للسيد عادل عبد املهدي ان يعالج‬ ‫اية مشكلة بشكل سلمي وبسالسة‪.‬‬ ‫وكحقيقة تاريخية‪ ،‬يف املايض مل‬ ‫تكن املشكلة بني كوردستان وبغداد‬ ‫تتمحور بشأن مبلغ امليزانية او‬ ‫املادة ‪ 140‬وال مشكلة النفط والغاز!‬ ‫صحيح ان هذه هي معظم مشكالت‬ ‫اليوم‪ ،‬ولكن الحديث عن الحقوق‬ ‫القومية واالنسانية والوطنية لشعب‬

‫باسم الكورد اقدم بكثري جدا‪ .‬ان‬ ‫خلق التوازن بني عقلية امليليتاريا‬ ‫وسياسة الحوار الناعم‪ ،‬وتوازن‬ ‫قطاعات البناء والرفاه مقابل القطاع‬ ‫الذي يتبنى سياسة الحرب يف العراق‬ ‫امر معقد جدا‪ .‬ومكافحة ظواهر‬ ‫الفرهود والغنائم وجرائم القتل‬ ‫الجامعي والتطهري العرقي امر معقد‬ ‫جدا ايضا‪ .‬ومن الواضح ان السيد‬ ‫عبد املهدي يعرف هذه االمور‬ ‫بشكل جيد‪.‬‬ ‫وبعملية حسابية بسيطة تظهر‬ ‫بوضوح حصة كوردستان من االرضار‪،‬‬ ‫وكم جيل تعرض للهجامت وعمليات‬ ‫القتل وكم تعرضت االرض للهجامت‬ ‫التدمريية‪ .‬واليوم يف بغداد‪ ،‬ممثل‬ ‫الجيل الذي نجا من االنفال والقصف‬ ‫الكيمياوي والجينوسايد ميني النفس‬ ‫بامكانية مسح اثار الهجامت‬ ‫العسكرية وتطهري اثار عرشات‬ ‫ومئات حقول االلغام التي زرعت‬ ‫بذور املوت يف قلب هذه االرض‪.‬‬ ‫وعىل الرغم من ان بذل املساعي‬ ‫ملنع وقوع الكوارث يف املستقبل‬ ‫امر مقدس ورضوري‪ ،‬اال ان السيد‬ ‫عبد املهدي يعرف جيدا انه حتى‬ ‫ليس بامكانه الخروج من دوامة‬ ‫ديون الدمار الذي حصل يف العراق‬ ‫عموما وكوردستان خصوصاً يف املايض‬ ‫من دون تعويض االرضار املادية‬ ‫واملعنوية‪ ،‬والبناء للمستقبل مع‬ ‫وجود التهميش والتهديد‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪14‬‬ ‫أرغمت جيهان‪ ،‬األيزيدية‬ ‫البالغة ‪ 18‬عامًا‪ ،‬على‬ ‫ترك أطفالها الثالثة الذين‬ ‫أنجبتهم من زواج تمّ‬ ‫غصبًا عنها مع عنصر يف‬ ‫تنظيم داعش املتشدد‪،‬‬ ‫والعودة إىل عائلتها‪،‬‬ ‫حتى ال يرذلها مجتمعها‬ ‫وطائفتها‪ .‬املعضلة ذاتها‬ ‫تعيشها عشرات النساء‬ ‫والفتيات األيزيديات‬ ‫اللواتي حملن بأطفال من‬ ‫متشددين خطفوهن عام‬ ‫‪ 2014‬لدى اجتياحهم‬ ‫منطقة سنجار يف شمال‬ ‫غرب العراق حيث تعيش‬ ‫فيها غالبية من الطائفة‬ ‫األيزيدية‪.‬‬

‫مأساة جديدة أليزيديات‪..‬‬ ‫رهائن صراع البقاء بني‬ ‫صلة الرحم واالنتما ‪‎‬ء‬

‫بعد استعادة القوات العراقية‬ ‫السيطرة عىل املنطقة املنكوبة‪،‬‬ ‫والهزمية التي لحقت أخ ًريا بتنظيم‬ ‫داعش يف سوريا‪ ،‬عادت نساء كثريات‬ ‫كنّ سبايا إىل عائالتهن‪ ،‬لكنهن غارقات‬ ‫يف اليأس واألمل نتيجة جراح مل تندمل‬ ‫بسبب تعرضهن لالغتصاب والتعذيب‬ ‫والزواج القرسي عىل أيدي عنارص يف‬ ‫تنظيم داعش‪ .‬وكذلك‪ ،‬يعيش عدد كبري‬ ‫منهن رصاعًا مؤملًا نتيجة تخليهن عن‬ ‫أطفالهن‪ ،‬ذرية املتطرفني املرفوضني بتا ًتا‬ ‫يف املجتمع األيزيدي املغلق‪.‬‬ ‫وتقول جيهان قاسم‪ ،‬متحدثة عن‬ ‫أطفالها الثالثة‪ ،‬صبيني وفتاة‪ ،‬يف مبنى‬ ‫مهجور يف بعدره حيث تعيش اليوم مع‬ ‫عائلتها املهجرة من سنجار‪” ،‬مل أستطع‬ ‫أن أعيدهم معي اىل البيت‪ ،‬فهم أوالد‬ ‫داعش“‪ ،‬مضيفة ”كيف آيت بهم إىل هنا‪،‬‬ ‫وأشقايئ ما زالوا عند داعش؟“‪.‬‬ ‫كانت جيهان يف الثالثة عرشة من عمرها‬

‫فيلي ‪ /‬سندس مريزا‬

‫‪15‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪16‬‬ ‫عندما خطفها متشددون لرتغم بعد‬ ‫عامني عىل الزواج من عنرص تونيس‬ ‫يف التنظيم املتطرف أنجبت منه ثالثة‬ ‫أطفال‪ ،‬ثم فرت قبل أربعة أشهر معه‬ ‫برفقة أطفالهام إثر القصف الذي‬ ‫تعرضت له بلدة الباغوز يف رشق سوريا‬ ‫والتي شكلت املعقل األخري للتنظيم قبل‬ ‫انهياره‪ .‬بحسب تقرير لفرانس برس‪.‬‬ ‫عندما علمت قوات سوريا الدميقراطية‬ ‫املدعومة من الواليات املتحدة أنها‬ ‫أيزيدية نقلتها مع ابنها البكر وعمره‬ ‫عامان وابنتها وعمرها عام واحد وطفلتها‬ ‫الرضيعة‪ ،‬إىل ملجأ الستقبال األيزيديني‬ ‫معروف باسم ”البيت األيزيدي“ يف‬ ‫شامل رشق سوريا‪.‬‬ ‫ونرش ”البيت األيزيدي“ صور جيهان‬ ‫عىل مواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬فتمكن‬ ‫شقيقها األكرب سامان الذي ما زال‬ ‫متواجدً ا يف شامل العراق من الوصول‬ ‫اىل شقيقته والعودة بها إىل أرستها‪.‬‬ ‫لكن ثالثة أشقاء آخرين لجيهان ال‬ ‫يزالون يف عداد املفقودين منذ سيطرة‬ ‫املتشددين عام ‪ 2014‬عىل قريتها يف‬ ‫شامل العراق‪.‬‬ ‫عانت جيهان كث ًريا قبل اتخاذ قرار‬ ‫العودة‪ ،‬واضطرت إىل ترك أطفالها الرضع‬ ‫مع السلطات الكوردية السورية‪.‬‬ ‫وتقول بحرسة ”إنهم صغار وكانوا‬ ‫متعلقني يب جدًّ ا‪ … ،‬لكنهم يبقون أوالد‬ ‫داعش“‪.‬‬ ‫وتتابع ”اليوم األول كان صع ًبا‪ ،‬لكننا‬ ‫ننساهم شي ًئا فشي ًئا“‪ ،‬مشرية إىل أنها‬

‫ال تحتفظ بصور ألطفالها وال تريد أن‬ ‫تتذكرهم‪.‬‬ ‫“ ال أحد يسأل عنهم“‬ ‫ويرفض املجتمع األيزيدي كل امرأة‬ ‫تتزوج من غري أيزيدي‪ ،‬حتى وان كانت‬ ‫مرغمة عىل ذلك‪ .‬بالنسبة للفتيات‬ ‫اللوايت خطفهن املتشددون‪ ،‬أصدر‬ ‫الزعيم الروحي للطائفة األيزيدية بابا‬ ‫شيخ مرسو ًما تاريخ ًّيا دعا املجتمع‬ ‫اىل استقبال وحضن الناجيات من‬ ‫االعتداءات الجنسية عىل أيدي هؤالء‪.‬‬ ‫لكن األمر ال ينطبق عىل أطفالهن‪.‬‬ ‫يف نيسان‪/‬أبريل‪ ،‬أصدر املجلس الروحاين‬ ‫األيزيدي األعىل بيا ًنا غري واضح يرحب‬ ‫بـ“أطفال الناجيات“؛ ما أثار األمل يف‬ ‫ثان لقبول املولودين من‬ ‫حدوث إصالح ٍ‬ ‫أم أيزيدية وأب من تنظيم داعش‪ .‬لكنه‬ ‫أدى إىل ردود فعل عنيفة بني املحافظني‬ ‫األيزيديني؛ ما دفع املجلس إىل التوضيح‬ ‫بأن شي ًئا مل يتغري‪ ،‬وأن األطفال املولودين‬ ‫من أبوين أيزيديني هم فقط املقبولون‬ ‫ضمن الطائفة‪.‬‬ ‫ويقول الناشط األيزيدي طالل مراد‪،‬‬ ‫إصالحا بهذا الشكل كان ميثل فتح‬ ‫إن‬ ‫ً‬ ‫أبواب تغيري أمام مجتمع ما زال مصا ًبا‬ ‫بالصدمة‪.‬‬ ‫ويضيف مراد الذي يرأس موقع ”أيزيدي‬ ‫‪ “24‬املتخصص بشؤون األيزيدية‬ ‫”إذا حدث مثل هذا التغيري يف الدين‪،‬‬ ‫… سيحدث تشتت كامل يف الديانة‬ ‫األيزيدية“‪.‬‬ ‫ويقول مدير مكتب املجلس الروحاين‬ ‫األيزيدي األعىل عيل خدر لفرانس‬

‫برس‪ ،‬إن النقاش حول األطفال ال يتعلق‬ ‫بإصالح عقائدي فقط‪.‬‬ ‫ويضيف من مقر املجلس يف شيخان‬ ‫”الدستور العراقي مينع هذا اليشء ً‬ ‫أيضا‬ ‫(…)‪ ،‬أي طفل من والد مفقود أو غري‬ ‫يسجل أوتوماتيك ًّيا كمسلم“‪.‬‬ ‫موجود ّ‬ ‫وينص القانون اإلسالمي الذي يستند‬ ‫إليه الدستور العراقي‪ ،‬عىل أن االنتامء‬ ‫الديني للشخص يورث عن األب‪.‬‬ ‫كام يشري خدر إىل تبعات نفسية؛ ألن‬ ‫املجتمع األيزيدي ال ميكن أن يتقبل‬ ‫ً‬ ‫أطفال من متشددين خطفوا واغتصبوا‬ ‫بناته‪.‬‬ ‫ويتابع ”لدينا حتى اآلن ستة آالف‬ ‫ضحية – فتيات ونساء أيزيديات – بيد‬ ‫الدواعش‪ ،‬ما من أحد يسأل عنهن‪ ،‬فيام‬ ‫يسألون عن أطفال عىل عدد أصابع‬ ‫اليد“‪.‬‬ ‫وال تتوافر لدى املجلس إحصاءات عن‬ ‫عدد الناجيات األيزيديات مع أطفال‬ ‫من آباء متطرفني‪.‬‬ ‫دم ولحم ودموع‬ ‫وتركت معظم األمهات األيزيديات‬ ‫أطفالهن لدى ”البيت األيزيدي“ يف‬ ‫سوريا‪ .‬لكن بعضهن أحرضن أطفالهن‬ ‫معهن إىل العراق ورفضن إجراء مقابالت‬ ‫صحافية بسبب حساسية األمر‪.‬‬ ‫أرصت إحداهن عىل أرستها‬ ‫وبعد أن ّ‬ ‫للقبول برتبية طفلها الرضيع من أب‬ ‫متشدد مفقود‪ ،‬وعمره عام واحد‪ ،‬تخلت‬ ‫عن الفكرة عندما أدركت أنها لن تتمكن‬ ‫من الحصول عىل وثائق شخصية عراقية‬ ‫له بسبب عدم وجود والده‪.‬‬

‫ودفعها ذلك إىل التخيل عن طفلها‬ ‫للتبني‪ ،‬حسب ما تقول الطبيبة املرشفة‬ ‫عىل عالجها‪.‬‬ ‫ويف حالة أخرى‪ ،‬وصلت يف الربيع املايض‬ ‫فتاة يف الثامنة عرشة من عمرها إىل‬ ‫العراق بعد إطالق رساحها‪ ،‬وهي حامل‬ ‫يف األشهر األخرية من أحد املتشددين‪.‬‬ ‫وتقول املساعدة االجتامعية التي ترشف‬ ‫عىل حالتها‪ ،‬إن الشابة بقيت ألسابيع يف‬ ‫منزل آمن دون علم أرستها حتى أنجبت‬ ‫وأرسلت طفلها إىل مكان بعيد‪ ،‬قبل‬ ‫أن تلتحق بأقربائها الذين يعيشون يف‬ ‫مخيم للنازحني‪.‬‬ ‫وتقول مديرة شؤون املرأة والطفل يف‬ ‫املوصل سكينة يونس‪ ،‬إن خمسة أطفال‬ ‫من أمهات أيزيديات وآباء متشددين‬ ‫وصلوا العام املايض إىل دار أيتام املوصل‪.‬‬ ‫ومن املرجح أن تكون تبعات التأثري‬ ‫النفيس لهذا األمر طويلة األمد‪ .‬وتبدو‬ ‫جيهان اليوم محطمة‪.‬‬ ‫فقد وصفت أطفالها قبل أسابيع فقط‪،‬‬ ‫ألحد كوادر الشؤون االجتامعية بأنهم‬ ‫”لحمها ودمها“‪ ،‬قائلة إنها تشتاق إليهم‪.‬‬ ‫وبينام كانت تتحدث عن أطفالها بقناعة‬ ‫برضورة تركهم هناك‪ ،‬كانت ابتسامة‬ ‫خجولة تعلو وجهها وهي تتذكرهم‪ ،‬ويف‬ ‫لحظة معينة‪ ،‬بدا وكأنها تبيك بصمت‬ ‫عندما ترك شقيقها املكان‪.‬‬ ‫وتقول يف تلك اللحظة ”لو كان األمر‬ ‫بيدي‪ ،‬بالتأكيد كنت سأجلبهم معي“‪.‬‬ ‫”اإلبادة الجامعية مستمرة“‬ ‫ويقول األيزيديون‪ ،‬إن األحداث التي‬ ‫تعرضوا لها متثل ”إبادة جامعية“‪،‬‬

‫تقول النائبة السابقة‬ ‫األيزيدية فيان دخيل إن‬ ‫”املوضوع معقد جدًّا‪،‬‬ ‫والحل األنسب حاليًّا‬ ‫موجود خارج العراق‪ .‬يف‬ ‫تصوري‪ ،‬الحل هو هجرة‬ ‫النساء مع أطفالهن إىل‬ ‫أوروبا“ ‪...‬‬

‫مشريين إىل أنها الحادثة الـ ‪ 74‬التي‬ ‫يتعرضون لها خالل تاريخهم‪.‬‬ ‫وال يزال مصري مئات النساء واألطفال‬ ‫ً‬ ‫مجهول رغم انهيار‬ ‫والرجال املفقودين‬ ‫”الخالفة“ التي أقامها التنظيم يف مناطق‬ ‫سيطرته يف سوريا والعراق‪ ،‬بعد معركة‬ ‫الباغوز يف آذار‪/‬مارس املايض‪.‬‬ ‫ولجأ نحو ‪ 100‬ألف شخص من‬ ‫األيزيديني‪ ،‬أي قرابة ُخمس عدد هذه‬ ‫األقلية قبل الحرب‪ ،‬اىل دول أجنبية‪.‬‬ ‫فيام ال يزال ‪ 360‬ألف شخص مرشدين‬ ‫داخل العراق ألن قراهم ما زالت تحت‬ ‫األنقاض‪.‬‬ ‫وأصبح قضاء سنجار تحت سيطرة‬ ‫قوات مسلحة موالية للحكومة‪ ،‬ترضبه‬ ‫الفيضانات خالل الشتاء والحرائق يف‬ ‫موسم الصيف‪ ،‬ويقول خدر إن ”اإلبادة‬ ‫الجامعية مستمرة“‪.‬‬ ‫ويلقي بابا شاويش‪ ،‬املرشف عىل معبد‬

‫اللش الذي يعد أهم معابد الطائفة‬ ‫األيزيدية‪ ،‬اللوم عىل الحكومة املركزية‬ ‫يف بغداد‪.‬‬ ‫ويقول ”الحكومة االتحادية يف بغداد‬ ‫تعلم جيدًا أن آالف األيزيديات ما‬ ‫زلن أسريات‪ ،‬ومل تتخذ لغاية االن قرا ًرا‬ ‫باعتقال أي شخص يحتفظ بأيزيدية‪،‬‬ ‫وهي غري متعاونة معنا“‪.‬‬ ‫واقرتح الرئيس العراقي برهم صالح‬ ‫يف نيسان‪/‬أبريل مرشوع قانون‬ ‫لتعويض األيزيديني وطريقة لتحديد‬ ‫الوضع القانوين لألطفال املولودين من‬ ‫متشددين‪ ،‬لكن الربملان مل يناقشه حتى‬ ‫اآلن‪.‬‬ ‫ويشعر األيزيديون بإحباط جراء ما‬ ‫ً‬ ‫ضغوطا عاملية إلجراء اإلصالح‬ ‫يعتربونه‬ ‫الديني واستقبال األطفال املولودين من‬ ‫آباء متشددين‪.‬‬ ‫وتجمع شخصيات بارزة يف املجتمع‬ ‫عىل أن الخيار األمثل لهؤالء األطفال‬ ‫وأمهاتهم هو الهجرة اىل أوروبا‪.‬‬ ‫وتقول النائبة السابقة األيزيدية فيان‬ ‫دخيل إن ”املوضوع معقد جدًّ ا‪ ،‬والحل‬ ‫األنسب حال ًّيا موجود خارج العراق‪.‬‬ ‫يف تصوري‪ ،‬الحل هو هجرة النساء مع‬ ‫أطفالهن إىل أوروبا“‪.‬‬ ‫وتقول نغم حسن‪ ،‬طبيبة األمراض‬ ‫النسائية التي شاركت منذ عام ‪ 2014‬يف‬ ‫عالج عدد كبري من األيزيديات الناجيات‪،‬‬ ‫”حذرت منذ سنوات بأننا سنواجه هذه‬ ‫املشكلة‪ ،‬اآلن‪ ،‬أصبح املجتمع األيزيدي‬ ‫ً‬ ‫محطم‪ ،‬والجميع يريد أن يرحل“ إىل‬ ‫دول أجنبية‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪18‬‬ ‫رمبا يكون العنوان غري مفهوم‬ ‫عند البعض ‪ ,‬و ال احد يقبل‬ ‫ان يتمناه و لكنه حقيقة واضحة النه‬ ‫التاريخ الذي ال يرحم احداً بل يسجل‬ ‫االحداث فهو مع الكل و ضدهم يف آن‬ ‫واحد‪ ،‬أي إما أن يُكتب لك أو عليك ‪.‬‬ ‫فالتاريخ ال يقول ان هتلر اخرج املانيا‬ ‫من الحضيض و حمل االزدهار اليها‬ ‫‪ ,‬بل انه انتحر يف ملجأ بعد وصول‬ ‫هزميته اىل برلني ‪ ,‬و ان الرئيس االمرييك‬ ‫نيكسون الذي كان اكرث رؤساءه تضلعاً‬ ‫يف السياسة الخارجية بل انه ارغم عىل‬ ‫االستقالة مهاناً بسبب كذبه ‪ ,‬نابليون‬ ‫هو االخر الذي ربح الحروب و املعارك‬ ‫و احتالل االرايض ثم مات منفياً يف‬ ‫آخر االرض‪.‬‬ ‫هذه الحقيقة تجد لها االهتامم‬ ‫الواسع و املكانة يف ذهن املتمسكني‬ ‫مببادئ االديان الساموية خاصة ‪ ,‬فأن‬ ‫االلتزام و املثابرة ال تجدي نفعاً ‪ ،‬رمبا‬ ‫إن مل يكن مصحوباً بحسن الخامتة ‪,‬‬ ‫فهو دائم الدعاء و الطلب من اجل‬ ‫ان ال تكون الخامتة بسؤها و نهاية‬ ‫الحياة بصورة سوداء غارقاً يف الذنوب‬ ‫و الخطايا ‪ ,‬و إن كانت ذلك ‪ ،‬فإن‬ ‫الناس تتأسف لطول عمله الصالح‬ ‫و لكنه بنهاية سيئة ‪ ،‬و هذا ما اشار‬ ‫اليه الرسول الكريم (صىل الله عليه و‬ ‫سلم) (خريكم من طال عمره و حسن‬ ‫عمله)‪.‬‬ ‫لنعود اىل ُصلب املوضوع و هدفه ‪,‬‬

‫التاريخ يكتب من نهاياته ‪ ...‬فأنتظروا‬ ‫فمنذ الوهلة االوىل لتكليف السيد‬ ‫(مرسور بارزاىن) بتشكيل حكومة‬ ‫اقليم كوردستان ‪ ,‬بدأت تتعاىل‬ ‫اصوات التحيات و تطري باقات الورود‬ ‫يف السامء و كلامت التربيكات تزدحم‬ ‫لرتحب به يف مهامه الجديد أم ًال‬ ‫منهم يف ان يكون معالجاً و مداوياً‬ ‫لكل ما يعانون منه من الفساد و‬ ‫قلة الخدمات من املاء و الكهرباء‬ ‫متناسياً كل ما قدمته الحكومات‬ ‫السابقة ‪ ,‬و وضع كل آماله به ‪,‬‬ ‫صحيح انه الشخص القوي الذي متكن‬ ‫من حامية أمن األقليم ضد االخطار‬ ‫و التهديدات املوجه اليه عند وقوفه‬ ‫عىل رأس املنظومة االمنية يف ظروف‬ ‫صعبة للغاية ‪ ,‬و لعب دوراً مميزاً‬ ‫و ايجابياً يف تطوير عالقات االقليم‬ ‫مع دول الجوار و املجتمع الدويل ‪,‬‬ ‫و لكن املهام قد تغيريت و ان توفري‬ ‫االمن وحامية املواطن جزء مهم من‬ ‫وظيفة الحكومة و ليس كلها ‪ ,‬و من‬ ‫جانب اخر فإن املواطنني أثقلوا كاهله‬ ‫و زادوا من حمله ظل ً‬ ‫ام ‪ ،‬النه ليس‬ ‫ب سوبرمان و ال ميلك عىص سحرية‬ ‫لي ّقوم ما يعاىن منه االقليم يف ليلة و‬ ‫ضحاها ‪ ,‬فالبد و انه سيصطدم بالكثري‬ ‫من العقبات و ما اكرث املطبات يف‬ ‫طريقه و نستدل عىل قولنا بأن مجرد‬ ‫ترشيح شخصه كان واحداً من اسباب‬ ‫تأخري التشكيل ليومنا هذا ‪.‬‬ ‫بدأ املواطنون سواء يف االقليم او‬

‫خارجه كل يدلوا بدلوه و يكتب و‬ ‫يقول مبا متليه عليه هاجسه و حبه‬ ‫بطرق مختلفة و يطلب و ينادي و‬ ‫يدعو الرئيس املكلف اىل االهتامم مبا‬ ‫يعانيه الشعب ‪ ,‬و هذا دليل حبهم‬ ‫و اخالصهم الرضهم ‪ ،‬و انهم يعلمون‬ ‫جيداً بأن لكل حكومة برنامجاً يف‬ ‫عملها و خططاً يف ادراج االولويات و‬ ‫االهتاممات يف فرتة حكمها ‪.‬‬ ‫لقد قلنا كلامتنا و طرحنا االقرتاحات‬ ‫و قدّ منا النصح و االرشاد الالزم و‬ ‫لكن مهام قدمنا فالنجاح مرهون‬ ‫بعمل الحكومة و قدرتها عىل تلبية‬ ‫متطلبات الشعب و ان التاريخ يُكتب‬ ‫بنهاياته ‪ ،‬فان كانت الحكومة مبستوى‬ ‫حلم املواطن الكوردستاين و قدمت ما‬ ‫بوسعها و خففت من كاهل املواطن‬ ‫أعباء الحياة اليومية ‪،‬و استمرت اىل‬ ‫النهاية ‪ ،‬فإن التاريخ يُكتب نجاح‬ ‫هذه الحكومة بأحرف من ذهب و‬ ‫تبقى اسمها خالداً اىل االبد ‪ ,‬و لكنه‬ ‫ان مل تستطع ان تزيد او تضيف شيئاً‬ ‫جديداً ‪ ,‬فالتاريخ يُكتب كل ما يدور‬ ‫يف الفلك بحسنها و سيئها فمن شاء‬ ‫فليعمل و يقدم الخري و يجتهد و من‬ ‫شاء فليقعد و ينام و يسيئ اىل غريه ‪,‬‬ ‫فسريى الله عملكم ‪.‬‬ ‫كل االمال و االماين معقودة بشخصه‬ ‫عىل القيام بواجبه يف أتم صورة ‪،‬‬ ‫كام كان سابقاً و لكن املسؤولية‬ ‫الحالية تحتاج اىل الكثري من املثابرة‬

‫و الجهد و تحمل االعباء و فريق‬ ‫عمل نشط متكامل و محرتف ترضب‬ ‫بيد الفاسدين بالحديد و تعيد ثقة‬ ‫املواطن به ‪ ،‬و ليعلم الجميع بأن اهل‬ ‫الحق هم القلة دامئاً و لكنهم رواد و‬

‫عبداهلل جعفر كوفلي‬

‫قادة زمانهم و قدوات غريهم ‪ ،‬و اهل‬ ‫الباطل غثاء كغثاء السيل عىل الرغم‬ ‫من كرثتهم ‪ .‬و علينا الرتيث و االنتظار‬ ‫اىل النهاية ثم الحكم و القرار ‪.‬‬ ‫لذا فعلينا عدم االستعجال يف الحكم‬

‫قبل آوانه ‪ ،‬ألن االيام القادمة و‬ ‫الجزء املنفذ من الربنامج الحكومى و‬ ‫االلتزام بالوعود املعلنة كفيلة بتقييم‬ ‫االداء الحكومي ألن التاريخ يكتب‬ ‫بنهاياته ‪...‬‬ ‫‪19‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪20‬‬ ‫بعد مخاض عسري‪ ،‬وجوالت رسية‬ ‫وعلنية‪ ،‬أعلن مرسور بارزاين‬ ‫رئيس الحكومة الكوردستانية التاسعة‪،‬‬ ‫تشكيلته الوزارية‪ ،‬وبدأت بذلك محطة‬ ‫سياسية ذات قيمة إستثنائية‪ ،‬وعهد‬ ‫حكومة زعيم جديد‪ ،‬لكنه من ذات‬ ‫املدرسة التي تخرج منها زعيم الحكومة‬ ‫السابقة‪ ،‬نيجريفان بارزاين‪ ،‬مدرسة حزب‬ ‫الدميقراطي الكوردستاين‪.‬‬ ‫بعد اإلعالن عن أسامء الوزراء ونيلهم‬ ‫الثقة من الربملان‪ ،‬طرح بارزاين برنامج‬ ‫حكومته لألعوام األربعة املقبلة‪.‬‬ ‫الربنامج الذي تم صياغته من قبل‬ ‫املشاركني يف الحكومة يدفع الناس‬ ‫نحو التفاؤل‪ ،‬ألنه يؤكد عىل اللجوء‬ ‫اىل لغة الحوار والتفاهم وخوض‬ ‫النقاش املتاح يف جميع املسائل التي‬ ‫تستدعي النقاش يف مناخات بعيدة عن‬ ‫املمنوعات واملحظورات‪ ،‬وإنتقاء الزمان‬ ‫واملكان املناسبني‪ .‬وإنتهاج التقاليد‬ ‫السياسية الرشيدة يف منع تحول‬ ‫البسيط اىل املعقد‪ ،‬وطرح التوجهات‬ ‫التي تحمل الصفات الوطنية والقومية‬ ‫التي تتطابق مع املنطلقات العقالنية‪،‬‬ ‫والتي تردم رشوخ التفرقة‪ ،‬وتتصدى‬ ‫لألفكار املفعمة بتشويه الحقائق‪ ،‬كام‬ ‫يدعم التوجهات املتطابقة مع الواقع‬ ‫يف املعنى واملضمون‪ ،‬واملتوافقة مع‬ ‫الرغبات والتطلعات واملصالح العامة‬ ‫والتي تحمل بني جنباتها املفاهيم التي‬ ‫تضمن العدالة واملساواة والتعايش‪،‬‬ ‫وتكرس بناء ثقة التواصل والعمل‬

‫صبحي ساله يي‬

‫الحكومة التاسعة‪...‬‬

‫املشرتك إستناداً اىل منطق موضوعي‬ ‫وعقالين يتجسد يف إدراك أبعاد‬ ‫التحديات التي تواجهنا واملخاطر‬ ‫املحدقة بنا‪ ،‬واعادة املسارات اىل سبلها‬ ‫الصحيحة ومستحقاتها‪.‬‬ ‫مع طرح الربنامج الحكومي‪ ،‬تبادر‬ ‫إىل األذهان العديد من األسئلة‪،‬‬ ‫ومنها‪ :‬هل يستطيع الفريق الحكومي‬

‫الجديد أن يعرب الحزبية الضيقة؟ وهل‬ ‫سيجمع رئيس الحكومة نخبة من‬ ‫املستشارين املهنيني إلعانته يف مهامته؟‬ ‫وهل تستطيع هذه حكومة مواجه‬ ‫العقبات والصعوبات املتوقعة‪ ،‬وتأدية‬ ‫واجباتها‪ ،‬وتلبية مطالب الكوردستانيني‬ ‫وطموحاتهم؟ وهل ستعزز الثقة‬ ‫املوجودة بني املكونات القومية والدينية‬

‫يف كوردستان؟ وهل تستطيع التفاهم‬ ‫والتوافق مع حكومة عادل عبد املهدي‬ ‫عىل اإللتزام بروح الدستور يف حل كل‬ ‫القضايا العالقة بني أربيل وبغداد؟‬ ‫املتابعون للحكومات السابقة يعرفون‬ ‫أن أدائها‪ ،‬كان جيدا يف إدارة امللفات‬ ‫الصعبة‪ ،‬وخاصة خالل األزمة اإلقتصادية‬ ‫التي نتجت عن قطع موازنة اإلقليم من‬

‫قبل بغداد‪ ،‬والحرب مع داعش اإلرهايب‬ ‫عىل جبهة زاد طولها عن ألف كيلو‬ ‫مرت‪ ،‬ولجوء مايقارب مليوين نازح اىل‬ ‫اإلقليم وإنخفاض أسعار النفط‪ .‬وكانت‬ ‫ناجح ًة يف كرس الحصار الذي فرض عىل‬ ‫كوردستان وإدارة البالد بعد تهرب عدد‬ ‫من اإلحزاب السياسية من املسؤولية‪،‬‬ ‫واإلنسحاب من الحكومة التي كانوا‬

‫يشاركون فيها نهاراً وينتقدون أدائها‬ ‫وإدارتها لي ًال‪ ،‬ويرددون عىل الفضائيات‪،‬‬ ‫تحت غطاء الخطاب األخالقي واملرشوع‬ ‫الوطني والوازع الديني‪ ،‬عبارات وجمل‬ ‫ال تصاغ إال خلف أجندات املصالح‬ ‫الحزبية والشخصية الضيقة‪ ،‬ومن ثم‬ ‫حاولوا استغاللها يف الدعاية االنتخابية‪.‬‬ ‫املراقبون‪ ،‬يعرفون أن رئيس الحكومة‬ ‫الجديدة واحد من قيادات الحزب‬ ‫الدميقراطي الكوردستاين‪ ،‬الحزب املهم‬ ‫والفعال وصاحب األغلبية الربملانية‪،‬‬ ‫وهذا يجعل الذين يريدون أن يصنعوا‬ ‫لها املطبات متاشياً مع سياسات الحقد‬ ‫واإلنتقام‪ ،‬أو يثريوا إشكاليات عبثية‬ ‫تؤدي اىل رشوخ إجتامعية وتؤذي‬ ‫اللحمة الوطنية‪ ،‬أو يشاكسوا بشكل‬ ‫غري محمود أو نافع‪ ،‬أوميارسوا عليها‬ ‫الضغوطات لتحقيق مكاسب خارج‬ ‫نطاق القانون‪ ،‬سيفكرون أكرث من مرة‬ ‫قبل أن يقدموا عىل أي خطوة تؤدي بهم‬ ‫اىل التجاهل وتنتهي بهم اىل الوقوف‬ ‫عىل األرضية الرخوة‪ .‬لذلك يتفاءلون‬ ‫ويجزمون أن الرتكة التي خلفها البارزاين‬ ‫(نيجريفان) للبارزاين (مرسور) ليست‬ ‫ثقيلة ومعقدة‪ ،‬وميكن فك ألغازها‬ ‫بسهولة‪ ،‬خاصة وهم يتوقعون إستمرار‬ ‫هيبة القانون يف عموم مرافق الحياة‪،‬‬ ‫وتطبيق قانون اإلصالح املعطل حتى‬ ‫اآلن يف الربملان الكوردستاين‪ ،‬والقضاء‬ ‫التام عىل آفات الفساد املايل واإلداري‬ ‫وفقا لقوانني جادة وحازمة رادعة لكل‬ ‫من تسول له نفسه العبث باملال العام‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪22‬‬

‫كفاح محمود كريم‬

‫أصيبت أحزاب اإلسالم‬ ‫السيايس بهزمية كبرية يف‬ ‫انتخابات ‪ 2018‬التي جرت يف إقليم‬ ‫كوردستان‪ ،‬حيث تقهقرت شعبيتها‬ ‫عن الدورات السابقة بشكل مثري‪،‬‬ ‫دفعها إىل أن تقيص نفسها من‬

‫املشاركة بالحكومة الجديدة‪ ،‬رغم‬ ‫محاوالت الحزب األكرب وهو الحزب‬ ‫الدميقراطي الكوردستاين الذي قاد‬ ‫عملية االستفتاء يف ‪ 25‬أيلول ‪2017‬‬ ‫وحصد إثرها غالبية األصوات يف‬ ‫الربملان الكوردستاين‪ ،‬حاول إقناعها‬

‫باملشاركة رغم ضآلة مقاعدها يف‬ ‫الربملان‪ ،‬إال أنها اختارت أن تكون‬ ‫خارج التشكيلة الحكومية‪ ،‬بل أنها‬ ‫رفضت تعديل قانون رئاسة اإلقليم‪،‬‬ ‫ومل تصوت ملرشح األغلبية يف رئاسة‬ ‫اإلقليم‪ ،‬وال لرئيس الوزراء يف محاولة‬

‫حكومة كوردستان بال أحزاب دينية!‬

‫لخلق كائن جديد باسم املعارضة‪،‬‬ ‫خاصة وإنها خاضت تجربة مريرة‬ ‫يف اشرتاكها بالكابينات السابقة‬ ‫وادعائها بأنها تحارب الفساد وتتهم‬ ‫الحكومة بأنها ضالعة فيه وهي جزء‬ ‫منها ومنه!‬ ‫هذا السلوك املهجن لصناعة‬ ‫معارضة بني املشاركة يف الحكومة‬ ‫ومعارضتها يف الربملان استخدمته‬ ‫حركة كوران (التغيري) يف دورتها‬ ‫األوىل بعد انشقاقها عن االتحاد‬ ‫تجن مثرا‬ ‫الوطني الكوردستاين‪ ،‬ومل ِ‬ ‫من ذلك التهجني‪ ،‬بل خرست الكثري‬ ‫من أصواتها يف االنتخابات األخرية‪،‬‬ ‫ويبدو إن األحزاب الدينية حاولت‬ ‫استنساخ عملية التهجني يف الدورتني‬ ‫السابقة والحالية‪ ،‬وها هي تحاول‬ ‫ثانية إقناع شارعها بأنها ستكون‬ ‫خارج السلطة التنفيذية ليك يتسنى‬ ‫لها معارضتها‪ ،‬رغم إن النتائج‬ ‫األخرية كانت مخيبة ألمالها يف‬ ‫الجلوس عىل مقاعد برملانية تعطيها‬ ‫نفوذا اكرب‪ ،‬بل عىل العكس أعطت‬ ‫مؤرشا أكد إن شعبيتها النسبية‬ ‫التي كانت قد تحققت يف دورات‬ ‫سابقة من االنتخابات إمنا جاءت‬ ‫بسبب خالفات الحزبني الرئيسيني‬ ‫(الدميقراطي واالتحاد) وادعائها بأنها‬ ‫تحارب ظاهرة الفساد‪ ،‬مام تسبب يف‬

‫تورمها عىل شاكلة األعراض الجانبية‬ ‫لبعض األدوية‪ ،‬هذا التورم رسعان ما‬ ‫انكمش يف االنتخابات األخرية وظهر‬ ‫حجمها الحقيقي ليس يف الشارع‬ ‫االنتخايب فحسب بل لدى مساحات‬ ‫واسعة من األهايل التي تؤمن فطريا‬ ‫بأنه ال عالقة للدين بالسياسة‪ ،‬وان‬ ‫الدين عالقة روحية ثابتة بني الفرد‬ ‫ومعتقداته‪ ،‬ال ميكن التالعب بها‬ ‫وإدخالها يف عامل السياسة املتقلب‪.‬‬ ‫وعىل ضوء تلك النتائج أقصت‬ ‫هذه األحزاب نفسها عن املشاركة‬ ‫بالحكومة ظنا منها بأنها سرتيض‬ ‫ما تبقى من مؤيديها‪ ،‬وتلملم‬ ‫مؤيدين جدد لصفوفها مستقبال‪،‬‬ ‫وبذلك وألول مرة منذ استقالل‬ ‫اإلقليم ذاتيا وتشكيل حكومته‬ ‫األوىل يف ‪1992‬م‪ ،‬تأيت الكابينة‬ ‫التاسعة لحكومة كوردستان خالية‬ ‫من أحزاب اإلسالم السيايس‪ ،‬مام‬ ‫يعطي رغم كل التفسريات انطباعا‬ ‫أوليا باتساع مساحات الثقافة‬ ‫املدنية وتكريس نظام علامين يحرتم‬ ‫األديان لكنه يبعدها عن فضاءات‬ ‫السياسة وإدارة الدولة‪ ،‬كمقدمات‬ ‫مهمة لترشيع دستور دائم لإلقليم‪،‬‬ ‫تعمل السلطتني الترشيعية‬ ‫والتنفيذية عىل تحقيقه خالل‬ ‫دورتها الحالية‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪24‬‬

‫قوة كوردستان‬ ‫بصـالبـة رجالـها‬ ‫حسن شنكالي‬

‫شهدت كوردستان عىل مر‬ ‫تأريخها منذ عقود من الزمن‬ ‫مقارعة األنظمة الدكتاتورية التي‬ ‫تسلطت عىل رقاب الشعوب من‬ ‫أجل كبح جامح املناضلني املتعطشني‬ ‫للحرية واإلستقالل بعد أن مرت‬ ‫مبحطات مفعمة بالنضال لتنجب يف‬ ‫تلك الظروف العصيبة قادة شجعان‬ ‫نهلوا من نهج املقاومة الرشيفة‬ ‫وليكملوا املسرية جي َال بعد جيل‬ ‫ويستمدوا قوتهم من صالبة رجالها‬

‫األشداء امللتزمني بعقيدتهم القومية‬ ‫بدأَ من الشيخ سعيد بريان والقايض‬ ‫محمد واملال مصطفى البارزاين‬ ‫وعبدالرحمن قاسملوا ومسعود‬ ‫البارزاين وأنتها َء بالجيل الثاين من‬ ‫زعامء الكورد وقادتهم الذين برزوا‬ ‫عىل الساحة السياسية يف اآلونة‬ ‫األخرية كونهم ميثلون خري خلف‬ ‫لخري سلف وأخص بالذكر ما أفرزته‬ ‫الساللة البارزانية من خرية شبابها‬ ‫شامخني كشموخ جبال كوردستان‬ ‫الشامء نيجريفان البارزاين ومرسور‬ ‫البارزاين ليتصدروا دفة الحكم يف‬ ‫أقليم كوردستان العراق ‪.‬‬ ‫ال يخفى عىل املتتبعني بالشأن‬ ‫الكوردستاين ما آلت اليه األوضاع بعد‬ ‫السادس عرش من أكتوبر يحجة فرض‬ ‫سلطة القانون يف كركوك واملناطق‬ ‫املتنازع عليها حيث ملع نجم السيد‬ ‫نيجريفان البارزاين يف معالجة الوضع‬ ‫السيايس الذي تراجع بعد أجراء‬ ‫األستفتاء عىل األستقالل بوصفه‬ ‫مسؤو ًال تنكوقراطياً بعد ترؤسه لعدة‬ ‫حكومات يف أقليم كوردستان وخربته‬ ‫اإلدارية وحنكته السياسية وسعة‬ ‫صدره يف أدارة الدولة يف األزمات‬ ‫حيث متكن خالل توليه الحكومة من‬ ‫الحفاظ عىل وحدة إقليم كوردستان‬ ‫ومنع محاوالت تقسيمه ومد الجسور‬ ‫بني األحزاب الكوردستانية كام لعب‬

‫دورا كبري يف األزمة االقتصادية‬ ‫التي عصفت يف االقليم يف ‪2014‬‬ ‫وساهم بفعالية يف إعادة العالقات‬ ‫الدبلوماسية مع دول الجوار خصوصا‬ ‫تركيا وايران بعد احداث السادس‬ ‫عرش من إكتوبر‪ ,‬كام عرف كرجل‬ ‫إقتصاد حيث ساهم بفعالية يف‬ ‫جلب االستثامرات وإنعاش الوضع‬ ‫االقتصادي يف إقليم كوردستان‬ ‫وإطالق العديد من املشاريع الخدمية‬ ‫والتنموية‪.‬‬ ‫وخالل الحملة األنتخابية ألنتخابات‬ ‫أقليم كوردستان العراق رفع الحزب‬ ‫الدميقراطي الكوردستاين شعار‬ ‫من أجل كوردستان أقوى وهاهي‬ ‫كوردستان تويف بوعدها ملؤيديها‬ ‫وللكوردستانيني والعامل أجمع لتكون‬ ‫قوية برجالها وقادتها الذين نهلوا‬ ‫من مدرسة النضال والفداء التي‬ ‫أرىس دعامئها األب الروحي للكورد‬ ‫املال مصطفى البارزاين الخالد بعد‬ ‫أن تعهدت بتقديم أفضل الخدمات‬ ‫ملواطنيها دون متييز من خالل‬ ‫الربنامج الحكومي الذي أطلقه‬ ‫مرسور البارزاين بعد تسنمه مهام‬ ‫رئاسة الوزراء يف الكابينة الوزارية‬ ‫التاسعة ‪.‬‬ ‫هنيئاً لكوردستان بقادتها ورجالها‬ ‫وهنيئاً لقادة كوردستان بشعبها‬ ‫الصابر املحتسب عىل الشدائد ‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪26‬‬

‫فيلي ‪ /‬ماجد محمد صالحان‬

‫معلومات جديدة‬ ‫عن االمبراطورية‬ ‫المكتشفة‬ ‫حديثا في اقليم‬ ‫كوردستان‬

‫اكتشف علامء آثار أملان‬ ‫وعراقيون قرصاً بني يف العرص‬ ‫الربونزي‪ ،‬يصل عمره لـ‪ 3400‬عام‪،‬‬ ‫عىل الضفة الرشقية لنهر دجلة يف‬ ‫إقليم كوردستان‪.‬‬ ‫ومتكن الفريق العلمي الدويل من‬ ‫الكشف عن بعض معامل وسرية هذا‬ ‫املوقع األثري التاريخية خالل وقت‬ ‫قصري‪ ،‬أتاحه انحسار ماء سد املوصل‬ ‫بسبب الجفاف‪ ،‬إال أن ارتفاع‬ ‫منسوب املاء مجدداً غطى القرص‪.‬‬ ‫ففي الخريف املايض‪ ،‬أدت املياه‬ ‫املنحرسة يف خزان سد املوصل إىل‬

‫ظهور آثار غري متوقعة ملدينة قدمية‪،‬‬ ‫ما استدعى إطالق علامء اآلثار فريقاً‬ ‫علمياً للتنقيب عن اآلثار املنكشفة‪.‬‬ ‫ترأسه الدكتور حسن قاسم ممث ًال‬ ‫عن منظمة اآلثار الكوردستانية‪،‬‬ ‫والدكتورة إيفانا بوليز من معهد‬ ‫«توبنغن لدراسات الرشق األدىن‬ ‫القديم» امللحق بجامعة «توبنغن»‬ ‫األملانية‪.‬‬ ‫يقول دكتور قاسم «هذا أحد أهم‬ ‫االكتشافات األثرية يف املنطقة خالل‬ ‫العقود األخرية»‪ ،‬وفق ما نرش املوقع‬ ‫الرسمي للجامعة‪.‬‬

‫ويف تقرير الدكتورة بوليز‪ ،‬قالت إن‬ ‫القرص «مصمم بعناية مع جدران‬ ‫طينية داخلية ضخمة من الطوب‬ ‫يصل سمكها إىل مرتين‪ .‬ويصل‬ ‫ارتفاع بعض الجدران ألكرث من‬ ‫مرتين»‪.‬‬ ‫وتضيف «لقد وجدنا أيضا بقايا‬ ‫لوحات جدارية بألوان زاهية‬ ‫باللونني األحمر واألزرق‪ ،‬تعود‬ ‫لأللفية الثانية قبل امليالد‪ .‬رمبا كانت‬ ‫الجداريات سمة منوذجية للقصور‬ ‫يف الرشق األدىن القديم‪ ،‬ولكن نادراً‬ ‫ما نجدها محفوظة»‪.‬‬ ‫ومن خالل الكتابات املسامرية التي‬ ‫عرث عليها عىل أحد الجدران‪ ،‬توضح‬ ‫أن اسم هذا املوقع «كيمون»‪،‬‬ ‫ويعود للحضارة امليتانية‪ ،‬التي تعترب‬ ‫إحدى الحضارات البرشية الغامضة‬ ‫بسبب ق ّلة الدراسات حولها واآلثار‬ ‫املتبق ّية منها‪.‬‬ ‫لكن ما الحقائق التي تم تأكيدها‬ ‫حول الحضارة امليتانية؟ هذه ‪10‬‬ ‫معلومات عنها‪ ،‬وفق مواقع بحثية‬ ‫ودراسات تاريخية‪:‬‬ ‫‪ 1‬عُ رفت اململكة امليتانية لدى‬‫السكان املحليني واآلشوريني‬ ‫بالهانيجالبات وميتاين بالنسبة‬ ‫للمرصيني‪ ،‬وامتدت حدودها من‬ ‫شامل العراق وصوال إىل سوريا‬ ‫وتركيا كدولة عظيمة الشأن‪.‬‬ ‫‪ 2‬بني اآلثار املتبقية منها‪ ،‬عُ رث عىل‬‫أقدم كت ّيب لتدريب الخيل يف العامل‪،‬‬

‫يعود تاريخه لعام ‪ 1345‬ق‪.‬م‪ .‬كتب‬ ‫عليه «هكذا تكلم كيكويل سيد‬ ‫مدريب الخيل يف أرض ميتاين»‪.‬‬ ‫‪ 3‬حكم امليتانيون املنطقة بني‬‫شامل نهري دجلة والفرات بني‬ ‫عامي ‪ 1475‬و‪ 1275‬قبل امليالد‪.‬‬ ‫‪ 4‬ملوك امليتانيني كانوا يف البداية‬‫هندوأوروبيني إال أنهم استخدموا‬ ‫اللغة الحورية‪ .‬كتبت املؤرخة‬ ‫غواندلن لييك «كان سكان مملكة‬ ‫ميتاين يف الغالب حوريني لكن‬ ‫ملوكهم هندوأوروبني‪ ،‬عبدوا آلهة‬ ‫بأسامء فيدية مثل إندرا وأروانا‪.‬‬ ‫‪ 5‬كانت عاصمة امليتانيني ُتدعى‬‫«واشوكاين» تقع عىل منابع الخابور‬ ‫وهو أحد روافد نهر الفرات‪.‬‬ ‫‪ 6‬شارك امليتانيون يف معركة مجدّ و‬‫الشهرية‪ ،‬ونارصوا امللك قادش‬ ‫الذي هزم عىل يد املرصيني بقيادة‬ ‫تحتمس الثالث‪.‬‬ ‫‪ 7‬مكنت طبيعة األرايض الخصبة‬‫والهطوالت املطرية العالية‪ ،‬سكان‬ ‫املنطقة من إنتاج زراعي جيد‬ ‫وكذلك تربية لألبقار الخراف‬ ‫واملاعز‪ .‬كام مارس السكان التجارة‪.‬‬ ‫‪ُ 8‬تعد اململكة امليتانية (يف زمنها)‬‫إحدى أقوى أربع ماملك يف املنطقة‪،‬‬ ‫إىل جانب مرص ومملكة الحيثيني‬ ‫وكاردونياش‪.‬‬ ‫‪ 9‬د ّلت اآلثار املتبق ّية عىل ازدهار‬‫اململكة بني األعوام (‪ 1500‬و‪)1240‬‬ ‫قبل امليالد‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪28‬‬

‫عمال ايرانيون يغزون االسواق يف اقليم كوردستان ويحققون اضعافا من االرباح‬

‫عند تقاطع إحدى الطرق يف‬ ‫مدينة أربيل‪ ،‬كربى مدن اقليم‬ ‫كوردستان العراق‪ ،‬يتسابق عامل‬ ‫إيرانيون للصعود إىل شاحنة صغرية‪،‬‬ ‫بعدما أجربتهم ضغوط العقوبات‬ ‫األمريكية عىل عبور الحدود بحثاً عن‬ ‫فرص عمل بأجر يومي يف العراق‬ ‫املجاور‪.‬‬ ‫غالبية هؤالء كورد يضعون قبعات‪،‬‬ ‫ويربطون حقائب قامشية حول‬ ‫خصورهم‪ ،‬يف انتظار الحصول عىل‬ ‫فرصة عمل يف البناء أو غريه‪.‬‬ ‫يقول رستم (‪ 31‬عاماً)‪ ،‬وهو عامل‬ ‫آت من مدينة أورميا‪ ،‬بشامل‬ ‫إيراين ٍ‬ ‫غريب إيران‪ ،‬إن املشكلة ليست‬ ‫الحصول عىل العمل‪ ،‬بل إن «العملة مل‬ ‫تعد لها قيمة هناك»‪ ،‬جراء العقوبات‬ ‫األمريكية التي أدت إىل ارتفاع التضخم‬ ‫إىل ‪ 52‬يف املائة‪ ،‬بعدما فقد الريال‬ ‫اإليراين نصف قيمته خالل عام واحد‪.‬‬ ‫يضيف رستم‪ ،‬وهو أب لطفلني‪،‬‬ ‫مفض ًال عدم ذكر اسمه الكامل خوفاً‬ ‫من تعرض أرسته للمساءلة‪« :‬يف نهاية‬ ‫يوم عمل‪ ،‬ميكنني رشاء دجاجة‪ ،‬لكن‬ ‫العائلة تحتاج إىل أشياء أكرث من‬ ‫دجاجة»‪.‬‬ ‫بدوره‪ ،‬يقول رضا رستمي اإليراين‬ ‫أيضاً‪ ،‬إنه يتقاىض «ما بني ‪ 25‬و‪ 30‬ألف‬

‫دينار عراقي يومياً (نحو ‪ 25‬دوالراً)»‬ ‫‪ ،‬معترباً أن ذلك «يعد مبلغاً جيداً»‬ ‫وهو ‪ 3‬أضعاف ما يحصله يف إيران‪.‬‬ ‫ويلفت رستم إىل أن ذلك مكسب عند‬ ‫العودة إىل إيران؛ خصوصاً مع ارتفاع‬ ‫أسعار املواد الغذائية والبضائع بشكل‬ ‫جنوين‪ ،‬بعيد التوتر األخري بني طهران‬ ‫وواشنطن‪ .‬ويضيف‪« :‬ال ميكن التنبؤ‬ ‫أبداً بالوضع االقتصادي‪ ،‬فقد تستيقظ‬ ‫صباحاً وتجد أسعار املواد الغذائية قد‬ ‫تضاعفت مقارنة باألمس»‪.‬‬ ‫وعىل غرار رستم‪ ،‬يعرب عامل إيرانيون‬ ‫آخرون إىل إقليم كردستان يف شامل‬ ‫العراق‪ ،‬بحثاً عن مقاولني يؤ ّمنون‬ ‫لهم أعام ًال‪ ،‬وبتأشريات سياحية ملدة‬ ‫شهر‪.‬‬ ‫يعمل هؤالء ملدة ‪ 28‬يوماً متواص ًال‪،‬‬ ‫ليعودوا بعدها إىل بيوتهم يف إجازة‪،‬‬ ‫وهم يحملون لعائالتهم الشاي‬ ‫ولوازم األطفال ومواد أخرى مل تعد‬ ‫سهلة املنال يف إيران‪.‬‬ ‫يقول عامل االجتامع الفرنيس العراقي‪،‬‬ ‫عادل بكوان‪ ،‬إن هؤالء العامل‬ ‫مهاجرون بشكل مؤقت‪ ،‬ليس فقط‬ ‫«لتلبية الحاجة»‪ ،‬يف وقت تعود‬ ‫فيه االستثامرات ببطء إىل كردستان‬ ‫العراق‪ ،‬بل ينظر إليهم أيضاً «كمصدر‬ ‫للرثوة»‪.‬‬

‫ويوضح بكوان لوكالة الصحافة‬ ‫الفرنسية أنه «إضافة إىل أنهم‬ ‫يشغلون مهناً ذات قيمة منخفضة‬ ‫ثقافياً واجتامعياً يف املجتمع الكوردي‬ ‫العراقي‪ ،‬فإن نفقات هؤالء املياومني‬ ‫اإليرانيني توفر مصدر دخل»‪.‬‬ ‫وحتى إذا أرغموا عىل مغادرة العراق‬ ‫بشكل دوري‪ ،‬فإن رستم ورضا‬ ‫وآخرين‪ ،‬يعودون برسعة خالل أقل‬ ‫من أسبوع من الراحة عند عائالتهم‪.‬‬ ‫يف أربيل‪ ،‬يسكن كثريون لدى خورشيد‬ ‫شقالوي‪ ،‬وهو عراقي يبلغ من العمر‬ ‫مبان قدمية إىل‬ ‫‪ 54‬عاماً‪ ،‬ح ّول ‪3‬‬ ‫ٍ‬ ‫فندق إقامة للعامل األجانب‪ .‬ويقول‬ ‫شقالوي‪« :‬يف الخريف املايض‪ ،‬مل‬ ‫يكن لديّ إال ‪ 58‬نزي ًال من العامل‬ ‫اإليرانيني يف فندقي‪ ،‬اآلن لديّ ‪،»180‬‬ ‫يستأجرون غرفاً مبساحة ‪ 9‬أمتار‬ ‫مربعة‪ ،‬ينام يف كل واحدة منها ‪4‬‬ ‫أشخاص‪ ،‬مقابل ‪ 3‬دوالرات للشخص‬ ‫يف الليلة الواحدة‪.‬‬ ‫ويتابع القول‪ ،‬اليوم كل الغرف‬ ‫مشغولة‪ ،‬لذلك «رفضت زبائن‪،‬‬ ‫جميعهم إيرانيون»‪ .‬وتؤكد السلطات‬ ‫الكردية العراقية عدم توفر إحصائيات‬ ‫لهؤالء العامل القادمني عرب الحدود‪.‬‬ ‫من جانبهم‪ ،‬ال ينظر العامل العراقيون‬ ‫بعداء تجاه العامل اإليرانيني‪ ،‬عىل‬

‫غرار ريبني سياماند‪ ،‬الذي كان يبني‬ ‫سوراً خارجياً ألحد املنازل يف أربيل‪.‬‬ ‫يقول هذا العراقي الكوردي‪ ،‬البالغ‬ ‫من العمر ‪ 27‬عاماً‪« :‬هم يتقاضون‬ ‫نفس أجورنا»‪ .‬لكنه يضيف أنه‬ ‫يف حال قرر اإليرانيون االستمرار‬ ‫باملجيء بأعداد كبرية وكرس األسعار‬ ‫وتخفيض أجورهم‪ ،‬فلن يتم الرتحيب‬ ‫بهم بالطريقة نفسها‪.‬‬

‫ومنذ فرباير (شباط) املايض‪ ،‬يأيت‬ ‫سليامن طه اإليراين إىل العراق‪ ،‬محم ًال‬ ‫يف حوض شاحنته الصغرية منحوتات‬ ‫صغرية لحيوانات‪ ،‬ليبيعها هناك‪.‬‬ ‫ورغم أنه يحمل شهادة جامعية يف‬ ‫الرياضيات‪َ ،‬ق ِبل طه (‪ 27‬عاماً) بهذا‬ ‫العمل الصغري ملساعدة عائلته‪ ،‬التي‬ ‫تعيش يف محافظة سناندج بغرب‬ ‫إيران‪ ،‬والتي تبعد ‪ 300‬كيلومرت عن‬

‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫أربيل‪ .‬وهو يبحث حالياً عن منزل‬ ‫يف أربيل الستقبال أصدقائه وأقربائه‬ ‫الذين يسعون للسري عىل خطاه‪.‬‬ ‫ويوضح أنه «قبل العقوبات األخرية‪،‬‬ ‫كنا نأكل اللحم ‪ 3‬مرات يف األسبوع‪،‬‬ ‫أما اآلن فمرة واحدة فقط»‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬إذا ما هاجرنا‪ ،‬فذلك‬ ‫ببساطة إلطعام عائالتنا»‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪30‬‬ ‫تقدمت بهذا العنوان تقريرآ دراسيآ عام ‪ 1966‬واستندت اىل مبادئ‬ ‫القانونية الفرنسية واالمريكية واالنكليزية وجميعها ترتكز عىل وجوب‬ ‫ثالثة رشوط ارض اقليمية لغة مشرتكة وعقيدة ثقافية وال يشرتط عدد النفوس‬ ‫التي كانت القل من مليون بالنسبة للدول التي صارت اعضاء يف االمم املتحدة‬ ‫مثل جيبويت وجزر سيشيل وقطر واالمارات وداهومي ونيبال ‪.‬‬ ‫انني اذ اتذكر املوضوع اشعر بأختناق مقذع حني وجدت بعض اصدقايئ العرب‬ ‫والرتكامن شنوا عيل هجومآ غري مربر وكأنني نابزت عقائد مقدسة لهم والطريف‬ ‫ان الرتكامن كانوا يرونني متعصبآ قوميآ يؤيدونهم العرب ( القوميني ) فقد‬ ‫اجبتهم نحن كدميقراطي كردستاين ( انذاك ) نؤمن بحقوق الرتكامن والعرب يف‬ ‫كردستان اذا صار كيانآ ونص النظام الداخيل للحزب عىل قبول الرتكامن والعرب‬ ‫يف صفوف الحزب عىل اعتبار انهم مرتبطني مصرييآ بالكرد وهنا رد الرتكامن‬ ‫وكيف تربطون مصري الرتكامن بالكرد وهم بقدر نفوسكم ان مل يكونوا اكرث وكانت‬ ‫اجابتي نحن نتحدث يف مصالح الناس االجتامعية وذوي املهن والحرف واالسواق‬ ‫وال نبحث عن مسائل سياسية طبعآ كان املوضوع حارضآ يف ذهن مام جالل حني‬ ‫قرر التوزيع الثاليث يف كركوك اذ انه لدى اكتشاف النفط يف ‪ 1920‬كان الرتك‬ ‫يرصون عىل زيادة نفوسهم يف املدينة ثم جاء الدور البعثي الذي هدم حتى دور‬ ‫عامل رشكة النفط ذات االكرثية الكردية ونجدهم اليوم وقد وصلت فيهم العقلية‬ ‫النابعة يف حصولهم عىل امتيازات يف العقود الزراعية وامتالك للعقارات والدور‬ ‫البل حتى الشقق السكنية صارت للعرب حتى ان ضباط امن ومخابرات تركامن‬ ‫غريوا القابهم اىل العربية ليصلوا اىل تلك املناصب ‪.‬‬ ‫واملشكلة تبدو اقل وقعآ ونحن نرى كردستان االقليم قد ازدهرت واول من ميتلك‬ ‫شققآ يف اربيل والسليامنية هم اعضاء مجلس املحافظة من العرب والرتكامن ‪.‬‬ ‫والن الكرد مكتوون بنار التمييز فقد ركزت االدارة الكردية عىل اعادة تعمري‬ ‫كركوك بسابقة جميلة جعلت املتنافسني معهم يشتمون حتى الذين قدموا هذه‬ ‫الخدمات ‪.‬‬ ‫( فمهال رسات القوم ) ومهال الفاطرين من صوم الكالم يف عهود خلت اذ حتى‬ ‫لو منحتهم امتيازات مقاربة يف بلدان اخرى غري انها بال نفط ( برتول ) التي تعترب‬ ‫كركوك رأس القامئة فقد قام مسيحيون بتأليف ثالث مجلدات عىل ان كركوك‬ ‫مسيحية ثم االخوة اليهود الذين يعتربون ان سكان قلعة كركوك كانوا يهودآ ‪.‬‬ ‫واليوم بعد اكتشاف النفط تحت قمة قرداغ وزاخوا واتروس وشيوا شوك وطق‬ ‫طق و‪ .‬و ‪ .‬و‪ .‬فنحن نريد ان نعمر قبور اهلنا ونحافظ عليها من االندثار النها‬ ‫تعترب الدليل القاطع عىل من هم الكركوكيون ثم ماذا للرتك ‪ 12‬دولة تركية‬ ‫وللعرب ‪ 22‬دولة عربية فلامذا يحسدوننا عىل ان نكون ذوي دولة واحدة وملاذا‬ ‫ال يجب ان يكون للكرد دولة ‪.‬‬

‫ترى ملاذا ليس للكرد دولة‬

‫صالح مندالوي‬

‫‪31‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫فيلي‬

‫‪32‬‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫{{و َق َ‬ ‫ض ٰى َرب َُّك أَ َّل َت ْع ُب ُدوا إِ َّل إِيَّا ُه‬ ‫َ‬ ‫َو ِب ْال َوالِ َدي ِْن إِحْ َس ًانا إِ َّما َيبْلُ َغ َّن ِعن َد َك‬ ‫ْال ِك َب َر أَحَ ُد ُه َما أَ ْو ِك َل ُه َما َف َل َت ُقل‬ ‫لَّهُ َما أُ ٍّ‬ ‫ف َو َل َت ْنهَ ْر ُه َما َو ُقل لَّهُ َما َق ْو ًل‬ ‫َك ِري ًما}}‬ ‫صدق اهلل العظيم‬ ‫كانت تسمى في العراق بالحاجة أم‬ ‫عبد‪ ،‬وفي بريطانيا بالحاجة «دا»‬ ‫الفيلي‪ ،‬وكلمة «دا» باللغة الكردية‬ ‫تعني «االم»‪.‬‬ ‫الحاجة ام عبد‪ ،‬او «دا» جدة‪ ،‬وأم‬ ‫فاضلة‪ ،‬وولية صالحة‪ ،‬عاشت بين‬ ‫ظهرانينا وعلى هذه االرض ألكثر من‬ ‫ثمانية عقود‪ ،‬وخطفها ملك الموت‬ ‫منا في االول من تموز هذا العام‪.‬‬

‫الحاجة‬ ‫أم عبد دا الفيلي‬ ‫لقمان الفيلي‬

‫‪33‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪34‬‬ ‫من مل يعرفها ويتعامل معها‬ ‫فقد خرس الكثري‪ ،‬وهو ال يعرف‬ ‫ماذا خرس‪ ،‬و َمن تع ّرف اليها وتعامل‬ ‫معها‪ ،‬كسب الكثري مام ال ميكن ان‬ ‫يكسبه إ ّال معها‪.‬‬ ‫عمرها كان يف حقبتني متساويتني من‬ ‫الزمن‪ ،‬عاشت اربعني عاماً منها يف‬ ‫وطنها‪ ،‬ومدينتها بغداد‪ ،‬مع زوجها‬ ‫العبد الصالح الحاج عبد الرحيم‬ ‫الفييل‪ ،‬وتلتها اربعون عاماً يف مدينة‬ ‫مهجرها مانشسرت يف اململكة املتحدة‪.‬‬ ‫حبها ومتسكها بدارها يف بغداد منعها‬ ‫حتى من ان تحلم طوال غربتها بانها‬ ‫خارجه‪ ،‬كانت تقول (رحمها الله‬ ‫سني هجريت ال احلم إ ّال وانا‬ ‫)‪»:‬طوال ِّ‬ ‫يف منزيل يف بغداد»‪ .‬قناعتها بقسمتها‬ ‫وقضاء الله وقدره وقوة اميانها اعطتها‬ ‫من السكينة ما جعلها ال تشتيك من‬ ‫صعوبة الغربة‪ ،‬او الهجرة القرسية‬ ‫التي عاشتها‪.‬‬ ‫ليك نتحدث عن عظمة السيدة‬ ‫الوالدة التي رحلت عنا اىل السامء‬ ‫مع عليني والصالحني‪ ،‬علينا ان نصف‬ ‫صورة واقعها وفضاءات محيطها‪.‬‬ ‫هذه االم الفاضلة ام الثني عرش‬ ‫من االبناء‪،‬وجدة ألكرث من ستني‬ ‫حفيداً وابناء االحفاد‪ ،‬وام للعرشات‬ ‫من الذين ارضعتهم من حليبها‬ ‫الطاهر‪ .‬مرشوعها الرتبوي كان قامئاً‬ ‫عىل ثالث ركائز‪ :‬إصالح األبدان‪،‬‬ ‫واالديان‪ ،‬واالخالق‪ .‬كانت من الذين‬ ‫تسميهن لغة وكالم العرب من النساء‬ ‫«ا ُمل َخدِّ َرات»‪ ،‬اي الكرميات من النساء‬

‫الاليت ال يخرجن من دارهن إ ّال ألمر‬ ‫جلل‪ ،‬مل تسافر يف عمرها (مع وضعها‬ ‫امليسور مادياً) إ ّال قلة‪ ،‬حجاً لبيت‬ ‫الله الحرام‪ ،‬وزيارة املراقد يف سوريا‬ ‫وايران‪.‬‬ ‫مل تعرف القراءة والكتابة (إ ّال كتابة‬ ‫االرقام وبحجم كبري وعىل قصاصات‬ ‫غري متشابهة لتتذكر ارقام التليفونات)‬ ‫ومتسك القلم كاألطفال ومل متلك يوماً‬ ‫حاسوباً او هاتفاً ذكياً او تستعمل‬ ‫الكومبيوتر او اي جهاز الكرتوين اخر‪.‬‬ ‫كرمها ال حد له‪ ،‬تطبخ بنفسها‬ ‫للضيوف‪ ،‬دارها قبلة‪ ،‬وديوان‪ ،‬ومحل‬ ‫زيارة ودار ضيافة عىل طول اليوم‪.‬‬ ‫لديها مخزون اكل للحاالت الطارئة‬ ‫دوماً‪ ،‬طباخة ماهرة وخاص ًة لألكالت‬ ‫الشعبية العراقية‪ .‬اقراص خبزها ليس‬ ‫الذ منها‪( ،‬باچتها) ماركة مسجلة‪.‬‬ ‫خصالها الحسنة ال ُتعد وال تحىص‪،‬‬ ‫ا ُملعرف منها لنا‪ :‬الحب‪ ،‬اإليثار‪،‬‬ ‫الرحمة‪ ،‬البساطة‪ ،‬الصدق‪ ،‬اإلميان‪،‬‬ ‫الحلم‪ ،‬التقوى‪ ،‬بشاشة الوجه‬ ‫ِ‬ ‫واملعرش‪ ،‬الحكمة‪ ،‬الشجاعة‪ ،‬الصرب‪،‬‬ ‫الحث عىل الرزق الحالل‪ ،‬قضاء‬ ‫حوائج االخرين‪ ،‬ايجابية الطرح‪ ،‬ال‬ ‫تنقل الكالم‪ ،‬ال تذكر االخر إ ّال بالخري‪.‬‬ ‫باملخترص نقول‪ :‬مل يتعرف عليها احد‬ ‫وسحر‬ ‫اال وأحبها ومتسك مبعرفتها ُ‬ ‫بجامل خصالها‪ ،‬كرمها جعلها ال تبخل‬ ‫عىل االخر بوقتها وصحتها‪ ،‬ومادياً اذا‬ ‫استطاعت إىل ذلك سبيال‪.‬‬ ‫اما من ناحية الثقافة‪ ،‬فلغتها العربية‬ ‫متواضعة‪ .‬ال تعرف من اللغات إ ّال‬ ‫الكردية وباللهجة الفيلية فقط‪ ،‬ولكن‬ ‫مع هذا ترى لها عالقات متشعبة‪،‬‬ ‫مختلفة‪ ،‬طويلة االمد‪ ،‬متابعة‪ ،‬صبورة‬

‫مع االخر‪ ،‬واصدقاؤها بأعامر واجناس‬ ‫متنوعة ومن جغرافيا مختلفة‪ ،‬ال متيز‬ ‫يف هذه العالقات بني الكردى والعريب‪،‬‬ ‫مسلم او غري مسلم‪ ،‬تقيم عالقة‬ ‫صداقة ومحبة وأخوة مع جميع افراد‬ ‫العوائل التي تتعرف عليها‪ ،‬تتذكر‬ ‫مناسبات االخر وتتواصل معهم‪،‬‬ ‫اعراساً كانت ام اتراحاً ام والدات‪،‬‬ ‫وكانت معروفة بدعمها املعنوي‬ ‫للجميع‪.‬‬ ‫كانت ملتزمة دينياً ومواظبة عىل‬ ‫الصالة‪ ،‬لبسها محتشم و»من اهل‬ ‫گبل»‪ ،‬ال تستمع إ ّال للقران الكريم وال‬ ‫ترى من التلفاز إ ّال االذاعات الدينية‪.‬‬ ‫مل تتشاجر يوماً مع احد‪ ،‬ال جار‪ ،‬وال‬ ‫زوجة ابن‪ ،‬وال قريب أو غريب‪ ،‬تعطي‬ ‫النصيحة بحنان وحكمة‪ ،‬تسامح‬ ‫وتنىس سوء ترصف االخر معها برسعة‬ ‫مفرطة‪ ،‬مل تكن تحب ان تطلب من‬ ‫االخر شيئاً لنفسها بل لألخر املحتاج‬ ‫أينام كان وال تخجل من ذلك‪.‬‬ ‫تتابع االخبار السياسية وتتفهم‬ ‫ابعادها وتعطي النصيحة ملن تراهم‬ ‫من سياسيني ولكن باملخترص املفيد‬ ‫فقط‪ ،‬كانت نبيهة جداً‪ ،‬وتعرف‬ ‫بقوانني البالد ونظامها السيايس‪.‬‬ ‫شجاعة‪ ،‬تواجه الظامل‪ ،‬وتذهب‬ ‫لسجن ابو غريب او غريها من‬ ‫السجون واملعتقالت لزيارة املعتقلني‬ ‫السياسيني ممن تعرفهم او تعتقد‬ ‫ان ال اهل لهم لتخفف عنهم وحشة‬ ‫السجن واالعتقال‪ ،‬وال تنىس ان تأخذ‬ ‫معها االكل ومستلزمات املعيشة‬ ‫للسجني‪ .‬كانت تشارك االحزاب‬ ‫الكردية واالسالمية يف فعالياتها‬ ‫السياسية ضد نظام الطاغية صدام‪،‬‬

‫تراها يف اغلب التظاهرات وكانت‬ ‫حالة انتباه للصحفيني األجانب‬ ‫لنشاطها وهي طاعنة يف السن عىل‬ ‫كريس املسنني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يقال ان بر الوالدين مطلوب إال يف‬ ‫فبك‬ ‫حاالت شاذة‪ ،‬اما معك يا امي دا ّ‬ ‫باملطلق عبادة‪ .‬وان كان االخر يقبل‬ ‫بالتعايش مع سكان هذه االرض‪،‬‬ ‫جسد‬ ‫فالحاجة ام عبد كانت ُتف ِّعل و ُت ِّ‬ ‫لنا نحن البرش معنى االمومة وااليثار‬ ‫والرحمة‪ .‬اسطورة متيش عىل االرض‬ ‫وبني ظهرانينا‪ ،‬االخر يقول ان الهند‬ ‫انتجت السيدة الفاضلة األم تريزا‪،‬‬ ‫اما نحن فقد رزقنا الرحمن بأم عبد‬ ‫ٌ‬ ‫لرزق عظيم‪.‬‬ ‫الفييل‪ ،‬وانه‬ ‫كيف ميكن لنا ان منأل هذا الفراغ‬ ‫الذي ترك ِته يف حياتنا برحيلك؟ يقال‬ ‫بأن الزمن كفيل بالنسيان‪ ،‬ولكني‬ ‫اقول بأن الصرب نعمة كفيلة بتخفيف‬ ‫أمل الفراق‪.‬‬ ‫الحاجة ام عبد‪ ،‬اسطورة‪ ،‬إنسانة‬ ‫خارقة‪ ،‬مالك‪ ،‬ويل‪ ،‬عصمتها اخالقية‬ ‫سمها ما تريد من مسميات‬ ‫وأدبية ‪ّ ،‬‬ ‫انسانية رائعة وستكون بخي ًال بحقها‬ ‫وبوصفها‪.‬‬ ‫مل تكن من اهل هذه االرض‪ ،‬وكأنها‬ ‫مبعوث او سفري السامء لسكان‬ ‫االرض لتجسد لهم معنى االنسانية‬ ‫وقيم السامء السمحاء‪ .‬هؤالء‪ ،‬من‬ ‫امثال الحجية دا‪ ،‬من السفراء القلة‬ ‫النادرين‪.‬‬ ‫مل تكن فقط قائدة للمجتمع الذي‬ ‫عاشت فيه‪ ،‬بل كانت إماماً جسدت‬ ‫ملن عارشها اثناء عقودها الثامنية‬ ‫عىل الواقع معنى ايثار القيادة‪.‬‬ ‫من تعرف عليك كان يغبطنا لعرشتنا‬

‫معك‪ ،‬وال يستحرض مع نفسه ان أمل‬ ‫ِ‬ ‫فراقك عنّا (وهذه من ُسنّة الحياة)‬ ‫سوف يكون أضعافاً واشد وطأة‪.‬‬ ‫فهل حقيقة الرحيل عنّا ترسخت يف‬ ‫حياتنا واستطعنا ان نتعايش معها‬ ‫بعد‪ ،‬اشك يف ذلك؟ وهل احدنا يعرف‬ ‫قيمة النعمة اال‬ ‫بفقدانها‪.‬‬ ‫ال َّله َُّم َو إِ ْن‬ ‫َس َب َق ْت َم ْغ ِف َر ُت َك‬ ‫َله َُم (الوالدين)‬ ‫َف َش ِّف ْعه َُم ِ َّ‬ ‫ف‪َ ،‬وإِ ْن‬ ‫َس َب َق ْت َم ْغ ِف َر ُت َك‬ ‫ِل َف َش ِّف ْع ِني‬ ‫كانت تشارك االحزاب الكردية‬ ‫ِفي ِه َم‪َ ،‬حتَّى‬ ‫واالسالمية يف فعالياتها‬ ‫َن ْجت َِم َع ِب َر ْأ َف ِت َك‬ ‫السياسية ضد نظام الطاغية‬ ‫ِف دَا ِر َك َرا َم ِت َك َو‬ ‫َم َح ِّل َم ْغ ِف َر ِت َك َو‬ ‫صدام‪ ،‬تراها يف اغلب‬ ‫َر ْح َم ِت َك إِ َّن َك ُذو‬ ‫التظاهرات وكانت حالة انتباه‬ ‫يم‬ ‫ا ْل َف ْض ِل ا ْل َع ِظ ِ‬ ‫للصحفيني األجانب لنشاطها‬ ‫يم‬ ‫َو ا ْل َمنِّ ا ْل َق ِد ِ‬ ‫َو أَ ْن َت أَ ْر َحمُ‬ ‫وهي طاعنة يف السن على‬ ‫اح ِمنيَ‪.‬‬ ‫ال َّر ِ‬ ‫كرسي املسنني‪.‬‬ ‫رحمك الله يا‬ ‫أمي‪..‬ويا معلمتي‬ ‫وملهمتي الغالية‬ ‫دا‬ ‫الحاجة‬ ‫الفييل‪ ..‬ونسأل‬ ‫العزيز الحكيم‬ ‫باملغفرة‬ ‫لك‬ ‫وان يجمعنا بك‬ ‫وبوالدي املرحوم‬ ‫الحاج عبد الرحيم الفييل يف جنات‬ ‫النعيم‪ ..‬امني يا رب العاملني‪...‬‬ ‫ابنك لقامن عبد الرحيم الفييل‬ ‫‪35‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪36‬‬

‫عالقتان أحالهما مرة‪ ..‬العراق بين ناري السعودية وإيران‬ ‫فيلي ‪ /‬علي حسني علي‬

‫‪37‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪38‬‬ ‫يف ظل التنافس الحاد بني‬ ‫السعودية وإيران يف املنطقة‪،‬‬ ‫يعد العراق هدفا رئيسيا بينهام‪ .‬غري‬ ‫أن هذا البلد ‪-‬وهو يف خضم مرحلة‬ ‫إعادة البناء‪ -‬ال ميكنه بأي حال من‬ ‫األحوال االنحياز إىل جانب دون‬ ‫اآلخر‪.‬‬ ‫ويف مقال موسع نرشه موقع أوريان‬ ‫‪ 21‬الفرنيس‪ ،‬ذكر الكاتبان كليهان‬ ‫تريم وشفاء الصرييف أن العراق كان‬ ‫من القوى اإلقليمية الكربى قبل عام‬ ‫‪ ،1991‬لكنه يجد نفسه اليوم مقحام‬ ‫يف التنافس بني إيران والسعودية‬ ‫عىل الزعامة اإلقليمية‪ ،‬وقد وازدادت‬ ‫الوضعية تعقيدا مع تصاعد التوترات‬ ‫العسكرية بني إيران وأمريكا‪.‬‬ ‫ويعتمد مستقبل العراق إىل حد‬ ‫بعيد يف مرحلة إعادة اإلعامر عىل‬ ‫مساعدة القوى اإلقليمية‪ .‬وإذا كانت‬ ‫إيران قد متكنت من نسج روابط‬ ‫معه منذ ‪ ،2003‬فإن السعودية‬ ‫كانت غائبة بشكل كبري‪ ،‬لكن اململكة‬ ‫تحاول اآلن العودة إىل العراق عن‬ ‫طريق دبلوماسية اقتصادية تهدف‬ ‫عىل الخصوص‪ -‬إىل مواجهة النفوذ‬‫اإليراين‪.‬‬ ‫إهامل سعودي‬ ‫قطعت السعودية عالقاتها مع‬ ‫العراق عام ‪ 1990‬بسبب الغزو‬ ‫العراقي للكويت‪ ،‬ومل يدفعها الغزو‬

‫عوض التركيز على‬ ‫تحسين العالقات‬ ‫الدبلوماسية الثنائية‪،‬‬ ‫حاولت الرياض تعزيز‬ ‫نفوذها لدى منظمات‬ ‫وسياسيين من السنة‪،‬‬ ‫قصد مواجهة التأثير‬ ‫اإليراني المتزايد‪.‬‬

‫األمرييك للعراق عام ‪ 2003‬إىل تطوير‬ ‫حوار دبلومايس مع الدولة الجديدة‪،‬‬ ‫بل تدهورت العالقات أكرث خالل‬ ‫عهد رئيس الوزراء العراقي األسبق‬ ‫نوري املاليك (‪ ،)2014-2006‬ألن‬ ‫السعوديني كانوا يرون أنه «رجل‬ ‫إيران»‪.‬‬ ‫وعوض الرتكيز عىل تحسني العالقات‬ ‫الدبلوماسية الثنائية‪ ،‬حاولت‬ ‫الرياض تعزيز نفوذها لدى منظامت‬ ‫وسياسيني من السنة‪ ،‬قصد مواجهة‬ ‫التأثري اإليراين املتزايد‪.‬‬ ‫طموحات بن سلامن‬ ‫تغري كل يشء يف ‪ ،2014‬عندما اجتاح‬ ‫تنظيم الدولة اإلسالمية مناطق‬ ‫واسعة من العراق وبات يهدد استقرار‬ ‫املنطقة واألمن الدويل‪ .‬فتكثفت‬ ‫جهود الرياض يف التعامل مع العراق‬ ‫بعد فتح سفارة لها ببغداد يف نهاية‬ ‫‪ ،2016‬وتعيني محمد بن سلامن وليا‬

‫للعهد يف حزيران‪/‬يونيو ‪.2017‬‬ ‫انتهج بن سلامن سياسة أكرث طموحا‬ ‫حيال العراق مستغال نقاط القوة‬ ‫السعودية واملصالح املشرتكة بني‬ ‫البلدين‪ ،‬ومع ذلك يبقى الطموح‬ ‫السعودي األسايس متمثال يف احتواء‬ ‫النفوذ اإليراين‪.‬‬ ‫من جهتها بنت إيران عالقة متميزة‬ ‫مع العراق بفضل جهود متصلة منذ‬ ‫‪ ،2003‬ومتكنت من نسج شبكة‬ ‫من العالقات الرسمية مع نخبها‬ ‫السياسية‪ ،‬السنية والشيعية عىل حد‬ ‫سواء‪ ،‬كام تضاعفت التجارة الثنائية‬ ‫بني البلدين لتصل إىل ‪ 12‬مليار دوالر‬ ‫يف ‪.2018‬‬ ‫ويعتمد العراق عىل إيران يف مجال‬ ‫الطاقة خاصة لتجنب انقطاع‬ ‫الكهرباء‪ ،‬حتى أن بغداد حصلت عىل‬ ‫استثناء السترياد الطاقة من إيران يف‬ ‫ظل العقوبات األمريكية املفروضة‬ ‫عىل طهران‪.‬‬ ‫تناقض‬ ‫واعترب التقرير أن النفوذ اإليراين يف‬ ‫العراق غالبا ما يكون مبالغا فيه‬ ‫أو مقلال من شأنه‪ ،‬وفقا للتقييامت‬ ‫املتناقضة للقوى اإلقليمية؛ لكن‬ ‫الحقيقة تكمن يف مكان ما بني هذا‬ ‫وذاك‪.‬‬ ‫وتظل إيران والعراق جارتني عليهام‬ ‫الحفاظ عىل عالقات ودية‪ ،‬وال مينع‬ ‫ذلك من وجود بعض الخالفات أحيانا‬ ‫ويشء من الريبة املتبادلة‪.‬‬

‫وال يريد العراق أن يكون ساحة‬ ‫معركة للتنافس بني القوى اإلقليمية‬ ‫أو الدولية‪ ،‬وال يريد املشاركة يف‬ ‫تحالف ضد إيران‪.‬‬ ‫وحتى إن كان العراق يريد تكامال‬ ‫اقتصاديا أكرب مع جريانه العرب قصد‬ ‫الحد من تبعيته االقتصادية لرتكيا‬ ‫وإيران‪ ،‬فإنه ال يريد تغذية الطائفية‬ ‫وانعدام التوازن اإلقليمي عرب إعادة‬ ‫توجيه دبلوماسيته االقتصادية‪.‬‬ ‫فرص للرياض‬ ‫أمام السعودية فرصة مثىل للتعاون‬ ‫مع العراق‪ ،‬وقد اتخذت قرارات‬ ‫باالستثامر يف هذا االتجاه‪ ،‬ولكن‬ ‫عليها أن تتنبه إىل رضورة عدم‬ ‫تأليب العراق ضد إيران‪ ،‬أو جر‬ ‫السلطات العراقية إىل االنحياز إىل‬ ‫أحد األطراف يف التنافس من أجل‬ ‫الزعامة اإلقليمية‪.‬‬ ‫كام ال ميكن للسعوديني تعويض‬ ‫التجارة غري النفطية‪ ،‬ألن البضائع‬ ‫اإليرانية ليست من نفس املنتجات‬ ‫التي تصدرها السعودية‪ .‬يف املقابل‪،‬‬ ‫ميكن للسعودية أن تفتح أمام العراق‬ ‫فرصا اقتصادية جديدة من شأنها‬ ‫تنويع االقتصاد العراقي‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل قنوات مؤسساتية بدال من‬ ‫الروابط مع شخصيات‪ ،‬كام ميكنها‬ ‫الرتكيز عىل سوق الغاز والنفط‬ ‫للتخفيف من تبعية العراق إليران يف‬ ‫هذا املجال‪.‬‬ ‫وقد بدأت السعودية فتح الفرص‬

‫الجديدة املشار إليها‪ ،‬وذلك عرب‬ ‫مشاريع تهدف إىل زيادة تبادالتها‬ ‫عرب الحدود وتطوير البنى التحتية‬ ‫العراقية‪ ،‬وأيضا بتشجيع االستثامر‬ ‫الخاص يف السوق العراقية‪ ،‬كام‬ ‫فتحت معرب عرعر الحدودي‪ ،‬وأعلنت‬ ‫عن إنشاء مجلس تنسيق للتجارة‬ ‫السعودية العراقية‪.‬‬ ‫وقد وعدت الرياض مبليار دوالر من‬ ‫خالل الصندوق السعودي للتنمية‪،‬‬ ‫وقرض للتصدير بخمسمئة مليون‬ ‫دوالر خالل املؤمتر الدويل إلعادة‬ ‫إعامر العراق الذي انعقد بالكويت‬ ‫يف فرباير‪/‬شباط ‪ ،2018‬وقدمت‬ ‫منحة مبليار دوالر من أجل بناء‬ ‫مدينة رياضية كاملة‪.‬‬ ‫إال أن النشاط االقتصادي السعودي‬

‫أمام السعودية فرصة‬ ‫مثلى للتعاون مع‬ ‫العراق‪ ،‬ولكن عليها‬ ‫أن تتنبه إلى ضرورة‬ ‫عدم تأليب العراق ضد‬ ‫إيران‪ ،‬أو جر السلطات‬ ‫العراقية إلى االنحياز‬ ‫إلى أحد األطراف في‬ ‫التنافس من أجل‬ ‫الزعامة اإلقليمية‪.‬‬

‫مع العراق يواجه تعقيدات بسبب‬ ‫الوضع املايل والسيايس الصعب‬ ‫لألخري‪.‬‬ ‫فعىل الرغم من وجود مشاريع‬ ‫تعاون طموحة‪ ،‬مل تتخذ خطوات‬ ‫ملموسة كثرية‪ ،‬فالرشكات الخاصة‬ ‫والعمومية السعودية ال تستثمر‬ ‫كثريا يف العراق‪ ،‬بسبب تفيش الفساد‬ ‫والظروف األمنية غري املستقرة‪.‬‬ ‫طويلة األمد‬ ‫هذه لحظة مفصلية يف تاريخ العراق‪،‬‬ ‫ولدى السعودية ودول الخليج‬ ‫األخرى فرصة سانحة اليوم للتعامل‬ ‫مع الحكومة العراقية الجديدة وبناء‬ ‫الثقة بني مؤسساتها ومؤسسات‬ ‫العراق‪.‬‬ ‫لن تتمكن هذه الدول متاما من‬ ‫الحلول مكان إيران ونفوذها داخل‬ ‫العراق‪ ،‬ولكن بإمكانها الحد من‬ ‫تأثريها االقتصادي من خالل انتهاج‬ ‫سياسة خارجية نشطة ومدروسة‪،‬‬ ‫تقيم عالقات مؤسساتية مع العراق‬ ‫من خالل قنوات الدولة الرشعية‬ ‫واالتفاقات الثنائية‪ ،‬دون أن تهدف‬ ‫إىل معارضة إيران بصفة مبارشة‪.‬‬ ‫تتطلب إقامة هذه العالقة البناءة‬ ‫بني العراق والسعودية وغريها من‬ ‫دول الخليج سياسة طويلة األمد‪،‬‬ ‫ميكن أن متنح العراق استقاللية أكرب‪،‬‬ ‫مام يسمح له بالحفاظ عىل استقراره‬ ‫وتحسني وضع األمن فيه وذلك يف‬ ‫املنطقة بأرسها‪.‬‬ ‫‪39‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫قضايا‬

‫‪40‬‬ ‫تقرير بريطاني‬ ‫تناول مراسل صحيفة «غارديان»‬ ‫يف الرشق األوسط بيثان ماكرنان‬ ‫أوضــاع السجون يف العراق‪ ،‬قائ ًال إن‬ ‫صــوراً كشفت االكتظاظ «املهني» يف‬ ‫مراكز االحتجاز العراقية التي تضم آالف‬ ‫الرجال والنساء واألطفال الذين يشتبه‬ ‫يف صلتهم بتنظيم داعش‪.‬‬ ‫وقالت منظمة «هيومان رايتس ووتش»‬ ‫إنها حصلت عىل صو ٍر نادرة لظروف‬ ‫تعترب أقل من معظم املعايري الدولية‬ ‫األساسية يف ثالثة سجون مبحافظة‬ ‫نينوى‪ ،‬وقالت املنظمة إن هذا الوضع‬ ‫ميكن أن يؤدي إىل تطرف السجناء‪.‬‬ ‫وأضـــاف الكاتب أن إحــدى الصور‬ ‫امللتقطة من سجن تلكيف تظهر عرشات‬ ‫النساء واألطفال يف زنزانة ضيقة جداً‬ ‫ال تظهر أرضيتها فيام األمتعة والثياب‬ ‫معلقة عىل الجدار‪ .‬ويف زنزانة صغرية‬ ‫أخرى‪ ،‬بحر من املراهقني الذين أجربوا‬ ‫عىل النوم يف وضع الجنني‪.‬‬ ‫أوبئة وأمراض‬ ‫وأشــار إىل أن مراكز االحتجاز ومراكز‬ ‫الرشطة والسجون يف أنحاء العراق تغص‬ ‫باملوقوفني منذ عامني‪ ،‬تاريخ إعالن‬ ‫النرص عىل داعش‪.‬‬ ‫وتسلمت «هيومان رايتس ووتــش»‬ ‫ومنظامت إنسانية أخــرى الكثري من‬ ‫التقارير عن تسبب اإلكتظاظ يف تفيش‬ ‫األوبئة واألمراض ومشاكل صحية أخرى‪.‬‬ ‫وتــويف عىل األقــل أربعة أشخاص يف‬

‫يرصد مجلة‬ ‫مشاهد مراكز‬ ‫االحتجاز يف‬ ‫العراق طريق‬ ‫املعتقلني‬ ‫للتطرف‬ ‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫السجن بينام برتت أرجل إثنني آخرين‪.‬‬ ‫وتقول مديرة فرع «هيومان رايتس‬ ‫ووتــش» يف الــرق األوســط ملى فقيه‬ ‫إن «القلق من اإلكتظاظ ال يؤثر عىل‬ ‫املوقوفني فقط‪ ،‬وإمنا عىل كامل املنشأة‪.‬‬ ‫عــى السلطات أن توفر ظــروف ـاً يف‬ ‫السجون ال تتسبب يف مزيد من املآيس‬ ‫يف املستقبل»‪.‬‬ ‫‪ 4500‬سجني‬ ‫ولفتت إىل أن مراكز االحتجاز الثالثة‬

‫التي سمتها «هيومان رايس ووتش»‬ ‫هي تل كايف‪ ،‬وتسفريات‪ ،‬والفيصلية‪.‬‬ ‫وتضم هذه املراكز املوقوفني الذين‬ ‫سيقدمون للمحاكمة‪ ،‬وكان من املفرتض‬ ‫أن تستوعب ‪ 2500‬شخص‪ ،‬لكن يوجد‬ ‫فيها اآلن ‪ 4500‬شخص‪ ،‬بينهم ‪1300‬‬ ‫مثلوا أمام املحاكم‪ ،‬وصــدرت ضدهم‬ ‫أحكام‪ ،‬وكان يفرتض نقلهم إىل سجون‬ ‫أقل اكتظاظاً يف بغداد‪.‬‬ ‫اتهامات باإلرهاب‬

‫وأوضح الكاتب أن معظم املحتجزين‬ ‫متهمون بــاإلرهــاب مبوجب قانون‬ ‫أحد‬ ‫مكافحة اإلرهاب العراقي‪ ،‬لكن ال ٍ‬ ‫منهم ميكنه التواصل مع محامني‪ ،‬كام‬ ‫أن ال دالئل تدعم التهم املوجهة إليهم‪،‬‬ ‫وفق «هيومان رايتس ووتش»‪.‬‬ ‫وقال إنه إىل جانب القلق من ظروف‬ ‫االحتجاز غري اإلنسانية يف مراكز االحتجاز‬ ‫التي تسبق املحاكامت‪ ،‬فإن املنظامت‬ ‫التي تعنى بحقوق اإلنسان‪ ،‬اتهمت‬

‫يف السلبق القوات العراقية بالتورط يف‬ ‫إعدامات غري قانونية‪ ،‬وتعذيب رجال‬ ‫وأطفال يعتقد أنهم كانوا مقاتلني يف‬ ‫صفوف داعــش‪ ،‬وأن هذا السلوك قد‬ ‫يرقى إىل جرائم حرب‪.‬‬ ‫املصالحة الوطنية‬ ‫وقالت بلقيس وييل الباحثة يف مكتب‬ ‫«هيومان رايتس ووتــش» يف العراق‪:‬‬ ‫«طاملا أن السياسة هي توقيف كل من‬ ‫يكون قد ساعد داعش‪ ،‬حتى ولو كان‬

‫مجرباً عىل ذلك‪ ،‬أو حتى لو كان يعمل يف‬ ‫الفريق الطبي أو الديني للتنظيم‪ ،‬فإن‬ ‫هذه املشكلة ستستمر‪ .‬وال يوجد نقاش‬ ‫حول املصالحة الوطنية أو أي اسرتاتيجية‬ ‫بديلة»‪.‬‬ ‫وأشار الكاتب إىل أن مراكز االعتقال التي‬ ‫يديرها الكورد يف سوريا ليست أفضل‬ ‫حا ًال للمشتبه يف انتامئهم إىل داعش‪.‬‬ ‫ويف مخيم الهول يوجد ‪ 74‬ألف محتجز‪،‬‬ ‫‪ 65%‬منهم أوالد تحت سن الـ‪.12‬‬ ‫‪41‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪42‬‬

‫تحليل امريكي‬

‫قطر تروج بأن امريكا تتغذى على االقتصاد العراقي‬ ‫فيلي ‪ /‬جمال عيسى‬

‫‪43‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪44‬‬ ‫تحدثت محللة أمريكية‪ ،‬عن األموال‬ ‫القطرية التي ترصف بشكل هدايا‬ ‫وتربعات عىل الجامعات األمريكية‬ ‫الكربى‪ ،‬مطالبة أمري قطر بتنظيف‬ ‫الهدايا التي يقدمها للجامعات‬ ‫واملدارس‪.‬‬ ‫تشهد واشنطن هذه األيام نقاشا واسع‬ ‫النطاق حول جامعات التأثري األجنبي‪،‬‬ ‫خاصة مع قيام قطر بإنفاق عرشات‬ ‫املاليني من الدوالرات عىل جامعات‬ ‫الضغط يف واشنطن‪ ،‬باإلضافة إىل ما أثري‬ ‫حول عدم نزاهة اإلنفاق القطري املقدم‬ ‫يف شكل هدايا إىل الجامعات األمريكية‬ ‫الكربى‪.‬‬ ‫ونرشت فارشا كودوفايور‪ ،‬كبرية محليل‬ ‫األبحاث واملتخصصة يف الشأن الخليجي‬ ‫مبؤسسة الدفاع عن الدميقراطيات‬ ‫‪ ،FDD‬مقاال يف موقع «‪،»Fox News‬‬ ‫تحث اإلدارة األمريكية عىل اتخاذ‬ ‫مواقف حازمة تجاه التمويل القطري‪،‬‬ ‫محذرة من أغراض مشبوهة وراء‬ ‫التربعات ملدارس وجامعات أمريكية‪،‬‬ ‫ودعت الخبرية األمريكية إىل رضورة‬ ‫التحقق من طبيعة األبحاث العلمية‬ ‫التي متولها قطر يف الجامعات األمريكية‪،‬‬ ‫فضال عن إجراء مراجعة دقيقة لكل‬ ‫ما أسهمت به مؤسسة قطر يف مجال‬ ‫املناهج املدرسية الخاصة بربامج تعليم‬ ‫اللغة العربية‪.‬‬ ‫مليارات الدوالرات ألغراض مشبوهة‬ ‫هذا وتخطى إجاميل التربعات القطرية‬

‫>>‬

‫أن مؤسسة قطر‬ ‫تشتهر باستضافة‬ ‫دعاة متطرفين‬ ‫بشدة في مسجدها‬ ‫األنيق في المدينة‬ ‫التعليمية في‬ ‫قطر‪ ،‬والذي يبث‬ ‫فعالياته مباشرة عبر‬ ‫األقمار الصناعية إلى‬ ‫الجامعات المذكورة‬ ‫في الواليات‬ ‫>>‬ ‫المتحدة‪.‬‬

‫للجامعات األمريكية ‪ 1.4‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫وتعد الدوحة أكرب جهة مانحة أجنبية‬ ‫بشكل عام للجامعات األمريكية‪ ،‬وتم‬ ‫توجيه التمويل بشكل خاص لجامعات‬ ‫جورج تاون وتكساس إيه آند إم‬ ‫وفرجينيا كومنولث وكورنيل وميشيغان‬ ‫ونورث ويسرتن وغريها‪ ،‬فيام وتدير‬ ‫جامعات جورج تاون وفريجينيا‬ ‫كومنولث وكورنيل وتكساس إيه آند إم‬ ‫فروعا لها يف قطر‪.‬‬ ‫وتشري كودوفايور إىل أن املشكلة‪ ،‬وف ًقا‬ ‫لرسالة من وزارة التعليم األمريكية‬ ‫التي أعلنت عن قرار بإجراء تحقيقات‬ ‫بشأن متويل قطري لجامعات أمريكية‪،‬‬ ‫تكمن يف أن تقارير اإلفصاح املقدمة‬

‫من جورج تاون وتكساس إيه آند إم‬ ‫«ال تشتمل بشكل كامل ودقيق» عىل‬ ‫الهدايا والتربعات القطرية‪.‬‬ ‫فيام ينص القانون االتحادي األمرييك‬ ‫عىل اإلفصاح واإلبالغ عن أي تربعات‬ ‫أجنبية تبلغ قيمتها أكرث من ‪250000‬‬ ‫دوالر‪ .‬وميثل تحقيق وزارة التعليم‬ ‫جز ًءا من مسعى أوسع ملراقبة األموال‬ ‫األجنبية يف الجامعات األمريكية‪.‬‬ ‫وبحسب املحللة‪ ،‬فإنه من املثري‬ ‫للمخاوف والريبة أن قطر بد ًال من‬ ‫املساعدة يف توضيح األمور‪ ،‬تحارب‬ ‫الشفافية‪ ،‬مام سينعكس بشكل سلبي‬ ‫عىل الحرية األكادميية وجدول أعامل‬ ‫األبحاث التي متولها قطر‪.‬‬ ‫وينبغي أن تقوم اإلدارة األمريكية بإبالغ‬ ‫الدوحة أن الوقت قد حان لتغيري ذلك‪،‬‬ ‫وأن تكون التربعات ألغراض نزيهة‪.‬‬ ‫«رس تجاري»‬ ‫ترسل قطر معظم تربعاتها للجامعات‬ ‫األمريكية من خالل مؤسسة قطر‬ ‫اململوكة لألرسة الحاكمة القطرية‪ .‬ويف‬ ‫أكتوبر املايض‪ ،‬اتخذت مؤسسة قطر‬ ‫خطوة نادرة الحدوث إذ قامت برفع‬ ‫دعوى ملقاضاة املدعي العام لوالية‬ ‫تكساس ملنعه من إجبار جامعة تكساس‬ ‫إيه آند إم عىل الكشف عن عقدها مع‬ ‫قطر‪ ،‬بزعم أن رشوط العقد هي «رس‬ ‫تجاري» وبالتايل ميكن أن يؤدي اإلفصاح‬ ‫عنه إىل التسبب يف أرضار تجارية‪.‬‬ ‫ولكن تعد التحقيقات التي تجريها‬ ‫وزارة التعليم األمريكية بالغة األهمية‬ ‫حيث إن جامعة تكساس إيه آند إم‬

‫هي مؤسسة حكومية‪ ،‬وليست مؤسسة‬ ‫خاصة غري ملزمة بالكشف عن رشوط‬ ‫تعاقداتها‪ ،‬السيام وأن جامعة فريجينيا‬ ‫كومنولث أفصحت عن عقدها طواعية‪.‬‬ ‫الرتويج لخطاب الكراهية‬ ‫وتوضح كودوفايور أنه إذا مل ترث مشكلة‬ ‫الرسية إنذارا بالخطر‪ ،‬فيجب عىل أقل‬ ‫تقدير أخذ عدة حقائق يف االعتبار منها‬ ‫أن مؤسسة قطر تشتهر باستضافة دعاة‬ ‫متطرفني بشدة يف مسجدها األنيق يف‬ ‫املدينة التعليمية يف قطر‪ ،‬والذي يبث‬ ‫فعالياته مبارشة عرب األقامر الصناعية‬ ‫إىل الجامعات املذكورة يف الواليات‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫وتتابع املحللة‪ ،‬يقوم هؤالء الدعاة‬ ‫بالغي التطرف‪ ،‬وسط أجواء من الرتحاب‬ ‫والتشجيع‪ ،‬بنرش خطاب الكراهية‪،‬‬ ‫الذي يعد مبثابة العمود الفقري للفكر‬ ‫اإليديولوجي لجامعات إرهابية مثل‬ ‫داعش‪.‬‬ ‫واستضاف مسجد املؤسسة التعليمية‬ ‫يف قطر داعية متطرف‪ ،‬دعا إىل مجازر‬ ‫تشاريل إبدو ‪ 2015‬يف باريس‪ ،‬وغريهم‬ ‫ممن ينرشون الكراهية ويحثون عىل‬ ‫سفك الدماء والرتويج ملفاهيم وآراء‬ ‫خاطئة‪.‬‬ ‫عالقات مشبوهة‬ ‫وتقول كودوفايور‪ ،‬إذا قامت إحدى‬ ‫املنظامت بتمويل مثل هذا النوع من‬ ‫التطرف‪ ،‬فمن الرضوري أن يعرف‬ ‫الشعب األمرييك مصلحة أي نوع من‬ ‫الربامج تقوم بتمويله يف الجامعات‬ ‫واضحا ً‬ ‫أيضا‬ ‫األمريكية‪ .‬ويجب أن يكون‬ ‫ً‬

‫أن العطاء الخريي يف قطر ليس إيثا ًرا‪،‬‬ ‫وإمنا هو وسيلة تأمل الجهة املانحة‬ ‫من خالل تربعاتها أن تشجع صناع‬ ‫القرار األمريكيني عىل التغايض عن‬ ‫األعامل الشنيعة‪ ،‬التي تقوم بها قطر‬ ‫يف الخارج‪ ،‬مثل العالقات املشبوهة مع‬ ‫حركة حامس يف غزة ومتويل امليليشيات‬ ‫املتطرفة يف ليبيا ودفع فدية ضخمة‬ ‫لإلرهابيني يف العراق وسوريا‪.‬‬ ‫ويجب عىل واشنطن أن توضح للدوحة‬ ‫أن أمريكا ترحب باستثامرات حقيقية يف‬ ‫نظامها التعليمي‪ ،‬ولكن ال تقبل بالدفع‬ ‫من أجل التأثري لتحقيق مآرب مغرضة‪.‬‬ ‫ويجب عىل إدارة ترمب أن تعلن رصاح ًة‬ ‫أنها لن تتسامح مع جهود مؤسسة قطر‬ ‫السيئة لاللتفاف عىل قواعد اإلفصاح‬ ‫الفيدرالية‪.‬‬ ‫استهداف أطفال املدارس‬ ‫وتقول املحللة‪ ،‬مل تنج املدارس‬ ‫الحكومية األمريكية من تدخالت غري‬ ‫مرحب بها‪ ،‬فبحسب ما نرشته «وول‬ ‫سرتيت جورنال» تربعت مؤسسة قطر‪،‬‬ ‫من خالل فرعها التابع ملؤسسة قطر‬ ‫الدولية ‪ ،QFI‬بأكرث من ‪ 30‬مليون‬ ‫دوالر للمدارس الحكومية يف تكساس‬ ‫وأوريغون وأريزونا وأماكن أخرى‬ ‫لتعليم اللغة العربية‪.‬‬ ‫يف حني أن ما قد يبدو ظاهريا أنه تربع‬ ‫كريم من قطر للمدارس بداية من‬ ‫مرحلة الروضة حتى الصف الثاين عرش‬ ‫من أجل املساهمة يف تكاليف برامج‬ ‫تدريب املعلمني واألحداث الثقافية‬ ‫وتطوير املناهج الدراسية‪ ،‬إال أنه مبجرد‬

‫إلقاء نظرة فاحصة عىل األمر يتبني أن‬ ‫الدعم املقدم من املؤسسة القطرية‬ ‫ال يتامىش مع القيم األمريكية‪ .‬عىل‬ ‫سبيل املثال‪ ،‬يقدم املوقع اإللكرتوين‬ ‫ملؤسسة قطر‪ ،‬الذي يعرب عن مورد‬ ‫املنهج الرئييس للمؤسسة‪ ،‬خطة لدروس‬ ‫بعنوان «عرب عن والئك لقطر»‪ ،‬يف حني‬ ‫تتضمن مجموعة دروس أخرى أن‬ ‫الواليات املتحدة شنت حرب العراق‬ ‫«لتتغذى» عىل االقتصاد العراقي‪.‬‬ ‫للنجاة من الخطر القطري‬ ‫وتقول كودوفايور‪ ،‬ميكن للنقد القطري‬ ‫أن يفيد األمريكيني‪ ،‬ولكن فقط إذا جاء‬ ‫تحت إرشاف حقيقي‪ .‬لذا يجب عىل‬ ‫الجامعات أن تعلن عن أي منح تقدمها‬ ‫مؤسسة قطر‪ ،‬وتوضح عالقة املؤسسة‬ ‫باألرسة الحاكمة يف قطر وتاريخها‬ ‫املضطرب الذي دعم‪ ،‬ومازال يدعم‬ ‫الدعاة املتطرفني‪.‬‬ ‫كام يجب عىل املناطق التعليمية‬ ‫املحلية ومجالس املدارس أن تراجع‬ ‫بعناية فائقة املواد التعليمية أو املناهج‬ ‫التعليمية‪ ،‬التي توزعها مؤسسة قطر‪،‬‬ ‫للتأكد من أن املناهج والدروس إيجابية‬ ‫وتتامىش مع قيم املجتمع األمرييك‪.‬‬ ‫وتختم كودوفايور مقالها بالقول‪ ،‬تشغل‬ ‫قطر مساحة أصغر من كونيتيكت‬ ‫ولكن لديها احتياطيات هائلة من الغاز‬ ‫الطبيعي‪ ،‬كام يستحوذ أمريها عىل‬ ‫سلطات مطلقة‪ ،‬ولكن متتلك الواليات‬ ‫املتحدة القدرة عىل إمالء رشوطها عىل‬ ‫قطر‪ ،‬وال ينبغي أن يرتدد الرئيس ترمب‬ ‫يف القيام بذلك‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪46‬‬

‫‪ DMC‬يعرض حقائق صادمة معظم انترنت‬ ‫العراق وهمي ويباع بـ‪ 50‬ضعف سعره‬

‫كشف مركز االعالم الرقمي العراقي عن حقائق وصفها بالصادمة‬ ‫فيما يتعلق بملف االنرتنت يف العراق‪ ،‬عرب بيان اعده فريق تابع‬ ‫للمركز مختص يف مجال االتصاالت واالنرتنت تم تشكيله لهذا‬ ‫الغرض‪ ،‬حيث توصل الفريق لنتيجة مفادها بان معظم ما يجهز‬ ‫للمواطنني هو انرتنت «وهمي» وفقا لقياسات التجهيز والتشغيل‪،‬‬ ‫وانه يباع لهم باكثر من ‪ 50‬ضعف سعره الحقيقي‪.‬‬ ‫صفوة فاهم كامل‬

‫وطبقا ملا اورده الفريق من وثائق‬ ‫وبيانات رسمية وشبه رسمية‪ ،‬فان‬ ‫العراق يستورد االنرتنت بسعر (‬ ‫‪ ) 775 – 500‬دوالرا للـ ‪STM‬‬ ‫الواحد‪ ،‬اي ما يعادل (‪ )6 3-‬دوالرت‬ ‫للميغا الواحدة‪ ،‬وفقا لنوع املنفذ‬ ‫الذي يتم االسترياد عن طريقه ان‬ ‫كان بحريا ام بريا‪.‬‬ ‫وتابع الفريق ان هذه االسعار‬ ‫تضاف لها اجور نقل داخل العراق‬ ‫اليصالها اىل بدالة املأمون بقيمة‬ ‫تقريبية ‪ 5000‬دوالر للـ ‪STM‬‬ ‫الواحد (‪ 48‬دوالرا للميغا الواحدة)‬ ‫وهو ما يسمى بالنقل الدويل‬ ‫‪ ، International‬فضال عن ‪1500‬‬ ‫دوالر لنقلها اىل املحافظات العراقية‬ ‫(‪ 10‬دوالرات لكل ميغا) وهو ما‬ ‫يسمى بقيمة النقل املحيل ‪.Local‬‬ ‫وبني فريق املركز ان قيمة استرياد‬ ‫االنرتنت ونقله للمواطنني تبلغ‬ ‫باالجامل مع كل تلك التكاليف ما‬ ‫مقداره (‪ 41‬دوالرا للميغا الواحدة)‬ ‫يف حني يباع للمواطنني بقيمة ال تقل‬ ‫عن ‪ 50‬ضعفا عىل االقل يف حال تم‬ ‫توفريه وفقا للمقاييس العاملية‪.‬‬ ‫واشار الفريق اىل ان االمر ال يقترص‬

‫‪47‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪48‬‬ ‫عىل املغاالة يف االسعار‪ ،‬بل‬ ‫ان الرشكات تتالعب بآليات‬ ‫االنرتنت املجهز للمواطنني‪ ،‬فهي‬ ‫تقوم بنصب اجهزة خاصة تسهم يف‬ ‫تخزين بيانات االنرتنت مثل الفيديو‬ ‫والصور واملواقع املختلفة التي‬ ‫تستخدم داخل العراق وبذلك تصبح‬ ‫قيمتها محلية (‪ ،)Local‬ثم تباع‬ ‫للمواطن عىل انها ‪.International‬‬ ‫واستشهد الفريق باجهزة كاش‬ ‫الخاصة مبوقع اليوتيوب والتي‬ ‫تسمى (‪ )GGC‬واجهزة كاش‬ ‫الخاصة بالصور والفيدوهات يف‬ ‫موقع الفيسبوك والتي تسمى‬ ‫(‪ )FNA‬وغريها من اجهزة الكاش‬ ‫املستخدمة لتخزين محتوى املواقع‬ ‫االباحية او منتجات رشكة ابل‪،‬‬ ‫فهي جميعا تحول سعة االنرتنت‬ ‫املستخدمة من الدويل الذي يكلف‬ ‫‪ 48‬دوالرا للميغا الواحدة اىل املحيل‬ ‫الذي يكلف عرشة دوالرات فقط‪،‬‬ ‫واحيانا ال يكلف الرشكات اي مبالغ‬ ‫مالية يف حال كانت لديها اجهزة‬ ‫(كاش) داخل املحافظات العراقية‪.‬‬ ‫ووصف الخرباء هذا التحول يف‬ ‫السعات بالتالعب غري القانوين يف‬ ‫اليات التجهيز والبث للمواطنني‪.‬‬ ‫واكد الفريق ان النسبة االكرب من‬ ‫االنرتنت الواصل للمواطن مع هذه‬ ‫االليات امنا هو انرتنت وهمي وغري‬ ‫حقيقي عىل حد وصفهم‪.‬‬ ‫واوضح الفريق ان سعر امليغا‬ ‫الواحدة التي يتم بيعها للمواطنني‬

‫والرشكات ترتاوح بني ‪ 140‬دوالرا اىل‬ ‫‪ 250‬دوالرا‪ ،‬وجميعها انرتنت غري‬ ‫حقيقي بنسبة عالية جدا‪.‬‬ ‫وراى الفريق ان الدولة ووزارة‬ ‫االتصاالت العراقية تكون بذلك‬ ‫قد رفعت قيمة امليغا اكرث من ‪11‬‬ ‫ضعفا‪ ،‬ومن ثم تايت رشكات باجهزة‬ ‫الكاش املختلفة وهنا ال ميكن حساب‬ ‫املبالغ التي ستجنيها هذه الرشكات‬ ‫كارباح صافية بسبب التالعب الكبري‬ ‫ودمج الحقيقي بغري الحقيقي‪.‬‬ ‫ولفت الفريق اىل ان جميع رشكات‬ ‫االنرتنت يف العراق ال توفر انرتنت‬ ‫(بيور ‪ )Pure‬او ما يسمى (ديدكيت‬ ‫‪ ،)Dedicated‬بل ان جميع الخطوط‬ ‫تكون مرتبطة باجهزة الكاش‪ ،‬فمثال‬ ‫لو طلب اي مواطن من رشكة انرتنت‬ ‫رئيسية رشاء واحد ميغا‪ ،‬فان الرشكة‬ ‫ستعمد اىل تقسيم الطلب اىل طلبات‬ ‫بيانات منتجات غوغل (من ضمنها‬ ‫اليوتيوب)‪ ،‬واخرى خاصة ببيانات‬ ‫وملفات املواقع االخرى وال يحصل‬ ‫من االنرتنت الحقيقي اال القليل‪.‬‬ ‫وبني الفريق ان اعتامد الكاش‬ ‫يسهل للرشكات عملية تجهيز‬ ‫االنرتنت لتصفح املواقع االباحية‬ ‫يف العراق بصورة غري مبارشة‪ ،‬عرب‬ ‫ادخال معظم طلبات االفالم والصور‬ ‫االباحية يف اجهزة كاش خاصة‪ ،‬ومن‬ ‫ثم عند طلب هذه االفالم او الصور‬ ‫من قبل اي مستخدم اخر سيكون‬ ‫التعامل معها عىل انها طلب محيل‬ ‫(لوكال) وقد ال تكلف الرشكات‬ ‫اي مبالغ اضافية خصوصا تلك‬ ‫التي تضع اجهزة الكاش يف فروعها‬

‫باملحافظات العراقية‪ ،‬بل ان البعض‬ ‫من هذه الرشكات اصبحت لديه‬ ‫مقرات داتا يف االقضية االخرى خارج‬ ‫مراكز املحافظات‪.‬‬ ‫وأكمل الفريق حديثه قائ ًال ان‬ ‫رشكات االنرتنت تلجأ اىل حيلة اخرى‬ ‫تسعى من خاللها لخداع املواطن‬ ‫العادي‪ ،‬عرب تقسيم االوقات التي‬ ‫متنح فيها االنرتنت‪ ،‬فمثال بعض‬ ‫الرشكات تقوم بايجاد نوعني من‬ ‫الرسعة حسب الوقت‪ ،‬فمن الواحدة‬ ‫صباحا وحتى التاسعة صباحا تكون‬ ‫الرسعة مفتوحة للمستخدم‪ ،‬ومن‬ ‫ثم يتم تحديدها بعد ذلك‪ ،‬ويف‬ ‫املساء تضعف الخدمة بدرجة‬ ‫عالية الن الجميع سيتقاسم السعة‬ ‫املمنوحة التي هي قليلة اصال‪.‬‬ ‫وكشف الفريق عن قيام رشكات‬ ‫االتصاالت بتالعب من نوع اخر‬ ‫يسهم يف منع املواطن من التعرف‬ ‫عىل رسعة االنرتنت لديه‪ ،‬حيث‬ ‫تقوم هذه الرشكات باعطاء اولوية‬ ‫ورسعات عالية ملواقع قياس رسعة‬ ‫االنرتنت‪ ،‬وبالتايل تظهر نتيجة عالية‬ ‫يف عمليات االختبار تصل احيانا‬ ‫الكرث من ‪ 15‬ميغا يف حني ان الرسعة‬ ‫الحقيقية ال تتعدى اال جزء صغري‬ ‫جدا من نتيجة هذا االختبار‪.‬‬ ‫وشدد فريق املركز عىل انه بالرغم‬ ‫من كل تلك الوسائل غري الرشعية يف‬ ‫التحايل يف التجهيز واالسعار املبالغ‬ ‫فيها‪ ،‬فان الرشكات تحرم املواطن‬ ‫حتى من التخفيضات التي تقرها‬ ‫وزارة االتصاالت يف اسعار االنرتنت‪.‬‬ ‫واضاف الفريق ان كل التخفيضات‬

‫فالشركة التي كانت‬ ‫تنفق مئة الف دوالر‬ ‫على السعات املهربة‪،‬‬ ‫باتت االن ال تدفع شيء‪،‬‬ ‫ولم تخفض السعر ايضا‬ ‫بل انها وفرت ما كانت‬ ‫تنفقه يف السابق على‬ ‫السعات املهربة ‪.‬‬

‫عىل سعات االنرتنت‪ ،‬يستفيد منها‬ ‫اصحاب الرشكات فقط دون ان‬ ‫يكون هناك اي اثر ملموس لدى‬ ‫املستخدم‪ ،‬فالتخفيض الذي اجرته‬ ‫الوزارة منتصف العام املايض والذي‬ ‫خفض قيمة النقل املحيل ‪Local‬‬ ‫بنسبة ‪ 50٪‬ذهب بفائدته اىل‬ ‫الرشكات ومل تشهد االسعار لدى‬ ‫املواطن اي انخفاض‪ ،‬بل ان الرشكات‬ ‫منذ ذلك الوقت رفعت سعر‬ ‫االشرتاك االكرث استخداما لريتفع من‬ ‫‪ 12‬دوالر اىل ‪ 13.5‬دوالر بالنسبة‬ ‫للوكالء‪ ،‬ليباع يف االخري للمواطنني‬ ‫مبلغ ‪ 35‬الف دينار عراقي‪.‬‬ ‫كام ان التخفيض الذي اعلنته وزارة‬ ‫االتصاالت نهاية شهر كانون الثاين‬ ‫يناير املايض‪ ،‬والذي كان بنسبة ‪25٪‬‬

‫مل يستفد منه املواطن حتى االن‪،‬‬ ‫وصار من صالح الرشكات فقط‪.‬‬ ‫ورأى الفريق ان الحل الوحيد هو‬ ‫ان تقوم وزارة االتصاالت بارغام‬ ‫الرشكات يف تخفيض اجور الكارتات‬ ‫التي تبيعها للمستخدمني (‪Per‬‬ ‫‪ ،)User‬وبخالفه تفسخ عقودهم‪.‬‬ ‫وفيام يتعلق بعمليات تهريب‬ ‫االنرتنت والتي يتم اكتشافها من‬ ‫قبل الجهات الرقابية الحكومية بني‬ ‫االحني واالخر‪ ،‬كشف الفريق ان‬ ‫املترضر الوحيد منها هو املواطن‬ ‫وليس الرشكات‪ ،‬فالرشكة التي كانت‬ ‫تنفق مئة الف دوالر عىل السعات‬ ‫املهربة‪ ،‬باتت االن ال تدفع يشء‪ ،‬ومل‬ ‫تخفض السعر ايضا بل انها وفرت ما‬ ‫كانت تنفقه يف السابق عىل السعات‬

‫املهربة ‪.‬‬ ‫واسرتسل الفريق يف بيانه ان‬ ‫التهريب كان يف الغالب عرب املنافذ‬ ‫الشاملية‪ ،‬اال انه توسع ليشمل‬ ‫املنافذ الجنوبية‪ ،‬حيث ان الرشكات‬ ‫لن تكون مضطرة للدفع اىل الدولة‬ ‫مبالغ مالية جراء ادخال السعات‬ ‫اىل العراق‪ ،‬بل انها تعمد اىل ادخالها‬ ‫عرب الكابل الضويئ اىل كردستان او‬ ‫البرصة او دياىل‪ ،‬ومن ثم تهريبها‬ ‫عرب اتصاالت ال سلكية اىل املناطق‬ ‫االخرى‪.‬‬ ‫ونوه الفريق اىل ان كل عمليات‬ ‫التالعب هذه اسهمت يف تأسيس‬ ‫مافيات فساد متغلغلة يف معظم‬ ‫املؤسسات الحكومية املسؤولة عن‬ ‫ملف االتصاالت‪ ،‬وبالتايل بات من‬ ‫الصعب القضاء عليها‪ ،‬كام انها باتت‬ ‫متنع ظهور اي رشكة او مؤسسة‬ ‫رصينة ميكن ان توفر االنرتنت‬ ‫الحقيقي وبجودة عالية للمواطنني‪،‬‬ ‫بسبب التفضيالت الكبرية التي‬ ‫تتمتع بها الرشكات القدمية بصورة‬ ‫مبارشة وغري مبارشة‪.‬‬ ‫مركز االعالم الرقمي يدعو الرئاسات‬ ‫الثالث اىل االهتامم بهذا امللف‬ ‫الخطري عىل نحو جدي ملا تشكله‬ ‫ايراداته املالية من ثروة وطنية‬ ‫ميكن استثامرها بالشكل األمثل‬ ‫وبإعتباره احد أهم ملفات الفساد‬ ‫املسكوت عنها حتى اآلن‪ ،‬ودعم‬ ‫التوجهات الوطنية لكشف خفايا‬ ‫هذا املوضوع ومايرتتب عليه من‬ ‫كسب غري مرشوع‪.‬‬ ‫‪49‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪50‬‬ ‫يزداد سكان العراق بـ‪ 800‬ألف إىل‬ ‫مليون نسمة سنويا‪ .‬والعراق يف صدارة‬ ‫الدول العربية من حيث معدل الوالدات‪ ،‬التي‬ ‫بلغت نحو ‪ 35‬والدة يف األلف عام ‪،2015‬‬ ‫وفقا لبيانات البنك الدويل‪.‬‬ ‫وتشري تلك البيانات أيضا إىل أن العراق حافظ‬ ‫عىل معدل اإلنجاب ذاته تقريبا منذ ‪.2000‬‬ ‫تؤكد وزارة التخطيط العراقية أن النسبة‬ ‫املئوية لزيادة السكان وإن تراجعت قليال يف‬ ‫العراق عن األعوام املاضية‪ ،‬لكنها باملقارنة مع‬ ‫الدول األخرى تعترب مرتفعة‪.‬‬ ‫ويقول املتحدث باسم الوزارة عبد الزهرة‬ ‫الهنداوي يف حديث ملوقع (ارفع صوتك) «يف‬ ‫‪ 2015‬كانت نسبة النمو للسكان تقدر ‪ 2.6‬يف‬ ‫املئة‪ ،‬وهي نسبة مقاربة للسنني العرش التي‬ ‫سبقتها»‪.‬‬ ‫مؤرش سلبي‬ ‫ويعترب مختصون يف علم االجتامع أن تلك‬ ‫مؤرشات سلبية عىل واقع التنمية االجتامعية‬ ‫يف العراق‪ ،‬ألن الزيادة السكانية تقتيض توفري‬ ‫مشاريع خدمية وتعليمية‪.‬‬ ‫وتقول أستاذة علم االجتامع يف جامعة بغداد‬ ‫فوزية العطية يف حديث ملوقع (ارفع صوتك)‬ ‫«يف العراق ال توجد ثقافة مسؤولية زواج‪،‬‬ ‫وهذا له تأثري سلبي عىل الطفل والعائلة‬ ‫واملجتمع»‪.‬‬ ‫وتتابع أنه عىل الرغم من أن هدف الزواج هو‬ ‫بناء عائلة وتنشئة أطفال‪ ،‬لكن تحقيق هذا‬ ‫الهدف يجب أن يكون وفق معايري توفرها‬ ‫ظروف الزوجني‪ ،‬لتتحقق يف النهاية التنمية‬ ‫االجتامعية املنشودة من الزواج‪.‬‬ ‫وترى العطية أن «معايري التنمية املجتمعية‬

‫أعلى معدل والدات بين الدول العربية‪..‬‬ ‫هل يحتاج العراق إلى تحديد النسل؟‬ ‫يف اإلنجاب وزيادة النسل تكاد تكون غائبة‬ ‫يف املجتمع العراقي»‪ ،‬موضحة أن ويل األمر‬ ‫همه فقط تزويج بناته‪ ،‬كون الفتاة‬ ‫يف العراق ّ‬ ‫تشكل مصدر قلق له‪.‬‬ ‫وعىل الصعيد القانوين‪ ،‬ال توجد ضوابط‬ ‫للزواج‪ ،‬وخصوصا يف موضوع العمر والزواج‬ ‫املؤقت‪ ،‬وهذا يؤثر عىل الجانب التعليمي‬ ‫والثقايف وأيضا عىل تربية الطفل‪.‬‬ ‫وتوضح العطية «القانون حاليا ال يحاسب عىل‬ ‫تزويج البنات القارصات والزواج املؤقت»‪،‬‬ ‫وهذا كله يؤدي إىل «زيادة سلبية غري مدروسة‬ ‫يف اإلنجاب»‪.‬‬ ‫وتلفت أستاذة علم االجتامع يف جامعة‬ ‫بغداد‪ ،‬إىل أن املجتمع العراقي بحاجة إىل‬ ‫تشكيل جامعات ضاغطة من مرشدين تربويني‬ ‫وباحثني اجتامعيني وناشطني مدنيني لنرش‬ ‫ثقافة تحديد اإلنجاب‪ ،‬حتى نصل إىل مرحلة‬ ‫«تقنني اإلنجاب»‪.‬‬ ‫تحديد اإلنجاب‬ ‫وتتوقع وزارة التخطيط مشاكل كثرية قد تواجه‬ ‫العراق يف غضون السنوات الـ‪ 15‬املقبلة‪ ،‬يف‬ ‫حال مل تكن هناك سياسات تنموية بعيدة‬ ‫املدى تتناسب مع الزيادة السكانية‪.‬‬ ‫ويؤكد املتحدث باسم وزارة التخطيط أن‬ ‫املجلس األعىل للزيادات السكانية‪( ،‬وهو‬ ‫مجلس تم تشكيله برئاسة رئيس مجلس‬ ‫الوزراء وعضوية عدد من الوزارات بينها‬ ‫التخطيط)‪ ،‬ناقش موضوع تحديد عدد‬ ‫اإلنجاب يف اجتامعاته‪ ،‬لكن النقاش انتهى إىل‬ ‫حقيقة مفادها أن «املجتمع العراقي يتحسس‬ ‫من موضوع تحديد اإلنجاب إذا اتخذ طابعا‬ ‫قانونيا‪ ،‬بحكم التقاليد واألحكام الدينية التي‬

‫تتحكم فيه»‪.‬‬ ‫لكن إمكانية التوصل إىل ثقافة تحديد‬ ‫اإلنجاب ممكنة‪ ،‬برأي الهنداوي‪ ،‬يف حال‬ ‫متت عىل مرحلتني‪« ،‬األوىل تثقيف وتوعية‬ ‫املجتمع برضورة تقليل اإلنجاب‪ ،‬ويف حال‬ ‫التوصل إىل قناعة مجتمعية يصار إىل‬ ‫ترشيع يحدد اإلنجاب»‪.‬‬ ‫وأصدر املجلس األعىل للزيادات السكانية‬ ‫الوثيقة الوطنية التي وضعت رؤية لـ‪15‬‬ ‫سنة‪ ،‬وتؤكد الوثيقة عىل رضورة املوامئة‬ ‫بني املوارد االقتصادية والزيادة السكانية‪،‬‬

‫من خالل توفري الخدمات وفرص العمل‬ ‫من خالل وضع خطط ومشاريع‪ ،‬وخصوصا‬ ‫يف ما يتعلق بتفعيل االستثامر يف القطاع‬ ‫الخاص‪ ،‬بحسب الهنداوي‪.‬‬ ‫وتشري إحصائيات وزارة التخطيط‪ ،‬التي‬ ‫قسمت سكان العراق وفقا للفئة العمرية‪:‬‬ ‫من طفل إىل ‪ 15‬عاما حوايل ‪ 38‬يف املئة‪،‬‬‫كانت ‪ 41‬باملئة يف عام ‪.2009‬‬ ‫من ‪ 16‬إىل ‪ 64‬عاما (الرشيحة النشطة‬‫اقتصاديا) حوايل ‪ 56‬يف املئة‪.‬‬ ‫‪-‬من ‪ 65‬عاما فام فوق ‪ 3.2‬يف املئة‪.‬‬

‫فيلي ‪ /‬ايمان حبيب علي‬

‫ويلفت املتحدث باسم الوزارة إىل أن‬ ‫هناك اختالفا بني واقع األرسة يف العراق‬ ‫اليوم وقبل أكرث من ‪ 10‬سنوات‪ ،‬فاألرس‬ ‫حديثة التكوين تقترص عىل طفلني أو‬ ‫ثالثة‪ ،‬يف حني نجدها كانت ال تكتفي بأقل‬ ‫من خمسة إىل ستة‪.‬‬ ‫ويقول الهنداوي «هذا يقترص عىل العوائل‬ ‫يف املدن‪ ،‬لكن يف الريف ما زلنا بحاجة‬ ‫إىل جهود لتوعية املجتمع بأهمية تحديد‬ ‫النسل»‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪52‬‬

‫في العراق‪..‬‬ ‫الرجال يتعرضون فيه للتحرش الجنسي أكثر من النساء‬ ‫فيلي ‪ /‬محمد جمال‬

‫يشري إستطالع يب يب يس والبارومرت‬ ‫العريب الذي أجري يف عرش دول‬ ‫عربية واألرايض الفلسطينية إىل أن‬ ‫عدد الرجال الذين يقولون إنهم تعرضوا‬ ‫للتحرش الجنيس يف األماكن العامة يف‬ ‫العراق يفوق عدد النساء ‪ -‬إذ بلغت‬ ‫النسبة ‪ 20%‬لدى الرجال و‪ 17%‬لدى‬ ‫النساء‪.‬‬ ‫ويشري االستطالع أيضا إىل أن نسبة‬ ‫الرجال العراقيني الذين يقولون إنهم‬ ‫تعرضوا للعنف األرسي تزيد قلي ًال عن‬ ‫نسبة النساء‪.‬‬ ‫ويف كل الدول التي شملها االستطالع ‪-‬‬ ‫باستثناء العراق وتونس ‪ -‬تفوق نسبة‬ ‫النساء نسبة الرجال يف هذا الشأن‪.‬‬ ‫وعىل عكس العراق‪ ،‬الفرق بني النسبتني‬ ‫ال يتعدى واحدا باملئة يف تونس‪.‬‬ ‫ومن املسلم به أن العنف األرسي‬ ‫والجنيس مشكلة معهودة تطال النساء‬ ‫بالدرجة األوىل سواء يف املجتمعات‬ ‫العربية املحافظة أو الغربية الحديثة‪.‬‬ ‫ولذلك فإن تلك األرقام تبعث عىل‬ ‫االستغراب للوهلة األوىل وخاصة يف‬ ‫مجتمع ذكوري تقليدي مثل العراق‪.‬‬ ‫ماوراء األرقام‬ ‫يف املجتمعات التقليدية تقبل النساء‬ ‫العنف املامرس عليهن سواء يف األرسة‬ ‫أو يف املجتمع باعتباره آلية من آليات‬ ‫الحفاظ عىل املجتمع األبوي‪ .‬ولذلك‬ ‫تعمدن اىل عدم الجهر بأي عنف قد‬

‫‪53‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪54‬‬ ‫تتعرضن له‪.‬‬ ‫تتبنى الناشطة النسوية العراقية هناء‬ ‫ادوارد هذا التفسري‪.‬‬ ‫فمن خالل عملها يف جمعية أمل‬ ‫النسوية ترصد تردد النساء العراقيات‬ ‫يف االبالغ عن حاالت التحرش والعنف‬ ‫االرسي بسبب الخوف من تعريض‬ ‫أنفسهن وأرسهن للفضائح ووصمة‬ ‫العار‪.‬‬ ‫وذلك رغم استحداث إدارة يف وزارة‬ ‫الداخلية ‪ -‬هى مديرية حامية االرسة‬ ‫ ومن مهامها تلقي بالغات العنف‬‫ضد املرأة‪.‬‬ ‫وتستشهد ادوارد مبثال شابة صارت‬ ‫بال مأوى بعد أن اضطرت للهرب من‬ ‫منزل أرستها خوفاً من االنتقام ألنها‬ ‫أبلغت عن وقوعها ضحية للعنف‬ ‫األرسي‪.‬‬ ‫للكاتب العراقي‪ ،‬زهري الجزائري‪،‬‬ ‫وجهة نظر مختلفة بشأن نتائج‬ ‫االستطالع‪.‬‬ ‫يقول الجزائري‪« :‬بسبب الوضع‬ ‫االمني غري املستقر النساء رصن‬ ‫يخشني الشارع‪...‬حضور املرأة يف‬ ‫الفضاء الخارجي قليل بسبب األمن ‪..‬‬ ‫وهذا قد يجعل الرجال أكرث عرضة من‬ ‫النساء للتحرش والعنف يف االماكن‬ ‫العامة‪».‬‬ ‫شاب يتعرض للتحرش واالغتصاب‬ ‫مل يضع قانون العقوبات العراقي‬

‫تعريفا محددا للتحرش لكنه يدرج‬ ‫أفعا ًال يعرفها بأنها مخلة بالحياء سواء‬ ‫ضد الرجال أو النساء ضمن الجرائم‬ ‫املخلة باالخالق واالداب العامة‬ ‫ويعاقبها بالحبس ملدة تصل إىل ستة‬ ‫أشهر وغرامة تصل اىل ‪ 100‬دينار‬ ‫عراقي‪.‬‬ ‫ورغم ذلك حتى الرجال يرتددون يف‬ ‫االبالغ عن تعرضهم للعنف الجسدي‬ ‫خشي ًة أن يتهموا بأنهم رشكاء يف‬ ‫الجرمية من قبل السلطات املختصة ‪-‬‬ ‫عىل حد قول شاب من بغداد حاصل‬ ‫عىل شهادة جامعية وناشط سيايس‬ ‫كان ضحية للتحرش واالغتصاب‪.‬‬ ‫يروي الشاب العرشيني لبي يب يس‬ ‫وقائع التحرش التي تعرض لها وتفصل‬ ‫بينها ثالثة أعوام‪ .‬أولها حدثت حينام‬ ‫كان تلميذ ُا يف الثالثة عرش من عمره‪.‬‬ ‫«دخلت اىل دورة مياة املدرسة فاذ‬ ‫بثالثة فتيان يف ال ‪ 15‬و‪ 17‬ربيع ُا‬ ‫يضعونني يف زاوية ويتحسسون‬ ‫جسدي‪...‬كنت طفال فلم أكن أعرف‬ ‫ماهو الجنس‪».‬‬ ‫ويستطرد «رصخت اىل أن سمعني‬ ‫زماليئ وجاءوا مبدير املدرسة‪».‬‬ ‫ويروي الشاب أنه تم فصل الفتيان‬ ‫دون إخطار أولياء أمورهم أو ذكر‬ ‫سبب فصلهم‪ ,‬أما هو فالكل كان ينظر‬ ‫اليه كرشيك يف الحادث ال كضحية‪.‬‬ ‫«أخربين مدير املدرسة بأنه سيمنحني‬ ‫فرصة أخرى رغم كوين الضحية‪».‬‬ ‫يقول إن الحادثة تركت أثراً مؤملاً‬ ‫يف حياته وما كاد يتغلب عليه حتى‬ ‫تعرض للحادث الثاين بعدها بعامني‬

‫حينام كان يعمل يف متجر يف بغداد‪.‬‬ ‫«غمرين صاحب املتجر بالعناية‬ ‫واالهتامم‪...‬ويف يوم من االيام حاول‬ ‫االعتداء عيل جنسياً أثناء العمل ثم‬ ‫خاف وتراجع عندما رأين أهم بقذفه‬ ‫بإناء زجاجي‪».‬‬ ‫يروي الشاب انه بعد مرور عام‬ ‫قضاها بدون عمل حدثت الواقعة‬ ‫الثالثة يف متجر بجوار مسكنه ميلكه‬ ‫رجل خمسيني‪.‬‬ ‫«يف يوم من االيام‪ ،‬رشع الرجل يف‬ ‫مالطفتي وتقبييل لكنه توقف عندما‬ ‫طلبت منه ذلك‪».‬‬ ‫مل تكد متر أربعة شهور عىل الحادثة‬ ‫حتى وقع الشاب ضحية لالغتصاب‬ ‫عىل يد أحد أقاربه كان يكربه بثامنية‬ ‫أعوام‪.‬‬ ‫ويروي‪« :‬حرض قريبي ايل املنزل‬ ‫أثناء غياب والدي‪...‬جلس إىل جواري‬ ‫وبدأ يريني أفالماً اباحية عىل هاتفه‬ ‫املحمول‪...‬ثم مسكني من يدي‬ ‫ورضبني يف رأيس ثم اغتصبني‪».‬‬ ‫ويقول الشاب متذكراً حادثة‬ ‫االغتصاب إنه ارتأى أن االبتعاد عن‬ ‫املكان رمبا يخفف من وطأة الصدمة‪.‬‬ ‫فأقنع أرسته باالنتقال اىل منزل يف حي‬ ‫اخر دون أن يخربهم مبا امل به‪.‬‬ ‫«قطعت عالقتي بأقاريب وبأصدقاء‬ ‫الحي وبدأت حياة جديدة‪».‬‬ ‫لكن كام يقول تغيري املكان مل ينسه‬ ‫الحادث فظل لعدة أعوام غري قادر‬ ‫عىل إقامة راوبط عاطفية وتأثرت‬ ‫عالقاته بأرسته‪.‬‬ ‫ملاذا يرتدد الرجال يف االبالغ؟‬

‫يقول الشاب ‪« :‬املشلكة ليست يف‬ ‫القانون بل يف يف القامئني عليه‪».‬‬ ‫ويستطرد انه «إذا تقدم رجل باالبالغ‬ ‫عن تعرضه لالغتصاب فاالرجح أن‬ ‫الرشطي سيسخر منه ويوبخه»‪.‬‬ ‫ليس هناك ثقافة تؤمن برضورة إنزال‬ ‫العقاب مبرتكبي العنف الجسدي ضد‬ ‫الرجال ‪ -‬عىل حد قوله‪.‬‬ ‫ويستطرد انه غالباً ما تنظر الرشطة‬ ‫إىل ضحايا االغتصاب من الرجال عىل‬ ‫انهم رشكاء يف الجرمية وتدرجها كفعل‬ ‫من أفعال املثلية الجنسية‪.‬‬ ‫وتقول الرشطة العراقية يف بيان‬ ‫أرسلته لبي لبي يس إن «أبواب‬ ‫مراكزها مفتوحة لجميع املوطنني»‬ ‫وإن اسرتاتيجيتها ملكافحة التحرش‬ ‫تتسق مع مبادئ حقوق االنسان‪.‬‬ ‫وتقول إنه إىل جانب استحداث قسم‬ ‫خاص لحامية االرسة داخل البيت فانه‬ ‫تم القاء القبض عىل متحرشني بعد‬ ‫االبالغ عنهم‪.‬‬ ‫املجتمع العراقي «أكرث رجولية وعنفاً»‬ ‫يقول الكاتب زهري الجزائري إن‬ ‫املجتمع العراقي صار «أكرث رجولية‬ ‫وأكرث عنفاً بسبب الحروب املتتالية»‪.‬‬ ‫ويضيف أن الشارع صار ساحة للعراك‬ ‫بني الشباب و»العنف صار جزءاً من‬ ‫حياتنا»‪.‬‬ ‫ويف مجتمع ذكوري عنيف يكون‬ ‫الفقراء أكرث عرضة من غريهم للعنف‬ ‫الجسدي‪.‬‬ ‫الصحفية العراقية ميادة داود ‪ -‬عضو‬ ‫شبكة الصحافة االستقصائية العراقية‬ ‫(نرييج) تقول إن كثرياً من الفتيان‬

‫واالطفال الفقراء يتعرضون لالستغالل‬ ‫الجنيس من قبل أصحاب العمل أو‬ ‫الرجال الذين يسيطرون عىل الشوارع‬ ‫ضمن عصابات منظمة‪.‬‬ ‫داود حائزة عىل جائزة يونيسيف‬ ‫الفضل تحقيق استقصايئ عن املرشدين‬ ‫واستغاللهم من قبل الجامعات‬ ‫املسلحة والجرمية املنطمة يف العراق‪.‬‬ ‫العنف ضد الرجال يف كوردستان «يف‬ ‫تزايد مستمر»‬ ‫يف إقليم كوردستان الذي قطع شوطاً‬ ‫معقو ًال يف إرساء مبادئ الحداثة ومن‬ ‫بينها املساواة بني الجنسني‪ ،‬توجد‬ ‫بعض املؤرشات التي توحي بأن حاالت‬ ‫العنف النسوي ضد الرجال ‪ -‬رغم انها‬ ‫ال تشكل ظاهرة ‪ -‬يتم االجهار بها‪.‬‬ ‫أصبح العنف ضد الرجال قضية‬ ‫تطرح للنقاش املجتمعي وتخصص لها‬ ‫منظامت غري حكومية تعني بالشأن‬ ‫الرجويل ‪ -‬مثل اتحاد رجال كوردستان‬ ‫ومجموعة مناهضة العنف ضد الرجال‬ ‫ ندوات عامة وتصدر بشأنها أرقاماً‬‫بشكل دوري‪ .‬وتنظم املنظمتان ورش‬ ‫عمل وحمالت للتوعية والتعريف‬ ‫باملشكلة‪.‬‬ ‫وتشري أرقام أصدرها إتحاد رجال‬ ‫كوردستان إىل أن عام ‪ 2018‬شهد‬ ‫تسجيل خمس حاالت قتل الزواج‬ ‫عىل يد زوجاتهم وتسع حاالت اعتداء‬ ‫من قبل نساء عىل رجال‪.‬‬ ‫ويقول االتحاد يف بيانه الذي أصدره يف‬ ‫نهاية العام املايض إن حاالت العنف‬ ‫ضد الرجال يف تزايد مستمر عاما بعد‬ ‫آخر‪ ،‬مشرياً اىل تسجيل ‪ 585‬شكوى‬

‫من قبل رجال ضد نساء العام املايض‬ ‫وتسجيل نحو ‪ 600‬دعوى للرجال ضد‬ ‫زوجاتهم خالل عام ‪.2017‬‬ ‫وحسب االحصائية فإنه خالل االعوام‬ ‫بني ‪ 2014‬و‪ ،2018‬تم تسجيل ‪2690‬‬ ‫حالة عنف ضد الرجال‪ ،‬وأقدم ‪393‬‬ ‫رجال عىل االنتحار‪ ،‬و‪ 29‬حالة قتل‬ ‫لرجال عىل أيدي نساء‪.‬‬ ‫يعزو االتحاد «تزايد» العنف االرسي‬ ‫ضد الرجال إىل االزمة االقتصادية التي‬ ‫يعيشها االقليم‬ ‫ومن بني أسبابها تأخر دفع الرواتب‬ ‫الحكومية والخالف بني حكومة‬ ‫االقليم والحكومة االتحادية يف بغداد‪.‬‬ ‫وقد أدت االزمة االقتصادية اىل وقوع‬ ‫مشكالت أرسية‪.‬‬ ‫مل يتسن لبي يب التأكد من صحة‬ ‫هذه األرقام التي ترفضها الجمعيات‬ ‫النسوية العراقية‪.‬‬ ‫وتقول هناء ادوارد انه من «الهزل‬ ‫الحديث عن عنف ضد الرجال يف‬ ‫وقت يزداد فيه العنف ضد املرأة‪.‬‬ ‫العنف ضد الرجال «استثناء» عىل حد‬ ‫قولها‪.‬‬ ‫ويفرس الصحفي الكوردي‪ ،‬سامان‬ ‫نوح‪« ،‬العنف النسوي» بأن جز ًء‬ ‫منه يحدث بسبب إتهام الرجال‬ ‫بعدم القيام بواجباتهم كأزواج حينام‬ ‫يفقدون القدرة عىل االنفاق‪ .‬يف هذه‬ ‫الحالة يفقد الزوج سلطته ويصبح‬ ‫عرضة للتعنيف من قبل الزوجة‪.‬‬ ‫ويحدث ذلك ايضا عندما تكون‬ ‫الزوجة هي املعيل الرئييس لألرسة أو‬ ‫تكون أكرث ثراء‪.‬‬ ‫‪55‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪56‬‬

‫من اجل المنتوج الوطني‬ ‫فليمت الفقراء‬

‫علي قاسم الكعبي‬

‫يقاس نجاح اي دولة يف العامل عىل مرتكز واحد مهم‬ ‫جدا اال وهو « الناتج املحيل اإلجاميل» ‪.‬ويعد املعيار‬ ‫املهم ملعرفة قوة اقتصاد اي دولة فكلام كانت االنتاج املحيل‬ ‫متصاعدا كان االقتصاد الدويل لهذا البلد قويا وناجحاَ « والناتج‬ ‫املحيل اإلجاميل هو إجاميل قيمة جميع السلع والخدمات‬ ‫النهائية التي ينتجها اقتصاد الدولة خالل فرتة معينة‪ .‬ومن‬ ‫خالل ذلك تتحقق قوة الدولة سياسيا واقتصاديا واجتامعيا‬ ‫وحتى تنشط فكريا وبالتايل تؤدي اىل رفاهية املجتمع ومنوه‬ ‫وتطوره‪.‬‬ ‫ومن املعرف ان كل دول العامل تفتخر بصناعتها املحلية كونها‬ ‫تحافظ عىل العملة الصعبة داخل حدود البلد وتقوم بتحريك‬ ‫وتنشيط مصانعها املحلية من اجل التقليل من البطالة وتنمو‬ ‫عجلة التطور والتنمية ‪,‬وبالتي تستقطب اليد العاملة املحلية‬ ‫عندها يكون امليزان التجاري موجبا ايجابيا « وكلام كانت‬ ‫الدولة تستورد كثريا وترتهل وتهرم مصانعها كلام ازدادت‬ ‫مشاكلها االقتصادية وتعطلت مصانعها ورسحت موظفيها‬ ‫عندها تصنف الدولة يف امليزان التجاري السلبي‪.‬‬ ‫طبعا هذا الحديث يشمل الدول التي تتبنى خططا‬ ‫واسرتاتيجيات محددة وليست الدول العبثية كام هو الحال يف‬ ‫العراق مع االسف عىل الرغم من وجود اساتذة ومفكرين ذو‬ ‫باع طويل يف هذا املضامر اال اننا وكالعادة نصب جام غضبنا‬ ‫ونعرب عن عميق اسفنا عىل الوضع السيايس ‪ ,‬نتيجة الفشل‬ ‫السيايس وارهاصاته وتأثرياته يف كل مفاصل الحياة بصورة‬ ‫عامة واالقتصاد بشكل خاص وخاص جدا اذا مل تتبلور السياسة‬ ‫االقتصادية ومل تتضح بعد الرؤية االقتصادية للبلد االمر الذي‬ ‫جعل العراق بلدا مستوردا كل يش صغريا كان او كبريا ضارا كان‬ ‫ام نافعا وتخيل ان العراق املنتج للطاقة يستورد الوقود وهو‬ ‫بلد النخيل يستورد التمور فيام التزال التمور العام املنرصم عند‬ ‫الفالحني متعفنة ؟! اذ ليس هنالك اي وضوح يف هذه الرؤية‬ ‫االمر الذي انعكس سلبا عىل املنتوج املحيل مام ادى اىل توقف‬ ‫املصانع العراقية الكبرية املنترشة يف محافظات البالد مع توفر‬ ‫امكانية االستمرار لكن الحجج واهية ادت اىل توقف عجلة‬ ‫التنمية لهذه املصانع وتم ترسيح العاملني فيها مام ازدادت‬ ‫البطالة!! والعذر اقبح من الذنب؟ ان املستورد اقل تكلفة من‬ ‫املحيل ‪,‬ونسوا او تناسوا انهم يبددون العملة الصعبة ويغامرون‬ ‫بها عىل صناعة بائسة جدا‪ ,‬وبات العراق مكبا للنفايات والسلع‬

‫االقتصادية التي ال تحمل اي رصانة حتى رصنا حقال للتجارب‬ ‫كام يعربون‪.‬‬ ‫وهذا االمر بات يسريي حتى عىل امور بسيطة جدا من‬ ‫قبيل طباعة الكتب واملناهج وصناعة االلبان وقناين املياه‬ ‫وتعبئتها ال بل حتى ابرة الخياطة او اكواب املاء واوىن الطبخ‬ ‫البالستيكية او النحاسية فحسب ؟ وليس صناعة السيارات مثال‬ ‫او الصواريخ او التكنلوجيا الحديثة ؟ واذا كانت مثة صناعة‬ ‫محلية التزال تتنفس ببطء فان يد الخراب سوف تطالها‬ ‫ايضا او يتم احتكارها من قبل جهات متنفذة لها من يوفر‬ ‫لها الغطاء القانوين ويحميها من املسالة كام يف قضية البيض‬ ‫املحيل الذي استبرشنا خريا بعد وصولنا اىل االكتفاء الذايت نتيجة‬ ‫تطور االنتاج املحيل كثريا ولكن هذا االمر اصبح وباال عىل‬ ‫املواطن الذي يقاتل من اجل رغيف الخبز اذ ان بعضهم بات‬ ‫يعتمد عىل البيض يف غذائه الرئييس لرخصه ووفرته يف السوق‬ ‫ولكن هؤالء الفقراء ورغم نشوة االنتصار والتفاخر باملنتوج‬ ‫املحيل اصبحوا ال يجدون غذائهم املفضل ذو السعر الزهيد‬ ‫عندما ارتفع اىل اكرث من الضعف عندها لعن الفقراء املنتوج‬ ‫املحيل ورفعوا اكفهم لهالكه الن النتائج جاءت عكسية وبات‬ ‫املنتوج املحيل سببا يف زيادة فقرهم ومعاناتهم اىل العكس‬ ‫متاما فامذا حدث هذا يا ترى ؟ وهل الحكومة غري قادرة عىل‬ ‫ضبط السوق‪.‬‬ ‫لو قارنا العراق مع مرص ال‪ 80‬مليون وذات املوازنة (‪95.7‬‬ ‫مليار دوالر) وموازنة العراق الكبرية (نحو ‪ 112‬مليار دوالر)‬ ‫كيف تستطيع مرص السيطرة عىل السوق وحامية منتوجها‬ ‫املحيل وتحافظ عىل اقتصادها بينام العراق اليزال بعيد جدا‬ ‫عن هذه املعادلة‪.‬‬ ‫وكيف لها ذلك واملفسدون ميتلكون قوة اكرب من قوة الحكومة‬ ‫نفسها ولرمبا هم الحكومة اذا ما كنا متشامئني اننا يف الوقت‬ ‫الذي نستبرش فرحا عىل منو املنتوج املحيل خاصة يف الجانب‬ ‫الزراعي بعد ان من علينا الرب مبوسم زراعي وفري ادى اىل‬ ‫انتعاش وضع مريب الحقول الحيوانية مام سيوفر انتاج محيل يف‬ ‫اللحوم والدواجن والحبوب االسرتاتيجية وهذا سيحافظ عىل‬ ‫العملة الصعبة وتزداد القوة الرشائية للمواطن ويعيش الفقراء‬ ‫بعيدا عن تقلبات السوق واالوضاع السياسة املضطربة وان كان‬ ‫هذا بعيد املنال يف الوقت الحارض‪ .‬لكن تبقى مجرد امنيات‬ ‫ليس اال الن هذه الوجوه الكالحة ال تبرش بخري‪.‬‬

‫‪57‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫قضايا‬

‫‪58‬‬ ‫من قال إن الحب ال يصنع‬ ‫املعجزات‪ ،‬بالل العراقي‬ ‫وفاطمة املغربية استطاعا أن يرسام‬ ‫قصة تحد بحبهام الذي انتهى بالزواج‪،‬‬ ‫رغم العديد من املعوقات وبُعد‬ ‫املسافة بني بلديهام‪.‬‬ ‫ينحدر بالل النعيمي (‪ 24‬عاما) من‬ ‫مدينة املوصل (شاميل العراق)‪ ،‬فيام‬ ‫تنحدر فاطمة الزهراء (‪ 23‬عاما)‬ ‫من مدينة آسفي املغربية (‪ 200‬كلم‬ ‫جنوب الدار البيضاء)‪.‬‬ ‫بدأت القصة يف صيف ‪ ،2017‬حيث‬ ‫يقول بالل إنه بعد تخليص املوصل‬ ‫من تنظيم الدولة اإلسالمية سافر إىل‬ ‫كركوك (شامل بغداد) إلكامل دراسته‬ ‫يف كلية التمريض يف جامعة املوصل‬ ‫(املوقع البديل)‪.‬‬ ‫وأوضح أن قصته كانت عندما‬ ‫تعرف إىل فتاة مغربية عرب تطبيق‬ ‫اإلنستغرام‪ ،‬يف يونيو‪/‬حزيران ‪،2017‬‬ ‫لتنشأ قصة عالقة صادقة ما لبثت بعد‬ ‫أشهر أن تطورت إىل إعجاب وحب‬ ‫متبادلني‪ ،‬األمر الذي دفع بالل للطلب‬ ‫من فاطمة الزواج بعد تخرجه من‬ ‫الجامعة يف صيف ‪ ،2019‬إال أن عارضا‬ ‫رس ع من طلب الزواج‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتقدم بالل لخطبة فاطمة من أبيها‬ ‫عرب الواتساب‪ ،‬لتأتيه املوافقة بعد‬ ‫أسبوع‪ ،‬مشريا إىل أن موافقة أبيها عىل‬ ‫تزويج ابنته لعراقي كانت مفاجأة‬ ‫بالنسبة له‪ ،‬لتبدأ رحلة التحدي‪.‬‬ ‫أما فاطمة الزهراء فرتى أن الحب يأيت‬

‫دون سابق إنذار‪ ،‬مضيفة أنها كانت‬ ‫متخوفة من عدم موافقة أهلها عىل‬ ‫االرتباط بشاب عراقي تفصل بينهام‬ ‫آالف الكيلومرتات‪.‬‬ ‫وعن موافقتها عىل االرتباط بشاب‬ ‫تخرج للتو من الجامعة وال ميلك‬ ‫عمال مستقرا‪ ،‬أكدت فاطمة أن املهر‬ ‫والذهب وتجهيزات العرس أمور‬ ‫ثانوية ما دام الحب قامئا‪ ،‬متسائلة‬ ‫عن فائدة األموال دون وجود حب بني‬ ‫الزوجني‪.‬‬ ‫إرادة تفل الحديد‬ ‫وبحسب بالل فإن أول املعوقات‬ ‫اللوجستية التي اعرتضت زواجه‪ ،‬هو‬ ‫بُعد املسافة بني البلدين التي تقدر‬ ‫بنحو ستة آالف كيلومرت‪.‬‬ ‫وعند محاولة بالل السفر إىل املغرب‬ ‫للميض يف إجراءات طلب فاطمة‬ ‫للزواج‪ ،‬فوجئ بأن العراقيني ممنوعون‬ ‫من الدخول للمغرب منذ ‪،2015‬‬ ‫فضال عن عدم وجود متثيل دبلومايس‬ ‫للمغرب يف بغداد‪ ،‬األمر الذي جعل‬ ‫من دخول بالل املغرب مستحيال‪.‬‬ ‫ليس هذا فحسب‪ ،‬إذ إن اململكة‬ ‫املغربية كانت قد أصدرت يف يوليو‪/‬‬ ‫متوز ‪ 2018‬قرارا بالتجنيد اإللزامي‬ ‫لكال الجنسني‪ ،‬وبات لزاما عىل بالل أن‬ ‫يتم زواجه قبل شهر نوفمرب‪/‬ترشين‬ ‫الثاين من العام ذاته‪ ،‬وهو شهر رسيان‬ ‫مفعول القرار‪.‬‬ ‫محاوالت عديدة استمرت ألربعة‬ ‫أشهر قرر بالل بعدها أن يأيت بفاطمة‬

‫قصة حب بين عراقي ومغربية عبر اإلنترنت‪ ..‬تتكلل بالزواج‬ ‫فيلي ‪ /‬مشتاق رمضان‬

‫ووالدها إىل تركيا‪ ،‬ليتم الزواج يف‬ ‫أنقرة‪.‬‬ ‫مشكلة أخرى واجهها بالل وهي‬ ‫التكاليف املالية إلمتام زواجه من‬ ‫تذاكر سفر لفاطمة ووالدها‪ ،‬إىل‬ ‫جانب تكاليف التحضري للزفاف‪ ،‬غري‬ ‫أنه متكن من التغلب عليها مبساعدة‬ ‫األهل واألصدقاء ليتم زواجهام يف الـ‬ ‫‪ 22‬من نوفمرب‪/‬ترشين الثاين ‪.2018‬‬ ‫معارضة األهل‬ ‫واجه بالل معارضة كبرية من والده يف‬ ‫بادئ األمر‪ ،‬إذ يقول والد بالل «مشهل‬ ‫صالح» للجزيرة نت «فوجئت بطلب‬ ‫بالل تزويجه بفتاة مغربية‪ ،‬ورفضت‬

‫طلبه بشدة يف بادئ األمر»‪.‬‬ ‫وعلل رفضه بأن بالل صاحب مزاج‬ ‫متقلب‪ ،‬فضال عن اختالف الطباع‬ ‫بني املغرب والعراق والكيفية التي‬ ‫ستتأقلم بها فاطمة يف مدينة مثل‬ ‫املوصل التي دمرت أجزاء واسعة منها‪.‬‬ ‫غري أنه وبعد إرصار ونقاش مستفيضني‬ ‫مع بالل‪ ،‬وافق والده رشيطة أن‬ ‫يتحمل بالل تبعات قراره‪.‬‬ ‫أما والد فاطمة «محمد حنزاز» فيقول‬ ‫إنه تردد يف املوافقة عىل زواج ابنته‬ ‫من عراقي وما يتضمنه بُعد بنته آالف‬ ‫الكيلومرتات‪.‬‬ ‫وأضاف أنه عندما تكلم مع بالل‬

‫هاتفيا بدأ يغري من رأيه وأخذ يقتنع‬ ‫بصدق توجه الشاب املتقدم لخطبة‬ ‫ابنته وأحس منه إرصارا كبريا وحبا‬ ‫أقنعه يف النهاية بعد تفكري عميق‬ ‫بتزويج ابنته لبالل‪.‬‬ ‫يجابيات وسلبيات‬ ‫ويف هذا الصدد يقول اختصايص‬ ‫علم االجتامع وأستاذ األنرثوبولوجيا‬ ‫الثقافية يف جامعة املوصل قيص رياض‬ ‫إن من محاسن الزواج عرب مواقع‬ ‫التواصل االجتامعي تقريب الشعوب‬ ‫والثقافات‪.‬‬ ‫ولفت إىل أن السلبيات تتجىل من‬ ‫خالل االختالف الفكري والقيمي‬

‫والسلويك بني املتعارفني‪ ،‬فضال عن‬ ‫عدم وجود بيئة حسية تسهل التقارب‬ ‫العاطفي بني الزوجني يف حال بعد‬ ‫املسافة بينهام‪ ،‬مام قد يسهم يف إخفاء‬ ‫كثري من العيوب والسلبيات التي‬ ‫تظهر بعد الزواج والتي غالبا ما ينتج‬ ‫عنها الصدام والخالف‪.‬‬ ‫ولفت رياض إىل محاذير إزاء هذه‬ ‫الطريقة يف التعارف يف ظل املجتمع‬ ‫العراقي العشائري املحافظ الخاضع‬ ‫لسيادة القيم الدينية واالجتامعية‪ ،‬ما‬ ‫يضع العائلة أمام تحديات جمة‪.‬‬ ‫املصدر‪ :‬الجزيرة‬ ‫‪59‬‬

‫العدد ‪ 188‬السنة الخامسة عشر (تموز) ‪2019‬‬


‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬ SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE , MEDIA FOR FAILY KURD


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.