العـدد "مـئتـــان وثمانية وثلاثون" من مجلة فيلي

Page 1


‫كلمــــة العدد‬ ‫أي آلهة تأمر بهذه الحرب؟!‬ ‫فــي هــذا العالــم هنــاك خرائــط وخطــوط أماكــن عديــدة لهــا وضــع غــزة ولــون ورائحــة‬

‫في هــذا العدد‬

‫المنطق ــة‪ ،‬المس ــلمون وباق ــي األدي ــان ل ــم يبتل ــوا ف ــي ه ــذا الم ــكان فق ــط‪ ،‬فج ــدول‬

‫صاحب االمتياز‬

‫المصالــح يحــدد متــى وأيــن تندلــع الحــروب واألزمــات‪ .‬قــد يكــون مــن غيــر المتوقــع انــه‬

‫‪10‬‬

‫فق ــط م ــن اج ــل رف ــع أس ــهم األزم ــات والح ــروب ف ــي البورص ــة العالمي ــة أن تتس ــبب‬ ‫اللعن ــة المتراكم ــة من ــذ عش ــرات الس ــنين ف ــي ان ــدالع أخط ــر أن ــواع الح ــروب‪.‬‬

‫رؤيــة أمريكيــة تحذر‬ ‫العراق مــن «االنكباب»‬ ‫فــي الحضــن الصيني‪:‬‬

‫إس ــرائيل وحم ــاس ع ــدوان غي ــر متجانس ــين وغي ــر متوازني ــن دخ ــا ف ــي ح ــرب بدايته ــا‬ ‫واضحـــة ولكـــن نهايتهـــا مجهولـــة‪ .‬ليـــس فقـــط أمـــن واقتصـــاد العالـــم بـــل جميـــع‬ ‫قطاعـــات الحيـــاة فـــي المنطقـــة وقعـــت تحـــت تهديداتهـــا وتداعياتهـــا‪.‬‬

‫ال تتحمســوا كثيــر ًا‬

‫َّ‬ ‫الحـــل الوحيـــد هـــو تأســـيس دولـــة‬ ‫الغـــرب والعالـــم العربـــي واإلســـامي يـــرون أن‬ ‫فلســـطينية مســـتقلة‪ ،‬فهـــل ســـتفضي الحـــرب الـــى هـــذه النتيجـــة؟‬ ‫إن الدم ــار الت ــي تس ــببه اس ــرائيل ف ــي غ ــزة والمذاب ــح الت ــي ترتكبه ــا‪ ،‬له ــا ج ــذور ف ــي‬ ‫مآســي تاريــخ الحــروب الدينيــة واالحتــال السياســي خــال عشــرات الســنين الماضيــة‪،‬‬ ‫وس ــكان غ ــزة يعيش ــون ف ــي وض ــع ل ــم تب ـ َ‬ ‫ـق للعي ــن فرص ــة للن ــوم والخي ــال فرص ــة‬ ‫لألح ــام‪ .‬وم ــن المؤك ــد‪ ،‬قب ــل تدمي ــر المبان ــي ف ــي المدين ــة‪ ،‬ف ـ َ‬ ‫ـإن الحي ــاء والضمي ــر ق ــد‬ ‫ُد َّمـــرا عندمـــا أصبـــح معظـــم الضحايـــا مـــن النســـاء واالطفـــال والمدنييـــن بصـــورة‬ ‫عام ــة‪ .‬م ــن الطبيع ــي ف ــي ه ــذه الح ــرب أن يعتم ــد الطرف ــان عل ــى ال ــرب؟! وإذا كان م ــن‬ ‫المق ــرر أن تع ــد ه ــذه الفك ــرة صحيح ــة ب ــأن الخال ــق يدع ــم طرف ــي الح ــرب فه ــذا يعن ــي‬ ‫ان الح ــرب والدم ــار امـ ـ ٌر ح ــال وستس ــتمر‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫في عامـــها االول‪..‬‬ ‫«عقبات» تضع حكومة‬ ‫السوداني امام تحديات‬ ‫عديدة‬

‫أنفس ــهم ألن األرض فق ــط ال ت ــزال مقدس ــة بالنس ــبة لإلس ــرائيليين‪ ،‬ولك ــن الس ــكان‬ ‫غي ــر اليه ــود لي ــس لديه ــم حق ــوق أو مكان ــة مقدس ــة‪.‬‬ ‫فمثلم ــا أن المحرق ــة (الهولوكوس ــت) وصم ــة ع ــار س ــوداء ف ــي جبي ــن مرتكبيه ــا ف ــي‬ ‫أوروبـــا‪ ، ،‬فـــإن سياســـة الشـــرق األوســـط فـــي قمـــة انعـــدام الحيـــاء وال يتعيـــن أن‬ ‫تبح ــث ع ــن التبري ــرات للمجرمي ــن الذي ــن ارتكب ــوا عش ــرات المحرق ــات ض ــد ش ــعوبهم‪.‬‬ ‫وأنــا علــى يقيــن أنــه ال أحــد يســتطيع أن يعيــد الحيــاة والســام واألحــام لضحايــا هــذه‬ ‫الح ــروب والجرائ ــم الت ــي س ــتطال غ ــزة وأماك ــن أخ ــرى ف ــي المس ــتقبل‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫السـنـة التاســعة عـشـر‬

‫‪24‬‬

‫فــي البلــد الغنــي بالنفط‪..‬‬

‫ربــع العراقييــن فقراء‬

‫رقم االيداع في دار الكتب‬ ‫والوثائق ‪ 796‬في ‪2004‬‬

‫‪website: www.shafaq.com‬‬

‫أســرة التحرير‬ ‫رئيس التحرير‬

‫والش ــخوص الرئيس ــية له ــذه الح ــروب واألزم ــات الرهيب ــة (الذي ــن يقتل ــون المدنيي ــن)‬

‫ه ــل ه ــذه ح ــرب بي ــن المس ــلمين واليه ــود؟! ويضط ــر الفلس ــطينيون إل ــى الدف ــاع ع ــن‬

‫‪238‬‬

‫نقابة الصحفيين العراقيين ‪1016‬‬

‫عـــد جرائـــم أيضـــ ًا‪.‬‬ ‫مقدســـة‪ ،‬لكـــن معظمهـــا ليســـت غيـــر مقدســـة فحســـب‪ ،‬بـــل ُت ُّ‬

‫م ــن المتديني ــن وف ــي الوق ــت نفس ــه داعمي ــن ومنفذي ــن لق ــرارات الح ــكام الجائري ــن‪.‬‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE & MEDIA FOR FAILI KURD‬‬

‫رقم االعتماد في‬

‫فروحيـ ـ ًا‪ ،‬العال ــم أق ــل ش ــعورا بالخج ــل تج ــاه س ــقوط الضحاي ــا‪ ،‬ألن الح ــروب ُع ـ ِّـدت‬

‫والمج ــازر مث ــل (األنف ــال)‪ .‬وم ــن الطبيع ــي أن المتس ــببين بتل ــك الجرائ ــم معظمه ــم‬

‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليين‬ ‫ده‌زگاى رۆشنبیرى و راگه‌یاندنى كوردى فه‌یلى‬

‫تشرين االول ‪ /‬اكتوبر ‪2023‬‬

‫فــي رأيــي أن أصحــاب القــرار فقــدوا َّ‬ ‫كل قيمــة فــي عملية أنســنة قراراتهــم وتصرفاتهم‪،‬‬

‫بعي ــدون كل البع ــد ع ــن أي س ــلوك إنس ــاني ودين ــي‪.‬‬ ‫ذكرياتن ــا نح ــن الك ــورد كبش ــر ُ‬ ‫وأ ّم ــة مليئ ــة بم ــرارة المس ــميات المقدس ــة لالضطه ــاد‬

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫‪44‬‬

‫‪36‬‬ ‫العراق وقياس الدولة‬ ‫الهشة ‪..‬‬ ‫مراجعة واقعية‬

‫«تاريــخ مــن التخبط»‪..‬‬ ‫اســتعراض فــي العالقــات العراقيــة التركية‬

‫علي حسين فيلي‬

‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬

‫‪80‬‬

‫هــل اســتحالت بغــداد الــى مدينة هجرة؟‬ ‫االشــكاالت االجتماعيــة للنــزوح الــى العاصمة‬

‫«حــروب الممرات»‪..‬‬

‫‪92‬‬ ‫نعمــة ترابــط وتطويــر للــدول الفقيرة رغــم التنافس‬

‫سكرتير التحرير‬

‫صادق االزرقي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬ ‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫نيجريفان بارزانی ورؤيته حول العراق‬ ‫فيلي‬

‫في حوار له ضمن ملتقى ميري في اربيل‪ ،‬أشار‬

‫كــورديــــات‬

‫السيد نيجيرفان بارزاني رئيس اقليم كردستان‬ ‫العراق الى عدة ملفات مهمة في ما يتعلق بالعراق و‬ ‫استراتيجية الكرد في االعتماد على بغداد كعمق استراتيجي‪.‬‬ ‫دیار طیب برواري‬

‫‪4‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫تحــت شــعار‪ ،‬معالجــة األولويــات‬ ‫السياســية للعــراق‪ ،‬أقامــت مؤسســة‬ ‫الــرق االوســط للبحــوث ‪ ،‬ملتقــى‬ ‫الــرق األوســط لســنة ‪ 2023‬يف‬ ‫فنــدق روتانــا يف اربيــل عاصمــة اقليــم‬ ‫كردســتان العـراق للفــرة مــن ‪ 11‬ولغاية‬ ‫‪ 12‬مــن شــهر ترشيــن األول ســنة ‪2023‬‬ ‫و يف الجلســة السادســة منــه وتحــت‬ ‫عنــوان‪ :‬إضفــاء الطابــع املؤســي عــى‬ ‫العالقــات الفيدراليــة اإلقليميــة‪ :‬عمليــة‬ ‫طــال انتظارهــا‪ ..‬تــم اســتضافة الســيد‬ ‫نیچیــروان بارزانــی‪ ،‬رئیــس اقلیــم‬ ‫کوردســتان‪ ،‬وقــام االســتاذ هیــوا عثــان‬ ‫بواجــب املحــاور‪.‬‬ ‫يعــرف الســيد نيجريفــان البــارزاين بأنــه‬ ‫قائــد السياســة الناعمــة ‪soft power‬‬ ‫لیــس عــى مســتوى االقليــم فقــط بــل‬ ‫يف عمــوم العـراق‪ ،‬وهــذا ليــس مبســتبعد‬ ‫مــن شــخص حمــل الســاح و هــو شــاب‬ ‫غــض و شــارك يف العديــد مــن املعــارك‬ ‫ضمــن املعارضــة الكرديــة للنظــام‬ ‫البعثــي‪ ،‬كــا تــوىل مســؤوليات ادارة‬ ‫الدولــة و مؤسســاتها بعــد اقامــة املنطقة‬ ‫اآلمنــة مــن قبــل قــوى التحالــف الــدويل‬ ‫بعــد ســنة ‪ 1991‬و كان جــزء مهــا مــن‬ ‫عــدد مــن ملفــات بنــاء العالقــات و‬ ‫التطبيــع لعــدد مــن القــوى السياســية‬ ‫عــى ســاحة االقليــم و خارجهــا‪ .‬باالضافة‬ ‫اىل كونــه شــخصا مرغوبــا بــه مــن قبــل‬ ‫كل املجتمــع العراقــي‪ ،‬اال انــه ميتلــك‬ ‫مــا ميكــن أن نطلــق عليــه الشــخصية‬ ‫املرغوبــة لــدى القــوى و الزعامــات‬ ‫السياســية يف املنطقــة و العــامل‪.‬‬ ‫ضمــن اجابتــه عــى أســئلة املحــاور‪،‬‬ ‫اشــار الســيد نيجريفــان البــارزاين اىل‬ ‫رؤيتــه الشــخصية و مفاتيــح العــاج‬

‫‪5‬‬

‫لعــدة قضايــا مهمــة تشــغل بال الســاحة‬ ‫العراقيــة‪ ،‬مــع أهميــة كل تلــك املواضيع‪،‬‬ ‫لكننــا ال نريــد الخــوض فيهــا كلهــا حيــث‬ ‫ميكــن للمتابــع الرجــوع إىل مصدرهــا‬ ‫و االســتامع إىل كامــل اللقــاء‪ ،‬لكنــي‬ ‫أود الخــوض و لــو بشــكل مختــر اىل‬ ‫موضــوع العالقــة بــن بغــداد و اربيــل‪ ،‬و‬ ‫هــو امللــف االقــوى يف بنــاء العــراق‪.‬‬ ‫يعــرف عــن البــارزاين اعتــاده شــعار ‪،‬‬ ‫بغــداد عمــق االقليــم االســراتيجي‪ ،‬عنــد‬ ‫تناولــه للعالقــة بــن الحكومــة االتحاديــة‬ ‫و حكومــة االقليــم‪ .‬بعــد عمليــة تحريــر‬ ‫العــراق مــن النظــام البعثــي وبدايــة‬ ‫الدولــة العراقيــة الجديــدة ومــن خــال‬ ‫ترشيــع دســتور ســنة ‪ 2005‬تحولــت‬ ‫الدولــة مــن مركزيــة و شــمولية اىل‬ ‫دولــة اتحاديــة تعتمــد الالمركزيــة‬ ‫اإلداريــة واملاليــة‪ ،‬حيــث هنــاك ســلطة‬ ‫للعاصمــة و ســلطة لالقليــم وســلطة‬ ‫للمحافظــة وأخــرى لالقضيــة‪ .‬لقــد‬ ‫أرشنــا يف أكــر مــن مقــال اىل ضعــف‬ ‫فهــم الدســتور وبنــاء الع ـراق االتحــادي‬ ‫مــن خــال تطبيــق اآلليــات و الفكــر‬ ‫املركــزي إلدارة الدولــة يف دولــة يفــرض‬ ‫انهــا اتحاديــة‪ .‬مــع اعــراف كل القــوى‬ ‫السياســية و املختصــن يف بنــاء الــدول‪،‬‬ ‫أن الــدول االتحاديــة ( الفدراليــة) هــي‬ ‫أقــوى الــدول مــن الناحيــة السياســية و‬ ‫االقتصاديــة و االجتامعيــة‪ .‬لكــن يصطدم‬ ‫ذلــك مبفهــوم العــرف اإلداري للعــراق‬ ‫الــذي يعتمــد عــى التجــارب الســابقة يف‬ ‫ادارة الدولــة ( الحديــد والنــار واملركزيــة‬ ‫يف احتــواء الســلطة)‪.‬‬ ‫لقــد كان رئيــس االقليــم واضحــا جــدا يف‬ ‫تحديــد جوهــر املشــكلة بــن بغــداد و‬ ‫اربيــل‪ .‬حيــث اشــار اىل اىل االختــاف يف‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫فيلي‬ ‫كــورديــــات‬

‫مفهــوم اإلدارة االتحاديــة للعـراق‪ ،‬وقــال‬ ‫ســيادته ان عــى قــوى تحالــف ادارة‬ ‫الدولــة ان تتفــق عــى هــذا املفهــوم‬ ‫وان تكــون هنــاك واجبــات وصالحيــات‬ ‫واضحــة لــكل طــرف‪ ،‬يتــم ترجمتهــا‬ ‫اىل قوانــن و تعليــات و اتفاقــات بــن‬ ‫الحكومتــن‪.‬‬ ‫مــن خــال خــريت يف كــوين عضــو يف‬ ‫الــدورة الرابعــة ملجلــس النــواب‪ ،‬فإننــي‬ ‫اتفــق متامــا مــع مــا تــم اإلشــارة اليــه‬ ‫مــن قبــل البــارزاين‪ ،‬حيــث أن صالحيــات‬ ‫االقليــم‪ ،‬تحولــت مــن حالــة دســتورية و‬ ‫قانونيــة اىل دعايــة انتخابيــة تســتهلكها‬ ‫القــوى السياســية العراقيــة مــن أجــل‬ ‫حصــد اكــر عــدد مــن األصــوات‪.‬‬ ‫بالتأكيــد فــإن تاجيــج الشــارع ضــد‬ ‫االقليــم و تعريفــة كيــان انفصايل‪ ،‬ســيولد‬ ‫جيــا مــن الساســة تقتنــع بهــذا الــكالم‬ ‫و تســتند عليــه يف ترصفاتهــا وأفعالهــا‪.‬‬ ‫هــذا مــا يزيــد مــن املشــاكل السياســية‬ ‫و العرقيــة يف البلــد و يفتــح املجــال‬ ‫للقــوى املرتبصــة بــه ملــد أذرعهــا وتنفيــذ‬ ‫سياســاتها التــي ال تصــب يف خدمــة‬ ‫شــعب العــراق‪.‬‬ ‫يف مــا يتعلــق بالعــاج لحالــة العــراق‬ ‫االتحــادي الــذي يحتــوي اقليــم‬ ‫كردســتان حاليــا‪ ،‬فقــد شــدد الســيد‬ ‫رئيــس االقليــم اىل ان الوقــت مناســب‬ ‫جــدا لبــدء عمليــة االتفــاق عــى‬ ‫خريطــة إدارة الدولــة بشــكل جــدي و‬ ‫صحيــح‪ .‬ان القــوى السياســية و التــي‬ ‫تحمــل اســم تحالــف ادارة الدولــة‬ ‫هــي التــي تتحمــل املســؤولية الكاملــة‬ ‫أمــام الشــعب و التاريــخ يف حــل عقــدة‬ ‫ادارة الدولــة االتحاديــة مــن أجــل بنــاء‬ ‫عــراق قــوي و مســتقر ‪ ،‬يشــعر فيــه‬ ‫كل املواطنــن باالنتــاء الجــاد‪ .‬يف ذلــك‬ ‫الصــدد اشــار ســيادته اىل االنجــازات التي‬ ‫تحققــت لهــذا البلــد‪ ،‬عندمــا كنــا نتفق و‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫نتعــاون ( االطالــة بالنظــام‪ ،‬بنــاء الدولــة‪،‬‬ ‫محاربــة داعــش‪ ،‬االنتعــاش االقتصــادي‪،‬‬ ‫الدبلوماســية العامليــة‪ )...،‬كــا أشــار يف‬ ‫ذات الصــدد اىل ان االقليــم قــد تجــاوز‬ ‫يف البعــض مــن صالحياتــه مــن طــرف‬ ‫ومــن طــرف آخــر فــان بغــداد قــد‬ ‫منعــت اربيــل مــن صالحيــات أخــرى‪.‬‬ ‫ان هــذا الواقــع و كــا وضحــه ســيادته‪،‬‬ ‫يســتوجب الجلــوس لتحديــد الطــرف‬

‫املتجــاوز يف كل نــوع مــن الصالحيــات‪،‬‬ ‫و يف النهايــة ميكــن التوصــل اىل صيغــة‬ ‫مرضيــة لــكل األط ـراف و اعتــادا عــى‬ ‫األســس الدســتورية‪ .‬و قــال؛ اليجــب‬ ‫تــرك األمــر للمســتقبل فقــد مــرت‬ ‫ســنوات طويلــة و النريــد ان نخــر‬ ‫وقتــا إضافيــا ميكــن أن نســتغله يف البنــاء‬ ‫وخدمــة املواطنــن‪.‬‬ ‫ميكــن للمراقــب ان يثنــي عــى هــذا‬

‫الخطــاب الوطنــي و ان يســتبرش بــه‬ ‫خــرا مــن خــال التجــاوب االيجــايب و‬ ‫املطلــوب مــن القــوى السياســية العراقية‬ ‫بشــكل عــام وقــوى إدارة الدولــة بشــكل‬ ‫خــاص‪ ،‬اإلقليــم جــزء مهــم من االســتقرار‬ ‫االقتصــادي واالجتامعــي و لســيايس و‬ ‫األمنــي للع ـراق‪ ،‬وكــا أن بغــداد عمــق‬ ‫لإلقليــم فــان االقليــم ايضــا عمــق مهــم‬ ‫للع ـراق‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫رئيس االقليم‪ :‬الوقت‬ ‫مناسب جدا لبدء عملية‬ ‫االتفاق على خريطة إدارة‬ ‫الدولة بشكل جدي و‬ ‫صحيح‪ .‬ان القوى السياسية‬ ‫و التي تحمل اسم تحالف‬ ‫ادارة الدولة هي التي‬ ‫تتحمل المسؤولية الكاملة‬ ‫أمام الشعب و التاريخ في‬ ‫حل عقدة ادارة الدولة‬ ‫االتحادية من أجل بناء عراق‬ ‫قوي و مستقر ‪ ،‬يشعر فيه‬ ‫كل المواطنني باالنتماء‬ ‫الجاد‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫عد الخبير األمني‬ ‫ّ‬ ‫واالستراتيجي أحمد‬ ‫الشريفي‪ ،‬إن القضية‬ ‫الفلسطينية تقف‬ ‫اآلن بين «التصفية‬ ‫والتسوية»‪ ،‬وبينما أوضح‬ ‫أن المعطيات تشير‬ ‫إلى التوجه نحو التسوية‬ ‫لحسم النزاع‪ ،‬أشار إلى‬ ‫أن المنطقة في مرحلة‬ ‫الخيارات الصعبة‪.‬‬

‫تحليل عراقي‪..‬‬ ‫فيـــلي‬

‫فيلي‬ ‫سيـــاســـــة‬

‫القضية الفلسطينية تتجه نحو التسوية‬ ‫بخيارات صعبة‪ :‬القدس أو مكة‬ ‫‪8‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫وقــال الرشيفــي يف حديــث ملجلــة «فيــي»‪،‬‬ ‫إن «الحــراك الشــعبي والتظاهــرات عامــل‬ ‫ضغــط عــى املســتوى الدبلومــايس‪ ،‬نظــراً‬ ‫لوجــود مفاوضــات‪ ،‬وكلــا كان املفــاوض‬ ‫مســنوداً بقواعــد جامهرييــة ودعــم شــعبي‪،‬‬ ‫كلــا كان أقــوى يف إدارة املفاوضــات»‪.‬‬ ‫وأضــاف‪ ،‬أن «اململكــة العربيــة الســعودية‬ ‫ســتكون املفــاوض األقــوى‪ ،‬ألنهــا راعيــة‬ ‫مــروع الســام الشــامل‪ ،‬وقــد قدمــت‬ ‫مبــادرة لحــل الدولتــن»‪.‬‬ ‫وتابــع‪ ،‬أن «التوقعــات كانــت تشــر إىل‬ ‫احتامليــة تشــظي العمليــات ضــد إرسائيــل‪،‬‬ ‫مــن خــال اشــراك حــزب اللــه وفتــح جبهــة‬ ‫أخــرى يف ســوريا‪ ،‬لكــن يبــدو أن الجميــع‬ ‫يعمــل وفــق مبــدأ ضبــط النفــس واحتــواء‬ ‫األزمــة»‪.‬‬

‫وأوضــح‪ ،‬أن «األطــراف املعنيــة باحتــواء‬ ‫األزمــة ســتكون إيــران بوصفهــا زعيمــة‬ ‫محــور املامنعــة واملقاومــة وتأثريهــا يف‬ ‫لبنــان‪ ،‬ومــر معنيــة بشــأن قضيــة ســيناء‬ ‫ومعــر رفــح‪ ،‬واململكــة العربيــة الســعودية‬ ‫بوصفهــا املرجعيــة اإلســامية والعربيــة»‪.‬‬ ‫بني التصفية والتسوية‬ ‫ولفــت الرشيفــي إىل أن «القضيــة‬ ‫الفلســطينية تقــف اآلن بــن التصفيــة‬ ‫والتســوية‪ ،‬فأمــا أن تُصفــى القضيــة‬ ‫الفلســطينية بشــكل كامــل وتكــون لصالــح‬ ‫إرسائيــل وتضيــع فيهــا حقوق الفلســطينيني‪،‬‬ ‫أو تكــون هنــاك تســوية تتزعمهــا الــدول‬ ‫العربيــة ويف مقدمتهــا اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية النتــزاع الحقــوق»‪.‬‬ ‫وبــن‪ ،‬أن «جميــع الخيــارات متيــل إىل‬ ‫ّ‬

‫‪9‬‬

‫جهــة التســوية يف ظــل توجــه دويل لحســم‬ ‫النـزاع»‪ ،‬مؤكــداً أن «التســوية ليســت هزمية‬ ‫للعــرب أو للمســلمني‪ ،‬بــل لوجــود خلــل‬ ‫يف املنظومــة القيميــة وتحديــداً اإلســامية‬ ‫املتمثــل باالنقســام الســني الشــيعي ج ـ ّراء‬ ‫الخلــل الــذي أحدثــه ظهــور القاعــدة ومــن‬ ‫بعدهــا داعــش»‪.‬‬ ‫وأكمــل‪ ،‬أن «االنقســام والــراع الســني‬ ‫الشــيعي ح ّيــد القضيــة الفلســطينية وحـ ّول‬ ‫بوصلــة ال ـراع العــريب اإلرسائيــي إىل رصاع‬ ‫مذاهــب‪ ،‬مــا أضعــف اإلرادة يف املواجهــة‬ ‫واالشــتباك‪ ،‬لذلــك املنطقــة أمــام خيــارات‬ ‫صعبــة»‪.‬‬ ‫ورشح الرشيفــي هــذه الخيــارات بالقــول‪:‬‬ ‫«عندمــا تكــون مــر بــن خيــار الدولــة‬ ‫والجيــش‪ ،‬ومســاحة مــن ســيناء‪ ،‬قــد تكــون‬ ‫أفضــل الحلــول هــي التنــازل عــن مســاحة‬ ‫مــن ســيناء‪ ،‬لكــن مــع ضــان بقــاء الدولــة‬ ‫املرصيــة أال تتقســم ضمــن مــروع الــرق‬ ‫األوســط الجديــد‪ ،‬وال ُمُيــ ّزق الجيــش‬ ‫املــري بوصفــه ضامــن لألمــن اإلقليمــي‬ ‫وليــس ألمــن مــر»‪.‬‬ ‫بني القدس ومكة‬ ‫وتابــع الرشيفــي‪« ،‬أمــا اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية فهــي يف خيــار بــن القــدس‬ ‫ومكــة‪ ،‬وأي خلــل واضطــراب يحصــل يف‬ ‫مكــة ســيعطل الحــج وهــو ركــن مــن أركان‬ ‫اإلســام‪ ،‬ومعنــى ذلــك ســيتم فقــدان‬ ‫األغلبيــة اإلســامية‪ ،‬أمــا إي ـران فهــي متثــل‬ ‫الشــيعة وهــم أقليــة أمــام الســنة‪ ،‬لذلــك‬ ‫نحــن يف مرحلــة يطلــق عليهــا الخيــارات‬ ‫الصعبــة»‪.‬‬ ‫وأكــد الرشيفــي يف ختــام حديثــه‪ ،‬أن‬ ‫«اململكــة العربيــة الســعودية ماضيــة‬ ‫بــإدارة األمــور بطريقــة تضمــن بهــا انت ـزاع‬ ‫الحقــوق للفلســطينيني‪ ،‬وإجــراء عمليــة‬ ‫تعيــد فيهــا الهــدوء إىل املنطقــة‪ ،‬لتحقيــق‬ ‫األمــن والســلم الشــامل إقليميــاً»‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫ً‬ ‫ال تتحمسوا كثيرا‬

‫رؤية أمريكية تحذر العراق من "االنكباب" في الحضن الصيني‪:‬‬

‫فيلي‬

‫وضع معهد «واشنطن»‬ ‫األمريكي‪ ،‬التغييرات‬ ‫السياسية في الداخل‬ ‫العراقي‪ ،‬بما فيها‬ ‫تشكيل حكومة محمد‬ ‫شياع السوداني‪ ،‬واإلعالن‬ ‫عن مشروع «طريق‬ ‫التنمية»‪ ،‬في إطار‬ ‫التحوالت الجيوسياسية‬ ‫الجارية في المنطقة‬ ‫داعيا إلى الحذر‬ ‫والعالم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫من التحول العراقي‬ ‫المتزايد نحو الصين‪.‬‬

‫سيـــاســـــة‬

‫فيلي‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫وذكــر املعهــد األمريــي يف تقريــر ترجمتــه‬ ‫مجلــة «فيــي»‪ ،‬أن وصــول الســوداين إىل رئاســة‬ ‫الــوزراء يف بغــداد مل يكــن بالسالســة املطلوبــة‬ ‫للقــوى القريبــة مــن اصلمحــور الرشقــي‪ ،‬بــل‬ ‫كانــت هنــاك عــدة عوامــل ســاهمت يف وصــول‬ ‫الســوداين للمنصــب‪.‬‬ ‫أسباب تنصيب السوداين‬ ‫يــرى التقريــر أن مــن عوامــل وصــول الســوداين‬ ‫لرئاســة الــوزراء‪ ،‬قــرار زعيــم التيــار الصــدري‬ ‫مقتــدى الصــدر بســحب كتلتــه مــن العمليــة‬ ‫السياســية‪ ،‬وشــعور الجهــات القريبــة مــن إيـران‬ ‫بــرورة متريــر رئيــس وزراء مقبــول نســبياً يف‬ ‫املحفــل اإلقليمــي والــدويل‪ ،‬والتنافــس الحــاد‬ ‫بــن الخليــج وإيــران‪ ،‬والخــوف مــن اســتمرار‬ ‫تداعيــات توتــر العالقــة مــع واشــنطن التــي‬ ‫ســببتها إدارة الرئيــس الســابق دونالــد ترامــب‪،‬‬ ‫وهيمنــة الجامعــات املســلحة املتنوعــة القريبــة‬ ‫مــن محــور طهــران‪.‬‬ ‫وقــال التقريــر إنــه يف ظــل هــذه األوضاع الهشــة‬ ‫والعالقــات املرتبكــة‪ ،‬حاولــت حكومــة الســوداين‬ ‫االلتفــاف عــى الخيــار الثنــايئ التقليــدي بــن‬ ‫واشــنطن والغــرب ومعظــم دول الخليــج مــن‬ ‫جهــة‪ ،‬وطه ـران ودمشــق ولبنــان ومــن خلفهــم‬ ‫موســكو مــن جهــة أخــرى‪.‬‬ ‫وباإلضافــة إىل ذلــك‪ ،‬لفت التقريــر إىل أن الطريق‬

‫‪11‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫فيلي‬ ‫سيـــاســـــة‬

‫الجديــد جــاء مــن خــال تســمية واضحــة‬ ‫وبراقــة عنوانــه مــروع «طريــق التنميــة»‬ ‫والواصــل عــى مــا تشــر الدالئــل إىل بكــن‬ ‫كونــه الطريــق الثالــث نحــو املســتقبل‪.‬‬ ‫واعتــر التقريــر األمريــي أن إعــادة‬ ‫التنظيــم الســيايس يف العـراق جــاءت كردة‬ ‫فعــل لتغــر وجهــات نظــر العراقيــن تجــاه‬ ‫الواليــات املتحــدة والفضــاء الجيوســيايس‬ ‫األوســع‪ ،‬مبــا يف ذلــك االنســحاب األمريــي‬ ‫الهزيــل مــن أفغانســتان والتغــرات‬ ‫السياســية يف املنهجيــة السياســية‬ ‫األمريكيــة بوصــول الرئيــس جــو بايــدن‪،‬‬ ‫وفشــل عمليــة إحيــاء االتفــاق النــووي‬ ‫مــع إيــران‪ ،‬وجمــود امللــف الســوري‪،‬‬ ‫ودعــم الرئيــس الــريك رجــب طيــب‬ ‫أردوغــان الثابــت للرئيــس الــرويس فالدميري‬ ‫بوتــن‪ ،‬والهجــات الروســية املســتمرة‬ ‫عــى أوكرانيــا‪ ،‬وحركــة االقتصــاد املرتبــط‬ ‫بأســعار النفــط والتضخــم واالضطرابــات‬ ‫املاليــة يف أســعار العملــة مــن القاهــرة إىل‬ ‫طه ـران‪ ،‬وقضيــة الخــوف مــن العقوبــات‬ ‫االقتصاديــة الصارمــة‪.‬‬ ‫وأضــاف أن «األكــر أهميــة يف النهايــة‪،‬‬ ‫هــو تزايــد الصعــود االقتصــادي الصينــي»‪.‬‬ ‫العراق والحضن الصيني‬ ‫ورأى التقريــر أن العــراق مل يتمكــن‬ ‫منــذ االحتــال األمريــي وســقوط نظــام‬ ‫صــدام يف العــام ‪ 2003‬مــن الخــروج مــن‬ ‫دوامــة التناطــح األمريــي والخليجــي يف‬ ‫وجــه طهــران وحلفائهــا‪ ،‬حيــث تســببت‬ ‫حالــة التنافــس الثنائيــة هــذه يف إنهــاك‬ ‫قــواه داخليــاً وجعلتــه ســاحة لتصفيــة‬ ‫الحســابات‪ ،‬ودفــع العراقيــون مثن ـاً باهظ ـاً‬ ‫جــراء هــذا الوضــع‪.‬‬ ‫وتابــع قائـ ًا إن حــدوث تطــورات واضحــة‬ ‫يف السياســات الدوليــة يف ســاحة الــرق‬ ‫األوســط‪ ،‬دفــع املســؤولني العراقيــن يف‬ ‫بغــداد إىل النظــر مــن نافــذة جديــدة قــد‬ ‫تقلــق واشــنطن‪.‬‬ ‫وأضــاف أن التطــورات اإلقليميــة بــدأت‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫تشــر إىل أن االنكــاش األمريــي الــدويل‬ ‫والعجــز الــرويس لقيــادة القســم املضــاد‬ ‫ألمريــكا مــن العــامل‪ُ ،‬مُيهــد الطريــق لبكــن‬ ‫ـق طريقهــا الســيايس إىل تلــك املنطقــة‪.‬‬ ‫لشـ ّ‬ ‫وذكــر التقريــر أن الصــن كانــت ومــا زالت‬ ‫العبـاً اقتصاديـاً بــارزاً يف تلــك البقعــة مــن‬ ‫خــال التبــادل التجــاري الكبــر لهــا مــع‬ ‫الــرق األوســط‪ ،‬حيــث تتدفــق البضائــع‪،‬‬ ‫وأســواق الطاقــة الجذابــة‪ ،‬وحركــة‬ ‫الــركات الوســيطة والواجهــات املاليــة‪،‬‬ ‫ومشــاريع البنــاء الواعــدة وأســواق‬ ‫االكتتــاب والخدمــات املرصفيــة‪.‬‬ ‫واآلن‪ ،‬يقــول التقريــر إن هــذا الــدور بــدأ‬ ‫يتخــذ شــك ًال سياســياً أيضـاً حيــث وجــدت‬ ‫بكــن نفســها تلعــب دوراً يف امللفــات‬ ‫السياســية لتلــك املنطقــة التــي كان ُينظــر‬ ‫إليهــا عــى كونهــا ســاحة ال بــد أن تظــل‬ ‫تحــت الغطــاء األمريــي‪.‬‬ ‫وبشــكل مامثــل‪ ،‬يقــول التقريــر إن‬ ‫املســؤولني العراقيــن يف بغــداد ينجذبــون‬ ‫إىل السياســة الصينيــة التــي يطرحهــا‬

‫الدبلوماســيون الصينيــون‪ ،‬ويعتقــدون‬ ‫أن الصــن غــر مكرتثــة بنمــط الحكــم‬ ‫يف بلــدان العــامل الثالــث‪ ،‬وال تتدخــل يف‬ ‫الرصاعــات اإلقليميــة بصــورة مبــارشة‪،‬‬ ‫وتتفــادى التــاس مــع امللفــات الحساســة‬ ‫يف املنطقــة كملــف الــراع الفلســطيني‬ ‫اإلرسائيــي‪ ،‬وغالبــاً مــا يقــوم املراقبــون‬ ‫بإجــراء مقارنــة بــن الرتاجــع الواضــح يف‬ ‫االهتــام األمريــي باملنطقــة‪ ،‬والصعــود‬ ‫الصينــي املتســارع يف االقتصــاد‪.‬‬ ‫التقلبات األمريكية‬ ‫وباإلضافــة إىل ذلــك‪ ،‬قــال التقريــر‬ ‫أن التغيــر يف اإلدارة األمريكيــة دفــع‬ ‫املســؤولني العراقيــن إىل توخــى الحــذر‬ ‫خاصــة بعــد أن أدركــوا أنــه ال ميكــن‬ ‫االســتكانة التفاقيــات ومعاهــدات مــع‬ ‫واشــنطن التــي قــد تنتهــي بتبــدل اإلدارة‬ ‫األمريكيــة‪.‬‬ ‫وتابــع قائــ ًا إن بغــداد التــي كانــت لهــا‬ ‫عالقــات طويلــة وحميمــة مــع موســكو‬ ‫يف الفــرة التــي ســبقت ســقوط صــدام‬

‫المســؤولين العراقييــن فــي بغــداد ينجذبــون‬ ‫إلــى السياســة الصينيــة التــي يطرحهــا‬ ‫الدبلوماســيون الصينيــون‪ ،‬ويعتقــدون أن‬ ‫الصيــن غيــر مكترثــة بنمــط الحكــم فــي بلدان‬ ‫العالــم الثالــث‪ ،‬وال تتدخــل فــي الصراعــات‬ ‫اإلقليميــة بصــورة مباشــرة ‪.‬‬

‫حســن‪ ،‬تــدرك أن روســيا ال ميكنهــا أن متــأ‬ ‫الفــراغ األمريــي إن حــدث‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر إىل أن االتفــاق األخــر بــن‬ ‫الســعودية وإيــران العــدوان اللــدودان‬ ‫باملنطقــة وبرعايــة بكــن‪ ،‬كان مبثابــة ورقــة‬ ‫إعــان ســيايس عــن الظهــور الصينــي يف‬ ‫املحفــل الــرق األوســطي‪.‬‬ ‫وأضــاف أن الع ـراق الــذي كان لــه دور يف‬ ‫تلــك املفاوضــات كان يشــاهد باســتغراب‬ ‫كيــف أن واشــنطن كانــت تراقــب االتفــاق‬ ‫وهــو يحــدث دون أن تحــرك ســاكناً‪.‬‬ ‫وأشــار إىل أن العــراق كان يشــاهد كيــف‬ ‫ترتاكــض القــوى الخليجيــة واإلقليميــة‬ ‫املحســوبة عــى واشــنطن لتقديــم طلبــات‬ ‫لالنضــام لتكتــل «بريكــس» الــذي ينظــر‬ ‫إليــه الكثــرون يف العــامل الثالــث عــى أنــه‬ ‫البديــل املمكــن للقيــادة الغربيــة الحاليــة‬ ‫للعــامل‪.‬‬ ‫وتابــع قائــ ًا إن االتفاقيــة الصينيــة‬ ‫اإليرانيــة الطويلــة األمــد كانــت مثــا ًال آخر‬ ‫عــى متــدد بكــن ووصولهــا إىل الحــدود‬ ‫العراقيــة‪.‬‬ ‫ورأى التقريــر أن الرتاجــع امللحــوظ يف‬ ‫ردود أفعــال الواليــات املتحــدة عــى‬ ‫تلــك التطــورات‪ ،‬دفــع الســوداين وفريقــه‬ ‫القــراح مــروع «طريــق التنميــة»‪ ،‬وهــو‬ ‫مــروع يعتــره البعــض أنــه امتــداد‬ ‫ملشــاريع الصــن املتمثلــة بـ»الحــزام‬ ‫والطريــق»‪ ،‬وكانــت تلــك الخطــوة مبثابــة‬ ‫إعــان عراقــي لفتــح البــاد سياســياً‬ ‫للصــن‪.‬‬ ‫وذ ّكــر التقريــر بــأن الــركات الصينيــة‬ ‫لديهــا اســتثامرات مبليــارات الــدوالرات يف‬ ‫الع ـراق وأن حجــم التبــادل التجــاري بــن‬ ‫البلديــن «تجــاوز ‪ 53‬مليــار دوالر أمريــي‬ ‫ســنة ‪ « 2022‬بحســب بيــان الســفارة‬ ‫الصينيــة يف بغــداد‪ ،‬ولكــن الــدور الصينــي‬ ‫الســيايس املســتقبيل تعــزز بإعــان‬ ‫املــروع حــراً‪.‬‬ ‫طريق التنمية وإشكالياته‬

‫ولفــت التقريــر إىل أن املــروع يتكــون‬ ‫مــن عنــارص مشــابهة للمشــاريع الصينيــة‬ ‫يف عــدد مــن دول وســط آســيا حيــث‬ ‫يتألــف مــن حركــة تجاريــة افرتاضيــة‬ ‫مرتبطــة بتطويــر املوانــئ وشــبكة طــرق‬ ‫رسيعــة متتــد مــن الخليــج إىل مدخــل‬ ‫تركيــا مــن جهــة زاخــو‪ ،‬كــا يتضمــن‬ ‫عنــارص أساســية مشــابهة للمشــاريع‬ ‫الصينيــة كخطــوط الســكك الحديديــة‬ ‫الطويلــة التــي تســتخدم لنقــل البضائــع‬ ‫واألشــخاص‪.‬‬ ‫وذ ّكــر التقريــر بترصيــح للســفري الصينــي‬ ‫لــدى العــراق‪ ،‬تســوي وي‪ ،‬يف حزيــران‪/‬‬ ‫يونيــو املــايض قــال فيــه إن «مــروع‬ ‫مكمل‬ ‫التنميــة اإلســراتيجي العراقــي‪ ،‬هــو ّ‬ ‫ملــروع الحــزام والطريــق» الصينــي‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر إىل أن ذلــك يعكــس‬ ‫حقيقــة الرؤيــة الصينيــة تجــاه املــروع‬ ‫الــذي ال يبــدو أن الواقــع العراقــي الحــايل‬ ‫يســتطيع تنفيــذه حيــث أن القــدرة‬ ‫العراقيــة للوصــول إىل إنجــاح املــروع ال‬ ‫تدعــو للتفــاؤل‪.‬‬ ‫وأوضــح التقريــر أن املســؤولني العراقيــن‬ ‫بحاجــة إىل مواجهــة حقيقــة مفادهــا أن‬ ‫العـراق ليــس لديــه القــدرة عــى االلتـزام‬ ‫بتنفيــذ خطــط هــذا املــروع الضخــم‬ ‫الــذي يصــل تكلفتــه املعلنــة لـــ‪ 17‬مليــار‬ ‫دوالر‪ ،‬حيــث البنيــة التحتيــة منهــارة‪،‬‬ ‫والخدمــات األساســية ضعيفــة‪ ،‬والهشاشــة‬ ‫األمنيــة مــا زالــت تلقــي بظاللهــا عــى‬ ‫البلــد‪.‬‬ ‫وباإلضافــة إىل ذلــك‪ ،‬فــإن امليزانيــة هــي‬ ‫ميزانيــة ريعيــة غــر مســتقرة ومرتبطــة‬ ‫بســعر النفــط‪ ،‬مــا يشــكل وضعـاً اقتصاديـاً‬ ‫غــر مســتدام لدولــة تأمــل يف االســتثامر يف‬ ‫مشــاريع األعــال الكــرى‪.‬‬ ‫وتابــع قائــ ًا إن هنــاك مالمــح واضحــة‬ ‫لرتاجــع قيمــة الدينــار العراقــي أمــام‬ ‫الــدوالر وتراجــع متســارع يف مســتوى‬ ‫دخــل الفــرد‪ ،‬وهنــاك أيض ـاً ارتيــاب لــدى‬

‫‪13‬‬

‫إقليــم كوردســتان مــن مســارات املــروع‬ ‫والتــي تتفــادى املــرور باإلقليــم بهــدف‬ ‫تحجيــم دوره االقتصــادي بشــكل متعمــد‬ ‫«تحــت حجــة صعوبــة الجغرافيــة الجبليــة‬ ‫هنــاك»‪.‬‬ ‫وأشــار إىل أن املــروع قــد يدفــع الــدول‬ ‫التــي تســتفيد مــن واقــع الع ـراق الحــايل‬ ‫ملعارضــة تنفيــذه‪ ،‬مضيفــاً أن إيــران قــد‬ ‫تكــون إحــدى هــذه الــدول املعارضــة‪،‬‬ ‫خاصــة إذا تحسســت الخطــر عــى نفوذهــا‬ ‫الســيايس واالقتصــادي يف العــراق‪.‬‬ ‫وختــم التقريــر بالقــول إنــه بغــض النظــر‬ ‫عــن جــدوى خطــة املــروع‪ ،‬فإنــه ينبغــي‬ ‫النظــر إليــه كونــه مــؤرشاً عــى «االنكبــاب‬ ‫العراقــي تجــاه الحضــن الصينــي»‪ ،‬مضيفـاً‬ ‫أنــه يتحتــم عــى املســؤولني العراقيــن أن‬ ‫يكونــوا أكــر حــذراً‪ ،‬وأال يكونــوا واثقــن‬ ‫أن املشــاركة الصينيــة ســتحقق األهــداف‬ ‫املنشــودة التــي وضعوهــا‪ ،‬حيــث تؤكــد‬ ‫االحتجاجــات التــي اندلعــت يف دول آســيا‬ ‫الوســطى ضــد مشــاريع مبــادرة «الح ـزام‬ ‫والطريــق» القدميــة عــى املخاطــر التــي‬ ‫قــد يحملهــا مــروع التنميــة الصينــي‪،‬‬ ‫وهــو مــا يتجاهلــه املســؤولون العراقيــون‬ ‫حالي ـاً‪.‬‬ ‫وخلــص إىل القــول إنــه يجــب أن يدفــع‬ ‫الحــاس الــذى تبديــه بغــداد حاليــاً‬ ‫تجــاه زيــادة املشــاركة الصينيــة‪ ،‬اإلدارة‬ ‫األمريكيــة إىل التوقــف قليــ ًا‪ ،‬فــإذا‬ ‫كانــت واشــنطن تأمــل يف إحبــاط هــذه‬ ‫الخطــوة‪ ،‬يجــب عليهــا بــذل املزيــد مــن‬ ‫الجهــود إلعــادة بنــاء الثقــة مــع حلفائهــا‬ ‫التاريخيــن يف املنطقــة ومعالجــة فكــرة‬ ‫التخــي األمريــي‪.‬‬ ‫وأضــاف أنــه إذا اســتمر هــذا التصــور‬ ‫الســلبي‪ ،‬ستســاهم الحكومــات يف العـراق‪،‬‬ ‫والســعودية واإلمــارات‪ ،‬يف تســهيل‬ ‫الوصــول الصينــي بشــكل متزايــد ملراكــز‬ ‫صنــع القــرار الســيايس يف تلــك املنطقــة‬ ‫الجغرافيــة الهامــة‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫آلية أوروبية‬ ‫تهدد الالجئين‬ ‫العراقيين في‬ ‫القارة العجوز‬

‫فيلي‬

‫ســ ّلط موقــع «ســتايت ووتــش» (مراقبــة الدولــة)‬ ‫المختــص برصــد الحقــوق المدنيــة فــي أوروبــا‪ ،‬الضــوء علــى‬

‫عـــــراقــــيات‬

‫مســاع االتحــاد األوروبــي إلــى التوصــل التفــاق غيــر رســمي‬ ‫مــع العــراق‪ ،‬لجعلــه متعاونــ ًا أكثــر لتســهيل إجــراءات‬ ‫الترحيــل واإلبعــاد لمهاجريــن عراقييــن مــن دول االتحــاد‪،‬‬ ‫وقبــول الســلطات العراقيــة باســتقبالهم‪.‬‬ ‫فــــــيلي‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫‪15‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫وأوضــح تقريــر املركــز األورويب‪ ،‬الــذي‬ ‫ترجمتــه مجلــة «فيــي»‪ ،‬أن «االتحاد األورويب‬ ‫ميــي قدم ـاً مــن أجــل تنفيــذ الخطــة عــى‬ ‫الرغــم مــن اإلدراك األورويب بــأن الحكومــة‬ ‫العراقيــة نــددت يف آذار‪ /‬مــارس املــايض‪،‬‬ ‫بالسياســة الســابقة املتمثلــة يف عــدم القبــول‬ ‫العــام للعــودة غــر الطوعيــة‪ ،‬والتزامهــا‬ ‫ببــدء التعــاون يف جميــع حــاالت العــودة»‪.‬‬ ‫اتفاقية الرشاكة والتعاون‬ ‫وبحســب تقريــر املركــز الــذي يتخــذ مــن‬ ‫لنــدن مقــرا لــه‪ ،‬فــإن «االتفاقيــة غــر‬ ‫امللزمــة» التــي يجــري دفعهــا حاليــاً‪ ،‬ال‬ ‫تتطلــب التدقيــق أو املوافقــة مــن جانــب‬ ‫الربملــان األورويب‪ ،‬بخــاف االتفاقيــة الرســمية‬ ‫حــول إعــادة القبــول بالعائديــن‪ ،‬وهــي‬ ‫ســتحتل رأس «اتفاقيــة الرشاكــة والتعــاون»‬ ‫القامئــة بــن االتحــاد األورويب والعــراق‪،‬‬ ‫مضيفــاً أنــه ســتكون هنــاك تهديــدات‬ ‫بفــرض عقوبــات تتعلــق مبنــح التأشــرات‬ ‫ضــد الع ـراق‪ ،‬وهــو مــا كان يخضــع للنقــاش‬ ‫منــذ العــام ‪ 2021‬عندمــا خلــص األوروبيــون‬ ‫إىل أن تعــاون العـراق مــع عمليــات الرتحيــل‪،‬‬ ‫كان «غــر كاف»‪.‬‬ ‫وأضــاف التقريــر‪ ،‬أن «اتفاقيــة الرشاكــة‬ ‫والتعــاون» تتضمــن بنــوداً تلــزم الطرفــن‬ ‫«بإعــادة قبــول املهاجريــن غــر الرشعيــن»‪،‬‬ ‫مبينــاً أن «إمكانيــة قيــام االتحــاد األورويب‬ ‫بجعــل إصــدار التأشــرات أكــر تعقيــداً‬ ‫واســتهالكاً للوقــت للمواطنــن العراقيــن‪ ،‬مــا‬ ‫تــزال قيــد البحــث يف املجلــس األورويب»‪.‬‬ ‫ولفــت إىل أن الوثيقــة املطروحــة تتحــدث‬ ‫عــن «تواصــل واســع النطــاق ومســتمر» مــن‬ ‫االتحــاد األورويب «تجــاه الســلطات العراقيــة‬ ‫عــى املســتوى الســيايس والفنــي»‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫قــاد إىل إعــان الحكومــة العراقيــة موقفهــا يف‬ ‫آذار‪ /‬مــارس املــايض‪.‬‬ ‫واشــار التقريــر إىل أن خطــة مامرســة الضغط‬ ‫املتجــدد عــى الع ـراق قــد وضعــت بشــكل‬ ‫رسي مــن خــال آليــة «‪»MOCADEM‬‬ ‫لتنســيق جهــود االتحــاد األورويب يف مجــال‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫‪17‬‬

‫«اتفاقية الشراكة‬ ‫والتعاون» تتضمن بنودًا‬ ‫تلزم الطرفين «بإعادة‬ ‫قبول المهاجرين غير‬ ‫الشرعيين»‪ ،‬مبينًا أن‬ ‫«إمكانية قيام االتحاد‬ ‫األوروبي بجعل إصدار‬ ‫التأشيرات أكثر تعقيدًا‬ ‫واستهالكًا للوقت‬ ‫للمواطنين العراقيين‪،‬‬ ‫ما تزال قيد البحث في‬ ‫المجلس األوروبي»‬

‫الحــدود الخارجيــة املتعلقــة بالهجــرة‪.‬‬ ‫اإلعادة القرسية‬ ‫ووفــق التقريــر األورويب‪ ،‬فبعــد قــرار‬ ‫الســلطات العراقيــة البــدء بقبــول عمليــات‬ ‫اإلعــادة القرسيــة مــن االتحــاد األورويب‪،‬‬ ‫جــرى تواصــل بــن بغــداد والعديــد مــن‬ ‫الــدول األعضــاء للبحــث يف إمكانيــة التوصــل‬ ‫إىل ترتيبــات تفصيليــة للتعــاون بشــأن‬ ‫العــودة وإعــادة القبــول‪ ،‬مضيف ـاً أنــه جــرى‬ ‫إبــرام العديــد مــن هــذه الرتتيبــات مــع‬ ‫الــدول األعضــاء بشــكل فــردي‪ ،‬وبعضهــا قيــد‬ ‫التفــاوض أو قيــد البحــث‪.‬‬ ‫ورأى التقريــر أنــه برغــم ذلــك فــإن املجلــس‬ ‫األورويب واملفوضيــة األوروبيــة يعتــران أن‬ ‫هنــاك فائــدة إضافيــة مــن خــال اتفاقيــة‬ ‫مخصصــة بــن االتحــاد األورويب والعــراق‪،‬‬ ‫مشــرين إىل أنهــا ســتؤمن «الوضــوح‬

‫والشــفافية والقــدرة عــى التنبــؤ بالعمليــة‬ ‫لــكل مــن الطرفــن»‪.‬‬ ‫إال أن الوثيقــة املطروحــة ســتوفر أيضــاً‬ ‫الفرصــة للــدول األعضــاء يف االتحــاد األورويب‬ ‫للتالعــب باختيــارات كيفيــة تطبيــق القانــون‬ ‫الجديــد‪ ،‬حيــث تقــول الوثيقــة إن «اآلليــة‬ ‫غــر امللزمــة» تعكــس املعايــر األكــر فائــدة‬ ‫يف الرتتيبــات الثنائيــة للــدول األعضــاء‪.‬‬ ‫وبحســب تقريــر املركــز األورويب‪ ،‬فــإن‬ ‫هــذه اآلليــة عــى مســتوى االتحــاد األورويب‬ ‫ينبغــي أال تحــل محــل الرتتيبــات الثنائيــة‪،‬‬ ‫لكــن اآلليــة عــى مســتوى االتحــاد األورويب‬ ‫والرتتيبــات الثنائيــة‪ ،‬ســتكون متكاملــة‬ ‫بطبيعتهــا‪.‬‬ ‫ووفــق الوثيقــة أيضــاً‪ ،‬ميكــن االســتفادة‬ ‫مــن الرتتيبــات الثنائيــة القامئــة وتلــك التــي‬ ‫مل يتــم إبرامهــا بعــد بــن العــراق والــدول‬

‫األعضــاء‪ ،‬ويف الوقــت نفســه‪ ،‬يجــوز لجميــع‬ ‫الــدول األعضــاء تطبيــق املبــادرة عــى‬ ‫مســتوى االتحــاد األورويب لتعزيــز عمليــات‬ ‫العــودة‪ ،‬حيثــا يكــون ذلــك مناســباً‪.‬‬ ‫آلية غري ملزمة‬ ‫وتأمــل املفوضيــة أن تــدرج يف مبــادرة‬ ‫«اآلليــة غــر امللزمــة»‪ ،‬مــن بــن أمــور‬ ‫أخــرى‪ ،‬أن يقبــل الع ـراق بالرحــات الجويــة‬ ‫املســتأجرة‪ ،‬وإصــدار تصاريــح الهبــوط يف‬ ‫الوقــت املناســب»‪ ،‬وإنــه بنــاء عــى طلــب‬ ‫العــراق‪ ،‬هنــاك إشــارة إىل دعــم االتحــاد‬ ‫األورويب إلعــادة الدمــج املســتدام‪ ،‬بحســب‬ ‫التقريــر‪.‬‬ ‫ووفــق التقريــر‪ ،‬فــإن دعــم إعــادة الدمــج‪،‬‬ ‫قــد يكــون عــى شــكل مســاعدات ماليــة‬ ‫لألفــراد املرحلــن‪ ،‬إىل جانــب املســاعدة‬ ‫النفســية أو غريهــا مــن إشــكال املســاعدة‪،‬‬

‫لكــن املجلــس األورويب ال يعتقــد أنــه ينبغــي‬ ‫تضمينهــا بشــكل تلقــايئ‪ ،‬حيــث يعتــر‬ ‫املجلــس أنــه ال ينبغــي لآلليــة غــر امللزمــة‬ ‫(‪ )NBI‬أن تفــرض التزامــات عــى الــدول‬ ‫األعضــاء يف هــذا الصــدد‪ ،‬مضيفـاً أن االتحــاد‬ ‫األورويب يجــب أن يشــر بوضــوح إىل أن دعم‬ ‫إعــادة الدمــج ليــس رشط ـاً أساســياً لتنفيــذ‬ ‫عمليــات العــودة الفعليــة أو املســتقبلية‪،‬‬ ‫ويظــل االلتــزام (مــن جانــب العــراق)‬ ‫بإعــادة قبــول مواطنيــه غــر مــروط»‪.‬‬ ‫وخلــص التقريــر‪ ،‬إىل أنه «يف حــال تم التوصل‬ ‫إىل اتفــاق غــر رســمي‪ ،‬فــإن التعــاون العميل‬ ‫هــو مــا يثــر تقديــر املجلــس األورويب»‪،‬‬ ‫الــذي وبحســب الوثيقــة نفســها‪ ،‬فاحتــال‬ ‫فــرض عقوبــات فيــا يتعلــق بالتأشــرات‪،‬‬ ‫ســيظل مطروحـاً عــى الطاولــة‪ ،‬وأن البحــث‬ ‫يف إمكانيــة فرضهــا‪ ،‬ســيتم يف حــال جــرى‬

‫كاف بحلــول‬ ‫اعتبــار التعــاون العراقــي «غــر ٍ‬ ‫نهايــة العــام ‪.»2023‬‬ ‫ولفــت التقريــر األورويب‪ ،‬إىل أن بــن عامــي‬ ‫‪ 2006‬و‪ ،2021‬شــملت عمليــات الرتحيــل‬ ‫مــن جانــب «فرونتكــس»‪ 352 ،‬مواطنــاً‬ ‫عراقيــاً‪ ،‬لكــن مــن املرجــح أن يكــون عــدد‬ ‫املرحلــن يف العمليــات التــي تنســقها الــدول‬ ‫األعضــاء‪ ،‬أعــى مــن ذلــك بكثــر‪.‬‬ ‫وختــم التقريــر‪ ،‬بالقــول‪« :‬بعــد عقديــن‬ ‫مــن الغــزو الــذي قادتــه الواليــات املتحــدة‪،‬‬ ‫بدعــم مــن الــدول األعضــاء يف االتحــاد‬ ‫األورويب‪ ،‬هــي إيطاليــا وهولنــدا وإســبانيا‬ ‫واملجــر وليتوانيــا وســلوفاكيا وبولنــدا‬ ‫ورومانيــا والدمنــارك وبلغاريــا وجمهوريــة‬ ‫التشــيك والتفيــا وأســتونيا وبريطانيــا‪،‬‬ ‫وكذلــك دول (الشــنغن) الرنويــج وإيســلندا‪،‬‬ ‫فــإن النــاس يف العـراق مــا يزالــون يواجهــون‬ ‫اضطرابــات سياســية وانتهــاكات خطــرة‬ ‫لحقــوق اإلنســان»‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫في عامـــها االول‪..‬‬ ‫"عقبات" تضع‬ ‫حكومة السوداني‬ ‫امام تحديات عديدة‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫مــع قــرب حلــول عــام علــى تولــي محمــد‬ ‫شــياع الســوداني رئاســة الحكومــة‬ ‫العراقيــة فــي ‪ 28‬تشــرين األول‪/‬‬ ‫أكتوبــر ‪ ،2022‬مــا تــزال الحكومــة‬ ‫المكــون مــن‬ ‫تحــاول تنفيــذ برنامجهــا‬ ‫ّ‬ ‫‪ 23‬فقــرة‪ ،‬ورغــم مــا تحقــق فــي بعــض‬ ‫المشــاريع‪ ،‬إال أنهــا تــكاد ال تظهــر‬ ‫بســبب التراكمــات التــي ورثتهــا مــن‬ ‫الحكومــات الســابقة‪ ،‬وتزامــن ذلــك‬ ‫مــع عــدة تحديــات تواجههــا‪ ،‬أبرزهــا‬ ‫أزمــة الــدوالر‪ ،‬والجفــاف وق ّلــة الميــاه‪،‬‬ ‫والفســاد المستشــري فــي المؤسســات‬ ‫الحكوميــة‪ ،‬وفــق مراقبيــن‪.‬‬ ‫فيلي‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫وكانــت حكومــة الســوداين قــد أعلنــت عــن‬ ‫أولوياتهــا يف العمــل‪ ،‬ووضعــت خطــة لذلــك‪،‬‬ ‫وأقــرت املوازنــة الثالثيــة للــروع بهــا‪ ،‬لكــن‬ ‫املوازنــة مل تطلــق حتــى اآلن‪ ،‬لعــدم وجــود‬ ‫كتلــة نقديــة‪ ،‬مــا تســبب بتلكــؤ الربنامــج‬ ‫الحكومــي‪.‬‬ ‫نتيجــة لذلــك «ابتعــدت الحكومــة عــن‬ ‫التعاقــدات الجديــدة‪ ،‬وحرصــت عــى إكــال‬ ‫املشــاريع االســراتيجية األساســية الســابقة‪،‬‬ ‫املع ّلقــة واملتوقفــة»‪ ،‬وفــق الباحــث يف الشــأن‬ ‫الســيايس‪ ،‬عبــاس العــرداوي‪.‬‬ ‫خطوات مهمة‬ ‫ويضيــف العــرداوي ملجلــة «فيــي» «حيــث تــم‬ ‫تحقيــق خطــوات يف قطاعــات الصحــة والرتبيــة‬ ‫والخدمــات‪ ،‬وأهمهــا تشــكيل الجهــد الخدمــي‪،‬‬ ‫املنســية التــي مــا‬ ‫لتوفــر الخدمــات للمناطــق ّ‬ ‫ت ـزال غــر ُمضافــة رســمياً إىل قطــاع األمانــات‪،‬‬ ‫كاألرايض الزراعيــة والعشــوائيات»‪.‬‬ ‫ويتابــع «كذلــك تهيئــة عوامــل تفكيــك األزمات‬ ‫الشــتوية‪ ،‬مــن فــرش الطــرق ومعالجــة املجاري‪،‬‬ ‫ومنــع اســتغاللها مــن قبــل املرشــحني النتخابات‬ ‫مجالــس املحافظــات‪ ،‬وتهيئــة األجــواء إلقامــة‬ ‫االنتخابــات يف موعدهــا املحــدد‪ 18( ،‬كانــون‬ ‫األول املقبــل)»‪.‬‬ ‫ويزيــد العــرداوي «كــا عملــت الحكومــة عــى‬ ‫تقويــة امللــف األمنــي‪ ،‬الســتكامل تســليمه‬ ‫لــوزارة الداخليــة‪ ،‬ونقــل الجيــش إىل الحــدود»‪.‬‬ ‫ويكمــل «فضــ ًا عــن تفكيــك املشــاكل مــع‬ ‫إقليــم كوردســتان‪ ،‬والذهــاب نحــو تصفريهــا‪،‬‬ ‫واالنتقــال إىل معادلــة جديــدة»‪.‬‬ ‫ويشــر العــرداوي‪ ،‬إىل أن «الحكومــة قامــت‬ ‫بتهيئــة األجــواء للتنميــة االقتصاديــة‪ ،‬مــن خالل‬ ‫اســتخدام الدبلوماســية اإليجابيــة‪ ،‬والتــوازن يف‬ ‫العالقــات‪ ،‬واالنفتــاح عــى الــدول العربيــة‪،‬‬ ‫وتوحيــد الرؤيــة»‪.‬‬ ‫ويؤكــد عــى أهميــة «ثبــات حكومــة الســوداين‬ ‫عــى مــا ُكتــب يف املنهــاج الحكومــي‪ ،‬ورفــع‬ ‫وتــرة العمــل بــه‪ ،‬لضــان إكــال تنفيــذه ملــا‬ ‫تبقــى مــن عمــر الحكومــة»‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫تحديات عديدة‬ ‫مــن جهتــه‪ ،‬يقــول مديــر مركــز «الرفــد» لإلعالم‬ ‫والدراســات اإلســراتيجية‪ ،‬عبــاس الجبــوري‪ ،‬إن‬ ‫«الحكومــة مل متتلــك األمــوال‪ ،‬حيــث إن املوازنة‬ ‫مل تطلــق لغايــة اآلن بســبب عــدم وجــود كتلــة‬ ‫نقديــة‪ ،‬فض ـ ًا عــن الرصاعــات السياســية التــي‬ ‫حدثــت خــال الفــرة املاضيــة‪ ،‬مــا تســبب‬ ‫بتلكــؤ الربنامــج الحكومــي املتكــون مــن ‪23‬‬ ‫فقــرة»‪.‬‬ ‫ويشــر الجبــوري خــال حديثــه ملجلــة «فيــي»‬ ‫إىل «وجــود تحديــات عديــدة أمــام حكومــة‬ ‫الســوداين أولهــا ارتفــاع الــدوالر‪ ،‬والجفــاف‬ ‫ونقــص امليــاه‪ ،‬ورغــم تحقيــق إنجــازات إال أنهــا‬ ‫غــر واضحــة‪ ،‬بســبب مــا ورثتــه مــن تراكــات‬ ‫الحكومــات الســابقة»‪.‬‬ ‫وين ّبــه إىل أن «حكومــة الســوداين تواجــه تحديـاً‬ ‫كبــراً يف ملــف مكافحــة الفســاد املســترشي يف‬ ‫مؤسســات الدولــة»‪ ،‬مبين ـاً أن «الفســاد أصبــح‬ ‫منظومــة مل تقــدر الحكومــات الســابقة عــى‬ ‫تفكيكهــا‪ ،‬لذلــك تعمــل الحكومــة الحاليــة‬ ‫جاهــدة اليقافــه عــى األقــل يف هــذه املرحلــة»‪.‬‬ ‫أزمة البنى التحتية‬ ‫بــدوره‪ ،‬يؤكــد املحلــل الســيايس‪ ،‬عزيــز جــر‪،‬‬ ‫وجــود «عقبــات كثــرة أمــام رئيــس الــوزراء‪،‬‬ ‫ال ســيام فيــا يتعلــق بإصــاح البنــى التحتيــة‬ ‫وســعر الــدوالر»‪.‬‬ ‫وعــن الجانــب األول‪ ،‬يشــر جــر يف حديثــه‬ ‫ملجلــة «فيــي»‪ ،‬إىل أن «إصــاح البنــى التحتيــة‬ ‫الــذي تضمــن إقامــة مشــاريع يف بغــداد‪،‬‬ ‫تســببت بالكثــر مــن الزحامــات املروريــة‪،‬‬ ‫مــا يعكــس عــدم قــدرة الحكومــة عــى إدارة‬ ‫هكــذا مشــاريع‪ ،‬أو رمبــا تعــود هــذه العقبــات‬ ‫إىل أســباب خــارج عــن إرادتهــا‪ ،‬نظــراً للعــدد‬ ‫الكبــر مــن املركبــات يف الشــوارع التــي هــي يف‬ ‫األســاس ض ّيقــة»‪.‬‬ ‫أمــا الجانــب الثــاين‪ ،‬يوضــح جــر‪ ،‬أن «الــدوالر‬ ‫بــات مصــدر قلــق للكثــر مــن العراقيــن‪،‬‬ ‫نتيجــة ارتفاعــه غــر الطبيعــي حتــى تجــاوز‬ ‫‪ 160‬ألــف دينــار قبــل أيــام»‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫ُ‬ ‫الناس تتلظى و(العجايا) تستعرض!‬

‫لقــد كشــفت كارثــة احتــراق قاعــة األعــراس فــي قضــاء‬ ‫الحمدانيــة الــى الشــرق مــن الموصــل عاصمــة محافظــة‬ ‫نينــوى‪ ،‬حقيقــة أن الدولــة ال يمكــن أن تأخــذ مجراهــا وقوتهــا‬ ‫وديمومتهــا بوجــود مجموعات مســلحة وميليشــيات مهيمنة‬ ‫علــى مفاصــل الحيــاة االجتماعيــة واالقتصاديــة واألمنيــة‪،‬‬ ‫كفاح محمود كريم‬

‫‪20‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫‪21‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫وأثبتــت تلــك املأســاة التــي راح ضحيتهــا‬ ‫مئــات األطفــال والنســاء والشــيوخ‪ ،‬يف أول‬ ‫كارثــة مــن نوعهــا بعــد ملجــأ العامريــة يف‬ ‫العاصمــة العراقيــة أبــان الحــرب العراقيــة‬ ‫اإليرانيــة‪ ،‬بأنــه حــان الوقــت لفتــح ملفــات‬ ‫هــذه املجاميــع والفصائــل املســلحة ومــا‬ ‫تحتويــه مــن تنظيــات ومافيــات وزعامــات‬ ‫تخفــي وراء وجودهــا فضائــح تزكــم‬ ‫األنــوف وهــي تســتعرض عضالتهــا بــن‬ ‫األهــايل وتتدخــل يف الصغــرة والكبــرة يف‬ ‫شــؤون الدولــة مبــا يعيــق دميومتهــا ويشــيع‬ ‫الفــوىض والفلتــان عــى حســاب هيبــة‬ ‫الدولــة ومكانتهــا‪.‬‬ ‫بعــد ســقوط النظــام بســنوات أبتــي‬ ‫العــراق وخاصــة املــدن بتلــك الجامعــات‬ ‫وامليليشــيات التــي متركــزت يف النقــاط التــي‬ ‫تــدر وتنــزف أمــوا ًال كاملنافــذ الحدوديــة‬ ‫واملوانــئ ونقاط الســيطرة الثابتــة واملتحركة‬ ‫بــن املــدن‪ ،‬إضافــة إىل الــركات األجنبيــة‬ ‫واملحليــة واملشــاريع بــكل مســتوياتها‬ ‫وتجــارة الخمــور واملخــدرات واألســلحة‪،‬‬ ‫حيــث تفــرض عــى الجميــع أتــاوات وبــدل‬ ‫مــرور وبــدل مــا ُيســمى بالحاميــة ورضائــب‬ ‫وتربعــات إجباريــة‪ ،‬وهــذا مــا يحصــل اليــوم‬ ‫مــن البــرة وحتــى املوصــل وغربــاً مــن‬ ‫ربيعــة وســنجار وحتــى عرعــر عــى الحــدود‬ ‫الســعودية‪ ،‬حيــث تنتــر مافيــات مســلحة‬ ‫وزعامــات ميليشــياوية بتجهيزات عســكرية‬ ‫وإمكانيــات ال متتلكهــا الدولــة تُشــيع‬ ‫الرعــب واإلرهــاب بــن األهــايل ويف تلــك‬ ‫املراكــز لتفــرض هيمنتهــا عــى صناديــق‬ ‫األمــوال والرضائــب والدخــول والخــروج‬ ‫وابتــزاز األمــوال‪.‬‬ ‫والعجيــب أن رؤســاء هــذه العصابــات‬ ‫التــي رشعنــت نفســها بعبــاءة أجهــزة‬ ‫الدولــة ومؤسســاتها‪ ،‬يتجولــون يف املــدن‬ ‫والقــرى بأرتــال مــن أحــدث الســيارات‬ ‫وبعــرات مــن عنــارص الحاميــة مرتديــن‬ ‫أزيــاء تشــبه أزيــاء رعــاة البقــر يف أمريــكا‪،‬‬

‫‪22‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫بــل عــن قــادة تلــك املافيــات أطلقــوا‬ ‫لحاهــم وشــعر رؤوســهم وكأنهــم قراصنــة‬ ‫البحــار‪ ،‬علـ ً‬ ‫ا بــأن غالبيتهــم أنصــاف أميــن‬ ‫وغــر متعلمــن اشــروا شــهادات مــزورة‬ ‫مــن جامعــات مشــبوهة يف لبنــان وإي ـران‪،‬‬ ‫وجمعــوا حولهــم أفــواج مــن العاطلــن‬ ‫عــن العمــل برواتــب مغريــة يف تشــكيالت‬ ‫شــبه عســكرية مــن أفــواج وألويــة بحجــة‬ ‫الحفــاظ عــى األمــن ومكافحــة اإلرهــاب‪،‬‬ ‫وأصبحــت شــاعة اإلرهــاب واحــدة مــن‬ ‫أهــم وســائلهم لإليقــاع بــأي شــخص ملجــرد‬ ‫معارضتــه لهــم أو وقوفــه بالضــد مــن‬

‫ارتزاقهــم‪ ،‬وهــذا مــا يحصــل يف العديــد مــن‬ ‫مــدن الع ـراق الغربيــة والشــالية الغربيــة‬ ‫وصــو ًال إىل مينــاء البــرة وبقيــة املنافــذ‬ ‫الجنوبيــة والرشقيــة مــع إيــران والكويــت‬ ‫والســعودية‪.‬‬ ‫لقــد تحولــوا بــن ليلــة وضحاهــا إىل‬ ‫اقطاعيــات ماليــة ضخمــة تســاندهم أذرع‬ ‫تنفيذيــة وقضائيــة‪ ،‬بــل ونجحــوا مــن خــال‬ ‫تلــك األمــوال يف صناعــة أح ـزاب كارتونيــة‬ ‫امتــدت اىل كــرايس الربملــان‪ ،‬وهــذا مــا‬ ‫اتضــح يف كــوارث عديــدة حصلــت خــال‬ ‫الســنوات املاضيــة بســبب حاميتهــم‬

‫للفســاد املســترشي يف مفاصــل الدولــة‬ ‫وآخرهــا كارثــة قاعــة األعــراس يف قضــاء‬ ‫الحمدانيــة إىل الــرق مــن مركــز مدينــة‬ ‫املوصــل ذي الغالبيــة املســيحية والتــي راح‬ ‫ضحيتهــا املئــات مــن األطفــال والنســاء‬ ‫والشــيوخ‪ ،‬حيــث أرشت التحقيقــات‬ ‫األوليــة إىل تــورط العديــد مــن زعــاء تلــك‬ ‫املافيــات وامليليشــيات بشــكل أو بآخــر‬ ‫يف تلــك الكــوارث‪ ،‬بحاميتهــم ألصحــاب‬ ‫تلــك املشــاريع أو مالكــن لهــا أو فاعلــن‬ ‫رئيســيني فيهــا ألغـراض انتخابية أو سياســية‬ ‫عدوانيــة‪.‬‬

‫إن مــا تقــوم به هــذه املجموعــات وزعامئها‬ ‫يذكرنــا باملثــل الــدارج يف الشــعبيات‬ ‫العراقيــة (عجايــا والدنيــا عيــد)* حيــث مــا‬ ‫يــزال هــذا املثــل يســتحوذ عــى موقعــه‬ ‫كأقــوى توصيــف لفعاليــات وســلوكيات‬ ‫وحتــى أزيــاء رؤســاء الجامعــات املســلحة‬ ‫وامليليشــيات التــي انتــرت ومنــت بشــكل‬ ‫رسطــاين خــال الســنوات األخــرة خاصــة‬ ‫بعــد نجــاح القــوات العراقيــة والبيشــمركة‬ ‫والتحالــف الــدويل يف القضــاء عــى‬ ‫الهيــكل اإلداري لتنظيــات اإلرهــاب التــي‬ ‫كانــت تســيطر عــى عــدة مــدن عراقيــة‬

‫‪23‬‬

‫وكردســتانية‪ ،‬وتحــول هــؤالء القراصنــة إىل‬ ‫أبطــال كارتــون ومنــور ورقيــة متثــل عــى‬ ‫مــرح االنتصــار عــى اإلرهــاب‪ ،‬بينــا‬ ‫تقــوم بأعــال ال تختلــف كثــراً عــا كانــت‬ ‫تقــوم بــه تلــك التنظيــات اإلرهابيــة إال‬ ‫اللهــم بفــارق الــزي واملالبــس حيــث عــرف‬ ‫عــن عنــارص تنظيــم الدولــة الــزي االفغــاين‬ ‫أو الباكســتاين‪ ،‬بينــا يرتــدي أبطــال‬ ‫الكارتــون مــن زعــاء العصابــات أزيــاء‬ ‫قراصنــة البحــار وممثــي هوليــود يف أفــام‬ ‫رعــاة البقــر‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫‪25‬‬

‫في البلد الغني بالنفط‪..‬‬

‫ربع العراقيني فقراء‬ ‫رغــم تصنيــف العــراق مــن بيــن البلــدان الغنيــة بالمــوارد الطبيعيــة‬ ‫الهائلــة وفــي مقدمتهــا النفــط‪ ،‬تســجل نســبة الفقــر فيــه مســتويات‬ ‫مرتفعــة قياســا بالــدول المحيطــة‪ ،‬ويشــير مختصــون إلــى إهمال حكومي‬ ‫علــى مــدى الســنوات الماضيــة‪ ،‬فضــا عــن الفســاد اإلداري والمالــي‬ ‫المستشــري وغيــاب التخطيــط‪.‬‬ ‫فيلي‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫‪24‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫وتظهــر اإلحصــاءات الحكوميــة الرســمية أن‬ ‫الفقــر وصــل إىل نحــو ‪ 21%‬مــن الســكان‪،‬‬ ‫فيــا تُقــدر أعــداد الفقـراء بنحــو ‪ 11‬مليونــا‬ ‫مــن بــن ‪ 42‬مليونــا هــم عــدد ســكان‬ ‫العــراق‪.‬‬ ‫وتفيــد بيانــات رســمية صــادرة عــن وزارة‬ ‫العمــل والشــؤون االجتامعيــة بــأن قرابــة ‪7‬‬ ‫ماليــن عراقــي يتلقــون منحــا ماليــة شــهرية‬ ‫مــن الحكومــة‪ ،‬وتتوقــع رفعهــا اىل ‪ 9‬ماليــن‪،‬‬ ‫قالــت إنهــم يســتحقون املســاعدة‪.‬‬ ‫مسح لنسبة الفقر يف العراق‬ ‫تبلــغ نســبة الفقــر يف العــراق ‪ 20.5‬إىل‬

‫‪ 21‬باملائــة‪ ،‬وفقــاً ملســح ســابق‪ ،‬بحســب‬ ‫املتحــدث باســم وزارة التخطيــط‪ ،‬عبــد‬ ‫الزهــرة الهنــداوي‪ ،‬مضيفــاً أن «الجهــاز‬ ‫املركــزي لإلحصــاء ينفــذ حاليــاً املســح‬ ‫االقتصــادي واالجتامعــي لــأرسة يف العـراق»‪.‬‬ ‫ويوضــح الهنــداوي ملجلــة «فيــي»‪ ،‬أن «هــذا‬ ‫املســح بــدأ العمــل بــه يف منتصــف شــهر‬ ‫متــوز املــايض‪ ،‬ويســتمر ملــدة عــام عــى‬ ‫مرحلتــن‪ ،‬األوىل تنتهــي يف كانــون األول‬ ‫املقبــل‪ ،‬والثانيــة تبــدأ يف كانــون الثــاين مــن‬ ‫عــام ‪ ،2024‬وينتهــي يف متــوز املقبــل»‪.‬‬ ‫ويؤكــد‪ ،‬أن «هــذا املســح ســوف يو ّفــر‬

‫مــؤرشات جديــدة عــن الواقــع الحــايل‬ ‫مــن حيــث خــط الفقــر‪ ،‬ونســب الفقــراء‪،‬‬ ‫واملحافظــات واالقضيــة األكــر فقــراً‪،‬‬ ‫وســتكون هــذه البيانــات مدخــات‬ ‫لالســراتيجية الثالثــة ملكافحــة الفقــر التــي‬ ‫تعمــل الــوزارة عــى إعدادهــا‪ ،‬وقــد وصلــت‬ ‫إىل مراحــل متقدمــة»‪.‬‬ ‫ويضيــف‪ ،‬أن «هــذه االســراتيجية تأخــذ‬ ‫بنظــر االعتبــار أبعــاد الفقــر املتعــددة‪ ،‬وهي‬ ‫مــا يتعلــق بـ(الصحــة‪ ،‬والســكن‪ ،‬والتعليــم‪،‬‬ ‫والدخــل‪ ،‬والغــذاء)‪ ،‬عــر مجموعــة مــن‬ ‫السياســات واإلجــراءات التــي تطلــع يف‬ ‫تنفيذهــا الجهــات ذات العالقــة»‪.‬‬ ‫ووفقـاً ملنظمــة األمــم املتحــدة فــإن «الفقــر‬ ‫ليــس قضيــة اقتصاديــة فحســب‪ ،‬بــل هــو‬ ‫ظاهــرة متعــددة األبعــاد تشــمل االفتقــار‬ ‫إىل الدخــل والقــدرات األساســية للعيــش‬ ‫بكرامــة»‪.‬‬ ‫وذكــرت املنظمــة‪ ،‬أن «األشــخاص الذيــن‬ ‫يعيشــون يف فقــر يعانــون مــن العديــد مــن‬ ‫أشــكال الحرمــان املرتابطــة وتشــمل‪ :‬ظــروف‬ ‫العمــل الخطــرة‪ ،‬الســكن غــر اآلمــن‪ ،‬نقــص‬ ‫املــواد الغذائيــة املغذيــة‪ ،‬عــدم املســاواة يف‬ ‫الوصــول إىل العدالــة‪ ،‬ومحدوديــة الوصــول‬ ‫إىل الرعايــة الصحيــة»‪.‬‬ ‫األزمة «كبرية»‬ ‫ويف هــذا الســياق‪ ،‬يقــول رئيــس املركــز‬ ‫االســراتيجي لحقــوق اإلنســان يف العــراق‪،‬‬ ‫فاضــل الغــراوي‪ ،‬إن «الفقــر مــن املشــاكل‬ ‫والتحديــات الكبــرة التــي يعيشــها‬ ‫العراقيــون يوميــاً‪ ،‬واليــوم العاملــي للفقــر‪،‬‬ ‫هــو تذكــر بهــذه املحنــة‪ ،‬خصوصــاً مــع‬ ‫وجــود رشائــح هشّ ــة عديــدة مــن النســاء‬ ‫واألرامــل واأليتــام وذوي اإلعاقــة وكبــار‬ ‫الســن‪ ،‬وكــم هائــل مــن الذيــن تحــت‬ ‫مســتوى خــط الفقــر»‪.‬‬ ‫ويضيــف الغــراوي ملجلــة «فيــي»‪ ،‬أن‬ ‫«تداعيــات األزمــة االقتصاديــة‪ ،‬متثــل أزمــة‬ ‫كبــرة لهــذه الرشائــح وخطــورة مســتدامة‪،‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫يف وقــت ال يتلقــى هــؤالء األشــخاص مبالــغ‬ ‫تتناســب مــع مقــدار القيمــة األساســية‬ ‫للجوانــب الحياتيــة‪ ،‬وال تســد رمــق عيشــهم‪،‬‬ ‫وخاصــة املتطلبــات الخاصــة بالســكن‬ ‫والصحــة والتعليــم وغريهــا مــن األمــور‬ ‫الحياتيــة»‪.‬‬ ‫ويؤكــد‪ ،‬أن «خطــورة الفقــر كبــرة‪ ،‬مــا‬ ‫يســتدعي اســتثامر الكــم الهائــل مــن‬ ‫املوازنــات االنفجاريــة يف العــراق لدعــم‬ ‫هــذه الرشائــح وإمكانيــة التعامــل مــع‬ ‫الفقــر بشــكل كبــر»‪.‬‬ ‫وكانــت منظمــة األمــم املتحــدة قــد‬ ‫اســتعرضت بعــض األرقــام املهمــة ذات‬ ‫الصلــة باليــوم العاملــي للقضــاء عــى الفقــر‪،‬‬ ‫مــن بينهــا‪ ،‬مــا يقــدر بنحــو ‪ 7%‬مــن‬ ‫ســكان العــامل (نحــو ‪ 575‬مليــون شــخص)‬ ‫قــد يجــدون أنفســهم محارصيــن يف الفقــر‬ ‫املدقــع بحلــول عــام ‪.2030‬‬ ‫وأضافــت‪ ،‬أنــه اســتجابة ألزمــة تكلفــة‬ ‫املعيشــة‪ ،‬أعلنــت ‪ 105‬دول وأقاليــم عــا‬ ‫يقــرب مــن ‪ 350‬إجـراء للحاميــة االجتامعيــة‬ ‫يف الفــرة مــن فرباير‪/‬شــباط ‪ 2022‬إىل‬ ‫فرباير‪/‬شــباط ‪.2023‬‬ ‫بينــا أبــرز برنامــج األمــم املتحــدة اإلمنــايئ‬ ‫بعــض األرقــام بشــأن أزمــة الفقــر العامليــة‬ ‫وخطــوات مواجهتهــا‪ ،‬موضحـاً‪ :‬إذا اســتمرت‬ ‫التوقعــات الحاليــة‪ ،‬فــإن مــا يقــدر بنحــو‬ ‫‪ 7%‬مــن ســكان العــامل ســيظلون يعيشــون‬ ‫يف فقــر مدقــع بحلــول نهايــة هــذا العقــد‪.‬‬ ‫وخلــص تحليــل أجــراه برنامــج األمــم‬ ‫املتحــدة اإلمنــايئ إىل أن ‪ 165‬مليــون شــخص‬ ‫وقعــوا يف براثــن الفقــر بــن عامــي ‪ 2020‬و‬ ‫‪ ،2023‬إذ أدت خدمــة الديــون إىل مزاحمــة‬ ‫النفقــات يف املجــاالت الحيويــة مثــل‬ ‫الحاميــة االجتامعيــة والصحــة والتعليــم‪.‬‬ ‫التقصــر «حكومــي»‪ ..‬والوظائــف «بطالــة‬ ‫مقنعــة»‬ ‫مــن جهتهــا‪ ،‬تعــزو عضــو لجنــة حقــوق‬ ‫اإلنســان النيابيــة‪ ،‬نيســان الزايــر‪ ،‬أســباب‬ ‫«انتشــار الفقــر يف عمــوم الع ـراق إىل عــدم‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫وضــع الحكومــات املتعاقبــة حلــو ًال لهــذه‬ ‫املشــكلة‪ ،‬مــن خــال فتــح االســتثامر‪،‬‬ ‫وتفعيــل القطــاع الخــاص‪ ،‬وبنــاء مؤسســات‬ ‫جديــدة الســتيعاب املوظفــن»‪.‬‬ ‫وتعــد الزايــر خــال حديثهــا ملجلــة «فيــي»‪،‬‬ ‫«الوظائــف التــي تســتحدثها الحكومــة‬ ‫بطالــة مقنعــة إلرضــاء الشــارع وامتصــاص‬ ‫غضبــه‪ ،‬وهــي تســتنزف امليزانيــة‪ ،‬مــا يثقــل‬ ‫كاهــل الدولــة»‪.‬‬ ‫وتؤكــد‪ ،‬أن «لجنــة حقــوق اإلنســان تــرى أن‬ ‫املحافظــات الجنوبية املثنــى والديوانية وذي‬ ‫قــار هــي األشــد فقـراً»‪ ،‬مبينــة أن «مجــاالت‬ ‫عمــل كانــت متوفــرة ‪ -‬بوجــود امليــاه ‪-‬‬ ‫خصوص ـاً يف مناطــق األهــوار والريــف‪ ،‬مــن‬ ‫خــال الزراعــة وصيــد األســاك والطيــور‬ ‫وتربيــة الجامــوس»‪.‬‬ ‫وتضيــف‪« :‬لكــن حاليــاً بســبب الجفــاف‪،‬‬ ‫نفقــت هــذه الحيوانــات وانعدمــت‬ ‫الزراعــة‪ ،‬مــا تســبب بفقــر ســكان تلــك‬ ‫املناطــق و اضطرارهــم إىل الهجــرة والنــزوح‬ ‫إىل املدينــة»‪.‬‬ ‫وتشــر إىل أن «املتــرر األكــر هم الشــباب‪،‬‬ ‫عــى اعتبــار أن الرجــل يف مجتمعنــا هــو‬ ‫مــن يعمــل إلعالــة عائلتــه‪ ،‬لكــن تــررن‬ ‫أيضــاً النســاء وخاصــة اللــوايت يف األهــوار‪،‬‬ ‫فهــن مســتقالت مادي ـاً عــن أزواجهــن مــن‬ ‫خــال تربيــة الجامــوس وبيــع مــا ينتجــه‬ ‫مــن مشــتقات األلبــان كالحليــب وغــره‪،‬‬ ‫كــا تــررن أيض ـاً النســاء اللــوايت يعملــن‬ ‫يف الفالحــة إىل جانــب أزواجهــن»‪.‬‬ ‫وتؤكــد الزايــر يف ختــام حديثهــا‪ ،‬أن «هــذه‬ ‫املشــاكل ُمشــخّ صة لــدى لجنــة حقــوق‬ ‫اإلنســان النيابيــة وتبقــى الحــول بيــد‬ ‫الحكومــة»‪.‬‬ ‫إجراءات حكومية‬ ‫وبالعــودة إىل املتحــدث باســم وزارة‬ ‫التخطيــط‪ ،‬عبدالزهــرة الهنــداوي‪ ،‬يؤكــد أن‬ ‫«الوضــع يف الع ـراق شــهد تحســناً يف الكثــر‬ ‫مــن املفاصــل خــال العــام الحــايل ‪ ،2023‬مــا‬ ‫ســوف ينعكــس إيجابـاً عىل حيــاة الفقـراء»‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫مــا يقــدر بنحــو ‪7%‬‬ ‫مــن ســكان العالــم‬ ‫(نحــو ‪ 575‬مليــون‬ ‫شــخص) قــد يجــدون‬ ‫أنفســهم محاصريــن‬ ‫فــي الفقــر المدقــع‬ ‫بحلــول عــام ‪.2030‬‬

‫ويوضــح‪« ،‬حيــث كان مــن أولويــات‬ ‫الربنامــج الحكومــي‪ ،‬الرتكيــز عــى الفئــات‬ ‫واملهمشــة يف املجتمــع‪ ،‬والفقــراء‬ ‫الهشّ ــة‬ ‫ّ‬ ‫عــى وجــه التحديــد‪ ،‬مــن خــال مجموعــة‬ ‫مــن السياســات‪ ،‬أولهــا فيــا يتعلــق بتوســيع‬ ‫شــبكة الحاميــة االجتامعيــة وشــمول الكثــر‬ ‫مــن األرس واألف ـراد ضمــن هــذه الشــبكة»‪.‬‬ ‫وتابــع قائـ ًا‪« ،‬األمــر اآلخــر‪ ،‬هــو مــن خــال‬ ‫تحســن وزيــادة املــواد الغذائيــة ضمــن‬

‫البطاقــة التموينيــة‪ ،‬وهــذا خلــق حالــة‬ ‫مــن االســتقرار بعــد توفــر املــواد الغذائيــة‬ ‫األساســية لــأرس‪ ،‬كــا هنــاك س ـ ّلة غذائيــة‬ ‫خاصــة لــأرس الفقــرة»‪.‬‬ ‫ويؤكــد‪ ،‬أن «هنــاك إجــراءات حكوميــة‬ ‫أخــرى يف مجــال الخدمــات‪ ،‬ويف مجــال‬ ‫اســتئناف العمــل يف املشــاريع التــي كانــت‬ ‫متوقفــة ومتلكئــة‪ ،‬كــا هنــاك مشــاريعاً‬ ‫جديــدة مــن شــأنها توفــر فــرص العمــل‬

‫وتحســن الدخــل‪ ،‬مــا ســوف ينعكــس‬ ‫إيجاب ـاً عــى واقــع حيــاة الفق ـراء يف عمــوم‬ ‫العــراق»‪.‬‬ ‫و ُيحيــي العــامل اليــوم الــدويل للقضــاء عــى‬ ‫الفقــر‪ ،‬يف ‪ 17‬ترشيــن األول‪/‬أكتوبــر مــن‬ ‫كل عــام‪ ،‬بهــدف تعزيــز التفاهــم والحــوار‬ ‫بــن مــن يعيشــون يف فقــر وبقيــة أطيــاف‬ ‫املجتمــع األخــرى‪.‬‬ ‫وتحتفــل األمــم املتحــدة باليــوم الــدويل‬

‫للقضــاء عــى الفقــر لعــام ‪ ،2023‬تحــت‬ ‫شــعار «العمــل الالئــق والحاميــة االجتامعية‬ ‫ وضــع الكرامــة موضــع التنفيــذ للجميــع»‪.‬‬‫وتُظهــر شــهادات حيــة‪ ،‬أن مــن يعيشــون‬ ‫يف براثــن الفقــر املدقــع غالب ـاً مــا يعملــون‬ ‫لســاعات طويلــة ومرهقــة يف ظــروف‬ ‫خطــرة وغــر منظمــة‪ ،‬لكنهــم مــع ذلــك‬ ‫عاجزيــن عــن كســب مــا يكفــي إلعالــة‬ ‫أنفســهم وأرسهــم بشــكل مناســب‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫‪29‬‬

‫من يسرق رواتب المتقاعدين؟‬ ‫فيـــلي‬

‫حين يطلب من امرأة‬ ‫استنساخ بطاقة راتب‬ ‫زوجها المتوفي واعطاء‬ ‫الرقم السري للبطاقة‬ ‫والمعلومات المتعلقة بها‬ ‫بعد ان تأملت الحصول‬ ‫على سلفة‪ ،‬ثم يجري سرقة‬ ‫األموال التي طلبتها‪ ،‬فتلك‬ ‫طامة كبرى تفصح عن‬ ‫الفوضى وغياب الحقوق‬ ‫الذي يحدث في العراق على‬ ‫نطاق واسع؛ والعنوان‬ ‫فيلي‬

‫العريض لذلك الذي لم‬ ‫يجر السيطرة عليه منذ‬

‫عـــــراقــــيات‬

‫عام ‪ 2003‬المتواصل حتى‬ ‫اآلن‪ ،‬هو «سرقة رواتب‬ ‫المتقاعدين»‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫ففــي منتصــف شــهر ايلــول ‪ 2023‬افــاد‬ ‫جهــاز األمــن الوطنــي العراقــي‪ ،‬بتفكيــك‬ ‫شــبكتني تقومــان برسقــة رواتــب‬ ‫املتقاعديــن والحــواالت املرصفيــة‪.‬‬ ‫وقــال الجهــاز يف بيــان إنــه‪ ،‬بعــد ورود‬ ‫معلومــات اســتخبارية دقيقــة وشــكاوى‬

‫بشــأن عمليــات رسقــة لرواتــب املوظفني‬ ‫واملتقاعديــن يف محافظــة بابــل بــارشت‬ ‫مفــارز الجهــاز بتكثيــف حمــات‬ ‫البحــث والتحــري ملالحقــة مــن يقفــون‬ ‫وراء عمليــات النصــب واالحتيــال‪ ،‬اذ‬ ‫متكنــت قــوة مــن الجهــاز مــن اإلطاحــة‬

‫بشــبكة مكونــة مــن ‪ 9‬متهمــن تقــوم‬ ‫برسقــة رواتــب حملــة بطاقــات الــرف‬ ‫اآليل مــن املوظفــن واملتقاعديــن‬ ‫ومثيالتهــا‪ ،‬مبينــا‪ ،‬أن العصابــة تســتعمل‬ ‫وســائل متنوعــة لالحتيــال عــى الضحايــا‬ ‫باســتدراج بعضهــم عــر أحــد منافــذ‬

‫الــرف إىل قضــاء القائــم يف محافظــة‬ ‫األنبــار وإقنــاع الضحيــة بوجــود ســلف‬ ‫مرصفيــة‪ ،‬وبعــد تســلم البطاقــات منهــم‬ ‫والرمــوز الرسيــة تجــري عمليــة الرسقــة‪،‬‬ ‫منوهــا اىل انــه قــد ُضبــط بحــوزة‬ ‫املتهمــن أجهــزة خاصــة بالســحب اآليل‬ ‫وطابعــات وهواتــف ورشائــح اتصــاالت‬ ‫تســتعمل يف تنفيــذ عملياتهــم االحتياليــة‬ ‫عــى املواطنــن‪ ،‬عــى حــد وصفــه‪.‬‬ ‫وكانــت امــرأة قــد قالــت يف وقــت ســابق‬ ‫انهــا بعــد ان شــاهدت اعالنــا عــن طريق‬ ‫وســائل التواصــل االجتامعــي‪ ،‬وحاولــت‬ ‫الدخــول اليــه‪ ،‬فــان رجــا‪ ،‬طلــب منهــا‬ ‫رقــم بطاقــة الــرف اإللكرتونية «ماســر‬ ‫كارد» الخاصــة بهــا‪ ،‬والرقــم الــري‪،‬‬ ‫ورقــم الهاتــف الــذي ترتبــط بــه البطاقة‪،‬‬ ‫ومعلومــات أخــرى مثــل اســمها الكامــل‬ ‫وتاريــخ ميالدهــا‪ ،‬وانهــا بعــد يومــن‪،‬‬ ‫تســلمت إشــعارات بــأن أموالهــا تحــول‬ ‫لحســاب آخــر‪ ،‬تقــول انهــا اعتقــدت يف‬ ‫البدايــة أن اإلشــعارات تعنــي أن املــال‬ ‫وصــل لحســابها‪ ،‬لكــن حينــا حاولــت‬ ‫تســلمه مــن مكاتــب رصف رواتــب‬ ‫املتقاعديــن قيــل لهــا أن «حســابها‬ ‫خــال»‪.‬‬ ‫وتفســرا لتلــك االمــور يقــول ضابــط يف‬ ‫اســتخبارات وزارة الداخلية إن «املحتالني‬ ‫يســتغلون ضعــف املعرفــة التقنيــة‬ ‫لــدى كبــار الســن مــن املتقاعديــن‪،‬‬ ‫ويقنعونهــم بإعطــاء معلومــات وبيانــات‬ ‫يســتخدمونها لرسقــة رواتبهــم»‪ ،‬مشــرا‬ ‫اىل ان وزارتــه تجــري تحقيقــات وقــد‬ ‫توصلــت إىل أن «شــبكات فاعلــة مــن‬ ‫املحتالــن ومكاتــب رصف الرواتــب‬ ‫وموظفــن يف التقاعــد تعمــل مــع بعضهــا‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫«في بعض األحيان‪،‬‬ ‫تقوم الشركات‬ ‫التي توزع رواتب‬ ‫المتقاعدين بصرفها‬ ‫على دفعات لالستفادة‬ ‫من العمولة التي‬ ‫سيدفعها المتقاعد‬ ‫مرتين لدى كل‬ ‫استالم»‪.‬‬ ‫وبحسب القانونيين‬ ‫فان ما تقوم به‬ ‫الشركات استغالل‬ ‫واضح‪ ،‬ونظرا لحجم‬ ‫رواتب المتقاعدين‬ ‫التي تصل إلى‬ ‫ترليونات الدنانير‪،‬‬ ‫فأنهم يعدون ذلك‬ ‫تجارة ‪..‬‬

‫‪30‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫لتســهيل عمليــات االحتيــال»‪.‬‬ ‫ويف جانــب آخــر مــن املشــكلة‪ ،‬يكشــف‬ ‫عــن انــه يف كثــر مــن االحيــان تقــوم‬ ‫الــركات بتأخــر دفــع الرواتــب‬ ‫لالســتفادة مــن الســيولة املاليــة الكبــرة‬ ‫التــي تتوفــر لهــا كل شــهر يف عمليــات‬ ‫تجاريــة‪ ،‬عــى حــد وصفــه‪ ،‬فيقــوم‬ ‫بعــض املتقاعديــن بالبحــث عــن وســائل‬ ‫اخــرى لتســلم الراتــب الــذي هــم بأمــس‬ ‫الحاجــة اليــه مع نهايــة الشــهر فيوقعهم‬ ‫ذلــك يف مصائــد بعــض املحتالــن الذيــن‬ ‫يتعهــدون للمتقاعــد باســتخراج راتبــه‬ ‫فيقومــون باالســتيالء عليــه‪.‬‬ ‫ويقــول مالــك أحــد مكاتــب رصف‬ ‫رواتــب املتقاعديــن «يف بعــض األحيــان‪،‬‬ ‫تقــوم الــركات التــي تــوزع رواتــب‬ ‫املتقاعديــن برصفهــا عــى دفعــات‬ ‫لالســتفادة مــن العمولــة التــي ســيدفعها‬

‫املتقاعــد مرتــن لــدى كل اســتالم»‪.‬‬ ‫وبحســب القانونيــن فــان مــا تقــوم‬ ‫بــه الــركات اســتغالل واضــح‪ ،‬ونظــرا‬ ‫لحجــم رواتــب املتقاعديــن التــي تصــل‬ ‫إىل ترليونــات الدنانــر‪ ،‬فأنهــم يعــدون‬ ‫ذلــك تجــارة عــى حــد وصفهــم‪ ،‬معربــن‬ ‫عــن شــكهم يف أن تصــل تلــك القضيــة‬ ‫اىل حلــول بســبب «اإلج ـراءات املطولــة‬ ‫التــي كانــت هــي الســبب يف بدايــة‬ ‫األمــر بلجــوء املواطنــن إىل محتالــن‬ ‫مثــل هــذا الشــخص»‪.‬‬ ‫مــن جهتهــا‪ ،‬تقــول خبــرة قضائيــة‬ ‫إن وســائل متعــددة تســتعملها تلــك‬ ‫العصابــات لالحتيــال عــى املتقاعديــن‬ ‫ا ّلذيــن ال ميتلكــون الخــرة والدرايــة‬ ‫الكافيتــن يف اســتعامل تلــك البطاقــات‪،‬‬ ‫مســتغلني بذلــك تقــدم أعــار بعــض‬ ‫املتقاعديــن‪ ،‬بخاصــة أن الكثــرات مــن‬

‫ربــات البيــوت اللــوايت مل يحصلــن عــى‬ ‫تعليــم يتســلمن تقاعــد أزواجهــن أو‬ ‫ذويهــن املتوفــن‪ ،‬الفتــة‪ ،‬إىل رضورة‬ ‫قيــام املتقاعديــن الذيــن يتعرضــون‬ ‫لحالــة نصــب واحتيــال بتقديــم شــكوى‬ ‫جزائيــة لينــال املحتالــون عقوبتهــم‬ ‫وفــق املــادة ‪ 456‬مــن قانــون العقوبــات‬ ‫العراقــي رقــم ‪ 111‬لســنة ‪،1969‬‬ ‫موضحــة أن هنــاك منافــذ مرخصــة مــن‬ ‫قبــل املصــارف وهــي تابعــة لــوزارة‬ ‫املاليــة وهنــاك منافــذ الــرف اآليل‬ ‫غــر مرخصــة ال تتعامــل معهــا املصــارف‬ ‫العراقيــة‪ ،‬وإذ مــا تــم تقديــم شــكوى‬ ‫فســوف تتــم محاســبة تلــك املنافــذ غــر‬ ‫املرخصــة أو مــن يقــوم باالحتيــال عــى‬ ‫املواطنــن والتالعــب بأرزاقهــم‪ ،‬بحســب‬ ‫تعبريهــا‪.‬‬ ‫وكان املديــر العــام ملــرف الرشــيد‬

‫قــد حــذر يف وقــت ســابق مــن تالعــب‬ ‫وتزويــر بالبطاقــة االلكرتونيــة ورسقــة‬ ‫رواتــب املوظفــن واملتقاعديــن عــر‬ ‫املواقــع الوهميــة‪.‬‬ ‫وقــال ملجلــة «فيــي»‪ ،‬إن «هنــاك تالعبـاً‬ ‫وتزويــراً بالبطاقــة االلكرتونيــة وعــى‬ ‫املوظفــن واملتقاعديــن واملســتفيدين‬ ‫مــن خدمــات مــرف الرشــيد الحــذر‬ ‫مــن املواقــع االلكرتونيــة الوهميــة»‪.‬‬ ‫وأضــاف أن «اصحــاب النفــوس الضعيفــة‬ ‫قامــوا باســتغالل بعــض املســتفيدين مــن‬ ‫خدمــات املــرف ورسقــة رواتبهــم عــر‬ ‫املواقــع الوهميــة»‪ ،‬مشــرا إىل «إيقــاف‬ ‫التســويق االلكــروين لحاميــة البطاقــة‬ ‫مــن الرسقــة»‪.‬‬ ‫ومتنــح الحكومــة العراقيــة امتيــازات‬ ‫فتــح مكاتــب لــرف رواتــب املتقاعدين‬ ‫باالتفــاق مــع مــرف الرافديــن‬

‫‪31‬‬

‫الحكومــي ومــرف الرشــيد لتســهيل‬ ‫عمليــة تســلم الرواتــب بالنســبة‬ ‫للمتقاعديــن يف جميــع املناطــق‪.‬‬ ‫ويحصــل مكتــب الــرف الــذي يديــره‬ ‫القطــاع الخــاص عــى عمولــة مــن الراتب‬ ‫فيــا تحصــل رشكات مثــل رشكــة ‪Qcard‬‬ ‫التــي تصــدر بطاقــات الــرف عــى‬ ‫عمولــة أخــرى مقابــل إيصــال الرواتــب‬ ‫إىل أماكــن قريبــة مــن املتقاعديــن‪.‬‬ ‫ويف كانــون الثــاين عــام ‪ 2021‬أصــدر‬ ‫القضــاء العراقــي حكــا بالســجن ألربــع‬ ‫ســنوات عــى مديــر عــام الرشكــة يف‬ ‫العــراق‪ ،‬بتهمــة دفــع رىش ملســؤولني‪.‬‬ ‫ويــرى مســؤولون امنيــون‪ ،‬ان «األمــان‬ ‫عــال بالنســبة للبطاقــات بحــد ذاتهــا‪،‬‬ ‫كــا أنهــا قللــت كثــرا مــن الفســاد‬ ‫اإلداري املتعلــق برواتــب املتقاعديــن‪،‬‬ ‫ومتكنــا مــن اعتقــال مطلوبــن بينهــم‬ ‫دواعــش خــال مراجعتهــم الســتالم‬ ‫راتــب بســبب قاعــدة البيانــات الواســعة‬ ‫التــي توفرهــا البطاقــات االئتامنيــة‬ ‫الذكيــة»‪.‬‬ ‫ويتوفــر أكــر مــن أربعــة ماليــن متقاعــد‬ ‫يف العــراق عــى البطاقــة الذكيــة الــي‬ ‫كارد واملاســركارد‪ ،‬التــي متكنهــم مــن‬ ‫تســلم مرتباتهــم الشــهرية مــن مكاتــب‬ ‫الــرف‪.‬‬ ‫وتدخــل حتــى القضــاء يف التصــدي لتلــك‬ ‫املعضلــة يف بيــان نــره موقــع مجلــس‬ ‫القضــاء األعــى يف العـراق قــال انــه ال بد‬ ‫للمتقاعديــن أو كل مــن يتســلم راتبــه‬ ‫عــن طريــق بطاقــة الراتــب وغريهــا‬ ‫التحــري عــن املكاتــب املوثــوق فيهــا‬ ‫والســؤال قبــل تســلم الراتــب‪ ،..‬حتــى‬ ‫ال يقــع ضحيــة نصــب بعــض ضعــاف‬ ‫النفــوس ممــن يحتالــون عــى رواتــب‬ ‫املواطنــن وأرزاقهــم‪ ،‬كــا يجــب التبليــغ‬ ‫عــن تلــك املكاتــب وتحذيــر اآلخريــن‬ ‫منهــا‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫‪33‬‬

‫تشكيك امريكي‬

‫بقدرة العراق على إيقاف استيراد الغاز اإليراني‬

‫ ‬

‫وحديث عن "معركة وجودية"‬

‫فيلي‬

‫شكك موقع «أويل‬ ‫برايس» األمريكي‬ ‫المتخصص بأخبار‬ ‫الطاقة‪ ،‬بتعهدات‬ ‫العراق بالتوقف قريبا‬ ‫عن استيراد الغاز‬ ‫اإليراني وباالعالنات‬ ‫العراقية عن قرب‬ ‫إطالق مشاريع جديدة‬ ‫في قطاع الغاز‪.‬‬ ‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫ورغــم التشــكيك األمريــي أكــد‪ ،‬التقريــر‬ ‫الــذي ترجمتــه مجلــة «فيــي»‪ ،‬انــه «ميكــن‬ ‫لــدور العـراق ان يكــون محوريــا يف املعركــة‬ ‫الوجوديــة الجاريــة حاليــا يف العــامل‪ ،‬مــن‬ ‫اجــل مــوارد الطاقــة»‪.‬‬ ‫وانتقــد التقريــر ترصيحــات كبــار مســؤويل‬ ‫النفــط العراقيــن حــول أن واردات الغــاز‬ ‫مــن ايــران ســوف تتوقــف قريبــا‪ ،‬والتــي‬ ‫يتابعهــا مراقبــو صناعــة النفــط املتمرســن‬ ‫والتــي بنظرهــم هــي مجــرد تطمينــات‬ ‫تليهــا دامئــا غمغــات عــن مشــاريع‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫غــاز جديــدة مــن املقــرر أن تبــدأ قريبــا‪،‬‬ ‫وخطــوط انابيــب ســيتم مدهــا‪ ،‬وتحقيــق‬ ‫االلتزامــات املتعلقــة بالطاقــة الخــراء‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر انتقاداتــه قائــا إنهــا «افــكار‬ ‫رائعــة مثــرة للذكريــات وهــي بالتأكيــد‬ ‫ســتحظى بالرتحيــب مــن جانــب وزارة‬

‫الخارجيــة األمريكيــة‪ ،‬وهــي ايضــا تثــر‬ ‫التفــاؤل الجامعــي وإمنــا لبعــض الوقــت‪،‬‬ ‫قبــل ان نتذكــر اننــا ســمعنا كل ذلــك ســابقا‬ ‫وأن شــيئا مل يتغــر»‪.‬‬ ‫اال ان التقريــر لفــت اىل مــا هــو عــى املحــك‬ ‫كبــر بالنســبة ألي العــب رئيــي جديــدة‬

‫يدخــل اللعبــة يف ســوق الغــاز العامليــة‪،‬‬ ‫موضحــا أن «هنــاك انقســامات متوســعة مل‬ ‫تكــن مبثــل هــذا الوضــوح بــن التحالفــات‬ ‫الغربيــة والرشقيــة منــذ الغــزو الــرويس‬ ‫ألوكرانيــا يف العــام ‪ 2022‬والتــي تعكــس‬ ‫الحاجــة اىل تأمــن إمــدادات الغــاز طويلــة‬

‫االجــل»‪.‬‬ ‫وتابــع قائــا‪ ،‬إن «امــدادات الغــاز الرخيصــة‬ ‫مــن روســيا كانــت مبثابــة حجــر األســاس‬ ‫الــذي قامــت عليــه اغلــب اوروبــا‪،‬‬ ‫وخصوصــا الزعيمــة االوروبيــة الفعليــة‬ ‫أملانيــا‪ ،‬يف بنــاء ازدهارهــا االقتصــادي طــوال‬

‫العقديــن املاضيــن‪ ،‬مضيفــا أن «املخــاوف‬ ‫مــن خطــر خســارة هــذه اإلمــدادات كانــت‬ ‫كافيــة بالنســبة لهــذه القــوى األوروبيــة ليك‬ ‫تقــوض اي خطــط جديــة ملعاقبــة روســيا‬ ‫بســبب ضمهــا لشــبه جزيــرة القــرم يف‬ ‫العــام ‪.»2014‬‬ ‫واضــاف ان «التحــرك الرسيــع مــن جانــب‬ ‫الواليــات املتحــدة‪ ،‬وحلفائهــا الرئيســيني‪،‬‬ ‫لتأمــن إمــدادات بديلــة مــن الغــاز‪ ،‬هــو‬ ‫مــا حــال دون حــدوث نفــس التقاعــس‬ ‫الدبلومــايس بعــد الغــزو الــرويس ألوكرانيــا‬ ‫يف العــام ‪.»2022‬‬ ‫واآلن‪ ،‬يقــول التقريــر إن «دور العــراق يف‬ ‫هــذه املعركــة الوجوديــة مــن اجــل مــوارد‬ ‫الطاقــة العامليــة قــد يكــون محوريــا»‪،‬‬ ‫موضحــا انــه «ال ميلــك القــدرة عــى ان‬ ‫يصبــح املنتــج االول للنفــط الخــام يف العــامل‬ ‫فحســب‪ ،‬وأحــد اكــر مصــدري الغــاز ايضــا‪،‬‬ ‫ولكــن موقعــه الجيوســيايس يشــكل اهميــة‬ ‫بالغــة ملــا يجــري يف هيــكل االمــن العاملي»‪.‬‬ ‫ويف حــن لفــت التقريــر اىل خســارة‬ ‫الواليــات املتحــدة للســعودية التــي عــززت‬ ‫مــن اقرتابهــا مــن الصــن مــن خــال أحــداث‬ ‫متعــددة مــن بينهــا انضاممهــا مؤخــرا اىل‬ ‫كتلــة «بريكــس»‪ ،‬وانتقالهــا بشــكل أعمــق‬ ‫اىل «منظمــة شــنغهاي للتعــاون»‪ ،‬ومــن‬ ‫خــال اتفــاق اســتئناف العالقــة مــع إيـران‪،‬‬ ‫وهــي كلهــا تحــركات توســطت فيهــا بكــن‪،‬‬ ‫تابــع انــه جــرى ايضا تعزيــز القــوة العظمى‬ ‫االخــرى يف الــرق االوســط‪ ،‬اي ايـران‪ ،‬مــن‬ ‫خــال تحولهــا اىل دولــة وكيلــة للصــن مــن‬ ‫خــال «اتفاقيــة التعــاون الشــامل بــن‬ ‫ايــران والصــن ملــدة ‪ 25‬عامــا»‪.‬‬ ‫وذكــر التقريــر بــأن التحــركات الجاريــة‬ ‫مــن جانــب التحالــف الغــريب لفصــل إيـران‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫عــن الكتلــة الصينيــة الروســية‪ ،‬مــن خــال‬ ‫صياغــة نســخة مخففــة مــن «االتفــاق‬ ‫النــووي»‪ ،‬مضيفــا ان املنطــق القائــم يف‬ ‫واشــنطن هــو انــه اذا كان مــن املمكــن‬ ‫فصــل العـراق الــذي هــو تحــت تأثــر ايـران‬ ‫منــذ فــرة طويلــة‪ ،‬عــن طهـران‪ ،‬فــان ذلــك‬ ‫لــن يــؤدي اىل ترسيــع توقيــع االتفــاق‬ ‫النــووي الجديــد مــع ايــران فقــط‪ ،‬وإمنــا‬ ‫ســيعني ذلــك ايضــا ان التحالــف الغــريب‬ ‫ســيكون لديــه دولتــن مــن اكــر ثــاث دول‬ ‫مصــدرة للنفــط والغــاز يف الــرق االوســط‬ ‫تحــت نفــوذه‪.‬‬ ‫واعتــر التقريــر ان «رشكــة توتــال انريجيــز»‬ ‫الفرنســية تقــف حاليــا يف طليعــة جهــود‬ ‫التحالــف الغــريب مــن اجــل كســب العـراق‪،‬‬ ‫مــن خــال الصفقــة الضخمــة‪ ،‬الرباعيــة‬ ‫املحــاور‪ ،‬والتــي تبلــغ قيمتهــا ‪ 27‬مليــار‬ ‫دوالر امريــي‪ ،‬عــى الرغــم مــن ان الرشكــة‬ ‫تواجــه تحديــات كبــرة عــى كل مســتوى‬ ‫مــن مســتويات بريوقراطيــة النفــط والغــاز‬ ‫يف العــراق‪ .‬اال ان التقريــر رأى ان تعزيــز‬ ‫وجــود الــركات الغربيــة الكــرى االخــرى‬ ‫يف العــراق‪ ،‬سيســاهم يف تعزيــز فــرص‬ ‫نجاحهــا‪.‬‬ ‫واضــاف ان «مثــل هــذه الجهــود تتمتــع‬ ‫ظاهريــا عــى االقــل‪ ،‬بالتشــجيع مــن قبــل‬ ‫رئيــس الحكومــة محمــد شــياع الســوداين‬ ‫الــذي قــال مؤخــرا ان العــراق ســيوقف‬ ‫واردات الغــاز مــن ايـران خــال عامــن بعــد‬ ‫ان تتشــكل املشــاريع العمالقــة لتطويــر‬ ‫منشــآتها الغازيــة‪.‬‬ ‫اال ان التقريــر ذكــر بــان هــذا الــكالم هــو‬ ‫نفــس مــا قالــه رئيــس الــوزراء الســابق‬ ‫مصطفــى الكاظمــي عندمــا ذهــب اىل‬ ‫واشــنطن يف ايار‪/‬مايــو ‪ 2020‬لطلــب املزيــد‬ ‫مــن االمــوال لدعــم االقتصــاد املصــاب‬ ‫بالفســاد‪ ،‬وليطلــب ايضــا اجــازة اســتثناء‬ ‫مــن العقوبــات مدتهــا ‪ 120‬يومــا لالســتمرار‬ ‫يف اســترياد الغــاز والكهربــاء مــن ايــران‪،‬‬ ‫مضيفــا انــه مــا ان قدمــت الواليــات املتحدة‬ ‫التمويــل واالعفــاء‪ ،‬وايــداع االمــوال يف‬

‫‪34‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫‪35‬‬

‫«مثل هذه الجهود‬ ‫تتمتع ظاهريا على‬ ‫االقل‪ ،‬بالتشجيع من‬ ‫قبل رئيس الحكومة‬ ‫محمد شياع السوداني‬ ‫الذي قال مؤخرا ان‬ ‫العراق سيوقف واردات‬ ‫الغاز من ايران خالل‬ ‫عامني بعد ان تتشكل‬ ‫المشاريع العمالقة‬ ‫لتطوير منشآتها‬ ‫الغازية‪.‬‬

‫البنــوك وعــودة الكاظمــي ســاملا اىل اراضيــه‪،‬‬ ‫قــام العــراق بالتوقيــع عــى عقــد ملــدة‬ ‫عامــن مــع ايــران ملواصلــة اســترياد الغــاز‬ ‫والكهربــاء‪.‬‬ ‫كــا ذكــر التقريــر بــأن الســوداين اعلــن‬ ‫يف متوز‪/‬يوليــو املــايض‪ ،‬ان العــراق يعتــزم‬ ‫الدفــع بامداداتــه النفطيــة مقابــل الغــاز‬ ‫والكهربــاء التــي يســتوردها مــن اي ـران الن‬ ‫الع ـراق ليــس امامــه خيــار ســوى البــدء يف‬ ‫دفــع مثــن واردات الغــاز والكهربــاء االيرانية‬ ‫بالنفــط العراقــي بســبب ان العقوبــات‬ ‫االمريكيــة عــى ايـران جعلــت مــن الصعــب‬ ‫عــى بغــداد ســداد املدفوعــات عــر اآلليات‬

‫البنكيــة التقليديــة‪.‬‬ ‫ومــع ذلــك‪ ،‬اعتــر التقريــر ان العــراق‬ ‫بإمكانــه انهــاء اعتــاده عــى الغــاز مــن‬ ‫ايــران بســهولة نســبيا يف حــال اراد ذلــك‬ ‫بالفعــل‪ ،‬مشــرا اىل ان اجــايل احتياطيــات‬ ‫الغــاز الطبيعــي املؤكــدة يف العــراق تبلــغ‬ ‫حــوايل ‪ 131‬تريليــون قــدم مكعــب‪ ،‬ويحتــل‬ ‫الع ـراق بالتــايل املركــز ال‪ 12‬عــى مســتوى‬ ‫العــامل‪ ،‬ورمبــا تكــون احتياطياتــه الغازيــة‬ ‫هــذه اكــر مــن ذلــك بكثــر‪ ،‬ألن مســتوى‬ ‫التنقيــب عــن احتياطيــات الغــاز ال يتســاوى‬ ‫مــع معــدل التنقيــب عــن النفــط‪.‬‬ ‫وبعدمــا ذكــر بــان وزارة النفــط العراقيــة‬

‫كانــت اتفاقــا مــع رشكــة الهندســة االمريكية‬ ‫العمالقــة «بيكــر هيــوز» الحتجــاز الغــاز‬ ‫املصاحــب للنفــط مــن حقــي الغــراف‬ ‫والنارصيــة النفطيــن‪ ،‬اشــار اىل ان الخطــط‬ ‫املتعلقــة بالنارصيــة كانــت تتضمــن بدايــة‬ ‫معالجــة الغــاز لتوليــد اكــر مــن ‪100‬‬ ‫مليــون مكعــب قيــايس‪ ،‬ثــم تطويــر معمــل‬ ‫النارصيــة ليصبــح منشــاة كاملــة للغــاز‬ ‫الطبيعــي املســال مبقدورهــا اســتعادة ‪200‬‬ ‫مليــون قــدم مكعــب يوميــا مــن الغــاز‬ ‫الجــاف والغــاز املســال واملكثفــات‪ ،‬وهــو‬ ‫انتــاج كان يفــرض ان يذهــب اىل قطــاع‬ ‫توليــد الطاقــة املحــي‪.‬‬

‫وتابــع ان «بيكــر هيــوز» كانــت ذكــرت‬ ‫ان معالجــة الغــاز املحــرق مــن هذيــن‬ ‫الحقلــن ستســمح بتوفــر ‪ 400‬ميجــاوات‬ ‫مــن الطاقــة للشــبكة العراقيــة‪.‬‬ ‫ورأى التقريــر انــه لــو كان ســمح ل»بيكــر‬ ‫هيــوز» مبواصلــة تنفيــذ املــروع‪ ،‬لــكان قــد‬ ‫اســتغرق تنفيــذه حــوايل ‪ 30‬شــهرا‪ ،‬مضيفــا‬ ‫انــه كان مــن املمكــن بعــد ذلــك تنفيــذ‬ ‫خطــط تطويــر مشــابهة ملواقــع احتجــاز‬ ‫الغــاز الرئيســية االخــرى‪ ،‬والتــي شــملت يف‬ ‫عامــي ‪ 2018‬و‪ 2020‬حقــل الحلفايــة (‪300‬‬ ‫مليــون قــدم مكعــب يف اليــوم)‪ ،‬وحقــل‬ ‫ارطــاوي (‪ 400‬مليــون قــدم مكعــب يف‬

‫اليــوم)‪.‬‬ ‫ونــوه اىل انــه كان مــن املمكــن بعــد ذلــك‬ ‫تطويــر اوجــه الرتابــط مــع مــروع الغــاز‬ ‫الرئيــي الوحيــد الــذي حقــق تقدمــا كبــرا‬ ‫يف العــراق عــى مــر الســنوات اال وهــو‬ ‫مــروع رشكــة غــاز البــرة (‪ )BGC‬التــي‬ ‫تديرهــا «رشكــة شــل»‪.‬‬ ‫وختــم بالقــول انــه يف الوقــت الراهــن‪ ،‬فانــه‬ ‫مل يتــم احـراز تقــدم يذكــر يف اي مــن هــذه‬ ‫املشــاريع‪ ،‬ولهــذا يبقــى ان نــرى مــا اذا‬ ‫كانــت ترصيحــات الســوداين االخــرة ســتغري‬ ‫مــن هــذا الوضــع‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫العراق وقياس الدولة الهشة ‪ ..‬مراجعة واقعية‬

‫فالح المشعل‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫توصــف الدولــة الهشــة بكونهــا األضعــف‬ ‫عــى مواجهــة الصدمــات واألزمــات‬ ‫األقتصاديــة أو الكــوارث الطبيعيــة ‪ ،‬وفــق‬ ‫هــذا التوصيــف ‪ ،‬يعــد العــراق وبعــد‬ ‫عرشيــن ســنة مــن غيــاب مشــاريع تنميــة‬ ‫الدولــة قــد بلــغ مرحلــة الدولــة الهشــة‬ ‫‪ ،‬وإذا تجاوزنــا االســباب املعروفــة التــي‬ ‫أوصلــت العــراق لهــذا املســتوى مــن‬ ‫اإلنحــدار ‪ ،‬فــأن أبــرز الصفــات لهشاشــة‬ ‫الدولــة العراقيــة تتمثــل بعــدم قدرتــه‬

‫‪36‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫عــى توفــر مستشــفيات الســتقبال جرحــى‬ ‫حريــق « قاعــة الهيثــم « تلــك الصدمــة‬ ‫االجتامعيــة ‪ ،‬والحديــث عــن املوصــل ثــاين‬ ‫اكــر مدينــة يف العــراق ‪ .‬ولعلــه الحريــق‬ ‫الثالــث أو الرابــع الــذي يقــي عــى حيــاة‬ ‫املئــات بســبب انتشــار مبــاين هشــة قابلــة‬ ‫لالشــتعال التخضــع لــروط حامية اإلنســان‬ ‫والســامة العامــة‪ ،‬دون قــدرة الدولــة عــى‬ ‫إيقــاف هــذا االســتهتار بــأرواح العراقيــن ‪.‬‬ ‫مــن ســات الدولــة الهشــة أيضــا ً انتشــار‬

‫املخــدرات وتجــارة األعضاء البرشيــة وتغول‬ ‫الفســاد وانتشــار الســاح خــارج نطــاق‬ ‫الدولــة ‪ ،‬إضافــة لســيطرة مافيــات املــال‬ ‫وتهريــب العملــة وإعفــاء النخــب الحاكمــة‬ ‫مــن حكــم القانــون ‪ ،‬وهــو ماينطبــق متامــا‬ ‫عــى الواقــع العراقــي الــذي صــار يتنامــى‬ ‫بالفســاد منــذ ‪ 2003‬حتــى بلــغ ذروتــه أن‬ ‫تهــدر حــدود البــاد وســيادته وتنهــب‬ ‫ثرواتــه الطبيعيــة مــن أرايض أو ثــروة‬ ‫نفطيــة أو حــدود مائيــة أو بريــة ‪ ،‬وصــوال‬

‫لرسقــات ملياريــة الفـراد يشــكلون واجهــات‬ ‫اجتامعيــة ملنظومــات سياســية ‪-‬مليشــياوية‬ ‫تتحكــم بعــدادات الدولــة العميقــة التــي‬ ‫أنجــزت هشاشــة الدولــة العراقيــة بزمــن‬ ‫قيــايس ‪.‬‬ ‫املشــكلة تتعاظــم وفــق منظــور اقتصــادي‬ ‫يرتجــم واقعــا ً اســتثنائيا ً يف العــامل‪ ،‬مبعنــى‬ ‫دولــة تقــوم عــى نظــام ريعــي يتمثــل‬ ‫ببيــع النفــط وتوزيــع ايراداتــه معاشــات‬ ‫لنحــو عــرة ماليــن موظــف بالدولــة‬

‫!؟ ومايتبقــي يذهــب ملشــاريع وهميــة‬ ‫ويــرق بعناويــن متعــددة‪ ،‬واعتــاد‬ ‫الدولــة عــى ماتســتورد مــن احتياجــات‬ ‫العيــش الغذائيــة والصناعيــة واالنشــائية‬ ‫وغريهــا‪ ،‬بعــد توقــف متواصــل وشــبه تــام‬ ‫للصناعــة والزراعــة ‪ ،‬وترتكــز املأســاة إذا‬ ‫ارشنــا اىل عجــز الدولــة عــن اســتثامر حتــى‬ ‫مصــادر الطاقــة الوفــرة كالنفــط والغــاز‬ ‫والع ـراق ثــاين دول أوبــك بعــد الســعودية‬ ‫يف كميــات االنتــاج والتصديــر اليومــي إذ‬

‫‪37‬‬

‫يبلــغ نحــو ‪ 4‬مليــون برميــل يوميــا ‪ ،‬ناهيــك‬ ‫عــن ميــاه األنهــار التــي بــدأت تنحــر‬ ‫وتنخفــض مســتوياتها ‪ ،‬واملفارقــة األكــر أن‬ ‫العــراق يســتورد الطاقــة مــن ايــران مثــل‬ ‫الغــاز والكهربــاء مببالــغ تربــو عــى ‪ 4‬مليــار‬ ‫دوالر ســنويا ً ‪.‬‬ ‫الســؤال الــذي يــازم كل باحــث يف االقتصاد‬ ‫العراقــي ‪ :‬مــاذا بعــد انخفاض اســعار النفط‬ ‫‪ ،‬بســياق توجــه العــامل املتقــدم صناعيــا‬ ‫بانتــاج بدائــل تتمثــل بالطاقــة النظيفــة‬ ‫‪،‬وتجــاوز الوقــود االحفــوري ؟‬ ‫حقائــق أعتقــد أنهــا مكشــوفة لــدى بعــض‬ ‫أصحــاب الســلطات املتحكمــة واملســؤولة‬ ‫عــن واقــع الدولــة الهشــة ‪ ،‬ومــا ذكرنــاه‬ ‫يشــكل موجــزا مكثفــا لظاهــرة الهشاشــة‬ ‫وهــي تكشــف قابليــة الدولــة عــى اإلنهيــار‬ ‫ازاء أيــة صدمــة خارجيــة أو احتــال كــا يف‬ ‫( غــزو داعــش لثلــث ارايض الع ـراق ‪2014‬‬ ‫) ‪ ،‬وافــاس خزينــة الدولــة عنــد هبــوط‬ ‫اســعار النفــط عــام ‪. 2020‬‬ ‫هــل ميكــن معالجــة األمــور ونحــن بهــذه‬ ‫الدرجــة مــن الســوء ؟ الجــواب نعــم إذا‬ ‫توفــرت اإلرادة الوطنيــة يف تنميــة الدولــة‬ ‫وأبعــاد الفاســدين عــن زمــام األمــور ‪،‬‬ ‫والعمــل بخطــط تتجــاوز الروتــن اإلداري‬ ‫باختصــار الزمــن وتكريــس املخــزون املــايل‬ ‫والــواردات الجيــدة يف تطويــر البنيــة‬ ‫التحتيــة الصناعيــة والزراعيــة واالســتثامرية‬ ‫مــن خــال التعاقــد التنمــوي مــع رشكات‬ ‫يابانيــة وامريكيــة وبريطانيــة وكوريــة‬ ‫معروفــة بقــوة عملهــا ونزاهتهــا والتزاماتهــا‬ ‫القانونيــة ‪ ،‬وغلــق منافــذ الفســاد واعتــاد‬ ‫مبــادئ الخصخصــة ونظــام مــريف رصــن‪،‬‬ ‫وانـزال أقــى العقوبــات مبافيــات التهريــب‬ ‫واملخــدرات‪ ،‬وكذلــك عــزل األحــزاب عــن‬ ‫دور الســلطة وامتــاك وزارات الدولــة‬ ‫واملؤسســات األمنيــة والعســكرية ‪ ،‬وإحــكام‬ ‫ســلطة القانــون وثقافــة املواطنــة والعدالــة‬ ‫بــن الجميــع ‪.‬‬

‫ا‬

‫ب‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫ُيصيــب رسطــان الثــدي واحــد مــن كل ‪100‬‬ ‫شــخص يف الع ـراق‪ ،‬ويعــود ســبب انتشــاره‬ ‫كــا باقــي األمـراض الرسطانيــة األخــرى إىل‬ ‫تلـ ّوث البيئــة خاصــة يف املناطــق الجنوبيــة‪،‬‬ ‫يف وقــت تواجــه وزارة الصحــة نقصــاً يف‬ ‫املراكــز التشــخيصية للكشــف املبكــر عنهــا‪،‬‬ ‫إىل جانــب عجزهــا عــن توفــر العالجــات‬ ‫ســوى لـــ‪ 30‬باملائــة مــن املــرىض‪ ،‬مــا يتطلب‬ ‫نهضــة حكوميــة كبــرة يف هــذا املجــال‪،‬‬ ‫وفــق عضــو لجنــة الصحــة والبيئــة النيابيــة‪،‬‬ ‫باســم الغ ـرايب‪.‬‬ ‫ويعتــر ترشيــن األول‪ /‬أكتوبــر مــن كل‬ ‫عــام‪ ،‬شــهر التوعيــة مبخاطــر مــرض رسطــان‬ ‫الثــدي حــول العــامل عــر تنفيــذ عــدة‬ ‫أنشــطة تحــث النســاء عــى الكشــف املبكــر‬ ‫والــدوري‪ ،‬فيــا تتخــذ األنشــطة اللــون‬ ‫الزهــري أو الــوردي شــعاراً توعويــاً لهــا‪.‬‬ ‫ورسطــان الثــدي هــو الــذي يتكــون يف خاليــا‬ ‫الثديــن‪ ،‬ويــأيت بعــد رسطــان الجلــد مــن‬ ‫حيــث كونــه أكــر أنــواع الرسطانــات شــيوعاً‬ ‫بــن النســاء يف الواليــات املتحــدة‪ ،‬ويصيــب‬ ‫رسطــان الثــدي ك ًال مــن الرجــال والنســاء‪ ،‬إال‬ ‫أنــه أكــر شــيوعاً بــن النســاء‪.‬‬ ‫األول يف العراق والعامل‬ ‫ويقــول املتحــدث باســم وزارة الصحــة‬ ‫العراقيــة‪ ،‬ســيف البــدر يف بيــان‪ ،‬الثالثــاء‬ ‫املــايض‪ ،‬إن «رسطــان الثــدي يحتــل املرتبــة‬ ‫األوىل بالرسطانــات يف العــراق والعــامل‪،‬‬

‫وعــى أساســه ندعــو النســاء بعمــر الـــ‪40‬‬ ‫إلجــراء فحــص (املاموجــرام) واملوجــات‬ ‫فــوق الصوتيــة»‪.‬‬ ‫ويلفــت إىل أن «التقــدم بالســن يزيــد‬ ‫مخاطــر اإلصابــة برسطــان الثــدي باإلضافــة‬ ‫للعامــل الــورايث‪ ،‬فضــ ًا عــن العــادات‬ ‫الغذائيــة غــر الصحيــة وقلــة النشــاط‬ ‫البــدين وغريهــا مــن العوامــل»‪.‬‬ ‫ويوضــح البــدر‪ ،‬أن «هنــاك ‪ 53‬مركــزاً‬ ‫للكشــف عــن رسطــان الثــدي مــن بينهــا‬ ‫‪ 17‬مركــزاً وعيــادة موزعــة يف العاصمــة‬ ‫بغــداد»‪ ،‬مبينــاً‪ ،‬أن «وزيــر الصحــة وجــه‬ ‫بانطــاق الحملــة تزامنـاً مــع شــهر التحــدي‬ ‫العاملــي لرسطــان الثــدي يف ترشيــن األول‬ ‫مــن كل عــام»‪.‬‬ ‫ويف هــذا الســياق‪ ،‬يقــول عضــو لجنــة‬ ‫الصحــة والبيئــة النيابيــة‪ ،‬باســم الغـرايب‪ ،‬إن‬ ‫«األمـراض الرسطانيــة مشــكلة عامليــة تــزداد‬ ‫مخاطرهــا يومـاً بعــد آخــر‪ ،‬ويف العـراق يتــم‬ ‫تســجيل حالــة إصابــة واحــدة مــن كل ‪100‬‬ ‫شــخص برسطــان الثــدي»‪.‬‬ ‫انتشار األمراض الرسطانية‬ ‫وعــن أســباب انتشــار األم ـراض الرسطانيــة‬ ‫مؤخـراً وخاصــة يف املناطــق الجنوبيــة‪ ،‬يعزو‬ ‫الغـرايب خــال حديثــه ملجلــة «فيــي»‪ ،‬ذلــك‬ ‫إىل «تلـ ّوث البيئــة بثنــايئ أكســيد الكربــون‪،‬‬ ‫وأيضــاً انبعــاث غــاز امليثــان املصاحــب‬ ‫لالحــراق الجــزيئ للغــاز عنــد اســتخراج‬

‫فيلي‬

‫عجز حكومي‬

‫عـــــراقــــيات‬

‫لمكافحة أكثر السرطانات شيوعًا في العراق‬ ‫فيلي‬

‫‪38‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫النفــط»‪.‬‬ ‫وأضــاف‪« ،‬فضـ ًا عــن ارتفــاع نســب التل ّوث‬ ‫والســموم يف داخــل امليــاه‪ ،‬وتل ـ ّوث الرتبــة‪،‬‬ ‫باإلضافــة إىل اإلشــعاعات التــي تتجــاوز ‪300‬‬ ‫ألــف ضعــف عــن الحــد املســموح بهــا‪،‬‬ ‫بســبب الحــروب الســابقة»‪.‬‬ ‫ويؤكــد‪ ،‬أن «الفحــص املبكــر رضوري‬ ‫الكتشــاف األمــراض الرسطانيــة بصــورة‬ ‫عامــة ومعالجتهــا مبكـراً‪ ،‬أمــا إذا وصلت إىل‬ ‫املســتوى الثالــث أو الرابــع حينهــا ُيصعــب‬ ‫الشــفاء منهــا إال يف حــاالت نــادرة»‪.‬‬ ‫املراكز التشخيصية‬ ‫وأشــار إىل وجــود نقــص يف املراكــز‬

‫التشــخيصية‪ُ ،‬مبينـاً أن «هــذه املراكــز نــادرة‬ ‫يف العـراق‪ ،‬إذ هنــاك ‪ 4‬مراكــز لعــاج األورام‬ ‫الرسطانيــة لألطفــال‪ ،‬و‪ 5‬مراكــز للعــاج‬ ‫اإلشــعاعي‪ ،‬و‪ 23‬مركـزاً للعــاج الكيميــايئ يف‬ ‫عمــوم الع ـراق»‪ ،‬مؤكــداً أن «هــذه املراكــز‬ ‫ال تكفــي‪ ،‬لذلــك يضطــر املــرىض للســفر إىل‬ ‫خــارج البــاد‪ ،‬مــا يكبدهــم مبالــغ ماليــة‬ ‫كبــرة»‪.‬‬ ‫وفيــا يتعلــق بالعالجــات‪ ،‬ذكــر الغــرايب‪،‬‬ ‫أن «عالجــات األمــراض الرسطانيــة غاليــة‪،‬‬ ‫وأن موازنــة وزارة الصحــة لعــام ‪2023‬‬ ‫تبلــغ نحــو ‪ 10‬تريليونــات دينــار‪ ،‬خُ صــص‬ ‫منهــا تريليــون و‪ 600‬مليــار دينــار ملختلــف‬

‫‪39‬‬

‫العالجــات مبــا فيهــا الرسطانيــة‪ ،‬لذلــك قــد‬ ‫يجهــز العــاج إىل نحــو ‪ 30‬باملائــة فقــط من‬ ‫املــرىض‪ ،‬والباقــن يتحملــون العــاج عــى‬ ‫نفقتهــم الخاصــة»‪.‬‬ ‫وتابــع‪« ،‬وبنــا ًء عــى ذلــك‪ ،‬ينبغــي القيــام‬ ‫بنهضــة حكوميــة كبــرة إلنشــاء مراكــز‬ ‫للفحــص املبكــر‪ ،‬خصوص ـاً يف املستشــفيات‬ ‫الجديــدة مثــل األملانيــة والرتكية واألســرالية‬ ‫التــي هــي حاليــاً يف طــور اإلنشــاء‪ ،‬مــن‬ ‫خــال إعــادة تصميــم بعــض مرافقهــا‬ ‫وإنشــاء مراكــز للفحــص املبكــر فيهــا‪،‬‬ ‫لكشــف املــرض ومعالجتــه يف بدايتــه»‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫معرض الكتاب من زاوية ثانية‬ ‫يشــكل معــرض بغــداد للكتــاب ســمة مميــزة تعكــس واقــع‬ ‫حــال المدينــة وناســها‪ ،‬وبمالحظــة هذيــن االمريــن وجدنــا ان‬ ‫النــاس ماتــزال تعــول علــى النشــاطات الثقافيــة‪ ،‬مــن قبيــل‬ ‫معــرض الكتــاب فــي مضمــار ســعيها للعــودة الــى حياتهــا‬ ‫االعتياديــة‪ ،‬التــي اســتبدت بهــا ســنوات الخــراب والحــروب‬ ‫وانهيــار الوضــع االمنــي فــي عقــود وســنين ســابقة‪...‬‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫ومتثــل ذلــك يف الحضــور الجامهــري الكبــر الســيام مــن‬ ‫قبــل الشــباب‪ ،‬االمــر الــذي دفــع املســؤولني عنــه اىل‬ ‫متديــد افتتاحــه ليومــن اضافيــن‪.‬‬ ‫وبرغــم مــا عــرف بــه القــارئ العراقــي مــن وعيــه ومتييــزه‬ ‫الكتــاب الجيــد عــن الــرديء‪ ،‬فقــد الحظنــا وايــد ذلــك‬ ‫اصحــاب دور النــر ان العناويــن الجاذبــة لجمهــور‬ ‫القـراء مــا عــادت كــا يف الســابق‪ ،‬وان كتبــا تتحــدث عــن‬ ‫النشــاطات الحياتيــة بعناويــن تســتهوي الشــاب والشــابة‬ ‫اصبحــت هــي الرائجــة مــن قبيــل «‪ 10‬طــرق لتقــول‬ ‫انــا احبــك» او « فــن الــزواج» وغريهــا املشــابهة‪ ،‬كــا‬ ‫تجــري عــروض ملجموعــات مــن الكتــب تبــاع بالجملــة‪،‬‬ ‫كأن يعلــق اعــان يقــول «‪ 3‬روايــات ‪ 10‬آالف دينــار»‬ ‫او ‪ 6‬كتــب بـــ ‪ 20‬الــف‪ ،‬كــا ان كتــب والعــاب االطفــال‬ ‫اخــذت حيــزا مــن عمليــات الــراء‪ ،‬وكذلــك عمليــات‬ ‫بيــع الحقائــب البالســتيكية و دفاتــر «وصــوالت» البيــع‬ ‫للمحــال‪ ،‬وقرطاســية‪ ،‬وتحفيــات صغــرة‪ ،‬وغريهــا‪.‬‬ ‫ويف لقــاءات مــع بعــض اصحــاب دور النــر شــكوا‬ ‫مــن جملــة مشــكالت تواجههــم تبــدأ مــن تأجــر مــكان‬ ‫العــرض‪.‬‬ ‫ويقــول مديــر دار «رؤى» للطباعــة والنــر مــن العـراق‪،‬‬ ‫ان مــروع املشــاركة يف معــرض الكتــاب غــر ربحــي متاما‪،‬‬ ‫فــان تأجــر ‪ 3‬أمتــار مــع املصاريــف يكلــف فضــا عــن‬ ‫النقــل مليــون دينــار «فيــا نحــن ال نبيــع حتــى ‪ 100‬ألف‬ ‫دينــار‪ ،‬ورمبــا لــن نصــل اىل بيــع مــا يعــادل املبلــغ الــذي‬ ‫رصفنــاه حتــى مــع اختتــام املعــرض» بحســب تعبــره‪،‬‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫شكوى دور النشر والعناوين الجاذبة‬ ‫فيـــــلي‬

‫‪41‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫‪43‬‬

‫بعــض الدعــم يجــري للشــباب لفئــات معينــة تنشــط يف‬ ‫مجــال الشــعر والشــعر الشــعبي‪ ،‬يف حــن يجــري اهمــال‬ ‫املؤلفــن يف انــواع الكتابــات االخــرى؛ كمــا انــه هنــاك خلــا‬ ‫يف الدعايــة كأن تخصــص دعايــة واســعة لكتــاب اعتيــادي‬ ‫ليعــرض كأنــه كتــاب متميــز !!‪.‬‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫مطالبــا بدعــم دور النــر بوســاطة‬ ‫الحكومــة ووزارة الثقافــة بالتحديــد‪.‬‬ ‫ويوضــح بالقــول ان كلفــة تأجــر ‪1‬‬ ‫مــر مربــع هــي ‪ 100‬دوالر‪ 80 ،‬دوالر‬ ‫كحــد أدين بحســب املوقــع‪ ،‬مبينــا انهــم‬ ‫اجــروا مســاحة تغطــي ‪ 24‬مــرا مربعــا‬ ‫فاســتحصلوا منهــم ‪ 400‬دوالر‪ ،‬وحســبت‬ ‫الطــاوالت والكــرايس مــن ضمــن مبلــغ‬ ‫االيجــار‪.‬‬ ‫ويشــخص مديــر دار رؤى خلــا يف خارطــة‬ ‫صــاالت العــروض‪ ،‬مــا ادى اىل االســتعانة‬ ‫مبتطوعــن إلرشــاد الجمهــور اىل اماكــن‬ ‫دور النــر ومعرفــة مــكان الــدار التــي‬ ‫يريدهــا الباحــث فيســتغرق ذلــك منــه‬ ‫وقتــا طويــا لعــدم تواجــد االرقــام‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫ويدعــو اىل حــل االمــر باللجــوء اىل اعطــاء‬ ‫ارقــام واضحــة لــكل دار نــر‪ ،‬يك يعرفهــا‬ ‫الزبــون ويتجــه اليهــا مــن دون عنــاء‪.‬‬ ‫ويتفــق معــه ممثــل مؤسســة ثائــر‬ ‫العصامــي للطباعــة والنــر والتوزيــع‪،‬‬ ‫الــذي يتحــدث عــن مشــكلة تحديد ســعر‬ ‫الكتــاب ويقــول «صحيــح اننــا نحدد ســعر‬ ‫بيــع الكتــاب ولكــن عنــد رفــع اســعار‬ ‫الكتــب مبــا يناســبنا ويجنبنــا الخســارة‪،‬‬ ‫فــان الكتــاب ال يبــاع ومــن النــادر‬ ‫ان يشــريه أحــد»‪ ،‬منوهــا بــدوره اىل‬ ‫معضلــة اجــور املــكان وعــدم اســرجاعها‬ ‫مــن مبيعــات الكتــب؛ مســتدركا بالقــول‬ ‫«مؤلــف الكتــاب يطالــب بأســعار رمزيــة‬ ‫لكتابــه» مشــرا اىل عــدم امكانيــة تلبيــة‬

‫ذلــك لخســارة دار النــر عــى حــد قولــه‪.‬‬ ‫وتطــرق اىل عديــد الســلبيات منهــا ان‬ ‫بعــض الدعــم يجــري للشــباب لفئــات‬ ‫معينــة تنشــط يف مجــال الشــعر والشــعر‬ ‫الشــعبي‪ ،‬يف حــن يجــري اهــال املؤلفــن‬ ‫يف انــواع الكتابــات االخــرى؛ كــا يلفــت‬ ‫اىل مشــكلة الرتويــج للكتــاب بالقــول ان‬ ‫«هنــاك خلــا يف الدعايــة كأن تخصــص‬ ‫دعايــة واســعة لكتــاب اعتيــادي ليعــرض‬ ‫كأنــه كتــاب متميــز»‪.‬‬ ‫ويدعــو ممثــل دار نــر ثائــر العصامي اىل‬ ‫ان توفــر الجهــات املعنيــة الدعــم للنــارش‬ ‫واملؤلــف مثلــا يحصــل يف معــارض كتــب‬ ‫يف دول اخــرى‪ ،‬بحســب قولــه‪ ،‬ومــن ذلــك‬ ‫مثــا ان تســتورد الدولــة ورقــا كمــواد‬

‫اوليــة بســعر مدعــوم وحتــى بســعر‬ ‫الكلفــة وعــدم تحميلــه اربــاح‪ ،‬ويــأيت‬ ‫مبثــل مــن الــدول االخــرى منهــا معــرض‬ ‫الدوحــة للكتــاب يف قطــر اذ يجــري‬ ‫الــرف عــى ســكن املشــاركني ونقلهــم‪،‬‬ ‫وغريهــا مــن االمــور‪ ،‬ويكــون ذلــك عــى‬ ‫حســاب الدولــة بحســب قولــه‪.‬‬ ‫وقــد الحظنــا انــه وبرغــم التخفيضــات‬ ‫فــان كتبــا شــهرية مثــل «تاريــخ الــوزارات‬ ‫العراقيــة» لعبــد الــرزاق الحســني ال تجــد‬ ‫رواجــا برغــم عــرض اجزائــه العــرة بـ ‪10‬‬ ‫االف دينــار فقــط للتجليــد العــادي وبـــ‬ ‫‪ 20‬الفــا للتجليــد الفاخــر‪ ،‬كــا تلجــأ عــدة‬ ‫دور نــر اىل بيــع كتــب بالجملــة كأن‬ ‫يكــون ‪ 6‬كتــب بـــ ‪ 20‬الــف دينــار‪.‬‬

‫ولوحــظ يف داخــل املعــرض انتشــار‬ ‫لشــباب وشــابات وضعــوا عــى صدورهــم‬ ‫تعريفــا خاصــا كمتطوعــن‪ ،‬قالــوا ان‬ ‫مهامهــم تتمثــل يف ارشــاد زبائــن املؤمتــر‬ ‫عنــد استفســارهم عــن أي دار للنــر‬ ‫يبحثــون عنهــا‪ ،‬وذكــروا ان الجهــات‬ ‫املعنيــة دعمتهــم ببطاقــة مجانيــة ل ـراء‬ ‫الكتــب مــع تحمــل دور النــر بتخفيــض‬ ‫اضــايف بنســبة ‪ 5%‬يف حالــة نفــاد البطاقــة‬ ‫التــي حــدد لهــا ســقف ‪ 20‬ألــف دينــار‪.‬‬ ‫وكان رئيــس مجلــس الــوزراء االتحــادي‪،‬‬ ‫قــد اشــار يف كلمتــه بافتتــاح معــرض‬ ‫بغــداد الــدويل للكتــاب يف دورتــه الرابعــة‬ ‫والعرشيــن‪ ،‬اىل أن «الحكومــة ســتتخذ‬ ‫إجــراءات عديــدة لتســهيل مهمــة دور‬ ‫النــر العراقيــة؛ دعــ ً‬ ‫ا للفعــل الثقــايف‬ ‫والتنويــري»‪ ،‬مشــددا عــى أن «قروضــاً‬ ‫خاليــة مــن الفوائــد ســنطلق لدعــم دور‬ ‫النــر‪ ،‬كــا ســندعم معــارض الكتــب‬ ‫الرئيســة يف العــراق»‪.‬‬ ‫وتابــع أن «الشــكوى كــرت مــن قلــة‬ ‫القــراءة ومحاولــة التقنيــات الحديثــة‬ ‫والسوشــال ميديــا ســحب البســاط مــن‬ ‫الكتــاب الورقــي»‪ ،‬مبينــاً أن «معــرض‬ ‫بغــداد الــدويل للكتــاب ميثــل جرعــة مــن‬ ‫العافيــة للكتــاب والقــراءة واملعرفــة»‪.‬‬ ‫وأوضــح أنــه «مهــا تغ َّولــت التكنولوجيــا‪،‬‬ ‫وانتــر الكتــاب اإللكــروين‪ ،‬يبقــى‬ ‫للكتــاب طعــم خــاص‪ ،‬حيــث أســهم‬ ‫بتغيــر العقــول وتربيــة األجيــال»‪،‬‬

‫مشــدداً عــى أن «الحكومــة ســتبقى‬ ‫داعمــة للشــأن الثقــايف‪ ،‬انطالقــاً مــن‬ ‫واجبهــا وبرنامجهــا لبنــاء العــراق»‪.‬‬ ‫وكان نــارشون عراقيــون قــد اشــاروا يف‬ ‫ترصيحــات لوســائل االعــام إىل اســباب‬ ‫تراجــع دور النــر املحليــة وأهمهــا‬ ‫غيــاب الدعــم الحكومــي لقطــاع النــر‬ ‫والكتــب وغيــاب الرقابــة عــن اإلصــدارات‬ ‫التــي أدت إىل نــر أفــكار وكتــب رديئــة‪،‬‬ ‫فضــا عــن حظــر الكتــاب العراقــي ســابقا‬ ‫مــن الوصــول للــدول العربيــة‪ ،‬ولجــوء‬ ‫بعــض دور النــر لرسقــة حقــوق الكتــب‬ ‫األصليــة وطباعتهــا محلي ـاً‪ ،‬الفتــن اىل ان‬ ‫أغلــب دور النــر العراقيــة ال تســتطيع‬ ‫منافســة الــدور العامليــة والعربيــة‬ ‫ألســباب عــدة منهــا السياســات الخاطئــة‬ ‫يف تأســيس دور النــر‪.‬‬ ‫ويجمــع متخصصــون بشــأن الكتــاب يف‬ ‫العــراق عــى ان الك ّتــاب واملؤلفــن يف‬ ‫العــراق يعانــون مــن فقــدان حقوقهــم‬ ‫للملكيــة الفكريــة؛ بســبب غيــاب‬ ‫الترشيعــات والقوانــن التــي تحمــي‬ ‫كاف‪ ،‬وان هــذا‬ ‫هــذه الحقــوق بشــكل ٍ‬ ‫يعــرض املبدعــن لخســائر ماديــة ويقلــل‬ ‫مــن حافزهــم للكتابــة واإلبــداع‪ ،‬ومــن‬ ‫أجــل حاميــة حقــوق امللكيــة الفكريــة‬ ‫ومكافحــة مشــكالت الرسقــة الفكريــة‪،‬‬ ‫يجــب وضــع رؤيــة قانونيــة وإصــدار‬ ‫قوانــن تنظيميــة تحمــي حقــوق املؤلفــن‬ ‫والنارشيــن‪ ،‬بحســب قولهــم‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫‪45‬‬

‫اعتبرت صحيفة «ذي ناشيونال»‬ ‫الصادرة باللغة اإلنكليزية أن‬ ‫مجاالت المؤازرة بين العراق‬ ‫وتركيا متعددة‪ ،‬لكنهما‬ ‫لم يحسنا االستفادة منها‪،‬‬ ‫إذ أن بغداد لم تنجح في‬ ‫بناء إستراتيجية خاصة بها‬ ‫للتعامل مع تركيا‪ ،‬بينما‬ ‫اعتمدت أنقرة على فكرة‬ ‫االستفادة من ضعف العراق‬ ‫منذ العام ‪.1991‬‬

‫«تاريخ من التخبط»‪..‬‬ ‫استعراض في العالقات العراقية التركية‬

‫فيـــلي‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫ولهــذا‪ ،‬يقــول التقريــر الــذي ترجمتــه‬ ‫مجلــة «فيــي»‪ ،‬إن هنــاك حاجــة إىل‬ ‫إعــادة ضبــط قويــة للعالقــات بــن العراق‬ ‫وتركيــا‪ ،‬مذكــراً يف هــذا الســياق‪ ،‬بقــرار‬ ‫التحكيــم القضــايئ املتعلــق باســتخدام‬ ‫خــط األنابيــب مــن العــراق إىل تركيــا‬ ‫وكيــف أ ّثــر عــى العالقــات بــن البلديــن‬ ‫بســبب عــدم تنســيق السياســات والفشــل‬ ‫يف اســتغالل املصالــح املتبادلــة‪ ،‬مضيفــاً‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫أنــه مــن املهــم للغايــة أن يفكــر الطرفــان‬ ‫داخلي ـاً يف كيفيــة التعامــل مــع بعضهــا‬ ‫البعــض‪.‬‬ ‫رصاع املاء والنفط‬ ‫ويف حــن قــال التقريــر إنــه منــذ فــرة‬ ‫طويلــة هنــاك مــؤازرة واضحة بــن العراق‬ ‫وتركيــا يتحتــم االســفتادة منهــا‪ ،‬أوضــح أن‬ ‫تركيــا مســتورد رئيــي للنفــط والغــاز‪،‬‬ ‫املتوفريــن بكــرة يف العـراق‪ ،‬فيــا العـراق‬

‫معــرض للتغيــر املناخــي بينــا أنشــأت‬ ‫تركيــا العديــد مــن الســدود عــى امليــاه‬ ‫التــي تنبــع مــن أراضيهــا ولهــذا تــررت‬ ‫معظــم األرايض الزراعيــة يف العــراق‪.‬‬ ‫وباإلضافــة إىل ذلــك‪ ،‬ذكــر التقريــر أن‬ ‫جــزءاً كبــراً مــن البنيــة التحتيــة املائيــة‬ ‫يف العــراق قدميــة‪ ،‬يف الوقــت الــذي‬ ‫تتمتــع فيــه تركيــا بخــرة كبــرة ميكنهــا أن‬ ‫تتقاســمها مــع العراقيــن‪.‬‬

‫إال أن التقريــر اعتــر أنــه بــد ًال مــن‬ ‫االســتفادة مــن أوجــه التــآزر القامئــة‪ ،‬فــإن‬ ‫الع ـراق مل يتمكــن مــن بنــاء إســراتيجيته‬ ‫املشــركة الخاصــة تجــاه التعامــل مــع‬ ‫تركيــا‪ ،‬يف حــن ســعت أنقــرة يف املقابــل‬ ‫إىل االســتفادة مــن ضعــف العــراق منــذ‬ ‫العــام ‪ ،1991‬وكنتيجــة لذلــك‪ ،‬تفاوضــت‬ ‫تركيــا يف العــام ‪ 2013‬عــى اتفــاق مــع‬ ‫إقليــم كوردســتان للســاح بضــخ النفــط‬

‫يف خــط األنابيــب (املوجــود مســبقاً) بــن‬ ‫العـراق وتركيــا ثــم تحميلــه عــى الســفن‬ ‫يف مينــاء جيهــان الــريك للتصديــر مــن‬ ‫دون إرشاك وزارة النفــط يف بغــداد‪.‬‬ ‫وبعدمــا ذ ّكــر التقريــر بالنــزاع القضــايئ‬ ‫بــن بغــداد وأنقــرة والق ـرارات الصــادرة‪،‬‬ ‫اعتــر أنهــا كانــت مبثابــة فرصــة لــكال‬ ‫الطرفــن إلعــادة التعامــل مــع بعضهــا‬ ‫البعــض بشــكل بنــاء‪ ،‬وأن تشــجع الطرفان‬

‫عــى طــي الصفحــة‪ ،‬وإعــادة تقييــم مــا‬ ‫أنجــزاه مــن خــال إســراتيجيات كل‬ ‫منهــا والبنــاء عــى أوجــه التــآزر القامئــة‪.‬‬ ‫إال أن التقريــر أنتقــد فكــرة أنــه بــد ًال مــن‬ ‫إعــادة االنخــراط مــع بعضهــا البعــض‬ ‫بشــكل إيجــايب‪ ،‬فــإن الطرفــن تبنيــا‬ ‫مواقــف غــر بنــاءة فاقمــت مــن تعقيــد‬ ‫األمــور‪ ،‬مضيف ـاً أنــه مــن املثــر للدهشــة‬ ‫أيضــاً أن ترصفــات الطرفــن كانــت غــر‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫تركيــا لفتــت مؤخــرًا إلــى‬ ‫أنــه وفقــً لحســاباتها حــول‬ ‫الفائــدة‪ ،‬فــإن العــراق يديــن‬ ‫لهــا بمبلــغ ‪ 950‬مليــون‬ ‫دوالر‪ ،‬وليــس العكــس‪ ،‬كمــا‬ ‫جادلــت تركيــا أيضــً فــي‬ ‫المحاكــم الفرنســية بضــرورة‬ ‫إلغــاء قــرار التحكيــم‪.‬‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫متامســكة‪ ،‬بينــا اتخــذت عنــارص يف كال‬ ‫البلديــن إجــراءات تقــوض مواقفهــا‪.‬‬ ‫قرار التحكيم الدويل‬ ‫وأوضــح أنــه مــع صــدور ق ـرار التحكيــم‪،‬‬ ‫تحركــت أنقــرة فــوراً إلغــاق خــط‬ ‫األنابيــب‪ ،‬وهــو األمــر الــذي مل تطلبــه‬ ‫املحكمــة‪ ،‬وعندمــا طلــب العــراق‬ ‫مــن تركيــا الســاح باســتئناف تدفــق‬

‫‪46‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫الصــادرات‪ ،‬ردت تركيــا بــأن اإلغــاق كان‬ ‫لضــان الســامة الهيكليــة لخــط األنابيب‬ ‫يف أعقــاب زلــزال شــباط‪ /‬فربايــر ‪،2023‬‬ ‫وهــو نقطــة مل تتــم إثارتهــا مــن قبــل‪.‬‬ ‫ولتعزيــز هــذه الغرابــة يف املواقــف‪ ،‬أشــار‬ ‫التقريــر إىل أن تركيــا لــن تعيــد فتــح خــط‬ ‫األنابيــب إىل أن يتــم اســتيفاء عــدد مــن‬ ‫الــروط‪ ،‬مبــا يف ذلــك تخــي العــراق‬

‫عــن مطالبتــه بالتعويضــات عــن املرحلــة‬ ‫الثانيــة للفــرة ‪.2022-2018‬‬ ‫وأضــاف أن إغــاق الخــط يعنــي أن‬ ‫العـراق خــر نحــو ‪ 6‬مليــارات دوالر مــن‬ ‫األربــاح‪ ،‬يف حــن مــا يـزال خــط األنابيــب‬ ‫مغلقــاً حتــى اآلن‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر أن تركيــا لفتــت مؤخـراً إىل‬ ‫أنــه وفقـاً لحســاباتها حــول الفائــدة‪ ،‬فــإن‬

‫العــراق يديــن لهــا مببلــغ ‪ 950‬مليــون‬ ‫دوالر‪ ،‬وليــس العكــس‪ ،‬كــا جادلــت‬ ‫تركيــا أيضـاً يف املحاكــم الفرنســية بــرورة‬ ‫إلغــاء ق ـرار التحكيــم‪.‬‬ ‫ويف املقابــل‪ ،‬قــال التقريــر إن العــراق‬ ‫رصح علن ـاً عــن حرصــه عــى التوصــل إىل‬ ‫ّ‬ ‫اتفــاق مــع تركيــا حــول هــذا املوضــوع‪،‬‬ ‫لكنــه يف الوقــت نفســه‪ ،‬قــام بخطــوة‬

‫عدائيــة ال رضورة لهــا‪ ،‬حيــث تحــرك فــوراً‬ ‫بعــد إصــدار قــرار التحكيــم‪ ،‬وبرسعــة‬ ‫الــرق‪ ،‬للعمــل مــن أجــل تنفيــذ الحكــم‬ ‫مــن خــال املحاكــم األمريكيــة مــن‬ ‫دون التواصــل مــع تركيــا أو ًال‪ ،‬مضيفــاً‬ ‫رصحــوا منــذ‬ ‫أن املســؤولني األتــراك ّ‬ ‫ذلــك الحــن بأنهــم شــعروا باإلهانــة مــن‬ ‫ترصفــات بغــداد‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫إدارة الخالفات‬ ‫ولهــذا‪ ،‬خلــص التقريــر إىل أن هــذا‬ ‫التاريــخ مــن اإلجــراءات التــي تقــود‬ ‫إىل نتائــج عكســية والتصعيــد الــذي‬ ‫بــا نهايــة‪ ،‬يفــرض أن يدفــع مســؤويل‬ ‫البلديــن إىل التوقــف‪ ،‬والتمعــن الجــاد‬ ‫يف كيفيــة إدارة عالقاتهــا والقيــام بعمــل‬ ‫أفضــل يف املســتقبل‪.‬‬ ‫وأكــد أن قيــام دول‪ ،‬مثــل العــراق‬ ‫وتركيــا‪ ،‬مبعالجــة خالفاتهــا مــن خــال‬ ‫املحاكــم والتهديــدات باتخــاذ املزيــد مــن‬ ‫اإلجــراءات‪ ،‬يشــكل مهزلــة خصوصــا يف‬ ‫ظــل وجــود عنــارص التــآزر التــي أرشنــا‬ ‫إليهــا‪.‬‬ ‫ودعــا التقريــر البلديــن إىل دراســة‬ ‫الوســائل التــي يتواصــان مــن خاللهــا‬ ‫مــع بعضهــا البعــض حــول هــذه‬ ‫القضايــا‪ ،‬موضحـاً أنهــا يف الوقــت الحــايل‬ ‫يتواصــان غالبــاً مــن خــال اجتامعــات‬ ‫مخصصــة‪ ،‬باإلضافــة إىل إعــان بيانــات‬ ‫غــر منســقة وعــر إجـراءات قانونيــة مــن‬ ‫قبــل مجموعــة متنوعــة مــن اإلدارات‬ ‫الحكوميــة املختلفــة‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر أنــه عوضــاً عــن ذلــك‪،‬‬ ‫يتحتــم عــى البلديــن أن يستكشــفا‬ ‫الوســائل الكفيلــة بــأن يكــون هنــاك‬ ‫مركزيــة فيــا يتعلــق باإلســراتيجية‬ ‫وعمليــة صنــع الق ـرار‪ ،‬إىل جانــب إنشــاء‬ ‫منتــدى دائــم للتشــاور والتفــاوض‬ ‫(كتشــكيل لجنــة إســراتيجية دامئــة)‪.‬‬ ‫وختــم التقريــر بالقــول إن العـراق وتركيــا‬ ‫«حليفــان طبيعيــان ولديهــا الكثــر‬ ‫ليقدمــاه لبعضهــا البعــض‪ ،‬إال أنهــا مــن‬ ‫أجــل تحســن مواقفهــا‪ ،‬يتحتــم عليهــا‬ ‫تقديــم التنــازالت‪ ،‬وإذا قامــا بذلــك‬ ‫بالفعــل‪ ،‬فــإن مــا ســيحققاته ســيكون‬ ‫كبــراً»‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫تشكل ظاهرة تفعيل بعض‬ ‫الخدمات مع اقرتاب مواعيد‬ ‫االنتخابات أو حتى املناسبات‪،‬‬ ‫مظهرا الفتا يف املشهد العراقي‬ ‫كثريا ما يؤدي إىل التساؤل عن‬ ‫دور مؤسسات الدولة يف تقديم‬ ‫الخدمات البلدية وسر اناطة‬ ‫األمر اىل أفراد مثل النواب‬ ‫وغريهم‪.‬‬ ‫فيــــلي‬

‫السبيس» ينشط قبل االنتخابات‬ ‫«السبيس»‬ ‫«‬ ‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫وتســببت مشــادات بــن بعــض الســكان‪،‬‬ ‫وأعضــاء «فريــق الجهــد الخدمــي»‬ ‫مؤخــرا‪ ،‬بانســحابه مــن أحــد احيــاء‬ ‫مدينــة الثــورة ـ الصــدر‪ ،‬بعــد ان اتهــم‬ ‫ســكان‪ ،‬الفريــق بأنهــم جــاء إىل املنطقــة‬ ‫القــراب االنتخابــات‪ ،‬وأن أعضــاء الفريــق‬ ‫ال يقدمــون الخدمــات إال إن كانــت هنــاك‬ ‫مصالــح لهــم‪ ،‬بحســب مــا نقلــه عضــو يف‬

‫‪48‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫فريــق الجهــد الخدمــي التابــع لرئاســة‬ ‫الــوزراء‪ ،‬الــذي اشــار اىل ان الفريــق مل‬ ‫يتخــذ أي إجـراء تصعيــدي تجــاه املواطنني‪.‬‬ ‫كــا تحولــت املســألة إىل مناســبة‬ ‫تراشــق ســيايس عــى صفحــات التواصــل‬ ‫االجتامعــي‪ .‬ومــن املعلــوم ان «فريــق‬ ‫الجهــد الخدمــي» الحكومــي املذكــور‬ ‫يقــدم خدماتــه بالتعــاون مــع هيئــة‬

‫الحشــد الشــعبي‪ ،‬وقــد تســبب االحتــكاك‬ ‫بتوقــف عملــه‪.‬‬ ‫وقــد لوحــظ يف مناطــق رشقــي القنــاة‬ ‫وجنــوب رشقيهــا مؤخــرا عمليــات إعــادة‬ ‫فــرش الســبيس حتــى يف بعــض مناطــق‬ ‫العشــوائيات والســبيس هــي الطبقــة‬ ‫التــي تكــون تحــت طبقــة األســاس وفــوق‬ ‫القالــب الــرايب وتتكــون مــن تربــة طبيعية‬

‫‪49‬‬

‫محســنة «صغــار الحجــارة او الحــى»‬ ‫أو مــن مــواد ذات مواصفــات أدىن مــن‬ ‫مواصفــات مــواد طبقــة األســاس؛ ويقــول‬ ‫أحــد ســكان االحيــاء يف مناطــق الســكن‬ ‫الزراعــي قــرب جــر ديــاىل جنــوب‬ ‫رشقــي بغــداد‪ ،‬ان قضيــة فــرش الســبيس‬ ‫تعــود يف كل موســم انتخــايب‪ ،‬فيــا يــرى‬ ‫انهــا تفاقــم الوضــع البائــس الــذي تعيشــه‬ ‫تلــك املناطــق وال تنفعــه؛ ألنهــا تهمــل‬ ‫التبليــط الــذي هــو هدفنــا الــذي يفــرض‬ ‫ان يتبــع فــرش الســبيس وهــو مــا مل‬ ‫يحصــل بحســب قولــه‪ ،‬كــا انهــا تحــرف‬ ‫النظــر عــن اصــاح مجــاري امليــاه الثقيلــة‬ ‫وشــبكات ميــاه الــرب‪ ،‬بحســب تعبــره‪.‬‬ ‫ويقــول آخــر ان بعــض النــاس تصــدق‬ ‫بهــم وتنــى بفــرش الســبيس املوضــوع‬ ‫الرئيــس الــذي يتمثــل مبــد وتقويــة امليــاه‬ ‫وفتــح املجــاري وتبليــط الشــوارع وغريهــا‬ ‫مــن الخدمــات الرئيســة‪.‬‬ ‫ويحتــج آخــر بالقــول «لــو يجمعــون‬ ‫فلــوس ويســوون تبليــط أحســن»‪ ،‬مشــرا‬ ‫بالقــول ان «االمــور التــي نحتاجهــا مثــل‬ ‫الســبيس واملحــوالت الكهربائيــة واعمــدة‬ ‫الكهربــاء‪ ،‬وغريهــا متواجــدة يف دوائــر‬ ‫الدولــة وال تخــرج إال عــن طريــق نائــب»‪.‬‬ ‫ودعــا أحــد ســكان منطقــة الكرغوليــة‬ ‫ببغــداد قــرب جــر ديــاىل اىل فصــل قضية‬ ‫الخدمــات عــن املناســبات واملواعيــد‬ ‫وتنفيذهــا بصــورة يوميــة؛ فيــا يقــول‬ ‫آخــر محتــدا‪ :‬دعهــم يفرشــون الســبيس‬ ‫وال تصــوت لهــم او قاطــع االنتخابــات‪.‬‬ ‫والحــظ املراقبــون ان أغلــب املرشــحني‬ ‫لالنتخابــات بــدأوا حمالتهــم الدعائيــة‬ ‫يف وقــت مبكــر‪ ،‬عــن طريــق تجوالهــم‬ ‫عــى املناطــق الســكنية قليلــة الخدمــات‪،‬‬ ‫وتقديــم وعــود لألهــايل بالخدمــات‬ ‫وتحســن املســتوى املعيــي والتعيينــات‬ ‫الحكوميــة ألبنائهــم‪ ،‬وأن أغلــب تلــك‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫الحمــات ُيســتغل فيهــا املــال الســيايس‪،‬‬ ‫عــى حــد وصفهــم‪.‬‬ ‫وتكــررت قضيــة تنفيــذ االعــال البلديــة‬ ‫يف املناســبات والزيــارات وأدى ذلــك اىل‬ ‫التــرع يف التنفيــذ وانجــاز اعــال غــر‬ ‫مســتوفية للــروط املطلوبــة‪ ،‬ففــي صيــف‬ ‫عــام ‪ 2022‬كشــف عــن انــه برغــم مــرور‬ ‫أكــر مــن ســنتني عــى الــروع بالعمــل يف‬ ‫املدخــل الرئيــس لقضــاء الصويــرة فانــه مل‬ ‫ينجــز‪ ،‬وهــو مــا أثــار ضجــة كبــرة لــدى‬ ‫األهــايل دفعتهــم إىل إبــاغ املدعــي العــام‬ ‫يف محكمــة الصويــرة‪ ،‬عــا اســموه حــاالت‬ ‫«فســاد» اداري وإهــال وظيفــي يرتتــب‬ ‫عليهــا هــدر يف املــال العــام مبــروع‬ ‫تبليــط شــارع مدخــل الصويــرة‪ ،‬بحســب‬ ‫دعواهــم‪.‬‬ ‫وقــال املشــتكون بحســب البــاغ الــذي‬ ‫تقدمــوا بــه‪ ،‬إن «العمــل يجــري خالفــا‬ ‫للمواصفــات املطلوبــة يف ظــل غيــاب‬ ‫رقابــة املعنيــن بذلــك‪ ،‬اذ يتــم تبليــط‬ ‫الشــارع مــن دون تنظيــف األتربــة الكثيفة‬ ‫املتواجــدة مــا يتســبب يف تشــقق وتكــر‬ ‫التبليــط بعــد ذلــك»‪ ،‬مطالبــن بإحالــة‬ ‫املقرصيــن إىل محكمــة التحقيــق املختصــة‬ ‫ألخــذ جزاءهــم العــادل‪ ،‬عــى وفــق بــاغ‬ ‫الســكان‪.‬‬ ‫واوضــح نائــب عــن محافظــة واســط‪،‬‬ ‫ان «شــارع الســبيس» أو شــارع الــزوار‪،‬‬ ‫يربــط قضــاء الزبيديــة بالصويــرة ويســلكه‬ ‫الــزوار يف أثنــاء الزيــارات الدينيــة‪ ،‬ويظهــر‬ ‫أن هنــاك توجيهــا مــن املحافــظ بــرورة‬ ‫االرساع يف انجــاز هــذا الطريــق لتســهيل‬ ‫مــرور الــزوار مــع قــرب موعــد الزيــارة‪،‬‬ ‫يف حينــه‪ ،‬وأوضــح ان مــا حصــل يف تبليــط‬ ‫الطبقــة االســفلتية‪ ،‬هــو عــدم تنظيــف‬ ‫«الكيــرات» التــي تجمــع ميــاه األمطــار‪،‬‬ ‫ويظهــر أن هــذا حصــل نتيجــة الرسعــة يف‬ ‫االنجــاز‪ ،‬وهــذا خطــأ‪ ،‬وكان مــن املفــروض‬ ‫تنظيفــه يف البدايــة‪ ،‬عــى حــد قولــه‪.‬‬ ‫ويقــول اكادمييــون ان وعــود تحســن‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫الطــرق والكهربــاء والتعيينــات وغريهــا‬ ‫مــن الخدمــات‪ ،‬ال تتعلــق بعمــل مجلــس‬ ‫النــواب بصفتــه ســلطة ترشيعيــة ولكــن‬ ‫هــي مــن اختصــاص الســلطة التنفيذيــة أي‬ ‫الحكومــة‪ ،‬مشــرين اىل ان هــذه الوعــود‬ ‫لهــا مــدة محــدودة وتنتهــي بوصــول‬ ‫املرشــح اىل قبــة الربملــان مســتغلني معانــاة‬ ‫املواطنــن لكســب ودهــم والحصــول عــى‬ ‫اصواتهــم االنتخابيــة‪ ،‬بحســب قولهــم‪،‬‬ ‫داعــن الحكومــة واملفوضيــة املســتقلة‬ ‫لالنتخابــات ان ترصــد تلــك الحــاالت التــي‬ ‫يقــول بعــض االكادمييــن انهــا جرميــة‬ ‫مــن جرائــم االحتيــال ترتكــب بحــق‬ ‫املواطنــن الســيام ان كثرييــن يعمــدون‬ ‫اىل اســتغالل املنصــب الحكومــي و املــال‬ ‫العــام ملصلحتهــم االنتخابيــة وخــداع‬ ‫الناخبــن‪ ،‬بحســب وصفهــم‪ ،‬ألن املرشــحني‬ ‫لالنتخابــات ليــس لديهــم مــا يقدمونــه من‬ ‫وســائل اقنــاع للناخــب ويصبــح موســم‬ ‫االنتخابــات فرصــة إلطــاق الوعــود بخاصة‬ ‫مــع تراجــع الخدمــات وارتفــاع معــدالت‬ ‫الفقــر والبطالــة‪ ،‬عــى حــد قولهــم‪.‬‬ ‫وتتحــدث اللجنــة القانونيــة النيابيــة‪ ،‬عــن‬ ‫ان «اســتغالل املناصــب التنفيذيــة ومــوارد‬ ‫الدولــة يف الدعايــة االنتخابيــة أمــر موجــود‬ ‫وغــر مســيطر عليــه»‪ ،‬مشــرة عــى لســان‬ ‫عضــو فيهــا إىل أن «الســبب وراء ذلــك هــو‬ ‫عــدم تواجــد ســند قانــوين مينــع هــؤالء من‬ ‫اســتغالل هــذه املــوارد»‪ ،‬مبينــا بالقــول إن‬ ‫هنــاك طر ًقــا عــدة غــر مبــارشة يســتعملها‬ ‫مــن يتبــوأ هــذه املناصــب‪ ،‬منهــا التــذرع‬ ‫بتقديــم الخدمــات للســكان أو إنشــاء‬ ‫املشــاريع وغريهــا مــن األمــور التــي تقــف‬ ‫وراءهــا أهــداف انتخابيــة‪ ،‬بحســب قولــه‪،‬‬ ‫ومشــرا اىل‪ ،‬إن «اللجنــة القانونيــة حاولــت‬ ‫إلــزام أصحــاب املناصــب التنفيذيــة‬ ‫باالســتقالة مــن مناصبهــم يف حــال الرتشــح‬ ‫لالنتخابــات‪ ،‬لكــن الكتــل السياســية‬ ‫رفضــت ذلــك»‪.‬‬ ‫مــن جهتــه مصــدر مقــرب مــن رئيــس‬

‫مجلــس الــوزراء يقــول ان «هنــاك تقاريــر‬ ‫ُرفعــت إىل الســوداين تثبــت بالدليــل‬ ‫القاطــع اســتغالل بعــض الــوزراء الحاليــن‬ ‫واملحافظــن‪ ،‬مناصبهــم ومــوارد الدولــة يف‬ ‫الدعايــة االنتخابيــة»‪.‬‬ ‫ويضيــف‪ ،‬أن «الســوداين يريــد ســحب‬ ‫صالحيــات هــؤالء املســؤولني قبــل موعــد‬ ‫االنتخابــات‪ ،‬لكــن الكتــل السياســية مــا‬ ‫تــزال ترفــض هــذا اإلجــراء»‪.‬‬ ‫ويلفــت متخصصــون اىل انــه مــن أجــل‬ ‫ضبــط الدعايــة االنتخابيــة يتعــن عــى‬ ‫مفوضيــة االنتخابــات أن تضــع إجــراءات‬ ‫رادعــة وصارمــة ملنــع اســتغالل املــال‬ ‫الســيايس‪ ،‬ويف مقدمــة هــذه اإلجــراءات‬ ‫مــا ُيعنــى بالفحــص الدقيــق ملصــادر‬ ‫متويــل الحمــات االنتخابيــة ومرصوفاتهــا‪،‬‬ ‫مــن أجــل تفــادي أي تأثــر غــر مــروع‬ ‫عــى عمليــة االنتخــاب‪.‬‬ ‫ويشــر املنســق العــام للتيــار الدميقراطــي‬ ‫العراقــي إىل أن هنالــك مخــاوف مــن‬ ‫اســتغالل املشــاريع الخدميــة التــي‬ ‫تالمــس حيــاة النــاس وتوظيفهــا يف‬ ‫الدعايــة االنتخابيــة‪ ،‬فهــذا يجــري يف كل‬ ‫انتخابــات‪ ،‬اذ تســتغل القــوى املتنفــذة‬ ‫ملــف الخدمــات بشــكل واضــح‪ ،‬وهــذا‬ ‫يوجــب عــى املفوضيــة اتخــاذ خطــوات‬ ‫جــادة ملنعــه والوقــوف ضــده فهــو شــكل‬ ‫واضــح مــن أشــكال االســتغالل غــر‬ ‫القانــوين للــال العــام ويجــب أال ميــر مــن‬ ‫دون محاســبة مرتكبيــه‪ ،‬بحســب تعبــره‪،‬‬ ‫مبينــا أن القــوى املتنفــذة تقــوم بذلــك يف‬ ‫كل انتخابــات بســبب ســيطرتها عــى املــال‬ ‫العــام‪ ،‬عــى حــد قولــه‪.‬‬ ‫مــن جانبهــم يــرى محللــون أن املفوضيــة‬ ‫العليــا املســتقلة لالنتخابــات ليســت لديهــا‬ ‫القــدرة عــى ردع مثــل هــذه املامرســات‪،‬‬ ‫ألن املتنفذيــن يف الدولــة هــم مــن يشــارك‬ ‫يف االنتخابــات ويتحكــم بالســلطة ولديهــم‬ ‫املــال الســيايس نتيجــة غيــاب الــرادع‬ ‫الحقيقــي‪.‬‬

‫«اس ــتغالل املناص ــب التنفيذي ــة وم ــوارد الدول ــة يف الدعاي ــة االنتخابي ــة أم ــر‬ ‫موج ــود وغ ــر مس ــيطر علي ــه»‪« ،‬الس ــبب وراء ذل ــك ه ــو ع ــدم تواج ــد س ــند‬ ‫قانونـــي يمنـــع هـــؤالء مـــن اســـتغالل هـــذه املـــوارد»‪ ،‬هنـــاك طر ًقـــا عـــدة‬ ‫غ ــر مباش ــرة يس ــتعملها م ــن يتب ــوأ ه ــذه املناص ــب‪ ،‬منه ــا الت ــذرع بتقدي ــم‬ ‫الخدمـــات للســـكان أو إنشـــاء املشـــاريع وغريهـــا مـــن األمـــور التـــي تقـــف‬ ‫وراءهـــا أهـــداف انتخابيـــة‪..‬‬

‫‪51‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫‪53‬‬

‫هجمات العراق حفزتها‪..‬‬ ‫جيوش تتسابق لمواجهة تحديات الطائرات المسيرات‬ ‫ّ‬ ‫ســـلطت صحيفـــة "ذي ناشـــيونال" الصـــادرة باالنكلزييـــة‪،‬‬ ‫الض ــوء عل ــى الجه ــود المتصاع ــدة للتعام ــل م ــع التحدي ــات‬ ‫المزتاي ــدة الت ــي بات ــت تمثله ــا الطائ ــرات المس ــرة‪ ،‬وتحدي ـ ً‬ ‫ـدا‬ ‫ف ــي ال ــرق األوس ــط‪ ،‬والهجم ــات المتك ــررة عل ــى القواع ــد‬ ‫األمريكي ــة ف ــي الع ــراق‪ ،‬مش ــرة إل ــى أن م ــن ب ــن الحل ــول‬ ‫المح ــدودة الكلف ــة الت ــي يج ــري العم ــل عليه ــا وتطويره ــا‪،‬‬ ‫أجه ــزة الل ــزر ومع ــدات التش ــويش لنظ ــام تحدي ــد المواق ــع‬ ‫العالمـــي "‪"GPS‬‬

‫والمســـرات المخصصـــة لمطـــاردة‬

‫المســـرات العـــدوة‪.‬‬

‫فيلي‬

‫فيـــلي‬

‫عـــــراقــــيات‬

‫وبدايــة‪ ،‬ذكــر التقريــر الــذي ترجمتــه‬ ‫مجلــة «فيــي»‪ ،‬أن الــرق األوســط ليــس‬ ‫غريبـاً عــى اســتخدام االبتــكارات يف مجــال‬ ‫الحــرب‪ ،‬بــدءاً مــن أول اســتخدام واســع‬ ‫النطــاق للدفاعــات الجويــة املحمولــة‬ ‫واألســلحة املحمولــة املضــادة للدبابــات‬ ‫خــال الحــرب العربيــة اإلرسائيليــة يف العــام‬ ‫‪ 1973‬وحتــى حــرب الخليــج يف العــام‬ ‫‪ 1991‬يف الكويــت‪ ،‬عندمــا قامــت الواليــات‬

‫‪52‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫املتحــدة للمــرة األوىل بدمــج بيانــات‬ ‫األقــار الصناعيــة والصواريــخ املوجهــة‪.‬‬ ‫مكافحة الطائرات املسرية‬ ‫واآلن‪ ،‬يقــول التقريــر إن الــرق األوســط‬ ‫شــهد أيضــاً أول اســتخدام للطائــرات‬ ‫املســرة ذات التصميــم املــدين‪ ،‬ألداء دور‬ ‫قتــايل يف كل مــن الع ـراق وســوريا‪ ،‬مضيف ـاً‬ ‫أن هــذه املنطقــة هــي التــي تشــهد أيض ـاً‬ ‫عمليــات واســعة لتطويــر تكنولوجيــا‬

‫مكافحــة الطائــرات املســرة‪ ،‬وذلــك بعــد‬ ‫هجــات إيـران والحوثيــن عــى الســعودية‬ ‫واإلمــارات‪ ،‬باإلضافــة إىل اســتهداف القواعــد‬ ‫العســكرية األمريكيــة يف العــراق‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن املتخصــص يف الصواريــخ‬ ‫يف رشكــة «جينــز» لالســتخبارات الدفاعيــة‬ ‫جريمــي بينــي‪ ،‬قولــه إن «الــرق األوســط‬ ‫كان مبثابــة دعــوة للجيــش األمريــي لــي‬ ‫يســتيقظ‪ ،‬ألنــه مل يقــم ســوى بتطويــر‬

‫محــدود لدفاعاتــه الجويــة قصــرة املــدى»‪.‬‬ ‫وبحســب التقريــر فــإن املحللــن يطلقــون‬ ‫عــى هــذه الفجــوة اســم «فجــوة شــوراد»‪،‬‬ ‫أو الفجــوة املتعلقــة بالدفــاع الجــوي‬ ‫القصــر املــدى‪ ،‬إال أن واشــنطن تعمــل‬ ‫بجديــة مــن أجــل التغلــب عــى مشــكلة‬ ‫اعتامدهــا الكبــر عــى األنظمــة املصممــة‬ ‫العــراض الطائــرات والصواريــخ الكبــرة‬ ‫التــي تحلــق عــى ارتفاعــات عاليــة‪ ،‬مثــل‬

‫«باتريــوت»‪.‬‬ ‫الطيور املهاجرة‬ ‫ويف املقابــل‪ ،‬فــإن أرساب الطائـرات املســرة‬ ‫التــي تظهــر عــى الــرادار‪ ،‬فأنهــا تبــدو‬ ‫وكأنهــا أرساب مــن الطيــور املهاجــرة‪ ،‬هــذا‬ ‫يف حــال تــم رصدهــا مــن األســاس‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن بينــي قولــه إنــه «عــى‬ ‫الرغــم مــن أن الطائــرات املســرة بطيئــة‪،‬‬ ‫إال أنهــا تحلــق عــى ارتفــاع منخفــض‪،‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫تحــت مســتوى الــرادار‪ ،‬ولهــذا ال تتلقــى‬ ‫الكثــر مــن اإلنــذارات‪ ،‬وتحتــاج بذلــك إىل‬ ‫تعقبهــا واالشــتباك معهــا»‪.‬‬ ‫استهداف مكلف‬ ‫وأضــاف «يف بعــض الحــاالت‪ ،‬يكــون‬ ‫الصــاروخ املتطــور هــو خيــارك الوحيــد‪،‬‬ ‫ولكــن املعادلــة الســيئة أنــه يتــم اســتخدام‬ ‫صــاروخ تبلــغ تكلفتــه ماليــن الــدوالرات‬ ‫إلســقاط يشء ال يكلــف ســوى بضعــة آالف‬ ‫مــن الــدوالرات»‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر إىل حادثــة وقعــت يف العــام‬ ‫‪ ،2017‬عندمــا قالــت الواليــات املتحــدة إن‬ ‫دولــة حليفــة مل تذكــر اســمها‪ ،‬اســتخدمت‬ ‫نظــام باتريــوت إلســقاط طائــرة مســرة‬ ‫مــن ط ـراز «كوادكوبــر» باســتخدام طائــرة‬ ‫اعرتاضيــة مــن طـراز «بــاك ‪ »3‬تبلــغ قيمتهــا‬ ‫‪ 4‬ماليــن دوالر‪.‬‬ ‫وباإلضافــة إىل ذلــك‪ ،‬أشــار التقريــر إىل أن‬ ‫نظــام دفــاع «القبــة الحديديــة» اإلرسائيــي‬ ‫مثــال رئيــي آخــر عــى الكلفــة العاليــة‬ ‫ملثــل هــذا التصــدي‪ ،‬حيــث تتــوىل صواريــخ‬ ‫اعرتاضيــة مثنهــا كبــر‪ ،‬إســقاط صواريــخ أو‬ ‫طائ ـرات مســرة رخيصــة الثمــن‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر إىل أن البعــض يــرى مــع‬ ‫ذلــك أنــه قــد ال يكــون هنــاك خيــاراً ســوى‬ ‫القبــول مبعادلــة التكلفــة الباهظــة‪ ،‬موضحـاً‬ ‫أن هــؤالء يقولــون إنــه إذا كانــت تكلفــة‬ ‫نظــام «القبــة الحديديــة» تبلــغ ‪ 100‬ألــف‬ ‫دوالر إلســقاط طائــرة «شــاهد» مســرة‪،‬‬ ‫إيرانيــة الصنــع‪ ،‬كلفتهــا ‪ 20‬ألــف دوالر‪،‬‬ ‫ولكنهــا تؤمــن الحاميــة بذلــك ملحطــة طاقة‬ ‫قيمتهــا مليــار دوالر‪ ،‬فــإن هــذه الكلفــة‬ ‫تصبــح مــررة‪.‬‬ ‫سالح الليزر‬ ‫وبرغــم ذلــك‪ ،‬قــال التقريــر إنــه هنــاك‬ ‫ســباق لخفــض التكاليــف‪ ،‬وأن أحــد الحلول‬ ‫التــي تعمــل عليهــا الواليــات املتحــدة‬ ‫وإرسائيــل‪ ،‬هــو الليــزر‪ ،‬وأنــه يف حــال توفــر‬ ‫طاقــة بطاريــة كافيــة يف النظــام املســتخدم‪،‬‬ ‫فــإن تكلفــة شــعاع الليــزر ســتنخفض‬

‫‪54‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫برسعــة إىل عــدة دوالرات لــكل طلقــة‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن املحلــل العســكري ســام‬ ‫كــراين إيفانــز‪ ،‬قولــه إن هــذا الحــل مــا‬ ‫يــزال ميثــل إشــكالية‪ ،‬موضحــا أنــه «مــن‬ ‫املحتمــل أن يكــون الليــزر أكــر فعاليــة مــن‬ ‫الصواريــخ‪ ،‬لكنــك ســتحتاج بعــد ذلــك إىل‬ ‫وحــدة طاقــة بالحجــم املناســب‪ ،‬ويجــب أن‬ ‫تكــون كبــرة للتعامــل مــع األرساب حيــث‬ ‫تحتــاج إىل إعــادة شــحن الليــزر وتأمــن‬ ‫دورات طاقــة متعــددة برسعــة كبــرة»‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر أن إرسائيــل أختــرت بالفعل‬ ‫«نظــام الليــزر آيــرون بيــم» الخــاص بهــا‬ ‫ضــد طائ ـرات مســرة كبــرة الحجــم‪.‬‬

‫وباإلضافــة إىل ذلــك‪ ،‬فــإن روســيا تســتخدم‬ ‫األنظمــة املضــادة بشــكل رئيــي مــن‬ ‫خــال أجهــزة تشــويش الحــرب اإللكرتونيــة‬ ‫لتعطيــل املالحــة عــر نظــام تحديــد املواقــع‬ ‫العاملــي «‪ »GPS‬للطائــرات املســرة‪.‬‬ ‫وتابــع قائــ ًا إن ذلــك يعنــي أيضــاً أنــه‬ ‫يتحتــم عــى الــروس إعــادة تشــغيل نظــام‬ ‫تحديــد املواقــع «‪ »GPS‬مــرة أخــرى عندمــا‬ ‫تريــد قواتهــم الجويــة الهجــوم بأســلحة‬ ‫دقيقــة‪ ،‬وهــو مــا ســيمنح تحذي ـراً مســبقاً‪.‬‬ ‫نظام «ليدز»‬ ‫وإىل جانــب ذلــك‪ ،‬ذكــر التقريــر أنــه يجــري‬ ‫حاليـاً تطويــر الطائـرات املســرة مــع رســم‬

‫خرائــط التضاريــس‪ ،‬مــا يلغــي الحاجــة إىل‬ ‫الطــران باالعتــاد عــى األقــار الصناعيــة‪.‬‬ ‫كــا أن الواليــات املتحــدة طــورت نظــام‬ ‫«ليــدز» املخصــص لتدمــر املســرات‬ ‫الصغــرة والبطيئــة واملحلقــة عــى علــو‬ ‫منخفــض‪ ،‬وهــو نظــام مــزود بالــرادار‬ ‫وتقنيــات الحــرب اإللكرتونيــة والتوجيــه‬ ‫وأنظمــة الكامــرا الكتشــاف وتتبــع وتحديــد‬ ‫الطائـرات املســرة‪ ،‬ولكــن فقــط ملجموعات‬ ‫مكونــة مــن ثــاث مســرات فقــط‪ ،‬وهــي‬ ‫تتــوىل حاليــاً حاميــة قواعــد القيــادة‬ ‫املركزيــة «ســينتكوم» يف منطقــة الخليــج‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر أن اختبــار االبتــكارات‬

‫الجديــدة تجــري يف ســاحات القتــال‬ ‫أيض ـاً‪ ،‬مضيفــا أن الهجــات عــى القواعــد‬ ‫األمريكيــة يف العــراق‪ ،‬أدت إىل ترسيــع‬ ‫تطويــر اإلجــراءات املضــادة‪.‬‬ ‫وأوضــح التقريــر أن الواليــات املتحــدة‬ ‫نــرت بالفعــل أجهــزة ليــزر بقــدرة ‪50‬‬ ‫كيلــووات مثبتــة عــى عربــات مدرعــة مــن‬ ‫طـراز «ســرايكر» يف العـراق‪ ،‬لكن واشــنطن‬ ‫مل تفصــح عــا إذا كانــت قــد متكنــت مــن‬ ‫اعــراض طائــرات مســرة أم ال‪.‬‬ ‫هجامت العراق‬ ‫لكــن التقريــر نقــل عــن أحــد محلــي‬ ‫الدفــاع يف واشــنطن قولــه إن أشــعة الليــزر‬ ‫قــد تــم اســتخدامها بالفعــل ضــد مســرات‬ ‫صغــرة يف العــراق‪.‬‬ ‫وبحســب التقريــر‪ ،‬فــإن هــذا الســاح نجــح‬ ‫اســتناداً إىل االختبــارات التــي أجريــت‪ ،‬يف‬ ‫تدمــر قذائــف الهــاون‪ ،‬وهــي أهــداف‬ ‫ميكــن رؤيتهــا بصعوبــة بالعــن املجــردة‪.‬‬ ‫وباإلضافــة إىل ذلــك‪ ،‬أشــار التقريــر إىل‬ ‫وجــود نظــام آخــر مثبــت عــى شــاحنة‪،‬‬ ‫وهــو نظــام «كويــويت»‪ ،‬وهــو عبــارة عــن‬ ‫طائــرة مســرة مصممــة ملطــاردة الطائـرات‬ ‫املســرة العــدوة‪ ،‬وقــد حقــق عمليــة ناجحة‬ ‫يف العــراق‪ ،‬بحســب تأكيــدات القيــادة‬ ‫املركزيــة األمريكيــة يف كانــون الثــاين‪ /‬ينايــر‬ ‫املــايض‪.‬‬ ‫حروب املستقبل‬ ‫ولفــت التقريــر إىل االســتخدام الجامعــي‬ ‫للطائــرات املســرة يف حــرب أوكرانيــا‪،‬‬ ‫وهــي أكــر حــرب بــن دولــة ودولــة منــذ‬ ‫خاضــت إيـران والعـراق رصاعـاً وجوديـاً يف‬ ‫مثانينيــات القــرن املــايض‪.‬‬ ‫وقــال التقريــر إنــه برغــم الرباعــة والتطــور‬ ‫الــذي تتســابق كييــف وموســكو عــى‬ ‫تحقيقــه‪ ،‬إال أن الخــراء يقولــون إن هــذا‬ ‫قــد ال يعنــي أن ســاعة الطائــرات املســرة‬ ‫قــد حانــت‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن الباحثــة التكنولوجيــة‬ ‫يف املجلــس األورويب للعالقــات الخارجيــة‬

‫‪55‬‬

‫أولريــي فرانــي‪ ،‬قولهــا إن هنــاك دروســاً‬ ‫ميكــن اســتخالصها مــن حــرب أوكرانيــا‪ ،‬إال‬ ‫أنــه مــن الحكمــة أيض ـاً «عــدم املبالغــة يف‬ ‫تقديرهــا ألنــه برصاحــة تامــة‪ ،‬يف أوكرانيــا‪ ،‬مل‬ ‫تحــن ســاعة املســرات»‪.‬‬ ‫وأوضحــت أن هــذه الحــرب شــهدت طــران‬ ‫طائــرات صغــرة مســرة ولفــرات قصــرة‪،‬‬ ‫عــى عكــس الطائـرات األمريكيــة الضخمــة‬ ‫مــن طــراز «أم كيــو‪ -9‬ريبــر» التــي‬ ‫مبقدورهــا التحليــق ملــدة ‪ 27‬ســاعة وهــي‬ ‫تحمــل حمولــة ‪ 1700‬كلــغ مــن القنابــل‪،‬‬ ‫أو عــى عكــس الطائـرات املســرة املتطــورة‬ ‫األداء التــي باإلمــكان إطالقهــا مــن حامــات‬ ‫الطائــرات‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر أن مثــل هــذه الطائــرات‬ ‫املســرة‪ ،‬يظــل مــن املمكــن أن تكــون عرضة‬ ‫للدفاعــات الصاروخيــة عــى ارتفاعــات‬ ‫عاليــة‪ ،‬مثلــا جــرى حــدث عندما أســقطت‬ ‫إيـران طائــرة أمريكيــة مــن طـراز «آر كيــو‪-‬‬ ‫‪ »4‬يف العــام ‪ ،2019‬أو أن تكــون عرضــة‬ ‫لتصــدي طائ ـرات عــدوة لهــا‪ ،‬مثلــا جــرى‬ ‫عندمــا أســقطت طائــرة أمريكيــة مــن طـراز‬ ‫«أف ‪ »-15‬طائــرة إيرانيــة مســرة مــن طراز‬ ‫«مهاجــر» يف ســوريا‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن بينــي قولــه إن الــرق‬ ‫األوســط هــو املــكان الــذي تحققــت فيــه‬ ‫معظــم مظاهــر الريــادة يف هــذا املضــار‪،‬‬ ‫موضحــاً أن الحــرب األوكرانيــة «رمبــا‬ ‫تكتســب املزيــد مــن االهتــام‪ ،‬لكنهــا‬ ‫يف األســاس نســخة موســعة مــا رأينــاه‬ ‫بالفعــل يف املــايض يف الــرق األوســط»‪.‬‬ ‫كــا نقــل التقريــر عــن الباحثــة يف‬ ‫معهــد فرميــان للطــران والفضــاء‪ ،‬صــويف‬ ‫أنرتوبــوس‪ ،‬قولهــا إنــه فيــا يتعلــق بنــر‬ ‫الطائــرات املســرة أو التصــدي لهــا‪ ،‬فــإن‬ ‫حــرب أوكرانيــا‪« ،‬باإلضافــة إىل كونهــا حــرب‬ ‫اســتنزاف مروعــة‪ ،‬فإنهــا أيضـاً أرض اختبــار‬ ‫لهــذه التكنولوجيــا الجديــدة»‪ ،‬مضيفــة أن‬ ‫هــؤالء الذيــن يتكيفــون برسعــة‪ ،‬هــم مــن‬ ‫سيســتفيد أكــر‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫‪57‬‬

‫سلّط موقع «ايكوال تايمز»‬ ‫األوروبي الذي يتخذ من‬ ‫بروكسل مقرا له‪ ،‬الضوء على‬ ‫ما اسماه العصر الجديد‬ ‫من الفرص في العراق حيث‬ ‫يجري تحفيز ثورة في مجال‬ ‫ريادة األعمال‪ ،‬على الرغم‬ ‫من وجود تحديات عدة‪.‬‬

‫فيلي‬

‫عصر جديد في العراق‪..‬‬ ‫تقرير أوروبي يرصد آمال القطاع الخاص الناشئ‪:‬‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫وذكــر املوقــع األورويب يف تقريــر ترجمتــه‬ ‫مجلــة «فيــي»؛ ان ريــاح التفــاؤل تهــب‬ ‫مــن قلــب مدينــة بغــداد الصاخبــة‪ ،‬عــى‬ ‫القطــاع الخــاص يف العــراق‪ ،‬وخصوصــا يف‬ ‫حــي الكــرادة حيــث تفتــح مــع نســائم‬ ‫الصبــاح ابــواب «املحطــة» لــي تســتقبل‬ ‫حــوايل ‪ 30‬طالبــا شــابا ورائــد أعــال‪ ،‬مــن‬ ‫املتحمســن مــن أجــل عــى أحيــاء أفكارهــم‬ ‫ودفــع رشكاتهــم الناشــئة نحــو آفــاق‬ ‫جديــدة‪.‬‬ ‫واعتــر التقريــر؛ أن «املحطــة» هــي أكــر‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫ ‬ ‫مــن مجــرد مســاحة عمــل مشــركة‪ ،‬اذ انهــا‬ ‫ايضــا املحفــز لثــورة ريــادة األعــال يف‬ ‫العــراق‪ ،‬والتــي تأسســت يف العــام ‪2018‬‬ ‫مــن جانــب مجموعــة مــن املســتثمرين‬ ‫املحليــن‪ ،‬وتوفــر التدريــب عــى الطباعــة‬ ‫ثالثيــة األبعــاد وبنــاء الطائــرات املســرة‬

‫ثورة في ريادة األعمال‬

‫والتدريــب املهنــي عــى الروبوتــات‪ ،‬فضــا‬ ‫عــن كونهــا مكانــا الســتضافة جميــع أنــواع‬ ‫املهرجانــات واملؤمتــرات مبــا يشــجع منــاخ‬ ‫التحفيــز اإلبــداع واالبتــكار وتبــادل املعرفــة‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن رئيســة قســم االتصــال‬ ‫والعالقــات العامــة يف «املحطــة» غــادة‬

‫أحمــد‬ ‫قولهــا إنــه «منــذ الثامنينيــات‪ ،‬تــم تصميــم‬ ‫نظــام التعليــم العراقــي لخدمــة القطــاع‬ ‫العــام بالدرجــة االوىل‪ ،‬وذلــك التزامــا‬ ‫بااليديولوجيــة االشــراكية لحــزب البعــث‪،‬‬ ‫إال أنــه برغــم ســقوط صــدام حســن‪ ،‬اال‬

‫ان هــذا النظــام فشــل يف التكيــف مــع‬ ‫االحتياجــات الحاليــة للبــاد»‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر إىل أن الدســتور العراقــي‬ ‫يف مادتــه الـــ‪ ،34‬ينــص عــى أن التعليــم‬ ‫يف الع ـراق مجــاين‪ ،‬مضيفــا أن سلســلة مــن‬ ‫القوانــن التــي تــم تطبيقهــا منــذ أواخــر‬

‫الســتينيات‪ ،‬أدت إىل الحــد مــن تطــور‬ ‫التعليــم الخــاص ومنحــت الحكومــة الســيطرة‬ ‫الكاملــة عــى تعليــم املواطنــن‪ .‬وبرغــم أن‬ ‫التقريــر قــال ان هــذه السياســة أدت اىل‬ ‫خفــض معــدل األميــة يف العـراق بشــكل كبــر‪،‬‬ ‫مــن ‪ % 50‬يف أواخــر الخمســينيات إىل ‪% 16‬‬ ‫يف أوائــل العقــد األول مــن القــرن ال‪ ،21‬اال‬ ‫ان عــددا كبــرا مــن النــاس وجــدوا أنفســهم‬ ‫يعتمــدون عــى مؤسســات الدولــة العامــة‬ ‫للحصــول عــى الوظائــف‪.‬‬ ‫واشــار التقريــر اىل ان نظــام العمــل يف القطــاع‬ ‫العــام‪ ،‬يحمــل مزايــا‪ ،‬تدعمــه اإليــرادات‬ ‫النفطيــة التــي بلغــت ‪ % 43‬مــن الناتــج‬ ‫املحــي اإلجــايل يف العــام ‪ ،2021‬وهــي كثــرة‬ ‫ومتنوعــة‪ ،‬مثــل نظــام رواتــب التقاعــد وعــدد‬ ‫معــن مــن أيــام االجــازة املدفوعــة االجــر‪،‬‬ ‫مــا يجعــل القطــاع العــام قــادرا ان يخلــق‬ ‫منافســة غــر متكافئــة مــع القطــاع الخــاص‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫الــذي ليــس بإمكانــه دامئــا تقديــم مثــل‬ ‫هــذه املزايــا‪ ،‬وبالتــايل فهــو أقــل جاذبيــة‬ ‫لبعــض العــال‪.‬‬ ‫وبحســب التقريــر‪ ،‬فــإن مســحاً للقــوى‬ ‫العاملــة لعــام ‪ 2021‬اجرتــه منظمــة العمــل‬ ‫الدوليــة‪ ،‬يظهــر أن مــا ال يقــل عــن ‪% 38‬‬ ‫مــن العراقيــن يعملــون يف القطــاع العــام‪،‬‬ ‫وهــو أحــد اعــى املعــدالت يف املنطقــة‬ ‫والعــامل‪.‬‬ ‫التحدي الكبري‬ ‫وباالضافــة اىل ذلــك‪ ،‬ذكــر التقريــر أن‬ ‫القطــاع الخــاص يف العــراق عــاىن بشــكل‬ ‫كبــر مــن ســنوات الرصاعــات املســلحة‬

‫‪58‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫«‬

‫«المحطـــة» هـــي أكثر من مجرد مســـاحة عمل مشـــتركة‪،‬‬ ‫اذ انهـــا ايضـــا المحفز لثورة ريـــادة األعمال فـــي العراق‪،‬‬ ‫والتي تأسســـت في العـــام ‪ 2018‬من جانـــب مجموعة من‬ ‫المســـتثمرين المحلييـــن‪ ،‬وتوفـــر التدريب علـــى الطباعة‬ ‫ثالثيـــة األبعاد وبناء الطائرات المســـيرة والتدريب المهني‬ ‫على الروبوتات‬

‫»‬

‫منــذ ســقوط صــدام يف العــام ‪ ،2003‬والتــي‬ ‫تبعتهــا الحــرب االهليــة والحــرب ضــد‬ ‫داعــش‪ ،‬ولهــذا فــان مشــهد ريــادة االعــال‬ ‫يف العـراق االن مؤلــف مــن فسيفســاء مــن‬ ‫املؤسســات الصغــرة واملتوســطة الحجــم‬ ‫التــي تســاهم‪ ،‬بدرجــة اكــر او اقــل‪ ،‬يف‬ ‫املشــهد االقتصــادي للبلــد‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن منســقة منظمــة العمــل‬ ‫الدوليــة يف العــراق مهــا قطــاع قولهــا «إن‬ ‫هــذه األزمــات املتعــددة خلقــت مناخــا من‬ ‫عــدم اليقــن مــا ادى اىل ردع املســتثمرين‬ ‫بقــوة عــن املخاطــرة واملشــاركة ماليــا يف‬ ‫االقتصــاد الوطنــي»‪.‬‬

‫وإىل جانــب ذلــك‪ ،‬قــال التقريــر ان عمليــة‬ ‫تســجيل األعــال التجاريــة يف العـراق غالبــا‬ ‫مــا تكــون عمليــة مرهقــة وبريوقراطيــة‪،‬‬ ‫مــا يحبــط عزميــة العديــد مــن رواد‬ ‫األعــال الذيــن يفضلــون عندهــا العمــل‬ ‫بشــكل غــر رســمي بــدال مــن االضطــرار‬ ‫للتعامــل مــع االجـراءات االداريــة الصعبــة‪.‬‬ ‫كــا ان اغــاق األعــال التجاريــة يعتــر‬ ‫أيضــا عمليــة معقــدة ومكلفــة متنــع‬ ‫أصحــاب األعــال مــن إنهــاء املشــاريع غــر‬ ‫املربحــة‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر؛ ان افتقــار الحكومــة اىل‬ ‫املــوارد‪ ،‬وخصوصــا فيــا يتعلــق مبفتــي‬

‫‪59‬‬

‫العمــل‪ ،‬يحــد مــن قدرتهــا عــى توســيع‬ ‫التغطيــة لتشــمل املؤسســات الصغــرة‬ ‫واملتوســطة الحجــم‪ ،‬وهــو مــا يعــزز‬ ‫مــن احبــاط مــن األفــراد عــن التســجيل‬ ‫واالمتثــال للمعايــر القانونيــة‪.‬‬ ‫وكنتيجــة لذلــك‪ ،‬يقــول التقريــر إن نحــو‬ ‫‪ % 54.8‬مــن القــوة العاملــة يف العــراق‪،‬‬ ‫يعملــون يف القطــاع غــر الرســمي‪ ،‬وهــو‬ ‫مــا يجعــل العديــد مــن االشــخاص ممــن‬ ‫يعملــون بعقــود محــددة املــدة‪ ،‬عرضــة‬ ‫لالســتغالل‪ ،‬ويتــم حرمانهــم يف أحيــان كثرية‬ ‫مــن الحصــول عــى الضــان االجتامعــي‪.‬‬ ‫واضــاف التقريــر انــه باالضافــة اىل تقييــد‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫قــدرة الحكومــة عــى جمــع اإليــرادات‬ ‫الرضيبيــة‪ ،‬فــإن القطــاع الخــاص غــر‬ ‫الرســمي يحــد أيضــا مــن امكانيــة ازدهــار‬ ‫األعــال التجاريــة وتوســعها‪.‬‬ ‫جعل القطاع الخاص أكرث جاذبية‬ ‫وذكــر التقريــر ان الحكومــة العراقيــة‬ ‫بــدأت تــدرك بشــكل متزايــد الحاجــة إىل‬ ‫إصــاح هــذا النظــام‪ ،‬مشــرا إىل أنــه يف‬ ‫العــام ‪ ،2014‬نــرت اســراتيجية لتطويــر‬ ‫القطــاع الخــاص حتــى العــام ‪ ،2030‬والتــي‬ ‫ال تقــدم وصفــا للوضــع الحــايل للقطــاع‬ ‫الخــاص فحســب‪ ،‬بــل تعمــل أيضــا كخريطة‬ ‫طريــق لتنفيــذ سياســات مختلفــة‪ ،‬مضيفــا‬ ‫أن الحكومــة تعمــل مــن اجــل ضــان ان‬ ‫ميثــل القطــاع الخــاص مــا ال يقــل عــن ‪60‬‬ ‫‪ %‬مــن الناتــج املحــي اإلجــايل بــن عامــي‬ ‫‪ 2023‬و‪ 2030‬وميتــص ‪ % 4‬مــن البطالــة‪.‬‬ ‫وذكــر التقريــر بــأن مجلــس النــواب أصــدر‬ ‫يف أيار‪/‬مايــو ‪ ،2023‬قانونــا بشــأن الضــان‬ ‫االجتامعــي للعاملــن يف القطــاع الخــاص‪،‬‬ ‫مــا أدى اىل توســيع التغطيــة القانونيــة‬ ‫لنظــام الضــان االجتامعــي بشــكل كبــر‬ ‫ليشــمل أنواعــا مختلفــة مــن العــال غــر‬ ‫الرســميني والعاملــن لحســابهم الخــاص‪،‬‬ ‫مشــرا اىل ان هــذا القانــون مينــح الحقــوق‬ ‫يف إعانــات االمومــة والبطالــة‪ ،‬إىل جانــب‬ ‫التأمــن الصحــي‪ ،‬مــا ميثــل تقدمــا كبــرا‬ ‫لحقــوق العــال يف البلــد‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن رجــل األعــال لبيــب‬ ‫الجيتــا‪ ،‬هــو رئيــس مجلــس اإلدارة والرئيــس‬ ‫التنفيــذي لرشكــة «النخلــة» املتخصصــة‬ ‫بصيانــة أشــجار النخيــل‪ ،‬قولــه «إن البيئــة‬ ‫اليــوم أكــر مالءمــة إلنشــاء الــركات‬ ‫الناشــئة حيــث تشــجع الحكومــة املزيــد‬ ‫مــن الشــباب عــى إطــاق مشــاريعهم‬ ‫وتســجيل أعاملهــم أكــر مــن قبــل»‪.‬‬ ‫وبحســب التقريــر؛ فــإن هــذه اإلصالحــات‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫رضوريــة ايضــا لــي تســاعد يف مواجهــة‬ ‫التحديــات الدميوغرافيــة الحاليــة للعــراق‪،‬‬ ‫مضيفــا أنــه بالنظــر إىل أن ‪ % 40‬مــن‬ ‫الســكان تقــل أعامرهــم عــن ‪ 25‬عامــا‪،‬‬ ‫فقــد أصبــح مــن الصعــب بشــكل متزايــد‬ ‫أن يتمكــن القطــاع العــام مــن اســتيعاب‬ ‫جميــع العاملــة املتاحــة‪.‬‬ ‫أمــا البنــك الــدويل‪ ،‬فيقــول إن مــا ال يقــل‬ ‫عــن ‪ % 34.5‬مــن الســكان الشــباب يف ســن‬ ‫العمــل‪ ،‬عاطلــون عــن العمــل‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫يســاهم يف تأجيــج الســخط االجتامعــي‪،‬‬ ‫مذكـرا يف هــذا اإلطــار بتظاهـرات االحتجاج‬ ‫يف العــام ‪ 2019‬والتــي هــزت العــراق‪،‬‬ ‫حيــث كان الشــباب يف الطليعــة يطالبــون‬ ‫بتغيــر النظــام الــذي يعتربونــه فاســدا‪،‬‬ ‫وتأمــن املزيــد مــن فــرص العمــل وتحســن‬ ‫الخدمــات العامــة‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن مهــا قطــاع قولهــا ان‬ ‫االصالحــات يجــب ان تكــون شــاملة حيــث‬ ‫أن عــددا كبــرا مــن الشــابات ال يجــدن‬ ‫فــرص العمــل‪ ،‬مضيفــة أن «معــدل مشــاركة‬ ‫املــرأة يف ســوق العمــل ال يتجــاوز ‪% 10.5‬‬ ‫‪ ،‬وهــو مــن ادىن املعــدالت يف املنطقــة‪ ،‬إن‬ ‫مل يكــن يف القــارة اآلســيوية‪ ،‬وغالبيتهــن يف‬ ‫القطــاع العــام»‪.‬‬ ‫ولفتــت اىل ان التقدي ـرات تشــر اىل وجــود‬ ‫مئــات اآلالف مــن النســاء يف القطــاع‬ ‫الخــاص‪ ،‬رغــم أنــه يوجــد يف العــراق ‪13‬‬ ‫مليــون امــرأة يف ســن العمــل‪.‬‬ ‫ويف اشــارة اىل «املحطــة»‪ ،‬قــال التقريــر انــه‬ ‫رغــم التحديــات هنــاك مســتقبل اقتصــادي‬ ‫واعــد للقطــاع الخــاص حيــث ان الــركات‬ ‫الناشــئة هنــا‪ ،‬متثــل مجموعــة متنوعــة مــن‬ ‫القطاعــات‪ ،‬مــن التكنولوجيــا والزراعــة إىل‬ ‫التجــارة والخدمــات‪ ،‬وتشــرك جميعهــا يف‬ ‫شــغف مشــرك متمثــل يف املســاهمة يف‬ ‫تطويــر القطــاع الخــاص مــن اجــل مســتقبل‬

‫‪61‬‬

‫الع ـراق االقتصــادي‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن محمــد البيــايت (‪35‬‬ ‫عامــا) ‪ ،‬الــذي أنشــأ رشكــة «‪»Zulitak‬‬ ‫املتخصصــة بصناعــة الســجاد اليــدوي‬ ‫العــايل الجــودة‪ ،‬قولــه «ارغــب يف احــداث‬ ‫تغيــر ايجــايب يف بلــدي ومجتمعــي واظهــر‬ ‫الحبــايئ انــه باالمــكان تحقيــق النجــاح مــن‬ ‫خــال الفكــرة واملــوارد الالزمــة»‪.‬‬ ‫واشــار التقريــر اىل انــه بعــد عقــود مــن‬ ‫الــراع وعــدم االســتقرار‪ ،‬فــان العــراق‬ ‫يشــهد حاليــا هــدوءا سياســياً وأمنيــاً‬ ‫نســبيا‪ ،‬مــا يفتــح آفاق ـاً جديــدة للقطــاع‬ ‫الخــاص‪ ،‬الــذي ميكــن أن يتطــور بشــكل‬ ‫أكــر أمان ـاً مــن أي وقــت مــى‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫ينعكــس يف االهتــام املتزايــد للمســتثمرين‬ ‫األجانــب‪ ،‬حيــث أعلنــت قطــر يف حزيـران‪/‬‬ ‫يونيــو ‪ ،2023‬عــن عزمهــا اســتثامر ‪5‬‬ ‫مليــارات دوالر امريــي‪ ،‬بينــا وقعــت‬ ‫الســعودية واإلمــارات اتفاقيــة يف الشــهر‬ ‫نفســه لتخصيــص ‪ 6‬مليــارات دوالر أمريــي‬ ‫لدعــم املشــاريع التجاريــة ومشــاريع البنيــة‬ ‫التحتيــة يف العــراق‪.‬‬ ‫لكــن التقريــر لفــت اىل تحديــات ال تــزال‬ ‫قامئــة مثــل االفتقــار إىل البنيــة التحتيــة‬ ‫املرتبطــة بلوجســتيات النقــل‪ ،‬واتصــاالت‬ ‫اإلنرتنــت وامــدادات الطاقــة‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫ميكــن أن يعرقــل منــو الــركات الناشــئة‪.‬‬ ‫وقــال البيــايت «لهــذا قمنــا أيضــا بافتتــاح‬ ‫فــرع يف تركيــا ملســاعدتنا يف العمليــة‬ ‫اللوجســتية»‪ ،‬مضيفــا انــه «برغــم هــذه‬ ‫التحديــات‪ ،‬ارى مــن حــويل ان الشــباب‬ ‫العراقــي لديهــم حافــز كبــر ولديهــم الكثــر‬ ‫مــن اإلمكانــات‪ .‬وانــا متاكــد مــن انــه اذا‬ ‫اعطانــا املســتثمرون الفرصــة‪ ،‬فــإن الع ـراق‬ ‫ســيكون مركــزا اقليميــا حقيقيــا للقطــاع‬ ‫الخــاص»‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫‪63‬‬

‫محنة متنزه‬ ‫المستنصرية‬ ‫المناطق الخضر‬ ‫تنقلب الى ابنية‬ ‫صماء‬ ‫تنحسر المتنزهات‬ ‫والمساحات الخضر‬ ‫في المدن العراقية‬ ‫بصورة متسارعة‬ ‫لتحل محلها‬ ‫فيلي‬

‫البنايات والقطع‬ ‫السكنية المنشأة‬

‫عـــــراقــــيات‬

‫على عجل‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫فــــيلي‬ ‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫ومؤخ ـرا نقلــت االخبــار مطالبــة عــدد مــن‬ ‫ســكنة حــي املســتنرصية رشقــي العاصمــة‬ ‫بغــداد‪ ،‬بإعــادة املتنــزه الوحيــد يف منطقتهم‬ ‫إىل وضعــه بعــد أن اســتوىل عليــه أشــخاص‬ ‫أرض ســكنية‬ ‫متنفــذون وباعــوه كقطــع ٍ‬ ‫بحســب قولهــم‪ ،‬وعــروا عــن قلقهــم مــن‬ ‫فقــدان هــذا املرفــق الحيــوي برغــم تدخــل‬ ‫رئيــس مجلــس الــوزراء شــخصياً لصالحهــم‪.‬‬ ‫واملتنــزه يقــع قــرب شــارع فلســطني وتبلــغ‬ ‫مســاحته ‪ 10‬دوانــم؛ وبحســب املراقبــن‬ ‫واهــايل املنطقــة فانــه كان يضــم مســاحات‬ ‫خــر وأشــجار دامئــة الخــرة وألعابــاً‬ ‫لألطفــال وغريهــا‪ ،‬وناشــدوا املســؤولني‬ ‫بإعــادة املتنــزه إىل وضعــه وتعويــض‬ ‫املترضريــن ممــن اشــرى قطــع األرايض يف‬

‫املتنــزه‪ ،‬يك يحــل االشــكال‪.‬‬ ‫يحــدث هــذا االمــر برغــم ان املجتمــع‬ ‫يعــرف اهميــة املتنزهــات العامــة‬ ‫والحدائــق يف االرتقــاء بحياتــه‪ ،‬مــن ناحيــة‬ ‫تقليــل انبعاثــات الغــازات الضــارة وزيــادة‬ ‫األوكســجني النقــي والحفــاظ عــى التنــوع‬ ‫الحيــوي وتحســن جــودة امليــاه‪ ،‬وخفــض‬ ‫درجــة الحــرارة وتعزيــز الصحــة‪ ،‬فتوفــر‬ ‫الحدائــق العامــة فرصــة للنــاس ملامرســة‬ ‫النشــاط البــدين والرياضــة‪ ،‬مثــل املــي‬ ‫وركــوب الدراجــات والجــري‪ ،‬كــا أنهــا‬ ‫توفــر مســاحات لالســرخاء واالســتجامم‬ ‫والتخلــص مــن التوتــر والضغــوط الحياتيــة‪،‬‬ ‫و تعزيــز التواصــل االجتامعــي الحقيقــي‪،‬‬ ‫اذ تعــد الحدائــق العامــة مكانًــا لالجتــاع‬

‫والتفاعــل االجتامعــي بــن األفـراد والعائالت‬ ‫واألصدقــاء‪ ،‬وتؤمــن فرصــا للتعــارف‬ ‫والتواصــل وتبــادل األفــكار والثقافــات‪.‬‬ ‫ويقــول أكادمييــون‪ ،‬ان املناطــق الخــر‬ ‫تتمتــع بأهميــة خاصــة يف تخطيــط املــدن‬ ‫لتأثرياتهــا االقتصاديــة واالجتامعيــة والبيئية‪،‬‬ ‫كونهــا متثــل رئــة املــدن ويأتــون مبثــال هــو‬ ‫متنــزه الــزوراء‪ ،‬محذريــن مــن أن االنحســار‬ ‫الحــايل للمناطــق الخــر يف العــراق‬ ‫بالتجريــف املســتمر للبســاتني واملناطــق‬ ‫الخــر لــه تداعيــات اجتامعيــة خطــرة يف‬ ‫ظــل غيــاب التخطيــط العمــراين والرقابــة‬ ‫املختصــة‪ ،‬وأن اهــم مــا يحققــه تواجــد‬ ‫املناطــق الخــر هــو االســتقرار النفــي‬ ‫واكســاب األهــايل مــزاج متجــدد ونفســية‬

‫مــن شــأ ِنها أن تســهم يف كــر حاجــز امللــل‬ ‫والروتــن‪ ،‬بحســب قولهــم‪.‬‬ ‫وقــد شــخص املراقبــون بوقــت مبكــر بعــد‬ ‫عــام ‪ 2003‬بــان ظاهــرة تحويــل الحدائــق‬ ‫واملتنزهــات العامــة يف داخــل املــدن‬ ‫واملحافظــات العراقيــة إىل اســتثامرات‬ ‫تشــكل أحــد أوجــه الفســاد اإلداري واملــايل‬ ‫تقــف خلفــه جهــات متنفــذة‪ ،‬عــى حــد‬ ‫وصفهــم‪ ،‬ويقــدر مســؤول يف البلديــات انــه‬ ‫جــرى االســتيالء عــى ‪ 60‬حديقــة ومتنزه ـاً‬ ‫عام ـاً يف األقــل يف مــدن الع ـراق وتحويلهــا‬ ‫إىل مراكــز تجاريــة‪ ،‬برعايــة أشــخاص‬ ‫يتمتعــون بنفــوذ‪ ،‬وتحــت غطــاء االســتثامر‬ ‫يف مشــاريع كبــرة‪ ،‬بحســب قولــه‪.‬‬ ‫ويقــول مســؤول يف البلديــات انــه جــرى‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫اىل مجمعــات ســكنية وتجاريــة‪ ،‬ســوف‬ ‫يولــد كارثــة بيئــة خطــرة‪ ،‬كــون املنطقــة‬ ‫ملطفــة ألجــواء العاصمــة‪ ،‬ومصــدر مهــم‬ ‫يف تخفيــض االحتبــاس واالنبعاثــات‪ ،‬كــا‬ ‫أن القضــاء عــى الــزوراء يقلــل نســبة‬ ‫األوكســجني يف بغــداد بشــكل كبــر‪ ،‬بعــد‬ ‫تدمــر هــذه املســاحة الخــراء املهمــة يف‬ ‫وســط العاصمــة»‪.‬‬ ‫وشــهدت الســنوات املاضيــة عمليــات‬ ‫اســتيالء واســعة عــى مســاحات خــر يف‬ ‫بغــداد وتحويلهــا إىل مشــاريع متنوعــة‬ ‫بحجــة االســتثامر‪ ،‬مــن بينهــا مناطــق‬ ‫مطلــة عــى نهــر دجلــة وأخــرى يف منطقــة‬ ‫الرضوانيــة املحاذيــة ملطــار بغــداد الــدويل‬ ‫فضــ ًا عــن جانــب الرصافــة مــن بغــداد‪،‬‬ ‫وصفهــا مختصــون بـــ «جرائــم مروعــة تهدد‬ ‫التصميــم األســايس للعاصمــة العراقيــة‬ ‫وتحولهــا إىل منطقــة اختناقــات خرســانية»‪.‬‬ ‫ويقــول متخصصــون أنّ ســبب ضعــف‬ ‫الحكومــات املتعاقبــة أمــام العبــث يف‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫االســتحواذ منــذ عــام ‪ 2010‬عــى حدائــق‬ ‫عامــة ومتنزهــات ومســاحات خــر‬ ‫تقــع ضمــن التصاميــم األساســية للمــدن‬ ‫مبحافظــات بغــداد واألنبــار ونينــوى وكربالء‬ ‫وبابــل والنجــف والبــرة وصــاح الديــن‬ ‫وذي قــار ومناطــق أخــرى‪ ،‬واســتعامل‬ ‫مواقعهــا إلنشــاء مراكــز تجاريــة عليهــا‬ ‫ومشــاريع أخــرى‪.‬‬ ‫ويشــر بخاصــة اىل انــه يف حــال كانــت‬ ‫املســاحات متواجــدة يف مواقــع مميــزة‬ ‫وســطها‪ ،‬يعنــي أن ســعر املــر الواحــد مــن‬ ‫مســاحاتها قــد يصــل إىل ‪ 6‬آالف دوالر‪،‬‬ ‫بحســب قولــه‪.‬‬ ‫ويقــول قانونيــون انــه وفقــا للقانــون ال‬ ‫يجــب أن تزيــد نســبة البنــاء يف األرايض‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫الخــر عــن ‪ 20‬يف املئــة‪ ،‬وتخصــص بقيــة‬ ‫املســاحات إلنشــاء مشــاتل لبيــع أو زرع‬ ‫أشــجار ونباتــات‪ ،‬ولكــن مــا يحصــل‬ ‫يناقــض ذلــك بالكامــل‪ ،‬ففــي محافظــة ذي‬ ‫قــار مثــ ًا‪ ،‬تجــاوزت مســاحات املشــاريع‬ ‫املش ـ ّيدة ضمــن اســتثامرات طويلــة األمــد‬ ‫عــى مســاحات خــر نســبة ‪ 80‬يف املئــة‪.‬‬ ‫وبحســب مطلعــن‪ ،‬فــإن األحـزاب والجهات‬ ‫السياســية وتحديــداً تلــك التــي متلــك نفــوذاً‬ ‫وســاحاً اســتغلت هــذا امللــف لتحقيــق‬ ‫مكاســب مهمــة‪ ،‬عــى حــد وصفهــم‪.‬‬ ‫ويف بلديــة الكــوت ذكر ان جميع املســاحات‬ ‫الخــر وتحديــداً تلــك املتواجــدة يف مركــز‬ ‫املدينــة واملناطــق املهمــة اســتحوذت‬ ‫عليهــا أحـزاب وجامعــات مســلحة مارســت‬

‫ضغوطـاً عــى الدوائــر الحكوميــة مــن أجــل‬ ‫منحهــا هــذه األرايض‪ ،‬واســتغلت تراخيــص‬ ‫االســتثامر؛ وجميــع املناطــق املحاذيــة‬ ‫للنهــر ُمنحــت حرصيـاً إىل أحـزاب‪ ،‬بحســب‬ ‫مصــادر بلديــة‪ ،‬تشــر اىل ان هــذا األمــر‬ ‫حصــل عــن طريــق الضغــط واســتغالل‬ ‫النفــوذ‪ ،‬وان الدوائــر البلديــة ال تســتطيع‬ ‫رفــض ذلــك‪ ،‬بحســب قولهــم‪.‬‬ ‫ويف اوقــات ســابقة حــذرت لجنــة الخدمــات‬ ‫واإلعــار يف الربملــان العراقــي مــن ان قــوى‬ ‫سياســية متنفــذة تتحــرك لالســتيالء عــى‬ ‫متنــزه الــزوراء وتحويلــه إىل عقــارات‬ ‫ســكنية وتجاريــة‪ ،‬كاشــفة عــن أنّ هــذه‬ ‫الجهــات قدمــت مقرتحــاً إلنشــاء متنــزه‬ ‫مشــابه للــزوراء يف منطقــة التاجــي شــايل‬

‫العاصمــة بغــداد كنــوع مــن التعويــض‬ ‫للمــكان‪ ،‬عــى حــد قولهــا‪.‬‬ ‫وتقــع حديقــة الــزوراء البالغــة مســاحتها‬ ‫أكــر مــن ‪ 700‬دونــم وســط بغــداد‪ ،‬يف‬ ‫مدخــل حــي املنصــور وتتوســط عــدداً كبــراً‬ ‫مــن أحيــاء العاصمــة‪ ،‬ومتثــل أكــر غطــاء‬ ‫نبــايت يف العاصمــة‪ ،‬كمتنــزه طبيعــي يضــم‬ ‫نحــو نصــف مليــون شــجرة متنوعــة‪ ،‬فضـ ًا‬ ‫عــن مدينــة ألعــاب وحديقــة حيوانــات‬ ‫وقبــة رصــد فلكيــة‪ ،‬وبــرج ســياحي كبــر‪،‬‬ ‫ويعــد املــكان مقصــداً رئيســاً للعراقيــن‪،‬‬ ‫وتقــام فيــه عديــد املهرجانــات واألعيــاد‬ ‫الســنوية‪.‬‬ ‫وســبق ملجلــس محافظــة بغــداد ان‬ ‫حــذر مــن أن «تحويــل متنــزه الــزوراء‬

‫‪65‬‬

‫مناطــق بغــداد‪ ،‬يعــود إىل أن الجهــات التــي‬ ‫تتــوىل االســتيالء عــى األرايض واالســتثامر‬ ‫فيهــا‪« ،‬هــي نفســها األحــزاب والفصائــل‬ ‫املســلحة املتنفــذة أو أنهــا مرتبطــة بهــا»‪.‬‬ ‫وكان عضــو يف مجلــس محافظــة بغــداد قــد‬ ‫دعــا اىل ابقــاء متنــزه الــزوراء يف موقعــه‬ ‫الحــايل‪ ،‬وأال تشــكل عمليــة إضافــة متنــزه‬ ‫آخــر جديــد يف منطقــة التاجــي شــايل‬ ‫العاصمــة بغــداد بديــا عــن متنــزه الــزوراء‪،‬‬ ‫بــل يجــب رعايــة املتنزهــن وانشــاء‬ ‫متنزهــات اخــرى لخدمــة ســكان العاصمــة‬ ‫الذيــن تكاثــرت اعدادهــم وبهــم حاجــة‬ ‫ملزيــد مــن املتنزهــات‪ ،‬وكشــف عــن انــه‬ ‫جــرى تحويــل ملكيــة أرض كبــرة مبنطقــة‬ ‫التاجــي ألمانــة العاصمــة بغــداد‪ ،‬حتــى يتم‬ ‫إنشــاء هــذا املتنــزه‪ ،‬واســتدرك بالقــول‪ ،‬لكن‬ ‫ســعي هــذه الجهــات مــا زال جاريـاً‪ ،‬وهــي‬ ‫تعمــل وتضغــط مــن أجــل تحقيــق هدفهــا‬ ‫الرامــي لالســتيالء عــى الــزوراء‪.‬‬

‫وفقا للقانون ال يجب أن تزيد‬ ‫نسبة البناء في األراضي الخضر‬ ‫عن ‪ 20‬في المئة‪ ،‬وتخصص بقية‬ ‫المساحات إلنشاء مشاتل‬ ‫لبيع أو زرع أشجار ونباتات‪،‬‬ ‫ولكن ما يحصل يناقض ذلك‬ ‫بالكامل ‪..‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫اســتضافت العاصمة‬ ‫البريطانيــة لنــدن حفــل اطالق‬ ‫كتــاب تحــت عنوان «ثالثة‬ ‫عوالــم‪ :‬مذكرات يهودي‬ ‫عربــي»‪ ،‬للبروفيســور آفي‬ ‫شــايم‪ ،‬وهــو مؤرخ عراقي‬ ‫االصــل‪ ،‬بريطاني اســرائيلي‬ ‫الجنســية‪ ،‬متخصــص بالتــراث‬ ‫العراقي‪.‬‬ ‫فيلي‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫ورعــا مركــز «ميــدل إيســت مونيتــور»‬ ‫الربيطــاين حفــل إطــاق الكتــاب يف جامعــة‬ ‫لنــدن‪ ،‬والــذي تضمــن أيضــا نقاشــا شــاركت‬ ‫فيــه املؤرخــة املرموقــة جاكلــن روز‪ ،‬أســتاذة‬ ‫العلــوم االنســانية والتــي تشــرك مثلــه بجــذور‬ ‫يهوديــة‪.‬‬ ‫وذكــر موقــع «ميــدل إيســت آي» يف تقريــر‬ ‫ترجمتــه مجلــة «فيــي»؛ ان الكاتــب نســيم‬ ‫حمــد هــو مــن قــدم الحفــل الــذي اســتهله‬ ‫بالقــول ان هــذا النقــاش ســيكون «يف الظــال‬ ‫املظلمــة األحــداث املأســاوية يف غــزة»‪ ،‬مضيفــا‬ ‫«لقــد اعتدنــا عــى الالمبــاالة والتواطــؤ إزاء‬ ‫معانــاة الفلســطينيني‪ ،.‬منتقــدا اثنــن مــن‬ ‫زعــاء األحـزاب السياســية الكــرى يف بريطانيــا‪،‬‬ ‫لرفضهــا اإلشــارة إىل وجــود جرائــم حــرب‬ ‫وجرائــم ضــد اإلنســانية تجــري حاليــا يف غــزة‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن شــايم أن حفــل إطــاق‬ ‫الكتــاب جــرى التخطيــط لــه منــذ فــرة‪ ،‬وأنــه‬ ‫مل يكــن لديــه أي وســيلة ملعرفــة أنــه ســيتم‬ ‫يف مثــل هــذه األوقــات العصيبــة يف اشــارة اىل‬ ‫االحــداث يف غــزة‪.‬‬ ‫وتابــع شــايم قائــا؛ إن الكراهيــة املتبادلــة‬ ‫عــى جانبــي الــراع ميكــن أن يكــون مردهــا‬ ‫«قــوة القوميــة املدمــرة واملســببة لالنقســام‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫العراقي اليهودي آيف‬ ‫شاليم من لندن‪:‬‬

‫بريطانيا سرقت‬ ‫فلســطين وسأقاضيها‬ ‫العميــق»‪ ،‬والتــي مييزهــا شــايم عــن‬ ‫«الوطنيــة»‪ ،‬مــن خــال حاجتهــا‪ ،‬اي القوميــة‪،‬‬ ‫إىل وجــود عــدو خارجــي‪.‬‬ ‫واوضــح التقريــر ان شــايم يف يف كتابــه «ثالثــة‬ ‫عــوامل»‪ ،‬يعــود اىل عــر بعيــد‪ ،‬عندمــا كان‬ ‫هنــاك تعايــش بــن املســلمني واليهــود يف‬ ‫موطنــه االصــي يف الع ـراق‪ ،‬مضيفــا ان «هــذه‬ ‫الحضــارة تعطلــت فجــأة بســبب القوميتــن‬ ‫العربيــة والصهيونيــة»‪.‬‬ ‫ولفــت الربوفيســور العراقــي االصــل‪ ،‬اىل ان‬

‫«كتــايب هــو محاولــة للتفاعــل واســتعادة‬ ‫وإعــادة إحيــاء الحضــارة اليهوديــة الغنيــة يف‬ ‫الــرق األدىن»‪.‬‬ ‫وبحســب التقريــر‪ ،‬فــإن الكتــاب يتتبــع التاريــخ‬ ‫الشــخيص والعائــي لشــايم‪ ،‬ويغطــي ثــاث‬ ‫دول‪ ،‬العـراق‪ ،‬تليهــا ســنوات نشــأته يف ارسائيــل‬ ‫‪ ،‬ثــم فــرة مراهقتــه يف بريطانيــا‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن شــايم قولــه إن الكتــاب‬ ‫«يتتبــع تطــور أفــكاري حــول الـراع اإلرسائييل‬ ‫الفلســطيني»‪ ،‬مشــرا اىل انــه مــن «دعــاة دولــة‬

‫دميقراطيــة واحــدة‪« ،‬مــن النهــر اىل البحــر‪ ،‬مــع‬ ‫حقــوق متســاوية لجميــع املواطنــن‪ ،‬بغــض‬ ‫النظــر عــن الديــن أو العــرق»‪.‬‬ ‫واشــار التقريــر اىل ان النصــف االول مــن‬ ‫الكتــاب يستكشــف التاريــخ اليهــودي الغنــي‬ ‫يف العـراق وتاريــخ عائلتــه‪ .‬وينقــل عــن شــايم‬ ‫قولــه انهــا ايضــا مبثابــة مذك ـرات متثــل «ســرة‬ ‫ذاتيــة غــر شــخصية»‪ ،‬تتعلــق بتعريفــه الــذايت‬ ‫باعتبــاره يهوديــا عربيــا‪.‬‬ ‫وتحدثــت الربوفيســورة روز‪ ،‬قائلــة إن النقطــة‬

‫املثــرة لالهتــام هــي فشــل املؤلــف يف‬ ‫التعريــف بنفســه انــه ارسائيــي واألوقــات‬ ‫الصعبــة التــي أمضاهــا يف املدرســة‪ ،‬حيــث مل‬ ‫يكــن ســعيدا خــال ســنواته فيهــا‪ ،‬مــا يعنــي‬ ‫أن مــروع اســتيعاب املهاجريــن اليهــود اىل‬ ‫ارسائيــل قــد فشــل‪ ،‬وبالتــايل فشــلت إرسائيــل‬ ‫كدولــة‪ ،‬وهــو مــا يتضــح بشــكل أكــر مــع‬ ‫تطــور األحــداث الحاليــة‪.‬‬ ‫وبحســب التقريــر فــإن نقاشــات شــايم وروز‬ ‫تطرقــت اىل البحــث يف الطريــق اىل االمــام‪ ،‬واىل‬

‫‪67‬‬

‫ان ارسائيــل بعدمــا اســتنفدت جميــع خيــارات‬ ‫اســتخدام القــوة «مبزيــد مــن القــوة»‪ ،‬ســوف‬ ‫تضطــر يف نهايــة املطــاف اىل التوصل اىل تســوية‬ ‫مــع الشــعب الفلســطيني‪ .‬ونقــل التقريــر عــن‬ ‫روز قولهــا إنــه مــن املهــم ان الشــباب اليهــود‬ ‫االمريكيــن ينظــرون بشــكل متزايــد اىل الـراع‬ ‫مــن خــال نطــاق حقــوق اإلنســان‪ ،‬وهــو‬ ‫مــا ميثــل تحــوال كبــرا بعيــدا عــن القوميــة‬ ‫اليهوديــة مقارنــة باألجيــال الســابقة‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن شــايم قولــه ان منظمــة‬ ‫«ايبــاك» االمريكيــة املدافعــة عــن ارسائيــل‪،‬‬ ‫ال تــزال أقــوى لــويب يف السياســة الخارجيــة‬ ‫يف الواليــات املتحــدة‪ ،‬أن هــذه املنظمــة «ال‬ ‫متثــل ســوى ‪ % 30‬مــن اليهــود األمريكيــن»‬ ‫يف حــن أن مجموعــة املنــارصة الليرباليــة «جــي‬ ‫ســريت» متثــل بشــكل أو بآخــر الغالبيــة‬ ‫العظمــى يف املجتمــع اليهــودي يف نظرتهــم اىل‬ ‫املواقــف تجــاه ارسائيــل‪ ،‬عــى الرغــم مــن أن‬ ‫هــذا مل يؤثــر حتــى اآلن عــى وجهــة السياســة‬ ‫الخارجيــة األمريكيــة‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن شــايم قولــه انــه ال ي ـزال‬ ‫هنــاك تــردد مــن جانــب الــدول يف إصــدار‬ ‫اعتــذارات عــن الفظائــع التــي ارتكبتهــا يف‬ ‫املــايض‪ ،‬وأن ارسائيــل ليســت اســتثناء مــن بــن‬ ‫هــذه الــدول باعتبــار أنهــا تتحمــل مســؤولية‬ ‫النكبــة يف العــام ‪ 1948‬وكل مــا نتــج عنهــا منــذ‬ ‫ذلــك الحــن‪.‬‬ ‫وختــم شــايم بالقــول ان هنــاك مســؤولية‬ ‫مرتتبــة عــى بريطانيــا ايضــا موضحــا أنهــا‬ ‫«رسقــت فلســطني مــن الفلســطينيني واعطتهــا‬ ‫للصهاينــة‪ ،‬دون أي اعــراف أو اعتــذار عــن‬ ‫ذلــك»‪.‬‬ ‫ومــن أجــل التعامــل مــع هــذا املوقــف الــذي‬ ‫وصفــه بأنــه «ظلــم تاريخــي»‪ ،‬قــال شــايم‬ ‫انــه يتعــاون مــع خــراء قانونيــن وناشــطني‬ ‫وأكادمييــن لرفــع دعــوى قضائيــة تاريخيــة‬ ‫ضــد الحكومــة الربيطانيــة‪ ،‬وهــو ترصيــح القــى‬ ‫تصفيقــا حــارا مــن جانــب الحارضيــن يف حفــل‬ ‫إطــاق الكتــاب‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫‪69‬‬

‫تناولت صحيفة‬ ‫"جويش نيوز" العبرية‬ ‫البريطانية‪ ،‬تاريخ‬ ‫عائلة ساسون البغدادية‬ ‫اليهودية‪ ،‬من خالل حفيد‬ ‫العائلة المقيم في‬ ‫العاصمة األمريكية‬ ‫ً‬ ‫واشنطن‪ ،‬مؤكدا أن أرشيف‬ ‫العائلة اليهودية يؤكد أنه ال‬ ‫يمكن مقارنتها بعائلة روتشيلد‬ ‫اليهودية األلمانية األصل‪.‬‬ ‫فيلي‬

‫حفيد ساسون اليهودي العراقي يروي قصة عائلة شغلت العالم‪:‬‬

‫لسنا مثل آل روتشيلد‬ ‫فيلي‬ ‫مجـتـــمـع‬

‫وأشــار التقريــر الربيطــاين الــذي ترجمتــه‬ ‫مجلــة «فيــي»‪ ،‬إىل أن عمــل الحفيــد‬ ‫جوزيــف ســامون ببحثــه يف أرشــيف‬ ‫عائلتــه‪ ،‬جعلــه يشــعر بالغضــب ويتفاجــأ‬ ‫أيضــاً بنفــس املســتوى‪.‬‬ ‫أغنى العائالت اليهودية‬ ‫ولفــت التقريــر إىل أن جوزيــف هــو ســليل‬

‫‪68‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫إحــدى أغنــى العائــات اليهوديــة يف العــامل‪،‬‬ ‫وتحــدث مــن مقــر إقامتــه يف واشــنطن‬ ‫حيــث يحــارض يف جامعــة جــورج تــاون‪.‬‬ ‫وجــاءت املقابلــة قبــل املحــارضة املقــررة‬ ‫يف املعهــد الربيطــاين حــول العــراق يف ‪16‬‬ ‫ترشيــن األول‪ /‬أكتوبــر الجــاري‪ ،‬والتــي‬ ‫ســيتناول فيهــا صعــود وتراجــع عائلتــه‪.‬‬

‫وذكــر التقريــر أن جوزيــف يتنــاول قصــة‬ ‫عائلتــه‪ ،‬األرسة اليهوديــة البغداديــة التــي‬ ‫متتعــت بالــراء منــذ القــرن الـــ‪ ،18‬وينقــل‬ ‫عنــه قولــه إنــه «كان للشــيخ ساســون بــن‬ ‫صالــح (‪ )1830-1750‬العديــد مــن األبنــاء‪،‬‬ ‫أكربهــم هــو ديفيــد ساســون‪ .‬وكان مــن بــن‬ ‫أبنائــه بنيامــن‪ ،‬وأنــا مــن نســله»‪.‬‬

‫ولفــت التقريــر إىل أن هــذا الوصــف‬ ‫البســيط هــو لعائلــة تجــار اســتثنائية‪ ،‬كان‬ ‫مقرهــا يف األصــل يف بغــداد‪ ،‬ثــم انتقلــت‬ ‫بعــد ذلــك إىل مومبــاي يف الهنــد‪ ،‬ثــم‬ ‫هاجــرت إىل الصــن وبريطانيــا‪ ،‬وهــي عائلــة‬ ‫مــن بــن نجومهــا أيضــاً شــاعر الحــرب‬ ‫العامليــة األوىل الــذي ال مثيــل لــه ســيغفريد‬

‫ساســون‪.‬‬ ‫القصة املذهلة‬ ‫ونقــل التقريــر عــن جوزيــف قولــه إن بحثه‬ ‫يف تاريــخ العائلــة بــدأ مــن خــال «العثــور‬ ‫عــى كنــز مذهــل مــن األرشــيفات يف‬ ‫املكتبــة الوطنيــة يف القــدس‪ ،‬وقــد ذهبــت‬ ‫إىل هنــاك‪ ،‬ومل أكــن أعــرف مــا أتوقعــه‪،‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫فيلي‬ ‫مجـتـــمـع‬

‫وغــادرت يف ذلــك اليــوم وأنــا أفكــر‪ :‬إنــه‬ ‫أمــر رائــع‪ ،‬فهنــاك قصــة مذهلــة تســتحق‬ ‫أن تــروى»‪.‬‬ ‫وأوضــح جوزيــف ساســون أنــه كان هنــاك‬ ‫«‪ 100‬صنــدوق وآالف وآالف مــن الوثائــق»‪.‬‬ ‫وتابــع قائــ ًا إنــه كلــا كان يأخــذ إجــازة‬ ‫مــن التدريــس يف واشــنطن‪ ،‬كان يذهــب إىل‬ ‫القــدس «ليمــي أربعــة أو خمســة أيــام‬ ‫مكثفــة‪ ،‬ويلتقــط صــوراً للوثائــق بالكامــرا‪.‬‬ ‫وكانــت العمليــة بعــد ذلــك هــي قـراءة كل‬ ‫يشء وفهرســته»‪.‬‬ ‫وينقــل التقريــر عــن جوزيــف وصفــه‬ ‫لتاريــخ عائلتــه بأنــه تاريــخ مرتبــط‬ ‫بـ»الهجــرة والعوملــة والسياســة واألعــال‬ ‫التجاريــة مثــل األفيــون؛ ومبــدى أهميــة‬ ‫أال تفقــد هويتــك أو ًال كبغــدادي وثانيــاً‬ ‫كيهــودي‪ .‬ويتعلــق األمــر أيضــاً بالتقاليــد‬ ‫والغــرة»‪.‬‬ ‫الغرية العائلية‬ ‫وحــول موضــوع الغــرة العائليــة‪ ،‬يعــرض‬ ‫جوزيــف ساســون قصــة فلــورا ساســون‪،‬‬ ‫التــي خصــص لهــا فصــ ًا كامــ ًا‪ ،‬بينــا يف‬ ‫كتــب أخــرى مل يتــم تناولهــا غالبــاً ســوى‬ ‫بســطرين بوصفهــا كانــت مضيفــة جيــدة‬ ‫وزوجهــا بســتة صفحــات عــى األقــل‪.‬‬ ‫لكــن مــن خــال تصفــح االرشــيف‪ ،‬يقــول‬ ‫جوزيــف ساســون إن فلــورا كانــت تظهــر‬ ‫بشــكل دائــم‪ ،‬مضيفـاً «صحيــح أنهــا كانــت‬ ‫مضيفــة جيــدة‪ ،‬إال أنهــا كانــت أيضـاً مديــرة‬ ‫تنفيذيــة تديــر رشكــة تجاريــة عامليــة‪ .‬وكل‬ ‫حيــل الرجــال يف العائلــة كانــت تتآمــر‬ ‫ضدهــا‪ .‬لقــد كنــت أشــعر بالغضــب عندمــا‬ ‫كنــت أكتــب عنهــا»‪.‬‬ ‫ويقــول ساســون إنــه كان يــردد مقولــة‬ ‫«كيــف ميكــن ألرملــة لديهــا ثالثــة أطفال أن‬ ‫تديــر رشكــة عامليــة؟‪ ،‬وكان هذا (التشــكيك)‬ ‫يــأيت مــن رجــال كانــوا منشــغلني بســباق‬

‫‪70‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫‪71‬‬

‫عندما تتم اإلشارة‬ ‫إلى الساسونيين‬ ‫فغالب ًا ما يطلق‬ ‫عليهم اسم «عائلة‬ ‫روتشيلد الشرق»‪،‬‬ ‫لكن جوزيف ساسون‬ ‫يعتبر أن االختالفات‬ ‫واضحة تمام ًا‪ ،‬إذ أنه‬ ‫على األقل كانت عائلة‬ ‫روتشيلد تعمل في‬ ‫مجال البنوك وعائلة‬ ‫ساسون تعمل في‬ ‫التجارة‪.‬‬

‫الخيــول والنــوادي والرمايــة بنمــط حيــاة‬ ‫ملكيــة»‪.‬‬ ‫عائلة روتشيلد الرشق‬ ‫وذكــر التقريــر أنــه عندمــا تتــم اإلشــارة إىل‬ ‫الساســونيني فغالبـاً مــا يطلــق عليهــم اســم‬ ‫«عائلــة روتشــيلد الــرق»‪ ،‬لكــن جوزيــف‬ ‫ساســون يعتــر أن االختالفــات واضحــة‬ ‫متامــاً‪ ،‬إذ أنــه عــى األقــل كانــت عائلــة‬ ‫روتشــيلد تعمــل يف مجــال البنــوك وعائلــة‬ ‫ساســون تعمــل يف التجــارة‪.‬‬

‫وتابــع قائــ ًا إن «الربيطانيــن مل يكونــوا‬ ‫يحبــون األثريــاء الجــدد مثــل عائلــة‬ ‫روتشــيلد‪ ،‬إال أن ذلــك مل يكــن ينطبــق‬ ‫عــى عائلــة ساســون ألنهــم كانــوا بالفعــل‬ ‫مــن الطبقــة العليــا يف بغــداد‪ .‬وعندمــا‬ ‫انتقلــوا إىل بومبــاي‪ ،‬ومــع حلــول الوقــت‬ ‫الــذي غــادروا فيــه كانــوا معروفــن باســم‬ ‫أم ـراء التجــارة‪ .‬مل تكــن املســألة أبــداً أنهــم‬ ‫صعــدوا مــن ال يشء»‪.‬‬ ‫ولفــت جوزيــف ساســون إىل أن العديــد‬

‫مــن النــاس ال يعرفــون عــن بغــداد ســوى‬ ‫صــدام حســن والحــرب والدمــار‪ ،‬مشــراً‬ ‫بذلــك إىل مقابلــة إذاعيــة أجريــت معــه‬ ‫مؤخــراً‪ ،‬مضيفــاً أنــه «يخربهــم أن هنــاك‬ ‫مجتمعــاً عمــره ‪ 2500‬عــام مل ميــر أبــداً‬ ‫مبــا مــر بــه أخوانهــم يف أوروبــا‪ .‬النــاس ال‬ ‫يعرفــون هــذا»‪.‬‬ ‫لكــن جوزيــف يلفــت إىل أن املــرة األخــرة‬ ‫التــي كان فيهــا يف شــال العــراق كانــت‬ ‫يف العــام ‪ ،2008‬مضيفــاً أنــه «يف كل مــرة‬

‫كنــت أعتقــد أن هــذا هــو الوقــت املناســب‬ ‫لــي أعــود‪ ،‬لكــن الوضــع يتدهــور أكــر»‪.‬‬ ‫وتابــع قائــ ًا إنــه كلــا كان يدقــق يف‬ ‫أرشــيف العائلــة‪ ،‬كان يــدرك أكــر املفارقات‬ ‫القامئــة يف التاريــخ‪ ،‬موضحــاً أن «ديفيــد‬ ‫ساســون هــرب يف العــام ‪ 1830‬يف منتصــف‬ ‫الليــل‪ .‬هــرب هــو ووالــده إىل إيــران ثــم‬ ‫ذهبــا إىل بومبــاي‪ .‬وعندمــا كنــت مراهق ـاً‪،‬‬ ‫وجدنــا أنــا وأيب أنفســنا‪ ،‬ليــس عــى نفــس‬ ‫الطريــق‪ ،‬ولكــن أيضــاً نهــرب ونــرك كل‬

‫يشء ونذهــب أيضــاً إىل إيــران يف ذلــك‬ ‫الوقــت ألنهــا كانــت وديــة يف عهــد الشــاه‪.‬‬ ‫لــذا فــإن أوجــه التشــابه التــي اســتمرت‬ ‫ألكــر مــن ‪ 150‬عام ـاً اســتمرت يف العــودة‪.‬‬ ‫األمــور ال تتغــر»‪.‬‬ ‫وختــم التقريــر باإلشــارة إىل أن جوزيــف‬ ‫ساســون يشــغل اآلن منصــب مديــر مركــز‬ ‫الدراســات العربيــة املعــارصة وأســتاذ‬ ‫التاريــخ واالقتصــاد الســيايس يف جامعــة‬ ‫جــورج تــاون األمريكيــة‪.‬‬ ‫وأضــاف أن نــدوة «التجــار العامليــون‪:‬‬ ‫مغامــرة ســالة ساســون»‪ ،‬ســتقام يف يــوم‬ ‫االثنــن ‪ 16‬ترشيــن األول‪ /‬أكتوبــر الجــاري‪،‬‬ ‫يف املعهــد الربيطــاين لدراســة العــراق يف‬ ‫لنــدن‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫جدول الدوام الجديد‬ ‫متخصصون يشيدون ومعظم الموظفين يرفضون‬

‫فيلي‬

‫فيما أعلن مجلس‬ ‫الوزراء عن اجراءات جديدة‬ ‫بشأن دوام الموظفين‬ ‫وتحديدا في العاصمة‬ ‫بغداد‪ ،‬للتغلب على‬ ‫الزحام المروري‪ ،‬جاءت‬ ‫اآلراء متباينة بشأن‬ ‫جدوى الجدول الجديد‬ ‫للدوام‪.‬‬

‫فيلي‬ ‫مجـتـــمـع‬

‫‪72‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫‪73‬‬

‫وعممــت االمانــة العامــة ملجلــس الــوزراء‬ ‫االتحــادي توصياتهــا عــى الــوزارات‬ ‫والجهــات غــر املرتبطــة بــوزارة‪ ،‬بتقســيم‬ ‫الــوزارات والجهــات لفئــات بــدوام مــن ‪7‬‬ ‫لـــ ‪ 2‬ظهـرا‪ ،‬ومــن الثامنــة إىل الثالثــة ظهـرا‪،‬‬ ‫ومــن التاســعة صباحــا اىل الرابعــة عــرا‪،‬‬ ‫امــا بعــض الــوزارات والفئــات فلهــا نــوع‬ ‫مــن الــدوام يبــدأ مــن الســاعة العــارشة‬ ‫صباحــا وحتــى الخامســة مســاء‪ ،‬واخــرى‬ ‫مــن ‪ 11‬صباحــا اىل السادســة مســاء‪.‬‬ ‫وفيــا رأى متخصصــون ان تقديــم الــدوام‬ ‫لبضــع ســاعات يســهم بفــك الزحــام‪ ،‬وانــه‬ ‫يســهل مــن وصــول الطلبــة واملوظفــن‬ ‫اىل دوائرهــم وجامعاتهــم‪ ،‬كــا يســهم يف‬ ‫تخفيــف الضغــط عــى الشــارع‪ ،‬فــان أبــرز‬ ‫املنتقديــن كانــوا مــن املوظفــن الذيــن يــرى‬ ‫بعضهــم انــه يســبب معضــات كثــرة لهــم‪.‬‬ ‫وتوقــع بعــض املوظفــن الذيــن اســتطلعت‬ ‫«فيــي» آراءهــم‪ ،‬ان تحــدث مشــكالت‬ ‫يف خطــوط نقلهــم مــن منازلهــم اىل‬ ‫الدوائــر وشــكك بعــض املوظفــن‪ ،‬يف قــدرة‬ ‫مؤسســاتهم عــى تنفيــذ االمــر وتطبيــق‬ ‫القــرار‪.‬‬ ‫ويقــول موظفــون ان القــرار يزيــد الزخــم‬ ‫املــروري طــوال اليــوم وليــس يف ســاعات‬ ‫الــذروة فقــط‪ ،‬اذ انــه يزيــد تواجــد‬ ‫الســيارات يف الشــارع وال يخفــف منهــا‬ ‫بحســب قولهــم‪.‬‬ ‫ويقــول موظــف يف وزارة الصناعــة واملعادن‪،‬‬ ‫ان الق ـرارات ال تطبــق بصــورة ســليمة عــى‬ ‫حــد وصفــه‪ ،‬ويــرب مثــا فيــا يتعلــق‬ ‫بتطبيــق البصمــة االلكرتونيــة عنــد بدايــة‬ ‫الــدوام ونهايتــه وهــو النظــام املعمــول‬ ‫بــه‪ ،‬وبحســب قولــه فــان موضــوع البصمــة‬ ‫جــرى التالعــب بــه ويطبــق عــى البعــض‬ ‫فيــا ال يشــمل موظفــن آخريــن‪ ،‬مشــرا‬ ‫بالقــول «حتــى هنــا تتدخــل العالقــات‬ ‫واملحســوبيات فبعــض املوظفــن ال يتقيــدون‬ ‫بالبصمــة ويعطــون صورهــم الشــخصية اىل‬ ‫بعــض املوظفــن يف االســتعالمات ليحفظونها‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫فيلي‬ ‫مجـتـــمـع‬

‫يف هواتفهــم ويقومــون بــدال عنهم بتســجيل‬ ‫الدخــول والخــروج بوســاطة صورتهــم يف‬ ‫الهاتــف‪ ،‬فيــا ال يحــر املوظــف املعنــي اىل‬ ‫الــدوام؛ امــا املوظفــون اآلخــرون فيتقيــدون‬ ‫بالبصمــة ويلتزمــون بالــدوام الكامــل»‪،‬‬ ‫ويعــرب عــن امنياتــه يف اال يجــري تطبيــق‬ ‫القــرار الجديــد باألخطــاء نفســها بحســب‬ ‫تعبــره‪.‬‬ ‫ويقــول موظــف آخــر ان بيتــه بعيــد‬ ‫عــن مقــر عملــه وكان يعتمــد عــى خــط‬ ‫النقــل الــذي خصصتــه الدائــرة لنقلــه مــع‬ ‫موظفــن وعممــت االمانــة العامــة ملجلــس‬ ‫الــوزراء االتحــادي توصياتهــا عــى الــوزارات‬ ‫والجهــات غــر املرتبطــة بــوزارة‪ ،‬بتقســيم‬ ‫الــوزارات والجهــات لفئــات بــدوام مــن ‪7‬‬ ‫لـــ ‪ 2‬ظهـرا‪ ،‬ومــن الثامنــة إىل الثالثــة ظهـرا‪،‬‬ ‫ومــن التاســعة صباحــا اىل الرابعــة عــرا‪،‬‬ ‫امــا بعــض الــوزارات والفئــات فلهــا نــوع‬ ‫مــن الــدوام يبــدأ مــن الســاعة العــارشة‬ ‫صباحــا وحتــى الخامســة مســاء‪ ،‬واخــرى‬ ‫مــن ‪ 11‬صباحــا اىل السادســة مســاء‪.‬‬ ‫وفيــا رأى متخصصــون ان تقديــم الــدوام‬ ‫لبضــع ســاعات يســهم بفــك الزحــام‪ ،‬وانــه‬ ‫يســهل مــن وصــول الطلبــة واملوظفــن‬ ‫اىل دوائرهــم وجامعاتهــم‪ ،‬كــا يســهم يف‬ ‫تخفيــف الضغــط عــى الشــارع‪ ،‬فــان أبــرز‬ ‫املنتقديــن كانــوا مــن املوظفــن الذيــن يــرى‬ ‫بعضهــم انــه يســبب معضــات كثــرة لهــم‪.‬‬ ‫وتوقــع بعــض املوظفــن الذيــن اســتطلعت‬ ‫«فيــي» آراءهــم‪ ،‬ان تحــدث مشــكالت‬ ‫يف خطــوط نقلهــم مــن منازلهــم اىل‬ ‫الدوائــر وشــكك بعــض املوظفــن‪ ،‬يف قــدرة‬ ‫مؤسســاتهم عــى تنفيــذ االمــر وتطبيــق‬ ‫القــرار‪.‬‬ ‫ويقــول موظفــون ان القــرار يزيــد الزخــم‬ ‫املــروري طــوال اليــوم وليــس يف ســاعات‬ ‫الــذروة فقــط‪ ،‬اذ انــه يزيــد تواجــد‬ ‫الســيارات يف الشــارع وال يخفــف منهــا‬ ‫بحســب قولهــم‪.‬‬ ‫ويقــول موظــف يف وزارة الصناعــة واملعادن‪،‬‬

‫‪74‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫ان الق ـرارات ال تطبــق بصــورة ســليمة عــى‬ ‫حــد وصفــه‪ ،‬ويــرب مثــا فيــا يتعلــق‬ ‫بتطبيــق البصمــة االلكرتونيــة عنــد بدايــة‬ ‫الــدوام ونهايتــه وهــو النظــام املعمــول‬ ‫بــه‪ ،‬وبحســب قولــه فــان موضــوع البصمــة‬ ‫جــرى التالعــب بــه ويطبــق عــى البعــض‬ ‫فيــا ال يشــمل موظفــن آخريــن‪ ،‬مشــرا‬ ‫بالقــول «حتــى هنــا تتدخــل العالقــات‬ ‫واملحســوبيات فبعــض املوظفــن ال يتقيــدون‬ ‫بالبصمــة ويعطــون صورهــم الشــخصية اىل‬ ‫بعــض املوظفــن يف االســتعالمات ليحفظونها‬ ‫يف هواتفهــم ويقومــون بــدال عنهم بتســجيل‬ ‫الدخــول والخــروج بوســاطة صورتهــم يف‬ ‫الهاتــف‪ ،‬فيــا ال يحــر املوظــف املعنــي اىل‬ ‫الــدوام؛ امــا املوظفــون اآلخــرون فيتقيــدون‬ ‫بالبصمــة ويلتزمــون بالــدوام الكامــل»‪،‬‬ ‫ويعــرب عــن امنياتــه يف اال يجــري تطبيــق‬ ‫القــرار الجديــد باألخطــاء نفســها بحســب‬ ‫تعبــره‪.‬‬ ‫ويقــول موظــف آخــر ان بيتــه بعيــد عــن‬ ‫مقــر عملــه وكان يعتمــد عــى خــط النقــل‬ ‫الــذي خصصتــه الدائــرة لنقلــه مــع موظفــن‬ ‫آخريــن مــن مســكنه اىل دائرتــه وكذلــك‬ ‫عنــد الرجــوع‪ ،‬وهــو يخــى ان يلغــى خــط‬ ‫النقــل بعــد تقســيم الــدوام‪ ،‬الســيام ان‬ ‫هنــاك و»بحســب مــا ســمعنا» نيــة لتقليــص‬ ‫خطــوط نقــل املوظفــن عــى حــد قولــه‪،‬‬ ‫وهــو يقــرح يف حالــة حصــول ذلــك ان متنــح‬ ‫الحريــة لهــم يف اســتعامل ســيارات االجــرة‬ ‫مــع تخصيــص بــدل نقــل مــادي يعينهــم‪.‬‬ ‫ويقــول آخــر ان امتــداد الــدوام اىل الســاعة‬ ‫الخامســة او السادســة سيتسبب يف مشكالت‬ ‫لــه الســيام يف وقــت الشــتاء وســيعود متعبــا‬ ‫مــن العمــل‪ ،‬وشــكت موظفــات مــن ان‬ ‫االمــر ينتــج عنــه مشــكالت يف مجــال‬ ‫التســوق كــا ان بعضهــن يخشــن مــن ان‬ ‫تغيــر ســاعات الــدوام يتعــارض وارســال‬ ‫اطفالهــن اىل الروضــة او املدرســة‪.‬‬ ‫ويقــول موظــف يف وزارة النقــل انــه جــرى‬ ‫تحديــد فئــة «مــن وزارتنــا» تبــدأ الــدوام‬

‫موظــف‪« :‬مــا ذنبنــا نحــن‬ ‫فمشــاريع فــك االختناقــات‬ ‫لــم نقررهــا نحــن وقــد تتلــكأ‬ ‫ويطــول تنفيذهــا مثلمــا‬ ‫جــرى األمــر يف الســابق‪،‬‬ ‫األوىل وضــع ســقف زمنــي‬ ‫قصــر لتنفيــذ املشــاريع‬ ‫والعمــل بجــد لتحقيــق ســرعة‬ ‫االنجــاز بتجنــب العمــل يف‬ ‫اوقــات الــذروة وتســريعه‬ ‫يف االوقــات االخــرى وايــام‬ ‫العطــل‪...‬‬

‫مــن ســاعة ‪ 11‬حتى السادســة مســاء‪ ،‬مشــرا‬ ‫اىل صعوبــة ذلــك‪ ،‬مردفــا بالقــول «مــا ذنبنــا‬ ‫نحــن فمشــاريع فــك االختناقــات مل نقررهــا‬ ‫نحــن وقــد تتلــكأ ويطــول تنفيذهــا مثلــا‬ ‫جــرى األمــر يف الســابق»‪ ،‬مســتدركا بالقــول؛‬ ‫األوىل وضــع ســقف زمنــي قصــر لتنفيــذ‬ ‫املشــاريع والعمــل بجــد لتحقيــق رسعــة‬ ‫االنجــاز بتجنــب العمــل يف اوقــات الــذروة‬ ‫وترسيعــه يف االوقــات االخــرى وايــام العطــل‬ ‫عــى حــد قولــه‪.‬‬ ‫ويقــول موظــف ثــان «لســنا مســؤولني عــن‬ ‫االخطــاء التصميميــة للطــرق يك ندفــع مثــن‬ ‫املعانــاة»‪ ،‬مشــرا اىل ان الزخــم املــروري هــو‬ ‫بســبب ارتفــاع اعــداد الســيارات مطالبــا‬ ‫«بتســقيط» الســيارات القدميــة‪ ،‬بحســب‬ ‫تعبــره‪.‬‬ ‫ويقــرح آخــرون ان يجــري تشــجيع النقــل‬

‫الجامعــي ووســائل النقــل العامــة وتوفريهــا‬ ‫«مادامــت ال تتواجــد لدينــا مــروات‬ ‫وقطــارات وســيارات نقــل كهربائيــة»؛‬ ‫لتحجيــم الزخــم املــروري بــدال مــن تقســيم‬ ‫ســاعات الــدوام‪ .‬وكانــت مديريــة املــرور‬ ‫العامــة قــد قالــت ان‪ ،‬اســتعامل النقــل‬ ‫الجامعــي املتمثــل بالباصــات يقلــل مــن‬ ‫الزخــم املــروري‪ ،‬فضــا عــن ابعــاد ســيطرات‬ ‫مداخــل بغــداد‪ ،‬ورفــع الســيطرات وجعلهــا‬ ‫مرابطــات يف بغــداد‪ ،‬بحســب مديــر اعــام‬ ‫وعالقــات مديريــة املــرور العامــة‪.‬‬ ‫ويضيــف ان هنــاك مقرتحــات إليقــاف‬

‫اســترياد املركبــات ومقرتحــات إلنشــاء‬ ‫كراجــات تبــادل بــن بغــداد واملحافظــات‬ ‫قــرب مداخــل بغــداد‪ ،‬وكذلــك مقــرح‬ ‫إلنشــاء منطقــة حــرة‪ ،‬ومقــرح إليقــاف‬ ‫العمــل مبنــح رقــم مــن مديريــة املــرور‬ ‫والعــودة اىل القــرار الســابق برتقــن قيــد‬ ‫مركبــة اي تســقيط مركبــة قدميــة واســتعامل‬ ‫قيدهــا عــى مركبــة حديثــة‪ ،‬بحســب قولــه‪،‬‬ ‫مبينــا بالقــول ان «الطاقــة االســتيعابية‬ ‫لشــبكة الطــرق يف محافظــة بغــداد تتســع‬ ‫إىل ‪ 400‬ألــف مركبــة‪ ،‬فيــا لدينــا نحــو ‪4‬‬ ‫ماليــن مركبــة»‪.‬‬

‫‪75‬‬

‫ويــرى أحــد الســكان ان تغيــر ســاعات‬ ‫الــدوام ال يعــد حــا أمثــل قائــا ان الحــل‬ ‫الوحيــد هــو النقــل العــام لدوائــر ووزارات‬ ‫الدولــة والكليــات وتخصيــص عــدد مــن‬ ‫الســيارات «كوســر» لجميــع املوظفــن يف‬ ‫الكــرخ والرصافــة لتقليــل عــدد الســيارات يف‬ ‫الشــارع‪ ،‬وفتــح املنطقــة الخ ـراء بالكامــل‬ ‫طــوال اليــوم‪ ،‬بحســب قولــه‪.‬‬ ‫فيــا يقــرح آخــرون ايقــاف اســترياد‬ ‫الســيارات‪ ،‬لحــن بنــاء جســور وأنفــاق‬ ‫واصــاح الشــوارع وفتــح الشــوارع الفرعيــة‬ ‫ورفــع نقــاط الســيطرة الدامئــة‪ ،‬واللجــوء اىل‬ ‫ســيطرات مؤقتــة متحركــة عنــد الحاجــة‪.‬‬ ‫ودعــا آخــر اىل منــع جلــب الســيارات‬ ‫الخاصــة مــن قبــل املوظفــن اىل دوائرهــم‪،‬‬ ‫وايــد تفعيــل النقــل الجامعــي لجميــع‬ ‫الدوائــر واقــرح آخــر الــدوام بنصــف عــدد‬ ‫املوظفــن يف كل يــوم بالتعاقــب‪ ،‬وإعــادة‬ ‫احيــاء الجــر املعلــق ورسيــع القادســية‬ ‫بجميــع ممراتــه‪ ،‬عــى حــد وصفــه‪.‬‬ ‫وفيــا دعــا البعــض اىل توســيع املســاحات‬ ‫عــى جانبــي الشــوارع لتقليــل الزحــام‬ ‫مــروري‪ ،‬طالــب آخــرون بإجــراءات كبــرة‬ ‫مــن قبيــل دعوتهــم اىل «نقــل» شــارع‬ ‫الشــيخ عمــر والشــورجة اىل خــارج حــدود‬ ‫أمانــة بغــداد‪ ،‬كــا دعــا غريهــم اىل بنــاء‬ ‫عاصمــة جديــدة خــارج التصميــم االســايس‬ ‫ملدينــة بغــداد ونقــل الــوزارات عــن مركــز‬ ‫العاصمــة‪ ،‬مثلــا تفعــل الــدول االخــرى‬ ‫عــى وفــق قولهــم‪ ،‬وتشــييد ابنيــة عموديــة‬ ‫ملؤسســات الدولــة والحكومــة أيضــا خــارج‬ ‫حــدود األمانــة‪ ،‬كــا وصلــت مطالــب‬ ‫البعــض اىل إلغــاء التقاطعــات يف الطــرق‬ ‫كافــة‪ ،‬وتــأيت بعــض املقرتحــات يف صيغــة‬ ‫املناشــدة باســتعادة الخدمــات والوظائــف‬ ‫واملحــات التجاريــة‪ ،‬واملســاحات الخــر‬ ‫املجــاورة ملنــازل الســكان‪ ،‬للحــد مــن‬ ‫الحاجــة إىل الســفر بالســيارات اىل مناطــق‬ ‫اخــرى‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫‪77‬‬

‫الكتب المدرسية‬ ‫هم التالميذ وعائالتهم ومسوغات غريبة عن االخفاق‬ ‫ّ‬ ‫في كل عام دراسي تتجدد‬ ‫بصورة مؤلمة معضلة تسلم‬ ‫طلبة المدارس لكتبهم الدراسية‬ ‫وتتفاقم مشكالت العائالت‬ ‫بخاصة ذوي الدخل المحدود‪،‬‬ ‫ويجمع المراقبون وحتى‬ ‫سياسيون على ان مسألة توفري‬ ‫الكتاب المدرسي تحولت الى‬ ‫قضية معقدة تتجاذبها اطراف‬ ‫تجارية ومصالح فئات وافراد‪،‬‬ ‫وبالنتيجة لم يجر التوصل الى‬ ‫حلول جذرية لها منذ عام ‪.2003‬‬

‫فيلي‬

‫فيلي‬ ‫مجـتـــمـع‬

‫وبحســب املراقبــن لشــؤون العمليــة‬ ‫التعليميــة فــان طباعــة وتوزيــع املناهــج‬ ‫الدراســية يف العــراق تعــد مــن امللفــات‬ ‫املثــرة للجــدل‪ ،‬ومــع بدايــة كل عــام درايس‬ ‫تعــود أزمــة نقــص الكتــب املدرســية إىل‬ ‫الواجهــة‪ ،‬بعــد وعــود بحلهــا قبــل بــدء‬ ‫الدراســة‪.‬‬ ‫ويف املوســم الــدرايس الحــايل ‪ 2023‬ـ ‪2024‬‬

‫‪76‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫الــذي بــدأ يف االول مــن ترشيــن االول‪،‬‬ ‫تحدثــت لجنــة الرتبيــة النيابيــة ايضــا‪ ،‬عــن‬ ‫تأخــر يف توزيــع املناهــج املقــررة‪ ،‬وحــددت‬ ‫الكتــال التوزيــع أشــهرا‪.‬‬ ‫واالغــرب يف املوضــوع مــا نقــل عــن عضــو‬ ‫اللجنــة بقولــه «بصــورة عامــة نتوقــع ان‬ ‫عمليــة التوزيــع عــى املــدارس بالكامــل‬ ‫ســتحتاج مــن ‪ 3-2‬أشــهر»‪ ،‬وهنــا يلفــت‬

‫املختصــون الرتبويــون اىل ان الفصــل‬ ‫الــدرايس يســتغرق تلــك االشــهر الثالثــة‬ ‫او أكــر بقليــل‪ ،‬فهــل يســتكمل التوزيــع‬ ‫بعــد نهايــة الفصــل؟! للعلــم فــان الفصــل‬ ‫الــدرايس ينتهــي يف بدايــة الشــهر الـــخامس‬ ‫ويكــون مجمــل العــام الــدرايس ‪ 7‬اشــهر‬ ‫بشــكل عــام‪ ،‬والعــام الــدرايس الفعــي‬ ‫بشــكل صــاف هــو ‪ 104‬ايــام بعــد اســتبعاد‬

‫العطــل‪ ،‬وهــذا يعنــي ان التأخــر يــؤدي‬ ‫اىل تراكــم املــادة عــى الطالــب‪ ،‬او تكملــة‬ ‫املــادة للطالــب مــن دون تكملــة للمنهــج‪.‬‬ ‫ويســتدرك عضــو لجنــة الرتبيــة بالقــول‪ ،‬ان‬ ‫«ملــف تســليم املناهــج الدراســية متابــع‬ ‫مــن قبــل اللجنــة‪ ،‬والكتــب واملناهــج‬ ‫الدراســية ســتصل تباعــا اىل الطــاب»‪،‬‬ ‫فيــا يشــدد املتخصصــون عــى ان التوزيــع‬

‫يتوجــب ان يكــون فوريــا وشــامال‪ ،‬و امللــف‬ ‫ال يحتمــل التأجيــل‪ ،‬نظــرا لحساســية‬ ‫األمــر وتأثــره الكبــر عــى ســر العمليــة‬ ‫التعليميــة‪ ،‬ومســتويات التعليــم‪.‬‬ ‫امــا وزارة الرتبيــة‪ ،‬فأوضحــت ان توزيــع‬ ‫املناهــج الدراســية يكــون بصــورة تدريجيــة‪،‬‬ ‫وانهــا ســتعمد اىل طباعــة وتوزيــع املناهــج‬ ‫الجديــدة وبواقــع ‪ %١٠٠‬اال ان توزيعهــا‬

‫تدريجــي‪ .‬ولوحــظ ان الوقــت قصــر مــا‬ ‫حــدا بــإدارات بعــض املــدارس اىل مطالبــة‬ ‫التالميــذ بتجهيزهــا مــن االســواق يف الوقــت‬ ‫الــذي وجهــت وزارة الرتبيــة مبنــع االدارات‬ ‫املدرســية مطالبــة الطلبــة والتالميــذ رشاء‬ ‫الكتــب املنهجيــة مــن االســواق وتوعــدت‬ ‫مبحاســبة املــدارس املخالفــة‪ ،‬مشــرة اىل ان‬ ‫عمليــة توزيــع الكتــب وطباعتهــا ستســتمر‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫فيلي‬ ‫مجـتـــمـع‬

‫لحــن تســليم جميــع الطلبــة والتالميــذ‪،‬‬ ‫بحســب ترصيحاتهــا‪ ،‬واوعــزت بتشــكيل‬ ‫لجــان متابعــة مــن قبــل املفتــش الرتبــوي‬ ‫واالبــاغ عــن اي حالــة مامثلــة مــع االبتعــاد‬ ‫عــن اثقــال كاهــل االهــايل بالطلبــات‪ ،‬عــى‬ ‫حــد وصفهــا‪.‬‬ ‫وتشــخص الدراســات الرتبويــة‪ ،‬تأثــرات‬ ‫خطــرة عــى العمليــة التعليميــة بســبب‬ ‫تأخــر توزيــع املناهــج الدراســية منهــا‬ ‫تعطيــل عمليــة التعلــم‪ ،‬اذ يعتمــد التعليــم‬ ‫بشــكل كبــر عــى التسلســل الصحيــح‬ ‫للمــواد واملهــارات‪ ،‬وإذا جــرى تأخري تســليم‬ ‫املناهــج‪ ،‬ميكــن أن يــؤدي ذلــك إىل انقطــاع‬ ‫يف عمليــة التعلــم وتشــويش يف الفهــم‬ ‫الســليم للموضوعــات‪ ،‬عــى وفــق وصفهــا؛‬ ‫كــا انــه عنــد تســليم املناهــج بتأخــر‪ ،‬قــد‬ ‫يضطــر املعلمــون والطــاب إىل محاولــة‬ ‫اســتيعاب كميــات كبــرة مــن املــواد يف‬ ‫وقــت محــدود‪ ،‬هــذا ميكــن أن يزيــد مــن‬ ‫ضغــط الوقــت ويــؤدي إىل تقديــم عمــل‬ ‫ضعيــف أو فهــم ســطحي للمــواد‪.‬‬ ‫وإذا كان التالميــذ يجــدون أن املــواد تــأيت‬ ‫بتأخــر‪ ،‬فقــد يفقــدون االهتــام والحــاس‬ ‫يف التعلــم‪ ،‬وميكــن أن يكــون ذلــك بســبب‬ ‫اإلحســاس بامللــل أو اإلحبــاط‪.‬‬ ‫كــا يؤثــر التأخــر عــى التقويــم‬ ‫واالمتحانــات‪ ،‬فتكــون هنــاك صعوبــة يف‬ ‫تحديــد مــا يجــب أن يجــري تضمينــه‬ ‫يف االمتحانــات إذا كانــت املناهــج غــر‬ ‫محــددة بوضــوح أو متأخــرة‪ ،‬وهــذا ميكــن‬ ‫أن يؤثــر عــى عمليــة التقويــم‪ ،‬كــا يضطــر‬ ‫املعلمــون إىل إعــادة هيكلــة الجــداول‬ ‫الدراســية وتعديــل الخطــط التعليميــة‬ ‫لضــان توفــر الفــرص الكافيــة لتعلــم‬ ‫املــواد‪.‬‬ ‫وميكــن أن يســبب التأخــر يف تســليم‬ ‫املناهــج إحساســا بالقلــق وعــدم االســتقرار‬

‫‪78‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫للطــاب‪ ،‬بخاصــة إذا كانــوا يشــعرون بأنهــم‬ ‫ال يعرفــون مــا يتوقعونــه مــن املدرســة‪.‬‬ ‫ويــؤدي التأخــر يف تســليم املناهــج‪،‬‬ ‫بحســب الدراســات ايضــا‪ ،‬إىل تأخــر‬ ‫تقــدم الفصــل الــدرايس بشــكل عــام‪ ،‬مــا‬ ‫يؤثــر عــى الجــدول الــدرايس واألنشــطة‬ ‫الطالبيــة األخــرى؛ وبالنتيجــة يكــون لتأخــر‬ ‫تســليم املناهــج تأثــرات ســلبية عــى‬ ‫تجربــة التعلــم واألداء األكادميــي للطــاب‪.‬‬ ‫ويشــدد املتخصصــون عــى ان مــن املهــم‬ ‫للمؤسســات التعليميــة واملعلمــن تحقيــق‬ ‫التــوازن بــن توفــر املــواد يف الوقــت‬ ‫املحــدد وضــان الجــودة والفهــم الســليم‬ ‫للموضوعــات‪.‬‬ ‫وكان وفــد مــن وزارة الرتبيــة اســتضافته‬

‫لجنــة الرتبيــة النيابيــة يف شــهر آب ‪2023‬‬ ‫قــد قــال ان موضــوع طباعــة الكتب يشــكل‬ ‫اهميــة كبــرة للــوزارة وأنهــم ملتزمــون‬ ‫بالتوقيتــات املحــددة يف احالــة العناويــن‬ ‫للطباعــة‪ ،‬واشــار اىل ان تأخــر اقـرار املوازنــة‬ ‫العامــة االتحاديــة والتأخــر يف بعــض‬ ‫االجــراءات االداريــة كان الســبب الرئيــس‬ ‫وراء التأخــر يف التعاقــدات مــع املطابــع‬ ‫بوقتهــا املحــدد‪ ،‬فيــا يلفــت املراقبــون اىل‬ ‫ان املوازنــة قــد اقــرت منــذ حزيـران ‪،2023‬‬ ‫وبالنتيجــة فــا مســوغ لتأخــر طباعــة‬ ‫الكتــب والــروع يف توزيعهــا‪.‬‬ ‫ومــن املعلــوم انــه يف العــام الــدرايس‬ ‫الســابق مل يحصــل أغلــب الطــاب يف‬ ‫املــدارس العراقيــة عــى الكتــب املدرســية‪،‬‬

‫إذ مل تقــم وزارة الرتبيــة العراقيــة‪ ،‬بطباعــة‬ ‫املناهــج الدراســية للعــام الــدرايس‪ ،‬وبـ ّررت‬ ‫ذلــك بســبب عــدم إقــرار املوازنــة للعــام‬ ‫املــايض‪ ،‬وهــو مــا اضطــر أوليــاء األمــور إىل‬ ‫تحمــل أعبــاء ذلــك عــن طريــق رشائهــا أو‬ ‫طباعتهــا يف الســوق املحليــة عــى حســابهم‬ ‫الخــاص‪ ،‬بحســب املراقبــن‪.‬‬ ‫مــن جانبهــا تحــذر نقابــة املعلمــن‬ ‫العراقيــن‪ ،‬مــا تســميه تكــرار «الفشــل»‬ ‫بتوفــر احتياجــات املــدارس وأهمهــا الكتــب‬ ‫املنهجيــة‪ ،‬ويقــول عضــو يف النقابــة‪ ،‬إن‬ ‫«وزارة الرتبيــة تطلــق وعــودا مــع بدايــة كل‬ ‫عــام‪ ،‬لكــن الوعــود يف الغالــب ال تُنفــذ»‪.‬‬ ‫مشــددا عــى انــه «يجــب أن تتحمــل‬ ‫الــوزارة مســؤوليتها تجــاه توفــر الكتــب‬

‫الدراســية وعــدم تكــرار مأســاة إلقــاء‬ ‫مســؤولية توفريهــا عــى أوليــاء األمــور»‪،‬‬ ‫ومنوهــا اىل أن «عــدم توفــر الكتــب‬ ‫واملســتلزمات األخــرى لــه آثــار ســلبية عــى‬ ‫املســتوى التعليمــي يف البــاد‪ ،‬وهــذا أمــر‬ ‫خطــر يجــب العمــل بجــد للتغلــب عليــه»‪،‬‬ ‫بحســب وصفــه؛ وأشــار إىل أن «نقابــة‬ ‫املعلمــن تلقــت شــكاوى كثــرة يف العــام‬ ‫املــايض (‪ )2022‬مــن قبــل أوليــاء األمــور‪،‬‬ ‫وأن الكثــر منهــم مل يســتطيعوا رشاء‬ ‫الكتــب ألبنائهــم‪ ،‬بســبب عــدم القــدرة‬ ‫املاليــة لديهــم‪ ،‬وهــو مــا تســبب برتاجــع‬ ‫مســتواهم التعليمــي»‪.‬‬ ‫ويشــر املراقبــون بالقــول ان املســوغات‬ ‫لعــدم توزيــع الكتــب املدرســية تواصلــت‬

‫‪79‬‬

‫طــوال عقديــن‪ ،‬مذكريــن بترصيــح لوزيــر‬ ‫تربيــة اســبق قــال يف عــام ‪ 2016‬وبالتحديــد‬ ‫يف كانــون االول يف ذروة العــام الــدرايس‪،‬‬ ‫أن الــوزارة « تحتــاج اىل شــاحنات لنقــل‬ ‫وتوزيــع ماليــن الكتــب املدرســية يف‬ ‫املحافظــات»‪ ،‬متندريــن بالقــول‪ :‬ومــا أكــر‬ ‫الســيارات يف العــراق!‬ ‫ويف شــهر ترشيــن الثــاين ‪ 2021‬تكــرر االمــر‬ ‫ذاتــه والقــت وزارة الرتبيــة باللــوم عــى‬ ‫املــدارس عــن التأخــر بالقــول‪ ،‬ان ســبب‬ ‫تأخــر وصــول الكتــب واملناهــج الدراســية‬ ‫للطلبــة يف عــدد مــن املــدارس‪ ،‬أن بعــض‬ ‫املــدارس تتلــكأ بعمليــة نقــل الكتــب‬ ‫لطلبتهــا‪ ،‬بحســب املتحــدث باســم وزارة‬ ‫الرتبيــة‪.‬‬

‫''‬

‫عند تسليم المناهج‬

‫بتأخير‪ ،‬قد يضطر‬

‫المعلمون والطالب‬ ‫إلى محاولة استيعاب‬

‫كميات كبيرة من‬ ‫المواد في وقت‬

‫محدود‪ ،‬هذا يمكن أن‬ ‫يزيد من ضغط الوقت‬ ‫ويؤدي إلى تقديم عمل‬ ‫ضعيف أو فهم سطحي‬ ‫للمواد‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫هل استحالت بغداد الى مدينة هجرة?‬

‫االشكاالت االجتماعية للنزوح الى العاصمة‬ ‫تتحول العاصمة بغداد بصورة‬ ‫متزايدة إلى مكان كثيف‬ ‫السكان بشكل غير اعتيادي‪.‬‬ ‫صادق االزرقي‬

‫فيلي‬ ‫مجـتـــمـع‬

‫ومؤخـــرا قال محافظ بغداد‪ ،‬ان عدد ســـكان العاصمة‬ ‫وصـــل إىل ‪ 10‬ماليني نســـمة يف النهـــار‪ .‬يحدث هذا‬ ‫برغـــم أن مســـاحة بغداد تعـــد أصغـــر املحافظات‬ ‫العراقيـــة اذ ال تتجـــاوز ‪ 4.555‬كلم مربعـــا فيام تبلغ‬ ‫مســـاحة محافظة االنبـــار ‪ 138.500‬كلم مربع واملثنى‬ ‫‪ 51,740‬كـــم مربعا‪.‬‬ ‫وكانـــت وزارة التخطيط االتحاديـــة قد توقعت يف عام‬ ‫‪ 2022‬ان عـــدد ســـكان العاصمة بغـــداد أكرث من ‪9‬‬ ‫ماليني نســـمة يف العـــام ذاته‪ ،‬مشـــرة اىل ان «الكثافة‬ ‫الســـكانية فيها هـــي ‪ 1977.2‬فرد‪ /‬كم‪.»2‬‬ ‫وميكـــن التذكـــر هنـــا مبـــا نـــره موقـــع ‪World‬‬ ‫‪ Population Review‬االمريـــي‪ ،‬مـــن ان عاصمـــة‬ ‫العـــراق بغـــداد احتلت املرتبـــة الرابعـــة بأكرث املدن‬ ‫كثافـــة ســـكانية يف العـــامل‪ ،‬يف تقرير له عـــام ‪،2022‬‬ ‫وجـــاءت بغداد بحســـب املوقع بعـــد عاصمة الفلبني‬ ‫مانيال‪ ،‬وبرتيوس يف الفلبني ايضـــا ومدينة ماندالويونغ‬ ‫يف الفلبـــن كذلـــك‪ ،‬وتجـــاوزت بغداد حتـــى مدينة‬ ‫مومباي يف الهنـــد بالكثافة الســـكانية‪.‬‬ ‫وقـــد حـــدد باحثون عـــدة اســـباب لتنامـــي اعداد‬ ‫الســـكان يف بغـــداد منهـــا انهـــا تضم معظـــم فرص‬ ‫العمـــل يف القطاعات املتنوعة مثـــل الصناعة والتجارة‬ ‫والخدمـــات والحكومـــة‪ ،‬مـــا يجـــذب كثـــرا من‬ ‫الســـكان إىل املدينة بحثًا عن فرص لتحســـن ظروفهم‬ ‫ا ملعيشية ‪.‬‬ ‫كام انهـــا تضـــم عديـــد الجامعـــات واملؤسســـات‬

‫‪80‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫‪81‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫فيلي‬ ‫مجـتـــمـع‬

‫التعليميـــة والثقافية الكـــرى يف البالد‪ ،‬ما‬ ‫يجـــذب الطـــاب واألكادمييـــن واملثقفني‬ ‫إىل املدينـــة‪ ،‬وبرأيهـــم فان بغـــداد تتمتع‬ ‫ببنية تحتيـــة جيدة نســـبياً مقارنة ببعض‬ ‫املناطق األخـــرى يف العراق؛ هذا يشـــمل‬ ‫الطـــرق واملواصـــات واملرافـــق العامـــة‬ ‫والخدمات األساســـية‪.‬‬ ‫كام يـــدرج املتخصصون الزيـــادة الطبيعية‬ ‫ونســـب الـــوالدة العالية كأحد االســـباب‬ ‫يف زيـــادة الســـكان يف بغـــداد‪ ،‬وكذلـــك‬ ‫تحســـن الظـــروف االمنية يف الســـنوات‬ ‫االخرية‪ ،‬فضال عن ان بعـــض األرس واالفراد‬ ‫يهاجرون مـــن املناطق الريفيـــة واملناطق‬ ‫األخرى يف العـــراق نحو بغـــداد بحثاً عن‬ ‫الفـــرص‪ ،‬وينوهون اىل ان تأثـــر الظروف‬ ‫االقتصاديـــة واالجتامعيـــة يف البـــاد قد‬ ‫يجعـــل بغـــداد مـــاذاً لكثري مـــن األفراد‬ ‫الباحثـــن عـــن حيـــاة أفضـــل‪ ،‬عىل حد‬

‫‪82‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫وصفهـــم‪ ،‬كام ميكن اضافـــة ظاهرة الهجرة‬ ‫القرسية التـــي حدثت يف اوقات ســـابقة‪،‬‬ ‫اىل اســـباب النـــزوح اىل بغداد‪.‬‬ ‫ويف اســـتطالع رأي اجرينـــاه يف مدينـــة‬ ‫الكـــوت مركـــز محافظـــة واســـط اجمع‬ ‫ســـكان عىل ان اتجاهـــا ينمـــو باضطراد‬ ‫يف املدينـــة واملحافظـــة عمومـــا لالنتقال‬ ‫للعيـــش يف العاصمة بغداد‪ ،‬مشـــرين اىل‬ ‫ان من االســـباب الرئيســـة لذلك هو توفر‬ ‫فرص العمـــل يف بغداد بخـــاف محافظة‬ ‫واســـط‪ ،‬بحســـب قولهم‪.‬‬ ‫ويشـــمل ذلـــك حتـــى ســـكان القرى يف‬ ‫محافظة واســـط واملـــدن العراقية االخرى‪،‬‬ ‫ويف هذا يقـــول باحثون أن القرى تعاين من‬ ‫نقص الوظائـــف وضعف البنيـــة التحتية‬ ‫وندرة املياه وقلة املدارس واملستشـــفيات‬ ‫فيـــا يتفاقـــم ذلـــك مـــع تزايد شـــدة‬ ‫ظاهـــرة تغري املنـــاخ؛ لذا يضطـــر كثريون‬

‫إىل االنتقـــال إىل املـــدن الكـــرى‪ ،‬وتعـــد‬ ‫العاصمـــة العراقيـــة طبعـــا الوجهة االوىل‬ ‫لهؤالء‪ ،‬حتـــى اذا اضطـــروا إىل العيش يف‬ ‫أكواخ أو تجمعات ســـكانية عشـــوائية يف‬ ‫املدينـــة ومحيطها‪ ،‬بحســـب الباحثني؛ ويف‬ ‫بيانـــات عن خطـــورة الظاهرة ما كشـــف‬ ‫عنه اســـتطالع كانـــت املنظمـــة الدولية‬ ‫للهجـــرة قـــد اجرتـــه عـــام ‪ 2021‬من أن‬ ‫نقص فـــرص العمـــل وراء نـــزوح نصف‬ ‫املزارعـــن إىل مركـــز مدينة البـــرة مثال‪،‬‬ ‫واالعـــداد تتزايـــد منذ ذلـــك الوقت‪.‬‬ ‫وميكـــن االشـــارة ايضا اىل ما كشـــف عنه‬ ‫الناطـــق باســـم املنظمة الدوليـــة للهجرة‬ ‫بأنه يف املـــدة ما بني حزيـــران عام ‪2018‬‬ ‫وحزيـــران عام ‪ ،2023‬نزح مـــا ال يقل عن‬ ‫‪ 83000‬شـــخص اىل املـــدن بســـبب عامل‬ ‫تغري املنـــاخ والتدهـــور البيئي وحده‪.‬‬ ‫وتقـــول املنظمـــة الدوليـــة للهجـــرة إن‬

‫الوافديـــن الجدد مييلـــون إىل العيش عىل‬ ‫هامـــش نظام اعتـــاد عليه ســـكان املدن‬ ‫فيام يجـــري توظيف غالبيـــة النازحني يف‬ ‫وظائف ذات رواتـــب منخفضة يف مجاالت‬ ‫عمل غـــر رســـمية يف األســـواق والورش‪،‬‬ ‫يف حـــن يعمل ســـكان املـــدن يف الغالب‬ ‫يف وظائـــف حكوميـــة‪ ،‬محـــذرة مـــن ان‬ ‫فـــرص اإلصابة باألمـــراض العقلية وتعاطي‬ ‫املخـــدرات أكرب مـــع محدودية شـــبكات‬ ‫الدعـــم االجتامعي‪.‬‬ ‫وتـــرز بعـــض الدراســـات ظاهـــرة ترك‬ ‫كثري مـــن الفالحـــن للزراعـــة والتحاقهم‬ ‫بالوظائـــف الحكوميـــة‪ ،‬الســـيام الجيش‬ ‫والرشطـــة واالنتقـــال اىل املدينـــة للعيش‬ ‫فيهـــا‪ ،‬بعـــد ارتفـــاع مســـتوى الرواتب‬ ‫واألجـــور مـــا أدى اىل حصـــول نقـــص يف‬ ‫األيـــدي العاملـــة الزراعية‪.‬‬ ‫كـــا لفتـــت الدراســـات اىل ان كثريا من‬

‫الطلبـــة الدارســـن يف بغـــداد مييلـــون‬ ‫اىل البقـــاء فيهـــا بعـــد انهاء دراســـتهم‪،‬‬ ‫ويألفونهـــا فيلتحق بهم االهـــل بعد ذلك‪.‬‬ ‫وتشـــخص تقارير صدرت عـــن منظامت‬ ‫دوليـــة حقوقية وأخـــرى معنيـــة مبراقبة‬ ‫وســـائل اإلعـــام مظاهـــر ســـلبية كثرية‬ ‫نجمت عـــن النـــزوح اىل املـــدن الكربى‬ ‫ومنهـــا العاصمة بغداد‪ ،‬ومـــن ذلك تزايد‬ ‫وتـــرة الكراهيـــة «بحســـب بياناتها» بني‬ ‫القـــرى واملدن‪ ،‬اذ يشـــكك ســـكان املدن‬ ‫يف أن النازحـــن القادمـــن مـــن القـــرى‬ ‫مييلـــون إىل ارتكاب جرائـــم وأعامل عنف‬ ‫ويصطحبـــون معهم خالفـــات قبلية فضال‬ ‫عـــن أن األطـــراف السياســـية يف املـــدن‬ ‫متيـــل إىل تقديـــم النازحني ككبـــش فداء‬ ‫لتقاعســـهم عن حـــل أزمات املـــدن‪ ،‬عىل‬ ‫حـــد وصفها‪.‬‬ ‫ويـــرى هومـــا غوبتا‪ ،‬أســـتاذ الهندســـة‬

‫‪83‬‬

‫املعامريـــة يف إحاطة عـــام ‪ 2021‬لـ «مركز‬ ‫كراون لدراســـات الرشق األوسط»‪ ،‬التابع‬ ‫لجامعـــة برانديس األمريكيـــة‪ ،‬أن الهجرة‬ ‫الريفية إىل بغداد «أدت إىل تغيري املســـار‬ ‫الســـيايس للعراق»‪.‬‬ ‫ويطـــرح الخرباء تســـاؤالت عـــن االعامل‬ ‫التـــي يجـــب القيام بهـــا للحفـــاظ عىل‬ ‫التامســـك االجتامعـــي يف العراق وســـط‬ ‫تزايـــد موجـــات النزوح‪.‬‬ ‫وتقـــرح املنظمـــة الدولية للهجـــرة «أن‬ ‫تركـــز الربامـــج املســـتقبلية عـــى دعم‬ ‫جهـــود التامســـك االجتامعـــي يف املناطق‬ ‫التـــي يجري فيها تســـجيل عـــدد كبري من‬ ‫نازحـــي املنـــاخ فضـــا عن دعـــم حقوق‬ ‫املهاجريـــن والنازحني الذيـــن ينتقلون إىل‬ ‫املـــدن واملحافظات»‪.‬‬ ‫وتشدد معظم الدراســـات عىل أن الهجرة‬ ‫ظاهـــرة اجتامعيـــة معقـــدة تســـتجيب‬ ‫ملجموعة متداخلة من الدوافع الشـــخصية‬ ‫ولظـــروف اجتامعيـــة أخـــرى متنوعـــة‪،‬‬ ‫فاملهاجـــر املتقاعـــد يبحث عـــن الراحة‬ ‫والوســـائط الوديـــة‪ ،‬فيام يبحـــث اآلباء‬ ‫عن مســـتوى تعليمـــي ممتـــاز ألبنائهم‪،‬‬ ‫واألعـــزب يبحث عـــن خدمـــات تقدمها‬ ‫املدن الكبرية‪ ،‬مثل دور العرض الســـيناميئ‬ ‫واملـــرح واملطاعـــم واملواقع الســـياحية‬ ‫والرتفيهيـــة‪ ،‬وغريها‪ ،‬عىل حـــد وصف تلك‬ ‫الدراسات‪.‬‬ ‫ويطـــرح املتخصصون عالجات إلشـــكالية‬ ‫الهجـــرة اىل بغـــداد من ذلـــك توفري البنى‬ ‫التحتيـــة يف جميـــع املجـــاالت الصناعية‬ ‫والتجاريـــة واالقتصاديـــة واالجتامعيـــة‬ ‫والخدميـــة والرتفيهيـــة يف محافظـــات‬ ‫الجنوب والوســـط‪ ،‬بحيث ال تبقى أسباب‬ ‫منطقية وال حجة للســـكان يف تلك املناطق‬ ‫أن يهجـــروا ريفهم أو مدينتهـــم والنزوح‬ ‫إىل العاصمة‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫أرباحها أكثر من النفط الخام‪..‬‬

‫لماذا ال يصدر العراق المشتقات النفطية؟‬

‫تتجــاوز طاقــة العــراق اإلنتاجيــة مــن‬ ‫النفــط الخــام ‪ 5‬ماليــن و‪400‬‬ ‫ألــف برميــل يوميــاً‪ ،‬وعلــى الرغــم‬ ‫مــن وصــول اإلنتــاج إىل حوالــي‬ ‫‪ 4.2‬ماليــن برميــل يوميــاً‪ ،‬إال‬ ‫إن البــاد مُلزّمــة بتصديــر ‪3.4‬‬ ‫بنــاء‬ ‫ماليــن برميــل يوميــاً فقــط‪،‬‬ ‫ً‬ ‫علــى قــرار تحالــف أوبــك بلــس‪ ،‬مــا‬ ‫يعــزز الحاجــة إىل االســتفادة منهــا‬ ‫يف تعزيــز قــدرة املصــايف وتحويلهــا‬ ‫إىل مشــتقات نفطيــة‪.‬‬ ‫فيلي‬

‫فيلي‬ ‫اقـتـصـــــاد‬

‫‪84‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫‪85‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫«أي زيادة ال تفيد‬ ‫للتصدير‪ ،‬يمكن‬ ‫االستفادة منها‬ ‫في تعزيز قدرة‬ ‫المصافي‪ ،‬لكن‬ ‫العراق يعاني من‬ ‫ق ّلة المصافي لخزن‬ ‫هذه الزيادة في‬ ‫اإلنتاج»‪.‬‬

‫فيلي‬ ‫اقـتـصـــــاد‬

‫ويعـــاين العـــراق مـــن نقص وشـــحة يف‬ ‫املشـــتقات النفطية مثل البنزيـــن والكاز‬ ‫أويـــل والغـــاز الطبيعي‪ ،‬لذلك يســـتورد‬ ‫هـــذه املـــواد بقيمـــة ‪ 3‬مليـــارات دوالر‬ ‫ســـنوياً‪ ،‬وفـــق مختصني‪.‬‬ ‫ويؤكـــد املختصـــون‪ ،‬أن العـــراق لو كان‬ ‫مصـــاف كافيـــة لخزن الزيـــادة يف‬ ‫ميلـــك‬ ‫ٍ‬ ‫اإلنتـــاج‪ ،‬وتعمل بكفـــاءة عاليـــة‪ ،‬لكان‬ ‫باإلمـــكان االســـتغناء عن اســـترياد جميع‬ ‫(املحســـن أو‬ ‫هذه املشـــتقات من البنزين‬ ‫ّ‬ ‫العـــادي) والـــكاز أويل ‪ -‬ما عـــدا الغاز ‪-‬‬ ‫لتحقيـــق االكتفاء الداخـــي بها‪.‬‬ ‫كام ميكـــن تصديـــر املشـــتقات النفطية‬ ‫دون أي قيـــود‪ ،‬فال توجـــد تحديد حصص‬ ‫لتصديـــر املشـــتقات النفطية‪ ،‬بحســـب‬ ‫املختصني‪ ،‬مؤكديـــن أن األرباح يف تصدير‬ ‫املشـــتقات النفطيـــة أكـــر مـــن تصدير‬

‫‪86‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫النفـــط الخام‪.‬‬ ‫لكن ظـــروف العراق التخزينيـــة الصعبة‪،‬‬ ‫وعـــدم وجود املصـــايف الكافيـــة‪ ،‬والتأخر‬ ‫يف إنجاز بعـــض املصايف‪ ،‬جعـــل الكميات‬ ‫املنتجـــة الزائدة تبقى يف الحقول‪ ،‬وقســـم‬ ‫قليل منهـــا يذهـــب إىل قطـــاع التكرير‪،‬‬ ‫وفـــق املختصني‪.‬‬ ‫تخفيض اإلنتاج‬ ‫كان تحالـــف أوبك بلس‪ ،‬قـــرر يف ترشين‬ ‫األول مـــن العام املـــايض ‪ ،2022‬تخفيض‬ ‫حصـــص تصديـــر دول األعضـــاء مبقـــدار‬ ‫‪ 3.6‬ماليـــن برميل يوميـــاً‪ ،‬وتوزّعت هذه‬ ‫التخفيضـــات بـــن الـــدول‪ ،‬وفـــق الخبري‬ ‫النفطـــي‪ ،‬كوفد شـــرواين‪.‬‬ ‫ويوضـــح شـــرواين ملجلـــة «فيـــي»‪ ،‬أن‬ ‫«حصـــة العـــراق منها كانـــت ناقص ‪200‬‬ ‫ألـــف برميل يوميـــاً‪ ،‬والعـــراق ُملزم بهذه‬

‫الحصـــة‪ ،‬وال يجـــوز له التصديـــر أكرث من‬ ‫‪ 3.4‬ماليـــن برميل يومياً‪ ،‬حتـــى لو أنتج ‪5‬‬ ‫ماليني برميـــل يومياً»‪.‬‬ ‫ويضيف‪ ،‬أن «أي زيـــادة ال تفيد للتصدير‪،‬‬ ‫ميكن االســـتفادة منهـــا يف تعزيـــز قدرة‬ ‫املصـــايف‪ ،‬لكـــن العـــراق يعاين مـــن ق ّلة‬ ‫املصايف لخـــزن هذه الزيـــادة يف اإلنتاج»‪.‬‬ ‫ويتابع الخبـــر النفطي‪« ،‬كـــا أن املصايف‬ ‫التـــي تعمـــل حاليـــاً قدرتهـــا قليلة‪ ،‬ألن‬ ‫بعضهـــا تد ّمـــر خـــال الحـــروب خاصة‬ ‫مصفـــى بيجي الـــذي كانـــت قدرته ‪300‬‬ ‫ألف برميـــل يومياً‪ ،‬ومـــن املتوقع عودته‬ ‫للخدمـــة بقـــدرة ‪ 100‬ألف برميـــل يومياً‬ ‫منتصـــف العـــام املقبل»‪.‬‬ ‫املشتقات النفطية‬ ‫ويؤكـــد‪ ،‬أن «العراق يواجه نقصاً وشـــحة‬ ‫يف املشـــتقات النفطيـــة مثـــل البنزيـــن‬

‫(املحســـن أو العادي) والـــكاز أويل والغاز‬ ‫ّ‬ ‫الطبيعي‪ ،‬لذلك يســـتورد هـــذه املواد‪ ،‬ويف‬ ‫مصـــاف كافية وتعمل‬ ‫حال كانت هنـــاك‬ ‫ٍ‬ ‫بكفاءة عالية كان باإلمكان االســـتغناء عن‬ ‫اســـتريادها ويحصل اكتفـــاء داخيل بها‪ ،‬ما‬ ‫عـــدا الغاز ألن ملفـــه ُمختلفاً»‪.‬‬ ‫ويوضـــح‪« ،‬كـــا ُمُيكن تصدير املشـــتقات‬ ‫النفطيـــة دون أي قيود‪ ،‬فـــا توجد تحديد‬ ‫حصـــص لتصدير املشـــتقات النفطية‪ ،‬وأن‬ ‫األربـــاح مـــن تصدير املشـــتقات النفطية‬ ‫أكـــر من أربـــاح تصدير النفـــط الخام»‪.‬‬ ‫ويشري شـــرواين‪ ،‬إىل أن «االستهالك الداخيل‬ ‫يحتـــاج مـــن ‪ 700‬إىل ‪ 800‬ألـــف برميل‬ ‫يوميـــاً‪ ،‬ويف حـــال كان اإلنتـــاج أكرث فإن‬ ‫الزائد ســـوف ُيصبح فوق حصـــة التصدير‬ ‫وفوق حصـــة املصايف‪ ،‬ما يجـــب خزنه أو‬ ‫تحويله إىل صناعـــات برتوكياموية»‪.‬‬

‫ويبـــن‪« ،‬لكـــن ال توجـــد صناعـــات‬ ‫ّ‬ ‫برتوكيامويـــة لحـــد اآلن يف العراق‪ ،‬وهناك‬ ‫مرشوع ُيعمـــل عليه ولكـــن متأخر جداً‪،‬‬ ‫وهـــذا كان باإلمـــكان أن يحتـــوي عـــى‬ ‫الفائـــض مـــن النفـــط املنتج»‪.‬‬ ‫ويلفـــت الخبـــر النفطـــي‪ ،‬إىل أن «دول‬ ‫العـــامل تلجـــأ إىل الخزن االســـراتيجي يف‬ ‫حـــال كان إنتـــاج النفـــط كثرياً وســـعره‬ ‫غري مجـــ ٍز‪ ،‬أو تح ّوله إىل املصـــايف وتصدر‬ ‫املشـــتقات النفطية‪ ،‬أو تح ّوله إىل صناعات‬ ‫برتوكياموية»‪.‬‬ ‫ويتابـــع‪« ،‬لذلـــك الكثري من الـــدول مثل‬ ‫مصاف‬ ‫الصـــن والهنـــد التـــي لديهـــا‬ ‫ٍ‬ ‫كثرية‪ ،‬تشـــريان نفطاً رخيصاً من روســـيا‪،‬‬ ‫وتعيـــدان تصفيتـــه وتحويلـــه إىل بنزين‬ ‫وكاز أويـــل‪ ،‬وتصدرانـــه إىل أوروبا وحتى‬ ‫أمريكا » ‪.‬‬

‫‪87‬‬

‫زيادة اإلنتاج‬ ‫يتفق مديـــر املركـــز العاملي للدراســـات‬ ‫التنمويـــة يف اململكـــة املتحـــدة الدكتور‬ ‫صادق الركايب‪ ،‬مع كوفد شـــرواين بشـــأن‬ ‫مصاف كافية لخـــزن كميات‬ ‫عدم وجـــود‬ ‫ٍ‬ ‫اإلنتـــاج غري املصـــدرة‪ ،‬مشـــراً إىل وجود‬ ‫محـــاوالت لزيـــادة منافذ تصديـــر النفط‬ ‫العرا قي‪.‬‬ ‫ويقول الركايب‪ ،‬ملجلـــة «فييل»‪ ،‬إن «العراق‬ ‫يســـعى لزيادة إنتاجـــه إىل قرابة ‪ 6‬ماليني‬ ‫برميـــل يومياً خـــال األعـــوام املقبلة‪ ،‬يف‬ ‫وقت تشـــر التوقعـــات إىل ارتفاع الطلب‬ ‫العاملـــي عىل النفط مبعـــدل مليوين برميل‬ ‫يوميـــاً يف العـــام املقبل‪ ،‬مـــا يؤكد حاجة‬ ‫العراق إىل زيـــادة إنتاجه»‪.‬‬ ‫ويضيـــف‪ ،‬أن «عـــدم اســـتخدام العراق‬ ‫لفائـــض اإلنتاج يف الوقـــت الحايل ال يعني‬ ‫أنـــه يخرس كامـــل اإليـــرادات‪ ،‬ألن هناك‬ ‫تعويضاً يف ارتفاع األســـعار يحققه العراق‬ ‫يف زيـــادة إيراداته مـــن النفط»‪.‬‬ ‫ويختم الـــركايب حديثه بالقـــول‪« :‬لكن يف‬ ‫حـــال ارتفاع الطلـــب دون زيـــادة إنتاج‬ ‫العراق للكميـــات املطلوبـــة‪ ،‬هنا تتحقق‬ ‫الخســـارة‪ ،‬وهذا مـــا مل يحدث»‪.‬‬ ‫منصات جديدة‬ ‫مـــن جهتـــه‪ ،‬يوضح عضـــو لجنـــة النفط‬ ‫والغـــاز النيابية‪ ،‬كاظم جـــرو‪ ،‬أن «اإلنتاج‬ ‫الحايل يبلغ ‪ 5‬ماليني برميـــل يومياً‪ ،‬وهذه‬ ‫ال ميكـــن تصديرها‪ ،‬ألن منصـــات التحميل‬ ‫املوجـــودة يف موانئ البـــرة طاقتها ‪3.5‬‬ ‫ماليـــن برميل يوميـــاً فقط‪ ،‬مـــا يتطلب‬ ‫إنشـــاء منصات جديدة»‪.‬‬ ‫ويؤكـــد جرو ملجلـــة «فيـــي»‪ ،‬أن «ميناء‬ ‫الفـــاو الـــذي يف حـــال إكامله قـــد يزيد‬ ‫اإلنتـــاج حتى ‪ 10‬ماليـــن برميـــل يومياً‪،‬‬ ‫كام تتضمـــن موازنة ‪ 2023‬خطـــة لزيادة‬ ‫ّ‬ ‫وشـــكل رئيـــس الوزراء‬ ‫منصات التصدير‪،‬‬ ‫بـــدوره لجنـــة مهمتهـــا صيانـــة وتأهيل‬ ‫املنصـــات الحالية‪ ،‬مع زيـــادة طاقة دفعها‬ ‫وتصديرها»‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫مصانع النسيج والجلود‪..‬‬

‫ماذا تعرف عن اقتصاد‬ ‫العراق المعطل؟‬ ‫يمتلك العراق أربعة‬ ‫مصانع نسيجية كبيرة‬ ‫موزعة على محافظات‬ ‫ّ‬ ‫بغداد والنجف واألنبار‪،‬‬ ‫بطاقة إنتاجية ال تقل‬ ‫عن ‪ 30‬ألف متر مربع‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى وجود مصانع أخرى‬ ‫صغيرة موزعة على جميع‬ ‫ّ‬ ‫المحافظات العراقية‪،‬‬ ‫وتصدر هذه المصانع‬ ‫منتجاتها إلى دول الخارج‬ ‫لجودتها‪ ،‬بعد إدخال الحداثة‬

‫فيلي‬

‫وخصوصا‬ ‫في اإلنتاج‬ ‫ً‬ ‫بعملية الطبع‪ ،‬وفق رئيس‬

‫اقـتـصـــــاد‬

‫اتحاد الصناعات العراقية‪ ،‬عادل‬ ‫عكاب‪.‬‬ ‫فيـــلي‬

‫‪88‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫وأوضــح عــكاب ملجلــة «فيــي»‪ ،‬أن املشــاريع النســيجية تنــدرج‬ ‫ضمــن املشــاريع الكبــرة واملتوســطة والصغــرة‪ ،‬ومــن ضمنهــا‬ ‫الحرفيــة‪ ،‬وهــذه املشــاريع شــبه انعدمــت بعــد العــام ‪،2003‬‬ ‫لكنهــا اآلن عــادت بطاقــات إنتاجيــة كبــرة حققــت االكتفــاء الــذايت‬ ‫املحــي‪ ،‬وبــدأ التصديــر إىل الســعودية واألردن‪ ،‬وهنــاك تفاهــات‬ ‫مــع مــر‪.‬‬ ‫وأضــاف أن هنــاك أربعــة مصانــع كبــرة اثنــان منهــا يف بغــداد‪،‬‬ ‫واثنــان يف كل مــن النجــف والفلوجــة‪ ،‬أمــا املشــاريع الصغــرة‬ ‫فهــي موزّعــة عــى كل محافظــات العـراق‪ ،‬وهنــاك طلبــات إلنشــاء‬ ‫مصانــع يف القــرى واألريــاف ملنــع حــر الوظائــف داخــل املــدن‪.‬‬ ‫بــن‪ ،‬أن هــذه املصانــع تابعــة للقطــاع خــاص‪ ،‬أشــار إىل‬ ‫وبينــا ّ‬ ‫وجــود مصانــع حكوميــة لكنهــا شــبه متوقفــة‪ ،‬مــا يســتوجب‬ ‫انعاشــها مــن خــال عرضهــا لالســتثامر أو مشــاركتها مــع القطــاع‬ ‫الخــاص‪ ،‬مؤكــداً أن الســجاد العراقــي مرغــوب يف داخــل وخــارج‬

‫‪89‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫فيلي‬ ‫اقـتـصـــــاد‬

‫العــراق‪.‬‬ ‫مصنع نسيج الحلة‬ ‫مصنــع النســيج يف الحلــة‪ ،‬هــو أحــد‬ ‫تشــكيالت الرشكــة العامــة لصناعــات‬ ‫النســيج والجلــود‪ ،‬التابعــة إىل وزارة‬ ‫الصناعــة واملعــادن‪ ،‬ويحتــوي املصنــع عــى‬ ‫خمســة معامــل‪( ،‬األكيــاس البالســتيكية‪،‬‬ ‫املنتجــات الطبيــة‪ ،‬نســيج الحلــة‪ ،‬نســيج‬ ‫األقمشــة‪ ،‬قديفــة بابــل)‪ ،‬باإلضافــة إىل‬ ‫مــروع األليــاف الصناعيــة‪ ،‬بحســب‬ ‫مديــر إعــام وعالقــات مصنــع النســيجية يف‬ ‫محافظــة بابــل‪ ،‬حســنني صالــح‪.‬‬ ‫وأضــاف صالــح‪ ،‬خــال حديثــه للوكالــة‪ ،‬أن‬ ‫الرشكــة العامــة لصناعــات النســيج والجلــود‬ ‫تتكــون مــن ‪ 10‬مصانــع يف عمــوم الع ـراق‪،‬‬ ‫وجميعهــا عاملــة‪ ،‬منهــا مصنــع الجلديــة‬ ‫يف بغــداد الك ـرادة‪ ،‬وهــذا يعــد مــن أرقــى‬ ‫املصانــع يف البلــدان العربيــة‪ ،‬ومصنــع‬ ‫األلبســة الرجاليــة يف النجــف‪ ،‬و مصنــع‬ ‫األلبســة يف املوصــل‪ ،‬ومصانــع الصوفيــة‬ ‫والقطنيــة والســجاد اليــدوي ببغــداد‬ ‫الكاظميــة‪ ،‬وهنــاك مصنــع للســجاد اليــدوي‬ ‫يف الحلــة أيضــاً تابــع للكاظميــة‪.‬‬ ‫وأكــد أن القيمــة اإلنتاجية ملصنع النســيجية‬ ‫يف تصاعــد‪ ،‬اال إن هنــاك إقبــا ًال ضعيفــاً‬ ‫عــى املنتــج الوطنــي بســبب عــدم فــرض‬ ‫الرضائــب عــى املســتورد‪ ،‬بعد أن كان ســابقاً‬ ‫يفــرض عليــه رضيبــة بنســبة ‪ 300‬باملائــة‪.‬‬ ‫اقتصاد معطل‬ ‫مــن جهتــه‪ ،‬أشــار الخبــر االقتصــادي‪،‬‬ ‫عمــر الحلبــويس‪ ،‬إىل أن القطــاع الصناعــي‬ ‫العراقــي شــهد منــذ عــام ‪ 2003‬تراجعــاً‬ ‫كبــراً جــ ّراء اإلهــال الحكومــي املتعمــد‪،‬‬ ‫وعــدم التطويــر‪ ،‬واالعتــاد عــى االســترياد‬ ‫الــذي جعــل مــن العــراق بلــداً مســتهلكاً‬ ‫اســتغلته مجموعــة دول‪ ،‬وحولتــه لســوق‬ ‫لترصيــف بضائعهــا‪.‬‬ ‫وذكــر الحلبــويس خــال حديثــه ملجلــة‬

‫‪90‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫«فيــي»‪ ،‬أن العــراق كان مــن الــدول‬ ‫الرائــدة يف صناعــة النســيج القطنــي‬ ‫والصــويف‪ ،‬وأصبــح لهــذه الصناعــة تواجــد‬ ‫كبــر يف الســوق‪ ،‬إذ كانــت املصانــع العراقية‬ ‫تنافــس يف جــودة اإلنتــاج وتنوعــه املنتــج‬ ‫األجنبــي‪ ،‬ولكــن تــاىش وجــود منتجــات‬ ‫النســيج العراقيــة بســبب عجــز الحكومــات‬ ‫املتعاقبــة‪ ،‬وإهاملهــا املتعمــد لهــذه‬ ‫الصناعــة الحيويــة وفتــح الســوق العراقيــة‬ ‫للمنتــج املســتورد‪.‬‬ ‫ولفــت إىل أن صناعــة الغــزل والنســيج‬ ‫تعــد مــن الصناعــات املهمــة التــي ترتبــط‬ ‫بتوفــر احتياجــات املواطنــن الرضوريــة‪،‬‬ ‫كــا أن هــذا القطــاع قــادر عــى اســتيعاب‬ ‫الكثــر مــن األيــدي العاملــة وميكنهــا‬ ‫تحريــك عجلــة االقتصــاد العراقــي فيــا لــو‬ ‫تــم تطويرهــا وتحديثهــا لتواكــب التطــور‬ ‫الصناعــي والتكنولوجــي يف هــذا القطــاع‪.‬‬ ‫لكــن غيــاب الجديــة مــن قبــل الحكومــات‬ ‫املتعاقبــة أدى إىل تــايش هــذا القطــاع‪،‬‬ ‫وخســارة العــراق ملــورد اقتصــادي مهــم‬ ‫لدعــم الخزينــة العامــة للدولــة‪ ،‬وحــدوث‬ ‫التنــوع االقتصــادي والخــروج مــن مــأزق‬ ‫االقتصــاد الريعــي‪ ،‬وفــق الحلبــويس‪.‬‬ ‫وأضــاف الخبــر االقتصــادي كــا ميكــن‬ ‫اســتغالل مصانــع النســيج العراقيــة إلنتــاج‬ ‫املالبــس العســكرية لــوزاريت الدفــاع‬ ‫والداخليــة‪ ،‬واملالبــس الطبيــة لــوزارة‬ ‫الصحــة‪ ،‬فضـ ًا عــن منتجــات أخــرى ميكنهــا‬ ‫أن تُحيــي هــذا القطــاع وتســد حاجــة‬ ‫البلــد والتخــي عــن االســترياد وخلــق فــرص‬ ‫عمــل إضافيــة وتحريــك مجــاالت زراعيــة‬ ‫وصناعيــة أخــرى مرتبطــة بهــذه الصناعــة‪،‬‬ ‫وكل ذلــك ســوف يســهم يف تحريــك العجلــة‬ ‫الصناعيــة‪.‬‬ ‫وخلــص الحلبــويس‪ ،‬إىل القــول إن الحقيقــة‬ ‫هــي أن قــرار تدمــر القطــاع الصناعــي‬ ‫العراقــي بشــكل كامــل هــو خاضــع ليــس‬

‫لقــرار محــي‪ ،‬بــل لقــرار خارجــي اســتغل‬ ‫ضعــف البلــد الســيايس وقــوة تدخــات‬ ‫هــذه الــدول يف العــراق لتعطــل صناعــة‬ ‫الغــزل والنســيج كــا الصناعــات األخــرى‪،‬‬ ‫مــن أجــل أن يبقــى العــراق ســوقاً‬ ‫اســتهالكية ملنتجــات هــذه الــدول التــي‬ ‫مــأت الســوق العراقيــة بوقــت تالشــت‬ ‫فيــه منتجــات النســيج العراقيــة‪.‬‬

‫العراق كان من الدول الرائدة‬ ‫في صناعة النسيج القطني‬ ‫والصوفي‪ ،‬وأصبح لهذه‬ ‫الصناعة تواجد كبير في‬ ‫السوق‪ ،‬إذ كانت المصانع‬ ‫العراقية تنافس في جودة‬ ‫اإلنتاج وتنوعه المنتج األجنبي‬

‫‪91‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫الممرات»‪..‬‬ ‫»‪..‬‬ ‫«حروب الممرات‬ ‫«حروب‬ ‫نعمة ترابط وتطوير للدول الفقيرة رغم التنافس‬ ‫فيلي‬

‫اعتــر موقــع «أوراســيا ريفيــو» يف تقريــر تحليلــي‪ ،‬ان‬ ‫حــرب املمــرات الجاريــة حاليــا‪ ،‬تعكــس التنافــس الكبــر‬

‫اقـتـصـــــاد‬

‫بــن الواليــات املتحــدة وروســيا والصــن‪ ،‬لكنهــا يف‬ ‫الوقــت نفســه‪ ،‬ستســاعد يف تقويــة الوضــع االقتصادي‬ ‫للــدول الفقــرة‪ ،‬وتعــزز من الرتابــط الدولــي واالقليمي‪.‬‬ ‫فيلي‬

‫‪92‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫وذكــر التقريــر‪ ،‬ترجمتــه مجلــة «فيــي»‪ ،‬إن‬ ‫املنافســة الجيوسياســية والجيــو اقتصاديــة‬ ‫بــن الــدول الكــرى‪ ،‬متواصلــة حيــث تســعى‬ ‫هــذه الــدول اىل محاولــة اخــراق الســوق‬ ‫العامليــة مــن خــال تدابــر القــوة الناعمــة‪.‬‬ ‫واشــار التقريــر اىل ان حــروب املمــرات‬ ‫تعمــل عــى تعزيــز التنافــس بــن الــدول‪،‬‬ ‫وخاصــة بــن الواليــات املتحــدة والصــن‪،‬‬ ‫ملواجهــة بعضهــا البعــض مــن خــال‬ ‫حلفائهــا‪ ،‬لكــن يف الوقــت نفســه‪ ،‬فــإن‬

‫هــذه املنافســة تعمــل ايضــا عــى تعزيــز‬ ‫الرتابــط اإلقليمــي والــدويل بــن الــدول‪.‬‬ ‫وبذلــك‪ ،‬يعتــر التقريــر‪ ،‬انــه يف إطــار هــذا‬ ‫الســيناريو‪ ،‬فإنــه يجــب النظــر اىل هــذا‬ ‫التنافــس باعتبــار أنــه بارقــة أمــل للــدول‬ ‫الفقــرة التــي تفتقــر اىل التكنولوجيــات‬ ‫وليســت قــادرة عــى اســتغالل مواردهــا‬ ‫وأهميتهــا االســراتيجية بســبب شــح‬ ‫االســتثامر ونــدرة رأس املــال يف بلدانهــا‪.‬‬ ‫واشــار التقريــر اىل انــه تــم التوقيــع عــى‬ ‫مذكــرة املمــر االقتصــادي بــن الهنــد‬

‫والــرق األوســط وأوروبــا «‪»IMEC‬‬ ‫مــن جانــب الهنــد والســعودية وبريطانيــا‬ ‫والواليــات املتحــدة وفرنســا واإلمــارات‬ ‫وأملانيــا وإيطاليــا واالتحــاد االورويب خــال‬ ‫اجتــاع مجموعــة الـــ ‪ 20‬يومــي ‪ 9‬و‪10‬‬ ‫ايلول‪/‬ســبتمرب‪ ،‬مضيفــا أن هــدف املــروع‬ ‫تعزيــز التجــارة والربــط الرقمــي والطاقــة‬ ‫بــن دولــه‪ ،‬وهــو مــروع جيــو اقتصــادي‬ ‫و جيوســيايس ضخــم‪ ،‬ســيؤدي اىل ربــط‬ ‫منطقــة املحيطــن الهنــدي والهــادئ بالــرق‬ ‫االوســط واوروبــا‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر إىل أن هــذا املمــر االقتصادي‬ ‫ســيمتد مــن مدينــة مومبــاي‪ ،‬إىل ديب عــر‬ ‫البحــر وســيمتد إىل مدينــة حيفــا يف إرسائيــل‬ ‫ومــن هنــاك اىل مينــاء بريايــوس اليونــاين‪،‬‬ ‫مضيفــا أن البضائــع واملنتجــات ســتنقل مــن‬ ‫حيفــا اىل اوروبــا‪ ،‬حيــث تشــر التقديــرات‬ ‫اىل أنــه ســيتم اختصــار الطريــق التجــاري‬ ‫بــن الهنــد وأوروبــا بنحــو ‪.40%‬‬ ‫اال ان التقريــر ذكــر بأنــه خــال حفــل‬ ‫التوقيــع‪ ،‬فــان االعضــاء األقويــاء يف مجموعة‬ ‫الـــ‪ ،20‬وتحديــدا الصــن وروســيا وتركيــا‪ ،‬مل‬ ‫يحــروا‪ ،‬وامتنعــوا عــن التصويــت بســبب‬ ‫اســتبعادهم مــن املــروع‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر أن التحالــف الــذي تقــوده‬ ‫الواليــات املتحــدة أطلــق يف العــام املــايض‪،‬‬ ‫مــروع «إعــادة بنــاء عــامل أفضــل (‪»)B3W‬‬ ‫والــذي تبلــغ قيمتــه ‪ 40‬تريليــون دوالر‪،‬‬ ‫مضيفــا أنــه رغــم جمــود هــذا املــروع‬ ‫حتــى االن‪ ،‬اال انــه باالمــكان رؤيتــه مــن‬ ‫خــال منظــور مواجهــة مبــادرة «الحــزام‬ ‫والطريــق» الصينيــة‪.‬‬ ‫واشــار التقريــر اىل ان «مبــادرة الحــزام‬ ‫والطريــق» تعتــر أحــد املمــرات العمالقــة‬ ‫مــن بــن املمــرات األخــرى التــي متــر مــن‬ ‫خــال آســيا الوســطى وأوروبــا والــرق‬ ‫األوســط وأفريقيــا‪ ،‬اذ ميتــد عــر ‪ 150‬دولــة‬ ‫يعيــش ثلثــا ســكان العــامل فيهــا‪.‬‬ ‫وتابــع ان «الحــزام والطريــق» تتضمــن‬ ‫شــبكة ســكك حديديــة وطرقــات بــري‪،‬‬

‫‪93‬‬

‫وممـرات بحريــة‪ ،‬ولهــا ‪ 6‬طــرق رئيســية مــن‬ ‫بينهــا املمــر االقتصــادي الصيني‪-‬الباكســتاين‪.‬‬ ‫كــا انــه لــدى املبــادرة ‪ 2600‬مــروع‬ ‫بتكلفــة تقــدر بـــ ‪ 100‬مليــار دوالر‪ ،‬ومــن‬ ‫املتوقــع أنــان تصــل اىل ‪ 1.3‬تريليــون دوالر‬ ‫بحلــول العــام ‪.2027‬‬ ‫امــا بالنســبة اىل مــروع «ممــر الشــال‬ ‫الجنــوب الــدويل»‪ ،‬فهــو ممــر آخــر تــم‬‫التوقيــع عليــه يف العــام ‪ 2000‬بــن الهنــد‬ ‫وإيــران وروســيا‪ ،‬وانضمــت اليــه الحقــا‬ ‫تركيــا واذربيجــان و‪ 8‬دول اخــرى‪.‬‬ ‫وباالضافــة اىل ذلــك‪ ،‬هنــاك ممــر آخــر هــو‬ ‫املمــر العراقــي ‪-‬الــريك (طريــق التنميــة)‬ ‫الــذي ســربط البــرة بالحــدود الرتكيــة‪،‬‬ ‫وتبلــغ تكلفتــه نحــو ‪ 17‬مليــار دوالر‪ ،‬حيــث‬ ‫ســيتم اقامــة شــبكة ســكك حديديــة وطــرق‬ ‫موازيــة بطــول ‪ 1200‬كيلومــر‪.‬‬ ‫وختــم التقريــر بالقــول انــه برغــم ان حــرب‬ ‫املمــرات الحاليــة تعتــر مصــدرا رئيســيا‬ ‫للمنافســة بــن الواليــات املتحــدة وروســيا‬ ‫والصــن‪ ،‬اال انهــا ايضــا يف الوقــت نفســه‬ ‫ستســاعد يف تعزيــز الوضــع االقتصــادي‬ ‫للــدول الفقــرة‪ ،‬وتعــزز أيضــا مــن الرتابــط‬ ‫الــدويل واالقليمــي‪.‬‬ ‫واوضــح التقريــر قائــا ان العديــد مــن‬ ‫الــدول هــي يف الوقــت نفســه أعضــاء يف‬ ‫«مبــادرة الحــزام والطريــق» ويف مــروع‬ ‫املمــر الهنــدي الخليجــي األورويب‪ ،‬يف حني أن‬ ‫الصــن والواليــات املتحــدة تحــاوالن تعزيــز‬ ‫عالقاتهــا مــع دول الــرق االوســط‪ ،‬ومــع‬ ‫االتحــاد األورويب ومــع افريقيــا‪ ،‬وحتــى مــع‬ ‫الهنــد‪.‬‬ ‫ولهــذا‪ ،‬يعتــر التقريــر انــه يجــب توقــع‬ ‫انــه يف ظــل التنافــس بــن الواليــات املتحــدة‬ ‫والصــن‪ ،‬فــان الــدول االخــرى ستســتفيد‪،‬‬ ‫ولهــذا فإنــه ينبغــي النظــر اىل حــرب ممـرات‬ ‫املنافســة الجيوسياســية والجيــو اقتصاديــة‬ ‫الجاريــة حاليــا‪ ،‬باعتبارهــا نعمــة مقنعــة‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫ينتشر التعامل بالربا أو ما يسمى شعبي ًا الدين بـ»الفايز» في‬ ‫المجتمع العراقي‪ ،‬حتى أصبحت ظاهرة تمارس بشكل كبير في‬ ‫األوساط الشعبية‪ ،‬فضالً عن المؤسسات المصرفية الحكومية‬ ‫وغير الحكومية‪.‬‬ ‫فيـــلي‬

‫فيلي‬

‫تفشي ظاهرة اقتصادية في العراق‬

‫اقـتـصـــــاد‬

‫«تفتك» بالفقراء والمضطرين‬ ‫‪94‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫ويضطــر املواطنــون أحيانــاً إىل االقــراض‬ ‫ممــن ميتلكــون األمــوال وفــق مــا يســمى‬ ‫بـ»الفايــز»‪ ،‬عــى أن يتــم تســديد األمــوال‬ ‫عــى دفعــات بفائــدة عاليــة‪ ،‬لكنهــا‬ ‫رسعــان مــا تتحــول إىل أزمــة لعجزهــم‬ ‫عــن ســدادها‪ ،‬فيتضاعــف املبلــغ عليهــم‪.‬‬ ‫خسائر باهظة‬ ‫وهــذا مــا يؤكــده الخبــر االقتصــادي‪ ،‬عمر‬ ‫الحلبــويس‪ ،‬بالقــول‪ ،‬إن «(الفايــز) أصبــح‬ ‫وســيلة اقــراض تثقــل كاهــل املواطــن‬ ‫العراقــي‪ ،‬وهــو يتعــرض للحيــف الكبــر‬ ‫جـ ّراء اللجــوء لهــذا االقــراض‪ ،‬والــذي مــن‬ ‫خاللــه يتعــرض املقــرض لخســائر باهظــة‪،‬‬ ‫خصوص ـاً املقــرض بالــدوالر»‪.‬‬ ‫ويوضــح الحلبــويس ملجلــة «فيــي»‪،‬‬ ‫أن «املقــرض بالــدوالر يتحمــل ثالثــة‬ ‫خســائر‪ ،‬األوىل فائــدة (الفايــز)‪ ،‬وهــي‬ ‫كبــرة جــداً تُحســب كفائــدة عــى املبلــغ‪،‬‬ ‫مــع هامــش مــايل تحســباً لتق ّلــب ســعر‬ ‫الــرف»‪.‬‬ ‫أمــا الخســارة الثانيــة فهــي‪ ،‬وفــق‬ ‫الحلبــويس «الفائــدة التأخرييــة التــي‬ ‫تتضاعــف كلــا تأخــر املقــرض بالســداد‪،‬‬ ‫والتــي تزيــد عــن حجــم الفائــدة مرتــن‪،‬‬ ‫األوىل فائــدة التأخــر‪ ،‬والثانيــة زيــادة‬ ‫ســعر الــرف»‪ ،‬مضيفــاً أن «الخســارة‬ ‫الثالثــة هــي فــرق ســعر رصف الــدوالر‬ ‫الــذي يتصاعــد بشــكل متســارع‪ ،‬مــا‬ ‫يزيــد مــن حجــم خســائر املقــرض»‪.‬‬ ‫ويؤكــد‪ ،‬أن «هــذا يجعــل املقــرض يتعرض‬ ‫لإلعســار يف الســداد‪ ،‬والــذي يرتتــب عليــه‬ ‫فوائــد كبــرة‪ ،‬مــا يعنــي مزيــداً مــن‬ ‫الخســائر التــي ســيبقى املقــرض حبيســها‬ ‫يف ظــل تق ّلبــات ســعر الــرف التــي تزيــد‬ ‫مــن تراكــم خســائر مقــرض الــدوالر‬ ‫بـ(الفايز)»‪.‬‬ ‫الحاجة والحاالت الطارئة‬ ‫مــن جهتــه يشــر املواطــن حســن جاســم‬ ‫مــن محافظــة كربــاء إىل أن «بعــض‬ ‫املواطنــن يلجــأون إىل االقــراض مضطرين‬

‫بســبب الحاجــة إىل األمــوال لظــروف‬ ‫طارئــة‪ ،‬كأن يكــون لديهــم مريــض بصــدد‬ ‫إجـراء عمليــة لــه ومــا شــابه ذلــك‪ ،‬رغــم‬ ‫علمهــم بأنــه ح ـرام رشع ـاً»‪.‬‬ ‫ويضيــف جاســم ملجلــة «فيــي»‪ ،‬أن‬ ‫«بعــض املواطنــن يقرتضــون بالــدوالر‪،‬‬ ‫نتيجــة لتذبــذب أســعار الــرف وصعوده‬ ‫املســتمر‪ ،‬فهــو يســاهم يف تفاقــم صعوبــة‬ ‫ســداد الديــون»‪.‬‬ ‫املادة ‪465‬‬ ‫وتنــص املــادة ‪ 465‬مــن قانــون العقوبــات‬ ‫العراقــي رقــم ‪ 111‬لســنة ‪ 1969‬بالحبــس‬ ‫وبغرامــة ماليــة‪ ،‬أو بإحــدى هاتــن‬ ‫العقوبتــن‪ ،‬مــن أقــرض آخــر نقــوداً‬ ‫بفائــدة ظاهــرة أو خفيــة تزيــد عــن الحــد‬ ‫األقــى املقــرر للفوائــد املمكــن االتفــاق‬ ‫عليهــا قانونـاً‪ ،‬وفــق الخبرييــن القانونيــن‪،‬‬ ‫عــي التميمــي‪ ،‬وحيــدر الصــويف‪.‬‬ ‫ويضيــف القانونيــان اللــذان تحدثــا‬ ‫ملجلــة «فيــي» «تكــون العقوبــة الســجن‬ ‫املؤقــت مــن ‪ 5‬إىل ‪ 10‬ســنوات‪ ،‬إذا ارتكب‬ ‫املقــرض جرميــة مامثلــة للجرميــة األوىل‬ ‫خــال ‪ 3‬ســنوات مــن تاريــخ صــرورة‬ ‫الحكــم األول نهائيــاً‪ ،‬وتكــون العقوبــة‬ ‫حســب شــدة الجرميــة وجشــع املقــرض‬ ‫والــروط»‪.‬‬ ‫ويشــر عــي التميمــي‪ ،‬إىل أن «مجلــس‬ ‫قيــادة الثــورة املنحــل أصــدر عــام ‪1997‬‬ ‫قانــون ‪ 68‬الــذي يعاقــب بالحبــس ‪3‬‬ ‫ســنوات عــى هــذه الجرميــة‪ ،‬واعتربهــا‬ ‫ُمخ ّلــة بالــرف‪ ،‬وتشــدد فيهــا إذا تكــررت‬ ‫خــال ‪ 3‬ســنوات مــن الشــخص نفســه‬ ‫لتصــل إىل ‪ 10‬ســنوات»‪.‬‬ ‫ويوضــح التميمــي‪ ،‬أن «قانــون ‪ 68‬أوجــب‬ ‫مصــادرة مبلــغ املقــرض أو الفائــدة وأنشــأ‬ ‫صندوقــاً خاصــاً بالفقــراء يتــم إيــداع‬ ‫املبالــغ التــي يتــم مصادرتهــا‪ ،‬ويكــون‬ ‫هــذا الصنــدوق يف وزارة العمــل‪ ،‬ويــوزّع‬ ‫املبلــغ بنســبة ‪ 40%‬مــن قيمــة مــال‬ ‫الربــا أو الفائــدة عــى الفقـراء‪ ،‬و‪ 40%‬إىل‬

‫‪95‬‬

‫املقــرض املخــر عــن الجرميــة‪ ،‬و‪ 20%‬إىل‬ ‫املخــر غــر املقــرض»‪.‬‬ ‫رسية‬ ‫جرائم ّ‬ ‫مــن جهتــه يقــول حيــدر الصــويف «يف‬ ‫قانــون أصــول املحاكــات الجزائيــة‪ ،‬إذا‬ ‫بــادر املقــرض إىل اإلخبــار عــن املقــرض‪،‬‬ ‫فإنــه ُيعفــى مــن العقوبــة وتبقــى‬ ‫العقوبــة عــى املقــرض‪ ،‬إال إن املقــرض‬ ‫دامئــاً مــا يكــون يف حاجــة إىل اقــراض‬ ‫املــال‪ ،‬ويســتغله املقــرض بالربــا‪ ،‬لذلــك ال‬ ‫يذهــب املقــرض إىل القضــاء لإلخبــار عــن‬ ‫املقــرض»‪.‬‬ ‫ويتفــق الصــويف والتميمــي‪ ،‬عــى أن‬ ‫«عمليــات الربــا تتفــى يف األســواق‬ ‫العراقيــة بعيــداً عــن متنــاول القضــاء‬ ‫ورسيــة بــن‬ ‫والرشطــة‪ ،‬ألنهــا تتــم بكتــان ّ‬ ‫املقرتضــن‪ ،‬مــا يتطلــب جهــداً اســتخبارياً‬ ‫الرسيــة التــي‬ ‫ملكافحــة هــذه الجرائــم ّ‬ ‫تخالــف أحــكام الرشيعــة اإلســامية‪،‬‬ ‫وكذلــك يتطلــب أيضـاً زيــادة الوعــي عــن‬ ‫هــذه الجرائــم‪ ،‬كونهــا غــر معروفــة ومــا‬ ‫يرتتــب عليهــا مــن عقوبــات قانونيــة»‪.‬‬ ‫حراك نيايب‬ ‫وكان النائــب عــاء الحيــدري‪ ،‬قــد تقــدم‬ ‫يف متــوز‪ /‬يوليــو املــايض‪ ،‬بطلــب إىل رئاســة‬ ‫مجلــس النــواب لترشيــع قانــون مكافحــة‬ ‫ظاهــرة الربــا‪ ،‬مشــفوعاً بتواقيــع ‪ 82‬نائبـاً‪،‬‬ ‫والذيــن يشــكلون قرابــة ‪ 25%‬مــن أعضــاء‬ ‫مجلــس النــواب البالغــن ‪ 329‬نائبـاً‪.‬‬ ‫كــا وأكــد الحيــدري يف تغريــدة ســابقة‬ ‫لــه «نعاهــد الشــعب عــى تحمــل‬ ‫املســؤولية القانونيــة والرشعيــة بالعمــل‬ ‫عــى ترشيــع قانــون مكافحــة الربــا‪،‬‬ ‫بعــد تفشــيها واتســاعها بصــور مختلفــة‬ ‫وبشــكل يهــدد املجتمــع العراقــي»‪،‬‬ ‫متحد ًثــاً عــن «أصحــاب النفــوس‬ ‫الضعيفــة الذيــن يســتغلون وضعهــم‬ ‫االقتصــادي لتعظيــم أموالهــم دون جهــد‬ ‫عــى حســاب املحتاجــن واملقرتضــن»‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫‪97‬‬

‫النجارة العراقية‪..‬‬ ‫فن أصيل عاد إلثبات جدارته‬ ‫بعد منافسة "غير عادلة"‬ ‫أمام المستورد‬

‫فيلي‬

‫فيلي‬

‫عادت النجارة العراقية مؤخرا إلى إثبات جدارتها أمام األثاث‬ ‫المستورد بعد أن كادت تنقرض خالل السنوات الماضية‪،‬‬

‫اقـتـصـــــاد‬

‫وذلك لتطور عملها حتى أصبحت مشابهة لألثاث التركي‬ ‫وااليطالي والمصري‪ ،‬لكن بمواد وعمل «أفضل»‪ ،‬وفيما‬ ‫يكشف مختصون بهذه المهنة وخبراء عن حجم التحديات‬ ‫التي تواجهها‪ ،‬يرى آخرون بارقة أمل «خطته» هذه المهنة‬ ‫لنفسها بعد فترات صعبة من المنافسة «غير العادلة» مع المستورد‪.‬‬

‫‪96‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫وتعــد النجــارة مــن الــراث العراقــي‪ ،‬وهــي‬ ‫بــارزة يف شناشــيل بغــداد وكذلــك يف املبــاين‬ ‫القدميــة والرتاثيــة التــي تحتــوي جميعهــا‬ ‫عــى فــن النجــارة والديكــور‪ ،‬وكانــت دول‬ ‫العــامل ترغــب بتقليــد هــذا الفــن يف بلدانها‪،‬‬ ‫بحســب رئيــس اتحــاد نقابــات العــال يف‬ ‫الع ـراق‪ ،‬ســتار دنبــوس‪.‬‬ ‫صناعة عمالقة ولكن‬ ‫ويؤكــد دنبــوس يف حديــث ملجلــة «فيــي»‪،‬‬

‫ان «النجــارة كانــت مــن الصناعــات املهمــة‬ ‫والعمالقــة يف العــراق‪ ،‬ويعمــل يف هــذه‬ ‫الحرفــة أعــداد كبــرة مــن النجاريــن‪ ،‬التــي‬ ‫مل تكــن تقتــر عــى الــراث‪ ،‬بــل كل غــرف‬ ‫النــوم واألبــواب والشــبابيك وغريهــا كانــت‬ ‫تصنــع بأيــا ٍد عراقيــة وبدرجــة ممتــازة»‪.‬‬ ‫ويضيــف‪« ،‬لكــن التخبــط الحكومــي‬ ‫واالســترياد العشــوايئ ألحــق األذى‬ ‫بهــذا الفــن األصيــل‪ ،‬وكان مــن كــوارث‬

‫الحكومــات املتعاقبــة فــرض رضائــب‬ ‫كبــرة عــى املــواد األوليــة التــي تدخــل يف‬ ‫النجــارة‪ ،‬مقابــل إعفــاء رضيبــي عــى املــواد‬ ‫املصنوعــة كاملــة‪ ،‬وهــذا ال يوجــد يف جميــع‬ ‫دول العــامل»‪.‬‬ ‫واعتــر ان «عمليــات االســترياد العشــوايئ‪،‬‬ ‫غســيل أمــوال»‪ ،‬موضحــاً بالقــول‪« :‬ألن‬ ‫هنــاك عملــة صعبــة كبــرة تخــرج‪ ،‬يف وقــت‬ ‫أن البــاد قــادرة عــى الصناعــة بطريقــة‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين االول | اكتوبر‬

‫فيلي‬ ‫اقـتـصـــــاد‬

‫أفضــل وأرقــى مــن املســتورد‪ ،‬ويف الوقــت‬ ‫نفســه تســد الحاجــة املحليــة»‪.‬‬ ‫تأثري املستورد‬ ‫ويتفــق الباحــث االقتصــادي‪ ،‬أحمــد عيــد‪،‬‬ ‫مــع مــا ذهــب إليــه ســتار دنبــوس حــول‬ ‫«تأثــر غــزو البضائــع املســتوردة للســوق‬ ‫العراقيــة عــى اإلنتــاج املحــي‪ ،‬وانعكاســه‬ ‫عــى مصالــح أصحــاب املهــن الحــرة ومنهــا‬ ‫النجــارة»‪.‬‬ ‫ويؤكــد عيــد ملجلــة «فيــي»‪ ،‬أن «العــراق‬ ‫يضــم الكثــر مــن النجاريــن املاهريــن‬ ‫بقــدرات فنيــة وجــودة عاليــة تفــوق‬ ‫املســتورد بكثــر‪ ،‬لكــن الســوق بــدأت‬ ‫باللجــوء إىل املســتورد بســبب رخــص املــادة‬ ‫وقوالبهــا الفنيــة لوجــود املكائــن واآلالت‬ ‫واملعــدات الصناعيــة املتطــورة يف بقيــة‬ ‫البلــدان»‪.‬‬ ‫ويضيــف‪ ،‬أن «العـراق يفتقــد ألجــود أنــواع‬ ‫األخشــاب بســبب الطبيعــة الجغرافيــة‬ ‫والبيئيــة لــأرايض العراقيــة‪ ،‬ويعتمــد‬ ‫النجــارون عــى اســترياد األخشــاب مــن‬ ‫الخــارج بأســعار عاليــة‪ ،‬مــا يرفــع تكاليــف‬ ‫إنتــاج الصناعــات الخشــبية‪ ،‬خاصــة مــع‬ ‫عــدم إمكانيــة املورديــن الحصــول عــى‬ ‫الــدوالر بالســعر الرســمي»‪.‬‬ ‫ويوضــح‪ ،‬أن «األخشــاب املســتوردة أثــرت‬ ‫كثــراً عــى أصحــاب املهــن‪ ،‬وغــادر عــدد‬ ‫كبــر مــن النجاريــن مهنتهــم التــي توارثوها‬ ‫بســبب تعرضهــم لخســائر كبــرة نتيجــة‬ ‫االســترياد املفــرد وغــر املــدروس»‪.‬‬ ‫وطالــب عيــد يف ختــام حديثــه «الحكومــة‬ ‫العراقيــة ونقابــات املهــن الحــرة‪ ،‬بالعمــل‬ ‫عــى وضــع حــد لالســترياد املفــرط‬ ‫للصناعــات الخشــبية‪ ،‬ودعــم النجاريــن‬ ‫العراقيــن بالوســائل كافــة‪ ،‬للحفــاظ عــى‬ ‫هــذا املــوروث الوطنــي االقتصــادي»‪.‬‬ ‫ويؤيــد حيــدر حســن‪ ،‬وهــو صاحــب رشكــة‬ ‫إلنتــاج وبيــع األثــاث يف بغــداد‪ ،‬مــا قالــه‬

‫‪98‬‬

‫العدد ‪238‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫ســتار دنبــوس وأحمــد عيــد‪ ،‬عــن تأثــر‬ ‫املســتورد‪ ،‬مبينـاً أن «املســتورد يف الســنوات‬ ‫الســابقة طغــى عــى النجــارة العراقيــة وكاد‬ ‫أن يخفيــه‪ ،‬كــا أن الزبــون كان ال يهتــم‬ ‫ســابقاً بنوعيــة خشــب الغــرف»‪.‬‬ ‫املحيل يثبت جدارته‬ ‫ويضيــف حســن ملجلــة «فيــي»‪« ،‬لكــن يف‬ ‫اآلونــة األخــرة اســتطاعت النجــارة العراقية‬ ‫إثبــات جدارتهــا باملوديــات التــي تصنعهــا‬ ‫املشــابهة للمســتورد لكــن مبــواد (خشــب)‬ ‫وعمــل أفضــل»‪.‬‬ ‫ويؤكــد‪ ،‬أنــه «زاد االقبــال عــى النجــارة‬ ‫العراقيــة مــن خــال العمــل عــى أفضــل‬ ‫وأجــود أنــواع الخشــب‪ ،‬وهــو خشــب‬ ‫(الســاج)‪ ،‬و(البلــوط) و(الســنديان)‬ ‫و(الــزان) و(البورمــي) لألشــكال الرتكيــة‬ ‫واإليطاليــة واملرصيــة‪ ،‬لكــن بنجــارة عراقيــة‬ ‫درجــة أوىل مــن ناحيــة القيــاس وجــودة‬ ‫العمــل والدقــة»‪.‬‬ ‫ولفــت إىل أن «الرضائــب عــى املــواد الخــام‬ ‫تــزداد يومــاً بعــد آخــر خاصــة بالنســبة‬ ‫للمــواد التــي نحتاجهــا إلنتــاج الغرفــة‬ ‫املشــابهة للمســتوردة»‪ ،‬مبينــاً أن «أســعار‬ ‫الغــرف املنتجــة محليـاً تــراوح مــا بــن ‪ 1‬إىل‬ ‫‪ 14‬مليــون دينــار»‪.‬‬

‫«زاد االقبال على النجارة العراقية من‬ ‫خالل العمل على أفضل وأجود أنواع‬ ‫الخشب‪ ،‬وهو خشب (الساج)‪ ،‬و(البلوط)‬ ‫و(السنديان) و(الزان) و(البورمي) لألشكال‬ ‫التركية واإليطالية والمصرية‪ ،‬لكن بنجارة‬ ‫عراقية درجة أولى من ناحية القياس‬ ‫وجودة العمل والدقة»‪.‬‬

‫‪99‬‬


‫''‬

‫مايجري من عدوان آثم على غزة يندى له جبين االنسانية ‪ ،‬قد غطى على فاجعة سبقته اهتزت لها القلوب‬ ‫واعتصرت الم ًا ‪ ..‬انها مصيبة حريق الحمدانية ‪ ..‬حيث لم يخطر ببال اي ممن حضر هذا الزفاف انه سينتهي‬ ‫بمشد النراه سوى في افالم هوليوود ‪ ،‬انه مشهد اختلط فيه الفرح بالبكاء واالمل بحياة جديدة مع نافذة‬ ‫مفاجئة الى الحياة اآلخرة ‪ ..‬الجديد والغرابة ‪ ،‬فهذه االرض موعودة بنكبات ومصائب لها بداية واليبدو ان لها‬ ‫نهاية ‪ ..‬الرحمة والخلود لالرواح التي غادرت الى بارئها في غمضة عين ليس لسبب سوى الن ارواح الناس هنا‬ ‫هي االرخص من كل شيء ‪..‬‬

‫مدير التحرير‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.