العدد السبعون بعد المــائة من مجلة فيلي

Page 1


‫كلمة العدد‬ ‫هل الفيليون بحاجة لدكتاتور ليتحدوا؟‬

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬ ‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA‬‬ ‫‪FOR FAILY KURD‬‬

‫علي حسين فيلي‬ ‫صاحب االمتياز‬

‫‪The concessionaire‬‬ ‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليني‬

‫دةزطاىرؤشنبريىوراطةياندنىكوردىفةيلى‬

‫‪170‬‬ ‫‪FAILY‬‬

‫السنة الرابعة عشر‬ ‫كانون الثاني ‪2018‬‬

‫إقرأ في هذا العدد ‪....‬‬

‫‪alifaily@shafaaq.com‬‬

‫مدير التحرير‬

‫الغالف االول‬

‫رئيس التحرير‬

‫رقم االعتماد في‬

‫علي حسين علي‬

‫نقابة الصحفيين العراقيين ‪1016‬‬

‫هيئة التحرير‬

‫رقم االيداع في دار الكتب‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫عبد اهلل صبري‬ ‫سندس ميرزا‬ ‫سعد عبد الجبار‬

‫والوثائق ‪ 796‬في ‪2004‬‬

‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬

‫ماذا بعد لقاءات العبادي والبارزاني؟‬

‫‪6‬‬

‫تغيير في سياسة الكورد اثر السياسات المجحفة بحقهم‬

‫‪26‬‬

‫تقرير بريطاني ينشر توقعات ‪ 2018‬ابرزها وضع العراق ودولة للكورد‬

‫‪40‬‬

‫ّ‬ ‫حكام العراق يحاربون اإلرهاب بالفساد‬

‫‪58‬‬

‫االكتشاف االهم لإلنسان عبر التاريخ الطويل هو معرفة الفرق بين ان‬ ‫يحيا وان يعيش‪ ،‬فاذا لم ينهار ايماننا فان الحياة لن تصل لطريق مسدود‪.‬‬ ‫وفي الحياة العراقية التي يعيش فيها الفيليون‪ ،‬تستقصى االرقام الرسمية‬ ‫لنفوس هذا البلد بناء على البطاقة التموينية حيث الحاجة لموادها لم‬ ‫تنقطع‪ ،‬وحاجة االحزاب لسجل انتخابي فلكي متعكز عليها‪ ،‬فمن الطبيعي‬ ‫لم تصدر شهادة وفاة طفل‪ ،‬فهو ورقة اقتراع رابحة للمستقبل مع وصوله‬ ‫للسن القانونية‪ ،‬اما غالبية الكورد الفيليين االحياء هم محرومون بحجة‬ ‫المستمسكات الثبوتية من المشاركة االنتخابية ونيل الحقوق‪.‬‬ ‫هناك ايام يجب ان نضع خطاً تحتها لتظهر جلية اكثر ويجب ان نستنسخ‬ ‫منها نسخا كثيرة ونحتفظ بها في مكان مناسب‪ .‬وخصوصا عندما تضيع‬ ‫بين االيام االخر لكي نستطيع العثور عليها بسهولة من اجل تعيدنا الى تلك‬ ‫العهود التي كنا نعيش فيها بشكل طبيعي وكانت لنا مكانة وحقوق‪ ،‬لتعود‬ ‫بنا الى ما قبل حلول الكوارث‪.‬‬ ‫منذ عهود طويلة تعود االنسان الفيلي على ان يضع الخطوط على ماضي‬ ‫ايامه وتعبه الذاتي ليشطبها‪ ،‬مازال وقت االنتخابات لم يأتِ ولكن بدأ‬ ‫بعضهم بتسقيط البعض االخر‪ ،‬ويتحدثون في خيالهم عن بطولة اناس‬ ‫لم يروا ساحة الوغى لحد االن‪ ،‬في حين عندما تبدأ العواصف السياسية‬ ‫والدعاية االنتخابية فان الشجاعة تكمن في كسر حاجز الخوف واالنبعاث‬ ‫من جديد‪.‬‬ ‫النجاح والخالص ال يناالن بالصدفة ويحتاجان الى بذل المساعي‪ ،‬وتلك‬ ‫المساعي هي من تمنح قضيتنا الوان الخلود ال االمنيات‪ ،‬في الدورة النيابية‬ ‫االولى في العراق اصبح ‪ 9‬من الكورد الفيليين اعضاء في البرلمان اال ان‬ ‫الحقوق لم تستحصل بشكل كامل‪ ،‬واليوم وخوفا من عدم الحصول على‬ ‫االصوات ننتشي بمقعد (كوتا) وحيد ويتعالى زعيقنا سعيا الى برلمان ال‬ ‫يكترث لتطلعات شرائح واقليات على شاكلتنا!‬ ‫االنتخابات ليست نهاية الطريق او المآسي‪ ،‬يجب ان نصبر لحين انتهائها‬ ‫وعودة الحياة لطبيعتها‪ .‬حينها ينكشف لنا كم عملنا معا بانسجام واتحاد‬ ‫واال وكما يقول الرائد الرياضي الكوردي الفيلي صمد اسد والذي كان‬ ‫بمعترك قضية شريحتنا‪ :‬ان ظلم صدام كان يجمعنا وبزواله تشتتنا!! فهل‬ ‫يجوز ان ننتظر ظلم دكتاتور اخر من اجل ان نجتمع ونتحد؟! في وقت كل‬ ‫الطرق معبدة امامنا لكنها بحاجة الى بصيرة‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫‪www.shafaaq.com‬‬


‫كورديات‬

‫‪4‬‬

‫هل الشعب العراقي‬ ‫يصوت لمن يعاقب الكورد ؟‬

‫منذ قيام أقليم كوردستان‬ ‫بأجراء األستفتاء عىل تقرير‬ ‫املصري تصاعد اللهجة السياسية‬ ‫والعسكرية لحكام بغداد وال سيام‬ ‫رئيس الوزراء حيد العبادي ضد أقليم‬ ‫كوردستان فبدأ بسلسلة من األجراءات‬ ‫العقابية لألقليم أولها باغالق املطارات‬ ‫يف كل من أربيل والسليامنية أمام‬ ‫الرحالت الدولية‪ ،‬ومن بعدها التدخل‬

‫العسكري للميليشيات الشيعية‬ ‫يف كركوك  بأرشاف قيادات من‬ ‫الحرس الثوري األيراين وبضوء أخرض‬ ‫من كل من أمريكا وبريطانيا وتركيا‬ ‫وبالتنسيق مع جناح يف حزب االتحاد‬ ‫الوطني الكوردستاين والذي نتج عنه‬ ‫تفاوت يف القوة واملواقف والسيطرة‬ ‫عىل آبار النفط وبعدها محاولة‬ ‫التقدم باتجاه أربيل إىل  أن تصدت‬

‫عبدالسالم محمد‬

‫البيشمركة الهجوم يف آلتون كوبري‬ ‫وكذلك محاولة الوصول والسيطرة عىل‬ ‫املعابر الحدودية يف فيش خابور والتي‬ ‫أفشلها البيشمركة أيضاً‪  .‬مل يكتفي‬ ‫العبادي بكل هذا وأمنا  طالب  دول‬ ‫الجوار بأغالق الحدود مع كوردستان‬ ‫وتوجه إىل عدم رصف رواتب موظفي‬ ‫األقليم رغم وعوده برصف الرواتب‬ ‫أكرث من مرة بحجة خرق أقليم‬

‫كوردستان للدستور العراقي بأجراء‬ ‫األستفتاء ومن هنا بدأ رئيس الوزراء‬ ‫حيدر العبادي بالظهور وأصابه الغرور‬ ‫كالقائد الذي حرر العراق من داعش‪،‬‬ ‫ومن أنقذ العراق من األنقسام‪ ،‬ومن‬ ‫كرس هيبة كردستان إىل درجة مل يذكر‬ ‫اسم البيشمركة بخطاب ما يسمى‬ ‫بالنرص متجاه ًال التضحيات التي‬ ‫قدمتها البيشمركة والتسهيالت التي‬

‫قدمها يف تحرير املوصل‪ ،‬كل ذلك من‬ ‫أجل أن يحصل عىل املزيد من األصوات‬ ‫االنتخابية العراقي ليك يضمن بقاءه يف‬ ‫منصب رئيس الوزراء للدورة القادمة‬ ‫يف االنتخابات العراقية واألسئلة التي‬ ‫تبادر إىل األذهان هو‪:‬‬ ‫هل من يعاقب أقليم كوردستان يحصل‬ ‫عىل املزيد من األصوات العراقية؟‬ ‫هل سيديل الشعب العراقي  بالفعل‬ ‫بصوته ملن يعاقب كردستان؟‬ ‫هل الشعب العراقي حاقد عىل الشعب‬ ‫الكوردي لهذه الدرجة ليك يصوت‬ ‫لصالح من يعاقب شعب كوردستان؟‬ ‫هل من يسعى لفشل تجربة أقليم‬ ‫كوردستان الناجحة يحصل عىل أصوات‬ ‫العراقيني؟‬ ‫هل هكذا يكافئ الشعب العراقي‬ ‫أقليم كوردستان وشعبه الذي استقبل‬ ‫أكرث من مليونني نازح عراقي ؟‬ ‫هل النجاح يكون بتدمري القسم‬ ‫الناجح من البالد أم العمل إللحاق‬ ‫بقية البالد به ؟‬ ‫هذه األسئلة موجه للشارع العراقي‬ ‫الذي يحاول  العبادي أقليم كسب‬ ‫أصواته وتأييده يف االنتخابات القادمة‬ ‫الذي يبدو أنه بالفعل يوافق عىل تعنت‬ ‫العبادي وحكومته يف عدم الخوض يف‬ ‫مفاوضات جدية لحل األزمة القامئة‬ ‫بني حكومتي األقليم واملركز رغب‬ ‫تكرار الجانب الكوردي عىل استعداته‬ ‫للتفاوض واأللتزام بالدستور العراقي‬

‫ولكن ليس بأنتقائية للمواد الدستورية‬ ‫وقرار املحكمة االتحادية مبا يخص‬ ‫االستفتاء ونتائجه أال أن الحديث‬ ‫يف الشعب الكوردي والعاملي تؤكد‬ ‫عىل أن العبادي ال يرغب بالتفاوض‬ ‫إال بعد أجراء األنتخابات ليك يحصل‬ ‫عىل املزيد من األصوات التي تضمن‬ ‫بقاءه يف السلطة لدورة أنتخابية أخرى‬ ‫ليك يبقى بعيون العراقيني البطل الذي‬ ‫حافظ عىل العراق والذي قام بالكثري‬ ‫من االجراءت العقابية ضد أقليم‬ ‫كوردستان وآخرها كان قرار متديد حظر‬ ‫الرحالت الجوية يف كل من مطاري‬ ‫أربيل والسليامنية الدوليني لشهرين‬ ‫آخرين إىل ‪ 28‬شباط ‪ 2018‬وكل هذه‬ ‫األجراءات تؤكد مام قد قاله الربزاين‬ ‫عندما قال العقلية التي تحكم يف بغداد‬ ‫هي نفسها كام من سبقها وأمنا الوجوه‬ ‫هي من تغريت فقط الغري‪ .‬والسبب‬ ‫الذي أدى إىل توجه االقليم ألجراء‬ ‫االستفتاء هوعدم األلتزام بالدستور‬ ‫العراقي‪ ،‬وحرمان األقليم من حصته‬ ‫يف امليزانية العراقية البالغة والسؤال‬ ‫االهم هو ملاذا إذا كان الشعب العراقي‬ ‫حاقد عىل الشعب الكوردي لدرجة‬ ‫يديل بأصواته ملن يعاقب ويصعد‬ ‫يف وجه األقليم يدعنا يفكر ملاذا إذاً ال‬ ‫يدعون شعب كردستان يقرر مصريه‬ ‫باالستقالل وليكونوا جارين متحابني‬ ‫كام قالها مسعود الربزاين رئيس أقليم‬ ‫كوردستان‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪6‬‬

‫بعد إرتفاع أصوات الرصاص‬ ‫واملدافع‪ ،‬واإلتهام بالتجاوز عىل‬ ‫الرشاكة والتوافق واألعراف اإلنسانية‬ ‫ومباديء الدميقراطية‪ ،‬وتسلل روح‬ ‫العداء واإلنتقام اىل نفوس بعض‬ ‫املسؤولني الذين يتولون املناصب‬ ‫الهامة والحساسة يف العراق‪ ،‬وبعد‬ ‫إمتهان وسائل االعالم الخاضعة للسلطة‬ ‫العراقية للعبة تضليل الشعب عرب‬ ‫تزوير الحقائق وفربكة الترصيحات‬ ‫وتحريف الكلامت املثرية للسخرية‪،‬‬ ‫وتغيري مضمون العبارات وتحويرها عن‬ ‫أصلها‪ ،‬والخطابات العدوانية املوجهة‬ ‫ضد الكورد وكوردستان‪ .‬هل يربد‬ ‫الجمر ويصبح رماداً؟ وهل تعود املياه‬ ‫اىل مجاريها الحقيقية بعد اللقاءات‬ ‫واملباحثات بني السيدين حيدر العبادي‬ ‫ونيجريفان بارزاين؟ وهل ميكن أن يثق‬ ‫الكوردستانيون مرة أخرى بتعهدات‬ ‫بغدادالتي يعتربونها عاصمة ال تنفذ‬ ‫وعودها وال تحرتم عهودها‪ ،‬وتتنصل‬ ‫من إتفاقاتها قبل أن يجف حرب التوقيع‬ ‫عليها‪ ،‬وبالسياسيني الذين مل ينجحوا‬ ‫يف تسجيل صفحة ناصعة تجاههم‪ ،‬ومل‬ ‫يجنوا منهم سوى الكالم املزوق واملنمق‬ ‫البعيد عن الواقع؟‬ ‫أم أن الحوار اليفيد‪ ،‬ألن كل الذي كان‬ ‫قبل اآلن بني الشيعة والكورد غري مفيد؟‬

‫أم ميكن أن يبدأ من النقطة التي وقف‬ ‫فيها‪ ،‬وأن الذي بعد اآلن رمبا سيفيد؟ أم‬ ‫يكون مصريه كمصري رشاكتهام‪ ،‬بسبب‬ ‫التنافر والطموحات املتعاظمة والرغبة‬ ‫يف لعب دور أكرب من الحجم الحقيقي‪،‬‬ ‫وبسبب السري عكس مبادئ التوافق‪،‬‬ ‫وإختيار نهج يعود يف النهاية مبزيد‬ ‫من التخالف واملعضالت والتداعيات‬ ‫التي تعصف بالقيم والثوابت؟ أم أن‬ ‫إدراك الثوابت والرضورات واملصالح‬ ‫املشرتكة والقيم النبيلة ستحفز اإلرادات‬ ‫وتوحدها وتحركها بإتجاه التفاهم‬ ‫والتحاور والتصالح ومواجهة التحديات‬ ‫التي تقف أمامهم ؟‬ ‫األسئلة السابقة وغريها‪ ،‬تدور يف خلد‬ ‫الذين مل يكونوا يتصورون واليتوقعون‬ ‫أن يعم العداء والقتال واإلحرتاب‬ ‫بني الشيعة والكورد يف أي وقت‪ .‬ومل‬ ‫متص َّورين‪ ،‬أيضاً‪،‬‬ ‫يكونوا متوقعني وال َ‬ ‫أن يشاهد اإلنسان الكوردي السالح‬ ‫الشيعي متوهجاَ نحو صدره‪ ،‬أو حتى‬ ‫أن يسمع التهديدات اإلنفاعلية عىل‬ ‫الفضائيات من املسؤوليني والساسة‬ ‫والكتاب الشيعة وقادة امليليشيات‬ ‫ّ‬ ‫املبطنة أو املكشوفة‪ .‬ولكن‬ ‫الشيعية‪،‬‬ ‫بعد ما سمعوه من بعضهم وليس ك ّلهم‪،‬‬ ‫وبعد ما شاهدوا اإلستقواء باألجنبي‬ ‫واإلسترشاس قبل انتهاء الحوارات‪..‬‬

‫ماذا بعد لقاءات العبادي والبارزاني؟‬ ‫صبحيسالهيي‬

‫تغريت التوقعات والتصورات نحو‬ ‫األخطر الحاد عىل الواقع النفيس‬ ‫الجامعي الكوردستاين الذي يرسخ واقعاً‬ ‫جديداً‪ ،‬ويتيح فرصاً جديدة الميكن أن‬ ‫تكون كسابقاتها يف الشكل واملضمون‬ ‫والنتائج‪.‬‬ ‫الكورد‪ ،‬خالل السنوات املاضية‪ ،‬كانوا‬ ‫عىل يقني بأن املهرولني وراء الرساب‬ ‫واملستغرقني يف تطبيق األجندات‬ ‫املختلفة‪ ،‬سيدمرون البالد‪ ،‬من خالل‬ ‫إفشال الرشاكة وخرق الدستور وتفسري‬ ‫ّ‬ ‫والتخل عن‬ ‫القوانني حسب رغباتهم‪،‬‬ ‫األتفاقات واللعب بأوراق غري رابحة‪،‬‬ ‫وتقويض الجهود الرامية اىل تغليب‬ ‫الحكمة عىل املتاهة‪ .‬مع ذلك ساهموا‬

‫يف الرشاكة وحاولوا إنجاحها‪ ،‬وكرروا‬ ‫مراراً وتكراراً تحذيراتهم من مخاطر‬ ‫زرع بذور الفنت‪ ،‬ومن صعوبة بل‬ ‫إستحالة قبولهم بفرض ما يف خاطر‬ ‫وخواطر اآلخرين عليهم‪ .‬وقدموا‬ ‫تحت شعار الرشاكة الهشة التنازالت‬ ‫تلو التنازالت‪ ،‬عىل حساب قضاياهم‬ ‫املرشوعة والدستورية‪.‬‬ ‫رغم مرارة ما حدث‪ ،‬نستطيع القول‬ ‫أنه ما زال ميكن اإلعتامد عىل رحابة‬ ‫صدر املتحاور الكوردستاين ( نيجريفان‬ ‫بارزاين‪ ،‬وأعضاء حكومته)‪ ،‬واستعداده‬ ‫الضمني الط ّيب للتوافق والتعاون‬ ‫وتفضيل الحكمة يف إزالة الصعوبات‬ ‫وتفادي األسوأ‪ ،‬وترتيب الجهود‬

‫واملصالح وتأمينها عرب خطوات‪ ،‬أولها‪،‬‬ ‫التأكيد عىل حسن النوايا من خالل لجم‬ ‫فاقدي الحد األدىن من الحس الوطني‬ ‫والديني واإلنساين‪ ،‬وخاصة الذين‬ ‫يتباهون بصلفهم وغرورهم وعنجهيتهم‬ ‫وإستهانتهم بالكورد‪ .‬وثانيها‪ ،‬اإلثبات‬ ‫إن القرار يف بغداد وطني وغري خاضع‬ ‫للضغوط والنزوات واألوامر الخارجية‬ ‫التي تريد دفع الجميع صوب الحرب‬ ‫والهالك وبرسعة قياسية‪ .‬وثالثها‪,‬‬ ‫العودة اىل إحرتام الدستور واإلعرتاف‬ ‫بفشل الرشاكة وتحمل مسؤولية التباعد‬ ‫الذي رضب األرض بني الكورد والشيعة‬ ‫واإلبتعاد عن األجوبة غري الواضحة‬ ‫واملشوشة‪ .‬ورابعها‪ ،‬اإلعرتاف بالحقائق‬

‫امل ّرة واملؤملة والقاسية‪ ،‬وفشل سياسة‬ ‫يل األذرع وعقم الحلول العسكرية‬ ‫وعجزها‪ ،‬والشعور بهول السقوط يف‬ ‫مستنقع التفكك القومي واملذهبي‬ ‫والسيايس‪ .‬وخامسها‪ ،‬التأكيد عىل أن‬ ‫الصيغة التي تريض العراقيني‪ ،‬التأيت‬ ‫إال من خالل دراسة كل اإليحاءات‬ ‫والسيناريوات ملعالجة األوضاع وضبطها‬ ‫وفق املستجدات والظروف والتجارب‪.‬‬ ‫وسادسها‪ ،‬البحث عن التسويات التي‬ ‫ميكن يف ضوءها تفادي األزمات قبل‬ ‫وصولها اىل الذروة‪ ،‬والتوصل عىل‬ ‫ّ‬ ‫أقل تقدير اىل منع بلوغ املآزق نقطة‬ ‫الالعودة‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫لو كنتُ عربي ًا لطالبتُ بإستقالل كوردستان‬

‫‪8‬‬ ‫لو حملت العقرب عىل ظهرك‬ ‫ودرت به الكون لن تستسلم من‬ ‫لسعته املسمومة القاتلة ‪ ,‬فالذي‬ ‫يجري الغدر والتامر والعنف‬ ‫والنجاسة يف عروقه الميكن أن تتأمل‬ ‫منه العدل أو السلم أو األمان‬ ‫حتى خريه « رش ووباء « ‪ ..‬ال يوجد من‬ ‫خدم العرب واإلسالم أكرث من صالح‬ ‫الدين األيويب الكوردي الذي حرر‬ ‫العرب ووحدهم وقىض عىل الخالفة‬ ‫الفاطمية الشيعية يف مرص التي دامت‬ ‫أكرث من «‪ »٢٥٠‬عاماً ‪ .‬فلواله لكانت‬ ‫هذه الخالفة باقية عىل قلوب العرب‬ ‫إىل يوم القيامة ‪ ،‬ولكان املرصيون‬ ‫يتكلمون الفارسية بد ًال من العربية ‪،‬‬ ‫ولألسف الشديد حارب الصليبيني إىل‬ ‫أن حرر القدس ‪ .‬ومع ذلك الكثريين‬ ‫منهم يشتمونه ويُخونونه وينكرون‬ ‫عليه فضائله وكورديته ولو أستطاعوا‬ ‫لحفروا قربه وعبثوا بعظامه ‪ ..‬وكذلك‬ ‫أقليم كوردستان كان حضناً دافئاً‬ ‫وبيتاً سعيداً وملتقى ألغلب هذه‬ ‫القيادات العراقية املنحرفة املشهودة‬ ‫لها بالغدر والنفاق ‪ ،‬أنقلبت عىل‬ ‫الكورد بعد أن وصلوا إىل سدة الحكم ‪.‬‬ ‫بغداد مل تكنْ يوماً منفذاً اسرتاتيجياً‬ ‫للشعب الكوردي ومل تعرتف لحظة‬ ‫بالشعب الكوردي بل كانت وماتزال‬ ‫الباب األكرث مضايقة وفتنة وتشدداً‬ ‫وتآمراً عىل الشعب الكوردي ‪..‬‬

‫عندما تم نقل السلطة للحكومة‬ ‫العراقية برئاسة اياد عالوي‪ ،‬وانهاء‬ ‫االحتالل االمرييك للعراق يف ‪٢٠٠٤‬‬ ‫أستبرشنا خرياً ‪ ..‬لكن جرت رياح‬ ‫الغدر كعادتها فخابت آمالنا ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫وصحت توقعات السياسيني الكورد‬ ‫وقتها يف أقليم كوردستان ومخاوفهم‬ ‫من نشوب خالفات سياسية وصدامات‬ ‫مسلحة بني العراقيني العرب الشيعة‬ ‫والسنة ‪ ..‬وبني الشيعة أنفسهم ‪..‬‬ ‫وبني العرب والكورد يف كركوك ‪..‬‬ ‫وكانوا حذيرين وال يتوقعون منها‬ ‫شيئاً ‪ ..‬وهذا ماحصل فع ًال ‪ ..‬ولهذا‬ ‫قالوا اليوجد أمامنا إال اإلستقالل ‪.‬‬ ‫ستمر العراق بأزمات سياسية‬ ‫مستعصية المثيل لها يف أي مكان‬ ‫‪ ..‬واالنتقام والثأر سيكون سيد‬ ‫املواقف ‪ ..‬و ستتمدد الطائفية إىل‬ ‫الخارج إلن كل طائفة لها حضن‬ ‫يف الخارج فالسنة بعرب السنة يف‬ ‫الوطن العريب والشيعة بايران ‪.‬‬ ‫املرجعيات الدينية هي التي تتحكم‬ ‫بالعمود الفقري ورشايني الحياة يف‬ ‫العراق ‪ ..‬فهي اآلمر والناهي ‪ ..‬ولها‬ ‫نفوذ وتأثري روحي عىل الشعب ‪..‬‬ ‫فتوى واحدة من رجل دين يكرس‬ ‫رأس أكرب مسؤول سيايس ويطيح به‬ ‫‪ ..‬وينزع منه صفة الدين واالسالم‬ ‫‪ ..‬وتقلب الحكومة رأساَ عىل عقب ‪.‬‬ ‫لن تتعاىف العراق من الرسطان‬

‫الطائفي البغيض ‪ ..‬فمنذ معركتي‬ ‫الجمل وصفني بعد وفاة الرسول (‬ ‫ص ) مل تهدأ الخالفات والنزاعات‬ ‫والحروب األهلية والرصاعات املذهبية‬ ‫والطائفية الدموية بني الشيعة والسنة‬ ‫يف العراق ‪ ..‬بل أصبحت وراثية وثأرية‬ ‫تنتقل من جيل إىل جيل ‪ ..‬وكانت‬ ‫سبباً يف سقوط بل تسليم موصل‬ ‫وأخواتها من املدن مبساحة ثلث العراق‬ ‫لتنظيم الدولة االسالمية (داعش ) سنة‬ ‫‪ .٢٠١٤‬فالميكن ان تستقر العراق اال‬ ‫بتقسيمها إىل ثالث مناطق كونفدرالية‬ ‫كردية ‪ ..‬وسنية ‪ ..‬وشيعية ‪.‬‬ ‫نحن الكورد بعيدين عن هذا الرصاع‬ ‫الطائفي املدمر الذي ميزق املجتمع‬ ‫ويزرع الفتنة والتطرف ‪ ..‬وهذا يسجل‬ ‫لنا ‪ ..‬ويدركه العامل الخارجي ‪ ..‬وأقليم‬ ‫كوردستان خري شاهد و منوذج رائع من‬ ‫التسامح واملودة للعيش املشرتك بسالم‬ ‫وأمان ‪ ..‬فال فرق بني املسيحي واملسلم‬ ‫‪ ..‬وال بني الكوردي والعريب ‪ ..‬وال بني‬ ‫السني والشيعي ‪ ..‬هذا الرصاع الذي‬ ‫يحمل يف طياته مفردات ومصطلحات‬ ‫دينية ‪ :‬السلفي ‪ ..‬اإلبايض ‪ ..‬الحنبيل‬ ‫الشافعي ‪ ..‬السني ‪..‬الشيعي ‪..‬الوهايب‬ ‫‪ ..‬اإلسامعييل ‪..‬الصويف ‪ ..‬الزيدي ‪ . ..‬بل‬ ‫نحن متمسكون بالبعد القومي الذي‬ ‫يجمعنا لتحقيق تطلعاتنا وأهدافنا‬ ‫لنعيش بكرامة يف وطننا كوردستان‬ ‫‪ ..‬دون ْ‬ ‫أن نلحق األذى بغرينا‪.‬‬

‫اديب سيف الدين‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪10‬‬

‫إشكالية وجود كردستان تاريخي ًا‬ ‫د‪.‬محمود عباس‬

‫يف عام ‪1986‬م كنا‬ ‫مجموعة من الطالب الكرد‪،‬‬ ‫الدارسون يف االتحاد‬ ‫السوفيتي‪ ،‬نقضي العطلة‬ ‫الصيفية على ساحل البحر‬ ‫األسود‪ ،‬بالقرب من املنطقة‬ ‫املزمع عقد املؤتمر السوري‬ ‫فيها (سوتشي) بني قرابة‬ ‫مئتي طالب من معظم‬ ‫دول العالم‪ .‬كان يشرف‬ ‫علينا املسؤول الروسي‬ ‫عن األجانب من جامعة‬ ‫موسكو‪ ،‬التي كنت أحاضر‬ ‫فيها لنيل شهادة الدكتوراه‪،‬‬ ‫وكان لي معرفة به‪ ،‬لم‬ ‫أستسيغه يوماً‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪12‬‬ ‫تعمد األعداء على فبركة‬

‫   بعد أسبوع من وصولنا تم‬ ‫التحضري ملسرية طالبية ضمن‬ ‫املنتجع‪ ،‬مبناسبة يوم الرشق األوسط‪.‬‬ ‫طلبنا من املسؤول‪ ،‬ككرد‪ ،‬أن تكون‬ ‫مجموعتنا مستقلة عن الدول املحتلة‬ ‫لكردستان‪ ،‬وبالفتاتنا الخاصة‪ .‬وكانت‬ ‫الشعارات تطبع عىل الالفتات بعد‬ ‫املوافقة‪ ،‬فحينها برز جدال بيننا وبني‬ ‫املسؤول‪ ،‬وتطور إىل أن سألنا وببسمة‬ ‫فيها مسحة من التهكم‪ ،‬السؤال‬ ‫الذي كثرياً ما نسمعه من املناهضني‬ ‫للقضية الكردستانية‪ ،‬ويلوحه العديد‬ ‫من السياسيني واملثقفني العروبيني‬ ‫واألتراك والفرس‪ ،‬عندما تضعف‬ ‫الحجة عندهم أمام أحقية القضية‬ ‫الكردستانية‪“ “ ،‬هل كانت هناك‬ ‫دولة باسم كردستان يف التاريخ؟” أي‬ ‫هل هناك وجود تاريخي لكردستان؟‬ ‫وهل كان للكرد كيان سيايس سابقاً؟‬ ‫عملياً السؤال وبشكل عام يضمر‬ ‫معناً مغرضاً فيه الكثري من الحقد‬ ‫قبل البعد املعريف‪ .‬ولسان حال معادي‬ ‫الشعب الكردي يقول‪ ،‬هل الكرد‬ ‫شعب يستحق بأن تكون لهم دولة‪،‬‬ ‫أو هل هم يعرفون أو لهم القدرة عىل‬ ‫إدارة الدولة؟ تعكس يف عمقه الصور‬ ‫النمطية الدونية عن الشعب الكردي‪،‬‬ ‫والتي رسختها األنظمة الشمولية‬ ‫الفاسدة عنهم‪.‬‬ ‫ سؤال قد يؤدي إىل رد فعل غري‬

‫تاريخنا وتاريخ المنطقة‬ ‫بشكل عام‪ ،‬وضعفنا‬ ‫مقابل ما نشروه عن‬ ‫الكرد من تاريخ مزور‪،‬‬ ‫وعدم قدرتنا على إعادة‬ ‫ما تم إتالفه وتضييعه‪،‬‬ ‫أو إحياء الصفحات‬ ‫الحضارية لثقافة وآداب‬ ‫الكرد‪...‬‬

‫منطقي من قبل رشيحة من اإلخوة‬ ‫الكرد‪ ،‬ولكن وعند التمعن سيتبادر‬ ‫إىل ذهننا يف مواجهة هذا السؤال‪،‬‬ ‫عدة أوجه تعكسها السؤال بحد ذاته‪،‬‬ ‫بغض النظر عن الجواب‪ ،‬ومنها جهالة‬ ‫طارحيها بتاريخ كردستان‪ ،‬أو التغايض‬ ‫عنه عمداً‪ ،‬وتعمد األعداء عىل فربكة‬ ‫تاريخنا وتاريخ املنطقة بشكل عام‪،‬‬ ‫وضعفنا مقابل ما نرشوه عن الكرد‬ ‫من تاريخ مزور‪ ،‬وعدم قدرتنا عىل‬ ‫إعادة ما تم إتالفه وتضييعه‪ ،‬أو إحياء‬ ‫الصفحات الحضارية لثقافة وآداب‬ ‫الكرد التي عبثت بها القبائل العربية‬ ‫الغازية البدائية أوال والفارسية بد ًء من‬ ‫دولتهم السامانية ومن ثم الصفوية‬ ‫فيام بعد وأكملتها العثامنية‪ ،‬إىل أن‬ ‫أمتمت عليهم فرنسا وبريطانيا‪.‬‬ ‫ من صفات الشعوب الضعيفة‬ ‫واملغلوبة عىل أمرها‪ ،‬ومن بينهم‬

‫نحن الكرد‪ ،‬تجريم اإلمرباطوريات‬ ‫والدول املهيمنة عىل ما هم عليه من‬ ‫الضعف‪ ،‬متناسني أنه هناك عوامل‬ ‫أخرى ساهمت عىل بقائنا تحت هذا‬ ‫املصري املؤمل‪ ،‬واستمرارية هذا القدر‪.‬‬ ‫والرد املبارش عىل ذاك السؤال سيكون‬ ‫خالياً من الحكمة‪ ،‬وهو ما ينتظره‬ ‫عادة الشخص الطارح‪ ،‬ومن الحكمة‬ ‫معرفة فيام إذا كان لصاحبها أية‬ ‫خلفية تاريخية ليس فقط عن الشعب‬ ‫الكردي بل عن املنطقة ككل؟‬ ‫  علينا أن ندرك حقيقة‪ ،‬وهي أن‬ ‫قضية األمة الكردية‪ ،‬أو أية أمة‪ ،‬ال‬ ‫تتعلق بوجود كيان سيايس أو عدمه‪،‬‬ ‫فهناك العديد من الشعوب لها دول‬ ‫وأنظمة سياسية‪ ،‬لكنها تعيش املآيس‪،‬‬ ‫أو ويف عزلة عن أنظمتها‪ ،‬وبعضها‬ ‫تناضل من أجل قضايا وليست فقط‬ ‫قضية إثبات وجودها أو عدمه‪،‬‬ ‫وتعمل املستحيل إلسقاط سلطاتها‪،‬‬ ‫فالحدود السياسية التي تشكلت يف‬ ‫بدايات القرن املايض أو عىل شاكلتها‬ ‫مل تقدم حلو ًال مرضية لشعوبها‪ ،‬وهي‬ ‫ليست بالنامذج التي يجب أن تقاس‬ ‫عليها الجغرافيات املاضية للشعوب‪،‬‬ ‫فالشعب الكردي أو األمازيغي أو‬ ‫غريهم كانوا وعىل مر التاريخ ورغم‬ ‫مرور إمرباطوريات عىل جغرافيتهم‪،‬‬ ‫أصحاب أرض‪ ،‬هم مالكوها األصالء‬ ‫بأغلبية دميغرافية ساحقة‪ ،‬قبل أن‬ ‫تظهر إىل الوجود الدول الحديثة بل‬ ‫وحتى اإلمرباطوريات السابقة التي‬

‫زالت أو التي بنيت عىل ركامها الدول‬ ‫الحارضة‪ ،‬ونحن هنا ال ننوه إىل الدول‬ ‫والكيانات السياسية التي أسسها الكرد‬ ‫تحت أسامء مختلفة‪ ،‬أو شاركوا فيها‪،‬‬ ‫بل عن جغرافية كردستانية متكاملة‬ ‫العوامل قابل ليكون كيان سيايس‬ ‫قائم بذاته‪  .‬‬ ‫ العودة إىل التنقيب عن صفحات‬ ‫التاريخ‪ ،‬وتذكري من يحتاج إىل‬ ‫تذكريه‪ ،‬سيكون عبثاً‪ ،‬فلو كانوا فعال‬ ‫يبحثون عن معرفة‪ ،‬لوجدوا املئات‬ ‫من الدراسات األكادميية التي تبني‬ ‫مدى العمق التاريخي للوجود الكردي‬ ‫يف كردستانه‪ ،‬حتى وإن كانت تعرف‬ ‫يف املايض السحيق بأسامء أخرى‬ ‫غري كردستان‪ ،‬والتنوع يف الصفات‬ ‫واألسامء التي عرفت بها كياناتهم‬ ‫السياسية‪ ،‬إن كانت إمرباطوريات أو‬ ‫إمارات أو سلطنات‪ ،‬داللة أخرى عىل‬ ‫شمولية عراقتهم الراسخة يف التاريخ‪،‬‬ ‫وهي من أهم األسباب التي ساندت‬ ‫األمة الكردية بعدم ذوبان دميغرافيتها‪،‬‬ ‫والحفاظ عىل لغتها ضمن جغرافيتها‬ ‫الكردستانية رغم الكوارث واملؤامرات‬ ‫التي خططت لها القوى املعادية‪،‬‬ ‫إلذابتهم أو تهجريهم‪ ،‬وعدم الضياع‬ ‫أمام اجتياحات اللغة العربية عن‬ ‫طريق اإلسالم والنص اإللهي‪ ،‬مثلام‬ ‫حدثت للعديد من شعوب املنطقة‬ ‫واستعربوا‪ ،‬وال داعي هنا إىل تذكري‬ ‫البعض بأسامئهم وأسامء الكيانات‬ ‫السياسية الكردية املاضية‪ ،‬والدخول يف‬

‫سجاالت عقيمة مع من ينكرونها سلفاً‬ ‫لحقد أو عن جهالة‪.‬‬ ‫ كام وعدم ظهور كيان سيايس يف بداية‬ ‫القرن املايض أو عىل صفحة التاريخ‬ ‫باسم كردستان تيم ً‬ ‫ام بالدول التي‬ ‫أنشأها االستعامر الربيطاين‪-‬الفرنيس‬ ‫يف املنطقة أو املاضية املسجلة الحقاً‬ ‫تحت الصفة القومية‪ ،‬ال تلغي حق‬ ‫الشعب الكردي بإقامة كيانه السيايس‬ ‫الخاص به يف هذه املرحلة أو الالحقة‪،‬‬ ‫وعىل جغرافيته‪ ،‬وباالسم الكردستاين‪،‬‬ ‫وسوف لن تكون كالكيانات اللقيطة‬ ‫التي مل تقدم ذاتها أو ترقى إىل الصفة‬ ‫القومية لشعوب تلك الدول‪ ،‬كدولة‬ ‫لبنان وقطر والبحرين والسودان‬ ‫وإيران وحتى السعودية وغريها‪،‬‬ ‫وبرزت عىل الساحة بالصفات القبلية‬ ‫أو العائلية‪ ،‬أو تدعي األمة مجازاً‪،‬‬ ‫وتستخدم الغطاء القومي لرتسيخ‬ ‫الشعب الكردي أو‬ ‫األمازيغي أو غيرهم‬ ‫كانوا وعلى مر‬ ‫التاريخ ورغم مرور‬ ‫إمبراطوريات على‬ ‫جغرافيتهم‪ ،‬أصحاب‬ ‫أرض‪ ،‬هم مالكوها‬ ‫األصالء بأغلبية‬ ‫ديمغرافية ساحقة‬

‫مصالح رشيحة عىل مصالح األمة‪ ،‬أو‬ ‫كتلك التي تتحدث باسم قومية وهي‬ ‫ليست بأكرث من أنظمة استعامرية‬ ‫للشعوب األصلية‪ ،‬أصحاب األرض‪،‬‬ ‫كرتكيا ودول شامل أفريقيا‪ ،‬ودول‬ ‫أخرى ومن بينها املحتلة لكردستان‪.‬‬ ‫ويف الفرتة األخرية وبعدما التهبت‬ ‫الرشق األوسط بدأ معظم هؤالء‬ ‫يروجون للمفهوم الوطني للحفاظ‬ ‫عىل متاسك جغرافياتهم املتعارضة مع‬ ‫جغرافيات شعوب املنطقة‪ ،‬متخليني‬ ‫عن االستنادات التاريخية لتشكل‬ ‫كياناتها السياسية‪ ،‬وتركوا التلويح‬ ‫بصفحات التاريخ املفربك واملزور‪،‬‬ ‫خاصة بعد أن تعرت خدعهم عىل أثر‬ ‫الثورة التكنلوجية االنرتنيتية‪.‬‬ ‫ ورغم كل هذا‪ ،‬ويف خضم الثقافات‬ ‫العنرصية املتالطمة واملهيمنة عىل‬ ‫شعوب املنطقة‪ ،‬وخاصة التي ترسخها‬ ‫األنظمة الشمولية العنرصية‪ ،‬سيبقى‬ ‫السؤال املبطن حارضاً يف ال شعور‬ ‫املعادين للقضية الكردية‪ ،‬دون انتظار‬ ‫الرد املناسب أو البحث عنه‪ ،‬مثل‬ ‫الجواب الذي لن يقنعهم مهام كان‬ ‫حكيام ومنطقياً‪.‬‬ ‫ وبسبب األحداث املتالحقة‪ ،‬تم‬ ‫تجاوز هذا السؤال يف هذه املرحلة‪،‬‬ ‫وزاد مخاوفهم القرتاب فرصة الشعب‬ ‫الكردي بالظفر لحقوقه‪ ،‬فيكرثون‬ ‫من الحديث عن الوطنية‪ ،‬ويلوحون‬ ‫بالدولة املدنية‪ ،‬النثناء الكرد عن‬ ‫هدفه‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪14‬‬

‫بغداد‬ ‫ال تقرأ‬ ‫التاريخ‬

‫قيل يف بغداد ان الطرف الذي‬ ‫يحتاج اىل الحوار هو الخارس‬ ‫وليس من انترص يف امليدان‪ .‬ويف وقت‬ ‫تتطلب فيه االوضاع التفكري يف حقيقة‬ ‫هل ان انتصار الطرفني يف اربيل وبغداد‬ ‫يكمن يف رهان املفاوضات والسالم ام يف‬ ‫التباعد وعدم اجراء الحوار؟‬ ‫بغداد ليست لها قراءة صحيحة حتى‬ ‫ملصالحها‪ .‬وال تدري بان كوردستان كام‬

‫العراق لها مكانة ودرجة يف النموذج‬ ‫االمني يف العامل الخارجي وخصوصا يف‬ ‫الغرب‪.‬‬ ‫عىل الرغم من ان الكورد ال يرغبون‬ ‫بحصول التوتر يف االوضاع ولكنهم‬ ‫يعرفون بان ذلك يتطلب تغيري صيغة‬ ‫التفكري بل تبنى السياسات‪ .‬ففي الوقت‬ ‫الذي تخلق الهجمة االعالمية تصورا‬ ‫خاطئا لدى العراقيني بشأن كوردستان‪.‬‬

‫كثريون هم من يعتقدون بان الحرب‬ ‫امر خاطئ يف جميع الظروف واالوضاع‪،‬‬ ‫ولكن ردود االفعال املستفزة التي‬ ‫ابدتها بغداد تجاه الكورد بعد احداث‬ ‫‪ 16‬ترشين االول‪ ،‬تظهر غفلة الحكومة‬ ‫العراقية عن قراءة التاريخ وهذا ما‬ ‫يرسع وترية ابتعاد الكورد وانفصالهم عن‬ ‫اللعبة الجيوسياسية‪.‬‬ ‫نحن نعلم بان املشكالت الداخلية يف‬ ‫كوردستان ومن ثم وجود التدخالت‬ ‫الخارجية واتساع او انكامش تلك االزمات‬ ‫مرتبط مبشكالت املنطقة وخارجها ايضا‪.‬‬ ‫ولكن حرب بغداد ضد الكورد ليست‬ ‫ابدية ففي اخر االمر تخرج من اطار‬ ‫التهديد والحرب عىل الرغم من ان يف‬ ‫هذا املجال الرتكيز االكرب عىل تلك القوى‬ ‫التي تسمى معارضة ولكنها ال ترص عىل‬ ‫خصوصية الحقوق القومية ‪ .‬والحكومة‬ ‫تريد عن طريقهم ان تهدئ رشارة‬ ‫املطالب الشعبية الكوردية او تخمدها‬ ‫كليا‪.‬‬ ‫ال ميكن النسيان ان اوربا يف القرون‬ ‫الوسطى ويف عهد النازيني والشيوعيني‬ ‫والفاشيني شهدت ارتكاب الجرائم‬ ‫االيديولوجية والناس يف تلك القارة‬ ‫يعرفون بشكل افضل بان دميقراطية‬ ‫االيديولوجيا كالتي يف العراق ليس لها‬ ‫اي معنى‪ .‬ومن هذه الزاوية فان افضل‬ ‫مصل لهذا البلد املتعدد القوميات‬ ‫واالديان هي التعددية العلامنية‪.‬‬ ‫ان االمنوذج الجديد يف ادارة املرشوع‬ ‫القومي الكوردي يف املنطقة يتجىل يف‬ ‫اقليم كوردستان العراق والكانتونات‬ ‫يف غريب سوريا؛ التي اذا جاءت الفرصة‬

‫علي حسني فيلي‬

‫ستولد الدولة الكوردية املستقلة فيها الن‬ ‫الكورد مل يخرسوا جميع اراضيهم لحد‬ ‫االن ليك ال يستطيعوا ان ينظموا انفسهم‪.‬‬ ‫آخر حدث وقع يف هذا البلد‪ ،‬هو ان‬ ‫تضحيات االقليات هي تضحيات فوق‬ ‫التضحيات ويأس يزيد اليأس يأسا‪،‬‬ ‫فبغداد تنتهج سياسة تجاه الكورد تتجىل‬ ‫تذويب امكانياتهم شيئا فشيئا وتدمري‬ ‫ارادتهم‪ .‬وكانت البداية خلق االزمات‬ ‫داخليا وبعدها دخلت الحكومة العراقية‬ ‫عىل الخط بشكل مبارش‪.‬‬ ‫وليس هناك ادىن شك بان الجغرافية‬ ‫السياسية القومية يف هذه املنطقة موضع‬ ‫اهتامم الغرب‪ ،‬ولعل بغداد يف هذا اللغز‬ ‫و هذه اللعبة مشرتكة‪ .‬ولهذا اذا اراد‬ ‫الكورد اال يتم تغيري الدستور او ارادوا‬ ‫استحصال يشء من الدستور فعليهم‬ ‫الذهاب اىل بغداد‪.‬‬ ‫لقد جاء الوقت الذي عىل بغداد التخلص‬ ‫من امراض وعقد الرتهيب والتخويف ال‬ ‫من اجل االنتخابات بل من اجل تأمني‬ ‫حقوق الشعب الكوردستاين‪ .‬ان الحوار‬ ‫بني بغداد واربيل حقق ما استطاع ان‬ ‫يحققه فيام مىض فقط‪ ،‬ويجب اال يقلل‬ ‫من شأن مواطني االقليم حينام يقومون‬ ‫بتحليل االخطاء ومييزون بني الحسن‬ ‫والرديء‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪16‬‬

‫قـلم مـبري‬ ‫ومؤسسات‬ ‫ثقـافــــية‬ ‫كـــوردية!‬ ‫ُترى ماذا يعني تضخم عدد كل‬ ‫هؤالء‪ :‬كتّاب‪ ,‬أقالم‪ ,‬صحف‪،‬‬ ‫ندوات‪ ،‬مجالت‪ ,‬مؤسسات ثقافية‪,‬‬ ‫اتحادات كتاب ومثقفني وشعراء‪.‬‬ ‫أضحى الفضاء الثقايف الكوردي يعج‬ ‫بكل ألوان الفن والثقافة واألدب‬ ‫والفكر‪ ,‬بغض النظر إن كان حامل‬ ‫تلك املصطلحات واملرادفات‪ ,‬حا ِم ٌل‬ ‫ملقتضيات املصطلح أم ال‪.‬‬

‫شفان ابراهيم‬

‫فهل يتم ترجمة كل تلك الصفات‬ ‫واملرادفات إىل أداء فاعل وتراكم‬ ‫معريف وإنتاج سلويك يُحسب يف رصيد‬ ‫كل هؤالء أم ال؟‬ ‫وقبل محاولة اإلجابة‪ ,‬البد من‬ ‫القول‪ :‬هل القضية الكوردية‬ ‫بتعقيداتها اإلقليمية وتشبيكاتها‬ ‫الوطنية وطموحاتها القومية‪ ,‬هل‬ ‫هي بحاجة إىل كل هذا الكم الهائل‬

‫من الشخصيات الساعية لحمل تلك‬ ‫املصطلحات والصفات أم ال؟‬ ‫إن دمجنا السؤالني رمبا نحصل عىل‬ ‫سؤال آخر‪ ,‬أين تكمن األزمة الثقافية‬ ‫الكوردية ا ُملعربة عن تلك الحال؟‬ ‫فهل الكورد أمام أزمة ثقافية‪ ,‬أم أزمة‬ ‫مثقفني‪ ,‬أم هي أزمة إدارة حقيقية؟‬ ‫رمبا علينا دمج كل هذه األسئلة لنصل‬ ‫إىل بيت القصيد‪ ,‬حيث السؤال األكرث‬

‫التباساً‪ ,‬هل ُقلبت الصورة وبات املجتمع‬ ‫الكوردي حام ًال لكل هؤالء املثقفون‪،‬‬ ‫ً‬ ‫حامل جمعياً للهم الكوردي؟‬ ‫الكونهم‬ ‫أي مبعنى هل كل هؤالء مثقفون حقاً‬ ‫أم أن الثقافة والوسط الثقايف الكوردي‬ ‫أصبح مبثابة قنطرة عبور للتائهني بحثاً‬ ‫مجتمع مل‬ ‫عن مجد الذات الضائعة يف‬ ‫ً‬ ‫تعد فيها مهمة املثقف الحقيقي تحظى‬ ‫بتلك الهالة من التقدير أو األهمية عدا‬ ‫عن التأثري‪...‬‬ ‫حينها تنقلب آية املثقف والثقافة‬ ‫الكوردية لتحل االنتهازية عوضاً عن‬ ‫املهمة الثقافية امللقاة عىل عاتق من‬ ‫أرتىض أن َيس ِب َق أسمه بإحدى مرادفات‬ ‫عائلة الثقافة من كاتب أو شاعر أو أديب‬ ‫أو‪....‬إلخ‪ ,‬ويتحول الحقل الثقايف إىل‬ ‫حقل ُمخصص لالنتهازيني واملتطفلني عىل‬ ‫الشأن الثقايف‪ ,‬تتحني تلك الفئة الفرصة‬ ‫املناسبة القتناص نصيبها من كعكة‬ ‫املغانم الثقافية‪ ,‬ويجعلون من الثقافة‬ ‫غالفاً جمي ًال يتمكيجون به للربيستيج‬ ‫الشخيص‪ ,‬يف مقابل الحفاظ عىل األزمة‬ ‫الثقافية رهينة االستغالل بأنواعه‪ .‬إذ‬ ‫ينفرد الوسط الثقايف الكوردي عن غريه‬ ‫بأن الساعي وراء الحصول عىل عضوية‬ ‫أي منظمة ثقافية‪ ،‬إمنا يحمل ألقاب‬ ‫شاعر‪ ،‬كاتب‪ ،‬أديب‪ ،‬مفكر‪ ،‬مرسحي‪،‬‬ ‫سيناريست‪ ،‬وسيايس بالفطرة!‪ ،‬وهي‬ ‫املادة املفقودة لدى غالبية املجتمعات‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫أي أصبحت للثقافة الكوردية جامعات‬ ‫من الحاذقني املاهرين‪ ،‬الواصلني برسعة‬ ‫دون أي اكتساب للعلم ومران ملكة‬ ‫النقد والحكم‪ ،‬بل أصبحت يشء أخر‬

‫متاماً‪ ،‬فقط يكفيه تقديم طلب أنتساب‬ ‫إىل أي تجمع مبدلول ثقايف بغض النظر إن‬ ‫كان أجوفاً أم ال‪.‬‬ ‫ناصية املثقفني الجدد يف الوسط الكوردي‬ ‫إنهم يكسبون عيشهم بيدهم ال بعقلهم‪،‬‬ ‫وناصية حملة بعض املنتوجات املطبوعة‬ ‫إنهم يسبحون يف أحالم اليقظة‪ ،‬دون أن‬ ‫يكون لكليهام أي دور ُمامرس يف الوسط‬ ‫املجتمعي الكوردي‪ ،‬ناهيكم عن ُندرة‬ ‫اإلبداع والتجديد املعريف واإلعجاز‬ ‫اللغوي‪.‬‬ ‫ُمثقف ّ‬ ‫فذ لكنه ال يشتغل بفكره يف أي‬ ‫فرع من فروع املعرفة! وال يحمل‬ ‫مقوالت عرصية عن اإلنسان واملجتمع‬ ‫والهُويات وغريها؟ وال ميلك أي جرأة‬ ‫ألخذ موقف احتجاجا أو تنديداً إزاء ما‬ ‫تتعرض له الجامعات أو األفراد من عسف‬ ‫وظلم وقهر‪.‬‬ ‫ا ُملحصلة البائسة من اقتحام تلك الفئة‬ ‫الشاذة والضالة عىل الوسط الثقايف‪,‬‬ ‫تتلخص يف كيفية تحرير مصطلح املثقف‬ ‫واملثقفني‪ ,‬وتحديد معايري الكاتب‬ ‫والشاعر واألديب‪....‬إلخ خاصة وإن هذه‬ ‫الصفات أو املصطلحات أصبحت منتهكة‬ ‫جداً‪ ,‬وتحرير مفهوم املصطلح إمنا هو‬ ‫كاألفاعيل واألفهوم الفلسفي ا ُملتحرر‪,‬‬ ‫وليس إضفاء نوع من القداسة أو منعها‬ ‫عىل املشتغلني يف حقل الثقافة واملعرفة‬ ‫أو املتابعني خارج دائرتهام‪ ,‬بالحجم‬ ‫الذي يُطلب الفرز والتوثيق‪ .‬إمنا عىل‬ ‫أقل تقدير ليتمكن ا ُملشتغل الحقيقي‬ ‫يف الحقل الثقايف عىل تحصني ذاته من‬ ‫اإلنهاك واالستنزاف جراء األجواء الثقافية‬ ‫الغري ُمنتجة‪ ,‬بل األسوأ حني تكون أجواء‬

‫ُمعطلة تستهلك القوى دون أي تأثري يف‬ ‫تحرير الركود الثقايف‪ ,‬أو أي تأثري يف حالة‬ ‫حراك إيجابية نتيجة طوق املتطفلني‪.‬‬ ‫إذا كانت الثقافة يف أبسط تعريفاتها هي‬ ‫مجموع عنارص الحياة وأشكالها ومظاهرها‬ ‫يف مجتمع من املجتمعات‪ ،‬وفق املعنى‬ ‫االصطالحي عند علامء االجتامع‪ ،‬فإن‬ ‫املعنى املقصود يف هذه املعالجة ليست‬ ‫تلك العنارص الفضفاضة يف التعبري عن‬ ‫الحالة الثقافية املعنية هنا‪ ،‬قدر ما هي‬ ‫تلك العنارص التي ينتظم فيها نشاط‬ ‫مثقف‪ ،‬وهي يف هذا املعنى تتألف من‬ ‫عنرصين أساسيني أولهام‪ :‬معرفة صحيحة‬ ‫يكتسبها املرء بالجهد العقيل‪ ،‬تتحقق من‬ ‫خالل اطالع متوازن عىل األفكار األساسية‬ ‫التي تقوم عليها العلوم واآلداب والفنون‪،‬‬ ‫أو من علم متخصص متعمق يف وجه من‬ ‫وجوه الثقافة‪ ،‬وثانيتهام‪ :‬هي تلك القوى‬ ‫العقلية الداخلية والروحية التي بها‬ ‫يكتسب املرء املعرفة ويجعلها قس ً‬ ‫ام من‬ ‫نفسه وشخصيته‪ .‬ذلك أن هذا االكتشاف ال‬ ‫يأيت عفوياً دون بذل أو معاناة‪ ،‬بل بجهد‬ ‫نفيس يتطلب صفات عقلية وروحية‬ ‫ال تتم تلك الصفة الثقافية بدونها‪ .‬وهذا‬ ‫يقودنا إىل تعريف أكرث تحديداً للثقافة‬ ‫وهي مجموعة املعارف املكتسبة التي‬ ‫متكن من ملكة النقد والذوق والحكم‪.‬‬ ‫فهل ميلك ذاك الجيش الجرار من حملة‬ ‫عبئ عضوية تجمع مشوه ومنحرف‬ ‫ثقافياً‪ ,‬ولو الحد األدىن من تلك العنارص‪,‬‬ ‫أم أن تضافر عاميل‪ :‬تسيريهم وفق مزاج‬ ‫جمع ِه من جهة‪ ,‬ومن‬ ‫من وشمهم بوشم َت ُ‬ ‫جهة أخرى تصديقه لكذبته‪ ،‬جعلته دُ مية‬ ‫ميتطيها الالهثون وراء قيم املادة‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪18‬‬

‫اخلوض يف بواطن التاريخ‬ ‫بقدر ما يطلعنا على بعض‬ ‫احلقائق لكنه أيضا صورة‬ ‫قامتة ملا حصل على األقل‬ ‫خالل قرن من الزمان‪،‬‬ ‫ومن هنا أريد أن استعرض‬ ‫وبسرعة لكي ال أثقل على‬ ‫القارئ بصفحات مؤذية من‬ ‫تاريخ هذه املنطقة‪ ،‬اليت ما‬ ‫زالت تغلي وتندفع محمها‬ ‫من براكني وضعت أسسها عرب‬ ‫التاريخ‪ ،‬لتحرق األخضر‬ ‫واليابس ألقوام سكنت هذه‬ ‫املنطقة املوبوءة بالعقائد‬ ‫واإليديولوجيات والقبلية‬ ‫والعنصرية والطائفية‬ ‫املقيتة‪،‬‬

‫كوردستان والعراق إىل أين؟‬

‫كفاح محمود‬

‫‪19‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪20‬‬ ‫حمم تحولت إىل حروب‬ ‫ومآيس وكوارث كام وصفها احد‬ ‫الدبلوماسيني األمريكيني أبان توقيع‬ ‫اتفاقية لوزان وراح ضحيتها ماليني‬ ‫البرش من مختلف األقوام واألعراق‬ ‫واألديان واملذاهب‪ ،‬ولعل ما حصل‬ ‫لألرمن والكورد نهاية القرن التاسع عرش‬ ‫ومطلع العرشين بداية لتلك الكوارث‬ ‫واملآيس‪ ،‬وما يؤكد إرصار العنرصيني بكل‬ ‫أشكالهم القومية والدينية واملذهبية‬ ‫عىل الشمولية املقيتة هو تلك الحمم‬ ‫التي تندفع برضاوة وما تزال حرائقها‬ ‫مستعرة‪ ،‬وها هي داعش وردود أفعالها‬ ‫الطائفية متثل آخر مبتكرات املآيس يف‬ ‫العراق وسوريا‪.‬‬ ‫ويف العراق وكوردستان العراق ومنذ‬ ‫أكرث من مائة عام عمل الكوردستانيون‬ ‫عىل إنشاء دولة مدنية متحرضة‬ ‫دميقراطية مع رشكائهم العرب وغريهم‬ ‫من شعوب هذه املنطقة من العامل‪ ،‬دولة‬ ‫تعتمد أسس املواطنة يف بنائها االجتامعي‬ ‫والسيايس‪ ،‬وكانت الخطوة األوىل بعد‬ ‫اتفاقية سايكس بيكو سيئة الصيت‪ ،‬أن‬ ‫منحوا والية املوصل العثامنية هويتها‬ ‫العراقية يف استفتاء عصبة األمم بالربع‬ ‫األول من القرن املايض‪ ،‬أمال يف أن يحقق‬ ‫الرشكاء اآلخرين يف اململكة العراقية (‬ ‫والية بغداد ووالية البرصة ) وعودهم يف‬ ‫تنفيذ مطالب شعب كوردستان يف شكل‬ ‫الدولة وأساسياتها وحيثياتها مبا يضمن‬ ‫حقوقهم اإلنسانية والثقافية والسياسية‪،‬‬ ‫وطيلة ما يقرب من مثانني عاما مل يتلق‬ ‫الكورد من وعود الحكومات املتعاقبة‬

‫يف بغداد وعىل مختلف مشاربها‬ ‫وتوجهاتها‪ ،‬إال الحروب املدمرة التي‬ ‫استخدمت فيها أبشع أنواع األسلحة‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك املحرمة دوليا كاألسلحة‬ ‫الكياموية والعنقودية والنابامل‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن عمليات األرض املحروقة‪ ،‬التي أتت‬ ‫عىل أكرث من ثلث كوردستان يف عمليات‬ ‫األنفال سيئة الصيت ( مثانينيات القرن‬ ‫العرشين )‪ ،‬والتي ذهب ضحيتها ما‬ ‫يقرب من ربع مليون إنسان‪ ،‬وتدمري‬ ‫خمسة آالف قرية مبا فيها من بساتني‬ ‫وينابيع ومنشآت‪ ،‬إضافة إىل قتل أكرث‬ ‫من مثانية آالف بارزاين وتغييب مئات‬ ‫اآلالف من الكورد الفيليني يف وسط‬ ‫العراق‪ ،‬وإسقاط جنسياتهم العراقية‬ ‫وتهجري عوائلهم إىل إيران ( سبعينيات‬ ‫القرن العرشين )‪ ،‬وأتباع سياسة الصهر‬ ‫القومي والتغيري الدميوغرايف لسكان‬ ‫املدن الكوردستانية املتاخمة لحدود‬ ‫العراق العريب مثل كركوك وسنجار‬ ‫وزمار ومنديل وسهل نينوى ومخمور‬ ‫والشيخان وعقرة وغريها طيلة نصف‬

‫عمل‬ ‫الكوردستانيون على‬ ‫إنشاء دولة مدنية‬ ‫متحضرة ديمقراطية‬ ‫مع شركائهم العرب‬ ‫وغيرهم من شعوب‬ ‫هذه المنطقة من‬ ‫العالم‬

‫قرن ( ‪ ،) 2014 1958-‬وأخريا تسهيل‬ ‫احتالل أجزاء من كوردستان العراق من‬ ‫قبل منظمة داعش اإلرهابية واقرتاف‬ ‫واحدة من أبشع جرائم التاريخ بحق‬ ‫االيزيديني واملسيحيني يف كل من سنجار‬ ‫وسهل نينوى ( حزيران وآب ‪.) 2014‬‬ ‫ورغم تلك الكوارث واملآيس‬ ‫بقي الكورد يعملون ويناضلون من‬ ‫اجل تأسيس دولة مواطنة متحرضة‬ ‫دميقراطية‪ ،‬تحفظ العراق موحدا برشاكة‬ ‫حقيقية وتوجه مخلص ملعالجة جروح‬ ‫املايض وتعويض السكان عام أصابهم من‬ ‫ويالت‪ ،‬وبهذه الروح ذهبوا إىل بغداد‬ ‫يف آذار ‪ 1970‬حينام تصوروا إن القامئني‬ ‫الجدد عىل الحكم ينوون التعامل مع‬ ‫القضية الكوردية بجدية‪ ،‬وفعلوها قبل‬ ‫ذلك يف الستينيات مع عبد الرحمن‬ ‫البزاز‪ ،‬لكن الحقيقة كانت غري ذلك‬ ‫لدى الطرف الثاين‪ ،‬حيث سياسة فرق‬ ‫تسد التي اتبعتها كل األنظمة مع شعب‬ ‫كوردستان وقياداته‪ ،‬وفرض مشاريع‬ ‫هزيلة كام فعلوا يف تجربتهم البائسة‬ ‫فيام سمي بعد ‪ 1975‬بقانون الحكم‬ ‫الذايت الحكومي‪ ،‬الذي انهار وبدأت‬ ‫سلسلة جديدة من الكوارث واملآيس‬ ‫والحروب التي راح ضحيتها خرية أبناء‬ ‫كوردستان وبناتها‪ ،‬وخرية شباب العراق‬ ‫ممن تورطوا يف تلك الحروب القذرة‬ ‫مجبورين غري مخريين‪ ،‬دومنا أن تنتج‬ ‫تلك الرصاعات إال الدمار والتقهقر‬ ‫والتخلف للبالد‪ ،‬حتى اسقط التحالف‬ ‫الدويل مطلع األلفية الثالثة نظام صدام‬ ‫حسني وحزبه الذي تسبب يف معظم‬ ‫مآيس العراق وسوريا‪.‬‬

‫لقد تخىل الكوردستانيون عن استقاللهم‬ ‫الذايت الذي فرضته انتفاضة الربيع‬ ‫‪ 1991‬وأقرته قرارات مجلس األمن‬ ‫الدويل ( قرار ‪ ،) 688‬وتسارعوا إىل‬ ‫بغداد حفاظا عىل وحدة العراق وبناء‬ ‫دولة املواطنة والرشاكة الحقيقية تحت‬ ‫خيمة دميقراطية حقيقية ونظام مدين‬ ‫متحرض‪ ،‬واملساهمة يف تأسيس دستور‬ ‫دائم يحفظ للبالد وشعوبها كل الحقوق‬ ‫واالمتيازات ويحرتم خياراتها وتطلعاتها‬ ‫يف دولة اتحادية اختيارية ( من دون‬ ‫نعرة طائفية‪ ،‬وال نزعة عنرصية‪ ،‬وال‬ ‫عقدة مناطقية‪ ،‬وال متييز‪ ،‬وال إقصاء ) و‬ ‫( إن االلتزام بهذا الدستور يحفظ للعراق‬ ‫اتحاده الحر شعبا وأرضا وسيادة‪*.‬‬ ‫وبعد أكرث من عرش سنوات ( بعد‬ ‫ترشيع الدستور الدائم ) من وضع هذه‬ ‫الوثيقة الجامعة ورشوطها يف االلتزام‪،‬‬ ‫ماذا حصل وماذا جنينا غري تحول‬ ‫النظام تدريجيا إىل نظام ديني طائفي‬ ‫بحت‪ ،‬بعد أن اتفقنا عىل أن يكون بلدا‬ ‫دميقراطيا مدنيا‪ ،‬فاذ به يتحول إىل بلد‬ ‫للميليشيات التي منحت نفسها تفويضا‬ ‫ربانيا مبصري البالد والعباد‪ ،‬فأصبح‬ ‫العراق من أفسد وأفشل دول العامل‪،‬‬ ‫حيث استخدمت القوات املسلحة يف‬ ‫حل النزاعات بني األقاليم واملحافظات‬ ‫وبني الحكومة االتحادية‪ ،‬كام حصل‬ ‫مؤخرا يف اجتياح املناطق املتنازع عليها‬ ‫والخاضعة للامدة ‪ ،140‬يف خرق خطري‬ ‫للدستور الذي يحرم ذلك إطالقا‪ ،‬ذلك‬ ‫االجتياح الذي استقدمت من اجله قوات‬ ‫أجنبية وتسبب يف إحداث رشخ كبري بني‬ ‫العرب والكورد والرتكامن ويف تهجري أكرث‬

‫من ‪ 180‬ألف مواطن من تلك املناطق‪،‬‬ ‫ناهيك عن عمليات النهب والسلب‬ ‫والحرق التي تعرض لها املواطنني يف‬ ‫كركوك وطوزخورماتو عىل خلفية عرقية‬ ‫أو مذهبية عىل أيدي القوات املسلحة‬ ‫وامليليشيات‪.‬‬ ‫وقامئة الخروقات طويلة ومليئة‪،‬‬ ‫وأخطرها محارصة اإلقليم اقتصاديا‬ ‫بحرمانه من حصته يف املوازنة العامة‬ ‫ألربعة سنوات ( ‪) 2017 – 2014‬‬ ‫والبالغة أكرث من خمسني مليار دوالر‪،‬‬ ‫مع قطع كافة رواتب املوظفني املدنيني‬ ‫والعسكريني‪ ،‬والعمل عىل تحجيم وإلغاء‬ ‫الفيدرالية من الدستور وذلك بغلق‬ ‫كافة مكاتب متثيل إقليم كوردستان يف‬ ‫السفارات العراقية وتعطيل وإيقاف‬ ‫تطبيق معظم املواد املتعلقة بتأسيس‬ ‫األقاليم‪ ،‬بل ومحاربتهم كام حصل مع‬ ‫مطالب شعب البرصة واالنبار وصالح‬ ‫الدين ونينوى‪ ،‬وكذلك تعطيل قانون‬ ‫النفط والغاز وتطبيقاته واملادة ‪140‬‬ ‫وعدم إجراء تعداد عام للسكان‪ ،‬والقامئة‬ ‫تكرب لتمتد عىل كل مساحة العراق‬ ‫ومكوناته‪ ،‬حتى أصبح اليوم واحدا من‬ ‫افشل دول العامل وأكرثها بؤسا ورعبا‬ ‫وفسادا‪ ،‬ناهيك عن إن سيادته يف األصل‬ ‫مثلومة باخرتاقات دول الجوار وما‬ ‫بعد الجوار تحت مختلف التسميات‬ ‫والعناوين‪ ،‬حتى غدت عاصمته تحكم‬ ‫من قبل عصابات ومافيات مسلحة‬ ‫تستمد رشعيتها من الرب والدين‬ ‫واملذهب ويف كل حي وشارع‪ ،‬حيث‬ ‫امليليشيات وحكم قراقوش والرصاع‬ ‫الطائفي املقيت‪ ،‬لهذه األسباب وألن‬

‫شعب كوردستان يختلف كليا عن‬ ‫شعب العراق عرقيا وقوميا وثقافيا‬ ‫وتاريخيا وحضاريا وجغرافيا‪ ،‬فإنه بعد‬ ‫أن فشل خالل قرن من الزمان يف بناء‬ ‫دولة مواطنة‪ ،‬وأن يكون رشيكا حقيقيا‬ ‫يف كيان مختلق غصبا عن الشعبني‪ ،‬قال‬ ‫كلمته بشكل سلمي متحرض‪ ،‬وطلب‬

‫بعد أن اتفقنا على أن‬ ‫يكون بلدا ديمقراطيا‬ ‫مدنيا‪ ،‬فاذ به يتحول إلى‬ ‫بلد للميليشيات التي‬ ‫منحت نفسها تفويضا‬ ‫ربانيا بمصير البالد‬ ‫والعباد‪ ،‬فأصبح العراق‬ ‫من أفسد وأفشل دول‬ ‫العالم‪..‬‬ ‫أن يكون الشعبني شجرتني مثمرتني‬ ‫باسقتني‪ ،‬ال شجرة واحدة معلولة‬ ‫بثامر مشوهة‪ ،‬ليك يسود السالم بعيدا‬ ‫عن الرصاعات الدموية والسياسات‬ ‫العنرصية والطائفية‪ ،‬وحينام قرر‬ ‫االستفتاء عىل مصريه انربت العنرصية‬ ‫والشوفينية واملصالح لقمع توجهاته‪،‬‬ ‫فرضب الحصار عليه أرضا وجوا إلذالله‬ ‫وكرس إرادة شعبه وإبقائه تابعا منتقص‬ ‫االرداة والحرية!‬ ‫ترى بعد كل ذلك كوردستان والعراق إىل‬ ‫أين!؟‬ ‫ــــــــــــــ‬ ‫* نص من ديباجة الدستور الدائم‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪22‬‬

‫التعريب يبعث من جديد‬

‫التعريب كمصطلح سيايس يقصد‬ ‫به التأثري الثقايف واللغوي عىل غري‬ ‫العرب‪...‬‬ ‫ بدء تأثري التعريب منذ الفتوحات‬ ‫اإلسالمية عندما انصهر العديد من‬ ‫سكان بالد فارس وكوردستان والعراق‬ ‫والشام ومرص وشامل أفريقيا يف الثقافة‬ ‫العربية االسالمية ولكن دون ان ينتبه‬ ‫احد اىل مخاطره‪...‬‬ ‫ مصطلح التعريب بدأ يستعمل يف‬ ‫العصور الحديثة لوصف تأثري الثقافة‬ ‫واللغة العربية عىل الناطقني بالعربية‬ ‫إىل جانب لغتهم األم يف الوطن العريب‬ ‫كالكورد واآلشوريني واألمازيغ وغريهم‬ ‫أكرث الشعوب ترضرا من سياسة التعريب‬ ‫هم األمازيغ والكورد‬ ‫ورمبا كان الكورد اقل ترضرا من األمازيغ‬ ‫الذين فقدوا هويتهم القومية بعد ان‬ ‫فقدوا لغتهم وثقافتهم بشكل اكرب من‬ ‫الكورد ‪.‬‬ ‫ التعريب بكل مساوئه املقيتة كان‬ ‫ينتهجها الحكومات العراقية السابقة‬ ‫بأنتظام وفق مخطط مرسوم مسبقا‬ ‫ومدروس عىل اكمل وجه ألحتالل اكرب‬ ‫مساحة ممكنة من األرايض  وتغري‬ ‫الثقافة الكوردية وصهرها ضمن الثقافة‬ ‫وااليدلوجية العربية‪...‬‬

‫بعد عام ‪ 2003‬ومع تغيري نظام الحكم‬ ‫تفاءلنا خريا بأن عهد التعريب والتنكيل‬ ‫بالكورد قد مىض يف العراق اىل غري‬ ‫رجعة ولكن مبرور الوقت ومع تثبيت‬ ‫السلطات الجديدة ألنيابها يف كافة‬ ‫مفاصل الدولة ومع سيطرتها عىل خريات‬ ‫البالد وجدناها تنتهج ما كانت تنتهجه‬ ‫سابقتها من سياسة التنكيل ومحاربة‬ ‫الكورد وبذلك اثبت حكام بغداد الجدد‬ ‫انه الفرق بني من يتوىل السلطة اليوم‬ ‫ومن كان يتوالها باألمس القريب‬ ‫والبعيد ‪.‬‬ ‫اثبت التاريخ بأن الحكام ماقبل عام‬ ‫‪ 2003‬الذين ح ّلوا محل سابقيهم ‪ ،‬هم‬ ‫الفئة األشدّ تعسفاً ومتسكاً باألرايض‬ ‫التي استولوا عليها عنوة  فكانت‬ ‫السياسة الثابتة لها هي تغيري الطابع‬ ‫الدميوغرايف للمنطقة ‪ ،‬بانتهاج سياسة‬ ‫التطهري العرقي من تهجري وترحيل‬ ‫قرسي للكورد وإحالل آخرين من‬ ‫العراقيني العرب من وسط وجنوب‬ ‫العراق محلهم بدءاً باملناطق املحاذية أو‬ ‫املشرتكة بني القوميات التي تقطن أقىص‬ ‫جنوب إقليم كوردستان ومن ثم الزحف‬ ‫رويداً رويداً إىل القصبات واملدن الكربى‬ ‫ككركوك وخانقني وتشكيل حزام أمني‬ ‫من العشائر العربية املوالية له عىل‬

‫أطراف مدن كركوك وخانقني وديبكه‬ ‫ومخمور ومنديل وسنجار وغريها‪...‬‬ ‫بعد سقوط نظام البعث ومع تغري‬ ‫الوضع السيايس تركت العوائل العربية‬ ‫كافة املدن والقرى الكوردية التي كانوا‬ ‫يحتلونها مبوافقة حكومة البعث وعادوا‬ ‫ادراجهم اىل مناطقهم االصلية‪...‬‬ ‫ولكن مع احداث ليلة السادس عرش‬ ‫من اكتوبر واستقواء عرب العراق بأيران‬ ‫وتركيا مبباركة امريكية‪...‬‬ ‫ تغريت الحالة هذه وعادت سياسة‬ ‫التعريب اىل الواجهة ثانية ولكن بطريقة‬ ‫اكرث مكرا وخباث َة بفضل العبادي راعي‬ ‫سياسة التعريب الجديد‪...‬‬ ‫ األمر الذي يدفعنا حقاً للتساؤل آالف‬ ‫املرات عن موقعنا ومصرينا ووجودنا‬ ‫ووجود أبنائنا وأحفادنا يف العراق‬ ‫ومستقبل املنطقة وسط هذا الخبث‬ ‫ومع انبعاث التعريب مرة اخرى ‪ .‬‬ ‫بالعودة اىل تخاذل املجتمع الدويل تجاه‬ ‫حقوقنا املرشوعة خاصة الوقفة املخزية‬ ‫لألمم املتحدة تجاه شعب مارس‬ ‫حقا دستوريا واتبع وسيلة دميقراطية‬ ‫ألختيار مستقبله بات عىل عاتق املثقف‬ ‫والسيايس الكوردي وجوب الرجوع إىل‬ ‫التاريخ  والخرائط املعتمدة واالتفاقيات‬ ‫واملواثيق الدولية ودراستها وغربلتها‬

‫جالل شيخ علي‬

‫وإن أمكن إحيائها لتثبيت حقوق شعبه‬ ‫يف هذا الجزء من وطنه وللحفاظ عىل‬ ‫األقل عىل وجوده وعىل وجود األجيال‬ ‫الالحقة دون أن يتعرضوا إىل ما تعرض‬ ‫له آباؤهم وأجداهم من ظلم ومسخ‬ ‫لشخصيته وهويته القومية ونكران‬ ‫لحقوقه التاريخية عىل أرض سكنوها‬ ‫منذ آالف السنني‪ ،‬التي تعرف اليوم  "‬ ‫بكوردستان العراق"   ‬ ‫فلهذا يجب علينا أن نحدد أو ًال شكل‬ ‫ومضمون وجغرافية كوردستان العراق‬ ‫ومتييزها عن العراق العريب حسب‬ ‫املصادر التاريخية ‪ ،‬ليس من أجل‬ ‫االنفصال وتأسيس الدولة الكوردية بل‬ ‫من أجل ضامن حقوق الكورد وحتى‬ ‫اآلخرين الذين يعيشون معنا عىل هذه‬ ‫البقعة وضامن عدم تكرار ما جرى من‬ ‫قتل وتذبيح وتجاوزات التي تعترب بحق‬ ‫من أخطر الجرائم املنظمة التي ارتكبت‬ ‫بحق البرشية منذ انتهاء الحرب العاملية‬ ‫الثانية إىل يومنا هذا‬ ‫أن سياسة التعريب التي مارستها‬ ‫الحكومات العراقية املتعاقبة اىل يومنا‬ ‫هذا جاءت من منطلق مفهوم  العروبة‬ ‫الذي أستخدم يف غري محله مام جعل‬ ‫عروبة بعض الحكام الذين مروا‬ ‫بتاريخ العراق ال سيام نظام صدام‬ ‫وخلفه الجديد أشبه ما يكون بالنازية‬ ‫والصهيونية فهي تتبع ذات النهج من‬ ‫حيث االستيالء عىل ارض اآلخرين‬ ‫واالتيان مبستوطنني عرب اىل ارض‬ ‫التعود ملكيتها لهم دون االكرتاث‬ ‫لتعاليم الدين او لقوانني البرشية ‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪24‬‬

‫من اجل توضيح سياسات‬ ‫بغداد‪ ،‬يكرر رئيس حكومة‬ ‫إقليم كوردستان نيچريفان بارزاين‬ ‫القول دامئا‪ :‬إن سياسات العبادي ضد‬ ‫الكورد تتخذ مسارا متعدد الجوانب‬ ‫وطاملا مل توجد اطر محددة لحل‬ ‫جميع املشكالت سوف ال تكون‬ ‫هناك حلول ألية مشكلة؛ ويقول‬ ‫بارزاين إن اإلقليم قدم أكرث من عرشة‬ ‫آالف شهيد وجريح يف الحرب ضد‬

‫“داعش” من اجل أن ينعم الجميع‬ ‫بالسالم‪.‬‬ ‫إن مواطنينا يريدون حياة مستقرة‬ ‫لهم ومستقبال واضحا ألبنائهم؛ ولكن‬ ‫مع تزايد حدود الحصار وتجويع‬ ‫الناس وتصاعد وترية التهديدات‬ ‫والتملص من الحوار فلن تتحقق تلك‬ ‫املطالب‪ .‬ويعتقد بارزاين بان العراق‬ ‫وريث لرؤية سلبية للمفاوضات‬ ‫ويتبع سياسة الظلم املستمر تجاه‬

‫علي حسني فيلي‬

‫فرصة العبادي األخيرة لتحقيق السالم‬

‫حقوق الكورد وباقي املكونات‬ ‫القومية والدينية واملذهبية األخرى‪.‬‬ ‫ويؤكد دوما أن السالم ليس بالكالم‬ ‫لوحده فقط وان االتفاقات لن تدوم‬ ‫بعدم االلتزام بها؛ إن السالم بحاجة‬ ‫اىل عدالة شاملة‪ ،‬ألننا تفاوضنا بشكل‬ ‫مستمر مع بغداد من اجل ذلك؛‬ ‫لكن املشكلة تكمن يف أن بغداد انها‬ ‫ال تلتزم بنتائج االتفاقيات‪.‬‬ ‫عىل ضوء هذا النوع من التفكري فان‬ ‫الكورد يريدون بصورة عامة عراقا‬ ‫بال حروب ومستقر‪ ،‬بشكل يصب‬ ‫يف مصلحته ويف مصلحة املنطقة‬ ‫جميعها‪ .‬يف الحقيقة إن مامرسة‬ ‫سياسة الحصار ضد كوردستان تدخل‬ ‫يف خانة أكرث السياسات ال رشعية‬ ‫وأبشع العقوبات يف العرص‪ ،‬مع‬ ‫مالحظة انها ليست املرة األوىل‬ ‫التي متارس مثل هذه السياسة ضد‬ ‫كوردستان‪.‬‬ ‫كتذكري فقط فان دول العامل منذ عام‬ ‫‪ 1914‬فصاعدا شهدت نحو ‪ 250‬نوعا‬ ‫من الحصار‪ ،‬كان أكرثها ما بني عام‬ ‫‪ 1970‬لغاية عام ‪ 2000‬والتي بلغت‬ ‫‪ 110‬حصار‪ ،‬أي انه خالل فرتة ‪30‬‬ ‫عاما حصلت حوايل نصف الحصارات‬ ‫واستخدمت أمريكا لوحدها ‪73‬‬ ‫حصارا يف وقت استخدمت الدول‬ ‫األوربية ‪ 28‬حصارا ضد خصومها‪.‬‬ ‫ثالثة من تلك الحصارات تسببت‬ ‫بالحروب احدها انهى حكم نظام‬ ‫البعث يف العراق؛ واما البقية‬ ‫فان معظمها أصابها الفشل وكان‬

‫املدنيون أكرث املترضرين منها‪ .‬ووفقا‬ ‫للتحليالت فان ثقل الحصارات يقع‬ ‫عىل كاهل الفقراء واملعدمني‪ .‬ومن‬ ‫بني تلك األرقام مل يكن لكوردستان‬ ‫عدد محدد كونها ليست دولة‬ ‫مستقلة ولكن إذا تم عدها فان لها‬ ‫حصة األسد‪.‬‬ ‫نعلم جميعا بان العبادي ومن‬ ‫اجل كرس إرادة الشعب الكوردي؛ يف‬ ‫السامء وعىل األرض مبساعدة دول‬ ‫الجوار‪ ،‬ادخل كوردستان يف برنامجه‬ ‫بفرض الحصار عليها‪ .‬ومن الطبيعي‬ ‫أن يكون هناك قاسم مشرتك بني‬ ‫األنظمة السابقة الحاكمة يف العراق‬ ‫والنظام الحايل وهو أنها جمعيا تقوم‬ ‫بفرض الحصار السيايس واالقتصادي‬ ‫والعسكري حسب ثقلها ويف الوقت‬ ‫والزمن الذي تريده‪ ،‬وال تعرتف اي‬ ‫منها بأنها تعاقب شعبا ما‪ ،‬يضم‬ ‫الرضع واملسنني الذين يصيبهم‬ ‫تبعات هذا الحصار‪ ،‬ومن الواضح أن‬ ‫أكرث الناس ترضرا هم الذين تطلق‬ ‫عليهم حكومة بغداد بـ"مواطنيها"!!‬ ‫ويقول الكورد قبل احداث ‪16‬اكتوبر‪/‬‬ ‫ترشين األول وبعدها وبشكل واضح‬ ‫إن هدفهم هو الحل السلمي  ليكون‬ ‫النرص لكال الطرفني وليس لطرف‬ ‫واحد‪ ،‬ولكن ليس بإمكانهم تثبيت‬ ‫السالم إذا كان العبادي ليس عىل‬ ‫استعداد للسالم‪ ،‬فإن رئيس الوزراء‬ ‫موجود يف عاصمة يرتدي فيها‬ ‫اآلالف السواد حزنا عىل من فقدوا‬ ‫من أعزتهم الذي ذهبوا ضحية‬

‫اإلرهاب والعنف‪ ،‬ومن ثم يقوم‬ ‫بفرض الحصار عىل شعب هو ضحية‬ ‫اإلرهاب ويقاتل من اجل تحقيق‬ ‫العدالة‪.‬‬ ‫يدعي العبادي إن أساس حصاره‪،‬‬ ‫والنزعة العدائية والالمباالة ضد‬ ‫كوردستان رشعية ودستورية‪ ،‬إال أن‬ ‫الدستور وجد من اجل السالم‪ ،‬وأال‬ ‫يفرض احد الحصار عىل املواطنني‪،‬‬ ‫والدستور ال يرى رشعية يف سياسة‬ ‫تعاقب الجميع الن هذه السياسة‬ ‫نفسها هي التي ساهمت بظهور‬ ‫اإلرهاب والعنف وعدم االستقرار‬ ‫االجتامعي والسيايس وليست له‬ ‫أية عالقة باملطالب الدامئة للشعب‬ ‫الكوردي ولن يكون كذلك‪.‬‬ ‫لقد جرب العبادي حظه يف املجال‬ ‫العسكري ضد اإلقليم املسامل بل‬ ‫ساهم يف التوترات والفوىض التي‬ ‫حصلت يف كوردستان مؤخرا عن‬ ‫طريق الخطبات التحريضية بالدعم‬ ‫غري املبارش للقامئني بها‪ ،‬ومبا انه يعلم‬ ‫أن سياسته اثبت بأنه لن يكتب‬ ‫لها النجاح يف مرشوعه لكرس إرادة‬ ‫الشعب‪ ،‬لذلك فانه يعرف جيدا‬ ‫أن التوافق مع الكورد واالعرتاف‬ ‫بحقوقهم املرشوعة هي الفرصة‬ ‫األخرية للسالم واالستقرار وااللتزام‬ ‫بالدستور‪ .‬الن الوحدة ال تتحقق‬ ‫عرب الحصار والتجويع‪ ،‬بل عن طريق‬ ‫الحوار والتوافق‪ ،‬وهو باب قد ال‬ ‫يبقى مفتوحا اىل األبد‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪26‬‬ ‫تغيير في‬ ‫سياسة‬ ‫الكورد اثر‬ ‫السياسات‬ ‫المجحفة‬ ‫بحقهم‬

‫املصالح االقتصادية الدولية‬ ‫واملواقف الكيدية السياسية اتجاه‬ ‫اقليم كوردستان تحول دون تحقيق‬ ‫اي طموحات او حقوق رشعية للكورد‬ ‫‪ .‬إذ اصبح للحكومة االتحادية العراقية‬ ‫دورا رئيسيا وكبريا يف منع اي محاوالت‬ ‫كوردستانية للنهوض بوضعهم االقتصادي‬ ‫والسيايس واالجتامعي ‪ ,‬وان َض َع َ‬ ‫ف املركز‬ ‫العراقي فإيران وتركيا و”سوريا مستقبال”‬ ‫يقومون بذات الدور العراقي يف املنع‬ ‫والرفض وان لزم االمر الحرب ‪ ،‬االمر‬ ‫الذي سيقف حائال ومانعا للقوى الدولية‬ ‫يف تقديم اي مسانده جدية مؤثرة للكورد‬ ‫بسبب عالقات هذه الدول االقتصادية‬ ‫والسياسية وغريها مع بعض إذ تعترب اكرث‬ ‫أهمية من عالقتهم مع اقليم كوردستان‬ ‫او مع الكورد عموما ‪ ،‬خاصة وان اإلقليم‬ ‫يشهد اليوم أزمات حقيقية مختلفة‬ ‫وذلك بعد اتخاذ هذه الدول املواقف‬ ‫االكرث عدائية اتجاه الكورد وحقوقهم‬ ‫ومنها حق االستفتاء عىل تقرير املصري ‪.‬‬ ‫لذلك فان املعطيات الحالية يف اقليم‬ ‫كوردستان التبرش بانفراج حقيقي او كبري‬ ‫وان حصل سوف ال يكون اال عىل قدر‬ ‫الرضورة وسد الرمق ‪ .‬وعليه ارى ‪:‬عىل‬ ‫اإلقليم وجوب تغيري سياستها الداخلية‬

‫والخارجة ‪ ،‬بالنسبة للخارجية ‪ :‬ارى ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ان ينأى االقليم عن نفسه ولو مؤقتا‬ ‫سياسة العفو دوما عند املقدرة او عدمها‬ ‫‪ -2 .‬الكف عن التعامل االنساين املكلف‬ ‫عىل حساب شعبه واقتصاده وأمنه‬ ‫واستقراره ‪ ،‬مبعنى اخر عىل الكورد اتباع‬ ‫واتخاذ سياسة تنصفهم امام السياسات‬ ‫املجحفة املتخذة من هذه الدول بحقهم ‪.‬‬ ‫“وقد اثبتت الدول الكربى اصحاب‬ ‫القرارات املؤثرة دوليا انهم يتعاملون‬ ‫بـ “اعتبار” و” تقدير” مع الدول‬

‫والجامعات القوية حتى وان كانت‬ ‫ارهابية ‪.‬‬ ‫اما الداخلية ‪ :‬ارى ‪ -1 -:‬أهمية توحيد‬ ‫الصف الكوردي بني جميع اجزاء‬ ‫كوردستان الكربى او ًال لتعزيز القوة‬ ‫الكوردية يف مواجهة التحديات ‪ ,‬وثانيا‬ ‫لتضعيف القوى الكوردستانية التي قررت‬ ‫اعالء وتاييد توجه الحكومة”االتحادية”‬

‫العراقية عىل توجه حكومة اإلقليم ‪-2 .‬‬ ‫جعل نتائج االنتخابات الحرة النزيهة‬ ‫املفصل يف إدارة اإلقليم االمر الذي سيعزز‬ ‫الرصاع االنتخايب بدال عن “املؤامرات “‬ ‫والتبعية طاملا ان املعارضة الكوردستانية‬ ‫مل ترتقي بعد اىل مفهوم اهمية الرقابة‬ ‫الحقيقة داخل الربملان دون االقتتال عىل‬ ‫املناصب‪.‬‬

‫د‪ .‬سوزان ئاميدي‬

‫‪27‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪28‬‬

‫حقوق األقليات‬ ‫يا ترى ما هو‬ ‫رأيك يا مستر ؟‬

‫عبدالرحمن عبدالسالم‬

‫اخلق املشكلة ووفر الحل‬ ‫دع العنف ينترش يف املناطق‬ ‫الحضارية أو قم بالتحضري لهجامت‬ ‫دموية‪ ،‬مام يجعل الجمهور هو الذي‬ ‫يطالب السلطة باتخاذ إجراءات‬ ‫وقوانني وسياسات أمنية َت ُحد من‬ ‫حريته‪”Noam Chomsky“ .‬‬ ‫ال شك أن الحقوق والحريات متنح‬ ‫لألشخاص بغض النظر عن ما هم عليه‬ ‫من مذهب ‪،‬دين ‪،‬أقليه (‪،)minority‬أ‬ ‫كرثيه‪)majority(،‬أي تكون عامه بدون‬ ‫إستثناء كحق رشعي يف الدين ومرشوع‬ ‫يف القوانني الوضعيه واالعراف أيظاً‬ ‫والتي تتطورت لتشمل جميع الفئات‬ ‫عرب مراحل زمنيه متعاقبه بعد أن كان‬ ‫القوي يأكل الضعيف والقانون السائد يف‬

‫ذلك الوقت (قانون الغاب)‪ ،‬وأن الدوله‬ ‫واملهام التي تقع عىل عاتقها هي حاميه‬ ‫املواطنني واستقرارهم وعدم التمييز‬ ‫فيام بينهم يف كافه مفاصل الدوله وأن‬ ‫من يجتهد ويعمل أكرث يحصل عىل‬ ‫أكرث وهنا ندخل يف موضوع املساواه‬ ‫والعداله لسنا بصدد الحديث عنها رغم‬ ‫أهميتها وعدم فهمها وإدراكها من قبل‬ ‫بعض الدول واألشخاص أيضاً والخلط‬ ‫فيام بينها‪.‬‬ ‫من املعلوم أن الغرب يسبق دول العامل‬ ‫الثالث مبراحل وأن العداله لديهم‬ ‫نسبيه وليس بتصور البعض تكون‬ ‫متكامله فرنى عىل سبيل املثال الكثري‬ ‫من االمور يكون فيها ظلم وتعدي‬ ‫عىل حقوق اآلخرين ببساطه ال يخلو‬

‫نظام الغرب أو أي نظام يف العامل من‬ ‫فجوات وأخطاء‪،‬وأن ال ننىس إيجابياته‬ ‫ومحاسنه أيظاً حتى نكون منصفني‪.‬‬ ‫إستغالل موضوع األقليات من قبل‬ ‫الغرب ليس باألمر اليسري رمبا يتعجب‬ ‫البعض وقد يتسائل أخرون ملاذا‬ ‫األقليات بالتحديد وما هي مصلحتهم‬ ‫يف ذلك وهل يتحركون من منطلقات‬ ‫إنسانية عفويه أم املصلحه هي التي‬ ‫تتحكم بهم وبتوجهاتهم‪.‬‬ ‫وإذا أخذنا العراق كأمنوذج بعد‬ ‫إحتالل داعش ملحافظات عده‪،‬نعلم‬ ‫بأن الجميع ترضر من هذا الفعل‬ ‫الشنيع‪،‬هنا التساؤل ملاذا الرتكيز عىل‬ ‫األقليات؟ يف دول املنطقه (‪Middle‬‬ ‫‪،)East‬وما حصل لهم ليس بالقليل‬

‫نأسف ونقهر بحرقه بأعتبارهم عراقيني‬ ‫ومواطنني ُأصالء‪،‬وهل يا ترى حققت‬ ‫املنظامت الدوليه واملؤسسات ماتصبو‬ ‫اليه يف مساندتهم ودعمهم كل مؤسسه‬ ‫حسب أهدافها وإمكانياتها؟وهل‬ ‫ياترى الدول الغربيه عملت ألجلهم‬ ‫عمل حقيقي ألن األشياء بخواتيمها؟أم‬ ‫كانت فقد ترصيحات وسطور‬ ‫إنشائيه !!!!بغض النظر عن مهام‬ ‫السلطات املحلية واملركزية يف العراق‪.‬‬ ‫أن النظام العاملي من املعلوم يتسم‬ ‫بعدم استقرار وذلك الن توافر أو‬ ‫تحقيق السلم واألمن الدوليني بشكل‬ ‫دائم ومستمر صعب التحقيق نستطيع‬ ‫أن نقول وببساطه بأن ورقه األقليات‬ ‫هي من األوراق ألتي تستخدمها‬

‫الدول الكربى بني الحني واآلخر للتدخل‬ ‫يف الشؤون الداخليه للدول وإستنزاف‬ ‫مواردها وباألخص يف دول العامل الثالث‬ ‫مبسميات وحجج وذرائع مختلفه ‪،‬من‬ ‫باب املساعده وتقديم يد العون ‪،‬ومن ال‬ ‫يقبل به ؟ ولكن أن تكون غطاء لألعامل‬ ‫أخرى وأن تهدد النسيج اإلجتامعي‬ ‫واملبادىء والقيم والتي يجب عىل كل‬ ‫دوله التمسك بها وبهويتها الوطنية‬ ‫وعدم اإلنجراف وراء كل يشء بل أن‬ ‫يكون بشكل عقالين‪ ،‬وأن ال ننىس بأن‬ ‫املصلحه هي املحرك الرئييس للعالقات‬ ‫بني الدول لذلك تسعى بشتى الوسائل‬ ‫من الحصول عىل ماتريده ‪ ،‬اليوم‬ ‫مشكله األقليات وغداً يشء آخر فاأليام‬ ‫كفيله بكشف الوقائع والغايات‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪30‬‬ ‫املفوضية العليا لالنتخابات‬ ‫اعلنت عن تسجيل اربعة احزاب‬ ‫كوردية فيلية لغاية يوم ‪ 26‬كانون االول‬ ‫املايض للمشاركة يف االنتخابات القادمة‬ ‫وهي‪ -:‬الجبهة الفيلية‪ ،‬حزب الحوار‬ ‫الفييل‪ ،‬تجمع االتحاد الفييل‪ ،‬املؤمتر‬ ‫الوطني العام للكورد الفيليني ‪...‬‬ ‫الشك ان هذا العمل اثلج صدورنا‬ ‫وخطوة مباركة دون اي اشكال عىل ان‬ ‫تتغري من خاللها العقليات والسلوكيات‬ ‫واألعراف والنظم واألوضاع وف َرز‬ ‫قيادات وأحزاب جديدة مخلصة باسم‬ ‫املكون مربأة من االنتهازية وهوس‬ ‫السلطة‪ ،‬هي يف الحقيقة اول الغيث‬ ‫قطرة ثم تنهمر الحقوق ‪.‬ومن باب‬ ‫املسؤولية مشاركة احزاب فيلية مستقلة‬ ‫يف االنتخابات القادمة هذا ماكان يجب‬ ‫العمل عليه رغم ان بعضها كانت لها‬ ‫مشاركات خجولة مل تأيت بنتائج واضحة‬ ‫مع احرتامنا لها ونشد عىل يدها‪ ،‬وما تم‬ ‫اعالنه  يف نية الدخول يف ائتالف موحد‬ ‫باسم املكون الفييل االسلوب االفضل‬ ‫واالحسن يف قامئة موحدة يف االنتخابات‬ ‫القادمة وهو مطلب جامهري من اجل‬ ‫احقاق الحق لالمة الفيلية وهو املرجو‬ ‫و االمثل لتبيان الهوية وملستقبل ‬ ‫يبرش بخري لالمة والطريق الصحيح‬ ‫لنيل املطالب ‪ ،‬العمل ليس مجرد‬ ‫وسيلة لالسرتزاق ولكن قيمة ورسالة‬ ‫وعبادة ومساهمة يف بناء االم وواجب‬

‫للرشفاء‪ .‬وهم الحريصون عىل شعبهم‬ ‫ويحلمون بنهضة امتهم  ويلتزمون‬ ‫بخطوات النجاح  ويثبتون عليها يف‬ ‫وجه التثبيط واالزدراء ‪ .‬رشحوا اشخاص‬ ‫كفء لهذا الواجب ليكونوامندوبني‬ ‫حقيقيني‪ ،‬ذو اخالق حسنة  واختيارهم‬ ‫بعناية  ومراقبة ترصفاتهم عن كثب‬ ‫ونصحهم والسؤوال عنهم  باستمرار‬ ‫ودعم االصلح إن أحسنوا وقوموا‬ ‫املخطئ يف العمل اذا أساؤوا باالسلوب‬ ‫االمثل ‪.‬‬ ‫مطلوب أيضا التمسك بالحقوق‬ ‫التي يكفلها القانون والدستور‬ ‫كاملة‪ ،‬واحرتام القوانني املعقولة‬ ‫وأداء الواجبات وااللتزامات الكاملة‬ ‫الداء املهمة الصعبة‪ .‬وعدم التغطية‬ ‫عىل  التجاوزات واملظامل واالنتهاكات و‬ ‫مخالفة القانون‪،‬وكشفها لخدمة  الناس‬ ‫‪ ،‬ال ميكن نيل الحقوق إذا كان الفرد‬ ‫يجهل واجباته ‪ .‬ومن يريد أن يساهم‬ ‫يف النهوض بشعبه عليه أن يبدأ بإصالح‬ ‫نفسه واالرتقاء بها‪ ،‬فتغيري األوضاع يبدأ‬ ‫بتغيري النفوس والعقول التي أصابها‬ ‫التشويش ‪ ،‬وتحفيز االفراد للسعي نحو‬ ‫الكامل واإلحسان واإلتقان يف كل يشء‬ ‫من خالل إحياء الفهم الرسايل للحياة‬ ‫وللدين وجوهره املتمثل يف املعاملة‬ ‫وخدمة الصالح العام‪ ،‬وترسيخ الحس‬ ‫الوطني‪ .‬ولك أن تتصور حجم التأثري‬ ‫اإليجايب الذي سيحدثه التطور املستمر‬

‫رسالة مهمة‬

‫عبدالخالق الفالح‬

‫لالحزاب الفيلية المشاركة في االنتخابات القادمة‬ ‫والوعي املتنامي ألعداد متزايدة من‬ ‫املواطنني‪ .‬أن أسقاط األقنعة وأزال‬ ‫األوهام‪ ،‬من اهم الواجبات التي بعهدة‬ ‫العاملني  وأثبت أنه ال جدوى من‬ ‫التغيري الفوقي وال أمل يف الزعامات‬ ‫واألحزاب املهووسة بالسلطة وليس‬ ‫بالنهضة‪ ،‬وما شهدناه من أداء سيايس‬ ‫باسم املكون يف املرحلة السابقة مخ ّيب‬ ‫يجب ان اليكون هو عينه للقادم ايضاً‬

‫‪ ،‬ومن ال يزال يع ّلق آماله يف االسلوب‬ ‫السابق للنهضة واإلصالح عىل الدستور‬ ‫واالنتخابات يف املرحلة املاضية  فهو‬ ‫واهم‪ .....‬ترجمة املواطنة والرشاكة يف‬ ‫الوطن وانخراط مكثف يف الشأن العام‬ ‫مع تغليب للمصلحة الوطنية‪ .‬والعمل‬ ‫العام يشمل كل جهد يعود بالنفع عىل‬ ‫الوطن واملواطنني‪ .‬واملساهمة يف بناء‬ ‫وتحديث وتطوير مؤسسات املجتمع‬

‫املدين اإلعالمية واملهنية والحقوقية‬ ‫والرقابية والفكرية والثقافية والبحثية‬ ‫والعلمية واالجتامعية والشبابية‬ ‫والتطوعية‬ ‫والخريية‬ ‫والرياضية‬ ‫والخدمية والتنموية وكل ما يحتاجه‬ ‫املجتمع من مؤسسات غري حكومية وغري‬ ‫حزبية لتوعية وتأطري وتفعيل وخدمة‬ ‫أكرب عدد من املواطنني يف مختلف‬ ‫املجاالت حتى يصبح املجتمع عصيا عىل‬

‫االستبداد واالنتكاس‪..‬وهذا امللطلب‬ ‫الميكن تحقيقه من خلف الطاوالت‬ ‫واالبواب املغلقة عىل املسؤول فتح بابه‬ ‫امام كل صغري وكبري دون استثناء وعدم‬ ‫التفريق بني فئات املجتمع واالبتعاد‬ ‫عن املحسوبيات  واملنسوبيات والغلو‬ ‫والتكرب كام الحظنا ذلك كثرياً الن‬ ‫املسؤولية خدمة للمجتمع اذا اردنا‬ ‫النجاح ‪.‬ختاما تحية لكل العاملني للخري‬ ‫والفالح المتنا املظلومة وفقكم الله‬ ‫وسدد خطاكم ‪...‬‬ ‫‪31‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪32‬‬ ‫حقائق الطعن‬ ‫في كوتا الفيليين‪..‬‬ ‫وجهة نظر قانونية‬ ‫عصام أكرم الفيلي‬

‫كرث الحديث هذه االيام ومنذ‬ ‫تصويت مجلس النواب عىل‬ ‫تعديل قانون االنتخابات النيابية حول‬ ‫الطعن يف التعديل‪ ،‬بل لقد تم فعلياً‬ ‫تقديم طعون من قبل منظامت ونقابات‬ ‫وافراد وقدمت اىل جهتني‪ ،‬هام مجلس‬ ‫النواب واملحكمة االتحادية العليا‪،‬‬ ‫ولغرض تسليط الضوء عىل تداعيات تلك‬ ‫الطعون ومدى تأثريها عىل الكوتا التي‬ ‫تم اقرارها ُ‬ ‫للكرد الفيليني‪ ،‬تعالو معنا‬ ‫لنأخذكم من خالل هذه السطور يف جولة‬ ‫قانونية سنحاول قدر االمكان اال تكون‬ ‫مملة‪.‬‬ ‫بداية فإن مجلس النواب ليس محكمة‬ ‫وليس جهة للفصل بني النزاعات يك تقدم‬ ‫اليه الطعون‪ ،‬بل ان مجلس النواب هو‬ ‫الجهة املطعون ضدها‪ ،‬وبالتايل فأن‬ ‫التوجه اليها من قبل بعض املنظامت‬ ‫رمبا ال تعدو محاوالت هدفها ايجاد‬ ‫إسم ومحل لتلك املنظامت يف خضم‬

‫املواجهات االعالمية الحالية والرصاعات‬ ‫االنتخابية املرتقبة‪ ،‬ولهذا فإن كان هناك‬ ‫ما يستوجب الطعن فإنه يوجه اىل‬ ‫املحكمة االتحادية العليا‪ ،‬وايضاً يف هذا‬ ‫الصدد هناك جزئية مهمة يجب االلتفات‬ ‫اليها‪ ،‬ففي بعض الحاالت ال يستوجب‬ ‫تقديم طعن اىل املحكمة االتحادية من‬ ‫االساس‪ ،‬وتلك الحاالت هي ( الرقابة‬ ‫عىل دستورية القوانني) ‪ ،‬فتلك تعترب‬ ‫من أول واهم ( واجبات ) املحكمة التي‬ ‫ال تستدعي اشعارها او تقديم الطعن‬ ‫اليها ‪ ،‬من خالل واجبها يف ( الرقابة )‪،‬‬ ‫وهذا واجب دستوري القته عىل عاتق‬ ‫املحكمة االتحادية ( املادة ‪ / 93‬او ًال )‬ ‫من الدستور‪ ،‬يف حني نصت باقي البنود‬ ‫والفقرات يف ذات املادة من الدستور عىل‬ ‫كلامت ( الفصل ‪ ،‬التفسري ‪ ،‬التصديق) ‪،‬‬ ‫أي مبعنى ان الفصل يف النزاعات وتفسري‬ ‫النصوص يستدعي تقديم طلب‪ ،‬اما‬ ‫الرقابة عىل دستورية القوانني فهي واجب‬

‫عىل املحكمة وال تحتاج تقديم طعن‪،‬‬ ‫وبالتايل ال تستدعي كل هذه الضجة التي‬ ‫يقوم بها الطاعنني اال اذا كانت لديهم‬ ‫اغراض اعالمية او انتخابية‪.‬‬ ‫نأيت االن اىل املطعون فيه‪ ،‬وهو قانون‬ ‫التعديل األول لقانون انتخابات مجلس‬ ‫النواب رقم ‪ 45‬لسنة ‪ ،2013‬وهو قانون‬ ‫جديد له رقم جديد وتاريخ اصدار جديد‪،‬‬ ‫أي مبعنى انه ال ميكن الطعن يف قانون ال‬ ‫يحمل رقم أو عىل األقل غري داخل حيز‬ ‫التنفيذ‪ ،‬والرقم هذا تحدده وزارة العدل‬ ‫بعد مرور القانون باالجراءات الترشيعية‬ ‫يف مجلس النواب وصو ًال اىل التصويت‬ ‫واقرار القانون‪ ،‬ومن ثم رفعه اىل رئاسة‬ ‫الجمهورية لغرض املصادقة وارساله من‬ ‫قبلها اىل وزارة العدل التي تتوىل وضع‬ ‫رقم للقانون وحسب تسلسل ورود‬ ‫القوانني اليها‪ ،‬ومن ثم نرشه يف الجريدة‬ ‫الرسمية الوقائع العراقية‪.‬‬ ‫اما موضوع الطعن‪ ،‬فكام نرش يف وسائل‬ ‫االعالم وتم اعالنه من قبل الطاعنني‬ ‫من خالل بيانات ومؤمترات صحفية‬ ‫ولقاءات تلفزيونية ‪ ،‬فهو تخصيص مقعد‬ ‫كوتا ُ‬ ‫للكرد الفيليني يف محافظة واسط‪،‬‬ ‫ومن خالل متابعتنا الشخصية وبشكل‬ ‫لحظي مستمر ومتواصل لتلك املؤمترات‬ ‫واالخبار‪ ،‬فإن الطعون قدمت يف نفس‬ ‫يوم التصويت ويف اليوم الثاين وصباح‬ ‫اليوم الثالث‪ ،‬وهنا نلفت عناية األخوة‬ ‫القراء اىل عدم امكانية الطعن يف قانون‬ ‫غري نافذ وغري ساري املفعول‪ ،‬ويف حالتنا‬ ‫هذه فقد بينت ( املادة ‪ ) 48‬من القانون‬ ‫االساس املعدل والذي يحمل الرقم ‪45‬‬ ‫لسنة ‪ 2013‬بأنه ( يعترب نافذاً من تاريخ‬ ‫املصادقة عليه ) وهذا يعني من منتصف‬ ‫نهار اليوم الثالث بعد التصويت‪ ،‬مع‬ ‫مالحظة ان طعون اليوم األول ال تتعدى‬ ‫االعالم لكون التعديل قد تم التصويت‬ ‫عليه يف حدود الساعة الثالثة بعد الظهر‬

‫أي بعد انتهاء الدوام الرسمي للدوائر‬ ‫االخرى خارج مجلس النواب وخاصة‬ ‫املحاكم‪ ،‬ومبعنى شامل فأن الطعون التي‬ ‫سبقت هذه املواعيد التي ارشنا اليها‬ ‫بشكل دقيق سوف ترد من قبل املحكمة‬ ‫االتحادية‪.‬‬ ‫اما الطعون التي قدمت بعد تصديق‬ ‫رئيس الجمهورية عىل التعديل‪ ،‬فهي ال‬ ‫تحتمل اال وجهاً من اثنني‪ ،‬اما الطعن‬ ‫يف القانون املعدل‪ ،‬او الطعن يف القانون‬ ‫االساس‪ ،‬فأن كان الطعن يف القانون‬ ‫االساس وهو القانون ‪ 45‬لسنة ‪ 2013‬فهو‬ ‫ال يحوي أي اشارة ُ‬ ‫للكرد الفيليني وبالتايل‬ ‫فالطعن مردود شك ًال وموضوعاً وبشكل‬ ‫بديهي ال يستلزم املزيد من التفصيل‬ ‫والرشح‪.‬‬ ‫اما اذا كان الطعن يف قانون التعديل‬ ‫األخري فالطعن ايضاً مردود قانونياً‬ ‫ودستورياً لكون اسباب قبول الطعون‬ ‫ومن ثم الرد أو نقض املواد والفقرات‬ ‫القانونية تتلخص يف ‪:‬‬ ‫‪ .1‬وجود جنبة مالية دون استحصال‬ ‫موافقة رئيس مجلس الوزراء املسؤول‬ ‫عن ادارة السياسة املالية‪.‬‬ ‫‪ .2‬مخالفة النص املطعون فيه لثوابت‬ ‫احكام االسالم ( املادة ‪ / 2‬او ًال ‪ -‬أ )‬ ‫من الدستور‬ ‫‪ .3‬التعارض مع مبادىء الدميقراطية (‬ ‫املادة ‪ / 2‬ثانياً ‪ -‬ب ) من الدستور‬ ‫‪ .4‬التعارض مع الحقوق والحريات‬ ‫االساسية الواردة يف الدستور ( املادة ‪/ 2‬‬ ‫ثالثاً ‪ -‬جــ ) من الدستور‬ ‫‪ .5‬الطعن لعدم توفر النصاب القانوين‬ ‫النعقاد جلسة مجلس النواب لحظة‬ ‫التصويت‪.‬‬ ‫ومبا ان تخصيص مقعد نيايب ُ‬ ‫للكرد الفيليني‬ ‫ال ترتتب عليه أي جنبة مالية‪ ،‬وال يخالف‬ ‫مبادىء احكام االسالم وال يتعارض مع‬ ‫مبادىء الدميقراطية والحقوق والحريات‪،‬‬

‫بل بالعكس فإن تخصيص مقعد أو اكرث‬ ‫للمكون الفييل هو من صلب نص وروح‬ ‫الدستور وخاصة ( املادة ‪ / 49‬او ًال ) و‬ ‫( املادة ‪ ) 125‬منه ‪ ،‬ومبا ان النصاب‬ ‫القانوين كان متوفراً بشكل يقيني قاطع‬ ‫يف جلسة الربملان عند التصويت‪ ، ،‬إذن‬ ‫فالطعون مردودة من هذا الجانب بشكل‬ ‫مطلق وبات وحاسم‪.‬‬ ‫نأيت االن لبيان وتوضيح ما املقصود‬ ‫بالطعون التي قدمت وما هي حقيقتها‬ ‫؟‪ ،‬ويف الحقيقة ايها السادة إنه يوجد‬ ‫فع ًال سبب قانوين ومقبول للطعن‪ ،‬ولكنه‬ ‫ليس بخصوص مقعد الكوتا الفيلية‪ ،‬وامنا‬ ‫الطعن يف اصل ( املادة ‪ / 11‬او ًال ) من‬ ‫قانون انتخابات مجلس النواب العراقي‬ ‫رقم ‪ 45‬لسنة ‪ ،2013‬حيث تنص املادة‬ ‫يف متنها عىل ‪:‬‬ ‫«يتكون مجلس النواب العراقي من‬ ‫‪ 328‬مقعداً يتم توزيع ‪ 320‬منها عىل‬ ‫املحافظات وفقاً لحدودها االدارية وفقاً‬ ‫للجدول امللحق بالقانون وتكون ( ‪) 8‬‬ ‫مقاعد منها حصة ( كوتا ) للمكونات»‬ ‫وبصدور قانون التعديل األخري الذي‬ ‫خصص مقعداً ُ‬ ‫للكرد الفيليني‪ ،‬يكون لزاماً‬ ‫تعديل منت املادة ‪ 11‬من القانون االساس‬ ‫وهو قانون ‪ 45‬وليس القانون الصادر‬ ‫مؤخراً ‪ ،‬ويف هذه الحالة فالطعن صحيح‬ ‫جداً ومقبول وسوف تحكم املحكمة‬ ‫االتحادية لصالح الطاعنني‪.‬‬ ‫ولكن ما الذي يرتتب عىل قبول الطعن‬ ‫والحكم لصالح الطاعنني وما تأثري ذلك‬ ‫عىل مقعد الكوتا الفيليني ؟ ان املعالجة‬ ‫الوحيدة ايها االخوة تقتيض تعديل منت‬ ‫املادة ‪ 11‬من خالل ترشيع قانوين جديد‬ ‫تقدمه كمرشوع قانون رئاسة الجمهورية‬ ‫او الوزراء‪ ،‬او مقرتح قانون يقدمه‬ ‫عرشة من اعضاء مجلس النواب‪ ،‬ومير‬ ‫بكافة مراحل الترشيع ابتدا ًء بالصياغة‬ ‫القانونية اىل قراءة اوىل وثانية ومن ثم‬

‫التصويت عىل التعديل وصدور قانون‬ ‫التعديل‪ ،‬وهذا يحكمه وقت ضيق جداً‬ ‫نظراً لتحديد موعد االنتخابات يف الثاين‬ ‫عرش من شهر ايار القادم‪ ،‬اما التعديل‬ ‫واملعالجة املرتقبة فإنها ال تقبل سوى امراً‬ ‫من اثنني ال ثالث لهام وهام ‪:‬‬ ‫‪ .1‬زيادة اعضاء مجلس النواب العراقي‬ ‫اىل ‪ 329‬بد ًال من ‪328‬‬ ‫‪ .2‬زيادة املقاعد املخصصة للمكونات اىل‬ ‫‪ 9‬بد ًال من ‪8‬‬ ‫ومبا ان زيادة عدد اعضاء مجلس النواب‬ ‫يحتاج اىل احصائية سكانية محدثة تصدر‬ ‫عن وزارة التخطيط‪ ،‬وهذه االحصائية‬ ‫حتى ان صدرت ووصلت اىل مجلس‬ ‫النواب ألغراض التعديل فأن تأثريها‬ ‫ينسحب عىل جميع املحافظات وبالتايل‬ ‫يستدعي زيادة اعضاء الربملان يف عموم‬ ‫العراق‪ ،‬وهذا يقيناً لن يحدث امام ضغط‬ ‫الشارع الذي يدعو اىل العكس وتقليص‬ ‫عدد النواب‪ ،‬وبالتايل ليس امام مجلس‬ ‫النواب سوى طريق واحد للتعديل وهو‬ ‫ما ذكرناه يف الفقرة ‪ 2‬آنفاً وهو زيادة‬ ‫املقاعد املخصصة للمكونات اىل ( ‪. ) 9‬‬ ‫ويف كل الحاالت ومهام حصل‪ ،‬واياً كان ما‬ ‫تخبئه لنا االيام القادمة‪ ،‬فإين اطمنئ اهيل‬ ‫الفيليني بأن كل هذه الضجة االعالمية‬ ‫وكل الطعون التي قدمت‪ ،‬لن تؤثر ابداً‬ ‫عىل املقعد املخصص للكرد الفيليني يف‬ ‫واسط‪ ،‬فتلك مادة تم التصويت عليها‬ ‫وصدرت بقانون متت املصادقة عليه‬ ‫ودخل حيز التنفيذ وانتهى املوضوع‪،‬‬ ‫وما عىل الفيليني االن سوى تجاهل‬ ‫زوبعة الطعون وااللتفات اىل مستقبلهم‪،‬‬ ‫وترتيب اوراقهم سعياً اىل زيادة هذا‬ ‫املقعد من خالل القوائم العامة‪ ،‬وابرشكم‬ ‫بأن وجود صوت فييل خالص يف مجلس‬ ‫النواب القادم هو امر محسوم والف‬ ‫مربوك نقولها من االعامق‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪34‬‬ ‫صحيح ان االنسان ينام كل ليلة‬ ‫من دون الوثوق من استيقاظه‬ ‫صباحا‪ ،‬ولكن يحتفظ بربنامج عمل لليوم‬ ‫التايل وهذا بحد ذاته امل للجديد‪ .‬لذلك‬ ‫فان االستعداد لتحقيق االمن واالمنيات‬ ‫والرغبات التي يحلم بها كل انسان‬ ‫عراقي هو سؤال يثريه مواطنو هذا البلد‬ ‫ويوقدون به أوار النار يف جسد املثقفني‬ ‫واملفكرين‪.‬‬ ‫يف الحقيقة ان دميقراطية هذا العهد‬ ‫يف العراق ليست عبارة عن حكومة‬ ‫الجامهري بل عبارة عن حكم الجامهري‪،‬‬ ‫فاذا كان العبادي عند البعض افضل‬ ‫رئيس وزراء عراقي فانه سيكون االفضل‬ ‫عندهم فقط؛ فهناك عدد غري قليل من‬ ‫املواطنني الذين يعدونه سببا يف العذاب‬ ‫والحصار واالضطهاد ويرون فيه مسؤوال‬ ‫استعراضيا‪.‬‬ ‫وحتى بعد سقوط البعث‪ ،‬فان اسطورة‬ ‫الدميقراطية يف العراق بدأت بتحديد‬ ‫الخطوط لهذا وذاك وتذويب االقليات‬ ‫واخريا العلمنة‪ ،‬الن السياسة داخل دائرة‬ ‫اسلمة املجتمع تدفع نحو (سيطرة)‬ ‫االغلبية يف العراق وانهاء التنوع ‪.‬‬ ‫يف الحقيقة ان الحكام االسالمويني‬ ‫يف هذا العهد يف العراق ال يؤمنون‬ ‫بالتعددية القومية والدينية وبرنامج‬ ‫عملهم واسرتاتيجيتهم تثري هذا التساؤل‬ ‫انه اذا كان الوضع العراقي مع كل هذا‬ ‫التدين وما ترونه االن‪ ،‬فكيف سيكون‬

‫الحديث‬

‫علي حسني فيلي‬

‫مستقبل هذا البلد يف ظل‬ ‫لهيب الدين الواحد والقومية‬ ‫الواحدة؟‬ ‫يجب ان تكون حقوق‬ ‫االقليات محمية قبل حقوق‬ ‫االغلبية الحاكمة‪ .‬وجاء‬ ‫الوقت الذي يجب ان يرى‬ ‫العامل بأجمعه ان حرب‬ ‫القوميات واالديان واملذاهب‬ ‫والحرب املناطقية والقبلية مل‬ ‫تنت ِه بعد!!‪.‬‬ ‫من الواضح ان االغلبية‬ ‫واملهتضمة‬ ‫املضطهدة‬ ‫يف هذا البلد ليسوا الكورد‬ ‫الفيليني  وحسب لكن‬ ‫املظلومني يعرفونهم جيدا‬ ‫الن الفيليني هم غالبة من‬ ‫هذه الفئة وال يتغري من هذه‬ ‫الحقيقة يشء اذا قلنا ان‬ ‫االيديلوجيا التي كانت تظلم‬ ‫باالمس ‪ ،‬مبتهجة امام ظلم‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫الحكومة واملجتمع العراقي يقوالن ان‬ ‫عهد صدام قد انتهى ويجب اال يبقى‬ ‫الشوفينيون يف الحكم‪ ،‬لكنهام ال يقوالن‬ ‫ان بداية اسطورة العدالة بدأت بقتل‬ ‫الفيليني‪ ،‬ومل تنت ِه بابادتهم وترشيدهم‪،‬‬ ‫الن الفكر التسلطي يعادي التعددية‬ ‫وحق وجود القوميات االخرى‪ .‬وان‬ ‫األعراف يف هذا البلد تعودت عىل القتل‬

‫عن الفيليين جيد للمستقبل ال الحاضر‬

‫والتنكيل واكرب ضحاياها هي العدالة‪.‬‬ ‫ملاذا يجب ان يصدر احد االطراف فقط‬ ‫القرارات بشأن جميع الحقوق والحريات‬ ‫تحت راية قومية او دينية‪ ،‬تصب يف‬ ‫مصلحته لوحده‪ ،‬وماهو الفكر الرشعي‬ ‫ومن هي القبيلة او القومية التي يجب‬ ‫ان تكون لها حق الحياة؟ هل نحن خلف‬ ‫االغلبية املجرمة واالقلية املظلومة؟ من‬ ‫املؤكد ان دميقراطية مواالة صدام  مل‬

‫تتمكن من تحقيق املعجزة من اجل‬ ‫تحقيق العدالة ليك تعيش املكونات‬ ‫بسالم وامان! فاالدعاء الذي قىض عىل‬ ‫العراق هو انه اسالمي الدين وعلامين‬ ‫السياسة‪ .‬وبال شك فان برنامج االطراف‬ ‫السياسية الحاكمة تجاه الكورد الفيليني‬ ‫ليست من اجل تحررهم‪ ،‬وامنا لغايات‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫فمثال يتعامل السيد العبادي مع ملف‬

‫الكورد الفيليني وكأمنا هو ناشط سيايس‬ ‫وليس بصفته رئيسا للوزراء لبلد يجب‬ ‫عليه وبامكانه اصدار القرار بشكل‬ ‫واضح وجيل‪ .‬فهو يرى ان مسألة مثل‬ ‫هذه تصلح للمستقبل وليس للحارض‪.‬‬ ‫ومبقابل القرارات الجائرة فاالنسان‬ ‫الفييل يف تاريخه مل يصدر قرارا خاطئا‬ ‫ومل يسكن يف منطقة خاطئة ولكن من‬ ‫اجل ان يغري الرؤى السلبية ويحصل‬

‫عىل حقوقه فانه مضطر لالهتامم بعدم‬ ‫مباالة بغداد‪ ،‬واالستفادة من الدرس‬ ‫التاريخي الذي يقول‪:‬ان جوهر علم‬ ‫الرياضيات يكمن يف الحرية فهذا العلم‬ ‫ينمي نفسه بعيدا عن  جميع السياسات‬ ‫العاملية‪ .‬لذلك فان جوهر القضية‬ ‫الفيلية هي حب االرقام والبيانات‬ ‫والوثائق من اجل اظهار حجم ومساحة‬ ‫معاناته ومشكالته‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪36‬‬

‫اخي الفيلي‪..‬‬

‫دعوة كوردية فيلية‬ ‫العتبار مناطقهم «منكوبة»‬ ‫دعت الجبهة الفيلية‪ ،‬اىل اعادة‬ ‫اعامر املناطقة الكوردية الفيلية‬ ‫املدمرة بالتزامن مع مع إنعقاد املؤمتر‬ ‫الدويل إلعامر العراق يف دولة الكويت‬ ‫للفرتة من (‪ )14 – 12‬شباط‪.2018 /‬‬ ‫وذكر بيان للجبهة ورد لشفق نيوز‪ ،‬ان‬ ‫الحكومة العراقية خصصت يف املوازنة‬ ‫العامة للدولة مبالغ مالية إلعامر وإعادة‬ ‫تأهيل وتعويض السكان واملناطق املترضرة‬ ‫جراء اإلرهاب والعمليات العسكرية‬ ‫والحربية وتعويض املترضرين واملختطفات‬ ‫وتأسيس صندوق إعادة إعامر املناطق‬ ‫املترضرة من العمليات اإلرهابية مبوجب‬ ‫النظام رقم (‪ )3‬لسنة ‪ 2017‬مع تخصيص‬ ‫مبلغ أويل للصندوق قدره (‪ )500‬مليار‬ ‫دينار واملنح واملساعدات الدولية‪ ،‬ومثل‬ ‫هذه املبادرات الحكومية مل تحصل مطلقاً‬ ‫مع املناطق املدمرة التي يسكنها أبناء‬ ‫املكون الفييل عىل طول الرشيط الحدودي‬ ‫يف محافظات (دياىل‪ ،‬وواسط‪ ،‬وميسان‪،‬‬ ‫والبرصة)‪.‬‬ ‫واضاف ان هذه املناطق تعرضت إىل‬ ‫أبشع أنواع التخريب والتدمري منذ إندالع‬ ‫الحرب العراقية اإليرانية يف عام ‪1980 /‬‬ ‫عىل الرغم من صدور حكم املحكمة‬

‫الجنائية العراقية العليا الصادر بتأريخ‬ ‫‪ 2010/11/29‬بشأن إعتبار ما تعرض له‬ ‫املكون الفييل جرمية إبادة جامعية بكل‬ ‫املقاييس‪.‬‬ ‫ودعا اىل اعتبار املناطق التي يسكنها‬ ‫الكورد الفيليون باملنكوبة وشمولها‬ ‫مبشاريع ومنح صندوق إعادة إعامر‬ ‫املناطق املترضرة أسو ًة بقرار إعتبار‬ ‫محافظة األنبار محافظة منكوبة رقم (‪)16‬‬ ‫لسنة ‪ 2016‬وقرار إعتبار قضاء سنجار‬ ‫قضا ًء منكوباً رقم (‪ )19‬لسنة ‪ 2016‬وقرار‬ ‫إعتبار قضاء بيجي وناحية الصينية والقرى‬ ‫والقصبات التابعة مناطق منكوبة رقم‬ ‫(‪ )21‬لسنة ‪ 2016‬وقرار تعويض مترضري‬ ‫قضاء طوزخورماتو رقم (‪ )27‬لسنة ‪2016‬‬ ‫وقرار تشكيل لجنة وضع معالجات‬ ‫للمشاكل التي خلفها تنظيم داعش‬ ‫اإلرهايب يف محافظة نينوى رقم (‪)33‬‬ ‫لسنة ‪ 2016‬وقرار إتخاذ اإلجراءات الالزمة‬ ‫من قبل الحكومة لتحرير املختطفات‬ ‫اإليزديات رقم (‪ )43‬لسنة ‪ 2016‬وقرار‬ ‫تثبيت الحدود اإلدارية ملحافظة نينوى‬ ‫رقم (‪ )44‬لسنة ‪ 2016‬والقرار النيايب‬ ‫رقم (‪ )53‬لسنة ‪ 2017‬حول إعتبار مدينة‬ ‫املوصل بالعموم وتلعفر مدينة منكوبة‪.‬‬

‫لكي ال نجعل من الكوتـا هدف ًا‬ ‫عبدالخالق الفيلي‬

‫ال ننكر وجود صوت واحد افضل من‬ ‫العدم ولكن البد من التحرك الجاد من‬ ‫قبل ابناء هذا املكون واملشاركة الفعالة‬ ‫يف االنتخابات القادمة وال بد للصوت‬ ‫الفييل أن يتجسد يف قوة فعالة من اجل‬ ‫االستفادة من الفرصة السانحة القادمة‪.‬‬ ‫إن الجدل الحاصل حول عدد مقاعد‬ ‫األقليات (الكوتا) والتي من املتوقع‬ ‫ان يحسب للكورد الفيليني كام اقره‬ ‫مجلس النواب اخريا وآليات حسمها ال‬ ‫ميثل ح ًال لسلسلة املشاكل واملعوقات‬ ‫التي يعاين منها أبناء هذا املكون‬

‫ان العمل الفعال والتحرك عىل دعم‬ ‫شخصيات فيلية مؤمنة بالهوية والرتاث‬ ‫والحضارة لهذه الطائفة وتجسد هموم‬ ‫وتطلعات أبناءها للدفاع عن مصالحهم‬ ‫وتجنبهم التشتت من اهم االمور التي‬ ‫يجب العمل عليها وعدم االتكاء عىل‬ ‫التحالفات مع االطراف الكبرية التي‬ ‫ما عادة تنفع لوحدها النها تفكر يف‬ ‫مصالحها يف االول واالخر‪ ،‬اختري من‬ ‫ينظر لها العراقيني يف ذات الوقت عىل‬ ‫إنها شخصية وطنية جاذبة وجامعة‬ ‫باعتباره امينا عىل مصالح املكون‬

‫وراعيا لحقوقهم ومندفعا لتحقيق‬ ‫احالمهم املرشوعة هو السبيل االفضل‪.‬‬ ‫ويفرتض ايضا من النائب كان من يكون‬ ‫ان يعرف من تاريخ الفييل الحديث‬ ‫ما جرى من ويالتهم والجرائم التي‬ ‫اقرتفت بحقهم منذ تاسيس الدولة‬ ‫العراقية وكذلك نتيجة اخطاء و جرائم‬ ‫مل يقرتفوها يف زمن الحقبة البعثية‬ ‫املجرمة او معاناتهم ومشاكلهم‬ ‫االجتامعية ‪ ،‬لذا فإن وضع حد لهذه‬ ‫املعاناة الطويلة ووضع حلول واقعية‬ ‫جذرية ملشاكل هذا الطبقة املظلومة‬ ‫ال يتم بإصدار قرارات فقط من أعىل‬ ‫السلطة ترشيعية ويتم متابعتها من‬ ‫قبل السلطة التنفيذية و نحتاج اىل‬ ‫من يتابع تلك القرارات عند السلطات‬ ‫الثالث والدوائر ذات العالقة من‬ ‫االشخاص ‪ ،‬فمثل هكذا شخصيات‬ ‫نستطيع ان نجدها بني افراد هذا‬ ‫املكون والحمد لله ان الكفاءات‬ ‫والقدرة لدى شخوصهم ميكن معرفتها‬ ‫اذا ما ابتعدنا عن العشائرية واملناطقية‬ ‫وبحثنا عنهم من بني ابناء مجتمعنا عىل‬ ‫رشط االعتامد او ًال عىل انفسنا ومن ثم‬ ‫التفكري بالتوافق السيايس الذي ميكن‬ ‫أن ينصف مكوننا ‪ ،‬وإن إيصال صوت‬ ‫الشارع الفييل وإنصاف أبنائه يتطلب‬ ‫وجوداً فاع ًال وحقيقياً داخل مجلس‬ ‫النواب وللحقيقة ان الكوتا ليست‬ ‫(عصا موىس) وحقوقنا مرهونة بقوة‬ ‫تأثرينا داخل الربملان و ترجمة املواطنة‬ ‫والرشاكة يف الوطن وانخراط مكثف‬ ‫يف الشأن العام مع تغليب للمصلحة‬ ‫الوطنية‬ ‫ان التأثري املتوقع من نائب أو إثنني‬ ‫من أصل ‪ 328‬نائباً داخل الربملان اليفي‬ ‫بالغرض املطلوب ‪ ،‬فالبد للصوت الفييل‬

‫أن يتجسد يف قوة فعالة للتحرك من‬ ‫اجل ايصال صوته املقتدر والفعال‬ ‫بجهود مشرتكة مخلصة غري ملوثة‬ ‫بالتفكري باملايض والنظرة اىل بناء‬ ‫املستقبل الزاهر‪.‬ان الفرصة اتية وعىل‬ ‫الكورد الفيلية بأن يتجاوزوا مشاكلهم‬ ‫وآرائهم املختلفة عليها يف هذه املرحلة‬ ‫املهمة مادام هدفهم واحد ‪ ،‬املطلوب‬ ‫منهم تشكيل تحركات واعدة منسجمة‬ ‫حريصة و من املمثلني الحقيقيني لهم‬ ‫ووجوه نستطيع االعتامد عليها متفانية‬ ‫يف سبيل رفع املعاناة ال ابواق اعالمبة‬ ‫تريد عبور املرحلة عىل حساب هذا‬ ‫املكون وعلينا ان نتعض من املايض لبناء‬ ‫املستقبل كام شاهدنا العديد منهم مع‬ ‫االعتزاز بكل من ضحى لهذا الشعب‬ ‫االيب املظلوم من اشخاص ومنظامت‬ ‫واحزاب مع حفظ االسامء الكرمية‬ ‫بجهود حثيثة وذلك من أجل تثبيت‬ ‫وتنفيذ مطالبهم و للقضاء عىل الرتكات‬ ‫الثقيلة التي خلفتها الفرتة املاضية ‪.‬الن‬ ‫تأثريات تلك القرارات الزالت تشكل‬ ‫عبئا كبريا عىل كاهل الفيليني ومستمرة‬ ‫لحد اآلن بسبب غياب من ميثلهم يف‬ ‫مجلس النواب للدفاع عنهم ‪ .‬عىل كل‬ ‫حال اننا امام مسؤولية يجب ان ال‬ ‫تودي بنا إىل االستسالم وفقدان األمل‬ ‫والالمباالة بل عىل العكس يجب أن‬ ‫تدفعنا إىل التفكري الجدي بعيدا عن‬ ‫العواطف لتشخيص أخطائنا ونواقصنا‬ ‫ونقاط ضعفنا وأن تحفزنا عىل أن‬ ‫نواصل جهودنا بأساليب مختلفة‬ ‫وأن نثابر أكرث من السابق إىل أن يتم‬ ‫إحقاق حقوقنا وإنصافنا ونحصل عىل‬ ‫معلومات عن شهدائنا اإلبرار ويتم رد‬ ‫االعتبار إليهم والينا بإنتخاب االصلح‬ ‫واالجدر‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪38‬‬ ‫خانقني‪ :‬احلكومة تعيد العرب‬ ‫الوافدين ومتنحهم تأييد سكن‬

‫افاد عضو يف مجلس قضاء خانقني‬ ‫مبحافظة دياىل‪ ،‬اليوم الثالثاء‪ ،‬ان "عملية‬ ‫التعريب" مستمرة يف حدود القضاء‪،‬‬ ‫الفتا اىل تزويد العرب الذين يتم‬ ‫استقدامهم اىل خانقني‪.‬‬ ‫وقال رفعت مراد آغا ان العرب الوافدين‬ ‫الذين تم تعويضهم وفقا للامدة ‪140‬‬ ‫من الدستور العراقي يتم اعادتهم‬ ‫مرة اخرى اىل القرى و"يحتلون"‬ ‫امالك ومنازل الكورد فيها‪ ،‬والكورد ال‬ ‫يستطيعون منعهم بسبب عدم وجود‬ ‫سلطة لهم فيها‪.‬‬ ‫واضاف مراد آغا ان الحكومة مل تكن‬ ‫سابقا متنح تاييد سكن اىل الذين يعودون‬ ‫اىل القضاء للتعريب‪ ،‬مستدركا انه اليوم‬ ‫تقرر ان متنح املحاكم تاييد سكن اىل‬ ‫العرب الذين يعودون اىل خانقني‪.‬‬ ‫واوضح ان قسام من العرب رغم ان‬ ‫الحكومة تطالبهم بالعودة اىل خانقني اال‬ ‫انهم يرفضون ذلك ويتحدثون عن انهم‬ ‫يعلمون بان قوات الپيشمرگة ستعود اىل‬ ‫املنطقة لذلك فهم غري مستعدين للعودة‬ ‫لـ"احتالل" بيوت وامالك الكورد‪.‬‬

‫اختيار كوردي فيلي‬ ‫كأحد العلماء األعلى‬ ‫درجة علمية يف العامل‬ ‫املراتب العلمية يف الجامعات ومراكز‬ ‫البحوث العاملية‪ ،‬الدكتور الكوردي آرش‬ ‫قورباين االستاذ يف الكيمياء وعضو الهيئة‬ ‫العلمية لجامعة ايالم‪ ،‬كاحد العلامء‬ ‫االعىل درجة علمية يف العامل‪.‬‬ ‫ونرش آرش قورباين حتى االن ‪ 221‬مقاال‬ ‫اختار مركز علمي احد اساتذة جامعة علميا يف املجالت والصحف والعاملية‬ ‫ايالم الفيلية برشقي كوردستان‪ ،‬كاحد الشهرية‪ ،‬واعتمد املوقع الرسمي ملركز‬ ‫(‪ )ISI‬العلمي الفني و‪ 760‬مرة عىل‬ ‫العلامء االعىل درجة علمية يف العامل‪.‬‬ ‫واختار مركز (‪ )ISI‬املختص بتصنيف بحوثه ومقاالته‪ ،‬كمصادر علمية‪.‬‬

‫كوردي فيلي بطل العامل برفع االثقال‬ ‫توج الرباع االيراين الذهبي عيل هاشمي ابن مدينة ايالم الفيلية‪ ،‬ببطولة العامل لوزن ‪105‬‬ ‫كغم لرفع االثقال الجارية يف لوس انجلس بامريكا ‪.2017‬‬ ‫ومتكن هاشمي من رفع ‪ 183‬كغم يف رفعة الخطف و‪ 221‬كغم يف رفعة النرت متقلدا‬ ‫الذهبية يف الخطف واملجموع ‪ 404‬كغم وبرونزية النرت‪.‬‬ ‫نتائج الوزن ‪ 105‬كغم‬ ‫الخطف‪ -1 :‬عيل هاشمي (ايران) ‪ 183‬كغم ‪ -2‬ايفان ايفرميوف (اوزبكستان) ‪ 182‬كغم‬ ‫‪ -3‬خورخه والدس (اكوادور) ‪ 181‬كغم‪.‬‬ ‫النرت‪ -1 :‬سيو هيوب (كوريا الجنوبيه) ‪ 222‬كغم ‪ -2‬آرتور بليسنيكس (ليتوانيا) ‪ 222‬كغم‬ ‫‪ -3‬عيل هاشمي (ايران) ‪ 221‬كغم‪.‬‬ ‫املجموع‪ -1 :‬عيل هاشمي (ايران) ‪ 404‬كغم ‪ -2‬آرتور بليسنيكس (ليتوانيا)‪ 402‬كغم ‪-3‬‬ ‫ايفان ايفرميوف (اوزبكستان) ‪ 399‬كغم‪.‬‬

‫اربعة احزاب فيلية‬ ‫تشارك يف االنتخابات العراقية‬

‫أعلنت املفوضية العليا املستقلة‬ ‫لالنتخابات مواصلتها تسجيل‬ ‫االحزاب والكيانات السياسية‬ ‫ومنحها إجازة التأسيس للمشاركة‬ ‫يف االنتخابات املقبلة‪.‬‬ ‫وكشفت عن تسجيل اربعة‬

‫تشكيل ائتالف انتخابي للكورد الفيليني‬ ‫اعلن يف بغداد‪ ،‬تشكيل "االئتالف الفييل العراقي" للمشاركة يف‬ ‫االنتخابات الترشيعية املقبلة‪.‬‬ ‫وقال رئيس املؤمتر العام للكورد الفيليني محمد سعيد النعامين‬ ‫يف مؤمتر صحفي ببغداد‪ ،‬ان االئتالف "يعمل عىل توحيد املجتمع‬ ‫الفييل واملشاركة يف االنتخابات النيابية واملحلية"‪.‬‬ ‫ومل يستبعد النعامين التحالف مع قوائم انتخابية "كربى" التي قال‬ ‫انها "متثل قرباً وجدانياً مع املكون الكوردي الفييل"‪.‬‬ ‫وسمى االئتالف‪ ،‬حيدر هشام الفييل رئيسا‪ ،‬وحيدر القطبي متحدثا‪،‬‬ ‫وضم كل من "املؤمتر العام للكورد الفيليني‪ .‬وحزب الحوار الفييل‪،‬‬ ‫وشخصيات عشائرية مستقلة"‪.‬‬

‫احزاب كوردية فيلية لغاية يوم‬ ‫‪ 26‬كانون االول الجاري‪.‬‬ ‫واالحزاب كانت‪ ،‬الجبهة الفيلية‪،‬‬ ‫حزب الحوار الفييل‪ ،‬تجمع‬ ‫االتحاد الفييل‪ ،‬املؤمتر الوطني‬ ‫العام للكورد الفيليني‪.‬‬

‫وثيقة‪ ..‬الداخلية العراقية حتدد‬ ‫ضوابط لتغيري القاب وتبعية الفيليني‬ ‫ذكرت لجنة شؤون الكورد الفيليني‬ ‫يف مجلس محافظة واسط‪ ،‬ان الداخلية‬ ‫العراقية حددت ضوابط لتغيري اللقب‬ ‫وموضوعة التبعية‪.‬‬ ‫وذكر بيان للجنة‪ ،‬بعد مخاطبة وزارة‬ ‫الداخلية ان "من يرغب بتغيري لقبه و‬ ‫واعادته للقب الفييل ان يخاطب مكتب‬ ‫الوزير املحرتم مبارشة او يتم تقديم‬ ‫طلب ملكتبنا و نحن بدورنا نخاطب‬

‫بصورة رسمية‪".‬‬ ‫واضاف "تأكيد موضوع إلغاء التبعية‬ ‫من شهادة الجنسية الخاصة باملكون‬ ‫الفييل و ان املراجعة لشعبة االجانب‬ ‫فقط لتصحيح املوقف من خالل تقديم‬ ‫كتاب يؤيد انتامء صاحب الطلب‬ ‫للمكون الفييل ليك يتم نقل سجالته من‬ ‫شعبة االجانب ملسقط رأسه"‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫تقرير بريطاني‬ ‫قضـايـا‬

‫‪40‬‬

‫ينشر‬

‫توقعات ‪ 2018‬ابرزها وضع العراق ودولة للكورد‬

‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫نرشت صحيفة “الغارديان”‬ ‫مقاال ملراسلها يف اسطنبول‪،‬‬ ‫كريم شاهني‪ ،‬يتحدث فيه عن‬ ‫أثر التنافس السعودي اإليراين‬ ‫عىل الرشق األوسط عام ‪.2018‬‬ ‫ويقول شاهني “انتهى عام‬ ‫مضطرب يف الرشق‪ ،‬لكن ال راحة‬ ‫له عام ‪ 2018‬من الفوىض‬ ‫اإلقليمية‪ ،‬التي تنبع من فتيل‬ ‫التنافس بني السعودية وإيران"‪.‬‬ ‫ويضيف الكاتب يف مقاله‪ ،‬أن‬ ‫“األمري السعودي الشاب محمد‬ ‫بن سلامن عزز من قوته‪ ،‬وبدأ‬ ‫حركة من اإلصالحات الثقافية‬ ‫املسبوقة‬ ‫غري‬ ‫واالقتصادية‬ ‫يف الرياض‪ ،‬لكن طموحاته‬ ‫الخارجية مل تثمر بعد‪ ،‬وبدال من‬ ‫ذلك فستواصل امتصاص املصادر‬ ‫واألرواح يف البلد الجار اليمن‪ ،‬الذي‬ ‫يعد من أفقر الدول العربية‪ ،‬حتى‬ ‫يتم التوصل لتسوية سياسية"‪.‬‬ ‫ويستدرك شاهني بأن “هذا‬ ‫االحتامل يبدو بعيدا بعد مقتل رجل‬ ‫صنعاء القوي والرئيس ألكرث من ‪30‬‬ ‫عاما عيل عبدالله صالح‪ ،‬الذي ترك‬ ‫مقتله عىل يد الحوثيني البالد دون‬ ‫نهاية واضحة للنزاع الذي تتهم فيه‬ ‫السعودية إيران بدعم الحوثيني‪،‬‬ ‫التي تواجه تحديات غري مسبوقة‬ ‫‪41‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫قضـايـا‬

‫‪42‬‬ ‫منذ عقود‪ ،‬حيث تم اعتقال املئات‪،‬‬ ‫ومقتل ‪ 21‬شخصا يف االحتجاجات التي‬ ‫شهدتها البالد ضد ارتفاع أسعار السلع‬ ‫وتطورت ملطالب بالتغيري السيايس"‪.‬‬ ‫ويقول الكاتب إن “ابن سلامن لن‬ ‫يكون لديه الكثري ليقوله يف سوريا‪ ،‬التي‬ ‫أصبح فيها نظام بشار األسد املدعوم من‬ ‫إيران وروسيا ميلك الزخم العسكري‪،‬‬ ‫وتشتت املعارضة‪ ،‬أو مل تعد موجودة؛‬ ‫بسبب سيطرة جامعات املعارضة‬ ‫املرتبطة بتنظيم القاعدة‪ ،‬أو يرتهن‬ ‫وجودها بالدعم الرتيك‪ ،‬فيام يعيش‬ ‫الساسة املعارضون يف املنفى‪ ،‬بعيدين‬ ‫عن التطورات الحقيقية يف البالد"‪.‬‬ ‫ويشري شاهني إىل أن “كال من روسيا‬ ‫وإيران وتركيا تسيطر عىل مسار‬ ‫األحداث‪ ،‬وستقرر الشكل النهايئ للحل‪،‬‬ ‫مع أنه ال يوجد ما يضمن لنهاية العنف‬ ‫أو التمرد ضد نظام األسد‪ ،‬ويف الوقت‬ ‫الذي سيتحول فيه انتباه العامل ملرحلة‬ ‫ما بعد الحرب‪ ،‬فإن التنافس سيزداد‬ ‫للحصول عىل قطعة من مشاريع‬ ‫إعادة اإلعامر‪ ،‬ويف هذه املرحلة‬ ‫سيتم تقرير مصري الدولة الكوردية"‪.‬‬ ‫ويفيد الكاتب بأنه يف الوقت الذي‬ ‫أثبت فيه املقاتلون نفعهم للتحالف‬ ‫الدويل‪ ،‬الذي قادته الواليات املتحدة‬ ‫ضد تنظيم الدولة‪ ،‬إال أن نهاية الحملة‬

‫تحالفات‪ ..‬أم صراعات‬ ‫تعني توقف الدعم العسكري عنهم‪،‬‬ ‫حيث يقول الكورد إنهم يريدون إقامة‬ ‫منطقة حكم ذايت‪ ،‬إال أن معارضيهم‬ ‫يرون أن تحركهم نحو الغرب يف الشامل‬ ‫ينم عن محاوالت إلقامة دولة"‪.‬‬ ‫ويجد شاهني أنه “مهام كانت هذه‬ ‫الطموحات فهي تواجه معارضة‬ ‫تركية قوية‪ ،‬حيث أن املقاتلني الكورد‬ ‫يف سوريا ميثلون تهديدا عىل أمنها‬ ‫القومي‪ ،‬ومن املحتمل أن تدعم روسيا‬ ‫والواليات املتحدة املوقف الرتيك"‪.‬‬ ‫ويبني الكاتب أنه "بالنسبة لرتكيا‪،‬‬ ‫فسيواصل املراقبون للشأن يف هذا‬ ‫البلد التدهور املستمر يف مجال حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬والحد من حرية التعبري‪ ،‬يف‬ ‫الوقت الذي يقوم فيه الرئيس الرتيك‬ ‫رجب طيب أردوغان بتعزيز قوته‬ ‫وتهميش املعارضة قبل االنتخابات‬ ‫الربملانية والرئاسية املقررة يف عام ‪،2019‬‬ ‫وقد يقدم موعدها‪ ،‬مع أن الحكومة‬ ‫تنفي وجود اقرتاحات من هذا النوع"‪.‬‬ ‫ويقول شاهني إن “عمليات القمع‬ ‫سرتفق بنزاعات حول الهوية‪ ،‬وتتضح‬ ‫خطوط الصدع بني العلامنيني‬ ‫واإلسالميني‪ ،‬ويحتدم النقاش بينهم‬ ‫عىل وسائل التواصل االجتامعي‪ ،‬حيث‬ ‫سيعرب العلامنيون عن قلقهم من‬ ‫انحراف تركيا عن حلفائها التقليديني يف‬ ‫أوروبا نتيجة للعداء املتبادل‪ ،‬والبتعاد‬ ‫تركيا عن الغرب وحلفائها يف الناتو"‪.‬‬ ‫ويلفت الكاتب إىل أنه “سيتم الرتكيز‬ ‫يف العراق عىل وضع البالد‪ ،‬بعد سنوات‬ ‫منهكة من املواجهة مع تنظيم الدولة‪،‬‬

‫وتواجه بغداد مهمة صعبة لجمع أمة‬ ‫مجروحة‪ ،‬حيث يحاول الكورد تجاوز‬ ‫الهزمية يف محاولتهم للحصول عىل‬ ‫االستقالل‪ ،‬فيام يرغب الكثري من السنة‪،‬‬ ‫الذين عاشوا يف ظل تنظيم الدولة‪ ،‬بالعودة‬ ‫إىل مدنهم وقراهم التي دمرها القتال"‪.‬‬ ‫ويقول شاهني‪“ :‬يجب عىل الحكومة‬ ‫املركزية العمل عىل املوازنة بني هذه‬ ‫املطالب والسيطرة عىل املليشيات‬ ‫املدعومة من إيران‪ ،‬التي أدت دورا مهام‬ ‫يف الحرب ضد تنظيم الدولة‪ ،‬واملتهمة‬ ‫بارتكاب مجازر‪ ،‬ومينع التأثري الذي‬ ‫متارسه من تقديم املتورطني للمحاكمة"‪.‬‬ ‫ويذهب الكاتب إىل أنه “رغم هزمية‬ ‫تنظيم الدولة‪ ،‬فإن اإلرهاب ال يزال تحديا‬ ‫كبريا يف املنطقة‪ ،‬ورغم فقدان التنظيم‬ ‫مناطق شاسعة يف العراق وسوريا‪ ،‬فإن‬ ‫املقاتلني عادوا إىل الصحراء‪ ،‬التي اختبأوا‬ ‫فيها‪ ،‬ويحرضون للخطوة املقبلة"‪.‬‬ ‫وينوه شاهني إىل أنه “يف مرص‪،‬‬ ‫التي ستعقد فيها االنتخابات‪ ،‬فإن‬ ‫تنظيم الدولة حاول استغالل الفراغ‬ ‫يف سيناء وعجز الحكومة لزرع‬ ‫بذور الفوىض‪ ،‬وواصل شن هجامته‬ ‫اإلرهابية يف أنحاء مختلفة من العامل"‪.‬‬ ‫ويختم الكاتب مقاله بالقول إن “تنظيم‬ ‫الدولة‪ ،‬وإن هزم‪ ،‬إال أن الظروف التي‬ ‫أدت إىل نشوء أكرث الجامعات وحشية‬ ‫يف التاريخ ال تزال موجودة‪ :‬من الحكام‬ ‫الديكتاتوريني‪ ،‬واملجتمعات املحرومة‬ ‫واملحبطة‪ ،‬والتوترات الطائفية‪ ،‬والترشد‬ ‫والنزوح‪ ،‬إىل فراغ السلطة وعدم املساواة‬ ‫والحالة االقتصادية الصعبة"‪.‬‬

‫حسن سنجاري‬

‫مل يبق من عمر الربملان العراقي حسب‬ ‫نص املادة السادسة والخمسون من‬ ‫الدستور العراقي سوى أشهر وأيام‬ ‫متر مر السحاب  ( تكون مدة الدورة‬ ‫االنتخابية  ملجلس النواب أربع‬ ‫سنوات تقوميية ‪ ,‬تبدأ بأول جلسة له ‪,‬‬ ‫وتنتهي بنهاية السنة الرابعة ) ‪ ,‬وتبدأ‬ ‫االحزاب السياسية بالحراك يف الوقت‬ ‫الضائع لتشكيل التحالفات قبل وبعد‬ ‫االنتخابات ‪ ,‬وكرث الحديث يف اآلونة‬ ‫االخرية عن تشكيل تحالفات عرب‬ ‫الطائفية واملذهبية يف ظاهرها وحسب‬ ‫إدعاء البعض ‪ ,‬لكن ومع االسف الشديد‬ ‫يبقى السيايس العراقي رهن مذهبه‬ ‫وطائفته ‪ ,‬ال لخدمة جمهوره بل لخدمة‬ ‫أسياده واالجندات الخارجية التي‬ ‫تخطط لهم ويبقون كبيادق الشطرنج‬ ‫كأدوات تنفيذية ال غري ‪.‬‬ ‫تحالفات تعقبها رصاعات سياسية عىل‬ ‫املناصب والكرايس حيث تحدد االسعار‬ ‫حسب السيادية واألهمية والتأثري‪,‬‬ ‫مباليني الدوالرات املرسوقة مسبقاً‬ ‫من خزينة الدولة العراقية ‪ ,‬بعد أن‬ ‫يتباهون بافعالهم الشنيعة والتي تعد‬ ‫جرمية بحق الشعب العراقي وأمام انظار‬ ‫القضاء املسيس ‪.‬‬ ‫وسيبقى الناخب العراقي كاملثل القائل (‬ ‫أطرش بالزفة ) فقط عليه تقديم بطاقته‬ ‫االنتخابية مقابل مثن بخس ‪ ,‬حيث‬ ‫يتهافت عليهم املرشحون كطنني الذباب‬ ‫عىل القاذورات من اجل حفنة من‬

‫االصوات  بعد مصادرة آرائهم وحقوقهم‬ ‫االنتخابية ومينونهم بوعود كاذبة يعرفها‬ ‫الناخب العراقي مسبقا ومع هذا يسري‬ ‫مع التيار لعله يستبرش يوما بوظيفة أو‬ ‫عمل من أجل لقمة العيش بعد أن عاىن‬ ‫األمرين ‪.‬‬ ‫كل الربامج االنتخابية كالم معسول‬ ‫وعبارات رنانة يطرب له السامع من‬ ‫أول وهلة ‪ ,‬بعيد عن التطبيق والواقع‬ ‫الذي يعيشه الناخب العراقي ليتسلق‬ ‫عىل أكتافهم وصو ًال اىل غايته املنشودة‬ ‫‪ ,‬هذا حال العراقيني أيام االنتخابات ‪,‬‬ ‫أما بعدها فال هذا وال ذاك ‪ ,‬طوابري من‬ ‫سيارات املسؤولني تأخذ الشوارع طو ًال‬ ‫وعرضاً ‪ ,‬تقطع الطرقات الفرعية املؤدية‬ ‫اىل بيت السيد املسؤول ‪ ,‬ممنوع املقابلة‬ ‫مع االستاذ اال عن طريق طلبات عرائض‬ ‫مهملة مسبقا ‪ ,‬ال يشاهد املسؤول اال‬ ‫عن طريق شاشات التلفاز ‪ ,‬اجتامعات‬ ‫‪ ,‬ندوات ‪ ,‬سفرات ‪ ,‬ايفادات ‪ ,‬ليايل‬ ‫حمراء ‪,‬‬ ‫بذخ وتبذير بأموال العراق ‪ ,‬عقود‬ ‫ومقاوالت ‪.....‬‬ ‫هذه دميقراطية العراق املستوردة‬ ‫بأفكار مسمومة ‪ ,‬وسيبقى العراق‬ ‫مدمراً بحيتان فساده ‪ ,‬وسيبقى الناخب‬ ‫العراقي يتأمل العيش الرغيد يف بلد‬ ‫املهجرين والنازحني واملترشدين واألرامل‬ ‫واليتامى ‪ ,‬من أجل رصاعات سياسية‬ ‫محسومة باتفاقات مشبوهة من وراء‬ ‫أبواب مؤصدة يف  الظالم‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪44‬‬

‫كيف استقبل السيستاني‬ ‫"املمتعض" "نصر" العبادي‬ ‫"غري املفهوم"؟‬ ‫فاجأت خريطة تحالفات األحزاب العراقية‬ ‫الجميع وجاءت عكس ما كان متوقعا‪،‬‬ ‫وأكدت مقولة ال عدو دائم وال صديق‬ ‫دائم ما دام الهدف انتزاع السلطة يف‬ ‫واحدة من أهم العمليات االنتخابية منذ‬ ‫العام ‪،2003‬‬ ‫فيلي ‪ /‬محمد جمال‬

‫‪45‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪46‬‬ ‫فالتحالف الفاشل بني رئيس‬ ‫الوزراء حيدر العبادي مع‬ ‫الفصائل الشيعية املقربة من‬ ‫إيران كان الحدث األبرز يف العراق‬ ‫منذ إعالن االنتصار عىل داعش‪.‬‬ ‫رئيس الوزراء حيدر العبادي أعلن‬ ‫عن تشكيل تحالف “النرص” لخوض‬ ‫االنتخابات‪ ،‬وانضم اليه عىل الفور‬ ‫تحالف “الفتح” الذي يضم الفصائل‬ ‫الشيعية التي حاربت تنظيم‬ ‫“داعش” ويتزعمه هادي العامري‪،‬‬ ‫والغريب يف ذلك ان كال الطرفني‬ ‫كانوا حتى قبل أيام أعداء يتبادلون‬ ‫االتهامات‪ ،‬بينام كان الزعيم الشيعي‬ ‫مقتدى الصدر ابرز املنتقدين لهذا‬ ‫التحالف ووصفه بـ “الطائفي”‪.‬‬ ‫ولكن تحالف العبادي رسعان ما تفكك‪،‬‬ ‫واعلنت الفصائل الشيعية االنسحاب‬ ‫منه بعد يوم فقط عىل اعالن التحالف‬ ‫ضمن أحداث دراماتيكية ك ّلفت رئيس‬ ‫الوزراء خسارة الكثري من شعبيته‪ ،‬كام‬ ‫أن أصواتا رسية قادمة من النجف حيث‬ ‫يقطن املرجع الشيعي عيل السيستاين‬ ‫تضمنت امتعاضا من حركة العبادي‪.‬‬ ‫حتى قبل أسبوع كانت خريطة‬ ‫التحالفات تشري اىل تقارب العبادي‬ ‫مع الصدر ضد تقارب رئيس الوزراء‬ ‫السابق نوري املاليك مع الفصائل‬ ‫الشيعية‪ ،‬ولكن مفاوضات غامضة مل‬ ‫يتوقعها اقرب املحللني ح ّولت العبادي‬ ‫والصدر اىل أعداء‪ ،‬وجعلت الفصائل‬ ‫الشيعية والعبادي أصدقاء‪ ،‬بينام بقي‬ ‫املاليك وحيدا بال حلفاء‪ ،‬جرى كل ذلك‬

‫ورائحة طهران مل تكن غائبة عنها‪.‬‬ ‫ال ميكن لهذه التحوالت الدراماتيكية‬ ‫ان تتم بني ليلة وضحاها دون ان يكون‬ ‫اليران يد فيها‪ ،‬وفقا ملراقبني ومحللني‪،‬‬ ‫وتشري ترسيبات اىل ان القائد يف الحرس‬ ‫الثوري االيراين قاسم سليامين املسؤول‬ ‫عن امللف العراقي يقف وراء هذه‬ ‫الصفقة واجرى مصالحة بني العبادي‬ ‫والفصائل الشيعية لضامن وحدة‬ ‫الصف الشيعي‪ ،‬اذ ان هدف ايران‬ ‫ان يبقى منصب رئيس الوزراء بيد‬ ‫الشيعة مهام كانت خريطة التحالفات‪.‬‬ ‫ولكن الرياح جرت مبا ال يشتهي‬ ‫العبادي‪ ،‬الرجل الذي ينظر اليه‬ ‫كزعيم وطني استطاع توحيد الشيعة‬ ‫والسنة ملحاربة املتطرفني فوجئ مبوجة‬ ‫انتقادات كبرية بني العراقيني‪ ،‬كان اكرثها‬ ‫قسوة موقف مقتدى الصدر الذي‬

‫قاسم سليماني‬ ‫المسؤول عن الملف‬ ‫العراقي يقف وراء‬ ‫هذه الصفقة واجرى‬ ‫مصالحة بين العبادي‬ ‫والفصائل الشيعية‬ ‫لضمان وحدة الصف‬ ‫الشيعي‪ ،‬اذ ان هدف‬ ‫ايران ان يبقى منصب‬ ‫رئيس الوزراء بيد‬ ‫الشيعة‪...‬‬

‫وصف يف بيان التحالف بني العبادي‬ ‫والفصائل الشيعية “بالطائفي”‪ ،‬وأكد‬ ‫انه لن يدعم مثل هذا التحالف‪.‬‬ ‫يف الواقع ثالثة عوامل وقفت وراء انهيار‬ ‫التحالف بني العبادي والفصائل الشيعية‬ ‫بهذه الرسعة‪ ،‬موجة االستياء الشعبي‪،‬‬ ‫انعدام التجانس بني أحزاب تحالف‬ ‫العبادي‪ ،‬وغياب قانون لالنتخابات‬ ‫يحدد طريقة توزيع املقاعد‪.‬‬ ‫استياء شعبي‬ ‫تحالف العبادي والفصائل الشيعية مل‬ ‫يفاجئ القوى السياسية فحسب‪ ،‬بل‬ ‫فاجأ أيضاً املواطنني اذ كانوا ينظرون‬ ‫اىل العبادي رجل املرحلة الذي استطاع‬ ‫هزمية داعش وتحرير املدن السنية‬ ‫ونجح يف سياسة الحياد بني طريف الرصاع‬ ‫إيران والواليات املتحدة واستطاع إعادة‬ ‫العالقات الدبلوماسية مع دول الخليج‪.‬‬ ‫مئات املنشورات عىل مواقع التواصل‬ ‫عبت بوضوح عن صدمتها‬ ‫االجتامعي ّ‬ ‫من التحالف بني الطرفني‪ ،‬تضمنت‬ ‫املنشورات مقاطع لكالم العبادي وهو‬ ‫ينتقد مرارا الفصائل املسلحة التي‬ ‫تسعى للعمل خارج اطار الدولة‪ ،‬واخرى‬ ‫لكالمه عن رضورة حرص السالح بيد‬ ‫الدولة والتخيل عن املحاصصة الطائفية‪،‬‬ ‫يف مؤرش اىل تنامي الوعي الشعبي‪.‬‬ ‫كان تحرير املوصل احد اللحظات‬ ‫التاريخية يف البالد‪ ،‬وكان مشهد‬ ‫العبادي وهو يتوسط جرناالت الجيش‬ ‫يف قلب املوصل معلنا تحرير املدينة من‬ ‫املتطرفني عاطفيا يف نفوس سكان املدينة‪،‬‬ ‫وسبقه املشهد نفسه يف مدينة الفلوجة‬ ‫حتى استطاع الرجل كسب شعبية‬ ‫طاغية يف االوساط السنية مل يحظ بها‬

‫اي رئيس وزراء عىل مدى العقد املايض‪.‬‬ ‫ولكن سكان املحافظات السنية ما‬ ‫زالت تنظر اىل الفصائل الشيعية التي‬ ‫شاركت يف معارك التحرير بخوف‬ ‫وقلق‪ ،‬فالحرائق التي حصلت بعد‬ ‫تحرير تكريت واختفاء املئات من‬ ‫سكان االنبار ما زال ماثال يف أذهان‬ ‫السكان‪ ،‬ولهذا شعروا بالصدمة من‬ ‫تحالف العبادي مع الفصائل الشيعية‪،‬‬ ‫وخرس الرجل خالل يومني جزءاً من‬ ‫شعبيته التي سعى لبنائها طيلة‬ ‫ثالث سنوات من العمل الصعب‪.‬‬ ‫الرد االقىس الذي تلقاه العبادي جاء‬ ‫من رجل الدين مقتدى الصدر الذي‬ ‫كان ابرز الداعمني له عىل مدى‬ ‫السنوات الثالثة املاضية ضد معارضيه‬ ‫من األحزاب الشيعية وتحديدا رئيس‬ ‫الوزراء السابق نوري املاليك‪ ،‬فالصدر‬ ‫الذي اعلن رصاحة خالل الشهر املايض‬ ‫دعمه للعبادي لنيل والية ثانية‪ ،‬تراجع‬ ‫عن ذلك‪ ،‬وقال يف بيان رسمي ان‬ ‫“التحالف الجديد طائفي‪ ،‬ولن ادعمه‬ ‫او انضم اليه‪ ،‬وسأدعم فقط التحالفات‬ ‫التي تضم شخصيات تكنوقراط”‪.‬‬ ‫يف النجف حيث يقطن املرجع الشيعي‬ ‫عيل السيستاين‪ ،‬تداول مقربون منه‬ ‫عن امتعاضه وخيبة أمله من تحالف‬ ‫العبادي الجديد‪ ،‬وقال رجال دين‬ ‫مقربان من السيستاين إن “العبادي‬ ‫كانت له منزلة طيبة لدى املرجعية‬ ‫الدينية وتنظر له بعني االحرتام‪ ،‬ولكنها مل‬ ‫تفهم حركة العبادي األخرية”‪.‬‬ ‫ال تجانس داخل التحالف‬ ‫يضم "تحالف النرص" الذي أعلنه‬ ‫العبادي (‪ )67‬حزبا سياسيا وهو‬

‫الصدر الذي اعلن‬ ‫دعمه للعبادي لنيل‬ ‫والية ثانية‪ ،‬تراجع‬ ‫عن ذلك‪ ،‬وقال ان‬ ‫“التحالف الجديد‬ ‫طائفي‪ ،‬ولن ادعمه او‬ ‫انضم اليه‪ ،‬وسأدعم‬ ‫فقط التحالفات التي‬ ‫تضم شخصيات‬ ‫تكنوقراط”‪.‬‬ ‫أعىل رقم يشهده تحالف انتخايب‬ ‫يف العراق عىل مدى السنوات العرش‬ ‫املاضية‪ ،‬اذ ان رغبة الكثري من‬ ‫االحزاب يف االستفادة من شعبية‬ ‫العبادي دفعتهم اىل التحالف معه‬ ‫أمال يف الحصول عىل مقاعد نيابية اكرب‪.‬‬ ‫ولكن املشكلة ان هذه األحزاب‬ ‫ليست متوافقة مع بعضها‪ ،‬بل إن‬ ‫خالفات عميقة قامئة فيام بينها‪،‬‬ ‫ومثال ان التحالف يضم (‪ )17‬فصيال‬ ‫شيعيا معروفا بقربه من إيران أبرزها‬ ‫"بدر" و"رسايا الخراساين" و"عصائب‬ ‫اهل الحق" و"كتائب سيد الشهداء"‪،‬‬ ‫يف املقابل يضم التحالف أحزابا سنية‬ ‫أبرزها "تحالف بيارق الخري" يف املوصل‬ ‫بزعامة وزير الدفاع السابق خالد‬ ‫العبيدي‪ ،‬وتحالف "معاهدون" بزعامة‬ ‫رئيس ديوان الوقف السني عبد اللطيف‬ ‫هميم‪ ،‬وتحالف "الوفاء" يف األنبار‬ ‫بزعامة وزير الكهرباء قاسم الفهداوي‪.‬‬ ‫بل إن هناك خالفات بني االحزاب‬

‫الشيعية داخل التحالف‪ ،‬وعندما انضم‬ ‫حزب "الحكمة الوطني" بزعامة عامر‬ ‫الحكيم اىل العبادي‪ ،‬اعرتضت فصائل‬ ‫واحزاب شيعية وأبرزها "املجلس‬ ‫االعىل االسالمي" الذي يشعر بالغنب‬ ‫بعدما انشق الحكيم عنه الصيف‬ ‫املايض واسس تيارا سياسيا جديدا باسم‬ ‫"الحكمة"‪.‬‬ ‫غياب قانون االنتخابات‬ ‫السبب الثالث ورمبا األهم هو غياب‬ ‫قانون لالنتخابات الترشيعية واملحلية‪،‬‬ ‫حتى اآلن فشل الربملان يف التصويت‬ ‫عىل هذه القوانني املهمة‪ ،‬اذ ان‬ ‫مفوضية االنتخابات تحتاج اىل قانون‬ ‫االنتخابات قبل ستة اشهر من موعد‬ ‫االقرتاع لرتتيب تنظيم االنتخابات‪،‬‬ ‫وهذه هي املرة األوىل التي يقرتب‬ ‫موعد االنتخابات من اربعة اشهر دون‬ ‫وجود قانون برغم ان الحكومة العراقية‬ ‫قررت إجراؤها يف ‪ 12‬ايار (مايو)‬ ‫املقبل‪ ،‬وبسبب ضيق الوقت فان‬ ‫تأجيل االنتخابات ال يزال خيارا واردا‪.‬‬ ‫ومن دون قانون واضح لالنتخابات‬ ‫ال تستطيع األحزاب العراقية الدخول‬ ‫يف مفاوضات جدية وواقعية لتشكيل‬ ‫تحالفاتها‪ ،‬الن قانون االنتخابات‬ ‫يتضمن طريقة توزيع املقاعد النيابية‬ ‫وتقاسم أصوات الناخبني وفق‬ ‫تسلسل املرشحني داخل التحالفات‪،‬‬ ‫وهذه القضايا هي جوهر املفاوضات‬ ‫االنتخابية‪ ،‬ولكن غياب القانون حتى‬ ‫اآلن اجرب االحزاب عىل ابرام تحالفات‬ ‫مترسعة غري منطقية أوقعت الكثري من‬ ‫األحزاب يف مأزق بينها تحالف العبادي‪.‬‬ ‫‪niqash‬‬ ‫‪47‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫االئتالفات الجديدة وتكرار العملية السياسية‬

‫‪48‬‬

‫عبدالخالقالفالح‬

‫عند قراءة العملية السياسية‬ ‫تجد ان اكرثالشخوص سوف‬ ‫تغادراملرحلة القادمة وستكون‬ ‫انعكاسات كبرية يف االنتخابات املقبلة‬ ‫وعىل شكل الربملان القادم وطبيعة‬ ‫الحكومة التي سوف تنبثق منها املقبلة‬ ‫ومضمون التحالفات السياسية ‪،‬‬ ‫معركة االستعدادات املبكرة لالنتخابات‬ ‫دخلت مرحلة االحتدام يف ظل‬ ‫االنقسامات واالنشطارات التي شهدتها‬ ‫املكونات السياسية العراقية ‪ ،‬والحديث‬ ‫عن التحالفات املستقبلية بدأت تخرج‬ ‫من الرس إىل العلن ‪ .‬ولكن غري موثوقة‬ ‫وبعيدة عن التصديق والثبات وأن‬ ‫املرحلة املقبلة ستكون مفتوحة عىل‬

‫جميع االحتامالت والتي تأيت بعد‬ ‫االنتخابات ملجلس النواب رغم غياب‬ ‫الكفاءة عند االكرثية منهم وإعادة‬ ‫تكرار بعض الوجوه القدمية التي يرفض‬ ‫الشارع اليوم العديد منهم لفشلهم‬ ‫يف إدارة الدولة ومؤسساتها ويظهرون‬ ‫مبسميات وشعارات جديدة ومنهم‬ ‫“مرشوع تقوده بعض األطراف السياسية‬ ‫لتشكيل حكومة علامنية مدعومة‬ ‫من الغرب‪ ،‬هذا املرشوع يهدف إىل‬ ‫إفشال األحزاب السياسية االسالمية‬ ‫يف االنتخابات القادمة ‪ -‬وتحويل نظام‬ ‫الحكم اىل مدين علامين ميثل كافة‬ ‫الطوائف العراقية “و يف تبادل لالدوار‬ ‫وال يتوقع حصول خلق جديد فيه‬

‫وسوف تزداد  األزمات واالنهيارات يف‬ ‫البناء السيايس واالقتصادي واالجتامعي‬ ‫التي مل تعالج يف وقتها وتبقى أمراضاً‬ ‫يصعب معالجتها بعد ان اختزنتها‬ ‫العملية السياسية يف جسدها الن لكل‬ ‫عملية سياسية مقومات استمرار و ليس‬ ‫بالرضورة نجاحها لكن عىل اقل تقدير‬ ‫عدم العودة بها اىل الوراء ‪.‬‬ ‫ و من الصعب السيطرة عليها يف ظل‬ ‫هشاشة بنية املؤسسات الحزبية‬ ‫والرسمية واألمنية ويف ظل ما تعانيه‬ ‫املنطقة من تطورات سياسية متسارعة ‪،‬‬ ‫كرثة من األمور وقفت وتقف اليوم أمام‬ ‫منح الثقة من قبل الجامهري لألحزاب‬ ‫املشاركة يف االنتخابات واملستقلني الذين‬

‫اليعرف تاريخهم  خالل العملية القادمة‬ ‫‪ .‬و وضع العراق سوف يذهب اعىل يف‬ ‫قوائم الفساد إىل درجة كبرية يف حني ان‬ ‫الرسقات من خزينة الدولة واملال العام‬ ‫سوف تزداد  ونحن امام زيادة يف اسعار‬ ‫النفط ضعف السنتني االخريتني والتي‬ ‫تأيت مبوارد جيدة نسبياً عن ماكانت‬ ‫علية ورفع العجز عن امليزانية السنوية‬ ‫لعام ‪ 2019‬ولعاب الفاسدين بدأت‬ ‫تسيل من االن  ليرسقوا منها فوق ما‬ ‫رسقوا من ذي قبل‪" ،‬وهذا جل همهم‬ ‫"ولن يلتفتوا اىل معاناة الشعب وسوف‬ ‫تنشط املزايدات يف رشاء املناصب‬ ‫والذمم لتذهب مبالغها اىل  جيوب‬ ‫املسؤولني الحكوميني واالحزاب الكبرية‪،‬‬ ‫( والله يرحم اموات الجميع ) ومقولة‬ ‫محاربة الفساد احدى الشعارات التي‬ ‫يرتكز عليها القادة واملرشحون من اجل‬ ‫كسب املقاعد وتقسيم املكاسب ومل‬ ‫يقدم أحد من الفاسدين  إىل القضاء‬ ‫لحد اآلن سوى قوائم تكرارية تم‬ ‫التشبث بها تظهر يف االعالم بني حني‬ ‫واخر السامء اصبحت معروفة عند‬ ‫املواطن وهم خارج العراق وال تستطيع‬ ‫الحكومة املساس بهم او اعادتهم ومل‬ ‫يتم اسرتجاع تلك األموال املنهوبة التي‬ ‫تجاوزت مئات املليارات من الدوالرات‬ ‫‪ ،‬مام يضع جميع القامئني عىل السلطات‬ ‫الحاليني والحاملني بتجديد سلطاتهم‬ ‫يف مواقع الشبهة ‪ ،‬والذي  ميكن تصوره‬ ‫كيف يسمح لشخص يفتقر اىل ابسط‬

‫االمور والفهم السيايس ومل يكتمل عنده‬ ‫الرشد السيايس والعقالنية بعد والتي‬ ‫يجب ان يتحىل بها وجاهل بأبسط‬ ‫مقومات وواجبات رشف املسؤولية أن‬ ‫يفرض نفسه عىل شعبنا املظلوم‪،‬هذا‬ ‫ما الحظناه خالل املسرية السياسية بعد‬ ‫عام ‪ 2003‬هناك من تجاوز عىل املبادئ‬ ‫األخالقية واألعراف السياسية ويجلس‬ ‫ليرسق أصوات الناس مرة أخرى بطرق‬ ‫ملتوية ‪.‬و مل نرى منهم  من يسمع انني‬ ‫املحتاجني والثكاىل واملساكني ‪ .‬ويف ظل‬ ‫هذه الصعوبات نرى ان امكان تكامل‬ ‫الرؤى الربملانية والحكومية سوف تبلغ‬ ‫اىل العمق السطحي الذي سوف تهز‬ ‫العملية بكاملها وتذهب بالبالد اىل‬ ‫اعتاب مرحلة خطرية جديدة يصعب‬ ‫تجاوز اخطاء املايض وتخليص النظام‬ ‫السيايس من العقد التي اعتلته وهذا‬ ‫اليكون يف زمن ميكن تحديده ‪  .‬يف‬ ‫بأمس الحاجة‬ ‫وقت تبدو فيه البالد‬ ‫ّ‬ ‫إىل تكاتف الجهود وتوحيد الرؤى‬ ‫والسعي الجاد التخاذ املواقف الوطنية‬ ‫بنا ًء عىل األسس واملصالح العامة بعيداً‬ ‫عن املصالح الفئوية والحزبية الضيقة‪.‬‬ ‫بعض االئتالفات رسعان ما انفرطت‬ ‫حلقاتها كانفراط حبة السبحة ومل‬ ‫تكتمل بعد حتى بدأت االنسحابات‬ ‫وال تعرف للمرحلة القادمة مفهومية‬ ‫وصورة واضحة  ‪ ،‬اكرث االحزاب ال زالت‬ ‫تعيش بكنف عباءتها السابقة وإن‬ ‫غريت من خطابها املعلن كام يرى‬

‫البعض‪ .‬فكيف سيكون شكل القوائم‬ ‫االنتخابية يف املرحلة املقبلة ‪.‬املواطن مل‬ ‫تعد تعنيه منط التحالفات أو السياسات‬ ‫التي سادت يف املرحلة املاضية‪ ،‬العراق‬ ‫والعراقيون اليوم يف حاجة إىل منط آخر‬ ‫يف الخطاب ويف التطبيق والكل يتحدث‬ ‫اليوم يف اإلعالم حول الرؤية الوطنية‬ ‫و(الكتلة العابرة للطائفية )هذه‬ ‫االسطوانة التي اكل عليها الزمن وبعيدة‬ ‫عن الحقيقة ومصيدة للمخفلني ‪ .‬الصورة‬ ‫عند املواطن الواعي واضحة وعليه أن‬ ‫يدقق يف سجالت الذين يتحدثون اليوم‬ ‫يف املشاركة يف االنتخابات كمرشحني‬ ‫ومسرية ألف ميل تبدأ بخطوة واحدة‪،‬‬ ‫وعليه ان يسأل ويستقيص عن سمعتهم‬ ‫وعن إنجازاتهم وصدقهم وخاصة‬ ‫من يدخل منهم جديدا يف العملية‬ ‫االنتخابية ‪.‬هناك مثة مالحظة يجب‬ ‫االنتباه اليها وهي ان الرصاعات سمة‬ ‫عامة تنتاب العمل السيايس‪ ،‬فالتعارض‬ ‫ما بني افكار الجامعات املنتمية اىل‬ ‫تنظيم سيايس معني‪ ،‬باألخص عندما‬ ‫يضم التنظيم فئات مختلفة االعامر‬ ‫ومختلفة التجربة‪ ،‬حيث يريد الشباب‬ ‫االرساع يف االنجاز والتغيري بينام يفضل‬ ‫الكبار املحافظة والحكمة‪ ،‬االمر الذي‬ ‫يخلق نوع من عدم االنسجام يف العمل‪،‬‬ ‫فيذهب البعض منهم اىل خيارات‬ ‫اخرى قد تضيع املسرية السياسية وهذا‬ ‫ما سوف نرى ذلك يف املستقبل لدى‬ ‫البعض من  الحركات والكتل ‪.‬‬ ‫‪49‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪50‬‬

‫يوماً بعد يوم  سنقرتب من‬ ‫التغيري املرتقب يف العراق ‪ ,‬هذا‬ ‫التحول الذي يبدو مختلفاً عام سبق‬ ‫يف التحام االتجاهات الفكرية املختلفة و‬ ‫توحد القوميات و االطياف يف تحالفات‬ ‫جديدة تجمع تحت مظلتها وفق مبادئ‬

‫بطولة‬ ‫االنتخابات العراقية‬

‫و آليات و اهداف تتفق عليها قبل‬ ‫الدخول يف رصاع االنتخابات من اجل‬ ‫كسب صوت الناخب املسكني املغلوب‬ ‫عىل امره الذي يلهث وراء الوعود‬ ‫و العهود الرباقة كالرساب تختفي عند‬ ‫االقرتاب منها بعد فرز االصوات و اعالن‬

‫النتائج ‪.‬‬ ‫انتخابات هذه املرة تختلف عن ما‬ ‫مضت ألن العراق استطاع بقدرة قادر‬ ‫دحر فلول داعش و تحرير االرايض من‬ ‫رجسهم و ال تزال املخيامت مكتظة‬ ‫بالنازحني الفارين لسوء االوضاع‬

‫االمنية و االقتصادية يف مناطقهم‬ ‫امللتهبة بالنريان رغم دعوات الحكومة‬ ‫االتحادية برضورة عودتهم اىل اماكن‬ ‫سكناهم ‪ ,‬من جانب آخر فأن الشعب‬ ‫الكوردستاين الذي كان يف السابق‬ ‫متلهفاً و متحمساً ليديل بصوته و يختار‬ ‫من ميثله يف االتحادية و لكن مواقفها‬ ‫االخرية بني الهجوم و السيطرة عىل‬ ‫املناطق الكوردستانية خارج ادارة‬ ‫االقليم و خاصة محافظة كركوك و‬ ‫محاوالتها املستميتة لسلب حقوقه و‬ ‫ارصارها اغالق باب الحوار مع االقليم و‬ ‫كل املستجدات التي تلت ذلك قل من‬ ‫حامسه و ثقته يف حني ان البيت الشيعي‬ ‫مل يعد مثل ذي قبل فقد تصدعت‬ ‫جدرانها و ازدادت خالفاتها و اختلفت‬ ‫اتجاهاتها و توجهاتها و درجة ارتباطاتها‬ ‫و اولويات عملها و استجاباتها لنداء‬ ‫املرجعيات الداخليةاو االقليمية و قوة‬ ‫استعدادها لتنفيذ أوامرها و ان حال‬ ‫القوى الرتكامنية و املسيحية و غريها‬ ‫ليس بافضل من ما ذكر ‪...‬‬ ‫وسط هذه االوراق و امللفات الكثرية‬ ‫و الشائكة فأن املستجدات و املواقف‬ ‫االنية و االتية تشري اىل ان الرصاع‬ ‫القوي و التسابق سيكون داخل البيت‬ ‫الشيعي و خاصة بني العبادي و املاليك‬ ‫املنتمني اىل مدرسة فكرية واحدة مع‬

‫االختالف يف الرؤى و االهداف و الظهور‬ ‫عىل حقيقتهام بعد تويل منصب رئيس‬ ‫الوزراء ‪ ،‬فأن الخالف مازال قامئاً ‪ ,‬أي‬ ‫ان بطولة االنتخابات العراقية تبدأ من‬ ‫املباراة النهائية بني املاليك و العبادي و‬ ‫من سيتحالف معهام فهل ان االحزاب‬ ‫الكوردستانية املتجزأة عىل نفسها‬ ‫و القوى السنية املتشتتة ستحسن‬ ‫االختيار يف التحالف مع احدهام و‬ ‫يرتدون مالبس لون فريقهم ام انهم‬ ‫سيختارون القعود يف املدرج و انتظار‬ ‫صافرة الحكم لالعالن عن فوز أحدهام‬ ‫و يرضون باملركز الثالث او الخروج من‬ ‫البطولة بأيد ٍ فاضية و القبول مبا سيؤل‬ ‫اليهم االيام تحت رحمة املنترص الذي‬ ‫سيحكم البالد و العباد ‪.‬‬ ‫ان تجربة الشعب الكوردستاين مع‬ ‫كل من املاليك و العبادي مريرة‬ ‫بحذافريها ففي ظل حكمهام ظهرت‬ ‫الدولة االسالمية فس العراق والشام‬ ‫ما يسمى ب (داعش)   كقوة ارهابية‬ ‫تأكل االخرض و اليابس و قطع املوازنة‬ ‫و الرواتب و مهاجمة االقليم ‪ ...‬الخ‬ ‫‪ ,‬اذن مايصدر عنهام من لطف و لني‬ ‫ال يخرج من اطار الدعاية االنتخابية‬ ‫و وضع اللبنات االوىل للتحالف معهم‬ ‫وفق اهداف و ابعاد و رؤى و افكار‬ ‫جديدة ‪.‬‬

‫عبداهلل جعفر كوفلي‬

‫يبدو انهام متشابهان يف التعامل مع‬ ‫االقليم مع الفارق يف الزمن و االسلوب‬ ‫و لكن معاناة الشعب الكوردستاين‬ ‫يف الفرتة السابقة كانت تحصيل حاصل‬ ‫ألنتهاك الدستور و الرتيث يف تطبيق‬ ‫مواده خاصة املتعلقة بحقوق االقليم‬ ‫و ان حكومة االقليم تطالب االتحادية‬ ‫بتطبيق الدستور و منح الحقوق‬ ‫مبوجبه ‪  ،‬و يبدو   ان العبادي اكرث‬ ‫إشهاراً لسيفه و حامياً لصيانة الدستور و‬ ‫مطالباً بتنفيذ بنوده عىل كافة االرايض‬ ‫العراقية كام انه يبدو اقرب اىل السياسة‬ ‫الغربية وخاص ًة  االمريكية القامئة‬ ‫يف العراق مع الحذر (ألنه ال يأمن‬ ‫جانبه) ‪.‬‬ ‫ان االيام القادمة كفيلة بكشف الكثري‬ ‫من االرسار و ما يحدث  وراء الكواليس‬ ‫‪  ،‬و هل ان املبا راة النهائية حاسمة‬ ‫بينهام ام ان  الشعب العراقي سيدفع‬ ‫بالعب يفاجئ الجميع بعد طول معاناة‬ ‫منتخبه من الهزائم و عدم قدرته من‬ ‫الفوز و بقاء شباكه نظيفاً من رضبات‬ ‫االرهاب و الفساد و الطائفية و تنفيذ‬ ‫السياسات االقليمية و الدولية  ‪،‬فاملباراة‬ ‫تحتاج اىل كثري من التأين و الحكمة و‬ ‫القرارات الضائبة و التغريات الصحيحة‬ ‫ليك اليقع يف الفخ كر ًة أخرى كاملرات‬ ‫السابقة ‪.‬‬ ‫‪51‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪52‬‬

‫العبادي و"صانع الملوك"‬ ‫يبدأن بخطة محفوفة بالمخاطر لتفكيك الحشد‬ ‫يتجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي يتعرض لضغوط من حلفائه يف الغرب لرهن مسريته‬ ‫السياسية بكبح نفوذ الفصائل الشيعية اليت ساعدته يف إنزال اهلزمية بتنظيم الدولة اإلسالمية‪.‬‬ ‫ولن تكون تلك باملهمة السهلة‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬عبد اهلل صربي‬

‫‪53‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪54‬‬ ‫فــأغــلــب الــفــصــائــل املسلحة‬ ‫املنضوية تحت لـــواء قــوات‬ ‫الحشد الشعبي دربتها إيران وتقدم‬ ‫لها الدعم ولذلك فإن العبادي يخاطر‬ ‫بإغضاب أقوى طرف إقليمي يدعمه‪.‬‬ ‫كــا أن األغــلــبــيــة الشيعية تــرى‬ ‫يف مقاتيل الحشد الشعبي البالغ‬ ‫عددهم ‪ 150‬ألفا القوة املنقذة لها‪.‬‬ ‫ويــعــتــزم عــدد مــن قـــادة الفصائل‬ ‫تــرشــيــح أنفسهم أمـــام الــعــبــادي‬ ‫يف االنتخابات الربملانية يف مايو أيار‬ ‫وحــذر بعضهم من أنهم سيقاومون‬ ‫مـــحـــاوالت تــفــكــيــك الــفــصــائــل‪.‬‬ ‫وقالت مصادر عسكرية واستخباراتية‬ ‫إن خطة العبادي تقيض باستعادة‬ ‫األســلــحــة الثقيلة لـــدى الفصائل‬ ‫وتقليص أعـــدادهـــا إىل النصف‪.‬‬ ‫ويتوىل الجيش العراقي حاليا حرص‬ ‫أسلحة الحشد الشعبي مثل العربات‬ ‫املدرعة والدبابات التي سلمتها الحكومة‬ ‫للفصائل ملحاربة تنظيم الدولة اإلسالمية‪.‬‬ ‫وتقيض الخطوة التالية بأن يصدر العبادي‬ ‫أم ـرا لقادة الجيش والرشطة بتسلم‬ ‫تلك األسلحة الثقيلة بحجة إصالحها‪.‬‬ ‫وقــال مصدران عسكريان إن وزارة‬ ‫الدفاع ستقوم بعد ذلــك باستبعاد‬ ‫املقاتلني ممن تزيد أعامرهم عن السن‬ ‫املطلوبة وكذلك غري الالئقني بدنيا‪.‬‬ ‫وقــال ضابط يف الجيش برتبة عقيد‬ ‫أطلعه قائده عىل الخطة إن ”الخطة‬ ‫ستنفذ بحذر ودقة شديدين ملنع أي رد‬

‫فعل سلبي من قادة الحشد الشعبي"‪.‬‬ ‫وأضـــــاف ”ال ميــكــن أن نحتفظ‬ ‫بجيش ثــان يف دولــة واحـــدة‪ .‬هذا‬ ‫هــو الــهــدف الرئييس مــن الخطة"‪.‬‬ ‫وستتابع ايران والواليات املتحدة الخطة‬ ‫عن كثب‪ .‬فالفصائل من أوراق النفوذ‬ ‫العديدة إليــران يف الــعـراق يف حني‬ ‫أنها متثل تذكارا حيا لواشنطن بنفوذ‬ ‫طهران املتنامي يف الــرق األوســط‪.‬‬ ‫وقال برملانيون مقربون من العبادي إن‬ ‫واحدا من مستشاريه السياسيني يقول‬ ‫إنه يتعرض ”لضغوط هائلة“ من الغرب‬ ‫والحلفاء اإلقليميني السنة لحل قوات‬ ‫الحشد الشعبي بعد أن أصبح تنظيم‬ ‫الدولة االسالمية ال يشكل خطرا كبريا‪.‬‬ ‫وقال املستشار مشرتطا عدم الكشف‬ ‫عن هويته "رئيس الــوزراء العبادي‬ ‫يتلقى رسائل من الحلفاء يف الحرب‬ ‫عــى داعــش (التنظيم) يشجعونه‬ ‫عىل تفكيك الحشد الشعبي كرشط‬ ‫ملــواصــلــة دعــمــهــم يف املستقبل"‪.‬‬ ‫ويف مكاملة هاتفية الشهر املــايض‬ ‫شجع الــرئــيــس الــفــرنــي إميانويل‬ ‫ماكرون العبادي عىل ترسيح الحشد‬ ‫الشعبي عىل حد قول املستشار الذي‬ ‫تم إطالعه عىل ما دار يف املكاملة‪.‬‬ ‫وقــــال نــائــب مــن حـــزب الــدعــوة‬ ‫الــذي ينتمي إليه العبادي إنه بعد‬ ‫ســحــق تنظيم الــدولــة اإلســامــيــة‬ ‫يف العراق سيجد العبادي صعوبة أكرب‬ ‫يف تحايش التضييق عىل الفصائل‪.‬‬ ‫وقــال النائب ”العبادي سيستجيب‬ ‫للضغط مــن حــلــفــائــه الغربيني‬ ‫والخليجيني لحل الحشد الشعبي بالقول‬

‫إنه احتاجه ملحاربة داعــش أما اآلن‬ ‫فقد انتهى داعش ومل تعد هناك حجج‬ ‫أخرى للحفاظ عىل الحشد الشعبي"‪.‬‬ ‫وقــال نائب شيعي مقرب من رئيس‬ ‫الوزراء إن العبادي عىل أي حال ال يثق‬ ‫باإليرانيني إذ أن حلفاءهم من الفصائل‬ ‫يترصفون وكأنهم دولة داخل الدولة‪.‬‬ ‫وقال النائب ”العبادي يرى أن الدعم‬ ‫من الغرب والواليات املتحدة والدول‬ ‫العربية اإلقليمية ال غنى عنه لجعل‬ ‫العراق أكرث استقرارا يف املستقبل"‪.‬‬ ‫غــر أن قـــادة الفصائل مثل عيل‬ ‫الحسيني مــن كتائب اإلمـــام عيل‬ ‫يقول إن الحشد الشعبي لعب دورا‬ ‫رئيسيا يف هزمية الــدولــة اإلسالمية‬ ‫وإن ترسيحه سيكون ”خطأ كبريا"‪.‬‬ ‫ويضيف ”عندنا ماليني من األنصار‬ ‫الــذيــن ســيــدافــعــون عــن حقوقنا‬ ‫ضــد أي مــحــاولــة الســتــهــدافــنــا"‪.‬‬ ‫ومــع ذلــك قــال ضابط يف املخابرات‬ ‫العسكرية برتبة عقيد عــى صلة‬ ‫وثيقة مبكتب رئيس أركــان القوات‬ ‫املــســلــحــة إن لجنة مــشــركــة من‬ ‫الجيش والرشطة وأجهزة املخابرات‬ ‫ستتوىل مراجعة عدد مقاتيل الحشد‬ ‫الشعبي وتقدم توصيات للعبادي‬ ‫الذي سيقرر من يبقى ومن يتقاعد‪.‬‬ ‫كــــا أن الــــعــــبــــادي ســيــأمــر‬ ‫قـــادتـــه بـــإعـــادة هــيــكــلــة قــواتــه‪.‬‬ ‫وقــال ضابط آخــر يف الجيش برتبة‬ ‫عــقــيــد أيــضــا إن جــمــع األســلــحــة‬ ‫الثقيلة من الفصائل لن يكون سهال‬ ‫ألنــهــا تسيطر عــى مــئــات املــقـرات‬ ‫ومــخــازن األســلــحــة واملــعــســكـرات‬

‫بــل ومصانع الــصــواريــخ الصغرية‪.‬‬ ‫* النفوذ اإليراين‬ ‫يعد نزع سالح الفصائل من أصعب‬ ‫التحديات التي تــواجــه العبادي‪.‬‬ ‫فهي عموما أكــر كفاءة من قوات‬ ‫األمن العراقية ويف كثري من األحيان‬ ‫تــتــحــدى بــغــداد بــدعــم طــهــران‪.‬‬ ‫كـــا أنــهــا تــحــظــى مبــبــاركــة أعــى‬ ‫املــراجــع الشيعية يف الــعــراق آية‬ ‫الــلــه الــعــظــمــى عــي السيستاين‪.‬‬ ‫ويبدي قادة الفصائل الشيعية العراقية‬ ‫والءهم علنا لطهران كام أن املستشارين‬ ‫اإليرانيني يشاهدون يف ساحات القتال‬ ‫العراقية كام حذر الزعيم اإليراين األعىل‬ ‫آية الله عيل خامنئي العبادي يف يونيو‬ ‫حزيران املايض من إضعاف الفصائل‪.‬‬ ‫وقد اكتسب الحشد الشعبي أهمية‬ ‫بعد أن دعــا السيستاين العراقيني‬ ‫لحمل الــســاح للتصدي لتنظيم‬ ‫الدولة اإلسالمية عندما سيطر عىل‬ ‫ثلث مساحة الــبــاد عــام ‪.2014‬‬ ‫ومنذ ذلك الحني أصبحت الفصائل أكرث‬ ‫تأكيدا لدورها وجاب مقاتلوها املدن‬ ‫بعرباتهم وهم يرفعون راياتهم‪ .‬وتوجه‬ ‫إليهم اتهامات بإرهاب األقلية السنية‬ ‫غري أن الفصائل تنفي هذا االتهام‪.‬‬ ‫وتقول مصادر أمنية ومحللون إن‬ ‫أي مــحــاولــة مــن جــانــب العبادي‬ ‫إلســكــات الحشد الشعبي قــد تأيت‬ ‫بــرد فعل عكيس من الشيعة الذين‬ ‫يتوقعون أن تحميهم الفصائل يف حالة‬ ‫تجدد الــراع الطائفي يف العراق‪.‬‬ ‫وقد يؤدي أي رد فعل عكيس إىل انتخاب‬ ‫تحالف من األحزاب السياسية املدعومة‬

‫مــن إيـــران بعدد كــاف مــن مقاعد‬ ‫الربملان للقضاء عىل محاولة العبادي‬ ‫الفوز بفرتة ثانية عىل رأس الحكومة‪.‬‬ ‫وقال جاسم البهاديل الخبري يف شؤون‬ ‫الجامعات الشيعية املسلحة يف بغداد‬ ‫إن نجاح العبادي يف مواجهة الدولة‬ ‫اإلسالمية ويف إخــاد محاولة كردية‬ ‫لالستقالل عن العراق قد يغريه بالشعور‬ ‫بثقة زائــدة والتحرك لكبح الفصائل‪.‬‬ ‫وأضاف ”التشدد مع الحشد الشعبي‬ ‫قد يكون سالحا ذا حدين‪ .‬فلها شعبية‬ ‫واسعة يجب أال يستهني بها العبادي"‪.‬‬ ‫* مقتدى الصدر‬ ‫يف محاولة للتصدي لشعبية الحشد‬ ‫الشعبي اتجه العبادي إىل رجل الدين‬ ‫الشيعي مقتدى الصدر الــذي سبق‬ ‫أن قــاد متــردا عــى قــوات االحتالل‬ ‫األمرييك وأطلقت عليه وزارة الدفاع‬ ‫األمريكية لقب أخطر رجل يف العراق‪.‬‬ ‫وقــال معاونون لالثنني إنهام عقدا‬ ‫اجــتــاعــا رسيـــا يف مــديــنــة كــربــاء‬ ‫املقدسة عند الشيعة يف ‪ 11‬نوفمرب‬ ‫ترشين الثاين لبحث مساعدة الصدر‬ ‫للحكومة يف نــزع ســاح الفصائل‪.‬‬ ‫ويــرى الــصــدر يف الفصائل تهديدا‬ ‫لـــدوره كصانع للملوك يف املشهد‬ ‫الــســيــايس الــعــاصــف يف الــعــراق‪.‬‬ ‫وقــال مستشار للصدر إن العبادي‬ ‫طلب خــال االجــتــاع مــن الصدر‬ ‫دعــمــه يف محاولة "تطهري الــبــاد“‬ ‫مــن الساسة الفاسدين وممن قد‬ ‫يــحــاولــون اســتــخــدام الــجــاعــات‬ ‫املسلحة يف التأثري يف االنتخابات‪.‬‬ ‫وأضاف ”تحدثا عن وضع نهاية للفصائل‬

‫التي تعمل فوق القانون ومحاربة الفساد‬ ‫وبالطبع عن دعم مسعى العبادي ليك‬ ‫يكون رئيسا لــلــوزراء لفرتة ثانية"‪.‬‬ ‫وقــال عــدد من النواب املقربني من‬ ‫العبادي ومصادر عىل صلة وثيقة بالصدر‬ ‫إن رئيس الوزراء حصل عىل دعم الصدر يف‬ ‫منع الفصائل من التدخل يف االنتخابات‪.‬‬ ‫وقال سيايس شيعي كبري تربطه صلة‬ ‫وثيقة بالصدر ”الصدر ميكن أن يدفع‬ ‫مبئات اآلالف إىل الشوارع تضامنا مع‬ ‫العبادي بنداء واحد وسيجعل خصوم‬ ‫العبادي يفكرون مرتني قبل تحديه"‪.‬‬ ‫وقــــال مــصــدر آخـــر مــقــرب منه‬ ‫إن الــصــدر يــنــوي أن يفعل ذلك‬ ‫يف املــســتــقــبــل الـــقـــريـــب جـــدا‪.‬‬ ‫* منافس قوي‬ ‫قــالــت مــصــادر مقربة مــن الصدر‬ ‫إنــه وعــد بإقناع السيستاين بدعم‬ ‫خطط الــعــبــادي لكبح الفصائل‪.‬‬ ‫وتقول املصادر األمنية واملحللون إن‬ ‫ذلك قد مينح العبادي قوة يف التعامل‬ ‫مع الفصائل التي تضم أكرث من ‪66‬‬ ‫جامعة أكرث من ‪ 40‬منها تدعمها إيران‪.‬‬ ‫كام أن ذلك سيضع العبادي يف وضع‬ ‫قوي يف مواجهة واحــد من منافسيه‬ ‫الرئيسيني وهو هادي العامري الذي‬ ‫يــقــود منظمة بــدر أكــر الفصائل‬ ‫الشيعية املــدعــومــة مــن إيـــران‪.‬‬ ‫وقال أمري الكناين املستشار الصدري‬ ‫للرئيس الــع ـراقــي فـــؤاد معصوم‬ ‫”بــدر ستقود قامئة الحشد الشعبي‬ ‫يف االنتخابات املقبلة تحت زعامة‬ ‫هادي العامري‪ .‬وهذا معلوم للجميع"‪.‬‬ ‫رويرتز‬ ‫‪55‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪56‬‬ ‫بعد االنتخابات‬ ‫خدر خالت بحزاني‬

‫بعد ميض شهر واحد عىل‬ ‫االنتخابات وتشكيل الحكومة‬ ‫وتوزيع اللجان الربملانية‪ ،‬وصلتنا اول‬ ‫حصة متوينية كانت تضم بيض والبان‬ ‫ولحوم حمراء وبيضاء وحتى خبز خاص‬ ‫للمصابني بالسكري‪ ،‬فضال عن الطحني‬ ‫الصفر وبقية املواد الغذائية االساسية‬ ‫مضافا اليها معجون الطامطة ومعلبات‬ ‫ال ميكن احصائها اضافة اىل حليب‬ ‫االطفال والحفاظات ومساحيق الغسيل‬ ‫والشامبوهات من النوع الفاخر‪.‬‬ ‫يف الشهر الذي يليه اتصل يب احد النواب‬ ‫الذي قلت له انني وعائلتي واصدقايئ‬ ‫سننتخبه‪ ،‬وطلب مني قامئة باسامء‬ ‫‪ 40‬شخصا من معاريف من خريجي‬ ‫الجامعات‪ ،‬ومثلهم من خريجي‬ ‫االعداديات‪ ،‬و‪ 100‬اسم من خريجي‬ ‫االبتدائية او بدون شهادة لتعيينهم‬ ‫بغضون ‪ 72‬ساعة‪ ،‬وهذا ما حصل فعال‪.‬‬ ‫يف الشهر التايل‪ ،‬اىت ملنطقتنا نواب‬ ‫ميثلون لجان نيابية من الرتبية والصحة‬ ‫والزراعة والصناعة‪ ،‬واجتمعوا مع اهايل‬ ‫املنطقة والسادة املسؤولني‪ ،‬وتم اقرار‬ ‫بناء ‪ 6‬مدارس و‪ 2‬مستشفى ومصانع‬ ‫تعليب الفواكه واملنتجات الزراعية‬ ‫عدا اقرار تبليط كافة الشوارع‪ ،‬ورفع‬ ‫املولدات االهلية‪ ،‬الن الكهرباء الوطني‬ ‫سيستمر ‪ 24‬ساعة‪.‬‬ ‫يف الشهر الذي يليه‪ ،‬تم البدء بربنامج‬

‫التغذية املدرسية وتوزيع وجبة معتربة‬ ‫لكافة تالميذ املدارس‪ ،‬مع توزيع حصة‬ ‫كل ‪ 3‬اشهر من املالبس الجل االلتزام‬ ‫بالزي املوحد‪ ،‬علام ان كافة التالميذ‬ ‫استلموا قرطاسية بالكامل‪ ،‬وكانت‬ ‫صفوفهم مجهزة باجهزة التكييف‬ ‫والحاسوبات املكتبية‪.‬‬ ‫يف الشهر الذي اعقبه‪ ،‬تم اطالق‬ ‫مرشوع دعم الشباب لتشجيع الزواج‪،‬‬ ‫وتم منحهم قروض مليونية مع اجهزة‬ ‫منزلية (من السلع املعمرة ـ الله يذكرها‬ ‫بالخري)‪ ،‬ثم كان مرشوع يف الشهر الذي‬ ‫بعده وتضمن منح قروض للجميع‬ ‫لرشاء سيارات حديثة مع اسقاط‬ ‫موديل جميع السيارات من سنة ‪2014‬‬ ‫فام دون النها مل تعد تناسب التطور‬ ‫الهائل يف البلد‪.‬‬ ‫ويف ذكرى السنة االوىل لالنتخابات‪،‬‬ ‫طلب مني النائب نفسه قامئة باسامء‬ ‫‪ 80‬من االصدقاء واملعارف يك يتمتعوا‬ ‫بسفرة مجانية اىل احدى الدول االوربية‬ ‫ملدة ‪ 15‬يوما عىل نفقة الحكومة‪.‬‬ ‫ولكن لالسف تم الغاء السفرة‪ ،‬بسبب‬ ‫قلة الطائرات الحكومية‪ ،‬فتم تحويل‬ ‫املبالغ لحسابات املواطنني يك يسافروا‬ ‫وقتام يشاءون‪ ،‬لكن اغلبهم رفض‬ ‫السفر‪ ،‬الن الوطن صار جنة بعد‬ ‫االنتخابات‪!!..‬‬

‫‪57‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪58‬‬ ‫العراق من مركز الحضارة إىل‬ ‫رمز للفساد ومنبع لإلرهاب‪.‬‬ ‫من النخاع إىل القاع «الفساد واإلرهاب‬ ‫وجهان لعملة واحدة‪ ،‬وتالزميتهام‬ ‫تتجسد يف صناعة األزمات والرصاعات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ورسقة مقدّ رات البالد والعباد»‪ .‬ال‬ ‫رغبة لألرسة الحاكمة يف القضاء عليهام‪،‬‬ ‫بل ّ‬ ‫تغذيهام بقوت ودماء أبناءها‪ .‬أما‬ ‫الشعب فقد تع ّود عىل حكومة وأحزاب‬ ‫ومذاهب فاسدة‪ ،‬بسبب الطائفية‬ ‫العمياء‪ ،‬وسوء استخدام الدين‪ .‬األرسة‬ ‫التي ُتدار أمريكياً ثم إيرانياً‪ ،‬تريد‬ ‫للعقل العراقي أن يرت ّنح بني قبول‬ ‫الفقر وجهنّم الجهل‪ ،‬أو مواجهة شبح‬ ‫الخوف واملوت البطيء‪ .‬هكذا يعيش‬ ‫العراقيون‪ ،‬وهكذا ميوتون‪.‬‬ ‫الغرب د ّمر العراق‪ ،‬بحجة اإلرهاب‬ ‫ووجود نظام استبدادي‪ .‬والعراقيون‬ ‫يد ّمرونها اليوم‪ ،‬بحجة الفساد‪ .‬فساد‬ ‫كان بقدر منلة‪ ،‬إىل أن أصبح حوتاً رشساً‪.‬‬ ‫يتقاذف ّ‬ ‫كل من السلطة التنفيذية‬ ‫والقضائية والترشيعية وهيئة النزاهة‬ ‫يف العراق الكرة إىل ملعب اآلخر‪،‬‬ ‫يف عملية محاربة الفساد‪“ .‬األموال‬ ‫التي ُأهدرت يف مرشوعات بناء‪ ،‬وبنى‬ ‫تحتية‪ ،‬عىل الورق فقط‪ ،‬بلغت ‪228‬‬ ‫مليار دوالر‪ .‬مع وجود أكرث من خمسة‬ ‫آالف عقد وهمي”‪ .‬بحسب النائب‬ ‫رحيم الدراجي‪ ،‬عضو لجنة النزاهة‬ ‫يف الربملان العراقي‪ .‬بالله عليكم أال‬

‫يحق لكوردستان أن تتخ ّلص من هذا‬ ‫البلد املأساوي‪ ،‬الذي د ّمره أبناؤه‪ ،‬دون‬ ‫أمل‪ ،‬إلعادة إعامرها؟‬ ‫وجود ذ ّرة ٍ‬ ‫ُي َع ِو ُل الطاقم السيايس يف العراق‪،‬‬ ‫عىل إشغال عموم العراقيني بيوميات‬ ‫التناحر الطائفي‪ ،‬واالتهامات املتبادلة‬ ‫بينهم‪ ،‬من جهة‪ ،‬وانشغالهم بأساسيات‬ ‫الحياة اليومية‪ ،‬من َمأكل و َمرشب‬ ‫وعمل وسكن وصحة وتعليم‪ ،‬من جهة‬ ‫أخرى‪ ،‬لينسوا الفساد املايل واإلداري‬ ‫الذي ينخر الطبقة الحاكمة املرت ّبصة‬ ‫بالبالد والعباد دماراً وفوىض‪ ،‬ما يجعل‬ ‫العراق يحتل مرتبة متميزة‪ ،‬بني الدول‬ ‫العرش‪ ،‬األكرث فساداً بالعامل‪ .‬بهذه‬ ‫الطريقة‪ ،‬يستطيع السيايس‪ ،‬املختبئ‬ ‫خلف عباءة الدين أو الطائفة أو‬ ‫القومية‪ ،‬أن يكذب‪ ،‬وينهب‪ ،‬ويدّ عي‬ ‫الوطنية‪ ،‬ويخ ّون اآلخر‪.‬‬ ‫ تج ّلت هذه املعادلة بأقىص ابتذالها‪،‬‬ ‫يف اآلونة األخرية‪ ،‬مع تصاعد اتهامات‬ ‫الطاقم السيايس يف الحكومة املركزية‬ ‫إلقليم كوردستان بالفساد‪ ،‬وأن هذه‬ ‫التهمة هي السبب يف امتناع الحكومة‬ ‫عن رصف رواتب املوظفني يف اإلقليم‬ ‫«عندما تدفع حكومة املركز مليزانية‬ ‫اإلقليم وفق القانون والدستور‪ ،‬فإنها‬ ‫ُتس ِقط عن نفسها آالف التهم»‪ ،‬بحجة‬ ‫وجود موظفني فضائيني‪ ،‬وأن هذه‬ ‫األموال ال تصل ألصحابها الحقيقيني‪.‬‬ ‫واملنطق يقول أن يوم خالص الكورد‬

‫ح ّكام العراق يحاربون اإلرهاب بالفساد‬ ‫من العراق بات قريباً‪ .‬ويوم أن تظفر‬ ‫العراق خالصها من اإلرهاب والفساد‬ ‫ُمحال أن يتحقق‪.‬‬ ‫ اكتفى العبادي‪ ،‬الذي يطلق عليه‬ ‫الشارع العراقي‪ّ ،‬‬ ‫بكذاب بغداد «أحد‬ ‫أكرب الفاسدين وناهبي أموال العراق»‪،‬‬ ‫كعادته‪ ،‬بالتذ ّمر والتط ّبل‪ ،‬مام يدور‬ ‫مؤسسات حكومته‪ ،‬بدون اتخاذ‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫مترصفاً كأنه‬ ‫أي إجراء فعيل صارم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫خارجها‪ ،‬وهذا التذ ّمر والتط ّبل يدخل‬ ‫يف خانة حملته االنتخابية‪ ،‬لقيادة د ّفة‬ ‫حكومة أثبتت أنها ال تصلح إال للفساد‬ ‫والفوىض‪ ،‬وإفقار وإهالك شعبها‪ّ .‬‬ ‫ولعل‬ ‫أكرب دليل عىل فساد العبادي وزمرته‪،‬‬ ‫هو أنه يتوعّ د مبحاسبة ومحاكمة‬ ‫الفاسدين‪ ،‬دون أن يقدّ م أي رأس فاسد‬ ‫إىل الرأي العام‪ ،‬مع أن الفاسد يجول‬ ‫ويصول يف العراق والبنوك األوروبية‪،‬‬ ‫وواضح كوضوح الشمس‪.‬‬ ‫يف الدول الغربية هناك أحزاب ال ُت َعد‬ ‫عىل أصابع اليد الواحدة‪ ،‬تقود‪،‬‬ ‫االنتخابات الرئاسية والربملانية‪ ،‬بينام‬ ‫يف الدول العربية‪ ،‬وخاصة العراق‬ ‫«األحزاب العراقية تفوق مجموع‬ ‫أحزاب أمريكا وبريطانيا ومرص‬ ‫واألردن»‪ ،‬هناك املئات من األحزاب‪،‬‬

‫يقودون‪ ،‬االنتخابات «للظفر بالكعكة‬ ‫ومامرسة اللصوصية‪ ،‬وليس لتحسني‬ ‫أحوال الشعب‪ ،‬وازدهار الدولة»‪،‬‬ ‫ويكيلون لبعضهم االتهامات‪ ،‬ففي‬ ‫رصح وزير النفط العراقي‬ ‫آب ‪ّ ،2015‬‬ ‫عادل عبد املهدي أن موازنات العراق‬ ‫منذ العام ‪ 2003‬بلغت ‪ 850‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬مؤكداً أن الفساد أفقد العراق‬ ‫‪ 450‬مليار دوالر‪ ،‬وأن ناتج املوظفني‬ ‫هو ‪ 20‬دقيقة عمل يف اليوم‪ ،‬فكيف‬ ‫يُقاس حجم الخراب العمراين‪،‬‬ ‫والبرشي‪ ،‬واملجتمعي الناتج عن فساد‬ ‫بهذا الحجم الهائل؟‬ ‫ كل أسامء األحزاب والكيانات‬ ‫السياسية التي ستشارك يف بطولة‬ ‫االنتخابات العراقية ّ‬ ‫تدل عىل الفضيلة‪،‬‬ ‫والوحدة‪ ،‬والوفاء‪ ،‬واإلصالح‪ ،‬والتط ّور‪،‬‬ ‫والصدق‪ ،‬والسلم‪ ،‬والبناء‪ ،‬واملدنية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والحق‪ ،‬والدميقراطية‪،‬‬ ‫والتنمية‪،‬‬ ‫والح ّرية‪ ،‬والتغيري‪ ،‬ومعاً للقانون‪..‬‬ ‫الخ‪ ،‬إال أنها يف الواقع الذي يعيشه‬ ‫العراقيون‪ ،‬أثبتت‪ ،‬وتثبت يومياً‪ ،‬أنها‬ ‫ّ‬ ‫تدل إال عىل الرزيلة‪ ،‬والتفرقة‪،‬‬ ‫ال‬ ‫والخيانة‪ ،‬والهالك‪ ،‬واالنحطاط‪،‬‬ ‫والكذب‪ ،‬والحرب‪ ،‬والهدم‪ ،‬والعسكرة‪،‬‬ ‫والتدهور‪ ،‬والباطل‪ ،‬واالستبداد‪،‬‬

‫والعبودية‪ ،‬والرتاجع‪ ،‬ومعاً للفساد‬ ‫واإلرهاب وزعزعة االستقرار‪.‬‬ ‫محاربة الفساد باإلرهاب‪ ،‬أو اإلرهاب‬ ‫بالفساد‪ ،‬تعطي نتيجة واحدة‪ .‬الحرب‬ ‫ّ‬ ‫والترشد والرصاع الدائم‪ .‬أيّ ‪ ،‬املوت‪.‬‬ ‫فأحد أسباب اإلرهاب هو الفساد‪،‬‬ ‫كام يتزعّ مه الطاقم العراقي الشيعي‬ ‫الحاكم‪ ،‬وأن محاربة اإلرهاب هي من‬ ‫أولوياته األساسية «أيّ غباء يجعلهم‬ ‫يحاربون اإلرهاب بالفساد؟»‪ ،‬فلم‬ ‫ال يقوم مبعالجة الفساد املسترشي‬ ‫مؤسسات السلطة‪ ،‬ويضع حدّ اً‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫لإلرهاب‪ .‬بدال من قصف املدن‪،‬‬ ‫وتهدميها الواحدة بعد األخرى‪ ،‬وترشيد‬ ‫املواطنني من بيوتهم‪ ،‬ودفن األحياء‬ ‫منهم تحت األنقاض‪ ،‬وتعريض جيل‬ ‫كامل من األطفال للصدمة‪ ،‬والرتويع‬ ‫والحرمان من التعليم؟ أم إن تخريب‬ ‫املدن وجه آخر للنهب‪ ،‬بحجة إعادة‬ ‫اإلعامر؟‬ ‫ املغزى الرصيح ّ‬ ‫مم كتبته‪ ،‬هو أن‬ ‫رئيس الوزراء العراقي حيدر الع ّبادي‬ ‫قد أعلن خطاب النرص عىل داعش‪،‬‬ ‫ناكراً دور وبطولة قوات البيشمركة‪،‬‬ ‫لكن األمر الذي يتغافله وإدارته‪ ،‬أن‬ ‫اإلرهاب يدفع الدولة لشحذ طاقاتها‬

‫إدريس سالم‬

‫يف مواجهته‪ ،‬أما الفساد فيد ّمر هذه‬ ‫الطاقات أص ًال‪ ،‬إذاً ال ميكن أن يربح‬ ‫املعركة ضدّ اإلرهاب‪ ،‬ألنه استعان‬ ‫با ُملفسدين‪ ،‬الذين يحكمون العراق‪،‬‬ ‫من رجال املال واألعامل‪ ،‬وجهاز‬ ‫األمن الشيعي‪ ،‬وبريوقراطية الدولة‪،‬‬ ‫واإلعالميني واملثقفني املأجورين‪ ،‬ف َوالء‬ ‫مثل هؤالء ألنفسهم‪ ،‬واستعدادهم‬ ‫لبذل الجهد والتضحية‪ ،‬يكاد ينعدم‪ ،‬أو‬ ‫هو ضئيل جداً‪ ،‬مام يجعل مساهمتهم‬ ‫يف مواجهة اإلرهاب مظهرية وعابرة‬ ‫ومرتدّدة‪.‬‬ ‫ نتيجة ونداء أخري للعراقيني‪ ،‬وكل‬ ‫الرشق األوسط‪ُ ،‬حكم الشعب مبُتد ِّينني‬ ‫عُ ميان هو َمن ظهر الفساد واإلرهاب‪،‬‬ ‫ُحكم الشعب مبُتد ِّينني عُ ميان ال‬ ‫يفقهون من الدين واإلسالم يشء هو‬ ‫َمن أولد حكومات فاسدة‪ ،‬من النخاع‬ ‫إىل القاع‪ُ ،‬حكم الشعب مبُتد ِّينني عُ ميان‬ ‫هو َمن جعل التط ّرف يأكل األرض‬ ‫والشعب والوطن‪ ،‬كدَ ا ٍء خطري ال دواء‬ ‫له‪ُ ،‬حكم الشعب مبُتد ِّينني عُ ميان لن‬ ‫يعمر حتى قرية صغرية‪ ،‬بل سيد ّمر ما مل‬ ‫ّ‬ ‫يد ّمر َبعدْ ‪ ،‬فاصحوا‪ ،‬وافصلوا الدين عن‬ ‫كل يشء‪ ،‬لتنعموا ّ‬ ‫ّ‬ ‫بكل يشء‪.‬‬ ‫‪59‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪60‬‬

‫تـظاهرات ايـران جرس انذار القـرب جـار‬ ‫مؤيد عبد الستار‬

‫انطلقت التظاهرات االيرانية‬ ‫يف مدينة مشهد وانتقلت كالنار‬ ‫يف الهشيم اىل مدن اخرى ‪  ،‬تظاهرات‬ ‫غاضبة خلفت بعض الضحايا وارضارا‬ ‫مادية وتجاوزات عىل مراكز الرشطة‬ ‫وبعض املساجد واملرافق العامة ‪.‬‬ ‫شجعت  التظاهرات  بعض القوى‬ ‫والدول الستغاللها للدخول يف معرتك‬ ‫الساحة االيرانية لتحويل مسارها مبا‬

‫يخدم مصالحها ‪ ،‬واكرب من يحاول‬ ‫استغاللها هم قوى املعارضة املقيمة‬ ‫يف الخارج  وامريكا التي دعت‬ ‫لعقد  جلسة ملجلس االمن حول ايران ‪.‬‬ ‫باملقابل حذرت روسيا من مغبة ارشاك‬ ‫مجلس االمن فيام ال يعنيه والتدخل‬ ‫بشؤون الدول من اجل تغيري انظمة‬ ‫الحكم فيها‪.‬‬ ‫وبغض النظر عن من سيسـتـفـيـد من‬ ‫هذه التظاهرات ومن سيحصد مثارها‬ ‫‪ ،‬بالرغم من خمود  وتريتها ‪ ،‬اال انها‬ ‫ستبقى متثل اكرب هزة سياسية تتعرض‬ ‫لها الحكومة االيرانية خالل العقد‬ ‫االخري ‪ ،‬والظاهر ان الحرب يف سوريا‬ ‫ومشاركة ايران فيها كانت عامال يف لجم‬ ‫املعارضني خالل السنوات املاضية‬ ‫ومنعتهم  من الظهور يف الشارع ورفع‬ ‫صوتهم ضد الوضع االقتصادي املزري‬ ‫وانتشار البطالة بني الشباب وشيوع‬ ‫الفقر يف اوساط الطبقات الدنيا من‬ ‫املجتمع التي مل يتسنى لها املشاركة يف‬ ‫االحزاب والقوى املسيطرة عىل مفاصل‬ ‫الدولة واقتصادها‪.‬‬ ‫ان اعالن  روسيا النرص يف سوريا‬ ‫و اعالن العبادي النرص يف بغداد‬ ‫عىل داعش ‪ ،‬منح املعارضني فرصة‬ ‫رفع اصابع االحتجاج علنا يف شوارع‬ ‫ايران  وازالة  عامل الخوف من النفوس‬ ‫التي تنفست الصعداء بعد اعالن النرص‬ ‫عىل االرهاب يف سوريا والعراق ‪.‬‬ ‫تتهم الحكومة االيرانية املتظاهرين‬ ‫وتقسمهم اىل قسمني ‪ ،‬االول له مطالب‬ ‫اقتصادية مرشوعة تؤيدها  وتعمل‬ ‫عىل  تلبيتها وحل معضالت البطالة‬ ‫والفقر ‪ ،‬والقسم االخر يستغل‬

‫التظاهرات الشاعة الفوىض وتأجيج‬ ‫االضطرابات من اجل تخريب االمن‬ ‫والعمل عىل استفزاز القوات االمنية يك‬ ‫يحصلوا عىل دعم خارجي ‪.‬‬ ‫ولو وضعنا االمر تحت مجهر التحليل‬ ‫املنطقي سنجد ان قمع الحريات‬ ‫وسيطرة االتجاه الديني املتزمت وفرض‬ ‫الحجاب والتضييق عىل الشباب وشيوع‬ ‫البطالة وزيادة معدالت الفقر وانتشار‬ ‫املخدرات وغريها اججت االحتجاجات‬ ‫الشعبية ‪ ،‬وهو ما ال ميكن ان يكون‬ ‫بدوافع خارجية ‪ ،‬فانتشار التظاهرات‬ ‫عىل هذا املستوى العام والشامل‬ ‫وبعفوية تدل عىل انها حراك جامهريي‬ ‫‪ ،‬ولكن هذا ال ينفي محاوالت من هنا‬ ‫وهناك  لخطف الحراك الجامهريي من‬ ‫قبل بعض  القوى الداخلية يف ايران‬ ‫والخارجية ايضا ‪.‬‬ ‫ان ايران يف مرمى اعداء لها يف الساحة‬ ‫االقليمية ‪ ،‬ورصاعها مع اململكة‬ ‫السعودية ليس خافيا عىل أحد ‪ ،‬كذلك‬ ‫دوليا ‪ ،‬فرصاعها مع امريكا وارسائيل لن‬ ‫يرتكها تعيش بسالم ايضا ‪.‬‬ ‫ولكن الضغط الذي يسلطه الحكم‬ ‫الذي يستند عىل عقلية فقهاء ميتحون‬ ‫اساليبهم يف الحكم  من مجاهل التاريخ‬ ‫ومن كوى الظالم بدال من ترك هذه‬ ‫املهام يف التكايا والزوايا يلهوا  بها جهال‬ ‫الدين وفقهاء الظالم هو الذي يدفع‬ ‫املواطنني االيرانيني اىل التنفيس عن‬ ‫الكبت املسلط كالسيف فوق رؤوسهم‬ ‫والخروج يف الشوارع بصدور عارية‬ ‫يهتفون بسقوط الحكومة االصولية‬ ‫االسالموية ورموزها ‪.‬‬ ‫ مثل هذه التظاهرات انترشت يف‬ ‫‪61‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪62‬‬ ‫بغداد ايضا قبل اكرث من عامني  ‪،‬‬ ‫واستمر حراك الجامهري شديدا ‪ -‬وشاع‬ ‫شعار باسم الدين باكونا الحرامية‬ ‫   وتأزمت االوضاع يف اوساط القوى‬‫املتزمتة التي سيطرت عىل مفاصل‬ ‫االقتصاد والسياسة يف الحكم ‪ ،‬ولكن‬ ‫صعود نجم رئيس الوزراء العبادي‬ ‫وزعمه محاربة الفساد ‪ ،‬وبتشجيع من‬ ‫املرجعية الدينية الشيعية العليا التي‬ ‫طالبت برضب الفساد بيد حديد ‪ ،‬اعطى‬ ‫جامهري املحتجني عىل سياسة الحكومة‬ ‫امال ظل بعيد املنال ‪ ،‬وفشل العبادي‬ ‫يف تقديم اي مركز قوي متهم  بالفساد‬ ‫اىل القضاء الذي ال يطمنئ املواطن اىل‬ ‫اجراءاته املهادنة ‪ ،‬لذلك فان اجراس‬ ‫االحتجاج التي تقرع يف طهران رسعان‬ ‫ما ستجد صداها يف شوارع بغداد ان‬ ‫مل تعجل الحكومة باالرساع يف محاسبة‬ ‫الفاسدين وتقدميهم اىل العدالة وانتزاع‬ ‫االموال التي نهبوها من فم املواطنني‬ ‫الفقراء واعادتها اىل ابناء الشعب‬ ‫الذين يفتقرون اىل ابسط الخدمات ‪،‬‬ ‫وها هي الحكومة بعد نهب املليارات‬ ‫من ميزانية الدولة لسنوات  ستذهب‬ ‫اىل الكويت  الشهر املقبل لتجلس‬ ‫عىل مسطبة تسول املنح من الدول‬ ‫الخليجية وغريها عىس ان تحصل عىل‬ ‫لقمة دسمة سيكون مصريها االختفاء يف‬ ‫بطون  حيتان الفساد من جديد‪.‬‬

‫ليس إيران فقط!‬

‫متر بلدان الرشق االوسط‬ ‫بأزمات اقتصادية – اجتامعية‬ ‫عميقة‪ ،‬تنعكس بشكل حاد يف االوضاع‬ ‫املعيشية والحياتية ملواطنيها‪ .‬ويتحمل‬ ‫محدودو الدخل والرشائح االجتامعية‬

‫الفقرية واملهمشة العبء األسايس‬ ‫لهذه االوضاع‪ ،‬حيث يثقل كاهلها‬ ‫العوز والفاقة واالمراض واالمية‪ .‬ومل‬ ‫تقف االنظمة لغاية االن بجدية امام‬ ‫مسؤولياتها يف معالجة هذه االزمات‬

‫جاسم الحلفي‬

‫التي تعصف بشعوبها‪ ،‬وجل ما تقدم‬ ‫عليه هو بعض االجراءات الشكلية‬ ‫واالستعراضية‪ ،‬التي ال تطال جذر‬ ‫االزمة‪ .‬فام يعني االنظمة فاقدة اإلرادة‬ ‫وسيئة اإلدارة واملتخمة مبال الفساد‪،‬‬

‫هو بقاؤها مرتبعة عىل سدة الحكم‪،‬‬ ‫وحامية وجودها يف السلطة‪ ،‬وتصدرها‬ ‫املشهد السيايس واالقتصادي بكل‬ ‫الوسائل‪ ،‬الرشعية منها وغري الرشعية‪،‬‬ ‫وإمساكها باملال واالعالم بقوة‪ ،‬غري‬ ‫عابئة مبعاناة الشعوب‪.‬‬ ‫بدال من ان تقيم أنظمة الحكم هذه‬ ‫عالقات حسن جوار مع املحيط‬ ‫االقليمي‪ ،‬تبعد املنطقة عن الحروب‬ ‫واإلرهاب والعنف والرصاع الطائفي‪،‬‬ ‫وتريس السالم وتؤمن االمن واالستقرار‪،‬‬ ‫وتحقق تبادل املنافع مبا يخدم شعوب‬ ‫املنطقة‪ ،‬وتشق طريقا للتعاون‬ ‫والتكامل االقتصاديني ‪ ..‬بدال من ذلك‬ ‫تقوم بتسعري الرصاع الطائفي‪ ،‬ليتعدى‬ ‫الحدود الوطنية وتصبح له ابعاد‬ ‫إقليمية‪ ،‬م ّول بعضها اإلرهاب وشجع‬ ‫عليه‪ ،‬واشاع العنف‪ ،‬ومل يحتسب لردود‬ ‫األفعال‪ ،‬ومل يحسب الكلف الباهظة‬ ‫للسياسات التي أوقعت خسائر برشية‬ ‫ومادية كبرية ال ميكن تعويضها‪.‬‬ ‫وإذ يعرب الكثريون من ابناء الشعب‬ ‫االيراين‪ ،‬خاصة من الرشائح االجتامعية‬ ‫محدودة الدخل والفقرية‪ ،‬هذه االيام‪،‬‬ ‫عن احتجاجهم – حسب ما تفيد‬ ‫االخبار والتقارير – عىل ما وصلت‬ ‫اليه اوضاعهم املعيشية والحياتية‪،‬‬ ‫ويخرجون يف تظاهرات عنوانها (ال‬ ‫للغالء) تشمل الكثري من املدن االيرانية‪،‬‬ ‫فان يف اململكة العربية السعودية ازمة‬ ‫مالية واقتصادية ال ميكن اخفاءها‪  ،‬وال‬ ‫ميكن ان تحل عرب إجراءات ارتجالية‬ ‫بعيدا عن جوهر السياسة االقتصادية‬ ‫للمملكة‪ .‬ومثاال عىل ذلك نذكر اعتقال‬ ‫مجموعة من األمراء والوزراء ورجال‬

‫االعامل بتهمة الفساد‪ ،‬وعقد مساومات‬ ‫معهم بالتنازل عن جزء من أموالهم‬ ‫مقابل اطالق رساحهم‪.‬‬ ‫وتشري املؤرشات اىل تعمق هذه االزمة‪،‬‬ ‫التي ال تحلها تدابري التقشف املتبعة‬ ‫يف اململكة‪  ،‬ورفع أسعار  املحروقات‪،‬‬ ‫وفرض رضائب جديدة‪ ،‬منها رضيبة‬ ‫القيمة املضافة التي بورش بتنفيذها اول‬ ‫السنة الجديدة‪ ..‬هذا كله ال ينقذها‬ ‫من الغرق  يف عجز مايل‪ ،‬حسب احدث‬ ‫تقرير صادر عن صندوق النقد الدويل‪.‬‬ ‫ويتوقع وصول االزمة اىل ذروتها‬ ‫ومواجهة "إفالس هيكيل" حسبام تنبأ‬ ‫(زاك رشايرب) الرئيس التنفيذي لصناديق‬ ‫التحوط "بوينت ستيت كابيتول"‪ ،‬ومن‬ ‫مؤرشات ذلك ان العجز املسجل ملوازنة‬ ‫اململكة لعام ‪  2018‬قدرت قيمته بـ‬ ‫‪ 195‬مليار ريال سعودي‪.‬‬ ‫يبدو ان قضايا الفقر والبطالة‬ ‫وارتفاع الرضائب‪ ،‬وسياسة "التكييف"‬ ‫االقتصادي التي يفرضها صندوق النقد‬ ‫الدويل‪ ،‬وكلفة السياسات اإلقليمية‬ ‫النظمة املنطقة‪ ،‬قد تركت اثارها عىل‬ ‫شعوبها‪ .‬وهكذا فليس اإلرهاب وحده‬ ‫ما يهدد الحياة واالستقرار ويعيق‬ ‫التنمية‪ ،‬امنا هي ايضا االزمة املعيشية‬ ‫الخانقة‪ ،‬التي تدفع أوساطا واسعة من‬ ‫املواطنني اىل حافات الفقر‪.‬‬ ‫والسؤال هو‪ :‬اىل متى تبقى االزمة‬ ‫تنهش يف حياة املواطنني‪ ،‬وتقض‬ ‫مضاجعهم؟ وكيف يتوقع ان تأيت ردود‬ ‫فعلهم عىل سياسة االفقار؟‬ ‫سؤال او أسئلة برسم اإلجابة‪  ،‬والشعوب‬ ‫هي وحدها من يعطي الجواب‬ ‫القاطع!‪.‬‬ ‫‪63‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪64‬‬

‫ايسر الموصل‪..‬‬

‫شارع لالسدي‬ ‫ومساج وكحول‬ ‫واكتظاظ بزهورها‬ ‫فيلي ‪ /‬علي حسني علي‬

‫يف ‪ 24‬كانون الثاين‪/‬يناير ‪،2017‬‬ ‫أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر‬ ‫العبادي تحرير الجانب األيرس ملدينة‬ ‫املوصل من سيطرة تنظيم «داعــش»‬ ‫بشكل كامل‪ ،‬يف معركة صعبة ومعقدة‬ ‫استمرت لنحو ‪ 11‬شهرا‪.‬‬ ‫وبعد عام من استعادة السيطرة عىل‬ ‫الجزء الرشقي من ثاين أكرب مدن العراق‪،‬‬ ‫ال تزال بعض الشواهد حارضة لتذكر‬ ‫بحكم تنظيم داعش املتشدد للمدينة‪،‬‬ ‫والذي استمر نحو ثالث سنوات‪.‬‬ ‫لكن تغيريات جوهرية عدة طرأت عىل‬ ‫ساحل املوصل األيرس‪ ،‬عىل الصعيدين‬ ‫األمني واالقــتــصــادي وعــى املستوى‬ ‫االجتامعي عىل حد سواء‪.‬‬ ‫مل يكن أحد يتخيل أن تتعاىف املدينة‬ ‫بهذه الرسعة‪ ،‬فاملراكز التجارية الضخمة‬ ‫واملــوالت انترشت يف الكثري من أحياء‬ ‫الجانب الــرقــي «األيـــر» ملدينة‬ ‫املوصل‪ ،‬وباتت منطقة الزهور من أكرث‬ ‫املناطق اكتظاظا الحتوائها عىل الكثري‬ ‫من املطاعم الراقية واملقاهي ومكاتب‬ ‫األطباء‪.‬‬ ‫وساهم االستقرار األمني يف إنعاش‬ ‫املراكز التجارية واستمرارها بالعمل‬ ‫لساعات متأخرة من الليل‪ ،‬فيام تتجول‬ ‫النساء بحرية جنبا إىل جنب مع شبان‬ ‫يرتدون مالبس الجينز الضيقة‪ ،‬يف مشهد‬ ‫غاب عن املدينة إبان سيطرة تنظيم‬ ‫داعش عليها‪.‬‬

‫‪65‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪66‬‬ ‫ويف محال بيع املالبس‪ ،‬التي تغلب عليها‬ ‫البضائع املستوردة‪ ،‬تصدح موسيقى‬ ‫البوب من مكربات الصوت‪ ،‬وتعمل‬ ‫الفتيات إىل جانب زمالئهن الذكور‪،‬‬ ‫فيام تنترش موديالت العرض يف واجهات‬ ‫املحال وهي تحتوي عىل أزياء نسائية‬ ‫وتنانري قصرية ومالبس داخلية‪.‬‬ ‫ويقول عيل عبد‪ 31« ،‬سنة» وميتلك محال‬ ‫لبيع املالبس النسائية‪ ،‬إن «جميع املراكز‬ ‫التجارية فتحت أبوابها بجهود ذاتية‬ ‫ورصفت مبالغ ضخمة‪ ،‬وإن أحدا مل يقم‬ ‫بتعويضها أو دعمها نتيجة األرضار التي‬ ‫لحقت مبمتلكاتها أثناء معارك تحرير‬ ‫املدينة»‪.‬‬ ‫ويقول مراسل راديو سوا يف املوصل إن‬ ‫الكثري من املراكز التجارية واألســواق‬ ‫الشعبية ومراكز بيع الخضار الرئيسية‬ ‫اضطرت إىل االنتقال إىل الجانب األيرس‬ ‫بعد أن كانت تنترش يف الجزء األمين من‬ ‫املدينة‪.‬‬ ‫ويعود السبب يف ذلك إىل الدمار الهائل‬ ‫الذي لحق مبعظم أحياء الجزء الغريب من‬ ‫املوصل وعىل األخص املدينة القدمية‪.‬‬ ‫ورافق النشاط التجاري الذي يشهده‬ ‫الساحل األيرس‪ ،‬انتشارا ملحوظا ملحال‬ ‫بيع املرشوبات الكحولية التي تركزت‬ ‫يف منطقتي الفيصيلية وحي الجزائر‬ ‫الشعبيتني‪ ،‬فيام فتح مركز للمساج يف‬ ‫منطقة النبي يونس للمرة األوىل يف‬ ‫تاريخ املدينة‪.‬‬

‫ويقول يف املوصل إن «املركز تعرض‬ ‫للتهديد أكــر من مــرة خــال األشهر‬ ‫املاضية‪ ،‬واضطرت بعض العامالت فيه‬ ‫إىل ترك العمل‪ ،‬إال أنه ال يزال يفتح أبوابه‬ ‫للزبائن من الصباح وحتى املساء»‪.‬‬ ‫عىل امتداد كيلومرتين يربط ما كان‬ ‫يعرف بشارع «الخالفة» سابقا‪ ،‬والذي‬ ‫تحول اسمه إىل شــارع «عبد الغني‬ ‫االسدي»‪ ،‬حي الصناعة وتقاطع الجرس‬ ‫الرابع يف حي الوحدة يف ساحل املوصل‬ ‫األيرس‪.‬‬ ‫ويذكر هذا الشارع باالعتداءات الكثرية‬ ‫التي ارتكبها تنظيم داعش بحق اآلثار‬ ‫يف املدينة‪ ،‬حيث كان التنظيم قد أقدم‬ ‫عىل هدم «سور نينوى» القديم وإنشاء‬ ‫شارع «الخالفة» فوقه‪.‬‬ ‫ويعد الفريق الركن عبد الغني األسدي‬ ‫الذي يشغل منصب قائد قوات جهاز‬ ‫مكافحة اإلرهـــاب أحــد أبــرز القادة‬ ‫العسكريني الذين ساهموا يف عمليات‬ ‫تحرير املوصل من سيطرة تنظيم داعش‪.‬‬ ‫تأثرت معظم مباين جامعة املوصل‬ ‫العريقة‪ ،‬التي تأسست عــام ‪،1959‬‬ ‫بالحرب ضد تنظيم داعش وبلغت نسبة‬ ‫الدمار يف عدد من كلياتها نسبة ‪،90%‬‬ ‫حيث شهدت معارك رشسة بني القوات‬ ‫العراقية وعنارص التنظيم‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن الجامعة فتحت أبوابها‬ ‫يف خريف العام املايض‪ ،‬إال أن عددا من‬ ‫مبانيها ال يزال مدمرا ومل تبدأ عمليات‬ ‫إعادة إعامره بعد‪.‬‬ ‫ويقول محافظ نينوى نوفل العاقوب‬

‫إن «معظم مباين كليات الجامعة عادت‬ ‫إىل العمل باستثناء مبنى رئاسة الجامعة‬ ‫الذي اليزال مدمرا بشكل شبه كامل»‪.‬‬ ‫ويضيف العاقوب أن «إعــادة جامعة‬ ‫املوصل إىل سابق عهدها تحتاج إىل‬ ‫أمــوال طائلة ال ميكن توفريها إال عرب‬ ‫الدول املانحة»‪.‬‬ ‫يف السابق كانت مدينة املوصل تشتهر‬ ‫بكرثة الجسور التي تربط جانبيها عىل‬ ‫نهر دجلة‪ ،‬لكن الحرب مع تنظيم داعش‬ ‫تسببت يف تدمريها جميعا‪.‬‬ ‫وبعد عام عىل تحرير الجزء الرشقي‬ ‫من املوصل متكنت السلطات من فتح‬ ‫جرس واحد فقط هو الجرس الرابع‪ ،‬فيام‬ ‫استعانت بجسور مؤقتة عامئة إلعادة‬ ‫ربط جانبي املدينة‪.‬‬ ‫ويقول العاقوب إن «السلطات املحلية‬ ‫اتفقت مع رشكــات متخصصة إلعادة‬ ‫إعامر هذه الجسور ومن ضمنها الجرس‬ ‫القديم املقرر أن يعاد افتتاحه منتصف‬ ‫الشهر املقبل»‪.‬‬ ‫ويشري العاقوب إىل أن «نقص األموال‬ ‫أخر كثريا من عمليات إعــادة إعامر‬ ‫املدينة التي تقدر كلفتها بـ ‪ 42‬مليار‬ ‫دوالر»‪.‬‬ ‫وباملقابل يؤكد العاقوب أن هناك عدة‬ ‫مؤسسات حكومية «من املستحيل إعادة‬ ‫إعامرها من جديد‪ ،‬ألنها تدمرت بشكل‬ ‫كامل يف املعارك‪ ،‬من بينها مستشفى‬ ‫السالم وقاعة ابن األثري ومديرية الزراعة‬ ‫ومبنى قامئقامية املوصل ومديرية‬ ‫االتصاالت»‪.‬‬ ‫‪hura-sawa‬‬ ‫‪67‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪68‬‬

‫الرصاص الطائش‪ ..‬تقليد عشائري يزدهر باملدن ويصيب العراقيني بالجملة‬

‫بدال من أن يتم زفافه الى عروسه زُف الشاب احمد من مدينة‬ ‫الفلوجة الى قبره بعدما اصيب برصاصة طائشة قتلته على الفور‬ ‫أطلقها احد األصدقاء في يوم الزفاف فرحا بهذه المناسبة‪ ،‬إذ‬ ‫أن طقوس االحتفال بالمناسبات السعيدة او الحزينة في العراق ال‬ ‫تكتمل من دون إطالق الرصاص العشوائي في الهواء‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬سندس مريزا‬

‫‪69‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪70‬‬ ‫حادثة احمد ال تعدو سوى‬ ‫قصة من مئات القصص‬ ‫التي مرت عىل العراقيني سنويا‬ ‫ويتداولون صوره ومقاطع فيديو‬ ‫خاصة به عىل مواقع التواصل‬ ‫االجتامعي‪ ،‬وهكذا أصبحت الظاهرة‬ ‫عرفا مجتمعيا اقوى من القوانني‬ ‫واإلجراءات األمنية الصارمة‪ ،‬ولكن‬ ‫تصاعد نسبة اإلصابات بني السكان‬ ‫مؤخرا اجرب الحكومة عىل إعالن‬ ‫حملة جديدة ملكافحة الظاهرة‪.‬‬ ‫رئيس الوزراء حيدر العبادي أعلن يف‬ ‫بيان رسمي “باتخاذ إجراءات رادعة‬ ‫وعاجلة ملنع ظاهرة إطالق العيارات‬ ‫النارية يف املناسبات ومحاسبة‬ ‫املسؤولني عنها”‪ ،‬كام أعلنت‬ ‫وزارة الداخلية يف بيان اعتقال‬ ‫سبعة أشخاص أطلقوا الرصاص‬ ‫يف الهواء خالل األسبوع املايض‪.‬‬ ‫حفالت الزواج ومراسيم تشييع‬ ‫املوىت وفوز املنتخب الوطني‬ ‫بكرة القدم يف البطوالت الدولية‬ ‫هي اكرث املناسبات التي تشهد‬ ‫إطالق الرصاص‪ ،‬األسبوع املايض‬ ‫أعلنت وزارة الصحة مقتل شخص‬ ‫وإصابة (‪ )19‬آخرين مبناسبة فوز‬ ‫املنتخب العراقي يف بطولة الخليج‪.‬‬ ‫هذه الظاهرة تزايدت بعد العام‬

‫‪ ،2003‬ضعف سلطة الدولة واخفاق‬ ‫القوات االمنية يف فرض االمن اجرب‬ ‫السكان عىل اقتناء اسلحة تحتفظ‬ ‫بها يف منازلها‪ ،‬حتى ان حكومة‬ ‫رئيس الوزراء السابق نوري املاليك‬ ‫أصدرت قرارا رصيحا يف العام ‪2012‬‬ ‫يسمح لكل منزل بحيازة قطعة سالح‬ ‫واحدة بندقية او مسدس عىل أن‬ ‫يقوم مالكها بتسجيلها يف اقرب مركز‬ ‫رشطة‪ ،‬ولكن الكثري من العراقيني‬ ‫ال يقومون مبراجعة مراكز الرشطة‪.‬‬ ‫بل ان هناك أسواقا يف بغداد وعدد‬ ‫من املدن متخصصة يف بيع ورشاء‬ ‫االسلحة حتى املتوسطة أشهرها‬ ‫سوق مريدي يف بغداد الواقع‬ ‫يف قلب “مدينة الصدر” ذات‬ ‫الغالبية الشيعية الفقرية‪ ،‬وشهد‬ ‫السوق األحد املايض حملة عسكرية‬ ‫ملالحقة التجار ومصادرة األسلحة‪.‬‬ ‫الصدمة كانت واضحة عىل العراقيني‬ ‫وهم يشاهدون نتائج الحملة التي‬ ‫أعلنتها القيادة العسكرية املكلفة‬ ‫بأمن بغداد‪ ،‬اآلالف من قطع السالح‬ ‫تشمل البنادق اآللية واملسدسات‬ ‫وحتى أسلحة “ار يب جي” املضادة‬ ‫للدروع‪ ،‬مكائن خراطة لصناعة‬ ‫وتحوير بعض قطع السالح والذخائر‪.‬‬ ‫قبلية‬ ‫أعراف‬ ‫تعود الظاهرة يف الحقيقة إىل‬ ‫تقاليد عشائرية نشأت يف عرشينات‬ ‫القرن املايض‪ ،‬وتحديدا خالل “ثورة‬ ‫العرشين” بعد تحالف عشائر يف‬

‫وسط وجنوب البالد ضد االحتالل‬ ‫الربيطاين آنذاك‪ ،‬وبدأت العشائر‬ ‫للمرة االوىل تحصل عىل األسلحة‬ ‫الخفيفة من البنادق واملسدسات‬ ‫عرب مهاجمة ثكنات الجنود‬ ‫الربيطانيني ورشائها من الدول‬ ‫املجاورة أشهرها بندقية “الربنو"‬ ‫يف تلك الثورة كانت كفة الجيش‬ ‫الربيطاين هي الراجحة المتالكهم‬ ‫املدافع الثقيلة بينام كانت البنادق‬ ‫هي سالح العشائر وكانت أعدادها‬ ‫محدودة وال مينح سوى لبضع‬ ‫مقاتلني ضمن القوة العشائرية‬ ‫التي تهاجم الربيطانيني‪ ،‬كام‬ ‫يقول الشيخ حيدر الرميثي احد‬ ‫شيوخ عشائر محافظة ميسان‪.‬‬ ‫الرميثي هو احد احفاد مقاتيل‬ ‫العشائر آنذاك‪ ،‬يقول‪" ،‬ما زلنا‬ ‫نتناقل قصص تلك الثورة وشعارها‬ ‫االزيل “الطوب احسن لو مكواري"‪،‬‬ ‫والطوب يف اللهجة الشعبية هي‬ ‫املدافع‪ ،‬و”املكوار” هو السالح‬ ‫األكرث شعبيا لدى العراقيني يف تلك‬ ‫االيام ويتكون من عصا غليظة تنتهي‬ ‫بكرة صلبة من القار وبإمكان رضبة‬ ‫واحدة أن تشج بها رأس الخصم‬ ‫وتقتله ويسمى سالح الشجعان‬ ‫لكونه يختلف عن األسلحة النارية‬ ‫التي تقتل عن مسافة بعيدة‪.‬‬ ‫كانت معظم أسلحة القوة العشائرية‬ ‫املهاجمة “املكوار” بينام متنح بنادق‬ ‫“الربنو” اىل بعضهم بسبب شحتها‬

‫وصعوبة الحصول عىل ذخريتها‪ ،‬ورغم‬ ‫حاجة العشائر اىل البنادق والرصاص‬ ‫آنذاك إال أنهم مل يبخلوا بإطالق‬ ‫الرصاص يف األفراح واألحزان‪ ،‬ومنذ‬ ‫ذلك الوقت نشأت هذه الظاهرة اىل‬ ‫جانب “العراضة”‪ ،‬كام يقول الرميثي‪.‬‬ ‫و”العراضة" رقصة شعبية يقوم‬ ‫بها افراد العشائر بامليش ليشكلوا‬ ‫حلقة مدورة وهم ميسكون البنادق‬ ‫يف أيديهم إلطالق الرصاص ويف‬ ‫منتصف الدائرة يتلو احد الشعراء‬ ‫قصيدة باملناسبة التي اجتمعوا من‬ ‫اجلها سواء كانت حزينة ام سعيدة‪.‬‬ ‫ويعرتف الرميثي أن ظاهرة اطالق‬ ‫الرصاص العشوايئ يف االفراح واالحزان‬ ‫ليست حضارية‪ ،‬ولكنه يؤكد صعوبة‬ ‫منعها‪ ،‬ويقول‪“ :‬برصاحة هناك الكثري‬ ‫من ابناء العشائر يعتربون عدم‬ ‫اطالق الرصاص يف مناسباتهم اهانة”‪،‬‬ ‫ولكن الرميثي يرفض بشدة انتقال‬ ‫هذه الظاهرة اىل املدن وخصوصا‬ ‫بغداد ويعتربها إرثا عشائريا مرتبط‬ ‫بالريف العراقي جنوب البالد‪.‬‬ ‫ومنذ عقود تتجنب السلطات‬ ‫االصطدام مع العشائر ملا متلكه‬ ‫من نفوذ واسع‪ ،‬بل أن الحكومات‬ ‫املتعاقبة كانت تغازل زعامء القبائل‬ ‫عرب منحهم أسلحة‪ ،‬وغالبا ما تغض‬ ‫القوات األمنية النظر عن املوروث‬ ‫العشائري يف القرى واالرياف‪،‬‬ ‫ولكن انتقال ظاهرة إطالق الرصاص‬ ‫العشوايئ اىل بغداد يثري قلق الحكومة‬

‫والسكان عىل حد سواء‪ ،‬وتبدو‬ ‫محاولة الحكومة ملنعها غري مجدية‪.‬‬ ‫النقيب يف رشطة نجدة بغداد سامر‬ ‫هادي يقول "السالح منترش بني‬ ‫السكان عىل نحو كبري وال يخلو منزل‬ ‫من قطعة سالح‪ ،‬أوقات االحتفاالت‬ ‫يحدث إطالق رصاص كثيف ال‬

‫بعضهم أفراد يف‬ ‫احلشد الشعيب وآخرون‬ ‫موظفون يف مناصب‬ ‫عليا يف الدولة‪ ،‬حتى‬ ‫ان عناصر يف الشرطة‬ ‫واجليش متورطون‬ ‫بذلك ويستخدمون‬ ‫أسلحة احلكومة‬ ‫مثل مسدسات كلوك‬ ‫وبندقية كالشنكوف رغم‬ ‫العقوبات القانونية‬ ‫الصارمة‬

‫نعرف مصدره‪ ،‬وعندما نلقي القبض‬ ‫عىل شخص متلبس بذلك يحاول‬ ‫استخدام منصبه او منصب احد‬ ‫أفراد عائلته لإلفالت من االعتقال"‪.‬‬ ‫ويضيف النقيب هادي أن “بعضهم‬ ‫أفراد يف الحشد الشعبي وآخرون‬ ‫موظفون يف مناصب عليا يف الدولة‪،‬‬ ‫حتى ان عنارص يف الرشطة والجيش‬ ‫متورطون بذلك ويستخدمون‬ ‫أسلحة الحكومة مثل مسدسات‬ ‫كلوك وبندقية كالشنكوف رغم‬ ‫العقوبات القانونية الصارمة"‪.‬‬ ‫ينص قانون ما زال ساريا عىل‬ ‫املستوى الوطني يحمل الرقم ‪15‬‬ ‫لسنة ‪ 2000‬عىل حبس مطلق‬ ‫العيارات النارية مدة ال تقل عن‬ ‫شهر وال تزيد عن ستة أشهر‪،‬‬ ‫وتغرميه مبلغا ال يقل عن (‪)50000‬‬ ‫خمسني ألف دينار وال يزيد عىل‬ ‫(‪ )1000000‬مليون دينار‪ ،‬ومصادرة‬ ‫السالح الشخيص مع الذخائر‪ ،‬ولكن‬ ‫هذا القانون يحتاج اىل جهود جبارة‬ ‫لتطبيقه عىل الجميع دون متييز‬ ‫بني املواطنني‪ ،‬وفقا للنقيب هادي‪.‬‬ ‫النائبة يف الربملان العراقي منى‬ ‫الغرايب‪ ،‬تعتقد بان عىل الحكومة‬ ‫تشديد العقوبة أكرث‪ ،‬وطالبت يف‬ ‫بيان رسمي مبحاسبة مطلقي الرصاص‬ ‫العشوايئ وفق قانون مكافحة‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬وتدعو إىل تدخل العشائر‬ ‫والحمالت املدنية لوقف الظاهرة‪.‬‬ ‫نقاش‬ ‫‪71‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪72‬‬

‫في العراق‪..‬‬ ‫آالف الموتى‬ ‫قد يعودون إلى‬ ‫الحياة‬

‫االتصال الهاتفي تلقاه خرض حسني (‪69‬‬ ‫عاما) من أحد معارفه الذي قال بنربة‬ ‫احتفالية‪ :‬البشارة البشارة‪ ..‬ابنك طارق‬ ‫عىل قيد الحياة وهو اآلن مسجون عند‬ ‫القوات االمريكية يف بغداد»‪ .‬قاطعه حسني‬ ‫متلهفا‪ « :‬برشك الله بالخري»‪ ،‬واسرتسل‬ ‫يسأل عن التفاصيل‪.‬‬ ‫ما ان فهمت زوجته العجوز التي كانت‬ ‫تجلس مالصقة له فحوى املكاملة حتى‬ ‫ركضت مثل بطة متثاقلة لتزف البرشى‬ ‫لبناتها وزوجة ابنها‪ ،‬ورسيعا انترش الخرب‬ ‫يف عموم الحي الشعبي الذي تعاطف‬ ‫كثريا مع هذه العائلة عندما فقدت ابنها‬ ‫الوحيد‪« .‬لقد ذهبنا لنعزيهم ونواسيهم‬ ‫بابنهم‪ ،‬هل يحدث ان نذهب لنبارك لهم‬ ‫بعودته‪ ،‬إذا تحققت ستكون معجزة»‪،‬‬ ‫تهامس بعض أبناء الجريان فيام بينهم‪.‬‬ ‫آالف املفقودين ال أثر لهم‬ ‫قصة هذا الرجل العجوز لها مثيل عند‬ ‫آالف األشخاص ممن يعلقون أيضا آماال‬ ‫للعثور عىل أبنائهم أحيا ًء بعدما غيبهم‬

‫«داعش» يف سجونه‪ ،‬األنظار اآلن مصوبة‬ ‫نحو سجون الحكومة العراقية ومعسكرات‬ ‫القوات األمريكية يف العراق‪ ،‬وقد دخلت‬ ‫القضية مرحلة جدية هذه املرة بعد تدخل‬ ‫رئيس الربملان سليم الجبوري‪.‬‬ ‫عبد امللك الحسيني مدير املكتب اإلعالمي‬ ‫للجبوري‪ ،‬قال إن رئيس الربملان تلقى‬ ‫شكاوى كثرية بشأن املعتقلني لدى تنظيم‬ ‫«داعش» يف املوصل‪ ،‬وبناء عىل ذلك زار‬ ‫املدينة مطلع كانون الثاين (يناير) الحايل‪،‬‬ ‫والتقى املئات من ذوي املفقودين‪.‬‬ ‫خاطبنا رسميا الجهات الحكومية التي‬ ‫لديها سجون ومعتقالت‪ ،‬وهي وزارات‬ ‫الداخلية والدفاع والعدل‪ ،‬فضال عن هيئة‬ ‫الحشد الشعبي‪ ،‬طالبناها بالبحث عن‬ ‫مصري أكرث من (‪ )700‬مفقود‪ ،‬تم تسجيل‬ ‫أسامئهم من قبل ذويهم‪ .‬ال ميكن الترصيح‬ ‫باي نتيجة االن‪ ،‬ننتظر الرد عىل مخاطبات‬ ‫رئيس الربملان‪ ،‬لنتأكد ما اذا كان هؤالء‬ ‫املفقودون يف السجون العراقية ام ال»‬ ‫يختم الحسيني ترصيحه‪.‬‬

‫مرت ستة أشهر عىل املكاملة التي تلقاها‬ ‫خرض حسني‪ ،‬وما زال يبحث عن أي أثر‬ ‫يوصله البنه‪ ،‬لكن من دون جدوى‪ ،‬حتى‬ ‫الشخص الذي قيل انه شاهده يف سجن‬ ‫مبطار املثنى ببغداد‪ ،‬تبخر مثل الرساب‪،‬‬ ‫ثم تحجج مصدر «البشارة» ان األمر رسي‬ ‫وال يستطيع الكشف عن هويته‪.‬‬ ‫توالت أخبار مشابهة عن وجود طارق‬ ‫حيا من مصادر اخرى‪ ،‬بالتزامن وانتشار‬ ‫شائعات عن تحرير القوات العراقية مئات‬ ‫املعتقلني من املستشفى الجمهوري غريب‬ ‫املوصل وكذلك املدينة القدمية‪.‬‬ ‫كل ما تلقاه ما زال هوا ًء يف شبك‪ ،‬اذ مل‬ ‫يصل اىل اي يشء يثبت وجود ابنه حيا‪،‬‬ ‫وبالرغم من ذلك يتشبث باألمل‪« ،‬عندما‬ ‫اعتقله عنارص التنظيم منتصف عام ‪2016‬‬ ‫بتهمة التخابر مع القوات العراقية‪ ،‬بلغنا‬ ‫نبأ اعدامه بعد عرشة أيام‪ ،‬لكننا مل نتسلم‬ ‫جثته‪ ،‬وهذا ما جعلنا نصدق انه حي حتى‬ ‫اآلن»‪ ،‬يقول العجوز الذي ُأحني ظهره‪.‬‬ ‫الخسفة وعلو عنرت‬

‫كان اسم طارق قد أدرج يف سجالت دائرة‬ ‫الطب العديل باملوصل‪ ،‬حيث تودع جثث‬ ‫املوىت‪ ،‬فالتنظيم مل يكن يسلم جثامني‬ ‫الضحايا الذين يقتلهم إذا تعلق األمر بتهم‬ ‫حساسة كالتخابر‪ ،‬ويكتفي بإيداع أسامئهم‬ ‫يف الطب العديل‪ ،‬وأحيانا إرسال قصاصة‬ ‫ورق إىل عائلته‪.‬‬ ‫كان التنظيم يودع الجثث يف مقابر‬ ‫جامعية‪ ،‬لعل أبرزها الحفرة الكبرية التي‬ ‫تسمى (الخفسة) والتي تقع عىل بعد (‪20‬‬ ‫كلم) جنوب املوصل‪ ،‬وذاع صيتها يف بداية‬ ‫سيطرة «داعش» عىل املوصل يف حزيران‬ ‫(يونيو) ‪ 2014‬اذ أعدم التنظيم أكرث من‬ ‫(‪ )200‬نزيل يف سجن بادوش (‪ 20‬كلم‬ ‫غرب املوصل) وألقى جثث العرشات منهم‬ ‫يف تلك الحفرة التي بلعتهم فورا‪ ،‬ثم ألقى‬ ‫فيها التنظيم مئات الجثث قبل أن يردمها‬ ‫يف منتصف عام ‪.2015‬‬ ‫أما أحدث املقابر الجامعية فتم اكتشافها‬ ‫يف آب (أغسطس) املايض يف ناحية‬ ‫العياضية (‪ 60‬كلم غرب املوصل) وهي برئ‬

‫مكاملة هاتفية أوقدت يف‬ ‫داخله بصيص أمل بأن‬ ‫ابنه الوحيد الذي اعتقله‬ ‫«داعش» قبل (‪ )18‬شهرا‪،‬‬ ‫ما يزال عىل قيد الحياة‪ ،‬لذا‬ ‫يستنفر جهوده لإلمساك‬ ‫برأس خيط يوصله إىل‬ ‫الحقيقة‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬ماجد محمد صالحان‬

‫‪73‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪74‬‬ ‫كبرية اسمها (علو عنرت) يزيد قطرها عن‬ ‫خمسني مرتاً‪.‬‬ ‫يقول النائب يف الربملان العراقي عن‬ ‫محافظة نينوى عبد الرحمن اللويزي‪ ،‬إن‬ ‫«عنارص داعش ألقوا فيها جثث مئات‬ ‫املغدورين الذين اعتقلوا ألسباب مختلفة‪،‬‬ ‫ثم فجروا الجزء الرشقي من البرئ لطمر‬ ‫الجثث املرتاكمة عىل بعضها»‪.‬‬ ‫ويضيف اللويزي يف مؤمتر صحفي داخل‬ ‫الربملان‪ ،‬أن «ذوي األشخاص الذين اعتقلهم‬ ‫التنظيم من قبل‪ ،‬يعيشون رصاعاً نفسياً‬ ‫لعدم معرفة مصري أبنائهم‪ .‬وباتوا عرض ًة‬ ‫لالبتزاز واالستغالل‪ ،‬وفريسة للدعايات‪ ،‬اذ‬ ‫يشاع بأنهم موجودون يف مطار املثنى أو‬ ‫يف سجون رسية»‪.‬‬ ‫«الضحايا باآلالف‪ ،‬منتسبو األجهزة األمنية‪،‬‬ ‫مرشحو االنتخابات‪ ،‬أعضاء املجالس‬ ‫املحلية‪ ،‬موظفو املفوضية‪ ،‬ناشطون‬ ‫مدنيون‪ ،‬محامون‪ ،‬وغريهم الكثري‪ ،‬لكن ال‬ ‫أثر لهم حتى اآلن» يختم النائب حديثه‪.‬‬ ‫ال توجد إحصاءات عن عدد املفقودين‬ ‫حتى اآلن‪ ،‬سعد الخزرجي ناشط سيايس‬ ‫تبنى قضية املفقودين‪ ،‬وبعد زيارة رئيس‬ ‫الربملان إىل املوصل‪ ،‬اعد قامئة تضم (‪)722‬‬ ‫مفقودا يعتقد ذووهم أنهم ما زالوا أحيا ًء‬ ‫ومودعني يف سجون القوات العراقية‪.‬‬ ‫لكن هناك الكثري من األسامء مل يتم‬ ‫تسجيلها «أرسلت اسم ابني طارق ومل‬ ‫يظهر يف القوائم التي رفعت اىل الجهات‬ ‫األمنية لكنني سأنتظر النتائج وأمتنى‬ ‫ان ال يكون االمر من اجل الدعاية‬ ‫االنتخابية وان يتم البحث عن ابني وباقي‬ ‫املفقودين بالفعل» يقول خرض حسني‪.‬‬ ‫‪niqash‬‬

‫من «الصندوق األسود» إلى «اللحية البيضاء»‪..‬‬

‫ ‬ ‫«ذو اللحية البيضاء»‪« ،‬الصندوق‬ ‫األسود»‪ ،‬أو «أباعود الجديد»‪...‬‬ ‫أسامء كانت تبث الرعب يف العراق وخارج‬ ‫حدود «دولة الخالفة» التي أعلنها تنظيم‬ ‫الدولة اإلسالمية‪ ،‬قبل أن تسقط ويسقط‬ ‫هؤالء الجهاديون يف قبضة القوات العراقية‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬يتداول الناشطون عىل مواقع‬ ‫التواصل االجتامعي صورا لوجوههم التي‬ ‫تبدو عليها مالمح الهزمية‪ ،‬أو يف وسائل‬ ‫إعالم تنرش صور «سيلفي» لجنود أثناء‬ ‫اعتقالهم الجهاديني‪ ،‬وأخرى للمعتقلني‬ ‫مبالبس السجناء‪.‬‬ ‫بعد استعادتها السيطرة عىل مدينة املوصل‪،‬‬ ‫ثاين أكرب مدن العراق وأبرز معاقل التنظيم‬ ‫املتطرف يف البالد‪ ،‬بدأت القوات األمنية‬ ‫عملية البحث عن الجهاديني‪.‬‬ ‫وتأوي السجون يف العراق حتى اآلن نحو‬ ‫‪ 20‬ألف شخص يشتبه يف انتامئهم إىل‬ ‫تنظيم الدولة اإلسالمية‪ ،‬وفق ما يقول‬ ‫باحثون‪.‬‬ ‫وشملت عمليات البحث األنقاض واألنفاق‬ ‫التي حفرها الجهاديون عىل مدى ثالث‬ ‫سنوات إىل جانب مخابئ يف املدينة‬ ‫ومحيطها‪.‬‬ ‫داخل املدينة القدمية‪ ،‬وتحديدا قرب‬ ‫مسجد النوري الذي شهد الظهور العلني‬ ‫الوحيد أليب بكر البغدادي‪ ،‬زعيم التنظيم‬ ‫الذي ال يزال متواريا عن االنظار‪ ،‬متكنت‬ ‫قوات مكافحة اإلرهاب من القبض عىل‬ ‫الرجل املعروف ب»الصندوق األسود»‬ ‫لتنظيم الدولة اإلسالمية‪.‬‬ ‫«التسلسل الثالث»‬ ‫بعدما أرسل انتحاريني وانغامسيني سعيا‬ ‫لصد تقدم القوات الحكومية يف املدينة‬ ‫القدمية‪ ،‬مل يكن أمام نظام الدين الرفاعي‬

‫دواعش مرعبون قيد االعتقال‬

‫خيار إال «االستسالم»‪ ،‬وفق ما يقول‬ ‫لفرانس برس املتحدث باسم قوات مكافحة‬ ‫اإلرهاب صباح النعامن‪.‬‬ ‫عند خروجه من مخبئه تحت األرض محاطا‬ ‫بجنود عاري الصدر فيام غطت وجهه لحية‬ ‫وشعر أبيض أشعث‪ ،‬سطرت نهاية قايض‬ ‫قضاة «الخالفة» الذي سن القوانني عىل‬ ‫مدى سنوات يف محاكم الجهاديني املعروفة‬ ‫بتشددها‪.‬‬ ‫وأوضح النعامن أن التحقيق مع هذا‬ ‫الرجل املتحدر من املوصل وصاحب األعوام‬ ‫الستني‪« ،‬مستمر»‪ ،‬ألنه بالتأكيد أحد أولئك‬ ‫الذين ميكن أن يكشفوا للسلطات أرسارا‬ ‫كثرية عن تنظيم الدولة اإلسالمية‪.‬‬ ‫وتؤكد مصادر أمنية واستخبارية أن املنصب‬

‫الذي كان يشغله الرفاعي عىل رأس الهرم‬ ‫القضايئ يف التنظيم الجهادي‪ ،‬يجعله يف‬ ‫موقع «التسلسل الثالث من ناحية األهمية‬ ‫بني الجهاديني»‪.‬‬ ‫وتوضح أن «أبا بكر البغدادي درس عىل‬ ‫يده العقيدة والحديث»‪.‬‬ ‫املفتي أبو عمر الذي ظهر يف إصدار «رجم‬ ‫املثليني» هو الشخصية األخرى التي وقعت‬ ‫بيد السلطات العراقية والضليعة بأمور‬ ‫العقيدة لدى التنظيم أيضا‪ ،‬وله ألقاب عدة‪.‬‬ ‫إذ تطلق عليه أسامء «ذو اللحية البيضاء»‬ ‫أو «سفاح املوصل»‪ .‬يدعى عز الدين طه‬ ‫أحمد وهب‪ ،‬وكان مفتيا للموصل إىل حني‬ ‫«تحريرها»‪.‬‬ ‫وظهر وهب يف إصدارات للتنظيم يف ذروة‬

‫سيطرتهم عىل املدينة‪ ،‬بلباس عسكري‬ ‫وبندقية كالشنيكوف‪ ،‬وهو يقرأ حكم‬ ‫اإلعدام عن طريق رمي املحكومني من‬ ‫السطح أو الرجم‪ ،‬عىل مجموعة من الفتية‬ ‫بتهمة املثلية الجنسية‪.‬‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬عرثت عليه السلطات مختبئا يف‬ ‫منزل يف مدينة املوصل وقد خفف لحيته‪،‬‬ ‫وانترشت صوره يف هذا املكان عىل مواقع‬ ‫التواصل االجتامعي‪.‬‬ ‫ويقول رئيس اللجنة األمنية يف مجلس‬ ‫محافظة نينوى محمد إبراهيم لفرانس‬ ‫برس إن «صاحب اللحية البيضاء اعتقل بناء‬ ‫عىل إخبار من مواطن يف منطقة الفيصلية‬ ‫يف رشق مدينة املوصل»‪.‬‬ ‫ويضيف «كان ال يخرج نهائيا من املنزل‬

‫فيلي ‪ /‬ايمان حبيب‬

‫الذي يقطنه‪ .‬كان يحبس نفسه داخل الدار‪،‬‬ ‫لكنه خرج يف يوم إىل حديقة املنزل نهارا‪،‬‬ ‫فشاهده أحد الجريان‪ ،‬وتلقت االستخبارات‬ ‫املعلومات‪ ،‬وعىل أثر ذلك تم اعتقاله»‪.‬‬ ‫«رميا باألحذية»‬ ‫ومذ ذاك الحني‪ ،‬صار «السفاح» حديث‬ ‫وسائل التواصل االجتامعي‪ .‬وع ّلق أحدهم‬ ‫بالقول «هذا الرجل أرعب أهل املوصل‪.‬‬ ‫لقد رمى الناس بالحجارة حتى املوت‪ ،‬وعىل‬ ‫أهل املوصل تعليقه مبيدان عام‪ ،‬وقتله رميا‬ ‫باألحذية»‪.‬‬ ‫وإذا كان «ذو اللحية البيضاء» و»الصندوق‬ ‫األسود» يعمالن يف إدارة الخالفة‪ ،‬فإن أبو‬ ‫حمزة البلجييك كان يحرض للمستقبل‪.‬‬ ‫وقاتل البلجييك يف كوباين يف شامل سوريا‬ ‫ويف تكريت والرمادي ونينوى يف العراق‪.‬‬ ‫كان مسؤوال عن تدريب «أكرث من ستني‬ ‫مام يسمى أشبال الخالفة الذين ترتاوح‬ ‫أعامرهم بني مثانية و‪ 13‬عاما‪ ،‬عىل الرياضة‬ ‫والقتال»‪ ،‬وفق ما قال ملحققيه‪.‬‬ ‫واختار البلجييك لنفسه اسم أبو حمزة‪،‬‬ ‫وهو من أصول مغربية ويدعى طارق‬ ‫جدعون‪ ،‬وانضم إىل تنظيم الدولة اإلسالمية‬ ‫يف العام ‪.2014‬‬ ‫شكل جدعون كابوسا ألوروبا من خالل‬ ‫دعوته من املوصل إىل رضب فرنسا‪ ،‬فأطلق‬ ‫عليه اسم «أباعود الجديد»‪ ،‬نسبة إىل‬ ‫مواطنه عبد الحميد أباعود‪ ،‬أحد منفذي‬ ‫اعتداءات ‪ 13‬نوفمرب عام ‪ 2015‬يف فرنسا‪.‬‬ ‫ويقبع أبو حمزة البلجييك اليوم يف السجون‬ ‫العراقية بانتظار املحاكمة استنادا إىل‬ ‫ـ»قانون مكافحة اإلرهاب» الذي مبوجبه‬ ‫حكم عىل العديد من الجهاديني األوروبيني‬ ‫باإلعدام‪.‬‬

‫‪75‬‬

‫العدد ‪ 170‬السنة الرابعة عشر (كانون الثاني) ‪2018‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.